●تلاوات قرآنية منوعة ●قصص وحكم ومواعظ ●خواطر وهمسات راقية ●مسابقات إسلامية * وكل ما هو قيم ومفيد * ✔️ تاريخ تأسيس القناة: 2017/3/12 #قبل المغادرة،ارسل سبب مغادرتك هنا ،ڪي نصحح اخطاءنا،وشڪرا 🌸↓ للـتـواصـل ↓🌸 @Snr7lbot ↓↓نـَسـعـَدُ بـِگـم↓↓
#يوميات_في_التاريخ_الاسلامي
#اعرف_عدوك_أيها_المسلم (22)
كمال اتاتورك
كانت اللعبة العالمية للقضاء على الخلافة العثمانية تستدعي اصطناع بطل تتراجع أمامه جيوش الحلفاء الجرارة وتمت صناعة الزعيم بواسطة المخابرات البريطانية على يدر رجل المخابرات البريطاني (أرمسترنج) الذي تعززت علاقة مصطفى كمال به في فلسطين وسوريا عندما كان أتاتورك قائدا هناك في الجيش العثماني ؛ وبسبب هذه العلاقة الحميمة مع المخابرات البريطانية تخلى عن الدفاع عن فلسطين فقام بإنهاء القتال مع الإنجليز وسمح لهم بالتقدم شمالاً دون مقاومة، وأصدر أوامره بالكف عن الاصطدام مع الإنجليز.
ومما هو جدير بالذكر أن أتاتورك كان كثير الفرار أمام الأعداء حتى قيل إن فراره امتد من الشام إلى بلاد الأناضول في الحرب العالمية الأولى .
وفي عام 1338هـ احتل الحلفاء واليونان أزمير فظهر مصطفى كمال بمظهر المنقذ لشرف الدولة العثمانية فقام باستثارة روح الجهاد في نفوس الأتراك ورفع القرآن وتراجعت أمامه قوات الحلفاء (مع أنها قادرة على هزيمته !!) فابتهج العالم الإسلامي بهذا النصر ! وأطلق عليه لقب الغازي ومدحه الشعراء حتى قال شوقي :
الله أكبر كم في الفتح عجب * يا خالد الترك جدد خالد العرب
وهكذا خدع المسلمون بهذا الدجل السياسي فهل نستفيد من دروس التأريخ ؟!!
بعد أن أصبح زعيما وبطلا مناضلا أمام الشعوب الإسلامية بدأ يفكر كيف يصل إلى سدة الحكم بدعم صهيوني وصليبيي حاقدين على الخلافة الإسلامية فدبرت الصهيونية العالمية في عام 1909م أحداث ما يعرف في التأريخ بأحداث 31مارت وقد حث هذا الاضطراب الكبير في العاصمة بتخطيط أوروبي يهودي مع رجال (جمعية الاتحاد والترقي) وكان أتاتورك أحد أقطابها لعزل السلطان عبد الحميد الثاني - رحمه الله – وتم عزل السلطان ووجهت له جمعية الاتحاد والترقي زورا وبهتانا التهم التالية :
1- تدبير حادث 31مارت
2- إحراق المصاحف
3- الإسراف
4- الظلم وسفك الدماء
ومن المعروف إن جمعية الاتحاد والترقي تتبنى الأفكار الغربية ولكنها استخدمت العبارات الدينية لكسب أنصار لها ضد خليفة المسلمين .
وبعد عزل السلطان عبد الحميد تولى الخلافة أخوه محمد رشاد ولكن ليس له من الأمر شيء فالحكم الحقيقي في يد جمعية الاتحاد والترقي وفي عام 1314هـ/1923م فرضت معاهدة لوزان على تركيا جميع الشروط المعروفة بشروط كرزون الأربع (وهو رئيس الوفد الانجليزي في مؤتمر لوزون) وكانت هذه الشروط التي قبلها أتاتورك كالتالي :-
1- قطع كل صلة لتركيا بالإسلام
2- إلغاء الخلافة الإسلامية إلغاء تاما
3- إخراج الخليفة وأنصار الإسلام من البلاد ومصادرة أموال الخليفة
4- اتخاذ دستور مدني بدلا من دستور تركيا القديم
وفي عام 1324/ 1924م دعا مصطفى الجمعية إلى اجتماع طرح فيه مشروع قرار بإلغاء الخلافة التي سماها (بالورم من القرون الوسطى) وقد أجيز القرار الذي شمل نفي الخليفة في اليوم التالي دون مناقشة , وانطفأت على يد كمال شعلة الخلافة التي كان المسلمون طيلة القرون يستمدون من بقائها رمز وحدتهم واستمرار كيانهم .
لم يُعرف في تاريخ المسلمين مجرم ينتسب للإسلام مثل أتاتورك وحزبه حزب الشعب الجمهوري وهذه بعض جرائمهم في أمة الإسلام :-
1- أغفل الدستور في عام 1347هـ 1928م أن تكون تركيا دولة إسلامية
2- في عام 1342هـ تم إلغاء الخلافة الإسلامية التي كان المسلمون ينضوون تحت لوائها .
3- أهمل التعليم الديني ثم أُلغي وأغلقت كلية الشريعة في جامعة استنبول في عام 1352هـ 1933م .
4- اعترفت الحكومة التركية بدولة اليهود في فلسطين برغم رفض الشعب التركي لذلك .
5- فرض التعليم المختلط بين الذكور والإناث .
6- إلغاء المحاكم الشرعية والعمل بالدستور المدني السويسري والقانون الجنائي الايطالي والقانون التجاري الألماني .
7- حول مسجد آيا صوفيا إلى متحف وحول مسجد محمد الفاتح إلى مستودع .
8- حددت عدد المساجد ولم يسمح بغير مسجد واحد في كل دائرة من الأرض يبلغ محيطها 500متر .
9- أُلغيَ حجاب المرأة وأمرت بالسفور وألغيت قوامة الرجل .
10- فُرضت الأحرف اللاتينية بدل من الأحرف العربية .
11- منع الأذان باللغة العربية .
توفي هذا المجرم في عام 1356هـ بعد أن حول تركي التي كانت مقر الخلافة الإسلامية إلى دولة لا دينية والله المستعان وقد أوصى قبل موته ألا يصلى عليه !!
المراجع :
الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط د/ محمد على الصلابي الموسوعة الميسرة في التاريخ الإسلامي فريق البحوث والدراسات الإسلامية (فدا) الأسرار الخفية وراء إلغاء الخلافة الإسلامية د / مصطفى محمد حلمي
مقال للأستاذ : مصطفى عاشور
صيد الفوائد
✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
#يوميات_في_التاريخ_الإسلامي
#اعرف_عدوك_أيها_المسلم (20)
جيرجي زيدان
مثلما صار يدّعي الشاعرية مَن صلته بفن الشعر لا تزيد عن صلةِ أجيرِ دهانٍ رديء بفن الرسم؛ ومثلما صار يدّعي موهبة القصّ من لا يُحسن إعادة واحدة من حكايا جداتنا الأميات دون أن يُصيب سامعه بالملل والغثيان؛ ومثلما صار يتنطع للنقد من لا تربطه بهذا الفن وأدواته وأخلاقه إلا شهادة جامعية ليس بقدرتها أن تصنع من المنشئ ناقداً، حتى ولو كان قد حازها بدرجة ممتاز؛ صار يمكن الادعاء أن من شوَّهوا صورة الإسلام وتاريخ المسلمين الأوائل مؤرخون وثائقيون!
من هذا الصنف الرديء من المؤرخين ذلك المدعو (جورجي زيدان) الذي يتوهمه بعض قراء الأدب العربي كاتبَ رواية تاريخية، بينما يؤكد كبار نقاد هذا الأدب، ومثلهم الثقات في التاريخ الإسلامي، أنه قد حرَّف الكثير من أحداث هذا التاريخ، وشوَّه عدداً من أبرز شخصياته العظيمة. ومثل هذا التأكيد يستوجب وَصفَ زيدان، دون خشية الوقوع في المبالغة أو التجني، بأنه مؤلف رواية تاريخية محرَّفة، على قارئها الحذر من تصديق ما ادَّعاه مؤلفها فيها وما اختلقه من أحداث زعم أنها تاريخ الإسلام، وما هي من الإسلام وتاريخه في شيء.
يصدق فيه ما قاله الدكتور محمد السيد الوكيل في تقديمه لرسالة (نبش الهذيان من تاريخ جرجي زيدان) بأنه : "من أشهر من افترى وزيَّف التاريخ الإسلامي في العصر الحديث… الذي استتر برداء العروبة وتوارى خلف شعارات القومية، ومهّد له الإعلام الغربي ليلعب دوره الطبيعي في كتابه التاريخ الإسلامي مشوَّهاً ومبتوراً يزينه بأسلوب رقيق ممتع، ويغلفه بعناوين زاهية براقة، ويقدمه في صورة قصة غرامية أخاذة" (ص6).
ونأخذ مثالا واحدا :
لقد توجهت كلمات العلماء والناصحين إلى كتب وروايات هذا النصراني، محذرةً منها، ومبينة انحرافاتها، ومن ذلك:
تحذير الشيخ الهندي شبلي النعماني من كتاب (تاريخ التمدن الإسلامي) لزيدان، حيث فند أخطاءه، وكشف انحرافاته، وأبان عن تزويره وتلبيساته، وذلك في كتابه (انتقاد كتاب تاريخ التمدن الإسلامي) الذي لخص في مقدمته أبرز انحرافات زيدان قائلا*:
"إني أيها الفاضل! المؤلف غير جاحد لمنبتك فإنك قد نوهت باسمي في تأليفك هذا وجعلتني موضع الثقة منك، واستشهدت بأقوالي ونصوصي، ووصفتني بكوني من أشهر علماء الهند، مع أني أقلهم بضاعة، وأقصرهم باعاً، وأخملهم ذكراً، ولكن مع كل ذلك هل كنت أرضى أن تمدحني وتهجو العرب، فتجعلهم غرضاً لسهامك، ودربة لرمحك، ترميهم بكل معيبة وشين، وتعزو إليهم كل دنية وشر، حتى تقطعهم إرباً إرباً، وتمزقهم كل ممزق؟ وهل كنت أرضى بأن تجعل بني أمية لكونهم عرباً بحتاً من أشر خلق الله وأسوئهم، يفتكون بالناس، ويسومونهم سوء العذاب، ويهلكون الحرث والنسل، ويقتلون الذرية وينهبون الأموال، وينتهكون الحرمات، ويهدمون الكعبة ويستخفون بالقرآن؟!
أو هل كنت أرضى بأن تنسب حريق الخزانة الإسكندرية إلى عمر بن الخطاب، الذي قامت بعدله الأرض والسماء، وهل كنت أرضى بأن تمدح بني العباس فتعد من مفاخرهم أنهم نـزلوا العرب منـزلة الكلب، حتى ضرب بذلك المثل، وأن المنصور بني القبة الخضراء إرغاماً للكعبة، وقطع الميرة عن الحرمين استهانة بهما، وأن المأمون كان ينكر نزول القرآن، وأن المعتصم بالله أنشأ كعبة في (سامرا) وجعل حولها مطافاً واتخذ منى وعرفات؟!
وهب أني عدمت الغيرة على الملة والدين، وافتخرت كصنيع بعض الأجانب بأني فلسفي بحت عادم لكل عاطفة ووجدان، فلا أرضى ولا أغضب ولا أسر ولا اغتاظ ولا أفرح ولا أتألم، وهب أني حملت نفسي على احتمال الضيم، وقبول المكروه، والصمم عن البذاء، ومجازاة السيئة بالحسنة، ومكافأة الخبيث بالطيب، فهل كنت أرضى بأن تشوه وجه التاريخ، وتدمغ الحق، وتروج الكذب، وتفسد الرواية، وتقلب الحقيقة، وتنفق الهم، وتعود الناس الخرافة؟ بئس ما زعمت أيها الفاضل، فإن في الناس بقايا وأن الحق لا يعدم أنصاراً.
إن الغاية التي توخاها المؤلف ليست إلا تحقير الأمة العربية وإبداء مساويها، ولكن لما كان يخاف ثورة الفتنة غير مجرى القول، ولبس الباطل بالحق.
بيان ذلك أنه جعل لعصر الإسلام ثلاثة أدوار: دور الخلفاء الراشدين، ودور بني أمية، ودور بني العباس، مدح الدور الأول وكذلك الثالث (ظاهراً لا باطناً) ولما غر الناس بمدحه الخلفاء الراشدين، وهم سادتنا وقدوتنا في الدين، وبمدحه لبني العباس وهم أبناء عم النبي صلى الله عليه وسلم، وبهم فخارنا في بث التمدن وأبهة الملك، ورأى أن بني أمية ليست لهم وجهة دينية فلا ناصر لهم، ولا مدافع عنهم، تفرغ لهم، وحمل عليهم حملة شنعاء، فما ترك سيئة إلا وعزاها إليهم، وما خلى حسنة إلا وابتزها منهم…الخ"
الكاتب /محمد توفيق الصواف
✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
#يوميات_في_التاريخ_الاسلامي
#اعرف_عدوك_أيها_المسلم (18)
ابن حفصون
بعد وفاة عبد الرحمن الأوسط عام 238هـ/ 852م، انقلبت الأوضاع في الأندلس رأساً على عقب بسبب عجز الأمراء الأمويين الذين جاؤوا من بعده على فرض النظام وسيادة الدولة في ربوع الأندلس، حيث ثارت طبقة المولدين الذين لم ينسوا أصولهم القوطية ضد الدولة الأموية والوجود العربي ككل، وتمكنوا خلال عدد من السنوات من تأسيس مجموعة من الدويلات الخاصة بهم على رأسها دويلة عمر بن حفصون في جبل ببشتر بجنوب الأندلس.
تمكن ابن حفصون مع مجموعة من قطاع الطرق من تأسيس نواة لعصابة متمردة ضد الدولة الأموية، وحتى يستميل طبقة المولدين والمستعربين لجأ في بداية ثورته إلى إثارة النزعة الإثنية ضد العرب
وقد نقل ابن عذاري شيئاً من خطبه: حيث قال: (طالما عنّف عليكم السلطان، وانتزع أموالكم، وحمّلكم فوق طاقتكم، وأذلتكم العرب واستعبدتكم، وإنما أريد أن أقوم بثأركم، وأُخرجكم من عبوديتكم)، وقد لاقت دعوته ترحيباً وتأييداً من شريحة واسعة من المولدين والمستعربين الناقمين على الأمويين.
جهز الخليفة الاموى المنذر حملة عسكرية وقادها بنفسه عام 274 هـ/887م، فتمكن من هزيمة ابن حفصون والاستيلاء على حصونه وقلاعه جنوب الأندلس، فلجأ ابن حفصون إلى حيلة ذكية حيث أوهم المنذر بموافقته على رضوخه له، فسمح له المنذر بالنزول بأهله في قرطبة، فطلب ابن حفصون من المنذر مئة بغل لينقله وأهله وماله إلى قرطبة، فوافق المنذر بن محمد على طلبه وفك الحصار عنه، وأرسل معه 150 فارساً لحمايته في الطريق إلى قرطبة، إلا أن ابن حفصون غدر بالمنذر وقتل فرسان الحماية وفر، فعاد المنذر وكله غضب وحاصر ابن حفصون في معقله في جبل ببشتر إلا أنه أثناء الحصار مرض ولم تمضِ فترة قصيرة حتى توفي عام 275 هـ/888م.
في محاولة من ابن حفصون لاستمالة ملوك الشمال المسيحي أعلن اعتناقه الديانة المسيحية وغير اسمه إلى صمويل، إلا أن اعتناقه للمسيحية أفقده معظم أتباعه من المولدين الذين كانوا يدينون بالإسلام، وخلافهم مع السلطة المركزية في قرطبة كان خلافاً سياسياً وليس دينياً، لذلك انقلب عليه عدد كبير من المولدين وأعلنوا ولاءهم للأمير عبد الله بن محمد. ولم يتحقق لابن حفصون مراده.
بالمحصلة أدت ثورة ابن حفصون في جنوب الأندلس إلى تدني المستوى الزراعي مما أثر على الوضع الاقتصادي ومن ثم انعكس على الجانب الاجتماعي بطبيعة الحال، فقد هجر الكثير من الأهالي مناطقهم نتيجة الغارات وما رافق ذلك من سلب ودمار الممتلكات، فانعدم الأمن وتعرضت الأندلس لكوارث طبيعية من قحط ومجاعة.
ثم آل الأمر الي عبد الرحمن الناصر فخرج بنفسه قائدًا على حملة عسكرية, فكان في توليه القيادة ما أثار نفوس الجنود بالحماسة والعزم, وتوجَّه بها إلى عُمَر أو صمويل بن حفصون (240-306هـ=855-919م) وكان لتبكيره إليه ونهوضه إليه بنفسه لاسباب منها:
أن هذا الرجل لا يختلف اثنان على أنه يستحقُّ القتل؛ وذلك لأنه ارتدَّ عن دين الله , وفارق جماعة المسلمين بخروجه عليهم؛ ومن ثَمَّ فقد أصبح قتاله فرضًا على المسلمين.
ولان ثورة ابن حفصون كانت الأقوى والأكثر تهديدا
استمرَّ مدى هذه الحملة طيلة ثلاثة أشهر كاملة؛ واستردَّ فيها مدينة جَيَّان, وهي من المدن الحصينة في الأندلس, كما استردَّ فيها زهاء سبعين حصنًا من أمهات المعاقل الثائرة, وهزم فيها جيوش ابن حفصون هزائم منكرة.
ولكن ما زالت قوة صمويل بن حفصون كبيرة جدًّا؛ فالمدد يأتيه من الشمال من دول النصارى, ويأتيه -أيضًا- من الجنوب من الدولة العبيدية (الفاطمية), هذا فضلاً عن إمدادات مدينة إِشْبِيلِيَة, التي كان عليها حاكم مسلم من بني حجاج, لكنه كان متمردا..فتحرك الخليفة الناصر لقطع المدد من كافة الاتجاهات وهاجم اشبيلية واستولى عليها
ولم يجد صمويل بن حفصون بُدًّا من طلب الصلح والمعاهدة من عبد الرحمن الناصر على أن يُعطيه اثنين وستين ومائة حصن من حصونه, ولأن البلاد كانت تشهد موجة من الثورات والانقسامات يُريد عبد الرحمن الناصر أن يتفرَّغ لها, فضلاً عن أنه سيضمن في يده اثنين وستين ومائة حصن, وسيأمن جانب عدوِّه؛ فقد قَبِلَ المعاهدة ووافق على الصلح مع صمويل بن حفصون.
ولم يمضِ عامان حتى هلك صمويل بن حفصون مرتدًا وعلى نصرانيته في سنة (306هـ=919م), ذلك الثائر الأخطر في تاريخ الأندلس منذ الفتح, والذي ظلَّت ثورته تؤرِّق بلاط العاصمة الأندلسية ثلاثين عامًا, وكانت هذه بداية النهاية لمعاقل ابن حفصون التي تنازعها أولاده فافترقوا, ومنهم مَنِ انحاز إلى الناصر, فسهل على الناصر بعد مجموعة من المعارك الاستيلاء على كل معاقل ابن حفصون وتطهيرها في عام 316 ه .
قصة الإسلام / عرب بوست
✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
#يوميات_في_التاريخ_الاسلامي
#اعرف_عدوك_أيها_المسلم (16)
شارون
آرييل شارون تاريخ حافل بالإجرام
كان رئيس الوزراء (الإسرا*ئيلي ) الأسبق “آرييل شارون” أحد أبرز المسؤولين (الإسرائي#ليين) وأكثرهم إثارة للجدل، قضى حياته في التنقل بين الجيش والسياسة، وترك وراءه إرثاً من الجرائم لم يبلغه أحد غيره من المسؤولين (الإسرائ#يليين )منذ نكبة 1948 وإعلان تأسيس ما يعرف( بدولة إسر@ائيل )على أرض فلسطين التاريخية حتى الآن.
أصيب الهالك المجرم شارون بسكتة دماغية تسببت في دخوله في غيبوبة استمرت 8 سنوات – منذ الرابع من يناير عام 2006 حتى وفاته السبت 11/01/2014 –
اتُهم بالمسؤولية عن جرائم عديدة منها:
مجزرة “قبية” 1953، وقتل وتعذيب الأسرى المصريين 1967، واجتياح “بيروت” ومجزرتي “صبرا” و”شاتيلا” واستفزاز مشاعر المسلمين باقتحامه للمسجد الأقصى سنة 2000، وكذلك مذبحة مخيم “جنين” 2002، والكثير من الاغتيالات ضد أفراد المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم الشيخ المجاهد أحمد ياسين رحمه الله.
ولد “شارون” في قرية “كفار ملال” بفلسطين عام 1928 حين كانت تحت الانتداب البريطاني، وانضم في شبابه لمنظمة “الهاغانا” الإرهابية التي شكلت نواة الجيش( الإسر#ائيلي) لاحقاً، وحارب كقائد فصيلة في حرب 1948.
شارك في معركة “القدس” ضد الجيش الأردني ووقع أسيراً في معارك “اللطرون” عام 1948، وقد أسره يومها النقيب “حابس المجالي” – المشير فيما بعد وتم إطلاق سراحه في عملية تبادل للاسرى.
في الخمسينيات تولى قيادة مجموعة من القوات الخاصة أطلق عليها “الوحدة 101″، كان هدفها شن هجمات انتقامية للرد على العمليات التي يقوم بها الفدائيون الفلسطينيون عبر الحدود، إلا أن وحدة “شارون” العسكرية أثارت الجدل بعد مذبحة “قبية” في خريف 1953، والتي راح ضحيتها 170 من المدنيين الأردنيين، وقام بمجزرة بشعة في “اللد” عام 1948 استشهد على إثرها 426 فلسطينياً بعد أن اعتقلهم داخل المساجد.
وحارب “شارون” في كل الحروب التي خاضتها (إسرا#ئيل) منذ تأسيسها عام 1948، وبرز كمخطط استراتيجي، وقاد كتيبة مظليين في حرب “السويس” عام 1956 وترقى إلى رتبة جنرال، وفي حرب يونيو 1967 تولى “شارون” قيادة قطاع في “سيناء” ولعب دوراً هاماً في احتلالها.
وبعد ست سنوات قامت مصر وسوريا بحرب أكتوبر عام 1973 لتحرير “سيناء” و”الجولان” المحتل، وقاد “شارون” فرقة (إسرائ#يلية) لفتح الثغرة (الدفرسوار) التي تسببت بمحاصرة الجيش الثالث في “سيناء”.
شغل منصب وزير الدفاع في حكومة “مناحيم بيغن” عام 1981، وفي 1982 خطط ونفذ عملية غزو لبنان للقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية.
وتسبب “شارون” في قتل مئات الفلسطينيين في مخيمي “صبرا” و”شاتيلا” للاجئين الفلسطينيين، كما سمح للميليشيات المسيحية المسلحة بقتل الفلسطينيين في المناطق التي كان يسيطر عليها الجيش (الإسرائ#يلي).
وأثناء توليه منصب وزير الإسكان في بداية التسعينيات، قاد أكبر عملية بناء مستوطنات في الضفة الغربية وقطاع “غزة” منذ عام 1967.
وفي عام 2000 قام “شارون” بصورة مفاجئة بزيارة للمسجد الأقصى، وهو ما أدى لإطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وتسببت هذه الخطوة في حصول “شارون” على شعبية كبيرة بين اليهود، فحقق فوزاً ساحقاً في انتخابات عام 2001، حين تعهد بضمان (أمن إسر&ائيل) والوصول لسلام حقيقي، لكنه أكد في الوقت ذاته أنه غير ملتزم بما وصلت إليه المفاوضات السابقة مع الفلسطينيين، كما اقترح بناء الجدار العازل في الضفة الغربية.
وقرر “شارون” بصورة مفاجئة الانسحاب من قطاع “غزة” وأربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية، وهو ما أشعل الغضب ضده داخل (إسرا&ئيل) وعرضه لموجة انتقادات سياسية وشعبية، وأحدثت هذه القرارات انقساماً داخل حزب الليكود نفسه الذي كان يتزعمه “شارون” مما دفعه للانفصال عنه وتأسيس حزب “كاديما” في نوفمبر عام 2005 بالتعاون مع بعض حلفاءه السياسيين.
واستطاع الهالك المجرم شارون من قيادة حزب كاديما للفوز بالانتخابات وأصبح رئيس للوزراء مرة اخري وفي ديسمبر 2005 أصيب بأول جلطة دماغية.
الشروق أونلاين
✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
#يوميات_في_التاريخ_الاسلامي
#اعرف_عدوك_أيها_المسلم ( 14 )
نابليون بونابرت
تعددت أسباب مجيء الحملة الفرنسية إلى مصر في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي بقيادة نابليون بونابرت، فمنها: أن الجمهورية الفرنسية كانت تريد ضرب أعدائها من الإنجليز، ونظرًا لصعوبة غزو بريطانيا ذات الأساطيل القوية في عُقْر دارها؛ فقد قررت فرنسا ضربها بغزو الهند أهم المستعمرات الإنجليزية في الشرق، أو بقطع الطريق المُوْصِل إليها، ومن ثم ضرب التجارة الإنجليزية.
كان نابليون يحلم ببناء إمبراطورية كبرى في الشرق، وربما يستطيع منها الزحف إلى الهند أو القسطنطينية.
لقد حاول الفرنسيون التقرب إلى المصريين بشتى الطرق والوسائل، وخداعهم بكل ما استطاعوا من الحِيَل؛ وبذل نابليون بما عُرف به من شخصية نفعية ميكافيللية جهودًا كبيرة في سبيل ذلك، فادَّعى أنه مسلم، وأن جنوده كذلك، وأنهم يحبون الإسلام والمسلمين، وكان يفتخر في رسائله للمسلمين بغزو روما مَقَرِّ البابَوِيَّة المُحَرِّضة على الإسلام، وبالاستيلاء على جزيرة مالطة، وتخليص أُسارى المسلمين فيها من يد فرسان يوحنا الصليبيين الذين حكموها لقرون طويلة، واجتهدوا في غزو سواحل المسلمين، والسَّطْو على مراكبهم.
وكان نابليون يتظاهر كثيرًا بتعظيم علماء الأزهر، والاعتناء بقوافل الحَجِيج، والاهتمام بالاحتفال بالمواسم والأعياد التي كان المسلمون في مصر يحتفلون بها في ذلك الوقت، ويُصِرُّ على إقامتها في موعدها، ويُنْفِق على ذلك مما نَهَبه من خيرات مصر الكثير تَزَلُّفًا إلى العامَّة والخاصة من المصريين، رجاء أن يركنوا إلى الدخول تحت الحُكم الفرنسي، ولا يحاولوا الخروج عليه، ويتأقلموا مع الوضع الجديد.
وقد ركزت رسائله التي كان يرسلها إلى الشعب المصري و كانت تطبع علي آلات الطباعة التي جلبها معه على إظهار الفرنسيين دومًا بمظهر الأصدقاء المُحِبِّين المُخْلِصين للسلطان العثماني، وعلى أنهم ما جاؤوا إلى مصر إلا للقضاء على المماليك أعداء السلطان العثماني.
وقد كانت العلاقات العثمانية الفرنسية جيدة بالفعل في السابق منذ زمن سليمان القانوني وفرانسوا الأول وإلى ما قبل مجيء الحملة الفرنسية على مصر، رغم ما كان يَعْتريها أحيانًا من خيانات الفرنسيين لعهودهم.
ولم يَفُتْه أن يسعى للظهور بمظهر المُخَلِّص من الطُّغاة، والمَُحَرِّر للشعوب، فادَّعى الرغبة في تخليص المصريين من ظلم المماليك، ونَهْبهم لخيرات الإقليم المصري العظيم، وزعم الحرص على تنظيم شؤون مصر؛ لتزدهر، ويرتفع شأنها.
وهي الحُجَّة المُتهافِتة للمُحْتَلِّين جميعًا في العصور الحديثة؛ ولذلك أَسْمَوا احتلالهم للبلاد بالاستعمار، وهو اسْتِخْراب في حقيقته؛ فما احْتَلَّت دولةٌ أوروبيةٌ بلدًا من البلاد، إلا وتركته خرابًا مُقْفِرًا من الموارد البشرية، والاقتصادية، والقيم الأخلاقية.
ولقد كان نابليون يُكْثِر في رسائله من الاحتجاج بالقدر؛ ليُرَهِّب الناس من مخالفته، أو التفكير في مقاومة جيوشه، والخروج من تحت سلطانه، ويَغْرِس في نفوسهم وجوبَ التسليم له، فهو يعتبر نفسَه القَدَر المُحَتَّم الذي قَدَّره اللهُ على أهل مصر والشام، ومن أَبَى الانقياد له فإنما يعارض قدرَ الله في زعمه الكاذب، والنتيجة الحَتْمِيَّة التي أراد ذلك المَخْذول أن يُرَسِّخها في عقول الشعوب المسلمة التي غزاها أن من عارض قَدَرَ الله تعالى؛ فهو كافر.
وقد كان يُوَظِّف الآيات والأحاديث التي يَلْوي عُنُقها، ويُحَرِّفها عن مواضعها؛ ليؤكد وجوب التسليم له، وهو منطق قريب من منطق هولاكو في مراسلاته لملوك المسلمين التي كان يدعوهم فيها للتسليم له، والدخول في طاعته، وعدم التفكير في مقاومة جيوشه.
ولكن نابليون قد زاد على هولاكو في الادعاء، وبَلَغ من جُرأته على الله تعالى أنه كان يذكر في رسائله التي يوجهها للشعب المصري أنه - أي نابليون بونابرت - مذكور في القرآن، وأن من قرأ القرآن علم ذلك ولا بد.
ولا شك أن المُداهنين لنابليون من علماء المسلمين وكَتَبَتهم كانوا يعينونه في صياغة هذه الخطابات التي يوجهها بالعربية للمسلمين في مصر والشام، ويصبغها بصبغة إسلامية مُحَرَّفة، كما كان لنصارى الديار الإسلامية دور كبير في ذلك؛ فإنهم لم يَأْلوا جهدًا في معاونة الفرنسيين على المسلمين، والتَّجَسُّس لهم، وإغرائهم بالإيقاع بهم، واستغلال ما أَسْنَدَه الفرنسيون إليهم من المَهامِّ والمناصب في إخراج أَحْقادهم المَكْنونة بين المسلمين الذين عاشوا بينهم آمنين لقرون طوال.
شبكة الألوكة
✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
#يوميات_في_التاريخ_الاسلامي
#اعرف_عدوك_أيها_المسلم (12)
الفرنسي رينالد دي شاتيون (أرناط)
كان ارناط صاحب شخصية مركبة ومعقدة، ففي نفس الوقت الذي كان فيه متعصبا دينيا يكره المسلمين لحد الهوس، كان طماعاً شرهاً للمال بأي صورة.
فقد دفعه الشره والطمع والكراهية للإغارة على سهل الفرات الأوسط سنة 1160م من أجل سرقة الماشية والخيول والمحاصيل من الفلاحين هناك، فوقع في فخ نصبه له الأمير مجد الدين أمير حلب، وهو من كبار أمراء نور الدين وحُمل رينالد مكبلاً بالحديد إلى مدينة حلب حيث ألقي في السجن، في انتظار ما يفعل به، ونظراً لأهميته، فقد ادخره السلطان نور الدين محمود لمبادلته بأسرى المسلمين لدى الصليبيين.
تتابعت الأحداث في هذه الفترة، وجرت خطوب كثيرة ووقائع هامة شغلت نور الدين عن سجينه الهام "رينالد" فمكث رينالد في السجن 16 عاماً كاملة، حتى إن نور الدين توفي -رحمه الله- ورينالد مازال في السجن، فلاقى الأهوال والشدائد، وانصرمت سنوات الشباب والقوة وهو في الأغلال والقيود، مما أشعل نيران الحقد والكراهية والرغبة في الانتقام لديه من المسلمين، أضعاف أضعاف ما كان عليه من قبل.
بعد رحيل نور الدين تولى ولده الصغير الصالح إسماعيل، وكان ولداً صغيراً لا يحسن سياسة ملك أبيه، فاستولى على أمره من كانوا سبب في ضياع ملك أبيه، فتم أطلاق سراح السجين "رينالد" في صفقة خبيثة مع الكونت ريمون الثالث أمير طرابلس.
خرج رينالد من السجن وقد جاوز الخمسين، فوجد أن كل ما بناه قد ضاع وانهدم.
اضطر الملك بلدوين الرابع إلى توقيع هدنة مع صلاح الدين الأيوبي، لكن أرناط لم يقبل أن تمر قوافل المسلمين حاملة الثروات والأموال من منطقته بدون مقابل. في صيف عام 1181م خرج أرناط مع قوة كبيرة، متجهاً إلى تيماء، على الطريق التجاري بين دمشق والمدينة مكة، حيث سطى على قافلة عربية واستولى على كل ما تحمله من ثروة وأسر من فيها، منتهكاً الهدنة.
وجود شخصية صليبية خطيرة مثل (أرناط) بكل ما تحمله من عداء وكراهية للإسلام والمسلمين على إمارة حصن الكرك الواقع في شرق الأردن كان نذيرًا بوقوع أحداث خطيرة في المنطقة بأسرها، حيث خطط لتحقيق سيادة الفرنج على البحر الأحمر تمهيدًا لطعن الإسلام في قلبه بغزو بلاد الحرمين، والهجوم على المدينة النبوية، ونبش القبر الشريف.
وفي سنة 578هـ قرر الصليبي المجنون إدخال مشروعه الخطير حيز التنفيذ، فهجم على الموانئ المصرية الموجودة على ساحل البحر الأحمر، وهجم على ميناء (عيذاب) في قبالة جدة، ونهبوا السفن التجارية وقتلوا ركابها، ثم أسروا قافلة حجاج كانت متجهة إلى بلد الله الحرام فنهبوا أموالهم وقتلوهم جميعًا وكان الكلب الصليبي (أرناط) يذبح الحجيج بسيفه وهو يقول بأعلى صوته، وكان يحسن العربية –تعلمها في الأسر– كان يصيح: أين محمدكم؟ أين محمدكم؟ لو جاءني هنا لقتلته بسيفي!.
تم تكليف الامير حسام الدين لؤلؤ بالتوجه بمنتهى السرعة إلى الحجاز لإدراك الصليبيين قبل الوصول إلى المدينة.حيث أدركهم حسام الدين لؤلؤ وهم على مسيرة يوم واحد من المدينة، فقتل منهم الكثير واستسلم البقية . أما الكلب الصليبي المغرور (أرناط) والذي قاد تلك الهجمة الخبيثة فإنه لم يعبر البحر الأحمر مع من عبر ولما أحس بتحركات الأسطول المصري عاد مسرعًا إلى حصن الكرك، وإنما هو صنعه هذا قد أخر هلاكه بضع سنين، حتى إن السلطان صلاح الدين الأيوبي قد أقسم بأغلظ الأيمان ليقتله بيديه نظير جرائمه واعتداءاته على الإسلام ورسوله والمسلمين، وهو ما سيحدث بالفعل سنة 583هـ في معركة حطين عندما سيقع أسيرًا بيد صلاح الدين ويذبحه بيده وفاءًا بنذره.
، وبعد انتهاء معركة حطين والنصر الكبير الذي حققه المسلمون أوتي بملوك النصارى في قيودهم يتهادون بذلة مطأطئي الرءوس، وكان من بين المأسورين أرناط فقد ساقه الله إلى صلاح الدين في هذه المعركة.
استدعا صلاح الدين أرناط فلما أوقِفَ بين يديه قام إليه بالسيف، ودعاه للإسلام فامتنع، ثم قال له: أنت الذي غدرت وخنت وفعلت وفعلت، فكان يقول: هذه عادة الملوك، ثم قال له صلاح الدين -رحمه الله- القولة الذهبية المشهورة: نعم أنا أنوب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنت قلت للمسلمين: هاتوا محمداً يخلصكم، أنا أنوب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم فأخلص المسلمين من شرك، ثم ضربه بسيفه على عاتقه وتتابع من حضر من المسلمين على أرناط ، فقتل هذا الطاغية ذليلاً بين المسلمين، وكانت تلك فرحة عظيمة للمسلمين.
موقع ملتقى الخطباء
✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
#يوميات_في_التاريخ_الاسلامي
اعرف عدوك أيها المسلم (10)
الصهيوني تيودر هرتزل
ارتبطت الحركة الصهيونية بشخصية الصحفي النمساوي اليهودي ثيودور هرتزل، زعيم الصهيونية الأول الذي ولد في المجر لأب يهودي ثري، ثم هاجرت أسرته من بودابست واستقرت في فيينا بالنمسا ونال الدكتوراه في القانون، تشبع هرتزل بالثقافة الغربية وعرف عنه إتقانه لأربع لغات لكن لم يكن يتحدث العبرية.
اشتغل بالكتابة الصحفية التي كان يميل إليها وعمل مراسلا لإحدى الصحف النمساوية بباريس، وكانت هذه هي البوابة التي ولج منها هرتزل عالم السياسة من خلال احتكاكه كصحفي بعديد من كبار السياسة بباريس، وعمل بشكل نشيط في هذه الفترة التي لم يكن فيها منشغلا أبدا بقضية اليهود، لكن حدثا صغيرا غير اهتمامات ثيودور هرتزل، وهي قضية ضابط فرنسي يهودي اسمه درايفوس تم اتهامه بأنه ينقل أسرارا حربية إلى ألمانيا فحوكم ونزعت رتبته العسكرية وسجن وتمت إهانته، وبعد هذا الحدث بدأ هيرتزل يكتب عن القضية اليهودية وضرورة إحداث (وطن قومي لليهود).
بدأ هيرتزل سلسلة من اللقاءات مع كبار أغنياء اليهود الذين عرفوا آنذاك بنفوذهم وثروتهم، وأتيحت له الفرصة أن يلتقي بلندن أحد أفراد عائلة روشلز اليهودي البريطاني الذي كان أغنى أغنياء العالم، وحاول من خلال أقارب روشلز أن يلتقيه لكنه لم يوفق. لم يكن تفاعل اليهود الذين التقاهم ثيودور هرتزل مشجعا لكنه لم ييأس، فقرر أن يكتب كتابه الشهير (دولة اليهود) والذي أحدث ضجة كبيرة، هذا الكتاب الذي أشار فيه إلى أنه ما دام اليهود تجارا وأوربا رأسمالية فسيتعرضون للاضطهاد بسبب المنافسة، ولذلك طالب بإحداث دولة يهودية ينتقل إليها اليهود للعيش فيها بشكل آمن. بعد هذا الكتاب نجح ثيودور هرتزل في كسب تعاطف اليهود ودعمهم المعنوي والمادي.
دعا هرتزل إلى عقد مؤتمر يضم ممثلين لليهودية الأوروبية بمدينة بازل بسويسرا، وعقد المؤتمر بالفعل عام 1897، وانتخب ثيودور هرتزل رئيسا للمؤتمر ثم رئيسا للمنظمة الصهيونية التي أعلن المؤتمر عن تكوينها، وقرر المؤتمر الصهيوني الأول السعي للحصول على موافقة دولية للحصول على تأييد لهجرة اليهود إلى فلسطين تمهيدا لإقامة دولة يهودية هناك.
وفي خضم بحثه عن الدعم الأوربي للحصول على تأييد ودعم دوليين للحصول على وطن بفلسطين، عمل هرتزل على لقاء مجموعة من الزعماء السياسيين، التقى بمستشار القيصر الألماني لمحاولة إقناع ألمانيا بدعمه، لكن لم يكن هناك أي تفاعل جدي من طرف المستشار ما دام القرار بيد القيصر، اتجه ثيودور هرتزل بعدها نحو روسيا التي بالإضافة لكونها قوية فقد كانت تحتضن داخلها عددا كبيرا من اليهود والتقى بوزير المالية الروسي واقترح عليه الضغط على السلطان العثماني عبد الحميد الثاني للسماح بهجرة اليهود إلى فلسطين التي كانت تابعة آنذاك للإمبراطورية العثمانية لكن طلبه قوبل بالرفض.
اتجه ثيودور هرتزل نحو الحكومة البريطانية بلندن والتي احتفت به ودعمته، وما يفسر هذا هو الأطماع الاقتصادية لبريطانيا، خصوصا أن اليهود معروفون بأموالهم الكثيرة ما سيساعد بريطانيا في أزماتها المالية، ناهيك عن كون فلسطين تابعة للإمبراطورية العثمانية أحد أشد أعداء بريطانيا، وبالتالي فاحتلال اليهود لها سيكون ضربة موجعة للإمبراطورية.
اتجه هرتزل نحو اسطنبول والتقى السلطان العثماني عبد الحميد الثاني رحمه الله وعرض عليه عرضا مباشرا بأن يشتري جزءا من فلسطين مقابل سداد الديون الكثيرة للإمبراطورية العثمانية، إضافة إلى أموال كبيرة خاصة فقط بالسلطان العثماني، ناهيك عن قرض (بدون فوائد ) للدولة العثمانية التي كانت تعاني من أزمات مالية في تلك الفترة، إضافة إلى إنشاء جامعة عثمانية بفلسطين، هذا كله مقابل السماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين والتي سبق للسلطان منعها، إضافة إلى مستعمرة صغيرة بشمال القدس لليهود، لكن السلطان العثماني رفض منحه قطعة أرض واحدة هناك، لأنها ليست ملكه بل هي ملك للأمة التي روتها بدمائها، وأجابه بأن يحتفظ اليهود بملايينهم، وإن مزقت الخلافة يوما فإنه يمكنهم أخذها بالمجان، خرج هرتزل من لقاء السلطان مقتنعا بأنه لن يحصل على مبتغاه في ظل تواجد السلطان عبد الحميد الثاني على عرش الإمبراطورية العثمانية.
هلك الصهيوني هرتزل عام 1904 إثر نوبة قلبية ودفن بفيينا ويقال انه تم نقل رفاته إلى فلسطين المحتلة عام 1949.
المصدر الجزيرة نت
✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
#يوميات_في_التاريخ_الاسلامي
#أعرف_عدوك_أيها_المسلم (8)
*لورانس العرب
*
أتقن الانجليزي توماس لورانس الشهير بلورانس العرب اللهجات في الجزيرة العربية وتعرف على مسالكها الوعرة وعايش العرب في صحراء قاحلة يقاسي شظف العيش كأنه واحد منهم, يلبس الثوب والعقال ويأكل السمن والتمر والإقط, ويستمع إلى حكاياتهم ومغازيهم فنال الثقة من القبائل العربية .
حولته المخابرات البريطانية من طالب آثار إلى موظف خرائط في مكتبها في القاهرة يرسم لها خرائط تفصيلية دقيقة لبلاد العرب كما رآها.
تعلن أوروبا قيام الحرب العالمية الأولى ضد الدولة العثمانية المسلمة، وحلفائها وينجح العثمانيون في العراق بحصار فرقة من البريطانيين، وتأتي الأوامر للورانس بإنقاذ هذه القوات ويحاول جاهدًا عرض رشوة مقدارها مليوني جنيه من الذهب على القائد التركي خليل باشا مقابل فك الحصار.
في ذلك الوقت بالذات تظهر جهود الشريف حسين شريف مكة الذي أراد أن يصطاد بالماء العكر ويسارع بالاتصال سرًا بالانجليز ليدخل معها باتفاق ضد الأتراك يشغلهم بثورته عن الحرب الكبرى، مقابل أن تجعله بريطانيا بعد تقسيم الغنيمة خليفة للمسلمين يستقل بالحجاز ومصر والشام، ويحكمها أبناؤه من بعده.
ووجد الإنجليز ضالتهم فيه فعقدوا معه الوعود البراقة وانتقل لورانس للحجاز للتنسيق مع الشريف وولديه.
رأت بريطانيا أن تضرب العرب بالأتراك فهم أعرف بهم, وكلاهم مسلمون, والدم العربي المسلم رخيص أمام الدم الأوروبي (وهذا من وجهة نظر هؤلاء الانجاس)، كما أن ميدان الحرب سيكون في صحارى قاحلة ودرجات حرارة مرتفعة تصل إلى 45 درجة مئوية تحت الظل, وهذا ما يستصعبه الجندي الأوروبي في أن يقاوم العواصف الرميلة والمسالك الوعرة وعدم توفر الإمدادات.
ويسعى لورانس لإعداد خطة [حملة الحجاز] لتطهير الأراضي العربية من العثمانيين ويشترط على الحلفاء البقاء بعيدين عن مكة والمدينة المنورة لعدم استفزاز المسلمين دينيًا, وتنطلق حملة الحجاز وقد رسمت لنفسها أن تبتدئ من المنطقة الغربية في جدة ثم ينبع فالوجه فالعقبة فدمشق فحلب فحماة، ويكون في مدينة الوجه سقوط أول معاني التسامح والحرية التي كانت تنادي بها بريطانيا وحلفاؤها، حيث تم قتل 250 أسيرًا تركيًا بأمر من لورانس نفسه الذي بدأ يكشف عملته المزورة تحت طيات الكره المسيحي لكل ما هو عربي ومسلم، وتليها الانتصارات لهذا التحالف الشريفي اللورانسي, وتتقدم كثير من القبائل للدخول مع الحلف طمعًا بالمال والجاه، ويقوم لورانس بإرسال تعليماته للطائرات البريطانية بإطلاق القذائف على خط حديد الحجاز في أوقات متباعدة لإشغال العثمانيين بإصلاحه مدة أطول.
كان فيصل بن الشريف حسين ولورانس يريان في العقبة مدينة هامة, فموقعها على البحر الأحمر جعل لها سهولة الوصول إلى الإمدادات القادمة من أوروبا، ولكن ما يؤسف لورانس أن الطريق الذي يصل بهم إلى العقبة مليء بالأشواك من قبائل عربية من سكان العقبة اعتادت السلب والنهب لمن يمر بها, وهم بنظر العثمانيين خارجون على القانون سببوا الكثير من القلق للسلطات التي تضطر لعقد صلح يسمح لهم بموجبه الإغارة على أي قبيلة ليأخذوا منها ما يريدون, وأن يكفوا أذاهم عن السلطات العثمانية، ولذا يلجأ لورانس إلى إغراقهم بألوف الدنانير الذهبية وينجح في كسب ولائهم خاصة 'الشيخ عودة' زعيم قبيلة وادي سرحان, فهو على الرغم من شجاعته جشع قاسي القلب وخلال مقابلة الشيخ عودة مع لورانس يوافق على العروض المغرية ويدللها بأن يخلع من فمه سنًا ذهبيًا مصنوعًا في تركيا! ويعلن الانضمام للمعسكر الثنائي ليغدو ثلاثيًا، ويبدأ التحالف بالزحف من الحجاز شمالاً إلى بلاد الشام لتسقط مدنها تباعًا من يدهم.
في عام 1917م تنشب الثورة الشيوعية 'ثورة قضت على النظام القيصري في روسيا' وسقطت بالصدفة في أيدي الثوار معاهدة سرية أسمها سايكس بيكو وقعت بين فرنسا والانجليز .
ويصدم العرب بهذه المعاهدة ويهددون بريطانيا بالانسحاب في الحرب نحو العثمانيين ولكن للأسف فالوقت قد مضى خاصة وأن لورانس يحاول جاهدًا أن يقنع العرب بأكذوبة هذه المعاهدة وعدم سريان مفعولها .. وبعد أن وضعت الحرب أوزارها يظهر المخطط بوقوع لبنان وسوريا تحت الانتداب الفرنسي، وفلسطين تحت الحماية البريطانية,
وتزداد الأمور تعقيدًا بصدور وعد بلفور 1917م وزير خارجية بريطانيا الذي تعاطف مع اليهود بجعل فلسطين وطنًا قوميًا لهم, ويزداد العرب والمسلمون حسرة وقهرًا, فقد زرعت بريطانيا الخائنة اليهود في فلسطين وتنكرت لوعودها.
وهلك لورانس عن 46 عاما ولم يهنأ بحياته بعد تقاعده بحادثة عارضة حين انقلبت الدراجة النارية التي كان يقودها بجنون في إحدى ضواحي العاصمة البريطانية.
طريق الاسلام
بتصرف
✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
برنامج مع البخاري | الحلقة 20 | رحيل العلماء وبقاء أثرهم | د. حمزة الزبيدي /انتهى
Читать полностью…برنامج مع البخاري | الحلقة 18 | ثناء عاطر | د. حمزة الزبيدي
Читать полностью…#يوميات_في_السيرة_النبوية
هَدْيُهُ صلى الله عليه وسلم في السَّفَرِ1
كان يستحبُّ الخروجَ للسفرِ أوَّلِ النهارِ، وفي يومِ الخميسِ.
وكان يكرهُ للمسافرِ وحْدَهُ أَنْ يسيرَ بالليلِ، وَيَكرَهُ السفرَ للواحدِ.
وأَمَرَ المسافرينَ إذا كانوا ثلاثةً أَنْ يُؤَمِّرُوا أحَدَهُم.
وكان إذا رَكِبَ راحلَته كَبَّر ثلاثًا، ثم قال: ((سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنينَ وَإِنَّا إلى رَبِّنَا لمُنْقَلِبُونَ))، ثم يقول: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِي سفَرِي هذا البِرَّ والتقوى، ومن العملِ مَا تَرْضَى اللَّهُمَّ هَوِّن عَليْنَا سَفَرَنَا هَذَا واطْوِ عَنَّا بُعْدَه، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصاحبُ في السفرِ، والخليفةُ في الأهلِ، اللَّهُمَّ اصْحَبْنَا في سَفَرِنَا واخْلُفْنَا في أهْلِنَا)) ، وكان إذا رَجَعَ مِنَ السَّفرِ زادَ: ((آيبونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ)) .
وكان إذا عَلَا الثَّنَايَا كَبَّرَ، وإذا هَبَطَ الأَوْدِيَةِ سَبَّحَ، وقال له رجل: إني أريدُ سَفَرًا، قال: ((أُوصِيكَ بتَقْوَى اللهِ والتكبيرِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ)) .
وكان إذا بدا له الفجر في السّفر قال: ((سَمَّعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ الله وحُسْنِ بِلَائِهِ عَلَيْنَا، ربَّنَا صَاحِبْنَا وأَفْضِلْ عَلَيْنَا عَائِذًا باللهِ مِنَ النَّارِ)) .
وكان إذا ودَّع أصحابَه في السَّفَرِ يقولُ لأحَدِهم: ((أَستَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وخَواتِيمَ أَعْمَالِكَ)) .
وقال: ((إِذَا نَزَلَ أَحَدُكُم مَنْزِلًا، فليقل: ((أعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ))؛ فَإِنَّهُ لا يَضُرُّهُ شَيءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْهُ)) .
وَكَانَ يَأمُرُ المُسَافِرَ إِذَا قَضى نَهْمَتَهُ مِنْ سَفَرِهِ أَنْ يُعَجِّلَ الرجوعَ إِلَى أهْلِهِ.
وَكَانَ يَنْهَى المَرْأَةَ أنْ تُسَافِرَ بغَيْرِ مَحْرَمٍ، وَلَوْ مَسَافَةَ بَرِيدٍ، ويَنْهَى أَنْ يُسَافَرَ بالقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ العَدُوِّ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ العَدُوُّ.
وَمَنَعَ مِنْ إقامةِ المسلمِ بَيْنَ المشركينَ إذا قَدِرَ على الهجرةِ، وقال: ((أَنَا بريءٌ مِنْ كُلِّ مسلمٍ يُقيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ المشركين)) ، وقال: ((مَنْ جَامعَ المشركَ وسَكَنَ مَعَهُ فَهُوَ مِثْلُهُ)) .
وكان سَفَرُهُ أربعةَ أسفارٍ: سفرٌ للهجرةِ، وسَفَرٌ للجهادِ – وهو أكثرُها -؛ وسفرٌ للعمرةِ، وسفرٌ للحجِ.
وكان يَقْصرُ الرُّباعيةَ في سفرِهِ، فيُصليها ركعتين مِنْ حين يخرُج إلى أَنْ يرجعَ، وكان يقتصرُ على الفرضِ ما عَدَا الوترِ وسُنَّةِ الفجرِ.
ولم يَكُنْ من هَدْيِهِ الجمعُ راكبًا في سفره، ولا الجمعُ حالَ نزولِه، وإنما كان الجمعُ إذا جَدَّ به السيرُ، وإذا سارَ عقيب الصلاة، وكان إذا ارتحلَ قبل أن تزيغَ الشمسُ أَخَّرَ الظهرَ إلى وقتِ العصرِ ثم نزلَ فجمعَ بينهُما، فإنْ زالت الشمسُ قَبْل أَنْ يرتحلَ صلَّى الظهرَ ثم رَكِبَ، وكانَ إذا أعجلَهُ السيرُ أَخَّرَ المغربَ حتى يجمعَ بينها وبين العشاءِ في وقتِ العشاءِ.
وكانَ يُصَلِّي التطوعَ بالليلِ والنهارِ على راحلتهِ في السفرِ قبل أيِّ وجهٍ توجهت به، فيركعُ ويسجدُ عليها إيماءً، ويجعلُ سجودَه أخفضَ من ركوعِه.
وسافَر في رمضانَ وأفطرَ وخَيَّر الصحابةَ بينَ الأمرين.
وكان يَلْبَسُ الخفافَ في السفرِ دائمًا أو أغلب أحواله.
ونَهَى أن يطرُقَ الرجلُ أهلَهُ ليلًا إذا طالتْ غَيْبَتُه عَنْهُمْ.
وقال: ((لا تَصْحَبُ الملائِكةُ رُفْقَةً فيها كَلْبٌ ولا جَرَسٌ))
وكان إذا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدأَ بالمسجدِ فَرَكَعَ فيه رَكْعَتَيْنِ، وكان يُلَقَّى بالوِلْدَانِ مِنْ أهلِ بَيْتِهِ.
وكان يعتنقُ القادمَ من سفرِه، ويقبِّلُهُ إذا كان مِنْ أَهْلِهِ.
[1] زاد المعاد (1/ 444).
[2] البريد: ما يقارب اثني عشر ميلًا.
الألوكة
✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
برنامج مع البخاري | الحلقة 15 | طالب العلم والإحسان | د. حمزة الزبيدي
Читать полностью…برنامج مع البخاري | الحلقة 13 | طالب العلم والوعي | د. حمزة الزبيدي
Читать полностью…برنامج مع البخاري | الحلقة 11 | الصبر على شدائد العلم والتحصيل | د. حمزة الزبيدي
Читать полностью…برنامج مع البخاري | الحلقة 9 | العبادة في حياة طالب العلم | د. حمزة الزبيدي
Читать полностью…#يوميات_في_التاريخ_الاسلامي
#اعرف_عدوك_أيها_المسلم (21)
الفونسو المحارب
هو الملك الإسباني ألفونسو الأول بن راميرو الأول، والملقب بالملك المحارب، وذلك بسبب استمراره في القتال ضد المسلمين طوال حياته ولد سنة 1073م
نشأ ألفونسو المحارب في جو يضطرم بنزعة دينية عميقة وأجواء تعج بالعداء الصليبي ضد كل ما هو مسلم، فجده راميرو الأول كان أول من وضع مملكة أرجون تحت تصرف كرسي البابويه في روما خدمة لجهودها في محاربة العالم الإسلامي.
رحب الفونسو بجماعة فرسان المعبد وعمل على إنشاء فرع لهم بمملكة أرجون، ومنحهم الاقطاعات والضياع والقلاع التي تمثل رافداً مالياً هاماً بالنسبة للمجهود الحربي لهذه الجماعات المحاربة، بل وفعل ما لم يفعله أبوه وجده، وهو دعوة مواطنيه من أهل أرجون للاشتراك في الحروب الصليبية في الشام على الرغم من صدور مرسوم بابوي يستثني الأسبان من المشاركة؛ لتفريغهم لمحاربة مسلمي الأندلس.
أدت اختلاف الطباع بين الفونسو وزوجته ابنة ملك قشتالة والرغبة في السيطرة وحب الرئاسة عند الطرفين؛ لاشتعال حرب أهلية بين قشتالة وأرجون استمرت قرابة العشر سنوات تمزقت فيها أسبانيا النصرانية في صراع طويل انتهي بتوقيع معاهدة سلام .. تفرغ على إثرها ألفونسو المحارب لاستئناف حرب الاسترداد واضعاً نصب عينيه أول أهدافه: مملكة سرقسطة.
لم تمض بضعة أعوام عل سقوط سرقسطة حتى قام ألفونسو المحارب بأجرأ وأكبر دعم حربي يقوم به ملك أسباني صليبي في الأندلس على مر تاريخها، والمعروفة تاريخياً باسم "غزوة الأندلس الكبرى".
وكان أشد طوائف المعاهدين نشاطًا في تدبير هذه المؤامرة الكبرى: نصارى ولاية غرناطة، وكانوا من أكبر طوائف المعاهدين عددًا، وأغناهم مالًا، وأكثرهم ازدهارًا ومقدرة ونفوذًا، فلما أيقنوا بضعف ولاة المرابطين بعثوا إلى أمراء النصارى بكتبهم ورسلهم المتوالية، يلحون عليهم في غزو الأندلس وافتتاح غرناطة.
اقترب ألفونسو بقواته والجموع الغفيرة التي انضمت إليه من المعاهدين من غرناطه ، ثم ما لبث أن يأس ألفونسو من اقتحام المدينة بسبب بسالة المسلمين في الدفاع عنها، فعاد بعد أن عاث في طول الأندلس وعرضها نهباً وسلباً وفساداً.
بينت هذه الغزوة حقيقة هامة، وهي خطر النصارى المعاهدين الذين يعيشون تحت حكم المسلمين وكان لا بد من عقاب رادع لهذا الجحود، مما حمل كبير القضاة في قرطبة القاضي "أبو الوليد بن رشد"، على أن يعبر البحر إلى المغرب، إلى أمير المسلمين "علي بن يوسف" بمراكش، وشرح له ما فعله المعاهدون، والذي يعني "نقض العهد والخروج على الذمة"، وأفتى له بتغريبهم ووجوب إجلائهم عن أوطانهم، وهو أخف ما يؤخذ به في عقابهم، فأخذ أمير المسلمين بهذه الفتوى، وصدر عهده إلى جميع بلاد الأندلس بتغريب المعاهدين إلى العُدوة (المغرب)، فنفيت منهم جموع غفيرة، وسيق الكثير منهم إلى مكناسة وسلا وغيرهما من بلاد العدوة، وهلك منهم خلال العبور والسفر عدد كبير.
مع غزوة ألفونسو الكبرى على بلاد الأندلس عام 521 هجرية ازدادت أطماعه في ملك شبه الجزيرة الإيبرية وإنهاء حكم المسلمين على ممالك الأندلس.
اخيرا وصل ألفونسو بقواته إلى إفراغة، وضرب حولها الحصار، فقاومته حاميتها وأهلها بقيادة واليها "سعد بن محمد بن مردنيش" أشد مقاومة، واضطر أن يرفع الحصار غير مرة، ثم يعود إليه، وحملته هذه المقاومة ذاتها على مضاعفة جهوده في التضييق على المدينة المحصورة، والتصميم على أخذها، وأقسم ألفونسو تحت أسوار إفراغة، أن يفتتح إفراغة أو يموت دونها، وأقسم معه عشرون من قادته كذلك.
وصلت باقي الجيوش المرابطية بقيادة (يحيى بن غانيه) الذي وضع خطة ذكية لاستدراج الصليبيين خارج أسوار المدينة، بواسطة قافلة من المؤن، وبالفعل نجحت الخدعة الحربية، وتحرك الصليبيون عن أسوار المدينة، وعندها انقض المرابطون على الصليبيين، ورغم التفاوت الكبير بين الجيشين، إذ كان الصليبيون أضعاف المسلمين، إلا أن المعركة كانت من أشد وأعنف ما عرفه تاريخ القتال بين المسلمين والنصارى في شمال الأندلس، ثم حدث تغير كبير في القتال عندما خرج أهل إفراغة من أبواب المدينة التي ترك الصليبيون محاصرتها وانقضوا على مؤخرة الجيش الصليبي الذي وقع بين فكي كماشة فتاكة، وتمزق الجيش الصليبي ووقعت عليه الهزيمة المروعة في 23 رمضان سنة 528هـ / 25 يوليو 1134م. ويروي مؤرخ أرجوني في وصفه للمعركة أنه حين تمت الهزيمة الساحقة على النصارى، عمد ألفونسو إلى الفرار بصحبة فارسين فقط، ولجأ إلى دير القديس "خوان دي لابنيا" في سرقسطة، وهنالك توفي غمًّا ويأسًا، لثمانية أيام فقط من الموقعة، وذلك في 25 يوليه سنة 1134 م. وبذلك تخلص المسلمون من خصم عنيد كان لديه أمل كبير في إنهاء الوجود الإسلامي في الاندلس.
ملتقي الخطباء/ شريف عبد العزيز
✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
#يوميات_في_التاريخ_الاسلامي
#اعرف_عدوك_أيها_المسلم (19)
تيمور لنك
بعد مرور نحو قرن ونصف القرن من إعصار التتار المدمر الذي حمله “هولاكو” على الشرق عاد الإعصار مرة أخرى على يد تيمورلنك.
ولد عام 736 هـ 1336م في قرية تقع جنوبي سمرقند في أوزبكستان. وتعرضت قدمه اليمنى في إحدى المعارك لضربة أورثتها عاهة جعلته يعرج، فسُمِّي بـ”تيمورلنك” أي تيمور الأعرج.
سيطر تيمورلنك علي سمرقند في ( 771 هـ 1370م)، وأعلن نفسه حاكمًا عليها، وزعم أنه من نسل جغتاي بن جنكيز خان، وأنه يريد إعادة مجد دولة المغول، وكوَّن مجلس شورى من كبار الأمراء والعلماء.
سيطر علي اذربيجان وقصد فارس عام 794 ه وغزا العراق وبعد ذلك زحف في نحو مائة ألف جندي واحتل موسكو لمدة عام واحد.
كان تيمورلنك قد بلغ الستين عامًا، لكن هذا لم يوهن من عزيمته في مواصلة الغزو والفتح، ولم يركن إلى الراحة والخلود إلى ما حققه من قوة ونفوذ، والتمتع بمباهج الجاه والسلطة، فعزم على غزو الهند وانقضَّ بجيشه الجرار على قوات محمود تغلق في (801 هـ 1397م)، وأنزل به هزيمة ساحقة، واحتل “دلهي” عاصمة دولة “آل تغلق”، وقام بتدميرها وتخريبها، وبلغ من بشاعة التدمير أنها لم تنهض مما حلَّ بها إلا بعد قرن ونصف القرن من الزمان، وعاد تيمورلنك إلى سمرقند محمَّلاً بغنائم وفيرة، ومعه سبعون فيلاً تحمل الأحجار والرخام التي أحضرها من دلهي، ليبني بها مسجدًا في سمرقند.
لم يمكث تيمورلنك طويلاً في سمرقند بعد عودته الظافرة من الهند، واستعد للخروج ومواصلة الغزو والفتح، وانطلق في حملة كبيرة سُميت بحملة السنوات السبع (802- 807 هـ = 1399- 1405م) لمعاقبة سلطان المماليك “فرج برقوق” لمساعدته أحمد الجلائري خان بغداد في حربه ضد تيمورلنك، وتأديب السلطان العثماني “بايزيد الأول” سلطان الدولة العثمانية الذي كان يحكم شرق آسيا الصغرى.
وبدأ تيمورلنك غزواته باكتساح بلاد الكرج (القوقاز) ونهبها سنة (802هـ = 1399م)، ثم سار إلى “عينتاب” ففتحها، واتجه إلى حلب حيث دار قتال دام أربعة أيام سقطت بعدها، وبلغ عدد القتلى فيها عشرين ألفاً والأسرى أكثر من ثلاثمائة ألف.
وبعد عمليات النهب والحرق والسبي والتخريب التي قام بها تيمورلنك وجيشه اتجه إلى حماة والسلمية، ولم يكن حظهما بأحسن حال من حلب، وواصل زحفه إلى دمشق التي بذل أهلها جهودًا مستميتة في الدفاع عن مدينتهم، لكن ذلك لم يكن كافيًا لمواجهة جيش جرار يقوده قائد محنك، فاضطروا إلى تسليم دمشق. ولمَّا دخل تيمورلنك المدينة أشعل فيها النار ثلاثة أيام حتى أتت على ما فيها، وأصبحت أطلالاً، وبعد أن أقام بها ثمانين يومًا رحل عنها مصطحبًا أفضل علمائها وأمهر صُناعها، واتجه إلى طرابلس وبعلبك ففتحهما، وعند مروره على حلب أحرقها مرة ثانية وهدم أبراجها وقلعتها، وبذلك وجّه ضربات قاصمة لدولة المماليك في الشام التي لم تفلح في مقاومة هذا الغازي الجبار وجيشه الجرار.
وفي العام التالي اتجه تيمورلنك إلى بغداد، وكانت تحت حكم الدولة الجلائرية؛ فهاجمها هجومًا شديدًا، ودمر أسوارها، وأحرق بيوتها، وأوقع القتل بعشرات الآلاف من أهلها، ولم تستطع المدينة المنكوبة المقاومة فسقطت تحت وطأة الهجوم الكاسح في أيدي تيمورلنك.
واتجه نحو آسيا الصغرى فاقتحم “سيواس” والأناضول، واصطدم بالدولة العثمانية الفتيَّة.
واستعد السلطان العثماني بايزيد لملاقاة تيمورلنك الذي تقدم بجيش جرار قوامه 300 ألف جندي، وبعد أن استولى على سياس التقى بالجيش العثماني بقيادة بايزيد الأول في معركة هائلة عُرفت باسم “معركة أنقرة” في (804 هـ 1402م)، وانهزم بايزيد هزيمة ساحقة، ووقع في الأسر هو وأحد أبنائه، ولم يتحمل السلطان العثماني ذل الأسر فمات كمدًا في ، في مدينة “أمد شهر”، حيث كان تيمورلنك عائدًا بأسراه إلى عاصمته سمرقند.
ولم يكد يستقر في سمرقند حتى أعد العدة لغزو الصين في خريف (807 هـ = 1404م)، وكان الجو شديد البرودة حين خرج لغزوته الأخيرة، وعانى جيشه قسوة البرد والثلج، ولم تتحمل صحته هذا الجو القارس، فأصيب بالحمى التي أدت الي هلاكه في ( 807 هـ 1405م)، بعد أن دانت له البلاد من “دلهي” إلى دمشق، ومن بحيرة آرال إلى الخليج العربي، وبعد وفاته نقل جثمانه إلى سمرقند حيث دفن هناك في ضريحه المعروف بكور أمير، أي مقبرة الأمير.
أحمد تمام
إسلام أون لاين
✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
#يوميات_في_التاريخ_الاسلامي
#اعرف_عدوك_أيها_المسلم (17)
ريتشارد قلب الأسد
عجت حياة الملك الإنجليزي الفرنسي بالمغامرات والمؤامرات والخيانات التي شارك بها ضد أقرب الناس إليه، حيث خاض حروبا ضد إخوته وتمرد على والده وانتزع منه الملك، وصولا إلى نهايته الغريبة.
ولد ريتشارد المعروف بـ"ريتشارد الأول" عام 1157م، وعاش ريتشارد طفولة صعبة وسط عائلة ملكية مفككة . فأمه كانت سيئة السمعة وعرفت بحياتها المترفة وانحرافها الجنسي، أما والده فعرف في كتب التاريخ بعلاقاته الجنسية المتعددة مع النساء، لدرجة قيام رعاياه بإخفاء بناتهم وزوجاتهم كلما اقترب من ديارهم.
وتروي المصادر التاريخية، أنه كان عصبي المزاج وسريع الغضب وكان قاسيا لا يرحم ولا يلتزم بأخلاق وشديد النهم في الأكل.
تمرد علي والده مرتين ثم أصبح رسميا ملك إنجلترا ، وبدأ التخطيط لشن حملة صليبية لاحتلال القدس، بعد تحرير صلاح الدين الأيوبي لها عام 1187م.
وبعد 10 أشهر من توليه العرش، انضم إلى الحملة الصليبية الثالثة "أكبر تجمع عسكري" عرفته العصور الوسطى، وعرف بحملة الملوك.
وكان ريتشارد قد أمن تمويل الحملة بعد عرضه المناصب العليا في الكنيسة ومناصب الشرفاء والقصور والبلدات والمزارع للبيع، وطلب من كل مدينة جوادين مسرجين للركوب، ووقتها قال عبارته الشهيرة وهو يجمع جيشه "أبيع لندن لو وجدت لها مشتريا.
كما فرض على المواطنين ضريبة مباشرة عرفت باسم "ضريبة صلاح الدين"، وهي رسم يبلغ العشر من دخل الفرد، ويجبى على مدى 3 سنوات. ومن ينضم إلى الحملة يعفى من الضريبة.
وبلغ ثقل الضريبة على المواطنين، إلى درجة أن أحد الخيالة باع زوجته وكل ممتلكاتها كي يدفع ضريبته، ووصف المؤرخ الإنجليزي "روجر أوف وندوفر" الضريبة بأنها كانت "انتهاكا عنيفا حجب رذيلة الطمع خلف ستار البر وعمل الخير، وأزعج الكهنة والشعب على السواء".
ونجح ريتشارد في تكوين جيش ضخم وقوات بحرية، ودرب المقاتلين على تحمل آلام الجوع والمرض و انطلق ريتشارد نحو عكا في يونيو 1191م، وفي طريقه اقتحم مدينة "ميسينا" الإيطالية، بغية الضغط على ملك صقلية لجلب تمويل كاف للحملة الصليبية، فسلب 40 ألف أوقية من الذهب.
ثم استولى على جزيرة قبرص، وفرض على سكانها ضرائب باهظة لاستكمال نفقات الحملة، واتجه بأسطوله إلى مدينة عكا، وهناك التقى ملك فرنسا الذي سبقه إليها، واشتركا في حصارها لمدة عامين.
وكان ريتشارد، الذي وصفه مؤلف كتاب "النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية" بـ"الملعون" قد غدر بأسرى المسلمين بعد أن صالحهم وتسلم منهم فدية بمبلغ 200 ألف دينار على أن يكونوا آمنين على نفوسهم، واقترف جرائم وحشية في حقهم، حيث أعدم أكثر من 2700 أسير مع زوجاتهم وأطفالهم.
وحاول ريتشارد أن يستعيد القدس، وخاض عددا من المعارك باءت كلها بالإخفاق، فسلّم بإخفاق حملته، وعرض على صلاح الدين إجراء مفاوضات دامت أكثر من عام شارك فيها 42 وفدا انتهت بـ"صلح الرملة" عام 588هـ (1192م)، مقابل هدنة مدتها 3 سنوات و8 أشهر، مع السماح للصليبيين بالشريط الساحلي الممتد ما بين عكا ويافا، وللحجاج المسيحيين بزيارة القدس الخاضعة للحكم الإسلامي.
وحينما أبحر ريتشارد عائدا إلى بلاده، في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول 1192، هبت عواصف بحرية حطمت سفينته، فاضطر إلى سلوك الطريق البري وسط أوروبا، حيث كان عدد من الملوك والأمراء يتربصون به، بعد إخفاقه في تحرير القدس، وكان ملك فرنسا قد قاد حملة لإفساد سمعته حول أوروبا، واتهمه بالخيانة والاتفاق مع القائد صلاح الدين الأيوبي.
وكان الملك الإنجليزي متخفيا بزي راهب، لكن افتضح أمره، فألقي القبض عليه قرب فيينا، ووضع في قلعة "دورشتاين" في النمسا، وبقي سجينا فيها سنتين.وبعد مفاوضات استطاع الإنجليز دفع فدية لتحرير ملكهم مقدارها 150 ألف مارك، وهو ما يعادل 3 أضعاف الدخل السنوي للمملكة الإنجليزية.
وفرض آنذاك في إنجلترا على كل فارس ضريبة، وألزم كل مدني بدفع ربع دخله، كما أجبرت كل كنيسة على التنازل على كل ما له قيمة من ممتلكاتها لجمع مبلغ الفدية.
كان الملك الإنجليزي في أيامه الأخيرة مشغولا بالدفاع عن ممتلكاته الفرنسية ضد الملك فيليب الثاني، وفي مارس 1199م هاجم بلدية شالو الفرنسية، فأصابه سهم طائش في ذراعه، وتورم جرحه فأصيب "بالغرغرينا" التي تفشت في جسده، وتوفي في سنة 1199م، عن عمر ناهز 42 عاما.
وكان رامي السهم فتى صغيرا، قتل ريتشارد بدافع الانتقام منه لقتله والده وشقيقيه، فقالت العرب عن ريتشارد (الأسد الذي قتلته نملة).
شبكة الجزيرة الاعلامية
✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
#يوميات_في_التاريخ_الاسلامي
#اعرف_عدوك_أيها_المسلم (15)
جلال الدين أكبر
هو سلطان الهند الأشهر، وعدو الإسلام الأكبر، وأقوى سلاطين مغول الهند، وأوسعهم دائرةً وملكًا، ولكنه أشدهم ضررًا، وأبعدهم أثرًا، على الوجود الإسلامي في بلاد الهند.
عاش المَلِكُ "أكبر" طفولة قلقة، وقضى حياة غير مستقرة، منعته عن مواصلة تعليمه كما ينبغي، فكان حظه من التعليم قليلاً .. وقع تحت تأثير وزيره الشيعي بيرم خان
كان تأثير زوجات الملك-الهندوكيات-عاملاً قوياً من عوامل انحرافه، وانحراف بلاطه، وعمل على كسب ثقة الأمراء الهنادكة، بالعديد من الإجراءات، كالنهي عن ذبح البقرة وحلق اللحية، ووضع نقطة من الطين الملون في وسط الجبين –وهو من شعار الهندوس– ووضع الفتيلة في وسط الجسم! وما إلى ذلك.كما ترك الحرية للزوجات الوثنيات؛ في التمسك بعقائدهن، وعبادة الأوثان داخل القصر الملكي!
تتلخص العقيدة الالفية ، في انتهاء صلاحية الإسلام بعد ألف سنة، من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وبداية شريعة جديدة للبشر، وابتكر هذه الفكرة-ولأول مرة "محمود بسيخواني "-الزنديق الإيراني، وبعد نضج هذه العقيدة عند الملك، شرع في اتخاذ ما يلزم؛ لنشر هذه العقيدة بين الجماهير، ولترسيخها في أنحاء الدولة.
وأعلن جلال الدين أكبر، عن الدين الجديد في بلاد الهند، والذي يقوم على فكرة وحدة الأديان، رأى الملك أن جميع أهل الأديان؛ يعتقدون بالإله الخالق، ويتفقون في ذلك، ولكنهم يختلفون في الإيمان بالرسالة، ولا يكادون يتفقون فيه على شيء، فرأى أنَّه من المصلحة-لتوحيد أهل الأديان-حذف الشق الثاني من كلمة التوحيد! ووضع نفسه في هذا الوضع؛ بصفته رمزاً لهذه الوحدة، ومؤسِّساً لهذا المذهب الجديد؛ فأعلن أن كلمة الدخول في هذا المذهب تكون هكذا: (لا إله إلا الله "أكبر" خليفة الله)!
اشتمل الدين الجديد، على كل الوثنيات، والشركيات، والضلالات الموجودة في المذاهب، والأديان، والعقائد السابقة؛ فكان يأمر أتباعه، ورجال الدولة، وكلَّ من يدخل عليه؛ بالسجود له، وكان يقوم بعبادة النار، والشمس أربع مرات كل يوم! كما قدَّس الخنازير، والأبقار، ومنع من ذَبْحِها! واتخذ-في قصره الخاص-حظيرةً للخنازير؛ ليتمتع بالنظر إليها كلَّ صباحٍ! وفي المقابل؛ شن الغارة على تعاليم وشعائر الإسلام؛ فأبطلها جميعاً، فمنع الصلاة، والصوم، والحج، ودفع الزكاة، والحجاب، والختان، وأباح الخمر والميسر، وجعلَ في قصره مكاناً-خاصَّاً-للمقامرين؛ لِلَعِب القمار! كما أباح العمل في الدعارة، وأشاع الزنا بين الناس؛ بإباحة زواج المتعة، ومنع التحدث باللغة العربية، إلى آخر قائمةٍ طويلةٍ من الكفريات، والضلالاتِ الشنيعةِ، التي لم يُسْمَعْ بمثلها في تاريخ المسلمين.
ثار العلماء، والصالحون، ومسلمو الهند الصادقون؛ على هذه الكفريات، والشركيات وانتدبَ له ولبدعته الشيخ الكبير "أحمد بن عبد الأحد السرهندي" الذي استطاع أن ينقذ الإسلام والمسلمين بالهند من اتباع هذه الضلالات والكفريات، وقابل جلال الدين ذلك بأن نفى العلماء، وأبعدهم خارج الهند، وجعل البلاد قفرًا من أهل العلم! ولكنه لم يستطع أن يحوّل المسلمين بالهند إلى دينه المخْتَرَع، لذلك؛ أُشْرِبَ قلبه ببغض المسلمين، وتجد ترجمة ذلك؛ في عداوة السيخ للمسلمين في الهند، والتي فاقت عداوة الهندوس-العدو الأصلي-للمسلمين في الهند.
اصطبغت الحياة الاجتماعية في هذا العصر بالصبغة الهندو كية الوثنية أيما اصطباغ! ولم يبق للإسلام فيها عين ولا أثر، حتى أبنية المساجد المبنية في بداية عهده كانت أشبه بمعابد الهنادك منها بالمساجد! ومن مظاهر الارتداد الاجتماعي: أن كلمة (الله أكبر) أصبحت شعاراً للكتاب، والمصنفين، يبدؤون بها كتاباتهم، يريدون بذلك؛ تأليه المَلِكِ "أكبر" ولو من طرف خفي، كما درج مؤلفون آخرون في مقدمة كتاباتهم بعد الحمد لله –تعالى-والثناء عليه؛ يذكرون المَلِكَ "أكبر" بالتبجيل والتكريم! والألقاب الطويلة، ولم يكونوا يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم ويسلمون عليه.
تأثَّر مجالُ التعليم تأثَّراً مباشراً بهذا المذهب؛ إذ أصدر المَلِكُ "أكبر" مرسوماً بمنع التعليم الإسلامي، واللغة العربية، وتطهير الفارسية من الكلمات العربية. وبعد صدور هذا المرسوم؛ أصبح من العسير-جداً-تعليم العلوم الشرعية، واللغة العربية، ووضعت العلوم العقلية، والنجوم، والحكمة، والطب، والرياضة، والشعر، والقصة مكانها، وأوقفت الرواتب والجرايات الشهرية لمدرسي العلوم الشرعية، فكسدت أسواق هذه العلوم، وتوقف تخرج الفقهاء، والقضاة، والأئمة، والخطباء.
موقع ملتقى الخطباء
✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
#يوميات_في_التاريخ_الاسلامي
#اعرف_عدوك_أيها_المسلم (13)
ستالين
ما حدث للمسلمين في آسيا الوسطى أثناء الحكم الشيوعي، وبخاصة خلال حكم ستالين، شيءٌ فظيع، شيءٌ لم تره عينٌ، ولم تسمع به أُذن.
اجتاح الجيش الأحمر الشيوعي، في مطلع عهد الطاغية ستالين (1924 - 1953م)، والمؤسس الحقيقي للاتحاد السوفييتي، كلَّ أرجاء آسيا الوسطى (تركستان الغربية)، وفي حين سيطرت الصين على تركستان الشرقية. وفرض ستالين الحكم الشيوعي الشمولي عليها، بالحديد والنار، وضرب حولها سياجاً حديدياً، عزلها عن العالم كله، وبدأت مرحلة جديدة من الانتهاكات، والقمع، والفضائع، والقهر، والتنكيل، والإبادة الجماعية، ومسخ الهوية، والحرب على الدين والقيم، وتحطيم المقومات الذاتية للمجتمع.
فقد بدأ البلاشفة عهدهم بإقصاء الإسلام، وأعلنوا عليه حـرباً شعواء، باعتبار الدين خرافة، وجهلاً، وأنه أفيون الشعوب، وأن الإسلام يبرر الظلم الاجتماعي، ويكرس الاستغلال الطبقي، ويناهض الحركات التحررية، والكفاح الثوري.. ولذلك فقد منعوا المسلمين من الصلاة، والصيام، والحج، ومن قراءة القرآن، وأغلقوا المساجد، وحوَّلوها إلى مخازن، وإسطبلات، وأغلقوا المدارس الإسلامية، وحولوها إلى مساكن طلابية، وصادروا الأوقاف الإسلامية، وأغلقوا المحاكم الشرعية، وأحرقوا المصاحف،وحظروا كل الشعائر الإسلامية، وتم استهداف النساء المسلمات، بصورة أساسية، فجعل قسمُ النساء في الحزب الشيوعي شغلَه الشاغل تغييرهن بشكل جذري، بداية من إقامة مؤتمر جماهيري في 8/3/1928م تحت مسمى (يوم المرأة العالمي)، لدعوتهن لحرق الحجاب، إلى الدفع بهن، بعد ذلك، إلى مستنقع الرذيلة، والانحلال.
أعلن الشيوعيون بزعامة ستالين حملتهم العنيفة ضد الأديان، ولفرض الإلحاد، وكان تعليم الإلحاد، يبدأ من الحضانة، ويستمر حتى آخر مرحلة تعليمية، وصاحَب ذلك إنشاءُ جمعيات لمحاربة الدين، وأخرى ملحدة، كجماعة (عصبة الملحدين) التي قامت بتنظيم حملات ضد الجوامع والمدارس الإسلامية، فأزيل الآلاف منها، وتم تحويل الكثير منها إلى أندية، ومقاهٍ،
قبل الثورة الشيوعية، كان هناك قِطاع واسع من مسلمي آسيا الوسطى يتحدثون باللغة العربية، وبخاصة العلماء والمشائخ، والمثقفين، لدرجة أنه كان هناك من يكتب شعراً بالعربية، فقامت السلطات الشيوعية بحظر استعمال اللغة العربية، وفرض اللغة الروسية، وكانت لغة المسلمين في المنطقة تكتب بالحروف العربية، فأصدرت السلطات الشيوعية عام 1925م، قراراً باستبدالها بحروف اللغة الروسية، وفرضت الروسية لغةً وحيدةً للمراسلات والتخاطب، وصار استعمال العربية والاحتفاظ بالكتاب العربي جريمة، يستحق مرتكبها أشد العقاب، فأثناء حملات التفتيش كان الشيوعيون إذا وجدوا مصحفاً بل أي كتـاب عربي، بغض النظر عن مضمونه، يقومون بقتل صاحبه، فاضطر الناس إلى حرق الكتب الدينية، أو رميها في مياه الأنهار، أو إخفائها تحت الأرض، أو في جدران الغرف، حفاظاً على حياتهم، وكان من قبض عليه الشيوعيون متلبساً بحيازة كتب عربية، أخذوه إلى خارج المدينة، وحفروا له ولكتبه حفرة، ورموه وأياها في هذه الحفرة، ثم أهالوا عليها وعليه التراب، وبهذه الطريقة، قُتل الكثيرون، وضاعت عشرات الآلاف من الكتب والمخطوطات الإسلامية، فضلاً عن الأعداد الهائلة التي أتلفتها السلطات الشيوعية.
على الرغم من البطش، والقتل، والتشريد، والتهجير القسري، والإبادة الجماعية وغيرها، من أساليب الاضطهاد، التي عانتها الشعوب الإسلامية، في آسيا الوسطى، فلم تتخلَّ عن عقيدتها. وكانت أوزباكستان هي القلب النابض دوماً بالمقاومة، حيث توجد فيها الحواضر الإسلامية الشهيرة، طشقند، وسمرقند، وبخارى، وخوارزم، والتي ظلت تؤرق الشيوعيين حتى آخر لحظة، وذلك لكونها كانت تحتوي - وما تزال - على عدد ضخم من المساجد، والمدارس، والآثار الإسلامية، والتي استعصى على الشيوعيين محوها، رغم محاولاتهم المستمرة، وكان وجود تلك المساجد والمدارس والآثار الإسلامية، وإن كانت أبنية فقط، بما ترمز له من الأمجاد الإسلامية الخالدة، والتاريخ الإسلامي الزاهر، الذي شهدته هذه المنطقة، يعطي زخماً معنوياً، في التمسك بالإسلام والحفاظ على الهوية في مواجهة الحرب الإلحادية الضارية، التي شنها الشيوعيون ضد الإسلام. لكن ذلك لا يعني أن الحرب على الإسلام، في المنطقة، قد توقفت بعد سقوط النظام الشيوعي، كلا كلا! فتلك الحرب ما تزال مستمرة، بأيدي المعدودين أنهم أبناؤه، من أيتام الحزب الشيوعي البائد، وبأيدي الشريحة (المثقفة)، التي نجح الشيوعيون في غسل أدمغتها، ومسخ هويتها، وقطعها عن جذورها.
مجلة البيان
✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
#يوميات_في_التاريخ_الاسلامي
#اعرف_عدوك_أيها_المسلم (11)
ابن سبأ
ما بين سنة 30 إلى 31 هـ، ظهر في اليمن عبد الله بن سبأ، وكانت أمه جارية سوداء، ومن ثَمّ لُقّب بابن السوداء، وكان يه*وديًا، وعاش في اليمن فترة طويلة، وكانت اليمن قبل الإسلام مقاطعة فارسية، فتعلّم عبد الله بن سبأ الكثير عن المجوسية، وأراد هذا اليه*ودي أن يطعن في الإسلام والمسلمين، وبدأ بالتفكير في عمل هذه الفتنة، فدخل في الإسلام ظاهرًا في بداية عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبدأ يتنقل في البلاد حتى ينشر بعض الأفكار السامّة، والطاعنة في الإسلام، فذهب إلى الحجاز، ولما لم يجد صدى كافيًا انطلق إلى العراق، فذهب إلى البصرة، وكانت موطنًا للفتن، ووقع هناك على رجل يُسمّى حكيم بن جبلة، وكان من المسلمين، ولكنه كان لصًّا يغير على أهل الذمة، وقد حدد الخليفة إقامته بألا ينتقل من البصرة، فقد كان رجلًا سيئ الخلق، وبدأ ابن سبأ يلقي في روعه بعض الأفكار الجديدة على الإسلام، والمقتبسة من اليه*ودية، والمجوسية، وخرجت عقائد الشيعة من هذه الأفكار التي جاء بها عبد الله بن سبأ، وقد انقسم الشيعة إلى فرق كثيرة، فمنهم من أخذ من عبد الله بن سبأ كل ما قاله، وهم من يُسمّون الآن بالسبئية، ومنهم من أخذ منه البعض، ومنهم من أخذ القليل منه، ولكن على العموم فالشيعة جميعًا أخذوا من هذه الأفكار.
تبعه حكيم بن جبلة، وبعض من قبيلته، وبعض من أصدقائه، وكان كل هذا الأمر يدور سرّا، فهو لا يجرؤ على الجهر به ابتداءً، ثم انتقل من البصرة إلى الكوفة، وهي موطن للفتن، والثورات أيضًا، واستجاب له من أهل الكوفة أفراد كثيرون، ولكن سرّا ومنهم على سبيل المثال الأشتر النخعي، وهذا أمر غريب، فقد كان الأشتر من المجاهدين في اليرموك، والمواقع التي جاءت بعدها، ولكن الله تعالى يثبّت من يشاء، وقد استجاب الأشتر لابن سبأ إما عن جهلٍ، وإما عن رغبةٍ في الرئاسة أو غير ذلك.
انتقل ابنُ سبأ إلى مصر، ووجد في مصر مناخًا مناسبًا لأفكاره؛ لأن معظم المجاهدين خرجوا إلى الفتوحات في ليبيا، وآخرين في السودان ومن كان موجودًا إنما هم قلة من المسلمين، فاستطاع ابن سبأ أن يجمع حوله قلة من الناس، واستقرّ في مصر، ولم يكن استقراره أمرًا مقصودًا، لكنه كان بطبيعته يستقرّ في كل بلد ينزل فيها مدة، ثم يغادرها إلى غيرها، فلما كان بمصر كان قد قرب عهد الفتنة فخرج من مصر.كانت أفكار ابن سبأ تهدف لهدم الإسلام، وتشكيك المسلمين في دينهم ومن هذه الأفكار
:
1- القول بعقيدة الرجعة: وهي من الثوابت عند الشيعة، وأصلها في المجوسية،وقال لهم ابنُ سبأ: إذا كان عيسى بن مريم سيرجع فكيف لا يرجع محمد صلى الله عليه وسلم، فمحمد صلى الله عليه وسلم سيرجع، وتمادى الشيعة في الأمر، وقالوا ليس محمدًا فحسب بل علي بن أبي طالب وغيره.
2- عقيدة الوصاية: قال ابن سبأ إن أمر النبوة منذ آدم حتى محمد صلى الله عليه وسلم بالوصاية، أي أن كل نبي يوصي للنبي الذي بعده- وهذا تخريف منه وتحريف- ثم بدأ في البحث عن رجل إذا تكلم عنه أمام الناس يخجل الناس أن يردوا كلامه، فقال: إن محمدا صلى الله عليه وسلم أوصى بالأمر لعلي وقد علمت ذلك منه، ووضع حديثا في ذلك
ثم قال ابن سبأ لأتباعه: اطعنوا في الأمراء، وبدأ يراسل أهل الأمصار بسلبيات افتراها على الأمراء
ثم بدأ الطعن في الخليفة نفسه، وأعد ابن سبأ قائمة بالطعون في عثمان رضي الله عنه، وأرسلها إلى الأمصار والبلدان، ووصل الأمر إلى أمراء المسلمين، وإلى الخليفة رضي الله عنه، فأرسل مجموعة من الصحابة يفقهون الناس، ويعلمونهم، ويدفعون عنهم هذه الشبهات.
ثم ظهرت الفتنة، ولأول مرة بصورة علنية، وكان ذلك في الكوفة سنة 33 هـ، فقد جمع الأشتر النخعي حوله مجموعة من الرجال تسعة أو عشرة، وبدأ يتحدث جهارا نهارا عن مطاعن يأخذها على عثمان رضي الله عنه.
وأراد رءوس الفتنة أن يشعلوا الأمر أكثر وأكثر، حتى يجتثوا الدولة الإسلامية من جذورها، فبدءوا يكثرون الطعن على عثمان، ويكتبون هذه المطاعن المكذوبة، والمفتراة ويرسلونها إلى الأقطار موقعة بأسماء الصحابة افتراء على الصحابة، فيوقعون الرسائل باسم طلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، والسيدة عائشة.
وكان من الصعب نظرا لصعوبة الاتصال وتنائي الأقطار أن يتم تنبيه الناس إلى كذب هذه الرسائل، وأن الصحابة رضوان الله عليهم لم يكتبوا هذه المطاعن ولم يوقعوا عليها.
وتلك المطاعن التي افتراها من أشعل هذه الفتنة هي الموجودة الآن في كتب الشيعة، وعندما يطعنون ويسبون عثمان رضي الله عنه يذكرون هذه المطاعن الذي ذكرها هؤلاء المارقون عن الإسلام، ويضعونها على أنها حقائق.
قصة الإسلام
✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
#يوميات_في_التاريخ_الاسلامي
#أعرف_عدوك_أيها_المسلم (9)
البابا اوربان الثاني
هو (البابا) الآخذ لقرار الحملات الصليبية ضد بلاد المسلمين
كان أوربان الثاني رجلاً ذكيًّا سياسيًّا لبقًا، وكان مطلعًا على أحوال العالم المعاصر له، وفوق كل ذلك كان يُكِنُّ حقدًا كبيرًا على المسلمين، سواء في بلاد المشرق حيث يحكمون أرض المسيح ، أو في الأندلس . ثم إنه كان رجلاً ذا طموح كبير، بأن يكون هو الزعيم الأكبر والأوحد للمسيحيين جميعًا في العالم، وذلك بتوحيد الكنيستين الغربية والشرقية.
استجد الامبراطور البيزنطي بالبابا اوربان للمساعدة في حرب المسلمين السلاجقة والاخير وجد أنه لو استغل هذه الفرصة واستجاب لطلب الإمبراطور البيزنطي، وعلى نطاق واسع، فسوف يحقِّق عدة أهداف في غاية الأهمية، وفي ضربة واحدة.
فهو أولاً: سيعيد إبراز دور الكنيسة في حياة الأوربيين.
وثانيًا: سيقوم البابا بحملة عسكرية تشمل التنسيق بين ممالك وإمارات أوربا المختلفة، وسيحتفظ بالقيادة في يده، فهو بذلك سيستعيد سلطان الكنيسة العسكري والسياسي على كامل أوربا؛ وحيث إن القضية ذات طابع ديني، فالذي سيرفض قد يعاقب بالحرمان، وسحب الثقة، وقد يؤدِّي ذلك إلى زلزلة عرشه.
وثالثًا: لن يتحسن وضع البابا دينيًّا وسياسيًّا فقط، بل سيتحسن اقتصاديًّا أيضًا، فالبلاد التي ستفتح ستدر أموالاً كثيرة، والأوربيون الذين لن يستطيعوا المشاركة سيدفعون للكنيسة الأموال؛ تكفيرًا عن امتناعهم عن الذهاب لفلسطين.
ورابعًا: الثروات التي ستأتي من فلسطين والشام، ستحل المشاكل الاقتصادية الطاحنة التي تعاني منها أوربا؛ وبذلك ستستقر الأوضاع المضطربة في أوربا.
وخامسًا: ستنصرف طاقات أوربا العسكرية إلى حرب خارجية يُبرِزون فيها قدراتهم ويستنزفون فيها رغباتهم العنيفة، وذلك بدلاً من التصارع الداخلي بين الإمارات والإقطاعيات.
سادسًا: ستشن أوربا الصليبية حربًا على العدو التقليدي لهم وهم المسلمون، وهي حرب في نظر البابا لا نهاية لها، ولن يرضى من المسلمين بشيء إلا بتغيير الدين.
سابعًا: سيقوم البابا بذلك بنجدة آلاف الفقراء الذين يموتون في أوربا سنويًّا نتيجة الجوع والمرض والبرد، وسيشعر الجميع بذلك بالرضا نحوه.
وثامنًا: ستتاح للبابا الكاثوليكي الفرصة الذهبية ليضم الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية ، وذلك تحت سيطرته هو، فهو الذي جاء من أقصى البلاد لينقذ النصارى الشرقيين من المسلمين.
تاسعًا: سيحقِّق حُلمًا عاطفيًّا دينيًّا قديمًا، بالسيطرة على الأرض التي وُلد فيها المسيح وعاش.
وعاشرًا وأخيرًا: قد لا تتكرر بعدُ ذلك الفرصة المناسبة التي تبرر للشعوب هذه الحروب الضخمة والتضحيات الهائلة، فالآن النصارى الشرقيون يستغيثون، ومن ثَمَّ فهناك مسوّغ أن تنفق الأموال، وتُزهَق الأرواح لنجدتهم، وستصبح صورة الحرب نبيلة، وستسكت الشعوب الأوربية عن مساءلة البابا عن الثمن الباهظ الذي سيدفعه في هذه الحروب، بينما لو كان المبرر للقتال ليس واضحًا فقد يَفْقد البابا عرشه إذا خسرت أوربا كثيرًا في حربها، وذلك مثلما حدث مع رومانوس الرابع إمبراطور الدولة البيزنطية، الذي خُلع من منصبه بعد الهزيمة الساحقة من السلاجقة في موقعة ملاذكرد. فالبابا سيحقق كل المكاسب باستغلال هذه الفرصة، ولن يخسر شيئًا لو حدث مكروه للجيوش؛ لأنه في النهاية يحارب من أجل أهداف نبيلة فيما يبدو للناس.
كان اوربان الثاني على خلاف مع معظم ملوك أوربا، وخاصةً هنري الرابع ملك ألمانيا، ولكنه كان على علاقة طيبة مع أمراء الإقطاعيات، وخاصةً في فرنسا؛ ولذلك قرر البابا أن يستفيد من علاقاته هذه مع الأمراء في فرنسا فيعقد مؤتمرا كنسيا جامعا هناك وخاصةً أن الكثافة السكانية في فرنسا كبيرة، إضافةً إلى المجاعة الكبيرة التي ضربت شمال فرنسا وشرقه في السنوات العشر الأخيرة، مما أثَّر في الظروف الاقتصادية، وبالتالي سيكون قبولهم لفكرة الحروب ضد الشرق الإسلامي فكرة مقبولة لإخراجهم من أزماتهم الكثيرة. واخيرا عقد المؤتمر عام 488 للهجرة 1095 م
د/ راغب السرجاني
قصة الإسلام
المصادر : محمد مؤنس: الحروب الصليبية العلاقات بين الشرق والغرب / ول ديورانت: قصة الحضارة /قاسم عبده قاسم: ماهية الحروب الصليبية
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
#يوميات_في_التاريخ_الاسلامي
#اعرف_عدوك_أيها_المسلم (7)
محاكم التفتيش في الاندلس
فور دخول الإسبان إلى غرناطة نقضوا المعاهدة التي أبرموها مع حكامها المسلمين، إذ كان أول عمل قام به الكاردينال مندوسيه عند دخول الحمراء هو نصب الصليب فوق أعلى أبراجها وترتيل صلاة الحمد الكاثوليكية.
وظهرت *محاكم التفتيش
* تبحث عن كل مسلم لتحاكمه على عدم تنصره، فهام المسلمون على وجوههم في الجبال، وأصدرت محاكم التفتيش الإسبانية تعليماتها لتنصير بقية المسلمين في إسبانيا، والعمل السريع على إجبارهم على أن يكونوا نصارى، وأحرقت المصاحف وكتب التفسير والحديث والفقه والعقيدة وكانت محاكم التفتيش تصدر أحكامًا بحرق المسلمين على أعواد الحطب وهم أحياء في ساحة من ساحات مدينة غرناطة أمام الناس، وقد استمرت هذه الحملة الظالمة على المسلمين حتى العام 1577م، وراح ضحيتها حسب بعض المؤرخين الغربيين أكثر من نصف مليون مسلم، حتى تم تعميد جميع الأهالي بالقوة..
ثم صدر مرسوم بتحويل جميع المساجد إلى كنائس، وصدر مرسوم آخر بإحراق جميع الكتب الإسلامية والعربية، فأحرقت آلاف الكتب في ساحة الرملة بغرناطة، ثم تتابع حرق الكتب في جميع المدن والقرى.
ومحاكم التفتيش في الواقع نمط عجيب غريب من المحاكم، فقد مُنحت سلطات غير محدودة، ومارست أساليب في التعذيب لم يعرفها أو يمارسها أكثر الطغاة وحشية عبر التاريخ، وقد بدأت تلك المحاكم أعمالها بهدم الحمامات العربية، ومنع الاغتسال على الطريقة العربية، ومنع ارتداء الملابس العربية أو التحدث باللغة العربية أو الاستماع إلى الغناء العربي، ومنع الزواج على الطريقة العربية أو الشريعة الإسلامية، ووضعت عقوبات صارمة جدًّا بحق كل من يثبت أنه يرفض شرب الخمر أو تناول لحم الخنزير، وكل مخالفة لهذه الممنوعات والأوامر تعد خروجًا على الكاثوليكية ويحال صاحبها إلى محاكم التفتيش.
ويساق المسلم الي سجن مظلم، ترتع فيه الأفاعي والجرذان والحشرات، وتنتشر فيه الأوبئة، وفي هذا المكان على المتهم أن يبقى أشهرًا طويلة دون أن يرى ضوء الشمس أو أي ضوء آخر، فإن مات، فهذا ما تعتبره محاكم التفتيش رحمة من الله وعقوبة مناسبة له، وإن عاش، فهو مازال معرضًا للمحاكمة، وما عليه إلا أن يقاوم الموت لمدة لا يعرف أحد متى تنتهي وقد يُستدعى خلالها للمحكمة لسؤاله وللتعذيب.
ويشتمل التعذيب على كل ما يخطر على البال من أساليب وما لا يخطر منها، وتبدأ بمنع الطعام والشراب عن المتهم حتى يصبح نحيلاً غير قادر على الحركة، ثم تأتي عمليات الجلد ونزع الأظفار، والكي بالحديد المحمي ونزع الشعر، ومواجهة الحيوانات الضارية، والإخصاء، ووضع الملح على الجروح، والتعليق من الأصابع..
وخلال كل عمليات التعذيب يسجل الكاتب كل ما يقوله المتهم من صراخ وكلمات وبكاء، ولا يستثنى من هذا التعذيب شيخ أو امرأة أو طفل، وبعد كل حفلة تعذيب، يترك المتهم يومًا واحدًا ثم يُعرض عليه ما قاله في أثناء التعذيب من تفسيرات القضاة، فإذا كان قد بكى وصرخ: يا الله، يفسر القاضي أن الله التي لفظها يقصد بها رب المسلمين، وعلى المتهم أن ينفي هذا الاتهام أو يؤكده، وفي كلا الحالتين يجب أن يتعرض لتعذيب من جديد، وهكذا يستمر في سلسلة لا تنتهي من التعذيب.
أخيراً، وقبل أربع وعشرين ساعة من تنفيذ الحكم يتم إخطار المتهم بالحكم الصادر بحقه، وكانت الأحكام تتمثل في ثلاثة أنواع:
البراءة: وهو حكم نادرًا ما حكمت به محاكم التفتيش، وعندها يخرج المتهم بريئًا، لكنه يعيش بقية حياته معاقاً مهدوداً بسبب التعذيب الذي تعرض له، وعندما يخرج يجد أن أمواله قد صودرت، ويعيش منبوذاً لأن الآخرين يخافون التعامل أو التحدث إليه خوفاً من أن يكون مراقباً من محاكم التفتيش، فتلصق بهم نفس التهم التي ألصقت به عينها.
الجلد: وقد كان المتهم يساق إلى مكان عام عارياً تماماً وينفذ به الجلد، وغالباً ما كان يموت تحت وطأة الجلد، فإن نفذ وكُتبت له الحياة يعيش كوضع المحكوم بالبراءة من حيث الإعاقة ونبذ المجتمع له.
الإعدام: وهو الحكم الأكثر صدوراً عن محاكم التفتيش، ويتم الإعدام حرقًا وسط ساحة المدينة.
وفي بعض المراحل صارت المحاكم تصدر أحكامًا بالسجن، وبسبب ازدحام السجون صارت تطلق سراح بعضهم وتعدم آخرين من دون أي محاكمات، وفي بعض الحالات تصدر أحكاماً بارتداء المتهم لباسًا معينًا طوال حياته، مع إلزام الناس بسبه كلما سار في الشارع أو خرج من بيته، وفي هذه الأحكام كما قلنا لا يُستثنى أحد بسبب العمر، فهناك وثائق تشير إلى جلد طفلة عمرها أحد عشر عاماً مائتي جلدة، وجلد شيخ في التسعين من عمره ثلاثمائة جلدة، وحتى الموتى كانوا يخضعون للمحاكمة فيتم نبش قبورهم.
المصدر: موقع محاكم التفتيش، نقلاًَ عن مجلة الوعي الإسلامي.
✍ أسعد الله أوقاتكم بطاعته
برنامج مع البخاري | الحلقة 19 | سلامة الدين | د. حمزة الزبيدي
Читать полностью…برنامج مع البخاري | الحلقة 17 | طالب العلم والخصومات | د. حمزة الزبيدي
Читать полностью…برنامج مع البخاري | الحلقة 16 | أخلاق طالب العلم | د. حمزة الزبيدي
Читать полностью…برنامج مع البخاري | الحلقة 14 | طالب العلم والرفق | د. حمزة الزبيدي
Читать полностью…برنامج مع البخاري | الحلقة 12 | شرف العلم | د. حمزة الزبيدي
Читать полностью…برنامج مع البخاري | الحلقة 10 | طالب العلم والوَرَع | د. حمزة الزبيدي
Читать полностью…برنامج مع البخاري | الحلقة 8 | العمل بالعلم | د. حمزة الزبيدي
Читать полностью…