zadi2 | Unsorted

Telegram-канал zadi2 - زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

9095

الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321

Subscribe to a channel

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

رمضان شهر الطاعات والقربات، ومن داوم على طاعة الله ورسوله دخل الجنة:
قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [النساء: 13].

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فأصبحت قريبا منه ونحن نسير، فقلت: يا نبي الله، أخبرْني بعمل يُدخلني الجنة، ويبعدني عن النار، قال: «لقد سألتَ عن عظيم، وإنه ليسير على من يسّره الله عليه، تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت»، ثم قال: «ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل»، ثم تلا ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ﴾ [السجدة: 16] حتى بلغ ﴿ يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17] ثم قال: «ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟» قلت: بلى يا رسول الله، قال: «رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد»، ثم قال: «ألا أخبرُك بمِلاكِ ذلك كله؟» قلتُ: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه فقال: «كفّ عليك هذا»، قلت: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم - أو قال: على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم؟». أخرجه الترمذي وقال: "حديث حسن صحيح".

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة، قال: «تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان» قال: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا، فلما ولى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا».

وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يعبد الله لا يشرك به شيئا، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويصوم رمضان، ويجتنب الكبائر، إلا دخل الجنة». أخرجه أحمد وابن حبان والطبراني، وصححه الألباني في التعليقات الحسان.

ومن كان سبَّاقاً إلى أعمال البرّ وأنواع القرُبات كان مؤهلاً لأن يُدْعَى من أبواب الجنة كلها، ....وهذا ما بشّرَ به النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق رضي الله عنه. ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دُعِيَ من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة»، ...فقال أبو بكر رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها، قال: «نعم وأرجو أن تكون منهم».

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا»؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: أَنَا. قَالَ:«فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً»؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: أَنَا. قَالَ: «فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا»؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: أَنَا. قَالَ: «فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا»؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: أَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّة» أخرجه مسلم.
ولم أبوبكر هو وحده من فعل هذه العبادات...بل أن هناك الكثير يعملونها...لكن بشكل متفاوت...
أما أبوبكر...فقد اجتمعن عنده في يوم واحد...أوفي جزء من يوم...

فيا مَن تريد الجنة؛ عليك بطاعة الله، الْزَمْ طاعة الله، واجتهد في عبادته، وابتعد عن معصيته، لتنال الجنة برحمة الله.... مع مَن اختارَهم الله وأنعم عليهم من عباده وأصفيائه....قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69].

رمضان شهر الإحسان والإنفاق، والإحسان والإنفاق طريق إلى الجنة:
قال سبحانه: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 274].

وعَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَفْشَى السَّلَامَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ».

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

✒️( *خواطر رمضانية* )

*ﺍﻟﺨﺎﻃﺮﺓ (11)الحادي عشرة*

(( *ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺷﻬﺮ الإخلاص*))

🟤الإخلاص يعني صدق العبد في توجههِ إلى الله اعتقادًا وعملًا، قال الله تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِين لَهُ الدّين﴾.
قال سهل بن عبد الله التستري: نظر الأكياس في تفسير الإخلاص فلم يجدوا غير هذا: أن تكون حركته وسكونه في سره وعلانيته لله تعالى، لا يمازجه شيء، لا نفس، ولا هوى، ولا دنيا، حيث يقول الله تعالى: ﴿قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين﴾.
🟢 لذا فإن الإخلاص في القول والعمل، أساس القبول عند الله، لأنه يُشترطُ لقبول العملِ عندَ الله أن يتحقق فيه شرطان : الأول : إخلاص النية لله.
الثاني : موافقتُهُ لما جاء في شرع الله، (متابعاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم).
🔵 وﻟﻠﺼﻮﻡ ﺃﺛﺮًﺍ ﻋﻈﻴﻤًﺎ ﻓﻲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻹﺧﻼﺹ، ﻭﺃﻻ ﻳﺮﺍﻋﻰ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻏﻴﺮُ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ .
🔴 ﺫﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺎﺋﻢ ﻳﺼﻮﻡ ﺇﻳﻤﺎﻧًﺎ ﻭﺍﺣﺘﺴﺎﺑًﺎ ، ﻭﻳﺪﻉ ﺷﻬﻮﺗﻪ ﻭﻃﻌﺎﻣﻪ ﻭﺷﺮﺍﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺃﻱُّ ﺩﺭﺱٍ ﻓﻲ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﺃﻋﻈﻢُ ﻣﻦﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺭﺱ !!.
ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ صلى الله عليه وسلم ﻗﺎﻝ : " ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺇﻳﻤﺎﻧًﺎ ﻭﺍﺣﺘﺴﺎﺑًﺎ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦﺫﻧﺒﻪ ".
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ -: " ﻗﻮﻟﻪ ‏( ﺇﻳﻤﺎﻧًﺎ ‏) ﺃﻱ ﺗﺼﺪﻳﻘًﺎ ﺑﻮﻋﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺜﻮﺍﺏ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭ‏( ﺍﺣﺘﺴﺎﺑًﺎ‏) ﺃﻱ ﻃﻠﺒًﺎ ﻟﻸﺟﺮ ، ﻻ ﻟﻘﺼﺪ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺭﻳﺎﺀ ﻭﻧﺤﻮﻩ ".
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ - ﺃﻳﻀًﺎ - ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ : " ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ ﻟَﺨُﻠﻮﻑ ﻓﻢِ ﺍﻟﺼﺎﺋﻢِ ﺃﻃﻴﺐُ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺭﻳﺢ ﺍﻟﻤﺴﻚ؛ ﻳﺘﺮﻙ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻭﺷﺮﺍﺑﻪ ، ﻭﺷﻬﻮﺗﻪ ﻣﻦﺃﺟﻠﻲ ، ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻟﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺟﺰﻱ ﺑﻪ ، ﻭﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺑﻌﺸﺮ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ".
⚫ ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺮﺑﻴﻨﺎ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻹﺧﻼﺹ؛ ﻓﺎﻟﺼﻮﻡُ ﻋﺒﺎﺩﺓٌ ﺧﻔﻴﺔٌ ، ﻭﺳِﺮٌّ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﺭﺑﻪ؛ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ : ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﻓﻌﻠﻪ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺪﺧﻠﻪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭ ﻋﻨﻪ ، ﺑﺨﻼﻑ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﻗﺪ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﻓﻌﻠﻬﺎ، ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﺨﺼﺎﻝ، ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺨﻼﻝ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﻋﻈﻤﻬﺎ ﻭﺃﺣﻤﺪﻫﺎ.
⚪ ﺛﻢ ﺇﻥ ﻟﻺﺧﻼﺹ ﺁﺛﺎﺭَﻩُ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔَ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺧﺎﺻﺔ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ؛ ﻓﻠﻺﺧﻼﺹ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﺗﻴﺴﻴﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ ، ﻓﻤﻦ ﺗﻌﻜﺴﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﻮﺭُﻩ ، ﻭﺗﻀﺎﻳﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻘﺎﺻﺪُﻩ ، ﻓﻠﻴﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺑﺬﻧﺒﻪ ﺃﺻﻴﺐ ، ﻭﺑﻘﻠﺔ ﺇﺧﻼﺻﻪ ﻋﻮﻗﺐ.
🔹 ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﻓﻲ ﻋﺰﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺘﺎﻧﺔً ، ﻭﻳﺮﺑﻂ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻪ؛ ﻓﻴﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻓﺘﺮﻯ ﺍﻟﻤﺨﻠﺺ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺃﻡ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻹﻥ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﺧﺎﻟﺼﻪ ﻟﻮﺟﻪ ﻣﻮﻻﻩ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﻴﻞ " ﺇﻧﻤﺎﻳﺘﻌﺜﺮ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺨﻠﺺ "...

*ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺭﺯﻗﻨﺎ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻓﻲ القصد وﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ*

*دعواتكم الخاصة*

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ليحذر الذي يصلي بالناس من السرعة التي تذهب بالخشوع والطمأنينة ! وليقم الإمام ببعض التدبُّر، فإذا مرّ بآيةٍ فيها سؤال سأل الله، أو تسبيح سبّح الله، كما فعل عليه الصلاة والسلام .

7- يجوز للنساء الحضور لصلاة التراويح في المساجد، إذا أُمِنَت الفتنة منهنّ أو بهنّ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ ) رواه الشيخان .

ويشرع للنساء أن يبدأن بالصف المؤخَّر عكس الرجال، وأن ينصرفن عندما يسلم الإمام فوراً من انتهاء الصلاة، واللـه المـوفّـق

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

بل قدم على النبي صل الله عليه وسلم قوم من مضر عراة ليس عليهم إلا كساء من صوف وعليهم آثار الفاقة والحاجة فتغير وجه النبي صل الله عليه وسلم لما رأى من حالته وكان أرحم بالناس من أنفسهم فقام فصلى بالناس ثم خطب بهم فقال: ( تصدق رجل من ديناره ، من درهمه ، من ثوبه ، من صاع بره ، من صاع تمره ، حتى قال : ولو بشق تمرة ) فجاء ، رجل من ال

أنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها ، بل قد عجزت ، ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب ، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة (يشبه الذهب من الفرح ) ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها ، وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ) (رواه مسلم)..

فالمسلم لا يعيش لنفسه وحسب بل لابد أن يتعدى نفعه وخيره للآخرين وفي وقت الشدائد والمحن والنكبات يكون الأمر أعظم وفيه تظهر صورة المجتمع المسلم المتماسك والمتراحم والمتعاون كما أمر الشرع بذلك .. قال تعالى:- ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) (الأنبياء/73) وقال تعالى:- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الحج:77).. اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ما فسد من أحوالنا ..

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
عباد الله: والرحمة من كل مسلم رحمة عامه يرحم بها جميع خلق الله من حوله .. رحمة لا تقوم على القرابة والرحم والبلاد والصداقة أو القبيلة أو الحزب وحسب ولكنها رحمة تشمل الجميع من تعرف ومن لا تعرف .. ابتداءاً بالوالدين قال تعالى (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً )[الاسراء: 24] ..

وكذلك الزوجة والأولاد والعمال والجيران والأرحام والمحتاجين والفقراء والأيتام وأصحاب العاهات والمعاقين والمرضى وكبار السن ويرحم الحيوان والطير ويرحم حتى الكافر المسالم والذمي المعاهد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) (رواه أبو داود والترمذي) ، وقال رسول الله صل الله عليه وسلم : (من لا يرحم الناس لا يرحمه الله) (رواه البخاري ومسلم) ، وهناك رحمة الوالي والمحافظ والأمير والوزير وكل ذي منصب بمن هم تحت مسئوليته من الناس وهذا عامٌ لكل من ولي أمراً من أمور المسلمين أن يرحمهم ويرفق بهم لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ) رواه مسلم (3407)..

وقد حذر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رسالة لولاته في جميع الأمصار وخاطب بذلك الراعي والرعية حتى لا يكون العنف هو أساس العلاقة بينهم فقال رضي الله تعالى عنه: "إني والله! ما أُرسل عمالي إليكم ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، ولكن أرسلهم إليكم ليعلِّموكم دينكم وسنتكم؛ فمن فُعِلَ به شيء سوى ذلك فليرفعه إليَّ؛ فوالذي نفسي بيده إذًا لأقصنِّه منه، فوثب عمرو بن العاص، فقال: يا أمير المؤمنين! أوَ رأيت أن كان رجل من المسلمين على رعية فأدَّب بعض رعيته أئنك لمقتصه منه؟ قال: إي والذي نفس عمر بيده إذاً لأقصنه منه، وقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقص من نفسه..) "( أخرجه أحمد / 273، وأبو داود / 3933) ..

معاشر المؤمنين: هذا رمضان شهر الصيام قد اقترب، بفضائله تزكوا النفوس وتتأصل القيم وتتوحد القلوب ويتراحم الأفراد، وكل فرد عليه ان يكون معول بناء لا معول هدم وواحة رحمة لا صحراء قاحلة من الخبث والحقد والبغضاء، فاستغلوا نفحات هذا الشهر رحمكم الله.

اللهم ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا إجتنابه وخذ بنواصينا إلى كل خير وارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء يا أرحم الراحمين، هذا وصلوا وسلموا  على نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأزواجه ، وارضَ  اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم  بمنك ورحمتك يا أرحم الراحمين .

============================
ـــــــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــــــ
منــبرالحـكـمــــــةوالمــوعـظــــةالحســـــنـة.tt
رابط القناة ع التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشـتراك بمجموعات زاد الخطيب الدعـوي
ارسل.اسمك.واتساب.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚:
زاد.الخطـيب.الـدعـــوي.cc
تيلـيجــرام 👈 t.me/ZADI2

🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
الـــتـــألـــف والــــــتراحـــــــــم
من مقاصد الصوم وشهر رمضان
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخطبــة.الاولـــى.cc
الحمد لله خالق كل شيء، ورازق كل حي، أحاط بكل شيء علماً، وكل شيء  عنده بأجل مسمى،  أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره وهو بكل لسان محمود، وأشهد ألا إله إلا الله  وحده لا شريك له وهو الإله المعبود، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الركع السجود، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى اليوم الموعود، وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:-

أيها المؤمنون: أيام قلائل ويحل علينا شهر رمضان يحل علينا هذا الضيف، بعد عام مضى من الأعمال والأفعال والأحداث وهذه هي سنة الله في خلقه وهكذا هي الليالي تُطوى والأيام ، وتتقلص الأعداد والأرقام ، وتنصرم الشهور والأعوام ، والناس قسمان ، قسم قضى نحبه ، مرتهن بعمله ، حسابه على ربه ، وقسم ينتظر ، فإذا بلغ الكتاب أجله ( فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) [يونس/49]  فطوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً ، وطوبى لمن صدقت نيته ، وطابت سجيته ، وحسنت طويته ، فكم من الناس من ينتظر شهر رمضان بلهفة وشوق ، لينهل من بركاته ، ويغترف من خيراته ، فهو المعين الدافق ، والنهر الخافق ، وهو شهر النفحات والرحمات الربانية وما أحوجنا إليها في زمن ضعف فيه الإيمان وفسدت فيه الكثير من القيم والأخلاق وقست القلوب وزاد القلق وكثرت الهواجس وضعف اليقين بما عند الله وما أعده لعباده .. فما أحوجنا لهذه النفحات الربانية  .. عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم ) (حسن )"انظر الصَّحِيحَة للألباني : 1890" والنفحة:هي الدفعة من العطية.. وقد أجمل سبحانه نفحات هذا الشهر بقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [البقرة:183].

معاشر المسلمين: الصوم وشهر رمضان يكسبان المسلم روحانية ورقة في القلب ولين في السلوك وسعة في النفس، فيظهر ذلك في تعامله مع أخوانه في المجتمع، فيثمر ذلك العفو والتسامح والبذل والعطاء وتقديم النفع وكف الأذى، فيكون ذلك زاد لبقية العام بل للحياة جميعاً والموفق من هداه الله لنيل هذه المطالب وهذه الرتب، وفي شهر رمضان يكون الإنفاق أعظم؛ لأنه يتزامن مع الصيام والقيام وقراءة القرآن، فكيف بمسلم يقرأ قول الله -عز وجل-: (مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) [البقرة:245]، أو يقرأ أو يسمع قول الله -عز وجل-: (وَمَا أَنفَقْتُمْ مّن شَىْء فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ:39]، ثم لا يسارع إلى الإنفاق والبذل والعطاء؟! كلٌّ بما يستطيع، فكم من جائع ومحتاج ويتيم ومسكين ومريض وغارم يحتاج إلى مَن يقف بجانبه ويمد يد العون له! ولن يضيع ذلك عند الله.

عبــــــــاد الله: لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس في رمضان وغير رمضان، أخرج البخاري من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان يدارسه القرآن في كل ليلة من ليالي رمضان، فلَرسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة، وفي الحديث القدسي: قال الله -عز وجل-: "أنفِقْ يا ابن آدم أنفقْ عليك" (البخاري ومسلم).
وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا) رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان، وصححه الترمذي وابن حبان.

وعند ابن خزيمة والنسائي بلفظ: (من جهّز غازيا أو جهّز حاجا أو خلفه في أهله أو فطّر صائما، كان له مثل أجورهم، من غير أن ينقص من أجورهم شيء).

وفي شهر رمضان يجتمع المسلمون في المساجد لأداء الصلوات فتزداد اللفة بينهم، وتجتمع الأسر والأقارب والجيران على موائد الأفطار، وربما لم يجتمعوا من شهور,

وفي شهر رمضان يبحث الناس عن المحتاجين والفقراء وتخرج الزكاة، وفي ذلك دافع للتآلف والتراحم بين الناس، وبين الأغنياء والفقراء، فيصب كل ذلك في مصلحة المجتمع والأمة

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

صور من جود وكرم الصَّحابة - رضي الله عنهم أجمعين:
أما من تربى في مدرسة العطاء ممن وصفهم رب الأرض و السماء بقوله ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ ش

ُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9].

فهذا من قال فيه ربه - عز و جل- ﴿ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى ﴾ [الليل: 17 - 21].

إنه صديق هذه الأمة وفاروقها عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطَّاب، يقول: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدَّق، فوافق ذلك عندي مالًا، فقلت: اليوم أسبق أبا بكرٍ إن سبقته يومًا، قال: فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله، وأتى أبو بكرٍ بكلِّ ما عنده، فقال: يا أبا بكرٍ ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسبقه إلى شيءٍ أبدًا)). رواه أبو داود.

أمة الإسلام لن تنالوا البر و لن تنالوا الجنة إلا بالبذل و العطاء كما كان حال سلفكم أكثر أنصاريٍّ بالمدينة مالًا، وكان أحبَّ أمواله إليه بيرحى ، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب مِن ماءٍ فيها طيِّبٍ، قال أنسٌ: فلمَّا نزلت هذه الآية: ﴿ لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92] قام أبو طَلْحَة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنَّ الله يقول في كتابه: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ، وإنَّ أحبَّ أموالي إليَّ بيرحى، وإنَّها صدقةٌ لله، أرجو برَّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بخٍ ذلك مالٌ رابحٌ، ذلك مالٌ رابحٌ، قد سمعتُ ما قلتَ فيها، وإنِّي أرى أن تجعلها في الأقربين))، فقسمها أبو طَلْحَة في أقاربه وبني عمِّه.

• (وقيل: مَرِض قيس بن سعد بن عبادة، فاستبطأ إخوانه، فقيل له: إنَّهم يستحيون ممَّا لك عليهم مِن الدَّيْن، فقال: أخزى الله مالًا يمنع الإخوان مِن الزِّيارة، ثمَّ أمر مناديًا فنادى: مَن كان عليه لقيس بن سعد حقٌّ فهو منه بريء، قال فانكسرت درجته بالعشي لكثرة مَن زاره وعاده).

• وقال عطاء: (ما رأيت مجلسًا قطُّ أَكْرَم مِن مجلس ابن عبَّاس، أكثر فقهًا، وأعظم جَفْنَةً، إنَّ أصحاب القرآن عنده، وأصحاب النَّحو عنده، وأصحاب الشِّعر، وأصحاب الفقه، يسألونه كلُّهم، يصدرهم في وادٍ واسعٍ).

• ذُكر أنَّ عبيد الله بن العبَّاس أتاه سائل وهو لا يعرفه، فقال له: تصدَّق عليَّ بشيءٍ، فإنِّي نُبِّـئت أنَّ عبيد الله بن العبَّاس أعطى سائلًا ألف درهم واعتذر إليه، فقال: وأين أنا مِن عبيد الله فقال: أين أنت منه في الحسب أم في الكَرَم؟ قال: فيهما جميعًا، قال: أمَّا الحسب في الرَّجل فمروءته وفعله، وإذا شئت فعلتَ، وإذا فعلت كنت حسيبًا. فأعطاه ألفي درهم واعتذر إليه مِن ضيق نفقته. فقال له السَّائل: إن لم تكن عبيد الله بن العبَّاس فأنت خير منه، وإن كنت إيَّاه فأنت اليوم خير منك أمس، فأعطاه ألفًا أخرى، فقال له السَّائل: هذه هزَّة كريم حسيب).

• وقال الأصمعيُّ: (حدَّثنا ابن عمران قاضي المدينة، أنَّ طَلْحَة كان يقال له: طَلْحَة الخير، وطَلْحَة الفيَّاض، وطَلْحَة الطَّلَحَات، وأنَّه فدى عشرة مِن أسارى بدر وجاء يمشي بينهم، وأنَّه سُئل برحم، فقال: ما سُئِلت بهذه الرَّحم قبل اليوم، وقد بعت حائطًا لي بتسعمائة ألف درهم وأنا فيه بالخيار، فإن شئت ارتجعته وأعطيتكه، وإن شئت أعطيتك ثمنه).

• وقال المدائني: (إنَّما سمِّي طَلْحَة بن عبيد الله الخزاعي: طَلْحَة الطَّلَحَات، لأنَّه اشترى مائة غلام وأعتقهم وزوَّجهم، فكلُّ مولود له سمَّاه طلحة).

أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبــة.الثانيــة.cc
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.

أما بعد:
العنصر الرابع: نماذج مِن السَّلف في الكَرَم والجُود:
ولقد تشبه الخلف بأخلاق السلف وحالهم:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
إن التشبه بالكرام فلاح

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

العنصر الثاني: جود الله

تعالى على عباده في رمضان:
الله تعالى هو الجواد الذي يجود على عباده في هذا الشهر الكريم وغيره بصنوف الخير والعطايا.

قال الشيخ السعدي رحمه الله: الجواد: يعني أنه - تعالى - الجواد المطلق الذي عم بجوده جميع الكائنات، وملأها من فضله، وكرمه، ونعمه المتنوعة، وخص بجوده السائلين بلسان المقال أو لسال الحال، من بَرّ، وفاجر، ومسلم، وكافر. وقال في موضع آخر: الجواد الذي عم بجوده أهل السماء والأرض، فما بالعباد من نعمة فمنه، وهو الذي إذا مسهم الضر فإليه يرجعون، وبه يتضرعون، فلا يخلو مخلوق من إحسانه طرفة عين، ولكن يتفاوت العباد في إفاضة الجود عليهم بحسب ما منَّ الله به عليهم من الأسباب المقتضية لجوده، وكرمه، وأعظمها تكميل عبودية الله الظاهرة والباطنة، العلمية والعملية، القولية والفعلية، والمالية، وتحقيقها باتباع محمد صلى الله عليه وسلم بالحركات والسكنات.

أيها الأحباب:
وشهر الصيام شهر تظهر فيه معالم فضله وعطائه - جل جلاله - على عباده؛ ففيه يفتح الله لعباده من أبواب العفو والصفح والتوبة والمغفرة ما لا يكون في غيره، ويهيئ لهم من الأسباب ما يعينهم على ذلك في هذا الشهر، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ" رواه الترمذي وصححه الألباني. يفعل ذلك كله - سبحانه وبحمده - تهيئة لجوٍ مناسب للعبادة يعين المسلم على أدائها.

وجعل صلى الله عليه وسلم الصيامَ وقايةً من دخولِ النار فقَالَ: "الصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَحِصْنٌ حَصِينٌ مِنَ النَّارِ" رواه أحمد.

• ومن جوده - سبحانه - أنه جعل الصيام يشفع للصائم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْته الطَّعَامَ وَالشَّهْوَةَ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْته النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيَشْفَعَانِ" رواه أحمد وغيره، وقال الألباني: حسن صحيح.

• ومن جوده - سبحانه - على الصائم في هذا الشهر وغيره أن الصائم إذا خُتم له بالصيام بأن كان آخر أعماله أو مات صائماً دخل الجنة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَ دَخَلَ الْجَنَّةَ" رواه أحمد وصححه الألباني. ومن جوده - سبحانه - في هذا الشهر أَنَّ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"، و"مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" متفق عليهما، و"مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" رواه البخاري، و"مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا ينقصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا" رواه الترمذي وصححه الألباني.

• أيها الآباء:
ومن أعظم الجود أن يجود الله على عبيده بالعتق من النار عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ" رواه الترمذي وصححه الألباني.

فيا أيها الأحباب قد فتح لكم الباب وهيئة لكم أسباب المغفرة والرحمة فلا تبخلوا على أنفسكم ولا تحرموها من جود الله تعالى عليكم: عن مالك بن الحويرث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أَتَانِي جِبْرِيلُ، فقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ" رواه ابن حبان وقال الألباني حسن صحيح.

• ومن جوده - تعالى - عليكم في هذا أن الله جعل الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فانه يصب على أهله العطاء صبا عن أبي هريرة رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، وَالصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ" رواه الترمذي وهو حديث صحيح.

• ومن أعظم جوده - سبحانه - على عباده في هذا الشهر أن جعل فيه ليلة عظيمة قال عنها في محكم التنزيل: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [سورة القدر].

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

إنها صور فريدة، تمثل التطبيق الواقعي لمبدأ الولاء والبراء، فالرابطة الحقيقة هي رابطة الدين والعقيدة، فلا نسبَ ولا صهر، ولا أهلَ ولا قرابة، ولا وطنَ ولا جنس، ولا عصبةَ ولا قومية، حين تقف هذه الوشائج دون ما أراد الله، وإنما الحب والولاء لله ولرسوله وللمؤمنين. أولئك حزب الله، ومن يتولّ

الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هو الغالبون.


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، وصلى الله على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

عباد الله: أيام معدودة وتنسلخ العشرون الأُوَلُ من شهر رمضان، وتدخل العشر الأواخر منه، العشر المباركة، التي هي أعظم أيام رمضان فضلاً، وأرفعُها قدرًا، وأكثرُها أجرًا، تصفو فيها الأوقات للذيذ المناجاة، وتسكب فيها العبرات بكاءً على السيئات، فكم فيها لله من عتيق من النار، وكم فيها من أسير للذنوب وصله الله بعد الجفاء، وكتب له السعادة بعد طول شقاء، إنها الفرصة التي إذا ضاعت فلن تنفع بعدها الحسرات، والأعمار بيد الله: (وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىّ أَرْضٍ تَمُوتُ) [لقمان: 34].

وقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة -رضي الله عنهما- قالت: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله". فلا ينبغي لك أخي أن تفوت هذه الفرصة الثمينة على نفسك وأهلك. وما هي إلا ليالٍ معدودة لعلك تدرك فيها نفحةً من نفحات الرحمن، تكون بها سعادتك في الدنيا والآخرة.

إنه لمن الحرمان العظيم والخسارة الكبيرة أن تجد فئامًا من المحرومين في هذه العشر، رجال دَأبهم سهر في الاستراحات، ومشاهدة للمحرمات، وتسكع في الطرقات، ونساء شغلهن التردد على الأسواق لحاجة وغير حاجة، والانشغال بالتوافه من الأمور.

فاغتنموا -عباد الله-
شريف الأوقات، وبادروا بالأعمال الصالحات، واعملوا وأحسنوا وأبشروا، إن الله لا يضيع أجر المحسنين.

اللهم صلّ على محمد وعلى آل
محمد كما صليت على إبراهيم...
  ============================
ـــــــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــــــ
منــبرالحـكـمــــــةوالمــوعـظــــةالحســـــنـة.tt
رابط القناة ع التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشـتراك بمجموعات زاد الخطيب الدعـوي
ارسل.اسمك.واتساب.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

تُعبَدْ في الأرض"، فالتزمه أبو بكر من

ورائه وقال: حسبك مناشدتُك ربك يا رسول الله، أبشر، فوالذي نفسي بيده لينجزن الله ما وعدك.

ودنت ساعة الصفر، وبدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- يسوّي الصفوف بقدح كان في يده، فإذا بسواد بن غَزِيّة مائل عن الصف، فطعن في بطنه بالقدح وقال: "استوِ يا سواد"، فقال: يا رسول الله: أوجعتني فقدني -يعني يريد القصاص-، فكشف -صلى الله عليه وسلم- عن بطنه وقال: استقد، فاعتنقه سواد وأخذ يقبل بطنه، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "ما حملك على هذا؟!"، قال: يا رسول الله: قد حضر ما ترى، فأردت أن يكون آخرُ العهد بك أن يمس جلدي جلدَك. فدعا له النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وقبل القتال، خرج ثلاثة من خيرة فرسان قريش للمبارزة، كلهم من أسرة واحدة، عتبة وشيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة، فخرج لهم عبد الله بن رواحة وعوف ومعوذ ابنا عفراء، وكانوا من الأنصار فامتنع فرسان قريش من مبارزتهم، فقال -صلى الله عليه وسلم-: قم يا عبيدة بن الحارث، وقم يا حمزة وقم يا علي. فقتل حمزة شيبة، وقتل علي الوليد، واختلف عبيدة وعتبة حتى قطعت رجل عبيدة، ثم حمل حمزة وعلي على عتبة فقتلاه واحتملا عبيدة معهم.

ثم بدأ القتال العام، وشرع النبي -صلى الله عليه وسلم- يحرّض أصحابه على القتال فقال: "قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض"، فقال عُميْر بن الحُمَام: يا رسول الله: أجنة عرضها السماوات والأرض؟! قال: "نعم"، قال: بخ بخ، فقال رسول الله: "ما يحملك على قولك: بخ بخ؟!"، قال: لا والله -يا رسول الله- إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: "فإنك من أهلها"، فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن، ثم قال: إن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، فما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء، فقذف التمرات من يده وأخذ سيفه فقاتل حتى قتل وهو يقول:

ركضًا إلى الله بغيـر زادِ
إلا التُّقى وعَمَلُُ المَعَاِد
والصبرُ في الله على الجهاد
وكلُّ زادٍ عُرضَةُ النفادِ
غيرُ التُّقى والبرِّ والرشادِ

هكذا كان أولئك الأبطال ينظرون إلى الحياة، فهي ممر لا مقر، وكل نعيمها زائل لا محالة، ولن يبقى ولن يدوم إلا نعيم الجنان.

واشتد القتال، وحمي النزال، وأزهقت النفوس، وتطايرت الرؤوس، وثبّت الله المؤمنين، وأمدّهم بالملائكة منزَلين ومسوِّمين ومردِفين.

وأغفى النبي -صلى الله عليه وسلم- إغفاءة، ثم رفع رأسه فقال: أبشر يا أبا بكر، هذا جبريل على ثناياه النقع -أي الغبار-.

وكان رأس الرجل من الكفار يطير لا يدري من ضربه، وكانت يده تطير لا يدري من ضربها.

وقاتل عُكّاشَةُ بن مِحْصَن يوم بدر بسيفه حتى انقطع في يده، فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأعطاه جِذْلاً من حطب، فقال: "قاتل بهذه يا عُكاشة"، فلما أخذه من رسول الله هزَّهُ فعاد سيفًا في يده طويل القامة، فقاتل به حتى فتح الله على المسلمين، ولم يزل يقاتل بهذا السيف حتى قُتل في حروب الردة وهو عنده.

وأما قائد جيش الكفر أبو جهل، فقد التفت حوله عصابة من المشركين، وقالوا: أبو الحكم لا يُخلَص إليه. ولكن هيهات.

قال عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-: إني لواقف يوم بدر، فنظرت عن يميني وشمالي فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، فتمنيت أن أكون بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: يا عماه: أتعرف أبا جهل؟! فقلت: نعم، وما حاجتك إليه؟! قال: أُخبرت أنه يسب رسول الله، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر فقال لي أيضًا مثلها، فلم ألبث أن نظرت إلى أبي جهل وهو يجول في الناس، فقلت: ألا تريان، هذا صاحبكم الذي تسألاني عنه، فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه. ثم احتز رأسه ابن مسعود وجاء به إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فكبر وحمد الله وقال: "هذا فرعون هذه الأمة".

وانجلت المعركة عن نصر عظيم للمسلمين، وانهزمت جموع الكفار وولّت الدبر، مصداقاً لقول الله: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) [القمر: 45]، وقُتِل منهم سبعون، معظمهم من صناديدِهم وأشرافِهم، وعلى رأسهم أبو جهل، وأُسِر منهم سبعون، وفرّ الباقون يجرون أذيال الهزيمة إلى مكة، واستشهد من المسلمين أربعة عشر رجلاً -رضي الله عنهم-، منهم حارثة بن سُراقة، كان قد رُمي بسهم وهو يشرب من الحوض، فأصاب نحره فمات، وقد ثبت في الصحيحين عن أنس أن أم حارثة قالت: يا رسول الله: أخبرني عن حارثة، فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه بالبكاء، فقال رسول الله: "يا أم حارثة: إنها جنان في الجنة، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى".

أيها الأحبة: وفي هذه الغزوة العظيمة دروس كثيرة، أولها:

درس في فضل الجهاد في سبيل الله، الجهاد ذروة سنام الدين، وسبيل عز المؤمنين، وهو أفضل عملٍ يتقرب به العبد لربه بعد الإيمان به، ففي الصحيحين عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله: أي العمل أفضل؟! قال: "الإيمان بالله، والجهاد في سبيله".

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
=========================
ـــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــ
منــبرالحكـمـــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.tt 730155153

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبــة جمعــة بعنــوان :*
*الإدمــان.المعاصــر.الجوال.tt*
*للأســتاذ/ عبــده قـايــد الذريــبــي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبــة.الأولــى.tt*
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه...

أيها المؤمنون: شباب وفتيات، رجال ونساء، بل حتى الصغار وقعوا ضحية للإدمان.. نعم!

الإدمان، إدمان عجيب غريب تجد الواحد لا يستغني عما أدمن عليه إلا وقت النوم فقط، ولكن ليس الإدمان المعهود المعروف إدمان المخدرات والمسكرات، لا!!

بل إدمان من نوع آخر إنه إدمان استخدام الجوال ن تدخل كثيرًا من المجالس، فلا تكاد ترى الجالسين إلا وكل واحد منهم بيده جهازه يتفقده، تدخل إلى المستشفى فتجلس في صالة الانتظار، فتجد الجميع طأطأ رأسه وينظر في جواله، تخرج إلى الشارع، فإذا بك تنظر يمنة ويسرة إلى السيارات المتوقفة المنتظرة، فتجد الجميع السائق والراكب كلهم ينظر في جهازه، تجد الواحد بلا شعور يُدخل يده في جيبه، ويُخرج الجهاز ولو لم يكن له حاجة فيه، يستيقظ النائم من نومه، فيفتح عينيه على جهازه يقلبه دقائق، وهلم جرًّا، نعم هذه هي مظاهر الإدمان وبعضًا من صوره، حتى غدا مرضًا من الأمراض يحتاج إلى علاج.

عباد الله: هذا الجهاز الصغير الذي بين أيدينا جهاز الجوال، جهاز عجيب، ملكه الكبير والصغير، والفتاة والمرأة، بل حتى بعض الأطفال الصغار، فأصبح جزءًا لا يتجزَّء من حياتنا، لا يمكن لنا الاستغناء عنه، فبه تتم المصالح، والأعمال، والاتصالات، والعمليات المالية، تنوعت أشكاله ومهامه وقيمته، هو نعمة من نعم الله علينا قرَّب البعيد، وسهل العسير، ووفر الجهد والوقت، وأُنجزت به كثير من المعاملات، فيه منافع وحاجات، وفي المقابل فيه مآثم، وآفات، وانحرافات.

عباد الله: الجوال كحال كل تقنية جديدة تدخل علينا فيه الخير وفيه الشر، ولكن للأسف أن كثيرًا من الناس اليوم استخدمه فيما لا نفع فيه، بل ربما فيما حرم الله، والحديث عن آفات الجوال الشرعية، والأخلاقية، والاجتماعية، حديثٌ طويل، ولعلنا نشير إلى بعض من ذلك حتى نحذرها ونستشعر خطورتها.

فمن آفاته وسيئاته الأخلاقية، ما يحدث بسببه من العلاقات المحرمة بين الشباب والفتيات، من محادثات ومراسلات، ومواعيد ومقابلات، وقد أجريت عدة بحوث في السجون ودور الملاحظة وسجن النساء، كانت بدايتها مكالمةٌ او رسالة جوال، وقصةُ حب وهمية، ونهايتها جريمةٌ أخلاقية، تدمع لها العين، ويندى لها الجبين.

ومن آفاته مشاهدة ما فيه من مقاطع، وأفلام، وصور سيئة لنساء ومحرمات، وسهولة الدخول على كل موقع وحساب سيء للصغار والكبار.

ومن آفاته ضياع الأوقات فيما لا نفع فيه لا دنيا ولا آخرة، فأصبح الكثير يتنقل فيه ما بين برامجه الكثيرة ( واتس، تويتر، سناب، انستقرام ) وغيرها الكثير، يتصفح ويقرأ ويشاهد، أضاع وقته في ذلك، فكان سببًا لضياع الواجبات، من صلوات، وبر الوالدين، والواجب الوظيفي الموكل به، وواجبات أهل بيته وأولاده، قرب البعيد، ولكنه بعَّد القريب، فالأسرة في مجلس واحد وكأنهم بعيدون عن بعضهم البعض كل مشغول في جواله وفي حاله.

عباد الله: ومن آفاته وسيئاته حدوث الحوادث المرورية بسببه، فكم من سائق ينظر في جواله، ويُقلِّبه ويكتب رسالة ويتصل وهو يقود، وقد يؤدي به ذلك الإهمال إلى حادث مميت قاتل له ولغيره.

ومن آفاته: إيذاء المصلين في المساجد بأصوات الجوال والموسيقى، فإن بعض المصلين يدخل المسجد، ولا يغلق المنبه، فتصدر أصوات الاتصالات فتزعج المصلين.

ومن آفاته حب التصوير لكل شيء وخاصة من قبل النساء والفتيات، فأصبحت بعضهن تصور كل شيء من حين أن تستيقظ إلى أن تنام، كلما أكلت وشربت، وخرجت وسافرت، وذهبت إلى سوق، واشترت شيئًا جديدًا صوَّرت، تصور بيتها وبناتها وأبناءها وهم في أجمل صورة وهيئة، تصور الهدايا التي أهديت إليها وأمور كثيرة، ثم تنشر ذلك في حسابها في السناب أو غيره، وقد تتفاجأ بعد ذلك بمرضها المفاجيء أو مرض زوجها أو ولدها وبنتها، ويكون السبب عين حاسدة أو معجبة بسبب ما رأته من صور وجمال ونعم وخيرات، ربما الكثير ممن يراها لا يملك شيئًا منها.

أيها المؤمنون: ومن آفاته تصوير البعض نفسه في كل مرة وهو يعمل عملا صالحا يتصدق، يصلي، يعتمر، يدعو، يقرأ قرآن، أين الإخلاص وإخفاء العمل ؟، ولا نقول أن كل من صور نفسه في عبادة أنه مراء، لا ! ولكن قد يكون ذلك مدخلًا من مداخل الرياء عليه، خاصة إذا تعوَّد على ذلك، والعمل الصالح الأصل فيه الإخفاء إلا إذا كانت هناك مصلحة في إظهاره.


وللجوال عباد الله، آفاتٌ أخرى اقتصادية: فقد أصبح همًا كبيرًا لكثير من الآباء، بسبب الفواتير بل البعض تجده يستلف ويستدين من أجل شراء جوال بقيمة كذا وكذا وربما كان غالي الثمن، كل ذلك مجاراة لمن حوله من المجتمع.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

الصرخة الحزينة مسامع الأسد الهصور

"المعتصم العباسي" أسرع مهرولاً في قصره وهو يقول مثل الإعصار: "النفير النفير".

وقد خرج بكل ما لديه من جيوش، وأقسم ليهدمن أعز مدينة عند الرومان، وقد كتب وصيته ولبس كفنه وتحنط، وقسَّم ماله: ثلثًا لأهله، وثلثًا للمجاهدين، وثلثًا لمنافع المسلمين، ولم يهدأ له بال ولم يستقر له حال حتى أناخ بساحة عمورية بأكثر من مائة ألف مجاهد من ثلاث جهات، ودخل عمورية -وهي أشرف مدن النصارى، وهي العاصمة الدينية لهم- في السادس من رمضان سنة 223هـ، فهدمها بالكلية، وتركها قاعًا صفصفًا، وأدّب أعداء الأمة تأديبًا هائلاً، ارتدعوا به فترة طويلة، واستعادت الأمة كرامتها.

وكان رمضان منطلَقًا بالأمة إلى العالمية؛ حيث وثب فيه المسلمون وثبتهم الكبرى إلى قلب أوروبا، وقد خرجوا من حدود الجزيرة العربية إلى العالمية، حيث حملوا رايات التوحيد إلى قلب العالم النصراني والوثني، وذلك مبكرًا جدًّا عندما فتح المسلمون جزيرة رودوس سنة 53هـ، ثم وثب المسلمون أكبر وثباتهم وفتحوا الأندلس في معركة وادي لكة الشهيرة سنة 92 هـ، وأصبح غرب القارة الأوروبية مسلمًا يتردد الأذان في جنباته، ثم فتح المسلمون جزيرة صقلية سنة 212هـ، عندما قاد القائد الفقيه المحدث أسد بن الفرات جيوش المسلمين لمعركة سهل بلاطة في التاسع من رمضان سنة 212هـ؛ ليفتح أكبر جزر البحر المتوسط، ويصبح المسلمون على بعد خمسة أميال فقط من إيطاليا؛ حيث مقر النصرانية العالمية.
ثم واصل المسلمون انطلاقهم إلى العالمية لنشر التوحيد بين ربوع المعمورة، وفتح العثمانيون -بقيادة سليمان القانوني- بلجراد عاصمة الصرب في رمضان سنة 927هـ، وأصبحت بلجراد مدينة إسلامية، وانتشرت فيها المساجد، حتى بلغ تعدادها 250 مسجدًا قام الصرب بإحراقها جميعًا بعد سقوط الدولة العثمانية.

وفي رمضان 1094هـ وقف العثمانيون بمائتي ألف مقاتل على أبواب ?ينا -أشهر المدن الأوروبية وعاصمة الدولة الرومانية المقدسة- حتى كادوا أن يفتحوها.

أيها المسلمون: عندما انتصر المسلمون بقيادة سيف الدين قطز على جحافل التتار في الخامس والعشرين من رمضان سنة 658هـ وقضوا على أسطورة التتار الجيش الذي لا يهزم، وكانت تلك الأسطورة قد روعت الناس في كل مكان، حيث بلغ من شدة خوفهم ورعبهم من التتار أن الجندي التتري الواحد يدخل السرداب وفيه مائة رجل فيقتلهم جميعًا وحده بعد أن قتلهم الخوف والفزع من لقاء التتار.

كما حطم المسلمون في حرب أكتوبر سنة 1973م، العاشر من رمضان سنة 1393هـ أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر، وحطموا سور بارليف الذي قال عنه الصهاينة: إنه أحصن وأقوى أسوار العالم، وعرف الصهاينة مرارة الهزيمة، وأخذت شمطاء يهود جولدا مائير تصيح وتولول وتستغيث بالأمريكان: أدركونا فإسرائيل تنهار.

كما حطم المسلمون الأفغان أسطورة الجيش الروسي الذي كان يوصف بأنه أقوى جيوش العالم، وأجبره على الانسحاب وهو يجر أذيال الخيبة والهزيمة الثقيلة في رمضان سنة 1408هـ.

عباد الله: عندما ضرب المسلمون أروع الأمثلة في بيان صدق معدنهم وحقيقة إيمانهم عندما صمدوا وحققوا انتصارات رائعة هي بالمقاييس المادية شبه مستحيلة، يرفضها العقل، وتردها الحسابات الأرضية، فقد كشفوا عن صدق معدنهم في الثاني عشر من رمضان سنة 13هـ، عندما استطاع ثمانية آلاف مسلم بقيادة البطل المثنى بن حارثة أن ينتصروا على مائة وخمسين ألفًا من الفرس المتكبرين المغرورين في معركة البويب في غرب العراق.

وقد كشفوا عن صدق معدنهم في الثالث والعشرين من رمضان سنة 528هـ في معركة "إفراغة" في الأندلس، عندما انتصر أهل مدينة إفراغة في جنوب شرق الأندلس على جحافل الصليبين بقيادة ألفونسو المحارب، الذي جمع الرهبان والقساوسة وأقسم على الإنجيل أن لا يغادر أسوار إفراغة حتى يفتحها ويذبح أهلها جميعًا، ولكن قسمه صادف إرادة حديدية، وعزيمة فولاذية، وإيمانًا راسخًا، تطيش معه الجبال، وانتصر أهل إفراغة، وقتل ألفونسو المحارب تحت أسوار إفراغة.

وقد كشفوا عن صدق معدنهم أيضًا في معركة يلختير في رمضان سنة 1294هـ، عندما انتصر العثمانيون بقيادة أحمد مختار باشا -وكانوا أقل من خمسين ألف مقاتل-، انتصروا على الروس القياصرة -وكانوا أكثر من سبعمائة ألف مقاتل-، في واحدة من أساطير المعارك الدولية بين الروس والعثمانيين في أواخر القرن التاسع عشر ميلادي.

فالله نسأل في عليائه أن يعيد علينا أمثال هذه الانتصارات والكرامات العظمي، وأن يقر أعيننا برؤية نصر الأمة على أعدائها ومن خالفها. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله وحده، وصلاة وسلامًا على من لا نبي بعده، محمد بن عبد الله وعلى من والاه، صلاة وسلامًا دائمين متلازمين إلى قيام الساعة.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

عباد الله! قد أمكنكم من التجارة الرابحة من أوسع لكم مواسمها، ويسَّر لكم الأعمال الصالحة من بيَّن لكم معالمها، ورغَّبكم في الخيرات من وفَّر مغانمها، ودعاكم إلى رفيع الدرجات من منحكم كرائمها.
فيا أيها العاقل! أين ذهب عقلك من شهرٍ تنال فيه درجة الصّدّيقين؟ ويا أيها الحكيم! أين ذهبت حكمتك من شهرٍ النافلة فيه بفريضة، والفريضة بسبعين فريضة فيما سواه.

أيها الناس عموماً! أين أنتم من ليلةٍ العبادة والطاعة فيها خير من العبادة والطاعة في ألف شهر، أي: أكثر من ثلاث وثمانين سنة، وليست إلا في ليالي رمضان؟! فلا تضيعوا أوقاتكم ما دامت أرواحكم في أجسادكم.

وأختم بخمسة أسئلة، وكلنا يجيب عنها في نفسه:

السؤال الأول: من جعل شهر رمضان شهر السهر على القنوات ومتابعة الحلقات هل يبحث عن التجارة الرابحة أم عن الخسارة الفادحة؟

السؤال الثاني: من جعل شهر رمضان شهر النوم والراحة والغفلة وترك الصلوات هل يبحث عن التجارة الرابحة أم عن الخسارة الفادحة؟

السؤال الثالث: من جعل شهر رمضان شهر البطة والدمنة والكيرم والشطرنج ومضغ القات هل يبحث عن التجارة الرابحة أم عن الخسارة الفادحة؟

السؤال الرابع: من جعل شهر رمضان شهر القيل والقال والغيبة والنميمة في المجالس وعلى كل حال هل يبحث عن التجارة الرابحة أم عن الخسارة الفادحة؟

السؤال الخامس: من أدرك رمضان بعد رمضان بعد رمضان فخرج ولم يُغفر له هل حقاً في طريقه هذا سيحظى بالتجارة الرابحة أم الخسارة الفادحة؟

وهناك تنبيهٌ: الخسارة ليس أن تخسر بيتاً أو ذهباً أو منصباً، لا، اسمع الخسارة بارك الله فيك: {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلاَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِين} [سورة الزمر:15]، فكم من الناس لا يرضى لنفسه بالخسارة الدنيوية، أما الخسارة في دينه فلا يبالي، وهذا من أعظم البلاء عافانا الله وإيّاكم، نسأل الله تعالى أن لا يجعلنا وإياكم من الخاسرين.

صلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين، فقد أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام عليه، فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [سورة الأحزاب:56]، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين.
اللهم عليك بأعداء الإسلام المعتدين من اليهود والنصارى والمشركين، اللهم إنَّا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم، فاكفناهم بما شئت، يا قوي يا متين يا شديد العقاب.

اللهم اكفنا شر كل ذي شر أنت آخذٌ بناصيته إن ربي على صراط مستقيم، اللهم اكفنا شر خلقك، اكفنا شر الحاقدين والحاسدين والجاهلين والكافرين والمنافقين.
اللهم احمل المسلمين الحفاة، واكسُ المسلمين العراة، وأطعم المسلمين الجياع، وكن للمستضعفين والمظلومين من المسلمين خير ناصر ومُعين يا رب العالمين، اللهم ألِّف بين قلوب المسلمين، واجمع كلمتهم، ووحِّد صفّهم على كتابك وسنة نبيك، وارزقهم العمل بهما، والدعوة إليهما، والصبر على الأذى في سبيلهما، يا أرحم الراحمين.
اللهم أصلح الراعي والرعية، وارحم الأمة المحمدية.
اللهم أعد علينا رمضان أزمنةً مديدة، وأعواماً عديدة، ونحن في زيادة خير وصحة وعافية، وأمنٍ وإيمان، وسلامة وإسلام، وأعِنّا فيه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، يا أرحم الراحمين.

اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى، ونعوذ بك من النار، {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [سورة الفرقان:74]، {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار} [سورة البقرة:201]، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

تبقَّى من هذا الشهر الكريم، واجتهد كما اجتهد الصالحون.
كان قتادة يختم في كل سبع دائماً، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر في كل ليلة.

وكان زبيدُ اليامي إذا حضر رمضان أحضر المصاحف وجمع إليه أصحابه.
وقال ابن مسعود –رضي الله عنه–: من أحب القرآن أحب الله ورسوله، فمن أحب شيئاً أكثر من ذكره، ولا شيء عند المحبين أحلى من كلام محبوبهم، فهو لذة قلوبهم، وغاية مطلوبهم، كما قال بعض السلف: إذا أردت أن تعرف قدرك عند الله فانظر إلى قدر القرآن عندك.

وكان بعضهم يكثر تلاوة القرآن، ثم اشتغل عنه بغيره، فرأى في المنام قائلاً يقول له:
إن كنتَ تزعُمُ حُبّي
فَلِمَ جفوتَ كتابي
أَمَا تأمَّلتَ ما فيهِ
مِن لذيذِ خِطابي

فيا أيها الغافل المفرِّط! ربح القوم وخسرت، وساروا إلى الله مُسرعين وما سرت، وقاموا بالأوامر وضيَّعت ما به أُمِرت، ألا أرغمت هذه النفس المَهينة، وتذكرت قول الله: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة} [سورة المدثر:38].

- أيها الصائمون! كلنا يرغب في النجاة من النار وغضب الجبار، وكلنا نسأل الله ذلك، فإن كنت صادقاً فيما تقول: فاستمع إلى العرض التجاري الرابح من الرحمة المهداة محمد بن عبد الله –صلى الله عليه وآله وسلم–، روى الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني: عن أبي هريرة –رضي الله عنه– قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم–: ((ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة))

هذا ليس إلا في ليالي رمضان.
إذن: بادر بالاستثمار، ولا تضيِّع وقتك، فإنه من كل ألف نفس يُلقى في النار تسعمئة وتسعة وتسعين؛ وواحد فقط إلى الجنة، فانتهز الفرصة، وكن ذلك الواحد، واسأل ربك بإلحاح النجاة من النار.
يا مذهباً ساعات عمرٍ ما لَهَا
عِوَضٌ وليس لفوتِها إرجاعُ
أنفقتَ عُمرُك في الخسارِ وإنَّهُ
وَجَعٌ ستأتي بعده أوجاعُ

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه، إنَّهُ هو الغفور الرحيم.


*الخطبة الثانية:*
الحمد لله وكفى، وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله.

أمَّا بعدُ: أيها المسلمون! كم من الموتى في قبورهم يبحثون عن عملة الحسنات، يرجون الحسنة الواحدة، فمن يخبرنا عن أحوالهم؟ فأحوالهم ليست معروفة لدينا، وأحوالنا ليست معروفة لديهم، إذن: من يعرف ذلك؟ إنَّهُ الله –جل في علاه–، هل توفي لك أحد أقربائك تريد أن تنفعه وترحم سوء حاله في تلك الحفرة المظلمة: أبوك، أمك، ابنك، أحد إخوانك وأحبابك، أحد أقربائك، أحد جيرانك، تريد أن تنقذه، تحب أن تُكثر حسناته، وتُرفع درجاته، هل تريد حلاً في ذلك؟ أسدى إليك أحد أحبابك في الدنيا معروفاً فأردت أن تكافئه، فمات قبل أن تكافئه، هل تريد مكافأته بعد وفاته؟ هل تريد حلاً في ذلك؟ أنت! أنت! تريد أن يزداد أجرك، ويستمر ثوابك بعد وفاتك؟ فما عليك سوى الاستماع إلى الصادق المصدوق –صلى الله عليه وآله وسلم–، روى مسلم: عن أبي هريرة –رضي الله عنه–: أنّ رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم– قال: ((إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله، إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)).

فبادر أخي الآن بالصدقة، وخاصة الصدقة الجارية ، خاصةً في شهر رمضان، فإن للصدقة والجود في شهر رمضان ميزة خاصة، وقد كان النبي –صلى الله عليه وآله وسلم– أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان،
روى البخاري ومسلم: عن عبد الله بن عباس –رضي الله عنهما– قال: ((كان النبي –صلى الله عليه وآله وسلم– أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل –عليه السلام– يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه النبي –صلى الله عليه وآله وسلم– القرآن، فإذا لقيه جبريل –عليه السلام– كان أجود بالخير من الريح المرسلة))، فكان رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم– حين يلقاه جبريل –عليه السلام– أجود بالخير من الريح المُرسَلة، ولا يُسأل شيئاً إلا اعطاه.

فبادر أخي! بالصدقة الجارية من اليوم تصل ميتك مباشرةً إلى قبره هديةً عظيمة تهديها إليه، فكم من الهدايا لأقربائك وأحبابك الأحياء، بينما أقربائك وأحبابك من سكان القبور ينتظرون هديتك في هذا الشهر الكريم، فيفرحون بها أشد الفرح، فتنوِّر عليهم قبورهم، وتُضاعف أجورهم، فبادر أخي! بادر لا تتأخر، فهم في انتظارك، ومع اليقين بكلام الصادق الأمين تنال ما تريد من أمور الدنيا والدين، فساهم واستثمر أموالك في هذا العرض التجاري الرابح.

ابدأ من هذا اليوم: تفقّد المحتاجين، وابحث عن الفقراء واليتامى والأرامل والمساكين، ولك في السلف الصالح القدوة الحسنة.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
خطبة.جمعة.بعنوان👇

(رمضان طريق إلى باب الريان)

🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الحمد لله ولي الصالحين...ودليل الحائرين...
وهادي المتقين إلى جنات النعيم ...لينالوا جزاء جهدهم بالنعيم المقيم...الذي لايحول ولايزول أبد الآبدين...

نحمده على فضله العميم..

وأشهدأن لا إله إلا الله وحده لاشريك له...ولا ناصر له ولامعين...

إذا شعرت بضيق لا انفراج له
فالجأ إلى الله، لاتلجأ إلى الناس

من يسأل الناس يزدد وحشة وأسى
وسائل الله موعود بإيناس

وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وقدوتنا وقرة أعيننا محمدا بن عبدالله الصادق الأمين...سيد العابدين وإمام المتقين...

إن كنت تبغي للهموم رحيلا
ولمحو ذنبك لو أردت سبيلا

صل على خير الأنام محمد
واحذر هديت بأن تكون بخيلا

صلت ملائكة السماء على النبي
والرب صلى واصطفاه خليلا

صلوا على من جمعكم في فضله
في كل وقت غدوة وأصيلا

صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين..

أمااااابعد:
عبادالله: فأوصيكم ونفسي المخطئةالمذنبة أولا بتقوى الله:
((ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون))...

- أيها الأحبةالكرام:
سيكون حديثنا اليوم حول نعمة عظيمة من نعم الله... وعطية من عطاياه سبحانه..
...أعدها الله لعباده جزاء صومهم.. واجتهادهم في طاعة الله في رمضان،....من حازها فقد حاز الخير كله، ومن نالها فقد فاز وأفلح؛..إنها( الجنة ).. التي يدخلها الصائمون من باب الريان.

هناك تكتمل فرحتهم، ويزول ظمؤهم، وترتاح أبدانهم، وتسعد أرواحهم..
إنها الفرحة الكبرى التي تنتظر الصائمين عند لقاء الله رب العالمين..
وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ؛ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلاَّ الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ. وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ»..

يفرح عند فطره ...لأن الله قواه وأعانه حتى تغلب على شهوة نفسه الأمَّارة بالسوء،.. فروَّض نفسه بالصوم،... وحملها على طاعة الله، وألبسها لباس التقوى.

ويفرح عند لقاء ربه؛... حين ينادى عليه ليدخل الجنة من باب الريان،... وينعم بكرم الكريم المنان، ويسعد برحمة الرحيم الرحمن..

كيف لا يفرح؛ وقد زال عنه عناؤه وشقاؤه، وذهب عنه ظمؤه وجوعه.
كيف لا يفرح؛ وهو ينظر إلى الجنة قد تزينتْ وأعِدّتْ لاستقباله.
كيف لا يفرح؛ وقد وُفق للطاعات والقربات، وتزود من الخيرات والصالحات.
كيف لا يفرح؛ وقد غفرت له الذنوب والسيئات، وتجاوز الله عما كان منه من زلات ومخالفات.
كيف لا يفرح؛ وقد فاز بشفاعة الصيام والقرآن، وأعتقتْ رقبته من النيران، ودخل الجنة من باب الريان.

رمضـان طريق الصائمين إلى باب الريان:

....فقد أعد الله للصائمين بابا لدخول الجنة، لا يدخل منه إلا من صام وصبر على ألم العطش، وسماه بباب الريان، وهومن الرِّيِّ الذي هو ضد العطش، وهو المناسب لحال الصائمين؛ إذ أشد ما يؤلم الصائم هو العطش، وفي هذا تحفيز للصائم على الصبر على ألم العطش طاعة لله، وطمعا في الري الذي لا ظمأ بعده أبدا،.....
فإذا أحسست بالعطش أيها الصائم... فتذكر باب الريان، اصبر على ألم العطش فباب الريان في انتظارك.

ففي الصحيحين عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ»...
- ورمضان شهر التقوى..والتقوى تقود إلى الجنة..
وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 15 - 18]

فهنيئا لك يا من حملتَ نفسك على القيام بين يدي الله، وربّيتَ نفسك على القيام في رمضان.. هنيئا لك يا من أتعبتَ نفسك بالقيام، وصبرتَ على ألم القيام، بُشْرَاك بيوم يزول فيه عناؤك، ويعظمُ فيه أجرك وثوابك..

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

زاد.الخطـيب.الـدعـــوي.cc
تيلـيجــرام 👈 t.me/ZADI2

*دروس.وخـواطـر.رمضـانية.cc1⃣1⃣*
*رمــضـــــان تـربــيـــــة للـمـؤمـنـــين*
=======================

الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبــعــــد :

فإنّ صيام رمضان يُربِّي النفوس المؤمنة على كل خير، بل ويربِّي المجتمع على طاعة ربِّه، ولذا أيّها المسلم في رمضــان :

1- اهتمّ في حياتك بتربيةِ نفسِك على طاعة الله، واهتمّ بتربية أولادك على العبادات العظيمة التي لها أثرها في القلوب والنفوس، ومن تلك العبادات المثمرة :

أ- الصلاة : فلتكن في شهر رمضان محافظاً عليها أشدّ المحافظة، على الفرائض ثم النوافل كقيام رمضان، بل وربِّ نفسك على المحافظة على الصلاة، لقوله تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ على صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴾ [ المعارج : 34 ] .

واعلم أنّك إن أهملت في الصلاة المفروضة فأنت في الصيام أكثر إهمالاً، مهما ادَّعيت المحافظة عليه، حافظ على الصلاة بطهارتها، وخشوعها، وواجباتها، وأثرها عليك، فإنّها تنهى عن الفحشاء والمنكر .

ب- ربِّ أولادك المُمَيِّزين على الصلاة في رمضان وغيره، وهذه التربية الواجبة ( بأمرهم بالصلاة إذا بلغوا سبع سنين، وبضربهم عليها إذا بلغوا عشر سنين إذا امتنعوا ) وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ) رواه أحمد وأبو داود (صحيح) .

ج- رَبِّ أولادك التربية المسنونة
على صيام شهر رمضان، وهذه التربية للأولاد المميزين من الذكور والإناث، والاجتهاد في أن ينشأ الولد على طاعة الله، وقد قالت الرُّبيِّع: ( أَرْسَلَ النَّبِيُّ عليه الصلاة والسلام غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الْأَنْصَارِ مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا فَليَصُمْ قَالَتْ فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا وَنَجْعَلُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ ) رواه الشيخان .

وهذا في عاشوراء لمَّا كان واجباً
قلت : وكذلك رمضان فإننا يُشرع لنا
أن نربي أولادنا على صيامه.

د- وإذا كنت أيّها المسلم لك أولاد مُميِّزون، ودخل عليكم شهر رمضان، فاجتهد أن يصوموا رمضان، واستعدَّ لهم ببعض اللُّعب التي يتسَلّون بها عن الطعام والشراب ( احذر من اللّعب المحرَّمة كالتماثيل، وأدوات الموسيقى، والغناء، أو الصور ونحو ذلك ) ولْيقُم الأب والأم في البيت بالتعاون على هذه التربية للأولاد، ومنح الجوائز للأولاد من الذكور والإناث في شهر رمضان .

ولتكن الأم عيناً على الأولاد بالمتابعة في البيت حسب الاستطاعة، ولْيكن الأب حريصاً على الذهاب بالأولاد الذكور معه إلى المسجد ( ويذهب بهم إلى المسجد )، وليعلم الوالدان أنّ لتربيتهما أثراً بإذن الله، وعليهما أن يتوكّلا على الله، ويلجأ كلُّ واحدٍ منهما إلى ربه ويدعو لأولاده، وقد قال الله تعالى : ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60] .

هـ- أيها الأب والأم، اعملا برنامجاً
لأولادكما في رمضان، بحيث يكون مُسليّاً، ومُفيداً، ومُتناسباً مع أعمار الأبناء والبنات ومستوياتهم، ومُشوِّقاً لهم، ومُرغباً في طاعة الله، ومُقبِّحاً الذنوب والمعاصي .

واعلما أنّكم مسئولون عن الأولاد يوم القيامة، وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) رواه الشيخان. وقال عليه الصلاة والسلام : ( كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ ) رواه الشيخان.

و- أيها الأب والأم، ادعوا لأنفسكما
ولأولادكما وأنتما صائمان، فقد قال عليه الصلاة والسلام : ( ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ دَعْوَةُ الْصَّائِمِ وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُوم ) رواه البيهقي في الشعب (صحيح). وقال عليه الصلاة والسلام : ( ثلاث دعوات لا ترد دعوة الوالد ودعوة الصائم ودعوة المسافر ) رواه البيهقي في السنن الكبرى وحسّنه الألباني رحمه الله .

ربِّيا أنفسكما على دعاء الله في كل
وقت، وعلى اغتنام أوقات الإجـابة .
          والــلــــه الــمــوفــق .

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

..📝 ( *خواطر رمضانية* )

*ﺍﻟﺨﺎﻃﺮة (10) العاشرة*
*((ﻭﺩﺍﻋـــﺎ العشر الأوائل ))*

👋🏻👋🏻👋🏻😥😢

🔵 ﻫﺎ نحن نودع الثلث الأول من شهرنا المبارك نعم نودع الثلث والثلث كثير، نودع ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻣُﻀﻴّﻬﺎ ﺳﺮﻳﻌًﺎ ..
ﻓﻘﻞ ﻟﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﻣﻌﻚ : ﻫﻞ ﻧﺒﺎﺭﻙ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﺃﻡ ﻧﻌﺰﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻷُﻭَﻝ؟
🔴ﻫﻞ ﻧﺒﺎﺭﻙ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻨﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺁﻧﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ..
*ﺃﻡ ﻧﻌﺰﻳﻬﺎ ﻟﺘﻀﻴﻴﻊ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﻫﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻍ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﻧﺼﻴﺐٌ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﺟﺪًّﺍ ﻣﻨﻪ؟!..
⚪ﻫﻞ ﻧﺒﺎﺭﻙ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﻷﻧﻨﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻭﻓﻲ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺘﺮﺍﻭﻳﺢ ..
*ﺃﻡ ﻧﻌﺰﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻀﻴﻴﻌﻬﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ؟..
🔷ﻫﻞ ﻧﺒﺎﺭﻙ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﻷﻧﻨﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺤﻔﻆ السنتنا وﺃﻋﻴﻨﻨﺎ وأسماعنا وجميع جوارحنا ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ..
*أم ﻧﻌﺰﻳﻬﺎ ﻷﻧﻨﺎ عدنا أو ﻣﺎ ﺯﻟﻨﺎ ﻣﺼﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍلحرام ؟..
🔸ﻫﻞ ﻧﺒﺎﺭﻙ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻨﺎ ﺳﺎﻫﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﺇﻓﻄﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﺋﻤﻴﻦ ، ﻭﻓﺮﺣﻨﺎ ﻓﻲ ﻧﻴﻞ ﺍﻷﺟﻮﺭ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ..
*ﺃﻡ ﻧُﻌﺰﻳﻬﺎ ﻟﺘﻜﺎﺳﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ : ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻭﺍﺟﺐ غيرنا؟!..
♦ﻫﻞ ﻧﺒﺎﺭﻙ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ ﻷﻧﻪ ﻣﺎ ﺯﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﻤﺘﻨﺎ ﻭﻧﺸﺎﻃﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﺎﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ..
*ﺃﻡ ﻧﻌﺰﻳﻬﺎ ﻟِﻤﺎ ﺃﺻﺎﺑﻬﺎ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺧﻲ؟.
🔷ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻣﺤﺎﻓﻈﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ؛ فاﺑﺸﺮ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ، ﻭﺍﺣﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺷﻜﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻭﻓّﻘﻚ ﻟﺬﻟﻚ ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﻣﻀﻴِّﻚ ﻗُﺪﻣًﺎ..
* ﻓﻄﻮﺑﻰ ﻟﻤﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺴﺎﺭﻩ!..
* ﻭﻃﻮﺑﻰ ﻟﻪ - ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ - ﺍﻟﻌﺘﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺎﻥ ﻭﻣﻐﻔﺮﺓ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ..
* ﻓﻤﺒﺎﺭﻙ ﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﻭﺍﻟﻈﻔﺮ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﻓﻖ ..
🔶ﻭﺃﻣﺎ ﺇﻥ كنت ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺿﻴَّﻌﻮﺍ ﻭﺃﺳﺮﻓﻮﺍ ﻭﻓﺮَّﻃﻮﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻷﻭﻟﻰ ، ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﺪﺍﺭﻙ ﺑﻘﻴﺔ ﺭﻣﻀﺎﻥ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺜﻠﺜﺎﻥ ، ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ، ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﺘﻖ ﺭﻗﺎﺑًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ..
♦ﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺭﻗﺎﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺗُﻌﺘﻖ ، ﻭﺃﻧﺖ ﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺣﺎﻝ ﺭﻗﺒﺘﻚ..
*ﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ﺻﺤﺎﺋﻔﻬﻢ ﺗﺒﻴﺾ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺯﺍﺭ ، ﻭﺃﻧﺖ ﺻﺤﻴﻔﺘﻚ ﻣﺴﻮﺩﺓ ﻣﻦ تتركالآثام!..
🔶ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﻛﺸﻒ لنا ﺍﻟﻐﻴﺐ، ﻭﺭﺃينا ﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﺿﺎﻋﺖ علينا ، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻓﺎتتنا، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻟﻠﺪﻋﺎﺀ ﺫﻫﺒﺖ علينا، لمُتنا ﺣﺴﺮﺓ ﻭﻛﻤﺪًﺍ ﻋﻠﻰ ﺿﻴﺎﻉ ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﺘﻖ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ !..
🔸ﺃﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ؟.. ﺃﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻘﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ؟.
🔷 إذاً ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺪﺍﺭﻙ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ‏( ﻭﻣﻦ ﺃﺻﻠﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻘﻲ ﻏﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺳﻠﻒ‏) ..
ﻓﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ، وﺩﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺘﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ وﺩﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﻓﻮﺍﺕ ﺍﻷﻭﺍﻥ ..
🔶 ﻟﻨﻌُﺪْ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﻧﺤﺎﺳﺒﻬﺎ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ، ﺛﻢ ﻧﺘﺒﻊ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﺎﺩ ، ﻭﻟﻨﺸﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ، ﻭﻧﺼﺪﻕ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻧﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ..
ﻓﻼ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻨﺸﺮ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﻳﺮﺳﻞ ﻧﻔﺤﺎﺗﻪ .. ﻟﻨﺘﻌﺮَّﺽ ﻟﻨﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ؛ ﻋﻠَّﻪ ﺃﻥ ﺗﺼﻴﺒﻨﺎ ﺭﺣﻤﺔ ﺃﻭ ﻧﻔﺤﺔ ﻻ ﻧﺸﻘﻰ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﺑﺪًﺍ.

*ﻓﻮﺩﺍﻋًﺎ👋🏻👋🏻 ﻳﺎ ﻋﺸﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﻷُﻭَﻝ، ﺳﺎﺋﻼً ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ لي ولكم ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ، ﻭﺃﻥ يجعلنا ﻓﻲ ﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰﻳﻦ، ﻭﺃﻥ يعيننا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﺨﻴﺮ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺘﻮﻻكم ويرعاكم*

*دعواتكم*

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

زاد.الخطـيب.الـدعـــوي.cc
تيلـيجــرام 👈 t.me/ZADI2

*دروس.وخواطـر.رمضـانيـة.cc0⃣1⃣*
*فـــضــــــل قـــيــــــام الــلـــــيــــــــل*
====================

الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبــعــــد :

فإنّ قيام الليل مشروع (مسنون)
وقد ذكر الله تعالى الذين يُصلُّون صلاةَ الليل فقال تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴾ [الفرقان:64]. وقال تعالى: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [ السجدة: 16،17] .

ولذا أيها المسلم اجتهد في رمضان
في قــيام اللــيل، وذلك كــما يلــي :

1- اعلم أنّ النبي عليه الصلاة والسلام قد سنّ لنا قيام شهر رمضان، وفي حديث عائشة لزوج النبي عليه الصلاة والسلام : ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عليه الصلاة والسلام صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ ثُمَّ صَلَّى مِنْ الْقَابِلَةِ فَكَثُرَ النَّاسُ ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنْ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوْ الرَّابِعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ عليه الصلاة والسلام فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ ) رواه الشيخان .

2- وليكن قيامك ( صلاة الليل في رمضان، التراويح) إنّما تقومه إيماناً بالله وبما أعدّه من الثواب لمن قام رمضان، واحتساباً (طلباًً لثواب الله)، ولا يكن الدافع لك إلى القيام في رمضان رياء أو سمعة، أو مال، أو لطلب رياضة المفاصل أو نحو ذلك، فان قمت رمضان إيماناً واحتساباً تحقَّق لك ما قال عليه الصلاة والسلام حيث قال : ( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) رواه الشيخان.

3- وليس لقيام رمضان ( التراويح ) عدد معين محدود لا بد منه، فإذا صلّيت - أيها المسلم- مع الإمام فاستمرَّ معه حتى ينصرف ؛ ليُكتب لك قيام ليلة، وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ ) رواه الترمذي وابن ماجه (صحيح) .

4- لكن الأفضل لك - أيها المسلم-
أن تصلي التراويح مع الإمام الذي يُصلي إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، ويُطيلها ويخشعُ فيها، وكذلك إمام المسجد لو يصلي إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة ويٌطيل فيها فهذا هو الأكمل والأفضل، وفي حديث عائشة رضي الله عنها أنّها سُئلت : كيف كانت صلاة النبي عليه الصلاة والسلام في رمضان ؟ فقالت : ( مَا كَانَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً ) رواه الشيخان . وفي حديث ابن عباسٍ رضي الله عنه أنّه قال : ( كَانَتْ صَلَاةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَعْنِي بِاللَّيْلِ ) رواه البخاري .

5- والأولى لإمام المسجد الذي يصلي بالناس التراويح أن يسلّم بهم من كل ركعتين، ويوتر بواحدة ؛ حتى لا يشُقَّ عليهم، أو يقع عندهم شيء من التشويش، وفي حديث عائشة لقالت : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ عليه الصلاة والسلام يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَهِيَ الَّتِي يَدْعُو النَّاسُ الْعَتَمَةَ إِلَى الْفَجْرِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ ) رواه الشيخان . وقال ع في صلاة الليل : ( مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى ) رواه الشيخان.

وللمصلي أن يسرد وتره خمساً، أو سبعاً، أو تسعاً، ولكن إذا صلّى تسعاً جلس في الثامنة، فيتشهد ثم يقوم فيصلي التاسعة ويتشهد ويدعو ويسلم، ولكنّ السرد إنّما يكون للمصلي إذا صلّى وحده أو بجماعةٍ اختاروا ذلك .

6- والأفضل إطالة الصلاة (صلاة التراويح) أو غيرها من قيام الليل، فعن السائب بن يزيد س قال : ( أَمَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ وَتَمِيمًا الدَّارِيَّ أَنْ يَقُومَا لِلنَّاسِ بِإِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً قَالَ وَقَدْ كَانَ الْقَارِئُ يَقْرَأُ بِالْمِئِينَ حَتَّى كُنَّا نَعْتَمِدُ عَلَى الْعِصِيِّ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ وَمَا كُنَّا نَنْصَرِفُ إِلَّا فِي فُرُوعِ الْفَجْرِ) رواه مالك (صحيح). وقال عليه الصلاة والسلام : ( أَفْضَلُ الصَّلَاةِ طُولُ الْقُنُوتِ ) رواه مسلم .

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وفي شهر رمضان تصوم أمة الإسلام في جميع اقطار الأرض ودول العالم، فيتذكر المسلمون آواصر القربى وأنهم أمة واحدة فتتآلف القلوب التي مزقتها الدنيا وأمواله وشبهاتها وفي ذلك رافد قوي للتآلف والتراحم ليس لأمة غير أمة الإسلام .

عباد الله: التآلف والتراحم من أعظ

م خصال المجتمع المسلم، بل إن ذلك فريضة شرعية وضرورة حياتية لصلاح المجتمع واستقراره وأمنه، ومن هنا كان من مقاصد الصوم تربية المسلمين على التآلف والتراحم بين جميع فئات المجتمع ، قال تعالى (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا ) (النساء 36).. وقال سبحانه وتعالى( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة: 71)..

كما أن الفرد مأمور بإجادة أدائه الاجتماعي بأن يكون وجوده فعالاً ومؤثراً في المجتمع الذي يعيش فيه قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة: 2).. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً»( البخاري: 467) .. وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم حال أفراد المجتمع في تماسكهم وتكافلهم بصورة تمثيلية رائعة حيث قال صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»( مسلم:2586)..

بل لابد للمسلم خاصة في زمن المصائب والشدائد والفتن أن يتنازل عن حظوظ نفسه ومصالحة الشخصية من أجل مصلحة العامة فالطمع والجشع وحب الذات يظهر في النفوس لأنه لا يثبت على الأخلاق العظيمة في مختلف الظروف إلا العظماء .. قال صلى الله عليه وسلم ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات .. وأهل المعروف في الدنيا .. هم أهل المعروف في الآخرة ) ( صححه الألباني في صحيح الجامع ).

أيها المؤمنون /عبــاد الله : -
ما أحوجنا إلى هذه المعاني السامية، وما أشد افتقارنا إلى التخلق بالرحمة والتعاطف والتكافل وهذه القيم العظيمة التي تضمّد جراح المنكوبين، والتي تواسي المستضعفين المغلوبين، وتدخل السرور على المحزونين وتعين المشردين والنازحين بسبب الحروب والصراعات والمشاكل والفتن ولا سيما في هذا العصر، الذي تتعرض فيه كثير من بلاد المسلمين للشدائد والمحن والذي تلاشت فيه الرحمة من أكثر الخلق، وقست فيه القلوب فلا يسمع في هذا العصر لصرخات الأطفال، ولا لأنين الثكلى، ولا لحنين الشيوخ، ولا لكلمة الضعفاء، لا يسمع فيه إلا للغة القوة، ومنطق القدرة، ومبدأ المصلحة الشخصية فأين نحن قول رسول الله صلي الله عليه و سلم: " أحب الناس إلى الله أنفعهم و أحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا و لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا و من كف غضبه ستر الله عورته و من كظم غيظا و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة و من مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام و إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل ". (صحيح الجامع/176) ..

وبين النبي صل الله عليه وسلم صورة من صور المجتمع المسلم وهم في أحلك الظروف وأشد الأوقات فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا ( أي: فني زادهم) فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْـمَدِينَةِ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ"(البخاري (2354)..

وأكد صل الله عليه وسلم على علاقة المسلم بأخيه المسلم فقال: : "الْـمُسْلِمُ أَخُو الْـمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"(البخاري (2310)..وقال صلى الله عليه وسلم :( أيما أهل عرصة بات فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله وذمة رسوله" (صححه الشيخ شاكر في تخريج المسند -4880) ..

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

• قال محمَّد بن صبيحٍ: (لما قدم أبو الزِّناد الكوفة على الصَّدقات، كلَّم رجلٌ حمَّاد بن أبي سليمان في رجلٍ يكلِّم له أبا الزِّناد، يستعين في بعض أعماله، فقال حمَّاد: كم يؤمِّل صاحبك مِن أبي الزِّناد أن يصيب معه؟ قال: ألف درهمٍ، قال: فقد أمرت له بخمسة آلاف درهمٍ، ولا يبذل وجهي إليه، قال: جزاك الله خيرًا، فهذا أكثر ممَّا أمَّل ورجا. قال عثمان: وقال ابن السَّمَّاك: فكلَّمه آخر في ابنه أن يحوِّله مِن كتابٍ إلى كتاب، فقال للذي يكلِّمه: إنَّما نعطي المعلِّم ثلاثين كلَّ شهرٍ، وقد أجريناها لصاحبك مائة، دع الغلام مكانه).

• (وكان أبو مرثد أحد الكُرَماء، فمدحه بعض الشُّعراء، فقال للشَّاعر: والله ما عندي ما أعطيك، ولكن

قدِّمني إلى القاضي وادَّع عليَّ بعشرة آلاف درهم حتى أقرَّ لك بها، ثمَّ احبسني، فإنَّ أهلي لا يتركوني محبوسًا. ففعل ذلك، فلم يُمْس حتى دفع إليه عشرة آلاف درهم، وأُخْرج أبو مرثد مِن الحبس).

• وقال حمَّاد بن أبي حنيفة: (لم يكن بالكوفة أسخى على طعامٍ ومالٍ مِن حماَّد بن أبي سليمان، ومِن بعده خلف بن حوشبٍ).

• و(كان مورقٌ يتَّجر، فيصيب المال، فلا يأتي عليه جمعةٌ وعنده منه شيءٌ، وكان يأتي الأخ، فيعطيه الأربعمائة والخمسمائة، ويقول: ضعها لنا عندك. ثمَّ يلقاه بعد، فيقول: شأنك بها، لا حاجة لي فيها).

• وقال عبد الله بن الوسيم الجمَّال: (أتينا عمران بن موسى بن طَلْحَة ابن عبيد الله نسأله في دينٍ على رجلٍ مِن أصحابنا، فأمر بالموائد فنُصِبَت، ثمَّ قال: لا، حتى تصيبوا مِن طعامنا، فيجب علينا حقُّكم وذمامكم، قال: فأصبنا مِن طعامه، فأمر لنا بعشرة آلاف درهمٍ في قضاء دينه، وخمسة آلاف درهمٍ نفقةً لعياله).

• و(كان هشام بن حسَّان إذا ذكر يزيد بن المهلَّب يقول: إن كادت السُّفن لتجري في جوده).

• و(كان ناسٌ مِن أهل المدينة يعيشون لا يدرون مِن أين كان معاشهم، فلمَّا مات علي بن الحسين، فقدوا ذلك الذي كانوا يُؤْتَون باللَّيل.

• وقال أبو السَّوَّار العدويُّ: (كان رجالٌ مِن بني عدي يصلُّون في هذا المسجد، ما أفطر أحدٌ منهم على طعامٍ قطُّ وحده، إن وجد مَن يأكل معه أكل، وإلَّا أخرج طعامه إلى المسجد، فأكله مع النَّاس، وأكل النَّاس معه).

• و(كان يقال للفضل بن يحيى: حاتم الإسلام... وكان يقال: حدِّث عن البحر ولا حرج، وعن الفضل ولا حرج)

العنصر الخامس: الواجب علينا في هذه الأيام:
أمة الإسلام: الواجب علينا أن نطبق ما سمعنا و أن نترجمه ترجمة حرفية فورية إلى أرض الواقع فنبحث عن الفقراء و المساكين و نسأل عن اليتامى و الأرامل لنخفف عنهم لوعة الفقر و البأساء فلن ننال ما عند الله من نعيم و لن نرافق سيد الأولين إلا بمواساة هؤلاء عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أنا و كافل اليتيم كهاتين في الجنة هكذا و أشار بالسبابة و الوسطى "رواه البخاري.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "السَّاعي على الأرْمَلَةِ، والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله - وأحْسِبُهُ قال - وكالقائم لا يفْتُرُ، وكالصائم لا يُفْطِرُ".

وفي رواية عن صفوان بن سُلَيم، يَرْفَعُهُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "السَّاعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، أو كالذي يصومُ النهار، ويقوم الليل". أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.

============================
ـــــــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــــــ
منــبرالحـكـمــــــةوالمــوعـظــــةالحســـــنـة.tt
رابط القناة ع التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشـتراك بمجموعات زاد الخطيب الدعـوي
ارسل.اسمك.واتساب.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ يُبَشِّرُهُمْ:

" قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، يُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَيُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مِنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ " شعب الإيمان

العنصر الثالث: جود النبي العدنان صلى الله عليه وسلم في رمضان:
أما جود النبي - صلى الله عليه وسلم - فمن سمت روحه و نهلت من معين جود الجواد -جل جلاله- فلا بد أن يتصف بصفاته و هي الجود فقد كان نبيك - صلى الله عليه وسلم - من أجود الناس فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ، حَتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ " أخرجه البخاري ومسلم.

ما قال لاء إلا في تشهده ♦♦♦ لولا التشهد كانت لاؤه نعم

وإنما كان جوده صلى الله عليه وسلم في رمضان خاصةً أكثر لثلاثة أسباب:
السبب الأول: لمناسبة رمضان، فإنَّ رمضان شهر تضاعف فيه الحسنات،
وترفع فيه الدرجات، فيتقرب فيه العبيد إلى مولاهم بكثرة الأعمال الصالحات.
السبب الثاني: كثرة قراءته صلى الله عليه وسلم للقرآن في رمضان، والقرآن فيه آيات كثيرة في الحث على الإنفاق في سبيل الله،
والتقلل من الدنيا والزهد فيها والإقبال على الآخرة، فيكون في ذلك تحريك لقلب الإنسان
لأن ينفق في سبيل الله، وحري بكل من يقرأ القرآن أن يكثر من الصدقة في سبيل الله.
السبب الثالث: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلقى جبريل في كل ليلة،
ولقاؤه لجبريل من باب مجالسة الصالحين، ومجالسة الصالحين تزيد في الإيمان وتحث على الطاعة،
فلذلك كان صلى الله عليه وسلم يكثر من الصدقة في رمضان.

• صور مِن كرم النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وجوده:
لقد مثَّل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى والقدوة الحسنة في الجُود والكَرَم، فكان أجود النَّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان، فكان أجود بالخير مِن الرِّيح المرسلة.
(وقد بلغ صلوات الله عليه مرتبة الكمال الإنساني في حبِّه للعطاء، إذ كان يعطي عطاء مَن لا يحسب حسابًا للفقر ولا يخشاه، ثقة بعظيم فضل الله، وإيمانًا بأنَّه هو الرزَّاق ذو الفضل العظيم).

أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئا إلا أعطاه، ولقد جاءه رجل فأعطاه غَنما بين جبَلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلِمُوا، فإن محمدا يعطي عطاءَ من لا يخشى الفقر، وإن كان الرجلُ لَيُسْلِمُ ما يُرِيد إلا الدنيا، فما يلبثُ إلا يسيرا حتى يكون الإسلام أحبَّ إليه من الدنيا وما عليها". أخرجه مسلم.

عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لو أن لي مثل أحد ذهبا ما سرني أن يأتي على ثلاث ليال وعندي منه شيء إلا شيء أرصده لدين ". أخرجه البخاري.

(إنَّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم، يقدِّم بهذا النَّموذج المثالي للقدوة الحسنة، لاسيَّما حينما نلاحظ أنَّه كان في عطاءاته الفعليَّة، مطبِّقًا لهذه الصُّورة القوليَّة التي قالها، فقد كانت سعادته ومسرَّته عظيمتين حينما كان يبذل كلَّ ما عنده مِن مال.
ثمَّ إنَّه يربِّي المسلمين بقوله وعمله على خُلُق حبِّ العطاء، إذ يريهم مِن نفسه أجمل صورة للعطاء وأكملها).

• وعن جبير بن مطعمٍ، أنَّه بينا هو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه النَّاس، مقبلًا مِن حنينٍ، عَلِقَتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى سَمُرَةٍ، فَخطِفَتْ رداءه، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أعطوني ردائي، فلو كان عدد هذه العِضَاهِ نَعَمًا، لقسمته بينكم، ثمَّ لا تجدوني بخيلًا، ولا كذوبًا، ولا جبانًا)). رواه البخاري.

(( مَقْفَلَهُ )) أيْ: حَال رُجُوعِه. وَ(( السَّمُرَةُ )): شَجَرَةٌ. وَ(( العِضَاهُ )): شَجَرٌ لَهُ شَوْكٌ.

فما أعظم كرمه وجوده وسخاء نفسه، صلى الله عليه وسلم، وما هذه الصِّفة الحميدة إلَّا جزءٌ مِن مجموع الصِّفات التي اتصف بها حبيبنا صلى الله عليه وسلم، فلا أبلغ ممَّا وصفه القرآن الكريم بقوله: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚:
زاد.الخطـيب.الـدعـــوي.cc
تيلـيجــرام 👈 t.me/ZADI2

🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
رمضـان شهـر الكـرم والجــود
للشيــخ/ السيــد مــراد ســلامــة
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

عناصر الخطبة:
العنصر الأول: فضل الجود والكرم.
العنصر الثاني: جود الله تعالى على عباده في رمضان.
العنصر الثالث: جود النبي العدنان صلى الله عليه وسلم في رمضان.
العنصر الرابع: نماذج مِن السَّلف في الكَرَم والجُود.
العنصر الخامس: الواجب علينا في هذه الأيام.

الخطبــة.الأولــى.cc
الحمد لله المجيب لكل سائل، التائب على العباد فليس بينه وبين العباد حائل.
جعل ما على الأرض زينة لها، وكل نعيم لامحالة زائل.
حذر الناس من الشيطان وللشيطان منافذ وحبائل.
فمن أسلم وجهه لله فذاك الكيّسُ العاقل، ومن استسلم لهواه فذاك الضال الغافل.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تنزه عن الشريك وعن الشبيه وعن المشاكل.
من للعباد غيره؟ ومن يدبر الأمر؟ ومن يعدل المائل؟ من يشفي المريض؟ من يرعى الجنين في بطن الحوامل؟
من يجيب المضطر إذا دعاه؟ ومن استعصت على قدرته المسائل؟
من لنا إذا انقضى الشباب وتقطعت بنا الأسباب والوسائل؟

لبِسْتُ ثَوبَ الرَّجَا وَالنَّاسُ قَدْ رَقَدُوا
وَقُمْتُ أَشْكُو إِلَى مَولَايَ مَا أَجِدُ!
وَقُلْتُ: يَا عُدَّتِي فِي كُلِّ نائبَةٍ
وَمنْ عَلَيْهِ لِكَشْفِ الضُّرِّ أعْتَمِدُ!
أَشْكُو إِلَيْك أُمُورًا أَنْتَ تَعْلَمُهَا 
مَا لِي عَلَى حِمْلهَا صَبْرٌ وَلَا جَلَدُ!
وَقَدْ مَدَدتُّ يَدِيْ بِالضُّرِّ مُبْتَهِلًا
إِلَيْكَ يَا خَيرَ مَنْ مُدَّتْ إِلَيْهِ يَدُ!
فَلَا تَرُدَّنَّهَا يَا رَبِّ! خَائِبَةً
بَحْرُ جُودِكَ يَرْوِي كُلَّ مَنْ يَرِدُ!

ونصلي ونسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..
إلهي لا تعذبني فإني
مقر بالذي قد كان مني
ومالي حيلة إلا رجائي
وعفوك إن عفوت وحسن ظني
فكم منزلة لي في البرايا
وأنت علي ذو فضل ومن 
إذا فكرت في ندمي عليها
عضضت أناملي وقرعت سني
يظن الناس بي خيراً وإني
لشر الناس إن لم تعف عني

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [الأحزاب: 69، 70].

أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثاتها بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أمة الحبيب الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم حدثنا اليوم عن "فيض الودود في بيان أن رمضان شهر الكرم والجود" فهيا عباد الله لنتعرف على تلك المنزلة ولنرى فيض الله تعالى على عباده في شهر رمضان فبحار جوده زاخرة.

العنصر الأول: فضل الجود والكرم
• اعلموا عباد الله أن ثواب الجود والإنفاق عظيم، وقد رغَّبنا الله فيه في أكثر من موضع من القرآن الكريم، قال الله - تعالى -: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261].

وقال تعالى: ﴿ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 272].

وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 274].

• الكرم بركة للمال، عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفاً ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً [متفق عليه].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما نَقَصَ مال من صدقة -أو ما نقصتْ صدقة من مال -وما زاد اللهُ عبدا بعفْو إِلا عزّا، وما تواضَعَ عبد لِلهِ إِلا رَفَعَهُ اللهُ". أخرجه مسلم، والترمذي.

أخي المسلم: لكل هذه الفضائل فإن المسلم يحب أن يكون كريمًا، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه قال: قال رسول الله: "لا حَسَد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار". [البخاري].

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

إن منزلة الجهاد منزلة عظيمة لا يصل إليها إلا مَن عظمت الآخرة في نفسه،

وهانت الدنيا عنده، ورسخت محبة الله في سويداء قلبه، فعاش بالله ولله ومع الله.

بهذه العقيدة الصحيحة ربى الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصحابه، فتسابقوا للجهاد، وواجهوا أعداء الله بثبات وإيمان، وحرصوا على الموت حرص غيرهم على الحياة، فنصر الله بهم الدين، وجعلهم أحياءً في الدارين، فهم أحياءٌ فوق الأرض بالعزةٍ والتمكين، وهم أحياءٌ تحت الأرض عند ربهم يرزقون.

وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن هذه الأمة عزّها في الجهاد، متى ما رفعت راية الجهاد كانت عاقبتها النصر والعزة والتمكين، ومتى ما استكانت ورضيت بالقعود وتركت الجهاد ضربت بالذلة، وتسلط عليها أعداؤها.

قال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلّط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم". رواه أحمد وأبو داود عن ابن عمر وصححه الألباني.

وإذا عرفنا فضل الجهاد والاستشهاد، فإن الجهاد لا بد له من إعداد واستعداد.

إن غزوة بدر لم تكن مقطوعة الصلة بما سبقها من تربية طويلة بمكة ثم بالمدينة، حتى إذا قويت شوكة النبي -صلى الله عليه وسلم- وقوي عود أصحابه شرع الله لهم الجهاد.

ليس الجهاد بأعمال طائشة، يقوم بها بعض المتهورين، دون علم راسخ، ونظر في المصالح والمفاسد.

ولهذا قرّر أهل العلم أن الأمة متى ما ضعفت أو كانت المصلحة في ترك الجهاد، فإن الأمة تؤخّر الجهاد أعني جهاد الطلب، ويبقى جهاد الدفع واجبًا بقدر الاستطاعة إذا دهم العدو بلاد المسلمين.

في هذه الغزوة تجلّت صور الحب الحقيقي لله ورسوله، والاستجابة لله وللرسول، وبرزت صفحات من البطولة والتضحية.

كان الصحابة يتسابقون إلى ساحات الجهاد، ويتنافسون على القتال في سبيل الله ونيل الشهادة، بل كان لصغار الصحابة نصيب من هذه البطولات، فهذا عمير بن أبي وقاص أخو سعد، حضر غزوة بدر وعمره ستة عشر عامًا، وكان قبل المعركة يتخفى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى لا يراه فيردَّه بسبب صغره، وسرعان ما اكتشف هذا البطل الصغير، فيؤتى به إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما رآه صغيرًا ردّه عن المشاركة في المعركة، فتولى وهو يبكى، فلمّا رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- بكاءه وإصراره أجازه، فدخل المعركة، فقاتل حتى قتل، رضي الله عنهم أجمعين.

عبـاد ليل إذا جن الظـلام بهم
كم عابدٍ دمـعه بالـخد أجراه
وأسد غاب إذا لاح الجهـاد بهم
هبوا إلى الموت يستجدون لقياه
يا رب فابعث لنا من مثلهم نفرًا
يشيدون لنـا مـجدًا أضعـناه

درس في نصر الله تعالى لأوليائه، حيث استجاب الله دعاء رسوله وأصحابه، ونصر حزبه، وأنجز وعده، مع وجود الفارق في العدد والعدة: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ) [آل عمران: 123]، لقد أراد الله سبحانه أن يعرف المسلمون على مدى التاريخ أن النصر سنةٌ من سنن الله، وهو سبحانه إنما ينصر من ينصره، فليس النصر بالعدد والعدة فقط، وإنما هو بمقدار اتصال القلوب بقوة الله: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) [آل عمران: 126].

ونحن اليوم قبل أن نقول: أين نصر الله؟! نقول: أين المسلمون؟!

ومـا فتئ الزمان يدور حتى
مضـى بالمجـد قوم آخرونَ
وآلَمني وآلـم كـلَّ حـر
سؤال الدهر: أين المسلمونَ؟!

أين المسلمون، واليهود يدنسون المسجد الأقصى وينتهكون الحرمات في الأرض المباركة؟! أين المسلمون وديار الإسلام تضيع الواحدة تلو الأخرى؟!

لقد أصبح المسلمون اليوم مع كثرتهم غثاءً كغثاء السيل، كما أخبر عن ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

وإذا أراد المسلمون نصر الله فلينصروا الله بالتمسك بدينه أولاً، ثم بالأخذ بأسباب النصر من قوةٍ وعُدة: (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الروم: 4، 5].

يا قدس مهما الليل طال*** فلن يـدوم الاحتلال
الكفر ولّى لـن يعـود*** ولست في هذا مغال
الفجـر آتٍ لا مـحال * والظـلام إلى زوال
لاحت تباشـير الصباح * وجاء دورك يا بلال

ومن دروس هذه الغزوة، أن رابطة الدين وعقيدة الولاء والبراء أعظم من كل العلاقات والقرابات والأنساب.

ها هو عبد الرحمن بن أبي بكر بعدما أسلم، يقول لأبيه أبي بكر -رضي الله عنه-: لو رأيتني وأنا أُعرِض عنك في بدر حتى لا أقتلَك، فقال أبو بكر: أما إني لو رأيتك وقتئذٍ لقتلتك. ويقابل أبو عبيدة -رضي الله عنه- أباه في المعركة فيقتلَه. ويمر مصعب بن عمير بعد نهاية المعركة ورجل من الأنصار يأسِرُ أخاه أبا عزيز، فيقول مصعب: شدَّ وثاقه فإن أمَّه ذاتُ مال، فيقول أخوه: أهذه وصاتك بي؟! فيقول مصعب: هو -أي: الأنصاري- أخي دونك.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚:
زاد.الخطـيب.الـدعـــوي.cc
تيلـيجــرام 👈 t.me/ZADI2

🎤
خطبة.جمعة.بعنوان.cc
الــــــذكــــــــــــرى فـي دروس
غـــــــــزوة بـــــــدر الـــكـــــــــبرى
للشيح/ سـامي بن خـالد الحـمـــود
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

أهداف وعناصر الخطبة :
1/ ملابسات ملحمة بدر 2/ أحداث الغزوة الكبرى 3/ درس في منجية الشورى في الإسلام 4/ دروس مستفادة من غزوة بدر 5/ الاجتهاد في الطاعة في العشر الأواخر

الخطبـــة.الاولـــى.cc
عباد الله: ملحمة من ملاحم التاريخ، وحادثة فرّق الله بها بين الحق والباطل، كانت هذه الملحمة قبلَ أكثرَ من ألفٍ وأربعِمائةِ سنة، وفي شهر رمضان، شهرِ الجهاد والفتوحات، فبين الصيام والجهاد علاقة وثيقة، وصلة عميقة، فالصيام مجاهدة للنفس والشهوات والشيطان، والجهاد مغالبة لأعداء الرحمن.

بدأت الأحداث بعد مضي ليالٍ من رمضان في السنة الثانية بعد الهجرة، حيث بلغ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- خبرُ قافلةٍ تجاريةٍ قادمة من الشام إلى مكة، يقودها أبو سفيان وفيها أموال قريش، فندب -صلى الله عليه وسلم- المسلمين أن يخرجوا لاعتراضها لعل الله يكتُبها لهم، ويعوضُهم بعض ما أخذت منهم قريش عندما هاجروا من مكة.

خرج رسول الله بنفسه في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً من المهاجرين والأنصار، وكانت راية المهاجرين مع مصعب بن عمير وعلي بن أبي طالب، وراية الأنصار مع سعد بن معاذ، ولم يكن معهم سوى سبعين بعيرًا وفرسين، فكان الرجلان والثلاثة يتناوبون على ركوب البعير الواحد بما فيهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

وعند أحمد بإسناد حسن عن عبد الله بن مسعود قال: كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير، وكان أبو لبابة وعلي زميلَي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فإذا كان عقبة -يعني نوبة- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المشي قالا: اركب -يا رسول الله- حتى نمشي عنك، فيقول: "ما أنتما بأقوى على المشي مني، وما أنا بأغنى عن الأجر منكما".

وبلغ أبا سفيان خروجُ المسلمين لملاقاة القافلة، فبعث رجلاً اسمه ضَمْضَم الغفاري إلى مكة يستصرخ قريشًا أن ينفروا لحماية تجارتهم، فنهضوا مسرعين، وخرجوا من ديارهم كما قال -عز وجل-: (بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ) [الأنفال: 47].

ثم إن أبا سفيان انحرف إلى ساحل البحر فنجت القافلة، وكتب إلى قريش أن ارجعوا فإنما خرجتم لتحرِّزوا تجارتكم، فأتاهم خبرُه فهمّوا بالرجوع، فانبعث أشقاهم أبو جهل فقال: والله لا نرجع حتى نقدَمَ بدرًا فنقيمَ فيها، نطعمُ من حضرنا، ونسقي الخمر، وتعزفُ علينا القِيَان، يعني المغنيات، وتسمعُ بنا العرب، فلا تزال تهابنا أبدًا وتخافنا.

ولما بلغ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- خبرُ خروج قريش استشار أصحابه، فتكلم أبو بكر ثم عمر ثم المقداد فأحسنوا، ثم استشار النبي -صلى الله عليه وسلم- الناس مرة أخرى، فعلم الأنصار أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إنما يعنيهم، فقال سعد بن معاذ: كأنك تُعرض بنا يا رسول الله، وكأنك تخشى أن تكون الأنصار ترى حقًّا عليها أن لا تنصرك إلا في ديارهم، وإني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم: فامض بنا حيث شئت، وصِل حبل من شئت، واقطع حبل من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، وأعطنا منها ما شئت، وما أخذت منها كان أحبَ إلينا مما تركت، فوالله لئن سرت بنا حتى تبلغ البَرْك من غمدان -أقصى الجزيرة- لنسيرن معك، ووالله لئن استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك، ثم تكلم المقداد بمثل ذلك، فأشرق وجه الرسول بما سمع منهم وقال: "سيروا وأبشروا، فإن الله وعدني إحدى الطائفتين، وإني قد رأيت مصارع القوم".

وسار النبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون إلى بدر، حتى نزلوا في أدنى ماء من بدر، فقال الحُبابُ: يا رسول الله: أرأيت هذا المنزل، أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟! قال: "بل هو الرأي والحرب والمكيدة"، فقال الحُباب: يا رسول الله: فإن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى تأتي أدنى ماء من القوم منزلة، ونغوّر ما وراءه من الماء، ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أشرت بالرأي"، وأخذ برأي الحباب.

وفي هذا الموقف درس في منهج الإسلام في الشورى والرأي، فما كان أمرًا لازمًا من الله فلا مجال للتقدم عليه أو التأخر عنه، وإنما الواجب إزاءه التنفيذ والالتزام. وأما ما كان من باب الرأي وتدبير أمور الدنيا وتقدير المصلحة فهو باب الاجتهاد بالعقل والاستشارة في الرأي.

وبينما المسلمون في بدر إذ لاح لهم جيش قريش، وكانوا قرابة الألف مدججين بالسلاح، معهم مائةُ فرس، وستمائةِ درع، وجمالٌ كثيرة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم هذه قريش جاءت بخيلائها وفخرها، تجادل وتكذب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني"، وقام ورفع يديه واستنصر ربه وبالغ في التضرع، ورفع يديه حتى سقط رداؤه وهو يقول: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تَهلِك هذه العصابةُ من أهل الإسلام لا

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ومن مفاسد الجوال ما يقع في الرسائل من مخالفات شرعية، فالمتابع لهذه الرسائل يجد أنها أصبحت مكانًا للكلام الساقط والبذيء، أو التافه الذي لا ينفع، وقد يتناقل بعض الناس رسائل قد يكون ظاهرها الخير، لكنها تشتمل على بعض المحظورات الشرعية من بدع ومخالفات، وأحاديث ضعيفة غير صحيحة، وإشاعة أخبار غير صحيحة.


عباد الله: كم من شبابنا وللأسف، ممن أدمنوا النظر إلى المقاطع الخليعة وصور النساء شبه العاريات، ولم يكتفوا بحفظها والنظر إليها فقط، بل راح كثير منهم ينشرونها ويتناقلونها بين أصحابهم وأقرانهم، ويهدونها إلى من يعرفون ومن لا يعرفون ؛ ولا يدركون مغبة ما يفعلون، فكم من السيئات كتبت في صحائفهم، وكم من الأخلاق هدمت بسببهم، يقول تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19].

تخيل معي هذا المشهد المتكرر!! أحدهم يرسل لصاحبه صورة واحدة فقط أو مقطعًا محرمًا، بل أقل الأمر صورة لامرأة متبرجة، فيقوم الثاني بإرسالها لغيره، والثالث إلى الرابع، وقد تصل كما تعلمون الرسالة في يوم أو يومين إلى مئة أو مئات، أو ربما آلاف الأشخاص، وقد ترسل إلى مشرق الأرض ومغربها، في دقائق أو ساعات، كل هؤلاء الذين وصلتهم الرسالة التي تحوي على أمر محرم، يحمل وزرهم جميعًا مرسل الرسالة الأولى ومن شارك في إرسالها، وكثير من الناس يتساهلون في مثل ذلك، ولا يستشعرون خطورة هذا الأمر، هذا لمن أرسل رسالة واحدة فقط ومقطع واحد، فكيف بمن يرسلون المقاطع والصور الكثيرة المحرمة، قال الله تعالى: ﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ [النحل: 25]، وفي حديث أبي هريرة عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثلُ آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا».


عبد الله: تذكر قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36]، فكل نظرة نظرتها عيناك، وكل استماع سمعته أذناك، وكل حرف وكلمة كتبتها يداك، وكل نية سيئة نواها قلبك، أنت مسؤول ومحاسب عنها يوم القيامة، لنتق الله جميعا في هذا الجهاز وليكن حجة لنا لا علينا، شاهد لنا لا علينا، طريق إلى دخولنا الجنات وزيادة الحسنات، ولنحذر أن يكون طريق لا قدر الله إلى دخول النيران وزيادة السيئات، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: 24].


أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا كما أمر، والشكر له وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، والصلاة والسلام على سيد البشر، وشفيعهم في المحشر، وعلى آله وصحبه أجمعين:

عباد الله: لنضع حدًا وعلاجًا لهذا الإدمان، ومن علاج ذلك محاولة التقليل من استخدام الجوال إلا في أوقات مختلفة، وألَّا يكون في كل وقت وحين، وأن نعوِّد أنفسنا في بعض الأوقات سواء كنا بمفردنا أو مع الناس أن نجلس بدونه ولا نخرجه إلا وقت الحاجة فقط، ومن العلاج أن نجعله في غرفة أخرى بعيدًا عن مكان جلوسنا خاصة في وقت النوم، كذلك أن يترك أفراد الأسرة الأجهزة عند جلوسهم مع بعضهم البعض.

أيها المؤمنون: كما أن للجوال مفاسد وآفات، فله كذلك فوائد ومنافع وخيرات، فالعاقل من استخدمه في ما ينفعه ويقربه إلى ربه، فبالجوال نقرأ آيات من القرآن من تلك التطبيقات الكثيرة للقرآن، وبه يصل المرء والديه، ويقضي حوائجهما، وبه يصل رحمه، وأقرباءه، وأصدقاءه، وبالجوال يسمع ما يرضي الله من مقاطع توعوية وتوجيهية، وقرآن، وبرسائل الجوال يستطيع المرء أن ينصح، ويوجه، ويرشد الناس، ويذكرهم بالأعمال الصالحات، كالصيام، والاستغفار، وذكر الله، والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبرسائل الجوال يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، كثير منا أيها الكرام ربما لا يستطيع أن يواجه الأخرين بالنصيحة خجلًا منهم، ولكن عن طريق الرسالة يسهل فعل ذلك بدون إحراج.

نعم أيها الكرام!! فبالجوال نستطيع أن نكسب آلاف الحسنات، وندعو إلى الخيرات، فاتقوا الله عباد الله، واشكروا نعمة ربكم بأن سخر لكم هذه الأجهزة، وتعاهدوا أبناءكم وبناتكم بالرعاية والرقابة، والنصح والتوجيه، وبيان مخاطر سوء استخدام هذه الأجهزة، جعلنا الله وإياكم من عباده الشاكرين، وحمانا وذرياتنا..

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

أما بعد: هكذا رأينا -عباد الله- كيف كان شهر رمضان هو شهر الانتصارات الرائعة لأمة الإسلام، وهي الانتصارات التي ضربت أروع الأمثلة على صدق معدن المسلمين، وكيف أنهم قد انطلقوا خلال هذا الشهر المبارك إلى ا

لعالمية، ووثبوا بإسلامهم إلى قلب القارة الأوروبية، وحطموا كل الأساطير القديمة والحديثة عن أعداء الأمة، وحطموا معها الأوهام وكسروا حاجز الخوف.

ويبقى -عباد الله- أن نعرف أن كل واحد منا يستطيع أن يجعل لنفسه من شهر رمضان شهرًا للانتصارات، نعم، إذا كان جهاد أعداء الأمة قد حقق للمسلمين انتصارات رائعة في رمضان، فإن جهاد النفس وترويض الشهوات يحقق لكل واحد منا انتصارات رائعة في رمضان، لا تقل روعة عن انتصارات السلف؛ ذلك أن السلف لم يحققوا الانتصارات الرائعة في ميادين القتال وساحات الوغى، إلا بعد أن حققوا الانتصار أولاً على أنفسهم وهواهم وشهواتهم، كما قال الله -عز وجل-: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت: 69].

فلنجعل هذا الشهر شهر انتصار على الأحقاد والحسد والكراهية وفساد ذات البين، لنجعله شهر انتصار على قطيعة الأرحام والعجز والكسل والغفلة، لنجعله شهر انتصار على الشيطان ووساوسه وكيده، لنجعله شهر انتصار على الذنوب والمعاصي وتسويف التوبة، شهرًا للانتصار على خذلان المستضعفين وترك المظلومين.

عندها نصل إلى ما وصل إليه الأولون، ونحقق مثل انتصاراتهم وأمجادهم.

============================
ـــــــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــــــ
منــبرالحـكـمــــــةوالمــوعـظــــةالحســـــنـة.tt
رابط القناة ع التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشـتراك بمجموعات زاد الخطيب الدعـوي
ارسل.اسمك.واتساب.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚:
زاد.الخطـيب.الـدعـــوي.cc
تيلـيجــرام 👈 t.me/ZADI2

🎤
خطبـةجمعــةبعنـــوان.cc
رمـضـــان شـهـــر مــيـلاد الأمـــة
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

عـناصـر الخطبــة :
1/ رمضان شهر انتصار السماء للأرض
2/ رمضان في ذاكرة الانتصارات
3/ رمضان المحطة الفارقة
4/ رمضان واستعادة الكرامة
5/ رمضان والانطلاق إلى العالمية
6/ رمضان وتحطيم الأساطير
7/ رمضان وصدق المعدن
8/ رمضان والانتصار على النفس

الخطبـــةالاولـــى.cc
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أمـــا بـــعــــــد :
أحبتي في الله أتباع محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-: كم لله -عز وجل- علينا من نعم ظاهرة وباطنة أسبغها علينا، وكم لله -عز وجل- من خير وفضل أفاض به علينا، واختص به أمة الإسلام دون غيرها من الأمم، ولم يعلم الناس ما عند الله -عز وجل- في شهر رمضان من الرحمات والبركات والخيرات ما فرط المفرطون وقصر المقصرون وغفل عن ذكره الغافلون، فالله -عز وجل- قد أودع شهر رمضان الكثير من الأسرار والكنوز، التي جعلت هذا الشهر المبارك شامة العام وتاج الشهور ودرة الزمان، فكما أن شهر رمضان هو شهر الصيام والقيام وقراءة القرآن والصدقة والإطعام والعبادات الكثيرة، فإن شهر رمضان أيضًا هو شهر الانتصارات، شهر العزة والكرامة.

فربنا -عز وجل- جعل شهر رمضان شهر ميلاد الأمة الإسلامية، حين أضاء وحيُ السماء ظلمات الأرض، وبدد نور الهداية ظلمات الشرك والجاهلية والخرافة، فكان رمضان عهدًا جديدًا استقبلت به البشرية خير رسل الله وآخر رسالات السماء، فكان رمضان نقطة تحول في مسيرة البشرية بنزول القرآن؛ كان انتصارًا للنور على الظلام، والحق على الباطل، والتوحيد على الشرك، والطهارة والنقاء على الفحش والعهر.

أيها المسلمون: ومن فضائل هذا الشهر العظيم أن الله -عز وجل- قد جعله شهر النصر والحسم في مواقف كثيرة؛ فإن هذا الشهر قد وقعت فيه العديد من الأحداث العظام والمواقف الجسام التي مثلت تحولاً كبيرًا في حياة الأمة، فمعاني الانتصارات وأبجديات العزة وأصول الكرامة قد تجسدت في شهر رمضان الكريم.

فإلى القلب الذي يفكر خاشعًا بين يدي ملك السموات والأرض، وينفطر كمدًا على نكبات المسلمين، وإلى العين التي تسيل دمعًا من خشية الله، ودمًا على أحوال المسلمين ومآسيهم، وإلى الجوارح التي تصوم ابتغاء رضوان الله، وتشتاق أن تجاهد أعداء الإسلام؛ إلى هؤلاء جميعًا نهدي لهم هذه المشاهد والمواقف الكبرى في معاني الانتصار.

في شهر رمضان حقق المسلمون عدة انتصارات كانت بمثابة المحطة الفارقة والنقطة الفاصلة في حياة الأمة الإسلامية، وأولى هذه الانتصارات كانت يوم الفرقان يوم التقى الجمعان، يوم بدر، في العام الثاني من الهجرة، عندما التقت الفئة المؤمنة، جند الرحمن، بقيادة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، مع جند الشيطان، الفئة الكافرة، بقيادة فرعون الأمة أبي جهل، وقد تراءت الفئتان من أول صدام بين الحق والباطل والإيمان والكفران، ويتنزل نصر الله -عز وجل- على المؤمنين، ليكون أعظم انتصارات الإسلام.
ومن روعة الانتصار –أيها المسلمون- وعظمة المشهد أنزل الله -عز وجل- في الواقعة قرآنًا يتلى إلى يوم الدين في سورة الأنفال، التي نزلت معظم آياتها في شأن غزوة بدر، وقد سماها المولى -عز وجل- يوم الفرقان؛ لأنها كانت فرقانًا بين عهد الاستضعاف والقلى وتسلط الأعداء، إلى عهد القوة والانتشار والنصر على الأعداء، واستحق أهل بدر صك المغفرة والعتق من النيران الذي أصدره رب البرية على لسان رسول البشرية: "لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم...".

وفي رمضان من العام الثامن من الهجرة كانت محطة فارقة ونقطة فاصلة في حياة الأمة، عندما فتحت جيوش الصحابة بقيادة الرسول -صلى الله عليه وسلم- مكة، وأعلنوا سقوط عاصمة الشرك والاستكبار الجاهلي، التي طالما استغل المشركون منزلتها وفضلها في التحريض ضد الإسلام والمسلمين، وأعلنوا تحرير بلد الله الحرام من أدران الشرك والأوثان، لتبدأ مرحلة جديدة في حياة الأمة اتحدت فيها بلاد الحرمين، الأصل والمهجر، وأعلن عن قيام الدولة الإسلامية على حدود جديدة.

أيـــها المسلمون عـــباد الله :
عندما قاد المعتصم العباسي جيشًا جرارًا أوله من منابت الزيتون وآخره على أبواب عمورية، وذلك في رمضان سنة 223هـ، بعد أن تجبر طاغية الروم توفيل بن ميخائيل، واستغل انشغال المسلمون بقتال بابك الخرمي في فارس، وهجم بمائة ألف صليبي على حدود الدولة الإسلامية، وأوقع بأهل زبطرة في الأناضول مذبحة مروعة، فقتل الكبير والصغير، فجدع الأنوف وسمل العيون، واستاق الحرائر، حتى إن امرأة هاشمية صاحت بعد أن لطمها كلب رومي فقالت: "وامعتصماه"، وطارت الأخبار للخليفة المعتصم وهو في إيوان قصره، فلما طرقت

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

كان أحد السلف صائماً فوضع فطوره بين يديه، فسمع سائلاً يقول: من يقرض المليء الوفي الغني –جل جلاله–، فقال ذلك الصائم: أنا العبد الفقير المُعدم من الحسنات، فتوجه إلى فطوره فتصدق به، فبات جائعاً.
وجاء سائلٌ إلى الإمام أحمد بن حنبل، فدفع إليه رغيفين كان يعدهما لفطره، ثم طوى وأصبح صائماً.

- أيها الصائمون! لا زالت عروض التجارة الرابحة مع الله رب العالمين لم تنتهي بعد، هل عرفت أنّ من أسباب النصر على الأعداء الصيام والقيام، أخرج أحمد بن مروان المالكي، عن أبي إسحاق: "أن الروم لما قدمت على هرقل منهزمة، فقال: ويلكم أخبروني عن هؤلاء القوم الذين يقاتلونكم أليسوا بشراً مثلكم؟ قالوا: بلى، قال: فأنتم أكثر أم هم؟ قالوا: نحن أكثر منهم أضعافاً في كل موطن، قال: فما بالكم تنهزمون؟ فقال شيخٌ من عظمائهم: من أجل أنهم يقومون الليل، ويصومون النهار، ويوفون بالعهد، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويتناصفـون بينهم". فالنـصر حلـيف أمتنا إن اتصـفنا بصـفات هؤلاء العظماء –رضي الله عنهم–.

أيها المسلمون! كان أبو ذر –رضي الله عنه– يقول: "أيها الناس! إني لكم ناصح، وإني عليكم شفيق، صلوا في ظلمة الليل لوحشة القبور، وصوموا في الدنيا لِحرّ يوم النشور، وتصدقوا مخافة يومٍ عسير".

أيها الصائمون! يقول ربكم الأعلى في كتابه العظيم: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون} [سورة آل عمران:169]، وكلنا يعرف قدر الشهداء عند الله، لكن بإدراكك شهر رمضان بصيامك وقيامك مع إقامة باقي أركان الإسلام تُسابق الشهداء إلى الجنة

ركِّز قليلاً واسمع هذا الأثر، جاء في سنن ابن ماجه، وصححه الألباني: عن طلحة بن عبيد الله –رضي الله عنه–: ((أن رجلين من بلي قدما على رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم–، فكان إسلامهما جميعاً، وكان أحدهما أشد اجتهاداً من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة، ثم توفي، قال طلحة: فرأيت في المنام، بينا أنا عند باب الجنة، إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة، فأذن للذي توفي الآخر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجع إلي فقال: ارجع، فإنك لم يأن لك بعد، فأصبح طلحة يحدث الناس، فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم–، وحدثوه الحديث، فقال: "من أي ذلك تعجبون؟" قالوا: يا رسول الله، هذا كان أشد الرجلين اجتهادا، ثم استشهد، ودخل هذا الآخر الجنة قبله! فقال رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم–: "أليس قد مكث هذا بعده سنة؟" قالوا: بلى، قال: "وأدرك رمضان فصام، وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟" قالوا: بلى، قال رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم–: "فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض")).

فيا أيها الصائمون! أرءيتم حال الرجل الذي أدرك رمضان فصامهُ وقامهُ، فدخل الجنة قبل الرجل الذي قُتل شهيداً مع رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم– لكنه لم يدرك رمضان.
صدق النخعي –رحمه الله– حين قال: "صوم يوم من رمضان أفضل من ألف يوم، وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة، وركعة فيه أفضل من ألف ركعة"، فكم من الناس أدرك رمضاناتٍ عديدة، رمضان بعد رمضان بعد رمضان، لكن حالته مع الله لم تتغير، بل ما عرف قدر هذا الشهر الكريم، فضيّع أوقاته، وهدم عمره، وخسر نفسه.

- حضرت الوفاة أحد الصالحين فجزع جزعاً شديداً، وبكى بكاءً مريراً، فقيل له في ذلك، فقال: "ما أبكي إلا على أن يصوم الصائمون لله ولست فيهم، ويصلي المصلون لله ولست فيهم، ويذكره الذاكرون ولست فيهم، فذاك الذي أبكاني".

أيها الصائمون! إن الجنة درجات، قد لا يستطيع إدراكها المسلم طوال عمره، لكنه يستطيع أن يدركها في شهر رمضان، فهيَّا بنا أيها المسلمون! نصعد في درجات الجنة بإسلامنا وصيامنا وقيامنا في شهر رمضان، وهذا العرض الثمين فقط للراغبين في درجات الجنة، والمشمِّرين عن سواعد الجِدّ، روى ابن خزيمة وابن حِبّان في صحيحيهما: عن عمرو بن مُرة الجُهَني –رضي الله عنه– قال: ((جاء رجلٌ إلى النبي –صلى الله عليه وآله وسلم– فقال: يا رسول الله! أرأيتَ إن شَهِدتُ أن لا إله إلا الله، وأنّكَ رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وأدَّيتُ الزكاة، وصمت رمضان وقمته، فممن أنا؟ قال: من الصّدّيقين والشهداء)).ودرجة الصّدّيقين هي درجة بعد درجة الأنبياء مباشرة، فبإسلامك وصيامك شهر رمضان مع قيامه تبلغ درجة الصّدّيقين، ويا لها من درجة عظيمة لمن اجتهد وأخلص في النية.

- عباد الله! تاجروا مع الله في هذا الموسم العظيم، وأرباحكم مضمونة، والخسارة لمن اجتهد وأخلص معدومة، فما لكم عن هذا الموسم غافلون؟! وعن نفحاته معرضون؟!

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

أيها الصائم! كم من المحفزات إلى عمل الخيرات، لكننا غافلون عنها، إنها أعمال يسيرة، وأجورها كبيرة، هل علمتم شهر تصلى فيه التراويح غير رمضان؟ وما أكثر المتخلفين عن صلاة التراويح، والمتهاونين بها، ولا يعلمون بفضيلتها وبالجائزة المهيأة لمن قام مع الإمام حتى ينصرف، فما هي الجائزة إذن؟! روى الترمذي والنسائي وابن ماجه في السنن، وصححه الألباني: عن أبي ذر –رضي الله عنه– قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم–: ((من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة)).
يا عبد الله! لن تستطيع قيام الليل كله، لكن ببقائك خلف الإمام صابراً محتسباً حتى ينصرف من صلاة التراويح يُكتب لك قيام ليلة.

يا عبد الله! بعد انصرافك من التراويح اذهب حيث شئت، لكنك عند الله قمت الليل كله، تنام، لكنك عند الله قمت الليل كله، تكثر من العمل الصالح استغلالاً لفضائل الشهر الكريم، هذه نوافل تنال بها أعلى الدرجات، وأرفع المقامات، إضافة إلى ما يُكتب لك من قيام ليلة، فيا خسارة من فاته التراويح في شهر التراويح!
ورفقاً بأولئك الصنف المتهاونين عن صلاة التراويح، لكن باسم أئمة ومأمومين صلاة التراويح في أنحاء العالم الإسلامي نرفع تعازينا ومواساتنا الحارة إلى أهل هذا الصنف من إخواننا، فنقول: يا غائباً عن التراويح منشغلاً بشهواته، يا شتيت الهم في جهاته، يا مشغولاً بلحظاته عن ذكر وفاته، يا قليل الزاد مع قُرب مماته، لقد ربح القوم وأنت نائم، وخِبتَ ورجعوا بالغنائم، بالليل راقد، أو على المسلسلات واللهو والألعاب مرابط كالمجاهد، وبالنهار غضبان متجول وهائم، وهل غاية ما تشتهي مشاركة البهائم؟!
وقد كان للسلف الصالح –رحمة الله تعالى عليهم– أخبار في الصلاة، فروي عن أويس القرني أنه كان يقول: لأعبُدنّ الله عبادة الملائكة، فيقطع ليلة ً قائماً، وليلة راكعاً، وليلة ساجداً.
وكان علي بن عبد الله بن العباس يسجد كل يوم ألف سجدة، فسُمّي السجّاد.
وكان كُرزُ بن وبرَة يعصب رجليه بالخِرَق لكثرة صلاته.

وهذا الربيع بن خُثيم إذا سجد فكأنه ثوبٌ مطروح، فتجيء العصافير فتقع عليه لطول سجوده.
وكان سعيد بن جبير يختم القرآن في ركعة في جوف الكعبة، ويبكي حتى فسدت عيناه.

لله ساهر ليله ما يهجعُ
وَجِلَ الفؤادِ من الذنوب مُصدَّعُ
يبكي بدمعٍ ساكبٍ عبراتُهُ
والليلُ في جلبابه متبرقعُ
ندماً على ما كان من عصيانهِ
مَلِكاً تذلُّ له الملوكُ وتخضعُ

- والآن ننتقل بحضراتكم إلى العرض التجاري التالي،
أخي المسلم! هل لديك حوائج ترجو قضائها؟ هل لديك هموم ومشاكل تسعى جاهداً للفكَاكَ منها؟ هل يشغل بالك طموحات تودُّ الوصول إليها؟ إذا كانت هذه حالتك فأنت بحاجة إلى الاستثمار في عرض التجارة الرابح التالي، والطبيب لست أنا، بل رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم–، وهو ينقل عن الله –عز وجل–، فإذا وُجِد التصديق بكلام الحبيب فاستمع إليه، روى الترمذي وابن ماجه: عن أبي هريرة –رضي الله عنه– قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم–: ((ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم))،
قبل الإفطار بلحظات، يوم يشتد جوعك، ويعظم ظمؤك، وتشتاق النفوس إلى الطعام والشراب، في تلك اللحظات أكثِر الدعاء، فزِد في الإلحاح، وواصل الطلب، تُقضى حوائجك يقيناً بكلام الصادق الأمين عن رب العالمين.

-أخي الصائم! هل علمت الوظيفة الأساسية لشهر الصيام، والجائزة المهيأة لذلك؟ هل تريد أن تعرف ما الذي جعل السلف ينكبّوا على قراءة القرآن، ويختمه بعضهم في ليلة؟
لأن شهر رمضان هو شهر القرآن، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [سورة البقرة:185]، لك الفخر أيها المسلم الصائم! أن تقرأ كلام ملك الملوك، اجعل أكثر وقتك في قراءة القرآن، اقتداءً بالرسول –صلى الله عليه وآله وسلم– الذي كان يتدارس القرآن مع جبريل في شهر رمضان، واقتداءً بالسلف الصالح المكثرين في قراءته، سُئل الزُّهري عن العمل في رمضان، فقال: "إنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام".
أكثِر من القراءة وأبشر، فقد روى أبو داود والترمذي، وصححه الألباني: عن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنه– قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم–: ((يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها))،

فكثرة القراءة متزامنة مع رفعة الدرجات.
عِش مع الله بقراءة كتابه، وتدبُّر آياته، واقرأ بإخلاص وحضور قلب، ولا تيأس من كثرة تلاوته، ولا تملَّ من تدبُّر آياته، فإننا لم نسمع حتى الآن أن مسلماً مات بسبب كثرة قراءته وتدبُّره للقرآن؛ بل من المجرَّب: أن الإكثار من قراءة القرآن سبب لزيادة الإيمان في القلب، والنفس بطبعها تحب الراحة والكسل، لكن في تأديبها وتهذيبها وتمرينها على الطاعة منفعة عظيمة لصاحبها في دنياه وآخرته، جرِّب من اليوم: اقرأ بتدبر، وصبِّر نفسك حتى لا تَمَلّ، واغتنم ما

Читать полностью…
Subscribe to a channel