الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321
🎤
*خطبة مكتوبة بعنوان*
*التبرج والسفور داعية الفجور
*
*للشيخ/ أحمد بن حسن الريمي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبةالأولى:*
إن الحمدلله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين
*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾*
*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾*
*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَقُولُوا۟ قَوْلًا سَدِيدًا ۞ لَكُمْ أَعْمَٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾*
أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالة في النار..
أيها المسلمون عباد الله " سيكون حديثنا بإذن الله رب العالمين في هذه الجمعة المباركة عن التبرج وخطورته وهذا الموضوع أيها الناس كلنا بحاجة إلى أن نسمع الحديث عنه لإنتشار التبرج والسفور خصوصاً في هذا العصر.
عباد الله " أولاً ماهو التبرج يقول القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره، التبرج هو التكشف والظهور للعيون.
ويقول محمد صديق حسن خان الهندي رحمه الله في كتابه فتح البيان " التبرج هو أن تبدي المرأة من زينتها ومحاسنها وما يجب عليها ستره مما تستدعي به شهوة الرجال، هذا هو التبرج ولقد وردت أدلة كثيرة في كتاب ربنا وفي سنة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في حرمة التبرج وما فيه من الأضرار على الرجال والنساء بل وعلى المجتمع كله حتى قال بعض أهل العلم وهو يتحدث عن خطورة التبرخ وظهوره وتفشيه قال: التبرج والسفور داعية الفجور، وكم يفرح أعداء الإسلام إذا تبرجت المرأة.
حتى قال أحد المستشرقين أنزعواْ الحجاب من المرأة المسلمة وغطواْ به القرآن،، إن الحجاب طهارة وعبادة وإن التبرج خبث ونجاسة وذنب ومعصية، لهذا كم في القرآن الكريم من تحذير النساء من التبرج ومن السفور من ذالك يقول ربنا في كتابه الكريم *﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لِّأَزْوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰٓ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾*
عند الإمام أبي داوود بإسناد صحيح عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: لما نزلت هذه الآية يدنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهنَّ الغربان من الأكسية تحجبنْ امتثالاً لأمر الله تعالى وامتثالاً لأمر نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ويقول أيضاً ربنا في كتابه الكريم *﴿ وَٱلْقَوَٰعِدُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ ٱلَّٰتِى لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَٰتٍۭ بِزِينَةٍ ۖ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾*
والقواعد قال مجاهد ابن جبر رحمه الله تعالى القواعد هن التي إنقطع عنهنَّ الحيض ويئسن من الولد وهن العجائز *﴿ وَٱلْقَوَٰعِدُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ ٱلَّٰتِى لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا ﴾* قال الحافظ ابن كثير معنى قوله لا يرجون نكاحاً أي لم يبقى لهن تشوق إلى التزوج فذالك معنى قوله لا يرجون نكاحاً *﴿ فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَٰتٍۭ بِزِينَةٍ ﴾* فإذا كان هذا في حق القواعد أنه يجوز لها أن تضع ثيابها بشرط غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن كيف بالشابات الجميلات.
ويقول أيضاً ربنا جل وعلا في كتابه الكريم وهو يخاطب
نساء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهنّ من هنّ أدباً وحجاباً واحتشاماً وصلاحاً وإيماناً وغيرهنّ أولى وأولى بالتأديب والحجاب قال تبارك وتعالى *﴿ يَٰنِسَآءَ ٱلنَّبِىِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ ۚ إِنِ ٱتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ فَيَطْمَعَ ٱلَّذِى فِي قَلْبِهِۦ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ﴾﴿وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَٰهِلِيَّةِ ٱلْأُولَىٰ﴾*
جُلِيبِيبُ لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ مِمَّا يَطْلُبُهُ النِّسَاءُ وَيَرْغَبُ فِيهِ النِّسَاءُ،
جَُلِيبِيبُ لَيْسَ لَهُ حَسَبٌ رَفِيعٌ ، وَلَكِنْ ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ اتَّقَاكُمُ انْ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ اتَّقَاكُمْ )يَنْظُرُ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ-
نَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: الَا تَتَزَوَّجُ يَا جُلَيْبِيبُ ؟
الَا تَتَزَوَّجُ يَا جُلَيْبِيبُ ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ ذَا الَّذِي يُزَوِّجُنِي ؟
لَا مَالَ مَعِي ، وَلَا بَيْتَ لِي ، وَلَيْسَ مَعِي شَيْءٌ مِمَّا يُرِيدُهُ النِّسَاءُ مِمَّا يَطْلُبُهُ النِّسَاءُ ، فَقَالَ: النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- انَا ازْوِجْكَ يَا جُلِيبِيبِ: انَا ازْوُجْكَ يَا جُلَيْبِيبُ ، الشَّأْنُ لَيْسَ بِالْمَالِ، الشَّأْنُ فِي الرِّجَالِ، الشَّأْنُ في الِابْطَالُ انَا ازْوِجْكَ يَا جُلَيْبِيبُ ، وَيَبْعَثُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى بَيْتٌ كَبِيرٌ مِنْ كِبَارِ الْأَنْصَارِ، وَعَظِيمٌ مِنْ عَظِيمِ الْأَنْصَارِ ،
فَلَمَّا جَاءَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- اطْلُبْ إِبْنَتَكَ اطْلُبْ إِبْنَتَكَ ، فَرَحَ الْأَنْصَارِيَّ ، قَالَ: نِعَمًا وَقُرَّةُ عَيْنٍ ، نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ اكْرُمْ بِكَ نَسَبًا وَصِهْرًا ،
قَالَ: لَيْسَتْ لِي ، قَالَ لِمَنْ؟ قَالَ: لِجُلَيْبِيبَ ،
قَالَ: جُلَيْبِيبُ قَالَ نَعَمْ ، جُلَيْبِيبُ لِأَنَّهُ عَظِيمٌ عِنْدَ اللَّهِ ، مَدْفُوعٌ بِالْأَبْوَابِ مَدْفُوعٌ عِنْدَ النَّاسِ، لَا يُبَالِي النَّاسَ بِهِ، لَكِنَّهُ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ،
قَالَ: نَعَمْ لِجُلَيْبِيبِ قَالَ: حَتَّى أَخْبَرَ أُمَّهَا فَانْطَلَقَ إِلَى أُمِّهَا ، وَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- يَطْلُبُ إِبْنَتَنَا ،
قَالَتْ نِعَمْ وَقُرَّةُ عَيْنٍ انْعَمْ وَاكْرِمْ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- نَسَبًا وَصِهْرًا ،
قَالَ: لَا ، لَيْسَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ-
قَالَتْ: لِمَنْ ؟ قَالَ: لِجُلَيْبِيبَ ، قَالَتْ : جُلَيْبِيبُ؟ قَالَ: نَعَمْ جُلَيْبِيبُ ،
قَالَتْ لَا وَاللَّهِ ،لَا وَاللَّهِ لَا نُعْطِيهَا جَلَيْبِيبَ، وَقَدْ رَدَدْنَا فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ -ايْ مِنِ اشْرَافِ الْقَوْمِ مِنْ أَعْظَمِ الْقَوْمِ رَدَدْنَاهُمْ- فَلَمَّا ارَادَ الْأَبُ أَنْ يَنْطَلِقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- فَيُخْبِرُهُ الْخَبَرُ تَخْرُجُ الْبِنْتُ مِنْ خِباءهَا، وَتَخْرُجُ الْبِنْتُ مِنْ خِدْرِهَا، يُخْرِجُ الْحَيَاءَ ،وَيُخْرُجُ الْإِيمَانُ، وَيُخْرِجُ الْإِحْسَانَ، وَتخْرِجُ الْعِفَّةَ، وَتَخْرُجُ الطَّهَارَةُ، وَيُخْرِجُ الطَّاعَةَ ،وَيُخْرُجُ الْيَقِينُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ،
قَالَ مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمَا ؟ قَالَتْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ-
قَالَتْ: اتْرُدَانِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- أَمْرُهُ ؟
ادْفَعْاني إِلَيْهِ إدْفَعْانِي إِلَيَّةً ، كَمْ فَرِحَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-؟
دَعَا لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- دَعَا لَهَا دُعَاءً عَظِيمًا ، كَمْ فَرِحَ جُلَيْبِيبَ ! الَّذِي لَا يَمْلِكُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ ، وَإِذْ بِهِ فِي لَحْظَةٍ مَعَهُ أَجْمَلُ النِّسَاءِ ، تُزِفُّ إِلَيْهِ أَجْمَلُ النِّسَاءِ ، نَسَبًاً، وَصهْرًاً ،وَجَمَالًا ،وَامْوَالًا ،فَلَا إِلَهَ الَا اللَّهُ
أُمَّةُ الْإِسْلَامِ: وَفِي أَيَّامِ الزِّفَافِ يَنْطَلِقُ جِلِيبِيبَ إِلَى ارْضِ الْمَعْرَكَةِ، يَاخِيل اللَّهِ ارْكَبِي، فَيَمُوتُ جُلَيْبِيبُ وَيَسْتَشْهِدُ جُلَيْبِيبُ ، عِنْدَ سَبْعَةٍ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ ، -ايْ فِي جِرَاحِهِ- فَلَمَّا أَنْتَهَتِ الْمَعْرَكَةُ وَإِذْ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ-
قَالَ: مَنْ تَفْقِدُونَ ؟مَنْ تَفْقِدُونَ؟ فَذَاكَ يَقُولُ نَفْقِدُ فُلَانًاً ، وَذَاكَ يَقُولُ نَفْقِدُ فُلَانًاً ، وَذَاكَ يَقُولُ نَفْقِدُ فُلَانًاً ،
وَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و الْهُ وَسَلَّمَ- وَلَكِنِّي افْقِدُ جُلَيْبِيبَ ، فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ- مَعَ الصَّحَابَةِ يَنْظُرُونَ وَيَتَفَقَّدُونَ فَوَجَدَ جُلَيْبِيبُ عِنْدَ سَبْعِهِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ ، هُوَ
قَالَ: –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– كما عند الترمذي « إذا أتاكُم من ترضَوْنَ دينَهُ وخلُقَهُ فزوِّجوهُ إلَّا تفعلوا تكنْ فِتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ . »
نحن اليوم في الفساد العريض ، إلا من رحم الله، يوم أن ظلمنا الأبناء ، يوم أن ظلمنا البنات ، يوم أن عضلنا النساء في البيوت ، فرفعت الدعوات إلى السماء ، وأنت لا تشعر ! ، إبنتك تدعو الله عليك، فأنت ظالم ، والظلم ظُلَامَاتِ يومَ القيامةِ .
إنها أمانة ، ومطلوب أن تؤدي الأمانة إلى أهلها ، إنها مسؤولية( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ) إنها مسؤولية وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ ، قَالَ: إذا أتاكم مَن ترضَوْنَ دِينَه وخُلُقَه ، أصبح الحلالُ صعباً، والحرامٌ سهلاً ، أصبح لا يسأل عن دينه ، أصبح صاحب القرآن يُرد ، والمصلي يُرد ، والطائِع يُرد ، والمستقيم يُرد ، ويقبل الفاجر، ويُقبل الفاجر من أجل ماله، من أجل دراهمه ،من أجل سياراته ، يُنظر إلى المال، ولا يُنظر إلى الدين ،فضاعت الأمة، وجاءت الأزمات والنكبات ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ،
إذا أتاكم مَن ترضَوْنَ دِينَه ، إسمع أيها الأبُ الكريم الموفق الرحيم ، قبل أن تقف غداً بين يدي اللهِ عريانا ، فتسأل عن الصغير والكبير، إذا أتاكُم من ترضَوْنَ دينَهُ وخلُقَهُ فزوِّجوهُ ، أعينوهم أعينوهم فإن الله في عونهم، أعينوهم فإن الله في عونهم .
جاء عند الترمذي، أن النبي –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– قَالَ: « ثلاثةٌ حقٌّ على اللَّهِ عونُهم» الله أوجب على نفسه عَوْنُهم « ثلاثةٌ حَقٌّ على اللهِ عَوْنُهم: وذكرا منهم ، والنَّاكحُ الَّذي يُريدُ العفافَ .»
والنَّاكحُ الَّذي يُريدُ العفافَ . سيعينك الله من حيث لا تحتسب ، من حيث لا تحتسب، ومَن لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ،
أين يذهب أَبْناؤنا ؟! عصفت بهم المجلات، وعصفت بهم الشاشات، وعصفت بهم القنوات ، وعصفت بهم العادات السرية، وعصفت بهم الفواحش ، حتى ذهبوا إلى المخدرات ، لأنهم يئسوا من الزواج، يئسوا من الزواج، أصبح الزواج اليوم من المُستحيلات إلا من رحم الله ! فهل من رحمة بأبنائنا ؟ وهل من شفقة في فلذات أكبادنا ؟
والراحمُون يَرحمُهم الرَّحْمَنَ قُلْتَ مَا سَمِعْتُمْ وَاسْتَغْفِرْ اللَّـه لِّي وَلَكُم مِنَ كُلٌّ ذَنبٌ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَيَا فَوْزً المسَتغفَرِين
الْخُطَبَة الثَّانِيَةَ
الْحَمْدُ لِّلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِين وَالصَّلَاةِ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولٌه الأُمِّيِّن وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِه الغُر الميامين وَسَلِّمْ تَسْلِيمًا كَثِيرًا مَزِيداً إِلَى يَوْمٍ الدِّينَ ،
أُمَّةً الْإِسْلَامَ : يَقُولُ رَبُّنَا جلّ وعلاّ :
*﴿ ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَیۡدِی ٱلنَّاسِ لِیُذِیقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِی عَمِلُوا۟ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ ﴾[الروم : ٤١]*
هَذَا هُوَ الْفَسَادِ العريض تَغَيَّرَتْ أخلاق الشَّبَابَ وأفكار الشَّبَابَ ، يَوْمَ أَنِ وَجَدُوا هَذِهِ المُعضلة أَمَامَ الزَّوَاجَ ، أَلَّا وَهِيَ: غلاءُ المُهور ،غلاءُ المُهور!
أُمَّةً الْإِسْلَامَ : أُمَّ سُليم تَطَلُّبٌ مهرها مِنَ أَبِي طلحة ، أَنِ يُسلم ، قَالَ : وَمَا شأنك بذاك ؟ إِنَّمَا لَكِ الصفراء والبيضاء ، - أي الذهب والفضة - قَالَتْ: لَّا ، لَّا اُرِيدُ سِوَى أَنِ تُسلم مَا أعظمُه مِنَ مهر ، مَا أكرمهُ مَنْ مهر ، نُفوسٌ علت في السَّمَاءَ نُفوسٌ علت فِي السَّمَاءَ وحياتهم سهلة كرِيمة طَيِّبَةٍ .
جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ سَهْلٍ إِبْنِ سَعْدَ ، انْ امْرَأَةٌ جَاءَتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ . تَهُبُّ نَفْسُهَا لِلنَّبِيِّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- فَلَمَّا كَانَ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- لَيْسَ لَهُ بِهَا حَاجَةٌ ، قَامَ أَحَدُ الصَّحَابَةِ وَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ زَوِّجْنِيهَا زَوِّجْنِيهَا .
فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- قَالَ: وَمَا مَعَكَ ؟ وَمَا مَعَكَ؟
قَالَ : لَيْسَ مَعِي شَيْءٌ لَيْسَ مَعِي شَيْءٌ.
فَقَالَ: لَهُ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- اذْهَبْ فَالْتَمِسْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ ، الْتَمَسَ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ ،
فَذَهَبَ الرَّجُلُ يَلْتَمِسُ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ لِيَكُونَ مَهْرًاً لَهَا ، مِنْ حَدِيدٍ ،
فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- وَقَالَ: لِمَ اجِدْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ وَلَا خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ ، وَلَا خَاتَمٍ مِنْ حَدِيدٍ ، فَعِنْدَهَا نَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ (وَمَا ارْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) لَا تَرُدُّوا الصَّالِحِينَ، لَا تَرُدُّوا الْمُصَلِّينَ، لَا تَرُدُّوا الْأَبْرَارَ، فَإِنَّ اللَّهُ يَغَارُ ، فَإِنَّ اللَّهُ
🎤
*خطبة مكتوبة بعنوان*
*الشـبـاب وغلاء المهور
*
*للشيخ/ محمـد الزواعقـي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبة الاولي*
الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ تعالى وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ العِلي العظيم مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ،
وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ ربي لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَأصَحْابِهِ وَسَلَّمَ تسليماً كثيراً.
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*
*﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].*
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:٧٠-٧١]*
*أَمَّا بَعْدُ:*
فإِنَّ خَيْرَ الْكلام كَلامُ اللهِ, وَخَيْر الْهَدْى, هَدْى مُحَمَّدٍ بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وَشَرّ الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
معاشر المسلمين : في هذا اليوم العظيم المبارك #عيد_الأضحى أعياد المسلمين ، يقولُ رُبنا جَلَّ وَعَلاَ :
*﴿ قُل بِفَضلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ ﴾[١٠:٥٨] - يونس*
إنها فرحةٌ لا تُصفها الألسُن، ولا الأقلام. فرحةُّ لا توصف بأعياد المسلمين .
ألا - وإن مما يحصل في هذه الأعياد الطيبة المباركة، ومما يكثرُ في أعيادِ المسلمين ، عبادةً كريم، عبادةً عظيمة، عبادةً جليلة ، ألا وهي الزواج -يا عَبْادَ اللهِ- الزواج: الذي هو قربةُّ إلى -اللَّهُ جَلَّ وَعَلاَ-
الزواج: الذي هو مرضاتُّ -للَّهُ جَلَّ وَعَلاَ-
الزواج : الذي أمر -اللَّهُ جَلَّ وَعَلاَ- به ، لما به من المنافع العظيمة ، ففي الزواج إستجابة لأمر -اللَّه جَلَّ وَعَلاَ-
كما قَالَ -اللَّه جَلَّ وَعَلاَ- :*﴿ وَأَنكِحُوا الأَيامى مِنكُم وَالصّالِحينَ مِن عِبادِكُم وَإِمائِكُمٌ ﴾ [٢٤:٣٢] - النور*
فهو إستجابة لأمر الله وإستجابة لأمر رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، يوم قَالَ في الحديث المتفق عليه ،« يا معشرَ الشَّبابِ من استطاعَ منكم الباءَةَ فليتزوَّجْ .» يا معشرَ الشَّبابِ من استطاعَ منكم الباءَةَ فليتزوَّجْ ، أمر من اللّه، وأمر من رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ، فمن تزوج فقد أستجاب لأمر اللّه، ولأمـر رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ.
الزواج: هو سُّنة الأنبياء،
الزواج: هو سُّنة الأنبياء والمرسلين ، كما قَالَ -اللَّهُ جَلَّ وَعَلاَ- : *﴿ وَلَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ وَجَعَلنا لَهُم أَزواجًا وَذُرِّيَّةً ،وَجَعَلنا لَهُم أَزواجًا وَذُرِّيَّةً ﴾ [١٣:٣٨] - الرعد*
بل كما في الحديث المُتفق عليه يعَضُ النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ـ على منبره، ويقولُ:« أما و اللهِ إنِّي لأتقاكم للهِ، وأخشاكم للهِ ،وإنِّي لأتزوَّجُ النِّساءَ ، وإنِّي لأتزوَّجُ النِّساءَ ، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ منِّي. فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليسَ منِّي. »
فالزواج سُّنة الأنبياء والمرسلين ،
الزواج: راحةُّ للبال وطمأنينة للنفس، وسكينةٌ للخاطر ، كيف لا ؟
وقد قَالَ ربنا -جَلَّ وَعَلاَ-: *﴿ وَمِن آياتِهِ أَن خَلَقَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم أَزواجًا لِتَسكُنوا إِلَيها وَجَعَلَ بَينَكُم مَوَدَّةً وَرَحمَةً إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ ﴾ [٣٠:٢١] - الروم*
وقالَ ربنا -جَلَّ وَعَلاَ- : *(هُنَّ لِباسٌ لَكُم وَأَنتُم لِباسٌ لَهُنَّ)* فالزواج سعادة وطمأنينة، وراحة ، كيف لا ؟
وقد قَالَ –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ–:
« يا معشرَ الشَّبابِ ، من استطاع منكم الباءةَ فليتزوَّج ، فإنَّه أغضُّ للبصرِ ، وأحصنُ للفرجِ . »
فالزواج سكينة ، الزواج راحةً قلبيةً عظيمة ،
الزواج: رزقٌ وسعةُ في الرزق ومالٌ وفير ، وغِناء من الله رب العالمين
لأن اللّه قَالَ: *﴿ وَأَنكِحُوا الأَيامى مِنكُم وَالصّالِحينَ مِن عِبادِكُم وَإِمائِكُم إِن يَكونوا فُقَراءَ يُغنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ ﴾ [٢٤:٣٢] - النور*
لقد عكف من عكف من المسلمين والمسلمات، على التلفاز وغيره، من الألف الشر والفساد، وهذا العكوف، كان له ثمار سيئة، وكان له فضائح ونتائج وقبائح، -عياذا بالله- ولو كان هؤلاء، من العقلاء، والنبلاء، والفضلاء، ما احتاجوا إلى فتن التلفاز، الذي يعرض النساء المتكشفات، المتبرجات، الوقحات، الداعيات إلى الفتن والفساد...
بل داعيات إلى التمرد على الإسلام وإلى منافذة الدين!، وآدابه وأحكامه!، هذا حصل وما بين حين وآخر، ونحن نسمع ببلية، ونسمع بمصيبة، ونسمع بفتنة، -عياذا بالله-،
ألا وإن مما وصلت إليه بعض النساء من المسلمين...
ألا وهو لباس الثياب التي تسمى بِالمُخلى ،التي تسمى بِالمُخلى، هذه الثياب لا تغطيه إلا أجزاء من البدن وأكثر عورات البدن تبقى مكشوفة، وهذا طريق شيطاني، واللباس على هذه الهيئة بين النساء، هذا لباس شيطاني، وليس بلباس إسلامي، نعم يجوز للمرأة المسلمة أن تلبس هذا اللباس أمام زوجها فقط،
وهكذا الألبسة الضيقة: التي تصف البدن يجوز هذا للمرأة المسلمة ، أن يكون بين يدي زوجها فقط،
وهكذا الألبسة الشفافة : التي يرى البدن من خلفها ومن ورائها هذه تجوز فقط للمرأة عند زوجها فقط.
أما بين النساء كل هذا لا يجوز، فهذا كله لا يجوز، فهذه الألبسة في هذه المناسبة، واللقاءات محرمة، -عياذا بالله- لما فيها من الفتن،
حصل أن إمرأة خرجت ،ومعها هذا اللباس، ولبست الحجاب على بدنها الحجاب ،الذي ينفتح الحجاب المُزرر ، فحصل أن سقطتة، فأنفتح الحجاب فظهرت عارية، معها شيء على فرجها، معها شيء على فرجها، وأكثر بدنها عاري، فراها الناس فلعنوها، وتركوها،
وكم الآن من نساء على هذا !! يخرجن من البيوت إلى الإحتفالات، والمهرجانات، واللقاءات، والمناسبات، في الأعراس وغيرها...
بل بعضهنّ، تذهب إلى الدراسة وغير ذلك ،على هذا ، تلبس الحجاب ،وتحت الحجاب إذا حصل أن الريح حركت الحجاب، ظهرت السوءات، وظهرت العورات، -عياذا بالله-
معاشر المسلمين : أين الحياء؟
أين الحياء؟ الذي فطر الله عليه المرأة ، ستر الله عليه المرأة المسلمة، -الجواب- أخذته -الديمقراطية-، الحياء أخذته الديمقراطية،
أين الحشمة التي عرفت بها المسلمة؟ أخذتها -الديمقراطية-،
أين الآداب الرفيعة؟
أين الآداب الرفيعة؟ في البعد عن الفتن؟
أين حكم التصون؟
أين حكم التستر؟ أين هذا؟
ذهب عندما قُبلت الديمقراطية!!!
كم قلنا لكم؟ الديمقراطية عدوة، للأداب ، للدين، للإسلام، للعقيدة، للعباده، هذا فهي أم أم المنكرات، وأم الرذائل، أعني الديمقراطية،
فما تركت رذيلة، إلا ودعت إليها، واليوم نجني ثمارها ،ما الذي حصل؟
حصل أن نُصبت خيمة، خارج البيوت، ومن قال: لك تنصب خيمة ،خارج البيت؟
أأنت تحب فضائح؟
وتحب أن تتكشف نساء المسلمين؟
يا صاحب العرس، يا صاحب العرس، يا صاحب العرس، من أذن لك؟
أن تنصب لك خيمة، خارج البيت، أأنت تريد الشر والفساد؟ للمسلمين ،وبنات المسلمين،
المهم حصل عرس ونصبت خيمة في خارج البيت، وحصل شرت كهربائي، فخرجت النساء، مذغورات ،وهنّ عاريات، _عاريات_ معهن ثياب المُخلعة، معهن الثياب المُخلعة، فرآهن من رآهن ،
نعم -يا عباد الله- فضائح ، ما كنا نتوقع؟ أن يحصل هذا من بنات المسلمين.
روى الإمام مسلم من حديث أبي هريرة، أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: صِنفانِ مِن أهلِ النَّارِ لَمْ أرَهما بعدُ، أي يوم القيامة ، يوم القيامة، يوم الحسرة والندامة، يوم الخزي والملامة، يوم الفضيحة، قال -عليه الصلاة والسلام-: «صِنفانِ مِن أهلِ النَّارِ لَمْ أرَهما بعدُ نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلاتٌ مُميلاتٌ على رؤوسِهنَّ كأسنمةِ البُخْتِ وقومٌ معهم سِياطٌ كأذنابِ البَقرِ لا يدخُلونَ الجنَّةَ ولا يجِدونَ ريحَها .»
إننا نخاف على نساء المسلمين، وبنات المسلمين، من سوء العاقبة ،من سوء العاقبة بسبب التمرد على آداب الشريعة، وعلى أحكام الشريعة،
ما معناه ؟! أن المرأة إذا رأت ما جاء به الكفار تسير قابلة لذلك..
ومفتونة بذلك؟
أين المحافظة على الدين؟! أغنانا الله بآداب الإسلام، وأحكام الشريعه ،
لماذا؟ يحتاج المسلم أن يكون مقلداً، لأعداء الله ، وأن يكون سائرا ،على ما عليه إخوان القردة والخنازير.
إتق الله يا مسلمة ، أدعو الأمهات، أدعو الأمهات، إلى المحافظة على البنات، وأدعو الآباء، والأزواج ،والأولياء، إلى المراقبة، والمحاسبة، والتعليم، في باب اللباس، في باب اللباس، وإلا حصل ما لا تحمد عقباه.
أيها الناس: المطلوب أن النساء في أيام العرس ،يجلسنّ في البيوت، مع المحافظة على الآداب في البيوت، فإن لم تسع الغرف والدواوين، ممكن تعمل طرابير في سقف البيت، ويكن هناك مع المراءة للأداب، أما اخراج النساء إلى الشوارع، وجعلهن فتنة، لكل مفتون، لكل مفتون، -فلا بارك الله من يسعى بالشر والفساد في داخل البلاد-،
ولهذا طلب من المسلمين، أن يكونوا محاربين لهذا العدو، وساعين في صده ورده، وفي دفعه، وفي رد مكره وكيده، لكن أين من يقوم بهذا ؟ إلا من تفقه في الدين، ومن تأدب بآداب الإسلام،
ألا وإن المكيدة التي كاد بها إبليس، الأبوين عليهما السلام _آدم وحواء _ وصل بهذه المكيدة إلى أن بَدَتْ لَهُمَا سَوآتِهِما، أوما تقرأون القرآن الكريم؟
فقد ذكر الله في غير ما أية في كتابه قائلا بهذه الآية، *﴿ فَوَسوَسَ إِلَيهِ الشَّيطانُ قالَ يا آدَمُ هَل أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الخُلدِ وَمُلكٍ لا يَبلى فأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ﴾ [٢٠:١٢١] - طه*
فإبليس توصل عن طريق المكيدة، وتزيين المعصية، إلى أن وقع الأبوان في ذلكم الدواء من الشجرة، التي حرمها الله
فانكشفت سَوْآتُهُمَا ، المعاصي فضائح، والمعاصي تكشف، والمعاصي عورات، لا يحتاج إليها الإنسان،
قال الشاعر:
إذَا المرءُ لمْ يلبَسْ ثِيابًا منَ التُّقى
تَقَلَّبَ عُريَانًا وإنْ كانَ كاسِيًا
وخَيْرُ لِباسِ المَرْءِ طَاعةُ ربِّهِ
ولا خَيْرَ فيمَنْ كانَ لله عَاصِيًا
فالشيطان عندما يدعو المؤمنين إلى المعاصي إنما يريد، أن يفضحهم وأن يعريهم ، وأن يجعلهم يقعون فيما يسؤهم ،وفيما يحزنهم ، وفيما يفسدهم عياذا بالله!
ألا وإن الشيطان، قد توصل إلى أفساد كثيراً من العرب، في باب اللباس والزينة،
كيف ذاك؟ قامت قريش، بدعوى أن من حج أو أعتمر لا يقبل منه حجه ، ولا عمرته، إلا أن يطوف عريانا،
إلا قريشا فكانوا يقولون : إنهم الأطهار، فكانوا يطوفون ومعهم الثياب، ومن كان صديقاً لهم، ممكن يعطونه من باب الصداقة،
لكن كان أكثر العرب يطوف الرجال والنساء ، وهم عراة كما خلقهم الله...
حتى روى الإمام مسلم، في صحيحه من حديث بن عباس، أنه قال: «كانتِ المرأةُ تَطوفُ حول الكعبة وَهيَ عُريانةٌ، وتقولُ: اليومَ يَبدو بعضُهُ أو كلُّهُ، فما بدا منهُ فلا أُحلُّهُ،» هكذا الشيطان عبث بالعرب،
قال الله في كتابه الكريم:*﴿ وَإِذا فَعَلوا فاحِشَةً قالوا وَجَدنا عَلَيها آباءَنا وَاللَّهُ أَمَرَنا بِها ﴾ [٢٨] - الأعراف*
والمراد -بالفاحشه- هنا التعري ، قال ربنا: ﴿قُل إِنَّ اللَّهَ لا يَأمُرُ بِالفَحشاءِ أَتَقولونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعلَمونَ﴾
ثم أمر الله المؤمنين والمؤمنات، بأخذ زينتهم الكاملة ، لبس اللباس الكامل الساتر للأبدان، قال ربنا: *﴿ يا بَني آدَمَ خُذوا زينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ﴾ [٣١] - الأعراف*
والزينة هنا الثياب، المطلوب أن تستر العورات، أن تستر العورات ،
معاشر المسلمين: أن المسلمين بحاجة ماسة، إلى أن يتفقهوا ، في أمر اللباس فإن اللباس الذي يلبسهُ المسلم ، أنه لباس إسلامي بمعنى، هو محكوم بأحكام الإسلام، وفي أحكام شريعة الإسلام،
فليس اللباس الذي يلبسه المسلم والمسلمة، راجعاً أمره إلى العادات ،ولا إلى التقاليد، ولا إلى التشبه بالكفار وإنما مرد هذا اللباس إلى أحكام الشريعة،
ومن هنا -المرأة- بحاجة إلى ضوابط شرعية، فيما يتعلق بلباسها...
الضابط الأول: ألا يكون هذا اللباس فيه تشبه بلباس نساء الكفار ! وهكذا الرجال من المسلمين! ألا يكون في البستهم تشبه بالبسة الرجال من الكفار.
روى الإمام مسلم من حديث عبدالله بن عمرو أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- «رأى عليْهِ ثوبينِ أصفَرينِ فقالَ: إنَّ هذِهِ ثيابُ الْكفَّارِ فلا تلبسْهُ .»
وروى الإمام أبو داوود وغيره من حديث بن عمر أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال:«ومن تشبَّهَ بقَومٍ فَهوَ منْهُم .»
والتشبه بهم -أعني بالكفار- يقع بلبس اللباس، الذي هو من عاداتهم، ومن تقاليدهم،
كذلك أيضا: ألا يكون، في لباس المرأة، تشبه بلباس الرجال، من المسلمين..
روى الإمام البخاري، وغيره من حديث عبدالله بن عباس، أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال:«لعن اللهُ المتشبهينَ بالنساءِ مِنَ الرجالِ والمتشبِّهاتِ مِنَ النساءِ بالرجالِ .»
وهو عند أبي داوود وغيره من حديث أبي هريرة أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال:« لعنَ اللهُ الرَّجُلَ يلبَسُ لِبْسَةَ المرأةِ ، والمرأةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرجلِ .»
فالمرأة عندما تشتري البسة ، وثيابا ، تحتاج إلى أن تجتنب، أن تكون من ثياب الرجال ،
كذلك أيضا: ألا يكون الثوب واللباس أعني لباس المرأة ،
وهكذا الرجال، لا يكون ثوب شهرة، فقد جاء من حديث بن عمر، عند بن ماجة وغيره، أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال:«مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ ؛ أَلْبَسَهُ اللهُ إيَّاهُ يومَ القيامةِ ، ثُمَّ أَلْهَبَ فيهِ النارَ ،»
وآلا يكون -ثوب زور- فقد قال: -عليه الصلاة والسلام-« المُتشبِّعُ بما لَمْ يُعْطَ كلابِسِ ثوبَيْ زُورٍ .»
رواه البخاري ومسلم من حديث أسماء -رضي الله عنها-.
فالمسلمون بحاجة إلى أن يتفقهوا في أمر الثياب ، وإلا وقع ما لا تحمد عقباه.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
وقفات مع الإجازة الصيفية
للشــيخ / عمــــر المـشـاري
الخطبة الأولى:
الحمدلله رب العالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير, وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً, أما بعد:
معاشر المسلمين: إنَّ استغلال الأوقات واستثمارها فيما ينفع أمر مهم, ذلك أنَّ المؤمن سيسأل يوم القيامة عن عمره فيما أفناه, وعن شبابه فيما أبلاه, قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاَهُ" وفي رواية: "وعن شبابه فيم أبلاه" أخرجه الترمذي وحسنَّه الألباني فليُعدَّ كلٌّ منَّا أجوبة لتلك الأسئلة, هل أفنينا أوقاتنا فيما ينفعنا أم أضعناها؟ هل عملنا بما علمنا؟ هل اكتسبنا أموالنا بالحلال أم بالحرام وبما فيه شبهة؟ هل أنفقنا أموالنا فيما يحل لنا أم فيما يحرم علينا؟ هل أبلينا أجسامنا وشبابنا فيما يقرِّبنا إلى الله أم فيما يبعدنا عنه؟
عباد الله: هذه الأيام يتمتع الأبناء والبنات بالإجازة الصيفية وأوقات الفراغ عندهم كثيرة, فهل سيستثمرونها فيما ينفعهم في دينهم ودنياهم؟ وما هو دور الوالدين في التوجيه وحسن التربية؟ وهذه وقفات مع الإجازة الصيفية:
الوقفة الأولى: رسالة إلى أبنائنا وبناتنا, أقول لهم: إنَّ هذه الإجازة ليست للكسل والخمول واللهو والغفلة, بل هي لتجديد النشاط وإشغال الوقت بما ينفع, ومن أعظم ما تستثمر فيه الأوقات حفظ القرآن الكريم, فأنتم تستطيعون حفظ أربعة أجزاء فيها بيسر وسهولة وذلك بحفظ وجه واحد كل يوم, وهذا يسير على من وفقه الله, قال تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 17] وها هي حلقات تحفيظ القرآن تنتشر في المساجد وكذلك دور التحفيظ النسائية وما يتخللها من دورات حفظ مكثفة فليبادر إليها الأبناء والبنات, ومن ثمرات حفظ القرآن أنَّ الحافظ يستطيع تلاوته متى شاء؛ لأنَّ قرآنه في صدره, كما أنَّه يستفيد من أوقات الانتظار في المواعيد التي تتعلق به, وفي أثناء قيادته لسيارته أو مشيه على رجليه, ليس عليه إلا أن يحرك شفتيه بتلاوة القرآن, وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن وهو على راحلته, قال عبدالله بن مغفَّل رضي الله عنه: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَى رَاحِلَتِهِ سُورَةَ الفَتْحِ" أخرجه البخاري وكذلك فإنَّ حافظ القرآن الكريم يستفيد من حفظه له أثناء دراسته وعند أداء وظيفته وما يوكل إليه من أعمال وفي جميع شؤون حياته, لما يشتمل عليه القرآن من أحكام وتوجيهات وآداب وقصص وأمثال, وحافظ القرآن يستطيع أن يختمه في كل شهر ثلاث مرات أو أربع بسهولة ويُسر, فهلا ابتدأت بحفظه في إجازتك, فإنَّ خير ما تعلَّمه المتعلمون وعلَّمه المعلمون هو القرآن الكريم, قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ" أخرجه البخاري وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ" أخرجه البخاري.
الوقفة الثانية: من استثمار أوقات الإجازة الصيفية ترتيب وقت في كل يوم, يحفظ فيه الأولاد والبنات الأحاديث الصحيحة ابتداء من أحاديث الأذكار, وهي من الأمور المهمة في حياة المسلم فإنَّه يداوم على الأذكار في الصباح ابتداء من طلوع الفجر وأذكار المساء ابتداء من بعد صلاة العصر, وأذكار النوم والاستيقاظ وبعد الصلاة المكتوبة والذكر عن دخول البيت والخروج منه وعند ركوب السيارة وعند الدخول إلى السوق وعند الهم والحزن والكرب والمصيبة وعند الطعام قبله وبعده وعند دخول المسجد والخروج منه وعند الفزع في النوم وعند الرؤيا التي يكرهها وعند السفر ذهاباً وقدوماً, وللمحافظة على الأذكار فوائد كثيرة منها: حفظ الله لمن يداوم عليها, فيحفظه الله من الشرور والآفات ومن الشياطين ومن حسد الحسدة, وفي المحافظة على الأذكار انشراح الصدر وحصول الطمأنينة والقوة والنشاط فتكون حياة الذاكر لله حياة طيبة, ولو حفظ كل يوم حديثاً لحاز خيراً كثيراً.
الوقفة الثالثة: من استثمار أوقات الإجازة القراءة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم, فلو قرأ كل يوم صفحتان لاستطاع قراءة مائتي صفحة, يتعرف فيها على هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته العظيمة التي هي أعظم سيرة في التاريخ, مثل أن يقرأ في كتاب السيرة النبوية لابن هشام أو الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم للحافظ ابن كثير أو زاد المعاد لابن القيم أو مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم للشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله جميعاً.
وإنَّه لحري بمن قرأ السيرة النبوية أن يتخلَّق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ويهتدي بهديه.
1- الصبر:في الحديث المتفق عليه من حديث أبي سعيد: قال:قال رسول الله ((ما أعطى أحد عطاءً خيراً وأوسع من الصبر)).
2- الاستـــقامة :
إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا.
روى أحمد عن ثوبان: ((استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن)).
3- محاسبة النفس:يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد.
روى أحمد عن عمر من قوله: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا).
وقال ميمون بن مهران: لا يكون العبد تقياً حتى يكون أشد محاسبة لنفسه من الشريك لشريكه.
3- تدبر قصص الأنبياء والصالحين:
وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين.
وفي ذلك ثبات إبراهيم قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين.
وعن ابن عباس: ((كان آخر قول إبراهيم حين ألقى في النار: حسبنا الله ونعم الوكيل)).
وفي ذلك ثبات موسى فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين.
وثبات سحرة فرعون فلا قطعن أيديكن وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاباً وأبقى.فكان جوابهم لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا.
ومثله قوله: الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادوهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل.
4- وصية الرجل الصالح:
الإمام أحمد ابتلي في فتنة خلق القرآن، فكان مما ثبته يومئذ وصايا بعض الصالحين له، ومن ذلك:
قول أعرابي: يا هذا ما عليك أن تقتل ها هنا وتدخل الجنة.
وقال آخر: إن كنت تحب الله فاصبر على ما أنت فيه، فإنه ما بينك وبين الجنة إلا أن تقتل.
وقال أعرابي: يا أحمد أن يقتلك الحق مت شهيداً، وإن عشت عشت حميداً.. قال أحمد: فقوي قلبي.
وقال له محمد بن نوح: أنت رجل يقتدى بك قد مدَّ الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك، فاتق الله واثبت لأمر الله.
وعندما خاف السوط قال بعض المسجونين: لا عليك يا أبا عبد الله، فما هو إلا سوطان ثم لا تدري أين يقع الباقي.
5- الالتفاف حول العناصر المثبتة:
روى ابن ماجة عن أنس: قال:قال رسول الله ((إن من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر)).
وقال علي بن المديني: أعز الله الدين بالصديق يوم الردة، وبأحمد يوم المحنة.
وكان ابن القيم: يلجأ إلى شيخ الإسلام – رحمهما الله - عند الفتن.
6- الدعـــاء :
روى الترمذي عن أنس: ((كان رسول الله يكثر أن يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، فقلنا: يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا؟ قال: نعم إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء)).
وفي حديث الطبراني والحاكم عن ابن عمر قال:قال رسول الله ((إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم)).
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
7- التفاعل مع الآيات الكونية:
روى الشيخان عن عائشة: ((كان إذا رأى غيماً أو ريحاً عرف ذلك في وجهه)). وإذا قيل له: قال: ((يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب، قد عذب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب فقالوا: هذه عارض مطرنا)).
وفي مسند أحمد عن عائشة: ((أخذ.. بيدي ثم أشار إلى القمر فقال: يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا، فإن هذا هو الفاسق إذا وقب)).
وعن عقبة بن عامر قال: قال : ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، فإذا رأيتم منهما شيئاً فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم)).
8- قصر الأمل:
أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون.
كأن لم يلبثوا إلا ساعة من نهار.
9- الإكثار من ذكر الموت:
روى الترمذي عن ابن عمر قال:قال رسول الله ((أكثروا ذكر هادم اللذات يعني الموت)).
روى الحاكم في المستدرك عن أنس: قال:قال رسول الله ((كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها يرق القلب وتدمع العين وتذكر الآخرة ولا تقولوا هجراً)).
10- الخوف من سوء الخاتمة:
روى الشيخان من حديث أبي هريرة: قال:قال رسول الله ((ومن قتل نفسه بحديده فحديدته في يده يتوجا بها في بطنه.. ومن شرب سماً يتحساه.. ومن تردى من جبل فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً)).
11- تذكر منازل الآخرة:
روى الحاكم في المستدرك: قال:قال رسول الله ((صبراً آل ياسر صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة)).
وفي الحديث المتفق عليه من حديث أسيد بن حضير أنه قال للأنصار: ((إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض)).
🎤
*خطبة.جمعة.بعنوان.cc*
*الـثــبات على الديـن ووســائله*
*للـشيـــخ/ مـــــــــراد الــقــــــدسـي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
ملخص الخطبة :
1- أهمية الموضوع وتعلقه بالقلب. 2- الثبات هبة إلهية. 3- الثبات في الفتن. 4- الثبات على الدين. 5- وسائل تستجلب الثبات على الدين.
*الخطبـــة.الأولـــى.cc*
▪أهميـــة الموضـــوع :
~ كثرة الردة والنكوص على الأعقاب
~ كثرة الفتن والمغريات ..
والتي تؤدي بالفرد إلى الانحراف.
▪تعلق الموضوع بالقلب:
روى الإمام أحمد عن المقداد بن الأسود: ((لقلب ابن آدم أشد انقلاباً من القدر إذا اجتمعت غلياً)).
روى أحمد والطبراني عن أبي موسى: ((إنما سمى القلب من تقلبه، إنما مثل القلب كمثل ريشة في أصل شجرة يقلبها الريح ظهراً لبطن)).
وقال الشاعر:
وما سمى الإنسان إلا لنسيه
ولا القلب إلا لأنه يتقلـــب
وروى مسلم عن عبد الله بن عمرو: ((إن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء)).
1- الثبات من الله:
{يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء.}
{ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً.}
وجاء السؤال بطلب الثبات:قالوا {ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.}
{وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا.}
{ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.}
▪المواطن التي يلزم فيها الثبات:
1- الثبات على الدين:
روى مسلم من حديث عبد الله بن عمرو، ثم قال رسول الله : ((اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك)).
{ ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجثتت من فوق الأرض ما لها من قرار.}
2- الثبات في الفتن:
روى مسلم وأحمد عن حذيفة: قال:قال رسول الله ((تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً، فأيما قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نُكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا فلا تضره الفتنة مادامت السماوات والأرض والآخر مرباداً كالكوز مجخياً، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب هواه)).
والفـــتن أنـــواع :
1- الجاه:
{واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدُ عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا.}
روى أحمد عن كعب بن مالك: قال:قال رسول الله ((ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه)).
2- فتنة الزوجة والنساء:
{اعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة.}
{إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم.}
روى مسلم عن أبي سعيد: قال:قال رسول الله ((اتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة كانت في بني إسرائيل في النساء)).
وفي مسند أبي يعلى عن أبي سعيد: قال:قال رسول الله ((الولد مجبنة مبخلة محزنة)).
3- فتنة الاضطهاد والطغيان والظلم:
قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود ـ إلى قوله ـ شيء شهيد.
روى مسلم في حديث خباب: ((شكونا إلى رسول الله وهو متوسد بردة في ظل الكعبة، فقلنا له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟ قال: كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض، فيجعل فيه فيجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه، فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه)).
4- فتنة الدجال:
روى ابن ماجه وغيره من حديث أبي أمامة قال:قال رسول الله ((يا أيها الناس إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله آدم أعظم من فتنة الدجال..)).
((يا عباد الله: أيها الناس فاثبتوا، فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه قبلي نبي..)).
5- فتنة المال:
ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون.
ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتاً من أنفسهم كمثل جنة بربوة.
3- الثبات في الجهاد.
{ يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئةً فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون.}
{ يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.}
إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان.
روى البخاري من حديث البراء بن عازب: كان النبي ينتقل التراب يوما لخندق حتى أغمر أو اغبر بطنه يقول:
والله لولا الله ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سـكينة علينـا
وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينـا
إذا أردوا فـتنة أبينـا
ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين.
4- الثبات على المنهج:
المنهج لغة: هو الطريق الواضح البين.
وكتب أحد الصالحين يعظ أخاه فقال له: ((أُوصيكَ بتقوى الله الذي هو نَجِيُّكَ في سريرتك ورقيبُك في علانيتك، فاجعلِ الله من بالك على كُلِّ حالك في ليلك ونهارك، وخفِ الله بقدر قُربه منك، وقُدرته عليك، واعلم أنَّك بعينه ليس تَخرُجُ من سلطانه إلى سلطان غيره، ولا من ملكه إلى مُلك غيره، فليعظم منه حَذَرُك، وليكثر منه وَجَلُكَ)).
ومع ذلك فإن الإنسان تحركه الشهوة، ويتسلط عليه داعي الهوى، وتؤزه الشياطين إلى التخلي عن التقوى فيقصر في واجب أو يفعل محرما، فيجدر به حينئذ ألا يستسلم، بل يجاهد نفسه وهواه وشهوته وشياطين الإنس والجن، فإن زل وأخطأ فليبادر بمحو خطئه بفعل صائب، وليأت بحسنة تعفو أثر سيئته، وليتقرب بطاعات في مقابل معصيته، وهذه هي الوصية الثانية في الحديث ((وأتبع السيئة الحسنة تمحها)) ومع تحرز جمهور المسلمين من الوقوع في المعصية أثناء شهر رمضان؛ تعظيما لحرمة الشهر؛ فإن الواحد منهم إذا استزل فأخطأ فيه رأى أنه أتى أمرا عظيما، وقابل ذلك بالاستغفار والصدقة وكثرة قراءة القرآن وأنواع من البر والإحسان، فليفعل ذلك بعد رمضان؛ فإن عظمة من يعصي لا تتغير بعد رمضان عن رمضان، فهو عز وجل العظيم في كل الأزمان والأحوال.
والله تعالى قد علم ضعفنا وعجزنا وعجلتنا ففتح لنا أبواب الحسنات، وشرع لنا الكثير من المكفرات لنبادر بفعلها تكفيرا عن العصيان، ومحوا لآثار السيئات، وفي ثناء الله تعالى على المتقين قال سبحانه ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران: 135] فذكر سبحانه من صفاتهم أنهم إن أخطئوا لم ينسوا الله عز وجل وعظمته فبادروا إلى محو أثر الذنب بالاستغفار وعدم الإصرار على المعصية.
وعلى العاصي أن يكثر من الطاعات فإنها تزيل أثر السيئة في القلب؛ فإن التجربة قد دلت على أن العبد إذا أكثر من الطاعات ضعف في قلبه داعي العصيان، وتمكنت منه الرغبة في الله تعالى وفيما أعد من الكرامة لأوليائه المتقين.
كما أن إتباع المعصية بطاعة يجعل في صحيفة العبد حسنات تقابل السيئات التي قارفها، وأعمال العباد توزن يوم القيامة، فليحذر أن تكون سيئاته أكثر من حسناته ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود: 114]. قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: ((إذا أسأت سيئة في سريرة فأحسن حسنة في سريرة، وإذا أسأت سيئة في علانية فأحسن حسنة في علانية، لكي تكون هذه بهذه)).
وسُئِلَ الإمام أحمد رحمه الله تعالى عن رجلٍ اكتسب مالاً من شبهةٍ: صلاتُه وتسبيحُهُ يَحُطُّ عنه شيئاً من ذلك؟ فقالَ: إنْ صلَّى وسبَّح يريد به ذَلِكَ، فأرجو، قالَ الله تعالى: ﴿خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾ [التوبة: 102].
والإنسان في حياته الدنيا يعامل الخلق كثيرا من قرب منهم كوالديه وأهله وولده، ومن بعد منهم من سائر الناس، فالتوجيه النبوي أن يعاملهم بالحسنى؛ فيحلم عن جاهلهم، ويصبر على مسيئهم ((وخالق الناس بخلق حسن)) فهي قاعدة عامة في حسن الخلق مع الناس أجمعين.
وفي رمضان كان الصائم يلجم نفسه عن الغضب، ويحبس لسانه عن الجهل، ويقابل من شاتمه بقوله ((إني صائم))؛ لعلمه أنه في عبادة فلا يريد تخريقها؛ ولذا جاء في الحديث أن الصوم جنة، أي وقاية يحمي العبد من الوقوع في الإثم.
فمن تعلم في رمضان كظم الغيظ، وتسكين الغضب، ومقابلة الجهل بالحلم، والإساءة بالإحسان، وكانت السماحة والعفو وحسن الخلق ديدنه فحري به أن يستمر على ذلك بعد رمضان؛ طلبا لرضا الله تعالى، حتى يتصف بحسن الخلق؛ فإنما الحلم بالتحلم. قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: ((حُسنُ الخلق أنْ تحتملَ ما يكونُ من الناس)).
وفي حسن الخلق من الأجر والثواب ما لا يخطر على بال كثير من الناس؛ ففي حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ الْخُلُقِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ)) رواه أبو داود، وفي حديث أبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه أن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من شيء أثقل في الْمِيزَانِ من خُلُقٍ حَسَنٍ)) رواه أحمد.
فمن حافظ على هذه الوصايا الثلاث فقد أفلح وفاز، وكسب رضا الله تعالى ومحبته وولايته، ومحبة خلقه.
هذه الوصايا هي تقوى الله تعالى حيثما كان العبد، وإتباع السيئة بحسنة، ومعاملة الناس بالأخلاق الحسنة.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺃﺫﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺩﻣﺮ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻴﻦ، ﻭﺃﻋﻮﺍﻧﻬﻢ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺩﻣﺮﻫﻢ ﺗﺪﻣﻴﺮﺍً،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﻭﺃﺋﻤﺔ ﻭﻭﻻﺓ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﺭﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﻐﺎﺭﺑﻬﺎ.،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺻﻠﺢ ﺃﻭﻻﺩﻧﺎ ﻭﻧﺴﺎﺀﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻭﺇﻳﺎﻫﻢ ﻫﺪﺍﺓً ﻣﻬﺘﺪﻳﻦ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺻﻠﺢ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺻﻠﺢ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺭﻓﻊ ﻋﻨﺎ ﺍﻟﻐﻼﺀ ﻭﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺑﺎ ﻭﺍﻟﺰﻧﺎ ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﻁ ﻭﺍﻟﺰﻻﺯﻝ ﻭﺍﻟﻤﺤﻦ ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺑﻄﻦ.
اللهم إنا نشهد بأننا نحبك ونحب نبيك صلى الله عليه وسلم،وال بيته وصحابته اجمعين فاللهم ارزقنا اتباعه، والتأسي به، والاقتداء بهديه .. الله لا تحرمنا شفاعته يوم العرض عليك، اللهم اجعلنا من زُمرته، واجعلنا من أنصار دينه، الداعين إلى سنته، المتسكين بشرعه .
اللهم اجعلنا من اتباع دينك ظاهراً وباطناً ، اللهم اجعل حبّك وحبّ نبيك أحب إلينا من أنفسنا وأهلينا والناس أجمعين، اللهم ارزقنا اتباع هدي رسولك الأمين صلى الله عليه وسلم واجعلنا من ورثة جنة النعيم
اللهم ارزقنا إجلالَ نبينا وتعظيمَ هديه وسنته.
اللهم ارزقنا تَعَلُّمَ وتعليم أحاديثه وسنته والعمل بها.
اللهم ارزقنا شفاعته؛ وأوردنا حوضه؛ واسقنا من يده الشريفة شربةً هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻫﺪﻧﺎ ﻷﺣﺴﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻻ ﻳﻬﺪﻱ ﻷﺣﺴﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ ﻭﺍﺻﺮﻑ ﻋﻨّﺎ ﺳﻴﺌﻬﺎ ﻻ ﻳﺼﺮﻑ ﻋﻨّﺎ ﺳﻴﺌﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻭﻓﻘﻨﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﺮﺿﻴﻚ ﻋﻨّﺎ ﻭﺟﻨﺒﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﺨﻂ ﻋﻠﻴﻨﺎ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻭﻓﻘﻨﺎ ﺑﺤﺴﻦ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺍﻹﺻﻐﺎﺀ ﺇﻟﻴﻚ،
ﻭﺍﺭﺯﻗﻨﺎ ﻭﻭﻓﻘﻨﺎ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺘﻚ، ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺧﺪﻣﺘﻚ، ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻚ، ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻷﻣﺮﻙ، ﻭﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﻘﻀﺎﺋﻚ، ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻼﺋﻚ، ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ ﻟﻨﻌﻤﺎﺋﻚ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ...
ﺭﺑﻨﺎ ﺍﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﻭﻹﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﺒﻘﻮﻧﺎ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻏﻼً ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺭﺑﻨﺎ ﺇﻧﻚ ﺭﺀﻭﻑ ﺭﺣﻴﻢ، ،،
ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ: ﴿ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺄْﻣُﺮُ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ ﻭَﺍﻟْﺈِﺣْﺴَﺎﻥِ ﻭَﺇِﻳﺘَﺎﺀِ ﺫِﻱ ﺍﻟْﻘُﺮْﺑَﻰ ﻭَﻳَﻨْﻬَﻰ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻔَﺤْﺸَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟْﻤُﻨْﻜَﺮِ ﻭَﺍﻟْﺒَﻐْﻲِ ﻳَﻌِﻈُﻜُﻢْ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺬَﻛَّﺮُﻭﻥَ * ﻭَﺃَﻭْﻓُﻮﺍ ﺑِﻌَﻬْﺪِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺇِﺫَﺍ ﻋَﺎﻫَﺪْﺗُﻢْ ﻭَﻻ ﺗَﻨْﻘُﻀُﻮﺍ ﺍﻟْﺄَﻳْﻤَﺎﻥَ ﺑَﻌْﺪَ ﺗَﻮْﻛِﻴﺪِﻫَﺎ ﴾ [ﺍﻟﻨﺤﻞ:90-91]..
ﻭﺍﺫﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻳﺬﻛﺮﻛﻢ، ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻓﺮ ﻧﻌﻤﻪ ﻳﺰﺩﻛﻢ، ﻭﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ...
والحمد لله رب العالمين ...
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
وقد يكون هناك المكر بين الناس على بعضهم البعض بسبب الصراع على المال أو المكانة أو الجاه ..!!
وهناك مكر بين الأقران سببه الحسد ..
وهناك المكر بين الدول سببه الأطماع وحب السيطرة وإظهار القوة ..
وهناك المكر السياسي بين الأحزاب والجماعات والأنظمة والشعوب سببه حب السيطرة والتملك والقمع والاستبداد وإلغاء الآخر وعدم فهم واستيعاب متطلبات الحكم الرشيد والتداول السلمي للسلطة والحقوق والواجبات المطلوب أدائها والقيام بها..
أيها المؤمنون /عبـــاد الله :-
مكث فرعون سنوات يحيك المكر السيء يقتل الرجال ويستحي النساء ويستعبد الناس خوفاً على الملك والسلطان ، فارتكب جميع الجرائم وادعى لنفسه الألوهية والربوبية من دون الله ،
وأرسل جنوده في الأرض ليخوف الناس ويحكم سيطرته ،
ومكر مكراً ومكر الله وساق الله موسى عليه السلام بعد أن رمته أمه في البحر خوفاً عليه إلى قصر فرعون ، وشب موسى وترعرع في ذلك القصر والجيوش تحرسه وفرعون يرعاه ..!!
وصدق الله إذ يقول : ( قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ) [يونس: 21] ..
أين ذهب مكر فرعون ودهاءه ؟
أين قوته وجبروته وسلطانه وأمواله؟
لقد سخرها الله لرعاية موسى ..
وبعد أن آتاه الله النبوة والكتاب وعرض أمر الله على فرعون ؛ أخذ فرعون يمكر بموسى وبمن معه و يحيك المؤامرات والدسائس والأكاذيب ، ويحشد الجنود ويستعمل القهر والتعذيب ويجمع السحرة ليناصروه ..
فلما أيقنوا أنما جاء به موسى ليس بسحر إنما هو الحق آمنوا بالله وأخذ فرعون يتهمهم بالمكر والخداع ، وهو مكر أخير يستعمله فرعون أمام الجماهير وزبانيته وجيوشه ...
قال سيد قطب رحمه الله: إنَّه الفزَع على العرش المهدَّد، والسلطان المهزوز: ﴿ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا ﴾ [الأعراف: 123]،
وفي نصٍّ آخَر: ﴿ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ﴾ [طه: 71]،
والمسألة واضحة المعالم، إنَّها دعوة موسى إلى "ربِّ العالمين"،
هي التي تزعج وتخيف، إنه لا بقاء ولا قرار لحكم الطَّواغيت مع الدعوة إلى ربِّ العالَمين،
وهم إنَّما يقوم ملكهم على تنحية ربوبيَّة الله للبشر بتنحية شريعته، وإقامة أنفسهم أربابًا من دون الله يشرعون للناس ما يشاؤون، ويعبِّدون الناس لما يشرِّعون ..!!
إنهما منهجان لا يجتمعان، أو هما دينان لا يجتمعان، أو هما رَبَّان لا يجتمعان، وفرعون كان يعرف، وملَؤُه كانوا يعرفون ذلك .. ) ( الظِّلال"، سيد قطب، ج 3، ص 1351) ..
لقد اقتضَتْ حكمة الله تعالى أنْ جعل في هذه الدُّنيا خيرًا وشرًّا، وحقًّا وباطلاً، ولا رادَّ لحِكمته،
وجعل في كلِّ زمان ومكان أناسًا يعيثون في الأرض الفساد، وينشرون الرذيلة، ويُحاربون الفضيلة،
وابتلى بعض الناس ببعض؛ ليمحص الله عباده: ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ) [الأنعام: 123]..
والأكابر هم أصحاب النفوذ والجاه والمال والسلطان الذين فسدت حياتهم وساءت أخلاقهم وتملك حب الدنيا من قلوبهم ، ونسوا فضل الله ونعمه عليهم ، خوفاً على نفوذهم ومكانتهم ومصالحهم وأطماعهم ؛؛؛
فهم أكثر الناس مكرا وأكثرهم جرأة على ذلك ...
وانظروا إلى يوسف عليه السلام وقد أحيك المكر السيئ به من قبل أخوته وخططوا لقتله ثم رميه في البئر وكيف حفظه الله ..
ثم امرأة العزيز صاحبة المكانة والجاه والسلطان وقد شاع الخبر في المدينة بمراودتها لفتاها عن نفسه ومكرها وإصرارها على فعل الباطل وارتكاب الجريمة،،
قال تعالى : (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ * قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ ) (يوسف 31-32) ..
ودخل السجن مظلوماً ومكر الله له ثم خرج ملكاً يحكم في الأرض وبيده خزائن الأموال وجاءت أخوته يطلبون ويسألون ويستجدون ..
أين ذهب مكرهم ؟
واين خططهم ؟
ذهبت وعادت عليهم وبالاً ..
والله عز وجل يقول : ( وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) [فاطر: 43] ..
عبــــاد الله :-
كم نحن بحاجة إلى تصفية قلوبنا من الحقد والحسد والغل ..
كم نحن بحاجة إلى تزكية أخلاقنا بعيداً عن الكبر والظلم والعدوان ..
كم نحن بحاجة إلى تقوية صفوفنا بعيداً عن العصبية والتنافس على الدنيا وتدبير المؤامرات عل بعضنا البعض ..
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن واجعل بلدنا هذا آمناً وسائر بلاد المسلمين ...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﺧﺰﺍﻳﺎ ﻭﻻ ﻣﻔﺘﻮﻧﻴﻦ ﻭﻻ ﻣﻐﻴﺮﻳﻦ ﻭﻻ ﻣﺒﺪﻟﻴﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ,
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ ﺗﺪﻉ ﻷﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ ﻏﻔﺮﺗﻪ ،
ﻭﻻ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﻴﺘﻪ ،
ﻭﻻ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻪ ،
ﻭﻻ ﻫﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ،
ﻭﻻﻣﻴﺘﺎ ﺇﻻ ﺭﺣﻤﺘﻪ ،
ﻭﻻ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺇﻻ ﻫﺪﻳﺘﻪ ،
ﻭﻻ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﺇﻻ ﺳﺪﺩﺗﻪ ،
ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼﺡ ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...
ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﺎً ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺃﺧﻼﻗﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ..
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.
ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً .
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛
فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....
والحمد لله رب العالمين ...
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
ولما سئل الحسن البصري : ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوهاً؟
فقال: لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نوراً من نوره".
أيها المؤمنون /عباد الله : -
لنتذكر جميعاً هذه السنة الإلهية في عباداتنا وأعمالنا وسلوكياتنا وعلاقاتنا لتستقيم نفوسنا على الحق والخير في زمن كثر فيه البغي والظلم والتعدي والكبر وسوء الظن والتقصير والتفريط في الحقوق والواجبات ولنبحث عن الجزاء الطيب بحسن العمل ..
قال أحد الصالحين: (الحسنة لا تضيع على ابن آدم .. والذنب لا ينسى ولو بعد حين .. و الديان هو الله عز وجل حي لا يموت ..
ويا ابن آدم اسخر كما شئت ..
واضحك على من شئت ..
واعتدي على من شئت ..
واجرح من شئت ..
وأحسن إلى من شئت ..
واظلم من شئت ..
واسفك دم من شئت ..
وتكبر على من شئت ..
فلا يضيع عمل عامل منكم عند الله في الحياة الدنيا وفي الآخرة إن خيراً فخير وإن شراً فشر ..
قال تعالى ( مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ) ( غافر: 40) ..
وقال تعالى (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الأنعام:129)..
قال ابن كثير رحمه الله : أي نسلط بعضهم على بعض ، وننتقم من بعضهم ببعض جزاءً على ظلمهم وبغيهم .. )..
وقال الإمام ابن القيِّم - رحمه الله -: "ولذلك كان الجزاء مُماثلاً للعمل من جنسه في الخير والشر،
فمَن سَتَر مُسلمًا ستَره الله،
ومن يسَّر على مُعسِر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة،
ومن نفَّس عن مؤمنٍ كُرْبة من كُرَب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة،
ومن أقال نادمًا أقال الله عثرتَه يوم القيامة،
ومن تتبَّع عورة أخيه المسلم تتبَّع الله عورتَه،
ومن ضارَّ مسلمًا ضارَّ الله به،
ومن شاقَّ شاقَّ الله عليه،
ومن خذَل مسلمًا في موضع يجب نصرتُه فيه خذَله الله في موضِع يجب نصرتُه فيه،
ومَن سمَح سمَح الله له،
والراحمون يرحَمهم الرحمن،
وإنما يرحَم الله من عباده الرحماء،
ومن أنفَق أنفَق الله عليه،
ومن أوعى أوعى عليه،
ومن عفا عن حقِّه عفا الله له عن حقِّه،
ومن تجاوَز تجاوَز الله عنه،
ومن استقصى استقصى الله عليه"؛ (إعلام الموقعين عن رب العالمين (1/214) ..
بروا آبائكم يبركم أبنائكم ...
قبل أكثر من خمسين عام حج رجل مع والده الذي بلغ من العمر عتيا ، وكانوا وقتها يركبون الجمال،
وهم في قافلة،
فأراد الرجل الكبير أن يرتاح قليلاً من السفر وحرارة الشمس تحت ظل شجرة واستمرت القافلة بالسير ، وجلس الابن مع أبيه ،
فلما ارتاح قليلاً حمل أبيه على ظهره وانطلق يجري به ليلحق بالقافلة ،
يقول الابن : فجأة وإذا بأبي يبكي ودموعه تنحدر على كتفي ،
فقلت : مالك يا أبي والله أنك أخف على ظهري من نسمة الهواء،
قال: والله ما أبكي من أجل هذا ! ولكني في هذا المكان قبل فترة من الزمن حملت أبي على ظهري فتذكرت ، قول الله تعالى ( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) (الرحمن60-61)...
عبــــاد الله : -
غابت هذه السنة الربانية من حياتنا إلا من رحم الله ، فخسرنا الكثير من الأجور والحسنات ، وحرم الكثير منا رحمة الله وتوفيقه ولطفه ، ومضى قطار العمر ونحن في غفلة ،
فما زادت حياتنا إلا تعاسة وشقاء ، و رأينا سنن الله تجرى على الأفراد والمجتمعات والشعوب والدول ولم نتعظ ، وضعفت صلتنا بربنا وقصرنا في عباداتنا ، وزادت المعاصي والمنكرات ، وسفكت الدماء ، وظهر الظلم والبغي ، واستطال المسلم في دم أخيه وعرضه وماله دون وجه حق ،،،
فساءت العلاقات وثارت الخلافات وتأججت العصبيات ، ودمرت القرى والمدن وذهب الأمن واستوطن الخوف في كثير من بلاد المسلمين ...
كل ذلك بسبب الذنوب والمعاصي حتى نسينا أمر الله فنسينا ووكلنا إلى أنفسنا جزاءاً وفاقاً ..
ولو أننا وضعنا سنة الجزاء من جنس العمل نصب أعيننا حكاماً ومحكومين ، أحزاباً وجماعات ، أغنياء وفقراء ، أقويا وضعفاء ، رجالاً ونساء لصلحت أحوالنا واستقامت نفوسنا وتبدلت أحوالنا ..
فكفوا أيديكم وألسنتكم وأموالكم ومناصبكم عن البغي والحرام والظلم والعدوان ،
واعلموا أن إمهال الله عقوبة واستدراج فلا يغتر أحد بحلم الله ..
وتذكر يا من تتجرأ على النفوس المعصومة وتسفك الدماء المحرمة أن الجزاء من جنس العمل عاجلاً أو آجلاً ،
وقديماً قالوا " بشر القاتل بالقتل "
هذا في الدنيا ، ويوم القيامة أشد وأنكى ،
وهذا ما أكَّده سيدنا سعيد بن جبير رضي الله عنه للحجاج, عندما قال له الحجاج: ويلك يا سعيد,
قال له: الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار..
قال: اختر لنفسك أيَّ قِتْلَةٍ تُريد أن أقتلك؟
فقال: بل اختر أنت لنفسك يا حجاج؛ فوالله لا تقتلني قِتْلَةً إلا قَتَلَكَ الله مثلها يوم القيامة ..
مِنِّي وَانًا مِنْهُ ، ثُمَّ أَخَذُو يَحْفِرُونَ وَلَمْ يَكُنْ سرير إِلَّا سَاعَدي رَسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ- لِجُلَيْبِيبَ حَضَنهُ النَّبِيُّ -عِلْيَّةَ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ- وَأَخُذهُ عَلَيَّ يَدَه، وَضَمَّهُ إِلَيَّ صَدْرُهُ، هَذَا الَّذِي رَدَّهُ النَّاسُ، هَذَا الَّذِي قَلاهُ النَّاسُ، هَذَا الَّذِي حَارِبَةُ النَّاسِ، هَذَا الَّذِي ابْغضَهُ النَّاسُ،
كَمْ مِنْ صَالِحِينَ يَتَمَنَّوْنَ الزَّوَاجَ؟!
أَعْينُوهُمْ أَعَانَكُمُ اللَّهُ، اعْينُوهُمْ أَعَانَكُمُ اللَّهُ ، وَسَيَجْعَلُ اللَّهُ فَرَجًا وَمُخْرَجًا (أَنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ )
فَاذَا جَاءَ الشَّابُّ الْمُسْتَقِيمُ الَّذِي يُصَلِّي مَعَكَ، الَّذِي يُصَلِّي مَعَكَ فَاحْمَدْ اللَّهَ، فَإِنَّ الْمُسْتَقِيمَ إِنْ أَحَبَّهَا اكْرِمْهَا، وَإِنْ أَبْغَضَهَا لَا يَظْلِمُهَا لَا يَظْلِمُهَا، الَّذِي لَا يَخَافُ اللَّهُ كَيْفَ سَيَخَافُ اللَّهُ فِي ابِنْتِكَ؟
الَّذِي لَا يُصَلِّي كَيْفَ سَيَخَافُ اللَّهُ في ابْنَتِكَ ؟
اتَّقُوا اللَّهَ بِالْأَمَانَاتِ، اتَّقُوا اللَّهَ فِي بَنَاتِكُمْ، فَإِنَّ النَّبِيَّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- قَالَ: « مَنِ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٍ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا لَمْ يُرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ. » مِنْ مَنْعِهَا الصَّالِحِينَ، وَأَعْطَاهَا الْفَاسِدِينَ، مِنْ أَجْلِ الْأَمْوَالِ ! ظَالِمٌ وَغَاشَ لِرَعِيَّتِهِ ، يَا وَيْلَهُ غَدًاً ، يَا وَيْلَهُ غَدًاً ، خَصْمَكَ إِبْنَتُكَ ، مِنْ مَنْعِ الْبَنَاتِ مِنَ الزَّوَاجِ؟ هُنَّ سَبَبٌ فِي إِلْقَائِكَ إِلَى نَارٍ تَلظى ، يَوْمَ تَقِفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ، وَتَقِلْ يَا رَبِّ خُذْ حَقِّي مِنْ هَذَا الظَّالِمِ ، يَا رَبِّ خُذْ حَقِّي مِنْ هَذَا الظَّالِمِ ، مَنَعْنِي الزَّوَاجَ حَرِّمْنِي الزَّوَاجُ .
لَا إِلَهَ الَا اللَّهُ، مَا اشْدِ الْخُصُومَةَ يَوْمَ انْ تُلْقَى فِي النَّارِ ، وَتُسْحَبُ الَى النَّارِ، بِسَبَبِ إِبْنَتِكَ ! الَّتِي كَمْ سَكَتَتْ؟ وَكَمْ تَحَمَّلْتَ؟ وَكَمْ دَعَتَ اللَّهَ عَلَيْكَ؟ فَهَلْ مِنْ عَوْدَةٍ إِلَى شَبَابِنَا الصَّالِحِينَ؟ وَهَلْ مِنْ رَحْمَةٍ بِفِلِذَاتٍ اكْبَادِنَا الْمُسْتَقِيمِينَ الْمُصَلِّينَ؟! اعْينُوهُمْ « فَإِنَّ اللَّهَ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ »
اللَّهُمَّ اعَزَّ الْاسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ ،اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالكُفْرِهِ وَالْكَافِرِينَ
اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِاعَدَاءِ الدِّينِ اجْمَعِينَ
اللَّهُمَّ احْفَظْ بَلَدَ الِايْمَانِ وَالْحِكْمَةِ
اللَّهُمَّ الطِفْ بِشَبَابِنَا،
اللَّهُمَّ الطِفْ بِشَبَابِنَا،
اللَّهُمَّ الطِفْ بشَبَابِنَا،
اللَّهُمَّ اعْنِهِمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ
اللَّهُمَّ وَفِقْهِمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ
اللَّهُمَّ الطِّفْ بِهِمْ فِيمَا جَرَت بِهِ الْمَقَادِيرُ
اللَّهُمَّ يَسِّرِ امْرَهُمُ، اللَّهُمَّ يَسِّرْ عِفتَهِمْ
اللَّهُمَّ يُسِّرْ زَوَاجَهُمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ
اللَّهُمَّ اصْلِحْ شَبَابَ الْمُسْلِمِينَ
الِلَّهُمَّ اهْدِ نِسَاءَ الْمُسْلِمِينَ
اللَّهُمَّ اهْدِيِ ابَاءَ الْمُسْلِمِينَ
اللَّهُمَّ اهْدِيِ ابَاءَ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ رَدَّنَا الْيَكَّ جَمِيعًا رَدًّا جَمِيلًا
اللَّهُمَّ رِدِنَا الْيَكَ مَرْدًآ جَمِيلًا
اللَّهُمَّ غَيْرَ احْوَالِنَا الَى احْسِنْ حَالِ
اللَّهُمَّ غَيْرَ احْوَالِنَا الَى احْسِنْ حَالِ
اللَّهُمَّ ارْحَمْنَا بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسَّعَتْ كُلَّ شَيْءٍ
اللَّهُمَّ ارْحَمْ ضَعْفَنَا وَاسْتُرْ عَوْرَاتِنَا وَشَفِّي امْرَاضِنَا وَاجْمَعْ كَلِمَتَنَا وَالْفِ بَيْنَ قُلُوبِنَا يَا رَبِّ الْعَالَمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ
اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنَا مِنْ كُلٍّ هُمْ فَرَجًا وَمِنْ كُلِّ ضَيقٍ مَخْرَجًا وَمِنْ كُلِّ عُسْرٍ يُسْرًا وَمِنْ كُلِّ بَلَاءٍ عَافِيَةٌ
اللَّهُمَّ لَا تَدَعُ عازباً مِنَ الْمُسْلِمِينَ الَا زَوْجَتَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ
اللَّهُمَّ اشْفِي مَرْضَنَا وَمَرْضَى الْمُسْلِمِينَ
اللَّهُمَّ ارْحَمْ مَوْتَانًا وَمَرْضَى الْمُسْلِمِينَ، وَاخِرٌ دَعْوَانًا انِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلُهُ وَصَحْبُهُ وَسَلَّمَ
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
يَغَارُ (وَقَفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلٌون).
فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَمْ مِنْ ظُلْمِهِ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ؟
فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- قَالَ: وَمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ ؟
امْعُكَ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ ، قَالَ: نَعَمْ ، مَعِي سُورَةُ كَذَا ،وَسُورَةُ كَذَا ،وَسُورَةُ كَذَا ،
قَالَ : فَقَدْ زَوَّجْتُكَ بِهَا ، بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ ، إِنْطَلِقَ الرَّجُلُ بِامْرَأَةِ عَرُوسٍ لَا مَالَ لَهُ ، وَلَا يَمْلِكُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئًا حَتَّى خَاتَمٍ مِنْ حَدِيدٍ.
لَا يَمْلِكُ إِلَّا الإِزَارَ زَوْجِه النَّبِيِّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- الْعِبْرَةُ بِالْإِيمَانِ ، وَالْمَالُ مَالُ اللَّهِ ، وَالْمَالُ مَالُ اللَّهِ .
وَانْظُرْ يَا رَعَاكَ اللَّهُ ، الَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- تَقَدَّمَ إِلَيْهِ امِيرُ الْمُؤْمِنِينَ خَلِيفَةُ الْمُسْلِمِينَ، عَبْدُ الْمَلِكِ إِبْنُ مَرْوَانَ يَطْلُبُ إِبْنَتَهُ لِابْنِهِ ، يَطْلُبُ إِبْنَةَ سَعِيدٍ لِإِبِنِهِ أَبِى سَعِيدٍ ! وَرَفَضَ سَعِيدٌ ، أَنْ يُعْطِيَهَا لِإِبِنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَيَأْتِي سَعِيدٌ إِبْنَ الْمُسَيِّبِ فِي حَلْقَتِهِ ، فَيَنْظُرُ الَى طَلَّابَةٍ فَيَجِدُو إِبْنُ أَبِي وَدَاعَةَ ، أَحَدُ الطُّلَّابِ قَالَ: إِينٌ انْتَ يَا ابْنَ ابْي وَدَاعَةَ؟
قَالَ: مَاتَتْ زَوْجِي وَشَغَلْتُ بِعَزَائِهَا وَتَجْهِيزِهَا ، قَالَ هَلَّا أخْبِرْتَنَا فَنَعْزِيكَ فَنُعَزِّيكَ ، ثُمَّ قَالَ: لَهُ ايْ اسْتَحْدَثْتَ امْرَأَةً _ايْ: هَلْ طَلَبَتِ امْرَأَةٌ غَيْرَهَا_ قَالَ يَا إِمَامُ وَمَنْ يُزَوِّجُنِي وَلَا امْلِكْ إِلَّا دِرْهَمَيْنِ، وَلَا امْلِكْ إِلَّا دِرْهَمَيْنِ، قَالَ: لَهُ هَذَا الْإِمَامُ الَّذِي رَدَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، رَدَّ الْقُصُورِ ! وَرَدَّ الدُّورِ ! وَرَدَّ الْأَمْوَالِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ! ،
قَالَ: انَا ازْوِجْكَ انَا ازْوِجْكَ ، قَالَ: اوْتَفْعَلْ ذَلِكَ يَا إِمَامُ ، قَالَ نَعَمْ انَا ازْوِجْكَ ، ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ وَاثْنَى عَلَيْهِ وَزَوَّجَهُ فِي مَجْلِسِهِ ، وَزَوَّجَهُ فِي مَجْلِسِهِ ، إِنْطَلِقَ ابْنُ أَبِي وَدَاعَةَ إِلَى بَيْتِهِ كَادَ عَقْلَهُ أنْ يَطِيرُ ، كَادَ عَقْلَهُ انْ يَطِيرُ بِدِرْهَمَيْنِ بِدِرْهَمَيْنِ ،
قَالَ: فَدَخَلْتُ بَيْتِي وَمَا هِيَ إِلَّا انْ دَخَلْتُ، فَطَرَقَ الْبَابَ فَقُلْتُ: مَنْ ؟
قَالَ: وَكُنْتُ صَائِمًا ، فَقُلْتُ: مَنْ ؟
قَالَ : سَعِيدٌ ، قَالَ: فَجَاءَ فِي قَلْبِي وَعَقْلِي كُلُّ سَعِيدٍ إِلَّا ابْنَ الْمُسَيِّبِ، إِلَّا ابْنَ الْمُسَيِّبِ إِلَّا ابْنَ الْمُسَيِّبِ فَإِنَّهُ مِنْ سِنِينَ لَا يَرَى إِلَّا فِي بَيْتِهِ أوِ الْمَسْجِدِ ،
قَالَ: فَفَتَحَتُ الْبَابَ ، فَإِذَا هُوَ إِبْنُ الْمُسَيِّبِ ، قُلْتُ: هَلْ بَدَا لَكَ شَيْءٌ إايْ هَلْ تَرَاجَعْتَ- فَقَالَ: لَا ، وَلَكِنَّا ذَكَرْنَا انَّكَ عَزْبَآ وَكَرِهْنَا انْ تَبْقَى وَحْدَكَ ، وَكَرِهْنَا انْ تَبْقَى وَحْدَكَ ، وَقَدْ تَزَوَّجْتَ خُذْهَا ،
ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى زَوْجِهَا وَاغْلِقِ الْبَابَ ،
قَالَ: فَسَقَطَتْ مِنْ طُولِهَا مِنْ شِدَّةِ حَيَائِهَا ، قَالَ: فَنَظَرَتْ إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ أَجْمَلُ النِّسَاءِ ، فَإِذَا هِيَ أَجْمَلُ النِّسَاءِ وَأَعْظَمُ النِّسَاءِ، وَابْرَكَ النِّسَاءِ ، وَافْقهُ النِّسَاءُ ،
بِدِرْهَمَيْنِ ! بِدِرْهَمَيْنِ يُشْتَرَى الرِّجَالُ ! وَلَا تُشْتَرَى الْأَمْوَالُ ! يُشْتَرَى الرِّجَالُ وَلَا تُشْتَرَى الْأَمْوَالُ !
فَكَمْ مِنْ ابَاءَ يَبْكُونَ الدَّمَ عَلَى بَنَاتِهِمْ؟!
يَوْمَ انْ بَاعُوهُمن بِاسِّعَارٍ زَهِيدَةٍ ، بِتِجَارَةِ الدُّنْيَا ثُمَّ بَكَوْا عَلَى بَنَاتِهِمْ ،وَهَلْ يَنْفَعُ النَّدَمُ؟ وَهَلْ يَنْفَعُ الْالْمُ؟ يَوْمَ انْ جَعَلْتْهَا سِلَعَهُ تَبِيعُ وَتَشْتَرِي فِيهَا .
وَاسْمَعْ رَعَاكَ اللَّهُ إِلَى قَصَبَةِ جُلَيبِيبَ، الَّتِي أَصَلُهَا فِي مُسْلِمٍ وَهِيَ عِنْدَ الْإِمَامِ أَحْمَدَ ،
قِصَّةٌ عَظِيمَةٌ : جُلِيبِيبَ الَّذِي لَا مَالَ لَهُ، جُلَيْبِيبُ الَّذِي لَا دَارَ لَهُ ، يَسْكُنُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْهِ وَسَلَّمَ-
جُلِيبِيبُ الَّذِي كَانَ فِي خِلْقَتِهِ ذَمَامَةُ، جُلَيْبِيبَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ، وَمَا مَعَهُ مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا شَيْءٌ،
فبسبب النكاح يأتي الخير ، يأتي الخير
كما قَالَ بن مسعود -رَضِيَ اللَّهُ مسعود: " إلتمسوا الغِنى في النكاح التمسوا الغِنى في النكاح"
فكم من رجلٌ كان من أفقر الناس ، كان لا مال له ، كان لا يملك من الدنيأ شيئا ، فبعد أن تزوج أغناه الله، وأعطاه الله، وأكرمه الله، بسبب الزواج ! بسبب الزواج
أتستهين بالزواج إنه نصف الدين، إنه نصف الدين ،كما قَالَ: –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– « مَنْ تَزَوَّجَ فَقَدْ اسْتَكْمَلَ نِصْفَ الإيمانِ فَلْيَتَّقِ اللهَ في النصفِ الباقِي . » رواه الطبراني
فَلْيَتَّقِ اللهَ في النصفِ الباقِي، فالزواج الزواج نِصْفَ الإيمانِ، نِصْفَ الدين في زواجك ، إنها كرامة وأيُ كرامة للمتزوجين الذين أنشأوا أسرة إسلامية ،
قامت للّه ، ومن أجل اللّهِ ، وفي سبيل اللهِ ، الزواج أُجُور كثيرة ، كيف لا ؟
وقد قَالَ: النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ، كما في الحديث المُتفق عليه ، قَالَ –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– وإنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بهَا وجْهَ اللَّهِ، تَبْتَغِي بهَا وجْهَ اللَّهِ، إلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حتَّى ما تَجْعَلُ في فَمِ امْرَأَتِكَ. أي: في فمها » أنت مأجور على طعامها ،أنت مأجور على كِسائها، أنت مأجور على شرابها، أنت مأجور على علاجها وإوائِها .
وَقَالَ : –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– كما عند الإمام مسلم، قَالَ:« وفي بُضْعِ أحدِكم صدقةٌ وفي بُضْعِ أحدِكم صدقةٌ، -أي: حينما يأتي الرجلُ إلى أهله، وجماع أهله، أنت في عبادة، أنت في أجر، أنت في خير، أنت في نِعمة، فتعجب الصحابة -رَضِيَ اللَّهُ عنْهم-، قالوا يا رسولَ اللهِ : أيأتي أحدُنا شهوتَهُ، أيأتي أحدُنا شهوتَهُ ويكونُ له فيها أجرٌ ؟ فقَالَ: –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– أليس أن وضعها في حرامٍ كان عليه وِزْرٌ ؟ قالوا بلى يا رسولَ اللهِ: قَالَ: فكذلِكَ إذا وضعها في الحلالِ يكونُ لهُ أجرٌ . » إن وضعها في الحلال آي: له الأجور، كُلما جامع أهله، وكُلما أتى أهله، كتب أجره، ورفع قدره، وغفر ذنبه، يا لها من كرامة ،
إنه الزواج -يا عباد الله- إنه الزواج أمة الإسلام، الذي به تكثر أمة محمد –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– لذلكم النبيُّ –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– يناديك ويهمسُ في أذنيك ،
كما عند الإمام أحمد، قَالَ: –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– « تزوَّجوا الودودَ الولودَ فإنِّي مكاثِرٌ بكم الأُممَ يومَ القيامةِ . »تزوَّجوا الودودَ الولودَ فإنِّي مكاثِرٌ بكم الأُممَ يومَ القيامةِ .
ولماذا ؟! حارب اليهود والنصارى الزواج، الزواج والنسل ، عرفوا قدر الزواج ، وأنه لا سبيل، لا سبيل لتكثير أمة محمد –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ– ولتكثير المجاهدين، ولتكثير العلماء، إلا بالزواج،
فالمرأة حاضنة الأطفال ومنشئة الأجيال...
فالرجلُ لَيْلٍ ، والمرأةُ نَهارٍ ، ولا يستغني الرجلُ عن المرأة ، ولا المرأةُ عن الرجلَ ، ولا قِوام للرجلَ إلا بالمرأةُ ، ولا قِوام للمرأة إلا بالرجلَ ، وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ .
ومن منافع الزواج : -يا عباد الله- إنتهاء الفتن، والشرور، والمحن، والزنا، والخنا، والبلايا، والرزايا .
أمة الإسلام: شبابنا في ألمّ وحسرات، فلذات أكبادنا في أهات وأنات ، إنها مِحنُّ تعصف بهم اللَيْلٍ والنَهارٍ
أين يذهبون ؟ أإلي السرقة يتجهون، أم إلى الزنا يذهبون ، أم إلى العادات السرية، أم إلى المقاطع الفاضحة الشيطانية .
أمة الإسلام : إن لم تعينوهم فمن سيعينهم ، « مَن لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ مَن لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ »
فهل من رحمة بشبابنا؟
وهل من عطف على أَبْناءَنا فلذات أكبادنا؟
العُنوسة خيمت في البيوت ، فلا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، كم من أباء ظلمه ، ؟
ألا وإن من أعظم المشكلات أمام الزواج والعقبات غلاء المهور .
يا عِبادَ اللهِ : غلاء المهور أنسينا أم تناسينا ، أنسينا أم تناسينا ، قول النبيُّ –عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ–« أَعظَمُ النِّساءِ بَرَكةً أَيْسَرُهنَّ مُؤنةً. » رواه البيهقي
أَعظَمُ النِّساءِ بَرَكةً ، بَرَكةً في عمرها، بَرَكةً في حياتها ، بَرَكةً على زوجها ، بَرَكةً على أهلها ، بَرَكةً على أبنائها ، بَرَكةً في نفسها ، أَعظَمُ النِّساءِ بَرَكةً أَيْسَرُهنَّ مُؤنةً.
ما المقصودُ من الزواج ؟!
هل المقصودُ من الزواج الأموال؟ لا ،
المقصودُ من الزواج: إنشاء الأسرة الإسلامية ، والبيتُ الإسلامي ، والبيتُ الإسلامي ، الذي يشيعُ نوره إلى السماء،
أسألك بالله أيهما أعظم، أن تُعطي إبنتك لرجلٌ صالح، لرجٌل صالح وفي بيت صالح، ! أم إلى رجل خبيث وفي بيت خبيث ، ! من أجل ماله، من أجل تجارته، من أجل أمواله ورصيده .
فأنصح الرجال والنساء ، آلا يقبلوا من يسعى بهذه المسائل، شخص عند العرس، لا يعني أنه ينفر علينا الشر والفساد أبداً ، عليه أن يتأدب في آداب الإسلام، وأن يقف عند آداب الإسلام،
-من جملة البدع المُنكرة- التي حصلت مؤخراً، ولا وجود لهذه البدعة، لا عند الجن والإنس، حتى سمعنا بها ، بدعة المولد في أيام الولادة ، بدعة المولد في أيام ولادة المرأة ، هل قد سمعتم بهذا؟ هذه بدعة دبت، حصلت في بعض البيوت عندنا ، في مدينة معبر حرسها الله، فانتبهوا أن تؤخذ إلى الشرور وإلى الفتن ،
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
اللهم لا تدعنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا عدوا إلا قسمته،
اللهم عليك بأمريكا ومن معها دمرهم تدميراً خذهم من فوقهم من تحتهم واجعل الدائرة عليهم.،
اللهم عليك بدولة اليهود
اللهم عليك بدولة اليهود.
اللهم عليك بدولة اليهود أجعلها غنيمة المسلمين.
اللهم آمنا في دورنا، وأصلح ولاة أمورنا
اللهم أحفظنا بالإسلام قائمين وقائدين وراقدين أنك على كل شيء قدير. وأقم الصلاة.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
فيا أيها المسلمون: المرأة المسلمة !بحاجة إلى التفقه في أمر الثياب، المرأة المسلمة ! تلبس في صلاتها، تلبس في صلاتها كامل الثياب التي تغطي بدنها، بحيث لا يظهر من بدنها إلا وجهها وكفاها.
فقد قال الإمام بن المنذر رحمه الله: أجمع العلماء على أن المرأة،
إذا كشفت رأسها في الصلاة، إن صلاتها فاسدة.
وقال الإمام بن حزم رحمه الله: وأتفقوا على أن المرأة، إذا كشفت رأسها في الصلاة فصلاتها فاسدة، فالمرأة في حال صلاتها، بحاجة إلى أنها كما سمعت، تلبس الثياب التي تغطي كامل بدنها، إلا ما أُستثنا ، من الوجه، والكفين، عند جمهور أهل العلم
هكذا -الإسلام- يدعو إلى التجمل في العبادة، حين أداء العبادة، فهذه آداب المطلوب مُراعاتها، المطلوب مُراعاتها
ومما جاء به الإسلام، ما جاء من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: « ما من امرأةٍ تنزِعُ ثيابَها في غيرِ بيتِها ؛ إلا هتَكَتْ ما بينَها وبينَ اللهِ مِن سِترٍ .»
هذا الحديث يدعو المرأة المسلمة، إلى أن تحافظ على ثيابها، عندما تكون في غير بيتها، فلا تنزع ثيابها، خشية أن يُرى منها ما يرى ،مما حرم الله من العورات، خشية أن تصاب بالعين من قبل نساء جِنسها، خشية تصاب بغير ذلك ، من أنواع الفتن ،
معاشر المسلمين: من أذن للمرأة ! أن تخلع ثيابها في صالة الرياضة،
من أذن للمرأة ! أن تخلع ثيابها في محلات الكوافير،
من أذن للمرأة المسلمة ! أن تخلع ثيابها في الحمامات البخارية ،
من أذن للمرأة المسلمة! أن تخلع ثيابها في بيوت الأعراس، في بيوت الأعراس.
إن هذا أُذن ليس مقبولاً في الشريعة، أو هذا تصرف ليس مقبولاً في الشريعة.
سارة المرأة، التي لا تتقيد بأحكام الشريعة،
سارة على شر، وعلى إنحرافات بسبب جهلها، بآداب اللباس، وأحكام اللباس ،
معاشر المسلمين: روى الإمام مسلم من حديث أبي سعيد الخدري أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال:«لا يَنظُرِ الرجُلُ إلى عَوْرةِ الرجُلِ، ولا تَنظُرِ المرأةُ إلى عَوْرةِ المرأةِ. .»
قال الإمام بن الجوزي رحمه الله: عورة النساء ، كعورة الرجال، كعورة الرجال،
-بمعنى- كما أن عورة الرجال من الركبة وما فوقها، فكذلك النساء، فكذلك النساء، فالأفخاذ، أفخاذ النساء عورات عند النساء ، المطلوب سُتر ذلك، المطلوب سُتر ذلك، وصدور النساء، وظهور النساء، وبطون النساء، عورات عند النساء، فالمطلوب سُتر ذلك، المطلوب سُتر ذلك،
ينبغي أن تعرف الأحكام الشرعية، الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول: «ولا تَنظُرِ المرأةُ إلى عَوْرةِ المرأةِ. .»
فالمطلوب من المسلمات المحافظة علي العورات ، وإذا كانت المرأة المسلمة، بحاجة أن تحافظ على عوراتها ، وهي بين أخواتها المسلمات، فمن باب أولى أن تحافظ على عوراتها، وهي بين الكافرات، وهي بين الكافرات.
وهكذا أيضا: وهي بين الفاجرات، بين الفاجرات ، أحكام الشريعة، أحكام صيانة، وأحكام رعاية، وأحكام رُشد وسداد، وأحكام حقد وعفاف للمرأة المسلمة،
ماذا أستفادت المرأة المسلمة، التي تبرجت، والتي خلعت ثيابها، أو كثيراً من ثيابها ،!!
ماذا أستفادت إلا المقتى والفتن والسُمعة السيئة، والسُمعة السيئة،
معاشر المسلمين: إن المرأة المسلمة، مُطالبة أن تكون في بيتها، على حالة طيبه فيما يتعلق بثيابها،
قال شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله-: كانت النساء، في بيوتهن في عهد نبي -عليه الصلاة والسلام- يلبسن الثياب، التي لا يظهر من أبدانهن إلا الأقدام، والكفان، إلا الأقدام، والكفان، هذا لباس المرأة وهي في بيتها، بين أبنائها، وبناتها، وبين زوجها ،نعم يجوز للمرأة أن تلبس البسة تخص زوجها فقط، كما سيأتي بعد قليل....
لكن اليوم سار التعري، في الخارج في خارج البيوت ،جعل الله البيوت حجاباً لصيانة النساء، وجعل الله الثياب، حجاباً لصيانة النساء، ولكن شيطنة -الديمقراطية- ما تركت المرأة المسلمة على حيائها ،وعلى سِترها ، وفي خِدرها، ولم تتركها على وقار ، وعلى سكينة، وعلى آداب رفيعة ، وإنما جرت -الديمقراطية- التي أدوسها بقدمي ، جرة المرأة المفتونة بها من المسلمات، على وجهها، على وجهها،
فسارة المرأة تتعدى في أمور كثيرة:-
ومن ذلك -في أمور اللباس-،
معاشر المسلمين: إن المسلمين بحاجة الرجال والنساء، إلى معرفة مكاين شياطين الجن والإنس بالمرأة المسلمة ،حتى في ثيابها، حتى في حجابها ،حتى في حجابها ،فكم بذلوا من جهود!! ومن أموال! وكم أعدوا من مؤامرات! لإسقاط الحجاب! من على رأسها ووجهها، من على رأسها وجهها،
وها هم الآن يتوصلون إلى تعري مفضوح ، وإلى تعري شيطاني -عياذا بالله- تقع فيه من تقع من بنات المسلمين ومن نساء المسلمات أستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم.
*الخطبة الثانية*
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه ،
أما بعد:
🎤
*خطبة مكتوبة بعنوان*
*منكرات اللباس في الأعراس👗
*
*للشيـخ/ محمد بن عبدالله الإمام*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبةالأولى:*
إن الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،
*﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].*
*﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ أن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:1].*
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:7071]*
أَمَّا بَعْد: فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كَلامُ اللهِ, وَخَيْرُ الْهَدْيِ, هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وَشَرّ الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا, وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ, وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ .
-أما بعد-معاشر المسلمين: إن من نعم الله العظيمة، ومما أمتن الله به على عباده، وعلى أدم وذريته، أن جعل لهم، ويسر لهم، أمر اللباس، قال سبحانه *﴿يا بَني آدَمَ قَد أَنزَلنا عَلَيكُم لِباسًا يُواري سَوآتِكُم وَريشًا وَلِباسُ التَّقوى ذلِكَ خَيرٌ ذلِكَ مِن آياتِ اللَّهِ لَعَلَّهُم يَذَّكَّرونَ ﴾ [٢٦] -الأعراف
فجعل هذه النعم ، من آياته الدالة على حكمة، وعلى بِره وإحسانه، بالخلق والعباد سبحانه وتعالى، وربنا في هذه الآية
ذكر نوعين من اللباس،
اللباس الضروري: وهو ما تستر به العورات.
واللباس الكمالي: وهو ما يزداد به الشخص جمالاً وكمالاً، في المظهر فقال: *{يا بَني آدَمَ قَد أَنزَلنا عَلَيكُم لِباسًا يُواري سَوآتِكُم}* هذا الضروري ،
-وَرِیشࣰاۖ- هذا اللباس، الكمالِ فجمع الله في الآية الكريمة، بين الِلباسين وأحسن ما زين به البدن،
اللباس فهو الزينة الكبرى، وهو الجمالُ الذي فيه الكمال
ولهذا روى الإمام مسلم، من حديث بن مسعود -رضي الله عنه-، أن الرسول عليه الصلاة والسلام، قال: « لا يدخُلُ الجَنَّةَ مَن كان في قَلبِه مِثقالُ حَبَّةٍ من كِبْرٍ، قال رَجلٌ: يا رسولَ اللهِ، أرأيت الرَّجلَ، يُحِبُّ أنْ يكونَ ثوبَه حَسَنًا، ونَعْلَه حَسَنةً، يعني هل هذا من الكبر والعجب؟
قال عليه الصلاة والسلام: إنَّ اللهَ تعالى جَميلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحقِّ وغَمْصُ النَّاسِ. .. »
فبين هذا الحديث العظيم أن الكمال في لبس الثياب أن هذا من الجمال، الذي يحبه الله_عز وجل_
كما أن الله مُتصف بالجمال والكمال الذي خصى به نفسه -سبحانه وتعالى-، وقال ربنا في كتابه الكريم: ﴿ وَٱلۡأَنۡعَـٰمَ خَلَقَهَاۖ لَكُمۡ فِیهَا دِفۡءࣱ وَمَنَـٰفِعُ وَمِنۡهَا تَأۡكُلُونَ ﴾[النحل : ٥]
ومعنى: _دِفۡءࣱ_ أي من البرد وغيره _والدِفءٌ هنا_ الثياب وغيرها،
فامتن الله -عز وجل- على العباد، بوجود الثياب التي يدفعون بها قرص البرد.
وقال تعالى في كتابه الكريم: *﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِمّا خَلَقَ ظِلالًا وَجَعَلَ لَكُم مِنَ الجِبالِ أَكنانًا وَجَعَلَ لَكُم سَرابيلَ تَقيكُمُ الحَرَّ وَسَرابيلَ تَقيكُم بَأسَكُم ﴾ [١٦:٨١] - النحل*
فامتن الله علينا بهذه الآية،بوجود الثياب، التي يُدفع بها الحر، فهذا من منافع الثياب، أنها للجمال ، وأنها لدفع البرد، الذي قد يُهلك، وأنها لدفع الحر، إلى غير ذلك من منافعها.
وهذا العطاء الإلهي، والإمتنان الرباني، له عدو ، يريد أن يكيد بالمسلمين، وأن يجعلهم _عُراة_، وأن يجعلهم متنكرين، لهذه النعمة العظيمة، هذا العدو ، هو الشيطان، وأول الشياطين إبليس، ثم جنوده، وأتباعه، قال ربنا في كتابه الكريم: ﴿ یَـٰبَنِیۤ ءَادَمَ لَا یَفۡتِنَنَّكُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ كَمَاۤ أَخۡرَجَ أَبَوَیۡكُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ یَنزِعُ عَنۡهُمَا لِبَاسَهُمَا لِیُرِیَهُمَا سَوۡءَ ٰ تِهِمَاۤۚ إِنَّهُۥ یَرَىٰكُمۡ هُوَ وَقَبِیلُهُۥ مِنۡ حَیۡثُ لَا تَرَوۡنَهُمۡۗ إِنَّا جَعَلۡنَا ٱلشَّیَـٰطِینَ أَوۡلِیَاۤءَ لِلَّذِینَ لَا یُؤۡمِنُونَ ﴾
[الأعراف : ٢٧]
أخبر الله في هذه الآية، أن الشيطان يكِيدُ، لإنسان، في أن يتعراء الإنسان، من أجل أن الشيطان، ينظر إلى عورات الإنسان، ومن خلال هذه النظرة، يزداد شر الشيطان ، ضد الإنسان، ويزداد السعي من الشيطان في إفساد الإنسان،
الوقفة الرابعة: في هذه الإجازة يكثر سهر الليل ونوم والنهار ولا شك أنَّ السهر له آثاره السلبية صحياً واجتماعياً, وكما تعلمون أنَّ النهار هو وقت المعاش وطلب الرزق وأنَّ الليل للسكون والراحة والنوم قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا} [الفرقان: 47] وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} [يونس: 67] وقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} [غافر: 61] وقال تعالى: {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [الأنعام: 96] قال السعدي رحمه الله عند قوله تعالى: {وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا} [الأنعام: 96] "يسكن فيه الآدميون إلى دورهم ومنامهم، والأنعام إلى مأواها، والطيور إلى أوكارها، فتأخذ نصيبها من الراحة، ثم يزيل الله ذلك بالضياء" (تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: 266).
يا من تسهر ليلك وتنام نهارك, فتنام عن صلاة الظهر والعصر وقد لا تقوم من نومك إلا المغرب, لقد أضعت الصلوات وأخرتها عن وقتها وهذا محرم تبوء بإثمه فالله عزوجل جعل لكل صلاة وقتاً لا يجوز تأخيرها عنه وأوجب عليك صلاة الجماعة في المسجد قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: 103]
أرأيت يا من تسهر ليلك وتنام نهارك كيف أضعت الصلاة فلم تصلها في المسجد وأخرّتها حتى خرج وقتها ثم قمت متكاسلاً فجمعت تلك الصلوات, ألا تُراجع نفسك فتحافظ على صلاتك فلا تنام عنها وتجعل الليل ليلاً والنهار نهاراً
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.
-------------------------------------------------
الخطبة الثانية:
الحمدلله حمدا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً, أما بعد:
الوقفة الخامسة: رسالة إلى الآباء بأن يجتهدوا في تربية أبنائهم خصوصاً في الإجازات, اجعلوا لهم من أوقاتكم نصيباً, توجِّهونهم وترشدونهم وتكونون بالقرب منهم وتعلِّمونهم ما ينفعهم فإنكم مسؤولون يوم القيامة عنهم.
الوقفة السادسة: من استثمار الإجازة تنظيم الوقت فيها بما ينفع فإنَّ من يُنظِّم وقته يجد بركة فيه, وينجز فيه من الأعمال شيئاً كثيراً, فاحفظوا أوقاتكم بتنظيمها واجعلوا لكم همماً عالية وأهدافاً سامية تنفعون بها أنفسكم وأهلكم وبلادكم وفقكم الله وحفظكم, قال وَهْب بن مُنَبِّهٍ رحمه الله: "وَجَدْتُ فِي حِكْمَةِ آلِ دَاوُدَ: عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ لَا يُشْتَغَلَ عَنْ أَرْبَعِ سَاعَاتٍ: سَاعَةٍ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ، وَسَاعَةٍ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ، وَسَاعَةٍ يُفْضِي فِيهَا إِلَى إِخْوَانِهِ الَّذِينَ يَصْدُقُونَهُ عُيُوبَهُ، وينْصَحُونَهُ فِي نَفْسِهِ، وَسَاعَةٍ يُخَلِّي فِيهَا بَيْنَ نَفْسِهِ وَبَيْنَ لذَّتِهَا مِمَّا يَحِلُّ وَيَجْمُلُ، فَإِنَّ هَذِهِ السَّاعَةَ عَوْنٌ لِهَذِهِ السَّاعَاتِ، واسْتِجْمَامٌ لِلْقُلُوبِ، وَفَضْلٌ وَبُلْغَةٌ، وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ لَا يَكُونَ ظَاعِنًا إِلَّا فِي إِحْدَى ثَلَاثٍ: تَزوُّدٍ لِمَعَادٍ، أَوْ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ، أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ، وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ عَالِمًا بزَمَانِهِ، مُمْسِكًا لِلِسَانِهِ، مُقْبِلًا عَلَى شَانِهِ" (جامع معمر بن راشد (11/ 22)
وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
وأقصد: الثبات على منهج أهل السنة والجماعة، وهذا يعم العقيدة والعبادات والسلوك والأخلاق.
{من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً.}
5- الثبات عند الممات:
إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون.
يثبت الله الذين آمنوا في الحياة الدنيا وفي الآخرة. أ.هـ.
▪وسائل الثبات على دين الله:
1- استشعار عظمة الله:
وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين.
وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه.
روى البخاري من حديث أبي هريرة: قال:قال رسول الله ((يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السموات بيمينه ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض)).
قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكاً وخر موسى صعقاً.وفسره الترمذي في حديث أنس: ((هكذا، ووضع الإبهام على المفصل الأعلى من الخنصر، ثم قال: فساخ الجبل)).
وروى مسلم من حديث أبي موسى: قال:قال رسول الله ((حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه)).
روى البخاري من حديث أبي هريرة: قال:قال رسول الله ((إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان فإذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير)).
2- الالتزام بالدين:
ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً وإذاً لآتيناهم من لدنا أجراً عظيماً ولهديناهم صراطاً مستقيماً.
ومن الالتزام:
أ) الإكثار من العمل الصالح:
روى مسلم عن أبي هريرة: قال:قال رسول الله ((من أصبح منكم اليوم صائماً؟ قال أبو بكر: أنا، قال: من تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً قال أبو بكر: أنا، قال: فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة)).
{وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض.}
{سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض.}
روى مسلم عن أنس بن مالك: قال:قال رسول الله ((قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض فقال عمير بن الحمام: يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض؟ قال: نعم، قال: بخ بخ، قال: ما يحملك على قولك بخ بخ؟ قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاءة أن أكون من أهلها، قال: فإنك من أهلها، فأخرج ثمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل ثمراتي هذه، إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل)).
وينبغي لمن رزقه الله الطاعة الاستمرار عليها:روى مسلم عن عائشة: قالت:قال رسول الله ((أحب الأعمال إلى الله أدومه وإن قل)).
ب) قراءة القرآن:
وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاّ ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً.
▪ولقراءة القرآن فوائد:
يزرع الإيمان ويزكي النفس.
يتقوى به المؤمن أمام الفتن.
يعطى المؤمن التصورات الصحيحة حول الحياة والكون ونفسه.
يرد الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام.
ج) ذكر الله:
{ يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً.}
يوسف قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون.
د) الالتزام بالمنهج الصحيح:فالابتعاد عنه سبب في:
أ- تحير أهل البدع:يقول الرازي:
نهايـة إقـدام العقـول عقـال
وغاية سعي العالمين ظـلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا
وحاصـل دنيانـا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا
سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
وقال الشهرستاني:
لعمري لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعاً كف حائر على ذقن أو قارعـاً سن نـادم والصنعاني يجيب:
لعلك أهملت الطـواف بمعهـد الرسول ومن لاقاه من كل عالم
فما جار من يهدي بهدي محمد ولست تـراه قـارعاً سـن نادم
▪نصائح إلى كل ملتزم بمنهج الرسول:
1- لابد من الشعور بالاصطفاء.الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.
(ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا)
2- أن هذا الطريق قديم عتيق
3- سيحصل الثبات بإذن الله تعالى
روى البخاري عن ابن عباس: (قال هرقل لأبي سفيان: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قال: لا، ثم قال: وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب)
هـ) ممارسة الدعوة إلى الله:
- خير وسيلة للدفاع الهجوم.
- فيها أمر بمعروف ونهي عن منكر.
- فيها أشغال النفس بالطاعة.
ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين.
و) استجماع الأخلاق المعينة:
الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه؛ فلئن ودعتم شهر التقوى، وفارقتم أيام صيام الفريضة، وليالي القيام جماعة، وزمن التنوع في العبادة والطاعة؛ فإن الله تعالى يجب أن يتقى في كل شهر، وعبادته لازمة للعبد إلى الممات ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ﴾ [الحجر: 99] وصيام النافلة مشروع في العام كله إلا ما استثني منه، وقيام العبد في كل ليلة فضيلة، ((وأَحَبُّ الصِّيَامِ إلى الله تعالى صِيَامُ دَاوُدَ كان يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَأَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى الله تعالى صَلَاةُ دَاوُدَ كان يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ))، كما جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن عجز عن قيام كقيام داود عليه السلام صلى من الليل ما قدر عليه، وصلاة آخر الليل أفضل من أوله، ولا يديمها إلا أولو العزم، ومن تنفل أول الليل فقد قام، ومن غلب على القيام فلم يقم شيئا من الليل فلا يغلب على الوتر فإنه من السنن المؤكدة، ولم يتركه النبي صلى الله عليه وسلم لا في حضر ولا في سفر.
ومن عجز عن صيام كصيام داود فله نوافل من الصيام كثيرة:
منها أسبوعية وهي الاثنين والخميس، ومنها شهرية وهي صيام ثلاثة أيام من كل شهر وقد وصى بها النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه، ومنها حولية وهي صيام المحرم وأكثر شعبان أو كله، وعاشوراء ويوم عرفة. وله أن يتنفل بالصلاة والصوم تنفلا مطلقا.
ومن صيام النافلة الحولي مما هو مسنون بعد رمضان صيام ستة من شوال، فمن صامها مع رمضان كان كمن صام الدهر كله كما جاء في الحديث؛ فإن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، وستة أيام بشهرين، فاحرصوا عليها.
وصلوا وسلموا على نبيكم.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
🎤
*خطبة.جمعة.بعنوان.cc*
*ثـلاث وصــايا بعـــد رمــضـــــان*
*للدكتور/ إبراهيم بن محمد الحقيل*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
الحمد لله الولي الحميد؛ أكمل لنا ديننا، وأتم نعمته علينا، وبلغنا شهر رمضان، وأعاننا على الصيام والقيام، وأكمل فرحتنا بالعيد المبارك ونحن بخير وعافية، فله الحمد كما ينبغي له أن يحمد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ أمر بتقواه على الدوام، وفرض طاعته في كل الأزمان، وجعل عمر الإنسان ميدان عمله، ويجزى يوم القيامة بكسبه ﴿وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾ [الإسراء: 13-14] وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ حرص علينا، ونصح لنا، فدلنا على ما ينفعنا، وحذرنا مما يضرنا، واختبأ دعوته شفاعة لنا، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واعملوا اليوم صالحا تجدوه أمامكم ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [البقرة: 281].
أيها المسلمون: مما يناسب ذكره وتدارسه بعد رمضان حديث نافع عظيم، دلنا فيه النبي صلى الله عليه وسلم على ما ينفعنا في معاملتنا لله تعالى، ومعاملتنا للناس؛ ذلكم هو حديث أبي ذَرٍّ رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اتَّقِ الله حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ الناس بِخُلُقٍ حَسَنٍ)) رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
وقريب منه حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم: ((مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: تَقْوَى الله وَحُسْنُ الْخُلُقِ)) رواه أحمد وصححه ابن حبان.
ومن نظر في هذا الحديث وجد أنه قد احتوى على ثلاث وصايا، وهذه الوصايا الثلاث كان يكثر العمل بها في رمضان؛ لخصوصية الشهر الكريم في قلوب المؤمنين؛ ولأن الصيام يجعل العبد أقرب إلى الطاعات، وأحسن أخلاقا في تعامله مع الناس. وهي وصايا عظيمةٌ جامعة لحقوق الله تعالى وحقوق عباده.
وأول هذه الوصايا الوصية بالتقوى ((اتق الله حيثما كنت)) وشهر رمضان هو شهر التقوى؛ لأن الصيام سبب لحصول التقوى كما في قول الله تعالى ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183]. فالذين صاموا رمضان واتقوا الله تعالى فيه حقيق بهم أن يستمروا على التقوى بعد رمضان، وأن يجاهدوا نفوسهم على تحقيقها، والله تعالى أهلٌ لأن يتقى في كل وقت؛ لأنه الملك الخالق الرازق المدبر، فلا يجلب نفع إلا منه، ولا يدفع ضر إلا به ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ﴾ [يونس: 107] وهو سبحانه الذي ثوابه لا أجزل منه، وعقابه لا أشد منه، مع علمه بخلقه وما يصدر منهم، وقدرته سبحانه عليهم، ومن كان هذا وصفه كان أحق بالتقوى من غيره، وكل تقوى لأحد تقصر دون تقواه عز وجل، فلا يليق بمؤمن أن يتقي ضرر الأقوياء من المخلوقين، ويقصر في تحقيق تقوى الخالق سبحانه وتعالى ﴿وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ المَغْفِرَةِ﴾ [المدَّثر: 56].
ويترقى العبد في سلم التقوى حتى يحافظ على المندوبات مع الواجبات، ويذر المكروهات والمحرمات، ويحذر المتشابهات استبراء لدينه، ومحافظة على تقواه ((فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه)) وقال عُمَر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى: ((ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل والتخليطِ فيما بَيْنَ ذلك، ولكن تقوى الله تركُ ما حرَّم الله، وأداءُ ما افترضَ الله، فمن رُزِقَ بعد ذلك خيراً فهو خيرٌ إلى خير)).
والقرآن والسنة طافحان بالنصوص التي تأمر بالتقوى، وترغب فيها، وتحث عليها، وتبين ثوابها في الآخرة، فحري بمن ذاق حلاوة التقوى في شهر التقوى؛ فكف بصره عن الحرام، وحفظ سمعه من لغو الكلام، وأمسك لسانه عن القيل والقال، واجتهد في الطاعات، وجانب المحرمات أن يستمر على ذلك ويترقى في درجات التقوى حتى ينال منزلة الأولياء؛ إذ تحقيق التقوى يرفع العبد إلى أن يكون لله تعالى ولياً ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ﴾ [يونس: 62-64].
كم نحن بحاجة إلى إيمان بالله يوجه تصرفاتنا وأعمالنا نحو الخير وبنا مجتمعاتنا وأمتنا بعيداً عن تصيد الأخطاء ونشر الأكاذيب وإشاعة المنكر وزعزعة الأمن وسفك الدماء وقطع الطرقات وتعكير صفو السلم الاجتماعي في البلاد من أجل مصالح تافهة وشهوة عابرة ..
ما أحوجنا إلى مراقبة الله واستشعار عظمته وقوته ومكره وغضبه من أعمال السوء وأخلاق السوء ، حتى نبتعد عن كل مساوئ الأخلاق ونستغل قدراتنا وطاقاتنا في مواجهة أعداء الأمة ومكرهم وخططهم التي يحيكونها وينفذونها عند ضعفنا وتفرقنا ..
ولنتعامل جميعا مع بعضنا البعض بأخلاق العظماء وسلوك الأتقياء مقتدين برسولنا صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين نشروا الخير في الآفاق وأقاموا العدل في كل بلاد ..
وليقف الجميع صفاً واحداً ضد كل من يحاول الإفساد والمكر والخداع في هذه الأرض ، ففي ذلك النجاة والسعادة والحياة الطيبة للجميع..
ذلك أن عاقبة المكر وآثاره لن تستثنى أحد سواء كانوا أصحابه أو الساكتين عنه أو الراضين به ولن تكتب النجاة إلا لأصحاب الحق والخير ..
قال تعالى : (فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) (سورة النمل: 52) ..
اللهم أهدنا لأحسن الأخلاق واصرف عنا سيئها وخذ بنواصينا إل كل خير ..
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه ...
(( الخطــــبة الثانــية ))
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
أما بعد:
عبــــــــاد الله :-
إن علينا جميعاً أن نحذر من مكر الله، و الذي يأمن من مكر الله وغضبه وهو قائم على المعاصي والذنوب فقد ارتكب كبيرة من الكبائر يحتاج إلى توبة نصوح ،
وعليه أن يراجع إيمانه بالله فلا يغتر أحدنا بعمله مهما كان ،
ولا يغتر بحلم الله عليه وهو مفرط في عمله ومقصر في واجباته ،
والمطلوب من كل مسلم أن يحسن العمل ويتقنه وأن يحسن الظن بربه ..
فبعض الناس يعتقد وهو قائم على المعاصي والذنوب ومقصر في واجباته وبالمقابل يعطيه الله الكثير من النعم أنها دلالة على حب الله له ورضاه عنه ..
كلا ..
فهذا استدراج من الله .. فلا تأمن مكره،
قال تعالى :( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ) ( الأعراف96-99) ..
قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: (إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا !)..
وقال الحسن البصري : (المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وَجِلٌ خائف، والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن)..
عبــــــــاد الله :-
لنحسن العمل ونقوم بواجباتنا ومسئولياتنا تجاه ديننا ومجتمعاتنا وأوطاننا ،
ونعمل على بذر الخير ونشر ثقافة التسامح والعفو ،
وندعو بأفعالنا وأقوالنا وسلوكياتنا إلى التآلف والأخوة والتعاون ،
ولنحفظ دمائنا وأموالنا وأعراضنا فنأمر بمعروف وننهي عن منكر ، ونقول كلمة الحق وننصر المظلوم ونأخذ على يد الظالم حتى يرتدع ويكف عن ظلمه ، وننتصر للمظلومين والمستضعفين في الأرض ،
ونحسن تربية أبنائنا وبناتنا ومعاملة أرحامنا ..
ومع هذا كله نحسن الظن بالله ، والله عز وجل أنه لا يختار ولا يريد لعباده إلا الخير ..
فأملوا وابشروا وأكثروا من الدعاء واللجوء على الله فهو نعم المولى ونعم النصير ..
اللهم إنا نعوذ بك من الأمن من مكرك، ونسألك نفساً طيبة تعرف المعروف وتفعله، وتعرف المنكر وتجتنبه،،،
اللهم إنا نعوذ بك من قول بلا عمل، ونعوذ بك من سوء الخاتمة، ومن مردٍّ مخزٍ أو فاضح،
اللهم إنا نسألك بصيرة في الدين، وحسن ظن مع حسن عمل، ونعوذ بك من أمنٍ مع سوء عمل يا رب العالمين ..
هذﺍ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ، النبي المصطفى والرسول المجتبى ، ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة...
ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ: 56]...
🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*وقفات بين مكر الله ومكر البشر.!*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبة الاولى:*
الحمدُ لله مُجزِل العطايا مسبِل النِّعَم،
رافِع البلايا دافِع النِّقم، يعلَم الخفايا ويرى ما في الظُّلم،
أحمده تعالى وأشكره خَلقَنا من العدَم وأمدَّنا بالنّعم،
هدانا للإسلام؛ فللّه الحمد مِن قبلُ ومِن بعد،
وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له، مجيب الدعاء كاشف البلوى عالم النجوى ..
أنت الملاذ إذا ما أزمة شمـلت ..
وأنت ملجأ من ضاقت به الحيل
أنت المنادى به في كل حـادثة ..
أنت الإله وأنت الذخر والأمل
أنت الرجاء لمن سدت مذاهبه ..
أنت الدليل لمن ضّلَّتْ به السبل
إنا قصدناك والآمال واقعة ..
عليك والكل ملهوف ومبتهل
وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، بلّغ الرسالة وأدّى الأمانةَ ونصح الأمّة وجاهد في الله حقَّ جهاده تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ولا يتبعها إلا كل منيب سالك، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبِه ومن سار على نهجِه وسلم تسليماً كثيراً ...
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،..
أ ما بعـد :- عباد الله :-
مع صخب الحياة وكثرة تكاليفها وأعمالها والتنافس والصراع على شهواتها ؛ وضعف الإيمان من فترة إلى أخرى ؛ وغياب قيم الخير في النفوس ؛؛؛
تظهر بين الناس أخلاق ذميمة وسلوكيات خاطئة وأعمال سيئة ،،،
يكون أثرها خطيراً على الفرد والمجتمع ،
وتكون سبباً في الظلم والطغيان ،
ومظهراً من مظاهر العدوان ودناءة النفس وخبثها وانحطاطها ..
من هذه الأخلاق " المكر السيئ "
وهو إرادة الشر بالآخرين اعتماداً على القوة والسلطان ، أو على الذكاء والمال والجاه ،
وقد يكون بأن يظهر الفرد الخير ويبطن الشر ويحيك المؤامرات في الخفاء ليحصل على مكاسب وأطماع دنيوية دون وجه حق ..
وأما مكر الله فإنه يعني أن الله يحق الحق ويبطل الباطل ويستدرج الظلمة والعصاة ويمليء لهم ثم يأخذهم بذنوبهم...
والقرآن الكريم قد حذر من هذا الخلق وبين صفات أصحابه وبين أن عاقبة مكرهم سيئة ونهايتهم وخيمة في الدنيا والآخرة ..
قال تعالى : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) (الانفال30)..
وقال سبحانه : ( وكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ * قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ* فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) (النمل48-52)..
والمكر السيء ناتج عن ضعف الإيمان ، و خبث النفس ودناءة الخلق ،
ويؤدي إلى انطماس البصيرة وفساد العمل وصاحبه عقوبته عاجلة غير آجلة ...
قال تعالى : ( وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ * وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ ) (إبراهيم 45 -47) ..
والقرآن الكريم حافل بالآيات التي تتحدث عن قصص ومواقف وسلوكيات كان المكر السيئ هو الصفة البارزة فيها ، و بينت كيف كانت آثاره ونتائجه ليتعظ الناس ويعتبروا ؛ وحتى لا يغتروا بأنفسهم ولا بأموالهم ولا بقوتهم فيعرضوا أنفسهم للمصير الذي وقع على من قبلهم : (فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ) (النمل 51)..
والمكر أنواع :
فقد يكون بالصد عن الحق ومحاربة المعروف والانتصار للباطل كما حدث للأنبياء والمصلحين ..!!
ويا أيها الظالم رويداً .. رويداً ..
لا تلومنّ إلا نفسك وكما تدين تدان وإن ربك لبلمرصاد ..
لقد بلغ الفساد والظلم والبغي بالبرامكة وقد كانوا وزراء الدولة العباسية مبلغاً عظيماً ،
إلى جانب الإسراف والتبذير حتى قاموا بطلاء قصورهم بماء الذهب ، فإذا أشرقت الشمس في الصباح انتشر الضوء الوهاج في أرجاء المدينة وضاقت أحوال الناس في عهدهم ...
والرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول : (اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ) (رواه مسلم ) ..
واستمرت حياتهم دون رادع يردعهم أو واعظ يكف بغيهم وظلمهم ، حتى جاء الخليفة هارون الرشيد وقضى عليهم ووضع لهم حد وألقى بهم في السجون ..
فقال ابن ليحي البرمكى وزير هارون الرشيد و هم في السجن و القيود على أيديهم وأرجلهم: يا أبت بعد الأمر و النهى و النعمة صرنا إلى هذا الحال !!!
فقال : يا بنى ... دعوة مظلوم سرت في جوف الليل غفلنا عنها , و لم يغفل عنها الله ...
وصدق الله إذ يقول (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار. مهطعين مقنعي رؤوسهم، لايرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء.".(إبراهيم 42-43) ....
اللهم أحفظنا بحفظك الذي لا يرام واحرسنا بعينك التي لا تنام و استرنا بسترك الجميل في الدنيا والآخرة،
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم...
-:(( الخطـبة الثانية )):-
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم...
أما بعد:
عبـاد الله : -
لكل عمل جزاء في الدنيا والآخرة فاختر لنفسك يا عبدالله ما شئت فإنك مجزي به ..
لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ رضي الله عنه ولم يكن بين إسلامه وبين موته إلا سنوات قليله ..
فكان نعم الرجل الرشيد في قومه الحريص على دينه وأمته المجاهد في سبيل ربه ، قائم الليل وقارئ القرآن والمنفق في سبيل الله ،
جرح في عزوة بني قريظة وانفجر جرحه ومات،
فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن عرش الرحمن اهتز لموته وشيعته الملائكة ، فقد حكم في بني قريظة بالحق ولهجت ألسنة الأمة بالثناء عليه ، وخلد ذكره فلا يسمع أحد به إلا ترضى عنه وغيره كثير من الصحابه ...
قال النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وجنازةُ سعدٍ موضوعةٌ اهتزَّ لها عرشُ الرحمنِ فطفِقَ المنافقونَ في جنازتِهِ وقالوا ما أخَفَّها !
فبلغَ ذلكَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقال إنَّما كانت تحملُهُ الملائكةُ معهم .) (الألباني/ السلسلة الصحيحة: 7/1051) ...
فقدموا لدينكم ومجتمعاتكم وأوطانكم أعمال ومواقف تحفظ البلاد والعباد ، وينتشر بسببها الأمن وتقوى روابط الأخوة بين أفراد المجتمع،
ويزدهر الوطن فيكون الجزاء عظيماً في الدنيا والآخرة ،
وكذلك الأوطان والشعوب والتاريخ لا يمكن أن ينسى العظماء في حياتهم وبعد مماتهم ..
يقول الإمام الشافعي:
قد مات قوم وما ماتَتْ فَضائِلُهم ...
وعاش قومٌ وهُمْ في النّاس أموات
يا أيها المسلم ويا أيتها المسلمة :
قدموا في حياتكم أعمالاً صالحه ليوم لا ينفع فيه إلا العمل الصالح ،
وتذكروا أن الجزاء من جنس العمل وكما تدين تدان ولا يظلم ربك أحداً ...
قال تعالى ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97]..
اللهم يا من لا تَمِلُ من حلاوة ذكره ألسنة الخائفين ، و لا تَكِلُ من الرغبات إليه مدامع الخاشعين ، أغفر لنا ذنوباً حالت بيننا و بين ذكرك و أعفوا عن تقصيرنا في طاعتك و شكرك ، و أدم علينا لزوم الطريق إليك و هب لنا نوراً نهتدي به إليك ...واحقن اللهم دمائنا واحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين ...
ثم أعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال هـــذا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛
حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]،
اللهم صلي وسلم وبارك أطيب وأزكي صلاة وبركة على نبينا وأمامنا وحبيبنا وقدوتنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وخلفائه الراشدين وسائر الصحابة أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.
🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*من يعمل سوءا يجز به ..!!*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبة الاولى:*
الحمد لله المتفرد بالملك والخلق والتدبير،
يعطي ويمنع وهو على كل شئ قدير،
له الحكم وله الأمر وهو العليم الخبير،
لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه وهو اللطيف القدير ..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي قائلها صادقا من قلبه من أهوال يوم عظيم ، يوم يقوم الناس لرب العالمين
يا من إذا وقف المسيء ببابه .....
ستر القبيحَ وجاد بالإحسانِ
أصبحتُ ضيف اللهِ في دار الرضا ....
وعلى الكريم كرامةُ الضيفانِ
تعفوا الملوكُ حين النزول بساحتهم .....
فكيف النزولُ بساحةِ الرحمنِ
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صاحب الشفاعة ، ولا يدخل الجنة إلا من أطاعه ، سيد الأولين ، والآخرين ،
صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين ، ومن سار على دربهم ، واقتفى أثرهم بإحسان إلى يوم الدين ...
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...
أمَّا بَعْــــد : عبـــاد الله :
إن لله سنن في هذا الكون يسير عليها لا تتخلف ولا تتبدل ، بها تنتظم الحياة ويقام الحق ويسود العدل وتطمئن النفوس وتحفظ الحقوق وتؤدى الواجبات وهي سنن تجري في جميع أحوال البشر وعلاقاتهم مع ربهم ودينهم ومع بعضهم ومع الكون من حولهم ..
إنها سنة الجزاء من جنس العمل
فجزاء العامل من جنس عمله إن خيراً فخير وإن شراً فشر ،
قال تعالى ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) ( 7/ الزلزلة) ..
وقال تعالى : ( لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً . وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً) (النساء: 123ـ 124)...
وقال صلى الله عليه وسلم : (أتاني جبريل فقال: يا محمد! عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به...)(الطبراني في الأوسط (4429) وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: "إسناده حسن".) ..
يقول ابن القيم رحمه الله في "مفتاح دار السعادة" (1/71) : " تظاهر الشرع والقدر على أن الجزاء من جنس العمل " انتهى ..
إعمل ما شئت .. فإذا عملت خيراً ستجد الخير في الدنيا قبل الآخرة ، وإن عملت شراً مهما كان صغيراً أو كبيراً ستجد الجزاء في الدنيا قبل الآخرة وما ربك بظلام للعبيد ..
قال تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا )(10-12 نوح )
وقال تعالى في (سورة الأعراف 163) : (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) ..
فاعتدوا فكان الجزاء: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ) (البقرة 65).
عوقب هؤلاء الذين احتالوا على أمر ربهم أنهم مسخوا قردة خاسئين، والذنب الذي فعلوه أنهم فعلوا شيئاً صورته صورة المباح ولكن حقيقته غير مباح،
فصورة القرد شبيهة بالآدمي، ولكنه ليس بآدمي، وهذا لأن الجزاء من جنس العمل..
و من طال وقوفه في الصلاة ليلاً ونهاراً لله ، وتحمل لأجله المشاق في مرضاته وطاعته ، خف عليه الوقوف يوم القيامة وسَهُل عليه ،
وإن آثر الراحة هنا والدعة والبطالة والنعمة ، طال عليه الوقوف ذلك اليوم واشتدت مشقته عليه .
وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في قوله : ( ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلاً طويلا * إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلا) (الانسان 26-27) ...
فمن سبح الله ليلاً طويلاً ، لم يكن ذلك اليوم ثقيلاً عليه ، بل كان أخف شيء عليه ...