قناة دعوية على منهج أهل السنة والجماعة رابط القناة على اليوتيوب : https://www.youtube.com/Konoziemaneah
▫️قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
"وأين تقع فتاوى ابن عباس، وتفسيره، واستنباطه من فتاوى أبي هريرة وتفسيره؟
وأبو هريرة أحفظ منه؛ بل هو حافظ الأمة على الإطلاق: يؤدي الحديث كما سمعه ويدرسه بالليل درسًا؛ فكانت همته مصروفة إلى الحفظ وتبليغ ما حفظه كما سمعه.
وهمة ابن عباس: مصروفة إلى التفقه، والاستنباط، وتفجير النصوص، وشق الأنهار منها واستخراج كنوزها.
وهكذا ورثتهم من بعدهم: اعتمدوا في دينهم على استنباط النصوص، لا على خيال فلسفي، ولا رأي قياسي، ولا غير ذلك من الآراء المبتدعات".
📚[مجموع الفتاوى (٤/ ٩٤)]
▫️قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
"وأذكر أني قلت مرة لبعض من كان ينتصر لهم - يعني الفلاسفة والمتكلمين - من المشغوفين بهم وأنا إذ ذاك صغير قريب العهد من الاحتلام: كل ما يقوله هؤلاء ففيه باطل، إما في الدلائل وإما في المسائل، إما أن يقولوا مسألة تكون حقًا لكن يقيمون عليها أدلة ضعيفة، وإما أن تكون المسألة باطلًا"
📚[مجموع الفتاوى (٤/ ٢٧)]
الشباب والجهاد على الاستقامة ...
إنَّ ممَّا يُؤرِق الشَّاب حقًا إذا أراد الإستقامة، ويُبطِئه في طريق سيره إلی الله، ويُعرقِله على تسلُّق سُلَّم العبودية، تِلك الترسُّبات العالقة في غشاوة القلب ومنابع الفِكر، ترسبات الذنوب والمعاصي الَّتي كان أسيرًا لها مدة ليست بالقليلة فلا تمضي أعوام أو شهور علی استقامته حتی يَهجم عليه الشيطان في لحظة ضعفٍ مُذكِّرًا إياه بما كان عليه، فإن مالَ الشاب مع الشيطان واستطاب التذكر والتفكر وسرح بقلبه وفؤاده في هذه الترسبات اختطفه وعاد به إلی مستنقع المعاصي بفارق واحد وهو إلی حد ما طيب وهو السّتر، فيأسره في خلواته، فكلما خلا الشاب هجم عليه الشيطان ورَدَّه إلی ما كان عليه والعياذ بالله ...
ويزداد الأمر سوءًا إذا كان المُحيط الذي يعيش فيه الشاب يساعد علی تذكر المعاصي والغرق في الذنوب.. من صُحبةٍ فاسدة تُمرض القلب رفقتهم، وإخوة سوءٍ يُحرِّضون علی القبيح من الفِعال والله المستعان ...
فيجد المسكين نفسه أمام حفنَةٍ من البلايا لا خلاص له منها إلا بالإخلاص وصدق اللجوء إلی الرحيم الرحمن ولا نجاة له إلا بالعِلم النافع والعمل الصالح ففيهما تُدفَع الشُّبُهات وتُتَّقی الشهوات، وعليه بالجهاد فإن الزمن زمن غُربة وشدة وليتذكر أنَّ القابض علی جمرة الدين في آخر الزمان له أجر خمسين من صحابة النبي العدنان ﷺ وليعلم أنَّ العمر قصير لا يحتمل التقصير وأنَّ الموت قريب لا يحتمل التفريط وأنَّ الصبر يُثمِر الثمار الطيبة والعواقب الحميدة.. ولا تدري لعل المنية الآن فإياك ثم إياك أن تترك حبل النجاة في آخر ساعات عمرك.
والله المستعان وإليه المشتكى
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
#ولاية_المتغلب
(6) المتغلب على حي والمتغلب في فراغ
وأيُّ متغلب هو بعد هذه الشروط؟
لو فرضنا أن هذا المتغلب صار يحكم بما أنزل الله، وأخذ يستتب له الأمر وتسكن له الدهماء، فهل ينتهي الأمر عند هذا الحد، وتثبت ولايته وتجب طاعته؟ كلَّا، وبلَّا!
لصوصٌ تغلَّب بعضُها على بعض
لا، ليس هــذا فحسب، بل هناك أمر آخر جدُّ مهم... فقد ذهب العلماء إلى أن المتغلب الذي يطاع بعد تطبيقه الشرع وإقامة الكتاب هو المتغلب على المتغلب قبله، فكونهما متغلبَيْن، يجوز إبقاء الثاني، لأن اللصوص سطا(1) بعضُها على بعض، والجزاء من جنس العمل، ولا حرمة للمتغلب الأول لكونه لِصًّا اغتصب حق الإمام المبايَع والمنتخب والمختار قَبْلَه، فجاء المتغلب الثاني فسرق المسروق، وغصب المغتصَب من المغتصِب!
والحاكم الشرعي عند تشبثه بمنصبه ومطالبته بحقه في الرئاسة لا يقال بأنه يصارع على الكرسي كما يهذي بها بعض المهوِّسين حتى من بعض دعاة الإسلام، فهم يهرفون بما لا يعرفون، أو يقولونه فرارًا من الواقع وتوليًّا من الزحف، أو تبريرًا لذلك كله.
فسيدنا عثمان رضي الله عنه لما قالوا له: "اخلع نفسك من هذا الأمر"، قال: "لا أنزع قميصًا ألبسنيه الله عز وجل" [تاريخ الطبري:3/ 408]، فالقميص الذي هو الخلافة أو الولاية حق للأول، فإذا كان قد أخذه من آخر سطوًا وغَصْبًا، ثم لبسه غلبةً، فإن ذلك لا يصَيِّرُه حقًّا له، ولذلك إذا جاء غاصِبٌ آخر فغصبه منه، لا نطالب الغاصب الثاني بأن يردَّهُ إلى الغاصب الأول، لأن كلاهما غاصب وسارق وساطٍ، ولأن صاحبه هو المالك الأول بالرضى لا بالغصب، فاختار أهل العلم الصبرَ على المتغلب (اللص) الثاني موازنة بين المصالح والمفاسد، ولأن المتغلب (اللص) الأول لا حقَّ له في القميص، فلا يجب علينا ردُّه إليه.. أما المبايَع (المنتخب) الأول فهو حقه المغتصَب ويجب على الأمة إرجاعه إليه.. إلا لعارض المفسدة الأعظم.
المتغلب بعد فراغ المنصب
كذلك لو تغلب المتغلب بعد فراغ المنصب من إمام مبايَع، كما لو مات الإمام الأول أو اصابه جنون كامل أو استقال؛ فتغلب أحد على الوضع من غير أن يحل محلَّ غيره، وكان أهلًا لها، واستتب له الأمر وأقام كتاب الله في الناس، فهذا يُسمع له ولو بغير بيعة، لدرء المفاسد وحقن الدماء، لأنه لم يأخذها من سابقه غصبًا، ولأن في القيام عليه مفسدة أكبر من الصبر.
قال في: "الطريق الثالث من الطرق التي تنعقد بها الإمامة: القهر والاستيلاء فإذا مات الخليفة فتصدى للإمامة من جمع شرائطها من غير عهد إليه من الخليفة المتقدم ولا بيعة من أهل الحل والعقد انعقدت إمامته لينتظم شمل الأمة وتتفق كلمتهم، وإن لم يكن جامعًا لشرائط الخلافة بأن كان فاسقًا أو جاهلًا فوجهان لأصحابنا الشافعية أصحهما انعقاد إمامته أيضًا لأنا لو قلنا لا تنعقد إمامته لم تنعقد أحكامه ويلزم من ذلك الإضرار بالناس من حيث إن من يلي بعده يحتاج أن يقيم الحدود ثانيا ويستوف الزكاة ثانيا ويأخذ الجزية ثانيًا. والثاني لا تنعقد إمامته لأنه لا تنعقد له الإمامة بالبيعة إلا باستكمال الشروط فكذا بالقهر" [مآثر الإنافة في معالم الخلافة، لأحمد بن عبد الله القلقشندي، مطبعة حكومة الكويت ، 1985، ط2، 1/30)].
ولا أظن قائلًا يقول بأن علماء المذاهب الأربعة ليسوا من علماء السلف أو أنهم إخوان أو خوارج! كما أن الفسق الذي يذكرونه هنا هو المعاصي الشخصية وليست المظالم العامة والحكم بغير ما أنزل الله.
وتلاحظ أن إمام القهر والغلبة هو الذي يتغلب وليس للأمة إمام مبايَع، وإنما بعد فقده بموت أو استقالة منه بخلع نفسه لسبب يلجئه إلى ذلك، أو بخلع (إقالة) من أهل الحل والعقد، وهم مجالس المسلمين من شورى وبرلمانيين، وليس بانقلاب عسكري، أتت خطته من يهود ونصارى وعملائهم من العرب من خارج البلاد قلّب الأمور داخلها، ثم نُفِّذَت بعسكر الداخل وسلاحه!
إذن فلو استوفي المتغلب كلَّ شروط الحكم والإمامة، ولكنه كان قد تغلّّب (انقلب) على رئيس قبله منتخب أو مبايَع فإنَّ تغلُّبَه لا يجعل منه إمامًا ولا يوجب طاعته، بل يوجب القيام عليه وردِّ الحق إلى صاحبه.
لا ولاية للمتغلب على الحي الحقيق
أما من تغلَّب على إمام حيِّ مبايَعٍ قبله (منتخب) فلا طاعة له، ولو وفَّى ببقية الشروط التي ذكرناها سابقًا، ووجبت منازعته لرد الحق إلى صاحبه ونصابه "أما الاستيلاء على الحي فإن كان الحيُّ متغلبًا انعقدت إمامة المتغلب عليه، وإن كان إمامًا ببيعةٍ أو عهدٍ لم تنعقد إمامة المتغلب عليه" [حواشي الشرواني الشافعي: 9 /78]، ويقول محمد الشربيني الخطيب في: "مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج للنووي الشافعي" في طرائق انعقاد الإمامة، قال "ثالثها: (باستيلاء) شخص متغلب على الإمام (جامع الشروط) المعتبرة في الإمامة على الملك بقهر وغلبة بعد موت الإمام لينتظم شمل المسلمين. أما الاستيلاء على الحي فإن كان الحي متغلبًا انعقدت إمامة المتغلب عليه، وإن كان إمامًا ببيعة أو عهد لم تنعقد إمامة المتغلب عليه) [5/ 423].
- الشباب مرحلة العلم والعمل.
- مرحلة الحركة.
- مرحلة الاحتراق.
ليَعقُبها مرحلة جَني ثمار ذلك التعب والظفر بإشراق تلك الاحتراقات، فإذا ضيَّع الشاب فترة شبابه في اللهو والعبث والشهوات المحرَّمة فقد سَفُل وبدَّد طاقاته فيما لا يزيده إلا شقاء إذا تقدّمت به السن، وكما قيل: “مَن شَبَّ على شيء شابَ عليه” إلا أن يشاء الله شيئًا.
قال الشيخ البشير الإبراهيمي - رحمه الله - :
‹‹ما قِيمةُ الشباب؟ بل ما قِيمةُ الكُهولة؟ بل ما قِيمةُ المشيب؟ ما قِيمةُ ذلكَ كُلّه؟، إذا لم تُنفَق دقائقُهُ في تحصيلِ علمٍ، ونصرِ حقيقةٍ، ونشرِ لغةٍ، ونفعِ أُمّةٍ، وخِدمةِ وطنٍ؟!››.
فضل نشر الخير وتعليم الناس العلم
قال رسول الله ﷺ: «من دعا إلى هدًى، كان له من الأجرِ مثلُ أجورِ من تبِعه، لا ينقص ذلك من أجورِهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالةٍ، كان عليه من الإثمِ مثلُ ٱثامِ من تبِعه، لا ينقص ذلك من ٱثامِهم شيئًا» رواه مسلم.
وفي الحديث الذي رواه التِّرمذي عن النبي ﷺ أنه قال: «إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جُحرها وحتى الحوت ليُصلُّون على مُعلِّم الناس الخير».
▫️ قال الحافظ ابن رجب الحنبلي - رحمه الله - :
«أفضل الصدقة تعليم جاهل أو إيقاظ غافل».
📚[مجموع الرسائل (١٨٦/١)]
← أصحاب المنشورات النافِعة إن أخلصوا النية فهنيئًا لهم هذا الأجر الجزيل والشرف العظيم.
تأمّلات تاريخية..
1 - كان عبد الله بن أم مكتوم رحمه الله كفيفًا لا يرى ومع ذلك لم يمنعه العمى من أن يقف يوم القادسية في أخطر مواقع المعركة حاملًا لواء المسلمين وهو لا يرى من أين ستأتيه الضربة.
2 - كان طلحة بن عُبيد الله رضي الله عنه مشلول اليد وقد شُلّت وهو يدافع عن النبي ﷺ يوم أُحد ومع ذلك لم يمنعه شلل يده من مواصلة الجهاد طوال حياة النبي وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين .
3 - كان التابعي الجليل عطاء بن أبي رباح رحمه الله، أعور، أعرج، مشلول! ومع ذلك كان أعلم أهل زمانه فلما سأل الناس الصحابي عبد الله بن عمر رضي الله عنه نهرهم وقال لهم أتسألوني وفيكم ابن أبي رباح، وقال عنه أبو حنيفة رحمه الله ما رأيت خيرًا من عطاء وقال عنه عبد الله بن عباس رضي الله عنه لما اجتمع حوله الناس يا أهل مكة أتجتمعون علي وعندكم عطاء وقال عنه قتادة كان عطاء بن أبي رباح أعلم الناس بالمناسك.
4 - كان التابعي الجليل قتادة بن دعامة رحمه الله أكمه أعمى ومع ذلك كان عالمًا بالقرآن وتفسيره ورأسًا في اللغة العربية وحجة في الحديث وعالمًا بالأنساب قال عنه سعيد بن المسيّب رحمه الله ما رأيت عراقي أحفظ للعلم من قتادة.
5 - كان موسى بن نصير رحمه الله القائد العسكري الفذ أعرج القدم ومع ذلك لم تمنعه عرجته من فتح الشمال الإفريقي وعبور البحر المتوسط وفتح الأندلس.
6 - كان الإمام الجليل سفيان بن عُيينة رحمه الله أعور العين ومع ذلك كان موسوعة في الحديث ومحدّث الحرم المكي قال عنه الشافعي لولا سفيان ومالك لذهب علم الحجاز وقال عنه سفيان الثوري ليس له نظير وقال عنه يحيى بن آدم ما رأيت أحدًا يختبر في الحديث إلا ويخطىء إلا سفيان بن عيينة.
7 - كان الإمام التِّرمذي رحمه الله أعمى ومع ذلك سخّر حياته لخدمة السنة النبوية فأصبح من أعظم أئمة المسلمين ووضع للأمة كتابًا من الكتب الستة المعتمدة في علم الحديث.
8 - كان قالون بن ميناء رحمه الله أصم شديد الصمم لا يسمع إطلاقًا ومع ذلك كان من أعظم حفّاظ ومحفّظين القرآن حتى أصبحت له قراءته الخاصة وكان يسمّع القرآن لتلاميذه ويضبط لهم القراءة من خلال نظرته لشفاههم.
صاحب الهمة لا تمنعه الأعذار ولا تعوقه المعوقات!!
▫️قال الأنماطي: قال المزني: "أنا منذ خمسين سنة أنظر في كتاب الرسالة للشافعي، ما نظرت فيه مرة إلا استفدت منه ما لم أستفده قبل ذلك"
📚[طبقات الشافعية الكبرى (٩٩/٢)]
#ولاية_المتغلب
(5) الخليفة الثاني والطالب الحريص
الدليل الرابع: وهذا (المنقلب المتغلب) حتى لو اعتبرنا بأن تفويض قـسّ الأزهـر له وشـيخ الكنيسة، وحرب النور أو حزب الظُّلمة وبعض قادة العسكر وجبهة الخراب والتمرد... لو اعتبرنا ذلك بيعة له، فإنها بيعة توجب منازعة السيسي شرعًا، بل قتالَه، ولو انتهى بقتله هدرًا، لا أنها تولِّيه وتبيح له قتل الرافضين له، أو الخارجين عليه بالمظاهرات السلمية، أو المطالبين بالقصاص من قتلة المعتصمين السلميين في رابعة أو في الشوارع، أو حتى قتلهم في السجون وعربات الترحيل!.. لذلك بطلت بيعته، بل لم تثبت أصلًا لأنها بيعة ظالمة ثانية بالانقلاب على إثر بيعة شرعية أولى ثابتة للدكتور مرسي بالانتخاب، أي باختيار الأمة، وفي الحديث: «إذا بويع لخليفتين، فاقتلوا الآخِر منهما» (مسلم؛ صحيح مسلم،برقم:[1853])، قال النووي في شرحه: "هذا محمول على ما إذا لم يندفع إلا بقتله"، وفي الحديث الآخر: «من أتاكم وأمركم جميعٌ يريد أن يَشُقَّ عصاكم، ويفرِّق جماعتكم، فاقتلوه» (مسلم؛ صحيح مسلم برقم:[1852])، وفي رواية :«فاضربوه بالسيف كائنًا من كان»، وفي حديث: «ومن بايع إمامًا فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع. فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر» (مسلم؛ صحيح مسلم، برقم:[1844]) قال النووي: "فيه الأمر بقتال من خرج على الإمام، أو أراد تفريق كلمة المسلمين ونحو ذلك، ويُنهى عن ذلك، فإن لم ينته قوتل، وإن لم يندفع شره إلا بقتله فقُتلَ كان هدرًا" [شرح صحيح مسلم].
فحتى لو افترضنا بأن السيسي خليفة ثانٍ (وهو ليس كذلك قطعًا) فإن حكمه في الشريعة الصحيحة إقامة الحد عليه بالقتل، أو قتاله حتى ينغلب، لا أن يُقرَّ على السلطة ولا أن نعتبره حاكمًا متغلبًا مطاعًا!، ونبحث له في رُكام التاريخ عن فتاوى وأمثال نُشرعِن له جبروته، بل وكفرياته!
ولو كان النائب نائبًا عامًّا فعلًا، ولم يكن نائبًا انقلابيًّا عسكريًّا سيسيًّا خاصًّا لكان أول أمرٍ بالضبط والإحضار يصدره بعد الانقلاب هو للقبض على السيسي لتُفتح له أكبر محكمة وتقام له أعدل محاكمة، ولَرُمِيَ به في غياهب السجون، ثم يحكم بقتله قصاصًا لمن قتلهم.
لا أثارة من دليل على المتغلب الذي عنه يحكون
إن حكاية (المتغلب!) والخضوع له والخنوع بأي وصف كان، مطلقًا من أي قيد، لم يأت فيها آيةٌ ولا نصُّ حديثٍ ولا اتفاقُ صحابةٍ ولا غير صحابة، وإنما هو في أحسن الأحوال اجتهاد، لا يرقى إلى أن يُشَرْعِنَ حكم الطواغيت القتلة، المحادِّين لله ورسوله، بإلقائهم الشريعة وراءهم ظهريًّا، وقتل وسجن من يطالب بها! بل يجعل المفتين شركاء له في كل جرائمه.
ومِنٍ عجَبٍ أن أهل هذه المدرسة بالذات لم يفتوا يومًا في حكومة طالبان والمُلاَّ عمر في أفغانستان بأنها حكومة متغلبة، وأن أميرها متغلبٌ تجب طاعته ويحرم الخروج عليه، رغم أنه جاء إثر جهاد شرعي لا انقلاب عسكري، وقد استتب له الأمر كما لم يستتب لمثله من الانقلابيين، ثم هو قد أعلن تطبيق الشريعة الإسلامية مبدئيًّا، وشَرَع في ذلك، يعني إقامة الدين والقيادة بكتاب الله.. ولكنّ حمزةَ لا بواكيَ له مِن هؤلاء!!!
الطالب الحريص
الدليل الخامس: ثم إن المسلم المتغلب بالقهر، والذي يستتب له الأمر من بعدُ ويهدأ الهرج والهياج، ويحكم بكتاب الله ويقيم الدين في الناس وإن عصى في نفسه وظلم فهذا يُصبَر عليه وتنفذ أحكامه الشرعية.. لا رضًا عنه وموافقةً له وقَبولا به.. وإنما إخمادًا للفتنة ودرءًا للمفسدة، أما أنْ نرضى صنيعَه ونقبل بولايته من غير حرج فلا، بل لو طرق بيوت المسلمين بابًا بابًا يطلب الترشيح والولاية لم يُعْطَها؛ لأن الأحاديث تمنع تولية من يطلب الولاية أو يحرص عليها: فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: دخلتُ على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من قومي، فقال أحدُ الرجلين: يا رسول الله أَمِّرْنا على بعض ما ولاَّك الله عز وجل، وقال الآخر مثل ذلك؛ فقال: «إنَّا والله لا نولي على هذا العمل أحدًا سأله، ولا أحدًا حرص عليه» (البخاري، الجامع الصحيح، كتاب الأحكام، (93)، باب ما يكره من الحرص على الإمارة (7)، حيث (7149)، 4، 330. ومسلم، صحيح مسلم، كتاب الإمارة (33)، باب النهي عن طلب الإمارة والحرص عليها (3) حديث رقم: [1652]).
وكون النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «نحن لا نولي» فهي عامة للمسلمين كلهم، ثم إن ولاية الطالب والحريص غير مَرْضية في ذاتها، وهل المتغلب إلا طالب للولاية حريص عليها، لكن بأسوأ من الطلب، بل طلب بالعنف؟! وإذا كان طلب الولاية بغير عنف مشينًا، فإن طلبها بالقوة والغلبة والعنف لا يزيدها إلا شَيًْا.
فكيف إذا كان لا يُحصِّلها إلا بقتل الآلاف من المعصومين، وانتهاك الأعراض، ونقض الشرائع، وخَفض الدِّين؟!
من لم يرَ نعمة الله عليه إلا في مأكله ومشربه وعافية بدنه فليس له نصيب من العقل البتة ..
فنعمة الله بالإسلام والإيمان، وجذب عبده إلى الإقبال عليه، والتلذذ بطاعته هي أعظم النعم، وهذا إنما يدرك بنور العقل وهداية التوفيق.
📚[مدارج السالكين (١ /٢٧٧ )]
قال ابن عقيل: "قولهم: إن الله تعالى جعل للمرأة شهوة تزيد على شهوة الرجل بسبعة أجزاء؟ قال: لو كان كذلك ما جعل الله للرجل أن يتزوج بأربع ويتسرى بما شاء من الإماء وضيق على المرأة فلا تزيد على رجل ولها من القسم الربع وحاشا حكمته أن تضيق على الأحرج وتوسع على من دونه في الحرج".
أجابه حنبلي آخر فقال: "إن ذلك إنما كان لعارض راجح وهو خوفه اشتباه الأنساب، وأيضًا ففي التوسعة للرجل يكثر النسل الذي هو من أهم مقاصد النكاح، وأيضًا فإن الرجل والمرأة لما اشتركا في التذاذ كل منهما بصاحبه وقضاء وطره منه وخص الرجل بالنفقة والكسوة وكلفة المرأة عوض بأن أطلق له الاستمتاع بغيرها، وأيضًا فإن المرأة مقصورة في الخدر لا تدخل ولا تخرج إلا لحاجة حتى أن صلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد لم يقع نظرها من الرجال على ما يقع نظر الرجل عليه فحاجته إلى أكثر من واحدة أشد من حاجتها، وأيضًا فإن طبيعة الذكر الحرارة وطبيعة الأنثى البرودة وصاحب الحرارة يحتاج من الجماع فوق ما يحتاج إليه صاحب البرودة، وأيضًا فإن الله فضل الذكر على الأنثى في الميراث والدية والشهادة والعقيقة وغير ذلك ولهذا قال تعالى: {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} فكان من تفضيله الذكر على الأنثى أن خص بجواز نكاح أكثر من واحدة والله أعلم.
📚[بدائع الفوائد - ط: الكتاب العربي (4/ 41)]
▫️قال الإمام ابن الجوزي - رحمه الله - :
"رأيت الاشتغال بالفقه وسماع الحديث لا يكاد يكفي في صلاح القلب إلا أن يمزج بالرقائق، والنظر في سير السلف الصالحين"
📚[صيد الخاطر]
هــــوِّن عليك الأمـــرَ لا تعـــبأ بـهِ
إن الصـــعاب تهــــون بالتـــهوينِ
فعليك بذرَ الحبّ لا قطفَ الجنى
واللــــه للســـاعين خـــير مُعــينِ
عدنا للنشر في المجموعة على الوتساب
رابط مجموعة *كنوز إيمانية*
https://chat.whatsapp.com/EjbE1d5QmWf1Uom82jziOZ
انشروا رابط المجموعة
فالدال على الخير كفاعله
نزغ...
{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [فصلت: 36]
جاءت هذه الكلمة القرآنية في سياق مكتمل المعنى والدلالة، وهي كلمة نكرة، والنكرة في لسان العرب إما تدل على التعظيم كــ كلمة (رجال) كما في قوله تعالى: {{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23]، أو التحقير، وفي هذه الآية كانت على معنى التحقير الذي بدوره دال على ضعف وحقارة فوساوس الشيطان ضعيفة البينان منهارة الاسس عديمة الثمر.
ولهذا جاء في علاجها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلَاتِي وَقِرَاءَتِي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خِنْزَبٌ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْهُ، وَاتْفُلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلَاثًا. قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللهُ عَنِّي» [صحيح مسلم (7/ 21)].
وهو علاج غير مكلف ولا يحتاج إلى جهد.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- حامدًا ربه: «اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيَدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ» [مسند أحمد 4/ 10 ط الرسالة]
وإنما قال ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- لينبه أمته ويبشرها، وهي بشارة عظيمة أن كيد الشيطان قد أصبح كله وسوسة، وهي أضعف ما تكون من عدو غاشم لعين أعمى البصيرة لم يبق له من أشد أسلحته إلا وسوسة ضعيفة: {إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} [فاطر: 6] .
جميل أبو حسن
قال تعالى:
﴿وَاذكُر عِبادَنا إِبراهيمَ وَإِسحاقَ وَيَعقوبَ أُولِي الأَيدي وَالأَبصارِ﴾
▫️قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
"فالأيدي القوة في أمر الله، والأبصار البصائر في دين الله، فبالبصائر يدرك الحق ويعرف، وبالقوة يتمكن من تبليغه وتنفيذه والدعوة إليه"
📚[مجموع الفتاوى (٤/ ٩٣)]
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : ما قولكم في مذهب السلف في الاعتقاد، ومذهب غيرهم من المتأخرين؟ ما الصواب منهما؟ وما تنتحلونه أنتم من المذهبين؟ وفي أهل الحديث: هل هم أولى بالصواب من غيرهم؟ وهل هم المرادون بالفرقة الناجية؟ وهل حدث بعدهم علوم جهلوها وعلمها غيرهم؟
فأجاب بجواب قرابة ال٢٠٠ صفحة وبيّن أن هذا الجواب مختصر إنما أشار فيه إلى المهم منها، فإنّ هذه المسائل يحتاج بسطها إلى مجلدات.
وفيه أيضًا: "وكذا تنعقد لمن قهره، أي قهر ذا الشوكة عليها؛ فينعزل هو، بخلاف ما لو قهر عليها من انعقدت إمامته ببيعة أو عهد فلا تنعقد له ولا ينعزل المقهور" ا.هـ، فلا تنعقد للسيسي ولا ينعزل بها مرسي، لأن تغلُّب السيسي على مُبايَعٍ وليس على متغلب مثله.
فما زالت بيعة الدكتور مرسي في أعناق المصريين جميعًا، لأنه لم ينعزل شرعًا بهذا الانقلاب. بل يجب عليهم تحريرُه من الأسر مِن عند الكذّاب الأشِر.
وإما أن يكونوا لم ينصبوا لهم إمامًا، بل كانوا فوضى لا إمام لهم ففي هذه الحالة يكون "الإمام المأسور في أيديهم على إمامته، لأن بيعتهم له لازمة وطاعته عليهم واجبة، فصار معهم كمصيره مع أهل العدل إذا صار تحت الحجر، وعلى أهل الاختيار أن يستنيبوا عنه ناظرًا يخلفه إن لم يقدر على الاستنابة، فإن قدر عليها كان أحق باختيار من يستنيبه منهم" [انظر: الأحكام السلطانية، للماوردي" 20، والأحكام السلطانية، لأبي يعلى: ص 23].
وقال ابن عابدين (ت1252هـ): "وإذا تغلب آخر على المتغلب وقعد مكانه انعزل الأول وصار الثاني إمامًا وتجب طاعة الإمام عادلًا كان أو جائرًا إذا لم يخالف الشرع" [رد المحتار على در المختار: 4/ 263].
الواجب على المصريين
وإن هم عجزوا عن تحرير رئيسهم الشرعي وفك أسرِهِ، فعليهم أن ينصبوا لهم إمامًا (حاكمًا) مسلمًا يقودهم بكتاب الله، على سبيل الدَّوام، أو على سبيل التأقيت حتى يعيدوا رئيسهم.
وأبعد شيء شرعًا أن يتركوا هؤلاء المتغلبين (الانقلابيين)، لا للتغلب فحسب، بل لأنهم أساسًا لا يقودونهم بكتاب الله ولا يقيمون الدين.
وأنا على شبه اليقين أن كثيرًا من المفتين أدعياء الانتساب إلى العلم أو إلى السلف يُشرعنون عودة (المخلوع) أكثر من عودة (المعزول) بخزعبلات من الفقه البارد، الشاذ الشارد عن فقه السلف رحمهم الله تعالى!
قال الزمخشري: "وكان أبو حنيفة رحمه الله يفتي سرًا بوجوب نُصرة زيد بن عليّ رضوان الله عليهما، وحمل المال إليه، والخروج معه على اللص المتغلب المتسمي بالإمام والخليفة كالدوانيقي وأشباهه... يقصد هشام بن عبد الملك" [الكشاف: 1 /318]. رغم إنّ أولئك الحكام والأمراء كانوا إذا تغلبوا وقهروا حكموا بالشريعة لا بالقوانين الوضعية، وتأمن بهم الأمة على أموالها وأعراضها.. فكانوا يسرقون السلطة ولا يسطون على الحاكمية... فشتان شتان أن يقاس عليهم هؤلاء...
اللهم هل بلَّغت.. اللهم فاشهد
ويتبع إن شاء الله تعالى بمقال: ولاية المتغلب (7): حملوا السلاح علينا.. فليسوا منا
---------------------------------
(1)- سطا على فلان: أذلّه؛ بطش به وقهره، وسطا على الشَّيء: سرقه، انتهبه في بطْش سطَا اللّصُّ على منزلٍ.
كتبه:
أبو محمد بن عبد الله - حفظه الله -
للنبي ﷺ أربع غزوات مع اليهود غزوة بني قينقاع وسببها غدر اليهود، غزوة النضير وسببها غدر اليهود، غزوة بني قريظة وسببها غدر اليهود، غزوة خيبر وسببها غدر اليهود، وانتصر ﷺ فيها كلها ووعدنا أن الساعة لن تقوم إلا إذا طُهرت الأرض من رجسهم، من غدر بخير الناس ماذا تظنه فاعل بالناس؟
صلوا عليه
▫️قال الطاهر بن عاشور - رحمه الله - :
"لقد رأيتُ الناسَ حول كلام الأقدمين أَحَدَ رجلين: رجل معتكف فيما شادَهُ الأقدمون، وآخَر آخذ بمعوله في هدم ما مضَتْ عليه القرون، وفي كلتا الحالتين ضُرٌّ كثير.
وهنالك حالةٌ أخرى ينجبرُ بها الجناحُ الكسير، وهي أن نعمد إلى ما أشاده الأقدمون، فنهذبه ونزيده، وحاشا أن ننقضه أو نُبيده، علمًا بأنَّ غَمْطَ فضلهم كفرانٌ للنعمة، وجَحْدَ مزايا سلفها ليس من حميدِ خصال الأمة"
📚[تفسير التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور (١/ ٧)]
لا تستحِرَّ الجمر، وتحمَّل أذاه؛ فإن رؤية الله في الجنة ونعيمها وملاذها، ستنسيك حرارته.
المعركة حميَ وطِيسها.. حربٌ على دين الله وشريعته وانقلابٌ على الأصول والثوابت والمبادئ والقيم في جميع وسائل التواصل، وهذه المعركة تختلف عن جميع المعارك التي مرت بك.. حيث أنها لا تقبل أنصاف الحلول، إما من أصحاب الجنة وإما من أصحاب السعير.
وتذكَّر:
‹‹إن الذي يعيشُ لنفسه قد يعيش مستريحًا، ولكنه يعيش صغيرًا ويموت صغيرًا››.
كُن لَبِنة بناء للأُمة بدل أن تَكُون مِعوَل هدمٍ فيها، وإياك أن تستصغر نفسك! فضرب الله لنا مثلًا في غلام الأخدود، غلامٌ حقيقة ولكن بلغ بثباته الآفاق فكان كبيرًا في معناه، حتى بلغ من أمره أن قصَّ الله علينا خبره في كتابه.
🔹 حفظك اللّٰه بما حفظتَ به نبيَّه ..
روى الإمام مسلم في صحيحه (٦٨١)
حديثًا يبين فيه مدى حرص الصّحابة على النّبي ﷺ، وملازمتهم إيّاه بما يوجب رعايته، والقيامِ على شؤونه، والسّعي لصونه، وحفظِ جنابه الشريف على أتّمِ حال.
فقد قال أبو قتادة - الصحابيُّ الجليل - : بينما رسول اللَّه ﷺ يسيرُ حتى إبهار اللّيل وأنا إلى جنبه، فنعسَ رسول اللَّه - ﷺ فمال عن راحلته!؛ فأتيته فدعمته من غيرِ أن أوقظه حتى اعتدل على راحلته.
ثم سار حتى تهوَّر اللّيلُ، مال عن راحلته فدعمته من غيرِ أن أوقظه حتى اعتدل على راحلته.
ثم سارَ حتى إذا كان من آخر السّحر مال ميلةً - هي أشدُّ من الميلتين الأوليين حتى كاد ينجفل! - فأتيته فدعمته فرفع رأسه، فقال: من هذا؟.
قلتُ: أبو قتادة!.
قال: متى كان هذا مسيرك مني؟.
قلت: ما زال هذا مسيري منذ الليلة!.
قال: حفظك اللهُ بما حفظتَ به نبيّه!".
فكذلك ..
- كلُّ من سارَ على خطى النّبيّ ﷺ في زمانِ الغُربَةِ واندثار السّنن، وغفلة أهلها، وتكالبِ أعداءِ الملّة عليها، فدعا إليها، فأقامها عند إمالتها من المبتدعة .. ودعمها عند من يريد أفول معالمها من الملاحدة ، حتى تسمو وتسود .. فيقال له: حفظك اللهُ بما حفظتَ به نبيّه .. حفظك اللهُ بما حفظتَ به دينه ..
حفظَ اللَّه كلّ من نصر السُّنة وأقامها، وذبّ عنها.
ومن المعلوم أن مرسي لم يترشح هو، وإنما رشَّحه المسلمون لمَّا أزاح الإنقلابيون بالوراثة خيرت الشاطر وحازم صلاح.. وكان من بين المرجِّحات لترشيحه عند الهيئة الشرعية أنه لم يطلب ترشيح نفسه.. فالذي رشَّحه المسلمون والهيئة الشرعية أولى ممن طَلب الولاية وحرص عليها؛ لا بصناديق الانتخاب فحسب، بل بصناديق الأموات والتوابيت؛ فكيف يقال: متغلب يطاع؟!
مَوْكُولٌ أو مُعان
الدليل السادس: ثم إن الغرض من نَصْبِ الأئمة وترئيس الرؤساء هو حفظُ الأمة وإسعادها في معاشها ومعادها، بإجراء حياتها على سنن الهدى الربانية، ولا يقدر عليه والٍ ولا أمير إلا أن يُعِينه الله تعالى أولاً، ثم تعينه رعيته المُحِبَة له والمبايعة له، فإذا تسلط عليها بغير اختيارها كرهته قلوبُها وتركت معونتَهُ سواعدُها، والدعاءَ له ألسنتُها، فذلك سبب الخذلان، وسببٌ لأَنْ يَكِلَهُ اللهُ إليها ولا يعينه عليها، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبعضِ أصحابه: «لا تسأل الإمارة؛ فإنك إن أوتيتها عن مسألة وُكِلْتَ إليها، وإن أوتيتها من غير مسألة أُعِنْتَ عليها..» (البخاري، الجامع الصحيح، كتاب الأحكام {93)، باب من لم يسأل الإمارة أعانه الله عليها {5)، حديث رقم: [7146]، 4، 330) و(مسلم، صحيح مسلم، كتاب الإمارة (33)، باب النهي عن طلب الإمارة والحرص عليها (3)، حديث رقم: [1652]، 2، 884]).
وفي لفظ: «لا يَتَمَنَّيَنَّ» بصيغة النهي عن التمني مؤكّدًا بالنون الثقيلة، والنهي عن التمني أبلغ من النهي عن الطلب.
ومعنى الحديث أن من طلب الإمارة فأعطيها تُرِكت إعانته عليها من أجل حرصه، ويستفاد منه أن طلب ما يتعلق بالحكم مكروه فيدخل في الإمارةِ القضاءُ والحسبة ونحو ذلك، وأن من حرص على ذلك لا يُعان" [انظر: ابن حجر، فتح الباري: 13، 154]، وما الخير المرجو والبركة المأمولة من شخص ترك اللهُ إعانتَه؟! ما بالك إذا كانت إمارته ليست عن حرص وطلب فحسب، بل ملوثة بالدماء، متسلقة على الأشلاء! وانظروا إلى البلاد الإسلامية كلها كيف هي تزداد ضيقًا وضنكًا يوميًا منذ أن تولى عليها المتغلبون والطالبون.
ليس هذا فحسب!
لو فرضنا أن هذا المتغلب صار يحكم بما أنزل الله، وأخذ يستتب له الأمر وتسكن له الدهماء، فهل ينتهي الأمر عند هذا الحد، وتثبت ولايته وتجب طاعته؟! لا، ليس هــذا فحسب، بل هناك أمر آخر جدُّ مهم، له تعلُّقٌ بحقوق العباد وكرامة الأمة... نتكلم عنه في المقال الآتي إن شاء الله تعالى.
كتبه:
أبو محمد بن عبد الله - حفظه الله -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أسفل من الكعبين من الإزار، ففي النار" رواه البخاري.
قال الخطابي -رحمه الله- في معنى الحديث: "يريد أن الموضع الذي يناله الإزار من أسفل الكعبين في النار، فكنى بالثوب عن بدن لابسه، ومعناه أن الذي دون الكعبين من القدم يعذب عقوبة، وحاصله أنه من تسمية الشيء باسم ما جاوره أو حل فيه" انتهى.
وأخرج عبد الرزاق عن عبد العزيز بن أبي رواد أن نافعًا سئل عن ذلك؟ فقال: وما ذنب الثياب، بل هو من القدمين.
ولا مانع من حمل الحديث على ظاهره، بأن تكون ثياب المسبل في النار هي أيضًا، لما رواه الطبراني عن ابن عمر قال: رآني النبي صلى الله عليه وسلم أسبلت إزاري. فقال: "يا ابن عمر كل شيء يمس الأرض من الثياب في النار". وروى أحمد مثله.
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - : "فعلى هذا لا مانع من حمل الحديث على ظاهره، ويكون من وادي: (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) [الأنبياء:98]. أو يكون في الوعيد لما وقعت به المعصية إشارة إلى أن الذي يتعاطى المعصية أحق بذلك" انتهى.
▫️قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
"الدنيا ليست دار الجزاء التام، وإنما فيها من الجزاء ما تحصل به الحكمة والمصلحة"
📚[النبوات (1/ 210 )]
صحيح البخاري: ((بَابُ عَلَامَةِ حُبِّ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ))
▪️قال الله تعالى: {قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ} آل عمران : [31]
▪️قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله :
قوله: {قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ} وَبِهَذَا نَعرِفُ أَنَّ كُلُّ مَن كان لِلرَّسُولِ ﷺ أَتْبَعَ فَهُوَ للهِ أَحَبُّ، بَلْ وَلِلرَّسُولِ ﷺ أَحَبُّ وَأَشَدُّ تعظيمًا، وَأَشَدُّ أَدَبًا مع الرَّسُولِ عليه الصلاة والسلام ،
وعلى هذا فَالَّذِينَ يُحدِثُونَ أنواعًا مِنَ الصَّلَوَاتِ على الرَّسُولِ عليه الصلاة والسلام بِصِيَغٍ لَمْ تَرِد، أو يُحدِثُونَ أعيادًا لِمِيلَادِه، أو ما أَشْبَهَ ذلك مِمَّا يُحدِثُونَ في شَرِيعَتِهِ ، نقول : لَوْ كَانَ حُبُّكُمْ صَادِقًا وَتَامًّا مَا ابْتَدَعتُمْ في دِينِهِ شَيْئًا، لِأَنَّ الإِبْتِدَاعُ في دِينِ الرَّسُولِ عليه الصلاة والسلام حَقِيقَتُهُ انْتِقَادُ الرَّسُولِ عليه الصلاة والسلام،
لِأَنَّ هذا المُبْتَدِعَ يَدَّعِي أَنَّ هذا الفِعلَ شَرِيعَةٌ مُقَرَّبَةٌ للهِ عَزَّوَجَلّ، وَالنَّبِيُّ ﷺ لَمْ يُبَيِّنْهَا، فَتَكُونُ النَّتِيجَةُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ مُقَصِّر، لَمْ يُبَيِّن كُلُّ مَا يُقَرِّبُ إلى اللهِ تعالى، وَيَكُونُ في ابْتِدَاعِ هذا قَدحٌ في رَسُولِ اللهِ ﷺ ، بَلْ قَدحٌ في اللهِ عَزَّوَجَلَّ وفي كتاب اللهِ تعالى: {وَنَزَّلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ تِبۡيَٰنًا لِّكُلِّ شَيۡءٍ} ، ويقول الله تعالى: {ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ} وَلَازَمَ هذا الإِبْتِدَاعِ أَلَّا يَكُونَ القُرآنُ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيء، لِأَنَّهُ لَمْ يُبَيِّن هذه البِدعَة، وَلَازَمَ هذا الإِبْتِدَاعِ أيضًا أَنْ لَا يَكُونَ الدِّينُ قد أُكْمِل، بَلْ بَقِيَ مِنْهُ شَيء،
وَلِذَلِكَ إذا تَأَمَّلَ الإنسانُ مَفَاسِدَ البِدَعِ وَمَا تَسْتَلْزِمُهُ مِنَ اللَّوَازِمِ البَاطِلَةِ الَّتِي لَوِ الْتَزَمَهَا المُبْتَدِعُونَ لَخَرَجُوا مِنَ الدِّينِ عَرَفَ أَنَّ الإِتِّبَاعَ هو الخير، دُونَ الإِبْتِدَاعُ مَهْمَا كان،
وأيضًا مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَبْتَدِعُ بِدعَةً في دِينِ اللهِ تعالى إِلَّا وَتَرَكَ مَحَلَّهَا سُنَّة، لِأَنَّ الأعمالَ تَتَزَاحَم، فَإِذَا شَغَلَ نَفْسَهُ بهذه البِدعَةِ فَمَعنَاهُ أَنَّهُ انْشَغَلَ عَنِ السُّنَّة، فَالحَذَارُ الحَذَارُ مِنَ الإِبْتِدَاعِ في دِينِ اللهِ تعالى، وَعَلَيكَ بِاتِّبَاعِ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ عليه الصلاة والسلام فَكُلُّهُ خَير.
📚[التعليق على صحيح البخاري (13 /471-472)]
▫️قال ابن القيم - رحمه الله - :
"ترك الضحك بالكلية من الكبر والتجبر وسوء الخلق، وكثرته من الخفة والطيش، والاعتدال بين ذلك".
📚[هداية الحيارى (ص٧٥)]
في مناظرة الواسطية
كان مما اعترض على شيخ الإسلام ابن تيمية
-رحمه الله- قوله:
(ومن أصول الفرقة الناجية: أن الإيمان والدين قول وعمل، يزيد وينقص، قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح)
فاعترضوا عليه بقولهم: (فإذا قيل إن هذا من أصول الفرقة الناجية، خرج عن الفرقة الناجية من لم يقل بذلك: مثل أصحابنا المتكلمين، الذين يقولون إن الإيمان هو التصديق، ومن يقول هو التصديق والإقرار، وإذا لم يكونوا من الناجين: لزم أن يكونوا هالكين).
فكان مما أجاب - رحمه الله -:
(وليس كل من خالف في شيء من هذا الاعتقاد يجب أن يكون هالكًا، فإن المنازع قد يكون مجتهدًا مخطئًا يغفر الله خطأه، وقد لا يكون بلغه في ذلك من العلم ما تقوم به عليه الحجة، وقد يكون له من الحسنات ما يمحو الله به سيئاته؛ وإذا كانت ألفاظ الوعيد المتناولة له لا يجب أن يدخل فيها المتأول، والقانت، وذو الحسنات الماحية، والمغفور له وغير ذلك: فهذا أولى؛ بل موجب هذا الكلام أن من اعتقد ذلك نجا في هذا الاعتقاد، ومن اعتقد ضده فقد يكون ناجيًا، وقد لا يكون ناجيًا، كما يقال من صمت نجا)
📚[مجموع الفتاوى (ج٣، ص١٧٩)]
وفاة المفكر العراقي عبد المنعم العزي في ماليزيا
27/8/2024
نعت مؤسسات وأحزاب ماليزية المفكر العراقي عبد المنعم صالح العلي العزي المعروف باسمه الحركي محمد أحمد الراشد.
وتوفي الراشد صباح اليوم الثلاثاء في ماليزيا، حيث يقيم، عن عمر ناهز 86 عاما، ومن المقرر تشييع جثمانه ظهرا بالتوقيت المحلي.
وعرف الراحل بأنه أحد كبار مفكري الحركة الإسلامية المعاصرة، وترك العديد من المؤلفات في الفكر والتربية والسياسة، وتعرض للسجن والاغتراب القسري.