zadi2 | Unsorted

Telegram-канал zadi2 - زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

9095

الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321

Subscribe to a channel

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

- ومن مفاسد : ذلك وآثاره وأخطاره ما حل في أوساط المسلمين، من التشبه بالأعاجم، بالألآت والمعازف والطبول والمزامير والأغاني والرقصات والهيئات والحالات والبالات ، إلى ما جاء من الوعيد في شأن من كانوا على تلك الأحوال ، من الخسف والقذف والمسخ فلا تسل حتى في ملاعب أبناء المسلمين على هذا الحال يتشبهون بالمزامير ،
وسل عن هذا المشجع وعن هذا المذيع، وعن هذا المعلق، ماذا يقول؟!

- ومن المفاسد: والأضرار والآثار والأخطار ما يحصل من وراء فتنة كأس العالم، وكرة القدم أيضاً عامة وخاصة من أضرار بدنية، من أضرار بدنية، نهت عنها الشريعة، ناتج عن التصادم، عن التصادم والصدام وعن تداخل الأقدام وعن تدافع الأجسام، ولربما أراد الإنتقام من كسور أو رضوض أو تمزق في أعصاب ، أو عضلات، بل بعضهم وصل حاله إلى إرتجاج في الدماغ ، إرتجاج في الدماغ، وسيلان الدماء ، وحصول الإغماء مع الإسعافات والإتلافات، والحالات الخطافات، إسعاف وإتلاف وموت الغطاء، إلى جانب ما فيها من أضرار ،
قد يستخدم بعض اللاعبين السحر إلى جانب أضرار تغرير أبناء المسلمين، واجيال المسلمين ،
لينشا لاعباً لا عالماً ،
لينشأ لاعباً لا صاحب سنة،
لينشأ لاعباً لا فقيها ،
لينشأ لاعباً ولربما أفتتن بعضهم ببيع اللاعبين،

يا عباد الله : يا عباد الله : اتقوا الله في أنفسكم وفي بيوتكم ، من الذي يريد أن يموت على تلك الحالة ؟
من يسره أن يموت على تلك الحالة؟ وهو يشاهد تلك الملاعب غافلاً عن الله، تاتيه السكرات يبعث العبد على ما مات عليه،
ويقومون على مثل جيفة حمار،
فكيف إذا كان يحضر ذلك؟!
ممن لا خلاق لهم، من أمة الغضب الضلال،

- وها هنا أناشد .. ولاة الأمر.. أناشد ولاة الأمر... من أخ لإخوانه... من أخ لإخوانه.... وممن كان له شأن في العلم والمعرفة، إلى ذي سلطان، نناشد ملوكاً.. أناشد الملوك ...وأناشد الأمراء.. واناشد الحكام ...والرؤساء ...والزعماء.. أن يتقوا الله في أنفسهم... وأن يتقوا الله في رعاياهم... وأن يتقوا الله في شعوبهم.

وأن يتقوا الله فيما ملكت إيمانهم،
وأن يتقوا الله فيما أبتلاهم الله به، من الملك والجاه والسلطان .. يا ذوي السلطان ...يا ذوي الملك ..يا ذوي الجاه ..يا ذوي الإمارة.. إنكم طبقة في المجتمع من أذكى الطبقات رفع الله شأنكم ، ومكن من أرضه ومن عباده ليبلوكم أتشكرون أم تكفرون؟

كما قال سليمان: *(هذا مِن فَضلِ رَبّي لِيَبلُوَني أَأَشكُرُ أَم أَكفُرُ )*
فاقيموا كتاب الله وسنة رسوله ولا تخافوا من أعداء الله ، فإن الله أعزكم بالإسلام،
وأعزكم بدين الإسلام أعزكم بالتوحيد وأنتم إلى الله راجعون.

يا معشر الحكام : والقادة والأمراء لعل الله أن يأجركم إذا أصلحتم رعاياكم ،

فقد روى الإمام مسلم أن النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قال: « إنَّ المُقْسِطِينَ عِنْدَ اللهِ علَى مَنابِرَ مِن نُورٍ، عن يَمِينِ الرَّحْمَنِ عزَّ وجلَّ -وكِلْتا يَدَيْهِ يَمِينٌ- الَّذِينَ يَعْدِلُونَ في حُكْمِهِمْ وأَهْلِيهِمْ وما وَلُوا. »

وروى الإمام مسلم أن النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قال:« أهلُ الجنَّةِ ثلاثةٌ : ذو سلطانٍ مُقسِطٌ مُتصدِّقٌ موفَّقٌ »

فادعو البنوك ، وأدعو الأمراء ،
والحكام والرؤساء ، والزعماء ،
أن يراجعوا سيرهم ،
وأن يراجعوا سرائرهم ،
وأن يراجعوا مصيرهم،
وأن يراجعوا مصيرهم ،
فلسنا ممن يدعو إلى التكفير ،
أو التفجير ،أو التخريب ، أو التحريض ، أو بناء الخلاياء السرية،
إنما ندعو بالآية والحديث، وأنصح لولاة الأمر،
فإن كان ولاة الأمر من أولياء الله فليجعلهم الله مع النبي والصديقين والشهداء والصالحين ،
وإن كان عندهم خلل أصلحهم أصلحكم الله يا ولاة الأمر،
أصلحكم الله اقرؤوا كتاب الله ،
أصلحكم الله اقرؤا سنة رسول الله، أصلحكم الله ابكوا من لقاء الله ،
أصلحكم الله تذكروا الموت تذكروا الجنائز تذكروا القبور تذكروا البعث تذكروا النشور تذكروا اكرامكم ،
فإن لله -عز وجلٌ- فإن توليتم فإن عليكم إثم رعاياكم ، فاتقوا الله في الرعايا واحذروا من الانفتاح واغتنموا دعوات الناس لكم يا عباد الله ،
اسألوا المولى جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقني وإياكم فعل الخيرات ،وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا، وإذا أردت فتنة بقوم فتوفنا غير مفتونين،
ونسألك حبك وحب من يحبك، وحب عمل يقربنا إلى حبك يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم أنصرنا ولا تنصر علينا، امكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى إلينا انصرنا على من بغى علينا،

اللهم أجعلنا لك الشاكرين لك ذاكرين لك راهبين لك مطيعين إليك منيبين اللهم تقبل توبتنا وادغسل حوبتنا واجب دعوتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا ......

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

- فمن مفاسد كأس العالم وكرة القدم: من مفاسدها وضرارها.. وآثارها وأخطارها... أنها عطلت حِكمة العبودية، قال تعالى : *﴿ وَما خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعبُدونِ ﴾ [٥١:٥٦] - الذاريات*
وقالَ تعالى: *{ فَإِذا فَرَغتَ فَانصَب ۝ وَإِلى رَبِّكَ فَارغَب ﴾ [٩٤] - الشرح*


فتحول مفهوم الناس في واقعهم كان الله خلقهم لقوله، على حالهم ...وما خلقت الجن والإنس إلا ليلعبون ..، لشدةٍ إقدامهم كأنهم فهموا من النص هذا ...فإذا فرغت فانصب ...وهم فإذا فرغت فالعب ..وإلى ربك فارغب... وهم إلى الكأس والمباريات أرغب ،

وهكذا من مفاسدها وضرارها وآثارها وأخطارها ، أنها عطلت مقاماً من أعظم مقامات التوحيد، وهو عقيدة الولاء والبراء والحبُ والبغض في الله، فإننا مأمورون بمحبة أولياء الرحمن ، وبغض أعداء الله وأولياء الشيطان،
نُهينا عن مودتهم ومحبتهم واتخاذ بطانه منهم من اليهود والنصارى والمشركين، لأنهم حادوا الله ورسوله وكفروا بالله وبرسوله ،
ولأنهم اتخذوا ديننا هزوا ولعبا ، أفيحب وينصر عباد الصلبان وأعداء الإسلام والإيمان والإحسان والأديان.

أفيحب ويصافى ويثنى على من هم رواد التهود والتنصر والنيران والكفر والشرك والعصيان.
أفيحب وينصر ويوالى من انسلخوا من كل خير وفضيلة وواقع كل شر وانِحلال ودياثةٍ وتفسخ وحرام ورذيلة ...

قال الله تعالى: *﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥١)  فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمۡ يَقُولُونَ نَخۡشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٞۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأۡتِيَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرٖ مِّنۡ عِندِهِۦ فَيُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ نَٰدِمِينَ ﴾ [٥:٥٢] - المائدة*

وقال تعالى : *{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ مِن قَبْلِكُمْ وَٱلْكُفَّارَ أَوْلِيَآءَ ۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ [٥:٥٧] - المائدة.*

وقال تعالى: *{ لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ﴾ [٥٨:٢٢] - المجادلة*

فيتبرأ من أصله وفرعه أن حاد الله، فكيف يحب من ليس له به أصل ولا صلة ولا فرع ! يا عباد الله: يا عباد الله :كيف يحب ويعظم من هذا شأنه؟
كيف يحب ويعظم؟
قوم غضب الله عليهم ولعنهم ونعتهم بأنهم شر الدواب وشر البرية ، *{ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [٨:٢٢] - الأنفال*

كما قال بعض أهل العلم : لا يجوز أن يكون قلب المسلم خالياً من بغض أعداء الله ، لا يجوز أن يكون قلب المسلم خالياً من بغض أعداء الله،

- ومن مفاسدها : وأضرارها وآثارها وأخطارها، أن هذه الفتنة فتنة كأس العالم وكرة القدم دعت إلى التشبه بمن لا خلاق لهم، إلى التشبه بمن لا خلق لهم ، وقد دعينا إلى مخالفتهم في الأقوال والأعمال فكيف نتشبه بهم؟ !
فقد تشبه بهم كثير من أبناء المسلمين، وبنات المسلمين..،

تشبه بهم في ملابسهم ، ولعبهم وحياتهم ورقصهم وحركاتهم ، حتى إذا هدف المهدف من أبناء الإسلام صنع كصنيعهم ، يقبل الأرض ولربما ضرب الأفخاذ ، والصدور والظهور ، ولربما ضرب الأكتاف وضرب العجز تشبهاً بهم ، ولربما آل الأمر إلى التشبه بهم بحمل صورهم وأسمائهم وصليبهم على الصدور وعلى الظهور ،
بل بلغ ببعض الناس أن حمل الصليب على ناصيته أن حمل الصليب على موضع سجوده لله فإنا لله وإنا إليه راجعون ،
وبلغ حال المسلمين إلى التشبه بهؤلاء القوم، الذين قال الله : في حقائقهم ما تعلمون إلى أن توسع المسلمون، إلى التشبه بهؤلاء المغضوب عليهم والضالين، في أعيادهم وأعراسهم ومآكلهم ومشاربهم وقصاتهم ورقصاتهم وغنائهم واحوالهم حتى تشبه جماهير المسلمين بجماهير الكافرين ، في طبولهم ومزاميرهم وراياتهم وتلوينهم وصفيرهم وصفيقهم وأحوالهم وما هم فيه، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول: كما جاء في صحيح الجامع ، والصحيحة « مَن تَشبَّهَ بقَومٍ فَهوَ مِنهم. » أي: من عدادهم من عدادهم،
وقالَ: « ليسَ مِنَّا من تَشبَّهَ بغيرِنا.» وقالَ: النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،« لا تشبَّهوا باليهودِ ولا بالنَّصارَى »

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطـبة جمـعة بعنـوان :*
*فتنة كأس العالم وكرة القدم*
*للشيخ/ عبدالواسع بن علي السعيدي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـة.الاولـى.cc*
إنَ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ،

وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تسليماً كثيراً ،

*أيها المسلمون عباد الله:* إنها فتنةُ كأس العالم، وكرة القدم، زلة القدم، بين كأس العالم وكرة القدم،
إعلموا رحمكم الله أن الله -جل وعلا- قد أوضح الحكمة والغاية، التي من أجلها خلق الجن والإنس بدايةً ونهاية،
وأن مدار رحا وجودنا في دارنا هذه، إنما هو قائم على تحقيق التوحيد والإتباع، والإيمان والعمل، والعبادة والذكر، والتزود والإغتنام والسعي والكسب والمتاجرة والمسابقة والمسارعة والمنافسة على الدار الآخرة.

والصبر، والمصابره، والمرابطه والمجاهده ، حتى يأتي أمر الله ، بدنو الأجال وانقطاع الأعمال والإنتقال للوقوف بين يدي الملك المتعال، وقد دلت على هذه المقاصد، أدلة جمة من الكتاب والسنة، واضحةٌ معلومة كثيرة مفهومة ،ومنها قول الله تعالى: *{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [٥١:٥٦] - الذاريات*
وقوله تعالى: *{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } [الحجر:٩٩].*
وقوله تعالى : *{مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ ۖ } [٤:٨٠] - النساء*
وقوله تعالى : *{لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } [٣٣:٢١] - الأحزاب*
وقولهُ تعالى: *{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ. } [٢:١٩٧] - البقرة*
وقولهُ تعالى: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ } أي: من عمل صالح ليوم القيامة *{وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ). [٥٩:١٨] - الحشر*

وقد جاءت السنة الصحيحة، الثابتة عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في بيان تلك المقاصد .
ومنها ما صح عند الإمام أحمد، من بن عباس أن النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: « اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ: شَبابَكَ قبلَ هِرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغِناكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَرَاغَكَ قبلَ شُغْلِكَ، وحَياتَكَ قبلَ مَوْتِكَ»

وما جاء في السلسلة الصحيحة، من حديث أبي برزة أن النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : « لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَومَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ فِيهِ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ؟ وفِيمَ أَنْفَقَهُ؟ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ.»

وفي البخاري من حديث بن عباس أن النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : « نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحةُ، والفراغُ .»

وفي البخاري من حديث
ابنُ عمران النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : « كُنْ في الدُّنْيا كأَنَّكَ غريبٌ، أَوْ عَابِرُ سبيلٍ.
وَكَانَ ابنُ عمرَ رضي اللَّه عنهما يقول: "إِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّباحَ، وإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المَساءَ، وخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لمَرَضِكَ، ومِنْ حياتِك لِمَوتِكَ.»

وروى الإمام البيهقي عليه رحمة الله ، وهو في الصحيحة من حديث ابنُ عمر رضي الله عنهما قال: قال رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، « أفضلُ المؤمنينَ إيمان أحسنهُم خُلُقا ، وأكيسُهم أي: أذكاهم ، أكثرهُم للموتِ ذكْرا وأحسنُهم له استعْدادا ، أولئكَ الأكياسُ .»

وروى الإمام أحمد والترمذي وغيرهما،
من حديث أبي رضي الله عنه أن النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « إذا ذهب ثلثا الليل قامَ فقال: يا أيُّها النَّاسُ اذكروا اللَّهَ اذكروا اللَّهَ جاءتِ الرَّاجفةُ تتبعُها الرَّادفةُ جاءَ الموتُ بما فيهِ جاءَ الموتُ بما فيهِ . »

وقد أبان الله لنا ورسوله عليه الصلاة والسلام ، حقيقة دارنا به فنعتت وكشفت حقائقها ، فإن هذه الدار الدنيا دارُ متاعٍ وزينة ولعبٍ ولهوٍ وبلاء وفتنة وشهوةٍ وغفلة ، وغرور وخداع، وتفاخر وتكاثر ، ودار ألآم وأحزان وأوجاع ومصائب وأسقام ، حقيقةُ أهلها سباع ضارية وذئابٌ عاوية، يهر بعضها على بعض ، نعمٌ معقلة وأخرى مهملة، نعم معقلة وأخرى مهملة ، قد أضلت عقولها

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

إذا الله الله في القدوة الحسنة.
*أستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم.*

*الخطبة الثانية*
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده صلى الله عليه على آله وصحبه أما بعد:

من القواعد المهمة أيضا في تربية الأولاد النصح والبيان والإرشاد فالشخص إذا رأى خطأً من ولده ينبغي أن يبين له نوع الغلط ولماذا قيل عن هذا إنه غلط ؟
وما هو الصحيح حتى يقتنع الولد وحتى يتعلم الولد وبعض الناس للأسف ما عنده طريقة في التربية إما أنه يستخدم الغلظة والشدة فقط بدون تعليم وبدون إرشاد وبدون وعظ للأبناء وهذا لن ينجح ولو تظاهر له الأولاد بالطاعة وأظهروا له نوعا من الانقياد إلا أنهم في حقيقة الأمر يتحينون فرصة لغيابه عنهم ولذهابه عنهم فيعودون إلى ما ينهاهم عنه لأنه لا يوجد اقتناع. وبعض الآباء يهمل جانبا فلا يضرب ولا ينصح ولا يؤدب ولا يوجه ولا يعظ ولا ولا إلى آخره وهذا غلط بل الواجب على الآباء أن يربوا التربية الحسنة والتربية الحسنة بين أمرين بين الإفراط والتفريط فلا إفراط ولا تفريط بل وسطا. الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «علقوا السوط في البيت حيث يراه أهل البيت فإنه أدب لهم». دعا الرسول إلى تعليق السوط في البيت ليكون زاجرا .
وانظر إلى قوله علقوا السوط فهو من باب التعليق حتى يكون كالمخوف لهم.

أما استخدام العصا دائما وأبدا هذا يبلد الإحساس. وإذا كثر المساس قل الإحساس وأيضا يجعل الولد يتبرم على أبيه وأمه وربما ينفر منهما ولا يسمع لتوجيههما ونصحهما. إذًا العصا يكون بقدر وغلب جانب الوعظ والنصح والإرشاد للأبناء. انظروا إلى لقمان الحكيم كيف وعظ ولده, وكيف علم ولده قال ربنا في كتابه الكريم ﴿وَإِذ قالَ لُقمانُ لِابنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشرِك بِاللَّهِ إِنَّ الشِّركَ لَظُلمٌ عَظيمٌ﴾ [لقمان: ١٣]

ووعظه بموعظة بليغة وموعظة عظيمة تستحق أن تكون خطبة مفردة, هذه الموعظة اجعلها موعظة لأولادك ونصيحة منك لأولادك فما أ جملها وما أعظمها؛ لقد احتوت على خيري الدنيا والآخرة. لقمان الحكيم. علم ولده مراقبة الله.
قال ربنا في كتابه الكريم مخبرا عما قاله لقمان الحكيم ﴿يا بُنَيَّ إِنَّها إِن تَكُ مِثقالَ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ فَتَكُن في صَخرَةٍ أَو فِي السَّماواتِ أَو فِي الأَرضِ يَأتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطيفٌ خَبيرٌ﴾ [لقمان: ١٦]

فعلم ولده مراقبة الله, إذاً علما ولدك مراقبة الله. وما أحوجنا إلى تعليم أولادنا مراقبة الله. خصوصا في هذا الزمن زمنٌ انتشرت فيه المنكرات. وانتشرت فيه المعاصي في كل مكان. فأنت بحاجة إلى أن تعلم ولدك مراقبة الله -عز وجل- حتى يخشى الله ويراقب الله -عز وجل- خصوصا أيها الناس مع انتشار وسائل التواصل ومع وجود الجوالات ووجود هذه البرامج التي أخذت من أخذت والتي ضيعت من ضيعت من أبناء المسلمين, صار اليوم أبناء المسلمين يعكفون على هذه الأجهزة وعلى هذه الآلات المدمرة يقضي أوقات طويلة إذا لم يكن عنده الوازع الديني إذا لم يكن عنده مراقبة الله -عز وجل- إنه سيقع في طوام سيقع في مصائب في بلايا عظيمة الجوالات هذه صارت بؤرة الفساد خصوصا الجوالات التي فيها خدمة الإنترنت لا تأمن على ولدك أن يتهود أو يتنصر أو يلحد أو يتعلم أفكارا هدامة وأفكارا خطيرة إذاً صونوا الأبناء عن هذه الأشياء صن ولدك عن كل ما حرم الله, الرسول عليه الصلاة والسلام رأى الحسن بن علي -رضي الله عنه وأرضاه - أخذ تمرة من تمر الصدقة فقال له كخٍ كخ يعني ارم بها وأخرجها ثم قال له: «أما علمت أنَّا آل محمد لا نأكل الصدقة أو لا تحل لنا الصدقة»

انظروا إلى التعليم ولد صغير أخذ تمرة من تمر الصدقة يضعها في فمه فالرسول عليه الصلاة والسلام يسعى في إخراجها من فمه لأنها لا تحل كمْ منا الأبناء اليوم تعودوا على المحرمات والمنكرات. السباب اللعان الشتام. وهكذا أيضا السرقة ،

وهكذا أيضا مخالطة أهل السوء. يا أيها الأب فتح عيونك كما يقال. لا يكن ولدك عرضة. للشر والبلاء. لا يختطفه أهل الشر. يجلس مع هذا ويجلس مع هذا يجلس مع من يعلمه الفساد ومع من يعلمه الشرور. احموا الجيل نحن في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل. نحن في زمن عظمت فيه الفتن وهاجت فيه الفتن وعصفت فيه أعاصير الشرور إذا احموا أبناءكم يا رجال نريد أن يأتي جيل يحمي هذا الدين ويحمي القرآن ويحافظ على القرآن وعلى سنة سيد الأنام عليه الصلاة والسلام جيل كمثل خالد بن الوليد وكمثل أسامة بن زيد وكمثل الصحابة الكرام وآل بيت النبوة الأطهار رضي الله تعالى عنهم جيل كابن عباس جيل كابن مسعود جيل كأبي هريرة جيل كعلي بن أبي طالب جيل كحمزة بن عبد المطلب جيل يرفع الله به راية الإسلام,

أما إذا استمر الجيل على غفلة على إنترنت وعلى كرة وعلى ضياع. هذا لا ينذر بخير إنه ينذر بشر عظيم وبلاء مستطير.

أسامة بن زيد -رضي الله عنه- يقود جيش الإسلام وهو ابن سبعة عشر عاما ويقود جيش الإسلام لمحاربة الروم.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطـبة جمـعة بعنـوان :*
*قـواعـد في تربيـة الأولاد*
*للشيخ/ محمد بن حسن القاضي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـة.الاولـى.cc*
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله.

*﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢]*

*﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾ [النساء: ١]*

*﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا۝يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾ [الأحزاب: ٧٠-٧١]*

أمَّا بعد:
اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.


أَمَّا بَعْد مَعَاشِر اَلْمُسْلِمِينَ: يقول رب العالمين في كتابه الكريم *﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا وَقودُهَا النّاسُ وَالحِجارَةُ عَلَيها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعصونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُم وَيَفعَلونَ ما يُؤمَرونَ﴾ [التحريم: ٦]*

دعا الله المؤمنين في هذه الآية الكريمة إلى أن يسعوا في إنقاذ أنفسهم ، وفي إنقاذ أهليهم وأبنائهم من النار فهذا من أعظم الأوامر في القرآن الكريم.

قال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: "أي علموهم وأدبوهم. "
فدعا الله المسلم إلى أن ينقذ نفسه، وإلى أن ينقذ أهله وأولاده من نار جهنم، فلا يسعى في إنقاذ نفسه فقط بل يسعى في إنقاذ أبنائه وفي إنقاذ أولاده ذكورا وإناثا وهكذا في إنقاذ زوجاته وهكذا في إنقاذ من تحت يده من نار جهنم

يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ـ هذه النار وقودها الناس والحجارة وعليها أيضا ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

ألا وإن من المعروف بديهيا في هذه الحياة الدنيا أنَّ الشخص يحمي نفسه ويحمي أولاده من الأضرار والمخاطر ، فلا يرضى أبدا أن يحصل على أولاده وعلى من تحت يده سوء أو مكروه بل هو يسعى في إنقاذهم ويسعى في دفع الضرر عنهم ، ربما يتحمل الضرر ولا يريد أن يصيب الضرر أولاده؛

فلهذا كما سمعتم دعا الله المؤمنين إلى إنقاذ أولادهم أيضا من عذاب الله،

ألا وإن هذا الأمر لا يتم ولا يكون إلا بأن يسعى المسلم جاهدا في حسن التربية والتأديب،
ألا وإن هناك قواعد أساسية مهمة لصلاح الأولاد ولتربية الأولاد.

القاعدة الأولى: حسن اختيار الزوجة، الشخص إذا أقبل على الزواج، وأراد أن يتزوج، فإنه ينظر المرأة التي تكون نعم الشريك وتكون نعم المربي لأولاده، امرأة متعلمة متأدبة متحجبة متخلقة بأخلاق الإسلام، يعلوها الحياء، ويعلوها الأدب وتعلوها السكينة وينطق لسانها بكل خير وتقرأ كتاب الله -عز وجل- وتنقاد لأوامر الله.

روى الإمام البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «تنكح المرأة لأربع لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فظفر بذات الدين تربت يداك».
أي اختر صاحبة الدين والأدب والأخلاق والحياء فهذه المرأة من خير ما يكتنز وهي خير متاع هذه الدنيا.

فقد روى الإمام مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «الدنيا متاعا. وخير متاعها الصالحة».
إذا كانت المرأة صالحة إنها تساعد الرجل في تربية أولاده وفي تأديب أولاده وفي إصلاح أولاده الرجل يذهب ويغترب ويكد ويسافر وربما يغيب أياما وربما يغيب شهورا أو سنينا في الغربة وهو يبحث عن لقمة العيش فالزوجة هي أم الأولاد وهي التي تقوم بالتربية وهي التي تغرس في الأولاد مبادئ الإسلام وحب الله وحب رسوله وحب دينه وحب القرآن الكريم، إذا كانت الأمهات الصالحات أنجبن أجيالا صالحة يعز الله بهم الإسلام ويحمي الله بهم الإسلام، أما إذا كانت الأمهات ليس على هذا فإن الأجيال تفسد .

ولهذا قال الشاعر:
*الأم مدرسةٌ إذا أعددتها*
*أعددت شعبا طيبا الأعراق*

فمتى كانت الأمهات في البيوت المربيات على آداب وعلى علم وأخلاق إنهن ينشئن أجيالا طيبة، وأجيالا على أدب وأخلاق ومروءة ورجولة بخلاف ما لو كنَّ على غير ذلك.

إذاً يا أيها الرجل إذا أقدمت على الزواج فلا يكن همك الجمال ولا يكن همك المال ولا يكن همك ذات الحسد والنسب وإنما يكون حرصك على ذات الدين وذات الآداب والأخلاق فإنها خير ما تكتنز.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فعينا أن نعود إلى رشدنا، وندرك حقيقة واقعنا، ونعتزَّ بديننا، ونفتخر عملياً بإسلامنا وتعاليمه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)) [آل عمران].
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم وبهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

🌿🌿🌷🌿🌿

📃الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، المبعوث رحمة للعالمين صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الأصفياء، وأصحابه الأوفياء، والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله في أنفسكم وأهليكم؛ فمن عمل بطاعته هداه، ومن توكل عليه كفاه، ومن أيقن به سدده، وجعل الجنة مأواه، (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)) [الأحزاب].
عباد الله: ومن الأمور التي يجب أن نفهمها –ونحن نشاهد أحداث كأس العالم- أن نعلم أنَّ الإسلامَ لا يمنع الرِّياضةَ، بلْ يدعو إليها، ويحثُّ عليها، لكنه يريد أن تكون وسيلة لا غايةً.
فالرياضة في الإسلام وسيلة لصحة الأجسام وقوتها، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ) [رواه مسلم].
وعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا) [رواه البخاري].
وقدْ كانَ الصَّحابةُ رضيَ اللهُ عنهمْ (يَسْتَبْقُونَ عَلَى الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ، وَعَلَى أَقْدَامِهِمْ) [مصنف ابن أبي شيبة].
وجاء عن عمرَ -رضي الله عنه-: (عَلِّمُوا أولادَكُمُ السِّباحةَ والرِّمايةَ) [كنز العمال].
فإسلامنا يحثُّ على الرياضة لكنَّه يريدها وسيلةً لا غاية نعادي من أجلها ونوالي من أجلها، وكأنما هي قضية القضايا، وكأننا إذا فاز فريقنا تقدمنا، وإذا خسر تأخرنا.
إسلامنا يريد من الرِّياضةِ أن تكون هادفةِ نَّظيفةِ، ليس فيها كشف للعورات، ولا ارتكاب للمحرمات، ولا إهدار للأوقات، ولا تضييع للصلوات، ولا تبذير للأموال والنفقات والطاقات.
وأخيراً: من الأمور التي يجب أن نفهمها أن نعلم أن الفوز الحقيقي فوزان فوز في الدنيا، وفوز في الآخرة.
فالفوز الحقيقي الذي في الدنيا هو الفوز بالتقدم في مجال العلم، حتى نخرج علماء في شتى الميادين، في الشريعة والطب والهندسة، والزراعة والصناعة، يرفعون الجهل والتخلف الذي تعيشه بلاد المسلمين.
وهو الفوز بالتقدم في مجال الصناعة حتى ننشئ مصانع وطنية، بعمالة محلية؛ حتى نحقق الاكتفاء الذاتي لبلدان المسلمين.
وهو الفوز بالتقدم في المجال العسكري؛ حتى يكون للمسلمين قوة، ترهب أعداءهم؛ عملاً بقول الله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) [الأنفال:60].
والفوز الذي في الآخرة فهو الفوز بالجنة (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)) [آل عمران].
أما الفوز في كأس العالم فهو لعبٌ وهراءٌ، إنْ كان في الدنيا فهو لا يبني وطناً، ولا يشيد حضارة، ويقيم دولة، أما في الآخرة فإن لم يتداركِ الله بتوبة ورحمة فهو مع أهل الكفر أقرب منه لأهل الإيمان، لأنَّ المرء مع من أحب.
أسأل الله الكريم بمنه وكرمه أن يلهمنا رشدنا ويغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وأن يثبت أقدامنا وينصرنا على القوم الكافرين.
اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم ولا تعذبنا فإنك علينا قادر، والطف بنا فيما جرت به المقادير.
اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرِنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي إليها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كل خيرٍ، والموتَ راحةً لنا من كل شرٍّ يا رب العالمين.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🖋️ خطبة جمعة بعنوان:
كأس العالم.

📃الخطبة الأولى:
الحمد الله الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، أحمده سبحانه وأشكره على جزيل فضله وعظيمِ الثواب.
وأشهد أن لا إله إلا الله أنزل بحكمته الكتاب، وأجرى بفضله السحاب، وهزم بقوته الأحزاب، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الهادي البشير، والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. أمَّا بعدُ:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فما تمسك بها عبد إلا سَعُدَ في دنياه وأخراه. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)) [آل عمران].
عباد الله: لقد كان العرب قبل الإسلام أمةً جاهلية، متناحرة فيما بينها، فمنَّ الله عليها بهذا الدين، فأعزَّها من بعد ذلٍّ، ورفعها من بعد انحطاط، يقول عمر بن الخطاب لأبي عبيدة رضي الله عنهم أجمعين: (إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله) [المستدرك على الصحيحين].
وإن السِّرَّ في عزِّ أمتنا يكمن في خصائصَ بها سادت، وبها قادت، وبها ارتفعت، فمن خصائص هذه الأمة المجيدة أنها أمة علم، وقد رفع الله شأنها بالعلم، فقال سبحانه: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)) [المجادلة].
وعن أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: (إِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ) [رواه ابن ماجة].
ومن خصائصها أنها أمة دعوة إلى الله وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، يقول الله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) [آل عمران:110].
يقول عمر بن الخطاب: (يا أيها الناس، من سره أن يكون من تلك الأمة، فليؤد شرط الله منها) [تفسير الطبري].
ومن خصائصها أنها أمة عمل، فلا مجال فيها للبطالة والكسل، يقول الله سبحانه وتعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105)) [التوبة].
ومن خصائصها أنها أمة عبادة، يقول الله جلَّ في علاه: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)) [الذاريات].
ويقول سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)) [البقرة].
ومن خصائصها أنها أمة جهاد في سبيل الله، يقول الله جلَّ في علاه: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)) [التوبة].
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ) [رواه أَبُو دَاوُدَ].
عباد الله: فهذه هي خصائص أمة الإسلام، التي لا عزةَ للأمة إلا بها، ولا نصرَ ولا تمكين إلا بسلوك سبيلها، يقول الله تعالى في أمة الإسلام: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) [البقرة:134].
يقول السعدي -رحمه الله-: (بسبب عدالتهم وحكمهم بالقسط، يحكمون على الناس من سائر أهل الأديان، ولا يحكم عليهم غيرهم، فما شهدت له هذه الأمة بالقبول، فهو مقبول، وما شهدت له بالرد، فهو مردود) [تيسير الكريم الرحمن].
فنحن أمة علم وعمل، ودعوة وجهاد، ونحن شهداء الله في أرضه، فلا يليق بأهل الإسلام أن يكونوا أمة لهو ولا لعب، ولم يخلقنا الله لهذا ولم يوجدنا لذاك؛ بل أوجدنا الله لنكون أمة وسطاً، وشهداء على الناس، وخير أمة أخرجت للناس.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فقال: “يا عبد الله بن قيس، ألا أدلك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله “(متفق عليه)...



أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم...

 




-:((الخطبة الثانية)):-

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم،،،

أما بعد:

عباد الله:

لقد كان دأب الرسل، وسبيل الصالحين قبلكم: الافتقار إلى الله -تعالى-، والانطراح بين يديه، والاعتراف له بالعجز والفاقة، والضعف والحاجة، والتبرؤ من الحول والقوة؛

فهذا خليل الرحمن إبراهيم -عليه السلام- يتبرأ من أصنام قومه، ويعلن فقره لله -تعالى- في كل شئونه الدنيوية والأخروية: (قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ *وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ)[الشعراء:75-82]،

وهذا اعتراف منه –عليه الصلاة والسلام- بفضل الله -تعالى- عليه، وإعلان الفقر والحاجة إليه، وتعداد نعمه عليه.

وهذا نبيكم محمد -صلى الله عليه وسلم- كان أشد الناس فقرا إلى الله -تعالى-، واعترافا بفضله، وتعدادا لنعمه، وتعلقا بجنابه، وإلحاحا في دعائه، وكان -عليه الصلاة والسلام- يربي ذريته وأمته على دوام الافتقار إلى الله -تعالى-، والإقرار بالحاجة إليه -سبحانه- في كل شيء،

روى أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لابنته فاطمة -رضي الله عنها-: “ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين“(رواه الحاكم).

إننا مفتقرون إلى الله -تعالى- في صلاح قلوبنا، وزكاء أعمالنا، واستقامتنا على ديننا، وكل ذلك بيد الله -تعالى-؛
إذ أن قلوبنا بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف شاء،
ومفتقرون إليه -سبحانه- في حفظ أنفسنا وأولادنا وأموالنا من الأمراض والحوادث والجوائح،
ومفتقرون إليه -سبحانه- في دوام أمننا واستقرارنا، وفي حفظ بلادنا وبلاد المسلمين من مشاريع الكفار والمنافقين،
ومفتقرون إليه -عز وجل- في ديمومة النعم التي أنعم بها علينا، فهو من يملك بقاءها وزوالها؛
فافتقروا إليه سبحانه يغنكم، ولا تستغنوا بغيره فتهلكوا...

 
اللهم إنا فقراء إليك ، نرجوا رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق...

هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟله بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

فأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم، يُعظِم الله لكم بها أجرا، وتؤدوا شيئاً من حقوق نبيّكم عليكم، وتمتثلوا أمر الله عزّ وجل لكم.

اللهم صلّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد
اللهم ارزقنا محبته، وارزقنا اتباعه ظاهراً وباطنا، اللهم ارزقنا تقديم هديه على كل هدي، وقوله على كل قول يا ربّ العالمين.
اللهم توفنا على مِلّته
اللهم احشرنا في زُمرته
اللهم أدخلنا في شفاعته
اللهم أسقنا من حوضه
اللهم اجمعنا به في جنات النعيم، مع الذين أنعمتَ عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين.
اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين، وعن زوجاته أمّهات المؤمنين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺃﺫﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﺍﺣﻢ ﺣﻮﺯﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺁﻣﻨﺎً ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺑﻼ‌ﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ..

اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين واجعل لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻ‌ﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻭﻻ‌ﻳﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻓﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﻙ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺭﺿﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ...

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﺧﺰﺍﻳﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻔﺘﻮﻧﻴﻦ ، ﻭﻻ‌ ﻣﻐﻴﺮﻳﻦ ﻭﻻ‌ ﻣﺒﺪﻟﻴﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ...

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻷ‌ﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﻴﺘﻪ ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ﻣﻴﺘﺎ ﺇﻻ‌ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺇﻻ‌ ﻫﺪﻳﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﺇﻻ‌ ﺳﺪﺩﺗﻪ ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼ‌ﺡ ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

خطبة 🎤 بعنوان
" الإفتقار إلى الله تعالى "
🕌🕋🌴🕋🕌
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عناصر الخطبة:

1/أوجه افتقارنا إلى الله وتجلي ذلك في القرآن.
2/دأب الرسل في الافتقار إلى الله.
3/حاجتنا الماسة للافتقار إلى الله.

○○○□□□○○○

الحمدُ لله العزيز الغفور الحليم الشّكور،
يعلم خائنَة الأعين وما تخفي الصّدور،
أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره ...
لا قاطع لمن يصله ،
ولا نافع لمن يخذله ،
يثيب علي العمل القليل ويقبله،
ويحلم علي العاصي فلا يعاجله ..
الملائكة من خشيتِه مشفِقون،
والعباد من عظمته وجلون ،
وكلّ من في السموات والأرض له قانتون ..

يا أيها الإنسـان مهـلاً مالـذي ...
بالله جـل جـلالـه أغـراكـا؟
فاسجـد لمـولاك القديـر فإنمـا ...
لابـد يومـاً تنتـهـي دنيـاكـا
وتكون في يـوم القيامـة ماثـلاً ...
تُجزى بمـا قـد قدمتـه يداكـا

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يبعث من في القبور للوقوف بين يديه يوم النشور ،

وأشهد أن نبينا وسيّدنا محمّدًا عبده ورسوله، بعثه الله بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا،
اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرًا ..

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،..

أما بعــــــــــد : -
 
فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

معاشر المسلمين:

إن حاجة الخلق إلى الله تعالى لا يحيط بها الوصف؛ إذ هم مفتقرون إليه في كل أحوالهم، محتاجون إلى عونه في كل شؤونهم..

هو سبحانه موجدهم من العدم، ومربيهم بالنعم، وهاديهم إلى ما ينفعهم، وصارفهم عما يضرهم؛ فما قيمة الخلق بلا خالقهم.

إن ربنا -جل جلاله- هو الذي خلقنا وهو غني عن خلقنا؛ فلم يخلقنا -سبحانه- ليستكثر بنا من قلة، ولا ليستقوي بنا من ضعف، ولا ليحتاج لنا في أي شيء؛ فكان خلقه لنا محض فضل منه سبحانه وتعالى تفضل به علينا (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)[الزمر:6].

تخيل -يا عبد الله- أنك لم تخلق فماذا كان؟!
هل سيختل الكون بدونك؟!
وهل ستفتقر الموجودات إلى وجودك؟. ألم تمض أزمان قبل وجودك، والكون هو الكون، ولم يفتقر أحد إليك حتى توجد من أجله، وبعد موتك سيعيش من يعيش، والكون هو الكون، والناس هم الناس؛ فلا افتقرت الموجودات إلى خلقك، ولا اختل نظامها بموتك؟،

وهذه الحقيقة نص عليها القرآن في غير ما موضع؛ فقال: (أَوَلا يَذْكُرُ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً)[مريم:67]،

وقال -تعالى-: (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً)[الإنسان:1].

وسمع جبير بن مطعم وهو على الشرك قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- لسورة الطور قال: فلما بلغ هذه الآية (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ)[الطور:35].
قال: كاد قلبي أن يطير (رواه البخاري).

ثم بعد افتقارنا إلى الله -تعالى- في وجودنا بشرا سويا نفتقر إلى الله تعالى في بقائنا وبقاء جنسنا البشري، والله -عز وجل وهو الغني عنا- كان ولا يزال قادرا على أن يهلكنا ويذهبنا، وأن يبدلنا ببشر مثلنا، بل هو القادر على أن يلغي جنسنا، ويخلق خلقا آخر غيرنا، يعبدون الله -تعالى- ولا يعصونه طرفة عين.

والقرآن مليء بالآيات التي تثبت افتقارنا إلى الله -عز وجل- في استمرار بقائنا وبقاء جنسنا البشري (وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ)[الأنعام:133].
وفي سورة النساء (إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيراً)[النساء:133]،

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

96]،

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: “وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ” (ابن ماجه  وحسنه الألباني).


والأرزاق تزيد بالشكر، وتنقص بالكفران والمعاصي، قال -سبحانه-: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم: 7]،

وإذا استحضر العبد أن الرزق مِن الله، لزم شكره، ولم يشكر غيره؛ لأن شكر غيره نكران للجميل، وجحود للمنعم، وعندما نشكر الآخرين إنما نشكرهم لأنهم كانوا أسبابًا وأدوات لوصول ذلك الرزق، وننسب الفضل أولاً وأخيرًا لصاحب الفضل كله رب العالمين...

اللهم اجعلنا مؤمنين بك حقا يا رب العالمين...


أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم...

 

 

-:((الخطبة الثانية)):-

الحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى،،،

أما بعد:

عباد الله:
فإن لاسم الله الرزاق آثارا؛
منها:

الثقة واليقين بأن الله هو المتفرد بالرزق وحده لا شريك له، قال تعالى: (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ) [سبأ: 24].

ومن آثار الإيمان باسم الله الرزاق : أن الرزاق هو وحده الذي يستحق أن يُفرَد بالعبادة ولا يُشرَك معه غيرُه، وأن يُفرد بالشكرِ والثناء، وشكر غيره تابعاً لشكره -سبحانه-, ولذلك أنكر الله على المشركين عبادتهم لغيره مع رزقه إياهم,

قال تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ) [النحل: 73].

ومن آثار الإيمان باسم الله الرزاق: أن تظهر على العبد آثار فضل الله -سبحانه- ومنّه عليه، ولا يجحد النعم فيخفيها، بل يعلن نعم الله عليه؛ شكرًا لله، وهذا مما يحبه الله -عز وجل-،
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “فإذا أتاك الله مالاً فَلْيُرَ عليك أثر نعمة الله وكرامته” (النسائي وصححه الألباني)،
وقال: “إنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- إِذَا أَنْعَمَ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً، فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى نِعَمَهُ عَلَى عَبْدِهِ” (صححه الألباني).

ومن آثار اسم الله الرزاق: الإحسان إلى عباده, والصدقة والإنفاق في سبيل الله, فإن المال مال الله تعالى, وقد حصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجوه الانتفاع في الرزق في أمور،

كما جاء عن  النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنه قَالَ: “يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي مَالِي، وَهَلْ لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ، أَوْ أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ” [مسلم (2958)].


عباد الله:

ينبغي أن نرضى بقسمة الرزاق -سبحانه-، ونسأله وحده الرزق،
كما قال إبراهيم -عليه السلام-: (فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [العنكبوت: 17]،

وقوله -تعالى- على لسان عيسى -عليه السلام-: (وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [المائدة: 114].

وعلى المسلم أن يثق كل الثقة أن الرزق بيد الله وحده، لا يزيده حرص حريص، ولا يردّه كراهية كاره، ولذلك ينأى المسلم بنفسه عن أن يأكل مالاً حرامًا، كما يحرص على ألا يذل نفسه لأي مخلوق من أجل لقمة العيش، وما دام أن رزقك لا يمسكه أحد، أو يقدر على منعه، فاطلبه منه وحده.

أيها المسلمون:

هناك فكرة خاطئة، يعتقدها بعض الناس، وهي أنهم يظنون أن مجرد عطاء الله لخلقه، وتوسعته عليهم في الرزق، دليلٌ على محبة الله لهم، وهذا فَهْم غير صحيح، فكثرة الرزق في الدنيا لا تدل على محبة الله -تعالى- للعبد ورضاه عنه؛
لأن الله يعطي الدنيا مَن يحب ومَن لا يحب, قال الله: (فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا) [الفجر: 15 – 17],

أي ليس الأمر كما يظنون ويزعمون, فقد يكون الكفار أكثر رزقًا وأفضل صحة، والمؤمن قد يكون مضيقًا عليه في رزقه؛ حماية له وصيانة من فتن الدنيا...

فاسألوا الله من واسع فضله, وقوموا بما يجب عليكم من حقه بعبادته وأداء شكره؛ يرزقكم الله من حيث لا تحتسبون...

أسأل الله أن يملأ قلوبنا بالإيمان به إنه على ما يشاء قدير...

هذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ، النبي المصطفى والرسول المجتبى ، ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة...

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56]...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

خطبة 🎤 بعنوان
 " إسم الله الرزاق وآثاره الإيمانية "
🕌🕋🌴🕋🕌
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عناصر الخطبة:

1/ اثبات اسم الله الرزاق في القرآن والسنة ودلالاته.
2/تكفل الله الرازق بجميع الخلائق.
3/مظاهر الرزق وأنواعه.
4/ من أسباب تحصيل الرزق.
5/ آثار الإيمان باسم الله الرزاق.
6/ توسعة الله لبعض خلقه هل هو دليلٌ على محبته لهم؟.

○○○□□□○○○

ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺫﻱ ﺍﻟﻌﺰ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﻭﺍﻟﺒﻄﺶ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ, ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﻢ ﻣﻤﻦ ﻋﺼﺎﻩ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﺍﻹ‌ﻧﺬﺍﺭ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ..
ﺍﻟﻤﻜﺮﻡ ﻟﻤﻦ ﺧﺎﻓﻪ ﻭﺍﺗﻘﺎﻩ ﺑﺪﺍﺭ ﻟﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ  ﻣﻦ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ ﻣﺰﻳﺪ , ,  
ﺃﺣﻤﺪﻩ ﻭﻫﻮ ﺃﻫﻞ ﻟﻠﺤﻤﺪ ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻤﺠﻴﺪ ﻭﺃﺷﻜﺮﻩ  ﻭﻧﻌﻤﻪ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﺗﺪﻭﻡ ﻭﺗﺰﻳﺪ ...

ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ‌ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ‌ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ‌ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ  ﻭﻻ‌ ﻛﻔﻮ ﻭﻻ‌ ﻧﺪﻳﺪ ,,,,

ﺍﻟﺸﻤﺲُ ﻭﺍﻟﺒﺪﺭ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺣﻜﻤﺘﻪ ...
    ﻭﺍﻟﺒﺮ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﻓﻴﺾٌ ﻣﻦ ﻋﻄﺎﻳﺎﻩُ
ﺍﻟﻤـﻮﺝُ ﻛﺒﺮﻩ ﻭﺍﻟﻮﺣﺶُ ﻣﺠﺪﻩ ...
       ﻭﺍﻟﻄﻴﺮُ ﺳﺒﺤﻪ ﻭﺍﻟﺤﻮﺕ ﻧﺎﺟﺎﻩُ
ﻭﺍﻟﻨﻤﻞُ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﺍﻟﺼﻢ ﻗﺪﺳﻪ... 
  ﻭﺍﻟﻨﺤﻞُ ﻳﻬﺘﻒ ﺣﻤﺪﺍ ﻓﻲ ﺧﻼ‌ﻳﺎﻩ
ُ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱُ ﻳﻌﺼُﻮﻧﻪ ﺟﻬﺮﺍ ﻓﻴﺴﺘﺮﻫﻢ ... 
   ﻭﺍﻟﻌﺒﺪُ ﻳﻨﺴﻰ ﻭﺭﺑﻲ ﻟﻴﺲ ﻳﻨﺴﺎﻩُ

ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺻﻔﻴﻪ ﻭﺧﻠﻴﻠﻪ ، ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﺍﻟﻨﺬﻳﺮ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ﺍﻟﻤﺰﻫﺮ ﺍﻟﻤﻨﻴﺮ ،
ﺧﻴﺮ ﺍﻷ‌ﻧﺒﻴﺎﺀ ﻣﻘﺎﻣَﺎ ﻭﺃﺣﺴﻦ ﺍﻷ‌ﻧﺒﻴﺎﺀ ﻛﻼ‌ﻣﺎ ،
ﻟﺒﻨﺔ ﺗﻤﺎﻣﻬﻢ ﻭﻣﺴﻚ ﺧﺘﺎﻣﻬﻢ ،
ﺭﺍﻓﻊ ﺍﻹ‌ﺻﺮ ﻭﺍﻷ‌ﻏﻼ‌ﻝ ، ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺧﻴﺮ ﺍﻷ‌ﻗﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷ‌ﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻷ‌ﺣﻮﺍﻝ ،
ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺜﻪ ﺭﺑﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ‌ ﺑﺎﻟﻬﺪﻯ ﻭﺩﻳﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﻴﻦ ﻳﺪِ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺑﺸﻴﺮﺍ ﻭﻧﺬﻳﺮﺍ ﻭﺩﺍﻋﻴﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺈﺫﻧﻪ ﻭﺳﺮﺍﺟﺎً ﻣﻨﻴﺮﺍ ، ً ﻓﺨﺘﻢ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ، ﻭﻋﻠﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﻟﺔ ، ﻭﻫﺪﻯ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻼ‌ﻟﺔ ،
ﻭﻓﺘﺢ ﺑﻪ ﺃﻋﻴﻦً ﻋﻤﻴﺎ ﻭﺁﺫﺍﻧﺎً ﺻﻤﺎ ﻭﻗﻠﻮﺏ ﻏﻠﻔا ،
ﻭﺗﺮﻛﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺠﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻻ‌ ﻳﺰﻳﻎ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﻻ‌ ﻫﺎﻟﻚ ،،،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻭﻛﻤﺎ ﺁﻣﻨﺎ ﺑﻪ ﻭﻟﻢ ﻧﺮﻩ ﻓﻼ‌ ﺗﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﺗُﺪﺧﻠﻨﺎ ﻣُﺪﺧﻠﻪ ، ﻭﺃﻭﺭﺩﻧﺎ ﻳﺎﺭﺏ ﺑﻔﻀﻠﻚ ﻭﻛﺮﻣﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﺣﻮﺿﻪ ﺍﻷ‌ﺻﻔﻰ ﻭﻧﻬﺮﻩ ﺍﻟﻜﻮﺛﺮ ، ﻭﺍﺳﻘﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﻴﺪﻩ ﺷﺮﺑﺔً ﻫﻨﻴﺌةً ﻻ‌ ﻧﻈﻤﺄ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﺑﺪﺍً ﺣﺘﻰ ﻧﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻬﻚ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ،،،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻠﻲ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺯﺩ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺃﺣﺒﺎﺑﻪ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻫﺘﺪﻯ ﺑﻬﺪﻳﻪ ﻭﺍﺳﺘﻦَّ ﺑﺴﻨﺘﻪ ﻭﺍﻗﺘﻔﻰ ﺃﺛﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ...


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...

  أما بعد:
 
عباد الله:

اتقوا الله حق تقاته، واشكروا له، فهو -سبحانه- المعطي الرزاق لجميع المخلوقات، وسع الخلقَ كلهم رزقُه, لا يخص بذلك مؤمنًا دون كافر، يسوقه إلى الضعيف الذي لا حيلة له، كما يسوقه إلى الجَلْد القوي،
قال تعالى: (كُلاً نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا) [الإسراء:20],
وخزائن الله -عزَّ وجلَّ- مملوءة بكل شيء، يعطي منها جميع الخلائق ولا تنقص إلا كما ينقص المخيط إذا أُدخل البحر،
قال الله -تعالى-: (مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ) [النحل: 96].
 

عباد الله:

وصف الله نفسه بأنه الرزاق، فقال: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) [الذاريات: 56 – 58]،
ورزقه -سبحانه- أفضل الرزق,
قال تعالى: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [الجمعة: 11].

كما بيّن أن رزقه للعباد صورة من صور لطفه بهم، فقال: (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ) [الشورى:19],
ورزقه ليس له عدٌّ ولا حساب (وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [البقرة:212],
تكفل -سبحانه- بأرزاق الخلائق جميعًا (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [العنكبوت: 60].

وقد وصف نبينا محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- ربَّه بأنه الرزاق، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله هو المسعِّر، القابض الباسط الرزاق” (الترمذي وصححه الألباني).

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

الْغُيُوبِ "(صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (3228) ..

اللهم ارزقنا فعل الطاعات وترك المنكرات..

قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم...





-:((الخطبة الثانية)):-

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، والصلاة والسلام على رسوله الداعي إلى رضوانه، وعلى آله وأصحابه وإخوانه..

أما بعد:

أيها الناس:

انظــروا إلى هذه الصورة الناصعة والتي تبين كيف كان التنافس بين الصحابة والمسارعة إلى الخيرات وعلى ماذا كانوا يتنافسون ويتسابقون ؟ وبماذا أثمرة هذه المنافسة؟ ..
يأتي الفقراء من الصحابة إلى رسول الله يشتكون الأغنياء،

هل لأنهم لم يعطوهم مما أعطاهم الله؟!
أو أنهم لم يتفقدوا جائعهم ومحتاجهم؟!
أو لأنهم يأكلون أفضل منهم ويلبسون أحسن منهم؟!
كلا ..!!
لم يكن ذلك هو السبب،
بل قالوا : يا رسول الله ! ذهب أهل الدثور بالأجور . يصلون كما نصلي . ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم،
فقال لهم صلى الله عليه وسلم: ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه سبقتم من قبلكم ولم يدركم أحد ممن يجيء بعدكم ؟
قالوا : نعم ..
قال : تسبحون في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وتحمدون ثلاثاً وثلاثين ، وتكبرون ثلاثاً وثلاثين، إنكم إذا فعلتم ذلك، سبقتم من قبلكم ولم يدركم أحد ممن يجيء بعدكم،

فرح الفقراء بذلك، فلما قضيت الصلاة فإذا لهم زجل بالتسبيح والتكبير والتحميد،
التفت الأغنياء فإذا الفقراء يسبحون،
سألوهم عن ذلك ، فأخبروهم بما علمهم النبي عليه السلام، فما كادت الكلمات تلامس أسماع الأغنياء، حتى تسابقوا إليها ،

وإذا أبو بكر يسبح ، وإذا ابن عوف يسبح ، وإذا الزبير يسبح ،
فرجع الفقراء إلى النبي عليه السلام، فقالوا : يا رسول الله سمع إخواننا الأغنياء بما علمتنا ففعلوا مثلنا، فعلمنا شيئاً آخر،
فقال صلى الله عليه وسلم : ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) ( وأصل الحديث في مسلم ورواه بطرقه ابن حبان وابن خزيمة) ..

قال أمير المؤمنين على ابن أبي طالب رضي الله عنه وهو يصف الصاحبة ومسارعتهم إلى الخيرات « لقد رأيت أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فما رأيت شيئاً يشبههم، كانوا يصبحون شعثاً غبراً صفراً .. بين أعينهم كأمثال ركب المعز من كثرة السجود قد باتوا لله سجداً وقياماً يراوحون بين جباههم وأقدامهم، فإذا طلع الفجر ذكروا الله ...
كانوا إذا سمعوا آية من كتاب الله مادوا كما يميد الشجر في يوم ريح عاصف، وهطلت أعينهم بالدموع، والله لكأنّ القوم باتوا غافلين »
قال تعالى ( إِنَّمَاالْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَاتُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (الأنفال 2).

لذلك كانوا أصلح الناس قلوباً، وأصدقهم لهجة، وأكثرهم أعمالاً، وأقومهم هديا، وأصلحهم أحوالاً ..

فأصلحوا قلوبكم عباد الله بالمسارعة إلى الخيرات والتنافس على الطاعات والقربات، والإخلاص لرب الأرض والسماوات...

اللهم خذ بنواصينا إلى ما يرضيك عنا من الأقوال والأفعال يا رب العالمين...

هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..

اللهم مَنْ أرادَ بلادنا وبلاد الـمسلمين بسُوءٍ أو عدوانٍ فأشغله في نفسه، وردَّ كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرًا له يا رب العالـمين،

واكفنا اللهم بحولك وطولك وقدرتك من كيد الكائدين، ومكر الـمـاكرين، وحقد الحاقدين، واعتداء الـمعتدين، وحسد الحاسدين، وظلم الظالـمين، وشمـاتة الشامتين، واكفناهم جـميعًا بمـا تشاء يا رب العالـمين...

اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..

اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

خطبة 🎤 بعنوان
إنهم كانوا يسارعون في الخيرات .. !!
🕌🕋🌴🕋🕌
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله معز من أطاعه واتقاه
ومذل من خالف أمره وعصاه
مجيب دعوة الداعي إذا دعاه
وهادي من توجه إليه واستهداه
ومحقق رجاء من صدقه في معاملته ورجاه ..
من أقبل إليه صادقا تلقاه
ومن ترك لأجله أعطاه فوق ما يتمناه
ومن توكل عليه كفاه ..
فسبحانه من إله تفرد بكماله وبقاه ..

أحمده سبحانه حمدا يملأن أرضه وسماه .. من اعتمد على الناس ..
مل ومن اعتمد على ماله ... قل
ومن اعتمد على علمه .. ضل
ومن اعتمد على سلطانه .. زل
ومن اعتمد على عقله اختل ومن اعتمد على الله فلا مل ولا زل ولا قل ولا ضل ولا اختل ...

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا معبود بحق سواه ،

وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله الذي اصطفاه واجتباه صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن نصره وآواه واقتفى أثره واتبع هداه ..


ُ(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،،،

أما بعد:

أيها المؤمنون:

إن القلوب تتعرض كل يوم للإمتحان و الإبتلاء كما تتعرض الأجساد والدول والشعوب والمجتمعات،
فأيما قلب ثبت على الحق والخير ولم ينحرف إلى الباطل والشر سواء كان ذلك في الإيمان والصلة بالله ؛ أو في العبادات أو في السلوك والأخلاق والمعاملات ؛ فذاك قلب المؤمن يجد به سعادة الدنيا والفوز والنجاة في الآخرة ..

قال صلى الله عليه وسلم : " تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودا عودا فأيُّ قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مُرْبَادّا كالكوز مُجَخيِّا لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا، إلا ما أشرب من هواه " (رواه مسلم (1/128-129).

وإن من أسباب صلاح القلوب، المسارعة إلى الخيرات، والتنافس على الطاعات والقربات،

فمن ذلك: تلاوة كتاب الله بالتدبر والتفهم لمعانيه،
فالقراءة بالتدبر من أعظم ما يصلح القلب ويشفيه من أمراض الشبهات والشهوات، لما في القرآن من البراهين الجلية والمواعظ البليغة .

وقد سمى الله القرآن روحًا في قوله : " وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا " [الشورى: 52] لأنه تحيا به القلوب، كما أن الروح يحيا بها البدن .

وأوصى نبينا صلى الله عليه وسلم بتلاوة القرآن، وجعله روحًا للمؤمن،

عن أبي سعيد الخدري أن رجلاً جاءه فقال : أوصني، فقال : سألت عما سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك، فقال : «أوصيك بتقوى الله، فإنه رأس كل شيء، وعليك بالجهاد، فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن، فإنه روحك في السماء، وذكرك في الأرض» (رواه أحمد ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة) .

قال ابن القيم: (فإن القلب لا يطمئن إلا بالإيمان واليقين ولا سبيل إلى حصول الإيمان واليقين إلا من القرآن فإن سكون القلب وطمأنينته من يقينه، واضطرابه وقلقه من شكه، والقرآن هو المحصل لليقين الدافع للشكوك والظنون والأوهام، فلا تطمئن قلوب المؤمنين إلا به) (التفسير القيم) .


عباد الله:

ومن المسارعة إلى الخيرات: دوام ذكر الله عز وجل على كل حال، باللسان والقلب، فنصيب المؤمن من حياة القلب وطمأنينته ومحبته لربه على قدر نصيبه من الذكر .

يقول تعالى : (أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، ويقول صلى الله عليه وسلم : «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت» (رواه البخاري) .

وقال صلى الله عليه وسلم : «إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة» (رواه مسلم) .

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فلما أتَاهم رأى أبا سُفيان قريبًا منه -وكان حينئذٍ قائِدَ المُشركين- يصلِي ظهرَه بالنار -أي: يُدفِئُه من البرد-، قال: فوضعتُ سهمًا في كبِد القوس فأردتُ أن أرمِيَه، فذكرتُ قولَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ولا تذعَرهم عليَّ"، ولو رميتُه لأصبتُه. رواه مسلم.

واتباعُهم للنبي -صلى الله عليه وسلم- في الأوامر والنواهي عن إيمانٍ ويقينٍ راسِخ؛ قال رافعُ بن خُديجٍ -رضي الله عنه-: "نهانا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن أمرٍ كان لنا نافِعًا، وطواعِيَةُ الله ورسولِه أنفعُ لنا". رواه مسلم.

ونساءٌ مُؤمناتٌ بادَرن للاستِجابة طاعةً لله؛ هاجرُ -عليها السلام- توكَّلَت على ربِّها، وأطاعَت زوجَها، وسكَنَت واديًا لا زرعَ فيه ولا ماء، وليس بمكَّة يومئذٍ أحَد، وفي ظاهر الحال هلاكٌ لها ولولدِها. فقالت لزوجِها إبراهيم -عليه السلام-: "آللهُ الذي أمرَك بهذا؟!"، قال: نعم. قالت: "إذًا لا يُضيِّعُنا". رواه البخاري.

ولما نزل فرضُ الحجابِ على الصحابيَّات لم يكُن إذ ذاك عندهم قماشٌ للحجاب، فبادَرنَ إلى شقِّ ثيابٍ لهنَّ امتِثالاً لأمر الله، وجَبنَ به وجوههنَّ. قالت عائشةُ -رضي الله عنها-: "يرحمُ الله نساءَ المُهاجِرات الأُوَل، لما أنزل الله: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) [النور: 31]، شقَقنَ مُروطهنَّ فاختمَرنَ بها". رواه البخاري.

وبعدُ: أيها المسلمون: فطاعةُ الله ورسولِه تحقيقٌ للشهادتَين وكمالٌ في العبودية؛ إن طرقَ سمعُك أمرٌ فسارِع لامتِثالِه وأنت فرِحٌ مسرورٌ بعبادةِ ربِّك، وإن كان نهيًا فاجتنِبه وانْأَ عنه مُوقِنًا بضرره، طالِبًا مرضاةَ خالقِك.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) [النور: 52].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المُسلمين من كل ذنبٍ.

-------------------------------------------------

الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقِهِ وامتِنانِه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنِه، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه، وسلَّم تسليمًا مزيدًا.

أيها المسلمون: أكملُ الناس حياةً أكملُهم استِجابة، ومن فاتَه جُزءٌ منها فاتَه جزءٌ من الحياة، ومن لم يستجِب لله استجابَ لغيره من المخلوقين وأذلَّه، والله حذَّر من عِصيانِه فقال: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور: 63].

قال أبو بكر -رضي الله عنه-: "لستُ تارِكًا شيئًا كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يعملُ به إلا عمِلتُ به، إني أخشَى إن تركتُ شيئًا من أمرِه أن أزيغ". متفق عليه.

والتردُّد في فعل الطاعة أو الكسلُ في أدائِها يُنافِي كمالَ الامتِثال، ومن قدَّم قولاً على قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكُن من المُستجيبين له، وفي الآخرة كل أمة محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- يدخُلون الجنةَ إلا من أبَى. قالوا: يا رسول الله: ومن يأبَى؟! قال: "من أطاعَني دخل الجنة، ومن عصانِي فقد أبَى". رواه البخاري.

والمُعرِضُ يتمنَّى الرجوعَ إلى الدنيا لطاعة الله ورسولِه، ويودُّ الافتِداء بملء الأرض ومثلِه للنجاة من العقوبة، (وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ) [الرعد: 18].

وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

كيف كان حب الصحابة للنبي -صلى الله عليه وسلم ؟ - الشيخ عبدالمحسن القاسم

الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- حقَّ التقوى؛ فخيرُ الزاد ما صحِبَه التقوى، وخيرُ العمل ما قارنَه الإخلاصُ للمولَى.

أيها المسلمون: أوجدَ الله الثَّقلَين لعبادتِه، وأمرَهم بامتِثالِ أوامره، وكتبَ السعادةَ لأهل طاعته. وعبادتُه -سبحانه- هي الحِصنُ الذي من دخلَه كان من الآمِنين، ومن أدَّاها كان من الناجِين، وهي خيرٌ محضٌ لا ضررَ فيها، قال -جل وعلا-: (وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ) [النساء: 39].

وكل خيرٍ في الأرض فإنه بسبب طاعةِ الله ورسولِه، قال ابن القيم -رحمه الله-: "ومن تدبَّر العالمَ والشُّرورَ الواقِعةَ فيه علِمَ أن كل شرٍّ في العالَم سببُه مُخالفةُ الرسول -صلى الله عليه وسلم- والخروجُ عن طاعتِه".

وكل خيرٍ في العالم فإنه بسبب طاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وكذلك الشرُّ والألمُ والغمُّ الذي يُصيبُ العبدَ في نفسِه فإنما هو بسبب مُخالفة الرسول -عليه الصلاة والسلام-.

ومن رحمة الله بعبادِه أن أمرَهم بالاستِجابة له لينالَهم الخير، فقال: (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ) [الشورى: 47]، فاستجابَ المؤمنون لربِّهم وأفلِحوا، (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [النور: 51].

وبذلك حيَت قلوبُهم وعلا قدرُهم، قال -سبحانه-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) [الأنفال: 24].

ومن بادرَ إلى طاعة ربِّه زادَه هُدًى إلى هُداه، قال -سبحانه-: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) [محمد: 17].

قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "وكلما كان الرجلُ أتبع لمحمدٍ -صلى الله عليه وسلم- كان أعظمَ توحيدًا لله وإخلاصًا له في الدين، وإذا بعُد عن مُتابعته نقصَ من دينِه بحسَبِ ذلك".

ومن استَجابَ لربِّه أُجيبَ دُعاؤُه، قال تعالى: (وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) [الشورى: 26]؛ أي: يُجيبُ دُعاءَهم، ويزيدُهم من فضلِه.

بل وأحبَّه الله ورحِمَه وأدخلَه الجنة؛ قال -عز وجل-: (لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى) [الرعد: 18]؛ أي: الجنة.

والرُّسُلُ -عليهم السلام- بادَرُوا إلى الإذعان والتسليم، قال الله لخليلِه إبراهيم -عليه السلام-: (أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) [البقرة: 131].

وأمرَه بذبحِ ابنِه الأوحَد بيدِه فتلَّه للجبين لذبحِه، وابنُه إسماعيلُ -عليه السلام- قال له: (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) [الصافات: 102].

وموسَى -عليه السلام- سارعَ لإرضاءِ ربِّه وقال: (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) [طه: 84].

وأخذَ الله ميثاقَ النبيين إن بُعِث فيهم نبيُّنا محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- أن يُؤمِنوا به وينصُرُوه، فقالوا: (أَقْرَرْنَا) [آل عمران: 81].

وقال الله لنبيِّنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-: (قُمْ فَأَنْذِرْ) [المدثر: 2]، فخرجَ إلى الناس داعِيًا لهم إلى التوحيد، وقال له: (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا) [المزمل: 2]، فقام حتى تفطَّرَت قدَماه.

وحوارِيُّو عيسى -عليه السلام- استَجابُوا له، قال لهم عيسى: (مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ) [آل عمران: 52].

وحثَّ الجنُّ بعضُهم بعضًا إلى إجابةِ دُعاء الله: (يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) [الأحقاف: 31].

ونالَ الصحابةُ -رضي الله عنهم- الفضلَ لصُحبتهم وإخلاصِهم وسَبقهم في الاستِجابة لله ولرسولِه، فزادَت رِفعتُهم عند الله؛ أُمِرُوا باستِقبال الكعبة فحوَّلُوا وِجهتَهم من بيت المقدِس إليها حينما سمِعوا بتغييرها وهم في الصلاة، ولم يُؤخِرُوا الامتِثالَ إلى الصلاة التي تَليهَا.

وندَبَ النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الصدقة، فبذَلُوا نفيسَ أموالهم؛ فأنفقَ عمرُ بن الخطاب -رضي الله عنه- نصفَ مالِه، وأنفقَ أبو بكر الصدِّيقُ -رضي الله عنه- مالَه كلَّه، وقال -عليه الصلاة والسلام-: "من جهَّز جيشَ العُسرة فله الجنة"، فجهَّزه عُثمان. رواه البخاري.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

- ومن مفاسد ومضار وآثار وأخطار كأس العالم : وكرة القدم أن هذه الفتنة صارت صادة عن ذكر الله ، وعن الصلاة، عن ذكر الله وعن الصلاة فضيع كثير من المسلمين من لعاب ومشاهدين حاضرين أو غائبين الصلوات، واتبعوا الشهوات فمنهم من أبطلها بالكلية، ومنهم من ضيع بعضها،
ومنهم من أخرها عن الجماعات ،
بل منهم من ترك الجمعة فلا جمعة ولا جماعة ، *﴿ فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّا ﴾ [١٩:٥٩] - مريم*

وقالَ تعالى : *{فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ۝ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ } [١٠٧] - الماعون*

وقالَ تعالى: *﴿ رِجالٌ لا تُلهيهِم تِجارَةٌ وَلا بَيعٌ عَن ذِكرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإيتاءِ الزَّكاةِ يَخافونَ يَومًا تَتَقَلَّبُ فيهِ القُلوبُ وَالأَبصارُ ﴾ [٣٤:٣٧] - النور*

وجا عند الإمام أحمد بسند حسن، بمجموع طرقه أن النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: « ولا تترُكَنَّ صلاةً مَكْتوبةً متعمِّدًا فإنَّ من ترَكَ صلاةً مَكْتوبةَ متعمِّدًا فقد برِئت منهُ ذمَّةُ اللَّهِ.»

وعند البخاري من حديث بريدة، « مَن تَرَكَ صَلاةَ العَصْرِ فقد حَبِطَ عَمَلُه. »

أُبطلت المساجد ، وامتلأت المقاهي، والنوادي، والشوارع، والمجامع، بل وصل الحال إلى إستعداد قومٌ من أصحاب الشركات، أو الثروات أن ينصبوا شاشات.. ورايات لحضور تلك المباريات، وقد أفتت اللجنة الدائمة بتحريم ذلك لما يترتب عليه من مضار ذكرته لكم ويأتي بقية تلك المضار ، وعلى هذا تأملوا رحمكم الله كيف صدت فتنة ..كأس العالم ...وكرة القدم ...عن الصلاة ، وصدت عن ذكر الله، فأصبحت مجالس المسلمين الصغار والكبار والرجال والنساء، في الليل والنهار، شغلهم الشاغل، وحديثهم الطائل، وفرحهم وحزنهم لتلك المباريات،

بل وصل الحال أن يبكي رجال ونساء.. تبكي نساء المسلمين على أن الفريق لم ينتصر.. ويبكي الرجال وهذا واقع سلوا عنه ،
وبلغ الحال أن عجت البيوت وضجت البيوت، بتلك الفتن بصور اللأعبين وأسمائهم ولعبهم في بيوت المسلمين أوآه وإسلاماه ... أوآه وغيرتاه .. أوآه واعرضاه ...أوآه وحريماه.... يا نعاي العرب.... يا نعاي العرب...ودون على الكتاب والسنة... والآية والحديث... « لن يغدُوَ أحدهم إلى المسجدِ ، فيعلمَ أو فيقرأ آيتَينِ ، خيرٌ لهُ من ناقتَينِ.» وعدلوا إلى مجالس الهو.

قال تعالى. *{ وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمرُهُ فُرُطًا ﴾ [١٨:٢٨] - الكهف*

قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم



*الخطبـة الثـانيـة*
الحمد لله وكفى ، وسلام على عباده الذين آصطفى، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تسليماً كثيراً ،

أيها المسلمون عباد الله:
- ومن مفاسد : وأضرار وآثار وأخطار فتنةٍ كأس العالم وكرة القدم ، أنها أوقدت وأشعلت وأضرمت بين الناس العداوة والبغضاء ، والفرقة، والشحناء بين اللاعبين ومشجعيهم وانصارهم، ومن تولاهم ففرقتهم تلك الفرق فرقا ، وفر بعضهم من بعض فرقا ، وتعصبوا وتحزبوا وتراجموا وتساببوا وتضاربوا ، وتلاطموا ، وتلاعنوا ، وفعلوا ما فعلوا من الغمز واللمز ، بل حرقو واعتدوا وتباغضوا، وتقاطعوا ، وتدابروا واشغلوا ، واعملوا وملأوا وسائل التواصل باخبار تلك المباريات ، بل أتوا باحصائيات أن عدد القتلى في مجموع مباريات حالية وماضية ، بلغوا المئات وعدد الجرحى بلغوا الألوف ، وهذا مناقض لما دعت إليه الشريعة ، لما دعت إليه الشريعة ، من الألفة والمحبة

- ومن المفاسد: والأضرار والآثار والأخطار لفتنة كأس العالم وكرة القدم ، كشف الأفخاذ والعورات،

فقد جاء في صحيح الجامع، أن النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال:« الفخِذُ عورةٌ »
واللاعبون يكشفون أفخاذهم ، والبلية أعظم إن كانت كانت اللاعبات من النساء ، إن كانت اللاعبات من النساء ، ولربما سلطت بعض الكيمرات التصوير على العورات بقصد تلك الفتنة ، فمن يرضى لنفسه أو لبناته ، أو لاهله وحريمه أن تشاهد معه المباريات، في داخل ذلك المنزل فلربما تضارب الرجل مع زوجته ومع أولاده ، كلً مع فريق وكلً على حال ، وإلى الله المشتكى مما جرى في أوساط بيوت المسلمين،

- وهكذا من مفاسد : وأضرار وآثار وأخطار فتنة العالم وكرة القدم، اختلاط الرجال مع النساء ،في المدرجات والممرات، وعند الدخول والخروج ، ومن ترحل من النساء إلى أماكن إقامة تلك المباريات ،... أوآه فكم يحصل من نظرات.. ولِقاءات ..وإنشاء علاقات..! فلا تسأل بذلك الأختلاط.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

رَكِبَتْ مَجْهُولَهَا سُرُوحُ عَاهَةٍ بِوَادٍ وَعْثٍ لَيْسَ لَهَا رَاعٍ يُقِيمُهَا لَيْسَ لَهَا رَاعٍ يُقِيمُهَا وَلَا مُسِيمٌ يُسِيمُهَا
سَلَكَتْ بِهِمُ الدُّنْيَا طَرِيقَ الْعَمَى، وَأَخَذَتْ بِأَبْصَارِهِمْ عَنْ مَنَارِ الْهُدَى، فَتَاهُوا فِي حَيْرَتِهَا، وَغَرِقُوا فِي نِعْمَتِهَا، وَاتَّخَذُوهَا رَبّاً، فَلَعِبَتْ بِهِمْ وَلَعِبُوا بِهَا، وَنَسُوا مَا وَرَاءَهَا.

قال الله تعالى: *{ وَمَا الحَياةُ الدُّنيا إِلّا مَتاعُ الغُرورِ ﴾ [٥٧:٢٠] - الحديد*
وقال الله تعالى:*{ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴾ [٤:٧٧] - النساء*
فنعتها بأنها كُلها قليل، فقد ذهب أكثر القليل ولم يبقى من القليل إلا القليل.

وقالَ الله تعالى: *{ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) [٦:٣٢] - الأنعام*

وقال مؤمن آل فرعون: *{ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ۝ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا ۖ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [٤٠:٤٠] - غافر* يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ.

وقالَ الله تعالى: *{ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ﴾ [٥٧:٢٠] - الحديد*

وجاء في صحيح ابن ماجة وهو في السلسلة الصحيحة أن النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : « لم يبقَ من الدُّنيا إلَّا بلاءٌ وفِتنةٌ... وفي لفظٌ...إنَّ ما بقيَ من الدنيا بلاءٌ وفتنةٌ "وإنَّما مَثَلُ عَملِ أحَدِكم كمَثَلِ الوِعاءِ، إذا طابَ أَعْلاه، طابَ أَسفَلُه، وإذا خبُثَ أَعْلاه، خبُثَ أَسفَلُه.»

*أيها المسلمون عباد الله:*
أيها المسلمون وإن مما أبتلي به عالم العصر الحاضر عامة، وأهل الإسلام خاصة ، ما أبتلوا به من الساحرةٍ المُستديرةَ والمعشوقةٍ المثيرةٍ الخطيرة والمتبوعةٍ المريرةٍ المغيرة ، المرفوعةٍ على الأقدام ،المرفوعةٍ على الهوام تارة والموضوعة على الأقدام تارات، ...أنها فتنة كأس العالم وكرة القدم.. وكرة القدم..زلةُ قدم... إنها فِتنةٌ الأمم ووائدةُ الهِمم ، والداعية والداعية والمسولة إلى ارتشاف رحيق كأس العالم، المُعد والمُعتق عن طريق أمتيَّ الغضب والضلال ومن قاربهم وضارعهم ، وكان على طريقتهم لإسكار العالم.

أيها المسلمون : إن فتنة كأس العالم وكرة القدم ، غدت اليوم من أعظم الوسائل المعاصرة هدماً وفتكاً وتجهيلاً وتضليلاً وتغفيلاً وتغفيلاً وفتنةً وفرقة.

إنها الحربُ الباردة والمؤامرة الماكرة، والسُم اللبيد والحيةُ الناعمة.

إنها سلاح الأعداء الألداء للفتك بأهل الإسلام، وتجهيلهم وتضليلهم وتغفيلهم، حتى لا يُدرى ما صلاة ولا صيام ولا قرآن ولا حكمة ولا إيمان ولا توحيد.

إنها الفتنة التي عمت القاع والبِقاع والفتن إذا عمت أعمت.

إنها المعسول اللذيذ والخُطة الماكرة التي تروج عبر الوسائل الحاضرة ،من قِبل اُمتيَّ الغضب والضلال المعادون لله وملائكته وكتبه ورسله والمعادون لأولياء الله .

ألا فعلموا رحمكم الله: قبل بيان أضرارها وأخطارها أن الرياضة أن الرياضة إذا كان يراد بها التَقوي على طاعة الله، يقصدُ بالرياضة التقوي على طاعة الله، والجهاد والكر والفر وزوال الأمراض الحالية أو المستقبلة ، كالركُوب على الخيل والإستباق وقراع الأسنة والرمي بالنشاب والسباحة والمصارعة فقد جوز هذا جمهور أهل العلم ، شريطةَ ألا تكون سبباً في ضياع واجب وألا يكون فيها مضرة ،

لِما صح عن النبيُّ عليه الصلاة والسلام فيما رواه الإمام النسائي والطبراني وابو نعيم ، من حديث جابر بن عبدالله وجابر بن عمير رضي الله عنهما وفي الصحيحة أن النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: « كلُّ شيءٍ ليس مِنْ ذِكرِ اللهِ لهوٌ ولَعِبٌ ، إلَّا أنْ يكونَ أربعةً : ملاعَبَةُ الرجلِ امرأتَهُ ، وتأديبُ الرجُلِ فرَسَهُ ، ومشْيُ الرجلِ بينَ الغَرَضَيْنِ ، وتعليمُ الرجلِ السباحَةَ .»

فهذا يؤجر عليها وهي مباحات ، لكن رياضة اليوم، وكرة اليوم ،ولعب اليوم، خرج من طور اللعب والرياضة، إلى طور التلاعب والسياسة والمؤامرة والكيد والمكر والصد والصيد والمحظورات والمحرمات والمنهيات والمفاسد والمنكرات وأسوق لكم بعضاً منها في بيان خطر هذه الفترة الفتنة التي عمت فأعمت.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

انظروا إلى عزة المسلمين وإلى قوة المسلمين. عبد الله بن عمر يعرض على النبي عليه الصلاة والسلام في يوم من أجل أن يشارك في القتال فرأى النبي أنه ما قد بلغ فلم يقبله في المشاركة في الغزو لأنه لا يزال دون سن البلوغ ثم شارك بعد ذلك في الغزوة التي بعدها بعد أن صار بالغا انظروا إلى هؤلاء الذين كان في قلوبهم حب الدين والدفاع عن الدين. اليوم تجد الأب إذا كان في البيت ما يجلس مع أولاده. ما يتحدث مع أولاده ما يعلم أولاده. بل يجلس عاكفا على جواله فلا يحفظه قرآنا. ولا يعلمه الصلاة ولا يعلمه آدابا ولا يتحدث معه ولهذا تجد أن الأبناء يعانون من فراغ عاطفي فهو مستعد أن يرتمي في أحضان من يرتمي من أجل شيء من اللعب وشيء من الدعابة وشيء من الضحك وربما ضحكوا عليه وربما فعلوا به الأفاعيل.
إذاً أيها الأب اجعل لنفسك وقتا تعلم أولادك ووقتا تمازحهم وتلاعبهم وتضاحكهم فهذا من حقوقهم عليك. قم بهذا وأدِّ هذا لا يكن أولادك فريسة
إني والله ناصح لكم إني والله ناصح لكم إني والله ناصح لكم ومشفق عليكم
فالشر منتشر والبلاء منتشر ما تدري إلا بعد أن يقع في الرأس ما تدري إلا بعد أن تحل المصيبة وتحل الكارثة

فحافظوا على الأبناء حافظوا على الأبناء والبنات علموا الأبناء والبنات
ألا وان من المؤسف أن بعض الناس قد يعلم الأبناء الذكور أما البنات لا يعلمهم لا ينصحهم لا يرشدهم يتركها على أمها ربما أنها تشب وهي لا تعرف شيئا من دين الله وهكذا ربما تلبس ألبسة محرمة أم عارية وإما قصيرة وإما شفافة وإما غير ذلك. يا عباد الله يا عباد الله اسعوا إلى إصلاح أبنائكم والمحافظة على رأس أموالكم. إن أولادنا هم رأس مالنا هم رأس مالنا. ينبغي أن نعتني بهذا الأمر. يا عبد الله لا ينكس رأسك ولدك ولا تنكس رأسك بنتك إذا وقعت في بلية أو في مصيبة ستذكر إذا لم تعتن حين أن تنكس رأسك وحين أن تقع الفاجعة وحين أن تقع الكارثة وحين أن يصير رأسك وأنفك في التراب ستدري ما أهمية التربية وما قيمة التربية.

أسأل الله بمنه وكرمه وفضله وإحسانه أن يوفقنا لما يحب ويرضى.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين. ودمر أعداء الدين واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين.
اللهم احم بلادنا برها وبحرها وجوها. اللهم يسر بفتح الطرق والمنافذ والمطارات.
اللهم يسر بفتح الطرق والمنافذ والمطارات.
اللهم نسألك وأنت خير من سئل أن تجعل لهذا البلد فرجا ومخرجا يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته. ولا هما إلا ولا دينا إلا قضيته ولا مريضا إلا شفيته ولا ميتا إلا رحمته.
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين وراقدين وأقم الصلاة.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

كذلك أيضا من القواعد المهمة في تربية الأولاد التعليم للأولاد وعدم إهمال الأولاد بعض الناس لا يعلم ولده ويقول إذا كبرا سيتعلم إذا كبر سيفهم وهكذا فينشأ على هذا فإذا صار رجلاً وصار شاباً بالغ إذا به ليس عنده شيء من الآداب والاخلاق والمحافظة على الدين، ومن هم دين الله رب العالمين وذلك لأنه ما عود وما رُبي من البداية هذه الأمور. الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: «علموا أبناءكم الصلاة لسبع, واضربوهم عليها وهما أبناء عشر». رواه أبو داوود من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه جده.

فالرسول عليه الصلاة والسلام أرشد إلى تعليم الأولاد الصلاة وهم أبناء سبع سنين. وإذا وصل إلى عمر العاشرة وهو لا يزال متلاعبا بالصلاة فإنه يضرب على هذا الأمر حتى يحافظ على الصلاة. انظروا يا عباد الله هذا تعليم رسول الله عليه الصلاة والسلام.

إذًا يا أيها الناس دعوا الغفلة احرصوا على تعليم الأولاد الصلاة والدين والقرآن. الرسول عليه الصلاة والسلام يقول كما جاء في البخاري من حديث عثمان بن عفان قال عليه الصلاة والسلام: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه». فخيار الناس هم الذين يتعلمون القرآن ويعلمون القرآن.

يا أيها الأب أتحب أن يكون ولدك من حفاظ كتاب الله؟. يحوي في صدره القرآن الكريم. يحوي في قلبه كلام رب العالمين. أم تحب أن يكون ولدك م مطبلا مزمرا. أتحب أن ينشأ في رياض العلم وفي رياض القرآن الكريم؟
أم تحب أن ينشأ مع اللاعبين ومع الضائعين ومع السبابين والشتامين واللعانين؟
أتحب أن ينشأ هذه النشأة أعاذك الله أن تكون بهذا الحال. احرص يا أيها الأب على تعليم ولدك من داخل البيت الصلاة والوضوء ،

وهكذا ما تيسر من قصار سور القرآن الكريم. فإذا صار مميزا وصار ابن سبع سنين. فعند ما لك اخرج به إلى المسجد واجعله يصل مع الناس في بيت الله وضعه بجوارك في الصلاة حتى يتعلم آداب المسجد ،
وهكذا تلحقه بحلقات تحفيظ القرآن الكريم ليتعلم القرآن وليتعلم الآداب آداب المسجد وآداب دخول البيت وآداب الاكل وآداب الشرب وآداب النوم وغير ذلك من الخصال الحميدة والأخلاق المجيدة فعند ذلك ترى قرة عين؛ لأنه تعلم ولأنه نشأ على خير ولله الحمد.

بعض الناس ربما انه يرد ان يعلم ولده. لكنه لا يحسن التعليم. إما وأنه يلحقه بالمدارس. ولا يتابع ولا ينظر. هل حضر؟ هل حفظ؟ هل درس؟ بعض الأبناء يرسلهم الآباء إلى المدارس أو إلى المساجد؟
فلا يأتي الى المسجد أو لا يأتي إلى المدرسة ويكتشف بعد مدة أن الولد لا يأتي وهذا من عدم المتابعة ينبغي المتابعة والنظر ماذا درس؟ ماذا قرأ؟ ماذا حفظ؟ ماذا ماذا؟ حتى ينشأ على خير ولله الحمد والمنة. أما هكذا من غير متابعة فالأولاد لا يعرفون مصالحهم.
ربما يلعب ربما أنت ترسله إلى المدرسة. وهو يذهب إلى صالات الإنترنت أو يذهب إلى الملاعب أو يذهب إلى المسابح أو إلى غير ذلك ولا يحضر إلى المدرسة أو لا يحضر إلى المسجد لحلقات القرآن الكريم إذًا أين المتابعة؟
احرص على المتابعة وبعضهم ربما ألحقه بالمدارس وتابع عليه في أمر المدارس واهتم به في أمر المدارس لكن حلقات القرآن لا يلقي لها بالا ما همه إلا الشهادة يريد له شهادة يرفع بها رأسه, ما يريد أن تكون له شهادة من أرحم الراحمين, قال الله *﴿إِنَّ الَّذينَ يَتلونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقوا مِمّا رَزَقناهُم سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرجونَ تِجارَةً لَن تَبورَ﴾ [فاطر: ٢٩]*

التجارة التي لا يخسر فيها والشهادة التي لا أعلى منها الشهادة من الله -عز وجل- والله -عز وجل- جعل شهادته لأهل العلم ولأهل القرآن الذين يقبلون على تعلم كتابه وعلى تعليم كتابه.
كذلك أيضا من القواعد المهمة تربية الأبناء أن يكون الأب قدوة حسنة وهكذا تكون الأمهات قدوة حسنة في باب التربية وفي باب التأديب, الشخص إذا أراد أن يربي ولده على الصدق ينبغي أن يكون صادقا. لا يتعود على الكذب. ولا يقل الكذب حتى لا يتعود الأبناء على هذا. بعض الآباء يكون مثلا في البيت فإذا جاء شخص ودقَّ الباب قال للولد اخرج وقل له إنَّ أبي غير موجود. أنت بهذا الآن تعلمه الكذب. وهكذا أيضا ربما دق أحد على جواله فأعطى الجوال للولد وقال له قل له إن أبي غير موجود. وهكذا فيتعلم الكذب.

كذلك أيضا: إذا كان ينادى للصلاة أنت لا تخرج إلى الصلاة. كيف سيتعلم الولد الصلاة؟! كيف سيتعلم العناية بالصلاة والخروج إلى بيت الله؟! وأنت تسمع منادي الله ولا تجيب هذا من أعظم الخلل.

الأولاد يتعلمون من أفعالنا أكثر ما يتعلمون من أقوالنا. فالولد ينظر إلى أبيه. ما رأى أباه يفعله فعله. وما رأى أباه يتركه تركه فهو يقتدي بأبيه. إذًا كن قدوة حسنة بعض الآباء يريد أن ولده ما يكون مخزنا ولا مدخنا وهو يتعاطى القات والدخان أمام أولاده وربما لو رأى ولده أخذ حبة سيجارة ربما ضربه وربما وربما وقال له يا ولدي هذه مضرة هذه كذا. كيف يقتنع أنها مضرة وهو يراك تشرب هذه السيجارة إنه لن يقتنع. يقول لو كانت فعلاً مضرة لما تناولها أبي.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

اللهم أعِنَّا ولا تُعِن علينا، وانصُرنا ولا تنصُر علينا، وامكُر لنا ولا تمكُر علينا، واهدِنا ويسِّر الهُدى لنا، وانصُرنا على من بغَى علينا.
اللهم فرج همومنا ونفس كروبنا واقض حاجاتنا. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
اللهم اكفنا بحلالك عن حرمك، واغننا بفضلك عمن سواك.
اللهم ألهمنا رشدنا ووحِّد كلمتنا وألف بين قلوبنا واجمعنا على كلمة سواء يا رب العالمين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، وأذِلَّ الكفرَ والكافِرين، ودمِّر اللهم أعداءَك أعداءَ الدين، واجعل اللهم هذا البلدَ آمنًا مُطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم فرِّج همَّ المهمومين، ونفِّس كرب المكروبين، واقض الدين على المدينين واشفي برحمتك مرضى المسلمين، وارحم الله موتانا وموتى جميع المسلمين.
ثم وصلُّوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال: (إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد –صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-، وارضَ اللهم عن خلفائِه الأربعة الراشِدين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن آلِه وأصحابه ومن تبعهم بإحسان يا رب العالمين.
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)) [النحل].
فاذكروا الله الكريم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)) [العنكبوت].

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

عباد الله: وإنَّنا اليوم نرى أن أمة الإسلام قد ابتعدت عن خصائصها، وانحرفت عن مسارها، وغيرت أهدافها، وإنَّ من أسباب ذلك كيد أعدائها لها، فهم يكيدون ليل نهار للنيل منها، ويسعون جاهدين في انحرافها عن طريقها القويم وصراطها المستقيم، لتنحرف عن خصائصها ومبادئها وأهدافها، ولتتخلى عن ريادتها وسيادتها.
جاء في مخططات اليهود فيما يسمّى ببروتوكولات حكماء صهيون قولهم: (ولكي تبقى الجماهير في ضلال، لا تدري ما وراءها وما أمامها، ولا ما يراد بها، فإننا سنعمل على زيادة صرف أذهانها بإنشاء وسائل المباهج، والمسليات والألعاب الفكهة، وضروب أشكال الرياضة، واللهو، وما به الغذاء لملذاتها وشهواتها ... والإكثار من القصور المزوقة والمباني المزركشة، ثم نجعل الصحف تدعو إلى مباريات فنية رياضية ومن كل جنس. فتتوجه أذهانها إلى هذه الأمور وتنصرف عما هيأناه، فنمضي به إلى حيث نريد، فَيَسْلم موقفنا، وهو الموقف الذي لو أعلناه بارزاً مكشوفاً، تواً، بغير اصطناع هذه الوسائل الملهية، لوقعنا في التناقض أمام الجماهير".
ويقول أحد كتاب الغرب: إن سلاح الغرب السري ليس هو سلاح الدبابات إنما هو سلاح الفضائيات.
ونجحوا حالياً في صرف أذهان المسلمين عن قضاياهم المصيرية، ومبادئهم الأساسية، وتبعهم فئات من المسلمين فيما يخططون له، وصدق فيهم قول الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين قَالَ: (لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ) [متفق عليه].
وما مباريات كأس العالم التي تقام هذه الأيام إلا نموذج من نماذج اللهو واللعب التي يخطط لها الغرب، ومرادهم يكمن في أمور مهمة نحتاج فهمها وإدراكها:
أولها: إن هذه المباريات المقصود منها صرف الهمم عن معالي الأمور، فنحن أمة علم وعمل وجهاد، لا أمة لهوٍ ولعبٍ، وهم يصورون لنا من خلال هذه المباريات أن الانتصار هو في اللعب واللهو، لا في العلم والعمل والجهاد.
وثانياً: أن هذه المباريات المقصود منها إلهاء الشعوب عن قضاياهم المصيرية، ومعاناتهم الحقيقية، فبينما نشاهد اليوم الحروب الطاحنة والأزمات الخانقة تعصف ببلاد المسلمين، نشاهد أيضاً أبناء المسلمين عاكفون على مشاهدة هذه المباريات ساهون لاهون، وعن مآسي المسلمين غافلون، وكأنما ما يشاهد من مآسي للمسلمين أفلام من واقع الخيال لا من واقع الحال.
وثالثاً: إن هذه المباريات قلبت الموازين، ونكست المعايير، فالبطل في هذه الأيام لاعب الكره الذي يسجل الأهداف، لا من يعيد للأمة كرامتها وعزها وشرفها.
فلم يعد البطل هو ذلك العالم الذي يعلم الناس العلم، ويرفع عنهم الجهل.
ولم يعد البطل هو من يدعو إلى الله وإلى توحيده، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
ولم يعد البطل ذلك المجاهد الذي يجاهد في سبيل الله ولإعلاء كلمة الله.
بل أصبح البطل هو من يجيد تمرير الكرة، ويسجل الأهداف، ويحصد لفريقه نقاط الفوز؛ حتى وإن كان فاسقاً، وإن كان كافراً، وإن كان ملحداً منكراً لوجود الله.
ورابعاً: إن هذه المباريات أماتت في النفوس عقيدة الولاء والبراء، فالمسلم الحقُّ هو من يوالي أولياء الله، ويتبرأ من أعداء الله.
ونجد من المسلمين اليوم من يشجع الفرق الكافرة ويحبهم ويفرح لفوزهم ويحزن لحزنهم، وهم أعداء لله بكفرهم، وقد أعلن الله عداوته لهم فقال تعالى: (فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)) [البقرة].
وأخبر –سبحانه- أنَّه لا يحبهم فقال سبحانه وتعالى: (فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)) [آل عمران].
وأخبر –سبحانه- أنه يمقتهم، فقال تعالى: (وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا (39)) [فاطر].
ومع كلِّ هذه النصوص القرآنية الجلية والواضحة، نجد من المسلمين من يفتخر أنه يشجع فريقاً من فرق الدول الكافرة، وقد تكون هذه الدول ممن شارك في استباحت ديار المسلمين، وأهانت نبيهم الكريم –صلوات الله وسلامه عليه-، وسفكت دماء المسلمين، وهتكت أعراضهم، ونحن نقابل أفعالهم وجرائمهم بالتصفيق والترحيب والتشجيع لفرقهم.
ونجد من المسلمين من يحفظ أسماء اللاعبين وسيرهم وبطولاتهم، بل ومن الشباب من يلبس لباسهم، ويرقص كرقصهم، ويقص شعره تشبهاً بهم، وكأنما هم القدوات الذين ينبغي أن يقتدى بهم، وكأنما هم الذين سيحققون النصر وسيعيدون الحقوق، وهم في حقيقتهم أشبه بأبطال أفلام الكرتون؛ لأنَّ انتصاراتهم وهمية؛ لا ترفع ذلاً، ولا تحقق عزاً، ولا تعيد حقاً مغتصباً.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

اللهم لا تخرجنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعى مشكور وتجارةٍ لن تبور ..
اللهم إرحم ضعفنا ، وإرحم بكاءنا ، وارحم بين يديك ذلنا وعجزنا وفقرنا ..

اللهم لا تفضحنا بخفى ما أطلعت عليه من اسرارنا
ولا بقبيح ما تجرأنا به عليك فى خلواتنا ،

يا رب إغفر الذنوب التى تهتك العصم،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل النقم ،
واغفر لنا الذنوب التى تحبس الدعاء ،
وأغفر لنا الذنوب التى تقطع الرجاء،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل البلاء ،
يا من ذكره دواء ، وطاعته غناء ، إرحم من رأس مالهم الرجاء ، وسلاحهم البكاء برحمتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم إرحم موتانا وموتى المسلمين ،
وإشفى مرضانا ومرضى المسلمين ،
اللهم جدد آمالهم ، وأذهب آلآمهم

اللهم تقبل منا وأقبلنا إنك أنت التواب الرحيم..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝٍ ﻭﻋﻤﻞ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﺎً ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺃﺧﻼ‌ﻗﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺧﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ، ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.
 
ﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...

عبــاد الله:

{ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺄْﻣُﺮُ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ ﻭَﺍﻹ‌ِﺣْﺴَﺎﻥِ ﻭَﺇِﻳﺘَﺎﺀِ ﺫِﻱ ﺍﻟْﻘُﺮْﺑَﻰ ﻭَﻳَﻨْﻬَﻰ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻔَﺤْﺸَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟْﻤُﻨْﻜَﺮِ ﻭَﺍﻟْﺒَﻐْﻲِ ﻳَﻌِﻈُﻜُﻢْ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺬَﻛَّﺮُﻭﻥَ}. (ﺍﻟﻨﺤﻞ: 90)

فاذﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻳﺬﻛﺮﻛﻢ، ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻪ ﻳﺰﺩﻛﻢ، ﻭﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ...
والحمد لله رب العالمين ...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وفي سورة إبراهيم -عليه السلام- (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ)[إبراهيم:19-20].

وفي سورة المعارج (فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ * عَلَى أَن نُّبَدِّلَ خَيْراً مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ)[المعارج:40-41].
وفي سورة الإنسان (نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً)[الإنسان:28].

 
بل جاء النص الصريح في القرآن على حقيقة افتقارنا إلى ربنا -جل جلاله- في بقائنا وبقاء جنسنا البشري (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ)[فاطر:15-17] .

ونحن مفتقرون إلى الله -تعالى- في هدايتنا وإسلامنا وإيماننا، وإلى عبادته -سبحانه وتعالى-؛
فلولا الله -تعالى- لما كنا مسلمين، ولا آمنا، ولا صلينا، ولا صمنا، ولا عملنا صالحا، ولا جانبنا المحرمات، ولسنا أعلى البشر شأنا، ولا أوفرهم عقلا، ولا أشدهم بأسا، ولكن الله -تعالى- منَّ علينا بالهداية، وضلَّ عنها غيرنا ممن لم يهتدوا (قُل لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)[الحجرات:17]،

وقال -سبحانه- في الحديث القدسي: “يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم“.

ولا زلنا مفتقرين إلى الله -تعالى- في الديمومة على إيماننا، والثبات على إسلامنا؛ فلا ثبات لنا إلا بالله -تعالى- وعونه وتوفيقه؛
ولذا ذكر -سبحانه- عن الراسخين في العلم أنهم يقولون: (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا)[آل عمران:8].
والمصلي يتلوا في كل ركعة هذا الدعاء المبارك (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ)[الفاتحة:6].

ونحن مفتقرون إلى الله -تعالى- في رزقنا؛ فمن ذا الذي يرزقنا غير ربنا وخالقنا والمنعم علينا، والخلق مهما كانت عظمتهم، أو بلغت قوتهم، أو علت مكانتهم لا يرزقون أنفسهم فضلا عن أن يرزقوا غيرهم؛
فكلهم عيال على الله -تعالى-، يسوق إليهم أرزاقهم حيث كانوا (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا)[هود:6]،
(وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[العنكبوت:60].

وقد جمع الله -تعالى- ذكر افتقارنا إليه -سبحانه- في الخلق والرزق في آيات كثيرة؛ وذلك أنه لا قوام لنا، ولا بقاء لجنسنا بعد أن خلقنا ربنا -جلل جلاله- إلا برزقه الذي رزقنا (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)[الروم:40].

وأمرنا -سبحانه- بدوام تذكر هذه النعمة العظيمة وعدم نسيانها (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)[فاطر:3].

ولو حبس عنا رزقه فمن يرزقنا: (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ)[الملك:21].
فالرزق إنما يطلب ممن يملكه ويقدر عليه، وربنا -جل جلاله- بيده خزائن السموات والأرض (إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)[العنكبوت:17].

إننا مفتقرون إلى الله -تعالى- في طعامنا وشرابنا وكسائنا وصحتنا وعلاجنا وفي كل شئوننا،
وقد قال الله -تعالى- في الحديث القدسي “يا بنى آدم كلكم كان ضالا إلا من هديت، وكلكم كان عاريا إلا من كسوت، وكلكم كان جائعا إلا من أطعمت، وكلكم كان ظمآنا إلا من سقيت، فاستهدوني أهدكم، واستكسوني أكسكم، واستطعموني أطعمكم، واستسقوني أسقكم“(رواه أحمد).

وفقرنا إلى الله -تعالى- دائم معنا، ملازم لنا؛ فكل حركاتنا وسكناتنا بتقدير الله -تعالى- وتدبيره، أقر بذلك من أقر به؛ فخضع لعبادة مولاه -جل جلاله-، فكان من الناجين الفائزين، وأنكره من أنكره، فاستكبر عن عبادته -سبحانه-، فكان من الهالكين المعذبين.

فاعرفوا لله -تعالى- حقه، وأقروا بفضله، وتبرئوا من كل حول وقوة إلا بالله -تعالى-؛ فإن ذلك التبرؤ إلا من حول الله -تعالى- وقوته كنز من كنوز الجنة؛ لأن فيه اعترافا بالفقر الدائم إلى الله -تعالى-،

روى أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أتى عليه وهو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله،
اللهم املأ قلوبنا بفيض الإيمان بك وجميل التوكل عليك يا أرحم الراحمين...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺃﺫﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺩﻣﺮ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ والنصارى ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻴﻦ، ﻭﺃﻋﻮﺍﻧﻬﻢ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺩﻣﺮﻫﻢ ﺗﺪﻣﻴﺮﺍً،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻ‌ﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﻭﺃﺋﻤﺔ ﻭﻭﻻ‌ﺓ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﺭﻕ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﻭﻣﻐﺎﺭﺑﻬﺎ.،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺻﻠﺢ ﺃﻭﻻ‌ﺩﻧﺎ ﻭﻧﺴﺎﺀﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻭﺇﻳﺎﻫﻢ ﻫﺪﺍﺓً ﻣﻬﺘﺪﻳﻦ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺻﻠﺢ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺻﻠﺢ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺭﻓﻊ ﻋﻨﺎ ﺍﻟﻐﻼ‌ﺀ ﻭﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺑﺎ ﻭﺍﻟﺰﻧﺎ ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﻁ ﻭﺍﻟﺰﻻ‌ﺯﻝ ﻭﺍﻟﻤﺤﻦ ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺑﻄﻦ.

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻫﺪﻧﺎ ﻷ‌ﺣﺴﻦ ﺍﻷ‌ﺧﻼ‌ﻕ ﻻ‌ ﻳﻬﺪﻱ ﻷ‌ﺣﺴﻨﻬﺎ ﺇﻻ‌ ﺃﻧﺖ ،
ﻭﺍﺻﺮﻑ ﻋﻨّﺎ ﺳﻴﺌﻬﺎ ﻻ‌ ﻳﺼﺮﻑ ﻋﻨّﺎ ﺳﻴﺌﻬﺎ ﺇﻻ‌ ﺃﻧﺖ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻭﻓﻘﻨﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﺮﺿﻴﻚ ﻋﻨّﺎ ﻭﺟﻨﺒﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﺨﻂ ﻋﻠﻴﻨﺎ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻭﻓﻘﻨﺎ ﺑﺤﺴﻦ ﺍﻹ‌ﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺍﻹ‌ﺻﻐﺎﺀ ﺇﻟﻴﻚ،
ﻭﺍﺭﺯﻗﻨﺎ ﻭﻭﻓﻘﻨﺎ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺘﻚ، ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺧﺪﻣﺘﻚ، ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻵ‌ﺩﺍﺏ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻚ، ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻷ‌ﻣﺮﻙ، ﻭﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﻘﻀﺎﺋﻚ، ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻼ‌ﺋﻚ، ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ ﻟﻨﻌﻤﺎﺋﻚ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ...

  ﺭﺑﻨﺎ ﺍﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﻭﻹ‌ﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﺒﻘﻮﻧﺎ ﺑﺎﻹ‌ﻳﻤﺎﻥ، ﻭﻻ‌ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻏﻼ‌ً ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺭﺑﻨﺎ ﺇﻧﻚ ﺭﺀﻭﻑ ﺭﺣﻴﻢ، ،،

ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...

  ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:

﴿ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺄْﻣُﺮُ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ ﻭَﺍﻟْﺈِﺣْﺴَﺎﻥِ ﻭَﺇِﻳﺘَﺎﺀِ ﺫِﻱ ﺍﻟْﻘُﺮْﺑَﻰ ﻭَﻳَﻨْﻬَﻰ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻔَﺤْﺸَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟْﻤُﻨْﻜَﺮِ ﻭَﺍﻟْﺒَﻐْﻲِ ﻳَﻌِﻈُﻜُﻢْ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺬَﻛَّﺮُﻭﻥَ * ﻭَﺃَﻭْﻓُﻮﺍ ﺑِﻌَﻬْﺪِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺇِﺫَﺍ ﻋَﺎﻫَﺪْﺗُﻢْ ﻭَﻻ‌ ﺗَﻨْﻘُﻀُﻮﺍ ﺍﻟْﺄَﻳْﻤَﺎﻥَ ﺑَﻌْﺪَ ﺗَﻮْﻛِﻴﺪِﻫَﺎ ﴾ [ﺍﻟﻨﺤﻞ:90-91]..

ﻭﺍﺫﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻳﺬﻛﺮﻛﻢ، ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻓﺮ ﻧﻌﻤﻪ ﻳﺰﺩﻛﻢ، ﻭﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ...
والحمد لله رب العالمين ...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- ينسب الرزق لربه مادحًا إياه على رزقه لعباده, مع عصيانهم وتمردهم على شرعه، وكل هذا من صبر الله الواسع,

قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: “مَا أَحَدٌ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ، يَدَّعُونَ لَهُ الوَلَدَ، ثُمَّ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ” (البخاري).

 
عباد الله :

والرّزَّاقُ -سبحانه- هو الذي خلق الأَرْزاق، وأَعطى الخلائق أَرزاقها، وهو القائم على كل نفس بما يقيمها من قُوتِها، وخزائنه مملوءة بكل شيء يحتاجه الخلق، يصرّف الأرزاق ويقسّمها على الخلائق بحسب علمه وحكمته كيف يشاء,

وهو المتفرِّد بالرزق وحده لا شريك له، قال -سبحانه-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) [فاطر: 3].


أيها المؤمنون:

لقد تكفل الرزاق -سبحانه- بإيصال جميع الأقوات التي تتغذى بها المخلوقات برّها وفاجرها، وذلك يشمل الإنسان والحيوان والجان،
قال -سبحانه-: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [هود: 6]،

فيبعث إلى كل مخلوق من الرزق ما يُصلحه، حتى الذرّ في باطن الأرض، والطير في الهواء، والحيتان في الأعماق، والأجنّة في الأرحام، والحشرات في الصخور، فسبحان الرزاق العليم.


أيها المسلمون:

لا تحسبوا أن الرزق مجرد أموال ووظائف وأولاد فقط،
بل هناك رزق الأرواح وهو أطيب الأرزاق وأفضلها،
فالإيمان والتوحيد هو الرزق النافع الذي يوصل العبد إلى أعلى الغايات، ويرزقه الله من يستحقه ويشكره، فيمُنّ -سبحانه- برزق القلوب بالعلوم النافعة والإيمان الصحيح، ثم التخلق بالأخلاق الجميلة، والتنزَّه عن الأخلاق الرذيلة، ويحصل العبدُ الخير الوفير من هذا الرزق.

ومِن جميل رزقه: أن يرزق عبده لسانًا صادقاً، ويدًا منفقة متصدقة، ومن رزقه ما يضعه في قلوب الصالحين من المعرفة والمحبة والإنابة، ومن الأرزاق رزق خفي؛ بأن يرزق الله العبد القناعة، فيقنع العبد ويرضى بما أعطاه الله،
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “قد أفلح من أسلم، ورُزق كَفَافًا، وقنَّعه الله بما آتاه” (مسلم).

ومن جميل الرزق: أن يُغني الله عبدَه بحلاله عن حرامه، وبفضله عمن سواه، وهذا ما علّمه النبي -عليه الصلاة والسلام- أمته أن يحرصوا عليه،

فعَنْ عَلِيٍّ -رضي الله عنه- أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ فَقَالَ: “إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ مُكَاتَبَتِي فَأَعِنِّي، قَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ، قَالَ: “قُلْ: اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ“(الترمذي وصححه الألباني).

وإذا رزق الله العبد العلم النافع والإيمان الصحيح، والرزق الحلال، والقناعة بما أعطاه الله منه، فقد تمت أموره، واستقامت أحواله الدينية والبدنية، وهذا النوع من الرزق هو الذي مدحته النصوص النبوية، واشتملت عليه الأدعية النافعة، ومن لا يملكه فهو الفقير فعلاً الذي يُرثَى له.

وإن أعظم رزق يرزقه الله عباده، وأحسنه وأكمله، وأعلاه وأدومه، أن يرزقهم الجنة بفضله ومنّه، قال تعالى: (إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ) [ص: 54]،
وذلك الرزق قد اختص به المؤمنين دون غيرهم،

قال -سبحانه-: (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا) [الطلاق: 11].

 
أيها المؤمنون:

لتطمئن النفوس فإنه لا ينقطع رزقٌ حتى تنقطع أنفاس صاحبه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لو أن ابن آدم هَرَبَ من رزقه كما يهرب من الموت، لأدركه رزقُه كما يدركه الموتُ” (البيهقي وحسنه الألباني).

وإذا أعوزنا الرزق، فلا نطلبه بكثرة الحرص، فلن يزيد الحرصُ والشحُّ العبدَ في رزقه المقدّر فوق ما قسمه الله له،

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أَيُّـهَا النَّاسُ: اتَّقُوا اللهَ وَأَجمِلُوا فِي الطَّلَبِ، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا، وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، فَاتَّقُوا اللهَ وَأَجمِلُوا فِي الطَّلَبِ، خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرُمَ” (صححه الألباني).
 

عباد الله:

اعلموا أن الإيمان والتقوى سببان عظيمان للحصول على الأرزاق والبركات، وأن الكفر والفجور سببان عظيمان لنقص الأرزاق ومحق البركات، قال -سبحانه-: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [الأعراف:

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ‌ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ‌ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،

اللهم هَبْ لنا من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيقٍ مـخرجًا، وارزقنا اللهم من حيث لا نحتسب، اللهُـمَّ إنَّا ظلمنا أنفسنا ظُلمـًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلَّا أنت، فاغفر لنا مغفرةً من عندِك وارحـمنا، إنك أنت الغفور الرحيم...
 
اللهم إنا نعـوذُ بك من عـملٍ يُـخزينا،
ونعـوذُ بك من قولٍ يُردينا،
ونعوذ بك من صاحبٍ يؤذيـنا،
ونعـوذُ بك مِن أملٍ يـُـلهـينا،
ونعـوذ بك من فـقـرٍ يُـنسينا،
ونعـوذ بك من غِـنًى يُـطغـينا،
ونعوذ بك من الفتن، ما ظهر منها وما بطن...

اللهم أحسن حياتنا، وأحسن مـمـاتنا، وأحسن ختامنا، وأحسن مآلنا،

اللهم أعنَّا على كل خير، واكفنا من كل شـرٍّ، واغفر لنا ما قدَّمْنا وما أخَّرْنا، وما أسـَررْنا وما أعلنَّا، وما أنت أعلم به منَّا،

اللهم اغفر لنا ولأمواتنا، وأعفُ عنَّا وعنهم، واجـمعنا بهم في مُستقرِّ رحمتك غير خزايا ولا مفتونين...

ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...

عبــاد الله:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون...

فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون...
والحمد لله رب العالمين ...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

يقول ابن القيم : (وقد جعل الله لكل شيء سببًا، وجعل سبب المحبة دوام الذكر، فمن أراد محبة الله عز وجل فليلهج بذكره.. وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول : الذكر للقلب مثل الماء للسمك، فكيف حال السمك إذا فارق الماء ؟... والذكر قوت القلوب والروح فإذا فقده العبد صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين قوته،
وحضرت شيخ الإسلام ابن تيمية مرة صلى الفجر، ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار، ثم التفت إلي، وقال : هذه غدوتي، ولو لم أتغد هذا الغداء لسقطت قوتي) (الوابل الصيب) .

وأقل ذلك أن يحافظ المسلم على الأذكار أدبار المكتوبات، وأذكار الصباح والمساء، وأذكار الأحوال المتنوعة، وهي مدونة في كتب السنة والأذكار .

ومن المسارعة إلى الخيرات، المحافظ على الصلوات في أوقاتها، والصوم، وإخراج الزكاة لمستحقيها، والدعاء، ففي ذلك تطهير للقلب من أدران الذنوب والمعاصي، وفي ذلك تزكية للنفس وتطهيرها، وفيه راحة للقلب وطمأنينة للنفس.

قال تعالى: (رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) [النور: 37]،

قال تعالى : ( وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء:89/90] .

ومن المسارعة إلى الخيرات، بذل المعروف، وتقديم النفع، ومساعدة المحتاج، والعطف على المسكين والأرملة واليتيم،
قال صل الله عليه وسلم: (ن أردت تليين قلبك , فأطعم المسكين و امسح رأس اليتيم ) (السلسلة الصحيحة” 2 / 533)..


معاشر المسلمين:

ومن المسارعة في الخيرات وأثر ذلك في إصلاح القلوب، أن فعل الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات وبعض المباحات، يمد القلب بأسباب الحياة وفي ذلك كان التنافس وكانت الدرجات،
قال تعالى ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) [فاطر : 32].

ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل بتوجيهاته على إصلاح القلوب، فإذا صلح، صلحت سائر الأعضاء، وكانت الوسائل التي أتخذها النبي صلى الله عليه وسلم لإصلاح القلوب وتزكية النفوس، الدعوة إلى التنافس والسباق والمسارعة إلى الخيرات ،
فكان يوجه أصحابه إلى التنافس على فضائل الأعمال والعبادات والطاعات وما ينفعهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم فعن أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ: أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم ،

وقال " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ ما في النِّداءِ والصَّفِ الأوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلا أنْ يَسْتَهِمُوا عليه لاسْتَهَمُوا. وَلَوْ يَعْلَمُونَ ما في التَّهْجِيرِ لاسْتَبَقُوا إليه. ولَوْ يعلمون ما في العَتَمَةِ والصُّبْحِ لأتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوا " (متفق عليه)..

وقال صلى الله عليه وسلم ( من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا من الجنة كلما غدا أو راح). البخاري،الفتح (2/173) برقم 662) ..

وعن عبدالله بن عمرٍو وأبي هريرة أنهما سَمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد مِنبَرِه: (لينتهيَنَّ أقوامٌ عن وَدْعِهم الجمُعات، أو ليَختمَنَّ الله على قلوبهم ولَيَكونُنَّ مِن الغافلين)؛ رواه مسلم،

وعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قام بعشر آيات لم يُكتَب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كُتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقَنطرين) (رواه أبو داود وصححه الألباني).

وكان صلى الله عليه وسلم يحذر من إنحراف النفوس عن هذا الطريق فتتحول المنافسة على الدنيا وشهواتها واموالها ومتاعها فتضعف القيم ويندثر الدين وتسوء الأخلاق وتزيد الهموم وتفسد القلوب، وهذا ما يعيشه كثير من الناس اليوم،

فعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا شَدَّادُ بْنَ أَوْسٍ ! إِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ قَدِ اكْتَنَزُوا الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ،فَاكْنِزْ هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ :اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الأَمْرِ , وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ ،وَأَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ , وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ ،وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ , وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا , وَلِسَانًا صَادِقًا ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ ، إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

اللهم وفِّق ولي أمرنا وولي عهده لرضاك، وأعنهما على طاعتك يا ذا الجلال والإكرام.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ونزل قولُ الله: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) [آل عمران: 92]، فقام أبو طلحةَ -رضي الله عنه- إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "يا رسول الله: إن أحبَّ أموالي إليَّ بيرُحاء، وإنها صدقةٌ لله". رواه البخاري.

وبإشارةٍ من النبي -صلى الله عليه وسلم- لصِغار الصحابة إلى فضلِ قيامِ الليل كانوا عُبَّادًا لله فيه؛ قال -عليه الصلاة والسلام- لعبد الله بن عُمر -رضي الله عنهما- وهو صغيرٌ: "نِعم الرجلُ عبد الله لو كان يُصلِّي من الليل". فكان بعدُ لا ينامُ من الليل إلا قليلاً. متفق عليه.

وفدَوا النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- بأرواحِهم طاعةً لله؛ أتى المِقدادُ بن الأسوَد إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يدعُو على المُشركين، فقال: لا نقول كما قال قومُ موسى: (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) [المائدة: 24]، ولكنا نُقاتِلُ عن يمينك وعن شمالِك وبين يدَيك وخلفَك. قال ابن مسعودٍ -رضي الله عنه-: "فرأيتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أشرقَ وجهه وسرَّه". يعني: قولَه. متفق عليه.

وكفَّ الصحابةُ عن أقوالٍ وأفعالٍ حين سمِعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- ينهَى عنها ولم يُراجِعوه فيها؛ استِجابةً له؛ في الجاهلية كانوا يحلِفون بآبائِهم واعتادَته ألسِنَتُهم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله ينهاكُم أن تحلِفُوا بآبائِكم". قال عُمر -رضي الله عنه-: "فواللهِ ما حلَفتُ بها منذ سمِعتُ النبي -صلى الله عليه وسلم-، لم أحلِف بها ذاكِرًا ولا آثِرًا". أي: ناقِلاً هذه اللفظةَ عن غيري. رواه مسلم.

وفي يوم مجاعةٍ طبَخوا طعامًا وترَكوه لنهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عنه؛ في يوم خيبَر كانت الحُمُر الأهليَّة مُباحةً فطبَخوها، فنادَى مُنادِي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن اللهَ ورسولَه ينهَيَانِكم عن لُحوم الحُمُر؛ فإنها رِجسٌ من عمل الشيطان". قال أنسٌ -رضي الله عنه-: "فأُكفِئَت القدورُ بما فيها وإنها لتفورُ باللَّحمِ". متفق عليه.

والخمرُ كان مُباحًا إلى أوائِل الإسلام، وبسماعِهم نهيَه من رجُلٍ يمشِي في الطُّرُقات أراقُوها؛ قال أبو النُّعمان -رضي الله عنه-: "كنتُ ساقِيَ القوم في منزلِ أبي طلحةَ، فنزل تحريمُ الخمرِ فأمرَ مُنادِيًا فنادَى"، فقال أبو طلحةَ: اخرُج فانظُر ما هذا الصوت. قال: فخرجتُ فقلتُ: "هذا مُنادٍ يُنادِي: ألا إن الخمرَ قد حُرِّمَت"، فقال لي: اذهَب فأهرِقها. قال: "فجَرَت في سِكَك المدينة". متفق عليه.

وفي روايةٍ: "فما راجَعوها ولا سألُوا عنها بعد خبَر الرَّجُل".

ويتأسَّون -رضي الله عنهم- بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يلبَسُونَه من غير أن يُكلِّمهم بشيءٍ، قال ابن عمر -رضي الله عنهما-: "اصطنعَ النبي -صلى الله عليه وسلم- خاتمًا من ذهبٍ، وكان يلبَسُه فيجعلُ فصَّه في باطنِ كفِّه، فصنعَ الناسُ خواتِيم. ثم إنه جلسَ على المِنبَر فنزعَه فقال: "إني كنتُ ألبسُ هذا الخاتمَ وأجعلُ فصَّه من داخلٍ". فرمَى به، ثم قال: "واللهِ لا ألبَسُه أبدًا". فنبذَ الناسُ خواتيمَهم. متفق عليه.

وكتبَ عبدُ الله بن عمر -رضي الله عنهما- وصيَّتَه حين سمِع قولَ النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما حقُّ امرئٍ مُسلمٍ له شيءٌ يُريدُ أن يُوصِيَ فيه يبيتُ ليلتين إلا ووصيَّتُه مكتوبةٌ عنده". متفق عليه.

قال ابن عمر -رضي الله عنه-: "ما مرَّت عليَّ ليلةٌ منذُ سمِعتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال ذلك، إلا وعندي وصيَّتي".

وبادَرُوا -رضي الله عنهم- إلى حفظِ ألسِنَتهم عما لا يليقُ امتِثالاً لوصيَّة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ قال جابرُ بن سُليم -رضي الله عنه-: أتيتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلتُ: يا رسول الله: إني من أهل البادِيَةِ وفِيَّ جفاؤُهم، فأوصِني. قال: "لا تسُبَّنَّ أحدًا". قال: فما سببتُ بعد قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحدًا ولا شاةً ولا بعيرًا. رواه أحمد.

وانقادُوا لأوامر النبي -صلى الله عليه وسلم- في حركاتهم وسكَناتهم؛ في يوم خيبَر أعطى النبي -صلى الله عليه وسلم- الرايةَ لعليٍّ -رضي الله عنه-، وقال له: "امشِ ولا تلتفِت، حتى يفتحَ الله عليك". فسارَ عليٌّ شيئًا ثم وقفَ، فصرخَ -أي: رفعَ صوتَه لبُعده عن النبي صلى الله عليه وسلم- ولم يلتفِت؛ امتِثالاً لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقال: يا رسول الله: على ماذا أُقاتِلُ الناس؟! رواه مسلم.

وابتَعَدوا عما نهاهم عنه وإن كان في ارتِكاب النهي مصلحةٌ ظاهرةٌ لنُصرة المسلمين؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لحُذيفة يوم الأحزابِ: "قُم -يا حُذيفة- فائتِني بخبَر القوم، ولا تذعَرهم عليَّ". أي: لا تفزَعهم فيعرِفوك ويُقبِلُوا علينا.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

الخطبة الثانية
🗯️ من جوالب الرزق 🗯

Читать полностью…
Subscribe to a channel