snr7l | Unsorted

Telegram-канал snr7l - بِِصٌمَةّ خَيِّر

963

●تلاوات قرآنية منوعة ●قصص وحكم ومواعظ ●خواطر وهمسات راقية ●مسابقات إسلامية * وكل ما هو قيم ومفيد * ✔️ تاريخ تأسيس القناة: 2017/3/12 #قبل المغادرة،ارسل سبب مغادرتك هنا ،ڪي نصحح اخطاءنا،وشڪرا 🌸↓ للـتـواصـل ↓🌸 @Snr7lbot ↓↓نـَسـعـَدُ بـِگـم↓↓

Subscribe to a channel

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 29 )
#حفصة_بنت_سيرين
هي تابعية شهيرة عالمة فقيهة وراوية حديث، ولها روايات في البخاري ومسلم وغيرهما ، وهي الأخت الكبرى للتابعي الشهير محمد بن سيرين.
وهي من أهل البصرة وُلِدت قبل 32 هجرية وماتت بعد المائة.
أسرة حفصة بنت سيرين اسرة علمية رصينة منشأها غلام نصراني كان سبيًا في عين التمر بفتوح فارس، ثم صار غلامًا لأنس بن مالك، وأسلم، وله هذه الذرية العلمية العظيمة.
روت حفصة بنت سيرين عن: أنس بن مالك، وأبي العالية، وأم عطية الأنصاريَّة. وروى عنها: أخوها محمد بن سيرين، وقتادة، وأيوب، وخالد الحَذَّاء، وابن عون، وهشام بن حسَّان.

كانت حفصة بنت سيرين تتصف بخلق الحياء، قال عاصِمٍ الأحوَلِ: كُنَّا نَدخُلُ على حَفصَةَ بنتِ سيرينَ وقَد جَعَلَتِ الجِلبابَ هَكَذا وتَنَقَّبَت به، فنَقولُ لَها: رَحِمَكِ اللَّهُ! قال اللَّهُ تَعالَى: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ} [النور: 60] هو الجِلبابُ. قال: فتَقولُ لَنا: أيُّ شَيءٍ بَعدَ ذَلِكَ؟ فنَقولُ: {وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ} فتَقولُ: هو إثباتُ الجِلبابِ.

في هذا الموقف واضح أن حفصة بنت سيرين كانت من القواعد الحقيقيات، ولا يرغب فيها الرجال، وإلا لما عرض عليها عاصم الأحول، وهو فقيه، أن تضع ثيابها.

ووضع الثياب يكون بعدم لبس الجلباب الذي يُلْبَس فوق الثياب، ويكون بوضع النقاب، يعني كشف الوجه واليدين، لا بكشف الرأس والعورة، وبشرط ألا تكون هناك زينة لقوله تعالى {غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ} .

لم تستجب حفصة بنت سيرين لهذه الرخصة من عاصم الأحول ( من التابعين، قال عنه الذهبي: الإِمَامُ، الحَافِظُ، مُحَدِّثُ البَصْرَةِ). إنما ذكَّرته أن تكملة الآية فيها: {وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} ، وفسَّرت الاستعفاف في الآية بإثبات الجلباب. خاصة أن {يَسْتَعْفِفْنَ} جاءت بصيغة المبالغة فلم يقل يعففن، أو يتعفَّفن، إنما زاد السين والتاء للمبالغة في البحث عن العفَّة.

كانت حفصة بن سيرين تحافظ على قلبها حيًّا بطرق كثيرة، فانعكس ذلك بشكل طبيعي على سلوكها وأخلاقها وتعاملاتها مع الناس:

1- المداومة على القرآن الكريم

قَرَأَتِ حفصة بن سيرين الْقُرْآنَ وَهِيَ بِنْتُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَمَاتَتْ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِينَ. وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ إِذَا أُشْكِلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ قَالَ: اذْهَبُوا فَسَلُو ‌حَفْصَةَ كَيْفَ تَقْرَأُهُ.

2- التدبُّر في القرآن

كان لحفصة بن سيرين ابنٌ بارٌّ هو الهذيل بن عبد الرحمن الهذيل بن حفصة، وهو من الرواة عنها، وقد مات في حياتها، وافتقدته بشدَّة. قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ رَزَقَنِي اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الصَّبْرِ مَا شَاءَ أَنْ يَرْزُقَ، غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أَجِدُ عَضَّةً لَا تَذْهَبُ. فَبَيْنَا أَنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ أَقْرَأُ سُورَةَ النَّحْلِ إِذْ أَتَيْتُ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: {وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ، وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 96] فَأَعَدْتُهَا فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَنِّي مَا أَجِدُ.

3- الاعتكاف للعبادة والقرار في البيت

مَكَثَتْ حفصة بن سيرين فِي مُصَلَّاهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً لَا تَخْرُجُ إِلَّا لِحَاجَةٍ أَوْ قَائِلَةٍ وَكَانَتْ تَدْخُلُ مَسْجِدَهَا فَتُصَلِّي فِيهِ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَالصُّبْحُ وَلَا تَزَالُ فِيهِ حَتَّى يَرْتَفِعَ النَّهَارُ فَتَرْكَعُ، ثُمَّ تَخْرُجُ فَيَكُونُ عِنْدَ ذَلِكَ وُضُوءُهَا وَنَوْمُهَا حَتَّى إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ عَادَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا إِلَى مِثْلِهَا.

4- تذكُّر الموت

عن هشام بن حسان عن حفصة قال: كان لها ‌كفن معد فإذا حجت وأحرمت لبسته وكانت إذا كانت العشر الأواخر من رمضان قامت من الليل فلبسته.

*قدرها كبير عند العلماء*:
عن هشام بن حسان قال: وكان يأتيها أنس بن مالك، وأبو العالية مُسَلِّمُون عليها،
وعَنْ إِيَاسِ بنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: مَا أَدْرَكْتُ أَحَداً أُفَضِّلُهُ عَلَيْهَا. فَذَكَرُوا لَهُ الحَسَنَ وَابْنَ سِيْرِيْنَ، فَقَالَ: أَمَّا أَنَا فَمَا أُفَضِّلُ عَلَيْهَا أَحَداً

رحم الله حفصة التي عظَّمت في صدورنا قدر القرآن، والقيام، والزهد، والصبر، وقبل ذلك وبعده الحياء، وهو أصل كلِّ فضيلة.

قصة الإسلام
د/ راغب السرجاني

✍ تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 27 )
الامام أسد بن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك

هو الإمام الحافظ الثقة ، ذو التصانيف أبو سعيد ، أسد بن موسى بن إبراهيم بن الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان ، القرشي الأموي المرواني المصري .

وقد ولي جده إبراهيم الخلافة شهرين ، وخلعه مروان الحمار .

ولد أسد رحمه الله بالبصرة ، وقيل : بمصر -وهو أشبه- سنة زالت دولة آبائه ببني العباس سنة اثنتين وثلاثين ومائة فنشأ ، وطلب العلم ، ولقي الكبار ، ورحل ، وجمع وصنف .من تصانيفه كتاب الزهد .

أما كتاب الزهد فقد حققه وخرج أحاديثه أبو إسحاق الحويني الأثري، وصدر عن مكتبة التوعية الإسلامية، ومكتبة الوعي الإسلامي، سنة 1413
حدث عن : شعبة بن الحجاج ، وشيبان النحوي وعبد الرحمن المسعودي ، ويونس بن أبي إسحاق ، وهو أسن شيخ له ، وابن أبي ذئب ، وفضيل بن مرزوق ، وحماد بن سلمة ، وعبد العزيز بن الماجشون ، وعافية بن يزيد القاضي ، وجرير بن عبد الحميد ، وعدة .

حدث عنه : أحمد بن صالح ، وعبد الملك بن حبيب الفقيه ، والربيع بن سليمان المرادي ، والربيع بن سليمان الجيزي ، وولده سعيد بن أسد ، والمقدام بن داود الرعيني ، وأبو يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي ، وآخرون .

قال النسائي : ثقة ، ولو لم يصنف لكان خيرا له .
قال أبو داود: سمعت الامام أحمد بن حنبل ذكر أسد بن موسى، فذكره بخير.

وقال البخاري : هو مشهور الحديث ، يقال له : أسد السنة . واستشهد به البخاري .

قال أبو سعيد بن يونس : ثقة مات بمصر في المحرم سنة اثنتي عشرة ومائتين .

قلت : عاش ثمانين سنة . وقع لنا من تواليفه كتاب " الزهد " وغير ذلك .

قال ابن يونس : روى أحاديث منكرة ، وكان ثقة ، وأحسب الآفة من غيره .

وقال العجلي : ثقة .
وقال الذهبي الامام الحافظ الثقة ورد تضعيف ابن حزم

قال : صاحب " الإمام " يقال : هو أول من صنف المسند .

مما حدث به :
 حدثنا المقدام بن داود ، ثنا أسد بن موسى ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن سعد بن عبادة أنه استأذن مستقبل الباب ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تستأذن مستقبل الباب " .
سير أعلام النبلاء
إسلام ويب ومصادر اخري

✍تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 25 )
#علاء_الدين_البابلي

مُحَمَّد بن عَلَاء الدّين شمس الدّين البابلى الازهرى الشافعى الْحَافِظ أحد الاعلام فى الحَدِيث وَالْفِقْه وَهُوَ أحفظ أهل عصره لمتون الاحاديث وأعرفهم بجرحها ورجالها وصحيحها وسقيمها.
والذى عد من محفوظاته الْقُرْآن الكريم بالروايات والشاطبية والبهجة والفية العراقى فى أصُول الحَدِيث والفيه ابْن مَالك وَجمع الْجَوَامِع وَمتْن التَّلْخِيص وَغَيرهَا وَكتب بِخَطِّهِ كتبا كَثِيرَة مِنْهَا فتح البارى لِابْنِ حجر.
وَكَانَ قدم بِهِ أَبوهُ من قريتهم بابل من أَعمال مصر الى الْقَاهِرَة وَهُوَ صَغِير دون التَّمْيِيز وأتى بِهِ الى خَاتِمَة الْفُقَهَاء الشَّمْس الرملى وَهُوَ مُنْقَطع فى بَيته فَدَعَا لَهُ بِخَير وَدخل فى عُمُوم اجازته لاهل عصره وَلما ترعرع لزم النُّور الزيادى وَالشَّيْخ على الحلبى وَالشَّيْخ عبد الرؤف المناوى وَأخذ الحَدِيث والعربية وَغَيرهمَا عَن الْبُرْهَان اللقانى وأبى النجا سَالم السنهورى والنور على الاجهورى المالكيين وَأخذ علم الاصول والمنطق والمعانى وَالْبَيَان عَن الشهَاب الغنيمى والشهاب أَحْمد بن خَلِيل السبكى والشهاب أَحْمد بن مُحَمَّد الشلبى وخاله الشَّيْخ سُلَيْمَان البابلى وَالشَّيْخ صَالح بن شهَاب الدّين البلقينى ومشايخه فى الْعُلُوم لَا يُمكن حصرهم مِنْهُم الشَّيْخ حجازى الْوَاعِظ وَالشَّيْخ أَحْمد بن عِيسَى الكلبى وَالشَّيْخ أَحْمد السنهورى وجد واجتهد الى أَن وصل الى مَا لَا يطْمع فى الْوُصُول اليه من اهل زَمَانه أحد وَكَانَ من أحسن الْمَشَايِخ سيرة وَصُورَة وَكَانَ لَهُ فى الطَّرِيق قدم راسخ يواظب على التَّهَجُّد وَصرف عمره فى الدُّرُوس والنفع التَّام وَكَانَ قانعا باليسير عَارِفًا نَفسه.
وَذكره الشلى فى تَارِيخه الْمُرَتّب وَأثْنى عَلَيْهِ كثيرا ثمَّ قَالَ وَهُوَ مِمَّن تزينت ببديع صِفَاته الْمَدْح ونشرت على الدُّنْيَا خلع الْمنح أَقْلَام فتواه مَفَاتِيح مَا أرتج من الْمسَائِل المشكله وَالْعلم بَاب مفتاحه المسئله وَأما حَاله فى القاء الْعُلُوم وَنشر مطارف المنثور مِنْهَا والمنظوم فَكَانَ فَارس ميدانها وناظورة ديوانها ومشكاة أضوائها ... كلما أَقرَأ فَنًّا من الْفُنُون ظن السامعون أَنه لَا يحسن غَيره.
وَقد حج مَرَّات وجاور بِمَكَّة عشر سِنِين وَأخذ عَنهُ جماعات لَا يُحصونَ فَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ من أهل الْقَاهِرَة الشَّيْخ مَنْصُور الطوخى والشهاب أَحْمد البشبيشى وَمن أهل الشَّام الشَّيْخ عبد القادر الصفوري وَمن أهل مَكَّة الشَّيْخ أَحْمد بن عبد الرؤف وَالشَّيْخ عبد الله العباسى وَمن أهل الْمَدِينَة الشيخ ابراهيم الخيارى وَغَيرهم.
وَله فهرست مجمع مروياته وشيوخه ومسلسلاته جمعهَا تِلْمِيذه الْعَلامَة عِيسَى بن مُحَمَّد الجعفر المغربى فى نَحْو خَمْسَة كراريس ..
وَمَعَ تبحره فى الْعُلُوم لم يعتن بالتأليف وألجئ الْوَزير الاعظم أَحْمد باشا الْفَاضِل الى تأليف كتاب فى الْجِهَاد وفضائله فألف فِيهِ فى أَيَّام قَليلَة كتابا حافلا أَتَى فِيهِ بالعجب من الاثار الْوَارِدَة فِيهِ وَأَحْكَامه المختصة بِهِ وَكَانَ ينْهَى عَن التَّأْلِيف وَيَقُول التَّأْلِيف فى هَذِه الازمان من ضياعة الْوَقْت فان الانسان اذا فهم كَلَام الْمُتَقَدِّمين الْآن واشتغل بتفهيمه فَذَاك من أجل النعم وَأبقى لذكر الْعلم ونشره والتأليف فى سَائِر الْفُنُون مفروغ مِنْهُ واذا بلغه ان أحدا من عُلَمَاء عصره ألف كتابا يَقُول لَا يؤلف أحد كتابا الا فى أحد أَقسَام سَبْعَة وَلَا يُمكن التَّأْلِيف فى غَيرهَا وهى اما ان يؤلف فى شئ لم يسْبق اليه يخترعه أَو شئ نَاقص يتممه أَو شئ مستغلق يشرحه أَو طَوِيل يختصره دون أَن يخل بشئ من مَعَانِيه أَو شئ مختلط يرتبه أَو شئ اخطأ فِيهِ مُصَنفه يُبينهُ أَو شئ مفرق يجمعه قلت وَيجمع ذَلِك قَول بَعضهم شَرط الْمُؤلف أَن يخترع معنى أَو يبتكر مبْنى.

وَحصل لَهُ عَارض فى فى عَيْنَيْهِ أذهب بَصَره قبل انْتِقَاله بِنَحْوِ ثَلَاثِينَ سنة..
٠ وَكَانَ كثير الْعِبَادَة يواظب على قِرَاءَة الْقُرْآن سرا وجهرا وَكَانَ راتبه فى كل يَوْم وَلَيْلَة نصف الْقُرْآن ويختم يَوْم الْجُمُعَة ختمة كَامِلَة وَكَانَ كثير الْبكاء عِنْد قِرَاءَة الْقُرْآن وَلَا يُفَارِقهُ خوف الله فى جَمِيع الاحيان وَكَانَ يعْفُو عِنْد الاقتدار وَله خلق سهل.

اجْتمعت فِيهِ الصِّفَات الْحَسَنَة بأسرها وَلم يكن فى وقته أرأس مِنْهُ وَلَا أروع وَلَا أَكثر تقللا.
وَكَانَت وِلَادَته فى سنة ألف وَتوفى عصر يَوْم الثلاثا خَامِس وعشرين من جُمَادَى الاولى سبع وَسبعين وَألف.

ـ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.
تراجم عبر التاريخ

✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 23 )
#البشير_الإبراهيمي

أحد أبرز علماء الجزائر دعوة وجهادا، كان واسع المعرفة بالفقه والتشريع وعلوم اللغة والأدب، سخّر علمه وقلمه لخدمة وطنه وللدفاع عن اللغة العربية، وقد كانت مواقفه الجريئة سببا في وضعه تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته.

ولد البشير الإبراهيمي يوم الخميس 14 شوال 1306هـ الموافق 13 يونيو/حزيران 1889م، في قرية رأس الوادي بالشرق الجزائري ونشأ في عائلة عريقة في العلم.


بدأ في حفظ القرآن الكريم في الثالثة من عمره على يد عمه الشيخ المكي الإبراهيمي، الذي كان له الفضل الأكبر في نشأته وتربيته. في التاسعة من عمره أتم حفظ القرآن، وحفظ ألفية ابن مالك وابن معط الجزائري، وألفيتي الحافظ العراقي في السير والأثر، وبعد وفاة عمه تولى تدريس طلبته وهو في الرابعة عشرة من عمره، وظل على ذلك حتى بلغ العشرين.

في أواخر 1911 هاجر إلى المدينة المنورة على إثر والده متخفيا، خوفا من بطش الاحتلال الفرنسي، ومر في طريقه بالقاهرة وحضر فيها عدة مجالس علم في الأزهر.

بعد وصوله المدينة المنورة لازم كلا من الشيخ العزيز الوزير التونسي، والشيخ حسين أحمد الفيض أبادي الهندي، وعلى أيديهما استزاد من علم الحديث رواية ودراية، ومن علم التفسير على يد الشيخ إبراهيم الأسكوبي، وهناك التقى بالعلامة بن باديس رائد النهضة الإصلاحية بالجزائر.

تبنى البشير الإبراهيمي التوجه الإسلامي الوطني، ودافع عن ذلك في مقالاته وكتبه وخطبه أيام الاستعمار وبعد الاستقلال.


في شتاء 1917، خرج البشير الإبراهيمي رفقة والده باتجاه دمشق امتثالا لقرار صدر عن الحكومة العثمانية بترحيل سكان المدينة إلى دمشق، ولم يمض على إقامته شهر حتى انهالت عليه العروض للتدريس في المدارس الأهلية، كما دعي إلى إلقاء دروس بالجامع الأموي في رمضان.

بعد خروج الأتراك من دمشق وقيام حكومة الاستقلال العربي، دعته الحكومة للتدريس بالمدرسة السلطانية وهي المدرسة الثانوية الوحيدة آنذاك، مشاركا للأستاذ اللغوي عبد القادر المبارك.

عرض عليه الأمير فيصل بن الحسين تولي إدارة المعارف بالمدينة المنورة، لكنه رفض ذلك وقرر العودة إلى الجزائر عام 1920. أقام بمدينة سطيف وأنشأ فيها مسجدا ومدرسة، ورفض وظيفة عرضت عليه من طرف السلطات الفرنسية واكتفى بممارسة التجارة رفقة أبنائه.


وفي 1931 تأسست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وأصبح البشير الإبراهيمي نائبا لرئيسها العلامة عبد الحميد بن باديس، وفي عام 1933 اختار ولاية تلمسان في الغرب الجزائري لممارسة نشاطه، وفيها أنشأ مدرسة "دار الحديث" عام 1937.

نفته السلطات الفرنسية عام 1940 إلى منطقة أفلو بالجنوب الغربي للجزائر، وبعد أسبوع من نفيه مات الشيخ بن باديس، وتم انتخابه رئيسا لجمعية العلماء المسلمين وتولى رئاستها عن بعد لمدة ثلاث سنوات، إلى حين إطلاق سراحه عام 1943.

في عام 1945 زُجّ بالإبراهيمي في السجن العسكري الفرنسي ولاقى ألوانا من التعذيب، وبعد إطلاق سراحه في 1946 أنشأ جريدة البصائر وتولى رئاسة تحريرها، كما أسس معهدا ثانويا أطلق عليه اسم الشيخ عبد الحميد بن باديس.


أسهم الإبراهيمي بجهده وعلمه في التعريف بالقضية الجزائرية، وكان نشاطه في رئاسة جمعية العلماء بارزا من خلال تأسيس مراكز ومدارس خرجت قادة الثورة المسلحة، وقد أنشأ 73 مدرسة وكتابا في عام واحد.

سافر إلى المشرق العربي عام 1952 سعيا لدى الحكومات العربية لقبول بعثات طلابية جزائرية وللتعريف بالقضية الجزائرية، وزار كلا من مصر والسعودية والعراق وسوريا والأردن والكويت وباكستان.

مع اندلاع ثورة التحرير الجزائرية في 1954، وجه نداء للشعب الجزائري لدعم الثورة المسلحة. وبعد الاستقلال في 1962 اضطر للتقليل من نشاطه بسبب تدهور صحته وسياسة الحكومة التي حاصرت الشخصيات الإسلامية، وكان من أبرز نشاطاته إلقاء أول خطبة في جامع كتشاوة وسط العاصمة بعد الاستقلال.

في 16 أبريل/نيسان 1964 أصدر بيانا انتقد فيه تخلي الحكومة عن المبادئ الإسلامية في عهد الرئيس أحمد بن بلة، فصدر قرار بوضعه في الإقامة الجبرية وبقي كذلك إلى أن وافته المنية.

ترك البشير الإبراهيمي العشرات من المؤلفات منها "شعب الإيمان"، و"حكمة مشروعية الزكاة في الإسلام" و"الاطراد والشذوذ في العربية"، و"أسرار الضمائر العربية" و"كاهنة الأوراس"، و"الأخلاق والفضائل"، وغيرها. جمعت مقالاته بمجلة البصائر في كتاب "عيون البصائر". وله "ملحمة شعرية" في تاريخ الإسلام، تضم نحو 36 ألف بيت.

توفي البشير الإبراهيمي رحمه الله في منزله، وهو رهن الإقامة الجبرية يوم الخميس 20 مايو/آذار 1965.

المصدر : الجزيرة

✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 21 )
#معاذة_العدوية

تابعية من عابدات البصرة، وُلِدت قبل عام 13 هجرية، وتوفيت عام 83ه، (قالت: صحبت الدنيا 70 عامًا)، رَوَتْ عَنْ: علي، وعائشة، وَهِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الأَنْصَارِيِّ. وأحاديثها في البخاري ومسلم، وبقية كتب السُّنَّة، رَوَى عَنْهَا: أَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَيَزِيدُ الرِّشْكُ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَأَيُّوبُ، وَعُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَآخَرُونَ، وَوَثَّقَهَا ابْنُ مَعِينٍ وابن حبان.

هي أم الصهباء معاذة بنت عبد الله العدوية، العابدة البصريَّة، فقيهة من العالمات بالحديث، زوجة صِلة بن أَشْيَم، مصري تَابِعِيّ من سَادَات التَّابِعين، وَتُوفِّي فِي 62هـ، أو غير ذلك. أسند عن ابن عياض وغيره، وروى عنه الحسن البصري، وحميد بن هلال، وكان ثقة ورعًا عابدًا، وكان مجاهدًا في سبيل الله، قالت معاذة العدويَّة: ما كان صِلَةُ يَجيء من مَسْجِد بيته إلى فِرَاشه إلَّا حَبْوًا، يقومُ حتى يفتر في الصَّلاةِ.

قَالَ رجل لِصِلَةَ: يَا أَبَا الصَّهْبَاءِ، إِنِّي رَأَيْتُ أَنِّي أُعْطِيتُ شَهَادَةً، وَأُعْطِيتَ شَهَادَتَيْنِ! فَقَالَ: تُسْتَشْهَدُ، وَأُسْتَشْهَدُ أَنَا وَابْنِي، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ يَزِيدَ ابن زِيَادٍ لَقِيَهُمُ التُّرْكُ بسِجِسْتَانَ، فَكَانَ أَوَّلُ جَيْشٍ انهزم من المسلمين ذلك الجيش، فَقَالَ صِلَةُ: يَا بُنَيَّ، ارْجِعْ إِلَى أُمِّكَ، فَقَالَ: يَا أَبَتِ تُرِيدُ الْخَيْرَ لِنَفْسِكَ وَتَأْمُرُنِي بالرجوع؟ بل ارجع أنت، قال: أما إذ قلت هذا فتقدَّم، فَتَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى أُصِيبَ، فَرَمَى صِلَةُ عَنْ جَسَدِهِ، وَكَانَ رَجُلا رَامِيًا، حَتَّى تَفَرَّقُوا عَنْهُ، وَأَقْبَلَ حَتَّى أَقَامَ عَلَيْهِ فَدَعَا لَهُ، ثُمَّ قاتل حتى قتل رحمه الله.

فَاجْتَمَعَتِ النِّسَاءُ عِنْدَ امْرَأَتِهِ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ فَقَالَتْ: مَرْحَبًا، إِنْ كُنْتُنَّ لِتُهَنِّيَنِّي فَمَرْحَبًا، وَإِنْ كُنْتُنَّ جِئْتُنَّ لِغَيْرِ ذَلِكَ فَارْجِعْنَ».


تصبُّر معاذة بنت عبد الله العدوية على مصابها:
1- طول القيام: يقول ابن الجوزي: ولم تتوسد فراشًا بعد ذلك، وكانت تقول: والله ما أحب البقاء إلا لأتقرب إلى ربي عز وجل بالوسائل لعله يجمع بيني وبين أبي الصهباء وولده في الجنة.
2- تذكُّر الموت وقصر الأمل: كانت تقول: عجبت لعين تنام وقد عرفت طول الرقاد في ظلم القبور، وقالت خادمة معاذة العدوية: كانت تحيي الليل صلاةً، فإذا غلبها النوم قامت فجالت في الدار وتقول: يا نفس، النوم أمامَك، ولو قد متِّ لطالت رَقْدَتُك في القبر على حسرةٍ أو سرور، قالت: فهي كذلك حتى تُصبح.
«كَانَتْ مُعَاذَةُ الْعَدَوِيَّةُ إِذَا جَاءَ النَّهَارُ قَالَتْ: هَذَا يَوْمِي الَّذِي أَمُوتُ فِيهِ فَمَا تَنَامُ حَتَّى تُمْسِيَ وَإِذَا جَاءَ اللَّيْلُ قَالَتْ: هَذَا لِيَلِيَ الَّذِي أَمُوتُ فِيهِ فَلَا تَنَامُ حَتَّى تُصْبِحَ وَإِذَا جَاءَ الْبَرْدُ لَبِسَتِ الثِّيَابَ الرِّقَاقَ حَتَّى يَمْنَعَهَا الْبَرْدُ مِنَ النَّوْمِ».
3- الزهد في الدنيا: قالت: قد صحبتُ الدنيا سبعين عامًا، فما رأيتُ فيها قُرَّةَ عينٍ قط، وكيف أرى السرورَ فيها وقد كَدَّرَتْ على الأمم قبلَنا عيشَهم؟!
4- تحري الحلال: قَالَت أم الْأسود بنت زيد العدوية، وكَانَت معَاذَة العدوية أرضعتها: لَا ‌تفسدي ‌رضاعي ‌بِأَكْل ‌الْحَرَام فَإِنِّي جهدت جهدي حِين أَرْضَعتك أَلا آكل إِلَّا حَلَالا فاجتهدي بعد ذَلِك أَلا تأكلي إِلَّا حَلَالا لَعَلَّك توفقين لخدمة سيدك وَالرِّضَا بِقَضَائِهِ. وَكَانَت أم الْأسود تَقول: مَا أكلت شُبْهَة إِلَّا فاتتني فَرِيضَة أَو ورد من أورادي».


توفيت معاذة بنت عبد الله رحمها الله عام 83هجرية، أي بعد 21 سنة من موت زوجها وابنها، فلمَّا احتضرت بكت ثم ضحكت، فسئلت عن ذلك، فقالت: أما البكاء فإني ذكرت مفارقة الصيام والصلاة والذكر، وأما الضحك، فإني نظرت إلى أبي الصهباء وقد أقبل في صحن الدار وعليه حلتان خضراوان وهو في نفر ما رأيت لهم في الدنيا شبها فضحكت إليه، ولا أراني أدرك بعد ذلك فرضًا فماتت قبل دخول وقت الصلاة.
المصادر:
التهجد وقيام الليل لابن أبي الدنيا / الزهد لأحمد بن حنبل/ابن الجوزي: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم
قصة الإسلام
د/ راغب السرجاني

✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 19 )
#الإمام_ابن_أبي_ذئب

أبو الحارث محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب واسم أبي ذئب هشام بن شعبة، القرشي العامري المدني الفقيه.

مولده: ولد سنة ثمانين.

شيوخه: سمع عكرمة وسعيدًا المقبري، ونافعًا مولى ابن عمر، والزهري، ومحمد بن المنكدر، وشعبة مولى ابن عباس وخلقًا سواهم.

تلامذته: حدث عنه ابن المبارك ويحيى القطان وابن أبي فديك والثوري وأبو نعيم ووكيع ، وأسد بن موسى، وخلق كثير.

قال أحمد بن حنبل: كان يشبه بسعيد بن المسيب.

فقيل لأحمد: خلّف مثله؟ قال: لا، ثم قال: كان أفضل من مالك إلا أن مالكًا رحمه الله أشد تنقية للرجال منه؟ علق الذهبي على ذلك بقوله: وهو أقدم نقيا للكبار من مالك، ولكن مالكًا أوسع دائرة في العلم والفتيا والحديث والإتقان منه بكثير.

وقال أحمد: ابن أبي ذئب ثقة.

قال يحيى بن معين: ابن أبي ذئب ثقة وكل من روى عنه ابن أبي ذئب فثقة إلا أبا جابر البياضي.
قلت: هذا الذي قال عنه الشافعي رحمه الله : بيّض الله عيني من حدث عن أبي جابر البياضي.

قال ابن حبان: كان من فقهاء أهل المدينة وعبادهم.

وقال عثمان بن أبي شيبة: سألت عليّا عنه فقال: كان عندنا ثقة.

قال النسائي: ثقة.

قال الذهبي: هو ثقة مرضي، أو قال: وكان من أوعية العلم ثقة فاضلاً قوالاً بالحق مهيبًا.

قال الخليلي: ثقة أثنى عليه مالك فقيه من أئمة أهل المدينة حديثه مخرج في الصحيحين إذا روى عن الثقات.

قال ابن حجر: ثقة فقيه فاضل.

قال الواقدي تلميذه: وكان يصلي الليل أجمع ويجتهد في العبادة، ولو قيل له: إن القيامة تقوم غدًا، ما كان فيه مزيد من الاجتهاد، أخبرني أخوه قال: كان أخي يصوم يومًا ويفطر يومًا، ثم سرد الصوم كان شديد الحال يتعشى الخبز والزيت، وله قميص وطيلسان يشتو فيه ويصيف، قال: وكان من رجال الناس صرامة وقولاً بالحق، وكان يحفظ حديثه ولم يكن له كتاب، وكان يروح إلى الجمعة باكرًا فيصلي إلى أن يخرج الإمام ورأيته يأتي دار أجداد عند الصفا فيأخذ كراءها وكان لا يغير شيبه.

قال الواقدي: دخل مرة على والي المدينة فكلمه - وهو عبد الصمد بن علي عم المنصور - فكلمه في شيء، فقال عبد الصمد بن علي: إني لأراك مرائيًا، فأخذ عودًا وقال: من أرائي؟ فوالله للنَّاس عندي أهون من هذا.

وفي مسند الشافعي: أخبرني أبو حنيفة بن سماك حدثني ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي شريح أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من قُتل له قتيل فهو بخير النظرين: إن أحب العقل وإن أحب فله القود". قلت لابن أبي ذئب: أتأخذ بهذا؟ فضرب صدري وصاح صياحًا كثيرًا ونال مني وقال: أحدثك عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وتقول تأخذ به، نعم آخذ به وذلك الفرض عليّ وعلى كل من سمعه، إن الله اختار محمدًا صلى الله عليه وسلم من الناس فهداهم به، وعلى يديه، فعلى الخلق أن يتبعوه طائعين أو داخرين لا مخرج لمسلم من ذلك.

قال أبو العيناء: لما حج المهدي دخل مسجد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فلم يبق أحد إلا قام إلا ابن أبي ذئب، فقال له المسيب بن زهير: قم هذا أمير المؤمنين، فقال: إنما يقوم الناس لرب العالمين، فقال المهدي: دعه، فلقد قامت كل شعرة في رأسي.

قال أبو العيناء: وقال ابن أبي ذئب للمنصور قد هلك الناس، فلو أعنتهم من الفيء، فقال: ويلك، لولا ما سددت من الثغور لكنت تُؤتي في منزلك فتُذبح، فقال ابن أبي ذئب: قد سد الثغور وأعطى الناس من هو خير منك، عمر رضي الله عنه فنكس المنصور رأسه والسيف في يد المسيب ثم قال: هذا خير أهل الحجاز.

قال أبو نعيم: حججت عام حج أبو جعفر ومعه ابن أبي ذئب ومالك بن أنس فدعا ابن أبي ذئب فأقعده معه على دار الندوة، فقال له: ما تقول في الحسن بن زيد بن حسن يعني أمير المدينة؟ فقال: إنه ليتحرى العدل، فقال له: ما تقول فيّ مرتين ؟ فقال: وربّ هذه البنية إنك لجائر؟ قال: فأخذ الربيع الحاجب بلحيته، فقال له أبو جعفر: كُف يا ابن اللخناء، ثم أمر لابن أبي ذئب بثلاث مائة دينار.

قال أحمد بن حنبل: قد دخل على أبي جعفر المنصور فلم يَهُلهُ أن قال له الحق، وقال: الظلم ببابك فاشٍ,، وأبو جعفر أبو جعفر.

قال حماد بن خالد: كان يشبه بسعيد بن المسيب وما كان هو ومالك في موضع عند سلطان إلا تكلم ابن أبي ذئب بالحق والأمر والنهي ومالك ساكت.

قال الدار قطني: كان ابن أبي ذئب صنف موطأً فلم يخرج.

وقال الذهبي: قيل ألف ابن أبي ذئب كتابًا كبيرًا في السنن.

وفاته: مات رحمه الله سنة ثمان وخمسين ومائة وقيل: تسع وخمسين بالكوفة.

موقع مداد


✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 17 )
#جمال_الدين_الزيلعي

هو جمال الدين أبو محمد عبد الله بن يوسف بن محمد الزيلعي الحنفي، ينسب إلى بلاد الزَّيْلَع (الصومال حاليا)، وهي بلاد الجَبَرْت بالحبشة، وهم قوم ينسبون إلى أسلم بن عقيل ابن أبي طالب، ويغلب عليهم التقشف والصلاح، ويأتون من بلادهم بقصد الحج والمجاورة في طلب العلم، ويحجون مشاة، ولهم رواق بالمدينة المنورة، و بمكة المكرمة، و بالجامع الأزهر بمصر، وللمقريزي مؤلف في أخبار بلادهم وأحوالهم.
كثير من المؤرخين لم يذكروا تاريخ مولد الزيلعي ،. وأما وفاته فقد اتفقت المصادر على أنه توفي رحمه الله تعالى في المحرم، سنة 762هـ في القاهرة .

وهو إمام وفقيه بارع ومحدِّث مفيد وحافظ متقن ومفسر وعالم بالحديث، كان شيخا فاضلا بارعا في الفقه والأصول والحديث والنحو والعربية وغير ذلك. وهو غير فخر الدين الزيلعي شارح الكنز، الذي تتلمذ عنه.

اشتغل الإمام جمال الدين الزيلعي كثيرا، وجد واجتهد في الطلب، وسمع من أصحاب النجيب، وأخذ عن المزي ، والذهبي ، والفخر الزيلعي شارح الكنز، والقاضي علي بن عثمان التركماني المارديني، وابن عقيل النحوي، وغيرهم.

ولازم مطالعة كتب الحديث إلى أن خرج أحاديث كتاب الهداية للمرغيناني، وأحاديث كتاب الكشاف للزمخشري، واستوعب ذلك استيعابا بالغا.

طلب العلم في بداية أمره، وتفقّه بمذهب أبي حنيفة النعمان رحمه الله، فبرع وأدام النظر والاشتغال في العلم. كما طلب الحديث واعتنى به، حتى تمكن من التصنيف فيه، وصارت تصانيفه مشهورة بين أهل العلم.

تتلمذ لجماعة من أصحاب النجيب الحراني ومن بعدهم، كالشهاب أحمد بن محمد بن فتوح التُّجِيْبي مسند الاسكندرية، والشهاب أحمد بن محمد بن قيس الأنصاري فقيه القاهرة والإسكندرية، والشمس محمد بن أحمد بن عثمان بن عدلان شيخ الشافعية، وجمال الدين عبد الله ابن أحمد بن هبة الله بن البوري الإسكندري، والفخر أبو محمد عثمان ابن علي الزيلعي صاحب كتاب البحر الرائق شرح كنز الدقائق وغيرهم.

للإمام جمال الدين الزيلعي مؤلفات عدة، إلا أنه لم يكن مكثراً، ومن أهم كتبه:

*الكاف الشاف بتحرير أحاديث الكشاف* وغايته تخريج أحاديث الكشاف للإمام جار الله محمود الزمخشري (ت538هـ). وهو كتاب قال عنه الحافظ ابن حجر: “استوعب في هذا المؤلف جل الأحاديث المرفوعة، وبيّن طرقها، وأوضح عن أسماء مخرجيها، ولكنه أطنب في نقل الأحاديث المرفوعة”.

*نصب الراية لأحاديث الهداية* وهو تخريج أحاديث الهداية في الفقه الحنفي الذي صنفه برهان الدين علي بن أبى بكر المرغياني الحنفي (ت593هـ). قال عنه الحافظ ابن حجر: «”ومن كتاب الزيلعي في تخريج الهداية استمد الزركشي في كثير مما كتبه من تخريج الرافعي”. وقد لخصه الحافظ ابن حجر العسقلاني، وسماه: “الدراية في منتخب تخريج أحاديث الهداية”، وذكر فيه أن الزيلعي استوعب ما ذكره من الأحاديث والآثار، ثم ذكر أدلة المخالفين في كل باب، وأضاف أيضاً أنه: “كثير الإنصاف يحكي ما وجده من غير اعتراض فكثر الإقبال عليه”. كما صنف عليه الحافظ قاسم بن قطلوبغا الحنفي مستدرِكا، وسماه: “منية الألمعي فيما فات من تخريج أحاديث الهداية للزيلعي”.

وذكر الجركسي أن للزيلعي اختصاراً لشرح معاني الآثار لأبي جعفر الطحاوي، وذكر أن منه نسخة بمكتبة رواق الأتراك بالأزهر، وأخرى بمكتبة الكوبرلي بتُركيا.

يقول الحافظ ابن حجر:”اعتمد في كل باب أن يذكر أدلة المخالفين، ثم هو في ذلك كثير الإنصاف؛ يحكي ما وجده من غير اعتراض ولا تعقّب غالبا.”


قال الحافظ ابن حجر: ذكر لي شيخنا العراقي أنه كان يرافقه في مطالعة الكتب الحديثة لتخريج الكتب التي كانا قد اعتنيا بتخريجها، فالعراقي لتخريج أحاديث الإحياء، والأحاديث التي يشير إليها الترمذي في الأبواب، والزيلعي لتخريج أحاديث الهداية، وتخرج أحاديث الكشاف، فكان كل واحد منهما يُعين الآخر، ومن كتاب الزيلعي في تخريج الهداية استمد الزركشي في كثير مما كتبه من تخريج الرافعي.

وقد ذكر قاسم بن قطلوبغا في مُنية الألمعي طائفة ممن اعتنى بتخريج أدلة الحنفية، ولما ذكر الزيلعي قال: وهو أوسعهم اطلاعا، وأكثرهم جمعا، فقد شهد له كتابه بالأخذ من جمهور كتب السنة، غير أنه يقول لما لم يجده: حديث غريب، وهو اصطلاح غريب، فعله أيضا العلامة أبو حفص عمر ابن الملقن في تخريج أحاديث الرافعي، فالله أعلم هل تواردا أو أخذ أحدهما من الآخر اهـ.

وقال عبد الحي اللكنوي في الفوائد البهية: تخريجه شاهد على تبحره في فن الحديث وأسماء الرجال. واسم كتابه الذي خرج فيه أحاديث الكشاف: الإتحاف بأحاديث الكشاف ، ونصب الراية، بحاجة إلى الاعتناء بهما وخدمتهما خدمة علمية متقنة.

اسلام اون لاين
الكاتب / نور الدين قلالة
✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 15 )
#ابن_رشد

هو أبو الوليد، محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبدالله بن رشد، من أعيان المالكية وقاضيهم بقرطبة. ولد سنة 450هـ، وتوفي سنة 520 هـ و اشتهر بابن رشد الجد تمييزاً له عن ابن رشد الحفيد، و بابن رشد الأكبر تمييزاً له عن ابن رشد الأصغر، و بابن رشد الفقيه تمييزاً له عن ابن رشد الفيلسوف. وأطلق عليه الفقهاء في مذهب مالك "ابن رشد" فإذا نقلوا عنه أو رجحوا قوله أو ذكروا رأيه و أثبتوه فهم يعنونه ولا يقصدون غيره، من تأليفه: المقدمات الممهدات لمدونة مالك، والبيان والتحصيل، ومختصر شرح معاني الآثار للطحاوي، واختصار المبسوطة.

ولد في قرطبة، وبها نشأ وتعلم على يد أعلام علماء الأندلس:
- كفقيه قرطبة أبي جعفر بن رزق (ت ٤٧٧)
- والفقيه الحافظ أبي عبد الله محمد بن خيرة الأموي المعروف بابن أبي العافية (ت ٤٨٧)
- والمحدث المسند أبي العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري الدلائي (ت ٤٧٨)
- وإمام اللغة في الأندلس أبي مروان عبد الملك بن سراج
- وزعيم المفتين بقرطبة أبي عبد الله محمد بن فرج المعروف بابن الطلاع (ت٤٧٨)
- ورئيس المحدثين بها أبي على حسين بن محمد الغساني الجياني (ت ٤٧٨). وغيرهم من كبار الشيوخ.

وأخذ عنه عدد لا يحصى من طلبة الأندلس والمغرب، من أشهرهم:
- قاضي الجماعة بقرطبة محمد بن أصبغ الأزدي (ت٥٣٦)
- وجامع نوازل ابن رشد الفقيه أبو الحسن محمد بن عبد الرحمن المعروف بابن الوزان (ت٥٤٣)
- والقاضي عياض بن موسى السبتي (ت٥٤٤)
- والمحدث الفقيه أبو مروان عبد الملك ابن مسرة اليحصبي (ت٥٥٢)
- والمحدث محمد بن يوسف ابن سعادة مؤلف كتاب شجرة الوهم (ت٥٦٦)
- والحافظ المفسر أبو الحسن علي بن عبد الله الأنصاري المعروف بابن النعمة (ت٥٦٧)
- والمؤرخ خلف بن عبد الملك ابن بشكوال صاحب الصلة (ت٥٧٨).

كان محمد ابن رشد ـ بإجماع من ترجموا له ـ ناسكاً عفيفاً، كريم الخلق سهل الحجاب، كما كان أستاذاً بطبعه، يحب التدريس ويحسن طرق التبليغ، تسعفه مادة غزيرة، وتفكير منظم، وعبارة منطلقة، وحرص على نفع الطلبة. ولم ينل ابن رشد تقدير الأوساط العلمية ببلده وكفى، بل أجله الناس في العدوتين، حتى أمير المسلمين ملك المرابطين في مراكش، واعتقده أهل قرطبة بصفة خاصة وأحبوه لأنه كان إمامهم وخطيبهم في الجامع الأعظم الذي كان يسع أهل المدينة جميعاً، ورأوا فيه العالم بالشريعة المتحلي بها، إياه يستفتون في مسائل دينهم ودنياهم، وإليه يفزعون فيما يلم بهم من ريب الدهر ونوائبه.

*مؤلفاته*:
- البيان والتحصيل (ط)
- المقدمات الممهدات (ط)
- نوازل ابن رشد، في مجلد ضخم، جمعها تلميذه أبو الحسن ابن الوزان (وتسمى أيضاً الفتاوى، والأجوبة).
- اختصار المبسوطة ليحيى بن إسحاق بن يحيى بن يحيى الليثي (ت٣٠٣).
- تهذيب مشكل الآثار، لأحمد الطحاوي الحنفي (ت٢٣١).
- النوادر.
- المسائل الخلافية.
- حجب المواريث.
- اختصار الحجب على مذهب مالك بن أنس مما روي عن زيد بن ثابت.
- فهرسة.
وقد نسب بعضهم - خطأ - إلى محمد ابن رشد الجد كتاب بداية المجتهد، وهو مطبوع معروف النسبة لابن رشد الحفيد.

ينظر ترجمته في: تاريخ قضاة الأندلس (1/ 98)؛ سير أعلام النبلاء (19/ 501).


الألوكة
المكتبة الشاملة


✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 13 )
#ثابت_بن_أسلم
الامام القدوة شيخ الإسلام ابي محمد
البُنَانِيُّ مَوْلاَهُم, البصري.
وُلِدَ: فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ. وَحَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ وَ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ وَأَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، وَعُمَرَ بنِ أَبِي سَلَمَةَ المَخْزُوْمِيِّ وَأَنَسِ بنِ مالك, ومطرف بن عبد اللهِ، وَأَبِي رَافِعٍ الصَّائِغِ, , وَبَكْرِ المُزَنِيِّ, وَخَلْقٍ سِوَاهُم.

وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ العِلْمِ وَالعَمَلِ، رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: عَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ وَقَتَادَةُ, وَابْنُ جُدْعَانَ, وَيُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ, وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ, وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.

قَالَ أبي طَالِبٍ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنْ ثَابِتٍ، وَقَتَادَةَ, فَقَالَ: ثَابِتٌ تَثَبَّتَ فِي الحَدِيْثِ، وَكَانَ يَقُصُّ، وَقَتَادَةُ كَانَ يَقُصُّ، وَكَانَ أَذْكَرَ، وَكَانَ مُحدثا مِنَ الثِّقَاتِ المَأْمُوْنِيْنَ, صَحِيْحَ الحَدِيْثِ.

وَقَالَ أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ, رَجُلٌ صَالِحٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ، وَقَالَ أبي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: أَثْبَتُ أَصْحَابِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ الزُّهْرِيُّ, ثُمَّ ثَابِتٌ, ثُمَّ قَتَادَةُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ مِنْ تَابِعِي أَهْلِ البَصْرَةِ، وَزُهَّادِهِم، وَمُحَدِّثِيْهِم. كَتَبَ عَنْهُ الأَئِمَّةُ، وَأَرْوَى النَّاسِ عَنْهُ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وَأَحَادِيْثُهُ مُسْتقِيْمَةٌ إِذَا رَوَى عَنْهُ ثِقَةٌ، وَمَا وَقَعَ فِي حَدِيْثِهِ مِنَ النَّكِرَةِ إِنَّمَا هُوَ مِنَ الرَّاوِي عَنْهُ فَقَدْ رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ مَجْهُوْلُوْنَ ضُعَفَاءُ.

قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ حَدَّثَنِي عبد الرحمن -أبي بَهْزٌ- عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ, قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ أَنَّ القُصَّاصَ لاَ يَحْفَظُوْنَ الحَدِيْثَ, فَكُنْتُ أَقْلِبُ الأَحَادِيْثَ عَلَى ثَابِتٍ أَجْعَلُ أَنَساً لابْنِ أَبِي لَيْلَى وَبِالعَكْسِ, أُشَوِّشُهَا عَلَيْهِ فَيَجِيْءُ بِهَا عَلَى الاسْتِوَاءِ.

وَاخْتَلَفُوا فِي وَفَاةِ ثَابِتٍ: فَعَنْ جَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ، مِمَّا رَوَاهُ البُخَارِيُّ ، قَالَ: مَاتَ ثَابِتٌ، وَمَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ.
وَقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ عَنِ الثَّلاَثَةِ: مَاتُوا فِي سَنَةِ وَاحِدَةٍ، قَبْلَ الطَّاعُوْنِ, أُرَاهُ بِسَنَتَيْنِ.
وَقَالَ البُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُلَيَّةَ، قَالَ: مَاتَ ثَابِتٌ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ وَمَاتَ ابْنُ جُدْعَانَ بَعْدَهُ.
وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ ثَابِتٍ، قَالَ: مَاتَ ثَابِتٌ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.

قَالَ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ يَوْماً: إِنَّ لِلْخَيْرِ مَفَاتِيْحَ، وَإِنَّ ثَابِتاً مِنْ مَفَاتِيْحِ الخَيْرِ.
وَقَالَ غَالِبٌ القَطَّانُ، عَنْ بَكْرٍ المُزَنِيِّ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَعْبَدِ أَهْلِ زَمَانِهِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، فَمَا أَدْرَكْنَا الَّذِي هُوَ أَعَبْدُ مِنْهُ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَحْفَظِ أَهْلِ زَمَانِهِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى قَتَادَةَ.
وَعَنِ ابْنِ أَبِي رَزِيْنٍ, أَنَّ ثَابِتاً قَالَ: كَابَدْتُ الصَّلاَةَ عِشْرِيْنَ سَنَةً، وَتَنَعَّمْتُ بِهَا عِشْرِيْنَ سَنَةً.
رَوْحٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: كَانَ ثَابِتٌ البُناني يَقْرَأُ القُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَيَصُوْمُ الدَّهْرَ.

وَقَالَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: بَكَى ثَابِتٌ حَتَّى كَادَتْ عَيْنُهُ تَذْهَبُ، فَنَهَاهُ الكحال عن البكاء، فقال: فما خيرهم إذا لم يبكيا. وأبى أن يعالج.
وَقَالَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: قَرَأَ ثَابِتٌ: {أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا} [الكَهْفُ: 37] ، وَهُوَ يُصَلِّي صَلاَةَ اللَّيْلِ يَنْتَحِبُ وَيُرَدِّدُهَا.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بنُ المُغِيْرَةِ: رَأَيْتُ ثَابِتاً يَلْبَسُ الثِّيَابَ الثَّمِيْنَةَ، وَالطَّيَالِسَ, وَالعَمَائِمَ.
وَقَالَ مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ: دَخَلْتُ عَلَى ثَابِتٍ، فَقَالَ: يَا إِخْوَتَاهُ، لَمْ أَقْدِرْ أَنْ أُصَلِّيَ البَارِحَةَ كَمَا كُنْتُ أُصَلِّي، وَلَمْ أَقْدِرْ أَنْ أَصُوْمَ، وَلاَ أَنْزِلَ إِلَى أَصْحَابِي فَأَذْكُرَ مَعَهُم اللَّهُمَّ إِذْ حَبَسْتَنِي عَنْ ذَلِكَ فَلاَ تَدَعْنِي في الدنيا ساعة.

سير أعلام النبلاء الذهبي

تراجم عبر التاريخ

✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 11 )
#الامام_القنوجي
هو محمد صديقُ بنُ أولاد حسن بنِ أولاد لطف الله ويعود نسبه للحسين بن علي رضي الله عنه

ونُسِب الي قِنَّوج الهندية فعُرِف بالقِنَّوجيِّ

ولد في يوم الأحد التاسع عشر من جُمادى الأولى سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين وألف هجرية ببلدة قِنَّوج

تُوفي القِنَّوجي رحمه الله في ليلة التاسع والعشرين من جُمادى الآخرة سنة سبع وثلاثمائة وألف، وكان قبل وفاته قد اشتدَّ به المرض واعتراه الذهول والإغماء، وكانت أناملُه تتحرك كأنه مشغولٌ بالكتابة، ولما كان سلخ جمادى الآخرة أفاق قليلًا، فسأل عن كتابه مقالات الإحسان وهو تأليفه الأخير فقيل له: إنه على وشك الصدور من المطبعة، فحمد الله على ذلك، وقال: إنه آخر يوم من الشهر، وهو آخر كتاب من مؤلفاتنا.

نشأ القِنَّوجي رحمه الله يتيمًا في حجر أُمِّه في بلدة قِنَّوج وكان والده من أهل العلم والفضل، ثم قرأ القرآن على أخيه الأكبر العلامة السيد أحمد حسن العرشي وتعلَّم منه الفارسية ومبادئ اللغة العربية ومبادئ العلوم الدينية ومختصرات الصرف والنحو والبلاغة والمنطق.

ورث من أبيه العلامة مكتبة زاخرة بالعلم، ثم ارتحل إلى دلهي عاصمة الهند سنة (1269ه) فقرأ على الشيخ صدر الدين خان مفتي بلدة دلهي قراءة منتظمة، وأجازه المفتي صدر الدين وكتب له شهادة بالتحصيل .


وقرأ القرآن الكريم على الشيخ الصالح محمد يعقوب وأعطاه سند القرآن الكريم وكتب الحديث ، ثم رجع إلى وطنه قِنَّوج؛ ولكنه بعد ذلك بمدة يسيرة اضطر إلى السفر لابتغاء الرزق، فوصل بلدة بهوبال سنة (1276ه) ونزل ضيفًا على مدار المهام للرياسة الوزير جمال الدين خان الصديقي الدهلوي، وتزوج بابنته وعينه في ديوان الإمارة، وأطلق عليه لقب خان.

وهناك أخذ الحديث عن المحدث القاضي حسين السبيعي الأنصاري اليمني ، تلميذ تلميذ الإمام الشوكاني، واجتهد في إتقان معارف القرآن والسُّنَّة واجتهد في تدوين علومهما، وقرأ سائر الفنون على القاضي زين العابدين الأنصاري اليماني، وأجازاه إجازة عامة، ثم سافر إلى الحجاز وحج وأخذ عن العلماء ومر باليمن والتقى فيها ثُلَّةً من علماء أهل السُّنَّة واشترى ونسخ بعض الكتب، منها بعض كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله.

ثم عاد إلى بهوبال طلبًا للمعيشة وتزوَّج مَلِكةَ بهوبال (إقليم الدكن) وهي (جهان بيكم)

وأصبح حاكمًا للإمارة نيابة عنها ففاز بثروة وافرة، وأصبح أمير بلدة (بهوبال) ولقب بالنواب ومعناها الأمير، واستوطن واستقر هناك.

*من أبرز شيوخه*
• الشيخ المفتي محمد صدر الدين خان
• الشيخ القاضي حسين بن محسن السبعي الأنصاري
• الشيخ المعمر الصالح عبدالحق بن فضل الله الهندي.
*من تلاميذه*
1- المحدث الفاضل الشيخ: يحيى بن محمد بن أحمد بن حسن الحازمي قاضي عدن
2- العلامة السيد: نعمان خير الدين ألوسي زاده مفتي بغداد.

برع في علوم شتى، ففي التفسير نبغ واشتهر وتفسيره (فتح البيان في مقاصد القرآن) وفي الفقه تفقَّه وتعمَّق فيه حتى صار إمامًا فيه له اجتهاداته وترجيحاته لا يُقيِّده مذهب، ينظر في الأدلة ويُرجِّح ما يراه موافقًا للدليل، وإذا نظرنا إلى علم الحديث وجدنا أن الشيخ قد برع فيه وأدلى بدلوه فيه، فله ستة عشر مؤلفًا في الحديث، وفي العقيدة كان لديه اطلاع بالفرق والمذاهب، ومن أعظم ما ألف في ذلك كتاب: الدين الخالص، وقطف الثمر، وكذلك في اللغة كان له حظ وافر من العلم والمعرفة كما يلاحظ في مصنفاته؛ ككتابه الإنشاء العربي، وربيع الأدب.

بلغت مؤلفاته (222) كتابًا منها (56) كتابًا باللغة العربية وما عداها كانت بالفارسية والهندية (الأوردو).

*ومن أشهر كتبه*:
تميمة الصبي في ترجمة الأربعين من أحاديث النبي.
حصول المأمول من علم الأصول
الحطة في ذكر الصحاح الستة

رياض الجنة في تراجم أهل السنة.
السراج الوهاج شرح مختصر مسلم بن الحجاج
ظفر اللاظي بما يجب في القضاء على القاضي
غنية القاري، في ترجمة ثلاثيات البخاري
فتح البيان في مقاصد القرآن، في ثمانية مجلدات طبع بمصر

أثنى عليه كثير من العلماء منهم:
شيخه العلامة محمد صدر الدين خان؛ حيث قال عنه: لَهُ ذهن سليم، وَقُوَّة الحافظة، وَفهم ثاقب، ومناسبة تَامَّة بِالْكتاب، ومطالعة صَحِيحه.
وقال عنه شيخه الشَّيْخ زين العابدين الْأنْصَارِيُّ السَّيِّد الْجَلِيل، والعالم النَّبِيل، علم المآثر والمفاخر، سلالة السَّادة الأكابر.

وقال عنه شيخه حُسَيْن الْأنْصَارِيُّ: العلامة صاحب الفضائل المشهورة ومحط السيادة المأثورة شريف النسب والحسب .

وصفه الإمام الألباني في عدد من كتبه بالعلّامة، و بالمحقق .
· ووصفته اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة ابن باز في فتاويها بالعلامة.

الألوكة
✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 9 )
#العز_بن_عبد_السلام
هو سلطان العلماء أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السُّلَمي الدمشقي، اشتُهر بزهده وجرأته في الله.

و كان عَلَماً في علوم شتى، كالتفسير وعلوم القرآن، والحديث، والعقائد، والفقه وأصوله، والسيرة النبوية، والنحو والبلاغة، والسلوك والأحوال القلبية. وكانت له صلة بشيخ زمانه في التصوّف أبي الحسن الشاذلي وكان كل منهما حريصاً على أن يخلّص التصوّف مما لحق به من شطحات وبدع.
ولد العز بن عبد السلام في دمشق سنة 577هـ، وتوفي في القاهرة، سنة 660هـ عن عمر يقارب الثلاثة والثمانين عاماً! ودفن بسفح المقطّم.

وقد نشأ في أسرة فقيرة الحال

قال فيه السيوطي: “ثم كان في آخر عمره لا يتعبّد بالمذهب، بل اتّسَع نطاقه، وأفتى بما أدّى إليه اجتهاده”

اشتهر بمواقفه العظيمة في إحقاق الحق وإنكار المنكر، لا سيما مع حكام عصره، فبعد وفاة صلاح الدين الأيوبي اختلف خلفاؤه من بعده، حتى إن حاكم دمشق حالف الصليبيين، وأعطاهم بيت المقدس إذا هم أعانوه على أخيه نجم الدين أيوب!
وكان العز آنذاك إمام المسجد الأموي ومفتي دمشق، فهاجم السلطان في خطبة من منبر الجمعة، فأمر السلطان بعزله واعتقاله… وحين أُفرج عنه اتجه إلى مصر سنة 639هـ [كان عمره 62 سنة] فرحّب به حاكمها نجم الدين أيوب وولاه الخطابة والقضاء، فراح يدعو إلى التزام السنة ومحاربة البدعة، وإلى نشر العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ويسجل التاريخ مواقف رائعة نذكر منها:

أ: بيعه لأمراء المماليك الذين كان يستعملهم الملك نجم الدين في خدمته وجيشه فقد أبطل “العز” تصرفاتهم، لأن المملوك لا ينفُذُ تصرُّفُه شرعاً. وقال: لابد من إصلاح أمركم بأن يعقد لكم مجلس فتُباعوا فيه، ويردَّ ثمنكم إلى بيت مال المسلمين، ثم يحصل عتقكم بطريق شرعي.

ب : موقف كان مع الملك نجم الدين أيوب نفسه، فقد ذكر السبكيّ في طبقاته أن الشيخ عز الدين طلع إلى السلطان في يوم عيد، إلى القلعة فشاهد العسكر مصطفّين بين يديه، والأمراء تقبّل الأرض أمامه! فالْتَفَتَ الشيخ إلى السلطان وناداه: يا أيوب، ما حُجّتك عند الله إذا قال لك: ألم أُبَوِّئ لك ملك مصر ثم تبيح الخمور؟ فقال: هل جرى ذلك؟ فقال: نعم، الحانة الفلانية تباع فيها الخمور وغيرها من المنكرات! فقال: يا شيخنا هذا من أيام أبي. فقال الشيخ: أنت من الذين يقولون: إنا وجدنا آباءنا على أُمّة وإنّا على آثارهم مقتدون؟!

وقد أمر السلطان بإقفال الحانة فوراً.

ج : دوره في معركة المنصورة حيث تمت هزيمة لويس التاسع
د : دوره في حرب التتار وموقعة عين جالوت عندما تولى الحكم البطل قطز. والذى جمع القضاة والفقهاء والأعيان لمشاورتهم فيما يلزم لمواجهة التتار حيث وافقه جُلّ الحاضرين على جباية الاموال من الشعب دون ذكر ما عند الأمراء من أموال.

وعندئذ تكلم العز فقال: “إذا طرق العدو بلاد الإسلام وجب قتالهم، وجاز لكم أن تأخذوا من الرعية ما تستعينون به على جهادكم، بشرط ألا يبقى في بيت المال شيء، وبشرط أن يؤخذ كل ما لدى السلطان والأمراء من أموال وذهب وجواهر وحُليّ، ويقتصر الجند على سلاحهم ومركوبهم، ويتساووا والعامة…”

قال فيه الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي: “وقرأ الأصول والعربية، ودرّس وأفتى وصنّف، وبلغ رتبة الاجتهاد، وقصده الطَّلَبةُ من الآفاق، وله التصانيف المفيدة، والفتاوى السديدة.

وألقى دروساً في التفسير، وله تفسير كامل للقرآن الكريم، كما قام باختصار تفسير المارودي: “النكت والعيون”، وألَّفَ في متشابه القرآن كتابه “فوائد في مُشْكل القرآن”.

ومن خلال مؤلفاته في التفسير يلاحظ طول باعه في علوم اللغة وكثرة استشهاده بأشعار العرب، مقتدياً في ذلك بحبر الأمة عبد الله بن عباس الذي قال: إذا أشكل عليكم شيء من القرآن فالتمسوه في الشعر فإنه ديوان العرب.

سمع الحديث من أبي محمد القاسم بن الحافظ الكبير علي بن عساكر محدّث دمشق ومؤرخها، ودرس الفقه على الإمام فخر الدين بن عساكر، وأخذ الأصول عن العالم الأصولي الكبير سيف الدين الآمدي وسافر إلى بغداد .

وقد تخرَّج على العز بن عبد السلام طلاب كثيرون، منهم شيخ الإسلام ابن دقيق العيد مجدّد القرن الثامن ، وهو الذي لقّبه بسلطان العلماء ومنهم جلال الدين الدشناوي الزاهد الورع شيخ الشافعية بـ”قوص” في صعيد مصر، ومنهم المؤرخ أبو شامة المقدسي.

ومن مؤلفاته العظيمة كتاب “قواعد الأحكام في مصالح الأنام” وهو أول ما كُتب خارج المذهب الحنفي، في بيان القواعد التشريعية، وهي عِلم يمثل صلة الوصل بين الفقه وأصول الفقه، ويوضح المبادئ التي يقوم عليها التشريع الإسلامي.

إسلام أون لاين

✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 7 )
#الامام_الخلال

الإمام العلامة الحافظ الفقيه ، شيخ الحنابلة وعالمهم أبو بكر ، أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد البغدادي الخلال .

ولد في سنة أربع وثلاثين ومائتين أو في التي تليها ، فيجوز أن يكون رأى الإمام أحمد ، ولكنه أخذ الفقه عن خلق كثير من أصحابه ، وتلمذ لأبي بكر المروذي .

وسمع من الحسن بن عرفة ، وسعدان بن نصر ، ويحيى بن أبي طالب ، وحرب بن إسماعيل الكرماني ، ويعقوب بن سفيان الفسوي وأبي داود السجستاني ، وعلي بن سهل بن المغيرة البزاز ، وأبي جعفر محمد بن عبيد الله بن المنادي ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وخلق كثير .

ورحل إلى فارس ، وإلى الشام ، والجزيرة يتطلب فقه الإمام أحمد وفتاويه وأجوبته ، وكتب عن الكبار والصغار ، حتى كتب عن تلامذته ، وجمع فأوعى ، ثم إنه صنف كتاب : " الجامع في الفقه " من كلام الإمام ، بأخبرنا وحدثنا ، يكون عشرين مجلدا ، وصنف كتاب : " العلل " عن أحمد [ ص: 298 ] في ثلاثة مجلدات ، وألف كتاب : " السنة ، وألفاظ أحمد ، والدليل على ذلك من الأحاديث " في ثلاثة مجلدات تدل على إمامته وسعة علمه ، ولم يكن قبله للإمام مذهب مستقل ، حتى تتبع هو نصوص أحمد ، ودونها ، وبرهنها بعد الثلاثمائة ، فرحمه الله تعالى.

قال أبو بكر بن شهريار : كلنا تبع لأبي بكر الخلال ، لم يسبقه إلى جمع علم الإمام أحمد أحد .

قلت : الرواية عزيزة عنه .

حدث عنه : الإمام أبو بكر عبد العزيز بن جعفر - غلام الخلال ، وأبو الحسين محمد بن المظفر ، وطائفة .

قال الخطيب في " تاريخه " جمع الخلال علوم أحمد وتطلبها ، وسافر لأجلها ، وكتبها ، وصنفها كتبا ، لم يكن -فيمن ينتحل مذهب أحمد - أحد أجمع لذلك منه . قال لي أبو يعلى بن الفراء : دفن أبو بكر الخلال إلى جنب أبي بكر المروذي .

قلت : توفي في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وله سبع وسبعون سنة ، ويقال : بل نيف على الثمانين .

إسلام ويب

✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 4 )
#القاسم_بن_محمد

هو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، الإمام القدوة الحافظ الحجة، عالم وقته بالمدينة، أبو محمد، وقيل: أبو عبد الرحمن، وأمُّه أم ولد يُقال لها: سودة.
وُلِد في المدينة في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقيل: وُلِد في خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
نشأ التَّابعي الجليل القاسم بن محمد بن أبي بكر بعد قتل أبيه في حجر عمَّته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وتفقَّه منها، وأكثر في الرواية عنها وروى عن جماعةٍ من الصحابة، منهم: أبو هريرة وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم أجمعين، كما وحَدَّثَ عنه: ابنه عبد الرحمن، والشعبي، ونافع العمري، وسالم بن عبد الله، والزهري، وابن أبي مليكة، وربيعة الرأي، وعبيد الله بن عمر، وابن عون، وأبو الزناد، وعبيد الله بن أبي الزناد القداح، وكثير غيرهم.


كان القاسم بن محمد بن أبي بكر من سادات التابعين، وأحد الفقهاء السبعة بالمدينة، وأحد أئمَّة الحديث، كما كان رفيعًا عاليًا إمامًا مجتهدًا ورعًا عابدًا صالحًا ثقةً حجَّة، قال عنه يحيى بن سعيد الأنصاري: "ما أدركنا أحدًا بالمدينة نفضله على القاسم بن محمد".
وقال أيوب السختياني: "ما رأيت رجلًا أفضل من القاسم".
وقال ابن عيينة: "أعلم الناس بحديث عائشة رضي الله عنها ثلاثة؛ القاسم، وعروة، وعمرة".
وقال عليّ ابن المديني: "كان القاسم بن محمد أفضل أهل زمانه".
وروى عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، عن أبيه، قال: "ما رأيت أحدًا أعلم بالسُّنَّةِ من القاسم بن محمد، وما كان الرجل يُعَدُّ رجلًا حتى يعرف السُّنَّةَ، وما رأيتُ أَحَدَّ ذهنًا من القاسم".

وكان الإمام يحيى بن معين يقول: "عبيد الله بن عمر، عن القاسم، عن عائشة: ترجمة مشبَّكة بالذهب" للثقة في هذا الإسناد.
قال ابن عون: "كان القاسم ممن يأتي بالحديث بحروفه" وهذا من ضبطه وقوة حفظه أنه كان يذكر نصَّ الحديث بدقة كبيرة، ولا يرويه بالمعنى، مع كون رواية الأحاديث بالمعنى جائزةٌ لمن يُحسن الفهم ويصيغ المعنى كما هو وارد في الحديث وليس بما يُغيِّر معناه.

ومن تواضع القاسم بن محمد ما ذكره الإمام ابن إسحاق حين قال: "رأيت القاسم بن محمد يصلي، فجاء أعرابي، فقال: أيما أعلم، أنت أم سالم؟
فقال: سبحان الله، كل سيخبرك بما عَلِمَ.
فقال: أيكما أعلم؟
قال: سبحان الله!
فأعاد، فقال: ذاك سالم، انطلق، فَسَلْهُ، فقامَ عنه".
قال ابن إسحاق في تحليله لهذا الموقف: "كره أن يقول: أنا أعلم، فيكون تزكية، وكره أن يقول: سالم أعلم مني، فيكذب"، وكان القاسمُ أعلَمَ من سالم.
ومن تواضعه وورعه أيضًا ما رواه عبيد الله بن موهب، قال: "سمعت القاسم بن محمد سأله رجل عن مسائل، فلما قام الرجل قال له القاسم بن محمد: لا تذهبن فتقول: إن القاسم قال: هذا هو الحق، إني لا أقول لك هو الحق، ولكن إذا اضطررت إليه عملت به".
وقال: "إنكم تسألوننا عما لا نعلم، والله لو علمنا ما كتمناه، ولا استحللنا كتمانه".

ولمنزلة ومكانة القاسم بن محمد في عصره بين التابعين والفقهاء كان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يقول: "لو كان لي من الأمر شيء لوليت القاسم الخلافة"، قال مالك: "وكان القاسم قليل الحديث قليل الفُتْيَا".
وذكر بعضهم أن كلمة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بلغت القاسم، فقال: "إني لأضْعُفُ عن أهلي، فكيف بأمر الأمة؟!".

ومن أخلاق القاسم أنه كان لا يكاد يعيب على أحد، قال القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق -وسمع رجلًا يقول: ما أجرأ فلان على الله! فقال القاسم: ابن آدم أهون وأضعف ممن يكون جريئًا على الله، ولكن قل: ما أقل معرفته بالله.
ومن أقواله التي تدُلُّ على ورعه وعلمه وتقواه، قوله: "لأن يعيش الرجل جاهلاً بعد أن يعرف حق الله عليه، خير له من أن يقول ما لا يعلم".
وقال: "قد جعل الله في الصديق البار المقبل عوضًا من ذي الرحم العاق المدبر".
وقال: "إن من أعظم الذنب أن يستخف المرء بذنبه".

أُصيب القاسم رحمه الله بالعمى في أواخر أيَّامه، وقد أختلف المؤرِّخون كثيرًا في تاريخ وفاته؛ فقيل: "مات بعد عمر بن عبد العزيز سنة إحدى، أو اثنتين ومائة". وقيل: "تُوفِّي بالمدينة سنة ست ومائة"، وقيل: سنة سبع ومائة، وقيل: سنة ثمان ومائة، وقيل: سنة تسع ومائة وقيل: سنة اثنتي عشر ومائة..

وكان عمره حين وفاته سبعين أو اثنتين وسبعين سنة، وقيل: إنَّه أوصى، عن رجاء بن أبي سلمة قال: "مات القاسم بن محمد بين مكة والمدينة حاجًّا أو معتمرًا، فقال لابنه -قبل أن يموت-: سُنَّ عليَّ التراب سَنًّا، وَسَوِّ عليَّ قبري، والحَقْ بأهلِكَ، وإياكَ أن تقولَ: كان وكان".

قصة الإسلام

✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 3 )

أَبُوجَعْفَرٍ القَارِئُ يَزِيْدُ بنُ القَعْقَاعِ المَدَنِيُّ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ العَشْرَةِ فِي حُرُوْفِ القِرَاءاتِ.

وَاسْمُهُ: يَزِيْدُ بنُ القَعْقَاعِ المَدَنِيُّ.

تَلاَ عَلَى: مَوْلاَهُ؛ عَبْدِ اللهِ بنِ عَيَّاشِ بنِ أَبِي رَبِيْعَةَ المَخْزُوْمِيِّ. وَذَكَرَ جَمَاعَةٌ: أَنَّهُ قَرَأَ أَيْضاً عَلَى: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَخْذِهِم عَنْ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، وَقَدْ صَلَّى بِابْنِ عُمَرَ. قِيْلَ: تَصَدَّرَ لِلأدَاءِ مِنْ قَبْلِ وَقْعَةِ الحَرَّةِ.

قَرَأَ عَلَيْهِ: نَافِعٌ، وَسُلَيْمَانُ بنُ مُسْلِمِ بنِ جَمَّازٍ، وَعِيْسَى بنُ وَرْدَانَ، وَطَائِفَةٌ.



قَالَ أَبُوعُبَيْدٍ: كَانَ يُقرِئُ قَبْلَ وَقْعَةِ الحَرَّةِ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ، عَنْهُ. وَأَخْبَرَنِي أَبُوجَعْفَرٍ: أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ مَسَحَتْ عَلَى رَأْسِهِ، وَدَعَتْ لَهُ.

وعن ابن أبي الزناد قال: كان أبوجعفر يُقَدَّم في زمانه على عبد الرحمن بن هرمز الأعرج.


وَقَالَ نَافِعٌ القَارِئُ: كَانَ أَبُوجَعْفَرٍ يَقُوْمُ اللَّيْلَ، فَإِذَا أَقرَأَ، يَنْعُسُ، فَيَقُوْلُ لَهُم: ضَعُوا الحَصَى بَيْنَ أَصَابِعِي، وَضُمُّوهَا، فَكَانُوا يَفْعَلُوْنَ ذَلِكَ، وَالنَّوْمُ يَغلِبُه. فَقَالَ: إِذَا نِمْتُ، فَمُدُّوا خَصلَةً مِنْ لِحْيَتِي، قَالَ: فَمَرَّ بِهِ مَوْلاَهُ، فَيَرَى مَا يَفْعَلُوْنَ بِهِ، فَيَقُوْلُ: أَيُّهَا الشَّيْخُ! ذَهَبَتْ بِكَ الغَفْلَةُ، فَيَقُوْلُ أَبُوجَعْفَرٍ: هَذَا فِي خُلُقِه شَيْءٌ، دُوْرُوا بِنَا وَرَاءَ القَبْرِ.


وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، قَالَ: وَكَانَ يُصَلِّي خَلْفَ القُرَّاءِ فِي رَمَضَانَ، يُلَقِّنُهُم، يُؤْمَرُ بِذَلِكَ، وَجَعَلُوا بَعْدَه شَيْبَةَ.

وَقِيْلَ: كَانَ يَتَصَدَّقُ حَتَّى بِإِزَارِه، وَكَانَ مِنَ العُبَّادِ.

وَرَوَى: إِسْحَاقُ المُسَيِّبِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: لَمَّا غُسِّلَ أَبُوجَعْفَرٍ، نَظَرُوا مَا بَيْنَ نَحرِهِ إِلَى فُؤَادِه كَوَرَقَةِ المُصْحَفِ، فَمَا شَكَّ مَنْ حَضَرَه أَنَّهُ نُوْرُ القُرْآنِ.

مَاتَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَمائَةٍ. وَعَاشَ: نَيِّفاً وَتِسْعِيْنَ سَنَةً.

قال عنه ابن الجزري في النشر:

وَتُوُفِّيَ أَبُو جَعْفَرٍ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ عَلَى الْأَصَحِّ، وَكَانَ تَابِعِيًّا كَبِيرَ الْقَدْرِ انْتَهَتْ إِلَيْهِ رِيَاسَةُ الْقِرَاءَةِ بِالْمَدِينَةِ.

قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَانَ إِمَامَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي الْقِرَاءَةِ، وَكَانَ ثِقَةً.

وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ: كَانَ إِمَامَ النَّاسِ بِالْمَدِينَةِ أَبُو جَعْفَرٍ.

وَرَوَى ابْنُ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: لَمْ يَكُنْ بِالْمَدِينَةِ أَحَدٌ أَقْرَأَ لِلسُّنَّةِ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ. وَقَالَ الْإِمَامُ مَالِكٌ: كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ رَجُلًا صَالِحًا.

وُرُؤِيَ فِي الْمَنَامِ بَعْدَ وَفَاتِهِ عَلَى صُورَةٍ حَسَنَةٍ فَقَالَ: بَشِّرْ أَصْحَابِي وَكُلَّ مَنْ قَرَأَ قِرَاءَتِي أَنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَهُمْ وَأَجَابَ فِيهِمْ دَعْوَتِي، وَأَمْرَهُمْ أَنْ يُصَلُّوا هَذِهِ الرَّكَعَاتِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ كَيْفَ اسْتَطَاعُوا.

واختار له ابن الجزري في النشر اثنتين وخمسين طريقا: أربعين طريقا لابن وردان، اثنا عشر طريقا لابن جماز.

موقع ن للقرآن


✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

نكتفي بهذا القدر والحمد لله رب العالمين

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 28 )
#الامام_البركوي
هو محمد بن بير علي بن إسكندر الرومي البِرْكِويّ نسبة إلى برْكَي

كان يلقب بعدة ألقاب وهي: تقيّ الدين، ومحيي الدين، وزين الدين.

ولد البركوي رحمه الله في مدينة بألِيكَسْرْ الواقعة في الشمال الغربي من تركيا، سنة 929هـ وبها نشأ وترعرع.


طلب العلم منذ صغره على والده الذي كان عالمًا من علماء الدولة العثمانية في ذلك الوقت، وكان مدرسًا في مدينة أليكسر، فحفظ القرآن في صغره. وعندما أدرك الأب العالم نباغة الابن وحبه للعلم؛ أرسله إلى اسطنبول.

ثم التحق البركوي بالمدارس التي أنشأها السلطان محمد الفاتح في اسطنبول وكانت هذه المدارس بمثابة الجامعات من حيث الدراسة وطريقة تدريس العلوم فيها فكان طلاب العلم يفدون إليها من جميع أنحاء تركيا طلبا للعلم الشرعي.

برع البركوي في علوم متعددة، فبرز في الفقه والتفسير والحديث والعقيدة والفرائض والتجويد والنحو والصرف، بل إنه كان عالما بالبيان والحساب، حتى أصبح علامة عصره .

بعد إتمام البركوي دراسته في اسطنبول عين مدرسًا بها، ثم انتقل منها إلى مدينة أدرنة عاصمة تركيا السابقة، وعين فيها مشرفا على توزيع تركة الموتى من الجند على ورثتهم، وهذا لنبوغه في الفرائض والحساب، كان يطلق على هذه الوظيفة (القسَّام العسكري)

ثم عينه عطاء الله أحمد أفندي مدرسًا في مدرسته التي بناها في مسقط رأسه بركي، وكان إلى جانب ذلك يلقي الدروس في المدارس والمساجد.

كان المذهب الحنفي هو السائد في الدولة العثمانية.

وقد برز ميوله الحنفي في بعض رسائله المتعلقة بالفقه إلا إن البركوي كان نابذًا للتقليد والتعصب المذهبي، وكان يدعو إلى التمسك بالكتاب والسنة، فيقول : (وقد رزقني الله والحمد لله من العلوم العربية، والعقلية، والمعارف الدينية الشرعية الشريفة ما أميز به بين الصحيح والسقيم، والقوي والضعيف، والخطأ والصواب، وانحل عن قلبي عقدة التقليد بعض الانحلال، وامتزج تحقيقي بالتحقيق والإتقان).

ويذكر أن البركوي كان العالم الوحيد الذي لقب بالإمام من بين علماء الأتراك في زمانه.

وقد عد الإمام البركوي من مجددي الإسلام في القرن العاشر الهجري في البلاد التركية؛ إذ كان مجاهدًا للبدع والخرافات ورادًّا على أهلها ومبينًا زيفهم وباطلهم، حتى اعتبره بعض العلماء امتدادًا لمدرسة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

*أبرز شيوخه*:
والده بير علي البركوي.
المولى شمس الدين أحمد
المولى عبد الرحمن بن علي الأماسي
أخي زاده قرماني محمد


المتأمل في كتاباته يجد أنه كان شديد العناية بالكتاب والسنة، متبعًا للأثر وأقوال السلف الصالح فيما يخص المسائل العقدية، وكان ذا غيرة على الدين؛ حيث رد على كثير من الفرق المبتدعة، واجتهد في بيان باطلها، ومن ثم نقدها وإقامة الحجج والبراهين.

قال عنه صاحب كتاب (العقد المنظوم) : آية في الزهد والصيانة، ونهاية في الورع والديانة، رأسا في التجنب والتقوى، متمسكا بما هو أتم وأقوى)

وكان قائمًا على الحق في كل مكان، يرد على من يخالف الشريعة كائنا من كان، لا يهاب أحدًا.

أثنى عليه صاحب العقد المنظوم علي بن بالي، فقال عنه: (ممن تعانى العلم والعمل، وحصل وكمل، فالتحق في شبابه بالمشايخ الكمل …، وكان في طرف عال من الفضل والكمال، وتتبع الكتب والرسائل، وجمع القواعد والمسائل، وجمع العلم وتبحر فيه، وحوى من الفضل والمعرفة ما يكفيه)

وامتدحه العلامة داود القارصي بقوله: (الإمام العلامة، والفاضل الكرامة، وحيد عصره في التحقيق، وفريد دهره في التدقيق محمد أفندي البركوي.

وممن أثنى عليه العلامة ابن عابدين، فقال عنه: (أفضل المتأخرين الإمام العالم العامل، المحقق المدقق الكامل، الشيخ محمد البركوي وقال عنه أيضًا: الإمام العابد الورع النبيه.

ويصفه الشيخ محمد بن جمعة المقار الحنفي: بالشيخ الإمام، والمولى الهمام، العالم العامل، الفاضل الكامل محمد أفندي البركلي الرومي.

وقال الزركلي عنه: عالمٌ بالعربية نحوًا وصرفًا له اشتغال بالفرائض ومعرفة بالتجـويد

*للعلامة البركوي عدد كبير من المصنفات وهذه قائمة بأسماء بعض مصنفاته* :

آداب البركوي
الأربعون في الحديث
إظهار الأسرار في النحو
إيقاظ النائمين وإفهام القاصرين
تحفة المسترشدين في بيان مذاهب فرق المسلمين
جلاء القلوب
دامغة المبتدعين وكاشفة بطلان الملحدين في الكلام
الدر اليتيم في علم التجويد
ذخر المتأهلين والنساء في تعريف الأطهار والدماء
السيف الصارم في عدم جواز وقف النقود والدراهم
رسالة البركلي وهي رسالة كتبها بالتركية فعم النفع بها بين العوام
الطريقة المحمدية وهي في الموعظة
زيارة القبور البدعية والشركية

اتفقت المصادر التي ترجمت له على أنه توفي سنة 981*هـ.

مركز سلف للبحوث والدراسات

✍ تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 26 )
#عبد_الباقي_الزرقاني

هو محمد بن عبد الباقي بن يوسف بن أحمد شهاب الدين بن محمد بن علوان، الشهير بالزُّرقاني المصري الأزهري المالكي، أبو عبد الله.

نشأ محمد بن عبد الباقي الزرقاني في جو علمي ابتداء من أسرته التي كانت أسرة علم، اشتهرت بذلك في الديار المصرية، عرفوا بالتأليف والتدريس ونشر أحكام الدين وأصوله. كان محمد بن عبد الباقي الزرقاني شغوفا بالعلم والعلماء منذ صغر سنه، حفظ القرآن الكريم ثم تعلم مبادئ اللغة والعبادة ثم انتقل إلى حلقات العلماء بالجامع الأزهر حيث المتون والشروح والأمهات في كل المجالات تدرس من طرف فطاحل العلماء.
وَكَانَ عَالما نبيلاً فَقِيها متبحراً لطيف الْعبارَة ولد بِمصْر فِي سنة عشْرين وَألف وَبهَا نَشأ وَلزِمَ النُّور الأَجْهُورِيّ سِنِين عديدة وَشهد لَهُ بِالْفَضْلِ وَأخذ عُلُوم الْعَرَبيَّة عَن الْعَلامَة يس الْحِمصِي والنور الشبراملسي وَحضر الشَّمْس البابلي فِي دروسه الحَدِيث وَأَجَازَهُ جلّ شُيُوخه وتصدر للإقراء بِجَامِع الْأَزْهَر وَألف مؤلفات كَثِيرَة مِنْهَا شرح على مُخْتَصر خَلِيل تشد إِلَيْهِ الرّحال وَشرح على العزية وَغير ذَلِك وَكَانَ رَقِيق الطَّبْع حسن الْخلق جميل المحاورة لطيف التأدية للْكَلَام وَكَانَت وَفَاته ضحى يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشري شهر رَمَضَان سنة تسع وَتِسْعين وَألف بِمصْر وَدفن بتربة المجورين.
مؤلفاته:
من مؤلفاته شرح موطأ الإمام مالك في كتاب سماه "أبهج المسالك بشرح موطأ الإمام مالك"، وهو شرح وسط بين الطول والقصر، وتعرض فيه لشرح متون الأحاديث من جهة اللغة، وأفاض في شرح المذاهب الفقهية، ولم يعن بالرجال ولا بتراجم الأبواب، وقد نال الكتاب حظا موفورًا من الشهرة.
قال عنه محمد علوي المالكي: «فلا أظنّ أنّني مجانبٌ للواقعِ الصّادقِِ إن قلت: إنّ هذا الشّرح أحسن شروح الموطأ المتوسّطة، مفيدٌ لمن اقتصر عليه، وجيّدٌ لمن رجع إليه.»
وله إشراق مصابيح السير المحمدية بمزج أسرار المواهب اللدنية: (شرح المواهب اللدنية بالمنح المحمدية للقسطلاني).
قال سركيس: وهو شرح حافل جمع فيه أكثر الأحاديث المروية في شمائل المصطفى وسيره وصفاته الشريفة.
وله شرح المنظومة البيقونية في علم مصطلح الحديث.
وله مختصر المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة.


موقع مـداد

✍ تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 24 )
#الإمام_القعنبي

عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي، أحد علماء السنة والجماعة ومن كبار رواة الحديث، تتلمذ على يد الإمام مالك ونهل من فيض علمه، عاش حياة اللهو والترف في بداية حياته إلا أن الله فتح على قلبه وبصيرته فهداه على يد الإمام المحدث شعبة بن الحجاج، وأصبح من أكبر رواة الحديث ومن تلامذته الإمام البخاري، ومسلم وأبو داوود، الذين نهلوا من علمه حتى توفى في مكة في عام 221هـ.


عاش القعنبي حياة اللهو مع أصدقاء السوء فكان لا يتورع عن شرب الخمر في الطرق بين الناس، فلا يخشى ولا يخاف أحد، حتى شاء الله تعالى أن يشرح قلبه للهداية وينير بصيرته بالعلم من خلال لقائه مع الإمام الشعبي الذي تعامل مع القعنبي بذكاء العلماء، حتى تغيرت حياة القعنبي بين يوم وليلة وصار يطلب العلم في كل مكان وتتلمذ على يد الإمام مالك حتى نهل من فيض علمه وارتوى به.


يروى العلماء أن القعنبي كان في احد الأيام يجلس على قارعة الطريق يعاقر الخمر كعادته، ولا يناله من الحياء شيء، فوجد زحمة وجمع من الناس يلتفون حول رجل يركب حماره، فلفت انتباه القعنبي المنظر وقرر الوصول لهذا الرجل الذي يحتفي به الناس، وبالفعل اخترق جموع الناس حتى وصل إلى راكب الحمار، ومسك لجام الحمار قائلاً لراكبه، من أنت ؟، قال الراكب : شعبة، رد القعنبي : ومن شعبة ؟، وقع السؤال كالصاعقة على جميع الموجودين (فهل يوجد في البصرة من لا يعرف شعبة ابن الحجاج، أحد محدثي الأمة وراوي الأحاديث)، فرد عليه تلامذة شعبة قائلين : محدث، قال القعنبي : وما محدث ؟ ما شغله؟، (فقد كان بعيداً كل البعد عن حياة المسلمين)،أعاد القعنبي السؤال : ماذا يفعل المحدث ؟، قالوا : محدث، (فهم لا يصدقون أنه يوجد بين المسلمين من لا يعلم من هو المحدث)، قال : وما محدث يبيع ماذا ؟، قالوا : محدث يروي أحاديث.

وجه القعنبي الحديث مستهزًأً لشعبة قائلًا : حدثني بحديث مما تعرف، في هذه اللحظة علم شعبة أنه أمام أحد الشباب الذين لا يعلمون شيئًا عن دينهم لذلك قرر أن يجيبه بإجابة تصبح درسًا له طوال حياته، قال شعبة : حدثنا منصور عن ربعي عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه، أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : “إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى، إذا لم تستح فاصنع ما شئت”، فوقعت الكلمات في قلب القعنبي قبل أذنه حتى أنه ترك اللجام من يده، وظل يبكي حتى عاد لبيته، فوجد أمه فقال لها : إذا عاد أصحابي أخبريهم بأني سكبت الشراب، فإذا علموا رحلوا عني.


ظل يبحث القعنبي عن أعلم أهل الحديث، فدله الناس على الإمام مالك فذهب إلى المدينة وتعلم على يده وكان من أنجب تلاميذه حتى يروى أن الإمام مالك قرأ نصف الموطأ على القعنبي، والقعنبي قرأ النصف الآخر على الإمام مالك، أصبح القعنبي من محدثي الحديث وأحد علماء ورواة الأحاديث الثقة، تتلمذ على يده الإمام البخاري، و الإمام مسلم ، وأبو داوود، وتوفى في عام 221 هـ، بمكة المكرمة.

المرسال
الكاتب / ايمان سامي
المراجع: كتاب التوابين لابن قدامة رحمه الله

✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 22 )
#الحافظ_المنذري

هو الحافظ الكبير أبو محمد عبد العظيم زكي الدين بن عبد القوي المنذري، الشامي ثم المصري، الشافعي، صاحب التصانيف النافعة المفيدة.

ولد في غرَّة شعبان من سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، وقرأ القرآن الكريم على أبي عبد الله الأَرْتاحِي، وتفقه على أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد القرشي، وتأدب على أبي الحسين بن يحيى النحوي، وسمع من عبد المجيب بن زهير ومحمد بن سعيد المأموني والمطهر بن أبي بكر البيهقي، وغير هؤلاء من أفاضل علماء عصره، وارتحل لسماع الحديث إلى مكة ودمشق وحرَّان والرها والإسكندرية، ولزم الحسن على بن المفضل مدة.


تخرَّج عليه قوم صاروا بعدُ من أساطين العلماء، وذاع صيتهم، ونَبُه ذكرهم: منهم الحافظ أبو محمد الدمياطي، وأبو الحسين اليونيني، وإسماعيل بن عساكر، وعلم الدين الدواداری، وتقي الدين ابن دقيق العيد، وغير هؤلاء.

درَّس بالجامعِ الظَّافري بالقاهرة مدَّةً، ثم وَلِي دار الحديث الكاملية، وانقطع بها نحو عشرين سنة.

قال ابن ناصر الدين: «كان حافظًا كبيرًا، حجةً، ثقةً، عُمدةً».

وقال الشريف عزُّ الدِّينِ: «كان عديمَ النَّظير في معرفةِ علومِ الحديثِ على اختلاف فنونِه، عالمًا بصحيحه وسقيمه، ومعلوله وطرُقِه، متبحِّرًا في معرفةِ أحكامِه ومعانيه ومشكله، قيِّمًا بمعرفةِ غريبهِ، وإعرابه واختلاف ألفاظِه، ماهرًا في معرفة رُوَاته وجَرْحِهم وتعديلهم، ووفياتهم ومواليدهم، وأخبارهم، إمامًا، حُجَّة، ثَبَتًا، وَرِعًا، متحرِّيًا فيما يقولُه، متثبِّتًا فيما يرويه.

وقال الذهبي: «لم يكن في زمانِه أحفظَ منه».

صنَّف قبلَه في التَّرغيبِ والتَّرهيبِ قومٌ: منهم أبو مُوسى المدِينيُّ، وابن زَنْجُويَه حُميد بُن مَخلدٍ بن قتيبة الأزدي، والشيخ الإمامُ قوَّامُ السُّنَّةِ أبو القاسمِ إسماعيل بنُ محمدٍ الأصبهاني المتوفي في سنة خمس وثلاثين وخمس مئة. وقد نصَّ الحافظ المنذريُّ على أنه اطلع على كتاب الأصبهاني ونقل عنه، قال: «واستوعبت جميع ما في كتاب أبي القاسم الأصبهاني ما لم يكن في الكتب المذكورة، وهو قليل، وأضربت عن ذكر ما فيه من الأحاديث المتحققة الوضع»، وقد أخمل كتاب المنذري غيره من الكتب التي وضعت من قبله في موضوع كتابه، ببركة ورعه وتقواه، وبواسع معرفته وتحرِّيه الدقة، ثم بحسن اختياره وتبويبه، فلم يعد أهل العلم يعرفون من كتب الترغيب والترهيب من الحديث النبوي غير كتاب الحافظ المنذري، وصار هو وحده مراجع الطالبين، ومحط رحال الواعظين.

وللحافظ المنذري - غير كتاب «الترغيب والترهيب» هذا - كتبٌ كلُّها يدلُّ على واسع الحفظ ودقة التَّحرِّي، وعلى شديد الورع منها.

*مختصر صحيح الإمام مسلم بن الحجاج*، وقد شاركه في هذا العمل معاصره أبو الفضل محمد بن عبد الله المريسي ، ولكن العلماء عُنوا بمختصر الحافظ المنذري وتلقوه بالقبول ثم قاموا بشرحه، وممن شرحه العلامة عثمان بن عبد الملك الكردي المصري ومنهم العلامة محمد بن أحمد الأسنوى .

*مختصر سنن أبي داود الذي سماه المجتبى*، وقد شرحه الحافظ جلال الدين السيوطي شرحًا وسطًا وسماه «زهر الرُّبى على المجتبى» وهذَّبه الإمام محمد ابن أبي بكر، المعروف بابن قيم الجوزية.

وتوفي في اليوم الرابع من شهر ذي القعدة من سنة ست وخمسين وستمائة، رحمه الله تعالى ورضي عنه.

وتجد للحافظ المنذري ترجمة في المراجع الآتية:

شذرات الذهب» لابن العماد الحنبلي
فوات الوفيات لمحمد بن شاكر بن أحمد الكتبي
النجوم الزاهرة لابن تغري بردي
تاريخ الحافظ ابن كثير المسمى البداية والنهاية
طبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي
تاريخ ابن الوردي

المصدر: مقدمة تحقيق «الترغيب والترهيب» تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد
الألوكة

✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 20 )
#ايوب_السختياني

هو الإِمَامُ, الحَافِظُ سَيِّدُ العُلَمَاءِ, أبي بَكْرٍ بن أبي تميمة كيسان العنزي مَوْلاَهُم, البَصْرِيُّ, الآدَمِيُّ وَيُقَالُ: وَلاَؤُهُ لِطَهِيِّةَ. وَقِيْلَ: لِجُهَيْنَةَ. عِدَادُه فِي صِغَارِ التَّابعِيْنَ.
سَمِعَ مِنْ أَبِي بُرَيْدٍ الجَرْمِيِّ, وَأَبِي عثمان النهدي, وسعيد بن جُبَيْرٍ, وَالحَسَنِ البَصْرِيِّ, وَمُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ, وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ, وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ, وقتادة, وخلق سواهم.
حَدَّثَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ, وَعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ, وَالزُّهْرِيُّ, وَقَتَادَةُ -وَهُم مِنْ شُيُوْخِهِ- وَيَحْيَى بن أبي كَثِيْرٍ, وَمَالِكٌ, وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ, وَأُمَمٌ سِوَاهُم.

مَوْلِدُه عَامَ تُوُفِّيَ ابْنُ عَبَّاسٍ, سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ.

حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ, قَالَ: لَقِيَ ابْن عُيَيْنَةَ سِتَّةً وَثَمَانِيْنَ مِنَ التَّابِعِيْنَ وَكَانَ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَيُّوْبَ.
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: كُنَّا نَدْخُلُ عَلَى أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ, فَإِذَا ذَكرْنَا لَهُ حَدِيْثَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَى حَتَّى نَرحَمَه.
كَانَ أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ يَقُوْمُ اللَّيلَ كُلَّه فَيُخفِي ذَلِكَ فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ رَفعَ صَوْتَه كَأَنَّهُ قَامَ تِلْكَ السَّاعَةَ.

حَدَّثَنَا سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ: سَمِعْتُ أَيُّوْبَ يَقُوْلُ: لاَ خَبِيْثَ أخبث من قارىء فاجر.

وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ, حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوْبَ, قَالَ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ هَا هُنَا, وَكَلاَمُهُم: إِنْ قُضِيَ وَإِنْ قُدِّرَ. وَكَانَ يَقُوْلُ: لِيتَّقِ اللهَ رَجُلٌ فَإِنْ زَهِدَ فَلاَ يَجْعَلَنَّ زُهْدَه عَذَاباً عَلَى النَّاسِ, فَلأَنْ يُخْفِيَ الرَّجُلُ زُهْدَه خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُعْلِنَه.
وَكَانَ أَيُّوْبُ مِمَّنْ يُخفِي زُهْدَه دَخَلنَا عَلَيْهِ, فَإِذَا هُوَ عَلَى فِرَاشٍ مُخَمَّسٍ أَحْمَرَ, فَرَفَعتُه- أَوْ رَفَعَهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا- فَإِذَا خَصَفَةٌ مَحْشُوَّةٌ بِلِيْفٍ.

قَالَ مَخْلَدُ بنُ الحُسَيْنِ قَالَ أَيُّوْبُ مَا صَدَقَ عَبْدٌ قَطُّ فَأَحَبَّ الشُّهرَةَ.

وَقَالَ يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَنصَحَ لِلْعَامَّةِ مِنْ أَيُّوْبَ وَالحَسَنِ.

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ الكَاتِبُ: كَانَ أَيُّوْبُ ثِقَةً ثَبْتاً فِي الحَدِيْثِ جَامِعاً كَثِيْرَ العِلْمِ حُجَّةً عَدلاً.

وَقَالَ أبي حَاتِمٍ, وَسُئِلَ، عَنْ أَيُّوْبَ فَقَالَ: ثِقَةٌ لاَ يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ.
قُلْتُ: إِلَيْهِ المُنْتَهَى فِي الإِتْقَانِ.
قَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِ مائَةِ حَدِيْثٍ وَأَمَّا ابْنُ عُلَيَّةَ فَقَالَ: كُنَّا نَقُوْلُ: حَدِيْثُ أَيُّوْبَ أَلْفَا حَدِيْثٍ فَمَا أَقَلَّ مَا ذَهَبَ عَلَيَّ مِنْهَا.

رَوَى ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوْبُ يَؤُمُّ أَهْلَ مَسْجِدِه فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَيُصَلِّي بِهِم فِي الرَّكعَةِ قَدرَ ثَلاَثِيْنَ آيَةً, وَيُصَلِّي لِنَفْسِهِ فِيْمَا بَيْنَ التَّروِيْحَتَيْنِ بِقَدرِ ثَلاَثِيْنَ آيَةً, وَكَانَ يَقُوْلُ هُوَ بِنَفْسِهِ لِلنَّاسِ الصَّلاَةَ وَيُوْتِرُ بِهِم وَيَدعُو بِدُعَاءِ القُرْآنِ, وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ, وَآخِرُ ذَلِكَ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَقُوْلُ اللَّهُمَّ اسْتَعْمِلْنَا بِسُنَّتِه وَأَوْزِعْنَا بِهَدْيِه وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِيْنَ إِمَاماً ثُمَّ يَسْجُدُ وَإِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلاَةِ دَعَا بِدَعَوَاتٍ.

قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ، عَنْ سَلاَّمِ بنِ أَبِي مُطِيْعٍ, قَالَ: رَأَى أَيُّوْبُ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ, فَقَالَ: إِنِّي لأَعرِفُ الذِّلَّةَ فِي وَجْهِه, ثُمَّ تَلاَ {سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّة} [الأَعْرَافُ: 152] ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ لِكُلِّ مُفتَرٍ وَكَانَ يُسَمِّي أَصْحَابَ الأَهْوَاءِ: خَوَارِجَ وَيَقُوْلُ: إِنَّ الخَوَارِجَ اخْتَلَفُوا فِي الاسْمِ وَاجْتَمَعُوا عَلَى السَّيفِ.

قَالَ صَالِحُ بنُ أبي الأخضر: قلت لأيوب: أوصيني قَالَ: أَقِلَّ الكَلاَمَ.

قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ أَيُّوْبُ: ذُكِرْتُ, وَلاَ أُحِبُّ أَنْ أُذْكَرَ.

قُلْتُ: اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ بِالبَصْرَةِ, زَمَنَ الطَّاعُوْنِ, وَلَهُ ثَلاَثٌ وَسِتُّوْنَ سَنَةً.

سير أعلام النبلاء الذهبي
موقع تراجم عبر التاريخ

✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 18 )
#محمد_بن_فطيس_الغافقي

الولادة 229 هـ
الوفاة إلبيرة-الأندلس عام 319 هـ


مُحَمَّد بن فُطَيس بن وَاصِل الغَافِقِيّ: من أهل إلبيرَة؛ يُكَنَّى: أبا عَبْد الله.
مُحدث الأندلس وأحد كبار علماء المالكية فيها، وأحد رواة الحديث النبوي.
رَوَى بالأندلُس، عن مُحَمَّد بن أحمد العُتْبِيّ، وأبَان بن عيسى بن دِينار، ويحيى بن إبراهيم آبن مُزْيَن، وغيرهم.
ورحل إلى المَشْرق سنة سبع وخمسين ومائتين وتَرَدّد هناك. فسمع بمصر: من يونس بن عبد الأعلى، ومُحَمَّد بن عَبْد الله بن عبد الحكم وغيرهم.
وسَمِع بمكة: من أبي بكر عَبْد الله بن حمزة القرشيّ، ومُحَمَّد بن إسحاق السَّجستي، وغيرهم.
وسمع بطْرَابُلس: من أحمد بن عَبْد الله بن صالح الكُوفيّ، وبإفْريقيَّة من شخوة بن عيسى القاضي وجماعة سواهم من أئمة الحديث، وأعلام الرواية.
وأكثر في طلب العلم والسماع عن أهل الحرم ، ومصر ، والقيروان ، وتفقه بالمزني ، وأدخل الأندلس علما غزيرا .

وكان بصيرا بفقه مالك ، وكان يقول : لقيت في رحلتي مائتي شيخ ما رأيت فيهم مثل محمد بن عبد الله بن عبد الحكم .

قال ابن الفرضي وغيره : صارت إليه الرحلة من البلاد ، وعمر دهرا .

وصنف كتاب " الروع والأهوال " ، وكتاب " الدعاء " . وكان ضابطا نبيلا صدوقا .


وكان مُحَمَّد بن فُطَيْس نبيلاً، ضابطاً لكتبه، ثقة في روايته، صَدُوقاً في حديثه. وكانت الرحلة إليه بإلبيرَة، وإلى أحمد بن منصور. ثمَّ مَاتَ أحمد بن منصور فانصرف بعلو الدرجة، ورياسة الاسناد.
وكان: يُقْصَد إليه للسماع منه بِقُرْطُبَة وغيرها. وقد حَدَّثنا عنه غير واحد.
وتُوفِّي مُحَمَّد بن فُطَيْس (رحمه الله) : بحاضرة إلبيرَة في شوّال سنة تسع عشرة وثلاث مائة. أخبرني بذلك أبو مُحَمَّد الباجيّ، وسَهل بن إبراهيم وغير واحد من أهل إلبيرة. وقال لي سهل: تُوفِّي وهو آبن تسعين سنة.

تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي
سير أعلام النبلاء
اسلام ويب/ تراجم عبر التاريخ

✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 16 )
#بدر_الدين_العيني

ولد محمود بن أحمد بن موسى المعروف ببدر الدين العيني في قاعة عينتاب بالقرب من حلب (26 من رمضان 762هـ 1361م)، ونشأ في بيت علم ودين، وتعهده أبوه وكان قاضيًا بالرعاية والتعليم، فحفظ القرآن، وتعلم القراءة والكتابة، وتعلم القراءات السبع ، ودرس الفقه الحنفي على يد والده وغيره من الشيوخ، و رحل إلى حلب والي دمشق بعد وفاة والده طلبًا للمزيد من العلم.

في أثناء إقامته بمكة والمدينة التقى بعلمائها وأخذ العلم عنهم، ثم عاد إلى وطنه، وجلس للتدريس، وظل عامين يؤدي رسالته، ثم رغب في زيارة بيت المقدس ، والتقي العيني هناك بالشيخ علاء الدين السيرامي ملك العلماء في عصره، فلازمه وتتلمذ على يديه، وقدم معه إلى القاهرة.


ولما قدم “السيرامي” القاهرة ولاه السلطان الظاهر برقوق مشيخة مدرسته الكبرى التي أنشأها، واحتفى به وأكرم وفادته، وألحق السيرامي تلميذه النابه بالمدرسة مساعدًا له، وانتهز العيني فرصة وجوده بالقاهرة، فجد في تلقي الحديث عن شيوخه الأعلام، فسمع كتب السنة ومسند أحمد وسنن الدارقطني، والدارمي، ومصابيح السنة للبغوي، والسنن الكبرى للنسائي على يد سراج الدين البلقيني، وغيرهم، حتى إذا توفي شيخه السيرامي حل بدر الدين العيني محل شيخه في التدريس بالمدرسة الظاهرية، عزل بعدها من المدرسة بسبب بعض الوشايات المغرضة.

ومن ثم تقلب في وظائف عديدة، فتقلد ولاية الحسبة لأول مرة خلفًا للمقريزي، وقد قام في أثناء توليه هذا المنصب بالالتزام بتطبيق الشريعة، وضبط الأسواق وتوفير السلع، والضرب على يد المحتكرين، وكان يلجأ إليه السلاطين لمباشرة هذه الوظيفة حين تضطرب أحوال السوق، وتشح البضائع، وترتفع الأسعار، لما يعلمون من نزاهته وكفاءته.

وتولى منصب ناظر الأحباس، وهو يشبه وزير الأوقاف في عصرنا الحديث ، لمدة أربعا وثلاثين سنة دون انقطاع ، كما تولى منصب قاضي قضاة الحنفية في عهد السلطان برسباي.

ولم ينقطع عن التدريس، وتتلمذ على يديه عدد من التلاميذ النابهين صاروا أعلامًا بعد ذلك، مثل: الكمال بن الهمام الفقيه الحنفي الكبير، وابن تغري بردي، والسخاوي، وأبي الفضل العسقلاني.

وسجل التاريخ تنافسًا محتدمًا اشتعل بينه وبين ابن حجر العسقلاني؛ فكلاهما إمام وفقيه ومؤرخ، انتهت إليهما زعامة مذهبهما؛ فابن حجر شافعي المذهب والعيني حنفي المذهب، وتقلد كل منهما القضاء، ولكل منهما أنصار وأعوان، وأنهما عمدا إلى صحيح البخاري فوضعا له شرحًا وافيًا، وكان ذلك سببًا في ذروة الخلاف بينهما.

على أن روح التنافس بينهما لم تمنع أحدهما من الاستفادة من الآخر، فقد تلقى ابن حجر عن العيني حديثين من صحيح مسلم وآخر من مسند أحمد، وترجم له ضمن شيوخه في كتابيه: المجمع المؤسس في المعجم المفهرس، ورفع الأصر عن قضاة مصر، وذكر السخاوي في كتابه “الضوء اللامع” أنه رأى العيني يسأل ابن حجر في مرض موته، وقد جاء ليعوده عن مسموعات الزين العراقي.


عاصر بدر الدين العيني كثيرًا من سلاطين مصر، فولاه “المؤيد شيخ” التدريس في مدرسته المؤيدية، وأرسله مبعوثًا عنه إلى بلاد الروم وكان يدخل عليه مجلس حكمه في أي وقت، وازدادت علاقته توثقًا بالسلطان برسباي، وقامت بينهما علاقة حميمة، وساعدت إجادة العيني للتركية في زيادة عرى المودة بينهما؛ لأن السلطان كان ضعيف العربية لا يحسن الحديث بها، وقام العيني بتثقيف السلطان وتعليمه كثيرًا من أمور الدين، وقراءة فصول من كتبه التاريخية له بعد ترجمتها للتركية.

وعكف علي مواصلة الدرس والتأليف، فوضع مؤلفات كثيرة وفي موضوعات مختلفة في الفقه والحديث والتاريخ والعربية ومن أشهر مؤلفاته:

– عمدة القاري في شرح الجامع الصحيح للبخاري، وهو من أجل شروح البخاري، استغرق العيني في تأليفه مدة تزيد عن عشرين عامًا
– البناية في شرح الهداية وهو في فقه الحنفية
– رمز الحقائق في شرح كنز الدقائق، وهو في فقه الحنفية
– عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان، وهو كتاب ضخم، تناول فيه الأحداث التاريخية منذ أول الخلق حتى سنة (850هـ= 1447م)

أقام العيني مدرسة لنفسه قريبًا من الجامع الأزهر سنة (814هـ= 1411م)، كانت قريبة من سكنه، يؤمها طلابه الذين يقصدونه لتلقي الفقه والحديث على يديه، وأوقف عليها كتبه لطلبة العلم، وبعد ثلاث وتسعين سنة قضى معظمها العيني ملازمًا التصنيف والتدريس لقـي الله في (4 من ذي الحجة 855هـ= 28 من ديسمبر 1451م)، ودفن بمدرسته التي صارت الآن مسجدًا.

وجدير بالذكر أن مستشفى قصر العيني بالقاهرة تنسب إلى حفيده شهاب الدين أحمد بن عبد الرحيم بن محمود العيني، أحد الأمراء المعروفين.

أحمد تمام – باحث مصري في التاريخ والتراث.
إسلام أون لاين

✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 14 )
#ابو بكر_الاثرم

هو أحمد بن محمد بن هانئ الطائي، أو الكلبي، الإسكافي، أبو بكر الأثرم: من حفاظ الحديث.

ولد في دولة الرشيد.

وسمع من: عبد الله بن بكر السهمي، ومن هَوْذَة بن خليفة، وأحمد بن إسحاق الحضرمي، وأبي نعيم، وعفان، والقعنبي، وأبي الوليد الطيالسي، وابن أبي شيبة... وغيرهم.

وحدث عنه: النسائي في "سننه"، وموسى بن هارون، ويحيى بن صاعد، وعلي بن أبي طاهر القزويني، وعمر بن محمد بن عيسى الجوهري، وأحمد بن محمد بن شاكر الزنجاني، وغيرهم.

ونجد أن رواية الأثرم لمسائل الإمام أحمد بن حنبل من أَجلِّ الروايات عن الإمام أحمد، لا سيما وقد أكثر من الرواية عنه، مع ضبطه، ودقة نقله. إلى جانب موافقة غالب روايات الأثرم للمذهب، وذلك دليل على معرفته بآخر القولين الذين استقر عليهم الإمام أحمد بن حنبل في كل مسألة فقهية بعد التحقق والتوثيق، إلى جانب جودتها وحسنها ودقتها في ترتيبها حيث أصبحت مضرب المثل لغيرها من المسائل من حسن التصنيف والترتيب حتى قال الشيخ "يحيى الصرصري" في لاميته التي ذكر فيها الإمام أحمد وأصحابه:

وبالأثرمِ امتازتْ مسائلُ أحمدَ *** لناشدِها المستنبطِ المتأمّلِ



ونجد أن تلك المسائل كَثُرَ النقل منها واعتنى بها فقهاء المذاهب الأخرى كابن عبد البر في "التمهيد" و"الاستذكار" الذي نقلها بالإسناد المتصل، وكذلك ابن المنذر في "الأوسط"، وابن حجر في "فتح الباري"، وهذا دليل على فقه الراوي، وحرص ابن الأثرم على الاقتداء بالإمام أحمد رحمه الله والأخذ عنه وانتحال مذهبه.

قال أبو بكر الخلال: «كان الأثرم جليل القدر، حافظًا، وكان عاصم بن علي لما قدم بغداد، طلب رجلًا يخرج له فوائد يمليها، فلم يجد في ذلك الوقت غير أبي بكر الأثرم. فكأنه لما رآه لم يقع منه موقعًا لحداثة سنه. فقال له أبو بكر: أخرج كتبك، فجعل يقول له: هذا الحديث خطأ وهذا غلط، وهذا كذا. قال: فسر عاصم بن علي به، وأملى قريبًا من خمسين مجلسًا. وكان يعرف الحديث ويحفظ. فلما صحب أحمد بن حنبل ترك ذلك، وأقبل على مذهب أحمد».


وعن أَبَي بكرٍ المَرُّوْذِيَّ قال: قَالَ الأَثْرَمُ: "كُنْتُ أَحْفَظُ - يَعْنِي: الفِقْه وَالاخْتِلاَف - فَلَمَّا صَحِبْت أَحْمَد بن حَنْبَلٍ تركتُ ذَلِكَ كُلَّهُ".

قال إبراهيم الأصبهاني: أبو بكر الأثرم أحفظ من أبي زرعة الرازي وأتقن.

وقال ابن حبان البستي: «كان من خيار عباد الله، من أصحاب أحمد بن حنبل، ممن روى عنه المسائل».

وكان ذا دُرية واسعة في الحفظ والإتقان ومعرفة الحديث، حتى قال عنه يحيى بن معين: «كان أحد أبوي الأثرم جنيًا» لسرعة فهمه وحفظه.

*ومن مصنفاته*:

1- «السنن» في الفقه على مذهب أحمد وشواهده من الحديث.
2- «علل الحديث ومسائل أحمد بن حنبل»، أو: «العلل ومعرفة الرجال».
3- «ناسخ الحديث ومنسوخه».
4- كتاب «السنة»: ذكره الكتاني في "الرسالة المستطرفة" وربما كان جزء من كتابه الأكبر "السنن".
5- كتاب «التاريخ»: ذكره ابن النديم في "الفهرست" ولعله عنوان آخر لكتاب "العلل".

وقد اختلفوا في تحديد وفاة الإمام أبي بكر الأثرم اختلافًا كبيرًا فقال الذهبي: " لَمْ أَظفر بِوَفَاةِ الأَثْرَم، وَمَاتَ بِمَدِيْنَةِ إِسْكَاف فِي حُدُوْدِ السِّتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ قبلهَا أَوْ بَعْدهَا

وقال أيضًا: "أظنه مات بعد الستين ومئتين"، وترجم له في "العبر" في وفيات سنة إحدى وستين ومئتين رحمه الله تعالى.
الألوكة

✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 12 )
#الامام_المعلمي

صدر حديثًا كتاب "الإمام عبدالرحمن بن يحيى المعلمي، حياته وآثاره"، تصنيف "أحمد بن غانم الأسدي"، وذلك عن دار طيبة الخضراء.

ويحوى هذا السفر ترجمة نفيسة للعلامة المعلمي رحمه الله، مع حصر لجميع كتبه وتحقيقاته وآثاره العلمية ومراسلاته الخطية.

والإمام عبدالرحمن بن يحيى المعلمي من العلماء المحققين الذين كانت لهم جهود ملموسة في الدفاع عن السنة والزود عنها ضد أهل البدع، ينسب إلى بني المعلم من بلاد عتمة باليمن، ولد في أول سنة (1313هـ) بقرية (المحاقرة) باليمن، نشأ في بيئة متدينة صالحة، وقد كفله والداه وكانا من خيار تلك البيئة.

واشتغل منذ بواكير طفولته بطلب العلم فأخذ العلم عن بعض العلماء في اليمن، وذاكرهم في الفقه والنحو والفرائض وغيرها، وقبل ذلك درَسَ القرآن على والده.

ومن هؤلاء العلماء:
1- والده "يحيى"، حيث قرأ عليه القرآن.
2- الشيخ "أحمد بن مصلح الريمي"، حيث تذاكر معه بعض كتب النحو.
3- والشيخ "أحمد بن محمد بن سليمان المعلمي"، حيث قرأ عليه الفقه والفرائض والنحو.
4- والشيخ "سالم بن عبد الرحمن باصهي" ذكره الشيخ في رسالة له في الرد على القائلين بوحدة الوجود، ألفها الشيخ عام 1341هـ.



وارتحل إلى جيزان سنة 1336هـ فولاه محمد الإدريسي- أمير عسير حينذاك - رئاسة القضاء، وكان إلى جانب القضاء يشتغل بالتدريس، فلما توفي محمد الإدريسي سنة 1341هـ ارتحل إلى الهند وعين في دائرة المعارف قرابة الثلاثين عامًا، ثم سافر إلى مكة عام 1371هـ، فعُيِّن أمينًا لمكتبة الحرم المكي في شهر ربيع الأول من نفس العام.

وعرف بالمصنفات البديعة التي ينصر فيها مذهب أهل السنة منها: كتابه "التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل"، و"الأنوار الكاشفة" في الرد على كتاب (أضواء على السنة) لمحمود أبي رية، و"محاضرة في كتب الرجال"، وكتاب "العبادة" مجلد كبير، وكتاب "حقيقة التأويل والرد على المتصوفة القائلين بوحدة الوجود"، وكتاب "الحكم المشروع في الطلاق المجموع"، وحقق كثيرًا من كتب الأمهات، منها أربع مجلدات من كتاب "الإكمال" لابن ماكولا، وأربع مجلدات من "الأنساب" للسمعاني، وكتاب "الرد على الإخنائي" لشيخ الإسلام، وقد توفي رحمه الله تعالى صبيحة الخميس السادس من شهر صفر عام 1386 عن ثلاثة وسبعين سنة بعدما أدى صلاة الفجر في الحرم وعاد إلى مكتبة الحرم.

وقد أثنى عليه عدد كبير من معاصريه من أهل العلم والفضل، ووصفه غير واحد منهم بالعلامة المحقق، ومن هؤلاء العلماء المثنين عليه الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ووصفه بالعالم خادم الأحاديث النبوية، وكذا أثنى عليه الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة ومحمد حامد الفقي والألباني وقال عنه الشيخ بكر أبو زيد: ذهبي عصره العلامة المحقق.


وتعد هذه الترجمة من أوسع الترجمات وأكثرها تعلقًا بالسيرة الذاتية للشيخ عبدالرحمن بن يحيى المعلمي، وقد قسم الكاتب فصول ترجمته في عدة مباحث فرعية استوفت كل ما يتعلق بالنتاج العلمي للعلامة المعلمي، وكشفت اللثام عن جوانب مخفية من الرحلة الحياتية للمصنف رحمه الله.

الألوكة

✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 10 )
#ستيتة_المحاملي


في منتصف القرن العاشر الميلادي وقت كانت أوربا غارقة في الجهل والخرافات كان لا يوجد سوى مكان واحد يجب أن تذهب إليه: هو بغداد، بيت الحكمة.
وفي بغداد توجد ستيتة المحاملي (ت 987)، التي اشتهرت بعقلها القانوني، إضافةً إلى إتقانها الرياضيات، وهي امرأة عبقرية احتُفل بثقافتها على نطاق واسع، وأثنى على قدراتها ثلاثة من أعظم مؤرخي حقبتها.
هي أمة الواحد بنت القاضي أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل بن محمد بن أبان المَحَامِلِي الضبي، وُلِدت في بغداد في بدايات القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)، وتُنسب إلى أسرة المَحامِلي، وهي أسرةٌ اشتهرت بتفوُّقها العلمي، وتألَّقت وعلا شأنها، وذاع صيتها، وسجل التاريخ أخبارها وسيرتها ومسيرتها في رحلة التعليم الطويلة؛ إذ نعرف كثيرًا عن والدها وابنها وحفيدها، الذين كانوا يُعدُّون قضاة وعلماء جيدين، وذلك أكثر مما نعرف عنها.

درست هذه العائلة الأدب العربي والفقه والتفسير والرياضيات مدة مئتي عام، إذ نعلم أنه كانت تُستشار على نطاق واسع نظرًا لمعرفتها القانونية والرياضية، وأنها حلت مشكلات الميراث التي تنطوي على معرفة متقدمة في الحقل الجديد لذلك العصر: الجبر.
ويصفها خير الدين الزركلي في كتابه الأعلام: «فاضلة وعالمة بالفقه والفرائض (علم المواريث) وحاسبة من أهل بغداد، كانت من أحفظ الناس للفقه.. وكانت تُفتي، وحدثت وكُتِب عنها الحديث.
ويقول عنها «الذهبي» في كتابه سير أعلام النبلاء: «حفظت القرآن والفقه للشافعي، وأتقنت الفرائض، ومسائل الدور والعربية، وغير ذلك».
أما سليم الحسني، رئيسُ مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة، المشرف على إعداد كتاب «اكتشف التراث الإسلامي في عالمنا - ألف اختراع واختراع»،يقول: إن مؤسسة العلوم والحضارة عثرت حديثًا -على سبيل المثال- على بحوث في مركز التراث في بغداد عن عالمة بغدادية من العصر العباسي؛ تُدعى «سُتيتة» البغدادية، وقد كانت متخصصة في علوم الرياضيات.
ويوضح الحسني أنَّ الرياضيات أدّت في ذلك الوقت خدمة اجتماعية، ويعطي مثالًا: اعتاد الناس حين بناء منازلهم على إعطاء ما يشبه المقاولة للعمال، فإذا -لسبب ما- بُني نصف المنزل فقط -مثلًا- يتوجهون بشكواهم للقاضي من أجل أخذ حقوقهم. لكن كيف سيحسب القاضي ذلك؟
يجيب الحسني: يذهبون إلى خبراء حساب، مثل سُتيتة التي تستخدم عمليات رياضية وجبر معقدة لقياس حجم البناء، وسطح الأرض وكمية الحجر وساعات العمل...إلخ؛ أي تُجري معادلات رياضية، وتطلع بنتيجة تعرضها على القاضي، وبذا تكون ما نسميه في العصر الحديث «شاهدًا أو خبيرًا علميًّا» expert witness.

وكانت مسائل الميراث وكيفية توزيع عائدات الملكية على نحو صحيح بين الناس من مختلف علاقات القرابة مع المتوفى هي أعشاش الدبابير، وخاصة في الرياضيات، حتى وقعت تحت نظر العقلية الفذة لمحمد الخوارزمي ، الرجل الذي جمع بين أساليب حل المشكلات الجبرية اليونانية وإثبات الشكليات الديوفانتية مع نظام عددي عشري من العلماء الهنود، لخلق ما نعرف أنه سلف الجبر الحديث. (اسم الجبر في الواقع هو مصطلح صاغه الخوارزمي ويعني عملية إحلال الرموز محل الأعداد المجهولة أو المعلومة). وفي أعماله طبق تقنياته على أنظمة المعادلات المعقدة، التي تَنتج عندما تحاول حساب شبكة من المطالب المتنافسة على التركة.
وقد قدمت «ستيتة» إسهامات أصيلة في هذا المجال، كما هي الحال فيما يخص نظرية الحساب أيضًا، التي تأتي في واقع الأمر بفضل اعتماد نظام عددي لم يكن معاديًا بشدة للحساب.
وعلى الرغم من أنك لن تتمكن من العثور على مصادر تفصّل أنواع الحلول الدقيقة التي أسهمت بها في الرياضيات فإننا نعرف أن علماء الرياضيات في وقت لاحق أشاروا إلى عملها، ومن ثم يجب علينا إجراء مقارنة بين علماء الرياضيات في وقتها للحصول على تقدير لِما كانت عليه؛ إذ عاشت بعد مئة عام من الخوارزمي وبعد زمن أبي كامل الحاسب (850-930)، عملاقَي الرياضيات العربية الكلاسيكية. وكان كل منهما مهتمًّا بتصنيف حلول لأنظمة كاملة من المعادلات، مثل تقسيم الخوارزمي لجميع المعادلات التربيعية إلى ست فئات قابلة للحل (أو كما كان يعتقد)، أو حلول أبي كامل للمسائل المنطوية على كميات غير حقيقية.

وقد ذكرت في سيرة حياتها أنها لم تكن معروفة لحل المسائل الفردية وحسب، بل في إنشاء حلول عامة لأنواع من المسائل أيضًا، التي يجب أن تكون امتدادًا منطقيًّا لعمل الخوارزمي وأبي كامل، ولما كان عملها يتابع جيدًا ويحصل على التقدير الكافي لدرجة ذكره من قبل مصادر لاحقة؛ فمن العدل أن نقول إنها حققت مستوى ملحوظًا من التطور في الجبر.
المصادر:
 الأعلام للزركلي.
 سير أعلام النبلاء للذهبي.

© الباحثون السوريون

✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 8 )

#أبو بكر_الأصبهاني


هو: محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن شبيب بن يزيد أبو بكر الأصبهاني، الأسدي شيخ القراء في زمانه.

ذكره الذهبي ضمن علماء الطبقة السابعة من حفاظ القرآن.

كما ذكره ابن الجزري ضمن علماء القراءات.

وقد تلقى أبو بكر الأصبهاني القراءة عن خيرة علماء عصره وفي مقدمتهم: أبو الربيع سليمان بن أخي الرشديني.

قال عبد الواحد بن أبي هاشم: حدثنا محمد بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني قال: قرأت القرآن على أبي الربيع بن أخي الرشديني وختمت عليه إحدى وثلاثين ختمة، وقلت له: الى من تسند قراءتك؟ قال: الى ورش

كما قرأ الأصبهاني على مواس بن سهل والحسن بن الجنيد، والفضل ابن يعقوب الحمراوي بمصر. وقال الأصبهاني دخلت مصر ومعي ثمانون ألفا فأنفقتها على ثمانين ختمة اهـ

وقد اشتهر الأصبهاني بالقراءة وعظم شأنه مما استوجب الثناء عليه، وفي هذا المعنى يقول أبو عمرو الداني :
الأصبهاني إمام عصره في رواية ورش لم ينازعه في ذلك أحد من نظرائه

ولا زالت قراءة الأصبهاني عن ورش يتلقاها المسلمون بالقبول حتى الآن.

كما حدث الأصبهاني عن عثمان بن أبي شيبة، وداود بن رشيد، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وعبد الله بن عمر مشكدانه وغيرهم

توفي الأصبهاني ببغداد سنة ست وتسعين ومائتين من الهجرة. ت 296 هـ/ 908م
رحمه الله تعالى رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.

واختار له ابن الجزري سِتًّا وَعِشْرِينَ طَرِيقًا

موقع ن للقرآن وعلومه

✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس
الحلقة ( 6 )
#أسد_بن_الفرات
هو أبو عبد الله أسد بن الفرات بن سنان قاضي القيروان، تلميذ مالك بن أنس رحمه الله .
نيسابوري الأصل ولد بحران سنة 142 هـ .

رحل به والده وعمره عامان ، لمدينة القيروان سنة فانقطع لقراءة القرآن وعلومه .
كان أسد يقول : أنا أسد ، وهو خير الوحوش ، وأبي فرات وهو خير المياه ، وجدي سنان وهو خير السلاح .

قال سليمان بن خالد: لما سمع أسد الموطأ عن مالك قال له: زدني سماعاً. قال حسبك ما للناس. وكان مالك إذا تكلم بمسألة كتبها أصحابه فرأى أسد أمراً يطول فرحل إلى العراق .

قال أسد : لما أتيت الكوفة ، أتيت أبا يوسف القاضي ، فوجدته جالساً ومعه شاب وهو يملي عليه مسألة. فلما فرغ منها قال ليت شعري ما يقول فيها مالك ؟ قلت : كذا وكذا. فنظر إليّ ! فلما كان في اليوم الثاني كان مثل ذلك ، وفي الثالث مثله فلما افترق الناس دعاني .

وقال : من أين أنت ومن أين أقبلت ؟ قال فأخبرته .

قال : وما تطلب ؟

قلت : ما ينفعني الله به ، فعطف عليّ الشاب الجالس ، فقال : ضمه إليك ، لعل الله ينفعك به في الدنيا والآخرة فخرجت معه إلى داره ، فإذا هو محمد بن الحسن الشيباني . فلزمته حتى كنت من المناظرين من أصحابه .

قال أسد رحمه الله : فبينما نحن مع محمد بن الحسن يوماً في الحلقة إذ أتاه رجل يتخطى الناس حتى سارَّ محمد بن الحسن الشيباني فسمعنا محمد يقول : (إنا لله وإنا إليه راجعون) مصيبة ما أعظمها مات مالك بن أنس . مات أمير المؤمنين في الحديث قال : ثم فشا الخبر في المسجد وماج الناس حزناً لموت مالك بن أنس .

قال أسد : فوالله ما بالعراق حلقة إلا وذكر مالك فيها.
فندم أسد على ما فاته وجمع أمره على الانتقال إلى مذهبه . وقال أسد عند ذلك : إن كان فاتني لزوم مالك فلا يفوتني لزوم أصحابه . فقرر الرحيل إلى مصر .

قال أبو اسحاق الشيرازي: لما قدم أسد مصر أتى إلى ابن وهب وقال هذه كتب أبي حنيفة ، وسأله أن يجيب فيها على مذهب مالك. فتورع ابن وهب وأبى.

فذهب إلى ابن القاسم فأجابه إلى ما طلب.
ومعه دون اسد ستين كتاباً تشمل أسئلة اهل العراق وقياسها علي مذهب مالك ، وتسمى تلك الكتب الأسدية .

قال ابن سحنون: وحصلت لأسد بتلك الكتب في القيروان رياسة.

ومنعها أسد من سحنون ، فتلطف سحنون حتى وصلت إليه . ثم ارتحل سحنون بالأسدية إلى ابن القاسم . فقال لسحنون : فيها شيء لا بد من تغييره ، وأجاب عما كان يشك فيه ، واستدرك فيها أشياء كثيرة ، ونظر سحنون فيها نظراً آخر فهذبها ، وبوّبها ودونّها ، وألحق فيها من خلاف كبار أصحاب مالك ما أختار ذكره، وذيّل أبوابها بالحديث والآثار ، إلا كتباً منها مفرقة ، بقيت على اصل اختلاطها في السماع ، فهذه هي كتب سحنون المدونة والمختلطة. وهي أصل المذهب المرجح روايتها على غيرها ، عند المغاربة ، ونُسِيَتْ الأسدية فلا ذكر لها الآن.


قال أبو العرب: كان أسد ثقة ، لم يرم ببدعة .

قال سلمان بن عمران: سمع أسد بن هشيم اثني عشر ألف حديث. وقال: سمعت من أبي زائدة عشرين ألف حديث.

وقال ربما رأيت أسداً يدق صدره ويقول: واحسرتا إن مت ليدخلن القبر مني علم عظيم. قال: وبسبب أسد ظهر العلم بإفريقية.

قال عمران بن أبي محرز: جاءنا موت أسد فاستعظمه أبي ، وقال: اليوم مات العلم.

ولي الأمير زيادة الله أسداً القضاء شريكاً لأبي محرز الكناني، سنة ثلاث أو أربع ومائتين. فاشتركا في القضاء. فكان أسد أغزرهما علماً وفقهاً ، وأبو محرز أسدهما رأياً، وأكثرهما صواباً .

كان أسد بن الفرات رحمه الله مع علمه وفقهه أحد الأبطال الشجعان ، خرج سنة اثنتي عشرة والياً على جيش صقلية ، في عشرة آلاف رجل ، منهم تسعمائة فارس . وكان سبب غزوة صقلية أنهم كانوا معه في هدنة ، وكان في شرطهم أن من دخل إليهم من المسلمين وأراد أن يرد بعضهم رده ، فرجع إلى زيادة الله (الوالي) أن عندهم أسرى ، فلما جاء رسل طاغيتها ، جمع زيادة الله العلماء وسألهم عن الأمر :

فقال أبو محرز: يستأنى -ننتظر- حتى يتبين.

وقال أسد: يسأل رسلهم عن ذلك ..!

فقال أبو محرز: كيف يقبل قولهم عليهم ..!

فقال أسد : بالرسل هادناهم وبهم نجعلهم ناقضين . قال الله تعالى : ( فلا تهنوا وتدعوا إلى السلّم وأنت الأعلون ). فنحن الأعلون . فسأل الرسل ، فاعترفوا أنهم في دينهم لا يحلُّ لهم ردهم . فأمر زيادة الله بالغزو إليها وتنصيب أسد بن الفرات على أمرة الجيش .


فخرج إلى صقلية وظفر بكثير منها.
وكانت وفاة أسد في حصار سرقوسة ، من غزوة صقلية ، وهو أمير الجيش وقاضيه . سنة ثلاث عشر ومائتين. وقيل أربع عشرة، وقيل سبع عشرة. وقبره ومسجده بصقلية.


ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك للإمام القاضي عياض الأندلسي المالكي
رابطة العلماء السوريين

✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس

الحلقة ( 5 )
#ابن_قاضي_الجبل
أحمد بن الحسن بن عبد اللّه بن محمد ابن قُدامة، الفقيه الحنبلي، المحدّث، شرف الدين أبو العباس المقدسي الاَصل، الدمشقي، المشهور بابن قاضي الجبل.

كتب بخطه قال: ولدت في الساعة الأولى من يوم الاثنين تاسع شعبان سنة ثلاث وتسعين وست مئة.


خلف ثروة ومالا جما، وكتبا وأملاكا وغيرها.
وكانت فيه دعابة، ومزح، ونكات في البحث" أو "وإنكات".
له كتاب في (أصول الفقه) لم يكمل
وصل فيه إلى أوائل القياس ولم يعاود النظر حتى اخترمته المنية قاله المرداوي
قال ابن مفلح: وله اختيارات في المذهب
قال عنها ابن عثيمين في الشرح الممتع:"جيد جدا".

ومن كتبه (المناقلة بالأوقاف) مطبوع
و " الرد على إلكيا الهراسي " مجلدين لم يتم وكتاب الهراسي هو مفردات أحمد ، و " قطر الغمام في شرح أحاديث الأحكام " هو شرح المنتقى لم يتم ، و " تنقيح الأبحاث في رفع التيمم للأحداث " و"القصد المفيد في حكم التوكيد" ، "ومسألة رفع اليدين" ، "والكلام على قوله تعالى " أأنت قلت للناس اتخذوني ".
والفائق مجلد كبير

وآراؤه الأصولية يمكن جمعها من كتاب التحبير وشرح الكوكب

ومن أشهر تلامذته الزين ابن رجب وبدر الدين الزركشي

ومن شعره قوله:
نبيي أحمد وكذا إمامي وشيخي أحمد كالبحر طامي
واسمي أحمد وبذاك أرجو شفاعة اشرف الرسل الكرام

الصالحية جنة والصالحون بها أقاموا
فعلى الديار وأهلها مني التحية والسلام

قال ابن مفلح: قال مرة لعمي الشيخ برهان الدين: كم تقول احفظ بيت شعر؟ قال: فقلت: عشرة آلاف. فقال: بل وضعفها.


كان من أهل البراعة والفهم، متقنا عالما بالحديث وعلله، والنحو واللغة، والأصلين والمنطق، وكان له في الفروع القدم العالي.
سمع من القاضي تقي الدين سليمان بن حمزة، وعيسى المطعّم، ويحيى بن سعد، وغيرهم.

وحدث، وتفقه، وبرع، ودرس، وأفتى، وشغل بالعلم زمانا. وتعين ورأس على أقرانه، ثم مات أقرانه وانفرد.
قال ابن قاضي شهبة: سمع في صغره من إسماعيل الفراء، ومحمد بن الواسطي، وعيسى المغاري، وهذه الطبقة، ثم طلب بنفسه بعد العشر وسبع مئة فسمع من التقي ونحوه، وأجازه طائفة، وخرج له ابن سعد مشيخة حدث بها.
قال ابن مفلح عن هذه المشيخة: خرج له المحدث شمس الدين مشيخة عن ثمانية عشر شيخا حدث بها.
وقال الذهبي: الإمام العلامة، صاحب فنون، وذهن سيال، وتودد. سمع معي من التقي ابن مؤمن، وطلب الحديث وقتا وحدث.

وقال المقريزي: علامة وقته في كثرة النقل وفقه الحنابلة.
أجاز له والده، وأبو الفضل ابن عساكر، والمنجى التنوخي، وابن القواس، وغيرهم.
أفتى في شبيبته، وكان قد درس قديما، وحضر درسه الشيخ تقي الدين ابن تيمية وأثنى عليه، وأذن له في الإفتاء.
قال ابن تغري بردي: صحب ابن تيمية وسمع منه، وتفقه به وبغيره، وأفتى ودرس، وصنف كتاب (الفائق) في الفقه وغيره.

قال ابن مفلح: قرأ على الشيخ تقي الدين عدة مصنفات في علوم شتى، وذكر _ هو _ لعمي الشيخ برهان الدين: أنه قرأ عليه (المحصل) للرازي.
وطلب في أواخر عمره إلى القاهرة لتدريس مدرسة السلطان حسن، فولي بها مشيخة سعيد السعداء، وأقبل عليه أهل مصر واخذوا عنه، ثم أعيد إلى دمشق في منصب قاضي القضاة الحنابلة بها بصرف جلال الدين يوسف بن محمد بن عبد الله المرداوي، وذلك في رمضان سنة سبع وستين وسبع مئة. قال ابن قاضي شهبة: فباشر مباشرةً لم يحمد فيها؛ ووقع بينه وبين الحنابلة من المراودة وغيرهم امور كثيرة.

قال ابن كثير: وكان من مشايخ العلماء الكبار، وممن يأذن للقضاة في الإفتاء، كثير الفنون. له يد في علوم متعددة، وله مصنفات عديدة قديمة وحديثة.

قال ابن تغري بردي حيث قال: وولي قضاء الحنابلة بدمشق عوضا عن جلال الدين يوسف بن محمد بن عبد الله المرداوي في يوم الثلاثاء ثامن شهر رمضان سنة سبع وستين، وحمدت سيرته، ودام في المنصب إلى أن توفي.
باشر القضاء دون الأربع سنين إلى أن مات وهو قاض.
قال ابن مفلح: وله اختيارات في المذهب، فمنها: أن النزول عن الوظيفة تولية. وهذه مسألة تنازع فيها هو والقاضي برهان الدين الزرعي، وأفتى كل منهما بما اختاره. وله مصنفات منها: ما وجد من (الفائق) وكتاب في (أصول الفقه) لم يكمل كـ(شرح المنتقى).

توفي بمنزله في الصالحية صبيحة يوم الثلاثاء الرابع عشر من رجب، وصلي عليه بعد الظهر بالجامع المظفري، ودفن بتربة جده الشيخ أبي عمر، وشهده جمع كثير.

وقد ذكر له ابن طولون حكايات مطولة تدل على فضله ومكانته. فرحمه الله رحمة واسعة.
المجلس العلمي

✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس

الحلقة ( 2 )
#ابو_الدرداء

أبو الدردادء رضي الله عنه هو: عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري الخزرجي. ويقال له: عويمر بن عامر.
وهو حكيم هذه الأمَّة كما في بعض المراسيل وأقوال السَّلف. قال رضيَ الله عنه: "كنتُ تاجرًا قبل أن يُبْعَث النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم فلما بُعِثَ محمَّدٌ؛ زاولتُ التجارة والعبادة؛ فلم تجتمعا؛ فأخذتُ العبادة وتركتُ التجارة". فهو رضيَ الله عنه لما رأى أن التجارة تزاحم العبادة، ورأى من نفسه عدم القدرة على جمعهما؛ أقبل على الأفضل.
ومنَ الناس مَنْ يستطيع الجَمْع بينهما، كما كان أبو بكر رضيَ الله عنه تاجرًا عابدًا عالمًا، وكذلك عبدالرحمن بن عوف رضيَ الله عنه.


قال الذهبي رحمه الله في ترجمته: الإمام القدوة، قاضي دمشق.. حكيم هذه الأمة.. وسيد القراء بدمشق.
وقد حضر بدر، ثم شهد أحدا وأبلى فيه بلاء حسنا.
ومن حِكَمه في المال والغنى قوله: "أهل الأموال يأكلون ونأكل، ويشربون ونشرب، ويلبسون ونلبس، ويركبون ونركب، ولهم فضولُ أموالٍ ينظرون إليها وننظر إليها معهم، وحسابها عليهم، ونحنٌ منها برآء".

لقد كان رضيَ الله عنه موصوفًا بالعقل والحكمة، حتى إن ابن عمر رضيَ الله عنهما يقول: "حدِّثونا عن العاقلَيْن؛ معاذٍ وأبي الدَّرْداء".


سُئلت أمُّ الدَّرْداء: "أيُّ عبادةِ أبي الدَّرْداء كانت أكثر؟ قالت: التفكُّر والاعتبار". وكيف لا يكون دائم التفكر وهو القائل: "تفكُّر ساعةٍ خيرٌ من قيام ليلة"
ومن حكمته رضيَ الله عنه ما رواه أبو قِلابة: "أنَّ أبا الدَّرْداء مرَّ على رجل قد أصاب ذنبًا، وكانوا يسبُّونه؛ فقال: أرأيتم لو وجدتموه في قَلِيبٍ؛ ألم تكونوا مُسْتَخْرِجِيه؟ قالوا: بلى. قال: فلا تسبُّوا أخاكم، واحمدوا الله الذي عافاكم. قالوا: أفلا نُبْغِضُه؟ قال: إنما أبْغَضُ عمله، فإذا تركه فهو أخي".
وكان من الصحابة الذين جمعوا القرآن كله، فعن أنس رضي الله عنه قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. رواه البخاري.

واشتهر بالعبادة، فكان يصوم النهار ويقوم الليل، حتى قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: إن لجسدك عليك حقاً، ولربك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، صم وأفطر، وصل، وائت أهلك، وأعط كل ذي حق حقه. رواه البخاري.

كان يدعو لأصحابه كثيرًا؛ قالت أمُّ الدَّرْداء: "كان لأبي الدَّرْداء ستون وثلاثمائة خليلٍ في الله، يدعو لهم في الصلاة، فقلت له في ذلك؛ فقال: إنه ليس رجلٌ يدعو لأخيه في الغيب، إلاَّ وَكَّلَ الله به مَلَكَيْن يقولان: ولك بمثل، أفلا أرغب أن تدعو لي الملائكة؟!".

ولا زالتِ الحِكْمة على لسانه حتى في حال مرضه؛ فقد اشتكى مرَّةً؛ فدخل عليه أصحابه فقالوا: "يا أبا الدَّرْداء، ما تشتكي؟ قال: اشتكي ذنوبي. قالوا: فما تشتهي؟ قال: أشتهي الجنة. قالوا: أفلا ندعوا لك طبيبًا؟ قال: هو الذي أضجعني".
وكان رضي الله عنه فقيها عالما حكيما، ومن مواقفه وكلماته رضي الله عنه:
1- لما فتحت قبرص مر بالسبي على أبي الدرداء، فبكى، فقيل له: تبكي في مثل هذا اليوم الذي أعز الله فيه الإسلام وأهله؟ قال: بينما هذه الأمة قاهرة ظاهرة إذ عصوا الله فلقوا ما ترى، ما أهون العباد على الله إذا هم عصوه.
2- ومن كلامه: ما لي أرى علماءكم يذهبون، وجهالكم لا يتعلمون، تعلموا، فإن العالم والمتعلم شريكان في الأجر.
3- وقال: اعبد الله كأنك تراه، وعد نفسك في الموتى، وإياك ودعوة المظلوم، واعلم أن قليلاً يغنيك خير من كثير يلهيك، وأن البر لا يبلى، وأن الإثم لا ينسى.
4- وقال: من أكثر ذكر الموت قلَّ فرحه، وقل حسده.
وقد توفي رضي الله عنه سنة 32 هـ،
قبل استشهاد عثمان رضيَ الله عنه وتوفِّي ومعه شهادة بالإيمان من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقد قال للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم يومًا: بلغني أنَّك تقول إن ناسًا من أمتي سيكفرون بعد إيمانهم. قال: ((أجل يا أبا الدَّرْداء، ولستَ منهم))؛ أخرجه الطِّبرانيُّ
إسلام ويب / الألوكة

✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته

Читать полностью…

بِِصٌمَةّ خَيِّر

#سلسلة_اهل_العلم_الجزء_الخامس

الحلقة ( 1 )
عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه
 
كنيته: أبو محمد، وأمه: هي ريطة بنت الحجاج السهمية؛ (أسد الغابة؛ لابن الأثير، ).
 
أسلم قبل أبيه، وهاجر إلى المدينة؛ (صفة الصفوة؛ لابن الجوزي).
 
روى عبدالله بن عمرو سبعمائة حديث، اتفق له الشيخان على سبعة أحاديث، وانفرد البخاري بثمانية، ومسلم بعشرين، وحمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علمًا جمًّا، وله مقام راسخ في العلم والعمل؛ (سير أعلام النبلاء).
 
روى البخاري عن أبي هريرة قال: ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثًا عنه مني، إلا ما كان من عبدالله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب؛ (البخاري).
 
روى أبو داود عن عبدالله بن عمرو قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه، فنهتني قريش، وقالوا: أتكتب كل شيء تسمعه ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشرٌ يتكلَّم في الغضب والرضا، فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأومأ بأصبعه إلى فيه، فقال: ((اكتب؛ فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق)) (صحيح أبي داود؛ للألباني).
 
روى الشيخان عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: كنت أصوم الدهر، وأقرأ القرآن كل ليلة، قال: فإمَّا ذُكِرت للنبي صلى الله عليه وسلم، وإمَّا أرسل إليَّ فأتيتُه، فقال لي: ((ألم أُخبر أنك تصوم الدهر، وتقرأ القرآن كل ليلة؟))، فقلت: بلى يا نبي الله، ولم أرد بذلك إلا الخير، قال: ((فإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام))، قلت: يا نبي الله، إني أُطيق أفضل من ذلك، قال: ((فإن لزوجك عليك حقًّا، ولزَوْرِكَ عليك حقًّا، ولجسدك عليك حقًّا))، قال: ((فصم صوم داود نبي الله صلى الله عليه وسلم، فإنه كان أعْبَدَ الناس))، قال: قلت: يا نبي الله، وما صوم داود؟ قال: ((كان يصوم يومًا، ويفطر يومًا)) قال: ((واقرأ القرآن في كل شهر))، قال قلت: يا نبي الله، إني أُطيق أفضل من ذلك، قال: ((فاقرأه في كل عشرين))، قال قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك، قال: ((فاقرأه في كل عشر))، قال قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك، قال: ((فاقرأه في كل سبع، ولا تزد على ذلك؛ فإن لزوجك عليك حقًّا، ولزورك عليك حقًّا، ولجسدك عليك حقًّا))، قال: فشدَّدْتُ فشدَّدَ عليَّ، قال: وقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنك لا تدري، لعلك يطول بك عمر))، قال: فصرت إلى الذي قال لي النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كبِرت وَدِدْتُ أني كنت قبلت رخصةَ نبي الله صلى الله عليه وسلم؛ (البخاري/مسلم ).
 
قال يعلى بن عطاء بن أبي رباح: كان عبدالله بن عمرو يكثر من البكاء، ويغلق عليه بابه، ويبكي حتى رمصت عيناه (ما يجتمع في زوايا الأجفان من رطوبة العين)؛ (حلية الأولياء؛ لأبي نعيم الأصفهاني).
 
قال سليمان بن ربيعة حدَّثه أنه حجَّ في إمرة معاوية ومعه المنتصر بن الحارث الضبي في عصابة من قرَّاء أهل البصرة، فقالوا: والله، لا نرجع حتى نلقى رجلًا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مرضيًّا يُحدِّثنا بحديث، فلم نزل نسأل حتى حُدِّثنا أن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه نازِلٌ في أسفل مكة، فعمدنا إليه، فإذا نحن بثقل عظيم يرتحلون ثلاثمائة راحلة منها مائة راحلة ومائتا زاملة (البعير القوي)، قلنا: لمن هذا الثقل؟ فقالوا: لعبدالله بن عمرو، فقلنا: أكل هذا له؟ وكنا نحدث أنه من أشد الناس تواضُعًا، فقالوا: أما هذه المائة راحلة فلإخوانه يحملهم عليها، وأما المائتان فلمن نزل عليه من أهل الأمصار له ولأضيافه؛ فعجبنا من ذلك عجبًا شديدًا، فقالوا: لا تعجبوا من هذا، فإن عبدالله بن عمرو رجل غني، وإنه يرى حقًّا عليه أن يكثر من الزاد لمن نزل عليه من الناس، فقلنا: دلونا عليه، فقالوا: إنه في المسجد الحرام، فانطلقنا نطلبه حتى وجدناه في دبر الكعبة جالسًا رجل قصير أرمص بين بردين وعمامة وليس عليه قميص قد علق نعليه في شماله؛ (حلية الأولياء).
 
من اقواله:
 قال عبدالله بن عمرو: لو تعلمون حق العلم لسجدتم حتى تنقصف ظهوركم، ولصرختم حتى تنقطع أصواتكم، فابكوا فإن لم تجدوا البكاء فتباكوا؛ (صفة الصفوة).
 
 وقال: لأن أدمع دمعة من خشية الله عز وجل أحبُّ إليَّ من أن أتصدَّقَ بألف دينار؛ (صفة الصفوة).
 
قال عبدالله بن عمرو: جلست من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسًا، ما جلست منه مجلسًا قبله ولا بعده، فغبطت نفسي فيه، ما غبطت نفسي في ذلك المجلس؛ (حلية الأولياء).
 
قال عبدالله بن عمرو بن العاص: كان يقال: دع ما لست منه في شيء، ولا تنطق فيما لا يعنيك، واخزن لسانك كما تخزن ورقك؛ (حلية الأولياء).


توفي عبدالله بن عمرو بن العاص سنة خمس وستين، وهو يومئذٍ ابن اثنتين وسبعين سنة؛ (الطبقات الكبرى، لابن سعد).

 الألوكة

✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته

Читать полностью…
Subscribe to a channel