zadi2 | Unsorted

Telegram-канал zadi2 - زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

9095

الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321

Subscribe to a channel

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وينبغي أن يخرجوا خاشعين متذللين خاضعين لرب العالمين[12]. تشبه حالتُهم حالة المسكين المحتاج الذي يريد السؤال. ويخرجون بالشيوخ الكبار الذين أفنَوْا عمرًا مديدًا في الإسلام فدعوتهم مرجوة، وبالصبيان الصغار؛ لأنهم لا ذنوب عليهم فدعاؤهم قريب من الإجابة. ولا يخرجون بالبهائم؛ لعدم ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم[13].

وأمَّا النساء فلا بأس بخروج العجائز الكبيرات؛ كما ذكر ذلك الفقهاء[14]. وإن قدّموا صدقة قبل صلاتهم فذلك حسن؛ لأن الصدقة تطفئ غضب الرب، ولأن المطر رحمة من الله، والله تعالى يقول: ﴿ إِنَّ رَحْمَةَ الله قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56] [15].

والتوبةُ والاستغفارُ من أعظم أسباب نزول الغيث؛ كما قال نوح عليه السلام: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ﴾ [نوح: 10 - 11]. وكما قال هود عليه السلام: ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ﴾ [هود: 52].

ومن أسباب نزول الغيث: الاستقامة على أمر الله تعالى كما قال سبحانه: ﴿ وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لاسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾ [الجنّ: 16].

كما أن من أعظم ما يمنع المطر كثرةُ الذنوب والمعاصي، وضعفُ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96].

وعدم إخراج الزكاة يمنع نزول الغيث؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر المهاجرين: خمس إذا بليتم بهن وأعوذُ بالله أن تُدْرِكُوهُنَّ)) وذكر منها ((ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنِعُوا القَطْر من السماء ولولا البهائمُ لم يمطروا))؛ أخرجه ابن ماجه بسند حسن[16].

فإذا استَسْقَوْا فلم يمطروا أعادوا الاستسقاء مرة أخرى، وإن مُطروا شكروا الله عزَّ وجَلَّ على نِعَمِه، وحمِدُوهُ على فَضْلِه، ودَعَوْا بالبركة؛ لأنَّ البَرَكَةَ إذا نُزِعَتْ لم ينفع. ولِذا كانَ عليه الصلاة والسلام إذا رأى المطر قال: ((اللَّهُمَّ صيِّبًا نافعًا))؛ أخرجه البخاري[17].

ويسن للعباد أن يصيبوا من ماء المطر، قال أنس رضي الله عنه: "أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر فحسر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثوبَهُ حتى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله، لِمَ صَنَعْتَ هذا؟ قال: ((لأنه حديثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تعالى))؛ أخرجه مسلم[18].

والغيث رحمةٌ، فكان وقتُ نزولِه وقت إجابة لمن دعا فيه؛ كما جاء في الحديث «اطلبوا استجابةَ الدعاء عند التقاءِ الجيوش، وإقامة الصلاة، ونزول الغيث» مرسل صحيح أخرجه البيهقي وغيره[19].

أيها الإخوة: هذا بعض ما يقالُ في هذه السنة العظيمة التي فرط فيها كثيرٌ من الناس كما فرَّطوا في غيرها من الواجبات والمندوبات، نسأل الله تعالى لنا ولهم الهداية والتوفيق والسداد، وصلاحَ القلوبِ والأعمال إنه سميع مجيب، ألا وصلوا وسلموا على محمد بن عبدالله؛ كما أمركم بذلك رب العزة والجلال.


[1] وذلك في كتاب الاستسقاء من صحيحه، انظره مع "الفتح" (2/ 581).

[2] هذه الرواية أخرجها البخاري في التفسير باب: ﴿ أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ ﴾ [الدُخان: 13] (4823).

[3] أخرجه البخاري في الاستسقاء؛ باب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط (1020)، ومسلم في صفات المنافقين؛ باب الدخان (2798)، والترمذي في التفسير؛ باب ومن سورة الدخان (3251)

[4] كما في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - عند ابن ماجه في إقامة الصلاة، والسنة فيها باب ما جاء في الدعاء في الاستسقاء (1270)، قال البوصيري في "الزوائد": إسناده صحيح ورجاله ثقات (1/ 417-418).

[5] كما في حديث جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - عند أبي داود في الصلاة باب رفع اليدين في الاستسقاء (1169)، والبيهقي في "الكبرى" (3/ 355)، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي (1/ 327).

[6] كما في حديث عمير مولى أبي اللحم عند أحمد (5/ 223)، وأبي داود في الصلاة باب رفع اليدين في الاستسقاء (1168)، والترمذي في أبواب الصلاة باب ما جاء في صلاة الاستسقاء (557)، والنسائي في الاستسقاء باب رفع الإمام يده في الاستسقاء (3/ 159)، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي (1/ 327).

[7] كما في حديث استسقائه في غزوة تبوك الذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأخرجه البيهقي في "الكبرى" (9/ 357)، وفي "الدلائل" (5/ 231)، وصححه ابن حبان (1370)، والحاكم وقال: على شرطهما (1/ 159)، وقال ابن كثير في "السيرة": إسناده جيد (4/ 16)، وعزاه الهيثمي للبزار، والطبراني في "الأوسط" وقال: ورجال البزار ثقات (6/ 194-195)، وعزاه الحافظ في "مختصر زوائد البزار" لابن خزيمة (1406).

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطـبـة قيمـــة بعـنـوان :*
*الــحـــث.عـلــى.الاســتـســـقـاء.tt*
*للشيخ/ محمد بن ابراهيم الحقيل*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبــة.الاولــى.cc*
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102] ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1] ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71].

أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وخيرَ الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها الإخوة المؤمنون: يزهدُ الناس في الخير إذا تعلقوا بالدنيا وزخرفها، وضعفَ يقينهم بالآخرة ونعيمها؛ حتى تُفتحَ أبوابُ الخير فتبصرَ قلة الداخلين، وتظهر طرقُ الآخرة فتحس ضعف السالكين، وإذا ما انفتح بابٌ من أبواب الدنيا رأيت كثرة المتنافسين، وأبصرت شدة المتزاحمين.

وما صلاة الاستسقاء إلا باب من أبواب الخير مفتوح، وطريقٌ للذكر والاستغفار والذل والخضوع. والله تعالى يُعِزُ من ذلَّ له، ويعطي من سأله، ويحب الخاشعين الذاكرين المستغفرين؛ ولكنك لا ترى منهم إلا قليلاً.. يُعلَنُ عن صلاة الاستسقاء فلا يتوافد إليها إلا أفرادٌ لا يكادون يملؤون أرباع أو أثلاث مساجدها ومصلياتها على رغم قلتها، حتى يظن من أقبل على المصلى أو المسجد أن لا استسقاء فيه من قلة الحاضرين.

أرأيتم لو كان في وقتها أموالٌ توزع، أو أراض توهب، أو دنيا تقسم، أيكون العددُ فيها؛ كالعدد في الاستسقاء؟!

لا أظن ذلك؛ ولو أقسم المقسم أن أنفسًا تهلك من الزحام؛ خشية أن يفوتها ذلك العَرَض من الدنيا لما رأيته يحنث في قَسَمه. وإذا كان أكثرُ الناس قد فرطوا في الواجبات؛ فكيف سيحافظون على المندوبات؟!

إنه ما نزل بلاءٌ إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة. وإن من أعظم الذنب أن يتكبر الخلق على خالقهم، ويتقاعسوا عن مواطن الذل له، والانطراح بين يديه، ورفعِ الحاجات إليه؛ حتى ظنَّ الظانون منهم أنهم ليسوا مُحْتَاجِين إليه، وأنهم في غِنًى عن رحمته وفضله. فالماء يأتيهم في دورهم، والخيرات من كل بلاد الأرض تمتلئ بها بلادهم، ولا ينقصهم شيء فلِمَ يستسقون؟ وماذا يسألون؟

إن هذا الأمن هو البلاء، وتلك الغفلة هي المصيبة؛ ذلك أن القحط قد يكون نوعًا من العذاب، قال البخاري رحمه الله تعالى: "باب انتقام الرب عز وجل من خلقه بالقحط إذا انتُهِكَتْ محارمُ الله"[1].

وروى عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: "إن قريشًا أبطؤوا عن الإسلام فدعا عليهم النبي صلى الله عليهم. فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها، وأكلوا الميتة والعظام، وفي رِوَاية: فقال: ((اللهُمَّ أعنِّي عليهم بسبعٍ؛ كسَبْعِ يُوسُفَ))، فأصابَتْهُمْ سنةٌ حصَّت كل شيء حتَّى كانوا يأكلون الميتة، وكان يقوم أحدُهم فكان يرى بينه وبين السماء مثلَ الدخان مِنَ الجهد والجوع"[2]، فجاءه أبو سفيان فقال: يا محمد، جئت تأمرُ بصلة الرحم، وإن قومك هلكوا، فادع الله فقرأ: ﴿ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ ﴾ [الدُخان: 10] ثم عادوا إلى كفرهم فذلك قوله تعالى ﴿ يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى ﴾ [الدُخان: 16] - يوم بدر - قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقوا الغيث، فأطبقت عليهم سبعًا، وشكا الناس كثرة المطر فقال: ((اللَّهُمَّ حوالينا ولا علينا))، "فانحدرت السحابة عن رأسه، فَسُقُوا الناسُ حولَهم"؛ متفق عليه[3].

هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذنبه مغفور، وسعيه مشكور، ودعاؤه مسموع، ومع ذلك لم يأمن مكر الله. إن هاجت الريح ظل يدخل ويخرج، ويقبل ويدبر؛ خوفًا من عِقاب الله؛ حتى يُعرفَ ذلك في وجهه. وإن أبطأ المطر؛ هرع إلى الاستسقاء، واستغاث الله تعالى، فرُبَّما صعِد المنبر فاستسقى بلا صلاة ولا خطبة[4]، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه استسقى وهو جالس في المسجد رفع يديه فدعا فأمطرت السماء[5]

واستسقى عند أحجار الزيت من الزوراء وهي خارج المسجد[6]، واستسقى في بعض غزواته حين عطش المسلمون[7].

فبان أنه عليه الصلاة والسلام كان يستسقي كثيرًا، وعلى أحوال متعددة.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

أطاع اللهَ قومٌ فاستراحوا
ولم يتجـــرعوا غُصــص المــعاصــي


أيها الناس:
ذنوب العباد تجلب النقم، وترفع النعم، وتستمطر العذاب وتحبس الغيث عن الناس وما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة..
﴿فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾ [يونس: 98]..


قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم
فاستغفروه انه غافر الذنوب والخطيئات ...


*الخطبـــة.الثانيـــة*
الحمد لله لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم...

أما بـــعــــــد : عباد الله :
نزول الغيث وسقيا العباد والبلاد له أسبابٌ مبينةٌ في الكتاب والسنة،
فمن أسباب نزول الغيث:

– الاعتصام بالكتاب والسنة، فهما طريق الفلاح والاستقامة. قال تعالى: "وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً".

– ومن أسباب سقيا العباد :
تقوى الله تعالى كثرة المتقين في الأمة؛ لأن تقوى الله -تبارك وتعالى- جامعةٌ للخير كله..
قال الله -تعالى-: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) [الأعراف: 96

– ومن أسباب سقيا العباد:
كثرة الاستغفار بحضور قلبٍ وندم قال الله -تعالى- عن نوحٍ -عليه السلام-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً * مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً) [نوح: 10 – 13]

يقول ابن كثير رحمه الله :
في تفسير هذه الآية أيها الناس
أنكم إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه ، وأطعتموه ، كثر الرزق عليكم، وأسقاكم من بركات السماء، وأنبت لكم من بركات الأرض، وأنبت لكم الزرع ، وادر لكم الضرع وأمدكم بأموال وبنين ...

وقال تعالى عن هودٍ -عليه الصلاة والسلام-: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ) [هود 52]...

وقال شعيب عليه السلام لقومه : ((وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ))
وروي في الحديث: "من لزِم الاستغفار جعَل الله له منْ كل همٍّ فرَجَا ومِنْ كلِّ ضيقٍ مخْرجَا، ورزقه من حيث لا يحتسب". رواه ابو داود وابن ماجة واحمد فبالاستغفار. تدفع النقم والمحن والبلايا..

فالاستغفار هو دعوة الانبياء والمرسلين. ومطلب الصديقين.. وأمنية المذنبين والتائبين ...

عباد الله :
علينا بالاستغفار لأننا محتاجون إلى رحمة الله ومغفرته علينا بالاستغفار علينا بالاستغفار لآن منا من ترك اليهود والنصارى وسل لسانه على إخوانه بالغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء،
فبالاستغفار تغفر الخطايا والذنوب وبالاستغفار تكون البركة في الأرزاق وبالاستغفار يأمن الناس في حياتهم وبعد مماتهم

– ومن أسباب نزول الغيث: التوبة إلى الله من كل ذنب؛ فالتوبةُ جامعةٌ لكل خير، رافعةٌ لكل بلاء وعقوبة..
قال الله -تعالى-: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ..) [هود: 3]،
وقال -تعالى-: (.. وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور: 31].

– ومن أسباب نزول الغيث: ردّ المظالم، وسلامةُ الصدور من الغلِّ والحسد والكِبر والرذائل.

– ومن أسباب نزول الغيث:
الصدقاتُ والإحسان إلى الخلق: (..وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة: 195]،
وقال -تبارك وتعالى-: (.. إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف: 56]...
وقال صلى الله عليه وسلم : «إنما يرحم الله من عباده الرحماء»...

فأحسنوا أيها المؤمنون على فقرائِكم وأهلِ الحاجةِ منهم، فإن الجزاءَ من جنسِ العملِ، هل جزاءُ الإحسانِ إلا الإحسانُ؟!

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم :«بينما رجلٌ يمشي بفلاةٍ من الأرض فسمِعَ صوتاً في سحابةٍ: اسقِ حديقةَ فلانٍ، فتنحى ذلك السحابُ، فأفرغ ماءَه كلَّه حيث أُمر، فلما سُئل صاحبُ الحديقةِ عن عملِه؟ قال: أتصدَّقُ بثلثِ ما يخرج منها، وآكل أنا وعيالي ثلثاً، وأرُدُّ فيها ثلثاً». والصدقةُ تطفئُ غضبَ الرحمنِ،
فأحسِنوا عبادَ الله، إن اللهَ يحبُّ المحسنين...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤 *خطبة جمعة بعنوان:*
*نعمة الغيث بين أسباب المنع والعطاء*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـــة.الاولـــى..*
الحمد لله الذي انزل الفرقان
على عبده ليكون للعالمين نذيراً،
الحمدلله الخلاق العليم خلق كل شيء بقدرته،
ودبر ما خلق بحكمته ، وسعت رحمته كل شيء، أوجد الكون ودبره، وخلق الإنسان من نطفة فقدره ، ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ، إليه تُرفَع الشكوى ،
هو الغني عن عباده {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }..

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إنه كان بعباده خبيراً بصيراً ،

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله ربه بين يدي الساعةِ بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً بلغ الرسالة وأدى الامانة صلوات رب وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه،أئمة العلم والهدى ومصابيح الدجى وسلم تسليماً كثيراً ...

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]..

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...

أمـا بعـــد - عبــاد الله :
الماء أصل النماء الفائق على الهواء والغذاء والكساء والدواء ،
هو عنصر الحياة وسبب البقاء من الذي أنشأه من عناصره إلا الله؟!
ومن الذي أنزله من سحائبه إلا الله؟!
(( أَفَرَءيْتُمُ ٱلْمَاء ٱلَّذِى تَشْرَبُونَ أَءنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ ٱلْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاء جَعَلْنَـٰهُ أُجَاجًا فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ [الواقعة: 68-70]
((وَجَعَلْنَا مِنَ ٱلْمَاء كُلَّ شَىْء حَيّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ)) [الأنبياء 30

إن المطر نعمة عظيمة من نعم الله الكثيرة تنتج عن هذه النعمة نعمٌ أخرى تصلح بها الحياة الدنيا .

والمطر مظهر من مظاهر رحمة الله تعالى بعباده ورأفته بهم مع كثرة ذنوبهم التي هي سبب لحجب هذه الرحمة عنهم،
قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا ﴾ [الفرقان: 48]..
وقال: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [الشورى: 28]..

عباد الله :
إن الله تعالى بلطفه ورحمته قد أنزل هذه النعمة على عباده ما استقاموا على طاعته بقدر حاجتهم،
فلم يجعلها تعالى دائمة الهطول فتفسد عليهم حياتهم بل إنه تعالى جعل لها مخزنًا تخزن فيه إلى وقت الحاجة وهو باطن الأرض لتستخرج وقت العوز إليها وذلك حينما تزيد على حاجة الإنسان..

قال تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ * فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾ [المؤمنون: 18 - 19]..


أيها الأحبة :

لو فكّر الإنسان -في انقطاع هذه النعمة عنه ،
هل سيعيش بدونها؟
وهل سيدوم بقاؤه بفقدها؟
قال تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ﴾ [الملك: 30]...

فلا حياة في الدنيا إلا بهذه النعمة..

والمطر ذكرى تذكِّر من سُقوا بالشكر وتذكر من مُنِعوها بالتوبة ليستحقوها،
قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴾ [الفرقان: 50].

غير أن المطر قد يتأخر نزوله لأسباب يجنيها الناس بأيديهم، ويقارفونها بِفِعالهم،
فيكون ذلك جزاء لهم على ضعف إيمانهم، وتنبيها لهم على بعدهم عن ربهم.

والأسباب كثيرة، نقتصر منها على أربعة:

1- الكبرياء في الأرض والتعالي على الخلق والافتخار بالمال، أو الجاه أو المنصب أو السلطان. فالغيث لا ينزل إلا بإظهار التضرع لله والانكسار بين يده...
قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُون ﴾..

قال ابن عباس رضي الله عنه: "خَرَجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم للاستسقَاء مُتَذَلِلاً مُتَواضِعاً مُتَخَشِعاً، مُتَضَرِعاً" صحيح سنن الترمذي.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

أتعجبون -يا عباد الله- من تأخر القطر واحتباس الغيث والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يظنه بعضهم موقوفا على عدد من رجال الدين والعلماء والدعاة،
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)..

وفي رواية: (وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)..

بعض المسلمين يرى المنكرات، ويرى المعصية التي يعصى بها الله جهارا نهارا، وكأنه لم ير شيئا من المعاصي والمنكرات.
أين تغير القلوب؟!
أين فوران الدماء؟!
أين الحمية للدين؟!
أين الشيمة والغيرة والإباء؟!
أين ضاعت هذه المعاني؟!
أين ضاعت تلك الأمور؟!
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!

عباد الله:
هناك معصية ومصيبة لا زالت باقية، وهي من ظاهرها كسائر المعاصي؛ لكن دعاتها هم الذين فتحوا على المسلمين بلاء عظيما،
أتدرون ما هي؟

إنها بيع الغناء والفيديو وتداولها !

ليت الواحد من أولئك الذين يتاجرون بهذه الأمور يسمع ما شاء في بيته، فمصيبته عليه وذنبه على جنبه؛
لكن المصيبة تكمن في الذي يسهل تأثيرا وعرضا واستماعا، ووصلهم من الجديد كذا، وعرض لهم من الجديد كذا،
وما فيها إلا صوت مزمار الشيطان، وصورة امرأة عارية، ورقص خليع، وسباب وشتيمة، وفجور وعصيان، وإغضاب لله، ومحاربة لأمره، واستهزاء بما جاء في كتابه وسنة نبيه.

عباد الله:
الحذر الحذر من الذنوب، اعلموا أنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولن يرفع إلا بتوبة، ولو لم يغير العباد على أنفسهم لما غير الله عليهم: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} [الرعد:11].

ولو لزم العباد أمر ربهم ونبيهم لأكلوا من الخيرات من بين أيديهم ومن تحت أرجلهم.

عباد الله:
إن شؤم الذنوب عظيم، وبلاء الذنوب إذا ظهرت على الأمة عميم،

إن الأبوين آدم وحواء أخرجا من الجنة بسبب ذنب واحد!
فما تنتظرون وقد ارتكبنا ألوانا وأصنافا وأشكالا من الذنوب؟!

ما الذي أغرق قوم نوح حتى علا الماء رءوس الجبال؟!

ما الذي سلط الريح على قوم عاد حتى جعلتهم كأعجاز نخل خاوية؟!

ما الذي أرسل على قوم ثمود الصيحة التي قطعت قلوبهم، وماتوا عن آخرهم؟!

ما الذي سلط على بني إسرائيل ألوان العذاب، من قتل وسبي وخراب ديار؟!

ما الذي سلط على المسلمين حروبا طائفية شعواء، في كل يوم نرى قتلى وجرحى ومشردين، وأرامل، وأيتاما، وشيوخا، وعجائز معذبين؟!

والله ما كان ذلك إلا بسبب الذنوب!

ما الذي غير الأرزاق في بعض البلاد التي كانت مصدرا لتوريد وتصدير النعم والخيرات؛ فأصابها الجفاف، وأصابها الفقر والجوع،
حتى إن البهائم لتموت هزالا من هذا الذي بها؟!

والله إنها الذنوب والمعاصي!

ألا ترون الجوع في أفريقيا؟!
ألا ترون الجفاف؟!
ألا ترون الفقر؟!
ألا ترون الحرب و الفتن الطائفية في بعض بلدان المسلمين ؟!
ألا ترون المصائب والتسلط في كثير من الأماكن؟!
ألا ترون الفزع والخوف والهلع؟!

فاتقوا الله، وتذكروا نعمته عليكم،

نسأل الله أن يردنا إليه ردا جميلا.


وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم...


*الخطبة الثانية*
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...

أما بعد:

عباد الله:

قد يبتلي الله عباده، كي يضرعوا بين يديه, ويشكوا ضعفهم وفقرهم إليه، وقد أمرنا الله سبحانه بالدعاء، ووعد بالاستجابة فقال: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} [غافر:60].

وقال سبحانه: {ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين * ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين} [الأعراف:55 - 56] .

ويقول سبحانه: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} [البقرة:186].

ويقول سبحانه: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما} [النساء:110].

ويقول سبحانه: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون * أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين} [آل عمران:135 - 136].

اعترفوا بذنبكم وتقصيركم، وقولوا: لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، واستغفروا الله فالاستغفار سبب لنزول الغيث..

يقول النبي الصالح: {ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم} [هود:52] ..

ويقول الله سبحانه: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} [الأنفال:33] .
.
ويقول الله: {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} [الأعراف:23].

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة إستسقاء بعنوان:*
*أتعجبون من تأخر الغيث؟*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الحمد لله الواحد بلا شريك، العليم بلا ظهير، القوي بلا نصير، خلق الخلق لعبادته، وما خلقهم ليستكثر بهم من قلة، أو ليستظهر بهم من قلة علم، أو ليستعز بهم من ضعف، سبحانه وتعالى عن ذلك! فهو القوي وحده لا شريك له.

الحمد لله الولي الحميد، المبدئ المعيد، المؤمل لكشف كل كرب شديد، والمرجو للإحسان والفضل والمزيد؛ نحمده سبحانه حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، لا نحصي ثناء عليه،

ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،

ونشهد أن محمدا عبده ورسوله، خاتم الأنبياء وإمام المرسلين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...

أما بعد : عباد الله:
اتقوا الله تعالى وأطيعوه، وتوبوا إليه، واعلموا أن الذنوب والمعاصي تضر، ولا شك في ضررها على العباد والبلاد،
وإن مما يعين العباد على تجنبها أن يعلموا أن عواقب الذنوب أليمة، ومراتعها وخيمة، وأن الذنب الواحد لا بد أن يضر القلب وتوابعه من الجوارح، كما تضر السموم الأبدان بحسب القلة والكثرة،

وإذا علم العباد خطر معصية الله، وعظم الذي يعصونه، وتذكروا أن كل شر وبلاء وقع بالعبيد أنفسهم، أو بغيرهم من المسلمين، إنما وقع بسبب الذنوب والتهاون في فعلها كفوا عنها.

عباد الله:
إذا أدرك المسلم آثار الذنوب والمعاصي في أمم سادت ثم بادت، وملكت ثم هلكت، وكيف أحدثت لهم من الله أنواع العقوبات والبلاء، أعانه ذلك على اجتنابها، والإقلاع عنها،

فاجتهدوا يا عباد الله!
اجتهدوا في طاعة ربكم، والبعد عن معصيته،
وتوبوا إلى الله بالعودة والرجوع إليه، فإنه ما تقرب إلى الله بشيء أحب إليه من ترك معصيته والقيام بأمره.

ذكر الإمام أحمد عن صفية قالت: [زلزلت المدينة على عهد عمر فقال: يا أيها الناس! ما أسرع ما أحدثتم؟ لئن عادت لا تجدوني فيها].

وفي رواية أخرى: [أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما زلزلت الأرض على عهده قال: ما كانت هذه الزلزلة إلا عن شيء أحدثتموه، والذي نفسي بيده لئن عادت لا أساكنكم فيها أبدا].

وذكر أن رجفا حدث في عهد عمر بن عبد العزيز، فكتب إلى الأمصار: [أما بعد فإن هذا الرجف شيء يعاقب الله عز وجل به العباد، وقد كتبت إلى سائر الأمصار أن يخرجوا في يوم كذا وكذا، في شهر كذا وكذا، فمن كان عنده شيء فليتصدق به؛ فإن الله عز وجل قال: {قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى} [الأعلى:14 - 15] .
وقولوا كما قال آدم: {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} [الأعراف:23]،
وقولوا كما قال نوح: {وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين} [هود:47] ،
وقولوا كما قال يونس: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} [الأنبياء:87]]..

أيها الأحبة في الله:
قد يغتر بعض الناس بفعله للمعصية؛ ولا يجد بعد معصيته فتنة، أو بلية تصيبه،
فيظن أن ذنبه يسير، أو أنه لا خطر عليه في فعل هذا الذنب،
فهو كما يقول القائل:

إذا لم يغبر حائط في وقوعه**
فليس له بعد الوقوع غبار

وقد نسي ذلك المسكين أن الذنب له من الشؤم والآثار القبيحة، المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله.

ومن آثار الذنوب والمعاصي:
ما عد ابن قيم الجوزية في كتابه الداء والدواء أربعة وسبعين أثرا من آثار الذنوب والمعاصي، لا تخطئ العبد المذنب واحدة منها إن لم يجتمع عليه جميعها،
ومن هذه الآثار: وحشة القلب، حرمان العلم، والعلم نور تطفئه المعصية.

ومن آثار الذنوب والمعاصي: أن يحرم العباد الأرزاق بالذنوب التي يصيبونها، كما في الحديث.

ومن آثار الذنوب: أن يجد العباد وحشة بينهم وبين ربهم، وهذا أمر لا يحس به إلا من في قلبه بقية حياة،

أما صاحب القلب الميت فهو كما قال القائل:

من يهن يسهل الهوان عليه**
فما لجرح بميت إيلام

ومن آثار الذنوب -يا عباد الله- أنها تولد بعضها، وتزرع أمثالها،
كما قال بعض السلف: [إن من عقوبة السيئة، السيئة بعدها، وإن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها]
فالحسنة تقول: أختي أختي ،
والسيئة تقول: أختي أختي عياذا بالله من الوقوع في السيئات.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

أَلَمْ نَكُنْ نَحْنُ وَإيَاكُمْ مَعَ إمَامٌ وَاحِدٌ ، وَمَعَ نَبِيٍّ وَاحِدٍ ، وَرُبَّمَا فِي صَفٍّ وَاحِدٍ، وَفِي لِبَاسٍ وَاحِدٍ ، وَفِي ظَاهِرٍ وَاحِدٍ ، قَالُوا بَلَىٰ ! لَكِنَّكُمْ أنْتُمْ إِذَا خَلَوْتُمْ بِمَحَارِمِ اللَّهِ أنْتَهَكْتُمُوهَا ، وَاعْتَدَيْتُمْ عَلَى حُرُمَاتِ اللَّهِ ، جَعَلْتُمْ اللَّهَ أهْونِ النَّاظِرِينَ إلْيَكُمْ ، وَلَا حَوْلَ قُوَّةِ إلَا بِاَللَّهِ.

أيَهَا الْمُسْلِمُونَ : فِي زَمَنِ الِإنْتِكَاسَاتِ وَالِإنْقِلَابَاتِ يَنْبَغِي اللُّجُوءُ إِلَى رَبِّ الْأرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ، كَمَا قَالَ اللَّهُ : (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) [الأنفال: 24]

وَفِي زَمَنِ الْمُرْتَدِّينَ كَانَ أبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ المُبشر بِالْجَنَّةِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَارْضَاهُ- كَانَ يَقْنُتُ لِنَفْسِهِ، فَيَدْعُو الله فِي صَلَاتِهِ(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8] وَاتِّقَاءَ الْمَزَالِقِ وَالِإنْحِرَافَاتِ وَالِإنْتِكَاسَاتِ يَكُونُ بِالْفِرَارِ إِلَى الله .
كَمَا قَالَ اللَّهُ: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ) [الذاريات: 50]
وَقَالَ اللَّهُ: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) [الزمر: 36]
قَالَ بْنُ الْقَيِّمِ : "الْكِفَايَةُ عَلَى قَدْرِ الْعُبُودِيَّةِ ، فَكُلَّمَا أزْدَادَتْ طَاعَتُكَ لِلَّهِ، أزْدَادَتْ كِفَايَةُ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- لَهُ." أزْدَادَتْ كِفَايَةُ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- لَهُ ،
فَيَا عَبْدَ اللَّهِ ! وَاللَّهِ وَبِاللَّهِ وَتَاللَّهِ مَا سَعِدَ مِنْ سَعْدٍ ، وَلَا أرْتَفَعَ مَنِ أرْتَفَعَ إلَا بِمُرَاقَبَةِ اللَّهِ فِي الْخَلَوَاتِ ، وَبِتَعْظِيمِ اللَّهِ فِي الْقُلُوبِ ، مَا أرْتَفَعَ يُوسُفُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- إلَا بِمِثْلِ ذَلِكَ الْمَقَامِ ،(وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ۝فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ) [النازعات: 40]
(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) [الرحمن: 46]

عِبَادُ اللَّهِ ! مَا أحْوَجْنَا إِلَى أنْ نُرَاقِبُ اللَّهَ فِي السَّرَائِرِ وَفِي الْبَوَاطِنِ ، مَا أحْوَجْنَا أنْ نَجْعَلَ هَذِهِ الِآيَةَ قَرِيبًا مِنَّا ،(أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ) [العلق: 14]

إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلَا تَقُلْ خَـلَـوْتُ وَلَـكِـنْ قُـلْ عَـلَـيَّ رَقِـيبُ
وَلَا تَـحْـسَـبَـنَّ اللـهَ يَـغْـفُـلُ سَاعَةً وَلَا أَنَّ مَـا تـخْـفَـيه عـنــه يَغِيبُ

عَبْدُ اللَّهِ لَا يَغُرُّكَ كَلَامَ النَّاسِ ، وَالْمَدْحُ الظَّاهِرُ ، فَإنٌّ لِلنَّاسِ الظَّاهِرِ ، وَاللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- هو الَّذِي يَطَّلِعُ عَلَى قَلْبِك ، وَيَطَّلِعُ عَلَى سَرَائِرك ، هُوَ سُبْحَانَهُ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأعِينِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورَ ، قَدْ نَتَزَيَّنُ لِبَعْضِنَا بِالْكَلَامِ الطَّيِّبِ ، وَبِالْكَلَامِ الْمَعْسُولِ ، وَبِالِأخْلَاقِ الْجَمِيلَةِ ، وَبِالْعِبَادَةِ وَبِالتَّوْبَةِ، لَكِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يَعْلَمُ مَا فِي الْقُلُوبِ ، مِنْ مَرَض، وَمِنْ مَعَاصِي، وَمَنْ كَبَّرَ، وَمِنْ غُرُورٍ،
فَمَا أحْوَجْنَا -عِبَادَ اللَّهِ- أنْ نَتُوبُ إِلَى اللَّهِ، وَأنْ نَرْجِعُ إِلَى الله، وَأنْ نَسْتَجِيرُ بِاللَّهِ قَبْلَ يَوْمِ الْفَضائِحِ ، وَقَبْلَ يَوْمِ الْعَارِ، وَالشَّنَّارِ، وَالْخِزْيِ، وَالنَّدَامَةِ،

بِكَ أَسْتَجِيرُ وَمَنْ يُجِيرُ سِوَاكَ ... فَأَجَرَ ضَعِيفًاً يَحْتَمِي بِحَمَاكَ
إِنِّي ضَعِيفٌ أَسْتَعِينُ عَلَى قَوَي
ذَنَبِي وَمَعْصِيَتِي بِبَعْضِ قُوَّاكَ
أَذْنَبْتُ يَارِبِ وَآذَتْنِي ذُنُوبٌُ ... مَالِهَا مِنْ غَافِر إلَّْاكَ
دَنْيَايَ غَرَّتَنِي وَعَفْوكَ غَرْنِي ... مَا حِيلَتِي فِي هَذِهِ أَوْ ذَاكَ
لَوْ أَنَّ قَلْبِي شَكٌّ لَمْ يَكُ مُؤْمِنًاً ... بِكَرِيمٍ عَفْوَكَ مَا غَوَى وَعَصَاك
رَبَّاهُ رَبَّاهُ رَبَّاهُ هَا أَنَا ذَا خَلَصْتُ مِنَ الْهَوَى ... وَاقْبَلَ الْقَلْبُ الْخَلِيُّ واتبَعَ هداكَ
رَبَّاهُ رَبَاهُ قَلْبٌ تَائِبٌ نَاجَاكَ ... أَتَّردْهُ وَتَرُدُّ صَادِقَ تَوْبَتِي ، حَاشَاكَ رَبِّي حَاشَاكَ.
رَبَاهُ رَبَاهُ قَلْبَ تَائِبِ نَاجَاكَ ... أتَّرِدْهُ وتَرُدُّ صَادِقَ تَوْبَتِي حَاشَاكَ رَبِّي حَاشَاكَ.
فَلْيَرْضَى عَنِّي النَّاسُ أَوْ فَلْيَسْخَطُوا ... أَنَا لِمَ أَعْدِ أَسْعَى لِغَيْرِ رِضَاكَ.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

سُبْحَانَ مَنْ لاَ توَارِيه سَمَاءٌ سَمَاءً ، وَ لاَ أَرْضٌ أَرْضاً ، وَ لاَ بَحْرٌ مَا فِي قَعْرِهِ ، وَ لاَ جَبَلٌ مَا فِي وَعْرِهِ ، يَرَى دَبِيبَ النَّمْلَةِ السَّوْدَاءِ عَلَى الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ ، وَهُوَ الَّذِي يَرَى دَبِيبَ الذَّرِّ فِي الظُّلُمَاتِ فَوْقَ صُمِّ الصَّخْرِ ، وَسَامِعٌ لِلْجَهْرِ وَالإخْفَاتِ بِسَمْعِهِ الواسع لِلَأصِوَاتِ ، وَعِلْمُهُ بِمَا بَدَا وَمَا خَفِيَ ، أحَاطَ عِلْما بِالْجَلِيِّ وَالْخَفِي.

يَا مَنْ يَرَى مَدَّ الْبَعُوضِ جَنَاحَهَا ، فِي
ظُلْمَةِ اللَّيْلِ الْبَهِيمِ الْألِيلِ.
وَيَرَى مَنَاطَ عُرُوقِهَا في نحرها ، وَالْمُخِّ فِي تِلْكَ الْعِظَامِ النَّحْلُ.
وَيَرَى خَرِيرُ الدَّمِ فِي أوْدَاجهَا ، مُتَنَقِّلًا فِي مَفْصِلٍ مِنْ مَفْصِلِ ،
أمْنُن عَلَيَّ بِتَوْبَةِ تَمْحُو بِهَا مَا كان منِيَ فِي الزَّمَانِ الِأوْلِ ،
أمْنُن عَلَيَّ بِتَوْبَةٍ تَمْحُو بِهَا مَا كَانَ مِنِّي فِي الزَّمَانِ الِأوْلِ.

جَاءَ فِي طَبَقَاتِ الْحَنَابِلَةِ: عَنْ أبِي أحْمَدٍ أنْهُ قَالَ لِلَإمَامِ أحْمَدْ -رَحِمَهُ اللَّهُ- يَا آبَا عَبْدِ اللَّهِ: مَا تَقُولُ فِي هَذِهِ الْقَصَائِدِ الرِّقَاقُ فِي ذكر الْجَنَّةِ وَالنَّارِ !؟ فَقَاَلَ الْإمَامُ أحْمَدْ: مِثْلَ مَاذَا ؟!
قَالَ يَقُولُونَ: "أمَا أسْتَحْيَيْتُ تَعْصِينِي ، وَتُخْفِي الذَّنْبَ عَنْ خَلْقِي وَبِالْعِصْيَانِ تَأْتِينِي."
فَقَالَ الْإمَامُ أحْمَدْ: لَأبِي حَامِدٍ أعْدِ عَلَيَّ مَا قُلْتَ فَاعَادَ عَلَيْهِ ، فَدَخَلَ الْإمَامُ أحْمَدَ إِلَى بَيْتِهِ وَاغْلَقْ الْبَابَ ، قَالَ أبُو حَامِدٍ فَسَمِعْتُ ، نَحِيبُهُ وَهُوَ يَقُولُ: أمًّا أسْتَحْيَيْتُ تَعْصِينِي ، وَتُخْفِي الذَّنْبَ عَنْ خَلْقِي وَبِالْعِصْيَانِ تَأْتِينِي ،
قَالَ: فَانْتَحَبَ الْإمَامُ أحْمَدْ ، حَتَّى صَارَ لَهُ بُكَاءٌ كَبُكَاءِ الِأطْفَالِ ،
قَالَ تَلَامَذْتُهُ: كَادَ الْإمَامُ أحْمَدْ يَهلكُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ مِنْ شِدَّةِ بُكَائِهِ ،
وَبَكَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ : لَيْلَةَ إِلَى الصَّبَاحِ ، فَلَمَّا أصْبَحَ ، قَالَ لَهُ أصْحَابُهُ : يَا إمَّامُ كُلْ هَذَا مِنَ الذُّنُوبِ ، فَأخَذَ تبنةً مِنَ الْأرْضِ ، وَقَالَ: الذُّنُوبُ أهون عَلَى اللَّهِ مَنْ هَذَا ، أهْوَنْ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا ، وَلَكِنِّي أخَافُ أنْ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَ الْخَاتِمَةِ الْحَسَنَةِ ،

قَالَ بْنُ الْقَيِّمِ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وَهَذَا مِنْ أعْظَمِ الْفِقْهِ فِي الدِّينِ ، وَهَذَا مِنْ أعْظَمِ الْفِقْهِ فِي الدِّينِ ، أنْ يَخَافُ الرَّجُلُ أنْ تَحُولُ ذُنُوبُهُ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْخَاتِمَةِ الْحَسَنَةِ ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِخَاتِمَةِ السُّوءِ ، لَأنْهُمْ كَانُوا يَحْفَظُونَ أنْ مَنْ عَاشَ عَلَى شَيْءٍ مَاتَ عَلَيْهِ ، وَمَنْ مَاتَ عَلَى شَيْءٍ بُعِثَ عَلَيْهِ.

وَعِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ بِسَنَدٍ يُحْسِنُهُ الْألْبَانِيُّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسْلِمٍ قَالَ: « مرَّ عَبْدَاللَّهُ بْنُ عُمَرَ ، عَلَى رَاعِي غَنَمٍ ، فَقَالَ لِلرَّاعِي : هَلْ مِنْ جَزَرَةٍ؟ فَقَاَلَ الرَّاعِي : لَيْسَ هَا هُنَا رَبُّهَا ، فَقَالَ لَهُ بْنُ عُمَرَ : قُلْ لَهُ الذِّئْبُ أَكَلَها ، فَنَظَرَ الرَّاعِي إِلَى السَّمَاءِ ، وَقَالَ: يَا بْنَ عُمَرَ أيْنَ اللَّهُ؟ أيْنَ اللَّهُ يَا بْنَ عُمَرَ!! فأنْفَجَرَ بْنُ عُمَرَ بِالْبُكَاءِ ، وَقَالَ: وَاللَّهِ أنَا أحْقُ بِهَذَا ! أنَا أحْقِ أنْ أقُولُ أيْنَ اللَّهُ؟ ثُمَّ أعْتَقْ ذَلِكَ الْغُلَامُ ، وَاشْتَرَى ذَلِكَ الْغَنَمَ وَأعْطَاهُ لِذَلِكَ الْغُلَامِ لِوَجْهِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-.»

أيْنَ اللَّهُ؟! أيْنَ اللَّهُ؟! سُؤَالٌ يَجِبُ أنْ نَسْأَلَ بِهِ أنْفُسَنَا أيْنَ اللَّهَ فِي حَيَاتِنَا ؟

يَا مَنْ تَعْصِي اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- أيْنَ اللَّهُ؟!
يَا مَنْ تُغْلِقُ الْأبْوَابَ وَتُرْخِي السُتْرَ وَتَعْصِي اللَّهَ أيْنَ اللَّهُ!!
يَا مَنْ تُطْفِئُ الِأنْوَارَ وتعصي اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- فِي الظَّلَامِ أيْنَ اللَّهُ خَالِقُ الظَّلَامِ؟!
يَا مَنْ تَقَلَّبَ هَاتِفُكَ فِي النِّسَاءِ الْكَاسِيَّاتِ الْعَارِيَاتِ أيْنَ اللَّهُ؟!
يَا مَنْ تُوَزَّعُ أشْرِطَةُ الْفِيدْيُو الْخَبِيثَةَ إِلَى أصْحَابِ الْجَوَّالَاتِ والذواكر أيْنَ اللَّهِ؟!
يَا مَنْ تُحِبُّ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا أيْنَ اللَّهُ؟!
يَا مَنْ تَغَشُّ فِي بَيْعِكَ وَشِرَائِكَ أيْنَ اللَّهُ؟!

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وَذَكَرَ الذَّهَبِيُّ فِي سَيْرِ أعْلَامِ النُّبَلَاءِ ، "أنْ الْإمَامَ أحْمَدَ -رَحِمَهُ اللَّهُ-لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ تُمَثِّلُ لَهُ الشَّيْطَانُ ، عَاضًا عَلَى أنَامِلِهِ وَهُوَ يقول: فُتَّنِي يَا أحْمَدُ . فُتَّنِي يَا أحْمَدُ ، فَنَظَرَ الْإمَامُ إلْيهِ ، وَقَالَ: لَا بَعْدُ ، لَا بَعْدُ ". وَمِنْ دُعَاءِ الْمُؤْمِنِينَ : *(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8]*

أيْهَا الْمُسْلِمُونَ عِبَادُ اللَّهِ: انْ الْمُتَأَمِّلُ الْيَوْمَ فِي حَالِ الْمُجْتَمَعِ الْمُسْلِمِ ، يَرَى ظَوَاهِرَ ضَعْفٍ فِي الِإسْتِقَامَةِ ، تَتَمَثَّلُ فِي رِقَّةِ الدِّيَانَةِ ، وَالتَّفْرِيطِ فِي أدَاءِ الْأمَانَةِ ، وَالتَّسَاهُلِ فِي الْمُحَرَّمَاتِ وَالْخِيَانَةِ ، وَقَدْ يَكُونُ هَذَا الضّعْفُ مِمَّنْ أمضى شَطْرًا مِنْ عُمُرِهِ ، فِي صَلَاحٍ وَإسْتِقَامَةٍ ، وَلَكِنْ مَا أكْثَرَ مَنْ يَرْجِعُ أثْنَاءَ الطَّرِيقِ وَيَنْقَطِعُ ، وَيَكْثُرُ هَذَا فِي أخْرِ الزَّمَنِ ، وَعِنْدَ تَسَلُّطِ أهْلِ الْأهْوَاءِ وَالْفِتَنِ ، وَاسْتِطَالَةِ الْمِحَنِ ، وَلَكِنَّهُ لَيْسَ عُذْرًا لِلِإنْسَانِ عِنْدَ رَبِّهِ ، فَكُلُّ سَيُحَاسَبُ وَحْدَهُ ، وَكُلٌّ سَيَبْعَثُ وَحْدَهُ ،(وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا) [مريم: 95]

أيَهَا الْمُؤْمِنُونَ : لَقَدْ كَانَ الِأخْيَارُ وَالصَّالِحُونَ ، آحْرُصْ مَا يَكُونُونَ عَلَى تَفَقُّدِ قُلُوبِهِمْ وَاصِّلَاحِهَا ، لَأنَ الْبِرُّ وَالتَّقْوَى لَا يُوجَدُ إلَا فِي الْقُلُوبِ الطاهرة الزكِيَّةِ النَّقِيَّةِ ، وَالِإيَمَانُ لَا يَسْكُنُ قَلْبًا مُلَوَّثًا بِالظُّلُمَاتِ وَالِأثَامِ ،
لِذَا كَانَ مِنْ دُعَاءِ الْخَلِيلِ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-: ( وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ۝يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ۝ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء: 89]

وَمَنْ عَدَلَ اللَّهُ وفَضلَهَ ، ألَا يُضِلُّ مَنْ أقْبَلْ إلَيهِ ، وَآمْنَ بِهِ وَاتَّبَعَ هُدَاهُ ، وَلَا يَنْحَرِفُ الْعَبْدُ وَيَنْتَكِسُ إلَا بِسَبَبٍ مِنْهُ !!

كَمَا قَالَ اللَّهُ : (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [التوبة: 115]
وَقَالَ : (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) [الأعراف: 146]

وَقَالَ تَعَالَى : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ۝ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ۝سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ۝مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي ۖ وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) [الأعراف: 175]

يَا سُبْحَانَ اللَّهِ ! يَا سُبْحَانَ اللَّهِ ! إنْسَانٌ يُؤْتِيهِ اللَّهُ آيَاتِهِ ويَخْلَعُ عَلَيْهِ مِنْ فَضلِهِ وَعِلْمِهِ ، وَيَكْسُوهُ مِنِ إحْسَانِهِ، وَيُعْطِيهِ الْفُرْصَةَ كَامِلَةً ، لِلْهُدَى وَالِإرْتِفَاعِ وَيَتْرُكُ ذَلِكَ كُلَّهُ ، وَيَخْلَعُ فَضْلَ اللَّهِ ، وَيَتْبَعُ الشَّيْطَانَ ، وَيَسْقُطُ مِنَ الثُّرَيَّا لِيَلْتَصِقَ بِالثَّرَى ، وَيُصْبِحَ حَالُهُ كَالْكَلْبِ يَلْهَثُ فِي كُلِّ أحْوَالِهِ ، إنْ طُورَدَ يَلْهَثُ ! وَإنَ لَمْ يُطَارِدْ فَهُوَ يَلْهَثُ فِي كُلِّ أحْوَالِهِ ! إنَّ الِإسْتِهَانَةُ بِالذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي سَبَبٌ كَبِيرٌ لِلِإنْتِكَاسِ وَالِإنْحِرَافِ ، (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) [النور: 15]
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إيَّاكُم ومُحقَّراتِ الذُّنوبِ ، فإنَّهنَّ يجتمِعنَ على الرَّجلِ حتَّى يُهْلِكْنَهُ » رَوَاهُ الْإمَامُ أحْمَدْ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

اللهم إنَّا نعوذ بك مِن قلبٍ لا يخشع، وعلمٍ لا ينفع، وعينٍ لا تدمع، ودعوةٍ لا يُستجاب لها،
اللهم يا مقلِّب القلوب ثبِّت قلوبنا على طاعتك،
اللهم يا مصرِّف القلوب صرِّف قلوبنا على طاعتك،
اللهم إنَّا نسألك متابعة القرآن والسُّنة في أقوالنا وأفعالنا واعتقاداتنا،
اللهم أرفع الضر عن المتضررين مِن المسلمين في كل بلد، وأعذهم مِن الفتن والشُّرور،
اللهم قرِّب عبادك إلى التوحيد وأبعدهم عن الشرك،
وقرِّبهم إلى السُّنة وأبعدهم عن البدع،
وقرِّبهم مِن الطاعة وأبعدهم عن المعاصي،
اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لِما تُحِب وترضى، وأزِل بِهم الشرك والبدع والمعاصي، واحفظ بِهم التوحيد والسُّنة، وأضعف بِهم البَغْيَ والعدوان والظلم والفساد،
اللهم اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وسائر أهلينا وقرابتنا صغارهم وكبارهم، رجالهم ونساءهم، الحيِّ مِنهم والميت.
إنَّك سميع الدعاء.

وأقول قولي هذا،
واستغفر الله لي ولكم.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*المتكاسلون والغافلون عن الحج*
*للشيخ/ عبدالقادر بن محمد الجنيد*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولــــى*
الحمد لله الوليِّ الحميد، الفعَّالِ لِما يُريد، الذي خضعت له الرِّقاب، وذلَّت له جميع العباد،
*وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له*، ولا نَديد ولا نظير، وهو على كل شيء قدير،
*وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله* سيّدُ الرسل، وخُلاصة العبيد، فاللهم صلِّ على محمد وعلى آله وأصحابه أولِي الأخلاق الفاضلة، والقول السديد، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الوعد والوعيد، وسلِّم تسليمًا مزيدًا ما تعاقب ليلٌ مع نهار.

_أَمَّـــا بَعْــــد :_
فيا أيُّها الناس:
اتقوا الله الملك العلام، العظيم الجبَّار، العزيز القهَّار،
مُكور الليل على النهار،
ومحيي العظام وهي رميم،
واخشوا يومًا تُعرضون فيه عليه لا تَخفي مِنكم خافية،
يوم يحُصَّل ما في الصدور، ويَكون الناس إلى جنَّة أو نار تَسْتعر،
فقد قال سبحانه آمِرًا: *{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }*.

واعلموا أنَّ مِن تقواه ـ جلَّ وعلا ـ المبادرةَ إلى حجِّ بيته الحرام، امتثالًا لأمرِه، وتعظيمًا لجلاله، وإحسانًا لأنفسكم، ورِفعة لدرجاتكم، وأداءً لِما وجب،
فإنَّه تعالى قد أوجَب عليكم الحج وفرَضه في كتابه العزيز فقال ـ عزَّ شأنه ـ: *{ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا }*،
وصحَّ أنَّ نبيكمﷺ وقف خطيبًا في الناس، فقال لهم: *(( أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ، فَحُجُّوا ))*.

وإنَّ مِن دلائل تكريمه سبحانه لكم، ورحمته الشِّديدة بكم، وإِفْضَالِه لكم، وإنعامه عليكم في باب الحج إلى بيته الحرام، هذه الأمور الثمانية:

• الأوَّل: أنَّه ـ جلَّ وعزَّ ـ قد جعل فريضة الحج إلى بيته الحرام إحدى الدعائم الخمس التي بُني عليها دينه الحنيف، فقال رسولهﷺ إليكم وإلى الناس فيما صحَّ عنه: *(( بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ ))*.

• والثاني: أنَّه سبحانه لم يُوجِب الحج عليكم في العُمُر إلا مرَّة واحدة فقط، رحمة بكم، وتخفيفًا عليكم، حيث ثبت عن نبيه الكريمﷺ أنَّه قال: *(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ: كُتِبَ عَلَيْكُمِ الْحَجُّ، فَقَامَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ، فَقَالَ: أَفِي كُلِّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: لَوْ قُلْتُهَا لَوَجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَعْمَلُوا بِهَا، وَلَمْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْمَلُوا بِهَا، الْحَجُّ مَرَّةٌ، فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ ))*.

• والثالث: أنَّه ـ تبارك اسمه ـ جعل الحج مِن أسباب مغفرة الذنوب الكثيرة، وإذهاب السيئات، إذ صحَّ عن النبيﷺ أنَّه قال: *(( مَنْ حَجَّ هَذَا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ))*.
- والرَّفَثُ هو: الجماع في حال الإحرام ومُقدِّماته مِن مُباشرةٍ للنساء أو تَقبيل أو نظر ٍبشهوة،
- ويدخل فيه: النُّطق بالفُحش وقبيح الكلام.

- والفُسُوق: يَشمل المعاصي كلَّها، معاصي القلب، ومعاصي اللسان، ومعاصي الجوارح مِن أيْدٍ وأقدام وعيون وآذان وفُروج وغيرها.

وثبت عن شَقيق بن سَلَمة ـ رحمه الله ـ أنَّه قال: *(( أَرَدْتُ الْحَجَّ، فَسَأَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ فَقَالَ: إِنْ تَكُنْ نِيَّتُكَ صَادِقَةً، وَأَصْلُ نَفَقَتِكَ طَيِّبَةً، وَصُرِفَ عَنْكَ الشَّيْطَانُ حَتَّى تَفْرُغَ مِنْ عَقْدِ حَجِّكَ، عُدْتَ مِنْ سَيِّئَاتِكَ كَيَوْمِ وَلَدَتْكَ أَمُّكَ ))*.

• والرابع: أنَّه ـ عزَّ شأنه ـ جعل الحج مِن أعظم أسباب دخول الجنة، والتَّنعُّم بما فيها مِن خيرات حِسان، ومآكل ومشارب ومساكن، حيث صحَّ عن النبيﷺ أنَّه قال: *(( الحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ ))*.

- والحج المَبْرُور هو: الحج الذي ليس فيه مايُبطله مِن محظورات الإحرام، ولا مايُنقِص ثوابه مِن محظورات أو ذُّنوب وآثام قولية كانت أو فِعلية.

• والخامس: أنَّه ـ تبارك وتعالى وتقدَّس ـ جعل الحج مِن أسباب العِتق مِن النار، حيث صحَّ أنَّ رسول اللهﷺ قال: *(( مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟ ))*.

• والسادس: أنَّه - سبحانه - جعل الحج مِن الجهاد في سبيله،

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ألا فلنُلزم-عبادَ الله-نفوسَنا على الرباط في حصون العلم والعفاف، والصبر والصلاح، فما أجملها من نعوت عليّة جميلة، وما أعظمها من خِلال زكية جليلة.

جعلنا الله وإياكم من أهل الاتصاف بها، حتى نلقى الله -جل وعلا-.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.


الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

أيها المسلمون: وتتسع دائرة الخلق الكريم حتى تصل إلى المعاملة الحسنة مع الناس، إيصالاً لخير النفس إليهم، وكفًا لشرها عنهم، وكما وجدنا ثناء الله -تعالى- على أنبيائه ورسله بالأخلاق الحسنة معه نجده كذلك يثني عليهم بالأخلاق الكريمة التي خالطوا بها الناس من الموافقين والمخالفين.

ولو تأملت-أيها المسلم- في كتاب الله؛ فسترى أن الله -تعالى- أثنى على بعض أنبيائه بخلق البر بالوالدين، هذا الخلق الذي هو أعظم الأخلاق الحسنة مع أقرب الناس إلى الإنسان، بل هو من أحسن الأخلاق الموصلة إلى الخير والرضوان، فطوبى للبارين، الذين قدوتهم خيرة الخلق من الأنبياء والمرسلين، قال -تعالى- عن يوسف: (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ)[يوسف:100]، وقال عن يحيى: (وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا)[مريم:14]، وقال عن عيسى: (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا)[مريم:32].

ولو أجلت النظر في القرآن-أيها الأخ الكريم- فستلفي من أخلاق الأنبياء والمرسلين: الحلم الذي هو احتمالُ الأذى مع القدرة على الانتقام من المؤذي، وإمساكُ النفس عند الغضب وإرادةِ الانتقام، وهو من القوة المحمودة التي لا يملكها إلا قلة من الناس، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "ليس الشديد بِالصُّرَعَةِ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"(متفق عليه).

يقول الله -تعالى- عن إبراهيم -عليه السلام-: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ)[هود:75]، ومن حلم إبراهيم: لينه مع أبيه رغم شدة أبيه عليه، وعدم دعوته على قومه حيث قال: (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[إبراهيم:36]، ومجادلته الملائكة في شأن إهلاك قوم لوط.

ومتى نظرت -أيها الموفق- في الذكر الحكيم فستجد من الأخلاق الممدوحِ بها الأنبياء والمرسلون؛ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتيسير على الناس، قال -تعالى- عن نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام-: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ)[الأعراف:157]، وتزداد أهمية هذا الخلق الكريم مع الأهل والأقربين كما قال -تعالى- عن نبيه إسماعيل -عليه السلام-: (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا)[مريم:55].

وحين تقرأ في المصحف الشريف سيقابلك من أخلاق الرسل الكرام: الرأفة والرحمة بالأنام، قال الله -تعالى- عن نبينا -عليه الصلاة والسلام-: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[التوبة:128].

وعند قراءتك ستجد ثناء الله على بعض أنبيائه بالإحسان إلى الناس، قال -تعالى- عن يوسف -عليه السلام- الذي أحسن إلى الفتيين في السجن، وإلى إخوته يوم الميرة، وإلى أهل مصر عند السلطة: (نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)[يوسف:36]، وقال: (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)[يوسف:56]، وقال: (قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)[يوسف:78].

وعند مرورك بسورة مريم سيأتيك خبر نبي الله إسماعيل -عليه السلام-، وثناء الله عليه بصدق الوعد، حيث كان لا يخلف وعداً وعده، ولا عقداً عقده، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا)[مريم:54].

ولو استمريت في التلاوة المتدبرة وافتتحت سورة القلم فستجد آية فيها وصف كريم، وثناء عظيم على نبينا محمد الذي اجتمعت فيه مكارم الأخلاق ومحاسنها، وبرقت عليه طيب الصفات وكواملها، فمدحه الله بوصف واحد يلم شعثها ويجمعها، فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)[القلم:4].

ألا فلنتخلق-يا عباد الله- مع ربنا ومع أنفسنا ومع بني جنسنا بأخلاق الأنبياء والمرسلين، ولنكن بهم فيها من المقتدين، ولنحرص على لزومها حتى نلقى الله رب العالمين.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*الأخلاق الحسنة التي أثنى*
*الله بها على أنبيائه في القرآن*
*للـشـيخ/ عـبــدالله الـعـواضـي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)[الأحزاب70-71]، أما بعد:

أيها المسلمون: رسل الله هم صفوة الخليقة، وأحسن الناس هديًا وطريقة، اصطفاهم الله لرسالته، وبعثهم لهداية عباده؛ فطهر نفوسهم بأحمد الأخلاق وأحسنها، وزادهم زكاء باكتساب أفضلها وأكملها، فصاروا منارات هدى يُهتدى بضيائها، ونجوم رشاد يسترشد بسنائها؛ فمن أراد معرفة الخلق القويم، والظفر بالسلوك المستقيم فليقتدِ بخلالهم، وليترسم خطى شيمهم، وبهذا أمر الله -تعالى- على العموم والخصوص؛ فعلى العموم قال -تعالى-بعد أن ذكر عدداً من أنبيائه ورسله الكرام-: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ)[الأنعام:90].

وعلى الخصوص قال لنا في رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)[الأحزاب:21].

عباد الله: إن الأخلاق الحسنة من أعظم ما اتفقت على فضله الرسالات السماوية، ودعت إليه العقول النقية الزكية. وأكملها ما كانت أخلاقًا مع الله -تعالى-، وأخلاقًا مع النفس، وأخلاقًا مع الخلق، وبذلك يسعد الإنسان في الدنيا والآخرة؛ فالخلق مع الله: أن يتحلى الإنسان بالصفات التي يحبها الله بينه وبينه، فيكون على حال حسنة في العبادات، وصفة محمودة في القربات.

والخلق مع النفس: أن يحلي المرء نفسه بالشيم العذبة التي تجعل نفسه شريفة كريمة، زاكية مستقيمة.

والخلق مع الناس: بذل صنوف المعروف لهم، وكف ضروب الأذى عنهم؛ ولا غرابة حينئذ أن يجعل النبي عليه الصلاة والسلام غاية بعثته في الدعوة إلى محاسن الأخلاق حين نفهم عن الأخلاق هذا المعنى الجمعي الشامل؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ"(رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد).

وفي رواية للبزار والبيهقي: "مكارمَ الأخلاق".
وفي رواية للبيهقي والطبراني: "وَإِنَّمَا بُعِثْتُ عَلَى تَمَامِ مَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ".
وفي رواية لمالك في الموطأ: "بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ حُسْنَ الْأَخْلاَقِ".

وإذا تأملتم -معشر المسلمين- في القرآن الكريم وجدتم ثناء كثيراً من الله -تعالى- على بعض أنبيائه ورسله بتحليهم بتلك الأخلاق الحسنة الكاملة.

فما أجمل أن نسرح الطرف ونشنف السمع في عرض تلك الأخلاق النبوية القرآنية التي أثنى الله -تعالى- بها على رسله الكرام وأنبيائه العظام؛ حتى نقتدي بهم فيها، ونسعى إلى التحلي بها؛ ليرضى خالقنا عنا، ولنوفي الناس حقوقهم منا، ونذوق بالاتصاف بها الراحة والسعادة، وننال بها في الناس الرفعة والسيادة.

فَتَشَبَّهوا إِن لَم تَكونوا مِثلَهُم *** إِنَّ التَشَبُّهَ بِالكِرامِ فلاحُ

أيها المؤمنون: ذكر الله -تعالى- عن أنبيائه ورسله أخلاقًا حميدة مدحهم بها في القرآن، سواء أخلاقهم معه -سبحانه-، أم مع أنفسهم، أم مع الناس؛ ففي أخلاقهم مع الله؛ فقد مدح -سبحانه- إبراهيم بسلامة معتقده من الشرك بالله فقال -تعالى-: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[آل عمران:67].

وفي هذا دعوة للاقتداء بإبراهيم في التوحيد، وقد أشار الله -تعالى- إلى ذلك في قوله: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[النحل:120]، أي: كان إمامًا في الخير.

ومن أخلاق الأنبياء مع الله: الشكر له -جل وعلا-، قال الله عن نوح -عليه السلام-: (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا)[الإسراء:3]، وقال عن إبراهيم: (شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[النحل:121].

وشكر الله حافظ للنعم الموجودة، وجالب للنعم المفقودة.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فلهذا معاشر المسلمين، إن المسلمين بحاجة إلى هذين الأمرين.
قال العلامة عبد الرحمن المعلمي رحمه الله في "آثاره" : "كان الناس إذا أصابهم طرف من القحط أقلعوا عن كل سيئة وتابوا من كل خطيئة، وسارعوا بالأعمال الصالحة، وتبادروا إلى القرب كالصدقات وغيرها، عملاً بقوله: (تاجروا الله بالصدقات)، وتلك هي التجارة الرابحة، فلا تلبث السماء أن ينهمر مطرها، والأرض أن يورق شجرها ويينَع ثمرها، فافعلوا فعلهم فيستجاب لكم كما كان يُستجاب لهم".

نريد أن يفرج الله عنا، نريد أن يرحمنا الله، نريد أن يغيثنا الله، نريد أن يصلح الله أحوالنا نريد بقاء أمننا واستقرارنا، نريد البركة في أرزاقنا ولا نتقرب إلى الله ونصلح ما بيننا وبينه؟ وقد بيّن الله أضرار المعاصي في أمور الدنيا ناهيك عن ضررها في أمور الدين، قال تعالى في كتابه الكريم ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِ وَالْبَحْرِ بمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا ﴾ [الروم: ٤١].
قال الإمام المفسر ابن عاشور رحمه الله في "تفسيره" في هذه الآية: "وهي من جوامع كلم القرآن".
وقال أبو هلال العسكري رحمه الله في " الوجوه والنظائر ": "قد كسبوا الذنوب فعجل لهم العقوبة بالقحط".
فهذه عقوبات الحرمان من الأمطار تدل على غضب الجبار، وعلى سخط الواحد القهار بسبب ما اقترفته الأيدي واكتسبته القلوب من الآثام والذنوب، ومن محاربة طاعة علام الغيوب، والعجيب أن الناس يريدون من الله كل خير، وإذا أراد الله منا خيرًا امتنعنا إلا من رحمة الله ، انظروا إلى الجرأة في كلا الأمرين في
سؤال الله كل مصالح الدنيا وفي الامتناع عن طاعته وعبادته.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد" وهو يشرح قوله تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ﴾ [الروم: ٤١] قال: "ومن له معرفة بأحوال العالم ومبدئه يعرف أنَّ فساده في جوه ونباته وحيوانه وأحوال أهله جميع حادث بعد خلقه، بأسباب اقتضت حدوثه. ولم تزل أعمال بني آدم ومخالفتهم للرسل تحدث لهم من الفساد العام والخاص ما يجلب عليهم من الآلام والأمراض والأسقام والطَّواعين، والقحوط والجدوب، وسلب بركات الأرض وثمارها ونباتها، وسَلْبِ منافعها، أو نقصانها أمورًا متتابعة يتلو بعضها بعضا". فمن ظن أنه إذا عصى الله سيدوم أمره على حسن الحال فهو جاهل أحمق أخرق، لا معرفة له بسنة الله ، ولِمَ أهلك الله الأمم بعد الأمم والأحزاب بعد الأحزاب والعام والخاص إلا بسبب الذنوب والمعاصي، أيترك سبحانه هؤلاء الحمقى؟ وربنا ختم الآية السابقة بقوله:﴿ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم:٤١] ولم يقل ليرجعوا؛ لأن كثيراً من الناس لا يتوبون إلى الله وإن عاقبهم الله، فحصول القحط داع إلى التوبة إلى الله وهؤلاء هم الذين يتشبهون بالكفار الذين سبق ذكرهم من أول الخطبة وهم قوم نوح وقوم هود وبنو إسرائيل

وقريش وأمثال هؤلاء أفيليق بمسلم أكرمه الله بالإسلام واصطفاه بالإيمان أن يتشبه بهؤلاء الذين هم شر البرية والذين هم أضل من الأنعام.

وسأذكر لكم حديثاً عظيماً نزلوه على واقعنا وعلى أحوالنا، فستجدون الرسول يخبرنا عن واقعنا المؤلم الموجع المظلم ، روى الإمام ابن ماجه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: «يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن؛ لم تظهر الفاحشة في قوم قط، حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا»، الفاحشة هنا الزنا، وتفشي الزنا في عصرنا ملأ القاع والبقاع، وكما يُقال زيد فوق الرزمة حجر، ظهرت الدعوة إلى زواج الرجل بالرجل وإلى نكاح الرجل بالرجل، جريمة لم تقع منذ أن جاءت الأمم الكافرة، فقد ألحد منها من ألحد وتمرد ولكن لم
يصلوا إلى هذا الإجرام الذي حصل في هذا العصر، فهذه الجريمة الدعوة إليها قائمة ومنتشرة في أرجاء المعمورة إلى هذا الإجرام الذي لم يكن له نظير حتى في قوم لوط الذين ارتكبوا فاحشة اللواط ودمرهم الله كما تعلمون ذلك لم يكن هذا الأمر حاصلا عندهم أن الرجل ينكح الرجل ويصير الرجل المنكوح كالزوجة تماما، والرجل الفاعل كالزوج تماما، وتجري أمور الزواج هذا على مراسيم الزواج بالنساء.

يا عباد الله، عصرنا مظلم، عصرنا مدلهم بالجرائم الكبار والبوائق العظام والمدمرات العاتيات.
قال عليه الصلاة والسلام «ولم ينقصوا المكيال والميزان، إلا أخذوا بالسنين»، يعني بالجدب والقحط،«وشدة المؤونة، وجور السلطان عليهم».« ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم
يمطروا».
«ولم ينقضوا عهد الله، وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم» أي الكفار. انظروا إلى هذا التسلط، فما أشده وما أنكاه في هذه العصور المتأخرة لا سيما في عصرنا.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وكثير من الناس لا يستسقي الواحد منهم وحدَه، ولا يدعو الله في خلوته أن يغيث العباد والبلاد؛ بل يظنون أن طلب السقيا لا يكون إلا في خطبة الاستسقاء أو خطبة الجمعة، مع أن دعاءَ العبد وحدَه أكثر إخلاصًا، وأعظمُ أثرًا. وإذا كان العبدُ يندب له أن يدعو لإخوانه بِظَهْرِ الغيب، فدعاؤه بالسقيا دعاءٌ للعباد والبلاد والبهائم.

وإن أعظم صور الاستسقاء التي أثرت عنه صَلَّى الله عليه وسلم خروُجه بالناس إلى المصلى، وصلاتُه بهم، وموعظتهم، والدعاءُ والتضرعُ والانطراحُ بين يدي الله تعالى مع كثرة الاستغفار، وتجديد التوبة.

قالت عائشة رضي الله عنها: "شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر، فأمر بمنبرٍ فوِضعَ له في المُصَلَّى، ووعد الناس يومًا يخرجون فيه. قالت عائشة: فخرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر، فكبّر صلى الله عليه وسلم وحمد الله عز وجل ثم قال: ((إنكم شكوتم جدب دياركم، واستئخار المطرِ عن إبّانِ زمانه عنكم، وقد أمركم الله عز وجل أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم، ثم قال: ((الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغًا إلى حين، ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتَّى بدا بياضُ إبطيه، ثم حوَّل إلى الناس ظهره، وقلب أو حول رداءه وهو رافعٌ يديه، ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين. فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت، ثم أمطرت - بإذن الله - فلم يأت مسجده حتى سالت السيول، فلما رأى سرعتهم إلى الكِنّ ضحك صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه فقال: أشهد أن الله على كل شيءٍ قدير، وأني عبدالله ورسوله))؛ أخرجه أبو داود وصححه الحاكم وابن حبان والنووي[8].

وكان صلى الله عليه وسلم يستسقي أحيانًا في خطبة الجمعة كما روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "أصابت الناس سَنَةٌ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يوم الجمعة قام أعرابي فقال: يا رسول الله، هلك المال، وجاع العيال، فادع الله لنا أن يسقينا، قال: فرفع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يديه وما في السماء قَزَعَةٌ، قال: فثار سحاب أمثالُ الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته - وفي رواية: "فمُطِرْنا فما كدنا نصل إلى منازلنا"؛ أي من كثرة المطر، وفي رواية: "فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا" - قال: فمطرنا يومنا ذلك، وفي الغد، ومن بعد الغد والذي يليه، إلى الجمعة الأخرى. فقام ذلك الأعرابيُ أو رجلٌ غيره فقال: يا رسول الله تهدَّم البناء، وغرق المال، فادع الله لنا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وقال: ((اللَّهُمَّ حوالَيْنَا ولا عَلَيْنَا)) قال: فما جعل يشير بيده إلى ناحية من السماء إلا تفرَّجت حتى صارت المدينة في مثل الجوبة حتى سال الوادي - وادي قناة - شهرًا، قال: فلم يجئْ أحد من ناحية إلا حدَّث بِالْجَوْدِ"؛ أخرجه الشيخان والروايات للبخاري[9].

وهكذا سائرُ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وعبادُ الله الصالحون يستغيثون الله ويستسقُونه، ويطلبون رحمته، ويسألونه من فضله، فلا غِنَى لأحدٍ عن رحمة خالقه كائنًا من كان؛ بل إن البهائمَ فُطِرت على معرفة بارئها وخالقها، فلا تلتجئُ إلا إليه وحده على رغم أنها لم تكلف. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خرج سليمانُ عليه السلام يستسقي، فرأى نملة مستلقيةً على ظهرها، رافعةً قوائمها إلى السماء تقول: "اللهم إنَّا خلق من خلقك، ليس بنا غنىً عن سقياك"، فقال: "ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم"))؛ أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي[10].

فالله تعالى إذا رأى من عِبَاده صدق التوجه إليه، والتعلق به رَحِمَهُمْ فسقاهم وأعطاهم، ورفع البلاء عنهم. خزائنه لا تنفد، وخيره لا ينقطع، وعطاؤه لا يُحْظَر: ﴿ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ﴾ [الإسراء: 20]، ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الوَلِيُّ الحَمِيدُ ﴾ [الشُّورى: 28] بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.


*الخطبــة.الثانيــة.tt*
الحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه -، ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

أمَّا بَعْدُ: فإنَّ صلاة الاستسقاء سُنَّةٌ مُؤَكَّدةٌ؛ فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون؛ كما قال الفقهاء، ونقَل الإجماع على ذلك بعضهم[11].

وقبل خروج المسلمين إليها، فإنه ينبغي أن يزيلوا ما في قلوبهم من أكدار الشحناء والبغضاء فذلك أرجى للإجابة.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

– ومن أسباب نزول الغيث: حسْنُ الظن بالله وتعظيمُ الرجاء في الله؛
ففي الحديث الصحيح: "أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني"،
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله ينظر إليكم أزِلِيْن قلقِين فيظلّ يضحك منكم لما يعلم أن فرجَكُم قريب، قال بعضهم: أوَ يضحك الربُّ يا رسول الله؟ قال: نعم، قالوا: إذن لا نعدِمُ من ربٍّ يضحكُ خيرا"...

- ومن أسباب نزول الغيث:
الشعور بالاضطرار إلى الله تعالى، ومداومة الدعاء بإخلاص القلب لله -تبارك وتعالى-
قال عز وجل: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186]،

وفي الحديث: "ليس شيءٌ أكرمُ على الله من الدعاء" وما داوم مسلمٌ على دعاء ربه إلا رأى بشائر الإجابة في الأمور؛ فدوموا على الدعاء فنِعْمَ الوسيلة إلى ما عند الله -عز وجل- من الخير.
قال تعالى ﴿ أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾


أيها المؤمنون :
وإن مواهب ربنا لجليلة ، وإن عطاياه لجزيلة ، بابه للسائلين مفتوح ، وعطاؤه للمقبلين ممنوح ، وفضله للراغبين يغدو ويروح،،،
فاشكروه على ما أعطى ، وارجعوا عن المعاصي والأخطاء ،،،
جددوا التوبة من ذنوبكم ، واتركوا التشاحن ، واخرجوا من المظالم ، وأحسنوا الظن بربكم ، وتسامحوا وتراحموا ولا تقنطوا من رحمة الله ، وادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ...

وقد ورد أن الله عز وجل يستحي من عباده إذا رفعوا أيديهم إليه، أن يردها صفرًا أي خائبتين ...

يا كثير العفو عمن **
كثر الذنب لديهِ
جاءك المذنب يرجو**
الصفح عن جرم يديهِ
أنا ضيف وجزاء ال ** ضيف إحسان إليهِ

اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا واحفظ بلادنا واقض ديوننا واشف أمراضنا وعافنا واعف عنا وأكرمنا ولا تهنا وآثرنا ولا تؤاثر علينا وارحم موتانا واغفر لنا ولوالدينا وأصلح أحوالنا وأحسن ختامنا يارب العالمين ...

هذا وصلوا وسلموا على النبي المصطفى والحبيب المرتضى ...

كما أمركم بذلك المولى جلَّ وعَلا فقال تعالى قولاً كريماً : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺯﺍﺩﻧﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭﺯﺩﻧﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭﻳﻘﻴﻨﺎً ﻭﻓِﻘﻬﺎً ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎً،
اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..

اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..

اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ‌ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ‌ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،

ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...

عبــاد الله:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون...

فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.....
والحمد لله رب العالمين ...

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

2- المشي بين الناس بالفساد سواء كان تزويرا أو رشوة أو سرقة أو غشا..

ومن الغشاشين: الذين ينقصون المكيال والميزان ولا يوفون الناس حقوقهم..

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن". ثم ذكر منها: "ولم يَنْقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين، وشدة المؤونة، وجور السلطان عليهم" صحيح سنن ابن ماجة.

هذا جزاء الغش، والمكر وخداع الناس والاعتداء على الأموال والأعراض ،، إذا عم وطم لا ينفع معه وجود القلة من الصالحين ولا يحجزه خوف من بقي من المتقين المخبتين...

قالت زينب زوج النبي صلى الله عليه وسلم: "أنهلك وفينا الصالحون؟".
قال: "نعم، إذا كثر الخبث" متفق عليه.

3- منع إخراج الزكاة فهو سبب مباشر لمنع القطر من السماء...

قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: "ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا". صحيح ابن ماجه

4- كـــثرة المــعاصـــي :
إن منع القطر من السماء، وجدب الأرض وفساد الزرع ما هو إلا من نتائج ذنوبنا لأن المعاصي سبيل لإغضاب الرب تبارك وتعالى ...
وقد لا يقتصر أثرها على أصحابها بل يتعداهم إلى غيرهم:

- قال عمر بن عبد العزيز :
"كان يقال : إن الله - تبارك وتعالى - لا يعذب العامة بذنب الخاصة، ولكن إذا عُمل المنكر جهارا، استحقوا العقوبة كلهم" رواه مالك في الموطأ.

ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من سوء آثار المعصية فقال: "إياك والمعصيةَ، فإن بالمعصية حل سخط الله" صحيح الترغيب،

ومن سخط الله حبس المطر.- بل قد يتعدى شؤم المعصية إلى المخلوقات الأخرى:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رجلا يقول: "إن الظالم لا يضر إلا نفسه". فقال أبو هريرة: "بلى والله، حتى الحُبارَى (طائر) لَتموتُ في وكرها هزالا من ظلم الظالم" ذكره الذهبي في "الكبائر" .

وكل عبد يعصي الله تعالى فليعلم أنه من أسباب حرمان البلاد والعباد من الرزق سواء كانت هذه المعصية فيما بينه وبين الله تعالى كالتهاون في الصلوات، وتضييع الطاعات وارتكاب المحرمات أو تعلقت معصيته بحقوق العباد من ظلمهم وأكل حقوقهم، وبخسهم أشياءهم،

وقد جاء في حديث ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) ..
وفي لفظ: (وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِخَطِيئَةٍ يَعْمَلُهَا) رواه ابن ماجه وصححه ابن حبان...

أنظروا يا عباد الله :
كم في الناس من تضييع للصلوات ومنع للزكاة وقد جاء الحديث بأن منعها سبب لمنع القطر من السماء...

تأملوا كم في الناس من عقوق للوالدين وقطيعة للأرحام، وأذية للجيران وهجر للإخوان قد امتلأت قلوب الإخوان بعضهم على بعض بأسباب تافهة وأمور حقيرة الحسد والبغضاء والحقد والضغينة والشحناء وسفك الدماء استوجبوا بها غضب الله تعالى ونقمته، وحرموا رزقه سبحانه....

أيها الناس :
تأملوا كيف وصل معاصي الناس في مظاهر التبرج والسفور والاختلاط وما أفرزته موجات التغريب من مساوئ في النساء والشباب مما يذكي الجريمة ويثير الفتنة ويشحذ الغريزة من مظاهر محرمة وصور ماجنة كل ذلك وغيره كثير وكثير جدا ،
سببٌ لما يجده الناس من حبس الأمطار وفساد الزروع والثمار وغلاء الأسعار وقلة البركة في الأموال...
فإن لم نبادر بتوبة صادقة عاجلة نتخلص فيها من ذنوبنا فإن أحوالنا ستضيق على ضيقها، وستكسد معايشنا، وتمحق بركة أموالنا وأرزاقنا، والله تعالى إذا أراد عذاب العباد فهو سبحانه قادر عليهم ..

﴿ قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ﴾ [الأنعام:65]...

فما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة كما قال العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه،
ونعوذ بالله العظيم أن نكون من أهل قوله سبحانه وتعالى ﴿ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 60].

عباد الله:
أصبحنا في زمن ، أصبح الحليم فيه حيرانا. ..!!
هانت الامة على الله حينما ضيعنا أمر الله..
هانت الامة على الله عندما عصت ربها..
فالله جعلنا خير امة أخرجت للناس ،
فاصبحنا أذل امة بين الناس (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ )

فأين الغيرة الإيمانية؟!
وأين الحميّة الإسلامية؟!
وأين الشهامة الإنسانية؟!

وعلى الصعيد العالمي والدولي، هناك حروب وحوادث، ومكائد وكوارث، فتنٌ وبلايا، ومحن ورزايا، ظلم وإرهاب، وفوضى واضطراب .

أيضمن لي فتى تركَ المعاصي
وَأَرْهــَنُهُ الكـــفـالـــة بالخـــلاص

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ويقول نوح لقومه فيما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا} [نوح:10 - 11].


عباد الله:

غيروا أحوالكم من المعصية إلى الطاعة، ومن العقوق إلى البر، ومن القطيعة إلى الصلة.

هــذا وصلُّوا -رحمكم الله- على خير البرية، وأزكى البشرية،
فقد أمركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، وثنَّى بملائكته المُسبِّحة بقُدسه، وثلث بكم أيَّه أيها المؤمنون،

فقال -جل وعلا-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب : 56].

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

نستغفر الله، نستغفر الله، نستغفر الله من جميع الذنوب والخطايا...

اللهم اغفر لنا ذنوبا علمتها أنت ولم يعلم بها أحد من العباد،
اللهم اغفر لنا الجهر والسر والعلن،
اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك، ونبوء لك بنعمتك علينا، ونبوء بذنوبنا، فاغفر لنا، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين.

اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين،
اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا،
اللهم ارحم ضعفنا، اللهم اجبر كسرنا، اللهم ارحم تذللنا.

اللهم إنا عبيد من عبيدك، وخلق من خلقك،
اللهم لا تحرمنا بذنوبنا فضلك، ولا تمنعنا بمعاصينا رحمتك،
اللهم لا تعذبنا بذنوبنا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا،
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الحليم العظيم، رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين.

اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك، مما نسمعه، ونستغفرك ونتوب إليك مما نراه بأعيننا من المنكرات والمحرمات،
ونستغفرك ونتوب إليك مما اجترحته أيدينا من السيئات، ومشت أرجلنا إلى الخطيئات، نستغفرك اللهم ونتوب إليك.

اللهم اغفر لنا، اللهم تجاوز عنا،

اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا،

اللهم أغثنا غيثا هنيئا مريئا سحا غدقا طبقا نافعا مجللا غير ضار.

اللهم اسق العباد والبهائم والبلاد،
اللهم اسق البهائم الرتع، والمسبحات الركع، والأطفال الرضع،

اللهم إن بنا من الجهد واللأواء ما لا يعلمه إلا أنت، وما لا يكشفه إلا أنت، ولا غنى لنا عن فضلك، يا رب العالمين.

اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا وأغث قلوبنا،

اللهم أغث قلوبنا بالتوبة،
اللهم أغث قلوبنا بالإنابة،
اللهم أغث قلوبنا بالرجوع إلى أمرك وسنة نبيك.

اللهم أغثنا، واعطنا ولا تحرمنا، وكن لنا ولا تكن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، لا إله إلا أنت، لا غنى لنا عن فضلك، ولا طاقة لنا بأنفسنا إن وكلتنا إليها..

ربنا لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ولا أقل من ذلك،

اللهم إنا مساكين إلا برحمتك، ضعفاء إلا بقوتك، فقراء إلا بغناك، أذلاء إلا بعزتك،

اللهم لا تمنع عنا فضلك، واسقنا واستجب لنا واعطنا.

اللهم افتح لنا من بركات السماء، وأنبت لنا من بركات الأرض، ما تنبت لنا به الزرع وتدر لنا به الضرع، برحمتك يا رب العالمين.

اللهم اسقنا وأغثنا، وأغث المجدبين أجمعين من أمة محمد يا رب العالمين.

ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...

عبــاد الله:

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون...

فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون...
والحمد لله رب العالمين ...

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فآثار الذنوب والمعاصي عظيمة على القلوب والأرواح والأبدان،
وهي كما ذكرها ابن القيم على وجه البيان لا الحصر أربعة وسبعون، لا يخطئ المذنب واحدة منها، فإذا علم المسلم هذه المصائب التي تحل بسبب الذنب الذي يرتكبه، أعانه ذلك على حفظ نفسه، واجتناب المعصية.
نسأل الله للجميع الهداية...

معاشر المؤمنين: استغفروا الله وتوبوا إليه، واحذروا غضبه ولا تعصوه.

معاشر المسلمين:
لا شك أنكم تشكون إلى الله تأخر الغيث، واحتباس المطر،
فوالله ما هذا إلا بذنوبنا قال تعالى: {وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءا غدقا} [الجن:16]

والله ما تأخر ذلك إلا بالذنوب والمعاصي، والفواحش والآثام، والبدع والمنكرات.

أنعجب من تأخر الغيث واحتباس المطر، وصلاة الفجر لا تشهد من المسلمين إلا عددا يسيرا، ونزرا قليلا من الرجال، وبقيتهم يتقلبون في فرشهم غافلين عن دعاة الفلاح، وأصوات المآذن، لا يجيبون داعي الله!
أفيهم مرض!
أفيهم مصيبة!
ألا يخافون أن يهلكهم الله بإعراضهم عن ندائه؟!

عباد الله:
هجر بعض المسلمين الصلاة مع الجماعة، ورأوا أن الصلاة مع الجماعة لا تفارق شيئا عن الصلاة في البيوت،
وبذلك عطلوا بيوت الله التي: {أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال * رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} [النور:36 - 37]..

معاشر المؤمنين:
أتعجبون من عدم نزول المطر، وبعض المسلمين يسوف في أداء الزكاة ودفعها، ولا يؤديها في وقتها، وبعضهم لا يخرج إلا أخبث ماله،
وبعضهم لا يخرجها بالكلية، ويستكثر أن يخرج العشر او نصف العشر أو ربع العشر من ماله، أو النصاب المقدر من الفضل الذي تفضل الله عليه به!

معاشر المؤمنين:
ألا تشهدون قطيعة للأرحام؟!
ألا ترون عقوقا للوالدين؟!
ألا ترون سبابا وفسوقا وشتائم؟!
ألا ترون قلة ذكر لله؟!
ألا ترون إعراضا عن طاعة الله؟!
أتعجبون من تأخر الغيث وقد تساهل كثير من الناس بالربا؟!
تجده يصوم ويصلي ويشهد الصلاة مع الجماعة؛ لكن لا يتورع أن يودع المال بـ (4%) أو بـ (5%) أو بـ (7%) في أي بنك من البنوك!
من الذي أحل له هذه الفائدة؟!
كيف تجرأ واستحل هذه الفائدة، بل هذه اللعنة؟!

كيف يجرؤ مسلم على لعنة يشرب بها، ويأكل بها، ويلبس بها، ويتصدق بها -ولا يقبل الله صدقة من ذلك- ويفعل بها من الأمور ما يكون سببا ووبالا في هلاكه؟

معاشر المؤمنين:
أتعجبون من تأخر الغيث وقد انتهك كثير من المسلمين المحرمات، وتساهلوا بالزنا،
وسافر كثير من شباب المسلمين إلى دول الكفر ولم يبالوا، ولم يراقبوا الله ولم يخشوه، ووقعوا في المعاصي والفجور والبلاء؟! نسأل الله لهم الهداية.

عباد الله:
أتعجبون من تأخر نزول الغيث، ونحن نرى بداية الاختلاط في بعض المجالات!
ونرى تساهلا في الحجاب!
ونرى سفورا في الأسواق والمستشفيات والطرقات؟!

بل إن بعض السافرات المتبرجات قد قوي لها من الشوكة ما لا نعلم سببه، ولا نعرف مصدره،
حتى أن التبرج أصبح يمارس بدون حياء ولا خجل ، ولا زاجر من ضمير،،

ما الذي رفع الشوكة، وأطال الطائلة لهذه المرأة التي تفعل ذلك؟!
أترونه إلا ما شاهدته في الأفلام والمسلسلات، او في،وسائل التواصل الاجتماعي، علمها سنين طويلة؟!
وقد رأت من هذه المشاهد التي جرأتها على كسر الحياء واقتحام الحشمة، وجعلها تخرج عن هذه الدائرة، التي كانت عفيفة لطيفة فيها.

أتعجبون من تأخر الغيث -يا عباد الله- وكثير من المسلمين لا يخشون الله، ولا يراقبونه في مكسبهم، وأكلوا بعض المال بالباطل؟!

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس} [الروم:41]..

ويقول تعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض} [الأعراف:96]..

وقال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} [الشورى:30]..

جاء في سنن ابن ماجة من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: (كنت عاشر عشرة رهط المهاجرين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فاقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه،
فقال: يا معشر المهاجرين! خمس خصال أعوذ بالله أن تدركوهن:
ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها إلا ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا،
ولا نقص قوم المكيال إلا ابتلوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلاطين،
وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء؛ ولولا البهائم لم يمطروا،
ولا خفر قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم،
وما لم تعمل أئمتهم بما أنزل الله في كتابه إلا جعل الله بأسهم بينهم).

يقول أبو هريرة رضي الله عنه: [إن الحبارى لتموت في أوكارها هزالى من ظلم الظالم].

وقال مجاهد: [إن البهائم تلعن عصاة بني آدم إذا اشتدت السنة، وأمسك المطر، تقول: هذا بشؤم معصية بني آدم].

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فَيَا عِبَادَ اللَّهِ : مَا أحْوَجْنَا إلَى أنْ نَتُوبُ إلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- مِنْ جَمِيعِ الذُّنُوبِ ، خَاصَّةً ذُنُوبَ الخلَوَاتٍ ، خَاصَّةٍ ذُنُوبَ الظُّلُمَاتِ ، خَاصَّةً ذُنُوبَ الْجَوَّالَاتِ ، خَاصَّةً ذُنُوبَ الشَّبَكَاتِ .
يَا عَبْدَ اللَّهِ ! يَا مَنْ مِنْ اللَّهِ عَلَيْكَ بِالِإسْتِقَامَةِ ، وَصَلَاحِ الظَّاهِرِ ، إيَاكَ وَذُنُوبُ الْخَلَوَاتِ ،

يَا مِنَ كتب اللَّهِ لَكَ الْقَبُولُ ! فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ ، إيَاكَ أنْ تُفْسِدُ ذَلِكَ بِذُنُوبِ الْخَلَوَاتِ.
يَا مَنْ جَمَلَكَ اللَّهُ بِالصُّورَةِ الْحَسَنَةِ ! وَبِاللِّسَانِ الْحَسَنِ ، وَبِالْقُرْآنِ الْجَمِيلِ ، إيَاكَ وَذُنُوبُ الْخَلَوَاتِ ، إيَاكَ إيَاكَ أنْ تَجْعَلْ اللَّهَ أهْوِنِ النَّاظِرِينَ إلْيَكَ.
إيَاكَ أنْ تَغْتَرُّ بِمَدْحِ النَّاسِ! وَبِكَلَامِ النَّاسِ ، وَبِثَنَاءِ النَّاسِ ، فَإنَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- هُوَ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ وَاخْفَاهُ.

فَيَا عِبَادُ اللَّهِ : عَلَيْنَا أنْ نُرَاقِبُ اللَّهَ فِي الْخَلَوَاتِ ، وَفِي الظُّلُمَاتِ ، وَفِي الْجَلَوَاتِ، عَبْدُ اللَّهِ ! وَأنْتَ تَقْلِّبُ الْجَوَالَ ، وَتَنْظُرُ إلَى الْكَاسِيَات الْعَارِيَّاتُ الْمَائِلَاتُ! ، تَذْكَرُ أنَّ اللَّهَ يَرَى ! لِمَّا أغْلَقَتِ الْأبْوَابُ وَأطْفَأْتِ النُّورَ وَنَسِيت الذي خلق الظلام ، وَنَسِيتُ اللَّهَ ! ، لِمَ جَعَلْتُهُ أهْونَ النَّاظِرِينَ إلْيكَ؟! لِمْ تَسْتَخِفْ بِعَظَمَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.!!!
فَيَا عَبْدُ اللَّهِ ! إيَاكَ أنْ تَغْتَرُّ بِعَفْوِ اللَّهِ وَبِكَرَمِ اللَّهِ ، فَإنَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- قادر أنْ يَفْضحْكَ فِي الدُّنْيَا ، وَتَأَمَّلُوا -عِبَادَ اللَّهِ- فِي سِيرَةِ النَّاسِ.
كَمْ مِمَّنْ كَانَ لَهُ ظَاهِرٌ حَسَنٌ؟! وَمَنْطِقٌ حَسَنٌ ، وَاسْتِقَامَةٍ حَسَنَةٍ ، لَرُبَّمَا أنْصَدْ عَنْ دِينِ اللَّهِ ، وَلَرُبَّمَا وَقَع فِي الزَّلَلِ ، وَفِي الْفُجُورِ ، وَلَرُبَّمَا فَضَحَهُ اللَّهُ ، وَالسَّبَبُ فِي ذَلِكَ ذُنُوبُ الْخَلَوَاتِ.

يَا عَبْدَ اللَّهِ : إنْ ذُنُوبُ الْخَلَوَاتِ ، قَدْ تخْفِيهَا عَنْ النَّاسِ ، وَفِي آخْرِ الْمَطَافِ يَفْضَحْكَ اللَّهُ ، قَبْلَ مَوْتِكَ وَبَأيَامَ وَيَخْتِمُ لَكَ بِالْخَاتِمَةِ السَّيِّئَةِ ، فَإيَاكَ إيَاكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ ، رَاقِبَ اللَّهَ فِي حَرَكَاتِكَ ، فِي سَكَنَاتِكَ ، فِي كُلِّ أقْوَالِكَ .
هَذَا وَصَلُّوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ عَلَى مَنِ أمْرْتُمْ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ عُمُومًا ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى وَلَمْ يَزَلْ قَائِلًا عَلِيمًا ؛ (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]
اللَّهُمَّ صَلِّى وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلْهِ وَصَحْبِهِ وَأرْضَى اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ ، عَنِ أبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعُثْمَانَ ، وَعَلِيٍّ ، وَعَنْ سَائِرٍ الصحابه وَالتَّابِعِينَ يَا أرْحَمِ الرَّاحِمِينَ ، وَأنًا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ يَا أكْرِمِ الْأكْرَمِينَ.
اللَّهُمَّ أعْزِ الْإسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ وَانْصُرِ الِإسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ دَمِّرْ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ.
اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْمُعْتَدِينَ عَلَى الْيَمَنِ.
اللَّهُمَّ أجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمْنًا مُطْمَئِنًّا، وَسَائِرُ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ أجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمْنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ ذُنُوبِ الْخَلَوَاتِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ ذُنُوبِ الْخَلَوَاتِ اللَّهُمَّ حْلِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ذُنُوبِ الْخَلَوَاتِ.
اللَّهُمَّ إنْهُ لَا يَمْنَعُنَا مِنْ ذُنُوبِ الْخَلَوَاتِ إلًّا أنْتَ ، اللَّهُمَّ فَاقْذِفْ فِي قُلُوبِنَا الِإيْمَانَ وَاقْذِفْ فِي قُلُوبِنَا خَشْيَتَكَ وَمَحَبَّتَكَ حَتَّى نَتْرُكَ ذُنُوبَ الْخَلَوَاتِ ،
اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْنَا مِنْ ذُنُوبِ الْخَلَوَاتِ.
اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْنَا مِنْ ذُنُوبِ الْخَلَوَاتِ.
اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْنَا مِنْ جَمِيعِ الذُّنُوبِ وَالسَّيِّئَاتِ ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .وأقم الصلاة

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

يَا مَنْ تَظْلِمْ زَوَّجَتُكَ أيْنَ اللَّهَ؟!
يَا مَنْ تَرْتَكِبُ الْفَوَاحِشَ وَالْغَدَرَاتِ وَالْفَجَرَاتِ أيْنَ اللَّهُ؟!
سُؤَالٌ مُهِمٌّ يَجِبُ أنْ نَطْرَحُهُ عَلَى أنْفُسِنَا جَمِيعًا ، أيْنَ اللَّهُ فِي حَيَاتِنَا؟! أقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَأسْتَغْفِرِ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ إنْهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.



*الخطبة الثانية:*
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ،

واشْهَدِ أنْ لَا إلْهُ إلَا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأشْهَدِ أنْ مُحَمَّدًا عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلْهِ وَصَحْبِهُ أجْمَعِينَ،

أمًّا بَعْدَ عِبَادِ اللَّهِ: ذُنُوبُ الْخَلَوَاتِ مِنْ أعْظَمْ مَا يُمْكَرُ بِالْعَبْدِ بِسَبَبِ ذُنُوبُ الْخَلَوَاتِ، فَذُنُوبُ الْخَلَوَاتِ تُسْقِطُ الْعَبْدَ مِنْ عَيْنِ اللَّهِ ، وَتَسْقُطُ مَهَابَتُهُ عِنْدَ النَّاسِ ، وَإنْ تزَينُ لِلنَّاسِ فِي الظَّاهِرِ ، إلَا أنَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- يُلْقِي الْبُغْض فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ مِنْهُ وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِ.

قَالَ بْنُ الْجَوْزِيِّ -رَحِمَ اللَّهُ-: " الْحَذَرُ الْحَذَرُ مِنْ الذُّنُوبِ ، خُصُوصًا ذُنُوبَ الْخَلَوَاتِ فَإنْهَا تُسْقِطُ الْعَبْدَ مِنْ عَيْنِ اللَّهِ ، وَتَسْقُطُ مَهَابَتُهُ عِنْدَ النَّاسِ ، وَرُبَّمَا تَظَاهَرَ الْعَبْدُ لِلنَّاسِ بِالصَّلَاح ، فَيُظْهِرُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- مَا كَانَ يُخْفِيهِ عَنْ أعْينِ النَّاسِ ليفضحه اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ النَّاسُ أنْ هُنَاكَ رِبًّا يُجَازِي عَلَى الزلَلِ. "
قَالَ بِلَالُ بْنُ سَعْدٍ : "إيَاكَ أنْ تَكُونُ وَلِيًّا لِلَّهِ فِي الظَّاهِرِ ، عَدُوًّا لَهُ فِي الْبَاطِنِ."
وَقَالَ بْنُ سَحْنُونٍ : " إيَاكَ أنْ تَكُونُ عَدُوًّا لَإبْلِيسَ فِي الظاهر ، وَصْدِيقًا لَهُ فِي السِّرِّ. "
وَقَالَ بْنُ الِإعْرَابِيِّ : "أخْسَرْ الْخَاسِرِينَ مَنْ أظْهَرَ لِلنَّاسِ صَالِحَ عَمَلَهُ ، وَأظْهَرْ لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- قَبِيحَ فَعَالِهُ أوْ كَمَا قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ. "

مَعْشَرُ الْمُؤْمِنِينَ : أعْيذْكُمْ بِاَللَّهِ أنْ تَكُونُوا مِمَّنْ طَابَتْ عَلَانية ، وَخَابَتْ سَرِيرَتُهُ ، وَخَابَتْ سَرِيرَتُهُ ، طُقُوسٌ وَعِبَادَاتٍ فِي الظَّاهِرِ ، وَمَعَاصِيَ فِي الْخَلَوَاتِ وَالظُّلُمَاتِ،
فِي الصَّحِيحَيْنِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُلْقَى فِي النَّارِ ، ثُمَّ تَخْرُجُ أمْعَاؤُهُ ثُمَّ تَخْرُجُ أمْعَاؤُهُ مِنْ بَطْنِهِ ، فَيَدُورُ عَلَيْهَا كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ عَلَى رحَاهُ ، فَيَجْتَمِعُ عَلَيْهِ أهْلُ النَّارِ ، فَيَقُولُونَ : يَا فُلَانُ ! ألسِّتُّ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنْ الْمُنْكَرِ؟ فَيَقُولُ : بَلَى ، كُنْتُ آمْرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ ، وَأنْهَاكُمْ عَنْ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ.» وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِ (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا) [النساء: 108]

ذُنُوبُ الْخَلَوَاتِ : مُدَمَّرَاتٌ لِلْعَبْدِ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْآخِرَةِ يَعْصِي اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- العبد ـ فِي ظُلْمَةٍ ، أوْ خَلْفَ جِدَارٍ ، أوْ فِي ظَلَامٍ ، أوْ فِي غُرْفَتِهِ ، فِي مَكَانٍ لَا يَرَاهُ فِيهِ إلَا اللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- ، ثُمَّ يَنْسَى ذَلِكَ الذَّنْبَ، فَإذَا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُفَاجَأُ ، بِتِلْكَ الْغَدَرَاتِ، وَالْفَجَرَاتِ، وَبِتِلْكَ الْمَعَاصِي، تُعْرَضُ عَلَيْهِ، وَيَُفْضَحُ أمَامَ الْخَلْقِ ، فَمَا أهْوَنَ الْعَبْدُ عَلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟
هُنَالِكَ يَكُونُ الْحَالُ كَمَا قَالَ الْمَلِكُ الْمُتَعَالُ : (وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ۝وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) [الزمر: 47]


مَا أشْدَّ مَرَارَةَ الِإنْتِكَاسِ : (يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) [الحديد: 14]

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وَمَنِ أخْطَرِ الْمَهَالِكِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى الِإنْحِرَافِ وَالِإنْتِكَاسِ ذُنُوبُ الْخَلَوَاتِ ، ذُنُوبُ الْخَلَوَاتِ وَمَا أدِّرَاكُ مَا ذُنُوبُ الْخَلَوَاتِ!!؟ إنْهَا آفَّاتٌ، وَمُهْلِكَاتٌ، وَمُدَمَّرَاتٌ، وَانْتِكَاسَاتٌ.
قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "أجْمَعْ الْعَارِفُونَ بِاَللَّهِ ، أجْمَعْ الْعَارِفُونَ بِاَللَّهِ أنْ ذُنُوبُ الْخَلَوَاتِ: هِيَ أصْلُ الِإنْتِكَاسَاتِ." ذُنُوبُ الْخَلَوَاتِ أصْلُ الِإنْتِكَاسَاتِ ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « وَإنَّ الرَّجُلُ لِيَعْمَلُ بِعَمَلِ أهْلِ الْجَنَّةِ ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلَا ذِرَاعٌ ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ ، فَيَعْمَلُ بعَمَلَ أهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا. »مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

يَا اللَّهُ ! رَجُلٌ مِنْ أوْلِ عُمْرِهِ إِلَى آخْرِ حَيَاتِهِ ، وَهُوَ يُكَابِدُ النَّهَارَ بِالصِّيَامِ ، وَاللَّيْلُ بِالْقِيَامِ ، وَهُوَ يُكَابِدُ نَفْسَهُ بِالطَّاعَاتِ وَالنَّوَافِلِ ، ثُمَّ يُختم لَهُ آخْرَ عُمْرِهُ بِالِإنْحِرَافِ وَالِإنْتِكَاسَاتِ.
قَالَ ابْنُ رَجَبٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "وَخَاتِمَةُ السُّوءِ تَكُونُ بِسَبَبِ دَسِيسَةٍ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ رَبِّهِ لَا يَطَّلِعُ عَلَيْهَا النَّاسُ."

أيَهَا الْمُؤْمِنُونَ : أيُّهَا الِأخْيَارُ وَالصَّالِحُونَ: مَا أقْبَحَ التَّظَاهُرَ بِالصلاحِ بَيْنَ الْعِبَادِ، وَالْخَلْوَةِ بِالْمُنْكَرَاتِ وَالْفَسَادِ ، وَيَا خَسَارَةُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ يَوْمَ الْمِعَادِ!
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « لأعلَمنَّ أقْوَامًا مِنْ أمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتِ أمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بَيْضَاءَ ، فيجعلُها اللَّهُ هَبَاءٌ مَنْثُورًا ، فَقَالَ ثَوْبَانِ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ صَفْهُمْ لَنَا جَلِّهم لَنَا ، لَعَلَّنَا نَكُونُ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْرِفُ ! فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أمًا إنْهُمْ إخْوَانُكُمْ ، وَمِنْ جَلَدَتِكُمْ ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ ، ولَكِنَّهم أقوامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا. » رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَحَسَّنَهُ الْألْبَانِيُّ.

مَا أهْمَ وَأعْظُمْ ؟! أنْ نَقِفُ وَنَتَأَمَّلُ هَذَا الْحَدِيثَ ، الَّذِي تَتَفَطَّرُ مِنْهُ الْقُلُوبُ ، وَتَنْخَلِعُ مِنْهُ الْأفْئِدَةُ ، وَتَنْخَرِقُ مِنْ سَمَاعِهِ الَأذَانَ ، يَصِفُ بهِ النَبِيٌّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَوْمًا يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَقَدْ فَرِحُوا بِمَا جَمَعُوا مِنَ الْحَسَنَاتِ ، وَمَا قَدَّمُوهُ مِنَ الصَّالِحَاتِ ، وَقَدْ وَثِقُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْقُرُبَاتِ ، وَبِمَا قَدَّمُوهُ مِنَ الصَّدَقَاتِ وَالْهِبَاتِ ، وَلَكِنَّهُمْ نَسُوا ذُنُوبَ الخلوات ! وَمَا عَمِلَه أحْدُهُمْ خَلْفَ السُّتُورِ وَالظُّلُمَاتِ ! وَشَاهِدَهُ عَبْرَ الشَّبَكَاتِ وَالْجَوَّالَاتِ ! فِي مَوَاقِعِ الْجِنْسِ وَالدِّعَارَاتِ ! وَالنَّظَرِ إِلَى الْكَاسِيَّاتِ
الْعَارِيَاتِ الْمَائِلَاتِ الْمُمِيلَاتِ ! نَسُوا أنْهُ سُبْحَانَهُ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الَأعِينِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورَ ! نَسُوا أنْهُ سُبْحَانَهُ ! ( يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِنْ ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [المجادلة: 7]
وَهُوَ سُبْحَانَهُ ! (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ۝سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ) [الرعد: 9]

الْخَلْوَةِ رَفَعَ اللَّهُ بِهَا كُلٌّ مِنَ الِأنَامِ ، وسقط بِهَا أقْوَامَ مِنْ نَظَرِ الْمَلِكِ الْعَلَّامِ ،

قَالَ اللَّهُ: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) [الجاثية: 21]
وَقَالَ : (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا) [النساء: 108]
وَقَالَ: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ ۚ بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) [الزخرف: 80]

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*ذنوب الخلوات أصل الإنتكاسات*
*للشـيخ/ فــايـــز المـغـلـسي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـة الأولـى:*
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَظِيمِ الشَّأْنِ ، وَاسِعُ السُّلْطَانِ ، مُدَبِرُ الْأكوَانِ فِي مِلْكِهِ تسَبِّحُ الِأفلَاك ، وَحَوْلَ عَرْشِهِ تُسَبَحُ الِأمْلَاكُ ، وَإنَ مِنْ شَيْءٍ إلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ، لِوَجْهِهِ سُبُحَاتِ الْجَلَالِ وَالْكَمَالِ ، وَهُوَ الْجَمِيلُ الَّذِي لَهُ كُلُّ الْجَمَالِ ، وَاَللَّهِ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مَحَابِرَ ، وَالسَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالَآرِضُونَ دَفَاتِرَ ، فَلَنْ تَفِيَ فِي تَدْوِينِ فَضلِهِ وَإحِسَانِهِ ، وَلَنْ تَبْلُغَ فِي بَيَانِ عَظَمَتِة وَكَمَالِهِ ، اللَّهُ كَرِيمُ الِإسمِ عَلَيُ الوصف ، سَبِّحَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالَأرْضُ وَالطَّيْرُ قَابِضَاتٌ وَصَف ، يَثْبُتُ أوْلِيَاءَهُ عِنْدَ الْفِتَنِ الْعَوَاصِفَ ، وَيَعْصِمُهُمْ مِنْ الْمِحَنِ الْقَوَاصِف ، لَهُ الِأسْمَاءُ الْحُسْنَى وَالصِّفَاتُ الْعُلَى ، فَلَا يُحِيطُ بِهِ وَصْفُ واصف ، وَأشْهَدْ أنْ لَا إلْهُ إلَا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، أعْظُمْ كَلِمَةً نَطَقَتْ بِهَا الشِفَاهُ ، وَأعْظُمْ جُمْلَةً تَفَوَّهَتْ بِهَا الَأفْوَاهُ ، وَأشْهَدِ أنْ مُحَمَّدًا عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ ، الْعَارِفُ بِاللَّهِ حَقًّا ، والمُتَوَكِّلٌ عَلَيْهِ صِدْقًا ، وَالْمُتَذَلِّلُ لِرَبِّهِ رِفقًّا وَتَعَبُّدًا ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلْهِ الِأطِّهَارُ ، وَصَحَابَتُهُ الِأخْيَارُ ، مَا تَكَرَّرَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

أيَهَا الْمُسْلِمُونَ عِبَادٌ الله : اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ التَّقْوَى وَرَاقِبُوهُ فِي السِّرِّ وَالنَّجْوَى ، وَاسْتَمْسَكُوا مِنْ الِإسْلَامِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ، *﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].* مَنْ اتَّقَى اللَّهَ وَقَاهُ وَكَفَاهُ وَأغْنَاهُ ، وَمَنْ خَانَهُ هَتَكَ سَتْرَهُ وَابْتَلَاهُ.

أيَهَا الْمُسْلِمُونَ عِبَادُ اللَّهِ : فِي مَسِيرِ الِإنْسَانِ إِلَى رَبِّهِ ، فِتَنٌ وَإبْتِلَاءَاتٌ ، وَمَزَالِقُ وَانْحِرَافَاتٌ ، وَشِبْهُ وشهَوَاة ، وَدُرُوبُ خطَافَاتٍ، كَمَا قَالَ رَبُّ الْأرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ : *(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) [الملك: 2]*
وَقَالَ: *(وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [الأنبياء: 35]*
وَلَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ فِي جِهَادٍ مَعَ نَفْسِهِ مَادَامَت رُوحُهُ بَيْنَ جَنْبَيْهِ ،

وَإنَ مِنْ الْغُرُورِ وَالْخِذْلَانِ أنْ يَأْمَنُ الِإنْسَانُ مِنْ الشَّيْطَانِ ، وَأنْ يُزَكِّي نَفْسَهُ بِضمَانِ الثَّبَاتِ عَلَى الِإيْمَانِ ، وَإنْمَا الثَّبَاتُ بِيَدِ الرَّحْمَنِ يَمُنُّ بِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ الِإنْسِ وَالْجَانِّ ، *(يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) [ابراهيم: 27]*

وَقَالَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ : مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- *(وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا) [الإسراء: 74]*
وَدَعَا إِبْرَاهِيمُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-: ( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ) [ابراهيم: 35]
وَدَعَا يُوسُفُ رَبَّهُ أن يَصْرِفُ عَنْهُ كَيَدِ النِّسْوَةِ : (وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ) [يوسف: 33].

وَعَنْ أنْسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- « يُكْثِرُ أنْ يَقُولُ: ( يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ) قَالَ أنْسَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ ! آمنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ وَاتَّبَعْنَاكَ أتَخَافُ عَلَيْنَا ؟ ! قَالَ: نَعَمْ يَا أنْسُ ، نَعَمْ يَا أنْسُ ! إنْ الْقُلُوبُ بَيْنَ أُصْبَعَيْنِ مِنْ أصَابِعِ الرَّحْمَنِ ، يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ. »رَوَاهُ أحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ الْألْبَانِيُّ.

وَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: « إنْ الرَّجُلُ لِيَعْمَلُ الزَّمَنَ الطَّوِيلَ، بِعَمَلِ أهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُخْتِمُ لَهُ عَمَلُهُ بِعَمَلِ أهْلِ النَّارِ.» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

إذ صحَّ عن أمُّ المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنَّه قالت: *(( قُلْتُ لِلنَّبِيِّﷺ: يَارَسُولَ اللَّهِ أَلَا نُجَاهِدُ مَعَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِﷺَ: لَكِ أَحْسَنُ الْجِهَادِ وَأَجْمَلُهُ الْحَجُّ، حَجٌّ مَبْرُورٌ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَا أَدَعُ الْحَجَّ أَبَدًا بَعْدَ أَنْ سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِﷺ ))*.

• والسابع: أنَّه - تعالى - جعل مُتابعة الحج والعمرة مِن أسباب سَعة الرِّزق، وذهابِ الفقر، ومَحوِ الذُّنوب وتكفيرها، حيث ثبت عن النبيﷺ أنَّه قال: *(( تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا: يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ ))*.

• والثامن: أنَّ الحاجَّ في ضَمان ربِّه - سبحانه -، حيث ثبت عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنَّه قال: قال رسول اللهﷺ: *(( ثَلَاثَةٌ فِي ضَمَانِ اللَّهِ ـ عَزَّوَجَلَّ ـ: رَجُلٌ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ اللَّهِ ـ عَزَّوَجَلَّ ـ، وَرَجُلٌ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ـ عَزَّوَجَلَّ ـ، وَرَجُلٌ خَرَجَ حَاجًّا ))*.

~ فماذا نُريد بعد هذا الفضل مِن فضل؟
~ وماذا نُريد بعد هذا الإكرام مِن إكرام؟
~ وماذا نُريد بعد هذه الأجور مِن أجور؟.

وصدَق الله القائل في كتابه العزيز مُمتنًّا علينا: *{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ }*.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم والسُّنة النَّبوية،
ونفعني وإيَّاكم بِما فيهما مِن الأحكام والمواعظ والعِبر،
والحمد لله رَبِّ العالمين. 


*الخطبة الثانيــــة*
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد الصادق الأمين، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

_أَمَّـــا بَعْــــد :_
فيا أيُّها الناس:
ماذا ينتظر مَن لم يَحج فريضته بعد أنْ سمِع هذه الأحاديث النَّبوية؟
أيَنتظِر أنْ يَفجَأَه الموت وهو لم يُؤدِّ فريضته بعد؟
أمْ ينَتظِر حتى يُبتلى بمرض أو كِبَرٍ يُقعدانه فلا يستطيع الحِراك؟
أمْ يَنتظِر الفقر والحاجة بعد وجود النَّفقة والمال؟

ألم يَسمع قول ربَّه ـ جلَّ وعلا ـ له ولِغيره آمِرًا ومُحرِّضًا ومُرغِّبًا: *{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }*.
وامتثال أمْرِ الله تعالى بالمسارعة إلى المغفرة والجنَّة إنَّما يكون بالمبادرة والعجلة إلى الطاعات مِن فرائض ومُستحبَّات قبل نُزول الموت، وحُلول الأجل، وحصول مايَعوق مِن مرض أو كِبَر أو حبْس أو فِتن أو حُروب أو أعمال مشغلة.

ألم نَسمع قول النبيﷺ الصحيح آمِرًا لنا ومُرهِّبًا: *(( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا ))*.
وثبت عن غُنيم بن قيس ـ رحمه الله ـ أنَّه قال مُبينًّا لَنا حال سَلفنا الصالح مِن الصحابة والتابعين ـ رضي الله عنهم ـ: *(( كُنَّا نَتَوَاعَظُ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ بِأَرْبَعٍ، كُنَّا نَقُولُ: اعْمَلْ فِي شَبَابِكَ لِكِبَرِكَ، وَاعْمَلْ فِي فَرَاغِكَ لشُغْلِكَ، وَاعْمَلْ فِي صِحَّتِكَ لِسَقَمِكَ، وَاعْمَلْ فِي حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ ))*.

فالحَذَرَ الحذر ـ عباد الله ـ مِن التكاسل عن أداء فريضة الحج، مع وجود الصِّحة والعافية، وحصول الميسَرة في الرٍّزق، وتوافُر الأمْن في الطريق، فقد ثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أنَّه قال: *(( لِيَمُتْ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا رَجُلٌ مَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ، وَجَدَ لِذَلِكَ سَعَةً، وَخُلِّيَتْ سَبِيلُهُ، لَحِجَّةٌ أَحُجُّهَا وَأَنَا صَرُورَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ سِتِّ غَزَوَاتٍ أَوْ سَبْعٍ ))*.
- وحجَّةُ الصَّرورة هي: الحجَّة الأولى، حجَّة الإسلام.
وثبت عن الأسود بن يزيد ـ رحمه الله ـ أنَّه قال لِرَجُل مٍن قومه مُوسِر: *(( لَوْ مِتَّ وَلَمْ تَحُجَّ لَمْ أُصَلِّ عَلَيْكَ ))*.
وثبت عن عبدالله بن مَعْقِلٍ ـ رحمه الله ـ *((أنَّه سُئِل عن رَجُل مات ولم يحج وهو مُوسِر؟ فقال: "مَاتَ وَهُوَ لِلَّهِ عَاصٍ ")).
وثبت عن سعيد بن جُبيرٍ ـ رحمه الله ـ أنَّه قال: *(( لَوْ كَانَ لِي جَارٌ مُوسِرٌ، ثُمَّ مَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ، لَمْ أُصَلِّ عَلَيْهِ ))*.

وقد ذهب أكثر أهل العلم، مِنهم: أبوحنيفة ومالكٌ وأحمد إلى أنَّ الحج واجب على المُكلَّف على الفور إذا توفَّرت الاستطاعة، ومَن أخَّرَه وأجَّلَه أثِمَ وكان لِربِّه عاصيًا.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

نسأل الله -تعالى- أن يهدينا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا هو.

وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.

اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ومن أخلاق الأنبياء مع الله: حسن عبوديته -تعالى-، وكمال الأوبة إليه، وما أعظمهما من نعتين كريمين، وخلقين عظيمين! قال -سبحانه- عن نبيه سليمان -عليه السلام-: (وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)[ص:30]، وقال عن أيوب -عليه السلام-: (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)[ص:44].

ومن أخلاق الأنبياء مع الله: تقواه -سبحانه-؛ فالتقوى كلمة جامعة تجعل العبد في وقاية من كل ما يَسخط مولاه ويأباه، وتدعوه إلى فعل كل ما يحبه ويرضاه، قال -تعالى- عن يحيى -عليه السلام-: (وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا)[مريم:13].

ومن أخلاق الأنبياء مع الله: الصبر على أقداره المؤلمة؛ وبهذا الخلق يظهر الإيمان الذي يحمل المؤمن على الصبر على المصيبة بلا سخط ولا جزع؛ لأنه يعلم أن اختيار الله له ذلك خير من اختياره لنفسه، قال -تعالى- عن نبيه أيوب -عليه السلام- الذي عظم بلاؤه فعظم صبره: (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا)[ص:44].

ومن أخلاق الأنبياء مع الله: المسارعة إلى الخيرات، وكثرة دعاء الله وكمال الخوف منه، قال الله -تعالى- عن زكريا ويحيى ووالدته، أو عن جميع الأنبياء الذين ذكرهم الله في سورة الأنبياء: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)[الأنبياء:90].

ونلحظ في هذه الآية الكريمة المتحدثة عن هذه الأخلاق الثلاثة أنها جاءت تعليلاً لما حصل من الخير العاجل والآجل لزكريا ويحيى وأمه، أو الأنبياء السابق ذكرهم، مما يبين أن هذه الخلال الكريمة طريق سالك إلى كل خير في الدنيا والآخرة.

فما أحسن-يا عباد الله- أن نتخلق بصفاء العقيدة بالتوحيد، وشكر الله الكريم المجيد، وحسن عبادته وسرعة التوبة إليه، وما أجمل أن نتمسك بتقواه، والصبر على مُرِّ بلواه، والمسارعةِ إلى مراضيه، ودعائه والخوف منه.

أيها المسلمون: إن خلق الإنسان مع نفسه متى ما حسن واستقام بلغ به الشرفَ والسناء، وغدا محل المدح والثناء، وبقي له في الناس صفة حميدة تسوق له حسن الذكر والدعاء.

قال ابن أبي الدنيا: أنشدني أبو جعفر القرشي:
كُلُّ الْأُمُورِ تَزُولُ عَنْكَ وَتَنْقَضِي *** إِلَّا الثَّنَاءَ فَإِنَّهُ لَكَ بِاقِ
وَلَوْ انَّنِي خُيِّرْتُ كُلَّ فَضِيلَةٍ *** مَا اخْتَرْتُ غَيْرَ مَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ

وما أعظم أن يكون ذلك الثناء من رب الأرض والسماء؛ لأنه ثناء صادق لا كذب فيه، وحق لا باطل معه، ويترتب عليه الثواب الجزيل من الرب الجليل، وقد ظفر بذلك أنبياء الله ورسله -عليهم الصلاة والسلام-؛ حيث أثنى الله -تعالى- على نبيه يعقوب -عليه السلام- بالعلم النافع، الذي به زكاء النفس واستقامتها، وطمأنينتها وراحتها، وحسن التصرف في الأمور والنجاح فيها، قال -تعالى-: (وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)[يوسف:68].

وأثنى الله -تعالى- على يوسف -عليه السلام- بخلق العفة الذي نجا به من كيد امرأة العزيز وصواحبها، وغوائل الفاحشة وعواقبها، ونال به ثناء الله ورضاه، وحسن ثواب دنياه وأخراه، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ)[يوسف:24]، "أَي: الله أخلصهم من الأسواء وَالْفَوَاحِش فصاروا مُخلصين".

بل جوهر القصة يتحدث بمعناه عن عفة يوسف وثواب الله العاجل له على ذلك بحسن السمعة، وبراءة الساحة من التهمة، ونيل المنازل الأنيقة في قلوب العباد.

وأثنى الله -تعالى- على أنبيائه: إسماعيل وإدريس وذي الكِفل بالصبر والصلاح، فكل منهم صبر نفسه على لزوم ما تكره النفس البشرية بطبيعتها فنجحوا في ذلك، وكل منهم امرؤ صالح في نفسه قد ألزمها طاعة الله -تعالى- فامتثلت، وقادها إلى مرضاته فانقادت؛ فقال -تعالى-: (وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ * وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ)[الأنبياء:85-86].

ولم يحك لنا القرآن صبر إدريس وذي الكفل، ولكنه حكى لنا صبر إسماعيل -عليه السلام- حين سمع من أبيه إرادة ذبحه؛ فلم تجزع نفسه، بل صبرت ورضيت حتى فداه الله بذبح عظيم، قال -تعالى-: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)[الصافات:102].

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

قال: «وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله، ويتخيروا مما أنزل الله، إلا جعل الله بأسهم بينهم،» ومعنى بأسهم أي: القتل والقتال، الآن القتل في البحار وفي التوبة والاستغفار سبب لنزول الأمطار
الصحاري والقفار، وفي الشعوب والأقطار.
يا عباد الله الأرض ممتلئة بالموبقات والمهلكات.
أستغفر الله، إنه هو الغفور الرحيم


*الخطبة الثانية*
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من نبي بعده، وعلى آله وأصحابه، أما بعد:

قال الله:﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ءَامَنُواْ وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف:٩٦]، لا تحاربوا
نعم الله.

قال الإمام ابن القيم رحم الله في "طريق الهجرتين " : "فإن المعاصي نار النعم تأكلها كما تأكل النار الحطب»، أي: سبب إتلاف النعم وحلول النقم ورفع
الخيرات.

وقال ابن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى في "الكافي": "المعاصي
القحط، والتقوى سبب البركات". انظروا إلى الأحوال الآن كيف رفع الله البركة من الأرزاق، ومن الثمار، ومن
المياه، كيف أحوال الناس الآن ؟ ما سبب ) ، ذلك؟ المعاصي والذنوب. احذروا يا عباد الله الغفلة احذروا تقليد الكفار فيما هم عليه من الإجرام
والكفر والإصرار ويدعون أن ذلك حضارة، إنها لزيادة في الكفر.

ندعو أنفسنا جميعا وندعو ولاة أمورنا من الرؤساء والملوك والخلفاء والوزراء إلى إحداث توبة إلى الله، ورجوع إليه، ووقوف عند حدوده، يكفي التخبط ، يكفي البعد عن مرضاة الله وعن طاعة الله، إلى متى؟ إلى متى نبقى - التوبة والاستغفار سبب لنزول الأمطار

على هذه الموبقات والمخالفات لشرع الله والتعدي الحدود الله إلا من رحمه الله، الموت آت العذاب آت الحياة أنفاس معدودة وأوقات محدودة، إن عذاب الله في الآخرة أكبر.

فتدعو أنفسنا جميعا: الرجال والنساء، الشباب والشيبان الراعي والرعية إلى أننا نتوب إلى الله بقلوب خاشعة، وأعين دامعة، وجوارح خاضعة.

وسأدعو وأنتم أمنوا: اللهم اسقنا الغيث اللهم اسقنا الغيث، اللهم اسقنا الغيث، اللهم اسقنا غيثا مغيثاً مريعاً نافعا غير ضار، عاجلا غير آجل، اللهم أحيي بلدك، اللهم أحيي بلدك، اللهم انشر رحمتك، اللهم ارحم عبادك، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا ظلمنا أنفسنا، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

العطش، ونفد بهم معهم من ماء فقالوا يا موسى سنهلك، قال الله في كتابه الكريم: ﴿وَإِذ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ ﴾ [البقرة: ٦٠] أي طلب لهم السقيا من الله فاستجاب الله له، فأمره بقوله: ﴿فَقُلْنَا أَضْرِب بَعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنا قَدْ عَامَ كُلُّ أُنَاسِ مَشْرَبَهُمْ ﴾ [البقرة: ٦٠] الآية. فرج الله عنهم وجعل الله الماء ينبع من بين حجر مربع، وجعل فيه ثنتي عشرة عينًا والحجر هذا منفصل عن الأرض، فلأجل هذا كانت معجزة كبيرة من معجزات الله لموسى.

قال أبو حيان رحمه الله في " تفسيره " : "هذا هو الإنعام، وهو جامع لنعم الدنيا والدين، أما في الدنيا فلأنه أزال عنهم الحاجة الشديدة إلى الماء، ولولا هو لهلكوا في التيه، وهذا أبلغ من الماء المعتاد في الإنعام، لأنهم في مفازة منقطعة، وأما في الدين فلأنه من أظهر الدلائل على وجود الصانع وقدرته وعلمه، وعلى صدق موسى عليه السلام والاستسقاء طلب الماء عند عدمه وقلته".
ومعنى التيه: الحيرة، يدورون فيها ليخرجوا ما دروا من أين يخرجون، فاستمروا هذه المدة حتى هلك أكثرهم.

قال بعض الشراح: الحكمة من قضاء الله عليهم أن يتيهوا أربعين سنة أن يموت أكثرهم من الكبار الذين قد تمكنت منهم الشركيات والخرافات والبغي والظلم حتى يأتي جيل جديد يعرف الله ويوحده ويعبده بحيث لا يقتدون بهؤلاء
الآباء الذين قد أخذهم الله عز وجل بسبب ذلك الامتناع الذي سمعتموه.

وهؤلاء كفار قريش ماذا قالوا ؟ أخبر الله عنهم أنهم قالوا:﴿ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الأنفال:٣٢]،
بعث فيهم سيد الأولين والآخرين منهم، يعرفون حسبه ونسبه، ويعرفون أمانته وعدله وصلاحه عليه الصلاة والسلام، فأبوا كل الإباء، وعاندوا كل العناد وجحدوا كل الجحود قبول ما جاء به، حتى قالوا هذه المقالة التي لم يقلها من قبلهم ولا من بعدهم قال الله: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال:٣٣].

فلما أصر كفار قريش على ما سبق ذكره دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:
«اللهم اجعلها سنين كسني يوسف»، رواه البخاري ومسلم.

قال ابن مسعود راوي هذا الحديث فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام، فأنزل الله: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا ينضَرَّعُونَ ﴾ [المؤمنون: ٧٦].

قال المفسرون: "سبب نزول هذه الآية ما أصاب قريشاً من الجوع
والقحط بعدما دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما اشتد على هؤلاء الكفار هذا العذاب قالوا: ﴿رَبَّنَا اكْشِفَ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴾ [الدخان:١٢]، فرد الله عليهم
وكذبهم بقوله:﴿ أَنَّ لَهُمُ الذِكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (٣) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّم مجنُونُ (٤) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائدُونَ الله [الدخان: ١٣-١٥]، ثم توعدهم الله بقوله: ﴿ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴾ [الدخان: ١٦] .

وروى الإمام أحمد رحمه الله من حديث فضالة بن عبيد أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «العبد آمن من عذاب الله ما استغفر الله».
وأخرج الدينوري في المجالسة بإسناد لا بأس به عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال:«عجبت لمن يهلك والنجاة معه». قيل له: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: الاستغفار.

وأخرج ابن أبي حاتم في "تفسيره" وغيره بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «جعل الله عز وجل في هذه الأمة أمانين لا يزالون معصومين مجارين من قواع العذاب ما دام بين أظهرهم، فأمان قبضه الله إليه، وأمان بقي فيكم قوله: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ
معذبهم وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: ۳۳]) .

أما الأول فقد ذهب بموت الرسول ، فبقي الاستغفار.

من يريد أن يأمن من عذاب الله في العاجل والآجل بإذن الله فعليه أن يكثر من
الاستغفار والاستغفار طلب المغفرة من الله وطلب الهداية والتوفيق من الله
والإقلاع عن الذنوب والندم على ما فاته من خير وما ارتكبه من إثم وقصر فيه من عبادة وطاعة.

وأخرج الإمام البيهقي في "شعب الإيمان" بإسناد صحيح عن قتادة رحمه الله وهو من أئمة التابعين من المفسرين الله قال: "إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم ، أما داؤكم فذنوبكم، وأما دواؤكم فالاستغفار".
هكذا كانوا يفهمون وكانوا يعلمون.

Читать полностью…
Subscribe to a channel