.. اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ...
•°
أبشِّرُكم أيها الأحبة بما بَشَّر به الحبيب المصطفى ﷺ فيما قال عن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) :
*( ما أهلَّ مُهِلٌّ قطُّ إلَّا بُشِّرَ ، ولا كبَّرَ مُكبِّرٌ قطُّ إلَّا بُشِّرَ ، قيلَ : يا رسولَ اللهِ !! بالجنَّةِ ؟؟ قال : نعَم ) ..*
١- يبدأ ( *التكبير المطلق* ) من هذه الليلة - ليلة الإربعاء - حتى يوم 13 ذي الحجة.
٢- *المطلق* : يكبر في كل وقت في المسجد وبيته وسوقه وعمله.
٣- (*التكبير المقيد*) من فجر عرفة إلى يوم13
٤- *المقيد* : مقيد بأدبار الصلوات.
٥- يجتمع في يوم عرفة وما بعده مطلق ومقيد،
يوم عرفة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاة والسَّلامُ على سيِّدِنا محمَّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعينَ:
يومُ عرفةَ يومُ مغفرةِ الذُّنوب وجمعِ القلوب على علَّام الغيوب (إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي).
ويومُ عرفةَ لهُ فضائلُ متعددةٌ، منها:
ـ أنهُ يومُ إكمالِ الدِّينِ وإتمامِ النِّعمةِ.
ـ وأنَّهُ عيدٌ لأهلِ الإسلامِ.
ـ وقيلَ: إنَّهُ يومُ الشَّفْعِ الَّذِي أقسمَ اللهُ تعالى بهِ في كتابهِ، فقال سبحانه: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}، وأنَّ الوَترَ يومُ النَّحرِ.
ـ وقيلَ: إنَّهُ الشَّاهدُ الَّذِي أقسمَ اللهُ تعالى بهِ في كتابهِ، فقال تعالى: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}.
ـ أنَّهُ أفضلُ الأيَّامِ، وقالَ بعضُ العلماءِ: يومُ النَّحْرِ أفضلُ الأيَّامِ.. رُوِيَ عنْ أنسِ بنِ مالكٍ رضيَ اللهُ تعالى عنهُ قالَ: كانَ يقالُ: يومُ عرفةَ بِعَشَرَةِ آلافِ يومٍ، يعني في الفضلِ.
ـ أنَّهُ يومُ الحجِّ الأكبرِ عندَ جماعةٍ من السَّلفِ، وقالَ بعضُ العلماءِ: يومُ الحجِّ الأكبرِ يومُ النَّحْرِ.
ـ أنَّ صيامَهُ كفارةُ سنتينِ.
ـ وأنَّهُ يومُ مغفرةِ الذُّنوبِ والتَّجاوزِ عنها، والعِتق منَ النَّار، والمباهاةِ بأهلِ الموقفِ.. ففي صحيحِ الإمام مسلم رحمه الله تعالى، عنِ السَّيدةِ عَائِشَةَ رضيَ اللهُ تعالى عنها قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟).
فَمَنْ طَمِعَ في العِتقِ مِنَ النَّارِ ومغفرةِ ذنوبهِ في يومِ عرفةَ، فليحافظْ على الأسبابِ الَّتِي يُرْجَى بها العِتقُ والمغفرةُ.. ومنها:
ـ صيامُ ذلكَ اليومِ، فقد ندبنا الشرعُ الشريفُ إلى صيامه: فعن أبي قتادةَ رضيَ اللهُ تعالى عنهُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهِ عليهِ وسلَّم: (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالَّتِي بَعْدَهُ) رواهُ الإمامُ مسلمُ رحمهُ اللهُ تعالى.
أما الحاجُّ فلا يستحبُّ له صيامه، بل يُكرَه عند المالكية والحنابلة، وهو خلاف الأولى عند الشافعية، وقيل: مكروه.. فقد روى الإمام أحمد وأصحاب السنن رحمهم الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَاتٍ).
وذهب الحنفية إلى أنَّ صيامه مندوب للحاجِّ إذا كان لا يُضعفه عن الوقوف بعرفات ولا يُخِلُّ بالدعوات، فلو أضعفه كُرِه له الصوم.
ـ حفظُ جوارحهِ عن المحرَّماتِ في ذلك اليومِ: ففي مسندِ الإمامِ أحمدَ رحمهُ اللهُ تعالى عنِ ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ تعالى عنهما، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّه قالَ يَوْمَ عَرَفَةَ: (هَذَا يَوْمٌ مَنْ مَلَكَ فِيهِ سَمْعَهُ، وَبَصَرَهُ، وَلِسَانَهُ، غُفِرَ لَهُ).
ـ الإكثارُ منْ شهادةِ التَّوحيدِ بإخلاصٍ وصدقٍ، فإنَّها أصلُ دينِ الإسلامِ الَّذِي أكملهُ اللهُ تعالى في ذلكَ اليومِ: ففي المسندِ عنْ عبدِ اللهِ بنِ عمروٍ رضيَ اللهُ تعالى عنهما قالَ: كانَ أكثرُ دعاءِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يومَ عرفةَ: (لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ، بيدهِ الخيرُ، وهوَ على كلِّ شيءٍ قدير).
ـ ومن الأعمال كثرةُ الدُّعاءِ بالمغفرةِ والعِتقِ، فإنَّهُ يُرْجَى إجابةُ الدُّعاءِ فيهِ.
ـ والمشروعُ فيه بالنسبة للحاجِّ هو الإكثارُ من التلبية، أما غيرُ الحاجِّ فيسنُّ له الإكثارُ من التكبيرِ من صبيحةِ يوم عرفةَ إلى عصرِ آخرِ أيامِ التشريق.
ـ ولْيَحْذَرْ منَ الذُّنوبِ الَّتِي تمنعُ المغفرةَ فيهِ والعِتْقَ، فمنها: الاختيالُ، والإصرارُ على الكبائرِ، وغيرُ ذلك.
من كتابِ «لطائف المعارف» للإمامِ ابنِ رجبٍ الحنبليِّ رحمهُ اللهُ تعالى، وغيرِهِ.
وصلّى اللهُ تعالى على سيّدنَا محمَّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ وسلَّمَ والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
/channel/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
naseemalriad" rel="nofollow">https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
فلئن لم يرجعِ الحاجُّ إلى بيته اليومَ بأعباءٍ جسيمةٍ من الأوزار لشدَّةِ ما شُغِلَ عن آدابِ المناسك وضوابطها، ولكثرةِ ما آذى الناسَ في سبيل التخلُّص من زِحامهم وإيذائهم، فإنه لجديرٌ أن يُهنَّأَ لحظِّه العظيمِ في حُسنِ الخَلاص، حتى وإن لم يَعُدْ بشيء من المَثوبة والأجرِ يدَّخرهما لنفسه عند الله تعالى..
هذا فيما إذا كان ذهابُه إلى الحجِّ منضبطاً بالضوابط الشرعية، ولا شكَّ أنَّ التعليماتِ الرسميةَ في هذا الصددِ تدخلُ ضِمنَها.. فكيف إذا كان مخالفاً لهذه القوانين، متسبِّباً في زيادةِ الزحامِ المسبِّب لما ذكرنا من فسادِ حالِ الحُجَّاجِ الناتجِ عن هذا الزحام والفوضى، وبُعدِهم عما هم بصدده من القيام بوظائف العبادة والعبودية لله تعالى، وحُسنِ الخُلُقِ والصِّلَةِ بعباد الله جلَّ وعلا.
ومن أينَ يحصلُ له التذلُّلُ لله تعالى عندما يترك الزينةَ ويلبسُ ثيابَ الإحرام مُظهِراً فقرَهُ لربِّه، متجرِّداً عن الدنيا وشواغلِها التي تَصرِفُه عن الخُلوص لمولاه، وهو في هذه الحالة التي نتجت عن الفوضى في الذَّهابِ إلى الحجِّ؟! ومن أين له أن يحقِّقَ ما هو مطلوبٌ منه من السننِ والآدابِ في الطواف حول الكعبة والسعيِ بين الصفا والمروة؟! وأنَّى له أن يقومَ بما عليه عندما يكونُ في عرفات، وفي مِنى عندما يقوم برمي الجمرات؟! ومعلومٌ ما هي السننُ والآدابُ التي ينبغي أن يقوم بها الحاجُّ في هذه المواطن، ليتحقَّقَ له المعنى المرادُ من الحج.
وهذا الحالُ يدفعُ كثيراً من الحجاجِ لتتبُّعِ الرُّخَص، والأخذِ بالأقوالِ الضعيفة، مع ما يقومُ به البعضُ من إهمالٍ لبعض الواجباتِ الشرعيةِ كلُبس الإحرام وغيره، بدون موجِبٍ، سوى هذا الزحامِ الناشئِ عن عدم الفقهِ الحقيقيِّ لمعنى شعيرةِ الحج.
ولذا تجدُ أنَّ الكثيرَ الكثيرَ من الحُجَّاجِ عندما يرجِعونَ لا يحملونَ معهم من الحديثِ للناس إلا ما عانَوه في هذه المواطن، ولا يتذكَّرون إلا تلك المواقف التي تعرَّضوا فيها للضرر.
فعش يا أيُّها الحاجُّ حياتَك بعد الحجِّ في ظلِّ مناسكِ الحجِّ والعمرة وذكرياتِها وضراعتك فيهما، وحُضَّ الناسَ دائماً على أداء الحجِّ والعمرة بالضوابط والآداب الشرعيَّة، وشوِّقْهم لذلك، واحذرْ ما يقعُ فيه البعضُ من شكوى الزحامِ والصعوبات، مما قد يُثبِّطُ عزائمَ الناسِ، ويكون صدّاً عن هذا الخير العظيم.
وليكنْ أثرُ الحجِّ فيك إذا حَجَجْتَ، أوِ العمرةِ إذا اعتمرْتَ، أن يزيدَ اهتمامُكَ بأمورِ دينك، وتطويعُ دنياك وتسخيرُها لخيرِ آخرتك، فذلك علامةُ القبول والنُّسُكِ المبرور.
ولا شك أنَّنا في هذه الإجابة لسنا بصددِ الحديثِ عن حلِّ المشكلات، لأنَّها مع صعوبتها سهلةٌ عندما تقومُ بها الدُّولُ متعاونةً مع الدولةِ التي فيها أداءُ هذه المناسك؛ ولكنَّ الذي نقوله إنما هو تذكرةٌ وبيانٌ ونصيحةٌ لمن يسمعها، وتأكيدٌ له على ضرورةِ التمسُّكِ بأحكامِ الشريعة والتأدُّبِ بآدابها، وأن لا يكون الحاكمُ لنا في هذه العبادات إنما هو العواطفُ والمشاعر، فكم وكم من حالٍ يظنُّ الشخصُ فيها أنه متوجِّهٌ إلى هذه العبادة بدافعٍ من الشوقِ إلى بيتِ الله الحرام والرغبةِ في الأجر والثواب، ولو أنَّه محَّصَ النظرَ ودقَّقَ لَعلِمَ أنه مُندفعٌ إلى ذلك بأهواءٍ وحظوظٍ نفسيَّةٍ ورغباتٍ ومصالحَ دنيوية..
وكم من أناسٍ يندفعونَ إلى الحجِّ بهذه المشاعر وذِممُهم الماليةُ مشغولةٌ بحقوقٍ للآخرين، دون أن يَحملَهم ما يكافئ ويوازي ذلك الشوقَ من مشاعرِ الخوف من الله تعالى على أن يسألوا أنفسهم: أيجوزُ هذا السفر لمثلِ هذا الإنسان؟ ولو أنَّهم فعلوا ذلك لعلموا أنه ليس لمَنْ عليهِ دينٌ حالٌّ أن يسافرَ من بلدتِهِ إلى أيِّ جهةٍ، لأيِّ عبادةٍ أو غرضٍ، إلا بعدَ أن يُوفِّي دَينه أو يستأذنَ غَريمه.
ولهذا الحديثِ ذُيولٌ طويلةٌ لا مجالَ لذكرها الآن، لا سيما ونحن الآن على أبواب الحج.
اللهمَّ يسِّرْ على الحجاج حجَّهم، وتقبَّل منَّا ومنهم، ويسِّرْ لهم زيارتهم لحضرة إمام الأنبياء والمرسلين، ومهوى أفئدة المحبِّين، سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأكمل التسليم.
اللهم واجعلنا ممَّن أكرمتهم بالحجِّ المبرور والسعي المشكور، وأشركْنا في نُسُكِ الحُجَّاج والعُمَّار والزُّوَّار وأذكارِهم ودعواتِهم، وأكرمْنا اللهمَّ بالعودِ المرَّاتِ الكثيرات إلى زيارةِ بيتِكَ الحرام، وزيارةِ نبيِّكَ ورسولِكَ عليه الصلاة والسلام، مع التيسير والفوز بالقبول، ووفِّقْنا اللهمَّ لشُكرِ نِعَمِكَ وحُسنِ القيامِ بحقِّها، وزِدْنا من فضلك العظيم.
اللهمَّ اهدنا وسدِّدنا.. اللهمَّ اهدِنا لما اختُلِفَ فيه من الحقِّ بإذنك، إنكَ تهدي من تشاءُ إلى صراط مستقيم، وأكرمنا اللهمَّ بنعمة الإخلاص لوجهك الكريم برحمتك يا أرحم الراحمين.
ولا حولَ ولا قوَّةَ إلا باللهِ العليِّ العظيم، وهو حسبُنا ونعمَ الوكيل، وصلى الله تعالى على سيِّدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً، والحمد لله ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
تذكرة مهمَّة
حول الحج بطرق غير مشروعة
وتكرار الحجِّ في كلِّ عام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ الذي جعلَ كلمةَ التوحيدِ لعبادِهِ حِرزاً وحِصناً، وجعلَ البيتَ العتيقَ مثابةً للناسِ وأمناً، وأكرمَهُ بالنسبةِ إلى نفسِهِ جلَّ وعلا تشريفاً وتخصيصاً ومَنّاً، وجعلَ زيارتَهُ والطوافَ به حجاباً بينَ العبدِ وبينَ العذابِ ومِجَنّاً.
والصلاةُ والسلامُ على سيِّدِنا محمَّدٍ نبيِّ الرحمة، وسيِّدِ الأُمَّة، وعلى آلِهِ وصحبِهِ قادةِ الحقِّ وَسادةِ الخلقِ، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعلينا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
أما بعد: فإنَّهُ يردُ سؤالٌ ويتكرَّرُ، ومفادُهُ: ما هو التوجيهُ الشرعيُّ لمن يريدُ الذهابَ إلى الحجِّ بدون تصريحٍ وبدون إذنٍ رسميٍّ، وإنَّما من خلالِ بعضِ الطرُق التي يستطيعُ من خلالِها أن يصل إلى الحج؟ وما هو التوجيهُ لمن يودُّ تكرارَ الحجِّ في كلِّ عام؟
وفي هذه المناسبة نذكرُ خلاصة ما قاله العلماءُ المحقِّقون والعُرَفاءُ الربانيُّون في هذه المسألة.. فنقول وبالله التوفيق:
الحجُّ ركنٌ من أركان الإسلام، وفرضٌ على كلِّ مسلمٍ مستطيع، وهو واجبٌ مرَّةً واحدةً في العمر، وقد وردتِ الأحاديثُ في الترغيبِ في تكرارِ الحجِّ والعمرة، ولو كلَّ خمسِ سنواتٍ مرَّة، لما فيه من منافعَ روحيةٍ ومادية.. وللحديث القدسي الوارد في ذلك، وهو قوله جلَّ وعلا: (إنَّ عبداً صحَّحْتُ لَهُ جِسْمَهُ، وَوَسَّعْتُ عَليهِ في المَعيشَةِ، يَمضي عَليهِ خمسةُ أعوامٍ لا يَفِدُ إليَّ لَمَحروم) رواه ابن حِبَّان في صحيحه.
ولكنْ نظراً لكثرةِ عددِ المسلمين في العالمِ اليوم، وتوافرِ الإمكاناتِ المادية لهم، وسهولةِ المواصلات، التي جعلتِ الحجَّ ميسَّراً إلى حدٍّ كبير.. أقبل المسلمون على أداء الفريضة، وحرصوا على تكرار الحجِّ والعمرة، حتى وصلوا إلى أعداد كبيرة.
كما أنَّ مشاعرَ الحجِّ مُحدَّدةٌ ومحصورة، ومع ما بُذِلَ من جهودٍ كبيرةٍ في توسيع الحرم والمشاعر، والإنفاق على ما يحقِّقُ راحةَ الحجاجِ والعُمَّار.. فإنَّ كلَّ ذلك لم يستطعِ استيعابَ الإقبالِ الكبيرِ على الحجِّ والعمرة.
وهذا كلُّهُ يقتضي من المسلم أن يقتصرَ على أداءِ الفريضةِ، وأن يُتيحَ الفرصةَ لغيرِهِ ممَّنْ لم يسبقْ لهُ الحجُّ والعمرةُ بأداء هذه الفريضة، دفعاً للضَّررِ المتوقَّعِ في الزحام ومضايقة الناس، كما هو مشاهَدٌ وملموس في موسمِ الحجِّ، والمواسمِ التي يكثرُ فيها أداءُ العمرة كرمضان مثلاً؛ وذلك إيثاراً من المسلم لأخيه المسلم، وحتى لا يحرمه من أداء الفريضة، والمسلمُ لا يؤمنُ إيماناً كاملاً حتى يحبَّ لأخيه ما يُحبُّهُ لنفسه.. وعلى الأخصِّ أنَّ أبوابَ الخير والقربات مفتوحةٌ أمامَ الأغنياءِ والأثرياء، بل هي أكثرُ ثواباً وأجراً من تَكرارِ الحجِّ والعمرة، لما فيها من مصالحَ ضروريةٍ، كإعانةِ الفقراءِ والمساكينِ، وأصحابِ الكوارثِ واللاجئينَ، وبناءِ المساجدِ في البلاد الفقيرة، والمدارسِ والمعاهدِ الشرعية، وحفرِ الآبار، وتأمينِ المساكنِ للمشرَّدينَ والفقراء، ورعايةِ الأيتامِ الفقراء، وتقديمِ المساعداتِ لإنعاشِ الاقتصادِ في العديدِ منَ البلادِ الإسلامية.
ولا يجوز للواجدينَ إهمالُ المُعوِزينَ تحتَ مبرِّرِ الإكثارِ من النوافل والطاعات؛ فإنه لا يجوزُ تركُ الواجباتِ لتحصيلِ المستحبَّات، ولا يسوغُ التشاغلُ بالعباداتِ ذاتِ النفعِ الخاصِّ، وبذلُ الأوقاتِ والأموالِ فيها، على حسابِ القيامِ بالعباداتِ ذاتِ المصلحةِ العامة.
والمهمُّ في كلِّ ذلك الإخلاصُ والنيَّةُ والعملُ النافعُ الصالحُ والإيثارُ، وما فيه مصلحةٌ أكبرُ للناس.
ويمكنُ للمسلمِ اختيارُ الأوقاتِ الأخرى خارجَ أوقاتِ الحجِّ لأداءِ العمرة، وزيارةِ الحرمينِ، والتشرُّفِ برؤيةِ الكعبةِ، وتحقيقِ المحبَّةِ الصادقةِ والشوق لبيت الله الحرام، وزيارةِ النبيِّ عليه وآلِهِ الصلاةُ والسلام، دون التسبُّبِ في الزحامِ وإلحاقِ الضَّررِ بالآخرين.
أما بالنسبةِ للحجِّ بالطرقِ غيرِ المشروعةِ فإنَّهُ من حيثُ صحةُ الحجِّ أو بطلانه: فالحجُّ صحيحٌ إن استوفى الحاجُّ أركانَه وشروطَهُ، سواء كان مصرَّحاً له بالدخول أو لم يكن كذلك، لكن ينبغي الحجُّ بالطريقة الرَّسمية التي لا مخالفةَ فيها للقوانين الناظمةِ لذلك.. أما ما فيه مخالفةٌ لها فلا يجوز سلوكُهُ، بل يجبُ التقيُّدُ والالتزامُ بالنظام الذي تفرضُه الدولة للذهاب للحجِّ، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59]، فطاعةُ وليِّ الأمر في شأن تنظيم الحجَّاج واجبةٌ شرعاً؛ لأنَّه فُعِل لمصلحةٍ معتبرة..
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله تعالى عنه, قَالَ : لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ , خَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِيهِ , وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ , فَلَمَّا فَرَغَ , قَالَ : " يَا مُعَاذُ , إِنَّكَ عَسَى أَنْ لَا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا , أَوْ لَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي هَذَا , أَوْ قَبْرِي " , فَبَكَى مُعَاذٌ جَشَعًا لِفِرَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , ثُمَّ الْتَفَتَ فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ نَحْوَ الْمَدِينَةِ , فَقَالَ : " إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي الْمُتَّقُونَ , مَنْ كَانُوا وَحَيْثُ كَانُوا " .رواهُ الإمامُ أحمدُ رحمهُ الله تعالَى
Читать полностью…https://youtu.be/SimyYFE-xHo?si=VOxlWoFaHBQRZwRz
Читать полностью…https://youtu.be/CPkxzViaDoo?si=okdHF5D2iGMoVnVX
Читать полностью…بشائرُ متحوفٌ بها الزائرُ لحضرةِ الحبيب المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم
البشارةُ الثانية: في وجوبِ الشَّفاعةِ لمَنْ زارَهُ صلَّى الله عليه وسلَّم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين.. والصلاةُ والسلامُ على سيِّدِنا محمَّدٍ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ.
من البشائرِ التي يُتحَفُ بها الزائرُ الإعلامُ والتذكيرُ بما ورد من نحو قوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فيما رواه الإمامُ أحمدُ رحمه الله تعالى بسند صحيح، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (يَا مُعَاذُ إِنَّكَ عَسَى أَنْ لَا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا، وَلَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي وَقَبْرِي) و(لعلَّ) هنا للرجاء.. وقولِهِ صلَّى الله عليه وسلَّم فيما رواه الإمام البيهقيُّ رحمه الله تعالى وغيره: (مَنْ زارَ قَبري وجبَتْ لهُ شَفاعَتي)، بالإضافة إلى كثير من الأحاديث والوقائع الدالَّةِ عليه.
وكيف لا يخفق قلبُ المؤمن شوقاً وحُبّاً وهُياماً إلى مثواه صلَّى الله عليه وسلَّم للسلام عليه، وهو صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في قبره حيٌّ طريٌّ يُخبَرُ بأعمال أُمَّته، فما وجد منها خيراً حمد اللهَ عليه، وما وجد منها غيرَ ذلك استغفر لهم صلَّى الله عليه وسلَّم؟!
يردُّ السلامَ على مَنْ سلَّمَ عليه، وتبلغُهُ صلواتُ المؤمنينَ عليه، ويُسَرُّ بالمُقبِلينَ إليه..
كيف لا تتلوَّعُ قلوبُنا تلهُّفاً إلى مثواه وقد قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا}؟!
لقد جعل اللهُ تعالى القدومَ إلى حبيبه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم باباً من أوسع أبواب المغفرة، وسبباً لاستحقاقِ الرحمة.
فبَذْلُ الهِمَّةِ في زيارة خيرِ البَريَّة ولو بجُهدٍ جهيد، وارتكابُ مَشقَّةِ سفرِها البعيد، يُرجى بها التَّرقِّي إلى كمالِ درجات الآخرة، ويُنالُ بها المنازلُ الفاخرة، ويُؤمَّلُ بجاهِ سَعَةِ فضلِ المَزورِ غُفرانُ الذنوبِ والأوزار، وإهلالُ سُحُبِ الفضلِ الكثيرِ المِدْرار، وهذا مُشاهَدٌ مَحسوس؛ ولم لا والوقوفُ على بابِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم الرحيمِ بالمذنبينَ المُخطئينَ وقوفٌ حَميد، ولسانُ حالِ هذا الواقفِ لا زالَ يقولُ قولَ ذلك الشاعرِ المُجيد:
عن حِماكُم كيفَ أنصرفُ *** وهواكُمْ لي به شرفُ
سادتي لا عِشْتُ يومَ أُرى *** في سوى أبوابِكم أَقِفُ
وغيرُ خافٍ أيضاً أنَّ الوصولَ إلى تلكَ الحضرةِ المحمَّديَّةِ بالأشباح، فيه كمالُ الارتياح، والانتعاشُ بالأرواح، سيما في حقِّ من لم يتأهَّلْ بكمالِ مرتبةِ من يقول: زُرْتُمْ جُسوماً، وزُرنا نحن أرواحاً.. ولقد تشبَّثَ بأذيالِ معنى هذا البيت قومٌ أبعدَهُمْ عنِ الزيارةِ سوءُ الحظِّ الناشئُ عن شُحٍّ كبير، أو أمرٌ يَقْصُرُ عنه التعبير.
ومن شواهدِ صحةِ ما قُلنا أولاً: قولُ القائل:
وفي طلبِ العِيانِ لطيفُ معنًى *** لهُ سألَ المعاينةَ الكليمُ
ومنها أيضاً: توجُّهُ أربابِ القلوبِ والعرفانِ بأشباحهم ـ مع مُلازمةِ معنى القربِ النبويِّ بأرواحهم ـ إلى مدينةِ نبيِّهِ سيِّدِ ولدِ عدنان صلَّى الله عليه وسلَّم، ولا حاملَ لهم على تحمُّلِ المشاقِّ البدنيَّةِ إلا محبةُ الظَّفَرِ بتلكَ اللطيفة التي أشارَ إليها القائلُ آنفاً رحمَهُ ربُّ البريَّة.
ويَقْرُبُ من هذا النظام قولُ بعضِ أهلِ الهُيام رائمِ الزيارةِ بالأشباحِ بعدَ حصولِها بالأرواح:
أخذتم فؤادي وهو بعضي فما الذي *** يضرُّكُمُ لو كانَ عندكُمُ الكلُّ
ولعمري إنَّ في الزيارةِ كلَّ عامٍ معنًى يُدركُ بالوِجدانِ لأولي الأفهام، ويحقُّ أن يُقطَعَ دونَهُ القواطعُ والأهلون، ويُختَرَقَ في طلبه لو فُرِضَ السبعُ الطِّباق، ويُمشى فيه بعدَ بذلِ الأموالِ على المُهَجِ والأحداق.
ويرحمُ اللهُ تعالى السيِّدَ الرواسَ إذ يقول:
طارَ نحوَ الحبيبِ شُحرورُ قلبي *** بجناحِ الغرامِ والأشواقِ
وقليلٌ للحِبِّ في الحبِّ هذا *** لو سَعَيْنا لهُ على الآماق
أتاحَ اللهُ تعالى لنا حسنَ العوائد، بدوامِ زيارةِ تلكَ المعاهد، مع استكمالِ الشُّروطِ والأدبِ التامِّ، بجاهه عليه الصلاة والسلام.
من كتاب: (الذخائر القدسية في زيارة خير البرية صلَّى الله عليه وسلَّم)، وكتاب: (مناسك الحجِّ والعمرة وآداب الزيارة) بشيءٍ من التصرُّفِ.
وصلى الله تعالى على سيِّدِنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وسلَّمَ تسليماً، والحمد لله ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
/channel/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
naseemalriad" rel="nofollow">https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
بشائر متحوفٌ بها الزائر لحضرةِ الحبيب المصطفى صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم
البشارةُ الأولى:
علمُهُ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بصلاةِ المصلِّي والمسلِّمِ عليه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين.. والصلاةُ والسلامُ على سيِّدِنا محمَّدٍ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ.
أما بعد: فاعلم ـ أيُّها الزائرُ المحبُّ ـ أنَّ زائرَهُ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم إذا صلَّى وسلَّمَ عليه عند قبرِهِ الشريفِ سَمِعَهُ صلَّى الله عليه وسلَّم سماعاً حقيقياً، وردَّ عليه من غير واسطة.. فلا عجبَ أنَّ في ذلك أعظمَ بشارةٍ لا تحيطُ بها العبارة، وإتحافاً عظيماً للزائرِ الذي يقفُ بين يدي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وهو يعلمُ أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم حيٌّ يسمعُ صوتَهُ وتوسُّلَهُ وشَغَفَهُ به، وسؤالَهُ منه أن يشفعَ له عند ربِّه جلَّ وعلا حتى يرضى عنه، ويعطيَهُ ما يحبُّهُ من خيريِ الدنيا والآخرة؛ فأعظِمْ بمَنْ يسمعُ منه صلَّى الله عليه وسلَّم خطابَهُ، ويردُّ عليه لسعادتِهِ جوابَهُ، فاشدُدْ حينئذٍ بزيارتِهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يديك، وَاسْعَ في تحصيلِها لتُساقَ هذه الخيراتُ والفوائدُ إليك، وتحظى بالمثولِ في ذلك الموقفِ المتكفِّلِ بحصولِ المأمولِ وإجابةِ السؤالِ وبصلاحِ الأحوال، والسعيِ في التحلِّي بحُلى أهلِ الكمال، وبمَحْقِ ما فَرَطَ من الزلَّات، وطهارةِ ما تدنَّسَ من الأخلاقِ والصفات، حقَّقَ اللهُ لنا ذلك، وخرقَ لنا العوائدَ لنكونَ من أهلِ تلكَ المسالك، بمنِّه وكرمِهِ، اللهم آمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
من كتاب: (الذخائر القدسية في زيارة خير البرية صلَّى الله عليه وسلَّم) بشيء من التصرُّف والزيادة.
وصلى الله تعالى على سيِّدِنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وسلَّمَ تسليماً، والحمد لله ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
/channel/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
naseemalriad" rel="nofollow">https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
الإخلاصُ في الزيارةِ لحضرةِ النبيِّ الأعظمِ والحبيبِ الأكرم صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم
بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمدُ لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات.. والصلاةُ والسلامُ على سيِّدِنا محمَّدٍ فخرِ الكائنات، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه ما دامت الأرض والسماوات، وسلَّم تسليماً كثيراً..
أما بعد: فيا أيُّها الزوارُ الكرامُ لحضرةِ خير الأنام، سيِّدِنا محمدٍ عليه الصلاة والسلام..
لقد ذكرَ الأئمةُ الأعلامُ أنَّه يجبُ على الزائرِ إخلاصُ زيارتِهِ لله تعالى، بأن ينويَ بها التقرُّبَ إلى الله تعالى، مع التقرُّبِ بإتيانِ مسجدِهِ الشريف لأجلِ الصلاةِ فيه، فهو أحدُ المساجدِ الثلاثةِ التي تُشَدُّ إليها الرحالُ، والصلاةُ فيه بألفِ صلاةٍ، ورويَ بأكثرَ من هذا.
وينبغي على الزائرِ الكريم أن ينويَ الاعتكافَ في المسجدِ كلَّما دخلَ فيه، مع ملاحظة أنَّ الاعتكافَ وسيلةٌ لعكوفِ القلبِ على باب الله، وتوجُّهِهِ لحضرةِ الله، وجمعِهِ على الله.
وعلى الزائرِ في فترةِ زيارتِهِ ـ لا سيما عندما يكون في المسجد النبويِّ الشريف ـ أن يشتغلَ بالتلاوةِ، والذكرِ، وكثرةِ الصلاةِ على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مع التسليم، والإكثارِ من الصدقةِ جهدَ الاستطاعةِ، بانياً كلَّ ما يقومُ به على العلم الشريف، مريداً بذلك كلِّهِ وجهَ الله سبحانه وتعالى لا غير، فلا رياءَ من سُمعةٍ وعُجبٍ ومَحْمَدةِ أحدٍ.. وهكذا في كلِّ عبادةٍ؛ فإنَّه سبحانه وتعالى لا يقبلُ إلا الخالصَ لوجهِهِ الكريم، فتفطَّنْ لذلك أيُّها الزائرُ المحترم، فإنَّ كثيراً منَ الناس مَنْ تُبطِنُ نفسُهُ ذلك كلَّهُ وتُخفيه عنه، حتى لا يكادُ يُحِسُّ به، وذلكَ حبُّها لقول الناس: قد زارَ فلانٌ النبيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، ومدحِهم إياهُ بذلك، وتسميتِهم له بالعابدِ المجتهدِ المواظبِ والمثابرِ على الحجِّ والزيارة، وهو يتوقُ إلى ذلك في الباطن، ويتبهرجُ عليه في الظاهرِ بحبِّ الزيارة.. سلَّمنا اللهُ تعالى وإيَّاكم من مكايد النفس، وإبليس النحس، وحفظَنا وإياكم وسائرَ أحبابنا والمسلمين من جميعِ الفتنِ ما ظهرَ منها وما بطنَ، بمَنِّه وفضله وكرمه سبحانه وتعالى.
من كتاب: (الذخائر القدسية في زيارة خير البرية صلَّى الله عليه وسلَّم) بشيء من التصرُّف والزيادة.
وصلى الله تعالى على سيِّدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه وسلَّم، والحمد لله ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
/channel/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
naseemalriad" rel="nofollow">https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
وينبغي الإكثارُ من الصلاة في المسجد النبويِّ الشريف، لما روى الإمامُ البخاريُّ رحمه الله تعالى وغيره، عن سيدنا أبي هريرةَ رضي الله تعالى عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ من ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ، إلا المسجدَ الحرام).
وينبغي أن يكون وهو في مدينة النبيِّ صلى الله عليه وسلم مستحضراً شرفَ هذهِ المدينةِ وجلالتَها، وأنَّها البلدةُ التي اختارها اللهُ سبحانه وتعالى لهجرةِ نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم واستيطانه ومَدْفنه، وليستحضر تردُّدَهُ صلَّى الله عليه وسلَّم فيها ومَشيَهُ في بِقاعها، وينبغي أن يتحلَّى فيها بالأدب والخُلُق المطلوبَين في ذلك المقام.
ويستحبُّ أن يصومَ بالمدينة ما أمكنه، وأن يتصدَّقَ بما أمكنه على جيران رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛ فإنَّ ذلك من جملة بِرِّه صلَّى الله عليه وسلَّم.
فإذا أراد الخروجَ من المدينة والعودةَ إلى وطنه استُحِبَّ له أن يصليَ في المسجد النبويِّ ركعتين، ويدعوَ بعدهما بما أحبَّ، ثم يأتيَ القبرَ النبويَّ الشريفَ ويُعيدَ السلامَ والدعاءَ على النحو الذي فَعل عند قدومه، ويدعو بإلحاحٍ وتضرُّعٍ، ويودِّع النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم ويقول: (اللهمَّ لا تجعل هذا آخَر العهدِ بحرم رسولك صلى الله عليه وسلم، ويسِّرْ لي العودةَ إلى الحرمين سبيلاً سهلاً بمنِّك وفضلك، وارزقني العفوَ والعافية في الدنيا والآخرة، ورُدَّنا سالمين غانمين إلى أوطاننا آمنين). ويقول: (غيرَ مودَّعٍ يا رسول الله).
ويجتهدُ في دمع العيونِ فإنه من علامات القبول.. ويتصدَّق بما تيسَّر، ثم ينصرف باكياً متحسِّراً على مفارقة الحضرة الشريفة النبويَّة.
هذه كلماتٌ موجزةٌ في زيارة النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، مع ذكرِ آدابِ الزيارةِ وبعضِ متعلَّقاتِها، من زيارةِ المساجدِ المباركةِ والبقيعِ وزيارةِ شهداءِ أحد، وغير ذلك؛ منقولةٌ بشيء من التصرُّف والترتيب من الكتب التالية: («الإيضاح في المناسك»، للإمام النووي رحمه الله تعالى.. و«مناسك الحج» لفضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله تعالى.. و«الحج والعمرة في الفقه الإسلامي»، و«تعلَّم كيف تحجُّ وتعتمر»، كلاهما لفضيلة الشيخ الدكتور نور الدين عتر رحمه الله تعالى.. و«مناسك الحج والعمرة وآداب الزيارة» للدكتور محمد توفيق رمضان البوطي...).
وصلى الله تعالى على سيِّدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه وسلَّم، والحمد لله ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
/channel/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
naseemalriad" rel="nofollow">https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
زيارة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الإخوة الزائرون، الوافدونَ على سيِّدِ الأولين والآخرين.. حيَّاكم الله تعالى بأطيب أنواع التحيَّة، وهنَّأكم بما ظفِرتم به من السعادة الأبديَّة.. فطوبى لكم إذ عمَّكم صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّمَ بنوره الساطع الباهر، وقرُّوا عيوناً بما نلتم من غاية الأمنيَّة، وطيبوا نفوساً بما أُتحِفتم به من التحفة المرضيَّة، واحمَدوا الله تعالى على ما أولاكم به من نِعمه، وأفاض عليكم من جوده وكرمه، حيث وفَّقكم لزيارة حبيبه الأعظم صلَّى الله عليه وسلَّمَ وعظَّمَ وكرَّم.. وسلِّموا على أعلى الأنبياء رُتبةً ومَقاماً، وقِفوا معظِّمين له إجلالاً واحتراماً، واستشفعوا به، واستغيثوا وتوسَّلوا، ومِنْ فيض فضله وجُوده فاسألوا؛ فإنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم شفيعُ الشفعاء، وقطبُ الأنبياء والأولياء، وهو صلَّى الله عليه وسلَّم واسطة الخيرات والسعادات التي تتنزَّل من عند الله تعالى في جميع العوالم الدنيوية والأخروية، صلَّى الله تعالى عليه صلاةً لا يُحيط بها حدٌّ ولا إحصاء، وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً.
هذا وقد اتَّفق العلماء على أنَّ زيارته الشريفةَ صلَّى الله عليه وسلَّم من أعظم القُرُبات، وأنجحِ المساعي، وأجلِّ الطاعات، وذكروا أنه يستحبُّ للزائر أن ينوي مع زيارته صلى الله عليه وسلم التقرُّبَ إلى اللهِ تعالى بالصلاةِ في مسجدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، لفضلِ ثوابِ الصلاةِ فيه.
ويستحبُّ أن يُكثِرَ الزائرُ في طريقه إلى طيبةَ الطيبةِ إلى المدينة المنوَّرة من الصلاة والسلام على خير الأنام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ولا سيما إذا بدت له معالمُ المدينةِ وأشجارُها وأبنيتُها، وأن يسأل الله تعالى أن ينفعه بزيارته ويتقبَّلها منه، وأن يُسعِده بها في الدارين، ويقول: اللهمَّ افتح عليَّ أبوابَ رحمتك، وارزقني في زيارة نبيِّك صلَّى الله عليه وسلَّم ما رزقته أولياءك وأهلَ طاعتك، واغفر لي وارحمني يا خير مسؤول.
ويستحبُّ الاغتسالُ قبل الدخول إلى مسجده صلى الله عليه وسلم للسلام عليه، وأن ينظِّفَ نفسَهُ ويلبَسَ أحسنَ ثيابِهِ ويتطيَّبَ.
وعلى المرء أن يستحضرَ في قلبه شرفَ المدينة المنورة وفضلَها العظيم، وأنَّ الذي شرُفت به صلَّى الله عليه وآله وسلَّم هو خيرُ الخلائق أجمعين، وأنه مُقبِلٌ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فكأنَّهُ صلى الله عليه وسلم موجودٌ في مقامه.. وليكن من أوَّل قدومه إلى أن يرجع مستشعراً لتعظيمه، ممتلئَ القلب من هيبته كأنَّه يراه.
ويستحبُّ أن يقول عند دخوله المسجدَ النبويَّ الشريفَ: (أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم.. باسم الله، والحمد لله، اللهمَّ صلِّ على سيِّدِنا محمَّدٍ وعلى آل سيِّدِنا محمَّدٍ وسلِّمْ.. اللهمَّ اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك).. وأن يدخل مُقَدِّماً رجلَهُ اليمنى.. وإذا خرج قدَّم رجله اليسرى، وقال هذا، إلا أنَّه يقول: (وافتح لي أبواب فضلك).
ثم ليقصد الروضةَ الشريفة إن تيسَّر بدون مزاحمةٍ وإيذاء، ويُصلِّي في الروضة أو في المكان الذي يتيسَّر له سُنَّةَ تحيةِ المسجد، ويشكرُ الله تعالى على هذه النعمة، ويسألُهُ إتمامَ قصدِه، وقبولَ زيارته.
ثم يأتي القبرَ الشريف من جهة القبلة، حيث يثوي سيِّدنا وحبيبنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، فيقفُ مستقبلاً القبرَ، والقبلةُ خلفَهُ، وإن جاء من جهة رجلي الصاحبين فهو أبلغ في الأدب، ويقفُ قبالةَ وجهه الشريف صلَّى الله عليه وسلَّم، على نحو أربعةِ أذرعٍ من جدار القبر الشريف تأدُّباً؛ فالأدبُ أن يبتعدَ كما لو حضرَ أمامَه صلى الله عليه وسلم في حياته.. ناظراً إلى أسفلِ المواجهة الشريفة، غاضَّ الطرفِ في مقام الهيبة والإجلال، فارغَ القلب من علائق الدنيا، مستحضراً في قلبه جلالةَ موقفه ومنزلةَ من هو في حضرته عليه الصلاة والسلام.
ثم يسلِّمُ بدون أن يرفع صوته عالياً، بل يكون بين السِّرِّ والجهر، تأدُّباً معه صلَّى الله عليه وسلَّم، فيجب الأدبُ معه صلَّى الله عليه وسلَّم كما هو قبل الوفاة.
ويقول الزائرُ بحضور قلب، وغضِّ طرفٍ وصوتٍ، وسكونِ جوارحٍ وإطراقٍ:
(السلام عليك يا رسولَ الله، السلام عليك يا نبيَّ الله، السلام عليك يا صفيَّ الله، السلام عليك يا حبيبَ الله، السلام عليك يا أمينَ الله، السلام عليك يا خيرةَ الله، السلام عليك يا خيرَ خلق الله، السلام عليك يا صفوةَ الله، السلام عليك يا نذير، السلام عليك يا بشير، السلام عليك يا نبيَّ الرحمة، السلام عليك يا شفيعَ الأمة، السلام عليك يا أبا القاسم، السلام عليك يا رسولَ ربِّ العالمين، السلام عليك يا سيِّدَ المرسلين ويا خاتمَ النبيين، السلام عليك يا خيرَ الخلائق أجمعين، السلام عليك يا قائدَ الغُرِّ المحجَّلين، السلام عليك وعلى آلك وأهل بيتك الطيِّبين الطاهرين، السلام عليك وعلى
آدابُ الإِقامةِ بمكَّةَ المكرَّمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين.. والصَّلاة والسَّلام على سيِّدِنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمَّا بعد: فإنَّ لله خواصّاً، في الأزمنةِ والأمكنةِ والأشخاص، ومن خواصِّ الله تعالى في الأمكنةِ ((مكَّة المكرَّمة)).
ومكةُ كما قال سيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيرُ أرضِ الله) رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى.
فينبغي للحاج والمعتمر أن يغتنم بعد قضاء مناسكه فترةَ مُقامه بها؛ بأن يستكثر من الطواف والصلاة في المسجد الحرام، فالصَّلاة فيه أفضلُ منها في غيره من الأرض جميعها..
أخرج الشيخان عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ من ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ إلا المسجدَ الحرام).
ويستحبُّ التطوُّع بالطواف لكلِّ أحد، سواء الحاجُّ والمعتمرُ وغيرُه، ويستحبُّ في الليل والنَّهارِ وسائر الأوقات، ولا يُكرَهُ في ساعة من الساعات.. وكذا لا تُكرَهُ صلاةُ التطوُّعِ في وقت من الأوقات بمكَّةَ ولا بغيرها من بقاع الحرم كلِّه عند السادة الشافعية.. أما عند السادة الحنفية فالصلاةُ في الأوقات المكروهة حكمها في المسجد الحرام كغيره من المساجد، حتى إنَّ من طاف وأراد صلاةَ ركعتي الطواف الواجبة ينتظر خروجَ وقت الكراهة ليصلِّيَها.
ويستحبُّ لمن جلس في المسجد الحرام أن يكون وجهه إلى الكعبة المشرَّفة، ويقرب منها، وينظر إليها إيماناً واحتساباً، فإنَّ النظر إليها عبادة، وقد جاءت آثار في فضل النظر إليها..
ويستحبُّ أن يصلي قريباً من الكعبة إلا إن خشي المزاحمة والإيذاء.
وليكن شأنُه الدعاءُ والتضرُّعُ بخضوع وخشوع مع حضور القلب، وليكثر من الدعوات المهمة، ولا يشغل بصرَه بما يُلهيه عن المقام الذي هو فيه، بل يَلزَمُ الأدبَ وحفظَ الحُرمةِ والحضور..
ويستحبُّ الاستكثار من دخول الحِجر والصلاة فيه، فإنَّه من البيت، إلا إن خشي الإيذاءَ أو المزاحمة.
ويستحبُّ له أن ينوي الاعتكافَ كلَّما دخل المسجدَ الحرامَ، فإنَّ الاعتكافَ مستحبٌّ لكلِّ من دخل مسجداً من المساجد، فكيف الظنُّ بالمسجد الحرام؟!
فيقصد بقلبه حين يصير في المسجد أنه معتكفٌ لله تعالى.. ثمَّ يستمرُّ له الاعتكاف ما دام في المسجد، فإذا خرج زال اعتكافُه، فإذا دخل مرَّةً أخرى نوى الاعتكافَ، وهكذا كلَّما دخل؛ وهذا من المهمَّات التي يُستحبُّ المحافظةُ عليها والاعتناءُ بها.
ويستحبُّ الشربُ من ماء زمزم والاستكثار منه. روى الإمام مسلم رحمه الله تعالى عن أبي ذرٍّ رضي الله تعالى عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال في زمزم: (إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ.. إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ وَشِفَاءُ سُقْمٍ) رواه الطَّبراني. وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: (ماء زمزم لما شرب له) رواه ابن ماجه. أي: سببٌ لنيل ما نويتَه بشربه.
وقد شرب جماعةٌ من العلماء ماءَ زمزمَ لمطالبَ لهم جليلةٍ فنالوها؛ فيستحبُّ لمن أراد الشرب للمغفرة أو الشفاء من مرضٍ ونحوِهِ أن يستقبلَ القبلةَ، ثم يذكرَ اسمَ الله تعالى، ثم يقول: (اللهمَّ إنَّه بلغَني أنَّ رسولَك صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ماءُ زمزمَ لما شُرِبَ له، اللهمَّ وإني أشربُهُ لتغفر لي، اللهمَّ فاغفر لي.. أو: اللهمَّ إني أشربه مستشفياً به من مرضي، اللهمَّ فاشفني.. ونحو هذا).. ويستحبُّ أن يتنفَّس ثلاثاً، ويتضلَّع منه، أي: يتملَّأ.
ويستحبُّ لمن دخل مكةَ حاجَّاً أو معتمراً أن يختم القرآنَ فيها قبل رجوعه، وأن يُكثر من ذكر الله تعالى والصَّلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم.
ويستحبُّ زيارةُ المواضعِ المشهورةِ بالفضل في مكة والحرم.
وقد سبق أنَّ الصلواتِ يتضاعف الأجرُ فيها في مكة، وكذا سائرُ أنواع الطاعات.. وقد ذهب جماعاتٌ من العلماء إلى أنَّه تتضاعف السيِّئات فيها أيضاً، وممَّن قال ذلك التَّابعيُّ الجليلُ مجاهد، والإمامُ أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنهما.
وقال الإمامُ الحسنُ البصريُّ رضي الله عنه: صومُ يومٍ بمكَّة بمئة ألف، وصدقةُ درهمٍ بمئة ألف، وكلُّ حسنةٍ بمئة ألف.
فيستحبُّ أن يُكثِرَ فيها الصلاةَ والصومَ والصدقةَ والقراءةَ وسائرَ الطاعات التي تُمكِنُهُ.
وصلى الله تعالى على سيِّدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه وسلَّم، والحمد لله ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
/channel/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
naseemalriad" rel="nofollow">https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
"مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ ، رَجَعَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ "
Читать полностью…وصية للحجاج والزائرين
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الوصية كانت جواباً لسؤال من بعض الإخوة المتوجِّهين إلى حجِّ بيت الله تعالى وزيارة النبيِّ عليه وآله الصلاة والسلام.
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإنَّ من منهاج أهل الطريق والسير والسلوك أنه لا بدَّ للسالك من ثلاثة أمور: أولاً: العلم حتى يصحِّح عقيدته وعبادته، ثانياً: العمل الصالح، ثالثاً: الإخلاص، فإذا وُجدت هذه الأمور الثلاثة أثمرت الأخلاق، والتصوُّف كلُّه أخلاق فمن زاد عليك بالأخلاق زاد عليك بالتصوف.
وما دمتم بصدد الذهاب إلى الحج فلا بدَّ أن تتعلَّموا ما تحتاجون إليه من أحكام الحج.. وانظروا على سبيل المثال كتاب (تعلَّم كيف تحجُّ وتعتمر) للعلامة الشيخ نور الدين عتر رحمه الله تعالى.
ثم أقول لكم ما قاله بعض العارفين:
الحاجُّ قسمان:
قسم يخرج من بيته ويسافر لرؤية البيت والمسجد الحرام، والبلاد والأراضي والبحار، فهذا سفره سيران [يعني نزهة]، وإعانةٌ لحظِّ النفس وطغيانها، فلم يرجع إلا ناصراً لعدوِّه، وهي النفس.
وقسم يخرج من بيته قاصداً زيارةَ ربِّه الكريم وتلبيةَ دعوته، ولو لم يكن له جلَّ وعلا مكان، فهو سبحانه منزَّه عن الزمان والمكان؛ فيخرج متلبِّساً بالعبودية ظاهراً وباطناً، باطنه يقول: أنت ذاهب إلى ربٍّ عظيم لا نهاية لعظمته وكبريائه، كريم لا نهاية لكرمه، ولا يقبل منك إلا العبودية، فاخلع لباس الملوك والرفاهية، والبس لباس الذُّلِّ والعبودية، المنبئة عن غاية التضرُّع والافتقار، راجياً منه أن يثبِّتك ويجعلك في حصنه الحصين.. ولا تنظر إلى شيء من حظوظ النفس ذهاباً وإياباً، بل اخلع لباسها، والبس لباس الروح والعبودية حتى تموت، وإن كنت ظاهراً لابساً لباس الخلق وأنت بينهم، فكن مع الحقِّ بالعبودية.
روي عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: (إنَّما جُعل الطواف بالبيت، وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله) أخرجه أبو داود والترمذي نحوه وقال: حديث حسن صحيح.
قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: فإذا لم يكن في قلبك للمذكور الذي هو المقصود والمبتغى عظمةٌ ولا هيبة، فما قيمة ذكرك! انتهى كلام العارف بالله الشيخ ملا رمضان البوطي رحمه الله تعالى.
وكذلك الزيارة للحبيب الأعظم والنبيِّ الأكرم صلَّى الله عليه وسلَّم فإنها قربة مشروعة من أعظم القربات الموصلة إلى ذي الجلال والإكرام سبحانه وتعالى، ومن أسباب استحقاق شفاعة الحبيب الأعظم صلَّى الله عليه وسلَّم، وهي بعض الوفاء لحقِّه علينا صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم.. قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾.
ولقد جعل الله تعالى القدومَ إلى حبيبه صلَّى الله عليه وسلَّم باباً من أوسع أبواب المغفرة، وسبباً لاستحقاق الرحمة، وهذا في حياته صلَّى الله عليه وسلَّم، وبعد انتقاله للرفيق الأعلى.
ووصيةُ شيخنا رحمه الله تعالى للحجاج أن يدخلوا الحجَّ بالعبودية، والتعظيم، وأن لا ينشغلوا بالخلق، وعند زيارتهم للنبيِّ عليه الصلاة والسلام ينصح بكثرة الصلاة على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم مع حفظ الحرمة والأدب وعدم الانشغال بالخلق.
هذه وصية موجزة لا بدَّ من وضعها بين العينين أو في القلب عند التوجُّه إلى بيت الله الحرام، وزيارة نبيِّه عليه الصلاة والسلام.
ومن الوصايا المهمَّة للسادة الحجاج والزائرين لحضرة سيد الأولين والآخرين وإمام الأنبياء والمرسلين وقائد الغرِّ المحجَّلين وحبيب ربِّ العالمين سيدنا محمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وصحبه ومن والاه، ما جاء في كتاب (مناسك الحج) لفضيلة الإمام العارف بالله الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله تعالى:
عليكم بالودِّ واللطف مع أهل الحرمين، وإياكم والشدَّةَ والعنف معهم، فإنَّ أهلَ مكة جيرانُ بيت الله تعالى، وأهلَ المدينة جيرانُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فأدُّوا الجوارَ حقَّه، واحتفظوا بحرمته، فقد قال صلَّى الله عليه وسلَّم: (ما زال جبريل يوصيني بالجار) [متفق عليه] ولم يخصَّ جاراً دون جار، سيما أهل المدينة المنورة، فعامِلْهم بالبِشر والحسنى، ولين القول والجانب فإنَّهم أهلُ طيبة، وإنَّهم أهل الخير والسعادة بمجاورة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، واحفظ قلبك من النقمة عليهم، فإنَّهم الطيِّبون الأخيار، فقد ورد أنَّ المدينة تنفي خبثها وينصع طيبها.. ولله درُّ القائل:
فيا ساكني أكنافِ طيبةَ كلُّكم *** إلى القلبِ من أجلِ الحبيبِ حبيبُ
وقال غيره:
https://www.facebook.com/share/p/py2YVVNuHe3T3oWU/?mibextid=oFDknk
Читать полностью…لا سيما أنَّ بعض الفقهاء قالوا بوجوب الحج على التراخي بالنسبة للمستطيع، والاستطاعةُ شرطٌ لوجوبِ الحجِّ باتِّفاق، فلا يجبُ الحجُّ على من لم تتوفَّرْ فيه خصالُ الاستطاعةِ؛ لأنَّ القرآنَ خصَّ الخطابَ بهذه الصِّفةِ في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97].
ومن الاستطاعةِ أمنُ الطريق، ولعلَّ هذا التنظيمَ للحجَّاجِ يدخلُ في ذلك، فلا يُعَدُّ المسلمُ مستطيعاً ولا يجبُ عليه الحجُّ قبل السماحِ له بالحجِّ بطرقٍ مشروعة.
وأيضاً لما يسبِّبه عدمُ الالتزامِ بالنظامِ من الفوضى والعشوائيةِ والزحامِ الشديد، وربَّما وقعَ الحاجُّ في الغشِّ والكذب والتدليس للوصول لذلك، حيث لو سئل على حاجز مثلاً: هل تريد الحج؟ سيقول: لا، وكذلك قد يقع في التزوير المحرَّم والرشوة وغير ذلك، وربَّما عرَّض نفسه للخطر والإذلال..
إذاً لو خالف الحاجُّ النظامَ وحجَّ بطرقٍ ملتوية واستكملَ أفعالَ الحجِّ كلَّها صحَّ حجُّه، وسقط عنه الفرضُ إن شاء الله تعالى، لكنَّ حجَّهُ بهذه الطريقة ليسَ الحجَّ المبرور، الذي وُفِّيت أحكامه، وجيء به على الوجه الأكمل، ولم يخالطه شيء من الإثم، وقد رجَّح الإمام النووي رحمه الله تعالى أنَّ الحجَّ المبرور هو الذي لا يخالطه إثم.. بل يقعُ الحاجُّ في المعصية والإثم، وعليه بالتوبة والاستغفار والإكثارِ من العمل الصالح، ويخشى أنه بهذه المخالفة يكون قد فوَّت على نفسه معنى الحجِّ، والحِكَمَ التي شُرِع الحجُّ لنيل ثمرتها، ويسعى الحاجُّ للتحقُّق بها، وعلى رأسها التحقُّقُ بالعبوديَّة ونيلُ مرضاة الله سبحانه وتعالى.
كلُّ هذا إذا كان الحجُّ حجَّ الفريضة؛ فكيف بمن يذهبُ وقد حجَّ حجَّ الفريضة ويلجأُ إلى مثل هذه الطرق الملتوية؟! أو الذين يذهبون إلى الحجِّ في كلِّ عامٍ بدون ضرورةٍ أو مصلحةٍ شرعيَّةٍ تدفع لذلك.
إنَّ للحجِّ فوائدَ عُظمى، وآثاراً كبرى تعود بالخير العميم والنفع الجليل على الفرد والجماعة، ومن أهمِّ فوائد الحجِّ تقويةُ الإيمان، وتهذيبُ النفس، وتكفيرُ الذنوب؛ لأنَّ المؤمنَ يتفرَّغ فيه للعبادة والتفكُّرِ وذكرِ الله تعالى، لا تشغَلُه همومُ الدُّنيا ولا تفتنه بهارجُها الزائفة، فيتوجَّهُ إلى الكعبة المشرَّفة وتلكَ البقاعِ الطاهرة وهو متجرِّدٌ عن زينة الدنيا، حاسرَ الرأس، باديَ القدم، مشتملَ الإزار، يهزُّه جلالُ الموقف، ويغمرُ الخشوعُ قلبَهُ، وتفيضُ بالدمع عيناه، ويتوجَّه إلى الله تعالى داعياً متضرِّعاً تائباً مستغفراً..
وعندما يُشاهدُ الحاجُّ الجموعَ الحاشدةَ الضارعةَ الملبِّية في عرفات يذكِّره هذا المشهدُ بذلك الموقف الرهيب، يوم يُعرَضُ الناسُ على ربِّهم لا تخفى منهم خافية.. فمن أين يحصل له هذا التجرُّد والتخشُّع والتحقُّق وحالُ الحُجَّاج من الزحام الشديد كما هو معلوم؟! ولا شكَّ أنَّ الذهابَ بدون موافقة من القائمين على تنظيم الحجاج يزيد في هذا البلاء... فالحجاج الذين يذهبون بدون موافقة، وربما تكرَّر منهم الحجُّ في كلِّ عام، يصل عددُهم إلى نسبة كبيرة من الحجاج.
ولقد روى الإمام الترمذي رحمه الله تعالى عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَنِ الْحَاجُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (الشَّعِثُ التَّفِلُ).. يعني: أن يكون الحاجُّ أشعثَ أغبر، تاركاً للطِّيب، متجرِّداً عن الزينة والرفاهية، بعيداً عن الاهتمام بالمظهر والشكل، مُخْشَوْشِناً في سائر أوضاعه وتقلُّباته، مستغرقاً في مظاهر الذلُّ والعبودية لمولاه عزَّ وجلَّ، ضمنَ مناخٍ من النظافةِ والطُّهر والنَّقاء.. ولكن لم يعدْ هذا هو المعنى الذي يمكن للحاجِّ تحقيقه في هذه الأيام بسبب هذا الزِّحام الشديد، بل ربَّما وجدتَهُ منشغلاً عن كلِّ ما هو بصدده من وظائفِ العبادةِ والعبودية لله عزَّ وجلَّ، ليتفرَّغَ لمُدافعةِ أمواجِ العذاب والهلاك الناتجة عن هذا الزِّحام والعشوائية.. ولذا فإنَّ من أهمِّ ما يُوصَى به الحجاجُ هو تجنُّبُهم لإيذاءِ المسلمينَ في الحجِّ، لا سيَّما عند تقبيلِ الحجرِ أو رميِ الجِمارِ أو غيرها.
ولئن كانت مزيةُ الشَّعَث والغُبْرَة فيما مضى من تعاليم المصطفى عليه الصلاة والسلام أنها توقظ الإنسانَ من سَكرةِ الدنيا وأهوائها، وتقفُ به عبداً ذليلاً خاشعاً أمام أُلوهيةِ الله عزَّ وجلَّ، ليس بينه وبينها حجاب.. فإنَّ مزيَّة هذه الحال اليومَ أنَّها تَشغَلُه عن عبادته كلِّها، وتُفسد عليه خُلُقه وحِلْمَهُ وصبره، وتَضرب بينه وبين حقائق عبوديَّته لله عزَّ وجلَّ بحجابٍ صفيقٍ من الخوف على المصير، وعواصفِ الضيقِ والتبرُّمِ بسائرِ مَنْ حولَهُ مِن الناس.
تذكرة مهمَّة
حول الحج بطرق غير مشروعة
وتكرار الحجِّ في كلِّ عام
https://www.facebook.com/share/p/9KL4TXA7zaVnLDc8/?mibextid=oFDknk
https://youtu.be/CNDspSeyvzQ?si=SewYOruxQlCf_AxS
Читать полностью…https://youtu.be/y80mmVNnmIk?si=TcxuSdg-wZ-dIvI5
Читать полностью…فضل العشر من ذي الحجة
قال الله تعالى : ﴿ وَٱلۡفَجۡرِ وَلَيَالٍ عَشۡرٖ ﴾ [الفجر: 1-2]
وقال تعالى: ﴿ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ ﴾ [الحج: 28]
قال ابن عباس رضي الله عنهما والشافعي رضي الله تعالى عنه والجمهور: هي أيامُ العشر.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رسول الله ﷺ : « مَا مِنْ أيَّامٍ ، العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هذِهِ الأَيَّام » يعني أيام العشر . قالوا : يَا رسولَ اللهِ ، وَلاَ الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ ؟ قَالَ: « وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ ». رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
/channel/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
naseemalriad" rel="nofollow">https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
بشائرُ متحوفٌ بها الزائرُ لحضرةِ الحبيب المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم
البشارةُ الثانية: في وجوبِ الشَّفاعةِ لمَنْ زارَهُ صلَّى الله عليه وسلَّم
https://www.facebook.com/share/p/BpXN55T6eqB9eQvL/?mibextid=oFDknk
بشائر متحوفٌ بها الزائر لحضرةِ الحبيب المصطفى صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم
البشارةُ الأولى:
علمُهُ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بصلاةِ المصلِّي والمسلِّمِ عليه
https://www.facebook.com/share/p/JnC4qaqNbV6QgU7J/?mibextid=oFDknk
الإخلاصُ في الزيارةِ لحضرةِ النبيِّ الأعظمِ والحبيبِ الأكرم صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم
https://www.facebook.com/share/p/1XnX8SJG62LVYhaA/?mibextid=oFDknk
أزواجك الطاهراتِ أمَّهاتِ المؤمنين، السلام عليك وعلى أصحابك أجمعين، السلام عليك وعلى سائر الأنبياء وجميع عباد الله الصالحين.
جزاك الله عنَّا يا رسول الله أفضلَ ما جزى نبيّاً ورسولاً عن أُمَّته، وصلى الله تعالى عليك وسلَّمَ كلَّما ذكركَ ذاكرٌ وغفَلَ عن ذكرِكَ غافل، أفضلَ وأطيبَ وأكملَ ما صلَّى على أحدٍ من الخلق أجمعين.
أشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّكَ عبدُهُ ورسوله، وأمينه وخِيرَتُهُ من خلقه، وأشهد أنَّكَ قد بلَّغْتَ الرسالةَ، وأدَّيْتَ الأمانةَ، ونصحتَ الأُمَّةَ، وجاهدتَ في الله حقَّ جهاده.
اللهمَّ آته الوسيلةَ والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، وآته نهايةَ ما ينبغي أن يسأله السائلون.
اللهم صلِّ على سيِّدِنا محمَّدٍ عبدِكَ ونبيِّكَ ورسولك النبيِّ الأميِّ، وعلى آل سيِّدنا محمَّد وأزواجه وذُرِّيَّتِهِ، كما صليتَ على سيِّدنا إبراهيمَ وعلى آل سيِّدنا إبراهيم.. وبارك على سيِّدنا محمَّدٍ النبيِّ الأميِّ وعلى آل سيِّدنا محمَّد وأزواجه وذرِّيَّته، كما باركت على سيِّدنا إبراهيمَ وعلى آل سيِّدنا إبراهيمَ، في العالمين إنك حميد مجيد).
وهذه الصيغة مستحبَّة، وله الاقتصار على بعضها ممَّا يحفظه..
ويُبلِّغ سلامَ من أوصاه بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول: (السلام عليك يا رسول الله من فلان بن فلان)، أو نحو هذا من العبارات.
ثم يتأخَّرُ إلى اليمين قدر ذراع، فيسلِّم على سيِّدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ويُثني عليه بما هو أهله، فيقول: (السلام عليك يا خليفة سيِّد المرسلين، السلام عليك يا من أيَّدَ الله به يوم الرِّدَّة الدين، جزاك الله عن الإسلام والمسلمين خيراً، اللهمَّ ارضَ عنه وارضَ عنَّا به).
ثم يتأخَّرُ إلى اليمينِ قدرَ ذراع فيسلِّم على سيِّدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويُثني عليه بما هو أهله، فيقول: (السلام عليك يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا مَنْ أيَّد الله به الدين، جزاك الله عن الإسلام والمسلمين خيراً، اللهمَّ ارضَ عنه وارضَ عنَّا به).
ثم يرجع الزائرُ إلى موقفه الأولِ قبالة وجه الحبيب الأعظم صلَّى الله عليه وسلَّم حيث وقف أوَّلَ مرَّة، فيحمدُ اللهَ تعالى ويُمجِّده، ويُصلِّي على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، ويتوسَّل به صلَّى الله عليه وسلَّم في حقِّ نفسه، ويتشفَّع به إلى الله سبحانه وتعالى، سائلاً اللهَ تعالى المغفرةَ والهدى والصلاحَ والتقوى وحسنَ الختام، ويدعو بما أحبَّ لنفسه ولوالديه ولمن شاء من أقاربه وأشياخه وأصحابه وأحبابه وإخوانه ومن أحسن إليه وسائر المسلمين أجمعين.
ويجتهدُ في إكثار الدُّعاء والتضرُّع، ويجدِّدُ التوبةَ في حضرته الكريمة صلَّى الله عليه وسلَّم، ويسألُ اللهَ تعالى بجاهه أن يجعلها توبةً نصوحاً، ويُكثِرُ من الصلاةِ والسلامِ عليه صلَّى الله عليه وسلَّم، فإنَّه صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم يسمعه.
وليحرص على الصلاة في الروضة الشريفة، بين القبر الشريف والمنبر، فقد ثبت في الصحيحين عن سيِّدِنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما بين قبري ومنبري روضةٌ من رياض الجنة، ومنبري على حوضي)، ويُكثِر فيها من الصلاة والدعاء.
وينبغي له مُدَّةَ إقامته في المدينة المنوَّرة أن يحرصَ على أن يُصلِّيَ الصلواتِ كلَّها في مسجدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وأن ينويَ الاعتكافَ فيه.
وينبغي للزائر بعد زيارته صلَّى الله عليه وسلَّم أن يقصدَ المزاراتِ التي بالمدينة الشريفة، والآثارَ المباركة، والمساجدَ التي صلَّى فيها عليه الصلاة والسلام، لنيل الخيرِ والبركة.
ويسنُّ الخروجُ إلى البقيعِ كثيراً لزيارة أهلِه، ولا سيما يوم الجمعة، وذلك بعد أن يسلِّمَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فإنَّ أكثرَ الصحابة ممَّن توفي في المدينة في حياته صلَّى الله عليه وسلَّم وبعد وفاته مدفونون في البقيع، وكذلك سادات أهل البيت والتابعين، وأكثر أُمَّهات المؤمنين.. ويقول عندما يصل إلى البقيع: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنَّا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد، اللهم اغفر لنا ولهم).
ويستحبُّ زيارةُ قبورِ شهداءِ أُحُدٍ، وأفضلُهُا يوم الخميس، ويبدأُ الزائر بسيِّدنا حمزةَ عمِّ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم سيِّدِ الشهداء.. ويبكِّرُ في الذهاب بعد صلاة الصُّبح في مسجد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، حتى يعودَ ويُدرِكَ صلاةَ الظُّهرِ جماعةً في المسجد النبويِّ الشريف.. وهذا كان قبل وجود وسائط النقل السريعة.
ويستحبُّ استحباباً مؤكَّداً أن يأتي مسجد قباء ناوياً التقرُّبَ بزيارته والصلاةِ فيه، فقد روى الإمام الترمذيُّ رحمه الله تعالى بإسناد صحيح، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صلاةٌ في مسجدِ قُباءَ كعُمرةٍ)، فليُكثِرِ الإنسان من الصلاة فيه.. والأولى أن يأتيَه يوم السبت..
زيارة النبي صلى الله عليه وسلم
https://www.facebook.com/share/p/HZXhBsTRxvuyTrMp/?mibextid=oFDknk
آداب الإقامة بمكة المكرمة
https://www.facebook.com/share/p/jX3RZiXo3CdDdmtb/?mibextid=oFDknk
هناؤكمو يا أهلَ طيبةَ قد حقَّا *** فبالقُربِ من خيرِ الورى حُزتمُ السَّبْقا
فلا يتحرَّكْ ساكنٌ منكمُ إلى *** سواها وإنْ جارَ الزمان وإنْ شَقَّا
فكم ملِكٍ رامَ الوصولَ لمثلِ ما *** وصلتمْ فلم يقدِرْ ولو ملَكَ الخَلْقا
ترونَ رسولَ اللهِ في كلِّ ساعة *** ومن يرهُ فهو السعيدُ به حقاً
وصلى الله تعالى على سيِّدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه وسلَّم، والحمد لله ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
/channel/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
naseemalriad" rel="nofollow">https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
https://www.facebook.com/share/p/k2pSEqZXhHacs5R6/?mibextid=oFDknk
Читать полностью…