zadi2 | Unsorted

Telegram-канал zadi2 - زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

9095

الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321

Subscribe to a channel

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ)[المؤمنون: 1 - 7]، وصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من يَضْمَنْ لي ما بين لَحْيَيْهِ وما بين رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ له الْجَنَّةَ"(رواه البخاري).

وأعظم ما يجب الحفاظ عليه هو القلب؛ لأنه إذا صلح صلح الجسد كلُّه، وإذا فسد فسد الجسد كلُّه، وحفظه يكون عن الشرك بالله في التوكل والرغبة والرهبة والخوف والمحبة، وفي العمل لغير الله مثل الرياء والسمعة، وحفظه أيضًا عن أمراض الشبهات والشهوات.

وأعظم الحفظ التثبيت على دين الله والعصمة من الضلال والانحراف، قال -تعالى-: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)[إبراهيم: 27].

وأما قوله -صلى الله عليه وسلم-: "يحفظك"، فيعني أن يكون الله حافظًا لك في دينك ودنياك، وفي قلبك وعقلك، وجسدك وروحك، وسائر حواسك وجوارحك، كما قال -تعالى- في الحديث القدسي: "وما يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إليّ بِالنَّوَافِلِ حتى أُحِبَّهُ، فإذا أَحْبَبْتُهُ كنت سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ التي يَبْطِشُ بها، وَرِجْلَهُ التي يَمْشِي بها، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ"(رواه البخاري).

ومنها: الحفظ من الهلاك، انظر قصص إبراهيم -عليه السلام- وهو في النار، وهاجر وابنها في الوادي غير ذي الزرع، وموسى وقومه أمام فرعون، ويونس في بطن الحوت، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- في الغار.

وفي الأيتام والذرية: الأيتام الذين أقام الخضر جدارهم، قال -تعالى-: (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا)[الكهف: 82]، قال ابن المنكدر: "إن الله يحفظ بالرجل الصالح ولده، وولد ولده، والدويرات التي حوله، فما يزالون في حفظ من الله وستر".

ومن ذلك: حفظ البدن والجوارح، قال بعض العلماء: "مَنْ حَفِظَ اللهَ في صباه وقوته؛ حَفِظَه اللهُ في حال كبره وضعف قوته، ومتعه بعقله وسمعه وبصره وحوله وقوته"، وكان بعض العلماء قد جاوز المائة سنة وهو ممتع بقوته وعقله، فوثب يومًا وثبة شديدة فعوتب في ذلك، فقال: "هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر".

وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "احفظ الله تجده تجاهك"، معناه: أن من حفظ حدود الله، وراعى حقوقه، وجد الله معه في كل أحواله حيث توجه، يحوطه وينصره ويحفظه ويوفقه ويسدده، قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)[النحل: 128]، وقال قتادة: "من يتَّقِ اللهَ يَكُنْ معه، ومَنْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ فَمَعَهُ الفِئَةُ التي لا تُغْلَبُ، والحارسُ الذي لا ينامُ، والهادي الذي لا يَضِلُّ".

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

-------------------------------------------------

الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاما على عباده الذين أصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المجتبى، وعلى الآل والصحب ومن اقتفى.

عباد الله: ثم يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله...)، يأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن يسأل العبد ربه أن ينزل به حاجته؛ لأن الدعاء عمود العبادة، قال -تعالى-: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)[غافر: 60]، وسؤال غير الله إن كان فيما لا يقدر عليه إلا الله فهو شرك، كما أشار إلى ذلك شرَّاح الحديث، ومجرد سؤالهم حتى فيما يقدرون عليه مذموم وخلاف الأَولى.

وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

كانت بين ذلك خطفات المَنايا"، ويقول الفضيل بن عياض -رحمه الله-: "إن من الشقاء طولَ الأمل، وإن من النعيم قِصَرَ الأمل"، ويقول الإمام النّوويّ -رحمه الله-: "لا تركن إلى الدّنيا، ولا تتّخذها وطنا، ولا تحدّث نفسك بالبقاء فيها، ولا تتعلّق منها بما لا يتعلّق به الغريب في غير وطنه".

إخوتي الكرام: ما السبيل إلى وقاية النفس من طول الأمل ومخاطره؟

أولا: تذكرْ أنك راحل؛ حقيقة لا يجهلها أحد، ولا يُماري فيها أحد، لكنّ كثيرا من الناس عنها غافلون: (كُلّ نَفْسٍ ذائِقَة الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفوْنَ أجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إلا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران: 185].

الموت باب وكل الناس داخله *** فيا ليت شعري بعد الباب ما الدار

فليعلمْ مَن طال أمله، وتعلق بالدنيا قلبه، أن الموت يأتي بغتة من غير إنذار ولا إعلام: (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الذِي تَفِرّونَ مِنْهُ فإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [الجمعة: 8].

روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: خط النبي -صلى الله عليه وسلم- خطا مربعا، وخط خطا في الوسط خارجا منه، وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، وقال: "هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به –أو قد أحاط به- وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا"، وفي رواية قال: "هذا الأمل وهذا أجله، فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب" (أي جاءه أجله قبل أن يحقق أمله).

فالموت حق لا ريب فيه، ويقين لا شك فيه: (فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) [النحل: 61].

فإذا علمتَ أنك عن هذه الدنيا راحل فأعِدّ العدة ليوم رحيلك، واغتنم وجودك في هذه الدنيا بعمَل ما ينفعك بعد رحيلك.

ثانيا: عليك بزيارة المقابر؛ لترى فيها أناسا كنت تعرفهم، كانت لهم من الآمال والأماني مثلُ ما لك الآن، لكن الموت أخذهم بغتة، وفاجأهم من غير استئذان، وحال بينهم وبين أمانيهم وآمالهم، عن بُرَيْدَة -رضي الله عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ القبُورِ، فزُورُوهَا؛ فإنها تذكركم الآخرة" (أخرجه أحمد والترمذي والنسائي)، وفي رواية للنسائي وابن حبان والحاكم: "وَلتزِدْكُمْ زِيَارَتُهَا خَيْراً"، وفي رواية لأحمد: "فإنّ في زيارتها عِظة وعبرة".

زُر المقابرَ وأنتَ من الأحياء لتعود منها بالعبرة والذكرى، قبل أن تزورَها محمولا على أكتاف الرجال من غير عودة ولا رَجعة: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) [التكاثر: 1 - 8].

روى مسلم في صحيحه عن مطرف عن أبيه عبد الله بن الشخير -رضي الله عنه- قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يقرأ: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) قال: "يقول ابن آدم: مالي، مالي، قال: وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلتَ فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت".

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

-------------------------------------------------

الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيرًا، أما بعد:

عباد الله: ثالثا: لا تعلق قلبك بما هو فان وزائل؛ فالدنيا إلى زوال، الدنيا إلى فناء، لا قرار فيها، ولا خلود فيها، إنما القرار والخلود في الدار الآخرة: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) [الأعلى: 16 - 17].

قال الله -تعالى- مبيّنا حقيقة هذه الدنيا: (إنَّمَا مَثلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فاخْتلط بهِ نَبَاتُ الأرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأنْعَامُ حَتَّى إذا أخَذتِ الأرْضُ زُخْرُفهَا وَازَّيَّنَتْ وَظنَّ أهْلهَا أنَّهُمْ قادِرُونَ عَليْهَا أتاهَا أمْرُنَا ليْلا أوْ نَهَارًا فجَعَلنَاهَا حَصِيدًا كأنْ لمْ تغْنَ بالأمْسِ كذلِكَ نُفصِّلُ الآيَاتِ لِقوْمٍ يَتفكَّرُونَ) [يونس: 24]، وقال عز وجل: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*خطبة جمعة بعنوان:*
*طـــــول الأمــــــــل*
*حقيقته ومضاره وعلاجه*
*للشيخ/ أحــمـد عـمـــاري*

الخطبة الأولى:
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

عباد الله: حديثنا اليوم عن خلق ذميم ووصف قبيح، يُقعِدُ صاحبه عن العمل، ويُنسيه الأجل، يَعيش في الدنيا تائها بين أوهام لا حقيقة لها، وأمان لا نهاية لها، إنه طول الأمل؛ ذلكم الداء العضال الذي أهدِرَت بسببه الأوقات، وضاعتْ بسببه الأعمال، وخسرَ بسببه كثير من الناس.

طول الأمل هو دوام الحرص على الدّنيا، مع الإعراض عن الآخرة.

طول الأمل أن يُمَنيَ الإنسان نفسَه بالبقاء في هذه الدنيا، ولا يتفكر في رحيله عنها.

طول الأمل أن تحدّث نفسك بطول الحياة، وأنّ بينك وبين الموت مفاوزَ ومسافات.

فطول الأمل الذي نتحدث عنه ونحذر منه هو التعلقُ بالدنيا ونسيانُ الآخرة، هو الذي يحمل على الغفلة والتفريط وتسويف التوبة وتأخير الأعمال الصالحة.

أما مجرد الأمل والنظر إلى المستقبل بنظرة التفاؤل، دون الغفلة عن الآخرة، فهذا أمر مشروع ومعقول، مشروع شرعه الله ورسوله، ومعقول يدلّ على كمال عقل صاحبه وفطنته، فالله -تعالى- استخلفنا في الأرض وأمرنا بعِمارتها وزرْعها وغرسها، وأمرنا بالتمتع بما أحله لنا من الطيبات فيها، وأمرَنا بالزواج وإنجاب الذرّية حتى يستمر نسل الإنسان في هذه الحياة إلى أن يأذن الله بنهايتها، وقد قال تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبّ الْمُفْسِدِينَ) [القصص: 77].

لكنّ المذموم من الأمل هو طول الأمل الذي يجعل الإنسان متعلقا بدنياه عبْدا لها منشغلا بها، ناسيا للموت، غافلا عن الدار الآخرة. وهذا ما حذر منه ربنا -سبحانه وتعالى-، وأخبر أنه صفة مَنْ لا خَلاقَ له ولا دِين، فقال عز وجل: (وَلَتجدَنَّهُمْ أحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدّ أحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ) [البقرة: 96] فليست النجاة بطول العمر، وإنما النجاة بحسن العمل.

وأعجبُ ما في طول الأمل أنّه ينمُو ويكبُرُ مع الأيّام! كلما كبر المرء ازدادت آماله وتعددت أمانيه، روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "لا يَزَالُ قَلْبُ الْكَبِيرِ شَابّا فِي اثنَتيْنِ: فِي حُبِّ الدُنْيَا، وَطولِ الأَمَلِ".

ترى الشّيخ الكبير الذي بلغ من الكبر عُتِيّا، في السبعين أو التسعين أو المائة من عمره، آماله طويلة وأمانيه غير محدودة، لا يزال قلبه متعلقا بالدنيا، يرجو الحياة ويكرَه الموت، فإذا كان هذا هو حالُ الشيخ الكبير مع حبّ الدنيا وطول الأمل، فكيف بالشّباب؟! كثير من الشّباب في غفلة وسهو وإعراض، يظنّ أنّ الموت سوقٌ لا يَلِجه إلاّ الكبار! والحقيقة أنّ أكبرَ نسبة للوفيات إنّما هي في الشّباب والطفولة، وآية ذلك قلة الشّيوخ، لقلة من يُعمّرُ حتى يبلغ هذه المرحلة.

طول الأمل داء عُضال، ومرض فتـاك، يُفسِد القلب، ويتلف الوقت، ويَعرُج بالمرء إلى عالم الخيال والأوهام، مضارّه كثيرة، ومخاطرُه عديدة.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

الآباء فرض هيبته على ولده فبقي الولد لا يتكلم مع أبيه ولا يستقي لنصائح من أبيه خوفاً من أبيه اجلس مع ولدك، اجلس مع ابنتك وخذ منهم واعطي حتى يخرج لك الولد مافي نفسه وتقدم له النصائح بأخوة فضلاً عن أنها تكون أبوة لكن صار بعض الشباب يتلقى توجيهاتهم من شباب مثله وأبوه هيبته جبارة في داخل البيوت فعاث الأولاد وهابواْ الآباء وخافواْ منهم وعمل الولد من خلف أبيه ما عمل، اجلس مع ولدك وقدم له النصائح واستمع له فإن ذالك من أسباب صلاحه ومن أسباب استقامة حاله وأمره *﴿ وَأَلَّوِ ٱسْتَقَٰمُوا۟ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَٰهُم مَّآءً غَدَقًا ﴾*

أستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم


*الـخـطـبـة الـثـانـيـة*

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الرسول المصطفى وعلى آله وصحابته أجمعين. أما بعد معاشر المسلمين " ومن الاستقامة استقامة الجوارح أن يحرص العبد على أن يستقيم وأن يصلح أمره في يديه، فإن هناك من الناس من صارت يده تقترب من الحرام فربما كتب بصيرة على غير حلال وربما كتب شهادة على غير صواب وربما كتب وصية يمنع فيها ميراث فكم من الآباء منعواْ النساء من الميراث وظلم نفسه بعمل الوصية
للأولاد واحتال على البنات وربما أعطى البنات في المكان الذي ليس بلائق وأعطى الأولاد في المكان الكبير العظيم اتق الله ستحاسب ستسأل ستقف بين يدي الله والله سيتبرئ منك الولد وستتبرئ منك الزوجة في يوم العرض على الله *﴿ يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ﴾﴿ وَأُمِّهِۦ وَأَبِيهِ ﴾﴿ وَصَٰحِبَتِهِۦ وَبَنِيهِ ﴾* كم من أناس قسمواْ بين أولادهم في حياتهم فأعطواْ الأولاد الأماكن الطيبة وظلمواْ البنات بحجة أنها ستتزوج هذا الأمر ليس إليك تولى الله القسمة من فوق سبع سماوات *﴿ يُوصِيكُمُ ٱللَّهُ فِىٓ أَوْلَٰدِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ ٱلْأُنثَيَيْنِ ﴾*

هذا عدل الله وهذه قسمة الله وهذه وصية الله فاختر لنفسك ما شئت إلا أنك ستسأل بين يدي الله وستحاسب فلا تحمل نفسك مالك طاقة به استقم على دين الله وحافظ على حقوق أوجبها الله وانقذ نفسك قبل إحلال الغضب ونزول الموت وقبل أن تقف بين يدي الله تتمنى لو أعطيت الدنيا كلها ولا تقف هذه المرأة أو البنت بين يدي الله، بعض الناس إذا قلت له بوصية إعطاء النساء من الميراث كأنك ضربت رأسه بفأس إحمر وجهه ونظر إليك نظر اشمئزاز واحتقار والله لأرمنيها بين أظهركم ولأقل منع النساء من الميراث حرام، أخذ حقوق الناس من الميراث حرام، التعدي على حق النساء ومنعهن من الميراث حرام، اللهم بلغنا فاشهد،، اللهم بلغنا فاشهد،، اللهم بلغنا فاشهد،، لا يقره دين بل هو مخالفة لشرع الله رب العالمين هذا من الحقوق التي أوجبها الإسلام وقررتها شريعة الإسلام هذا أيضاً من الاستقامة فمن كان قد ظلم فليعد إلى صوابه ومن كان قد مات أبوه فليبرئ ذمة أبيه وليعطي الحقوق إلى أهلها وليؤدي الحق الذي أوجبه الله والذي شرعه الله والذي أمر الله به لا بأمرك أنت ولا بتوجيهك أنت هذا أمر الواحد القهار هذا أمر جبار السماوات والأرض استقيمواْ تستقم أحوالكم، استقيمواْ يبارك الله لكم ويجعل الله الحال إلى أحسن حال.

ومن الاستقامة أيضاً استقامة البطون فهناك من الناس مثل جهنم ماوصل إليه أكله لا يبالي هذا من مال يتيم، ولا هذا من مال مسكين، ولا هذا ضعيف ولا هذا احتال عليه لا تأكل إلا الحلال ولا تدخل بطنك إلا الحلال ولا تطعم أولادك إلا الحلال لا تطعم ذريتك إلا الحلال قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: « أيما جسم نبت من سحت فالنار أولى به » ستدخل القبر وستنهشك الدود ستعرض على الله حافي القدمين عاري الرأس وستحضر بين يدي الله عاري الجسد حاسر الرأس ستقف ذليل أمام جبار السماوات والأرض فلا تتعدى على يتيم ولا تحتال في البيع والشراء ولا تتعامل
بربا ولا تأكل حرام ولا يكن همك المال، هذا الأمر سيوردك المهالك بدون أن تشعر، فرب رجل أكل الحرام ولبس من الحرام وأطعم أولاده الحرام فابتلاه الله بالمصائب والمحن وجاءت المصائب فأخذت الأخضر واليابس والسبب في ذالك هو، استقيمواْ على دين الله وحافظواْ على شرع الله، وأقيمواْ ما أمر الله.

يا أهل اليمن، يا أبناء الإيمان والحكمة، يا من وصفكم الرسول بقوله أتاكم أهل اليمن أرق قلوباً وألين أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية، يا من قال فيكم الرسول صلى الله عليه وسلم أمدني الله بحمير وهم من أهل اليمن وقال أكثر أهل الجنة من مدحج وهم من أهل اليمن أنتم أول من يشرب من حوض رسول الله إني لبعقر حوضي أذود عنه الناس ليشرب منه أهل اليمن هكذا يقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فحافظواْ على أوامر الله لتستقيم الأحوال، لتستقيم الأمور، وليعش المسلمون على خير وسعادة ونجاة وليعش المسلمون في بر وخير إذا استقام الجميع على دين الله وحافظنا جميعاً على شرع الله أنريد أمطار تنزل؟ أنريد رحمات من رب العالمين تأتي وذنوبنا تصعد إلى الله، كم من أناس قطاع للصلاة يأتي في وقت صلاة العصر وهو عاكف على

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

والرزق في حياتهم وإذا حرمواْ ذالك فقد حرمواْ خيراً كثيراً.
أيها المسلمون عباد الله " سمى الله المطر مباركاً *﴿ وَنَزَّلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً مُّبَٰرَكًا ﴾*

إذا نزلت الأمطار وجد الناس البركة في المال ووجد الناس البركة في الأولاد ووجد الناس البركة في المواشي والأرزاق، إذا حل الخير هذا حلت البركة للناس.
معاشر المسلمين " إن من أسباب إحلال هذه النعمة إنها التوبة إلى الله قال بعض العلماء وهو الحسن رحمه الله ما نزلت مصيبة إلا بذنب وما رفعت إلا بتوبة فإذا أراد الناس إحلال الخيرات وزيادة النعم وإحلال الفضل من الله فليحرصواْ على التوبة إلى الله عز وجل فكم من قاطع صلاة لا يزال في تركه للصلاة، وكم من عاق لأبيه وأمه لا يزال على العقوق، وكم من رجل على سماع الأغاني بلا خوف ولا وجل ولا إنابة *﴿ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِى لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ﴾*

هذا من اتخاذ آيات الله هزواً ومن الإشترى بما لم يأذن به الإسلام ولم تقرر قواعده الشريعة
الإسلامية فإذا أردنا البركة في المال وصلاح الحال وتغير أحوال العباد إلى أحسن حال فلنحرص على التوبة الصادقة فيما بيننا وبين الله.

ألآ وإن من أسباب إحلال الخيرات ونزول النعم وذهاب النقم الاستغفار إنه الإستغفار معاشر المسلمين " والدليل على ذالك *﴿ فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُوا۟ رَبَّكُمْ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارًا ﴾ ﴿ يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ﴾﴿ وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَٰلٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّٰتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَٰرًا ﴾*

يا أيها المهوم إستغفر ربك يذهب الله همك وغمك، يا صاحب المشاكل إستغفر ربك يذهب الله ما حل بك، يا أيها المديون *﴿ فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُوا۟ رَبَّكُمْ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارًا ﴾* يا من لديه العقم في الذرية ولم يرزق الذرية *﴿ فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُوا۟ رَبَّكُمْ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارًا ﴾﴿ يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ﴾﴿ وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَٰلٍ وَبَنِينَ ﴾*

جاء رجل إلى بعض العلماء وقال له أشكواْ إليك قلة الولد أي ما رزقت الأولاد فقال عليك بالإستغفار فقال له أقول ما عندي أولاد وأنت توجه إلى الاستغفار قال آما قال الله *﴿ فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُوا۟ رَبَّكُمْ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارًا ﴾﴿ يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ﴾﴿ وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَٰلٍ وَبَنِينَ ﴾*

فقد وعد الله والله لا يخلف وعده الاستغفار أيها الناس كم زال الله بفضله ثم بالاستغفار من هم، وكم من مسحور عوفي، وكم من مغموم رفع غمه، وكم مهموم أزال الله همه، وكم مصيبة رفعت وكم من محنة ذهبت وكم من أمر عظيم حل ثم رفعه الله بفضله ثم بسبب حرص العبد
على الاستغفار، إستغفرواْ الله كثيراً وتوبواْ إلى الله في كل وقت تحصلون خيراً عظيماً كبيراً.

وإن من الأسباب لإحلال الخير ولإحلال الأمطار في أوساط المسلمين ولإحلال البركات في الذرية والبركة في الأولاد والبركة في الأرزاق والبركة في الحياة الاستقامة، إنها الاستقامة على دين الله والدليل على ذالك قول الله عز وجل *﴿ وَأَلَّوِ ٱسْتَقَٰمُوا۟ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَٰهُم مَّآءً غَدَقًا ﴾*

استقم على دين الله، قالالحافظ ابن رجب رحمه الله الاستقامة على قسمين استقامة الظاهر واستقامة الباطن أتدرون ما معنى استقامة الباطن، معاشر المسلمين " إنها استقامة القلب عن الحسد وعن الكبر وعن الغرور وهذه أمراض كثيرة فكم تجد التحاسد بين التاجر مع التاجر، والتحاسد من الجار مع الجار، والتحاسد من الموظف مع الموظف، والتحاسد بين الأصحاب والأصدقاء والأقران مرض فتاك عضال أوصل الحال ببعض الناس أن يتعامل بالسحر حسداً لفلان وتعد على فلان، فلان أعطاه الله المال، وفلان أعطاه الله كذا وأصيب القلب بالحسد وربما اتجه إلى السحرة والمشعوذين حسداً لفلان وظلماً على فلان إنها ذنوب تزيل النعم، إنها ذنوب تزيل الخير، إنها ذنوب تغير الأحوال، إنها ذنوب تسير العبد إلى غير المسار القويم وإلى غير الطريق المستقيم إن استقامة الباطن تعني استقامة القلب من الكبريا، يا صاحب المال، يا صاحب الجاه يا صاحب الوظيفة، يا أيها الرجل اتق الله ولا تتكبر على خلق الله فإن كنت صاحب مال المال مال الله
فلا تتكبر على عباد الله وإن كنت صاحب جاه فالعطاء عطاء الله فلا تتكبر على عباد الله وإن كنت تنتمي إلى فلان أو فلان فالله أقوى وأجل فلا تظلم أحداً ولا تتكبر على أحد ولا تبغي على أحد اتق الله وتواضع لخلق الله ستخرج من الدنيا بالقطعة البيضاء ستخرج من الدنيا بالكفن الأبيض لا مال ولا ولد ولا أصحاب ولا أصدقاء ولا جاه ستخرج من الدنيا وستوضع على الجنائز وستغسل وتكفن وستوضع في حفرة مظلمة موحشة فراشها التراب وسقفها الأحجار ويولي عنك الأصحاب والأصدقاء *﴿ ٱلْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍۭ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ ٱلْيَوْمَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ"(رَوَاهُ الشَّيْخَانِ).

فَإِذَا كَانَتْ شِدَّةُ الْحَرِّ فِي الصَّيْفِ تُشْعِلُ الْغَابَاتِ، وَتُلْجِئُ النَّاسَ إِلَى مَنَازِلِهِمْ فِرَارًا مِنَ الْحَرِّ، وَيَخْرُجُونَ بِسَبَبِهَا مِنَ الْبِلَادِ الْحَارَّةِ إِلَى الْبَارِدَةِ، وَحَرُّ الدُّنْيَا مَا هُوَ إِلَّا نَفَسٌ وَاحِدٌ مِنْ أَنْفَاسِ جَهَنَّمَ، وَالنَّفَسُ هُوَ الْهَوَاءُ الْقَلِيلُ يَخْرُجُ مِنَ الشَّيْءِ، فَكَيْفَ إِذًا بِنَارِ جَهَنَّمَ؟ وَكَيْفَ بِحَرِّهَا؟ وَكَيْفَ بِحَمِيمِهَا؟ وَكَيْفَ بِيَحْمُومِهَا؟ وَكَيْفَ بِآنِهَا؟ وَكَيْفَ بِشَوْبِهَا؟ وَكَيْفَ بِهَا كُلِّهَا وَمَا فِيهَا مِنْ أَنْوَاعِ النَّكَالِ وَالْعَذَابِ؟ نَعُوذُ بِاللَّهِ -تَعَالَى- مِنْهَا.

وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ أَخْبَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، وَهُوَ غَلَيَانُهَا وَشِدَّةُ حَرِّهَا وَلَهَبُهَا وَانْتِشَارُهَا؛ لِيَتَذَكَّرَ الْمُؤْمِنُ بِحَرِّ الدُّنْيَا نَارَ جَهَنَّمَ؛ فَيُبَاعِدَ عَنْ أَسْبَابِ دُخُولِهَا، وَيُبَادِرَ إِلَى أَسْبَابِ النَّجَاةِ مِنْهَا، فَمَنْ لَهُ قُدْرَةٌ عَلَى تَحَمُّلِهَا؟!

وَأَخْبَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ نَارَ الدُّنْيَا لَيْسَتْ إِلَّا جُزْءًا يَسِيرًا بِالنِّسْبَةِ لِنَارِ جَهَنَّمَ، أَعَاذَنَا اللَّهُ -تَعَالَى- مِنْهَا وَوَالِدِينَا وَالْمُسْلِمِينَ، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "نَارُكُمْ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً، قَالَ: فُضِّلَتْ عَلَيْهِنَّ ‌بِتِسْعَةٍ ‌وَسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا"(رَوَاهُ الشَّيْخَانِ)، وَمَعْنَى الْحَدِيثِ: "أَنَّهُ لَوْ جُمِعَ كُلُّ مَا فِي الْوُجُودِ مِنَ النَّارِ الَّتِي يُوقِدُهَا بَنُو آدَمَ لَكَانَتْ جُزْءًا مِنْ أَجْزَاءِ جَهَنَّمَ الْمَذْكُورَةِ".

وَفِي شِدَّةِ الصَّيْفِ تَعْتَزُّ الْمَنَاطِقُ الْمُرْتَفِعَةُ عَنْ سَطْحِ الْبَحْرِ حَيْثُ الْبُرُودَةُ وَالْأَمْطَارُ وَنَسَائِمُ الْهَوَاءِ الْبَارِدِ، وَتُهْجَرُ الْبُلْدَانُ الْمُنْخَفِضَةُ لِشِدَّةِ الْحَرَارَةِ فِيهَا، وَفِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ إِخْبَارٌ عَنْ جَهَنَّمَ، وَأَنَّهَا مَعَ سُفُولِهَا عَمِيقَةٌ جِدًّا، لَا يَخْطُرُ بِبَالِ أَحَدٍ مَدَى عُمْقِهَا وَضِيقِهَا؛ (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي ‌سِجِّينٍ)[الْمُطَفِّفِينَ:7]، وَسِجِّينٌ هُوَ الَّذِي جَمَعَ بَيْنَ السُّفُولِ وَالضِّيقِ، وَقَالَ تَعَالَى: (ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ ‌سَافِلِينَ)[التِّينِ:5].

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ سَمِعَ وَجْبَةً فَقَالَ: تَدْرُونَ مَا هَذَا؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: هَذَا حَجَرٌ رُمِيَ بِهِ فِي النَّارِ ‌مُنْذُ ‌سَبْعِينَ ‌خَرِيفًا، فَهُوَ يَهْوِي فِي النَّارِ، الْآنَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَعْرِهَا"، وَفِي رِوَايَةٍ: "هَذَا وَقَعَ فِي أَسْفَلِهَا، فَسَمِعْتُمْ وَجْبَتَهَا"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ). وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَوْ أَنَّ رَصَاصَةً مِثْلَ هَذِهِ، وَأَشَارَ إِلَى مِثْلِ جُمْجُمَةٍ، أُرْسِلَتْ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَهِيَ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِئَةِ سَنَةٍ، لَبَلَغَتِ الْأَرْضَ قَبْلَ اللَّيْلِ، وَلَوْ أَنَّهَا أُرْسِلَتْ مِنْ رَأْسِ السِّلْسِلَةِ، لَسَارَتْ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا، اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، قَبْلَ أَنْ تَبْلُغَ أَصْلَهَا أَوْ قَعْرَهَا"(رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ).

(رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا ‌عَذَابَ ‌جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا)[الْفُرْقَانِ:65-66].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه ثم توبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.

-------------------------------------------------


الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

والصناعات إلى غير ذالك.
فالله هو الرزاق كلٌ سيأخذ رزقه، الله يربي العباد كيف شاء فيعطي ويمنع ويخفض ويرفع ويقرب ويباعد فله الأمر كله سبحانه وتعالى وإن شاء الله في الخطبة القادمة نذكر لكم أسباب حصول الأرزاق الأسباب التى دعاء الله إلى إستخدامها وإلى القيام بها من أجل الحصول على الأرزاق.

اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا ديناً إلا قضيته ولا عدواً إلا قصمته.
اللهم عليك بأعداء الإسلام.
اللهم عليك بأعداء الإسلام.
اللهم عليك بأعداء الإسلام.
اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لاترده عن القوم المجرمين.
اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لاترده عن القوم المجرمين.
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ثم جعل للأرزاق خزائن، جعل الله للأرزاق للخلق والعباد خزائن قال في كتابه الكريم مخبراً عن المنافقين أنهم قالواْ *﴿ لَا تُنفِقُوا۟ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّوا۟ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَلَٰكِنَّ ٱلْمُنَٰفِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ ﴾* فأخبر الله عن جهل المنافقين بمعرفته سبحانه وتعالى ومعرفة أرزاقه العباد وكيف هيأ لهم الأرزاق وأوجدها لهم وأنه لا يستطاع أن يحال بين أحد ورزقه فالأمر إليه سبحانه فجعل الله السماوات والأرض خزائن لأرزاق الخلق والعباد.
ولهذا قال سبحانه *﴿ وَإِن مِّن شَىْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَآئِنُهُۥ وَمَا نُنَزِّلُهُۥٓ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ ﴾* فهذا أيضاً مما فعله الله الذي اسمه الرزاق سبحانه وتعالى.
كذالك لما أوجد الله السماوات والأرض أوجد الأرزاق على حسب ما اقتضت حكمته سبحانه وتعالى وما قضاه وقدره قال الله في شأن الأرض *﴿ وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَٰتَها ﴾* وقال *﴿ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَٰيِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُۥ بِرَٰزِقِينَ ﴾* فأخبر الله أنه قد جعل الأرض خزائن لأرزاق العباد سبحانه وتعالى فالناس تأتيهم أرزاقهم بقضائه وقدره على حسب ما جعله في خزائنه سبحانه وتعالى ولهذا قال *﴿ وَفِى ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾* فجعل الرزق يأتي من السماء كما أنه يأتي من الأرض.

كذالك أيضاً ربنا جل شأنه قسم الأرزاق بين العباد قسمها سبحانه كما أراد وكما اقتضت حكمته قسمها هو سبحانه وتعالى ليس له شريك في ذالك وليس لأحد قدره على أن يزيد في رزق أحد ولا على أن ينقص من رزق أحد قال الله في كتابه الكريم *﴿ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَٰتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾* وإذا علمنا أن الأرزاق قد قسمها الله فليس للعبد إلا ما قد قسمه الله له من الرزق فإذا أراد الزيادة في رزقه لا يستطيع ولا يستطيع أهل السماوات والأرض عن أن يزيدوه شيء في رزقه ينبغي أن يكون هذا من العقائد المسلمة ومن الأمور الكبرى في المعتقدات أن يعتقد كل مكلف أن الله قد قسم الأرزاق بين العباد وجعلها على حسب ما اقتضت حكمته فمنهم من أعطاه كثيراً، ومنهم من أعطاه قليلاً، ومنهم من قدر عليه رزق الحلال ومنهم من قدر عليه رزق الحرام لحكم منه سبحانه وتعالى.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى الرزق إسم يتغذى به الإنسان في الدنيا والآخرة.
الأرزاق هي الأقوات وهي الأغذية التي يتغذى بها الخلق والعباد جعلها سبحانه هكذا مسيرة ومهيأه وكثيرة ولله الحمد والمنة.

كذالك أيضاً اقتضت حكمة الله وقضى الله قضاءً مبرماً أنه لن يموت عبد حتى يستكمل رزقه قال: ﴿ ولن تموت نفس حتى تستكمل أجلها ورزقها ﴾ فكما أن النفس لا تموت إلا بالأجل الذي قضاه الله لا تتقدم على ذالك ولا تتأخر عن ذالك، فكذالك الأرزاق ما قضاه الله من الرزق للعبد سيناله حيث ما كان وسيصل إليه حيث ما كان وكيف شاء الله وبأي طريق قضى الله أن يصل إليه الرزق هنا يدعونا إلى أننا نزداد صلة بربنا وتعظيماً لله واستسلاماً له في أمر الأرزاق وأنه الرزاق لا شريك له في ذالك.
كذالك أيضاً جعل الله الأرزاق للخلق والعباد متتابعة ومتلاحقة شيئاً فشيئاً حتى على حسب حاجة الخلق والعباد فلا هي في مرة واحدة وتنقطع عنهم ولا هي منقطعة عنهم إنقطاعاً يتضررون بل جعلها واصلة إليهم على حسب ما تتحقق به مصالح العباد ومنافعهم في دينهم ودنياهم وهذا من حسن تدبيره سبحانه وتعالى.
كذالك أيضاً جعل الله الأرزاق متجددة لا تنفد ولا تقل ولا تنتهي ولا تتغير ولا تتبدل فالأمر إليه سبحانه.

روى الإمام البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ﴿ يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذو خلق السماوات والأرض لم يغض ما في يمينه ﴾ أي لم ينقص ولم تنقص الأرزاق التي جعلها للعباد وهي دارة عليهم في الليل وفي النهار ولكنها باقية.
وروى الإمام مسلم من حديث أبي ذر أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ﴿ قال الله يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم قامواْ في صعيد واحد وسألوني فأعطيت كل واحد مسألته لم ينقص ذالك مما في يدي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل في البحر ﴾. والمخيط هي الإبرة يعني إذا أدخلت الإبرة في البحر ماذا تأثر على ماء البحر لا يقع إلا إصابتها بلببل فكما أنها لا تأثر على كثرة ماء البحر فكذالك إعطاه الأرزاق لا يعني أنها تنفد من يده ولا يعني أنها تنتهي من خزائنه، فخزائنه ملأى عليك أن تكون على هذه المعرفة فرزقك موجود على حسب ما قضاء الله وقدر.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

يحيق المكر السئ الا بأهله) فاطر.

2- ما رواه النسائي وابن ماجة أن عامر بن ربيعة مر بسهل بن حنيف وهو يغتسل فقال لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة، فما لبث أن لبط به فأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: أدرك سهلا صريعا فقال: من تتهمون؟ قالوا عامر بن ربيعة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (علام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة) ثم دعا بماء فأمر عامرا أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخله إزاره وأمره أن يصب عليه وفي لفظ يكفأ الإناء من خلفه.

3- كان هناك رجل وكان له جار لديه مالا كثيرا فحسده على ما وهبه الله من ذل

ك المال، ففكر كيف يزول هذا المال؟؟ فذهب إلى رجل حاسد صاحب عين فطلب منه رؤية مال جاره ليتسبب في زواله، فقال له انظر إلى مال جاري هذا يملاْ هذه الأودية، ولحسن الحظ كان بصره ضعيف، فقال الرجل العائن لذلك الرجل أولك من قوة النظر ما ترى به هذه الأنعام في هذه الأودية؟؟ فأصيب بالعمى.
قيل: (لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله)

العنصر السادس: علاج الحسد:- ذكر الإمام ابن ابن القيم - رحمه الله تعالى في علاج الحسد أمور منها:
1- التعوذ بالله من شره، والتحصن به واللجوء إليه:- ولمَّا كان الحسد سلوكًا، له آثارُه الضارَّة على المؤمن، فقد أمَرَ الحقُّ عبادَه أن يعوذوا به من شرِّ هذه الآفة القاتلة؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ [الفلق: 1 - 5].
2- تقوى الله تعالى، وحفظه عند أمره ونهيه فمن أتقى الله تعالى تولَّى الله عز وجل حفظه، ولم يكِلْه إلى غيره.

3- الصبر على عدوه، وألا يقاتله ولا يشكوه، ولا يحدّث نفسه بأذاه أصلًا فما نُصِرَ على حاسده وعدُوِّه بمثل الصبر عليه قال الشاعر:
اصبر على حسد الحسود
فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها
إن لم تجد ما تأكله

4- التوكل على الله:- فمن توكل على الله فهو حسبُه، والتوكُّل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يُطيق من أذى الخلق وظلمهم وعُدوانهم.

والرضا بقضاء الله وقدره خيره وشره وحلوه ومُرّه، على النفس أو على غيرها.

قال الله تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [التغابن11].

وهو من أقوى الأسباب في ذلك، فإن الله تعالى حسبُهُ، أي كافيه، ومن كان الله عز وجل كافيه وواقيه فلا مطمع فيه لعدوّه.

5- فراغُ القلب من الاشتغال به والفكر فيه، وأن يقصد أن يمحوه من باله كلما خطر له. فلا يلتفت إليه، ولا يخافه، ولا يملأُ قلبهُ بالفكر فيه. وهذا من أنفع الأدوية، وأقوى الأسباب المعينة على اندفاع شره.

6- تجريد التوبة إلى الله تعالى من الذنوب التي سَلَّطَتْ عليه أعداءه.فإن الله تعالى يقول: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ [الشوري: 30].

7- الصدقة والإحسانُ ما أمكنه، فإن لذلك تأثيرًا عجيبـًا في دفع البلاء، ودفع العين، وشر الحاسد، ولو لم يكن في هذا إلا بتجارب الأمم قديمـًا وحديثـًا لكُفي به.

فما حَرَسَ العبدُ نعمة الله عليه بمثل شُكرها، ولا عرَّضها للزَّوال بمثل العمل فيها بمعاصي الله تعالى، وهو كُفرانُ النعمة، وهو بابٌ إلى كفران المُنْعِمِ.

8- وهو من أصعب الأسباب على النفس، وأشقها عليها، ولا يُوفَّق له إلا من عظُم حظُّهُ من الله تعالى، وهو إطفاءُ نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه، فكلما ازداد أذى وشرًا وبغيـًا وحسدًا ازددْت إليه إحسانـًا، وله نصيحة، وعليه شفقةً.

يقول الله تعالى ﴿ وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) ﴾ [فصلت34 - 36].

9- وهو الجامع لذلك كله، وعليه مدارُ هذه الأسباب، وهو تجريدُ التوحيد، والتَّرَحُّلُ بالفكر في الأسباب إلى المسبب العزيز الحكيم، والعلمُ بأن هذه الآلات بمنزلة حركات الرياح، وهي بيد مُحركها، وفاطرها وبارئها، ولا تضرُّ ولا تنفعُ إلا بإذنه، فهو الذي يُحسنُ عبدُهُ بها، وهو الذي يصرفها عنه وحدهُ لا أحد سواه، قال تعالى: ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ ﴾ [يونس 107]. انتهي كلام ابن القيم.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

لقد صار أبو جهلٍ مدرسةً في الكفر؛ بسبَبِ هذه الآفةِ القاتلة، الحسدِ، وَعَلَمًا عليها.

4- السخط على قضاء الله تعالى، فيحسد الآخرين على ما منحهم الله تعالى إياه، وإن كانت نعم الله عنده أكثر، ومِنَحه عليه أظهر.

5- خبث النفس وبخلها وهذا يحب الإدبار لغيره ويبخل بنعمة الله على عباده،

فإذا وُصف له حسن حال عبد من عباد الله شق ذلك عليه، وإذا وصف له أمرسوء وتنغيص عيش الناس فرح بذلك والعياذ بالله.

قال بعض العلماء: البخيل من يبخل بمال نفسه والشحيح الذي يبخل بمال غيره. سبحان الله كأنهم يأخذون ذلك من ملكه وخزائنه.

العنصر الرابع: أضرارالحسد علي الفرد والمجتمع:-
أضرار تعود على الحاسد:-
الحاسد قد يشعر وقد لا يشعر أنه أول المتضررين بلفح نار حسده، فالحسد نار متأججة تحرق أول ما تحرق مذكيها ومشعلها. وقد قالوا: لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله.

وقال معاوية رضي الله عنه: "ليس من خصال الشر أعدل من الحسد، يقتل الحاسد قبل أن يصل إلى المحسود".

فيصل الى الحاسد خمس عقوبات قبل أن يصل الى المحسود شئ:-
أولها: غم لا ينقطع.
ثانيها: مصيبة لا يؤجر عليه.
ثالثها: مذمـة لايحمد بها.
رابعها: سخط الرب
خامسها: عدم التوفيق يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

والحاسد عدو نعمة الله، قال بعض الحكماء: بارز الحاسد ربه من خمسة أوجه:
أولا: أنه ابغض كل نعمة ظهرت على غيره
ثانيا: أنه ساخط لقسمة ربه، كأنه يقول ربي لما قسمت هذه القسمة.
ثالثا: أنه ضَادَّ الله بفعله أي أن فضل الله يؤتيه من يشاء وهو يبخل بفضل الله تبارك وتعالى
رابعا: أنه خذل أولياء الله أو يريد خذلانهم وزوال النعمة عنهم وهذا من الخذلان.
خامسا: أنه أعان عدوه إبليس.

وقيل: الحاسد لا ينال في المجالس إلا ندامةً ولا ينال عند الملائكة إلا لعنة وبغضاءً ولا ينال في الخلوة إلا جزعاً وغما ولا ينال في الاخرة إلا حزنا واحتراقاً ولا ينال من الله إلا بعدا ومقتًا،، روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ثلاثة لا يستجيب الله دعائهم، آكل الحرام، ومخبر الغيبة ومن كان في قلبه غلٌ أو حسدٌ للمسلمين).

والحسد ينافي الإيمان:- لأن الإيمان يأمر صاحبه بالتسليم لأفعال الله. فلو حسد العالم أو العابد أو الصالح فإن ذلك يدل على ضعف إيمانه؛ ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (لا يجتمع في جوف عبد مؤمن غبار في سبيل الله وفيح جهنم ولا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد).

و يقول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم (الحسدُ يأكلُ الحسناتِ، كما تأكل النَّارُ الحطب)[رواه البخاري].

وقال عبدالله ابن مسعود: (لا تعادوا نعم الله. قيل له ومن يعادي نعم الله، قال: الذين يحسدون الناس على ماآتاهم الله من فضله يقول الله تعالى في بعض الكتب: (الحسود عدو نعمتي متسخط لقضائي غير راضٍ بقسمتي.....).

وهذا النوع من الحسد أعمها وأخبثها؛ إذ ليس لصاحبه راحة، ولا لرضاه غاية.

كما أن الحاسد لا ينقطع همه.

قال بعض الأدباء: " ما رأيت ظالمـًا أشبه بمظلوم من الحسود، نَفَسٌ دائم، وهَمٌّ لازم، وقلبٌ هائم ". والحاسد مسيء للأدب مع الله سبحانه وتعالى.

قال الشاعر:
أيا حاسدًا لي على نعمتي
أتدري على مَنْ أسأت الأدبْ؟
أسأت على الله في حُكمه
لأنك لم ترضَ لي ما وهبْ
فأخزاك ربي بأن زادني
وسَدَّ عليك وجوه الطلب

أضراره علي المحسود:-
الأذي والتعدي على المسلم، ولقد نهى الله ورسوله عنه قال تعالى (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ماإكتسبوا فقد إحتملوا بهتانا وإثما مبينا) الأحزاب.

وقال تعالى في ذم الحاسدين وإستنكار لفعلهم (أم يحسدون الناس على ماآتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما).

أضراره علي المجتمع:-
1- الحسد يمزق المجتمع ويفرقه، ويزرع فيه الشحناء والضغينة، قال النبي صلى الله عليه و سلم قال: (دب إليكم داء الأمم: الحسد والبغضاء هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بما يثبت ذاكم لكم؟ أفشوا السلام بينكم).

وانظر إلي ما فعله إخوة يوسف بيوسف، حين أظهروا ما في قلوبهم من الحقد والحسد، قال تعالى مخبرا عنهم: (ليوسف وأخوه أحب الى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين اقتلوا يوسف أو إطرحوه أرضا يخلوا لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين) يوسف فكان ثمرة ذلك تفكك الأسرة وتغرب يوسف عدد سنين وذلك كله بسبب الحسد والحقد.

2- إشاعة الجريمة:-
الحسد معصية عظيمة، وأوَّل ذنبٍ عُصِيَ به اللهُ في السماء، وأوَّل ذنبٍ عُصِيَ اللهُ به في الأرض.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة.جمعة.بعنوان.cc*
*الــــحــــــــــســـــــــــــــــــد*
*أســــبابه وأضــــراره وعـــلاجـــه*
*للشيــخ/ الســــيـــد طـــه أحــمـــد*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
الحمد لله رب العالمين.. قسَّم الحظوظَ والملَكاتِ والأرزاقَ على بني آدَم بِمقاديرَ مُختلفة، وأشكالٍ مُتباينة؛ حتَّى يستقيم أمرُ الحياة الدنيا على الهيئة الَّتي هي عليها. فقال تعالى: ﴿ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِياً ﴾ [الزخرف: 32]. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. أثنى على عباده المؤمنين الصادقين بالحب والإخاء فقال تعالى (ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا)) الحشر. وأشهد أن سيدنا محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. حذر من أمراض القلوب التي تفتك بالأمة وتأكل الحسنات فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: "لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا " [رواه البخاري].

فاللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..

أما بعد.. فيا أيها المؤمنون.
لقد سعى الإسلام إلى طهارة البدن وطهارة القلب، وطهارة القلب أولى من طهارة الأبدان، قال تعالى ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]، والقلب هو محل نظر الله تعالى إليه، لقوله صلى الله عليه وسلم (إن الله لا ينظر إلي صوركم ولا إلي أموالكم ولكن ينظر إلي قلوبكم وأعمالكم) (رواه مسلم).

ولقد حذر المولى تبارك وتعالى من أمراض القلوب لما لها من أضرار على الفرد والمجتمع فأمر بالاستعاذة منها فقال تعالى ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ [الفلق: 1 - 5].

ولقد انتشرت أمراض القلوب بين الناس من غل وحسد وغش وبغضاء ولن يجتمع شمل هذه الأمة إلا إذا طهرت قلوبها وتماسكت فيما بينها البين، ولن يؤمن أحدنا حتى يحب لأخيه المسلم ما يحبه لنفسه.

فمن الأمراض الخطيرة التي تفتك بالأمة أفرادا ومجتمعات مرض الحسد الذي كان في سبب كثير من الجرائم مثل القتل والدمار، فالحسد صفة ذميمة لا تتخلق بها إلا النفوس المريضة التي لا تحب إلا العيش منفردة والاستئثار على غيرها بما تهواه. والحسد بوابة الآثام، وبضاعة اللئام، يبدأ بالقريب قبل البعيد، والصديق قبل العدو، فهو أكثر ما يكون بين الأقارب، وبين الجيران، وبين الزملاء. فالقريب الحاسد لا يحب أن يكون قريبه أحسن منه فيما يتباهى به الناس، ولو كان أخاه لأبيه وأمه. والجار الحاسد لا يحب أن يكون جاره أفضل منه في مال أو جاه أو قوة أو جمال أو علم. والزملاء في الدراسة أو الوظائف أو الأعمال لا يرضى الواحد منهم أن يتقدم عليه في معلومات أو ترقيات أو مكافآت أو زيادة خير.

والحسد يدخل بين الأقران والأمثال في أكثر الأحيان فالعامل يحسد العامل والتاجر يحسد التاجر والفلاح يحسد الفلاح ولذلك لا تستغربوا من حصول المشكلات والمكايدات، والبغضاء والتقاطع، والهجران وفساد العلاقات وتعثر المشروعات، والتقاتل والأضرار بين الأصناف السابقة، فما ذلك إلا نتيجة من نتائج مرض الحسد.

لذلك كان حديثنا عن مرض الحسد، وذلك من خلال هذه العناصر الرئيسية التالية:
1- حقيقة الحسد.
2- مراتب الحسد.
3- أسباب الحسد.
4- أضرار الحسد علي الفرد والمجتمع.
5- قصص في خطورة الحسد.
6- علاج الحسد.

العنصر الأول: حقيقة الحسـد:-
الحسد: هو تمنِّي زوال النِّعمة عن الغير، وهو في جوهرِه اعتِراضٌ على عطاء المنعم سبحانه وتعالى.

و يقول ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد اصل الحسد: هو بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها. وأمر الحسد ثابت شرعا قال الله - تعالى ﴿ وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ ﴾ [القلم: 51]، قال ابن عباس وغيره في تفسيرها: أي يعينوك بأبصارهم، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: " العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقت العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا " رواه مسلم، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني أن أسترقي من العين " (البخاري ومسلم)، وأخرج مسلم وأحمد والترمذي وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا " صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

العنصر الثاني: مراتب الحسد: - ذكر العلماء أن مراتب الحسد أربعة وهي:-
الأولى: تمني زوال النعمة عن المنعم عليه ولو لم تنتقل للحاسد. الثانية: تمني زوال النعمة عن المنعم عليه وحصوله عليها.

الثالثة: تمني حصوله على مثل النعمة التي عند المنعم عليه حتى لا يحصل التفاوت بي

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فلما رأى خالد تلك الجيوش الجرارة أرسل إلى أبي بكر الصديق يطلب منه المدد، فأرسل إليه أبو بكر الصديق رسالة مع القعقاع بن عمرو، فلما فتحها خالد إذا بها: "من عبد الله أبي بكر الصديق إلى سيف الله المسلول خالد بن الوليد، لقد بعثت إليّ تطلب المدد، وإني أرسلت إليك المدد، أرسلت إليك الق

عقاع بن عمرو، ولعلك تقول؟ ماذا يصنع القعقاع بن عمرو؟... -لا إله إلا الله! أرسل إليه فردا واحدا، بعث إليه شخصا واحدا!- ولعلك تقول يا خالد: ماذا يصنع القعقاع بن عمرو؟ ولكني أقول: إن جيشا فيه القعقاع بن عمرو لن يُهزم -بإذن الله- أبدا".

بل ذكر ابن حجر في الإصابة في ترجمة القعقاع أن أبا بكر قال: "لَصوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل"! فطوى خالد الرسالة، واستعان بالله على قتالهم.

وكانت العادة آنذاك أن تُجرى مبارزة بين القائدين، فقال قائد الفرس لبعض جنده: إذا شغلتُ خالدا بالمبارزة فاعمدوا إلى طعنه من الخلف، وتبارز القائدان، والجنود وراءه لينفذوا جريمتهم، فما الذي جرى؟ ما الذي حدث؟ أطعن خالد؟ أم ماذا؟ الذي جرى، الذي حدث هو ما وقف له التاريخ مفتخرا بصحابة النبي -صلى الله عليه وسلم-!... إذا بالقعقاع يسقط هؤلاء الجنود فردا فردا! "إن جيشا فيه القعقاع بن عمرو لن يُهزم -بإذن الله- أبدا".

إذا رأيت نيوب الليث بارزة
فلا تظنن أن الليث يبتسمُ
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره
إذا استوت عنده الأنوار والظُّلَم
كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم
ويكره الله ما تأتون والكرم
ما أبعد العيب والنقصان (عن ملأٍ
هم الثريا) وذان الشيب والهرم

إنه الإيمان! فالإيمان ليس كلمة تقال وكفى، فالإيمان يحتاج إلى جهد، يحتاج إلى عمل، يحتاج إلى صبر.

في غزوة الخندق يخرج عمرو بن ود مفتخرا بقوته، ينادي في جموع المسلمين: ألا من مبارز؟ أين جنتكم التي تطلبونها؟ فيقول علي-رضي الله عنه-: أنا لها! فلما تقدم نحوه، نظر إليه بنظرات الاحتقار، وقال: من أنت؟ فأجاب بعزة: أنا علي بن أبي طالب، فقال عمرو بن ود: ليتقدم من هو أسن منك، فإني أكره أن أهرق دمك، فقال علي: لكني لا أكره أن أهرق دمك! فغضب عمرو بن ود، وتبارزا، وإذا بعلي فوق صدره قد قطع رأسه، وتقاطر الدم من ثيابه.

هو من؟ علي بن أبي طالب. صهر من؟ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. زوجته من؟ فاطمة!
هي بنت مَن هي أمّ مَن
من ذا يساوي في الأنام علاها
أما أبوها فهو أشرف مرسل
جبريل بالتوحيد قد رباها
وعليّ زوج لا تسل عنه سوى
سيف غدا بيمينه تياها

انظروا، واسمعوا إلى هؤلاء الأخيار الذين تمسكوا بدينهم فسادوا، وعزوا: هذا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، كما ذكر ذلك البيهقي في دلائل النبوة، وحسّن إسناده ابن كثير، والألباني، رحمهما الله، هذا عمر بن الخطاب على المنبر ينادي فيقول: "يا سارية، الجبلَ الجبلَ!" ينادي مَن؟ ينادي قائده، وهو في المدينة، وقائده سارية بن زُنيم في أقصى العراق، يناديه ليلزم الجبل. فهل سمعوا نداءه؟ هل سمعوا تحذيره؟ من كان الله معه فو الموفَّق، فهو المسدد؛ إذا بالجيش يسمع تحذير عمر، فلزموا الجبل، وكان العدو سيأخذ مكانهم إن تركوه.

بل يؤتى إليه برجل قد سرق، فقال هذا السارق: أستحلفك بالله أن تعفو عني فإنها أول مرة!
فقال عمر -رضي الله عنه-: كذبت، ليست هي المرة الأولى! فأراد الرجل أن تثار الظنون حول عمر، فقال له: أكنت تعلم الغيب؟ فقال عمر: لا، ولكني علمت أن الله لا يفضح عبده من أول مرة؛ فقُطعت يد الرجل، فتبعه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فقال: أستحلفك بالله؛ أهي أول مرة؟! فقال: والله إنها هي الحادية والعشرون!.

إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
فكل رداء يرتديه جميل
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها
فليس إلى حسن الثناء جميل
تعيرنا أنا قليل عديدنا
فقلت لها: إن الكرام قليل
وما قل من كانت بقاياه مثلنا
شباب تسامى للعلا وكهولُ
وما ضرنا أنّا قليل وجارنا
عزيز وجار الأكثرين ذليل
سلي إن جهلت الناس عنا وعنهمُ
فليس سواء عالم وجهول

والغرض -عباد الله- من هذه القصص [تبيين] أن تلك الطائفة سارت حيث أراد الله، فأمدها الله بقوة لا تضعف، وبنصر لا يُهزم.

لما كانت تلك هي سماتهم، لما كانت تلك هي علاقاتهم مع ربهم، لم تستطع الدنيا أن تسلب منهم شيئا. فمعهم من؟ معهم الله! الذي:
لا سِنَة في طوال الليل تأخذه
ولا ينام ولا في أمره فندُ

وإلى هنا، وما أدراك ما هنا، هنا نأتي إلى نهاية الحديث عن العنصر الأول.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إن ربي كان توابا رحيما.


الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إمام المهتدين المقتدين، صلى الله عليه وعلى آله، وصحابته، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

احفظ الله يحفظك
للشيخ/ أحمد المعلم

الخطبة الأولى:
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

عباد الله: عن ابن عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قال: كنت خَلْفَ رسول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا، فقال: "يا غُلَامُ، إني أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إذا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وإذا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لو اجْتَمَعَتْ على أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لم يَنْفَعُوكَ إلا بِشَيْءٍ قد كَتَبَهُ الله لك، وَلَوْ اجْتَمَعُوا على أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لم يَضُرُّوكَ إلا بِشَيْءٍ قد كَتَبَهُ الله عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ"(رواه الترمذي).

عباد الله: هذا حديثٌ عظيمٌ جليلٌ، اشتمل على أصول عظيمة من أصول الإسلام، حتى قال بعض العلماء: "تدبرت هذا الحديث فأدهشني وكدت أطيش، فوا أسفا من الجهل بهذا الحديث وقلة التفهم لمعناه"(جامع العلوم والحكم).

فأما قوله -صلى الله عليه وسلم-: "احفظ الله"، فهو يعني حفظ حدوده وحقوقه، وأوامره ونواهيه، وحفظ ذلك هو الوقوف عند أوامره بالامتثال، وعند نواهيه بالاجتناب، وعند حدوده، فلا يتجاوز ما أمر به وأذن فيه إلى ما نهى عنه، فمن فعل ذلك فهو من الحافظين لحدود الله الذين مدحهم الله في كتابه بقوله: (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ)[ق: 32-33]، هذا هو الحفظ العام.

وقد أمر العبد بحفظ أعمال مخصوصة مثل:

أولاً: الصلاة: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)[البقرة: 238]، وقوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ)[المعارج: 34].

ثانياً: الطهارة: كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ولا يُحَافِظُ على الْوُضُوءِ إلا مُؤْمِنٌ"(رواه أحمد وابن ماجة والحاكم والبيهقي وصححه الألباني).

ثالثاً: والأيمان: جمع يمين وهو الحلف، قال -تعالى- بعد ذكر كفارة اليمين: (ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[المائدة: 89].

رابعاً: الأمانات والعهود: قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ)[المعارج: 32].

خامساً: جوارح الإنسان: يجب أن يحفظها كلها عن الوقوع فيما حرم الله، وجاء الأمر بحفظ جوارح مخصوصة مثل: اللسان، والبصر، والسمع، والفؤاد، والفرج، قال -تعالى-: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا)[الإسراء: 36]، وقال -تعالى-: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)[النور: 30]، وقال -عز وجل-: (وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 35]، وقال -تعالى-: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [الحديد: 20].

فإذا علمتَ أنّ الدنيا إلى زوال فلا تعلق قلبك بمتاعها الزائل، بلِ ازرَعْ فيها ما ينفعك في الدار الآخرة، لا تعلق قلبك بما سيزول ويفنى، بل علق قلبك بما سيدوم ويبقى، قال تعالى: (وَمَا أوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى أفلا تعْقِلونَ) [القصص: 60].

رابعا: اعتبر واتعِظ بسرعة مرور الأيام والشهور والأعوام؛ فقبل أيام قليلة مضتْ وَدّعنا عاما هجريا مضى من أعمارنا، واستقبلنا عاما جديدا بدأت أيامه تمر بسرعة، وفي ذلك من العبر والعظات ما لا يخفى.

فيا عبد الله: أما تأملتَ في الأيام وسرعتها؟ أما تفكرت في الشهور وذهابها؟ أما اتعظت بمرور السنوات وانقضائها؟

إنا لنفرح بالأيام نقطعها *** وكلّ يوم مضى يُدني من الأجل

يقول الحسن البصري -رحمه الله-: "ابنَ آدم إنّما أنت أيّام مجموعة، كلما مضى يوم مضى بعضك".

أما تأملت في الشيب الذي علا رأسَك؟ والتجاعيد التي بدت على خديك؟

أما رأيت الموت يَخطِف الصغير والكبير، والشريف والوضيع، والغني والفقير، والقوي والضعيف، والقريب والبعيد؟ ويوما ما سيأتي دورُك، فكن مستعدا.

جلس الحسن البصري -رحمه الله تعالى- يوما يعظ الناس، فنظر إلى الشيوخ فقال: "يا معشر الشيوخ ماذا يُنتظرُ بالزرع إذا بلغ؟ قالوا: الحصاد، ثم نظر إلى الشباب فقال: يا معشر الشباب؛ إن الزرع قد تدركه العاهة قبل أن يبلغ".

وقال الفضيلُ بنُ عياض -رحمه الله تعالى- لرجلٍ: "كمْ أتتْ عليك؟ قال: سِتون سنة. قال: فأنتَ منذ ستين سنة تسيرُ إلى ربِّك، يُوشِكُ أنْ تبلغَ. فقال الرجل: إنّا لله وإنّا إليه راجعون. فقال الفضيلُ: أتعرف تفسيرَه؟ تقول: إنا لله وإنا إليه راجعون؟ فمن عَلِمَ أنَّه لله عبد، وأنَّه إليه راجع، فليعلم أنَّه موقوفٌ، ومن علم أنَّه موقوف، فليعلمْ أنَّه مسؤول، ومن عَلِمَ أنَّه مسؤولٌ، فليُعِدَّ للسؤال جواباً. قال الرجل: فما الحيلةُ ؟ قال: يسيرة. قال: ما هي؟ قال: تُحسِنُ فيما بقي يُغفَرُ لك ما مضى، فإنّك إنْ أسأتَ فيما بقي، أُخِذْتَ بما مضى وبما بقي".

أيها العاقل: راقب العواقب، فالجاهل من مضى قُدُماً ولم يراقب. كم يومٍ غابت شمسه وقلبك غائب؟! وكم ظلام أُسْبِلَ سِتره وأنت في معاصي وعجائب؟! وكم أسْبَغ الله عليك وأنت على معاصيه تواظب؟! وكم صحيفة قد ملأتها بالذنوب والمَلَكُ كاتب؟! وكم أنذرَك الموت يأخذ أقرَانك من حولِك وأنت ساهٍ ولاعِب؟!

فيا من بدنياه اشتغل *** وغرّه طول الأمل
الموت يأتي بغتة *** والقبر صندوق العمل

فكنْ عاقلا، وكنْ مستعدا، "اغتنم شبابك قبل هرَمك، وصحّتك قبل سقمك، وغِناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك".

اللهم وفقنا للصالحات قبل الممات، وأرشدنا إلى استدراك الهفوات من قبل الفوات، وألهمنا أخذ العدة للوفاة قبل الموافاة، ونجنا يوم العبور على الصراط يا رب الأرض والسموات.

عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

طول الأمل من كيد الشيطان ووساوسه؛ به يَستدرج الإنسانَ ويُغويه ويُنسيه، وهو أول حيلة اتخذها لإغواء الإنسان وإيقاعه في المعصية، جاء إبليس إلى آدم -عليه السلام- وهو في الجنة فأقسم له أنه له من الناصحين، وأخبره أنه سيدله على شجرة إن أكل منها لا يفنى عمره ولا يبلى ملكه: (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلى) [طه: 120]، وفي آية أخرى: (وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ) [الأعراف: 20 - 22].

وكم من الناس أغواهم الشيطان بطول الأمل فصدّهم عن السبيل وأوقعهم في الضلالة؛ قال تعالى: (إِنَّ الذِينَ ارْتَدّوا عَلَى أدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ) [محمد: 25]، قال الحسن البصري -رحمه الله-: "أي زيَّن لهم الشيطانُ الخطايا، ومدَّ لهم في الأمل" (الجامع لأحكام القرآن: 16/249).

يَعِدُ الإنسانَ بالوعود الكاذبة، ويُمنِّيه بالأماني الخادعة، ويشجِّعه على الانغماس في الشهوات، والوقوع في المحرَّمات، واللهث وراء الملذات؛ كما قال تعالى عنه: (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إلا غُرُورًا) [النساء: 120]، لِذا قال بعض السّلف: "إيّاك وسوف، فإنّها من جند إبليس!".

طول الأمل يَشغل عن العمل؛ فمن طال أمله ساء عمله، ومن ألهاه أمله أخزاه عمله، ومن طال أمله استعبدته الدنيا وشغلته بزخارفها وشهواتها حتى يرحلَ عنها من غير زاد، ومن طال أمله انحرف عن الطريق وزاغ عن السبيل؛ لأنّ طول الأمل يجرّ إلى التّسويف، وتعطيل الصّالحات، وتأخير التّوبة عند عمل السّيّئات، والتماطل في ردّ الحقوق، وغير ذلك من المساوئ والقبائح.

ومَثَلُ مَن يُطيل الأملَ ويَقعُدُ عن العمل، والآخَرُ المتأهِّب المُستعِد، كمثل قومٍ في سفر، نزلوا قرية، فمضى المتأهِّب الحازم المستعِد فاشترى ما يَصلح لتمام سفره، وجلس متأهبًا للرحيل، أما المُفرِّط فإنه يقول كل يوم: سأتَأهَّبُ غدًا أو بعد غد؛ حتى أعلنَ أميرُ القافلة الرحيل، فرَحل من غير زاد، قال أبو محمّد بن عليّ الزّاهد: خرجنا في جنازة بالكوفة وخرج فيها داود الطائيّ، فانتبذ فقعد ناحية وهي تدفن، فجئت فقعدت قريبا منه فتكلّم فقال: "من خاف الوعيد قصُرَ عليه البعيد، ومن طال أمله ضعُف عمله، وكلّ ما هو آت قريب. واعلم أنّ أهل الدّنيا جميعا من أهل القبور إنّما يندمون على ما يُخلّفون ويَفرحون بما يُقدّمون. فما ندم عليه أهلُ القبور أهلُ الدّنيا عليه يقتتلون، وفيه يتنافسون، وعليه عند القضاة يختصمون".

طول الأمل من أسباب الشقاء والهلاك؛ لذا حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من عواقبه؛ فيما رواه الطبرانيّ وابن أبي الدّنيا بسند حسن عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عَنِ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "نَجَا أَوَّلُ هَذِهِ الأمَّةِ باليَقِينِ وَالزُهْدِ، وَيَهْلِكُ آخِرُ هَذِهِ الأمَّةِ بالبُخْلِ وَالأمَلِ".

وفي مقابل ذلك أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقصر الأمل وعدم التعلق بالدنيا والانشغال بها، وربّى على ذلك صحابته الكرام، وتواصى على ذلك الصالحون.

وقصر الأمل هو الاستعداد للرحيل في أي وقتٍ وحين، أن يكون العبدُ دائما متأهِّبًا مستعدا؛ لِعلمِه بقرْب الرحيل، وسرعة انقضاء مدة الحياة.

وهو من أنفع الأمور للقلب؛ فإنه يبعث على حسن اغتنام فرصة الحياة التي تمرّ مرَّ السحاب، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمنكبي، فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل" (أي كن في الدنيا كالغريب الذي لا يتعلق ببلد الغربة ولا يطمئن إليها، وإنما همه أن يقضي حاجته ويعود إلى بلده، أو كالمسافر الذي لا يجد راحته ولا طمأنينته في السفر، وإنما هو دائم السير بجد وصبر حتى يبلغ مقصوده) وكان ابنُ عمر يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك" (رواه البخاري)، وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: نام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على حصير فقام وقد أثر في جنبه، فقلنا: يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء؟ فقال: "ما لي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها" (رواه الترمذي، وقال: "حديث حسن صحيح"، ورواه أحمد وابن حبان عن ابن عباس -رضي الله عنه-)، ويقول ابن مسعود -رضي الله عنه-: "لا يَطولنّ عليكم الأمد، ولا يُلهينّكم الأمل، فإنّ كلّ ما هو آت قريب، ألا وإنّ البعيد ما ليس آتيا"، ويقول عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- في خطبته: "لا يطولنّ عليكم الأمد فتقسوَ قلوبكم وتنقادوا لعدوّكم، فإنّه والله ما بَسط أملا من لا يدري لعلّه لا يُصبح بعد مسائه ولا يُمسي بعد صباحه، وربّما

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

القات يسمع حي على الصلاة وكأنه غير مقصود ومراد يسمع الله أكبر،، الله أكبر،، الله أكبر،، الله أكبر،، أشهد أن لا إله إلا الله،، أشهد أن لا إله إلا الله،، أشهد أن محمداً رسول،، أشهد أن محمداً رسول الله،، يسمع هذه الكلمات التي تهتز لها القلوب وترتج لها الأجواء ولها دوي في السماء أمرها عظيم وشأنها كبير فالله أكبر من القات وأكبر من التجارة وأكبر من السماء وأكبر من الأرض وأكبر من كل شيء، الله أجل وأعظم كيف نريد سقي الماء، كيف نريد الخير في البلاد، كيف نريد النعم في البلاد، ونحن بعضنا قطاع للصلاة ربما صلى الظهر وصلى العصر لا مسافر ولا مريض ولا معذور إلا من أجل شجرة القات ربما جاء في وقت صلاة العصر والناس يتوجهون إلى المسجد وهو كأنه غير معني ويأتي وقت صلاة المغرب والموذن يناديك أنت أيها المسلم وأنت عاكف على شجرة القات وذاك في محله ودكانه أنريد أمطار تنزل، أنريد خيرات للبلاد، أنريد سعادة في الأوطان، أنريد استقامة للأحوال وذنوبنا تصعد إلى الله كل يوم ومعاص تصعد إلى الله في كل يوم، استقيمواْ على دين الله، وحافظواْ على شرع الله يا من يأتي وقت الصلاة في صلاة الفجر وهو نائم اتق الله الذي حبسه النار، اتخاف من عقوبة الله، ألآ تخاف من بطش، ألآ تخاف أن يأخذك الله وأن ينزل عليك الموت أو تحل بك السكرات وتنزل عليك الغمرات، وأنت تارك لصلاة الفجر يسهر طيلة الليل ويأتي وقت صلاة الفجر وهو نائم نعوذ بالله من غضب الله، نعوذ بالله من عقوبة الله، نعوذ بالله من بطش الله، فالاستقامة، الاستقامة معاشر المسلمين " إن أردنا نزول الأمطار وإحلال الخيرات، وإن أردنا من الله النعم، وإن أردنا من الله دفع النقم فلنحافظ على ما أمر وحده لا شريك له وما أمر به رسوله صلى الله عليه وسلم.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وساير بلاد المسلمين.

اللهم ألف بين قلوب عبادك على الخير واجمع كلمتهم على التقوى ووفقهم إلى ما تحب وترضى يا سميع الدعاء.
اللهم اسقنا الغيث.
اللهم اسقي بلادنا الأمطار.
اللهم اجعلها أمطار رحمة لا أمطار عذاب.
نسألك غيثاً هنيئاً مريئاً عماً ساحاً غدقاً يا سميع الدعاء يا رب العالمين.
اللهم من كان عاصياً فرده إلى طاعتك ومن كان طائعاً فزده في خيره وعبادته لك يا سميع الدعاء.
اللهم اغفر للأحياء وارحم الأموات إنك سميع مجيب الدعوات.
وصلَّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

﴾*

هذه أمراض قلوب تفتك بأهلها وتضعف قلوب أهلها إذا وجد الكبر ووجد الغرور كان سبباً لزوال النعم ولزوال الخير ومن أمراض القلوب التي تحتاج إلى إصلاحها لتستقيم الرياء في الأقوال والرياء في الأعمال لا ترائي إذا فعلت خيراً لا ترائي إذا أحسنت إلى فقير ولا ترائي إذا أعطيت مريض ولا ترائي إذا شفعت لمحتاج اجعل أعمالك بينك وبين الله فهناك أناس إن اتاهم فلان يشتكي حاله وأمره ويشكواْ فقره وحاجته بالذات مع أوضاع البلاد وما تمر به البلاد بسبب الحروب وغيرها يأتي إليه فيشهر به أمام الناس جاءني فلان وأعطيت فلان شفعت لفلان ارحمواْ ترحمواْ واحذرواْ من الرياء في الأقوال والأعمال وكونواْ لله مخلصين كونواْ لعباد الله من المأزرين وكونواْ للضعفاء ممن يتجه إليكم كونواْ لهم إخوة كونواْ لهم آباء كونواْ لهم عضد يشدون بكم في وقت حلول المصائب والمحن.

معاشر المسلمين " من استقامة الباطن أيضاً حرصك على سلامة قلبك على إخوانك اجعل قلبك سليماً لجيرانك إن هناك جيران هاجرون لجيرانهم ربما شهور وبعضهم لربما سنوات وبينه وبينهم بضعة أمتار تهاجرت القلوب وسلطت الألسن إنه على بعضنا البعض إنه الجار على جاره، إنه الأخ على أخيه ربما بسبب كذا أمتار وربما بسبب كلمة واحدة قيلت تغيرت القلوب وتغيرت الأسماع وصارت القلوب لبعضها البعض في تشاحن وتباغض لتستقم قلوبنا من أجل أن تستقيم أحوالنا، ومن استقامة الظاهر استقامة اللسان فلا سب ولا شتم ولا لعن ولا كذب ولا شهادة زور، كم من رجل مستعد أن يشهد شهادة الزور ربما بسبب شيء من المال وربما بعضهم يحلف الأيمان من أجل شيء من الدنيا ومن أجل الصاحب والصديق استقيمواْ تستقم إموركم، استقيمواْ تستقم حياتكم، استقيمواْ يبارك الله لكم في إموركم فلا تقل إلا حقاً احذرواْ السباب والشتام، احذرواْ اللعن والكذب رب رجل يلعن ولده ويلعن أهله بل لقد سئلت عن رجل قال لزوجته عليك لعائن الله بعدد قطر المطر الله أكبر أي قلوب يحملها هؤلاء أيعلم هؤلاء عدد قطرات المطر، أيعلم هؤلاء أن معنى اللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله، أما يعلم هؤلاء أن اللعن كبيرة من كبائر الذنوب ولكن هكذا الذنوب تفعل بأهلها استقامة اللسان عن الحلف فلا تحلف إلا بالله وإن حلفت بالله احلف وأنت صادق، هناك أناس صارت الأيمان بالله سهلة عليهم ولو كانواْ على كذب يا من يبيع القات اتق الله في يمينك يا صاحب المواد الغذائية يا صاحب التجارة يا صاحب الأعمال اتق الله الذي حبسه النار لا تحلف إلا بالله وإن حلفت فحلف بالله صادقاً وهناك من الناس من يحلف بالحرام والطلاق بل ربما قيل له والله تساهل في الأمر وإذا قيل له عليَّ الطلاق أو حرام وطلاق صدق وأخذ الأمر بجد أيستهزئ بالله أيصدق الحلف بغير الله أيستهان بالله أين استقامة اللسان احلف بالله صادقاً لتستقم حياتك كلها ومن استقامة الظاهر أيضاً أيها الناس استقامة العين فلا تنظر إلا إلى الحلال لا تتطلع إلى بنات المسلمين ولا تشاهد في الجوال القاذورات يا شباب الإسلام يا جيل الأمة يا أبناء اليمن الميمون اما تعلمون أن أول قتيل في معركة بدر هو من أهل اليمن، اما تعلمون أن أول من كسى الكعبة هو رجل من أهل اليمن تبع، اما تعلمون أن أول من سكن إفريقيا هو رجل يسمى وبه تسمى إفريقيا إلى الآن إسمه إفريق، اما تعلمون أن الذين كانواْ مع رسول الله هم من المهاجرين والأنصار، اما تعلم أيها اليمني أنك امتدح بمدائح عظيمة مدحت قبائلك وأفرادها وامتدحت القبل وجميع أهلها أترضى أن تكون ممن يسيء في معاملته أترضى أن تبتعد عن استقامة الأجداد وما كان عليه الأجداد.

فيا شباب الإسلام اتقواْ الله هناك من شبابنا في زهرة شبابهم وفي مقتبل أعمارهم يشاهدون المحرمات في جوالاتهم ويطالعون المنكرات في سرهم فإن رأه أحد من الناس أظهر له الخير وأما فيما بينه وبين الزملاء وبين الإخوان له والأصدقاء فيطالعون المحرمات ويشاهدون المسلسلات وينظرون إلى الصور المحرمة وأفسدواْ شبابهم وضيعواْ أعمارهم وارتكبواْ المنكرات وسارعواْ إلى عقوبة الله بهم بسبب ارتكابهم للذنوب ياشباب الإسلام أنتم رعيل الأمة، أن معاذ ابن جبل مات وهو دون الخامسة والثلاثين من عمره وهو يقول فيه الرسول يسبق العلماء في يوم القيامة ركوة بحجر إنه معاذ ابن جبل هكذا كان الأوائل فحافظواْ على شبابكم وحافظواْ على أبصاركم فإن النظر إلى الحرام يحرك الحرام وتشتهي الحرام وتقبل على الحرام وتجاور فعل الحرام حتى تقع في الحرام عياذاً بالله فحافظواْ على أبصاركم أيها الشباب.

أيها الآباء إن أبناءكم أمانة في أعناقكم ستسألون عليهم بين يدي الله تابعواْ الأبناء فتشواْ جوالات الأبناء وقدمواْ النصائح للأبناء واوصلواْ في توجيه الأبناء إن هناك من الآباء من أعطاه الله مالاً فيعطي الولد الجوال لا متابعة ولا نظر ولا سؤال ولا استفسار ولا نصيحة ولا توجيه بل يترك الحبل على القارب انصحواْ لشبابكم ولأبنائكم ولبناتكم عودواْ بالنصائح لأبنائكم وكن لهم كالأخ الناصح والمحب إن هناك من

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنـوان:*
*الأسباب المانعة من نزول الأمطار*
*للشيخ/ هبان بن مرشد المودعي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
إن الحمدلله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله وخليله وصفيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾*

*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾*

*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَقُولُوا۟ قَوْلًا سَدِيدًا ۞ لَكُمْ أَعْمَٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾*

أما بعد: فإن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار نسأل الله أن يعيذني وإياكم والمسلمين والمسلمات من كل بدعة وضلالة ونستعيذ بالله من سخطه ومن غضبه ومن عذابه والنار.

أيها المسلمون عباد الله
" يا من أتيتم إلى أطهر البقاع إلى الله سبحانه وتعالى وفي هذا العيد الثالث لأمة الإسلام وهو يوم الجمعة فهو يعتبر من أعياد المسلمين يتجه فيه المسلمون إلى بيوت الله لأداء صلاة الجمعة ولسماع ما قاله الله وما قاله رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وهذا هو الحظ الأوفر للقلوب وهو من أسباب إصلاحيها واستقامتها وأنتم في هذا المسجد المبارك الذي خطيبه هو فضيلة شيخنا العلامة الوالد عبدالله بن عثمان حفظه الله يعتبر خطيباً مفوهاً وداعية من الدعاة الكبار الفضلاء يأتي بخطبه ومواعظه فيقرع القلوب وتهتز أمامها الأفئدة ويكون الخارج من خطبته بعد سماعها قد حصل خيراً واستفاد رشداً ووفق بفضله سبحانه وتعالى ولكن في هذه الفترة بما أراد الله له من عظيم الأجر وزيادة رفعة الدرجات من المرض فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: « أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم العلماء »

قد يبتليهم بالمرض زيادة في رفعة درجاتهم عنده سبحانه وتعالى وإن من يأتي إلى هذا المنبر يخطب وهو يعلم أن هذا المنبر يخطب فيه خطيب أهل السنة في اليمن بلا مدافعة يشعر بالخجل والإحراج ولكن لابد من تلبية الطلب والمراد، فنسأل الله في هذا اليوم وفي هذه الساعة أن يلبس شيخنا لباس العافية وأن يغدق عليه الخير وأن يرفع ما حل به من الألم وما نزل به من المرض، نسأل الله أن يعيده إلى منبره هذا خطيباً وداعياً وواعظاً وأعرف أيها الحضور أن قلوبكم جميعاً تتحسر وفي كل يوم جمعة تشرأب أنظاركم إلى المنبر لعلكم أن ترواْ خطيبكم ولعل أسماعكم أن تطرب بسماع ما يلقيه عليكم وقد ألفتم مواعظه الفذة القيمة ونصائحه التي تدل على حبه ولكن الله عز وجل إذا أحب عبداً إبتلاه فنسأل الله أن يعيده إلينا وإليكم سالماً معافى البدن وأن يجمع له بين عاجل الشفاء مع عظيم الأجر على البلاء.

أيها الأخوة المسلمون، أيها الآباء الفضلاء إن حصل شيء من عدمي الإتيان بالمطلوب فعذرواْ الواقف بين أيديكم لأن الموقف، موقف معروف عندكم موقف كبير لا سيما وهو منبر من سمعتم فاسأل الله لي ولكم الإعانة على القول والإخلاص في العمل.

أيها الأخوة الكرام أحببت أن أذكر نفسي وإخواني الحاضرين وأبائي الفضلاء بأمر عظيم نحتاجه جميعاً وتحتاجه البلاد ويحتاج إليه العباد وتحتاجه الأشجار وتحتاجه الأبقار والأغنام ويحتاجه الناس أجمع،، ألآ وهو حلول المطر والسبب في إنزاله،،

معاشر المسلمين " نعمة الأمطار وإحلال الأمطار تعتبر من آيات الله عز وجل التي جعلها الله للأرض *﴿ فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنۢبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍۭ بَهِيجٍ ﴾*

إن نعمة الأمطار من النعم العظيمة التي يحتاج إليها الناس التي هي من أسباب إحلال الخير في أوساطهم فما حصلت الأمطار في قوم وفي مكان إلا شعرواْ بالأنس والراحة وشعرواْ بالطمنينة والسعادة ولا صار القحط وقلة الأمطار في قوم إلا عانت البلاد وعانت الأحجار والأشجار وعانت المخلوقات فأحببت أن القي على مسامعكم أيها الأخوة " بعضاً من الأسباب لإحلال نزول الأمطار فمن خلال ما نسمع أنه في هذه الفترة هي فترة لمواسم نزول الأمطار لكنها حبست ولعل حابس حبسها بسبب ذنوب ومعاصي وآثام تحصل إن هناك أسباباً لنزول هذه النعمة ولإحلال هذا الخير وهو نزول المطر وإحلاله وإعاشت الناس في خيره بفضله سبحانه وتعالى فإذا حرص الناس على ذالك وجدواْ السعادة في أنفسهم والبركة في أموالهم

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوهُ (وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ:131- 132].

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: يَجِبُ أَنْ تَكُونَ قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ حَيَّةً، وَالْقُلُوبُ الْحَيَّةُ هِيَ الَّتِي تَعْتَبِرُ بِمَا يَمُرُّ بِهَا مِنْ أَحْدَاثٍ؛ فَتَتَذَكَّرُ بِمَا تَرَاهُ مِنْ مَبَاهِجِ الدُّنْيَا نَعِيمَ الْجَنَّةِ، وَتَتَذَكَّرُ نَارَ جَهَنَّمَ حِينَ تَجِدُ حَرَارَةَ الصَّيْفِ.

وَعَذَابُ النَّارِ عَذَابٌ شَدِيدٌ أَلِيمٌ، لَا طَاقَةَ لِأَحَدٍ بِهِ (فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ * وَلَهُمْ ‌مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ * كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ)[الْحَجِّ:19-22]، (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ * يَوْمَ ‌يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ)[الْقَمَرِ:47-48]، وَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَرَجُلٌ تُوضَعُ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ ‌جَمْرَتَانِ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ"(رَوَاهُ الشَّيْخَانِ).

وَلَقَدْ نَغَّصَ ذِكْرُ النَّارِ عَلَى السَّلَفِ الصَّالِحِ عَيْشَهُمْ؛ فَأَسْهَرَ بِالتَّهَجُّدِ لَيْلَهُمْ، وَأَظْمَأَ بِالصِّيَامِ نَهَارَهُمْ، وَكَفَّ عَنِ الشَّهَوَاتِ جَوَارِحَهُمْ، قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ: "أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّي وَهُوَ يَتَرَجَّحُ ‌وَيَتَمَايَلُ ‌وَيَتَأَوَّهُ، حَتَّى لَوْ رَآهُ غَيْرُنَا مِمَّنْ يَجْهَلُهُ لَقَالَ: أُصِيبَ الرَّجُلُ، وَذَلِكَ لِذِكْرِ النَّارِ إِذَا مَرَّ بِقَوْلِهِ -تَعَالَى-: (وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا)[الْفُرْقَانِ:13]، أَوْ شِبْهُ ذَلِكَ" "وَقِيلَ لِلْحَسَنِ البَّصْرِيِّ: نَرَاكَ طَوِيلَ الْبُكَاءِ؛ فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ ‌يَطْرَحَنِي ‌فِي ‌النَّارِ وَلَا يُبَالِي" وَقَالَ أَبُو نُوحٍ الْأَنْصَارِيُّ: "وَقَعَ حَرِيقٌ فِي بَيْتٍ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَجَعَلُوا يَقُولُونَ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، النَّارَ، يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، النَّارَ، فَمَا رَفَعَ رَأْسَهُ حَتَّى أُطْفِئَتْ فَقِيلَ لَهُ: مَا الَّذِي أَلْهَاكَ عَنْهَا؟ فَقَالَ: أَلْهَتْنِي عَنْهَا ‌النَّارُ ‌الْأُخْرَى".

فَلْنَعْتَبِرْ كَمَا اعْتَبَرَ أَسْلَافُنَا، وَلْنَعْمَلْ بِأَسْبَابِ نَجَاتِنَا، وَنُجَانِبْ طُرُقَ هَلَاكِنَا، فَمَنْ خَافَ ‌أَدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ.

وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*حـر الدنيـا وحـر الآخـرة*
*للشيخ/ إبراهـيم الحقـيل*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا وَهَّاجًا، وَضَرُورَةً لِلْعِبَادِ وَدِفْئًا وَابْتِهَاجًا، وَجَعَلَ حَرَّهَا عِظَةً لِلْخَلْقِ وَتَذْكِيرًا وَإِزْعَاجًا، نَحْمَدُهُ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ، وَنَسْتَغْفِرُهُ اسْتِغْفَارَ التَّائِبِينَ، وَنَسْأَلُهُ مِنْ فَضْلِهِ الْعَظِيمِ، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ حَرِّ يَوْمَ الدِّينِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ حَذَّرَ عِبَادَهُ مِنْ دَارِ السَّعِيرِ، وَرَغَّبَهُمْ فِي دَارِ النَّعِيمِ، وَجَعَلَ شِدَّةَ الْحَرِّ تَذْكِيرًا بِحَرِّ الْمَوْقِفِ الْعَظِيمِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ بَلَّغَ الرِّسَالَةَ، وَأَدَّى الْأَمَانَةَ، وَنَصَحَ الْأُمَّةَ، وَجَاهَدَ فِي اللَّهِ -تَعَالَى- حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِينُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ، وَاعْمَلُوا فِي دُنْيَاكُمْ مَا تَجِدُونَهُ فِي أُخْرَاكُمْ، وَخُذُوا مِنْ صِحَّتِكُمْ لِمَرَضِكُمْ، وَمَنْ غِنَاكُمْ لِفَقْرِكُمْ، وَمِنْ شَبَابِكُمْ لِهَرَمِكُمْ، وَمِنْ حَيَاتِكُمْ لِمَوْتِكُمْ؛ فَإِنَّهُ لَا يَهْلِكُ عَلَى اللَّهِ -تَعَالَى- إِلَّا هَالِكٌ؛ (‌وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ)[الْأَعْرَافِ:8-9].

أَيُّهَا النَّاسُ: فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الَّتِي يَشْتَدُّ حَرُّهَا، وَيَزْدَادُ سَمُومُهَا، وَتَلْفَحُ شَمْسُهَا؛ يَفِرُّ النَّاسُ مِنَ الْحَرِّ إِلَى الْبُلْدَانِ الْبَارِدَةِ فَتَزْدَحِمُ بِالْمُصْطَافِينَ، وَمَنْ عَجَزَ عَنِ السَّفَرِ لَزِمَ بَيْتَهُ فِي النَّهَارِ لِيَخْرُجَ فِي اللَّيْلِ فِرَارًا مِنْ حَرَارَةِ الشَّمْسِ، هَذَا مَعَ أَنَّ الْبُيُوتَ مُكَيَّفَةٌ، وَالسَّيَّارَاتِ مُكَيَّفَةٌ، وَأَمَاكِنَ الْأَعْمَالِ مُكَيَّفَةٌ، إِلَّا الْعُمَّالَ الَّذِينَ يَشْتَغِلُونَ تَحْتَ أَشِعَّةِ الشَّمْسِ لِكَسْبِ رِزْقِهِمْ، أَعَانَهُمُ اللَّهُ -تَعَالَى- وَحَفِظَهُمْ.

وَيَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَتَذَكَّرَ بِحَرِّ الدُّنْيَا حَرَّ الْآخِرَةِ، وَيَتَّعِظَ بِأَشِعَّةِ الشَّمْسِ اللَّافِحَةِ، وَسَمُومِهَا الْحَارِّ، فَيَتَذَكَّرَ قُرْبَهَا مِنَ الْعِبَادِ يَوْمَ الْمَعَادِ فِي يَوْمٍ طَوِيلٍ عَسِيرٍ؛ يَشْتَدُّ فِيهِ الزِّحَامُ وَالْحَرُّ، وَيَعْظُمُ فِيهِ الْكَرْبُ، وَيَسِيلُ فِيهِ الْعَرَقُ، وَيَبْلُغُ الْخَوْفُ بِالنَّاسِ مَدَاهُ، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَلْقِ؛ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ... فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِي الْعَرَقِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى حَقْوَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ ‌يُلْجِمُهُ ‌الْعَرَقُ إِلْجَامًا، وَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

إِذَا تَذَكَّرَ الْمُؤْمِنُ ذَلِكَ، وَتَفَكَّرَ فِيهِ؛ عَلِمَ أَنَّ حَرَّ الظَّهِيرَةِ فِي أَشَدِّ بِقَاعِ الْأَرْضِ حَرًّا لَا يَكَادُ يُذْكَرُ أَمَامَ حَرِّ ذَلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ، وَأَنَّ ضَجَرَ الْإِنْسَانِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ مَعَ مَا هُوَ فِيهِ مِنْ وَسَائِلِ التَّبْرِيدِ وَالرَّاحَةِ، لَنْ يُقَارَنَ بِضَجَرِهِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ؛ (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ ‌سُكَارَى وَمَا هُمْ ‌بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)[الْحَجِّ:2].

وَفِي شِدَّةِ الصَّيْفِ تَشْتَعِلُ الْغَابَاتُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الدُّوَلِ مِنْ شِدَّةِ حَرَارَةِ الشَّمْسِ؛ فَيَتَضَاعَفُ الْحَرُّ، وَهَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مُذَكِّرًا لِلْمُؤْمِنِ بِشِدَّةِ حَرَارَةِ جَهَنَّمَ أَعَاذَنَا اللَّهُ -تَعَالَى- مِنْهَا، وَقَدْ وَصَفَهَا اللَّهُ -تَعَالَى- بِالْحُطَمَةِ؛ لِأَنَّهَا تَحْطِمُ مَنْ فِيهَا، وَهِيَ الَّتِي اشْتَكَتْ إِلَى اللَّهِ -تَعَالَى-، وَأَخْبَرَ عَنْ شِكَايَتِهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ: رَبِّ أَكَلْ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لِي بِنَفَسَيْنِ:

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

يبتلي الله العباد بالتضييق في الأرزاق وبالسعة في الأرزاق وهكذا أيضاً بقبضها عنهم تارة وإعطاهم والتوسعة عليهم تارة فله في ذالك الحكم البالغة.
ثم إن الأرزاق في الدنيا تختلف عن الأرزاق في الآخرة جعل الله الأرزاق في الدنيا مكدرة، وجعل الله الأرزاق في الآخرة في نهاية الجمال والكمال والنفع واللذة.
فلهذا أضرب لكم مثالاً.
قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله تأمل في رزق الله الجنين فإنه يرزق في بطن إمه عن طريق حبل السرة فالأجنة في بطون أمهاتهم رزقهم الدم تتغذى بها أبدانهم وتترعرع بالدم مع إنه إذا خرج إلى الأرض لا يناسبه هذا الرزق هكذا حكم الله ولا يصلح له ولا ينتفع به إذا خرج إلى الدنيا أما دام في بطن إمه فجعل الله له هذا الرزق ينتفع به ويتغذى به ويترعرع به كما هو معلوم.
قال ابن القيم رحمه الله فإذا خرج إلى الدنيا جعل الله رزقه يأتي من طريقين وهما الثديان فيأتيه الرزق من هاتين الطريقين كان في بطن إمه يأتيه الرزق من طريق واحدة وهنا يأتيه من طريقين وكان رزقه في بطن إمه الدم ورزقه إذا خرج إلى الدنيا اللبن، واللبن أحسن من الدم لكن كما سمعتم الأمر إليه سبحانه وتعالى.
قال ابن القيم فإذا أشتد أي الطفل جاءته الأرزاق من أربع طرق عن طريق الحيوان وعن طريق النبات هذا الطعام وهذا الأكل وجاءه الشراب عن طريق الماء وعن طريق اللبن وهذه أربع طرق يأتي الرزق منها للإنسان إذا صار لا يكتفي باللبن فصار إلى رزق أقوى من اللبن وأكثر نفعاً من اللبن فأعطاه الله الأرزاق هذه من هذه الطرق.
قال ابن القيم رحمه الله فإذا مات المؤمن صار في الحياة البرزخية جاءته الأرزاق من قبل الله من أبواب الجنة الثمانية هنا الأرزاق أوسع وأجمل وأكمل وأنفع وهذا خاص بالمؤمن.
وأما الكافر فإن رزقه ينقطع بموته وهو المتسبب في قطع رزقه.
أما الجنة ففيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فتلك الأرزاق الدائمة السرمدية الأبدية النعيم الذي ليس له نظير قط هذا آخر أرزاق المؤمنين وهو أجلها وأنفعها

. أستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم.



*الـخـطـبـة الـثـانـيـة*

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وأصحابه.
أما بعد "أنكر الله وذم وعاتب من يجهلون أن لا رزاق إلا هو وأنكر الله على من يأكلون الأرزاق منه ويتنعمون بأرزاقه ويعبدون غيره قال الله في كتابه الكريم مخاطباً من عبد غيره *﴿ هَلْ مِنْ خَٰلِقٍ غَيْرُ ٱللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلْأَرْضِ ۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ﴾* وجود الأرزاق من الله يتنعم بها الخلق والعباد دليل على أنه الإله الحق لأن من عبد غيره فهذا المعبود من غيره لا يقدر على إعطاء العباد شيئاً من الأرزاق ولا مثقال ذرة فكيف يعبد هذا وهو لا يملك الأرزاق ولا يقدر على خلقها ولا يقدر على إيصالها فكيف يعبد.

قال الله *﴿ أَمَّن يَبْدَؤُا۟ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلْأَرْضِ ۗ أَءِلَٰهٌ مَّعَ ٱللَّه ﴾*
لا إله مع الله فهو الإله الحق وإن عبد غيره فهو بباطل قال سبحانه وتعالى *﴿ أَمَّنْ هَٰذَا ٱلَّذِى يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُۥ ۚ بَل لَّجُّوا۟ فِى عُتُوٍّ وَنُفُورٍ ﴾* يخاطب الكفار الذين عبدواْ غيره يقول لهم لو حبست عنكم الأرزاق فلم تمطر السماء مطرها ولم تنبت الأرض نباتها ولم تأتي الأرض بأشجارها وثمارها من أين لكم أرزاق أستقوم الإله الأصنام والأوثان والضرائح والقبور التي تعبد من دون الله أستعطي الناس الأرزاق أسترزقهم هكذا يبين الله عز وجل ويحذر، يحذر العباد والمكلفين من أن يعبدواْ غيره وهو الرزاق ذو القوة المتين.

فلهذا معاشر المسلمين "معرفتنا بربنا من جهة ما أسداه للعباد دوماً تفضل به على العباد وما أنعم به على الخلق من سعة الأرزاق وأنواعها وتدفقها هذا يجعلنا أننا لا نرضى بإله غيره إنما هو الإله الحق ألآ وإن الله وزع الأرزاق بين العباد فجعل أرزاقاً في البحر تختلف عن الأرزاق في البر وجعل أرزاقاً في بلدة تختلف عن أرزاق في بلدة أخرى من أجل أن تتكامل مصالح العباد هذا أيضاً من حسن تدبيره.
فيا عبدالله إعرف قدرة الله في إيصال الأرزاق إليك قال بعض العلماء" إن الرزق لا يصل إلى فم آكله حتى يعمل فيه ثلاثمائة عامل لتصل الأرزاق إلى أكلها وإلى المنتفع بها السماء تعمل والشمس والقمر والنجوم والرياح والأمطار والملائكة هذه من عالم السماوات ومن العالم الأعلى هذه تعمل من أجل حصول أرزاق العباد من أجل وصول الأرزاق للعباد.
وهكذا الأرض تفعل وما على الأرض يفعل من أجل أن تصل الأرزاق إلى العباد.
يا عبدالله إعرف ربك واسترزق ربك وسلم الأمر إلى ربك ولا تشغل نفسك بالمخلوق ولا تنتظر ما في يد المخلوق فإن الله هو المتفضل بالأرزاق كيف شاء ومتى شاء وبأي طريق شاء سبحانه وتعالى الآن تسمع الناس يئنون كثيراً ويكادواْ أن يتباكواْ على قضية فتور الأرزاق وعلى قضية التدهور في إمور الأرزاق وفي إمور التجارات

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*شــرح إســم الله الـرزاق*
*للشيخ/ محمد بن عبدالله الإمام*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـة الاولـى:*
إن الحمدلله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾*

*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾*

*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَقُولُوا۟ قَوْلًا سَدِيدًا ۞ لَكُمْ أَعْمَٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾*

أما بعد إن خير الكلام كلام الله عز وجل وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة..
أما بعد فعنوان هذه الخطبة شرح إسم الله الرزاق، ربنا جل شأنه قال في كتابه الكريم *﴿ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ ﴾* فهذا الاسم الكريم ورد في القرآن مرة واحدة بهذا اللفظ، وورد في القرآن خمس مرات بلفظ *﴿ وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّٰزِقِينَ ﴾* وبلفظ *﴿وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّٰزِقِينَ﴾* وبلفظ *﴿ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلرَّٰزِقِينَ ﴾* فإسمه الرزاق واسمه الرازق هذا من أسمائه الحسنى.

وهذا الإسم الكريم من الأسماء التي اتفق الأنبياء والرسل على إثباتها لله وعلى اتصاف الله بذالك وعلى ذالك أجمعت أمة الإسلام.
ولهذا قال الإمام القرطبي رحمه الله في الأسناء في شرح أسماء الله الحسنى قال: وهذا الإسم أجمعت عليه الأمة كذالك ويجوز إجراه على العبد والصم منكراً إذا وجد مدلولة فيه بلا خلاف، يعني إنه يجوز أن يوصف العبد بأنه رزق فلان.
وذكر الإمام ابن القيم رحمه الله، والراغب الأصفهاني أن هذا الإسم لله لا يطلق بالألف واللام معرفاً إلا على الله، فلا يجوز أن يقال في فلان الرزاق ولا يقال في فلان الرازق ولكن يقول رزق وفلان رازق بدون ألف ولام هذا ما سمعتموه من كلام أهل العلم رحمهم الله تعالى.
كذالك إسمه جل شأنه الرزاق من صيغ المبالغة على وزن فعال وهذه الصيغة تدل على كثرة الأرزاق التي أوجدها الله وأسدها الله إلى الخلائق والعباد سبحانه وتعالى.

ومن هنا أيها الناس نحب أننا نسمع شيء من بيان إيجاد الله للرزاق وتصريفه إياها سبحانه وتعالى لنزداد معرفة بعظمة الله وبكمال قدرة الله وبإحاطة علم الله، ونزداد معرفة بإلوهية الله وأنه الإله الحق لا شريك له.
فربنا جل شأنه قال *﴿ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ﴾* دل هذا اللفظ الكريم على تفرده بالأرزاق فالله متفرد بذالك وتفرده بذالك يتضح في الآتي.
أن الله عز وجل قدر الأرزاق وكتبها قبل خلق السماوات والأرض في الوقت الذي قدرت فيه جميع المقادير.

فقد روى الإمام مسلم من حديث عبدالله ابن عمر أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ﴿ إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف عام ﴾. هذا ما فعله الله عز وجل ولاشريك له في هذا التقدير سبحانه وتعالى.
وكذالك خلق الله الأرزاق وأوجدها على حسب مشيئته سبحانه فأوجدها على حسب المشيئة وهذا الخلق والإيجاد لها مما خص الله به نفسه لا شريك له في ذالك سبحانه وتعالى.
كذالك أيضاً هو سبحانه وتعالى المالك للأرزاق والمتصرف في الأرزاق كيف يشاء وهذا مما تفرد به سبحانه لاشريك له في ذالك.
كذالك أيضاً إيصال الأرزاق إلى المرزوقين إلى جميع المخلوقات سبحانه وتعالى ولاشريك له في هذا سبحانه وتعالى.
وكذالك أوجد الله أسباب الأرزاق والتي جعلها أسباباً لإيصال الأرزاق وجعل من هذه الأسباب ماهو في مقدور المكلفين وهذا أيضاً لا يقدر الناس على أن يصلواْ برزق إلى أحد إلا إذا شاء وإذا قدر ذالك وقضى ذالك.

إذاً أيها الناس ينبغي أن تعلم عظمة الله في إيجاد الأرزاق فالله جعل الأرزاق واصلة إلى جميع الخلق والعباد وسعتهم أرزاقه كما وسعتهم رحمته وأحاطت بهم أرزاقه كما أحاط بهم علمه، فالله جعل الأرزاق بهذه السعة التي سمعتموها وجعل الله الأرزاق في الدنيا وفي الحياة البرزخية وفي الآخرة في الجنة وجعل الأرزاق سبحانه وتعالى متفاوته على حسب ما قضى ذالك.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

10- إخفاء بعض النعم التي تخاف عليها من الحسد قال الله تعالى عن سيدنا يعقوب عليه السلام: ﴿ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [يوسف67].

وروى الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان عن معاذ بن جبل بلفظ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان لها، فإن كل ذي نعمة محسود). (صححه الألباني في السلسلة وصحيح الجامع).

و أخيرا إذا ابتليت بنظرة حاسد فعليك بالعلاج بالرقية الشرعية وإياك واللجوء إلى الكهنة والعرافين والدجالين( كالإعتقاد في الخرز الأزرق، أو تعليق التمائم الشركية، أو تعليق الأحذية في السيارة أو البي

ت بزعم دفع الحسد، وغير ذلك من الأمور، واجعل ناصيتك بيد الله ورجائك في الشفاء من ربك دون سواه وعليك بما ورد في شرعه والأخذ بالأسباب بمراجعة الرقى الشرعية المأخوذه من كتاب الله عز وجل، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم المختصرة في بعض الكتب المتخصصة في هذا المجال.

بعض الرقى الشرعية:-
وأخرج الإمام أحمد والترمذي وصححه، عن أسماء بنت عميس أنها قالت: يا رسول الله، إن بني جعفر تصيبهم العين، أفنسترقي لهم؟، قال: نعم، فلو كان شيء سابق القدر لسبقته العين. وصححه الألباني في صحيح الترمذي.

تقرأ الفاتحة وتنفث في يديك وتمسح بها ما استطعت من جسدك.
تقرأ المعوذات (الإخلاص، الفلق، الناس) وتنفث في يديك وتمسح بها ما استطعت من جسدك.
تقرأ آية الكرسي وبخاصة في الصباح وعند النوم لتتحصن بها من الشيطان.
وهناك آيات كثيرة يجب الإطلاع عليها من خلال الكتب المتخصصة في الرقى من كتاب الله تعالى.

أما سنة نبينا النبي صلى الله عليه وسلم فمنها قوله: (لا رقية إلا من عين أو حمة) وقد كان جبريل يرقي النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: (باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك). - رقية جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم (بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك والله يشفيك) مسلم.

تعويذ الرسول صلى الله عليه وسلم للحسن والحسين بقوله (أعيذ كما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة)البخاري.

وورد أمره لعثمان بن أبي العاص رضي الله عنه عندما شكى له وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال لهصلى الله عليه وسلم: (ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل: (بسم الله ثلاث مرات): (أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) أخرجه مسلم.

للمريض أن يقرأ على نفسه الفاتحة وقل هو الله أحد والمعوذتين وينفث في يده ويمسح بها وجهه وما استطاع من جسده. الوقاية من الحسد قبل وقوعه:-
التحصن بالأذكار (الفاتحة - آية الكرسي - المعوذات وبعض الأذكار الواردة خلال اليوم من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.

ورد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من رأى شيئا فأعجبه فقال ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم يضره ).

ستر محاسن من يخشى عليه العين.

وللوقاية من حسد الجن وعورات بني آدم فقد روي عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (ستر مابين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه: ( باسم الله الذي لا إله إلا هو) رواه ابن السني.

وقال صلى الله عليه وسلم: (ستر مابين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول باسم الله) رواه أحمد

الخــاتمــة :-
أيها المسلمون:- علينا أن يقوي إيمانه بالله تعالى وقضائه وقدره، ويرضى بما قسم الله له، ويكثر من الطاعات والقربات. ويلجأ إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع بين يديه؛ ليزيل عنه هذا الداء.

وعلينا أيضاً: أن يفكر في نتائج الحسد وعواقبه الوخيمة؛ فالإنسان العاقل لا يقدم على ما يجلب له التعب والضرر.

وعلىنا أن ينظر بعين التأمل إلى ما أعطاه الله تعالى من النعم؛ فإنه لو نظر جيداً سيجد أن لديه نعماً كثيرة قد لا توجد عند غيره. فقد يحسد فقير غنياً ولا يدري ذلك الفقير أنه أحسن منه صحة وأتم عافية وهدوء بال.

وقد يحسد إنسان ليست له وظيفة مرموقة أو مسؤولية عالية من نالها في المجتمع، ولا يعرف ذلك الحاسد أنه في أمن واطمئنان وسرور وانشراح صدر أفضل من ذلك المسؤول أو الموظف الكبير. فيا عباد الله، من أراد سلامة الدين، وصحة البدن، والنجاح في الحياة فلا يسلك مسلك الحسد، وليرحم نفسه؛ فإن الحاسد مصاب لا يجد أحداً يرحمه. وليكن حال الإنسان كما قال الشاعر:-
وإني امرؤ لا أحسد الناس نعمة
إذا نالها قبلي من الناس نائلُ
أأحسد فضل الله أنْ ناله امرؤ
سواي وعندي للإله فضائل

نسأل الله تعالى أن يقينا شر الأشرار، وكيد الفجار، وشر طوارق الليل والنهار، ونعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وأمَّا ما كان في السماء، فهو عِصيان إبليسَ أمرَ ربِّه أن يَسجُد لآدَم، لقد كان دافعَه الحسدُ لإكْرام الله له؛ قال تعالى: ﴿ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾ [الحجر: 29]، وسجد الملائكةُ لأمر ربهم، وأبى إبليس.

ولمَّا سُئِلَ عن سبب ذلك أجاب: ﴿ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴾ [الأعراف: 12]، وكفر إبليس وطُرِدَ من السماء، وخسِر خسرانًا مبينًا بسبب تلك الآفة القاتلة.

وأمَّا ما كان في الأرض، فقَتْلُ قابيل لأخيه هابيل، لقد قدَّم كلٌّ منهُما قُربانًا إلى الله، فقُبِلَ قربانُ هابيل، ولم يُقْبل قربان قابيل

، وقتل قابيلُ أخاه هابيل، وعجز عن مواراة جثَّته، إلى أن أرسل الله له غُرابيْنِ فاقْتَتَلا، وحفر القاتلُ حفرةً، ودفَن الآخَرَ القتيلَ، فحذا قابيلُ حذوَه، ووارى أخاه التُّراب.

لقد كان الحسد هو الدافعَ وراءَ أوَّل جريمةٍ على الأرض، على ما ساقه الله من فضل وإكرام لعبده، الذي قرَّب إليه قربانًا فتقبَّله منه، إشارةً إلى رضاه عنه، فحسده أخوهُ على ذلك الفضل.

لقد قُتل عثمان رضي الله عنه حسدا،، قال أبو قتادة ما قتلوا عثمان الاحسدا أي حسدوه على الخلافة فأحبوا أن يزيلوها عنه.

3- الحسد يمنع صاحبه من قبول الحق والإذعان له:-
كان الأنبياءُ في بني إسرائيل كثيرين، منهم وإليهم، وشاء اللهُ أن يحوِّل النبوَّة إلى العرب، فبعثَ مُحمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - إلى النَّاس كافَّة، بالإسلام عقيدةً وشريعةً، لا يتلوه رسالة. وكان أمرُ هذه البعثةِ وخبَرُها معلومًا لأهل اليهوديَّة والنصرانيَّة في ذلك الوقت، منذُ أن أُنْزِلَ كتاباهُما من السماء، ولكنَّهم لم ينصاعوا إلى هذا الحقِّ الذي أُنْزِل من السماء، ولم يُؤْمِنوا بنبوَّة مُحمدٍ -صلى الله عليه وسلم- ولا بالإسلام؛ لأنَّهم حسدوا المسلمين على هذا الإِكْرام الإلهيِّ العظيم.

قال تعالى يُقَرِّر حقيقةَ عِلْمِهم بنبوَّة مُحمد -صلى الله عليه وسلم- ونَفْي ادِّعائهم بأنَّهم لا يعلمون شيئًا من ذلك، بقولٍ قاطع لا يقدر أحدٌ على دحضه ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 146]، وقال: ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداًّ مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الحَقُّ ﴾ [البقرة: 109].

لقد كان اليهود يعلمون أن محمداً عليه الصلاة والسلام نبي الله حقاً، لكن حينما جاء من غيرهم -أي: من العرب- كفروا به بغياً وحسداً.

العنصر الخامس: قصص في خطورة الحسد..
1- ومما يروى عن الحسد والحاسدين قال ابن عبد الله: (كان رجل يخشى بعض الملوك فيقوم بحذاء الملك ويقول: أحسن الى المحسن باحسانه فإن المسئ سيكفيه إساءته.كان يردد هذا دائما حين يعمل على حذاء الملك، فحسده رجل على ذلك المقام والكلام فسعى به الى الملك وقال: ان هذا الذي يقوم بحذائك ويقول ما يقول زعم ان الملك تخرج من فمه رائحة كريهة، فقال له الملك: وكيف يصح ذلك عندي، كيف اثبت عليه ذلك عندي؟ قال: فادعوه اليكَ. فإنه إذا دنا منكَ وضع يده على أنفه لئلا يشم رائحة البخط ـ الرائحة الكريهةـ فقال الملك: انصرف حتي أنظر.فخرج الرجل من عند الملك ودعا ذلك الرجل الذي يقوم بحذاء الملك، فدعاه الى منزله فأطعمه طعاما فيه ثوم فخرج الرجل من عنده وقام بحذاء الملك فقال كعادته أحسن الى المحسن باحسانه فإن المسئ سيكفيه إساءته فقال له الملك ادن مني، فدنا منه ووضع يده على فيه مخافة أن يشم الملك منه رائحة الثوم، فقال الملك في نفسه ما أرى فلانا الا صدق، قال وكان الملك لا يكتب بخطه الا بجائزة أو صلة، فكتب الرجل كتابا بخطه الى عامل من عماله كتب فيه، إذا اتاك حامل الرسالة هذه فاذبحه واسلكه واحش جلده تبنا وابعث به اليَّ، فأخذ الرجل الكتاب وخرج وهو لا يدري ما الذي كتب في الكتاب فلقيه الرجل الذي سعى به واطعمه الثوم، فقال ماهذا الكتاب، قال خطَّا الملك لي صلةً، فقال الحاسد هبه لي فقال له: هو لك، فأخذه ومضى به الى العامل، وقال العامل له: أتدري ماذا في الكتاب؟ قال: هبه لي. قال في الكتاب اني اذبحك وأسلخك، فقال ان الكتاب ليس لي، بل هو لفلان أعطاه اياه وانا اخذته منه، فالله الله في امري حتى تراجع الملك.قال العامل: ليس لكتاب الملك مراجعة. فذبحه وسلخه وملأ جلده تبناً وبعث به الى الملك.ثم عاد الرجل كعادته الى الملك وقال مثل قوله: أحسن الى المحسن باحسانه فإن المسئ سيكفيه إساءته، فعجب الملك وقال: مافعل الكتاب؟ قال: لقيني فلان فاستوهبه مني فوهبته.قال له الملك: إنه ذكر لي انك تزعم أني صاحب رائحة كريهة قال: ما قلت ذلك.قال له الملك: اذا لماذا وضعت يدك على فيك حين دنوت مني.قال: لانه اطعمني طعاما فيه ثوم فكرهت ان تشمه.قال: صدقت.ارجع الى مكانك، فقد كفا المسئ إساءته (ولا

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

نهما، فإذا لم يستطع حصوله عليها تمنى زوالها عن المنعم عليه. الرابعة: حسد الغبطة ويسمى حسداً مجازاً وهو تمني حصوله على مثل النعمة التي عند المنعم عليه من غير أن تزول عنه فهذا الحسد محمود كماجاء في الحديث الصحيح في قوله صلى الله عليه وسلم (لا حسد إلا في إ ثنتين رجل أتاه الله القران فهو يقوم به آناء الليل وأناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار)) فأنت تتمنى أن تكون مثله، مع بقاء تلك النعمة عنده وهذا الحسد معناه الغبطة، وقد يجوز ان يسمى ذلك منافسة ومنه قوله تبارك وتعالى ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 26].

والحسد خلق ذميم، وصفة وضيعة، حقيرة لا تكون إلا في النفس العاجزة، المهانة التي تعجز عن فعل الخير، وتتمني زواله من غيره حتي يكون العاجز والعامل سواء كما قال تعالى (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء).

فالحسود عدو النعمة متمن زوالها عن المحسود كما زالت عنه هوفمن كان يحب الله واليوم الآخر فلينتهي عن هذه الصفة إن كانت فيه وليحذر عقاب الله في الدنيا والآخرة ومن لم يكن من أهلها فليحمد ربه حمداً كثيرا علي ذلك فإن الآفة الوضيعة تقتل صاحبها وتهينه وتجعله من السافلين.

وأصل الحسد والعداوة التزاحم على غرض واحد ومنشأ ذلك كله،، حب الدنيا فإن الدنيا هي التي تضيق على المتزاحمين وأما الآخرة فلا ضيق فيها.

وأنه بحسب فضل الإنسان وظهور النعمة عليه يكون حسد الناس له، فإن كثر فضله كثر حساده وإن قل فضله قلوا، لأن ظهور الفضل يثير الحسد، وحدوث النعمة يضاعف الكمد..

العنصر الثالث: أسباب الحسـد:-
إن الحسد مرض ينشأ من ضعف الإيمان بالقضاء والقدر وقلة الفهم لمعاني الأسماء والصفات.

فالحاسد لو كان عنده إيمان قوي بقضاء الله وقدره ما حسد الناس على ما قضاه الله وقدره، ولو كان عنده علم وفهم لاسمي الله: العليم والحكيم ما حسد؛ لأن الله حكيم في قضائه وقدره وعليم بخلقه، فمن علم ذلك انكف عن حسده.

إن الحاسد صاحب نفس خبيثة تكره رؤية النعمة بادية على الآخرين؛ ولهذا يتمنى الحاسد زوال النعمة عن المُنْعَم عليه. ذكر العلماء دواعي الحسد، فذكروا منها:-
1- بُغض المحسود، فإذا كانت له فضيلة تُذكر أو منقبة تُشكر ثارت نفس من أبغضه حسدًا. ولا يفارقه فإذا أصاب عدوه بلاء فرح وإذا أصابته نعماء ساءه ذلك.

جاء في تفسير القرطبي في قوله تعالى: (أم يحسدون الناس على ماآتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما). قال في قوله (أم يحسدون......) قال هم اليهود والناس يعني النبي صلى الله عليه وسلم.

وعن إبن عباس ومجاهد وغيرهما قالوا (حسدوا محمد صلى الله عليه وسلم على النبوة وحسدوا أصحابه على الإيمان به ولا زالت آثار حسدهم تظهر يوما بعد يوم).

2- الكبر والعجب كأن يظهر من المحسود فضل يعجز عنه الحاسد فيكره تقدمه فيه، فيثير ذلك حسدًا، فالحسد هنا يختص بمن علا مع عجز الحاسد عن إدراكه.

وكان حسد الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم قريبا من ذلك،، قال تعالى( وقالوا لولا نزل هذا القران على رجل من القريتين عظيم) الزخرف.، وقالوا عن المؤمنين: (أهؤلاء من الله عليهم من بيننا)).

3- حب الرئاسة والجاه ومثاله أن الرجل الذي يريد أن يكون عديم النظير في مجال من المجالات أو فن من الفنون إذا سمع بنظير له في مكان ما ساءه ذلك وأحب هلكه أو زوال نعمته التي يشاركه بها وذلك لحب الرئاسة والجاه والإنفراد به. لقد التقى أبو جهلٍ، وأبو سُفيان بن حرب، والأخنسُ بن شريق، وقدِ انصرفوا من حوْلِ بيْتِ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم وقد جاءوا لا يَعرف كلُّ واحد منهم من خبر الآخَر شيئًا، يستمعون إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يتلو القُرآن الكريم، وكان ذلك لقاءَهم الثالثَ، وتعاهدوا أن لا يعودوا لِمثلها فيُرَوْا على غيْرِ ما يعهدهم الناس، وفي صباح اليوم الثالث، دلَف الأخنسُ بن شريق إلى بيْتِ أبي جهل، يستطْلِعُ الأثَرَ الذي تركَه سَماعُ القرآن الكريم من فَمِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نفس أبي جهل، ويسألُ الأخنس: فيم سَمع من محمد؟ ويردُّ أبو جهل: ما سمعت! (أي مثل ما سَمعتَ يا أخنس): "تنازعنا نَحن وبنو عبدمناف الشَّرفَ: أطعموا فأطعمْنا، وحَملوا فحملْنا، وأعطَوْا فأعطَيْنا، حتَّى كنَّا كفرَسَيْ رهان قالوا: منَّا نبيٌّ يأتيه الوحي من السماء، فمتى نُدْرِك مثلَ هذه؟ واللهِ، لا نُؤمِنُ به أبدًا، ولا نُصدِّقُه". وانكشف للأخنس ما انطَوَتْ عليْهِ نفسُ أبي جهل، لقد كان الحسد، فهو وراءَ كلِّ تلك الخصومة، واللَّدَد، والمقاومة الشديدة للإسلام ونبيِّه.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

أمــا بــعــــد - فيا عباد الله :
نأتي إلى العنصر الثاني الذي نحتاج إليه في هذا الزمن، وهو: الألفة والاتحاد ولمّ الشمل؟.

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح مسلم، وللبخاري نحوه: "مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

وما آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار إلا وهو يعرف فوائد الاتحاد ولم الشم، وما استاء الأعداء من

شيء استياءهم من اتحاد المسلمين! وهل فُتحت البلاد، وظهر الإسلام إلا بالاتحاد؟! وهل أصبح المسلمون آنذاك أقوياء أعزاء شرفاء علماء سادة للدين والدنيا إلا بالاتحاد؟!.

لقد كان المسلمون في منتهى العزة، يخافهم الزعماء، ويخشى من بأسهم الرؤساء، حتى تفرقوا شيعا وأحزابا، وتعددت مذاهبهم خطأ وصوابا، وكلٌّ يكيد لغيره؛ بل قد يكفره والعياذ بالله!.

ولقد عجبنا -وما لنا لا نعجب- كيف يختلف المسلمون ودينهم التوحيد؟! كيف يفترقون وهم يعلمون ما في الفرقة من الفساد؟! فيم الفرقة؟ فيم الشقاق؟ فيم البغضاء؟ فيم الشحناء؟ والإسلام ديننا، وعقيدة التوحيد شريعتنا.

فيم الفرقة؟ والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال – كما في المسند -: "الجماعة رحمة، والفرقة عذاب"! أين ما أملت عليه شريعتنا من أواصر المحبة والحنان؟!.

أين نحن من ذلكم الرجل المهاجر الذي يترك دينه ووطنه، ويفر بدينه، وإذا بأمامه أبناء الإسلام، فتيان يثرب، كلهم شوق بمقدمه. ما كان بينهم وشيجة صهر أو عمومة، وما ربطت بينهم منفعة أو مصلحة؛ إنما هي عقيدة الإسلام! وما هو إلا أن يحط رحله عند المسجد حتى يلتف به الغر الميامين، كلهم يدعوه إلى بيته، يفديه بنفسه وماله.

حتى ذكر البخاري في صحيحه أنه ما من مهاجري إلا نزل على أنصاري بقرعة، فخُلد هذا الفضل أبد الدهر، بل ظل غرة مشرقة في جبين الزمان! (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ) [الحشر:9].

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما في الصحيحين: "إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو فني طعامهم، أو قل طعام عيالهم في المدينة، جمعوا ما كان عندهم في إناء واحد ثم اقتسموه، فأنا منهم وهم مني".

وأنت، إذا قرأت وطالعت سير السلف من أبناء الصحابة، تجد ما يقر عينك، ويبهج سمعك، ويثلج صدرك.

تجد رابطة الإخاء في الإسلام، تلك الرابطة التي قادتهم إلى النصر في الدنيا، وإلى الرضوان في الآخرة، وهي كفيلة في هذا الزمن أن تقودهم إليهما!.

فلن يتبدد الظلام، ولن يسود الأمن والأمان، إلا في ظل الإسلام وتشريعاته؛ يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما في صحيح مسلم: "لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جُعلت عافيتها في أولها -أي: سلامتها من الفتن- وسيصيب آخرها بلاء وفتن، وأمور تنكرونها، تأتي فتن يرقق بعضها بعضا، يقول المؤمن: هذه الفتن مهلكتي مهلكتي! ثم تنكشف، وتأتي أخرى فيقول: هذه هذه! فمن أحب أن يُزحزح عن النار، وأن يُدخَل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس -أي: ليعامل الناس- بمثل ما يحب أن يُؤتى إليه، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده، وثمرة فؤاده، فليطعه ما استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر".

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبـة.جمعـة.بعنـوان.cc*
*احتياجنا إلى عون الله ولمّ الشمل*
*للشيـخ/ زيــد بن مســفـــر البـحـــري*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

أهداف وعناصر الخطبة :
1/ عنصرا النصر اللذان يفتقدهما المسلمون اليوم 2/ هوانُ الإنسان وضعفُه 3/ صفحات مشرقات تبين أسباب انتصار المسلمين الأولين 4/ ما ينبغي عمله وقت الفتن.

*الخطبـــة.الأولـــى.cc*
أمــا بعـــد - فيا عــباد الله :
هناك عنصران اثنان مهمان يدندنان حول أوضاع المسلمين في هذا الزمن، هذان العنصران حريٌّ بكل مسلم أن يستمسك بهما، فما عض عليهما مسلم بنواجذه إلا ساد وعزّ وانتصر، أولهما: احتياجنا في هذا الزمن إلى قوة الله وإلى عونه. وثانيهما: الألفة، والاتحاد، ولمّ الشمل. هذان هما العنصران على سبيل الإيجاز.

وإليكم العنصر الأول على سبيل التفصيل: كما تعلمون -عباد الله- أن الإنسان بطبعه متعال، متكبر، عنيد، ولا يتنازع في ذلك اثنان؛ ولذا، تجدون البعض لما بلغ مرحلة من مراحل العلم، لما بلغ مكانة في العلم والقوة، عندها نسي قوة الله، وأجهر بالصراخ على نفسه يتباهى بحسن صنيعه، ويفتخر بقوة تفكيره.

لقد نسي، أو تناسى، أن الذي أوجده، أن الذي أبدعه، أن الذي منحه ذلك كله، يملك أن ينسف الدنيا في لمحة بصر، بل في ومضة عين! فمن أنت أيها الإنسان الضعيف الضئيل الهزيل؟ ألا تعلم من أنت؟ ألا تعرف كيف خُلقت؟ أنت في أول أمرك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وبين ذاك وذلك تحمل العذرة!.

وإن شئت أن تعرف عن نفسك المزيد فاجمع لي قلبك، وارع لي سمعك، تعرف من أنت. أنت الذي نزلت من مجرى البول مرتين! إذا نسيت الله، فأنت حفنة من التراب تُداس بالأقدام!.

ولو دخلنا معامل التحاليل الآدمية لنحلل ابن آدم، فمم يتكون؟ (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ) [الأنعام:2]، (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ) [الروم:20].

يقول علماء الكيمياء: لو أتينا برجل وزنه مئة وأربعون رطلا، هذا الجسم يحتوي على أشياء: فيه من الكربون ما يكفي لصناعة عشرة أقلام من الرصاص، وفيه من الدهن ما يكفي لصناعة سبع قطع من الصابون، وفيه من الفسفور ما يكفي لصناعة مئة وعشرين رأس عود ثقاب، وفيه من الحديد ما يكفي لصناعة مسمار متوسط الحجم، وفيه من الماء ما يكفي برميلا يسع عشرة جالونات. فإذا ما سعَّرتَ هذه البضاعة كلها في الأسواق، فكم تساوي؟!
إنها لا تساوي عشرات الريالات! هذا هو جسد ابن آدم، إذا عصى وتكبر على الله.

لم يقل الله -جل وعلا-: فإذا سويته فقعوا له ساجدين؛ لماذا؟ لأن الطين لا يساوي شيئا، إنما قال: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ) [الحجر:29]. هذا هو جسمك يا ابن آدم، وتلك هي مكوناته!.

فيا خادم الجسم كم تشقى لخدمته
أتطلب الربح مما فيه خسرانُ؟!
أقبل على النفس فاستكمل فضائلها
فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ
وامدد يديك بحبل الله معتصما
فإنه الركن إن خانتك أركانُ

إنها عقول فاسدة، ونفوس كاسدة، تلك التي لا تعطي لله قدرا، التي تسلك مسلك الحيوانات: تأكل، وتنام، وتشرب، وترعى. بل أضل! وأضل! (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور:63]. هذه هي الصفحة المظلمة.

وإليكم الصفحة المشرقة الوقّادة المضيئة، أنتقل بكم عبر صفحات التاريخ صفحة تلو الأخرى لنقف على صفحة مضيئة مشرقة وقَّادة بالإيمان، تلك الصفحة هي صفحة سيرة صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم-. نقف أمام هذه الصفحة لنتملَّاها، ونشم عبيرها، ونستشف فوائدها.

أمةَ الإسلام هيا وابعثـي
ذكر النبيِّ وصحبه الأخيارِ
قد جاهدوا في الله حق جهـده
وتسابقوا للبذل والإيثــار
فتحوا من الأمصار كل محصنٍ
لله ما فتحوا من الأمصـار
سادوا وعزوا حين كان شعارهم
الله أكبر وهو خير شعـارِ
أخلِقْ بنــا أن نقتفي آثـارهم
فخلودنا ... في هذه الآثار

فلقد كانت معهم القوة، قوة من الله لا تُغلب، وعزيمة من الله لا تضعف، ونصر من الله لا يُهزم.

هذا خالد بن الوليد -رضي الله عنه- يقف عند حدود الفرس في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، يبعث برسالة إلى كسرى يضمنها قوله: "يا كسرى، أسلم تسلم، وإلا جئتك برجال يحرصون على الموت كما تحرصون أنتم على الحياة".

فوقعت الرسالة في يد كسرى فارتعد، واستنجد بمن حوله، فكانت الإجابة من بعضهم: "لا طاقة لنا بهؤلاء الرجال الذين لو أرادوا خلع الجبال لخلعوها".

فعزم حينها كسرى على مقاتلة المسلمين، واستعد للمسلمين بجيش يزيد على مائة وعشرين ألف مقاتل، بينما عدد جيوش المسلمين لا يزيد على الثلاثين ألفاً.

Читать полностью…
Subscribe to a channel