zadi2 | Unsorted

Telegram-канал zadi2 - زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

9095

الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321

Subscribe to a channel

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

■ فإن الثغور لا تُسدّ بكثرة العمل ولا بحجم الأثر الظاهري؛ بل بالإخلاص، وحسن النية، وموافقة الشرع.
قال تعالى: ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [هود: 7]، ولم يقل: "أكثر عملًا".
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "أخلصه وأصوبه، إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يُقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصًا لم يُقبل" [الزهد الكبير، البيهقي: 1/68].
فمن أخلص في ثغره، أقام الله به الحجة، وبارك أثره، ولو كان في نظر الناس مغمورا.
تأملوا قصة ذلك الصحابي الذي لم يُعرف اسمه، وكان في آخر الصفوف، لا يُذكر بين الأبطال، لكنه صدق الله فيما بايع عليه، فقُتل شهيدا، فرآه النبي ﷺ في الجنة. قال ﷺ: «إن منكم لمن لو أقسم على الله لأبره» [رواه البخاري: 2897].
فليست العبرة بالمناصب ولا الشهرة؛ بل بالصدق مع الله في الموضع الذي وضعك فيه.

■ أيها الإخوة، إن من أسباب ضعف الأمة اليوم: تركُ الثغور، وتبادلُ الاتهامات، والتعلقُ بمن لا يسدّ مكانك، فكلٌّ ينتظر غيره، ولا أحد يقوم بما عليه.
قال الحسن البصري رحمه الله: "ما زال الإسلام عزيزا حتى نشأ فيهم قوم إذا أمروا بالمعروف غضبوا، وإذا نُهوا عن المنكر اغتاظوا" [الزهد، أحمد بن حنبل: ص292].
فيا من تركت الدعوة، أو التعليم، أو التربية، أو الحسبة، بحجة أن غيرك مقصّر، فاعلم أن العدو لا ينتظر، وأن السهام لا ترحم.
ولو أن كلًّا سدّ في الحرب ثغرةً ** لما اختل صفُّ المجدِ أو ضعفَ الذكرُ
والله، لو قام كلٌّ منا بواجبه، لما وُجدت الثغرات، ولا وطئت أقدام الغزاة أوهامنا ومقدساتنا.

■ أخي في الله، اعلم أن مسؤوليتك عظيمة، وأنك موقوفٌ بين يدي الله؛ لا يُسألك عمّا لم تُكلف به؛ ولكن عن دورك الذي أعطاك الله إمكانياته.
قال تعالى: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾ [هود: 112]، وقال: ﴿قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة: 105].
فالجنة لا تُنال بالتمنّي ولا بالكلام الجميل؛ بل بالسعي الصادق، والعمل المتقن، والنية الخالصة.
قال أحد السلف: "طلب الجنة بلا عملٍ ذنبٌ من الذنوب" [صفة الصفوة، ابن الجوزي: 1/474].

■ أيها المسلمون، كلنا جنود على ثغور متفرقة... إن أقام كلٌّ منا ثغره، وحفظه، وثبت فيه؛ نصرنا الله وأعزنا، ولو كنا قلة. أما إذا تراجعنا، وتخاذلنا، وتطلع أحدنا لثغر غيره؛ فقد فتحت أبواب الهزيمة، وحلَّ العدو في ديارنا.
إذا غفل الحارسُ، وانكسر السلاحُ ** فلا تسلْ عن النصرِ كيف يُباحُ

نسأل الله أن يستعملنا ولا يستبدلنا، وأن بجعلنا ممن يحسن في موقعه، ويتقن عمله، ويخلص في نيته.

هذا وصلوا وسلموا على من أمر ربنا بالصلاة والسلام عليه؛ فقال:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ ۚ يٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب : 56].
اللهم صل وسلم وبارك على النبي وآله وارضَ عن الخلفاء الراشدين وعن الصحابة أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعلينا معهم برحمتك وفضلك يا رب العالمين!

اللهم أصلح نساءنا وأمهاتنا، وبارك في معلمينا ودعاتنا، وانفع بنا في ميادين العمل والطب والاقتصاد، ووفق قادة الأمة لحفظ الثغور، واهدِ شباب المسلمين للثبات على الجهاد في سبيلك كلٌ في ميدانه.
اللهم اجعلنا من الذين إذا وُكل إليهم الثغر، حفظوه، وإذا عُرض عليهم العمل، أتقنوه، وإذا عملوا ابتغوا به وجهك.
اللهم يا رب الثغور، ومقلّب القلوب، ومصرف الأمور، اجعلنا مفاتيح للخير، سدنة للحق، حُماةً لثغور أمتك في كل ميدان.
اللهم وفّق الأم في بيتها، والمعلم في فصله، والعامل في مصنعه، والطبيب في مستشفاه، والتاجر في سوقه، والداعية في ميدانه، والمجاهد بقلمه وسلاحه.
اللهم اجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم، متقنة في رضاك، مباركة في أثرها، رافعة لدرجاتنا عندك.
اللهم استعملنا في نصرة دينك، ولا تستبدلنا، وبارك لنا في أعمارنا وأوقاتنا وأعمالنا، واجعلنا ممن يصدُق في بيعته، فيُرفع في عليين.
اللهم وحد صفوفنا، واجمع قلوبنا، وسدّ عنا كل ثغر يتربص به عدونا، ولا تجعلنا ممن يتكل على غيره أو يتقاعس عن واجبه.
اللهم اجعلنا ممن إذا عُرض عليه العمل قال: “لبّيك يا رب”، وإذا وُكل إليه الثغر حفظه، وإذا دعوته للجنة سعى لها سعيا حميدا.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

كل على ثغرة في صناعة المجد:
إعداد حسن الكنزلي.


محاور الخطبة:
■ المقدمة
■ التنوع في أدوار الصحابة
■ مفهوم "الثغر" في الإسلام
■ أمثلة واقعية معاصرة على الثغور
■ التكامل لا التنافس
■ أهمية الإخلاص في سد الثغور
■ حال الأمة اليوم... وتعدد الثغور
■ دعوة للعمل وتحمل المسؤولية
■ خاتمة

الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي خلق؛ فسوى، والذي قدر؛ فهدى، وأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين.
وأوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، فهي وصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ﴾ [النساء: 131].
وبعد:

■ فإن ديننا ليس دين فردٍ يعتزل، ولا جماعةٍ تنفصل، ولا طبقةٍ تتسلّق؛ بل هو دين الأمة كلها، دين الشمول والتكامل والتوازن، دينٌ جعل لكل مسلم موضعا، ولكل موضعٍ رسالة، ولكل رسالةٍ ثوابا عظيما عند الله سبحانه.
ليس في هذا الدين عبث، ولا في أدواره تفاضل مذموم؛ بل هو تكاملٌ مبارك، وتوزيع رباني للوظائف؛ فمنهم من يُعَلِّم، ومنهم من يُجاهد، ومنهم من يُنفق، ومنهم من يُدبّر، وكلٌّ في مضمار الخدمة لدين الله.
قال تعالى: ﴿وَكُلًّا نُّوَفِّيَهِمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [هود: 111]، وقال جل شأنه: ﴿كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾ [الإسراء: 20].
فلا ينبغي لمسلمٍ أن يحتقر دوره، ولا أن يتكبر على دور غيره، فإنما يُوزن الناس عند الله بالنية والإخلاص؛ لا بالمقام والمظهر.
■ أيها الإخوة المؤمنون، تأملوا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنهم أعظم أمةٍ عرفها التاريخ بعد الأنبياء؛ لا لأنهم اجتمعوا على صورة واحدة؛ بل لأنهم اجتمعوا على الحق، وتنوّعت أدوارهم في خدمته:
- هذا خالد بن الوليد -سيف الله المسلول- فتح الله به بلادا، وأرهب به أعداءه، حتى قال فيه عمر: "عجزت النساء أن يلدن مثل خالد".
- وهذا حسان بن ثابت -شاعر الرسول- وقف بثباتٍ في معركة الكلمة، وقال له النبي ﷺ: «اهجُهم وروح القدس معك» [البخاري: 6153].
- وهذا عثمان بن عفان؛ جهّز جيش العسرة بماله، فبلغت نفقته آلافا؛ فقال النبي ﷺ: «ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم» [الترمذي: 3701، وصححه الألباني].
- وهذا أُبي بن كعب؛ رجلٌ من حملة القرآن، أمر النبي ﷺ الصحابة أن يقرأوا عليه القرآن، وقال له: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك سورة البينة» [صحيح مسلم: 799].
- وهذا علي بن أبي طالب؛ لما برز مرحبُ خيبر، قال النبي ﷺ: «لأعطينّ الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله» [البخاري: 3702]، فكان الفتح على يديه.
- وهذا أبو بكر الصديق؛ بذل ماله كله لتحرير بلال وامثاله، وقال فيه النبي ﷺ: «ما نفعني مالُ أحدٍ ما نفعني مال أبي بكر» [الترمذي: 3661، وصححه الألباني].
فكلٌّ منهم على ثغر، وكلٌّ منهم أقام شرع الله من موقعه، وما كان لسيف علي أن يُحرر عبدا، كما لم يكن لمال أبي بكر أن يقتحم الحصون، فكل مقامٍ له رجاله.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "الناس في الأعمال كأعضاء البدن؛ فالرأس لا يغني عن اليد، ولا اليد عن الرِّجل، وكلٌ في موضعه كامل" [مدارج السالكين 2/87].

■ يا أهل الإسلام الثغر في لغة: الموضع الذي يُخشى أن يُهاجم منه العدو، واصطلاحا: كل موضعٍ في الأمة يمكن أن يُؤتى الإسلام من قبله؛ سواء في العلم أو الجهاد أو التربية أو الاقتصاد أو التربية أو الإعلام.
وقد قال ﷺ: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته» [البخاري: 893]، فكلٌّ راعٍ على ثغره، وعليه أن يحرسه بإخلاص، ويحميه من الانهيار.
فالأم في بيتها على ثغر، تربي رجال الغد، والمعلّم في مدرسته على ثغر، يصنع الوعي ويؤسس العقيدة، والداعية في منبره على ثغر، يرد الشبهات ويثبت القلوب، والتاجر في سوقه على ثغر، يقيم العدل ويُطعم المحتاجين، والمجاهد على ثغره، يدافع عن الأمة.
ولا تحقرن من المعروف شيئًا، فإن الله لا ينظر إلى الأجسام ولا إلى الصور، وإنما ينظر إلى القلوب والأعمال، كما قال ﷺ: «إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم؛ ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» [مسلم: 2564].
قال ابن تيمية رحمه الله: "المؤمن القوي في ثغره، خيرٌ من ألف ضعيف لا يعرف موضعه" [الفتاوى الكبرى 6/11].

أيها الإخوة الأحبة، إذا أقام كل واحدٍ منا نفسه حيث أقامه الله، وسدَّ ثغره بإخلاصٍ وجُهد؛ اجتمعت اللبنات، وبُني سور الأمة، وعاد مجدها كما كان.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

■ أيها الإخوة المؤمنون، إن من سنن الله الكونية "أن السعي والعمل سبب النجاة من الهلكة، وأن التواكل والكسل سبيل الدمار والفقر"، وهذه حقيقة جلية الآثار في الإسلام:
قال تعالى: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى. وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى﴾ [النجم: 39-40]، فالسعي هو ميدان الاختبار، وهو مناط الجزاء، وهو الذي تترتب عليه عواقب الدنيا والآخرة.
وكم في الواقع من أناسٍ أهلكهم الكسل، وأوردهم التواكل موارد الذل والهوان! إن البطالة ليست مجرد حالة فردية؛ بل هي مصيبة جماعية، تُورِث الفقر والجريمة، وتُفْسِد الأمن، وتذهب الكرامة، وتضعف الأمة.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
"الكسل يُفْقِر، والعجز يُذِلّ، ولا مال أزين من العقل، ولا فقر أشد من الجهل، ولا وحشة أوحش من العُجْب".
قال الإمام الشافعي رحمه الله: "لو لم يكن من الفقر إلا أنه يُجرّئك على معصية الله، ويُلقِيكَ في الذل، ويَمنَعك من أداء الحقوق، لكان لكافياً".

ومن الأمثلة التاريخية: سقوط الأندلس، لم يكن فقط بسيوف العدو؛ بل بدأ يوم ترك أهلها العمل والاجتهاد، وركنوا إلى الراحة والترف، فأتاهم العدو في ديارهم، وانتُهكت كراماتهم.
وفي المقابل، نجد أن العمل سبب العزة، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول: اللهم ارزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة".
قال الشاعر:
لا تحسب المجد تمراً أنت آكلهُ
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصَّبرا

■ أيها المسلمون، إن من نعم الله على عبده العامل، أنه يرزقه البركة، والبركة كما قال الإمام النووي رحمه الله: "زيادة الخير، ودوام النفع، وصلاح الحال".
وليست البركة بالكثرة فقط؛ بل بحسن الأثر، ودوام الخير؛ ولذلك قال عز وجل: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ [الأعراف: 96].
وفي الحديث الصحيح: «اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، ومن يستعفف يُعِفَّه الله، ومن يستغنِ يُغْنِه الله» [رواه البخاري ومسلم].
وكان صلى الله عليه وسلم يبارك في رزق أصحاب الحرف والتجار إذا صدقوا وأحسنوا، كما قال: «التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء» [رواه الترمذي].
والله تعالى يبارك للعامل المخلص، ويجعل من القليل كثيرا، ومن الضعيف قويا، كما قال بعض الصالحين: "رب درهم أنفقته في الحلال، كان فيه من الخير والبركة ما لا يكون في ألف درهم من الحرام".
ومـا نـالَ المجـدَ من نامَ الليالي
ولا مَـن ركنَ التـواكلَ في المجـالِ
ولكن من سعى لله دومـًا
بصدقِ النّيةِ وارتقى المعالي

■أيها الأحباب، إن السعي في الدنيا لا يعني الغفلة عن الآخرة؛ بل إن أعظم الناس عملا للدنيا هم الأنبياء، وهم في ذات الوقت أكثر الناس عبادة لله وخشية له.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: «نعم المال الصالح للرجل الصالح» [رواه أحمد]، لأن المال الصالح في يد العبد الصالح يكون وسيلة للبذل والإعانة وصلة الأرحام ونفع الأمة.
وقد جاء في الحديث: «إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها، فليغرسها» [رواه أحمد]، وهذا يدل على أن العمل لا يتعارض مع العبادة، بل هو منها.
قال بعض الصالحين: "العبادة ليست فقط صلاة وصيام! ولكنها كل عمل يُبتغى به وجه الله، ولو كان سقيا للدواب، أو كسبا للعيال".
وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم اجعل رزق آل محمد قوتًا» [رواه البخاري]، أي: بركة في القليل، لا إسرافا ولا ترفا، ولا حرمانا ولا تقتيرا.
ولله در الشاعر إذ قال:
اطلبِ الرزقَ واعملْ لدارِ بقاءٍ
لا دارَ فَناءٍ تذوبُ احتراقا
واجمعْ بين سعيكَ والاتكالِ
فذاكَ هوَ النهجُ، لا الإفراطُ اعتياقا

اقول قولي هذا واسنغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين إنه الغفور الرحيم والتواب الحليم!


الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي أمر بالسعي، وجعل فيه البركة والخير، ونهى عن البطالة والتواكل، فقال في كتابه الحكيم: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ﴾ [الجمعة: 10]. أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، ومن سار على هديه إلى يوم الدين.

أما بعد، عباد الله:
■ فإن السعي لا يكون محمودا إلا إذا سَلِم من آفاته، وطُهِّر من شوائبه. فكم من ساعٍ في الأرض، لكنه سعي فاسد، يجرّ صاحبه إلى الهلاك، لا إلى البركة!
من أعظم هذه الآفات:
- الرياء في العمل والكسب، أن يعمل المرء ليقال: مجتهد، أو غني، أو مميز. وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من سمّع سمّع الله به، ومن يُرائي يُرائي الله به» [رواه مسلم].
وقال تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ، الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ﴾ [الماعون: 4-6].

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فإن من أعظم أبواب السكينة، وأجلِّ أسباب الطمأنينة: الرضا بحكمة الله، لا سيما في الفقد والمنع، حين تُغلق أبواب، وتُطوى صفحات، وتضيق الدنيا بما رحبت، فيرتفع صوت القرآن في قلب المؤمن: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا۟ بِمَآ ءَاتَىٰكُمْ﴾ [الحديد: 23].

■ عباد الله، إن التأمل في الواقع والتاريخ يُورِثُ المؤمنَ يقينا بأن الله لا يمنع عبده إلا ليعطيه، ولا يحرمه إلا ليُكرمه، ولا يُغلق بابا إلا ليفتح له أبوابا.
انظروا إلى سيرة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم: حين حُرِم من دخول مكة في صلح الحديبية، وظن الصحابة أن هذا الصلح فيه ذلٌّ وانكسار، فإذا به فتحٌ مبين. قال تعالى:
﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًۭا﴾ [الفتح: 1].
قال ابن القيم: "كم في المنع من المنح، وفي البلاء من العطاء؛ ولكن القلوب الغافلة لا تُبصر". [الفوائد ص: 140].

وهذا يوسف عليه السلام: بيع عبدا، وأُلقي في غيابة الجب، وسُجن ظلما، حتى ظن الناس أن كل الأبواب أُغلقت عليه، فإذا به يخرج عزيزا لمصر، يُقال له: ﴿ٱجْعَلْنِى عَلَىٰ خَزَآئِنِ ٱلْأَرْضِ﴾ [يوسف: 55].
فسبحان من جعل السجن طريقا إلى المُلك!
وقد حكى أحد الصالحين فقال: "كُنتُ أتمنى الزواج بفلانة، وسعيتُ إليها، فمنعني الله. فجزعت، ثم رزقني الله بعدها بامرأة كانت لي سكنا وعونا في الدين والدنيا، فحمدت الله أن لم يُجب دعائي يوم دعوت".
وكم من عبدٍ ظن أن الفقد نقمة، ثم بمرور الأيام، تبين له أنه أعظم نعمة.
قال الشاعر:
رُبَّ أمرٍ تَنامُ عَينُكَ عنه
وفي طيّاتِهِ نَجاةُ الحيَاةِ
فَلَو كُشِفَ الغيبُ للعبدِ يومًا
لاختارَ ما اختارَهُ مولاهُ

■ إخوة الإيمان، إن الاستعداد لقبول أقدار الله يبدأ من تنمية الإيمان بالقدر. وهو ركنٌ عظيم لا يكتمل إيمان العبد إلا به، كما قال صلى الله عليه وسلم: «أن تؤمن بالقدر خيره وشره» [رواه مسلم: 8].
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: "ما من قضاءٍ يمرّ بي إلا رأيتُ لله فيه نعمةً لا أستطيع عدّها، إمّا في رفعي أو تطهيري أو تنبيهي أو كفِّي عن الدنيا".
ثم بعد الإيمان، التركيز على العمل دون التعلق بالنتائج؛ فإنك مأمور بالسعي، لا بامتلاك الثمرة. قال تعالى: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ﴾ [النجم: 39].
وما عدا ذلك: فليس لك، فلا تَحزَن عليه.
واغرس في قلبك هذا اليقين:
أن ما عند الله خير مما نريد، وأننا لا نعلم، وهو يعلم، ولا نُدرك، وهو يُدبر، ولا نُحسن الاختيار، وهو الحكيم العليم.
قال ابن الجوزي: "واللهِ، لو كشف الله الغيب لعبده، لما اختار لنفسه إلا ما اختاره الله له".
دَعِ الأقدارَ تجري في أعِنَّتِها
ولا تَبِتْنَّ إلا خاليَ البالِ
ما بين غَمضةِ عينٍ وانتباهتِها
يُغيّرُ اللهُ من حالٍ إلى حالِ

■ يا عبد الله، إن منعك إنما هو لحكمة، وإن أعطاك فبفضله، فكن عبدا لله في الحالين، وارضَ بما قسمه الله لك، تكن أغنى الناس.

افتح قلبك لحياة إيمانية متزنة؛ ترى الخير في كل حال، ترى العطاء في المنع، والرحمة في البلاء، والتوفيق في الفقد؛ فإن الله أرحم بك من نفسك، وأعلم بحالك منك.

اللهم ارزقنا الرضا بقضائك، والتسليم لأمرك، وحسن الظن بك في كل حين.
اللهم اجعل قلوبنا مطمئنة بذكرك، راضية بحكمتك، ساكنة في قدرك.

هذا، وصلّوا وسلّموا على من علّمنا الرضا، وقدوة المحتسبين، محمد بن عبد الله، كما أمركم الله بذلك: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىِّ ۚ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ صَلُّوا۟ عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا۟ تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].

اللهم إنا نسألك قلبا راضيا بقضائك، شاكرا لنعمائك، صابرا على بلائك، مطمئنا بتدبيرك، لا يجزع في الشدة، ولا يبطر في الرخاء.

اللهم ارزقنا الإيمان بحكمتك، والرضا بقدرك، والتسليم لأمرك، والثقة بوعدك، وحسن الظن بك في كل حال.

اللهم اجعل فقدنا رحمة، ومنعك لنا منحة، وابتلاءك رفعة، واصرف عن قلوبنا التعلق بما لم تكتبه لنا، واجعلنا ممن إذا أُعطي شكر، وإذا مُنع رضي، وإذا ابتلي احتسب.

اللهم يا من لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، واختر لنا ولا تخيرنا، فإنك تعلم ولا نعلم، وأنت علام الغيوب.

اللهم اجعلنا ممن يرون الخير في الفقد كما يرونه في العطاء، وممن يقولون عند البلاء: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرًا منها.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

لكيلا تأسوا على ما فاتكم
إعداد حسن الكنزلي

ساهم في النشر؛ تؤجر

محاور الخطبة:
■ مقدمة
■ لا فرص ضائعة عند الله
■ المنع اختيار الله لعبده
■ الفرق بين اختيار العبد لنفسه واختيار الله له
■ التعلق الزائد بالمفقودات ومخاطره النفسية
■ دروس واقعية من الحياة والتجارب
■ كيف نُعدّ أنفسنا لاستقبال قضاء الله برضى ويقين؟
■ خاتمة

الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي كتب على عباده الفقد والمنع كما كتب لهم العطاء والمنح، وجعل في كل أمر حكمة، وفي كل قضاء رحمة، وفي كل قدر لطفا خفيّا لا يدركه إلا أولي الألباب.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كتب مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.
وأشهد أن محمدا عبدُه ورسولُه، إمام الراضين، وقدوة الصابرين، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن سار على دربهم إلى يوم الدين.

أما بعد:

■ فإن الله جل جلاله يقول في محكم التنزيل: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍۢ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ(22) لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَآ ءَاتَىٰكُمْ ۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍۢ فَخُورٍۢ(24)﴾ [الحديد].
وهذه الآية ترسم ملامح "النضج العاطفي الإيماني"، فتعلِّم القلب كيف لا ينهار إذا فاته مطلوب، ولا يتكبر إذا نال مرغوبا؛ بل يبقى مستويا بين المنع والعطاء، بين البلاء والرخاء.
قال الإمام الطبري رحمه الله: "أي لكيلا تحزنوا على ما فاتكم؛ لأنكم تعلمون أنه مقدر، فلا حيلة فيه، ولا تفرحوا فرحَ بطر على ما أعطاكم؛ لأنه أيضا مقدر من الله" [تفسير الطبري 22/566].
فما أعمق هذه التربية القرآنية! تربيةٌ لا تترك النفس فريسة للتعلق المَرَضيّ، ولا أسيرةَ النشوة الكاذبة؛ بل ترفعها لتعلّق بالله؛ لا بالأسباب، بالمعطي؛ لا بالعطاء، بالحكمة؛ لا بالحال.

■ عباد الله، إن من أصول الإيمان: الإيمان بالقضاء والقدر، خيره وشره، حلوه ومرّه؛ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك»
[رواه الترمذي (2516) وقال: حسن صحيح].
فلا تسرف في الحزن إن فاتك أمر، ولا تعتقد أنك ضيعت الفرصة التي لن تتكرر؛ فالله سبحانه لم يخلقك لتعيش في وهم الندم الدائم؛ بل لترضى بقضائه وتمضي مطمئنا إلى أن كل تأخير أو تفويت هو لحكمة أرادها، وعلم غيب؛ لا تراه عينك.
قال ابن القيم رحمه الله: "لو فتح الله لك باب الغيب؛ لرأيت أن المنع كان هو عين العطاء، وأن ما حزنت لأجله، هو نفسه ما يُسعدك بعد حين" [الفوائد، ص: 97].

أيها المؤمن، من تعلّق قلبه بالله، لم يهتز حين يُحرم، ولم يتضعضع حين يُمنع؛ بل يقول كما قال الفاروق عمر رضي الله عنه: "اللهم إن كنت منعتني ما أحب، فاجعل فيه الخير لي، وارضني به حتى أحبه".

■ أيها الأحبة في الله، كثيرٌ من الناس يرون أن الخير فقط فيما نالوه، وأن الشر فيما فقدوه؛ لكن المؤمن يدرك أن المنع من أعظم صور الرحمة؛ بل إن في المنع أحيانا نجاة من فتنة أو هلكة لا يعلمها إلا الله.
انظروا إلى يوسف عليه السلام، أراد إخوته منعه من الحياة حين ألقوه في الجبّ؛ فكان المنع سببا في أن يصبح عزيز مصر!
وموسى عليه السلام، منع من القصر، فخرج هاربا مطاردا؛ لكنه عاد برسالة من ربه يزلزل بها عرش الطغاة.
وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، منع من البقاء في مكة، فخرج مهاجرا، فتأسست في المدينة أعظم أمة في تاريخ البشرية.
وفي كل هذه الأمثلة، كان المنع من الناس؛ لكنه كان عين العطاء من الله، لأن الله يختار لعبده بحكمته؛ لا بجهل العبد.
قال بعض السلف: "إذا أغلق الله أمامك بابا؛ فاعلم أن رحمته لا تُغلق، وأن الباب المغلق كان يحجز عنك ضررا لا تراه".
قال الشاعر:
ولربَّ أمرٍ تكرههُ النفوسُ لهُ منَ الخيـرِ ارتـقـاءُ
قد يُحرَمُ المرءُ ابتغاءَ سلامةٍ
فيكونُ حرمانُ الإلهِ عطاءُ
فرب منعٍ كان هو سر نجاتك، ورب فواتٍ كان حبل وصالك بالله، ورب أمنيةٍ لم تتحقق، كانت إن تحققت لهلكت بها!

أيها المؤمن، الرضا بحكمة الله، لا يعني الاستسلام للضعف؛ بل يعني القوة في الإيمان، والثقة في التدبير الإلهي، والثبات على الطريق دون التعلق بالنتائج.
قال الإمام ابن عطية في تفسيره: "الراضي هو من يعلم أن اختيار الله له خير من اختياره لنفسه، فيتلقى المنع كما يتلقى العطاء".
ومن عظيم فقه السلف، ما رُوي عن رابعة العدوية رحمها الله أنها قالت: "كل ما جرى به قلمي في اللوح المحفوظ، فأنا به راضية".
أيها الإخوة، هذا هو الإيمان الراسخ: رضا عند المنع، شكر عند العطاء، توازن بين الفرح والحزن، قلب يوقن أن الله أرحم به من نفسه، وأن ما كتبه له خير، وما صرفه عنه خير، وما أخّره عنه خير.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

8- البركة في الكسب، والزيادة في الخير، فعن حكيم بن حزام - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((البيِّعان بالخيار ما لم يتفرَّقا - أو قال: حتى يتفرَّقا - فإن صدَقا وبيَّنا، بُورِك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا، مُحِقَتْ بركة بيعهما))[رواه البخاري ومسلم].

تاسعًا: استجلاب مصالح الدنيا والآخرة؛ قال - تعالى -: (هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ) .

10- راحة الضمير وطمأنينة النفس؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الصدق طمأنينة، والكذب ريبة))[رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح].

11- التوفيق للخاتمة الحسنة؛ لما ثبت في الحديث الذي أخرجه النسائي وغيره عن شداد بن الهاد - رضي الله عنه - أن رجلاً من الأعراب جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فآمن به واتَّبعه، ثم قال: أهاجرُ معك؟ فأوصى به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بعضَ أصحابه، فلمَّا كانت غزاته، غنم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقَسَمَ وقَسَمَ له، فأعطى أصحابَه ما قَسَمَ له، وكان يرعى ظهرهم، فلما جاء دفعوه إليه، فقال: ما هذا؟ قالوا: قَسْمٌ قَسَمَه لك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأخذه فجاء به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما هذا؟ قال: ((قسمتُه لك))، قال: ما على هذا اتبعتك، ولكن اتبعتك على أن أُرمى إلى هاهنا - وأشار إلى حلقه بسهم - فأموت فأدخل الجنة، فقال: ((إن تصدق الله يصدقك))، فلبثوا قليلاً، ثم نهضوا إلى قتال العدوِّ، فأتي به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يُحمَل، قد أصابه سهم حيث أشار، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أهو هو؟))، قالوا: نعم، قال: ((صدق الله فصدقه))، ثم كفَّنه النبي - صلى الله عليه وسلم - في جبَّته التي عليه، ثم قدَّمه فصلى عليه، وكان مما ظهر من صلاته: ((اللهم هذا عبدك خرج مهاجرًا في سبيلك فقُتل شهيدًا، أنا شهيد على ذلك)).

فكونوا من الصادقين تفلحوا فى الدنيا والآخرة واياكم ان تكونوا من الكاذبين فتهلكوا وتكونوا من الخاسرين فى الدنيا والآخرة .

نسأل الله العظيم ان نكون من الصادقين
وان يغفر لنا ذنوبنا واسرافنا فى أمرنا وان يثبت أقدامنا وأن ينصرنا على الكافرين
اللهم احفظ مصر واهلها وسائر بلاد المسلمين .
واقم الصلاة
ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا .

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
=========================
ـــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــ
منــبرالحكـمـــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.tt 712447766

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فلقد قال النبى صلى الله عليه وسلم " دع ما يريبك الى ما لايريبك فان الصدق طمأنينة وان الكذب ريبة " ان الصدق يجعلك فى ثقة فى نفسك وكذلك الناس يثقون فيك أما الكذب فسيجعلك فى ريبة اى فى شك مما يجعل الناس يبعدون عنك ولا يثقون فيك .

فهذا منصور ابن عمار يقول
كان لي صديق مسرفا على نفسه، ثم تاب، وكنت أراه كثير العبادة والتهجد، ففقدته أياماً، فقيل لي: هو مريض، فأتيت إلى داره، فخرجت إلي ابنته، فقالت: من تريد؟ قلت: قولي لأبيك: فلان، فاستأذنت لي، ثم دخلت، فوجدته في وسط الدار وهو مضطجع على فراشه، وقد اسود وجهه، وذرفت عيناه، وغلظت شفتاه، فقلت له وأنا خائف منه: يا أخي! أكثر من قول: لا إله إلا الله، ففتح عينيه فنظر إلى بشدة ثم أغمي عليه، ثم أفاق، فقلت له ثانية: أكثر من قول: لا إله إلا الله، ثم قلتها له ثالثة، ففتح عينيه وقال: يا أخي منصور ! هذه كلمة قد حيل بيني وبينها، فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قلت: يا أخي! أين تلك الصلاة؟ أين ذلك الصيام؟ أين التهجد والقيام؟ فقال: كان كل ذلك لغير الله، وكانت توبتي كاذبة، إنما كنت أفعل ذلك ليقال عني، وأذكر به، وكنت أفعل ذلك رياء للناس، فأبى الله إلا أن يطرحه، قال: فكنت إذا خلوت بنفسي أغلقت الأبواب، وأسدلت الستور، وشربت الخمور، وبارزت ربي بالمعاصي، ودمت على تلك مدة من الزمان، فأصابني مرض، وأشرفت على الهلاك

فقلت لابنتي هذه: ناوليني المصحف وأخرجوني إلى وسط الدار في الفناء، قال: فأخذوني إلى وسط الدار في الفناء، ومعي المصحف، فنظرت فيه وقرأت فيه، فقلت: اللهم بحق كلامك هذا في هذا القرآن العظيم إلا شفيتني، وأنا أعاهدك ألا أعود إلى الذنب مرة ثانية، ففرج الله عني، فلما شفيت عدت إلى ما كنت عليه من المعاصي والذنوب، وأنساني الشيطان العهد الذي بيني وبين ربي، فبقيت على ذلك مدة من الزمن، في شهوات ولذات ومعاص، أحارب رب الأرض والسماوات

فمرضت مرة ثانية مرضاً شديداً أشرفت فيه على الموت، فأمرت أهلي وقلت: أخرجوني إلى فناء الدار، وجيئوني بالمصحف، أفعل كما فعلت في المرة الأولى، فقرأت القرآن ثم رفعته إلى صدري وقلت: اللهم بحرمة هذا المصحف الكريم وكلامك إلا ما فرجت عني، قال: فاستجاب الله، لي وفرج عني، وعاهدت الله ألا أرجع إلى الذنب والعصيان مرة ثانية، لكني عدت وتناسيت وتغافلت، فوقعت في هذا المرض الذي تراني فيه الآن، فأمرت أهلي فأخرجوني إلى وسط الدار كعادتي وكما تراني، ثم قلت لهم: ائتوني بالمصحف لأقرأ فيه، فلما فتحت المصحف في هذه المرة، لم أر حرفاً واحداً من كلامه، فعلمت أن جبار السماوات والأرضين قد غضب علي، كم عاهدته وكم تبت وكذبت في توبتي، وكم وكم أمهلني وأعطاني من الفرص الواحدة تلو الأخرى! فعلمت أنه سبحانه قد غضب علي، فرفعت رأسي إلى السماء، وقلت: اللهم فرج عني، يا جبار الأرض والسماء، فسمعت كأن هاتفاً يقول:

تتوب عن الذنوب إذا مرضت
وترجع للذنوب إذا برئت

فكم من كربة نجاك منها
وكم كشف البلاء إذا بليت

أما تخشى بأن تأتي المنايا
وأنت على الخطايا قد دهمت

قال منصور بن عمار : فو الله ما خرجت من عنده إلا وعيني تسكب العبرات، فما وصلت الباب إلا وقيل لي: إنه قد مات، وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ
عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " البَيِّعَانِ بِالخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، - أَوْ قَالَ: حَتَّى يَتَفَرَّقَا - فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا)).

إن للصدق مكانة عظيمة ومنزلة كبيرة بين مكارم الأخلاق، فالصدق مرتبط بالإيمان.

عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، أَنَّهُ قِيلَ للنبي صَلى الله عَلَيه وَسَلم: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَانًا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ بَخِيلًا؟ قَالَ: نَعَمْ، قال: فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ كَذَّابًا؟ فَقَالَ: لا.

ويكفي الصدق شرفاً وفضلاً أن مرتبة الصدِّيقية تأتي في المرتبة الثانية بعد النبوة، قال تعالى: ((وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)) {وَالصِّدِّيقِينَ}هم: الذين كمل تصديقهم بما جاءت به الرسل، فعلموا الحق وصدقوه بيقينهم، وبالقيام به قولا وعملا وحالا ودعوة إلى الله، جعلنا الله وإياكم منهم.

فكونوا من الصادقين تفلحوا
اقول قولى هذا واستغفر الله العظيم لى ولكم .


*الخطبـــة.الثانيـــة.tt*
الحمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه ونشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه ونشهد ان سيدنا محمدا عبده ورسوله الداعى الى رضوانه فاللهم صلى وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه .

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبــة جمعــة بعنــوان :*
*الــصـــــدق.يــنــجـــــــيـــك.tt*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*عناصــر الخطبــة*
1- الصدق ينجيك
2- الصدق من صفات الانبياء.
3- صور من حياة الصحابة والتابعين .
4- فوائد الصدق .

*الخطبــة.الأولــى.tt*
الحمد لله رب العالمين الحمد لله الذى لم يزل عليا ولم يزل فى علاه سميا قطرة من بحر جوده تملأ الأرض ريا , ونظرة من فيض عطاياه تجعل الكافر وليا , الجنة لمن أطاعه ولو كان عبدا حبشيا والنار لمن عصاه ولو كان سيدا قرشيا فقال تعالى "تلك الجنة التى نورث من عبادنا من كان تقيا " .

ونشهد جميعا أن لا اله الا الله يجزي الصادقين بصدقهم من رحمته وفضله، ويجازي الكاذبين فيُعاقِبهم إن شاء بحكمته وعدله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل خلقه، الصادق الأمين فاللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم الدين .

ثم أما بعد - أيها الأحباب :
فان الصدق أصل البر، والكذب أصل الفجور، كما في الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدُقُ ويتحرَّى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب؛ فان الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرَّى الكذب حتى يُكتَب عند الله كذابًا))[رواه البخاري ومسلم].

كما ان الصدق من الأخلاق التي أجمعت الأممُ على مر العصور والأزمان، وفي كل مكان، وفي كل الأديان، على الإشادة به، وعلى اعتباره فضله، وهو خُلق من أخلاق الإسلام الرفيعة، وصفة من صفات عباد الله المتَّقين؛ ولذلك فقد وصف الله نبيَّه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بأنه جاء بالصدق، وأن أبا بكر وغيره من المسلمين هم الصادقون، قال - تعالى -: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) .

أن التحلي بالصدق كان من أوَّليات دعوتِه - صلى الله عليه وسلم -، كما جاء مصرحًا بذلك في قصة أبي سفيان مع هرقل، وفيها: أن هرقل قال لأبي سفيان: ((فماذا يأمركم؟)) يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال أبو سفيان: ((يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئًا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة، والصدق، والعفاف، والصلة))[رواه البخاري ومسلم].

كما أن الصدق سمة من سمات الأنبياء والمرسلين، وجميع عباد الله الصالحين، قال -تعالى- عن خليله إبراهيم على نبينا وعلى جميع الأنبياء الصلاة والسلام: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا) .

وقال عن إسحاق ويعقوب: (وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ) .
وقال عن إسماعيل: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ) .
وقال عن إدريس: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ) .

وقال عن صحابة رسولِه الأخيار: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ).

وقد أنزل الله في شأن الصادقين معه آيات تتلى إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها، فقد ثبت عن أنس أن عمه أنس بن النضر لم يشهد بدرًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم -، فشق ذلك على قلبه، وقال: أول مشهد شهده رسولُ الله صلى الله عليه وسلم - غبتُ عنه، أمَا والله، لئن أراني الله مشهدًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليَرَينَّ الله ما أصنع قال: فشهد أحدًا في العام القابل، فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: يا أبا عمر، إلى أين؟ فقال: واهًا لريح الجنة إني أجد ريحَها دون أُحُد، فقاتل حتى قُتِل، فوُجِد في جسده بضع وثمانون ما بين رمية وضربة وطعنة، فقالت أخته الرُّبَيِّع بنت النضر: ما عرفتُ أخي إلا ببنانه، فنزلت هذه الآية: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) .

فالمؤمن لا يكون إلا صادقًا مع ربّه، صادقًا مع نفسِه، صادقًا في تعامُله مع غيره.
المؤمن إيمانا حقيقيا تجده صادقاً مع ربِّه في إيمانه، آمن ظاهرا وباطنا، آمن قلبه واستقامت جوارحه؛ يعلم بأنّ الله وحدَه هو المستحِقّ أن يعبَد دون سِواه، عكس المنافق، آمَن ظاهرًا وكفَر باطنًا، آمَن اللِّسان وكفَر القلب، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ ءامَنُواْ قَالُوا ءامَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءونَ اللَّهُ يَسْتَهْزِىء بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ . وقال أيضا: ﴿ إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾ .

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

أيــــها المسلمــــون :
أَمَا طرقَ أسماع أهل اللعن، أَمَا قرأت عيون اللعانين، أَمَا

أفزع قلوب من يلعن أخاه المسلم، ما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في شأن اللعن واللعانين ولعن المسلم من أحاديث عديدة وشديدة؟

أَمَا كفاهم أنه صلى الله عليه وسلم قد نفى أن يكون اللعن من صفات المؤمن وخِلاله، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِطَعَّانٍ، وَلَا بِلَعَّانٍ، وَلَا الْفَاحِشِ الْبَذِيءِ".

أما أيقضهم أن اللعان يُبعد نفسه عن مرتبة عظيمة وجليلة، وهي مرتبة الصديقية، فقد صحَّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لَا يَنْبَغِي لِصِدِّيقٍ أَنْ يَكُونَ لَعَّانًا"؟

أَمَا رَدَعَهم أن سِباب إخوانهم في الدِّين فسوق، فقد صحَّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم-أنه قال: "سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ" أيرضى عاقل بأن يدخل نفسه في الفسوق؟

أَمَا أيقظهم أن لعن المسلم لأخيه المسلم من أسباب حرمان النفس أن تكون من الشفعاء والشهداء عند الله يوم القيامة، فقد صحَّ: "أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ بَعَثَ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ بِأَنْجَادٍ مِنْ عِنْدِهِ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ قَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنَ اللَّيْلِ فَدَعَا خَادِمَهُ، فَكَأَنَّهُ أَبْطَأَ عَلَيْهِ، فَلَعَنَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَتْ لَهُ أُمُّ الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُكَ اللَّيْلَةَ، لَعَنْتَ خَادِمَكَ حِينَ دَعَوْتَهُ، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ"؟

أما ردَّهم وأوقفهم عن لعنهم لإخوانهم المسلمين أن اللعنة تغلق دونها أبواب السماء وأبواب الأرض، فإن لم تجد الملعون يستحقها رجعت إلى قائلها، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا لَعَنَ شَيْئًا صَعِدَتِ اللَّعْنَةُ إِلَى السَّمَاءِ فَتُغْلَقُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ دُونَهَا، ثُمَّ تَهْبِطُ إِلَى الْأَرْضِ فَتُغْلَقُ أَبْوَابُهَا دُونَهَا، ثُمَّ تَأْخُذُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَإِذَا لَمْ تَجِدْ مَسَاغًا رَجَعَتْ إِلَى الَّذِي لُعِنَ، فَإِنْ كَانَ لِذَلِكَ أَهْلًا وَإِلَّا رَجَعَتْ إِلَى قَائِلِهَا"؟

أما زجرهم وأخافهم من لعن إخوانهم المسلمين موقف الصحابة -رضي الله عنهم- من هذا اللعن، فقد ثبت عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- أنه قال: "كُنَّا إِذَا رَأَيْنَا الرَّجُلَ يَلْعَنُ أَخَاهُ، رَأَيْنَا أَنَّهُ قَدْ أَتَى بَابًا مِنَ الْكَبَائِرِ".

أَمَا أمسك ألسنتهم أن لعن المسلم لأخيه المسلم من فُحش القول، وأن الله -تعالى- لا يحب الفحش ولا التفحش، ويبغض صاحبه، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إِيَّاكُمْ وَالْفُحْشَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُّشَ".

وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إِنَّ الله لَيُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيءَ".

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.


الخطبــــة.الثانيــــة.cc
الحمدلله العلي العظيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد الموصوف بأنه على خلق عظيم، وعلى آله وصحابته أكابر أهل الدين والعلم.

أمــــا بـــعــــد - أيها المسلمون :
إن بعض الناس قد يقع في أشنع اللعن وأبشعه وأقبحه، حيث يلعن أباه أو أمه إما بنطق من لسانه أو بتسبب منه في ذلك، فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "مِنَ الْكَبَائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ وَالِدَيْهِ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَهَلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ: "نَعَمْ يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ".

أيها المسلمـــون :
إن اللعن لمذموم ومستهجن حتى في حق الدواب التي نركبها، فقد صحَّ عن عمران بن حصين -رضي الله عنه- أنه قال: "بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَامْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى نَاقَةٍ، فَضَجِرَتْ فَلَعَنَتْهَا، فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "خُذُوا مَا عَلَيْهَا وَدَعُوهَا فَإِنَّهَا مَلْعُونَةٌ" قَالَ عِمْرَانُ: فَكَأَنِّي أَرَاهَا الْآنَ تَمْشِي فِي النَّاسِ، مَا يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ".

وصحَّ عن أبي بَرْزَة الأسلمي -رضي الله عنه- أنه قال: "بَيْنَمَا جَارِيَةٌ عَلَى نَاقَةٍ عَلَيْهَا بَعْضُ مَتَاعِ الْقَوْمِ إِذْ بَصُرَتْ بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتَضَايَقَ بِهِمِ الْجَبَلُ، فَقَالَتْ: حَلْ، اللهُمَّ الْعَنْهَا، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تُصَاحِبْنَا نَاقَةٌ عَلَيْهَا لَعْنَةٌ".

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فوالله لنزاحمنهم عليه زحامًا حتى يعلموا أنهم قد خلَّفوا وراءهم رجالًا“.

ومن مجالات التميز: تميز المسلم بأخلاقه ومعاملاته، ولباسه ومظهره، وحديثه وعاداته؛ كما كان حال خير الأنام -عليه الصلاة والسلام-، ولا يتسع المقام لسرد مواقف من سيرته العطرة وحسبه أن الله زكى أخلاقه فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)[القلم: 4]؛ كما أن نبينا الكريم أفضل الخلق في تعامله مع أهله وجيرانه وأصحابه؛ بل حتى مع أعدائه.

وكان -صلى الله عليه وسلم- عفيف اللسان لا ينطق إلا بالكلام الطيب، حسن المظهر، وكان يوصي أصحابه بكل ذلك؛ فعن أبي الدَّرداءِ قالَ: سمعتُ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ- يقولُ: “إنَّكم قادِمونَ على إخوانِكم فأصلِحوا حالَكم وأصلِحوا لباسَكم حتَّى تَكونوا كأنَّكم شَامةٌ في النَّاسِ فإنَّ اللَّهَ لا يحبُّ الفُحشَ ولا التَّفحُّشَ“.

ومن المجالات التي تميز المسلم: صدق حديثه؛ فلا يجتمع كمال الإيمان مع الكذب والزور والبهتان؛ فعن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: “علَيْكُم بالصِّدْقِ، فإنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وما يَزالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرّى الصِّدْقَ حتّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا”(أخرجه البخاري ومسلم).

كما تتميز شخصية المسلم بالأمانة: حيث يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له“(صحيح الجامع).

ومن المجالات التي تميز المسلم عن غيره: إتقان المسلم لما يكلف به من الأعمال؛ امتثالا لأمر إمام أهل التميز والأسوة الحسنة محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ فعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-:”إن الله يحبُ إذا عملَ أحدكُم عملا أن يتقنهُ”(رواه الطبراني)

ومن المجالات التي تميز المسلم: تميز المسلم بتحية الإسلام المباركة؛ قال -تعالى-: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا)[النساء: 86]، وتحية الإسلام هي السلام؛ يقول السعدي -رحمه الله-: “وأعلى أنواع التحية ما ورد به الشرع، من السلام ابتداء وردًّا“.


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ (قدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ)[المؤمنون: 1 – 4]، (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)[الأنفال:2- 4].

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم.


*الخطبــــة.الثانيــــة.tt*
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أمّا بعد:

عباد الله: لقد كان التميز جليا في حياة أصحاب النبي -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ-؛ فقد كانوا أحسن الناس أخلاقا بعد رسول الله وأطهرهم قلوبا وأصدقهم حديثا وأتقنهم عملا، وحسبنا أن نقف مع مثال من حياة المتميز الأول من أصحابه؛ ألا وهو الصديق -رضي الله عنه-؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-: “من أصبح منكم اليومَ صائمًا؟ قال أبو بكرٍ: أنا. فقال: من أطعم منكم اليومَ مِسكينًا. قال أبو بكرٍ: أنا قال: من عاد منكم اليومَ مريضًا؟ فقال أبو بكرٍ: أنا فقال: من تبِع منكم اليومَ جِنازةً؟ قال أبو بكرٍ: أنا، فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ-: “ما اجتمعت هذه الخِصالُ قطُّ في رجلٍ إلّا دخل الجنَّةَ“.

ولقد كان السر في تميز الصديق -رضي الله عنه- بكثرة فعله للخير وبما وقر في قلبه من الإيمان واليقين بالملك الديان.

أيها المسلمون: لنتميز في تمسكنا بعقيدتنا وفي التزامنا بأخلاق ديننا وفي تعاملنا مع الخلق كافة؛ متأسيين بنبينا -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام والسلف الأعلام ومن سار على نهجهم واستقام؛ فيا سعادة من تميز في طاعة ربه ومولاه وتمسك بهدي من أنقذه الله بشريعته وهداه.

اللهم أعزنا بالإسلام وثبتنا على هدى خير الأنام وأدخلنا برحمتك دار السلام.

اللهم ألف بين قلوب المسلمين، واجمع كلمتهم على الحق والدين.

وصلوا وسلموا على البشير النذير؛ حيث أمركم بذلك العليم الخبير؛ فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
=========================
ـــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــ
منــبرالحكـمـــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.tt 730155153

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

- فليتق الله التجار الذين خاطبهم النبي صلى الله عليه وسلم، كما في الحديث الصحيح: "يا معشر التجار، يا معشر التجار، إنكم تبعثون يوم القيامة فجارًا إلا من اتقى الله، وبر، وصدق، والتاجر الصدوق عند الله بمقام الشهداء والأنبياء"، فمن منهم يحب هذا المقام وهذه الرفعة، إذا يسر على الناس، وترك سبعين بابًا من الحلال خشية أن يقع في الحرام، فضلًا عن أن ينتهك الحرام بأمه وأبيه، وفي وضح النهار.

- وحتى لا أطيل، أيضًا رسالة للأغنياء: التراحم والتعاطف والتآزر والتفقد للفقراء والضعفاء في التصدق عليهم، وإدخال الفرحة في قلوبهم وقلوب أبنائهم ولو بقرض لهم وسلفة يعتقهم بها، فهي خير حتى من صدقة عليهم كما في حديث حسن أنه أفضل عند الله من ثمانية عشر صدقة عندما يعطي قرضًا لأخيه المسلم.

- وكذلك واجب على عامة الناس أن يحذروا من الذنوب، وأن يعلنوا التوبة النصوح إلى الله جل وعلا فإن الله تبارك وتعالى يقول: ﴿وَأَلَّوِ استَقاموا عَلَى الطَّريقَةِ لَأَسقَيناهُم ماءً غَدَقًا﴾، ﴿وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ...﴾، ويقول: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾.، فلم ينزل بلاء إلا بذنب، ولن يرتفع إلا بتوبة، فلنعلن التوبة والإنابة، فإن الله تبارك وتعالى يقبل منا تلك الإنابة والأعمال، وينزل لنا ما نستحق من رزق وهناء، ويولي علينا الأخيار بإذن الرحمن.

- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

منه الناس أن يكون الحارس للحقوق والممتلكات، ويعود الناس إليه ليقولوا: "إن فلانًا أخذ حقي فاقتص لي منه بسجنه ورد حقي منه غصبًا عنه" لكن لا بالعكس أصبح اليوم هو من يعتدي عليه، إذا به يبطش به، فأصبح ذلك الظالم هو نفسه الحامي، وحاميها حراميها كما يقال فلا حاكم يمكن أن يُحتكم إليه، لأنه هو السلطة، لأنه هو القانون، لأنه هو الدولة، لأنه هو من يتحدث باسم الحق وحمايته، ويخول له الشرع والقانون والعرف ممارسة سلطاته عليك…

- نعم هي الدولة تلك النائمة التي حاربت الناس في أقواتهم، وأسعارهم، وغذائهم، وفي كل شيء يملكونه، وأصبحت مبتزة لهم، آخذة بالقوة لأموالهم، معتديه على ممتلكاتهم، سارقةً لما يجب عليها أن تحميه، وكل ذلك تحت ما يُسمى بارتفاع الأسعار وانهيار العملة، ومعناه أن تسرق من كل ألف بقدر ما نقص منها فتمسي ومعك عشرة آلاف ريال لتشتري بها شيئًا كاملا كأرز مثلا خمسة كيلو وإذا بالمبلغ نفسه نزلت قيمته فلا يمكن تشتري به غير نصف ما كان عليه بالأمس وهذا هو النهب والسرق والاختلاس بكل معانيه…

- والمشكلة أن الكارثة تتوسع، والدولة تزداد فسادًا وتتمدد في كل يوم، بل كيلو مترات من فساد عميق يستشري في كل شيء دون أن يقال لذلك الشر: "توقف كفى"، إلى متى؛ لأن الناس يصبرون ويصبرون ويصبرون ولا مجيب، ويصرخون، ويصرخون، ويصرخون ليوم وليومين، يغردون، ينشرون، يهجمون، يتحدثون، يدعون، يتأوهون بدون مجيب لذلك كله، فذاك يقول هذا في مجلسه، وهذا في قومه، وهذا في عمله، وهذا في بيته، وهذا في سوقه، وفي كل مكان أصبح كان فيه؛ لأنه أصبح شغل الناس الشاغل، وهمهم الذي يلاحقهم الليل والنهار، إنه حديثهم عن الأسعار، هو الحديث عن ارتفاعها، هو الحديث عن ارتفاع سعر الصرف، وانهيار العملة المحلية في ظل غياب تام للدولة، والجهات المسؤولة المتثلة في الحكومة المغتربة تلك المتنقلة بين فندق وفندق أفخم منه، والشعب من تعاسة لتعاسة، ومن هم وكربة لم يصدق أنها ارتفعت عنه حتى نزلت عليه أخرى أشد من الأولى حتى يرضا بعودة الثانية ليخلصه من دوامته…

- لكن دعوات المظلومين والجائعين والفقراء والمساكين والأيتام والأمراض والنساء والأطفال والشيوخ والأرامل وكل كبير وصغير ستصيبكم دعواتهم مهما طال الوقت، ومهما تماديتهم في ظلمكم وجرائمكم… ﴿وَكَذلِكَ أَخذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ القُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخذَهُ أَليمٌ شَديدٌ إِنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لِمَن خافَ عَذابَ الآخِرَةِ﴾ .

- ذلك الموظف الغلبان، أو ذلك الأجير اليومي، أو ذلك الذي لا يملك شيئًا من حقه أن يدعو بذلك، ومن حقه أن يتأوه، ومن حقه أن يتحدث، ويصرخ، وينادي، ومن حقه أن يشكو مظلمته، ولكن لمن يشكو الناس إلى الناس؟ يفضفضون بما لديهم ولا سامع لهم، لا مستمع يمكن يستمع لهم بل هو أخرس أبكم، أعمى لا ينطق ولا يتكلم ولا يفعل شيئًا بل بالعكس يتمدد ويتمدد ولا يفعل شيئًا، بل هو نائم كل النوم، يغط في عمق نومه، ليس في بلده بل في دول مجاورة.

- والعجيب أصبح الشعب الذي يمكن أن يذهب ليعمل عند الآخرين إذا بالحكومة والدولة هي عند آخرين، وأصبحت هي المغتربة، والشعب في أرضه فأي حلول تأتي، ولمن يشتكي، وكيف سيكون الحل والمخرج أصلا!.

- الشعب يزداد فقرًا والوزراء وكبار المسؤولين أصبحوا هوامير كبار، يبنون فللهم في دول أخرى والشعب يموت جوعًا، وتتوسع مأساتهم يوماً بعد يوم، بينما هم يزدادون تخمة وغنى وثروة، ويبنون مستقبلًا لأبنائهم ولأنفسهم في دول أخرى، ويفرحون عندما ترتفع أسعار الصرف؛ لأنهم يعلمون أنهم سيكونون أثرياء وراء ذلك لتحويلهم عملتهم الصعبة التي ينهبونها من خزائن الدولة، ويتعللون بما يتعللون به أن لا موارد للدولة، بينما الموارد الموجودة المخزنة التي هي ملك الشعب كله أصبحت في أيديهم كمرتبات، ونفقات، وصرفيات، وسفريات، وفنادق وأكل وشرب ونوم ورفاهية أعظم من رفاهية وزراء أثرى دول العالم قاطبة، فهؤلاء ينهبون من الموجود ويفترسونه، وأصبح ذلك المحدود الموجود ناقصًا كل النقص في كل يوم؛ لأنه ليس لهم إلا هو فيبطشونه وينهبونه، فلا يبقى من خزينة الدولة شيء.

- فأي جريمة هذه أن يكون ذلك المفروض منه أن يحمي خزائن الناس، وأن يحمي أقوات الناس، وأن يضمن أسعار الناس أن تستقر، وأرواح الناس أن تعيش، وحقوق الناس أن تصان إذا هو نفسه الذي يقوم بدور البلطجي السارق الناهب، هو الذي يقوم بدور المتسلط المغتصب!.

- إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر كما في البخاري ومسلم أن امرأة دخلت النار بسبب هرة حبستها، فلم تعطِها ما يجب عليها أن تعطيها، وقد حبستها، وقد تملكت أمرها، وقد أصبحت وزيرة عليها، وقد أصبحت مديرة على أموالها وعلى رزقها، وأصبح لا حول ولا قوة لهذه الهرة القطة أي شيء أبداً إلا ما يأتي من فتات هذه المرأة الحابسة لها، ولا تملك شيئًا في قفصها وفي بيت هذه الآسرة لها، وبالتالي دخلت النار لأنها حبست ما يجب عليها أن تدفعه من حق لها.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

-أيهاالأحبة : هاهو ابن القيم يصف داءنا ومانعاني منه...
-فيقول رحمه الله:من أعظم أسباب ضيق الصدر.. الإعراض عن الله -تعالى-، وتعلق القلب بغيره، والغفلة عن ذكره، ومحبة سواه؛ فإن من أحب شيئاً غير الله (عذّب به)، وسجن قلبه في محبة ذلك الغير،... فما في الأرض أشقى منه، ولا أكسف بالاً، ولا أنكد عيشاً، ولا أتعب قلباً منه (زاد المعاد(2/22)...

-بل ضاقت قلوبنا على بعضنا البعض.. في كثير من بلاد المسلمين ،.. فكثرت الخلافات وزادت البغضاء والشحناء... وقامت الحروب والصراعات.. وسفكت الدماء.. وغاب الحب.. والتراحم والتعاطف.. والتعاون بين المسلمين (بسبب انحراف القلوب) ..

ولذلك.. لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين.. يأتي بخراجها... قدم أبو عبيدة بمال من البحرين،
فسمعت الأنصار بقدومه ،.. فوافوا صلاة الفجر... مع النبي صلى الله عليه وسلم ،..
فلما انصرف تعرضوا له ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم..
ثم قال :(( أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء )) .
قالوا : أجل يا رسول الله ،
قال:((فأبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم ، ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا ، كما بسطت على من كان من قبلكم ، فتنافسوها كما تنافسوها ، وتهلككم كما أهلكتهم)) (البخاري) ...

لقد كان صلى الله عليه وسلم.. يحث أصحابه من الرعيل الأول.. وهم في بداية الإسلام.. على أن يكون تنافسهم على ما عند الله من خير وأجر وثواب ،

فهو يدرك.. أن فتنة هذه الأمة.. ستكون الدنيا و أن التنافس بين أبنائها عليها والصراع من أجلها.. ستكون العقبة الكؤود ،..
والمشكلة الكبرى في حياتهم.. التي تفرق جمعهم.. وتشتت شملهم.. وتوقف دورهم الإنساني والحضاري.. في تعمير الدنيا.. وتطوير الحضارات .. وتقديم الخير والنفع للبشرية جمعاً....
وقد ينسون بسبب ذلك دينهم ورسالتهم وأخلاقهم ..

وهذا.. ما يحدث اليوم في بلاد العرب والمسلمين ..
فالعالم من حولهم... ينعم بالرفاهية.. والأمن.. والعمل.. والإنتاج.. والصناعات.. والاختراعات...
وهم.. في حروب وصراعات.. أكلت الأخضر واليابس ،.. حتى ضاقت عليهم أوطانهم ،..
فتشردوا في المخيمات لاجئين ،... أو ماتوا تحت الأنقاض، ودفنوا أحياء.. ولم يعد الإنسان يطيق أخاه ،
ولم تعد الأوطان المترامية الأطراف.. ببحارها.. وأنهارها.. ووديانها.. وثرواتها.. ومدنها.. وقراها... تتسع لأبنائها... بسبب انحراف القلوب...وضيق الأخلاق..
وصدق الشاعر إذ يقول :
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها
ولكن أخلاق الرجال تضيق

-أيها الأحبة:
لو كنا جميعا عربا ومسلمين على نهج النبي صلى الله عليه وسلم..وعلى شريعته الغراء...هل كنا سنترك إخواننا في (غزة) يموتون من الجوع...!!
والعدو ينكل بهم...ويتفنن في قتلهم وحصارهم...ويهلك الحرث والنسل...ويحرق البشر والشجر والحجر...
ولو أن كل دولة عربية فعلت كما
فعلت اليمن في هذا الأسبوع..
بإطلاق الصاروخ على مطار -بن غريون- وأحدث الخوف والهلع في قلوب الصهاينة..وأدخلهم الملاجئ..وتوقفت الرحلات لساعات...هذا وهو صاروخ واحد
أحدث كل تلك الضجة...وكل ذلك الهلع...فكيف لوكان 22 صاروخ..من 22 دولة....تحت أي نية كانت...
سواء فعلواذلك...حمية..أو عصبية..أو لشهرة..أو لمغنم...
أولأي هدف كان...المهم أن يفعلوه..
-فهل كان هذا العدو...سيتمادى في غيه..وطغيانه...مستحيل..
وألف ألف مستحيل.
-ولكن..إلى الله المشتكى..وإليه الملتجى..

اللهم إنا نسألك إيماناً يباشر قلوبنا.. وتقوى تصلح بها أحوالنا ...
@-قال الله:(( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ))...

-بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم...
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم...


*-الخطــــبة الثانــية*
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...

أما بعد: عبــاد الله :-
صح في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال:
"لقد رأيتني أُصرَع بين منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وحجرة عائشة..فيقال: مجنون، وما بي جنون، ما بي إلا الجوع!"
يا أمة محمد..
الجوع يُذهِب العقل..
الجوع يُضعِف القوى..
ولا يحل لأمة الدين الواحد، والقِبلة الواحدة، والكتاب الواحد، والنبي الواحد أن يتساقط إخوانها من شدة الجوع على مرأى ومسمع منها!!
ولقد أصاب أبا هريرة ما أصابه لجوع يوم أو يومين…فكيف بالجائعين شهورا؟!!
تكلموا عنهم..
جوعوا معهم..
أوقفوا الدنيا من أجلهم..
فعضَّة الجوع أشد من نيران المدافع!!
والمُجَوَّعون من أجل الأرض المباركة ليسوا كأي جائعين!!

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبةجمعةبعنوان:*
*بإنحـــراف الـقـلـوب..*
*يحل الشقاء وتكثر الحروب*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحا لذكره... وسببا للمزيد من فضله .. جعل لكل شيء قدرا.. ولكل قدر أجلا .. ولكل أجل كتابا .

-وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. شهادة تزيد في اليقين .. وتثقل الموازين..

تضيق حتى يضيق الكون ثم ترى
غيث العطايا من الرحمن ينهمر

فثق بربك واصبروارتقب فرجا
فإنما عاجل البشرى لمن صبروا

-وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وقائدنا وقدوتنا وقرة أعيننا...محمدا عبده ورسوله... وصفيه وخليله .. أمين وحيه .. وخاتم رسله ، وبشير رحمته.. ونذير نقمته .. بعثه بالنور المضيء... والبرهان الجلي ،.. فأظهر به الشرائع المجهولة ،.. وقمع به البدع المدخولة.. وبين به الأحكام المفصولة ...

يا بائعاً في أرض طيبة عنبراً
بجوار أحمد لا تبيع العنبرا

إن الصلاة على النبي وآله
يشدو بها من شاء أن يتعطرا

صلوا على خير البرية تغنموا
عشرًا يصلّيها المليك الأكبرا

صلى الله عليه وعلى آله مصابيح الدجى .. وأصحابه ينابيع الهدى .. وسلم تسليما كثيراً إلى يوم الدين...

أمااااابعد:
عبادالله :فأوصيكم ونفسي المخطئةالمذنبةأولابتقوى الله:

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ))[آل عمران: 102]..

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...

-أيهاالأحبةالكرام:
ما تزال الأمم والشعوب، والأفراد في سعادة وعزةٍ ومنعة وقوة وتمكين...ما دام سيرهم على منهج الله...مستفيدين من دروس التأريخ وأحداث الزمان آخذين بأسباب الحياة الطيبة ، متسلحين بالقيم والفضائل والأخلاق..
فإذا ظهـر الانحراف عن هذا الطريق أذن الله بتبدل الأحوال وتغير الظروف ، وزوال النعم وحلول العذاب.. ونزول الفتن والمصائب ،،والتغيير يبدأ من العبد وليس من الله..كماقال الله تعالى:((.. إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ..))
-سواء كان التغيير من الأسوأ إلى الأحسن....أو العكس..من الأحسن إلى الأسوأ...

-وإن من أهم وأعظم مظاهر الانحراف في حياة الأفراد،، والشعوب والمجتمعات ..
انحراف القلوب عن الحق والخير والصلاح.. عندما تتعرض للشبهات والشهوات وحب الدنيا وزينتها ، وتغتر بطول الأمل ،.... فتفسد هذه القلوب... فلا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً ،...فتكون سبباً للشقاء والتعاسة في الحياة الدنيا والآخرة...

-وما يحدث اليوم من صراعات ونزاعات وحروب.. واختلافات.. وتنافس وضيق وقلق وهموم..ما هو إلا نتيجة (لإنحراف القلوب وغفلتها وقسوتها) ،

-والله عز وجل أمرنا أن ندعوه بأن يثبت القلوب بعد الهدى (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (آل عمران، الآية).
- وبين سبحانه وتعالى أن حياة القلوب لاتكون إلافي الإستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم فقال:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)) (الأنفال، الآية: 24).

-وانظروا إلى خطورة انحراف القلوب.. وأثر ذلك على الحياة..
قال تعالى:((إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلَا يَسْتَثْنُونَ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فلا تستصغرن دورك، ولا تحقرن ثغرك؛ فإن من ورائك أمة، وإنك مسؤول بين يدي الله.
قال أحد الحكماء:
إذا لم تزد في الأمة شيئًا... كنت أنت الزائدَ فيها.
وقال المتنبي:
وإذا كانت النفوسُ كبارًا ... تعبتْ في مرادِها الأجسامُ
وقال آخر:
ليس الفتى من قال كان أبي ... إن الفتى من قال ها أنا ذا

■ عباد الله، إن من تمام رحمة الله وعدله أن جعل للأمة ثغورا كثيرة؛ لا يحرسها صنفٌ واحد، ولا يقوم عليها نوعٌ دون آخر؛ بل تنوعت الأعمال، وتعددت الساحات؛ ليبقى مجد الأمة محفوظا، وعزتها مصونة.
الأم في بيتها، ليست مجرد ربة منزل؛ بل هي صانعة الأبطال، ومعلمة الأجيال، وقاعدة البناء الحضاري للأمة. على حجرها تربى الصدّيق، وفي حضنها نشأ الفاروق، وبحنانها تشكّلت ملامح العظماء.
الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتَها ** أعددتَ شعباً طيبَ الأعراقِ
فيا من ترين في بيتك عزلةً، اعلمي أنك على ثغرٍ من أعظم الثغور، وأنك بصبرك وتربيتك تصنعين مجدا لا تراه الأعين، ولكن تباركه السماء.
والمعلم في صفه، ذلك الحارس الأمين على العقول، المنقذ من ضلال الجهل، ينحت في الصخر؛ ليبني وعيا، ويرفع أمة.
قال تعالى: ﴿هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 9].
قال عليّ رضي الله عنه: «كفى بالعلم شرفا أن يدعيه من لا يحسنه، ويفرح إذا نُسب إليه» [الجامع لأخلاق الراوي، الخطيب البغدادي].
والعامل في مصنعه أو مزرعته؛ من يكدُّ ويكدح، يحقق للأمة اكتفاءها، ويحفظ لها قرارها الاقتصادي، وهو جندي من جنود البناء الحضاري.
قال ﷺ: «ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده» [رواه البخاري: 2072].
والطبيب في مشفاه، يحرس ثغر الصحة، ويجاهد في صمتٍ؛ لإنقاذ الأرواح، ويقف في وجه الأوبئة كرمحٍ في وجه العدو. كم أنقذ الله به من نفس، وكم كتب له من الأجر!
قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: 32].
والتاجر الصادق الأمين، هو مرآة الأخلاق في السوق، وميزان الثقة في المعاملة، ورافد من روافد الإنفاق في سبيل الله.
قال ﷺ: «التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء» [رواه الترمذي: 1209، وحسنه الألباني].
والداعية والمربي، حارس العقيدة، وصوت الحق، وسراج الهداية، يسدّ ثغرًا لو فُتح على الأمة، لاجتالتها الشياطين.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "الدعوة إلى الله أشرف مقامات العبد، وهي وظيفة الأنبياء" [مدارج السالكين 2/232].
والمجاهد في سبيل الله، والعالم، والكاتب الصادق، كلٌّ منهم على ثغر؛ فذاك يجاهد بالسيف، وهذا بالقلم، وذاك بالعلم، وكلهم يشتركون في سبيل الله، إن خلصت النيّة وصدق العمل.
قال الشاعر:
فقل لمن يدّعي في العلمِ فلسفةً ** حفظت شيئاً وغابت عنك أشياءُ
وفي القتال رجالٌ لم تحمل السيفَ، ** لكنهم قد جاهدوا الأعداءَ

■ أيها المسلمون، من أعظم أسباب ضياع الجهود، وتفتت الطاقات: أن يُنظَر إلى ثغور الأمة بمنظار التنافس لا التكامل، وأن يُقال: "عملي أعظم من عملك"، أو "مهمتي أرفع من مهمتك".
وهذا باطلٌ يناقض مقاصد الشريعة وسنن الله في الخلق.
إن البناء الحضاري المتكامل، لا يقوم بسيف دون قلم، ولا بعلم دون عمل، ولا بجهاد دون تربية، ولا بتربية دون تعليم؛ بل لا بد من تكامل الأدوار.
قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ [المائدة: 2]، ولم يقل: "وتنافسوا".
وقال ﷺ: «كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها» [رواه مسلم: 223].
فالعبرة في المقصد، والإخلاص، لا في نوع العمل. كل من خرج في ثغرٍ من ثغور الأمة يطلب وجه الله، فهو مجاهد، وهو في الرباط.
قال الإمام الشافعي رحمه الله:
إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى ** فأول ما يجني عليه اجتهاده
وكلٌ له في نصرة الدين وجهةٌ ** يُؤجر فيها حسبما قد أراده

فيا أهل القرآن، ويا أهل العلم، ويا أرباب الحِرَف، ويا صنّاع الوعي، ويا أرباب البيوت، اعلموا أنكم على ثغورٍ؛ لا يجوز التفريط فيها.

قال تعالى: ﴿قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلًا﴾ [الإسراء: 84].
بارك الله لنا في القرآن الكريم ونفعنا بما به من الآيات والذكر الحكيم وجعله حجة لنا لا علينا، واستغفروا الله لي ولكم ولسائر المسلمين؛ إنه هو الغفور الرحيم والتواب الحليم!


الخطبة الثانية:
الحمد لله الملك الحق المبين، قيّض لكل زمان رجالا يحفظون دينه ويسدّون ثغور الأمة، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، القائل: «من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا» [رواه البخاري: 2843].
أما بعد:

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

- ومن الآفات: طلب المال من غير وجهه، كمن يطلبه بالربا أو الرشوة أو الغش، وقد ورد في الحديث: «يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء من أين أخذ المال، أمن حلال أم من حرام» [رواه البخاري].
- أما الغش، فقد قال فيه صلى الله عليه وسلم: «من غش فليس مني» [رواه مسلم]، وهو عام في كل المعاملات، فلا يُبارك في مال نبت على غش وخديعة.
- ومن أخطر الآفات: الربا، الذي قال الله فيه: ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾ [البقرة: 276]، فالربا يمحق البركة، وإن كثر المال ظاهريا.
وكذلك التعلق بالدنيا والغفلة عن الآخرة، وهو داء قاتل، قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تُبسط الدنيا عليكم كما بُسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم» [رواه البخاري].
قال ابن القيم رحمه الله: «الدنيا جيفة، وطلابها كلاب، إلا من أخذ منها ما يبلغه إلى الله».
قال الشاعر:
وإن نلتَ الغنى من غيرِ دينٍ
فقد نِلتَ الفقـرَ وأنتَ لا تدري
فـرزقُ اللهِ لا يُطلبُ بحـرٍ
ولا يُنالُ بعقلِ أهلِ المكرِ

■ أيها المؤمنون، إليكم بعض الخلاصات العملية التي تُعين على سعي مباركٍ نافع:
- أولا: ابدأ بسؤال نفسك عن نيتك، فالنية الصالحة تُحول العادة إلى عبادة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى» [متفق عليه].
فالزارع إذا زرع لِيُطعِم أهله، أو ليتصدق، أو لِيَكفي نفسه، أُجر في كل ذلك.
- ثانيا: اجتهد في تحري الحلال، فإن الحلال مبارك، والحرام ممحوق.
قال ابن المبارك: "لأن أرد درهما من شبهة، أحب إليّ من أن أتصدق بمائة ألف".
- ثالثا: احذر التسويف والتواكل، فإن من آفات السعي أن يقول المرء: "رزقي مكتوب"، ثم يترك السعي.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول: اللهم ارزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة".
- رابعا: ربوا أبناءكم على حب العمل لا على انتظار العطاء، فالتربية على الكسب الشريف؛ تخلق أمة عزيزة كريمة، لا تمد يدها لأحد.
قال الحسن البصري رحمه الله: "إن الله جعل الرزق في الغدوّ والرواح، فانظروا أين تغدون وتروحون".
وفي الشعر:
إذا كنتَ ذا رأيٍ فكن ذا عزيمةٍ
فإن فساد الرأي أن تترددَا
وليس يُنال المجدُ بالكسلِ الذي
يُورثُ نفسًا عاجزةً موقدَا

■ أيها الأحبة أن السعي عبادة، والحركة في طلب الحلال بركة، والتواكل والكسل هلكة، وأن من اجتهد وأخلص، بورك له، ومن غش وظلم، مُحق رزقه.
فلنُحيِ في مجتمعاتنا ثقافة السعي الشريف، ولنربّ أبناءنا على عزّة اليد العليا، ولنعلم أن التوكل الحق لا يكون إلا بعد بذل الأسباب، كما قال صلى الله عليه وسلم: «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا» [رواه الترمذي].
فلا تغدو الطير نائمة في عشها؛ بل تخرج وتسعى، فهلّا سَعينا؟ وهلّا أخلصنا؟ وهلّا التزمنا بما يُرضي الله في طلب أرزاقنا؟
سِرْ في الحياةِ بحزمٍ واعتدالِ
واطلب من الله رزقًا في الحلالِ
فالسعيُ مفتاحُ خيرٍ إن سَمَتْ
نيتُك الطهرَ والصدقَ والوصالِ

اللهم بارك لنا في أرزاقنا، واغننا بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك، واجعل سعينا خالصًا لوجهك، يا أرحم الراحمين.

هذا، وصلوا وسلموا على إمام العاملين، وقدوة المتوكلين، محمد بن عبد الله، من قال الله في شأنه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ ۚ يٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب : 56].
اللهم صل وسلم وبارك على النبي وآله وارضَ عن الخلفاء الراشدين وعن الصحابة أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعلينا معهم برحمتك وفضلك يا رب العالمين!

اللهم يا واسع الفضل، يا من بيده الرزق والخير، نسألك بركة في السعي، وبركة في الحركة، وبركة في الرزق.
اللهم اجعلنا ممن يسعى في الحلال، ويأكل من الحلال، ويُرضيك في كل حال.
اللهم طهر نياتنا من الرياء، وأعمالنا من الغش، وأموالنا من الربا، وقلوبنا من التعلق بالدنيا، واجعل سعينا كله لك، خالصًا لوجهك الكريم.
اللهم ارزقنا التوكل الحق الذي لا يُضاد السعي، واجعلنا من العاملين لا المتواكلين، ومن المجتهدين لا الكسالى، ووفقنا لما فيه صلاح ديننا ودنيانا.
اللهم ربِّ أولادنا على حب العمل والكدح الشريف، واغنهم بحلالك، وأبعد عنهم سُبل الحرام، وزيِّنهم بالأمانة والصدق والإخلاص.
اللهم منَّ علينا برزقٍ طيبٍ مبارك، وسعادةٍ في الدنيا والآخرة، واجعل حركتنا في الدنيا سببًا لرفعةٍ عندك في الآخرة، يا أرحم الراحمين.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

البركة في فضل السعي والحركة
إعداد حسن الكنزلي

ساهم في النشر؛ تؤجر.

محاور الخطبة:
■ فضل السعي والعمل المشروع
■ الأدلة الشرعية على فضل السعي
■ السعي سبب في النجاة من الهَلَكة
■ البركة في السعي الحلال
■ التوازن بين طلب الدنيا والآخرة
■ التحذير من آفات السعي
■ خلاصات عملية وتربوية
■ خاتمة

الحطبة الأولى:
الحمد لله الكريم الوهاب، العزيز الوكيل، البر الرزاق، الذي جعل العمل شرفا، والسعي فضلا، والكسب الحلال عبادة، وبارك في اليد التي تعمل، وجعلها أحبَّ إليه من اليد التي تسأل، وحثَّ على الحركة بعد السكون، وجعل البركة في العمل، والذل في البطالة والكسل، وخلق الإنسان في كبد، وجعل سعيه شتى...
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائل في كتابه: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ [الملك: 15]، وأشهد أن سيدنا محمدا عبدُه ورسولُه، القدوة في السعي، والمثل الأعلى في العمل، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن سار على دربه واقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين.

عباد الله، أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله تعالى؛ فإنها وصية الله للأولين والآخرين، وزاد المسافر، ونور الطريق، وسبب البركة في كل شأن من شؤون الحياة، وأساس كل بركة في الدنيا والآخرة.
أما بعد:

■ فإن شريعة الإسلام جاءت بشرف السعي، وعلوّ منزلة العامل. والسعي
لغة: هو المشي بجدٍّ واجتهاد، وشرعا: التحرك المباح والمشروع طلبا للكسب، أو لتحقيق مصلحة دينية أو دنيوية.

وقد قرن الله السعي بالإيمان؛ فقال سبحانه: ﴿وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا﴾ [الإسراء: 19].

إن العمل لا ينافي التوكل؛ بل هو من تمامه، فقد قيل للحسن البصري: "قومٌ لا يعملون ويقولون نحن المتوكلون"، فقال: "بل هم المتأكلون، المتوكل من ألقى الحبة ثم توكل على الله".

وهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لم يعرف التواكل قط، عمل راعيا، ثم تاجرا، ثم محاربا، ثم قائدا، ثم حاكما، ثم مربيا، وكان يقول: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يُتقنه» [رواه البيهقي].
وما من نبي إلا ورعى الغنم أو امتهن حرفة، قال صلى الله عليه وسلم: "ما بعث الله نبيًّا إلا رعى الغنم..." [رواه البخاري].

والصحابة رضوان الله عليهم كانوا أهل سعي وجدٍّ:
- فعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، لما هاجر إلى المدينة، قال له الأنصاري: "أُقاسمك مالي"، فقال: "بارك الله لك في مالك، ولكن دلّني على السوق"، فدخل السوق فربح، ثم تزوّج، ثم صار من أغنى الصحابة.
- وعمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول: "إني لأرى الرجل فيعجبني، فإذا قيل: لا صنعة له، سقط من عيني".

وقد قال الإمام مالك رحمه الله: "طلبُ المعاش أفضلُ من الجهاد في سبيل الله، إذا كان المرء محتاجا إليه".
ولله درّ القائل:
لا تَأكُلِ الخُبزَ كَسْلانًا وتَطْلُبُهُ ** خَبزُ الكسولِ من الإذلالِ مُنْعَدِمُ
إنَّ المعيشةَ سَعيٌ لا خُمولَ به ** والخيرُ في السَّعي لا في اليأسِ والعَدَمِ

■ أيها المؤمنون: إن النصوص الشرعية تنضح ببيان فضل السعي والعمل:
- قال تعالى: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ﴾ [الجمعة: 10].
قال ابن كثير رحمه الله: "هذا أمرٌ بالإذن في السعي بعد الصلاة، لا يتنافى مع التقوى والعبادة".
- وقال جل شأنه: ﴿وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا﴾ [النبأ: 11].
- وقال: ﴿وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ﴾ [المزمل: 20].
- كما ذمَّ الله أهل البطالة والتواكل، فقال: ﴿وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ﴾ [الأعراف: 86].
وقال في وصف أهل النفاق: ﴿وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى﴾ [النساء: 142].

- وقال صلى الله عليه وسلم: ‹لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خيرٌ له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه» [رواه البخاري ومسلم].
فهذا الحديث الشريف يبيّن أن السعي وإن كان شاقا، خيرٌ من ذلّ السؤال.
- وقال صلى الله عليه وسلم: «ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده» [رواه البخاري].
- وفي صحيح البخاري أيضًا: «كان زكريا نجارا»، وهذا من باب التشريف لا التحقير.

- وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه، يعمل في تجارة الأقمشة وهو خليفة المسلمين. وكان الزبير بن العوام تاجرا، وسعد بن أبي وقاص يزرع ويكدّ ويتصدق من عمل يده.

- وكان الإمام الشافعي يقول: "لو لم يُبتلَ المسلم بشيء إلا أن يقوم في النهار يطلب الحلال، لكفاه ذلك ابتلاءً".
وكان الإمام أحمد يقول: "طلبُ الرزق الحلال جهادٌ في سبيل الله".

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

■ عباد الله، من تأمل في أحوال الخلق، وجد أن كثيرا من معاناتهم إنما تنشأ من ظنهم أنهم يعلمون ما هو الأصلح لهم، وأن ما يريدونه لا بد أن يكون خيرا لهم، ولكنهم ينسون أن علمهم قاصر، وبصيرتهم محدودة، وأهواءهم قد تعميهم عن الحق، أما الله سبحانه وتعالى، فهو العليم الحكيم، لا يقدر لعبده إلا ما فيه الخير، ولو كرهه العبد في ظاهر الأمر.
يقول سبحانه وتعالى في كتابه العظيم: (وَعَسَىٰٓ أَن تَكْرَهُوا۟ شَيْـًۭٔا وَهُوَ خَيْرٌۭ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰٓ أَن تُحِبُّوا۟ شَيْـًۭٔا وَهُوَ شَرٌّۭ لَّكُمْ ۗ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾
[البقرة: 216].
قال السعدي رحمه الله في تفسيره: "فليس كل ما يحبه الإنسان يكون فيه مصلحته، ولا كل ما يكرهه يكون فيه مضرته؛ لأن الله يعلم وأنتم لا تعلمون، فرب محبوبٍ يُمنع، ومنعُه هو الخير، ورب مكروهٍ يُقَدَّر، وتقديره هو عين الرحمة".

إن العبد حين يختار؛ يختار بناءً على رغبة أو عاطفة أو عجل، أما الله عز وجل فإنه يختار لعبده ما يصلحه، ويدفع عنه من الشرور ما لا يدركه العبد.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "لو فُتح للعبد بابُ القدر، ورأى كيف يدبّر الله له أموره، لذاب قلبه محبةً وشكرا لله، ولبقي ساجدا لا يرفع رأسه من سجوده أبدا". [مدارج السالكين 2/215].
يقول أحد الحكماء:
رُبَّ أمرٍ تَسْتَثْقِلُهُ النُّفُوسُ
وفي طَيّاتِهِ الخَيرُ العَمِيمُ
فَدَعِ التَّدبيرَ لِمَن بِيَدِهِ الأمْرُ
واطمئنَّ، فإنَّهُ الرَّبُّ الرَّحِيمُ

أيها الإخوة، من رضي باختيار الله، أرضاه الله، ومن اعترض عليه، أضناه، ولن يجد في قلبه راحة، ولا في روحه سكينة، حتى يُسلم وجهه لله، ويقول بقلبه ولسانه: "اللهم اختر لي، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين".

■ أيها الأحبة في الله، من أخطر ما يصيب الإنسان أن يطيل النظر في ما فاته، ويتعلق قلبه بما ضاع منه، ويعيش في أروقة الندم والحسرة، حتى يغيب عنه الحاضر، ولا يرى ما في يده من نعم الله، فيسخط ويضيق صدره، ويُحرم بركة الرضا.
قال تعالى: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ﴾ [الحديد: 23]
أي لكيلا يأسى الإنسان أسًى يقطعه عن السير إلى الله، ولا يحزن حزنا يوصله إلى اليأس من روح الله.
قال الحسن البصري رحمه الله: "لا تأسَ على فائتٍ من الدنيا، فإن ما فاتك منها لم يكن لك، وما أصابك منها لم يكن ليخطئك، ومن رضي عاش مرتاحًا".
فالحزن الزائد على ما فات، إنما هو من ضعف الإيمان بالقدر، ومن سوء الظن بالله. ومنه تتولد القنوط، ثم الاكتئاب، ثم الاعتراض، والعياذ بالله.

أما من عرف ربه، وثق في حكمته، علم أن الفقد إنما هو باب للفتح، وأن في كل فقدٍ منحا مخفية، وفي كل تأخر حكمة مستورة.
جاء رجل إلى إبراهيم بن أدهم يشكو الحزن والهم، فقال له: "يا هذا، عش مع الله، ودع الدنيا لمن يطلبها، فإن الله لا يختار لك إلا ما هو خير لك، ولو لم تفهمه الآن".

ومن وسائل التعامل مع الفقد، أيها المؤمنون:
- الصبر: وهو أول منازل الرضا، قال تعالى: ﴿وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ﴾ [البقرة: 155].
- الدعاء: فإنه يفتح أبواب الطمأنينة، كما قال صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إنِّي عبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حُكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك، سمَّيتَ به نفسَك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذَهابَ همِّي» [رواه أحمد (3712)، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (199)].
- حسن الظن بالله: وهو من أعظم ما يدفع الهم والغم، قال صلى الله عليه وسلم: «لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله» [رواه مسلم (2877)].

أيها الإخوة، إن التربية الإيمانية تزرع في القلب الرضا والتسليم، وتقلع جذور التعلق بما ليس لك؛ لأن التعلق الزائد هو عبودية خفية، عبودية لرغبة لم تتحقق، أو لحلم لم يكتب له الله أن يكون.
قال ابن عطاء الله السكندري: "من علامة الاعتماد على العمل، نقصان الرجاء عند وجود الزلل، ومن علامة تعلقك بالأسباب، شدة حزنك إذا فاتك منها شيء".

فليكن شعارنا، إخوتي، في هذه الدنيا:
"رضيتُ بما قسمَ الله لي، وفوّضتُ أمري إلى ربي، وسكنتُ إلى اختياره، لا إلى اختياري، فهو أعلم بي من نفسي".

اقول قولي هذا واسنغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين إنه الغفور الرحيم والتواب الحليم!



الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يعلم ما كان وما يكون، ويختار لعبده ما يصلحه، وإن خفي عليه وجه الخير. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، علَّمنا الرضا، ودلّنا على التسليم لله في السراء والضراء، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*"#هكذا_نربي_أطفالنا*
*#هكذا_نربي_بناتنا*

*#رسـالة_إلى_الأبـاء_والأمهـات*

*إبعـادُ الطفل عن #القرآن في وقت الدراسـة رسـالة سلبية*
*تستقر في نفسه وعقله أن القرآن مانعٌ من التفوق الدراسـي !!*

*#علمـوا_أولادكـم أن حفظ القرآن والإهتمام بتلاوته يكون طوال العـام.*

*#علمـوا_أولادكم أن القرآن سيكـون سببـًا في تفوقهم بل هو سببٌ رئيسي في فلاحهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة؛*
*فمن يكن مع الله ، حتمًـا سيكون الله معه*

*#عـلموا_أولادكم أن* *القرآن في كلِ وقتٍ وحـين*
*وليس لوقت الاجـازات والراحة"*

*#علموا_أولادكم أن بداية التفوق الدراسي يكـون بحفظ القرآن الكريم.*

*#علموا_أولادكم أن القرآن وظيفةٌ العمر*
*وأنه مُقدمٌ على الدراسة وأنه ليس الإجازة الصيفية فقط!!*

"*#علموا_أولادكم أن* *الوقت الذي نخصصه للقرآن*
*لا يؤثر على وقت المذاكرة بل هو يزيد كل شيء بركة.*

*#علموا_أولادكم أن أخذ القرآن بركة وأن تركه حسرة.*

*#علموا_أولادكم أن الترنُم بالقرآن ألذُ وأحلى من كل غناء.*

*#علموا_أولادكم أن القلب الذي لا يعمره القرآن"*
*يتربع فيه الشيطان ويرتع.*
*#علموا_أولادكم أن بكل آية يتعلمها خير له من أن* *يكسب ناقة عظيمة السنام _عظيمة الحجم _ أو ما يماثلها قدرًا وثمنًا وأن بكل آية يتعلمها يرتفع بها درجة في الجنة.*



*اللهم اجعلنا وأبناؤنا مِن #أهل_القرآن،📚*
*الذين هم أهلك وخاصتك*.🤲

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ايها الاحباب :
ان ازمتنا ليست ازمة مالية ولا اقتصادية ولا غيرها بل هى ازمة اخلاقية وهى اننا بحاجة الى الصدق لانه سبيل النجاة فى كل زمان ومكان واذا كنا نتحدث عن سيد الاخلاق فكان معروفا بين أهله وعشيرته بالصادق الامين فلابد ان نتأسى باخلاقه ونسير على نهجه حتى نحشر معه يوم القيامة .

فلسان حال الصادق:
فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب تراب

قال ابن القيم رحمه الله: من منازل إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ . منزلة الصادقين، المنزلة التي فرقت بين المؤمنين وبين المنافقين، المنزلة التي فرقت بين أهل النيران وبين أهل الجنان، الصدق الذي صرع الباطل وطرحه، من صال به لم ترد صولته، ومن جال به لم ترد جولته، وهو باب الدخول على الرحمن، قال الله: هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ، وقال: لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ مرتبة الصادقين أدنى من مرتبة النبوة وأعلى من مرتبة الشهداء، قال الله: فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا .

اما ثمرات الصدق فهى كثيرة

1- الصدق أصل البر، والكذب أصل الفجور، كما في الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدُقُ ويتحرَّى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب؛ فان الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرَّى الكذب حتى يُكتَب عند الله كذابًا))[رواه البخاري ومسلم].

2- انتفاء صفة النفاق عن الصادقين؛ ففي الصحيحين عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ثلاث مَن كُنَّ فيه كان منافقًا: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتُمِن خان))[رواه البخاري ومسلم].

3- تفريج الكربات، وإجابة الدعوات، والنجاة من المُهلِكات، كما يدل على ذلك قصة أصحاب الغار التي أخرجها البخاري ومسلم عن عبدالله بن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفيها أنه قال بعضهم لبعض: ((...إنه والله يا هؤلاء، لا ينجيكم إلا الصدقُ، فليدعُ كلُّ رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه))، فدعا كل واحد منهم ربَّه بما عمِله من عمل صدَق فيه لله، وأخلص له فيه، فكان أن جاء الفرج، ففرج لهم فرجة بعد أخرى، حتى خرجوا من تلك المحنة.

قال الربيع بن سليمان:
صبرٌ جميلٌ ما أسرَعَ الفرجَا
مَن صَدَقَ اللهَ في الأمورِ نَجَا
مَن خشِيَ اللهَ لم ينَلْهُ أذًى
ومَن رجا اللهَ كان حيثُ رَجَا

4- التوفيق لكل خير، كما يدل عليه قصة كعب بن مالك في تخلُّفه عن تبوك، كما في البخاري ومسلم، وفيها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لكعب: ((ما خلَّفك؟ ألم تكن قد ابتعتَ ظهرك؟))، قال: قلت: يا رسول الله، إني والله، لو جلستُ عند غيرك من أهل الدنيا، لرأيت أني سأخرج من سخطِه بعذر، ولقد أُعطيتُ جدلاً - أي: فصاحةً وقوة في الإقناع - ولكني والله، لقد علمت لئن حدثتُك اليوم حديث كذب ترضى به عني، ليوشكن الله أن يسخطك عليَّ، ولئن حدثتك حديث صدق تجد عليَّ فيه - أي: تغضب عليَّ فيه - إني لأرجو فيه عفو الله، والله ما كان لي عذر، والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر في حين تخلفت عنك، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أمَّا هذا، فقد صدق))، فلما صدق مع الله ومع رسوله، تاب الله عليه، وأنزل فيه وفي صاحبيه آيات تتلى إلى قيام الساعة، فقال - تعالى -: (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ) إلى قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )[رواه البخاري ومسلم].

5- حسن العاقبة لأهله في الدنيا والآخرة؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الصدقَ يَهدِي إلى البرِّ، وإن البر يَهدِي إلى الجنة))[رواه البخاري ومسلم].

6- أن الصادق يُرزَق صدق الفراسة، فمَن صدقت لهجته، ظهرت حجته، وهذا من سنة الجزاء من جنس العمل؛ فإن الله يثبِّت الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة، فيُلهِم الصادق حجَّته، ويسدد منطقه، حتى إنه لا يكاد ينطق بشيء يظنه إلا جاء على ما ظنه، كما قال عامر العدواني: \"إني وجدت صدق الحديث طرفًا من الغيب، فاصدقوا\".

7- ثقة الناس بالصادقين، وثناؤهم الحسن عليهم، كما ذكر الله - عز وجل - ذلك عن أنبيائه الكرام: (وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ) .
والمراد باللسان الصدق: الثناء الحسن؛ كما فسره ابن عباس.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

والمؤمن إيمانا حقيقيا لا يخادع لأنه يعلم بأن الله جلّ وعلا عالم بما يضمر وما يخفي، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِى صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ﴾

المؤمن إيمانا حقيقيا صادق في دعوتِه إلى الله، يحبُّ الخير لأمّتة ويسعي في سبيل هدايتها وإرشادِها وإخراجها مِن ظلماتِ الجهل إلى نورِ العلم.

والمؤمن إيمانا حقيقيا واضحٌ في منهجه، ظاهرُه وباطنُه سواء؛ ليس هدفُه إبراز شخصه ولا أن يُتحدّث عنه، شعاره: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيك لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْت وَأَنَا أَوَّل الْمُسْلِمِينَ ﴾

والمؤمن إيمانا حقيقيا صادق في أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، فتجده يأمر بالمعروف بصِدق، وينهى عن المنكر بصدق، حريص على إنقاذ العباد من المخالفات الشرعية.

والمؤمن إيمانا حقيقيا صادقُ في أداء الصلاة وإيتاء الزكاة وصومِ رمضان وحجِّ بيت الله الحرام، وفقِ ما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الصدق سبب النجاة فى الدنيا والاخرة
يُحكَى أن هاربًا لجأ إلى أحد الصالحين، وقال له: أَخْفِني عن طالبي، فقال له: نَمْ هنا، وألقى عليه حزمة من خوص، فلما جاء طالبوه وسألوا عنه، قال لهم: ها هو ذا تحت الخوص، فظنوا أنه يسخَرُ منهم فتركوه، ونجا ببركة صدق الرجل الصالح.

ويُروَى أن الحجاج بن يوسف خطب يومًا فأطال الخطبة، فقال أحد الحاضرين: الصلاة، فإن الوقت لا ينتظرك، والرب لا يعذرك، فأمر بحبسه، فأتاه قومه وزعموا أن الرجل مجنون، فقال الحجاج: إن أقرَّ بالجنون خلَّصتُه من سجنه، فقال الرجل: لا يسوغ لي أن أجحد نعمة الله التي أنعم بها عليَّ، وأثبت لنفسي صفة الجنون التي نزهني الله عنها، فلما رأى الحجاج صدقه، خلَّى سبيله.
ونرى في سيرة السلف الصالح حرصَهم الشديد على الصدق، فهذا الشيخ عبدالقادر الجيلاني يقول: عقدتُ أمري منذ طفولتي على الصدق، فخرجتُ من مكة إلى بغداد لطلب العلم، فأعطتْني أمي أربعين دينارًا لأستعين بها على معيشتي، وعاهدتْني على الصدق، فلما وصلنا أرضَ همدان، خرج علينا جماعة من اللصوص، فأخذوا القافلة كلها، وقال لي واحدٌ منهم: ما معك؟ قلت: أربعون دينارًا، فظن أني أهزأ، فتركني وسألني آخر، فقلت: 40 دينارًا، فأخذهم مني كبيرهم، فقال لي: ما حملك على الصدق؟ فقلت: عاهدتني أمي على الصدق، فأخاف أن أخون عهدها، فأخذت الخشيةُ رئيسَ اللصوص، فصاح وقال: أنت تخاف أن تخون أمك، وأنا لا أخاف أن أخون عهد الله؟ ثم أمر بردِّ ما أخذوه من القافلة، وقال: أنا تائبٌ على يدك، فقال مَن معه: أنت كبيرنا في قطع الطريق، وأنت اليوم كبيرنا في التوبة، فتابوا جميعًا بسبب الصدق .

وهذا كعب بن مالك رضي الله عنه ورفاقه، صدقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، في عدم مرافقته في غزوة تبوك ولم يختلقوا الأعذار كما فعل المنافقون لما تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الغزوة.

يقول كعب بن مالك رضي الله عنه فَجِئْتُ أَمْشِي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ: فَقَالَ لِي: «مَا خَلَّفَكَ، أَلَمْ تَكُنْ قَدْ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ». فَقُلْتُ: بَلَى، إِنِّي وَاللَّهِ لَوْ جَلَسْتُ عِنْدَ غَيْرِكَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، لَرَأَيْتُ أَنْ سَأَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ بِعُذْرٍ، وَلَقَدْ أُعْطِيتُ جَدَلًا، وَلَكِنِّي وَاللَّهِ، لَقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ حَدَّثْتُكَ اليَوْمَ حَدِيثَ كَذِبٍ تَرْضَى بِهِ عَنِّي، لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يُسْخِطَكَ عَلَيَّ، وَلَئِنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدْقٍ، تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ، إِنِّي لَأَرْجُو فِيهِ عَفْوَ اللَّهِ، لاَ وَاللَّهِ، مَا كَانَ لِي مِنْ عُذْرٍ، وَاللَّهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَقْوَى، وَلاَ أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَّا هَذَا فَقَدْ صَدَقَ، فَقُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِيكَ».

لقد وفق الله كعب بن مالك وصاحبيه ــ رضي الله عنهم ــ حينما تميزوا من بين الآخرين بالصدق، ولم يختلقوا أعذارًا وإنما تحدثوا بالصدق فأعقبهم الله تعالى الفلاح كل الفلاح، قال تعالى: ﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾.

فما احوجنا فى هذه الايام الى الصدق مع الله ثم مع أنفسنا ومع الناس لان هذا مهم لنا فمن شاب على شئ شاب عليه ومن تربى على الصدق سيعيش على الصدق وسيموت عليه ومن نشأ وتربى على الكذب سيعيش عليه ويموت عليه .

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وَ "حَل" كلمة تقال لاستحثاث الإبل على الحركة والسير.

هذا وأسأل الله -تعالى- أن يُطهر قلوبنا من الغل والحقد والحسد، وألسنتنا من الغيبة والنميمة والسب والشتم واللعن والكذب والفجور.

اللهم احفظ عل

ينا أسماعنا وأبصارنا وألسنتنا عن كل ما يغضبك.

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لايصرف سيئها عنا إلا أنت.

اللهم ارفع الضر عن المتضررين من المسلمين، وارفع عنهم القتل والاقتتال، والخوف والجوع، والأمراض والأوبئة.

اللهم احفظ علينا أمننا وعلى المسلمين، ووفق ولاتنا وولاتهم لما فيه رضاك، وأصلح لنا أهلينا ذكوراً وإناثاً، صغاراً وكباراً، واغفر لنا ولوالدينا، وثقل موازيننا وموازينهم، وبيض وجوهنا ووجوهم يوم نلقاك، وارحم موتانا وموتى المسلمين، واجعل قبورهم من رياض الجنان، إنك سميع الدعاء.

============================
ـــــــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــــــ
منــبرالحـكـمــــــةوالمــوعـظــــةالحســـــنـة.tt
رابط القناة ع التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشـتراك بمجموعات زاد الخطيب الدعـوي
ارسل.اسمك.واتساب.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبــة.جمعــة.بعنــوان.cc*
*الاسـتـهــانـة باللـعــن وخطــورتـه*
*للشيخ/ عبدالقادر بن محمـد الجنيـد*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

عـناصـــر الخطبــة :
1/ حفظ اللسان عما يغضب الله
2/ انتشار اللعن بين الناس
3/ التحذير من اللعن وعواقبه الوخيمة
4/ بعض صـور اللعــن .

الخطبــــة.الأولــــى.cc
الحمد لله العالم بالبواطن والظواهر، المطلع على مكنون الصدور ومنطوق الألسن، القائل في تنزيله مهدداً: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق: 18].
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، الذي دَلَّ أمته على كل خير وفلاح، وزجرهم عن سائر المحرمات والقِباح، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أولي الأقوال والفِعال الملاح.

أمــــا بــــعــــــــد :
أيها المسلمون: إن السلامة من غضب الله، وأليم عقابه، وشديد بأسه، وسرعة انتقامه، لها أثمان جميلة ترفع من قدر العبد، وتُعليه بين الخلق، وتجعله في رُقيٍّ مستمر، ولها أسباب بيِّنة لا تخفى، ألا وإن من أعظم أثمانها وأظهر أسبابها: "حفظ اللسان عن صنوف المحرمات القولية من الكذب، والنميمة، والغيبة، والسِّباب، والشَّتْم، واللعن، والقذف، والبهتان، وشهادة الزور، وعيب الناس وهجوهم، وإلقاء النُّكَت المُضحكة حولهم".

وإن اللسان إن لم يُحفظ ويصان ويضبط، أكبَّ صاحبه على وجهه في نار جهنم، أَكبَّه في نارٍ تلظَّى، نار شديدة الهَول، كثيرة النَّكال، بعيدة القَعْر، بشعة المنظر، فقد ثبت عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أنه قال: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ" أَوْ قَالَ: "عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ".

وثبت عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: "وَالله إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِكَلِمَةٍ فِي الرَّفَاهِيَةِ يُضْحِكُ بِهَا جُلَسَاءَهُ فَتُرْدِيهِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ".

وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لمن يُريد الجنة ويريد نعيمها والسؤدد فيها: "مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ"، والذي بين اللَحْيَين هو: اللسان، وما بين الرجلين هو: الفرج.

وثبت عن سفيان بن عبد الله الثَّقفي -رضي الله عنه- أنه قال: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله مَا أَخْوَفُ مَا تَخَافُ عَلَيَّ؟ فَأَخَذَ صلى الله عليه وسلم بِلِسَانِ نَفْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: "هَذَا".

ألا فالخوفَ الخوف، والفزعَ الفزع، والنجاةَ النجاة، من هذا اللسان، قبل ساعة السِّياق، وبلوغ الروح التراقي، قبل أن يُقال: أين المفر؟ يوم يفر المرء من أعزِّ الناس عليه، وأقربهم إليه، وأشفقهم لديه، وأكرمهم عنده، وأجلهم وأحبهم وأرفعهم: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ) [عبس: 34- 41].

أيها المسلمون: إن بعض أهل الإسلام من الذكور والإناث قد درجت ألسنتهم على اللعن، درجت على لعن بعضهم لبعض، حتى أصبح اللعن يُسمع كثيراً لا قليلاً منهم، يُسمع من الجَدِّ والجدَّة، والوالد والوالدة، والأخ والأخت، والعم والعمة، والخال والخالة، والزوج والزوجة، والقريب والقريبة، والمعلم والمعلمة، والصاحب والصاحبه، والعاقل الرزين وضعيف العقل، والوجيه وغير الوجيه، والمسن والعجوز، والشاب والشابة، والصغير المميز وغير المميز.

وتسمعه في البيوت وأماكن العمل، وفي المدارس والمراكز، وفي المجالس والملتقيات، وفي الطرقات والمنتزهات، وفي الملاعب والمحافل، وفي الفضائيات والإذاعات.

وتراه يَخرج على أمور يسيره، وزلات خفيفة، بل قد يخرج من بعضهم في حال اللعب والمزح والهزل، وينطق به وهو ومن حوله يضحكون، حتى إنك لتسمع من بعض الناس شديد اللعن وأنكره، وأغلظه وأبشعه، وأقبحه وأسوأه، وقد يكون صادراً عنهم في حق أنفسهم، أو حق والديهم، أو حق أبنائهم وبناتهم، أو حق إخوانهم وأخواتهم، أو حق زوجاتهم وأزواجهم، أو حق أصحابهم وجلسائهم، أو حق معلميهم ومعلماتهم، أو حق حكامهم وأمرائهم.

بل قد يحسب السامع أن النطق باللعن قد أصبح عند بعض من يراهم ويسمعهم ويخالطهم ويجالسهم من أسهل الكلام وأيسره، وأخف القول وأهونه، إذ يراه يخرج منهم مراراً، ويصدر عنهم كثيراً، ويسمعه منهم في أحوال متعددة، وأوقات مختلفة، وفي الجِدِّ والهزل، وحين اللعب والسرور، وحال الضحك والمزاح، وعند الغضب وعدمه، وعلى الحقير والجليل، وفي حق الصغير والكبير، ومع القريب والبعيد، والصاحب والعدو.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطـبــة جمـعــة بعـنـــوان :*
*كــــــــــن.مـــــمـــــــــــــــيـــزآ.tt*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*عناصــــر الخطبــــة*
1/حقيقة التميز وأهميته في حياة المسلم 2/بعض المجالات التي تميز المسلم 3/المتميز الأول بعد خير الأنام .

*الخطبــة.الأولــى.tt*
الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70-71]،

أما بعــــد:
معاشر المسلمين: لقد كان ميزان التميز في حياة الناس في الجاهلية الأولى مجرد الانتساب إلى القبيلة العريقة والتفاخر بها والتباهي بما تملكه القَبيلة من المنعة والقوة؛ فجاء الإسلام بشريعة سامية المقاصد صححت الموازين الخاطئة وأرشدت إلى معيار التميز الحقيقي المتمثل بالعقيدة الصحيحة والأخلاق الحميدة والقيم الكريمة التي جاء بها الدين الذي ارتضاه الله لعباده وأتم به عليهم نعمته؛ (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)[المائدة:3].

ومن هنا يمكن القول بأن حقيقة التميز؛ تميز المسلم بإيمانه ومبادئه وأخلاق الإسلام الفاضلة وتمسكه بقيمه الراسخة.

عباد الله: وللتميز في حياة المسلم أهمية بالغة ومنزلة سامقة؛ ففي الوقت الذي يتخبط كثير من العالَمين في ظلام الباطل الدامس، يستضيء أهل الإسلام بشرع الكريم اللطيف ودينه الحنيف؛ (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[الأنعام:122].

ولا أدل على أهمية التميز من قوله -صلى الله عليه وسلم-؛ كما ورد في حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-: “إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغَابِرَ فِي الأُفُقِ؛ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تِلْكَ مَنَازِلُ الأَنْبِيَاءِ لاَ يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ، قَالَ: بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا المُرْسَلِينَ“(متفق عليه).

ومع تلك المنزلة للتميز؛ إلا أن أهله قلة قليلة؛ وصدق الصادق المصدوق في الحديث المنطوق؛ “تَجِدُونَ النَّاسَ كَإِبِلٍ مِائَةٍ، لَا يَجِدُ الرَّجُلُ فِيهَا رَاحِلَةً“(رواه مسلم)؛ فمن للأمة إن تكاثرت الإبل وغابت الراحلة؟

ورغم قلة أهل التميز الحقيقي؛ إلا أن النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- أخبر أنه لا يخلو قرن من المتميزين؛ فقال: “لِكُلِّ قَرْنٍ مِنْ أُمَّتِي سَابِقُونَ“(صححه الألباني).

ولابد أن يكون المسلم متميزا ورقما يُرى أثره حيث حل، وصدق القائل:

فلا تحتقر عالَمًا أنت فيه * ولا تجْحَد الآخر الْمَنتظَرْ

وكنْ رجلًا إن أَتَوا بَعْدَهُ * يقولون مَرَّ وهذا الأثرْ

ولسائل أن يسأل كيف أكون متميزا؟

والجواب: التميز يتجلى في مجالات واسعة وميادين كثيرة؛ فمن ذلك:

التميز بصفاء العقيدة وصحة الإيمان والمنافسة على طاعة الواحد الديان وقوة التمسك بهذا الدين والعمل به والدعوة إليه؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ، فَلَمَّا قَرَأَ: (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ)[الجمعة:3]، قَالَ رَجُلٌ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَلَمْ يُرَاجِعْهُ، حَتَّى سَأَلَهُ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، قَالَ: وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ، فَوَضَعَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ ثُمَّ قَالَ: لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا، لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلَاءِ”(متفق عليه).

وكان أبو مسلم الخولاني -رحمه الله-؛ يقوم الليل فإذا كلَّتْ قدماه ضربهما وقال: “أنتما أحق بالضرب من دابتي“، وكان يقول: “أيظن أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- أن يستأثروا به دوننا؛

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

- فإذا كان هذا عن غير آدمي، عن حيوان، وربما يمتهن كثيرًا، ولربما في بلاد العالم الغربي اليوم الذي يحترم الحقوق كما يدعي، له ما له وحمايته ما حمايته، ومنظماته وجمعياته وأمواله وخزائنه ما خزائنه، وأصبحت البقرة في أوروبا، وأصبحت هذه الأشياء الأليفة فيها أكرم وأفضل وأعظم من عشرات، بل آلاف منا عند حكومتنا للأسف، هذا هو الحال: لا حقوق لنا بل تنهب، لا أموال لنا بل تؤخذ، لا مرتبات عندهم لنا، ولا أي شيء من ذلك، بل تبتز وتتوقف إن لم يكن بذلك، فهو بأن يرتفع سعر صرفها فبدلاً من أن كنت تشتري بمئة ألف ريال قوت بيتك من أرز، من دقيق، من سكر، من زيت، من أشياء ضرورية، أصبحت هي نفسها التي كنت تستلمها قبل سنوات لا تكفي حتى في في دقيق أو أرز؛ إذ نقُص قيمتها وضاعت وماتت وانتهت، ولا أي شيء لك! مع أنها نفسها التي كنت تستلمها لكن فقدت قيمتها، وانهارت.

- لكن رسالتنا ورسالة كل مواطن في هذا البلد المطحون المغلوب على أمره: أنا لا أفرح أيها الوزير بزيادة ارتفاع الصرف، وانهيار فيمة العملة لأني وزير سأصرف العملة التي أتقاضاها من الدولة بالدولارات وأصرفها باليمني فتصبح بالملايين. أنا لست تاجراً حتى أبيع المخازن التي قد امتلأت أيام الرخص واشتريتها، وخزنتها، مما بعت بدلاً من أن تكون بمليون دولار أصبحت بعشرات ملايين الدولارات، أنا لست ممن يستلم بالسعودي، ولا بالدولار، ولا بأي شيء من هذه العملات، بل أنا مواطن غلبان أعمل بالأجر اليومي، أو موظف استلم أقل من مئة ريال سعودي لا تكفي حتى لقوت أسبوع لأولادي، وهذا حال أغلب الشعب إن لم يكن كله؛ أغلب الشعب في هلك ومأساة وفقر مدقع في تصنيفات عالمية لا محلية، فأين من يتحرك، وأين من يقول: قف، وأين من يخفف ما بالناس من معاناة، ومن ألم، ومن همومٍ، ومن ما هو فيه؟!.

- ألا فالواجب على الدولة أن ترعى ما يجب عليها رعايته، وأن تخاف الله في من تولت أمره، ولتتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري ومسلم: "من استرعاه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة"، ويقول عند مسلم: "كفى بالمرء إثمًا أن يحبس عن من يملك قوته"، أي كفى به جرمًا فيستحق به أن يدخل النار أن يحبس قوت إنسان تولى عليه، وتسلط، وأصبح متملكًا لأمره، وأصبح مسؤولاً عليه"، وليتذكروا قوله صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على كل من تولى أمر المسلمين ثم شق عليهم أي ولاية كانت وأي مشقة كانت: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به"، ألا فارفقوا الناس ليرفق الله بكم، واحذروا أن تشقوا عليهم فيشق الله عليكم وتنزل عقوبته وغضبه وسخطه على كل واحد فيكم…

أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ..


*الــخـــطــبة الثانــــية:*
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…  وبعد:

إن لم تكن الحكومة تسمع خطاب الشعب، وأنين الشعب، لأنها بعيدة عن واقع الشعب، وهي في دول أخرى موزعة هنا وهناك فندائي لمن يعقل، لأصحاب الضمير الحي، ولأصحاب القلوب الرحيمة، بدءًا من التجار، والأغنياء، والناس جميعًا بالتراحم والتعاطف والتآزر والتكاتف فهذه فرائض شرعية لا يحل لمسلم أن يتساهل فيها أبدًا، وكل واحد بما يستطيعه. ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا استَطَعتُم...﴾ ما أنت تستطيعه أن تبذله فلا يسقط عنك أبدًا،ويجب عليك أن تؤديه، ولا يسقط عليك إلا بأدائك له.

- وأبدأً من التجار الذين كثير منهم، ولا نقول الكل، من يفرح بارتفاع الأسعار وانخفاض سعر العملة المحلية، ليقوموا ببيع ما خزّنوه من أيام الرخص بأضعاف أضعاف ثمنه، بل لربما يغلق محله حتى ترتفع الأسعار، أو يحبس بعض الأشياء التي ينتظر ارتفاعها مع وجودها في مخازنه، ويحدث فوضى في الأسعار حتى تجد بين محل وآخر فرقًا كبيرًا بين السعرين، والسبب أن الدولة تلاعبت في الهيمنة على السعر، ولا كأنه رب يهيمن على العباد وأصبح ذلك الرب الذي يُعبد هو المال عند كثير ممن يفرح بدخول المال، ولا يحسب له ألف حساب لكل ريال دخل عليه على أن عند الله حسابه وعلى أن عند الله الجزاء، ومن أخذه كما في الصحيح بمعناه: "من أخذه من حله بورك له فيه، ومن أخذه من غير حله، كان كالذي يأكل ولا يشبع"، وهو تاجر اليوم معه محل وثالث ورابع، لكنه فلان هو فلان في جشعه وتسلطه وجرمه وظلمه بالآخرين، ولا يجد راحة ولا سعادة ولا طمأنينة مما يجدها من لا يملك إلا القليل، ويقنع باليسير.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*المـواطـن بين نارين:*
*أسعار مرتفعة وحكومة نائمة*
*للشيخ/ عبدالله رفيق السوطي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخــطبة الأولــى:*
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:
- فإن ديننا قد عظّم الحقوق ورفع من شأنها، وحذر كل تحذير من أي مساس بها، وأي تلاعب وتحايل عليها، وأي أخذ لها مهما كان الغرض، ومهما كان الأمر، ومهما كانت الحيلة، حتى إن نبينا صلى الله عليه وسلم قد أوجب قتال من أراد أن يأخذ حق المسلم دون وجه حق فقد جاء عند مسلم أن رجلًا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله، أرأيت لو جاء رجل يريد أن يأخذ ما لي؟" قال: "فلا تعطه مالك" قال: "أرأيت إن قاتلني؟" قال: "قاتله"، ولم يقل: "اصبر عليه"، بل قال: "قاتله" فقال الرجل: "أرأيت إن قتلته؟" قال: "هو في النار"، قال: "أرأيت إن قتلني؟" قال: "أنت في الجنة"، نعم أنت في الجنة، يعني أنت شهيد، وأنت في مقام الأنبياء، ومقام الصديقين، ومقام الصالحين عند رب العالمين ﴿فَأُولئِكَ مَعَ الَّذينَ أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفيقًا﴾… .

- هكذا ضمن النبي صلى الله عليه وسلم لمن قاتل لأجل حقه وماله وعرضه فضلًا عن دينه ضمن له صلى الله عليه وسلم الجنة وفي الدرجات العليا عند رب العالمين سبحانه وتعالى ﴿في مَقعَدِ صِدقٍ عِندَ مَليكٍ مُقتَدِرٍ﴾، وماذا إلا لأنه دافع عن حقه، لأنه لن يتنازل عن ما هو له أيًا كان مادام دفع الظلم عن ماله ونفسه وعرضه فاستحق أن يكون من الشهداء لأجل ذلك كله…

- بل إن النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في البخاري ومسلم قال: "من اغتصب قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أراضين يوم القيامة"، وهو قيد شبر فقط وماذا سيبني في قيد شبر، وماذا عساه يعمل في قيد شبر أصلًا، وأي تجارة سيفتتح، وأي فوز سيكون له به لكنه الحق ولو كان مثل شعيرة: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَظلِمُ مِثقالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفها وَيُؤتِ مِن لَدُنهُ أَجرًا عَظيمًا﴾ ﴿وَنَضَعُ المَوازينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئًا وَإِن كانَ مِثقالَ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ أَتَينا بِها وَكَفى بِنا حاسِبينَ﴾ …

- وليس الشبر وفقط بل قال عليه الصلاة والسلام: "من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله عليه النار وحرم عليه الجنة"، فقال الصحابة رضوان الله عليهم: يا رسول الله: وإن كان شيئًا يسيرًا؟ قال: "ولو قضيبا من أراك"، ولو كان شيئًا تافهًا حقيرًا ما دام وأنك لا تملكه فأخذته، ما دام وأنه حق غيرك فنهبته، ما دام وأنه حق مسلم فاغتصبته ونحو ذلك فإنك في النار لأجل ذلك ما دمت أخذته، ما دمت نهبته، ما دمت بطشت به، ما دمت اعتديت على حق مسلم في ماله، في أرضه، في عرضه، في أي شيء من حقوقه….

- ألا فإن حق المسلم مصون كل الصيانة في شرعنا الحنيف، مقدس كل تقديس، والحقوق مبيّنة كل بيان، ومرعية حق رعاية، والحقوق معظمة، والحقوق مبجلة، والحقوق محمية في ديننا، وبحماية الرب لها في كتابه، وبحماية النبي بما جاء به من تعليمات في سنته، وبحماية من يجب عليه أن يحميه من المسلمين من ولاة أمر وسلطة مسؤولة، بل حتى العامة بالتكاتف لمنع الباطل والظالم كما جاء عند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء إليه الرجل فقال: "أرأيت إن جاء رجل يريد أن يأخذ مالي؟" فقال، كما في رواية مسلم الأولى: "فلا تعطه مالك"، قال: "فإن قاتلني؟، قال: استعن عليه الناس"، قال: فإن لم يعينوني؟، قال: "استعن عليه السلطان" وهكذا حتى يصل إلي أن يُقتل الرجل، فيدخل ذلك المقتول النار، ويدخل ذلك القاتل الجنة لأنه حمى حقه، وحمى ماله وأرضه وعرضه، فاستحق بذلك الجنة….

- وعلى العموم فهذا شيء يسير جد يسير من بحر خضم عميق في شرعنا الحنيف وهو يتحدث عن الحقوق وصيانته لها، وعن الممتلكات وقدسيتها، وعظيم اهتمامه بها، فكيف إذا كان ذلك الحق يُؤخذ ويُسلب ويُنتهب ممن يجب عليه أن يحميه، من يفرض عليه الشرع أن يرعاه وأن يحرسه، بل يلوذ الناس بذلك الحامي له، وذلك المؤتمن عليه، وذلك الذي ينتظر

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

-أيها المسلمون:
لقد أصبح صراخ الأطفال والنساءفي أرض فلسطين بلا صدى: أطفال غزة.. بين لهيب الحرب والمجاعة... وشباب الأمة منغمسون في ملاهي الدنيا وفتنتها... غزة في واد... والأمة في واد.... حسبنا الله ونعم الوكيل..
كانوا يقولون: انثروا البذور والحبوب على ذرى الجبال، حتى لا يُقال: جاع طيــرٌ في بلاد المسلمين !!!!

واليوم يجوع خيرة الناس، وطليعة الطائفة المنصورة،... بل وينهش الجوع أجساد أبنائهم وأهليهم،... في أمةٍ.. تملك نصف خيرات الأرض !!!.. ويا ليتهم سلموا من ألسنتهم وطعنهم.. في هذه الطائفة المنصورة... حسبنا الله ونعم الوكيل

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ :
*(( ليس بمؤمنٍ من بات شبعان وجارُه إلى جنبِه جائعٌ وهو يعلمُ ))*..
فماذا نقول: عن زعماء
الخزي والعار في الدول العربية..
وخاصة دول الطوق...هل هم لا يعلمون عن جوع أهل غزة..
قبحهم الله.. وأذلهم وأخزاهم في الدنيا قبل الآخرة..
وصدق رسول الله ﷺ :
*(( ولكنّكم غثاء كغثاء السيل ))*

-أيها الأحبة:
إنها والله مرحلة عض الأصابع..
أو التزاهُق بين الحق والباطل في أرض الرباط..
عدونا داخلُه ممزَّق، وجنوده متعبون متأففون… َبيْد أنّ طاغيتهم ومن معه من أهل العقيدة الباطلة يستحثون بعضهم على الصمود!!
وجنود الأكناف محاصرون مُجوَّعون مقصوفون من كل اتجاه… ومَن وراءَهم من منافقي العرب يخذٍّلون فيهم ويثبطون ويقولون لهم: لا طاقة لكم بجالوت وجنوده!!
ولأن المعركة آلت إلى أصحاب العقيدة بين الفريقين…فقد طال أمدها..
لكن الذي نوقن به..
"إن الباطل كان زهوقا"
"فهزموهم بإذن الله"
"والعاقبة للمتقين "
ووالله لو لم تكن العقيدة حاضرة من أول يوم… ما صبر على لأوائها القوم!!
وما بين ما حدث من قتل وتهجير في سابق الأعوام على هذه الأرض…وما يحدث الآن من ملاحم وبطولات طوال عامين رغم قسوة المحارق، وفظاعة النيران…إنما يحكي قصة من الإعداد سيكون لها ما بعدها من التحرير بإذن الله..
فما عهِدنا مجيء الأيام المشرقة…إلا بعد أخوات لها مُحْرقة.
*{{ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ }}*.


@- هذا ما تيسر ذكره ...وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله،ﷺ
فقد أمرنا الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)) [الأحزاب: 56]،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ. ..

اللهم اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية ..

اللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة ،والتمكين

اللهم انصر أهل فلسطين وثبت أقدامهم وسدد رميتهم واربط على قلوبهم وأمدهم بجنود من عندك،
اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلاء ،
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللهم عليك باليهود الغاصبين،
اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم من المجرمين والمنافقين والمطبعين عبرة وآية ، ، ،
اللهم دمر أمريكا واساطيلها يارب العالمين...
اللهم إنصر من نصر غزةَ وفلسطين ،واهلك من خذل غزة وفلسطين يارب العالمين..
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً...
اللهم احفظ بلادنا اليمن وسائر بلدان المسلمين يارب العالمين
اللهم إحفظ أمنه واستقراره وعقيدته
إجعله بلاد سخاء رخاء وسائر بلدان المسلمين
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ...

اللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرة أعين لنا في الدنيا والآخرة ..

ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً ...
اللهم إغفر للمسلمين والمسلمات ،المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات وقاضي الحاجات يارب العالمين...
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ...

عباد الله:

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛

فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)). (القلم آية (17 – 33)...

-هذه قصة أصحاب الحديقة والبستان المثمر.. والمنظر البديع والخير الوفير... ذكرها الله في القرآن ،.. ليعتبر المعتبرون ...
فهل تساءل أحدنا.. لماذا عاجلهم الله بالعقوبة ؟
ولماذا أحرق حديقتهم ودمر زرعهم.. وأهلك أموالهم ؟
لقد أخبرنا سبحانه وتعالى أن السبب هو أنهم.. (أضمروا في قلوبهم الشر والبخل.. والخبث والمكر.. ومنع ما كان للفقراء والمساكين من حق) ...

فسبحان الله ..!!

مجرد الإضمار في القلب.. والنية لعمل المنكر.. وفساد المقصد.. سبب للهلاك في الدنيا .. فكيف بمن يفعل ذلك.. بل ويمارس المنكر ويرتكب المحرمات في واقع الحياة ... !!

أيها المؤمنون /عبـاد الله : -
إن القلوب تتعرض كل يوم للإمتحان والإبتلاء.. كما تتعرض الأجساد.. والدول.. والشعوب.. والمجتمعات..
فأيما قلب ثبت على الحق والخير ولم ينحرف إلى الباطل والشر ، سواء كان ذلك في الإيمان والصلة بالله ، أو في العبادات أو في السلوك والأخلاق والمعاملات ، فذاك قلب المؤمن يجد به سعادة الدنيا والفوز والنجاة في الآخرة ..
-قال تعالى((وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)) (آل عمران، الآية: 154)..

-لقد أعز الله هذه الأمة ونصرها وأيدها بجنوده.. وسخر لها كل شيء ،.. أتدرون متى؟
.. عندما كانت قلوب أفرادها حكاماً ومحكومين ، رجالاً ونساءَ .. لا تعرف غير الله... ولا تثق إلا به.. ولا تتوكل إلا عليه.. ولم يكن فيها حسد.. ولا بغضاء.. ولا شحناء ولا حقد ولا مؤامرات
..ولم تضيق قلوبهم ببعضهم البعض...
-قال تعالى يصفهم لنا لنقتدي بهم: (( وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ))( الحشر: 9) ..
-وقال تعالى:((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً)) ( الفتح: 29) ..

-قال إياس بن معاوية بن قرة.. عن أصحاب النبي صلَى الله عليه وسلم ((كان أفضلهم عندهم.. أسلمهم صدراً وأقلهم غيبة))..

-و قال سفيان بن دينار لأبي بشر أحد السلف الصالحين: أخبرني عن أعمال من كان قبلنا؟
قال: كانوا يعملون يسيراً ويؤجرون كثيراً.
قال سفيان: ولم ذاك؟
قال أبو بشر:( لسلامة صدورهم). ..
-وهذا ابن عباس رضي الله عنهما يقول : إني لأسمع أن الغيث قد أصاب بلدًا من بلدان المسلمين فأفرح به، ومالي به سائبة...
-إن رقة القلب وسلامة الصدر نعمة من أجل النعم وأعظمها ،..
وما من قلب يُحرم هذه النعمة إلا كان صاحبه موعوداً بعذاب الله.. فقد قال سبحانه وتعالى:((أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)) (الحديد 16) ..

-لقد أصبحنا في زمن نهتم بالمظاهر.. والصور والأشكال... ولم نهتم بالجواهر والمقاصد والنيات ..
-لم نهتم بعمل القلوب وسلامتها،
ولم نمدها بالزاد الإيماني الذي يحييها من غفلتها.. ويقوم إعوجاجها.. لتستقيم الجوارح والأعمال بعد ذلك.

-فالقلب: هو الملك.. والأعضاء جنوده.. فإذا طاب الملك طابت جنوده.. وإذا خبث الملك خبث جنوده .
-وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم))...

عبــــــاد الله : -
لقد كثرت ذنوبنا ومعاصينا... وضعف إيماننا، وساءت الكثير من أخلاقنا ، و فقدنا الكثير من معاني الأخوة ، وتعلقت نفوسنا بالدنيا وشهواتها ، ونسينا الآخرة
..فضاقت قلوبنا.. وتكدر عيشنا،.. وزادت همومنا وتشعبت في هذه الحياة..
-وقد بين رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأسباب والعلاج والتي تنطلق من القلوب فقال: ((مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ ، وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ))"(صححه الألباني"السلسلة الصحيحة" (2 / 67) ..

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

سنتين فقط، أو في أقل من ذلك، إذا بالتتار الذين أجرموا وفعلوا ما فعلوا، بل أحرقوا قرى ومدن كاملة فيها آلاف مؤلفة من المسلمين، إذا بهم على أرض العراق وفي بغداد وفي أرض الخلافة الإسلامية، ويفعلون الأفاعين باثنين مليون قتيل، كما نقل ابن كثير عليه رحمة الله: ألفي ألف قتيل، أي اثنين مليون قتيل، أولئك الذين قُتلوا في لحظة واحدة، حتى إن أهل الشام تأذوا بريحة القتلى في العراق، فمات الكثير من الناس بسبب هذه الروائح المنبعثة، والأوبئة المنتشرة، بل بقى بعضهم لأيام في المقابر يختبئون ولما خرجوا إلى وجه الأرض، ذُبحوا.

- ثم بعد أن أجهز على أهل بغداد إذا بالتتار أنفسهم يراسلون رسلهم إلى أهل مصر أن تهادنوا معنا، وكونوا في صفنا، وأرسل إلى أهل الشام، وفعلاً فعلوا ذلك تماماً، وكتبوا الصلح والمعاهدات، ثم قدم التتار إلى حلب، وقدموا إلى حمص، وأحرقوهما، وأبادوهما، وفعلوا الأفعال بالمدينتين الجميلتين التاريخيتين لبني أمية.

- ثم ماذا كان بعد ذلك إذا بهم أيضاً يراسلون إلى أهل مصر، وكان فيهم دولة المماليك، وقطز عليه رحمة الله، فما كان منه إلا أن جرد سيفه وخرج في قومه، إن لم نقاتل اليوم سنُقتل حتماً كما قُتل أهل العراق، وأهل حمص، وحلب، وقبل ذلك في خراسان فلنمت جميعاً بسيوفنا في قتالهم، وفي وجوههم، إنه جهاد وصرخ وإسلاماه…وفعلاً كان ما كان وقاتلوا في عين جالوت، وانتصروا، ونصرهم الله لأنهم قدموا سبباً، لأنهم فعلوا شيئاً.

- ووالذي لا إله إلا هو لو قدم المسلمون اليوم ولو شيئاً يسيراً، ولو هدد حكام الأمة مجرد تهديد بالتدخل العسكري وفتح المعابر والحدود لزحف المسلمين لخاف الكيان الصهيوني وأوقف إبادته في لحظة واحدة، إن لم ينه احتلاله البتة، لكن التخاذل الموجود سيكون وباله على الجميع لا محالة، وسيكون غداً في رفح، ثم يكون في الأردن، ثم يكون ما بعدها، كما فعلوا في خراسان، وانتقلوا إلى بغداد، ثم إلى حلب، ، وحمص، ثم وصلوا إلى أرض مصر، وإلى عكا، وما هناك، فالواجب علينا جميعاً أن نعي حجم الكارثة والمأساة، وحجم المؤامرة أيضاً.

- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
 
اللهم يا حي يا قيوم. يا ذا الجلال والإكرام. ارفع ما بالمسلمين من ذلة ومهانة.

اللهم ارفع ما بنا من وهن وغثائية. اللهم رد عنا كيد الأمم التي تداعت علينا. رد عنا وعن المسلمين كيد الكائدين.ومكر الماكرين. وعدوان المعتدين. اللهم أعدنا الى ماضي عزتنا ورفعتنا.
واملأ قلوبنا إيمانا وجوارحنا عملا صالحا.
اللهم اجعلنا ملتزمين أمرك. مجتنبين نهيك.
مستقيمين على طاعتك على الوجه الذي يرضيك يا رب العالمين. اللهم كن لإخواننا في غزة ناصرا ومعينا. ومؤيدا وحفيظا.

اللهم انج المستضعفين من المؤمنين في غزة.
اللهم يا حي يا قيوم. داوي مريضهم. شافي جريحهم.أمن خائفهم. أطعم جائعهم. انصر مجاهدهم.ثبت أقدامهم . سدد رميهم. اللهم انصر الإسلام والمسلمين فوق كل أرض وتحت كل سماء.
انصر الحق وأهله. واخذل الباطل وحزبه. واخذل الباطل وحزبه. واخذل الباطل وحزبه.

*اللهم اسقنا الغيث وأمنا من الخوف وانشر علينا رحمتك ولاتجعلنا من القانطين ولا من اليائسين اللهم برحمتك نستغيث فأغثنا..*
اللهم خفف عنا الأوزار وارزقنا عيشة الأبرار واصرف عنا شر الأشرار واعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار برحمتك يا كريم غفار.

عبــاد الله:
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)؛ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نِعَمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…
Subscribe to a channel