zadi2 | Unsorted

Telegram-канал zadi2 - زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

9095

الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321

Subscribe to a channel

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبتي.الحرمين.الشريفين.tt*
*🗓 بتاريخ 24 - ربيع الآخر ١٤٤٤ هـ*

*خطبة الحرم المكي🕋*
*للشـيخ/ عبـدالله الجهـني*
*مدة الخطبة : 46: 19 دقيقه ⏰*

*خطبة الحرم النبوي🕌*
*للشـيخ/ حسـين آل الشـيخ*
*مدة الخطبة : 19: 25 دقيقه ⏰*
•┈••✾•◆❀◆•✾••┈•

*اللـهــم صـلِّ وسـلم عـلى سـيدنا*
*محـمـد وعـلى آله وصحـبه اجمعـين*
*اللهم اغفرلي ولوالدي ولجميع المسلمين*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*من العبارات القرانية:*
*لا تقنـطـوا ، لا تحــزنوا*
*لا تـهـنـــوا ، لا تـيـاســوا*
*القرآن يدعوك للرضاء والتفاول ويبعث فيك الأمل دائماً فلا تهجره*

*☝ اللهـم صلِ وسـلم على نبينا*
*محمد وعلى آله وصحبه اجمعين*

*جمعـتكم.عـسـل.مـع.الله.tt*
🍃🌺🍃‏ 📿 🍃🌺

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

بارك الله لي ولكم وللمسلمين في القرآن العظيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين. واستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
 
الخطبة الثانية
الحمد لله غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب ذي الطول، لا إله إلا هو إليه المصير، كل شيء هالك إلا وجهه، له الحكم وله الأمر وإليه ترجعون، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه، أما بعد:
 
فإليكم بعض الوسائل العملية التي تُسهم في حماية المجتمع من أضرار المخدرات والمسكرات والمفترات، وتعالج الخلل وتقلل منه عند حدوثه:
1- الاستقامة على دين الله سبحانه وتعالى والاهتمام بالقيم الإسلامية.
 
2- تعلم مهارات التأثير ومنها مهارة الاتصال والإقناع والثواب والعقاب والتحفيز والتعليم، والتدريب والتربية والحوار.
 
3- ترك جميع المعاصي والمنكرات.
 
4- التعلم والعمل بالعلم ونشر العلم.
 
5- العمل وأفضله في التجارة والصناعة والزراعة.
 
6- تنمية العلاقات الاجتماعية وتقوية الروابط ابتداءً من الأسرة إلى المجتمع والاختلاط بالناس والتواصل معهم واقعيًّا وافتراضيًّا، والاشتراك في الأنشطة الجماعية والمناسبات العامة والخاصة.
 
7- تعلم مهارة لغة الجسد.
 
8- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونشر العلم والتوعية باستمرار.
 
9- اختيار شريك الحياة بعناية تامة، وأفضل شريك حياة هو الذي يتقي الله صاحب الدين والقوة الاقتصادية والإدارية والجسمية.
 
10- حسن العشرة بين الزوجين والاحترام والتقدير والثقة والمودة والرحمة، وتعظيم كل منهما الآخر نفسيًّا وفكريًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا.

- حسن تربية الأولاد، والاهتمام بتقوية الشخصية، ورفع الثقة بالنفس، وتدريبهم على إدارة الأزمات، وإدارة السلوك والفكر والمشاعر، وغرس القيم الفاضلة والذكاء العاطفي والاجتماعي، وحسن التعامل وإدراك المخاطر، ورهافة الحس وقوة الملاحظة وقوة التقييم، ومعرفة أعداء البشرية وطرقهم وحِيلهم.
 
12- اختيار الصديق الصالح ومساعدة الولد على اختيار أصدقائه.
 
13- اختيار موقع السكن والجار والمدرسة والمعلم (البيئة المادية والفكرية).
 
14- عدم السفر للبلاد التي يسهل فيها الحصول على المخدرات إلا لضرورة؛ مثل التعليم والتعلم، أو التطبيب والتطبب، أو الاستيراد والتصدير، أو العمل.
 
15- مراقبة ومتابعة المحتوى في وسائل التواصل الفردي والجماهيري.
 
16- الإبلاغ عن أي مروِّج والتعاون مع الجهات الحكومية والجمعيات المتخصصة لمكافحة المخدرات والدعاء لهم.
 
17- إقامة البرامج التوعوية.
 
18- مساعدة المتورط في الوصول للمشافي المتخصصة.
 
19- التوقف عن نشر نكت المحششين.
 
20- ترك التدخين.
 
21- الاهتمام بالصلاة مع الجماعة وأدائها بأركانها وشروطها؛ لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
هذه كلها من هداية الدلالة والإرشاد.
 
أما هداية التوفيق والصلاح، فنطلبها من الله بالدعاء، وذلك بعد فعل الأسباب السابقة الذكر، ومن أفضل الدعاء:
الاستغفار والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والإكثار من لا حول ولا قوة إلا بالله.
 
وقول:
يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ولا أقل من ذلك، نسأل الله أن يحفظ بلادنا وجميع بلاد المسلمين والبشرية من شر الشيطان وجنوده أجمعين.

عباد الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة؛ فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه؛ فإن صلاتكم معروضة عليَّ))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((أَوْلَى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة)).
 
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.
 
السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
عباد الله، إني داعٌ فأمِّنوا تقبَّل الله منا ومنكم، فلعلها تكون ساعة استجابة.
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا.
 
اللهم إنا نسألك أن لك الحمد، لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد.
 
اللهم يا حي قيوم، يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث، أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا ولا إلى أحد من خلقك طرفة عينٍ، ولا أقل من ذلك.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطـبة جمـعة بعنـوان:*
*خطر المخدرات على الضرورات الخمس*
*(الدين والمال والنفس والعقل والعرض)*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطـبة الأولـى*
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ما ترك خيرًا إلا دلنا عليه ولا ترك شرًّا إلا حذرنا منه.
 
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن شر الشيطان الرجيم وشركه وهمزه ونفخه ونفثه ووسوسته، ونعوذ بالله من شرور جنوده اجمعين.
 
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18]

أما بعـد:‌‎
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴾[المائدة: 90، 91]، وَفِيْ الحَدِيْث الصحِيْحِ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريلُ فقال: يا محمَّدُ! إنَّ اللهَ لعَن الخمرَ، وعاصِرَها، ومعتصِرَها، وشارِبَها، وحامِلَها، والمحمولة إليهِ، وبائِعَها، ومُبتاعَها، وساقِيها، ومُسقاها»، وَفِيْ رِوَايَةٍ: « وآكل ثمنها».
والمخدرات هي أم الخبائث.
 
عباد الله، إن الإسلام جاء لحفظ الضرورات الخمس: (الدين والمال والنفس والعقل والعرض)، وإن مروجي المخدرات ومتعاطيها والمفسدين في الأرض بالشرك والبدع والمعاصي والمنكرات، ومن يضيعون الأمانة هم الذين يدمرون الشباب والشابات، ويضيعونَ دينهم وعقولَهم، وأعراضهم وأموالَهم وأنفسَهم، وهم أعداء الإنسان وناكرو المعروف وجاحدو النعم، وهم متلفو الضرورات الخمس، وهم السبب الرئيس في فقد الأمن والأمان، كفانا الله شرورهم.

عباد الله، إن الشبابَ هم عمادُ الاوطان وهم ثروتُها الغالية، ولذلك فهم مستهدفون من قبلِ الشيطانِ الرجيمِ وجنودِه من الإنسِ والجنِ، وإن المخدراتِ والمفتراتِ والمسهراتِ والمنبهاتِ والمنوماتِ والمهدئاتِ، من أكبرِ وسائلِ العدو في إفساد الأخلاق وإضعاف الصحة، وإفقار الأمة، وإشغالها عن طاعة الله سبحانه وتعالى، وصرفها عن العلم والبناء، والأخذ بأسباب القوة، وإن المخدرات والمسكرات والمفترات والمهدئات والمنومات، من أقوى وسائلهم الشرِّيرة لتحقيقِ أهدافِهم الدنيئةِالهابطةِ، وأنا وأنتم نسمعُ بين الفينة والأخرى عن ضبط كميات كبيرة من المخدرات والمسكرات والمفترات وغيرها على منافذِ بلادِنا الغالية، ووالله لو أُدخلت إلى داخلِ البلاد لأتلفت عقولَ الكثيرِ من الشبابِ والشابات وأضعافَ أضعافهم.
 
عباد الله، إننا نَسْتَطِيعُ ان نساهم بفاعلية في القضاء على المخدراتِ ومروجيها أمن خلالِ معرفة الاسباب التي تجعل الشاب يقع في المخدرات ومعرفة علامات متعاطيها، ومعرفة طرق تحصين الشبابِ من خطرها من كتب العلم:
 
معرفة أسباب الوقوع في المخدرات:
أولًا: ضعف الشخصية:
فالشخصية الضعيفة المترددة الخارجية المرجعية هي من أكبر اسباب الوقوع في تعاطي المخدرات.
 
ثانيًا: الجهل:
كلما زاد الجهل كلما زاد احتمال الوقوع في المخدرات استعمالًا أو ترويجًا، وخاصة الجهل بالعلم الشرعي والجهل بالعدو وحيله وغفلة القلب والجهل بما يفيد وما يضر بالصحة.
 
ثالثًا: الفقر والحاجة:
وهذا السبب من أقوى الأسباب لاستقطاب الضحايا سواء المروجين أو المتعاطين.
 
رابعًا: ضعف الترابط الاجتماعي ابتداءً من الأسرة إلى المجتمع بأسره:
فقد ثبت أن الخلافات الزوجية والطلاق وضعف العلاقة بالأولاد، وتفكك المجتمع من أكبر المسببات للوقوع في المخدرات، وهذه ثغرة يستثمرها كثيرًا تجارُ المخدرات والمروجون.
 
خامسًا: ضعف القيم والدين والبعد عن الاستقامة وانتشار الوقاحة والمعاصي والمنكرات.
 
سادسًا: أصحاب السوء أو سوء أقوال وأفعال الوالدين أو أحدهما.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ويقول حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه وأرضاه-: "يا معشر القراء استقيموا فقد سبقتم سبقنا بعيدا ولا تأخذوا يمينا وشمالا فقد ظللتم ضلالاً بعيدا "

إن المستقيم على شرع الله يطمئن، ويأمن ويسعدُ ويرتاح باله في الدنيا والأخرة .

كما قال الله -عزَّ وجلَّ- *﴿ إِنَّ الأَبرارَ لَفي نَعيمٍ ﴾* إِنَّ الأَبرارَ لَفي نَعيمٍ ذكر ابن القيم -رحمه الله تعالى- آن ذلك في الدور الثلاثة: في الدنيا ، وفي البرزح، ويوم لقاء الله ، يكون الأَبرارَ في نعيم ، في سعادة ، في آمن وأمان ، في خيرً واطمئنان ، *{ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (١٣) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (١٤) } ٨٣- الإنفطار ،* كذلك في الدور الثلاثة:

وهكذا يقولُ ربنا في كتابه الكريم: *{ مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً .. } [١٦:٩٧] - النحل*

فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وذكر الحياة لتعمُ الدور الثلاثة: فالذي يستقيمُ على شرع الله،
يكون بعيداً عن الشرك،
يكون محافظاً على الصلاة،
يكون محافظاً للواجبات،
مُبتعداً عن المحرمات ،
إن وقع في شيء سرعان ما يتوب إلى الله فإنه يعيش في آمن وأمان ، في خير واطمئنان ، في صلاح بال بإذن الله سبحانه وتعالى.

إن الإستقامة معاشر المسلمين: سببٌ للخيرات ، سببٌ للبركات سببٌ لنزول الأمطار ،
قال الله سبحانه : *﴿ وَأَن لَوِ استَقاموا عَلَى الطَّريقَةِ لَأَسقَيناهُم ماءً غَدَقًا ﴾ [٧٢:١٦] - الجن* أي: على طريقة الرسولُ عليه الصلاة والسلام، وَأَن لَوِ استَقاموا عَلَى الطَّريقَةِ لَأَسقَيناهُم ماءً غَدَقًا ،

*والاستقامة معاشر المسلمين:*
إذا طبقنا دين الله -سبحانه وتعالى- فإن المُجتمع سينعم بالخير، سينعم بالأمن والأمان، لو أن كلُ شرائح المجتمع أستقامت على طاعة الله ، أستقام الأبوين ، استقام المدرسون ، استقام الموظفون ، استقام القضاة ، استقام المدراء ، استقام كل شرائح المجتمع ، سينعم المجتمع بالخير والإطمئنان والرخاء والأمن والسعادة والراحة في الدنيا والأخرة.

*هكذا معاشر المسلمِين:*
إن المستقيم على شرع الله يبشر بالخير وهو على فراش موته، وهو على فراش الموت ، تأتيه البشارات ، وتأتيه الخيرات ، بما سيحصل عليها في الآخرة ، ولا يزال على سرير الموت ، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : *﴿ إِنَّ الَّذينَ قالوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ استَقاموا تَتَنَزَّلُ عَلَيهِمُ المَلائِكَةُ أَلّا تَخافوا وَلا تَحزَنوا وَأَبشِروا بِالجَنَّةِ الَّتي كُنتُم توعَدونَ ﴾ [٤١:٣٠] - فصلت*

أَلّا تَخافوا مما أنتم قادمون عليه، وَلا تَحزَنوا ما خلفتم وراءكم ،
فبصلاحكم واستقامتكم سيحفظ الله -عزَّ وجلَّ- لكم أولادكُمْ وأموالكُمْ وكل ما خلفتم ، *{ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٣٠) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (٣١) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (٣٢) }*

وقالَ الله سبحانه: *{ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (١٣) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٤) } ٤٦- الأحقاف*

فندعو أنفسنا جميعاً _معاشر المسلمين_: ندعو المجتمع كله، بكل طوائفه واشكاله واصنافه إلى الإستقامة على شرع الله ، إلى التمسك بدين الله فإن في ذلك الخير ، وفي ذلك الفلاح ، وفي ذلك السعادة في الدنيا والأخرة ،

والمطلوب آن نستقيم على شرع الله دائماً ، لا كما يفعل بعض الناس ، في بعض الأوقات يكون مُستقيمًا ، وفي بعض الأوقات تجده مُبتعداً معرضاً عن دين الله ، استقامتهُ استقامة موسمية ،
ليس كذلك يا عباد الله ! بل الإستقامة دائمة إلى آن يأتي هادم اللذات ، ومفرق الجماعات ، إلى أن تخرج الروح كما قال الله -عزَّ وجلَّ- *﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ ﴾ [٣:١٠٢] - آل عمران* اتَّقُوا اللَّهَ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ

وقالَ سبحانه : *﴿ وَاعبُد رَبَّكَ حَتّى يَأتِيَكَ اليَقينُ ﴾ [١٥:٩٩] - الحجر* أجمع العلماء على أن المُراد باليقين في هذه الآية ..هو الموت.. وَاعبُد رَبَّكَ حَتّى يَأتِيَكَ اليَقينُ ، آي: حتى يَأتِيَكَ الموت ، لا كما يفعلُ كما سمعتم ،

بعض الناس يعبد الله في رمضان ،أو يعبد الله في أوقاتٍ دون أخرى ،
فإن المسلم عبادته مُستمر إلى أن تخرج روحه إلى بارئها.

أسأل الله -عزَّ وجلَّ- أن يوفقنا وإياكم لكل خير وأن يجنبنا وإياكم كل سوء ومكروه.

كما نسأله سبحانه أن يثبتنا على الإسلام والسنة حتى نلقاه.

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ، ويا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

أنهم راقبوا الناس ، وتركوا رب الناس،
أنهم راقبوا الخلق ، وتركوا الخالق ، فاستقاموا في ظاهرهم ، وعملوا الرزايا والفواحش والمنكرات ، إذا غابوا عن أعين الناس ، وهذه من أبرز صفات المنافقين ، كما أخبر الله -عزَّ وجلَّ- بذلك عنهم.

وهكذا أخبرنا الرسول عليه الصلاةُ والسلام ، أن من يستقيم في ظاهره، وباطنهُ غير مستقيم، أخبرنا عن الثلاثة الذين أول من تسعر بهم النَّارَ ، الثلاثة أول من تسعر بهم النَّارَ، قارئ القرآن والمجاهد في سبيلِ اللهِ ، والمُنفق ، أعمالٌ عظيمة، أعمالٌ جليلة ، أعمالٌ كبيرة ، لكنهم أقاموا هذه الأعمال على غير ما يرضي الله -سبحانه وتعالى- ،

أما قارئ القرآن: فيَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: له يوم القيامة، علمتك ما أنزلت على رسولي فماذا عملت فيه؟
فيقولُ: قمت به آناءَ اللَّيلِ وأطراف النَّهارِ ، فيقولُ: الله له كَذَبْتَ ، إنما قرأت ليقال قارئ ، وقد قيلَ ....،

وهكذا يقال للمنفق يقولُ: الله عزَّ وجلَّ له يوم القيامةِ ، أني أعطيتك حاجتك فلا تسأل الناس شيئا فماذا عَمِلتَ بالمال؟
فيقولُ: وَصَلتُ به الرَّحِمَ ، وانفقته فيك يا الله فيقولُ: كَذَبْتَ إنما أنفقت ليقال منفق ، وقد قيلَ ...،.

وهكذا يقالو للمجاهد، فيقولُ: جاهدت في سبيلك يا الله ، فيقولُ: الله له كذَبْتَ إنما جاهدت ليقال شجاع ، وقد قيلَ ...،

يا أبا هريرة : أولئك الثلاثة أول من تسعر بهم النار، أنهم أفسدوا بواطنهم بالرياء والسمعة، إنه أفسدوا بواطنهم بحب الظهور والثناء أمام الناس ، فاوصلهم ما سمعتم.

عندما قرأ هذا الحديث، على خال المؤمنين وكاتب الوحي لسيد الأولين والأخرين ، معاوية بن أبي سفيان -رضِيَ اللهُ عنه وأرضاه- خر مغشيا عليه وأغمي عليه ، فلما أفاق قال : صدق الله ورسوله ، صدق الله ورسوله ، ثم قرأ قول الله: ، *{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ}،*

الإستقامة معاشر المسلمين: لعلو مكانتها، وعظم منزلتها، أمرنا الله -عزَّ وجلَّ- أن نطلبها في كل ركعة.

أمرنا ديننا الحنيف، أن نسأل الله -عزَّ وجلَّ- ذلك في كل ركعة ، كما في قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، « لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ.»

وفيها قوله سبحانه : *{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (٧).} [١] - الفاتحة*

اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ: وهو صِّرَاطَ الله الذي لا اعوجاج فيه، وهو صِّرَاطَ واحد لا يتعدد، كما قال الله: *"{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَتَّقونَ} [الأنعام: ١٥٣].*

وفي السنن، أن عبد الله بن عباس الله بن مسعود -رضِيَ اللهُ عنه وارضاه- قال: « خَطَّ لَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يومًا خطًّا مُستقيمًا ، وخط على جنبتيه خطوطا وقالَ: عن الخط المستقيم، هذا صِّرَاطَ الله ، وهذه الخطوط على كُلِّ خط شَيْطانٌ يَدْعو إليه. »

فطريق الله واضح، وطريقه واحد، وطريقه مستقيم ، يُستمد من كتاب الله، ومن سنة رسولِه ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ـ يقولُ الله -عزَّ وجلَّ- : أمراً عباده بهذا الأمر الجلل: (فَاستَقيموا إِلَيهِ وَاستَغفِروهُ) استقيموا إِلَيهِ، يأمرك الله -عزَّ وجلَّ- لا لأنه ينتفع بالإستقامة ولكن من أجلك أيها المسلم ، من أجلك أيها الإنسان ، أن تنتفع باستقامتك في دنياك وأخراك،

فَاستَقيموا إِلَيهِ وَاستَغفِروهُ: ولما كان التقصير حليف الإنسان، أرشد الله -عزَّ وجلَّ- أو أرشدنا الله -سبحانه وتعالى- إلى الإستغفار.

فالمسلم يقعُ في هفوة ، يقع في ذنب لا أحد يسلم من الخطأ ، لذلك أرشدنا الله إلى الإستغفار ، ليس من صفات المؤمن ، وليس من صفات المُستقيم أنه لا يذنب ، بل من صفات المستقيم ، أنه لا يصرُ على الذنوب ، كما قال الله -عزَّ وجلَّ-: في معرض صفات المؤمنين، *﴿وَلَم يُصِرّوا عَلى ما فَعَلوا وَهُم يَعلَمونَ ﴾ [٣:١٣٥] - آل عمران*

وقالَ الله سبحانه وتعالى: أمراً نبيه محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بهذا الأمر الجلل ، *{ فَاستَقِم كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١١٢) وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (١١٣) } [١١] - هود*

يقول بن عباس: -رضِيَ اللهُ عنه وارضاه- ما أنزل الله -عزَّ وجلَّ- على نبيه محمدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أشد ولا أشد من هذه الآية ،

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ومما يصح مسحه للمتوضئ: العمامة الساترة، بدل نزعها والمسح على الرأس، فقد روى ابن حبان وأبو داود وغيرهما عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على ناصيته وعلى العمامة، ثم مسح على خفيه.

أيها المسلمون، ومن الأحكام الفقهية المحتاج إليها في الشتاء وفي غيره: أن بعض المصلين يدخل الصلاة وهو ملثمٌ أنفه وفاه، وهذا خطأ ينبغي التنبيه عليه، فقد نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن السدل في الصلاة، وأن يغطي الرجل فاه[16].

وحكمة ذلك بعد التعبد: أن في فعله تشبهاً بالمجوس عند نيرانهم التي يعبدونها، ونحن مأمورون بمخالفة الكفار؛ ولأن هذا الفعل ليس من الزينة المأمور بأخذها عند الصلاة، كما قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].

إلا أنه يجوز التلثم لحاجة كمرض أو رائحة كريهة، فلا يكره عند ذلك.

إخواني الأفاضل، مما يكثر حصوله أيام البرد: كثرة الزكام، وهو مرض كغيره من الأمراض التي ينبغي الحرص على البعد عن أسبابها، فإذا حصل فالمشروع للمسلم الصبر فيه واحتساب الأجر عند الله تعالى عليه، والممنوع سبه وإظهار السخط والجزع من حصوله.

وهذا المرض - يا عباد الله - يولّد كثرةَ العطاس، والعطاس قد يظن بعض الناس أن لا فائدة منه، وهذا ليس بصحيح؛ فالعطاس نعمة من الله تعالى على الإنسان؛ لأنه يحمل على النشاط وخفة الروح، ويُخرج من الجسم مواد محتقنة وفضلات مؤذية يضر بقاؤها البدن.

ولهذا شرع الله للعاطس أن يقول: الحمد لله؛ لأنه حصلت له نعمة. وبعض معبري الرؤى يؤولون رؤيا العطاس بتفريج الكربات.

ولما كان العطاس بهذه المثابة كان مما يحبه الله تعالى، قال النبي صلى الله عليه و سلم: (إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب) [17].

وحينما كان العطاس نعمة على الإنسان فلا يصح له أن يجعله نقمة على غيره، فعلى العاطس أن يتأدب بآداب العطاس كتغطية الفم والأنف باليد أو المنديل أو الثياب؛ حتى لا يؤذي الآخرين بخروج شيء من أنفه أو فمه، وينقل إليهم العدوى.

ومن أدب العاطس: ألا يرفع صوته أثناء عطاسه؛ لأن في ذلك إيذاء وتهييجاً للآخرين على الزكام.

فقد روى الحاكم والترمذي بسند صحيح عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا عطس غطى وجهه بيده أو بثوبه، وغض بها صوته.

نسأل الله تعالى أن يجعل علينا الشتاء برداً وسلاما، وأن يرزقنا خير ما فيه، ويحمينا شر ما فيه.

هذا وصلوا على خير الورى.....

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
=========================
ـــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــ
منــبرالحكـمـــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.tt 730155153

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وردّ الله بها كيد الأحزاب التي تحزّبت لغزو المدينة؛ نصراً لرسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، ومن معه من الصحابة الكرام رضي الله عنهم، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ﴾ [الأحزاب: 9].

وقال: ﴿ وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ﴾ [الأحزاب: 25].

وفي هاتين الريحين - الريح التي أهلكت عاداً، والريح التي ردت كيد الأحزاب - يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (نُصرت بالصَبا وأُهلكتْ عاد بالدَّبور) [6].

عباد الله، إن الريح جندي من جنود الله مسخرة بأمره لما يشاؤه سبحانه وتعالى، فقد ترسل بالرحمة، وقد ترسل بالعذاب؛ ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى أو سمع هبوب الريح عُرفت الكراهية في وجهه؛ خشية أن تكون عذاباً أُرسل إلى أمته، وهذا من رحمته ورأفته عليه الصلاة والسلام بأمته كما وصفه الله تعالى بقوله: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128].

فلأجل هذا يستحب للمسلم أن يسأل الله خيرها ويستعيذ به من شرها، ولا يجوز له سبها أو لعنها، فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا عصفت الريح قال: (اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشرما فيها، وشر ما أرسلت به) [7].

وروى البخاري في الأدب المفرد وأحمد في مسنده وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أخذت الناس الريح في طريق مكة وعمر حاج فاشتدت فقال عمر: لمن حوله ما الريح؟ فلم يرجعوا بشيء، فاستحثثت راحلتي فأدركته فقلت: بلغني أنك سألت عن الريح، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: (الريح من رَوْح الله-أي: من رحمته بعباده- تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب؛ فلا تسبوها، وسلوا الله خيرها، وتعوذوا من شرها).

وعن ابن عباس أن رجلا نازعته الريح رداءه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فلعنها - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تلعنها؛ فإنها مأمورة، وإنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه) [8].

معشر المسلمين، إن برد الشتاء يذكرنا ببرد جهنم، نسأل الله أن يقينا عذابه يوم يبعث عباده، نعم، هناك برد في جهنم، ولكنه برد عذاب لا برد نعيم على أهل الحرارة واللهيب. قال الله تعالى-عن أهل الجنة-: ﴿مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 13]، بخلاف أهل النار فإنهم يرون الشمس والزمهرير.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة؛ فإن شدة الحر من فيح جهنم، واشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب، أكل بعضي بعضاً، فأذن لها بنفسين: نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فهو أشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير) [9].

قال ابن رجب رحمه الله: " وقد جعل الله تعالى ما في الدنيا من شدة الحر والبرد مذكراً بحر جهنم وبردها، ودليلاً عليها؛ ولهذا تستحب الاستعاذة منها عند وجود ذلك".

قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ﴿ هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴾ [ص: 57]: " الغساق: الزمهرير البارد، الذي يُحرق من برده".

نسأل الله العفو والعافية، والوقاية والحماية من كل أذى في الدنيا والآخرة.

قلت ما سمعتم وأستغفر الله
لي ولكم؛ إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبــــة.الثانيــــة.tt
الحمد لله الذي وسع كلَّ شيء رحمة وعلماً، وتبارك الذي أسبغ على عباده عفوَه كرماً وحلما، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله الطيبين، وصحابته الأكرمين.

أما بعــــد:
إخواني الكرام، هناك أحكام فقهية يحتاجها المسلم كلَّ وقت ولا سيما في فصل الشتاء، وهذه الأحكام تتعلق بعباداته خاصة عبادةَ الصلاة التي هي عبادة مستمرة فرضها ونفلها في الليل والنهار، فجدير بالمسلم أن يتفقه فيها، ويستفيد من معرفتها لامتثالها؛ لكي يعبد الله على علم وبصيرة، ولتتيسر له العبادة في أوقات الشدة.

فمن سمات هذه الشريعة الغراء: اليسر ودفع المشقة عن المكلفين، قال الله تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]، وقال: ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ [الحج: 78].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بُعثت بالحنيفية السمحة) [10].

وفي صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فإنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين).

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطـبـة جـمـعـة بعنـوان :*
*الـشـتاء.حـكـم.وأحــكام.tt*
*للشيخ/ عبدالله بن عبده العواضي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـة.الاولــى.cc*
إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله رحمة للعالمين، وحجة على الخلائق أجمعين، فصلى الله عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أمــــا بعــــد :
أيها المسلمون، لقد أقبل علينا فصل الشتاء يحمل معه شدة البرد، وكثرة المرض، وصعوبة الحركة، وقلة الإنتاج. وهذه مضار لكن مع المضار منافع للبشرية لا تتحقق إلا في فصل الشتاء، ولا تتم إلا في ظل البرد.

قال ابن القيم رحمه الله: "تأمل أحوال هذه الشمس في انخفاضها وارتفاعها لإقامة هذه الأزمنة والفصول وما فيها من المصالح والحكم؛ إذ لو كان الزمان كله فصلاً واحداً لفاتت مصالح الفصول الباقية فيه، فلو كان صيفاً كله لفاتت منافع مصالح الشتاء، ولو كان شتاء لفاتت مصالح الصيف، وكذلك لو كان ربيعاً كله، أو خريفاً كله، ففي الشتاء تغور الحرارة في الأجواف وبطون الأرض والجبال، فتتولد مواد الثمار وغيرها، وتبرد الظواهر، ويستكثف فيه الهواء، فيحصل السحاب والمطر، والثلج والبرد الذي به حياة الأرض وأهلها، واشتداد أبدان الحيوان وقوتها، وتزايد القوى الطبيعية، واستخلاف ما حللته حرارة الصيف من الأبدان، وفي الربيع تتحرك الطبائع، وتظهر المواد المتولدة في الشتاء، فيظهر النبات ويتنور الشجر بالزهر، ويتحرك الحيوان للتناسل".

عباد الله، في فصل الشتاء يسخن جوف الإنسان، ويبرد في الصيف؛ لأنه في الشتاء يكون بارداً، فيبرد ظاهر البدن، فتهرب الحرارة إلى باطن البدن؛ لأن الضد يهرب من الضد؛ ولهذا يسخن جوف الأرض في الشتاء؛ لسخونة الظواهر، فتهرب البرودة إلى الأجواف.

ومن حكم الله أن نبات وفواكه الشتاء لو أكلت في الصيف أو العكس لربما أضرت بالبدن وسببّت له الأذى، فسبحان الخالق الحكيم.

معشر المسلمين، إن محبي العبادة المكثرين منها يفرحون بقدوم الشتاء؛ لأنه موسم للازدياد من الطاعة ليلاً ونهاراً، وموعد للراحة في التمتع بطول ملازمتها.

قال ابن مسعود رضي الله عنه:" مرحباً بالشتاء، تنزل فيه البركة، ويطول الليل للقيام، ويقصر النهار للصيام.

وحينما حضرت الوفاة معاذاً رضي الله عنه بكى، وقال: إنما أبكي على ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء، ومزاحمة العلماء بالركب على حِلَق الذِّكْر.

إن زمن الليل في فصل الشتاء يمتد ويبارك فيه؛ فهو بذلك فرصة لتطويل صلاة الليل، مع أخذ الجسم حظه الكافي من النوم، وللروح بعد ذلك أن تحلِّق في آفاق القيام ما شاءت.

قال تعالى: ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 17، 18].

والشتاء فصل ملائم لعبادة الصيام؛ لأن نهار الشتاء بارد لا يحس الإنسان فيه بشدة الظمأ، وألم الجوع، وضنك التعب، ولأن النهار في الشتاء أيضاً يمضي سريعاً؛ لقصر زمانه فيه.

وهذا كله يعين المسلم الحريص على الصيام أن يكثر منه، ويداوم عليه؛ لتحصيله الأجر بلا تعب ولا مشقة كبيرين.

ولذلك جاء في الحديث: الصيام في الشتاء الغنيمة الباردة[2].

قال بعض العلماء: " إنما وصفها بالبرد؛ لأن الغنيمة إنما أصلها من أرض العدو ولا تنال ذلك إلا بمباشرة الحرب والاصطلاء بحرها، يقول: فهذه غنيمة ليس فيها لقاء حرب ولا قتال".

أيها المسلمون، إذا جاء فصل الشتاء كثرت فيه أمراض الزكام و الحمى والصداع، وغير ذلك.

ولكن الإسلام يعلمنا ما يخفف عنا وقع هذه الأمراض وآثارها، فيعلمنا التفاؤل عند المكاره؛ لأن المكاره قد تحمل معها المحاب والمسار. قال تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🔖من خطب الجمعة
١٧ - ربيع ثاني - ١٤٤٤ هـ

🕋
*خطبتي الجمعة من الحرم المكي*

🎙 *للشيخ/ أسامة خياط - حفظه الله-.*
__

🕌
*خطبتي الجمعة من الحرم المدني*

🎙 *للشيخ / صلاح البدير - حفظه الله-.*

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ومن محاضن التربية على القيم المساجد فدورها عظيم من خلال اجتماع الناس فيها ومن خلال الدروس والمواعظ وخطب الجمعة والله سبحانه وتعالى يقول عنها ( لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ المُطَّهِّرِينَ) {التوبة:108}

فالمساجد يجب أن تقوم بدورها في تربية النفوس وتزكيتها وتطهيرها وإن من ينظر إلى سيرته صلى الله عليه وسلم يجد أن المسجد كان المحضن الأول في تربية الصحابة وتوجيه الأمة وغرس القيم ..

ومن ذلك الإعلام سواء كان إذاعة أو تلفزيون أو صحافة يجب أن يعي دوره في توجيه الأمة وتربيتها وتوعيتها ولذلك لما فقد الإعلام دوره وانحرف عن هدفه أصبح معول هدم للقيم والأخلاق في حياة الأفراد والمجتمعات والدول فالجرائم والمعاصي يرتكب كثيراً منها اليوم تقليداً ومحاكاة لما يبث ويذاع وينشر في وسائل الإعلام فأين التوعية وأين التوجيه وأين تربية أفراد هذه الأمة وغرس القيم في نفوسهم ؟ وتتحصن الأمة بالقيم والأخلاق الحسنة والسلوك السوي من خلال القيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن خيرية هذه الأمة لم تنعقد إلا بذلك قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ ){آل عمران:110}

ومتى ما أخلت هذه الأمة بهذا الشرط سلبت هذه الخيرية، وأوشك أن ينزل بها العذاب، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن بني إسرائيل، فقال: « إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل، أن كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا اتق الله ودع ما تصنع، فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد وهو على حاله، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم على بعض ثم قال: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ {المائدة:78/79) ثم قال: كلا والله لتأمرُنَّ بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم، ولتأطرنه على الحق أطرا، ولتقصرنه على الحق قصرا، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم بعضا، ثم يلعنكم كما لعنهم ) (رواه أبو داود /4336 والترمذي /3047)

وانظروا كيف أهلك الله ثمود قوم نبي الله صالح عليه السلام بسبب فساد نفرٌ قليلٌ منهم وسكوت غالبية الناس عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وزجر المعتدي والأخذ على يديه قال تعالى ( وَكَانَ فِي المَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ) {النمل:48} فلما استفحل شرهم وزاد غيهم وظهر مكرهم أذن الله بهلاكهم هم وقومهم قال تعالى [فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ] {النمل:51} . ومن ميادين غرس القيم ووسائل اكتسابها تزكية الفرد لنفسه بتعليمها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتربيتها على الأخلاق الفاضلة وصونها عن كل ما يدنسها قال تعالى [قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا] {الشمس9/10) فالمسلم يدرك أن سلوكه وأخلاقه مرتبطة بإيمانه بربه و هو يعتقد أنه سيحاسب يوم القيامة على أعماله وأن الله مطلع عليه في كل أحواله وأن سعادته في الدنيا والآخرة في رضا ربه ولقد قصد الإسلام من هذه التزكية أنْ يكُون الإِنسان مَثَالاً صَالحاً محمُود الخصال شريف الشمائل حسن السلوك إن تكلم صَـدَقَ، وإنْ وَعَدَ وَفَى بِوَعْده، وإن أؤتُمِنَ في أمْرٍ أَدَّى الأمانَةَ وَلَمْ يَخُنْ، وإنْ رَأى أمراً مُنْكراً غَيَّرهُ بيَدِه؟ فإِنْ لمْ يَسْتَطعْ فَبِلسانه، فإن لم يَسْتَطعْ فَبِقَلْبه؟ وإن تَكَلم خفضَ صَوتَه، وَإن مَشَى لَم يَكُن مُخْتَالاً وفخوراً في مشيتِه، وإنْ رأى كَبيراً وَقَّره أو صغيراً عطف أو جاراً أو ضيفاً أكرمه أو محتاجاً أعانه.

عبــــــــاد الله :- إن تربية الأفراد على قيم الخير وتحصينهم من الرذائل والأخلاق السيئة فيه حماية للمجتمعات وحفاظاً على الحقوق والواجبات وصوناً للدماء والأعراض والممتلكات وبسبب ذلك يفتح الله على البلاد والعباد الخيرات قال تعالى مبيناً هذه السنة في أمم كانت من قبلنا ( وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ) {المائدة:66} أنظروا رحمكم الله ماذا تعمل القيم وكيف تضبط السلوك وتوجه التصرفات في عام الرمادة وقد بلغ الفقر والجوع بالمسلمين مبلغاً عظيماً جاءتْ قافلةٌ لعُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ مُؤَلَّفة ٌمِن أْلفِ بَعْيِرٍ مُحَمَّلَة ٌ بالتَّمْرِ والزَّبيْبِ والزَّيْتِ وغيرِها من ألوانِ

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتغفرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِروهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.


الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِه وَصَحْبِهِ أَجْمَعينَ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ وَاحْذَرُوا أَسْبَابَ عَذَابِ الْقَبْرِ وَابْتَعِدُوا عَنْهَا لِئَلَّا يَتَحَقَّقَ فِيكُمُ الوَعِيدَ، فَابْتَعِدُوا عَنِ الْغِيبَةِ وَتَنَزَّهُوا مِنَ الْبَوْلِ وَأَحْسِنُوا الاسْتِنْجَاء، وَإِيَّاكُمْ وَالنَّومَ عَنِ الصَّلَاةِ أَوِ الْإِعْرَاضَ عَنِ الْقُرْآنِ الْكَرِيم، بَلْ حَافِظُوا عَلَى صَلاتِكُمْ فِي أَوْقَاتِهَا وَتَأَهَّبُوا لِذَلِكَ وَنَامُوا مُبَكِّرِينَ وَاتَّخِذُوا مِنْ هَذِهِ الآلاتِ مَا يُسَاعِدُكُمْ عَلَى الاسْتِيقَاظ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: وَاحْذَرُوا مِنَ الرِّبَا وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا فَإِنَّهُ طَرِيقٌ قَبِيحٌ لِقَضَاءِ الشَّهْوَةِ وَمِنْ أَسْبَابِ أَنْ يُنْتَهَكَ عِرْضُكَ أَنْتَ، وَالزِّنَا كَذِلِكَ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ الْفَقْرِ فِي الدُّنْيَا، وَالْعَذَابِ فِي الآخِرَةِ، وَإِيَّاكَ أَيُّهَا الْمُسْلِمُ وَالْكَذِبَ فَإِنَّهُ حَرَامٌ وَقَدْ يُسَبِّبُ الْبَلاءَ وَيُوقِعُ النَّاسَ فِي الْمَشَاكِلِ، وَهُوَ مِنْ أَدِلَّةِ الدَّنَاءَةِ وَالْخِسَّةِ، فَإِنَّ الشُّجَاعَ لا يَكْذِبُ.

ثُمَّ حَافِظْ - أَيُّهَا الْمُؤْمِنُ - عَلَى الدُّعَاءِ فِي آخِرِ صَلاتِكَ بِالاسْتِعَاذَةِ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ النَّارِ وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ.

هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى إِمَامِ المُرْسَلِينَ، وَقَائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاةِ وَالسَّلامِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيمًا {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]

اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلَّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ، فِي العَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنْ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُومًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُومًا، وَلا تَدَعْ فِينَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُومًا. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُؤْمِنِينَ وَجُنْدَكَ الْمُوَحِّدِينَ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلاَةَ أُمُورِنَا، وَاجْعَلْ وِلاَيَتَنَا فِيمَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ وَاتَّبَعَ رِضَاكَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان :*
*مـوجـبـات عـذاب القــبر*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـة.الاولـى.cc*
الْحَمْدُ اللهِ الذِي أَسْكَنَ عِبَادَهُ هَذِهِ الدَّار، وَجَعَلَهَا لَهُمْ مَنْزِلَةَ سَفَرٍ مِنَ الْأَسْفَارِ, وَجَعَلَ الدَّارَ الآخِرَةَ هِيَ دَارَ الْقَرَار، وَجَعَلَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ بَرْزَخًا إِمَّا رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ, وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ, الْوَاحِدُ الْقَهَّار, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ النَّبِيُّ الْمُخْتَار، صًلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ صَلاةً تَتَجَدَّدُ بَرَكَاتُهَا بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَار.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ خَلَقَ بَنِي آدَمَ لِلْبَقَاءِ لا لِلْفَنَاءِ, وَأَسْكَنَهُمْ فِي هَذِهِ الدَّارِ لِيَبْلُوهَمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا, ثُمَّ يَنْقِلُهَمْ إِلَى دَارِ الْبَرْزَخِ فَيَحْبِسَهُمْ هُنَالِكَ إِلَى أَنْ يَجْمَعَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَجْزِيَ كُلَّ عَامِلٍ بِعَمَلِهِ, وَمَعَ جَزَاءِ الآخِرَةِ فَإِنَّهُمْ فِي دَارِ الْبَرْزَخِ بِأَعْمَالِهِمْ مُدَانُونَ مَجْزِيُّونَ: فَمُكْرَمُونَ بِإِحْسَانِهِمْ وَبِإِسَاءَتِهِم مُهَانُون، قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}، قَالَ مُجَاهِد رَحِمَهُ اللهُ : الْبَرْزَخُ الْحَاجِزُ بَيْنَ الْمَوْتِ وَالرُّجُوعِ إِلَى الدُّنْيَا.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: قَدْ دَلَّ الْقُرْآنُ وَالسُّنَّةُ وَالْإِجْمَاعُ عَلَى ثُبُوتِ عَذَابِ الْقَبْرِ وَنَعِيمِهِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي شَأْنِ آلِ فِرْعَونَ {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}

وَثَبَتَتِ السُّنَّةُ بِعَذَابِ الْقَبْرِ، فَمِنْ ذَلِكَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صًلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ، يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ

وَأَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى ثُبُوتِ عَذَابِ الْقَبْرِ وَنَعِيمِهِ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ لِلْعَذَابِ أَسْبَابًا مَنْ وَقَعَ فِيهَا فَحِرِيٌّ أَنْ يَنَالَهُ الْعَذَابَ وَمَنْ تَجَنَّبَهَا سَلِمَ بِإِذْنِ اللهِ مِنَ الْعَذَابِ

فَمِنْ أَسْبَابِ عَذَابِ الْقَبْرِ : النَّمِيمَةُ وَعَدَمُ التَّنَزُّهِ مِنَ الْبَوْلِ، فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبيِّ صًلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مَرَّ عَلَى قَبْرَيْنِ، فَقَالَ (إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا: فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ،

فَعَلَيْكَ - أَيُّهَا المسْلِمُ - الْبُعْدُ مِنْ النَّمِيمَةِ وَلا تَنْقِلْ كَلامَ النَّاسِ بَعْضَهُمْ لِبَعْضٍ لِتُفْسِدَ بَيْنَهُمْ فَتَنْدَم، وَكَذَلِكَ تَحَرَّزْ مِنْ رَشَاشِ الْبَوْلِ أَنْ يُصِيبَكَ، أَوْ يُصِيبَ ثِيَابِكَ، وَذَلِكَ بِأَنْ تَبُولَ فِي مَكَانٍ رَخْوٍ مِنَ الْأَرْضِ، وَلا تَتَبَوَّلَ فِي مَكَانٍ صَلْب، فَيَرْجِعُ رَذَاذُ الْبَوْلِ عَلَى جِسْمِكَ أَوْ ثِيَابِكَ، وَلَوْ حَصَلَ فَبَادِرْ بِغَسْلِهِ وَلا تَتَهَاوَنْ فِي ذَلِكَ.

وَمِنْ أَسْبَابِ عَذَابِ الْقَبْرِ: رَفَضُ الْقُرْآنِ وَالنَّوْمُ عَنِ الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ، وَمَا أَكْثَرَ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ هَذِهِ الْأَيَّامُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ.

وَمِنَ الْأَسْبَابِ: الْكِذْبَةُ التِي تَبْلُغُ الآفَاقَ، أَيْ أَنَّهَا تَنْتَشِرُ، وَسُبْحَانَ اللهِ ! كَأَنَّ هَذَا يَنْطَبِقُ عَلَى النَّاسِ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ، فَوَسَائِلُ التَّوَاصُلِ الآنَ تَنْشُرُ الْكَلَامَ حَتَّى يَصِلَ إِلَى أَقْصَى الْأَرْضِ فِي ضَغْطَةِ زِرٍّ، فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ أَوْ يَرَى الْمُتَكَلِّمَ بِهَا الْأَعْدَادُ الْكَبِيرَةُ مِنَ النَّاسِ، وَرُبَّمَا يَنْشُرُونَهَا، وَهَكَذَا حَتَّى تَبْلَغَ الآفَاقَ.

وَمِنْ أَسْبَابِ عَذَابِ الْقَبْرِ أَيُّهَا الرِّجَالُ: الزِّنَا، فَيَزْنِي الرَّجُلُ أَوْ تَزْنِي الْأَمَةُ، وَهَذَا مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ سَوَاءٌ كَانَ الزَّانِي مُحْصَنًا أَوْ غَيْرَ مُحْصَنٍ، وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}، أَيْ :

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

الحمد لله وكفى، وصلاةً وسلامًا على النبي المصطفى، وآله الأنقياء، وصحابته الأتقياء، وجميع المرسلين والأنبياء.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ربي لا شريك له، وسبحانه كما خلقَ وبرى.
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبدُ اللهِ ورسولُه النبي المقتفى، والقدوة المرتَضَى، صلواتُ اللهِ وسلامه وبركتُه عليه وعلى آله وصحابته ما ترنَّم الطيرُ وشدى.
وصيتي لنفسي وإياكم يا عبادَ الله بتقوى الله وطاعته، فاتقوا الله وخافوه وراقبوه.

أما بعد: فلا زلنا مع موضوع: روح العبادة هي العبودية لله سبحانه وتعالى، ورابع نقطة في الموضوع هي:


*من ذلَّ لله في الدنيا فلن يذلَّه يوم القيامة.*

عندما تصلي تُشعِر نَفسَك بمنتهى الذُّل بين يدي الله، وتَشعُر بأنك ضعيفٌ تقف بين يدي القوي، وأنك العاجز الَذي يقف بين يدي القادر، وأنك الفقير الواقف بين يدي الغني.

فعندما تشعر بِذُلِّكَ بين يدي الله وقت الصلاة فقد حققتَ الخشوع له؛ لأنَّ معنى الخشوع هو الشعور بالذُّل، يقول الله تعالى عن المتكبِّرين عن الله في الدنيا والذي لم يَذِلُّوا له في الدنيا، يقول عن حالهم يوم القيامة: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2)}، ما معنى خاشعة؟ أي: ذليلة؛ لأنَّ الذين لا يذِلُّون لله في الدنيا فإنَّ الله يُذِلُّهم يوم القيامة.

وإنَّ الله لن يجمع لك بين ذُلَّينِ؛ فلو ذلَلْتَ له في الدنيا فلن يُذِلَّكَ يوم القيامة، ومن أجل ذلك فإنَّ أهل الذُّلِّ لله في الدنيا، الذين خافوا الله في الدنيا، والذين استَحْيَوا من الله في الدنيا... فواللهِ لن يُذلَّهم الله يوم القيامة، ولن يوقفهم الله موقف الخِزْي يوم القيامة، بل قال الله عنهم: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39)}، إنهم يضحكون، إنهم مسرورون، إنَّهم فَرِحُون.
ولكنَّ الوُجوهَ الأخرى وأصحابها الذين تاهوا بمعصية الله، والذين اغترُّوا على الله، والذين استكبروا على أمر الله، والذين عاندوا أوامر الله عزَّ وجل... أولئك الوُجُوهُ {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ} أولئك الوجوه، {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ} لأنَّ المعاصي تنقلب غُبارٍ من المخازي والتحسُّر والندامة يوم القيامة، {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)}.


أيها الإخوة الأكارم:
إنَّ الوقوف بين يديِ لله وقت الصلاة مع الشعور بالذُّلِّ هو الذي يحقِّقُ الخشوع فيها، وبالتَّالي فإنَّ الصلاة يكون لها قيمة؛ لقول الله تبارك وتعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} سورة المؤمنون.


وما هو الشيءُ الذي يحَقِّق الشعور بالذُّل لله وقت الصلاة؟

إن الذي يحقق ذلك هو أنْ تَعْلَمَ أنَّ لك بين يَدَيْ الله مَوْقِفَينِ: الموقفَ الأول: بين يديه في الصلاة، والموقف الثاني: هو وقوفك بين يديه يوم القيامة حين يُنَادَى: {وَقِفُوهُمْ}، لماذا الوُقوف يا رب؟ قال: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} كما في سورة الصافات (24)، ذلك الوقوف لنُسأل بين يَدَيِ الله، فقد أقسمَ الله الجبَّارُ بنفسه فقال: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)}. سورة الحجر.

فينبغي أنْ نُعِدَّ لكُلِّ سؤالٍ جوابًا؛ فإننا مسؤولون عما قدَّمنا وأخَّرنا، عما قَصَّرنا وفرَّطْنا، {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} ، فعند استشعار الوقوف للسؤال بين يدي الله يوم القيامة الذي هو رهبةٌ ما بعدها رهبة، وهيبَةٌ ليس مثلها أيُّ هيبة! هذا الوقوف يجعلك تراجع حساباتك في الدنيا، لأنك في الدنيا لو ذللتَ له وخضعتَ لأوامره فلن يُذِلَّك وقت الوقوف بين يديه يوم القيامة.

ولذلك فإنَّ الوجوهَ الخاشعة يوم القيامة هي وجوهٌ لم تَذِلَّ لله في الدنيا، هي وجوهٌ لم تسمع أوامر الله في الدنيا.


هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه عموما بقول الله عز وجل: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}.
اللهم صل وسلم وبارك وشرِّفْ وكرِّمْ بجلالك وجمالك على أشرف وأرقى وأتقى وأنقى مخلوقاتك سيدنا وحبيبنا محمد رسول الله الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغُرِّ الميامين، خصوصاً على أجَلِّهم قَدْرا ، وأرْفعِهم ذكرا، ذوي القَدْرِ الْجَلِي ، والمقام العَلِي، ساداتنا وأئمتنا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سيدَيْ شباب أهل الجنة في الجنة، ورَيْحانَتَي النبيِّ بِنَصِّ السُّنَّة، أبي محمد الحسن، وأبي عبد الله الحسين، وعن أمِّهما فاطمةَ الزهراء، وخديجةَ الكبرى، وعائشةَ الرضا، وعن سائر أزواج النبيِّ المصطفى، وعن التابعين وتابعيهم ونحن معهم وفيهم برحمةٍ منك يا ذا الجلال والإكرام.............
الدعاء.............

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

الإنسان- أيها الإخوة- يتصف بالفاقة والفقر والاحتياج الدائم إلى الله سبحانه وتعالى في كل الأحوال.
فالغني محتاج من الله أن يديم عليه غناه، والفقير محتاج من الله أن يغنيه، والصحيح محتاج من الله أن يديم عليه صحته، والمريض محتاج من الله أن يشفيه ويعافيه، وصاحب الجاه والقوة محتاج من الله أن يديم عليه قوته وعزَّه وجاهه، والضعيف يحتاج من الله أن يعينه ويحميَه من أخطار هذه الحياة، والطالب محتاج من الله أن يرزقه الفهم والعلم، والعامل محتاجٌ من الله أن يمدَّه بالعون على الكفاح في هذه الحياة، وهكذا الجميع والكل محتاجون إلى الله، ومستحيل أن يستغني الإنسان عن الله مهما كان وكيفما كان؟ ولأجل ذلك يقول مولانا تبارك وتعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ} { أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ } ليس المراد بالفقر هنا هو نقْصُ المال، ولكنَّ الفقر هنا معناه: دوام الافتقار إلى الله، فيا أيها الناس أنتم المفتقرون دائمًا إلى الله، أنتم المحتاجون دائمًا إلى الله، أنتم لولا إمدَادُ الله لكم لَمَا كُنْتم شيئًا مذكورا، فإنَّ النَّفَسَ الذي تتنفَّسُّه هو مَدَدٌ من إمدادات الله لك، حياتُك هي مَدَدٌ من إمدادات الله لك، صحتُكَ وعافيتك وقوتُك وكلُّ شؤونك هي مَدَدٌ من إمدادات الله لك، فإن انقطع مددُ الله لَمَا صِرْتَ شئيا، ولهذا قال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}.

وأما معنى أنَّ الفاقَةَ والافتقار إلى الله هي بُسُطُ المواهب، فهي أنَّ شعورك بالافتقار إلى الله، وعدم الاستغناء عنه، وشعورك الدائم بالحاجة إليه.. فإنَّ هذا الشعور يجعلك تنصرف وقد وهبك الله فضل إكرامه وامتنانه وعطائه وتوفيقه؛ لأنه يراك معتمدًا عليه، ويراك متوكِّلًا عليه، ويراك ملتَجِئًا إلى بابه، وقد ربطْتَّ حاجتك بأعتابِه، ويرى صِدْقَ حاجتك إليه، وعدم استغنائك عنه، فعند ذلك يبسط لك مواهبَهُ العليَّة، ويتفضَّل عليك بِمَنْحِ موائد إكرامِه السَّخيَّة، وهذا معنى قول ابن عطاء الله: "إنْ أردتَّ ورودَ المواهب عليك فَصَحِّح الفاقة والفقر لديك، {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ}".



*الثانية: العبادة عبارة عن جسد تحتاج روح حتى تكون ذات قيمة.*

أيها الإخوة المؤمنون: كما أنَّ للجسد روحًا لا يستطيع البقاء على قيد الحياة إلا بهذه الروح، فإن للعبادة كذلك روحًا لا تحيا الحياة الحقيقية إلا بهذه الروح، وكما أنَّ الجسد بغير الروح لا شيءَ، ولا قيمة له، فكذلك العبادة من دون روحها لا شيء، ولا قيمةَ لها.
ونحن نعرف أنَّ العبادة هي الحركات التعَبُّدِيَّة التي نحن مأمورون بها، مثل: الصلاة والزكاة والحج والصوم وعبادات التعامل، وكذا مجالس العلم والذكر، وكذا مجالس الدعوة إلى الله مثل خطب الجمعة وغيرها الكثير من العبادات التي تقربنا إلى الله.

هذه كلها عبادات، ولكنَّ هذه العبادات تحتاج إلى روح حتى يكون لها دورٌ في إصلاح العبد الذي يقوم بها، وحتى يكون لها قيمةٌ وقبولٌ عند الله سبحانه وتعالى.
فما هو روح العبادات؟
روح العبادات- أيها الإخوة- هو العُبودية.
والعبودية: هي شعورٌ يملأ كيانك بأنك ذليل بين يدي الله، وأنَّك مقصِّرٌ معه، وأنك ما عبدته حق عبادته، وأنك ما عظَّمْتَه حقَّ تعظيمه، وأنك ما عرفتَه حقَّ معرفته، وهي شعورٌ كذلك بأنك مُتَبَرِّئٌ من أوهام حولك، ومن أوهام قوتك، ومن أوهام علمك وذكائك، ومن أوهام عافيتك.

فيكون دائمًا شعورك: أنك لو كنتَ غنيًّا، فهذا الغِنَى لم يأتِكَ لأنك ذكيٌّ في جَمْعِ مالِك، وإنما أنت غنيٌّ لأنَّ الله تفضَّل عليك وجعلكَ غنيًّا، وأنتَ صحيحٌ، ليس لأنك تعتني بصحتك وتحافظ عليها، ولكنك صحيح؛ لأنَّ الله عز وجلَّ هو الذي متَّعك بهذه الصحة والعافية، وهكذا كلُّ النِّعَم التي نتمتع بها كلُّها من عند الله؛ لأنَّ الله قال في كتابه الكريم: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} فهو المُنعم وحده، ولا منعمَ غيرُه.
هذا الشعور إذا سَرَى في كيانِك وأنت تصلي فاعلمْ أنَّ الصلاة قد سَرى فيها روحُها، وصارت صلاة ذات قيمة وذات فاعلية وذات حياة.
لأن شعور الذُّل بين يدي الله وقت الصلاة هو برهانٌ على خشوعك في هذه الصلاة؛ لأن الخشوع هو شعورك بالذل بين يدي الله وقت الصلاة؛ لأن معنى الخشوع هو الذُّل بدليل قول الله تعالى عن أهل الكفر : وجوه يومئذ خاشعة أي: ذليلة؛ لأنهم لم يَذِلُّوا لله في الدنيا فأَذَلَّهُم الله يوم القيامة، وأما مَن ذَلَّ لله في الدنيا، وأطاع أوامره فلن يجعله الله يوم القيامة ذليلًا، بل كما قال عنهم: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39)} سورة عبس.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

#خطب_صوتية

خطبة جمعة اليوم/24/ربيع الآخر  1444هـ ↶
👤ـ للشيخ/عبدالله رفيق السوطي.

🎙️ـ العنوان : (ظاهرة الحلف بالحرام والطلاق وخطورة ذلك في الإسلام)

🎧ـ المدة 19:48
🕌- مسجد الخير/المكلا
ــــــــــــــــــــــــــــ

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الجلال والإكرام.
 
اللهم اغفر لنا وارحمنا واهدنا، وارزُقنا واشفنا واكفِنا، وعافنا واعفُ عنا.
ربَّنا أصلِح لنا ديننا ودنيانا وآخرتنا.
ربَّنا اصرِف عنا السوء والفحشاء وكيد الاعداء وان نقول عليك ما لا نعلم
 
اللهم احفَظ بلادنا وبلاد المسلمين، واحفظ حكامنا وعلماءنا وقيمنا وتعليمنا وحدودنا، وانصر جنودنا، ومكِّن لنا في الأرض يا رب العالمين.
 
اللهم اهدنا فيمن هديت، وتولَّنا فيمن توليت، وعافنا فيمن عافيت، وبارك لنا فيما أعطيت، واصرِف عنا برحمتك شرَّ ما قضيت.

اللهم اجعل لنا نورًا في قلوبنا وأبصارنا وأسماعنا ووجوهنا، وألسنتنا وأقلامنا، واجعل لنا نورًا في حياتنا وقبورنا، ويوم حشرنا وعبورنا على الصراط نورًا، ويوم تدخلنا الجنة، أنت نور السماوات والأرض سبحانك.
ربَّنا اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات.
 
اللهم ارحمْ موتانا وموتى المسلمين، اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم، واعفُ عنهم وأكرِم نُزلهم، ووسِّع مدخلهم، وجازهم بالحسنات إحسانًا وبالسيئات عفوًا وغفرانًا.
 
اللهم أبدلْهم دارًا خيرًا من دارهم، وأهلًا خيرًا من أهلهم.
اللهم اجعل قبورهم روضات من رياض الجنة.
اللهم أعنا على شكرك وذكرك وحسن عبادتك.
 
اللهم ادفع عنا الوباء والربا والغلاء والزنا والزلازل والقلاقل، والفتن ما ظهر منها وما بطن.
ربنا هبْ لنا من أزواجنا وذرياتنا قرةَ أعينٍ، واجعلنا للمتقين إمامًا.
رب اجعَل هذا البلد آمنًا وسائر بلاد المسلمين.
 
اللهم علِّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علمًا.
اللهم حبِّب إلينا الإيمان والقرآن والإحسان، وزيِّنهم في قلوبنا.
اللهم كرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.
اللهم انصُر مَن نصر المسلمين واخذل من خذلهم.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل أهل الكفر والنفاق والفاسقين.

اللهم وفِّق جميع حكام المسلمين لتحكيم كتابك وسنة نبيك.
اللهم اهد البشر جميعًا إلى الإسلام، ليعيش العالمُ كله في أمنٍ وأمانٍ وسلامةٍ وسلامٍ وعيشٍ رغيدٍ واطمئنان.
اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين.
اللهم أعذنا من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن، ومن غلبة الدين وقهر الرجال.
اللهم ربنا علِّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علمًا.
اللهم إنا نسألك حبَّك وحبَّ مَن يُحبك، وحبَّ كلِّ عملٍ وقول وشعور يقربنا إلى حبك.
اللهم أغثنا، اللهم أغثنا اللهم أغثنا.
اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا مريئًا نافعًا غير ضار، عاجلًا غير آجل.

اللهم إنا نعوذ بك أن نُشرك‏ بك ونحن نعلم، ونستغفرك لما لا نعلم.
اللهم إنا نعوذ بك من الشرك والشك والشقاق والنفاق وسوء الأخلاق.
ربَّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
 
﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.
واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم.
وتبْ علينا إنك أنت التواب الرحيم.
 
عباد الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النحل: 90، 91].
 
وأقم الصلاةَ إن الصلاةَ تنهى عن الفحشاءِ والمنكرِ، ولذكرُ اللهِ أكبرُ واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
 
المراجع:
1- خطوات الشيطان على شبكة الألوكة.
2- موقع مستشفى الأمل على الإنترنت.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

سابعًا: ضعف مهارات الحياة ومواجهة الصعوبات.
 
ثامنًا: الْبَحْثُ عَنْ السَّعَادَةِ: فَالْمُتَعَاطِي يَبْحَثُ عَنِ السَّعَادَةِ الْوَهِمِيَّةِ عَنْ طَرِيقِ المُخدِّراتِ الَّتي تَغَيِّبُهُ عَنْ وَاقِعِهِ، وَتَجْعَلُهُ يُحَلِّقُ فِي عَالَمِ الْخَيَالِ، وَيَشْعُرُ بِسَعَادَةٍ كَاذِبَةٍ مُؤَقَّتَةٍ لِأَنَّهُ اِبْتَعَدَ عَنْ مَشَاكِلِهِ الَّتِي عَجَزَ عَنْ مُوَاجَهَتِهَا، وَهَذَا حَلٌّ مُؤَقَّتٌ، وَسَعَادَةٌ زَائِفَةٌ؛ ثُمَّ يَعْقُبُهَا الْعَذَابُ؛ فَمَا جَعَلَ اللهُ شِفَاءَ الْأُمَّةَ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْهَا. لِذَلِكَ حَذَّرَتِ الأَجْهِزَةُ الأَمْنِيَّةُ وَالمُتَخَصِّصُونَ فِي المُخَدِّرَاتِ وَعَالَمِ الجَرِيمَةِ مِنْ نَشْرِ الطُّرَفِ المُخْتَلَقَةِ عَلَى ألْسِنَةِ الْمُحَشِّشِينَ وَمُتَعَاطِي المُخَدِّرَاتِ، وَالَّتِي تُظْهِرُ أَنَّ مُتَعَاطِي المُخَدِّرَاتِ أَذْكِيَاءُ أَو ظُرَفَاءُ أَو سَرِيعُ البَدِيهَةِ، وَهَذَا كَذِبٌ وَدَجَلٌ؛ فَاِنْخَدَعَ بِهَذِهِ الطُّرَفِ بَعْضُ الشَّبَابِ، فَصَدَّقُوا بِأَنَّ المُتَعَاطِينَ ظُرَفَاءُ سُعَدَاءُ أَذْكِيَاءُ، فَخَاضُوا التَّجْرِبَةَ، بِسَبَبِ هَذَا التَّرْوِيجِ الشَّيْطَانِيِّ. وَهَذِهِ النُّكَتُ - وَرَبِّي- مِنْ اِخْتِلَاقِ الشَّيَاطِينِ، وَلَا يَنْشُرُهَا إِلَّا سُذَّجٌ أَو مُفْسِدُونَ غَيْرُ مُصْلِحِينَ، أَو أُنَاسٌ لَا يَعُونَ خَطَرَ مَا يُرْسِلُونَ؛ فَيَتَعَاوَنُونَ عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ.
 
وَقَدْ أَثْبَتَتْ دِرَاسَاتٌ عِلْمِيَّةٌ أَنَّ كَثِيرًا مِنْ الشَّبَابِ وَقْعٌ فِي تَعَاطِي المُخَدِّرَاتِ بِسَبَبِ النُّكَتِ الَّتِي تَصِلُ إِلَيْهِ؛ فَالوَيْلُ لِمَنْ أَرْسَلَ هَذِهِ الطَّرَفُ: ﴿ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوعِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 15].
 
تاسعًا: التَّدْخِينُ: حَيْثُ يُعْتَبَرُ بَوَّابَةَ إِدْمَانِ الْمُخَدِّرَاتِ، وَثَبَتَ مِنْ خِلَالِ الدِّرَاسَاتِ الْعِلْمِيَّةِ أَنَّ %25 مِنَ الْمُدَخِنِينَ يَتَعَاطُونَ الْمُخَدِّرَاتِ، فَالتدخين هو ربع الْبَوَّابَةَ لِهَذَا الشَّرِّ الْمُسْتَطِيرِ.
 
عاشرًا: التَّغْرِيرُ بِالطُّلاَّبِ حَوْلَ دَوْرِ المُخَدِّرَاتِ فِي النَّجَاحِ وَالتَّفَوُّقِ:
 
إحدى عشر: الْمُهَدِّئَاتُ وَالمُنوِّمَاتُ: فَبَعْضُ الشَّبَابِ إِذَا تَأَخَّرَ فِي النَّوْمِ، أَو أَصَابَهُ قَلَقٌ، أَو تَوَتُّرٌ فَبَدَلًا مِنْ التحصن بالأْدْعِيَةِ وَالْأَذْكَارِ، يَلْجَأُ لِهَذِهِ الْمُهَدِّئَاتِ بِنُصْحِ أَصْدِقَاءِ السُّوءِ، وَبَعْضِ الصَّيَادِلَةِ مِمَّنْ خَانُوا الْأَمَانَةَ؛ فَيَنْتَقِلُ بَعْدَهَا إِلَى الْمُخَدِّرَاتِ، وَلَا حَوْلَ، وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ.
 
ثاني عشر: الفراغ والمال:

إن الشباب والفراغ والجدة

مفسدة للمرء أي مفسدة

فَعَلَى الآبَاءِ وَالْمُرَبِينَ أَنْ يَتَنَبَّهُوا لِهَذِهِ الْأَسْبَابِ، وسوف نسلط الضوء على معالجة هذه الأسباب في الخطبة الثانية بإذن كالعادة.
 
علامات متعاطي المخدرات:
حدد مستشفى الأمل علامات المتعاطيكما يلي:
أولًا: العلامات الجسدية لتعاطي المخدرات.
1- احمرار العين.
2- الجروح والكدمات على الذراعين.
3- طلب الأموال بإلحاح.
4- اضطرابات في الوزن (إما زيادة أو نقص بمعدل متسارع)
5- المظهر السيئ (في اللباس وطول الاظافر والشارب وعدم الاهتمام بنظافة الفم والأسنان).
6- نزيف الأنف وخاصة للمتعاطي عن طريق الشم.
7- التعرق الشديد حتى في أوقات البرد.
8- اتساع حدقة العين.
9- هالات سوداء حول العين.
10- جفاف الفم والشفتين.
11- ظهور التجاعيد في الوجه.
12- الاصفرار والشحوب في الوجه.
13- بروز الوجنتين ونحافة الوجه بشكل ملحوظ.
 
ثانيًا: علامات النفسية لمتعاطي المخدرات:
1- الاكتئاب والعزلة الاجتماعية.
2- الحزن والانسحاب.
3- ضعف الإدراك والانتباه والتركيز.
4- التبلد واللامبالاة.
 
ثالثًا: علامات سلوكية:
1- تغيير دائرة الأصدقاء.
2- الخروج من المنزل والسهر ليلًا بكثرة.
3- النوم كثيرًا.
4- الميل للعنف.
5- التحدث كثيرًا.
6- القيء والغثيان.
7- إهمال العمل والدراسة والرياضة.
8- الضحك كثيرًا.
9- الشعور بالنشوة.
10- ارتفاع نبضات القلب.
11- الخمول والاسترخاء.
12- الرعشة في الأطراف.
 
عباد الله، نحن مأمورون بالدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104]، وقال تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110].

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، واصلح لنا أخرتنا التي إليها معادنا ، وأجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. وأجعل الموت راحةٍ لنا من كل شر.
اللهم أغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها أولها واخرها ، سرها وعلانيتها ،
اللهم لا تدعنا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته ، ولا دينا إلا قضيته، ولا دينا إلا قضيته، ولا أسيرا إلا فككت اسره يا ذا الجلال والإكرام ،

اللهم عليك بامريكا ودولة اليهود اسرائيل اللهم دمرهم تدميرا.
اللهم اجعل الدائرة عليهم.
اللهم أرنا فيهم يوماً عجيبا ومن تحالف معهم على الإسلام والمسلمين يا ذا الجلال والإكرام.

وآخر دعوانا آن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينًا محمدٍ وعلى وصحبه أجمعين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وعندما أسرع الشيبُ إلى رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قِيل له يا رسولِ الله : قد أسرع إليك الشيب ، فقَالَ: شيبتني هود واخواتها، شيبتني هود واخواتها ».

قال الشُراح : لأن في سورة هود هذه الآية فَاستَقِم كَما أُمِرتَ وَمَن تابَ مَعَكَ ، وتشير هذه الآية إلى أنه يجبُ على المسلم ، ويجبُ على المؤمن ، أن يستقيم كما أراد الله ، يستقيم كما أراد الله ، لا كما أراد هواه ، لا كما أرادت رغبته

فَاستَقِم كَما أُمِرتَ ، كما في كتاب الله ، وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ،
هذا هو المطلوب من المسلم أن يستقيم كما أمر الله،

وكما جاء عن رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لا على حسب الرغبات ، ولا على حسب الهوى ، لأن إتباع الهوى يهوي بصاحب إلى كل رذيلة ، يهوي بصاحبه إلى كل قبيح ،

كما قال الله -عز وجل- *﴿ أَفَرَأَيتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمعِهِ وَقَلبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَن يَهديهِ مِن بَعدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرونَ ﴾ [٤٥:٣٢] - الجاثية*

وقالَ: -عليه الصلاة والسلام-« وثَلاثٌ مُهْلِكَاتٌ : ومنها وأتباع الهوى أو و هوًى مُتَّبَعٌ ..»
فاتباع الهوى معاشر المسلمِين: سبيلٌ إلى كل غواية ، وإلى كل رذيلة ، إلا أن يضبط بكتاب الله وسنة رسوله ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فالمطلوب منا إذا جاء أمرٌ من الكتاب أو من السنة ، أن نسلم ذلك ، وأن نعمل به كما قال الله -سبحانه وتعالى:- *﴿ وَما كانَ لِمُؤمِنٍ وَلا مُؤمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسولُهُ أَمرًا أَن يَكونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم ... ﴾ [٣٣:٣٦] - الأحزاب*

وكما قال الله -عز وجل-: *﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا ادخُلوا فِي السِّلمِ كافَّةً وَلا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشَّيطانِ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبينٌ ﴾ [٢:٢٠٨] - البقرة*

وتشير هذه الآية أيضاً : أعني قول الله فَاستَقِم كَما أُمِرتَ وَمَن تابَ مَعَكَ وَلا تَطغَوا، تشيرُ إلى الحذر من معوقات الإستقامة ، فقد ذكر الله *-عزَّ وجلَّ-* في هذه الآية معوقين للإستقامة ،

أولاً الطغيان :- وهو مُجاوزة الحدُ الشرعي فإن الطغيان يُوصل صاحبه إلى ما لا يحمد عقباه ، كما قال سبحانه : *﴿ فَأَمَّا مَن طَغَى (٣٧) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (٣٨) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (٣٩) ﴾ ٧٩ - النازعات*

وهكذا المعوض الثاني:- *﴿ وَلا تَركَنوا إِلَى الَّذينَ ظَلَموا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ ﴾ [١١:١١٣] - هود* أي: لا تميلوا إلى الظلمة، لا تحبوا الظلمة فَتَمَسَّكُمُ النّارُ ، وهذا يدعونا إلى المُفاصلة لأعداء الله من اليهود والنصارى وأتباعهم، كما قال الله سبحانه: *﴿ وَلا تُطِعِ الكافِرينَ وَالمُنافِقينَ وَدَع أَذاهُم وَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكيلًا ﴾ [٣٣:٤٨] - الأحزاب"

واعلم أيها المسلم : أن مما يعينك على الإستقامة ، أن مما يعينك على الإستقامة على دين الله، ويثبت على دين الله أمران:-
حفظُ القلب ، وحفظُ اللسان ،

أما حفظُ القلب: فكما قال النبيُّ -عليه الصلاة والسلام- « ألَا وإنَّ في الجسَدِ مُضْغةً إذا صلَحَت صلَحَ الجسَدُ كلُّه، وإذا فَسَدَت فَسَدَ الجسَدُ كلُّه، ألَا وهي القلْبُ. . »

فإذا صلح القلب، صلحت الجوارح تصلحُ العين ، تصلحُ الأذن تصلحُ اللسان ، تصلحُ جميع الجوارح ، إذا صلح القلب فهو بمثابة الملك، والجوارح بمثابة الجنود ...

وحفظُ اللسان : كما في قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، « لا يَستقيمُ إيمانُ عبْدٍ حتى يَستقيمَ قلْبُه، ولا يَستقيمُ قلْبُه حتى يَستقيمَ لِسانُه. .» فإذا وفق الله الإنسان لحفظ لسانه عن المحرمات، كان ذلك سبثمن في ثباته على دين الله، وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أقول ما سمعتم وأستغفر العظيم لي ولكم من كل ذنب.



*الخطبة الثانية*
الْحَـمْدُ للهِ، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُاللهُ وَرَسُولُهُ،
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ أجمين ،

أما بعدُ :

جاء في السنن من حديث ثوبان -رضي الله عنه- قال: قال رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ـ « استَقِيموا ولنْ تُحصوا واعلَموا أنَّ خيرَ أعمالِكم الصَّلاةُ ولن يُحافِظَ على الوُضوءِ إلَّا مُؤمِنٌ .» صححه العلامة الألباني رحمه الله.

ذكر بعض الشُراح: أن من معاني قول النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، استَقِيموا ولنْ تُحصوا ، أي لم تحصو ثواب الإستقامة ، فإن ثوابها عظيم وثوابها جزيل وكبير.

ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: "لزوم الإستقامة من الكرامة ، لزوم الاستقامة من الكرامة."

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان :*
*الإســتــقامـة وثـمــارهـا*
*للشيخ/ عبدالعزيز المحويتي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـة.الاولـى.cc*
إن الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ،وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ،

وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،

*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*

*﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].*

*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:٧٠-٧١]*

*أَمَّا بَعْدُ:*

فإِنَّ أصدق الْكَلام كَلامُ اللهِ عز وجلٌ ، وَخَيْر الْهَدْى, هَدْى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وعلى آله وصحبة وسلم، وَشَرّ الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

*أَيها المؤمنون عباد الله:*
إن الناظر بعين البصيرة إلى أوساط الأمة الإسلامية، يرى عجباً عظيماً، يرى غفلةً عظيمة، عن تطبيق دين الله، -سبحانه وتعالى- يرى إبتعادا واعراضا كبيراً ، عن إتباع سنة محمدٌ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ -

يرى ترك للصلاة، ووقوعا في الشرك، واعراضا عن السنة، وعقوقٌ للوالدين، وقطعا للأرحام، ووقوعاً في الأخلاق السافلة، وقوعا في المحرمات والمنكرات، وقوعا في الفواحش والمخالفات ، التي نهى عنها ربُ الأرض والسماوات، فمع هذا الواقع المرير ،

ينبغي علينا معاشر المسلمين: أن نلمح لمحةً يسيرة إلى تلك الوصيةٍ المحمدية ، التي جعلها رسولِ الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ـ لذلك الصحابي الجليل وهي للأمة بعده ،

عن أبي عمرو وكيل أبي عمره سفيان بن عبدالله الثقفي -رضي الله عنه- قال: « قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، قُلْ لي في الإسْلامِ قَوْلًا لا أسْأَلُ عنْه أحَدًا بَعْدَكَ، قالَ: قُلْ: آمَنْتُ باللَّهِ، ثم اسْتَقِمْ. » رواه الإمام مسلم.

ما أحوجنا عباد الله : إلى الإستقامة الصحيحة، إلى الإستقامة الصادقة على دين الله ، وعلى شرع الله ، وعلى سُنة محمدٌ بن عبدالله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ أجمعين ـ إن الإستقامة معناها: كما سُئل أبو بكر الصديق -رَضيَ اللهُ عنه وأرضاه- قال: " الإستقامة لا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيئًا ،لا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيئًا ،. "

وقال الإمام عمرَ بنَ الخطابِ: -رَضيَ اللهُ عنه وأرضاه- فاروق الأمة، " الإستقامة: أن تستقيم على الأمر والنّهي، ولا تَرُوغُ رَوَغَانَ الثّعالب. "

وقال أميرِ المُؤمِنينَ عُثْمانَ بنِ عَفَّانَ: ذو النورين -رَضيَ اللهُ عنه وأرضاه- "الإستقامة إخلاص العمل لله عزَّ وجلَّ. "

وقالَ الصحاب الجليل : أميرِ المُؤمِنينَ أبو الحسنين عليَّ بنَ أبي طالبٍ -رَضيَ اللهُ عنه- " الإستقامة أداءُ الفرائض "

هكذا معاشر المسلمين: هذا هو معنى الإستقامة أن توحد الله -سبحانه وتعالى-

أن تبتعد عن الشرك ، أن تؤدي الفرائض التي فرضها الله -سبحانه وتعالى-، أن تُخلص العمل لله -عزَّ وجلَّ- ، وأن تتبع سنة رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ،

الاستقامة: تعني أن تستقيم في ظاهرك وباطنك ، أن تستقيم في ظاهرك وباطنك، لا كما يفعل بعض الناس ، يستقيم في الظاهر ، وفي الخفايا يعملُ الرزايا ، ويعملُ المنكرات ويعملُ المخالفات ، المخالفة لشرع الله ، لسنة رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ، من كان هذا حاله ، فهو على خطر عظيم .

فقد جاء عن النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ، أنه قال: « لأَعلَمَنَّ أقوامًا من أُمَّتِي ، يأتُونَ يومَ القيامةِ بِحسناتٍ أمثالِ جِبالِ تِهامَةَ بيضاءَ ، فيَجعلُها اللهُ هباءً مَنثُورًا ، فقَالَ الصحابة : من هؤلاء يا رسولَ اللَّهِ؟ جلِّهم لَنا، حدثنا عنهم، أخبرنا عن حالهم هؤلاء ، يأتُونَ بِحسناتٍ كأمثالِ جِبالِ تِهامَةَ بيضاءَ ، فقَالَ عليه الصلاةُ والسلام: هم قومُ من جِلْدَتِكم ويتكلمون بالسنتكم ولكِنَّهمْ ..أنتبه.. لهذا الاستدراك ولكِنَّهمْ قومٌ إذا خَلَوْا بِمحارِمِ اللهِ انْتهكُوها .»

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ومن غايات هذه اليسر في العبادات: أن يظل المسلم على اتصال بالعبادة التي هي سبب انشراح صدره وراحة نفسه، وحصول أُنسه، فلا ينقطع عنها عند ورود المشقة في صفة معينة، وكيفية واحدة، فلو شقّت هيئة تيسرت هيئة أخرى.

قال النبي صلى الله عليه و سلم: (صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب) [11].

عباد الله، إن الصلاة مناجاة لله تعالى ووقوف بين يديه ومخاطبة له، فتحتاج إلى طهارة ونقاء، والماء أفضل وسائل الطهارة وأنقاها، وفي أوقات شدة برد الشتاء قد يشق استعمال الماء غير المسخن للوضوء أو الاغتسال، فمن استطاع تحمّل مشقة الوضوء أو الغسل الكاملين في شدة البرد ثم انتصر على نفسه وهواه فخرج للصلاة في بيوت الله تعالى فقد عمل عملاً عظيماً يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات، ويجلب له الحسنات.

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى، يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط) [12].

وإذا كان أجر الذاهبين للصلوات في الظلمات كبيراً كما قال النبي صلى الله عليه و سلم: (بشر المشّائين في الظُلَم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) [13].

فلا يمتنع فضل الله وكرمه عن أن ينال المشائين إلى بيوت الله في شدة البرد التاركين للدفء والفراش الوثير، والله تعالى أكرم وأعلم.

وأما من لم يستطع - بصدق - تحمل هذه المشقة في الطهارة من الحدث الأصغر أو الأكبر فقد خفف الله تعالى عنه حيث شرع له استعمال التراب بدل الماء، فقام التيمم مقام الوضوء والغسل.

قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 6].

عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت، ثم صليت بأصحابي الصبح فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (يا عمرو، صليت بأصحابك وأنت جنب )؟!. فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت: إني سمعت الله يقول: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29]، فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يقل شيئا[14].

والتيمم طهارة حكمية تعبدية ليس الغرض منها تغبير الوجه والكفين، بل المقصود امتثال أمر الله في هذا التيسير والتخفيف؛ ولذلك لم تكن لكل الجسم مكان الغسل، ولا لكل الأعضاء مكان الوضوء، بل هي ضربة واحدة على الصعيد الطيب ومسح للوجه والكفين مرة واحدة، كما جاء في الآية السابقة و في الأحاديث النبوية الشريفة أيضاً.

عباد الله، ومن تيسير الله تعالى لدفع مشقة البرد في التطهر: جواز المسح على ما يغطي القدمين من خفاف وجوارب وما يقوم مقامهما كالشرابات بدلاً عن غسل القدمين في الوضوء، وهذا التخفيف عن الأمة ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله ومن فعله، قال الحسن البصري رحمه الله: " حدثني سبعون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول صلى الله عليه وسلم كان يمسح على الخفين".

وحدث إبراهيم النخعي عن همام بن الحارث قال: رأيت جرير بن عبد الله بال ثم توضأ ومسح على خفيه، ثم قام فصلى، فسئل؟ فقال: رأيت النبي صلى الله عليه و سلم صنع مثل هذا، فقال إبراهيم: فكان يعجبهم حديث جرير؛ لأن جريراً كان من آخر من أسلم[15].

ومعنى قول إبراهيم هذا: الدلالة على أن جواز المسح على الخفين باق ولم ينسخ بآية الوضوء في المائدة والتي فيها وجوب غسل الرجلين؛ لأن جريراً رضي الله عنه أسلم بعد نزولها، ورأى النبي صلى الله عليه و سلم يمسح عليهما.

غير أن المسح على الخفين له شروط حتى يكون مسحاً صحيحاً، فأول هذه الشروط: أن يكون الخفان أو ما يقوم مقامهما طاهرين غير نجسين، والثاني: أن يدخل المتوضئ خفيه على طهارة، بمعنى: أن يتوضأ ثم يلبس بعد الوضوء، والثالث: أن يكون المسح من الحدث الأصغر لا الأكبر، فإذا حصل الحدث الأكبر فلا بد من نزعهما حتى يصيب الماء القدمين، والشرط الرابع: أن يبقى المسح على المدة المحددة شرعاً، وهي يوم وليلة للمقيم وثلاثة أيام بلياليهن للمسافر، وتبدأ المدة من أول مسح على القول الراجح من أقوال الفقهاء.

وهذا الشروط استنبطت من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المذكورة في كتب السنة.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فما يحمله الشتاء من العناء - ويختلف ذلك باختلاف الأماكن شدةً وخفةً - في طياته منافعُ للأرواح وللأبدان، فكم زُرعتْ في الشتاء من خيرات، وجُنيت من حسنات، ومُحيت من سيئات، لدى من جدّ وسعى وتفكر.

وكم عوفيت من أبدان بتلك الأمراض، وربما صحت الأجسام بالعلل.

يقول ابن القيم رحمه الله: " الحمى فيها من المنافع للأبدان مالا يعلمه إلا الله، وفيها من إذابة الفضلات وإنضاج المواد الفجة وإخراجها ما لا يصل إليه دواء غيرها، وكثير من الأمراض إذا عُرض لصاحبها الحمى استبشر بها الطبيب. وأما انتفاع القلب والروح بالآلام والأمراض فأمر لا يحس به إلا من فيه حياة؛ فصحة القلوب والأرواح موقوفة على آلام الأبدان ومشاقها، وقد أحصيت فوائد الأمراض فزادت على مائة فائدة".

فالمرض يذكِّر الإنسان ضعفه وعجزه؛ فيلجأ إلى القوي القادر ليذهب عنه سقمه وألمه، فيعرف الإنسان حينذاك أنه عبد لمعبود حق، وأنه مفتقر إليه معتمد عليه، وأن قضاء حوائجه، وتفريج كرباته، وتحصيل راحته وسعادته لا يكون إلا عن طريق التجائه إلى مولاه، وسعيه في سبيل مرضاته.

فلو بقي الإنسان قوياً بلا ضعف، قادراً لا يطرأ عليه العجز، صحيحاً لا يزوره المرض لطغى وبغى وتجبر وتكبر، فجاء المرض ليعرِّفه حقيقة نفسه، وحق ربه عليه.

وعلمنا الإسلام - عند تلك الأمراض - أن نواجهها بالصبر والاحتساب، فمن صبر ورضي خف ألمه، وسهل سقمه، وقوي أمله بما ادخره الله له؛ جزاء تسليمه لقضائه وقدره، فحين ذلك ينسى الوجع بسبب الموعود المنتظر. بل قد يجد بعض الراضين المؤمنين لذات في عنفوان الآلام والأسقام لا يجدونها أيام العافية، والعامل النفسي له أثره على ما يَرِد إلى البدن من مسار أو مضار.

قال النبي صلى الله عليه و سلم: (ما يصيب المسلمَ من نصَب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه )[3].

وقال عليه الصلاة والسلام: (لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده وماله ونفسه حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة) [4].

عباد الله، والإسلام يعلّمنا - كذلك - الحِميَةَ والابتعاد عن مظان الداء، وأسباب البلاء،

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فرَّ من المجذوم فرارك من الأسد) [5].

وهذا الحديث قاعدة في الوقاية عن مخالطة أصحاب الأمراض المعدية، مع الاعتقاد بأن كل شيء يجري بقضاء الله وقدره.

ويعلمنا الإسلام أيضاً فعل الأسباب الممكنة في دفع ضرر شدة البرد كالاستدفاء والاحتماء والاستشفاء.

فقد أنعم الله على الإنسان بما يقيه البردَ من ملابس وفرش وأغطية وأردية معدة لذلك، إضافة إلى البيوت والمساكن التي يتحصن بها، ويأوي إليها. وفي عصرنا الحاضر بلغت هذه النعمة مبلغاً كبيراً في جودتها وتوفرها وتمام الانتفاع بها لدفع أذى الشتاء.

يقول الله تعالى- ممتناً على عباده -: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ * وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ﴾ [النحل: 80، 81].

إخواني الكرام، إن صيام رمضان يذكر الصائم آلام الجائعين، وحاجة الفقراء والمساكين، ومجيء الشتاء-كذلك- يذكرنا بما أنعم الله علينا من وسائل الدفء والحماية من إيذاء البرد. وفي ظل ذلك علينا أن نتذكر إخواناً لنا يعانون شراسة البرد وتبعاته، وآلامه ومضراته، هجم عليهم البرد بخيله ورجِله فخلف من بينهم بلايا وضحايا، حينما لم تكن لهم بيوت واقية، وملابس كافية، وأطعمة الخاصة التي تعطيهم طاقة وحرارة تحجز عنهم بعض سهام البرد الحادة، بل لقد وجدت حالات مأساوية لبعض الأسر الفقيرة التي مات بعض أطفالها أيام شدة البرد.

أخي المسلم المليء، إذا كان لديك ملابس شتوية تقيك البرد من أخمص قدميك إلى هامة رأسك، فتذكر أن هناك أجساماً مُسلمَة لباسها الصيفي الرقيق هو لباسها في الشتاء البارد، وإذا كان عندك فرش وثيرة وأغطية كثيفة كثيرة فتذكر من ليس معه من ذلك شيء، أوْ له شيء منه ولكن لا يكفيه وأسرته، فتصدق مما أعطاك الله؛ إن الله يجزي المتصدقين.

إخوةَ الإسلام، إن في أيام الشتاء عبراً وعظات لمن أراد أن يتعظ ويعتبر؛ فريح الشتاء تذكر الإنسان أن الله عذّب قوماً بها، وهم قوم عاد؛ نصراً لنبيه هود عليه السلام، ومن معه من المؤمنين. قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ ﴾ [الحاقة: 6 - 8].

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

#خطب_صوتية

خطبة جمعة اليوم/17/ربيع الثاني  1444هـ ↶
👤ـ للشيخ/عبدالله رفيق السوطي.

🎙️ـ العنوان : (رسائل لطلاب الجامعات… ودور العلمانية في تهميش العلم والمتعلمين)

🎧ـ المدة 28:18
🕌- مسجد الخير/المكلا
ــــــــــــــــــــــــــــ

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

الطعامِ، فجاءَهُ تُجّارُ المدينةِ المُنَوَّرَةِ مِنْ أَجْلِ شِرائِها منه، وقالُوا لهُ: - نُعْطيكَ ربحاً بَدَلَ الدِّرْهَمَ دِرْهَمَينِ يا عثمان.. قالَ عثمانُ: أُعْطِيْتُ أكثرَ مِنْ هذا.. قالوا: نَزِيْدُكَ الدِّرْهَمَ بخَمْسة .. قالَ لَهُمْ: لَقَدْ زادنَي غيرُكم.. الدِّرْهَمَ بَعَشَرة... قالوا له: مَنِ الذي زادَكَ، ولَيْسَ في المدينةِ تُجّارٌ غيرُنا؟ قالَ عثمانُ: أَلَمْ تَسْمَعُوا قَوْلَ اللهِ تعالى ( مَنْ جاءَ بالحَسَنَةِ فلهُ عَشْرُ أمثاِلها )... أُشْهِدُكُمْ أنّي قَدْ بِعْتُها للهِ ورسولهِ. فأنفقها في سبيل الله .. لو لم يكن هناك إيمان لكان الجشع والطمع واستغلال حاجات الناس وظروفهم ...

إن الأخطار التي تهدد الأفراد والمجتمعات لا تستحكم حلقاتها إلا عندما تتهدم حصونها من الداخل بفساد القيم وانحلال الأخلاق في نفوس أبنائها .. فاللهم إنا نسألك إيماناً خالصاً ويقيناً صادقاً ومرداً غير مخزٍ ولا فاضح

قلت قولي هَذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

الخطــــبة الثانــية : -
الحمدلله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد:

أيها المسلمون :- إن من أعظم الآثار المترتبة على فساد القيم وضعفها في النفوس ظهور الاختلالات في المجتمع و إثارت الفتن وسفك الدماء وسوء الأخلاق وذهاب المعروف وتغليب المصلحة الشخصية الضيقة على مصالح المجتمع والأمة والتنصل عن القيام بالواجبات والمسئوليات وظهور العصبيات ... إنه لا يمكن أن يتصور أن عاقل عودة الناس إلى حياة الجاهلية والعصبية التي بدأت تنثر سمومها في سلوكيات بعض أفراد المجتمع والله تعالى يقول ممتناً على عباده بنعمة الأخوة والألفة ( وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ){آل عمران:103} ومن الآثار المترتبة على فساد القيم ظهور الأمراض والآفات التي أهلكت الأمم والمجتمعات والشعوب عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها إلا ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا ابتلوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان، وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تعمل أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم)) رواه ابن ماجه وهو صحيح. [السلسلة الصحيحة (106)]

عبــــــــاد الله :- لنعد إلى القيم والأخلاق التي جاء بها ديننا الإسلامي فبها تستقيم النفوس وتسمو الأخلاق ويسعد المجتمع وتحفظ الحقوق وتؤدى الواجبات ويظهر الود والحب والتراحم بين المسلمين وعن طريقها ننقل للعالم حقيقة هذا الدين وعظمته وخيريته .. هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (الأحزاب:56) اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين .

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطـبة جمـعة بعنـوان :*
*دور القيم في حماية المجتمع*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـة.الاولـى.cc*
الحمدُ لله الذي بنعمته اهتدى المهتدون ، وبعدله ضل الضَّالون . لا يُسألُ عما يفعل وهم يُسألون . أحمدهُ سبحانه على نعمه الغزار ..وأشكره وفضله على من شكر مدرار .. لا فوز إلا في طاعته، ولا عِزَّ إلا في التذلل لعظمته، ولا غنى إلا في الافتقار لرحمته .
يا ربي حمداً ليس غيرُك يُحمد **
يا من له كل الخلائق تصمدُ
أبوابُ كلُ الملوكِ قد أوصدت**
ورأيت بابك واسعاً لا يوصدُ

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد القهار ..وأشهد أن محمداًعبده ورسوله النبي المختار المبعوث إلى الناس كافة بالتبشير والإنذار .
إن البريةَ يومَ مبعثِ أحمدٍ **
نظر الإله لها فبدّل حالها
بل كرمَ الإنسانَ حين اختار من**
خير البريةِ نجمُها وهلالها
صلى الله عليه وسلم صلاة تتجدد بركاتها بالعشي والإبكار وعلى آله وأصحابه وأتباعه الأبرار .. أما بعــــد :

عبــــــــاد الله :- كم تمر علينا قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما كان يمشي ليلاً في شوارع المدينة، ومعه خادمه ليتفقد أحوال الرعية فأعياه التعب فاتكأ إلى جدار بيت، وإذ بإمراه تقول لابنتها: قومي إلى اللبن فامزجيه بالماء حتى يكثر، فقالت الفتاة: يا أماه أو ما سمعت منادي الخليفة ينادي: لا يُخلط اللبن بالماء... فقالت الأم: إن عمر لا يرانا ، قالت الفتاة: إن كان عمر لا يرانا فإن رب عمر يرانا، فلما سمع الخليفة كلامها دمعت عيناه وقال لخادمه: اعرف مكان البيت, ثم مضى عمر رضي الله عنه في جولاته، فلما أصبح قال للخادم: امض إلى ذلك البيت فانظر من الفتاة؟ وهل لها زوج؟ قال الخادم: أتيت البيت فعلمت أنه ليس لها زوج, فعدت إلى الخليفة فأخبرته الخبر، فجمع أولاده وقال لهم: هل فيكم من يحتاج إلى الزواج فأزوجه فزوجها لابنه عاصم فأنجبت له بنتاً تزوجت فيما بعد عبدالعزيز بن مروان فأنجبت عمر بن عبدالعزيز الخليفة العادل ...

كم تمر علينا هذه القصة فهل وقف أحدنا يسأل نفسه ما الذي دفع هذه الفتاة إلى الإلتزام بهذا الخلق وهذا السلوك الرائع ؟ وما الذي جعلها ترفض السلوك الخطأ وهو الغش رغم الفاقة وشدة الحاجة وغياب رقابة البشر ؟ وكم سيسعد المجتمع عندما يجد أفراده في مثل هذا الوعي والانضباط الأخلاقي والسلوكي ؟

إن مرد ذلك إلى القيم الإيمانية والأخلاقية والسلوكية التي يحملها الفرد في نفسه ويتعامل بها مع من حوله ويشعر أنها سببٌ لراحته وسعادته في الدنيا والآخرة ...

هذه القيم غرسها الله في فطرة الإنسان وأرسل الرسل وأنزل الكتب لتربية الناس عليها وتثبيتها في قلوبهم ووعظهم وتذكيرهم بها عند انحرافهم عنها قال تعالى [وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا] {النساء:66} وقال تعالى ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) {الجمعة:2} فالتزكية تعني بناء قيم الخير في النفوس وتربية الناس عليها ...

فالإيمان بالله ومراقبته وتعظيمه والخوف منه والالتزام بشرعه قيمٌ عظيمة يجب أن تتربى عليها النفوس .. والأمانة والصدق والحياء والعفاف وصون اللسان وحفظ الجوارح والتسامح واحترام الآخرين وحفظ حقوقهم والتعاون وبذل المعروف والجود والكرم وحسن الخلق والترفع عن سفاسف الأمور وبغض الشر وكراهيته وصون الدماء وحفظ الأعراض قيمٌ تسعد بها الأفراد والمجتمعات والدول .. والالتزام بالقوانين التي تسير حياة الناس وتكفل لهم الراحة وتطبيقها وتربية المجتمع عليها قيمٌ تجعل الإنسان في قمة الحضارة والرقي وتساهم في تطور المجتمعات وتقدمها.

عبــــــــاد الله :- هذه القيم تتربى عليها المجتمعات ويتحصن بها الأفراد من خلال أولاً قيام الوالدين بواجبهما من التربية فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) وقال تعالى على لسان لقمان وهو يوجه ابنه ويربيه على قيم الخير( وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)(لقمان:13) وقال له أيضاً (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِير ) (لقمان /18-19)

ويتربى الناس على هذه القيم في المدارس ومن خلال المناهج الدراسية فالتربية والتعليم من أهم وأخص واجبات المدارس وعندما يحدث الانحراف عن هذا الهدف تسوء الأخلاق ويظهر جيل لا يحمل من القيم شيء وعند ذلك سيكون وباله على مجتمعه وأمته كبير ..

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ابْتَعِدُوا عَنِ الزِّنَا وَلا تَقْرَبُوا حَوْلَهُ, وَلا حَوْلَ مَا قَدْ يُوقِعُكُمْ فِيهِ، إِنَّ الزِّنَا طَرِيقٌ قَبِيحٌ لِقَضَاءِ الشَّهْوَةِ.

وَمِنْ أَسْبَابِ عَذَابِ الْقَبْرِ: أَكْلُ الرِّبَا، وَهُوَ مِنْ أَخْطَرِ الذُّنُوبِ وَهُوَ مَعَ الزِّنَا مِنْ أَسْبَابِ الْفَقْرِ وَنَزْعِ بَرَكَةِ الْمَالِ، وَهُوَ إِيذَانٌ بِالْحَرْبِ مِنَ اللهِ عَلَى آكِلِ الرِّبَا، وَصَاحِبُهُ مَلْعُونٌ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللهِ صًلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}، وَعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صًلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَقَالَ (هُمْ سَوَاءٌ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: وَدَلِيلُ مَا سَبَقَ مِنْ أَنَّ رَفْضَ الْقُرْآنِ وَالنَّوْمَ عَنِ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ وَالْكَذِبَ الذِي يَبْلُغُ الآفَاقَ وَالزِّنَا وَالرِّبَا مِنْ أَسْبَابِ عَذَابِ الْقَبْرِ: حَدِيثُ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وفيه : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صًلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي، وَإِنَّهُمَا قَالاَ لِي انْطَلِقْ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ فَيَثْلَغُ رَأْسَهُ، فَيَتَدَهْدَهُ الحَجَرُ هَهُنَا، فَيَتْبَعُ الحَجَرَ فَيَأْخُذُهُ، فَلاَ يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ المَرَّةَ الأُولَى) قَالَ: (قُلْتُ لَهُمَا: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ؟)

قَالَ (قَالاَ لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ, فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنَهُ إِلَى قَفَاهُ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الجَانِبِ الآخَرِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالْجَانِبِ الأَوَّلِ، فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ ذَلِكَ الجَانِبُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ المَرَّةَ الأُولَى) قَالَ (قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ؟ قَالاَ لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ , فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ, فَاطَّلَعْنَا فِيهِ، فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ، فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا, قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَؤُلاَءِ؟ قَالاَ لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا، فَأَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ، وَإِذَا فِي النَّهَرِ رَجُلٌ سَابِحٌ يَسْبَحُ، وَإِذَا عَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ حِجَارَةً كَثِيرَةً، وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ، ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الَّذِي قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ الحِجَارَةَ، فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا فَيَنْطَلِقُ يَسْبَحُ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا, قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَانِ؟ قَالاَ لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ...)

حتى قَالَ (قُلْتُ لَهُمَا: فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ عَجَبًا، فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيْتُ؟ قَالاَ لِي : أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ، أَمَّا الرَّجُلُ الأَوَّلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ الحَجَرِ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ القُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاَةِ المَكْتُوبَةِ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ، يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ، فَيَكْذِبُ الكَذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ، وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ العُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ، فَإِنَّهُمُ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الحَجَرَ، فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا) رواه البخاري .

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

المراجع. القرآن الكريم. بعض كتب الحديث الشريف.
الحكم العطائية للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله.
(1) قوت القلوب لأبي طالب المكي رحمه الله.
(2) من أدعية الشيخ أحمد بن إدريس السنوسي رحمه الله.
(3) كتاب من وصايا الرسول لطه عفيفي المجلد الأول.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

أيها الإخوة المسلمون:
إن شعور العبودية إذا سَرَى في كيانِك وأنت تقوم بالعبادات كلها سواءً الصلاة أو الصوم أو الحج أو مجالس العلم والذكر أو غيرها من العبادات صارت العباداتُ عباداتٍ حقيقية ذات تأثير على الإنسان الذي يقوم بها، وعند ذلك فإنَّ عباداتك تقربك إلى الله.

وإذا سألَ أحدٌ سؤالًا: كيف يتحقق شعور التَّذَلُّلِ لله وقت أداء العبادات وغيرها؟
إنَّ شعورَ الذُّل لله يتحقق بالافتقار إليه، ويتحقق بشعورِك أنك محتاجٌ له في كلِّ أمورِك، وأنه لا يمكنك أن تستغني عنه ولو لحظة واحدة، وأنك مسكينٌ بباب فضله وجوده وكرمه ورحمته. وفي الأثر أنَّ إسماعيل قال: يا رب أين أطلبك؟ فقال الله عزّ وجلّ: عند المنكسرة قلوبهم من أجلي، قال: ومن هم؟ فقال تعالى: الفقراء الصادقون، أي: المفتقرون إلى الله بصدقٍ لا يخالطه ريبٌ ولا شك.(1).


وكيف يمكن للإنسان أن يعَوِّد الإنسان نفسَه دوام الشعور بالافتقار إلى الله وعدم الاستغناء عنه، ودوام الاحتياج إليه؟

يمكن للإنسان ذلك بأن يُعَوِّدَ نفسَه بأن يعلمَ بأنه ضعيفٌ في كل أمورِه، فهو مُعَرَّضٌ للأمراض التي قد تُسَبِّبُها جراثيم صغيرة لا تُرَى بالعين، ومُعَرَّضٌ للهموم وللكروب، وغير ذلك من ظروف هذه الحياة التي تجعلك ترى نفسك ضعيفًا محتاجًا إلى ألطاف الله وحفظه وستره ورعايته ومعونته ومَدَدِه.


*الثالثة: من لوازم العبودية لله سبحانه وتعالى "الشعور بالتقصير مع الله".*


إنَّ العبد الحقيقيَّ لله تبارك وتعالى هو الذي يناجي مولاه تبارك وتعالى بقلبه قبل لسانه، بل يخاطب ربَّهُ سرًّا فيقول: يا ربّ، أنا ما عبدتُّكَ حَقَّ عبادتِك، وما عَظَّمتُك حَقَّ تعظيمِك، وما قَدَرْتُكَ حَقَّ قَدْرِك، وما عرفتُكَ حَقَّ معرفتِك، يا ربّ، أنا عبدُك الفقير إليك، المسكين بين يديك،
كما كان بعض الصالحين يناجي ربَّه فيقول: " يا رحمنَ الدنيا والآخرة ورحيمَهما إني عبدكَ ببابك، ذَلِيلُكَ ببابك، أَسِيرُكَ ببابك، مِسْكِينُكَ ببابك، ضَيْفُكَ ببابك يا رب العالمين، الطالح ببابك، يا غياث المستغيثين، مهمومُك ببابك يا كاشفَ كَرْبِ المكروبين ...
إلهي:
أنت الغافر وأنا المسيء، وهل يرحم المسيء إلا الغافرُ.
مولاي وإلهي:
أنت الرب وأنا العبد، وهل يرحم العبد إلا الرب.
مولاي وإلهي: أنت المالك وأنا المملوك، وهل يرحم المملوكَ إلا المالكُ.
مولاي وإلهي:
أنت العزيز وأنا الذليل، وهل يرحم الذليلَ إلا العزيزُ.
مولاي وإلهي:
أنت الرزاق وأنا المرزوق، وهل يرحم المرزوق إلا الرزاقُ ...
أنت تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرتي يا إلهي.
آهٍ من كثرة الذنوب والعصيان.
آهٍ من كثرة الظلم والجفاء ...
اللهم: إن ترحمني فأنت أهل، وإن تعذبني فأنا أهل، يا أهل التقوى، ويا أهل المغفرة، ويا أرحم الراحمين، ويا خير الناصرين، ويا خير الغافرين، حسبي الله وحده) (2).

وما أشدَّ قُرْبَ رحماتِ اللهِ وتَجَلِّيَاتِه من المنكسرة قلوبهم من أجله.

أَوَرَدَ صاحب كتاب (من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم) أنَّ رابعة العدوية دخل سارقٌ إلى بيتها ليسرق وكان الوقت ليلًا، فلم يجد شيئًا غير إبريق فيه ماء، فلما أراد الخروج، قالت له: لو كنتَ ذكيًّا فلن تخرج بغير شيء، فطمع في أن يحصل على شيء منها، فقال: إني لم آخذ شيئًا، فقالت له: يا مسكين، توضَّأْ بهذا الإبريق، وادخل الحجرة وصلِّ ركعتين، فإنك ما تخرج إلا بشيء.

ففعل اللص ما أمرتْهُ، فلما قام يصلي رفعتْ رابعة بصرها إلى السماء وقال: سيدي ومولاي، هذا أتى بابي فلم يجد شيئًا عندي، وقد أوقفتُه ببابك، فلا تحرمْهُ من فضلك وثوابك.

فلما فرغ من صلاة الركعتين شرح الله صدره ولَذَّتْ له العبادة، ثم استمرَّ يصلي إلى آخر الليل.
فلما كان وقت السحر اسْتَمَعْتْ إليه رابعة فسمِعَتْهُ يقول وهو ساجد معاتبًا نفسَه:

إذا مَـــا قَــالَ لِــي رَبِّـي أَمَا اسْتَحْيَيْتَ تَعْصِينِي
وتُخْفِي الذَّنْبَ عَنْ خَلْقِي وبِالْعِـــصْيَـــانِ تَأْتِينِي
فَمَـــا قَـــولِـــي لَهُ لَمَّـــا يُعَـــاتِبْنِــي ويُقْصِينِــي

فلما انتهى الرجل من ليلته قالت له: كيف كانت ليلتُك؟ فقال: بخير، وقد وقفتُ بين يدَيْ مولاي بِذُلِّي وافتقاري، فقَبِلَ عُذْرِي، وجَبَرَ كَسْرِي، وغَفَرَ ذنبي، وبلَّغني المطلوب، ثم انْطَلَقَ هائمًا على وجهه.
فرفعَتْ رابعة يديها وقالت: يا سيدي ومولاي، هذا وقَفَ ببابِك ساعةً فقبِلْتَه، وأنا قد عرفتُك كثيرًا، أتُرَاكَ قَبِلْتَنِي. (3).

وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات، فاستغفروه ثم توبوا إليه، ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.


*الخطبة الثانية*

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان :*
*روح العبادة هي العبودية لله*
*للاستاذ/ منصور علي عبدالسلام*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـة.الاولـى.cc*
الحمد لله، الباهر برهانه، القاهر سلطانه، ملك الأملاك، ومدبر الأفلاك، الذي لا تدركه الحواس، ولا تشبهه الأجناس، ولا تبلغه الأوهام، ولا تحيط به الأفهام، ربّ الأرض والسموات، وغافر الذنب والسيئات، وسامع الدعوات عند إجابة الرغبات، وراحم العبرات عند إقالة العثرات، القائل في مُحْكَمِ الآيات البينات: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} سورة فاطر (15)

وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له، نور الأنوار، وعالم الأسرار، ومدبر الليل والنهار.
لحظةٌ من تأمل في ساعة صفاء تدل عليه، وبرهة من تدبر في بديع صنعه تُنَبِّهَُ العقل إليه.

تَأَمَّلْ في الوجودِ بِعَينِ فِكْرٍ تَرَى الدُّنيا الدَّنِيَّةَ كالخيالِ
ومَنْ فيها جميعًا سوف يَفْنَى ويَبْقَى وجْهُ رَبِّكَ ذي الجَلالِ

وأشهد أنَّ سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، صاحب التقوى والإيمان، والحكمة والقرآن، والبلاغة والفصاحة والبيان والتِّبْيَان، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، وصحابته الغُرِّ الميامين، يقول شاعر الرسول حسان:

بِطَيبَــةَ رَسْـــمٌ للرَّسُــولِ وَمَعْـهَـدُ مُنِيرٌ وَقَــدْ تَعْـفُو الرُّسُــومُ وتَهْمُدُ
وَلا تَنْمَحِي الآياتُ مِنْ دَارِ حَرْمَةٍ بِهَا مِنْبَرُ الهادِي الذِي كَانَ يَصْعَدُ
دُلُّ عَلَى الرَّحْمنِ مَــنْ يَقْتَــدِي بِهِ وَيُنْقِذُ مِـنْ هَــوْلِ الخَـزَايَا ويُرْشِدُ
إِمَــامٌ لَهُمْ يَهْدِيهُمُ الحَــقَّ جَــاهِــدًا مُعَلِّمُ صِــدْقٍ إِنْ يُطِيعُـوهُ يَسْعَدُوا
عَفُوٌ عَـــن الزَّلاَتِ يَقْبَلُ عُــذْرَهُمْ وأنْ يُحْسِنُوا فَاللهُ بالخَيـــرِ أَجْــوَدُ

اللهم فصلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين الأطهار، وصحابته الأخيار، أمناء دعوته، وقادة ألويته، وعن التابعين وتابعيهم وعنا ومعهم برحمتك يا أرحم الراحمين:

وصيتي لنفسي وإياكم يا عباد الله بتقوى الله، فاتقوا الله وخافوه وراقبوه، ولْنعلمْ جميعا علم يقين أننا جميعا بين يَدَيْ ربنا موقوفون، وعلى أعمالنا محاسبون، وعلى تفريطنا نادمون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

اللهم ارفع حجاب الغفلة عن قلوبنا، وارفع الشرود من أذهاننا، وارفع النعاس وقت الخطبة من أعيننا، واجعلنا جميعا مع الذكرى ممن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد:

أما بعد: فسنقف في هذا اليوم المبارك مع موضوع: روح العبادة هي العبودية لله سبحانه وتعالى، ونقاط خطبة هذا اليوم هي:

الأولى: الحقيقة الأولى للإنسان.

الثانية: العبادة عبارة عن جسد تحتاج روح حتى تكون ذات قيمة.

الثالثة: من لوازم العبودية لله سبحانه وتعالى "الشعور بالتقصير مع الله".

الرابعة: من ذلَّ لله في الدنيا فلن يذلَّه يوم القيامة.


*الأولى: الحقيقة الأولى للإنسان.*

أيها الإخوة المؤمنون:
إنَّ الحقيقة الأولى لكل إنسانٍ أنه عبدٌ لله سبحانه وتعالى، والله وحده هو المالك الحقيقي لكل العباد، يقول الله عز وجلَّ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} سورة فاطر (15).

ومن لوازم العبودية لله سبحانه وتعالى دوام افتقارك إلى الله، عدم استغنائك عن الله، دوام حاجتك إلى الله، دوام تَذَلُّلِكَ في باب الله، دوام إلحاحك على الله تبارك وتعالى.
ذَلِكَ هو الشعار الأول لعبوديتك لله سبحانه وتعالى.


أيها الأخ المؤمن:
إنَّ الشُّعُور بمُنْتَهَى الذُّلِّ بين يدَيِ الله تباركَ وتعالى هو دلالة على صدق عُبُودِيَّتِك الصادقة لله؛ لأنَّ العبد الصادق لله لا يُمكنه أن يشعرَ بالاستغناء عن الله، ولا يُمكنه الكِبْر على أوامر الله، ولا يمكنه أن يكون عنيدًا مع شريعة الله سبحانه وتعالى.

إنَّ الهُوِيَّةَ الحقيقية للإنسان- أيها الإخوة- هي أنه عبدٌ مفتقرٌ إلى الله في كل أحواله وشؤونه {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} سورة فاطر (15).

ولذا يؤكد العالم الربَّاني ابن عطاء الله على هذا فيقول: "الفاقات بُسُطُ المواهب"، وقال كذلك: "إنْ أردتَّ ورودَ المواهب عليك فَصَحِّح الفاقة والفقر لديك، {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ}.

والفاقات: هي مُنْتَهَى الفقر والحاجة إلى الله سبحانه وتعالى.
أي: إنْ أردتَّ أن تتوارد عليك المواهب من الله سبحانه وتعالى فيجب عليك أن تكونَ صادقًا في افتقارك إلى الله، وأن يكون شعورُكَ الدائم هو الحاجة إليه، وعدم الاستغناء عنه؛ لأنَّ الفاقات بُسُطُ المواهب.

Читать полностью…
Subscribe to a channel