- أستريحُ هُنَا قليلًا، كمَا يفعلُ المُنَاضِلون ! #عبدالودود_الهدهد
نعتز بانتمائنا للقبيلة،
لكننا نرفض كل تصرفٍ جاهلي يُرتكب باسمها.
لا بارك الله في قبيلة تُفرّق بين الناس وتُخالف شرع الله، وقد قال تعالى: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
كيف يُعقل، بعد أكثر من 1400 سنة من نزول الإسلام، أن لا تزال بعض العقول تُميّز بين الناس وتُردد: "العرق دساس"؟
متجاهلين قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كلكم لآدم، وآدم من تراب، لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى".
شاب تزوّج من خارج قبيلته، فاجتمعت القبيلة وأصدروا بيانًا ينبذونه فيه، ويُحقّرون أهل زوجته بوصفهم "مزاينة"، وكأنما اقترف جريمة، لا زواجًا حلالًا في شرع الله.
بل لربما، لو زنا، لما أثاروا مثل هذا البيان!
سحقًا لعادات تُقصي وتُهين وتُقسّم الناس، وقبح الله من يُعلي الجهل على الدين.
ها أنا في الجهة الأخرى من العالم،
في زواية بعيدة عن الديار والوطن،
بمكان لا أعرفُ ولا يعرفني فيه أحد،
كأنني انسحبت من كل الحكايات،
وتركت اسمي هناك، خلف الأبواب المغلقة.
أجلس خارج غرفتي، وحيدًا،
السماء فوقي ساكنة،
الجو جميل،
لكن ما قيمة الجمال الذي لا يُشارك؟!
أشربُ كوب الشاي الذي أعددته بيدي،
كأنني أواسي نفسي بطقوس صغيرة،
أتنفس ببطء،
كأنني أُقنع قلبي أن لا بأس، رغم كل ما به.
ولوهلة…
أقتنع بهذه الحياة،
رغم وحدتي، ورغم المسافة،
أشعر أن شيئًا جميلًا ينتظرني،
هناك… حيث تركت كل شيء جميل،
وحيث لا تزال الحكايات ممكنة!
نبذة عن الشجرة:
شجرة الغريب، المعروفة أيضًا باسم "الكولهمة" واسمها العلمي Adansonia digitata، تُعد من أقدم وأضخم الأشجار في اليمن والجزيرة العربية. تقع في منطقة السمسرة بمحافظة تعز.
يُقدّر عمر الشجرة بما بين 1500 إلى 2000 عام، ويصل ارتفاعها إلى حوالي 16 مترًا، بينما يبلغ محيط جذعها نحو 35 مترًا. تتميز بجذوع ضخمة متشابكة وأغصان عريضة تُكوّن ظلالًا كثيفة، مما يجعلها مزارًا مميزًا للزوار والباحثين.
تحظى شجرة الغريب بمكانة خاصة في الثقافة اليمنية، وتُعتبر رمزًا للتراث الطبيعي. يعتقد البعض أن لها استخدامات طبية مثل علاج الحساسية وتساقط الشعر، كما تُعد موقعًا سياحيًا بارزًا في المنطقة.
ومؤخرًا، انهارت أجزاء منها بسبب التقدم في العمر والعوامل الطبيعية، مما أثار الحزن والدعوات للحفاظ عليها. وتبقى الشجرة شاهدًا حيًا على التاريخ البيئي والثقافي لليمن، وتستحق الرعاية والاهتمام للحفاظ على ما تبقى من هذا الإرث العظيم.
وبعد سبعين عذر،
شددتُ الرحال وقلتُ: أعتذر،
نفذت حُججك ومعاد بالنفس صبر!
لو أن الزمن يعود يا روح..
لاخترتُكِ ألفَ مرّة!
حتى لو علمتُ أن الفراقَ قدرُنا،
وأن الوداعَ محتوماً منذ اللحظة الأولى..
معكِ...
عشتُ حياةً لن تتكرر،
وفي لحظةٍ واحدة معكِ،
نسيتُ كيف يُوجع الرحيل.
آه يا لعُمرٍ مضى من بعدكِ،
مملٍّ، ثقيلٍ، باهتٍ... لا لون لهُ ولا طعم،
ويا للوداعات التي عشتها بعدكِ،
والآلام التي لا تُحصى.
ما كان ليؤلمني شيءٌ من تلك،
لو لم تكوني أنتِ أحدها.
وما كنتُ لألتفتَ خلفي أبدًا...
لو لم تكوني هناك
ممّن تركوني أو تركتهم.
فارقتُ العالمَ كلَّه بعدكِ..
لم أعد أبالي بفراق،
إلا فراقَكِ..
كخنجرٍ في خاصرتي،
ينزفُ حنيناً العمرِ كلَّه!
لا نامت أعينُ الجبناء
الجبناء الذين سرقوا نومك لياليَ، ثم عاتبوك على أرقهم ساعات!
الجبناء الذين سرقوا منك الضوء، ثم لاموك على عتمتك!
الجبناء الذين مضى عمرك وأنتَ تطفئ نارهم، وحين اشتعلتَ، تركوك وحدك تحترق!
الجبناء الذين عرفوا وجعك، فزادوا الطعنات بلا رحمة!
الجبناء الذين أغمضوا عيونهم عن طعناتهم لك، ووقفوا ينظرون وينتحبون على خدشٍ أحدثته فيهم!
لا نامت أعينهم،
ولا هدأت ضمائرهم،
ولا استراح لهم قلب!
العلاقات بلا احترام
كبيتٍ من زجاج،
قد تراه يلمع،
لكن سينهار مع أول عاصفة.
وإن طال عمره،
فسيبقى جرحًا نازفًا
يُزيّنه صبرٌ زائف!
فلا تُهدر قلبك
على ما لا يستحق.
تسألني: "النَّاس تقذفني وأنا بريء فكيف أُبَرِّر؟"
فأجيبك: "البريء لا يُبَرِّر، فالتبرير في مثل هذه الأمور لا يُغَيِّر شيئًا."
ثم إن هؤلاء الذين يقذفونك اليوم، هناك أنفسهم من اتَّهَمُوا أطهرَ الناس وأعفَّهم بالإمس، وما أشبه اليوم بالأمس.
خُذْ مثلاً:
- السيدة مريم عليها السلام: اُتُهمَتْ بالفاحشة، لكنها التزمت الصمت بأمر الله، حتى أنطق الله سيدنا عيسى عليه السلام ليُبَرِّئَها.
- السيدة عائشة رضي الله عنها: اُتُهمَتْ في حادثة الإفك، فلم تُبَرِّر، حتى أنزل الله بَراءَتها في كتابه الكريم.
- سيدنا يوسف عليه السلام: اُتُهم ظلمًا، ولم يُبَرِّر، حتى أنطق الله غُلامًا في المهد ليشهد ببَراءته.
ولو أن هؤلاء الأطهارَ بَرَّروا لأنفسهم، ما نفعهم ذلك؛ فالله كفيلٌ بالحق!
لكن!
رغم تبرئة الله لهم، لم تهدأ أقوالُ الناس:
- يوسفُ عاد إلى السجن بذات التهمة.
- وعائشةُ، رغم أن الله برَّأها في كتابه، ما زالَ بعضُ الأفَّاكين يطعنون في عِرْضِها حتى اليوم.
- وحتى مريم عليها السلام: لم تَسْلَمْ من افتراءاتهم، فلا يزال بعضهم يدَّعي باطلًا أن لها علاقة بجبريل عليه السلام! مُسْتَدِلِّينَ بتأويلات مُحَرَّفة لقول الله تعالى:
{فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا... لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا} (مريم: 17–19).
ويُفَسِّرون "رُوحَنَا" بأنه جبريل ويريد منها أمر سوء – حاشا لله – ثم يَجْعَلون من هذا المَلَكِ الكريم وسيلةً للافتراءات الفاجرة!
فإذا كان الأنبياء والصالحون – وهم أقرب الخلق إلى الله – لم يَسْلَموا من ألسنة الناس، فماذا تتوقع أنت؟!
لكن احْذَر:
ليس الصمت عن كل اتهام حكمةً، ولا عدم الرد على كل افتراء ضعفًا.
فإن كان الكلام نُصْرَةً للحق ودفعًا للظلم، فهو واجب.
أما إن كان مجرد مجاراة للغو والجدل العقيم، فالإعراض عنه أولى، كما قال الله تعالى:
{وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} (المؤمنون: 3).
فلا تجعل وقتك طعمةً لكل افتراء، ولا تنشغل بردّ كل شائعة، فالحقيقة لا تُطمس، وإن صمتت الألسن نطق الواقع، وإن غاب الإنصاف شهد الله، وهو أصدق الشاهدين.
{وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}.
- عبدالودود الهُدهُد
أنتِ العيد
حين كانوا
بالوردِ المُغلَّف
يثبتونَ أنَّ
للأم عيد .
تمَّ الغدرُ بغزَّةَ.. وانكسرَ العهدُ
والعالمُ المنافقُ في صمتهِ يرقبُ!
وهذا والله نهج الكافرينَ ولا نتعجب
فلا نامتْ أعينُ الجبناءِ.. ولا هجعوا!
اللهم وأنتَ جهاتُنا الأربع،
وحيثما توجَّهنا، فدربُكَ قاصدون،
منكَ القدومُ وإليكَ عائدون!
- عبد الودود الهدهد
- على العهد
هأنا أعاهد نفسي هذه المرة،
أضع يدي على قلبي وأستودعه الله حبكِ،
أستودعه براءة حبنا ونقاءه،
أستودعه صدق مشاعري تجاهك،
أستودعه الله فيكِ وألا يجعلك بعيدة عنه أكثر،
وألا تكون هذه الأيام التي تملؤها انشغالاتي سببًا في برود مشاعرنا، واعلمي أنّه لا يشغلني عنك شيء من توافه الدنيا، بل أنشغل لأجلنا، لكي أصِلكِ، لكي تكون لنا وأبنائنا حياة كريمة..
روضي قلبك يا بنت هذا القلب اخبريه أن وعكة أيام لا تغير حب كبير، اخبريه أن للأيام شمس وريح وليس الحب كالأيام، فالحب شمسًا لا يتوقف وهجه، فأنا أمسي وأصبح وأنتِ ببالي واليوم يمر وذكرك يمر عليَّ بكل موقف، مثلاً كأن أقعد بمفردي على زوايا المطاعم الفاخرة أتناول الغداء بمفردي، فأقول: لو أنك هنا فنتناول الطعام مرة. أتفكر فأقول: سأترك الطعام رغم جوعي وأضل أتأملكِ، وأقبل يدكِ الأخرى بين حين وأخر، أو حين أنتهي من يومي الشاق جدًّا وأعود للبيت فأقول: لو أنك هنا فتأخذين الكيس عن يدي مثلًا، لو ترحيبن بعتب: "أهلًا بالذي تذكر أنَّ لديه بيت".
لو أسمع صوتك لمرة مثلًا،
بدلًا من ضجيج منبه هاتفي المزعج!
أشاهد زوجين أو حبيبين على أحد الشوارع فأقول: ليتنا مثلهما، أشاهد لوحة إعلانية تعرض بيع الشقق فأقول: لو أن لنا منزلنا، أشاهد طفلًا فأقول: بالطبع هذا سيعجبك!
حتى إذا رأيت فتاة بالشارع أتذكر كرهكِ لهن وأمضي مبتسماً مُغرماً بغيرتكِ!
كوني متأكدة أنه لا يمر يومي دون ذكركِ، وإن لم أحدثكِ.
أمس الليل وضعتُ سماعتي على أذني وفتحت تسجيل احدى مكالماتنا، تساقط دمعي رغم أن الحديث كان فكاهيًّا، إلا أنّني من فرط شوقي بكيت،
فقد قست الأيام علينا حين كتبت علينا هذا البعد!
فتعالي نتعاهد الآن
ألا نقسوا على بعضنا
لنقهر هذه الأيام على الأقل،
وعلى العهد
نكرّر قول أحبك!
- عبدالودود الهدهد
لأجلِ عهد قديم ما زلنا باقين...
ولم تعد تعنيني، كما لم أعد أعنيك!
أمّا بعد:
أعلمُ أنَّك تعبت
فالرحلة طالت والسعي شاق
لكن أوصيك ألا تتوقف مهما تعبت،
فتعب السعي هذا أهون بكثير من تعبِ الوقوف ذاك،
ولك أن تتذكر!
- عبدالودود الهدهد
الاعتذار من شيم الكبار للكبار،
أما عند صغار النفوس.. خطيئة!
مشاركة أحد المشتركين:
بعد ألفَي عامٍ من الصمود، خارت قواها وانفلقت.
انفلقت تلك العظيمة، انفلقت من منتصفها وانهارت، لتعلمنا أن الجميلين دائمًا يرحلون دون موعدٍ مسبق، وأن رحيلهم المفاجئ يؤلم..
يؤلم كثيرًا، كما هو انفلاقها المفاجئ.
إلا أنها كانت شامخةً، ولا يعلم أحدٌ ما بها حتى انهارت في غَمْضة عين.
وكذا نحن..
شامخون، لا مبالون يبدو علينا، لكننا لسنا كذلك أبدًا. وكما يومها، سيأتي يومنا.
تعبتْ وأرتمت أرضًا لتستريح من أعبائها، لكن استراحتها هذه آلمتنا - نحن محبيها.
فَرِفقًا بالقلوب، فالرحيل لا يستأذن أحدًا، والقلوب لم تعد تقوى على حمل المزيد، وستنهار كما فعلت شجرة بلادي العظيمة.
#𝓯𝓻𝓮𝓼𝓪𝓽𝓪𝓵𝓯𝓪𝓺𝓭
تحت ظل #شجرة_الغريب
قبل عامين، على جذعِ شجرةِ الغريب،
جلسنا نضحكُ.. والدنيا بخير.
الشجرةُ انفلقتْ بالأمسِ،
بعد ألفي عامٍ من الصمود،
اختارت الرحيل.. تلك التي ظلَّلتْ الملايين!
تعبتْ من الثباتِ في زمنِ الإهمال،
تعبتْ من الوقوفِ بينما كلُّ شيءٍ حولها ينهار،
فانحنتْ بهدوءٍ.. أدهش كلَّ العابرين،
ورحلتْ.. كأنّما ترفعُ رايةَ الحدادِ على الباقين.
نحنُ أيضًا تعبنا..
تعبنا من الدروبِ الوعرة،
من الوجوهِ العابرةِ بلا وداع،
من أحلامٍ تتدلّى كأوراقِ الخريف،
ومن الأماكنِ التي لا تحتوينا.
في وطنِنا،
لا تموتُ الأشجارُ وحدَها،
بل يموتُ الإنسانُ، والأحلامُ..
وتموتُ الحكاياتُ تحت ركامِ السنين..
في وطنِنا..
يذبلُ الحنين،
ويغيبُ الراحلونَ بلا وداع،
ويختفي كلُّ شيءٍ جميل،
وكأنّما صارَ الفقدُ شهيقًا وزفيرًا..
لا يُلقي له أحدٌ بالًا.
كم مرة أخبرتكِ أن المقارنةَ فخٌّ،
وأنها تنقصُ من قدر الإنسان ولا تزيده؟
وأنني لا أقبلُ أن أُقارَنَ بأحد،
ولا أن أُقحَمَ في ميزانٍ ليس لي؟
فكلُّ مَن قارنَ نفسَهُ بغَيره سقطَ عن دربه، وضلَّ عن وجهته.
قلتُ لكِ منذُ البدايةِ،
إنْ طريقي ليسَ معبَّدًا،
طرقي شاقَّةٌ، ودربي طويل،
وسألتُكِ: "أأنتِ على صبر؟"
فأجبتِني بكلِّ يقين:
"صبرٌ، وإنْ مضى العمرُ كلُّهُ وأنا في انتظارِك."
فما بالُ موقفكِ تغيَّرَ؟
وما بالُكِ لا تتوقَّفينَ عن مقارنتِنا بالآخرين؟
صديقاتُكِ اللاتي تحدثينني بأنَّهُنَّ صِرْنَ أمهاتٍ،
وأصدقائي والناسِ الذينَ يتزوَّجون،
الذينَ تمازحينني بأنَّهم سبقونا!
تدري.. لو أردتُ لكنَّا مثلَهم منذُ زمن،
لكنْ في القلبِ غاية،
وفي النفسِ طموحٌ لا يُختصرُ في بيتٍ وزوجة.
في صدري غايةٌ أكبر..
وحلمٌ لا ينام، وإنِّي بالغُهُ بإذنِ الله..
وأعدُكِ الآنَ -وعدَ مَن يعرفُ ثقلَ الكلام-
أنَّنا سنبني عشَّنا!
وأثقُ أنني معكِ سأصلُ لكل الغايات.
ثمَّ اعلمي أنَّ الإنسانَ بدونِ شريكِ حياتِه متخبِّطٌ،
وإني أرغبُ بقربِكِ أكثرَ مما ترغبين،
ولكنَّ طموحي إنْ لم أُؤسِّسْهُ قبلَ زواجِنا
سيبقى مجرَّدَ طموحٍ للأبد!
فهل توقَّفتِ عن المقارنةِ الآن؟
فالمقارنةُ يا زينةَ النساءِ سراب..
وأنتِ لستِ مثلَ أحد،
أنتِ أعظمُ من أن تُقاسي بغيرِكِ..
وقد عرفتُكِ امرأةً لا تُقاسُ إلا بنفسِها،
فلا تنخدعي بضجيجٍ لا يُشبهُكِ،
ولا تُصابي بعدوى المقارنةِ التي أنهكتِ القلوبَ!
الكذبة بلا لون..
لا بيضاءَ تُبررها النوايا،
ولا سوداءَ تُغسلها الأعذار.
هي دائماً كذبة..
ظلّها أطولُ من حروفها،
ووزرُها أثقلُ من لحظتها.
حتى الصغيرةُ منها تحملُ في طيّاتها عالماً من الغُبار..
فما كان كثيره حراماً، فقليلهُ سقفٌ من النَّار،
والسيئة سيئة صغرت أم كبرت.
من يكذب،
يُخبئُ وراءَ كلماته شيئاً ما..
شيئاً لو انكشف، لاهتزّت الصورةُ،
وتغيّرت المسافاتُ بين العيون.
قد يكون خوفاً، أو خيانةً، أو ورقةً مُلوّنةً تُخفي تحتها الحقيقةَ العارية.
لا تمنحُ الثقة لمن لعِبَ بها..
فالجسرُ إذا انكسر، حتى وإن صَلُح،
وقعَ الأقدام عليه لن يكون كالسابق.
غادر كُلَّ علاقة:
استهلكت روحك،
أطفأت شغفك،
أرهقت فكرك،
قلّلت من قدرك،
أوجعت قلبك وانكأت جراحك.
غادر بلا تردد،
امضِ ولا تلتفت،
لا يثقلك الحنين،
فالبقاء في هكذا علاقة ظلم لنفسك!
على سبيل الحمد:
الحمدُ لله على نعمة العافية
والعمل الطيب
والأهل الكرام
والحبيبة الوفية
والأصدقاء الصادقين
الحمدُ لله حتى يبلغ الحمد منتهاه.
تتذمّرُ من عملِكَ،
وتشكو راتبًا لا يزيد،
وتقديرًا لا يأتي...
في حين أن هناك من ينتظرُ فُرصة،
ويحلمُ بنصفِ أجرِكَ،
ليخفّف عنهُ عبء البطالة الثقيل...
فاشكرِ اللهَ على النعمةِ التي بينَ يديكَ،
فالرزقُ يزدادُ بالشكر،
والخيرُ يأتي لمن يراه!
- لأمي .. كل عام وأنا أحبكِ يا حبيبة قلبي .💛✨
إهداء لأمي بمناسبة #عيد_الأم .
- قلم و #صوت | عبدالودود الهُدهُد
أمي امرأة عظيمة، لم تتعلّم حرفًا في حياتها،
لكنّي فخور بها وبما فعلته من أجلي.
هي السبب الأكبر في رحلتي نحو تحقيق ذاتي.
أتذكر نفسي ذات يوم، شارد الذهن، تائه كأي شاب يتخرّج من الثانوية ويحاول أن يحدّد مصيره.
كنت أفكّر في مستقبلي، وأمامي ثلاث خيارات:
إما أن ألتحق بالجامعة مثل بعض زملائي المتفوّقين في المدرسة، الذين اختاروا هذا الطريق، لكن ظروفي المادية كانت عائقًا أمامي، ولم أكن في وضع يسمح لي بذلك.
أو أن أعمل في ورشة كالكثيرين من أبناء قريتي، وأقتنع بأن الدراسة "لا تُؤكل خبزًا" كما يقال.
أو أن أتوجّه إلى المعسكر وأتجنّد، كما فعل بعض شباب القرية الذين بدأت أحوالهم تتحسّن بفضل الرواتب التي يتقاضونها.
أما أنا، فكان حلمي وطموحي هو أن أتعلّم وأدرس.
وأمي كانت أكثر من يعرف ذلك.
لكن الوضع بدا شبه مستحيل.
وفي لحظة ضعف، أخبرتُ أمي بأنني سأذهب إلى المعسكر،
وتساقطت الدموع من عينيّ.
عندما رأتني أمي على ذلك الحال، انهمرت دموعها هي الأخرى أيضاً.
ثم قالت لي بعطف وحزم: "ادرس، خذ راتب أبيك وادرس."
كان راتب أبي بسيطًا، لا يتجاوز 20 ألفًا، بالكاد يكفي لسدّ بعض حاجات البيت الأساسية.
فقلتُ: "لا، لا أستطيع أن آخذ راتبه."
لكنها أصرّت وقالت: "خذ المال ولا تتردّد، إخوتك سيساعدونني في المصاريف. وإذا احتجت شيئًا، لن يقصّروا معك."
كانت تلك الكلمات أكبر حافز في حياتي.
بدأت الدراسة في الجامعة، واجتهدت بكل ما لديّ من قوة.
راتب أبي البسيط كان حافزي الأول،
مع أنّه لم يكن يكفي لشيء.
لكنّ إخوتي لم يقصّروا معي أبدًا، فدعموني كلما احتجت،
وعملتُ أيضًا حتى أكملتُ تلك المرحلة بجدارة قاهرًا الظروف الصعبة.
واليوم، وأنا في بداية تحقيق طموحي،
فالفضل كل الفضل بعد الله يعود لأمي.
لذلك، أقول لها: شكرًا يا أعظم أم في الدنيا.
وشكرًا لكل أم تؤمن بأبنائها وتدعمهم ليكونوا أنفسهم، لا نسخًا من الآخرين.
- عبدالودود الهدهد
اللَّهم،
لا تعلّق قلبي بوعدٍ لم تُنزله،
ولا تُذِقني مرارة الانتظار لما لم تُقدّره.
اللَّهم،
ولا تُقيّدني بشيءٍ لم تخطه يدُ قدرك،
ولا تصلني بحبالٍ لم تنسجها رحمة تدبيرك.
اللَّهم،
واصرف عني كل ما يجرح الفؤاد،
واقطع خيوط الأماني التي تحول دون سمو إرادتك.
اللّهم،
ولا تُرهقني بالسعي في طريقٍ يعترضُ قدرَك،
وارزقني السكينةَ والطمأنينةَ يا صاحبَ الأمان!
آمين.
مُبارك عليكم الشهر
وكل عام وأنتم بخير❤️.
ها أنا الآن، بعد أن صَفَوْتُ وحيدًا في هذا العالم،
أمسحُ آخرَ دمعةٍ لي، وأنهض،
أخيطُ جِراحي بيدي،
وأنظرُ إلى الحياةِ بعينِ عجوزٍ لم يعُدْ يعنيهِ شيء!
- عبدالودود الهدهد
كانوا يسألوني وأنا طفل، من تُحب؟
وكنت أجيب: أمي.
واليوم ومن بعد كل هذا العمر
وفي يومٍ كهذا، يوم الفلنتاين،
لو سألتموني السؤال ذاته،
لأجبتُ: أحبُّ أمي.
فهي المرأة الوحيدة
التي تستحق الحب دائمًا، بلا شرط، بلا قيد!
- عبدالودود الهدهد
ودعهم!
اِنتهى هذا العام أيضًا ..
وأولئك الذين هجروك لم يعودوا بعد،
اِنقضى عمرك وأنت تراقب الطريق الذي منه قد رحلوا،
ملِلَتْ الذكريات من وقوفك عليها
تجاوز هذا الأمر يا هذا وتخلَّص منهم،
اِنفُض العالقين فيك من الماضي
وأبدأ عامك الجديد كما الأخرين،
أحبابك المتوهم بهم لن يعودوا
هُم الآن سراب
لهم أحباب غيرك وفي حياتهم ينعمون
وأنتَ وحدكَ الأسير بسرابهم، إلى متى؟
حاضرك ينتظرك
اِخلع عنك أحبابك القدماء
وامضِ من غير اِلتفات
امضِ لترى أنّ الحياة أجمل
وأنَّ ثَمّة أشخاص يجعلهم اللَّه يغادروننا
ليجمعنا بمن يشبهونا وتألفهم الروح . .
جرِّب هذه المرة أن تعيش لذاتك،
جرّب أن تتحرر،
فالعالقون في الماضي هم أسيرو أنفسهم
وأنتَ لستَ أسير نفسك،
جرِّب وحَلِّق بجناحيك اليوم بعيدًا،
طِر إلى حاضر يفتقد حضورك البهي،
وَدَّع ماضيك بكل سرور
وعش لأجلك، أنت حُرٌ
أنت تستحق الحياة.
- عبدَالودود الهُدهُد