zadi2 | Unsorted

Telegram-канал zadi2 - زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

9095

الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321

Subscribe to a channel

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

إن هذه المعجزات لهي من أعظم دلائل قدرة الله تعالى ، وإذا أراد الله نصر المؤمنين خرق القوانين ، وقلب الموازين { إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون } .
5) درس في الحب :
وقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم :" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " .
إن هذا الحب هو الذي أبكى أبا بكر فرحاً بصحبته صلى الله عليه وسلم . . . إن هذا الحب هو الذي جعل أبا بكر يقاوم السم وهو يسري في جسده يوم أن لدغ في الغار لأن الحبيب ينام على رجله .
إن هذا الحب هو الذي أرخص عند أبي بكر كل ماله ليؤثر به الحبيب صلى الله عليه وسلم على أهله ونفسه .
إن هذا الحب هو الذي أخرج الأنصار من المدينة كل يوم في أيام حارة ينتظرون قدومه صلى الله عليه وسلم على أحر من الجمر . فأين هذا ممن يخالف أمر الحبيب صلى الله عليه وسلم ويهجر سنته ثم يزعم أنه يحبه !!!
يا مدعي حب أحمد لا تخالفه *** فالحب ممنوع في دنيا المحبينا
6) درس في التضحية والفداء :
لقد سطر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه صفحات مشرقة من التضحية ، والمغامرة بالأنفس والأموال لنصرة هذا الدين .. لقد هاجروا لله ولم يتعللوا بالعيال ولا بقلة المال فلم يكن للدنيا بأسرها أدنى قيمة عندهم في مقابل أمر الله وأمر ورسوله صلى الله عليه وسلم .
فيوم أن بات علي في فراشه صلى الله عليه وسلم وغطى رأسه كان يعلم أن سيوف الحاقدين تتبادر إلى ضرب صاحب الفراش ، ويوم أن قام آل أبي بكر عبدالله وأسماء وعائشة ومولاه عامر بهذه الأدوار البطولية كانوا يعلمون أن مجرد اكتشافهم قد يودي بحياتهم .
هكذا كان شباب الصحابة فأين شبابنا .. أين شبابنا الذين يضعون رؤوسهم على فرشهم ولا يضحون بدقائق يصلون فيها الفجر مع الجماعة .
نعم .. لقد نام شبابنا عن الصلاة يوم أن نام علي مضحياً بروحه في سبيل الله ، فشتان بين النومتين .
أين شبابنا الذين كلّت أناملهم من تقليب أجهزة القنوات ومواقع الشبكات . أين هذه الأنامل من أنامل أسماء وهي تشق نطاقها لتربط به سفرة النبي عليه الصلاة والسلام . ويوم القيامة ستشهد الأنامل على تضحية أسماء ، وستشهد على الظالمين بما كانوا يعملون .
7) درس في العبقرية والتخطيط واتخاذ الأسباب :
لقد كان صلى الله عليه وسلم متوكلاً على ربه واثقاً بنصره يعلم أن الله كافيه وحسبه ، ومع هذا كله لم يكن صلى الله عليه وسلم بالمتهاون المتواكل الذي يأتي الأمور على غير وجهها . بل إنه أعد خطة محكمة ثم قام بتنفيذها بكل سرية وإتقان .
فالقائد : محمد ، والمساعد : أبو بكر ، والفدائي : علي ، والتموين : أسماء ، والاستخبارات : عبدالله ، والتغطية وتعمية العدو : عامر ، ودليل الرحلة : عبدالله بن أريقط ، والمكان المؤقت : غار ثور ، وموعد الانطلاق : بعد ثلاثة أيام ، وخط السير : الطريق الساحلي .
وهذا كله شاهد على عبقريته وحكمته صلى الله عليه وسلم ، وفيه دعوة للأمة إلى أن تحذو حذوه في حسن التخطيط والتدبير وإتقان العمل واتخاذ أفضل الأسباب مع الاعتماد على الله مسبب الأسباب أولاً وآخراً .
8) درس في الإخلاص :
ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنه ليس أحدٌ أمنُّ علي في نفسه وماله من أبي بكر " فقد كان أبو بكر} الذي يؤتي ماله يتزكى { ينفق أمواله على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى الدعوة إلى دين الله .
لكن السؤال هنا هو لماذا رفض صلى الله عليه وسلم أخذ الراحلة من أبي بكر إلا بالثمن ؟
قال بعض العلماء : إن الهجرة عمل تعبدي فأراد عليه الصلاة والسلام أن يحقق الإخلاص بأن تكون نفقة هجرته خالصة من ماله دون غيره . وهذا معنى حسن ، وهو درس في الإخلاص وتكميل أعمال القرب التي تفتقر إلى النفقة ( كنفقة الحج ، وزكاة الفطر ، وغيرها من الأعمال ) فإن الأولى أن تكون نفقتها من مال المسلم خاصة .
9) درس في التأريخ الهجري :
التأريخ بالهجرة النبوية مظهر من مظاهر تميز الأمة المسلمة وعزتها . ويعود أصل هذا التأريخ إلى عهد عمر رضي الله عنه . فلما ألهم الله الفاروق الملهم أن يجعل للأمة تأريخاً يميزها عن الأمم الكافرة استشار الصحابة فيما يبدأ به التأريخ ، أيأرّخون من مولده عليه الصلاة والسلام ؟ أم مبعثه ؟ أم هجرته ؟ أم وفاته ؟ .
وكانت الهجرة أنسب الخيارات . أما مولده وبعثته فمختلف فيهما ، وأما وفاته فمدعاة للأسف والحزن عليه . فهدى الله تعالى الصحابة إلى اختيار الهجرة منطلقاً للتأريخ الإسلامي .
وظلت الأمة تعمل بهذا التأريخ قروناً متطاولة ، حتى ابتليت في هذا العصر بالذل والهوان ، ففقدت هيبتها ، وأعجبت بأعدائها ، واتبعتهم حذو القذّة بالقذّة ، حتى هجرت معظم الدول المسلمة تأريخها الإسلامي فلا يكاد يعرف إلا في المواسم كرمضان والحج ، وأرخت بتواريخ الملل المنحرفة .
لقد نسينا تاريخنا فأنسينا تأريخنا .. وأضعنا أيامنا فضاعت أيامنا .. وما لم نرجع إلى ديننا الذي هو عصمة أمرنا .. فسلامٌ على مجدنا وعزنا .. والله المستعان .

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن قريشاً ستجدّ في الطلب شمالاً باتجاه المدينة . فاتجه هو وصاحبه جنوباً إلى غار ثور على طريق اليمن ، ولما انتهيا إلى الغار روي أن أبا بكر دخل الغار وسد جحوره بإزاره حتى بقي منها اثنان فألقمهما رجليه . ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ونام في حجر أبي بكر . وبينما هو نائم إذ لُدغت رجل أبي بكر من الجحر فتصبّر ولم يتحرك مخافة أن ينتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم من نومه ، لكن دموعه غلبته فسقطت على وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستيقظ ليرى صاحبه قد لدغ قال : يا أبا بكر مالك . قال : لدغت فداك أبي وأمي . فتفل صلى الله عليه وسلم على رجله فبرأت في الحال .
عبدالله بن أبي بكر شاب ذكي نبيه بطل من أبطل الصحابة .. كان يصبح مع قريش فيسمع أخبارها ومكائدها فإذا اختلط الظلام تسلل إلى الغار وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم الخبر فإذا جاء السحر رجع مصبحاً بمكة .
وكانت عائشة وأسماء يصنعان لهما الطعام ثم تنطلق أسماء بالسفرة إلى الغار ولما نسيت أن تربط السفرة شقت نطاقها فربطت به السفرة وانتطقت بالآخر فسميت بـ( ذات النطاقين ) .
ولأبي بكر راعٍ اسمه عامر بن فهيرة ، فكان يرعى الغنم حتى يأتيهما في الغار فيشربان من اللبن ، فإذا كان آخر الليل مر بالغنم على طريق عبدالله بن أبي بكر عندما يعود إلى مكة ليخفي أثر أقدامه .
واستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً كافراً اسمه عبدالله بن أريقط وكان هادياً خريتاً ماهراً بالطريق وواعده في غار ثور بعد ثلاث ليال .
أعلنت قريش حالة الطواريء وانتشر المطاردون في أرجاء مكة كلهم يسعى للحصول على الجائزة الكبيرة . وصل بعض المطاردين إلى الجبل وصعدوه حتى وقفوا على باب الغار ، فلما رآهم أبو بكر قال : يا رسول الله لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا .. لو أن أحدهم طأطأ بصره لرآنا . فقال له صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما } إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا { .
نظروا إلى الغار وإذا العنكبوت قد نسجت خيوطها على الباب . فقالوا : لو دخل هنا لم تنسج العنكبوت على الباب ، فانقلبوا خاسئين .
مكث عليه الصلاة والسلام وصاحبه في الغار ثلاثة أيام ولما خَمَدت نار الطلب جاءهما عبد الله بن أريقط في الموعد المحدد فارتحلوا وسلكوا الطريق الساحلي .
وفي مشهد من مشاهد الحزن يقف عليه الصلاة والسلام بالحَزْوَرة على مشارف مكة ليلقي النظرة الأخيرة على أطلال البلد الحبيب .. بلد الطفولة والذكريات .. يخاطب مكة ويقول : أما والله إني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلي وأكرمها على الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت .
وفي الطريق يمر عليه الصلاة والسلام بديار بني مدلج وإذا سراقة بن مالك جالس في مجلس من مجالس قومه ، فيقول أحدهم : إني رأيت أَسوِدة بالساحل أراها محمداً وأصحابه . ففطن سراقة للأمر لكنه أراد أن يستأثر بالجائزة فقال للرجل : إنهم ليسوا هم ولكنك رأيت فلاناً وفلاناً . ثم لبث سراقة قليلاً ثم قام إلى منزله ولبس سلاحه وانطلق مسرعاً في أثر الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه .
يبصر سراقة النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه فيدنو منهما ، ويسمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن ولا يلتفت . يلتفت أبو بكر فيرى سراقة فيقول : يا رسول الله أُتينا . يرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وهو ماضٍ في طريقه لا يلتفت ويقول : اللهم اكفناه بما شئت .. اللهم اصرعه . وكان سراقة يجري بفرسه على أرض صلبة فساخت قدما فرسه في الأرض وكأنما هي تمشي على الطين فسقط عن فرسه ، ثم قام وحاول اللحاق بهما فسقط مرة أخرى ، فنادى بالأمان فتوقف عليه الصلاة والسلام وركب سراقة فرسه حتى أقبل عليه وأخبره خبر قريش وسأل النبي عليه الصلاة والسلام أن يكتب له كتاباً فأمر عامر بن فهيرة أن يكتب له وقال له : أَخفِ عنا . فرجع سراقة كلما لقي أحداً رده وقال : قد كفيتم ما ههنا . فكان أول النهار جاهداً على النبي صلى الله عليه وسلم وكان آخر النهار مدافعاً عنه ، فسبحان مغير الأحوال .
وفي الطريق يمر الركب المبارك بخيمتي أم معبد فيسألها النبي صلى الله عليه وسلم الطعام فتقول : والله لو كان عندنا شيء ما أعوزكم القرى والشاء عازب والسنة شهباء يلتفت عليه الصلاة والسلام وإذا شاة هزيلة في طرف الخيمة فيقول : ما هذه الشاة يا أم معبد ؟ فتقول له : هذه شاة خلفها الجهد عن الغنم قال : أتأذنين أن أحلبها . قالت : نعم إن رأيت بها حلباً . فدعا صلى الله عليه وسلم بالشاة فمسح على ضرعها ودعا فـتـفجرت العروق باللبن فسقى المرأة وأصحابه ثم شرب صلى الله عليه وسلم ، ثم حلب لها في الإناء وارتحل عنها .

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

بهجرةِ ما نهى اللهُ عنه إن كُنَّا نُؤمنُ باللهِ واليومِ الآخر ونُوقنُ بالجنةِ والنار, وهجرة ما نهى اللهُ عنه تُطالبُ بها الأمةُ كلُها من أعلى القمةِ إلى أسفلِ القاع؛ فالأمةُ كُلها تستقلُ سفينةً واحدة, فليسَ لأحدٍ أن يخرقَ في نصيبهِ خرقًا, فمتى خُرقت السفينةُ فإن الخطر الداهم والهلاك سيعم الجميع .
عبـــاد الله : إن فهمنا لحدث الهجرة النبوية ودروسها ينبغي أن يطبق في واقع حياتنا ويظهر في سلوكياتنا من حب وتضحية لهذا الدين واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وحبه والسير على نهجه والدفاع عن سنته وتقوية روابط الأخوة والحب والتراحم فيما بيننا والتخطيط والتعليم والأخذ بالأسباب لبناء الحضارة وإعداد القوة لمواجهة الأعداء وحسن التربية لأولادنا وأهلينا وربطهم بقيم هذا الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وزرع الأمل في النفوس والثقة بنصر الله ...
اللهُمَّ إنَّا نسألُك إيمانًا يُباشرُ قُلوبنا ويقينًا صادقًا وتوبةً قبلَ الموتِ وراحةً بعد الموتِ، ونسألُكَ لذةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريمِ والشوق إلى لقائِكَ في غيِر ضراءَ مُضرة ولا فتنةً مُضلة. اللهُمَّ زينَّا بزينةِ الإيمانِ، واجعلنا هُداةً مُهتدين, لا ضاليَن ولا مُضلين, بالمعروفِ آمرين، وعن المُنكرِ ناهين يا ربَّ العالمين... ألا وصلوا وسلِّموا على من أُمرتم بالصلاة عليه، إمام المتقين وقائد الغُرِّ المُحجلين، وعلى آلهِ وصحابته أجمعين، وارض اللهُمَّ عن الخلفاءِ الراشدين أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعنا معهم بمن وكرمك يا أرحم الراحمين والحمدلله رب العالمين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان :*
*معالم تربوية من الهجرة النبوية .. !!*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـة الأولـى:*
الحمد لله المطلع على ما تكنه النفوس والضمائر، الذي أحاط علمه بكل شيء باطنٍ وظاهر ... إليه تصير الأمور، وبيدِه تصريفُ الدّهور، أحمده سبحانه وأشكره، عمَّ الخلائقَ فضلُه وإحسانه، ووسِع المذنبين عفوُه وغفرانُه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، عظُم شأنه وعزّ سلطانه، ...
أوليتني نعما أبوح بشكرها ...
وكفيتني كل الأمور بأسرها .
فلأشكرنك ما حييت وإن أمت ...
فلتشكرنك أعظمي في قبرها .
وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، ما ترك خيراً إلا ودل أمته عليه ولا شراً
إلا وحذرها منه فتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ولا يتبعها إلا كل منيبٍ سالك فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً أما بعـــــــد:-

عبـــــــاد الله : - إننا على أبواب عام هجري جديد قد أقبل محملاً بما فيه، نقف فيه متذكرين هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
إنها ذكرى الاعتبار والاتعاظ ...

وإنها لوقفة نستقرئ فيها فصلا من فصول الحياة ودرساً من دروس معلم البشرية ومحطم الوثنية صلى الله عليه وسلم لماذا ؟ لأنها هجرةٌ نفثت في الأرواح والأجساد والأوطان الحياة بما تحمله من معاني وقيم فالإنسان لا يكون حياً وإن أكل وشرب وتنفس إلا بالإيمان قال تعالى ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:122) ..

إن الهجرة لم تكن سياحةً في الأرض ولا هروباً من الواقع ولا رغبةَ في السلامة أو استكشافاً لعالمٍ جديد, كلاَّ, لقد كانتْ خياراً لا مفرّ منه, وحلاً أخيراً بعد أنْ ضاقتْ بالمسلمينَ أرضُ مكةَ بما رحبت, وتغيرَ عليهم الناسُ, وأصبحتْ بضعُ ركعاتٍ في المسجدِ الحرامِ جريمةً لا تُغتفر, وغدتْ قراءةُ القُرآن رجعيةً وهمجيةً, وإرهاباً وتطرفاً عندها كان لابد من الهجرة فكانت حدثاً غير مجرى التأريخ، وحمل في طياته معاني القيم العظيمة والحب الخالد للدين و الشجاعة والتضحية والإباء، والصبر والنصر والفداء، والتوكل والقوة والإخاء، والاعتزاز بالله وحده مهما بلغ كيد الأعداء، جعله الله سبحانه طريقا للنصر والعزة، ورفع راية الإسلام، وتشييد دولته، وإقامة صرح حضارته، فما كان لنور الإسلام أن يشع في جميع أرجاء المعمورة لو بقي حبيسا في مهده، ولله الحكمة البالغة في شرعه وكونه وخلقه..

ألا وإنَّ من أعظمِ معالم الهجرة و دروسِها التربوية ما يجبُ أن نُدركَه جميعاً, أنَّ الغايةَ الكُبرى من الوجودِ الإنسانيِ بأسرهِ هو عمارةُ الأرضِ بالتوحيدِ والإيمان, وإقامةُ حكمُ اللهِ وشرعهِ في عظائمِ الأُمورِ وصغارها ً ومتى ما تعذَّرَ تحقيقُ هذه الغايةِ فوقَ أرضٍ ما, أو في وظيفة ما أو في منصبٍ ما أو في مدينة ما أو مع شلة وأصحاب وكبراء يركنُ إليهم ويخافهم ...

فلا بُدَّ من البحثِ عن غيرِها من أرض أو وظيفة أو منصب مهما كان الثمن, ومهما كانتِ التضحيات والله عز وجل يقول محذراَ أن يضعف الإنسان فيبيع دينه وقيمه ومبادئه بحجة الضعف والخنوع والإستسلام (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً) (النساء:97)

عبـــــــــاد الله : - لقد أراد الصحابي الجليل صهيب الرومي الهجرة إلى المدينة فراراً بدينه ولحاقاً برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان تاجراً ذا مال وفير فتبعته قريش وقالوا والله لا ندعك تلحق بصاحبك لقد أتيتنا صعلوكاً لا مال لديك والآن تريد أن تهاجر والله لن ندعك فقال يا معشر قريش أرايتم إن أخبرتكم أين مالي أتخلون سبيلى قالوا نعم فدلهم على ماله وهاجر بدينه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأه سلم عليه وقال له ربح البيع أبا يحيى .. ربح البيع أبا يحيى وأنزل الله قوله تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) (البقرة:207)

ومن دروس الهجرة النبوية أن يدرك المسلمون أن عزتهم وقوتهم تكمن في تحقيق كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة عليها، وأن أي تفريط في أمر العقيدة أو تقصير في أخوة الدين مآله ضعف الأفراد وتفكك المجتمع وهزيمة الأمة، وإن المتأمل في هزائم الأمم وانتكاسات الشعوب عبر التأريخ يجد أن مردّ ذلك إلى التفريط في أمر العقيدة والتساهل في جانب الثوابت المعنوية مهما تقدمت الوسائل المادية، فقوة الإيمان تفعل الأعاجيب وتجعل المؤمن صادقا في الثقة بالله والاطمئنان إليه والاتكال عليه، هذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ينظر إلى مواضع

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

نحن نغرق، والناس تهرب.
الرحلات إلى أوروبا وأمريكا وكندا تُحجز بالكامل. السفارات ممتلئة بطلبات الهجرة. العائلات تبيع ممتلكاتها بصمت. الآباء يرسلون أبناءهم للدراسة في الخارج، بلا نية للعودة. نحن لا نُهاجر… بل نفرّ. نعم، نفرّ كالفئران من سفينة تتهاوى.

مشاهد الذل أصبحت يومية:
– جنود يبكون أمام الكاميرات.
– مستوطنون يفرّون من الجنوب والشمال.
– وزراء يصرخون ويهددون… بلا أثر.
– وشعب بأكمله يعيش على الحبوب المهدئة.

أي دولة هذه التي تُقصف عاصمتها ومستوطناتها يومياً ولا تستطيع الرد؟
أي جيش هذا الذي يفشل في "تركيع غزة" رغم آلاف الغارات؟
أي قيادة هذه التي تتحدث عن النصر بينما الخراب ينهشنا من الداخل؟

حماس كشفت كل شيء.
لقد عرّت جبننا، ونفخت في جمرات الكراهية التي تأكلنا.. في الضفة، الانتفاضة تقترب. في الداخل، العرب يعيدون الثقة بأنفسهم.. أما نحن؟ فمتفرقون، خائفون، متآكلون.

نحن اليوم كيان بلا مشروع، بلا بوصلـة، بلا مبرر. دولة بلا أخلاق، تقتل المدنيين وتعتقل الأطفال، ثم تطلب من العالم أن يصفق لها.

خلال عامين، لن تبقى إسرائيل كما نعرفها.
ربما تُصبح "دولة قلاع محاصرة"، أو "جيب يهودي مسلح" يعيش على فتات الحماية الأمريكية... وربما تنهار تماماً،.. وتعود الأرض إلى أصحابها.

هل أبالغ؟
اسألوا التاريخ... كل مشروع استعماري.. اعتمد على القتل والكذب، انهار..كل كيان قام على الظلم، سقط.

الساعة تدق.
وحين تسقط إسرائيل – وهي ستسقط – سيتحدث العالم عن تلك اللحظة التي تخلّت فيها دولة نووية عن إنسانيتها، فخسرت كل شيء.

أما نحن، فإن لم نستفق الآن، فسنُذكر كأغبى أمة.. عاشت في وهم القوة.. بينما العالم يراها تنهار...
فنسأل الله تعجيل زوالهم...
وتطهير الأرض المباركة..وبيت المقدس والمسجدالاقصى من رجسهم ودنسهم...انه سميع مجيب...

@- هذا ما تيسر ذكره ...وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله،ﷺ
فقد أمرنا الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)) [الأحزاب: 56]،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ. ..

اللهم اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية ..

اللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة ،والتمكين

اللهم انصر أهل فلسطين وثبت أقدامهم وسدد رميتهم واربط على قلوبهم وأمدهم بجنود من عندك،
اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلاء ،
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللهم عليك باليهود الغاصبين،
اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم من المجرمين والمنافقين والمطبعين عبرة وآية ، ، ،
اللهم دمر أمريكا واساطيلها يارب العالمين...
اللهم إنصر من نصر غزةَ وفلسطين ،واهلك من خذل غزة وفلسطين يارب العالمين..
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً...
اللهم احفظ بلادنا اليمن وسائر بلدان المسلمين يارب العالمين
اللهم إحفظ أمنه واستقراره وعقيدته
إجعله بلاد سخاء رخاء وسائر بلدان المسلمين
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ...

اللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرة أعين لنا في الدنيا والآخرة ..

ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً ...
اللهم إغفر للمسلمين والمسلمات ،المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات وقاضي الحاجات يارب العالمين...
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ...

عباد الله:

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛

فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ففي زمن يُذبح فيه الأطفال في غزة،.. وتُقصف البيوت فوق رؤوس ساكنيها،.. ويُحاصر الشيوخ والنساء حتى الموت،... نتذكر أن الدعوة لم تُبنَ يومًا في رغد ولا دعة، ... بل في الخنادق والكهوف،.. في الصبر الطويل، ..في التهجير والتضييق والدموع والدماء... تمامًا... كما نرى في أرض الرباط،.. حيث يجدد أبناء فلسطين معاني الهجرة والتضحية كل يوم،...لا هجرة مكان،... بل هجرة من التعلق بالدنيا.. إلى التعلق بالجنة،... من طلب الأمن الزائف.. إلى الثبات على الحق.. ولو تحت النار.

إنها ليست مجرد ذكرى... بل مدرسة مفتوحة.. تعلمنا أن الهجرة لم تكن هروبًا، بل إعدادًا للتمكين... وهكذا يفعل المجاهدون في فلسطين.. حين يُضيّق عليهم في كل اتجاه.. فلا يزيدهم ذلك إلا عزيمة... بل يتحركون في كل اتجاه.. للبحث عن نصرة الدين، وثبات الموقف، وإفشال مخططات العدو... وتكثير الأنصار.. واستنهاض الأمة... وتذكيرها بواجبها تجاه قبلتها الأولى.

-أيها الأحبة:
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم... يعلم أن مكة لا تصلح لقيام دولة الإسلام،.. ولذلك استشرف المستقبل، وأعد الخطة.. وهيأ الأسباب.. وتحرك ليجد الأرض التي تنصر دعوته...

وكم هو شبيه حاله.. بحال أولئك الذين يصرخون اليوم من تحت الركام في غزة،.. باحثين عن أمة تقف معهم.. عن أرض تأويهم،... عن قلب يؤازرهم،.. عن خطة تنقذهم ..عن قيادة تنصرهم،.. لا بالكلمات... بل بالأفعال.

ولقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم... أن القيادة.. لا تكتفي بالشعارات ..بل تبني رجالاً،.. وتخطط بذكاء..وتتحرك بحكمة..
وتجمع القلوب على هدف واحد.

كما كان في الهجرة: تخطيط.. وتنظيم.. واستغلال كل طاقة ممكنة.. وكأننا نرى ذلك اليوم ..
في الشباب الفلسطيني.. الذي بات كل فرد منهم.. يحمل هم الأمة ..فالصبي مراقب.. والمرأة مرابطة.. والشيخ مدافع.. والكل في ثغر.. وكلهم على قلب رجل واحد... كما كان الصحابة في دار الأرقم.. يحيطون بالنبي.. ويدافعون عن المشروع.. مهما عظمت التضحيات.

-أيهاالأحبة:
نحن اليوم... لا يطلب منا أن نهاجر إلى المدينة،.. ولكننا مطالبون بهجرة من نوع آخر ..هجرة من الجبن إلى الشجاعة،.. من السلبية إلى التفاعل،.. من البكاء على غزة إلى العمل لأجلها،... من العجز إلى الحركة،... من الانتظار إلى المبادرة.

فالمهاجر اليوم ...هو من يتجرد من حظوظ نفسه، ويقدّم لأمته شيئًا.. بالكلمة.. أو المال.. أو الموقف... أو الدعاء.. أو النصرة.. أو حتى بألم صادق في قلبه.. لا ينام له ليل.

والمهاجر اليوم... هو من يرفض أن يرى اليهود يقتلون الأطفال.. ويحاصرون المرضى.. ويدنّسون المقدسات،.. ثم لا يتحرك له ساكن.
المهاجر اليوم... من يوقن أن وعد الله حق،.. وأن النصر ليس بالأمنيات، بل بالسعي،.. وأن المكر اليهودي مهما بلغ... فلن يُطفئ نور هذا الدين،.. لأن الله يقول:((يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ)).

-أيها الإخوة:
إن دروس الهجرة.. يجب أن توقظ فينا.. نخوة عمر بن الخطاب، ..وثبات أسماء بنت أبي بكر،..وتضحية عليّ،.. ووفاء أبي بكر، ..ويقين الرسول صلى الله عليه وسلم.

وإننا لنخجل... أن نحتفل بالهجرة ...وننسى أن في غزة ألف هجرة يوميًا، ..من الأمان إلى الخوف،... ومن الدفء إلى الخيام،... ومن الصحّة إلى الألم،... وكل ذلك في سبيل الله،.. وفي سبيل البقاء على أرض الرباط،... وحراسة أولى القبلتين... وهم مع ذلك يرددون: [حسبنا الله ونعم الوكيل].

فلنتعلم من هجرتهم.. صدق الإيمان،.. ولنتعلم من صبرهم.. ثبات العقيدة،.. ولنجعل من خطبنا ..ومنابرنا منطلقًا لتحريك الأمة، ...لا مجرد تذكير بالأحداث،.. بل دعوة لإصلاح النفس.. ولتكن كذلك..هجرة من التخاذل إلى الجهاد،... ومن الترف إلى البذل،...ومن البعد إلى النصرة،.. بكل ما نملك.
-((وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا))...

-أيها الأحبة:
بين غزة والأندلس دروس لا بد منها:
لمّا جاء رسولُُ سعد بن أبي وقاص... إلى عمر بن الخطاب.. يبشّره بالنصر في القادسيّة،.. سأله عمر: كم استمرّ القتال؟
فقال له الرسول: من الصبح حتى العصر.
فقال عمر: سبحان الله، لا يصمُدُ الباطل أمام الحقّ مثل هذا، ولعلّه بذنبٍ أذنبتموه أنتم أو أنا!

لم يسأل عمر بن الخطاب، الرّسول عن العُدّة والعتاد، وإن كانت هي من الأخذ بأسباب النصر،... ولكنّ.. للنّصر معادلاتٍ أُخرى.. ليست في البندقية، وإنّما في عقيدة البندقيَّة،... فإنّ البُندقية بلا عقيدة... تَقتُل.. ولا تُحرِّر! ...
ومن تمام العقيدة...أن تؤمن.. أن الذّنب يصُب في مصلحة العدوّ!

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

1/ الأول: أهل الكوفة؛ فهم الذين دعوا الحسينَ إليهم لنصرته ومبايعته، ولكنهم خذلوه وخانوه، وخدعوه. فمن يبكي عليه اليوم؛ هم من خذلوه وباعوه، وتخلوا عنه بالأمس، مَن يضرب نفسَه اليوم بالسلاسل والحديد حَزَناً على قتله؛ أجدادُ هؤلاء هم من كانوا سبباً في مقتله، لأنهم ما أوفوا بعهدهم الذي قطعوه للحسين، لذلك كان يقول الحسين عليه السلام عن هؤلاء قبل المعركة: (زعموا أنهم شيعتُنا؛ ولكنهم خانونا)، وكان يقول رحمه الله: (خذلنا شيعتُنا)، بل لمّا وصل الإمام الحسينُ قربَ الكوفة نادى بأهل الكوفة وبأسمائهم قائلاً: (يافلان ابن فلان، ويافلان ابن فلان... ألم تكتبوا إليّ في القدوم إليكم؟ فقالوا: لم نفعل، فقال: بل فعلتم). فهذه هي الطائفة الأولى المسؤولة عن مقتله، (أهل الكوفة).
2/ الطرف أو الطائفة الثانية هم أصحاب القيادة -قيادة الجيش الذي قاتلوا الحسين- وعلى رأسهم عبيد الله بن زياد، ثم عمر بن سعد، ثم أشقاهم شمَر بن ذي الجَوْشن، فهؤلاء الثلاثة هم من أمَرُوا بقتله، وأشرفوا على ذلك، فيتحملون جزءاً من مسؤولية قتل الإمام الحسين.
3/ أما الطرف الثالث الذي يتحمل جزءاً من مسؤولية قتْل الإمام الحسين؛ هو يزيد بن معاوية والي الشام، وإنْ كان البعض لا يُحمّله المسؤولية؛ لأنه لم يأمر بقتل الحسين، ولم يرضَ بقتله، ولم يعلم بذلك قبل مقتله...، لكنّ البعض الآخر يُحمّله مسؤولية قتله؛ لأنه هو الذي ولّى عبيدَ الله ابن زياد والياً على الكوفة، وقالوا كذلك أنّ يزيد لم ينتصر للحسين بعد مقتله، فلم يأخذ بثأره، ولم يَقتلْ مَن قتلَه، لذلك يتحمل جزءاً من إثم قتله.
فهؤلاء هم الثلاثة الأطراف المسؤولة عن قتل الإمام الحسين بن علي عليهما السلام.
أيها المسلمون:
إنّ علماء المسلمين من أهل السنة يَعُدّون الحسينَ ابن علي رضي الله عنه يَعُدّونه شهيداً من الشهداء، لأنه قُتِل مظلوماً.
وقالوا: (أنّ مَن قَتَل الحسينَ فهو عاصٍ لله ولرسوله، ومن أعانَ على قتْله، أو رضِيَ بقتله، فهو عاصٍ لله ولرسوله، وتُعتبر جريمةُ قتْل الحسين مصيبةٌ كبيرة، وفاجعة عظيمة، أصيب بها المسلمون).

وقال الإمام ابن كثير رحمه الله:
(فكلّ مسلم ينبغي له أنْ يُحزنه قَتْل الحسين رضي الله عنه، فإنه كان من سادات المسلمين، ومن علماء الصحابة، وهو ابن بنت رسول الله، التي هي أفضل بناته عنده).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (قَتْلُ الحسين من أعظم الذنوب، وأنّ فاعل ذلك والراضي به، والمُعين عليه؛ يستحق عقابَ الله الذي يستحقه أمثاله ...).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية قدّس اللهُ روحَه أيضاً:
[ مَنْ قتَل الحسينَ، أو أعانَ على قتله؛ أو رضِي بذلك، فعليه لعنةُ الله، والملائكة، والناس أجمعين، لا يقبل اللهُ منه صَرفاً ولا عدلاً، أي لا فرضاً ولا نافلة].
فهذه هي قصة مقتله، وهذ هو خبر استشهاده رضي الله عنه وأرضاه.

وفي ختام هذه الحادثة؛ أختم كلامي بكلام الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز (رحمه الله)، عندما سألوه عن أهلّ صفّين ما قولُك فيهم؟ فقال لهم رحمه الله: (تِلْكَ دماءٌ طهّرَ اللهَ يَدِي منها؛ فلا أحبّ أنْ أُخضّب لساني بها).
ونحن نقول كما قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله:
{تلك دماءٌ طهّر الله أيدينا منها، فعلينا أن نطّهر ونحفظ ألسنتَنا منها}.
وكما قال الله تعالى: ﴿تِلكَ أُمَّةٌ قَد خَلَت لَها ما كَسَبَت وَلَكُم ما كَسَبتُم وَلا تُسأَلونَ عَمّا كانوا يَعمَلونَ}.

وليكن شعارُنا كمسلمين لاحقين بهم قولَ الله تعالى فينا:
﴿وَالَّذينَ جاءوا مِن بَعدِهِم يَقولونَ رَبَّنَا اغفِر لَنا وَلِإِخوانِنَا الَّذينَ سَبَقونا بِالإيمانِ وَلا تَجعَل في قُلوبِنا غِلًّا لِلَّذينَ آمَنوا رَبَّنا إِنَّكَ رَءوفٌ رَحيمٌ﴾.

فاللهمّ ربنا اغفر لنا، ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم.
اللهم إننا نشهدك أننا نحبُ نبيّك محمد، ونحب زوجات نبيّك، ونحب جميع أصحاب نبيّك، نشهدك أننا نحبُ أبا بكر وعمرَ وعثمانَ وعليّ، ونشهدك أننا نحبُ الحسنَ والحسينَ عليهما السلام، ونحبُ أمّهما فاطمة الزهراء، ونحبّ جميعَ آل بيت نبيّك محمد، فاللّهم احشرنا معهم جميعاً في مستقر رحمتك، في مقعد صِدْقٍ عند مَليكٍ مُقتدِر
يا رب العالمين.....

والحمد الله رب العالمين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

المسارعة للفُرقة، والانخراط فيها، وكان يقول لأصحابه: (أنَا لا أقاتلهم حتى يُقاتلوني، لا أقاتلوهم مالم يُقاتلوني). فقد كان النعمان بن بشير رجلاً حكيماً ومُسالماً، فقد كان يُحاول أن يبتعد عن استعمال القوة، وعدم استخدام السلاح، حتى لا تُسفك الدماء. لكن سُرعان ما وصلت الأخبار إلى يزيد بن معاوية في الشام عن سياسة النعمان (والي الكوفة)، وتعامله الليّن مع مُسْلِم وأنصاره، فلم تعجبه هذه السياسة (سياسة الرحمة اللّين)، عندها قام يزيدُ بعزل النعمان من منصبه، وولّى (عُبَيْدِ الله ابن زياد) والياً على الكوفة بدلاً عنه. وهنا بدأت مرحلة جديدة من الصراع، فكانت ولاية ابن زياد على الكوفة نقطةَ تحول في الأحداث. فإنه لما تولى ابنُ زياد على الكوفة؛ أعاد ضبط أمْن الكوفة، وزاد من الإجراءات، وضيّق على مُسْلِم وأتباعه، وعمِل على مراقبة الفئات المناصرة لمُسْلِم ابن عقيل، بل وحبسَ وسجن في قصره كلّ من استضاف ابنَ عقيل، فلما علِم مُسْلِم وأنصارُه بحبس أتباعهم؛ خرج مُسْلِمُ ومعه أربعة ألف مقاتل، وقاموا بمحاصرة قصر ابن زياد في الكوفة، لكن أثناء هذا الحصار؛ قام ابنُ زياد بعمل اجتماع لأسياد وأشراف الكوفة في قصره، وقال لهم:[خَذِّلوا الناسَ عن مُسْلِم]، أي حاوِلوا صرفَ الناس عن مناصرة مُسْلِم، ووعدَهم بالعطايا، وكذلك هددهم بجيش الشام، فخرج بعدها أسيادُ وأشراف الكوفة يخذّلون الناسَ عن مُسْلِم، حتى إنّ المرأة لتأتي وتأخذ ولدها من عند مُسْلِم، ويأتي الأخ ويأخذ أخاه، وهكذا ... استمر التخذيل وصرف الناس عن مُسْلِم حتى لم يبقَ مع مُسْلِم إلا ثلاثين رجلاً فقط، (من أربعة آلاف مقاتل)! وما غابت شمسُ ذاك اليوم إلا ومُسْلِم أصبح يمشي في شوارع الكوفة وحيداً لا أحدَ معه، حتى طرَق مُسْلِم على باب بيتٍ، ففتحت له امرأةٌ فدخل بيتها، فعرّف بنفسه، وطلب منها ألا تخبر أحداً بأمره، فجاء ابنُها فأخبرته بالخبر، فقام الابنُ وأخبر رجالَ ابن زياد بذلك، فقام جيشُ ابن زياد بمحاصرة هذا البيت، ثم قاموا بعدها بأسر مُسْلِم ابن عقيل (رسول الحسين إلى الكوفة)، فلما وصل مُسْلِم إلى قصر ابن زياد؛ أخبره ابنُ زياد بأنه عازمٌ على قتله، فقال له مُسْلِم (رحمه الله): أريد أن أوصي بوصيتي قبل موتي، ثم أخبر بمن يثق به على انفراد، وأمره أن يوصل هذا الوضع الذي حصل إلى الإمام الحسين، وقال له: اكتب كتاباً إلى الحسين وأخبره بأنْ يرجع، ولا يغرّه أهلُ الكوفة، فإنهم قد كذّبوني، وكذّبوك.
بعدها أمر ابنُ زياد بضرب عُنق مُسْلِم ابن عقيل فقُتِل رحمه الله.
أيها القارئ الكريم:
كلّ هذه الأحداث التي جرت في الكوفة كانت لا يعلم بها الإمامُ الحسين ابن علي، فهو مازال سائراً إلى الكوفة، وما زال يظنّ أنّ ابن عمه مُسْلِم ابن عقيل حيّ، وأنّ أهل الكوفة ما زالوا معه، وأنهم ينتظرون قدومه.
ولما علِم عبيدُ الله ابن زياد بقرب وصول الحسين إلى الكوفة؛ أمر عساكره بقيادة (عمر ابن سعد بن أبي وقاص)، أمرهم أن يمنعوا الحسين من دخول العراق.
فلما وصل الحسينُ قرب الكوفة؛ ووصل إليه خبرُ مقتل ابن عمه مُسْلِم ابن عقيل؛ وكذلك خذلان أهل الكوفة له؛ عندها جمع الحسين أتباعه، وقام فيهم خطيباً قائلاً لهم: (إنه قد بلغنا خبرٌ فظيع؛ مقتلُ ابن عمنا مُسْلِم وأصحابه، وخذلان أهل الكوفة لنا، فلقد خذلَنا شيعتُنا، فمن أحبّ منكم الانصراف فلينصرف من غير حرج). فتفرق أكثر القوم، ولم يبقَ مع الحسين إلا أصحابه الذين جاءوا معه من مكة ونفرٌ قليل.
ثم قال له بعض أصحابه: (ننشدك أنت أن ترجع، فإنه لا ناصر لك، ولا شيعة لك في الكوفة). لكن بنو عقيل وثَبوا وقالوا: (واللهِ لن نبرح، حتى نثأر لمُسْلِم، أو نذوق ما ذاق مُسْلِم)، فقال الحسين عندها: (لا خيرَ في العيش بعد هؤلاء). يقصد أنصارَه الذين قُتِلوا قبلَه.
فلم يدخل الحسينُ إلى الكوفة وقتها؛ تجنباً للمشاكل، بل اتجه نحو النجَف، ثم منها إلى كربلاء، فلما وصل كربلاء؛ سأل ما هذه؟ ما هذا المكان؟ فقالوا له: هذه كَرْبلاء، فقال رضي الله عنه: يومُ كَرْبٍّ وبَلاء! فكان كما قال، كَربٌ وبلاءّ عليه، وعلى أنصاره من بعده.
عندها وصل جيشُ ابن زياد إلى كربلاء، بقيادة عمر بن سعد، وشَمَر بن ذي الجَوْشن، في أربعة آلاف مقاتل، يريدون منع الحسين من دخول العراق. فلما التقى الحسين (عليه السلام) بقيادة جيش ابن زياد، قال لهم مبيّناً أنه ما جاء إلى الكوفة إلا بطلب من أهلها، ومعه الرسائل والكتُب التي تثبت ذلك، وعليها أسماء من أرسلها، وتوقيعاتهم عليها، ثم قال لهم الحسين وخيّرهم بين ثلاثة أشياء لإنهاء هذه الأزمة، وإخماد هذه الفتنة، فقال لهم: (اختاروا لي واحدةً من ثلاث:

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فكان هذا هو سبب الخلاف الحقيقي بين (عليّ)، وبين بعض الصحابة كـ(معاوية وطلحة، وعائشة) رضي الله عنهم أجمعين، وبعد شدّ وجذْب، وبعد رسائل ورسُل ومفاوضات بين الفريقين؛ تم الصلح بينهم، وتوقف القتال الذي قد كان نشَب بينهم، لكن الخوارج وأهل الفتنة من السبئيّين بقيادة عبد الله بن سبأ اليهودي اليماني، انتشروا سراً بين الفريقين، وأجّجُوا الخلاف بينهم، ورموا بالسهام على الفريقين؛ فتطورت الأحداث حتى وقع القتال بين الفريقين، وحدثت معركةُ 🐫الجمل بين عليّ وبين طلحة، وعائشة، ثم حدثت بعدها معركة (صفّين) بين عليّ ومعاوية، وقد قُتِل في المعركتَين من الصحابة، من الطرفين العددُ الكثير، رضي الله عن الصحابة أجمعين.
نرجع لقصتنا ولموضوعنا السابق:
فلمّا بايع الناسُ الحسنَ بن عليّ خليفةً للمسلمين بعد أبيه (عليّ)، كان معاوية مازال والياً على الشام، وحتى لا تتكرر معركة الجَمل، ومعركة صفّين مرة أخرى بين المسلمين؛ فقد تنازل الحسنُ بن علي بالخلافة لمعاوية طواعيةً، جمعاً لكلمة المسلمين، وحَقناً لدمائهم، فالحسن تنازل لمعاوية، بعد حوالي ستة أشهر من مبايعة الناس له بالخلافة، فرغم مبايعة الناس له؛ إلا أنّ الحسنَ فعل ذلك لأجل جمع كلمة المسلمين، وعدم تفرقهم، فسمّي هذا العام -عام (٤٠هـ)- بعام الجماعة، وذلك لاجتماع كلمة المسلمين على خليفةٍ واحد، وهو معاوية بن أبي سفيان ، بعد تنازل الحسن لمعاوية رضي الله عنهم أجمعين. وقد كان هذا الفعل من الحسن؛ مصداقاً لقول الرسول ﷺ الذي قال في ابنه الحسن هذا : (إنّ ابني هذا سيدٌ، ولعلّ الله أنْ يُصلح به بين فئتَين عظيمتين من المسلمين)، وصدقت نبوة محمد ﷺ في الحسن، فقد أصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين؛ بين فئة معاوية واتباعه، وبين فئة الحسن وأنصاره، وفرح المسلمون بهذا الاجتماع، واجتمعت كلمة المسلمين، وزالت وخُمِدَتْ به الفتنة.
وهكذا بايع المسلمون معاويةَ بن أبي سفيان خليفة للمسلمين، بدل الحسن بن علي، وقد كان الحسين بن علي رضي الله عنه شاهداً على هذا الصلح، وقد بايع الحسينُ بن علي كذلك معاويةَ خليفةً للمسلمين، واحترم خيار أخيه الأكبر (الحسن)، رغم أنه كان كارهاً لذلك، لكنه رضيَ بخيار أخيه، وحفظَ ودَّ أخيه، وانتقل الحسن والحسين من الكوفة للعيش بالمدينة طوال خلافة معاوية (العشرين سنة)، وطوال هذه الفترة الطويلة العشرين السنة كان الحسن والحسين رضي الله عنهما وفيَّين لهذا الصلح -رغم كثرة المحرضين والمعارضين لذلك- وقد كان يقول الحسن لهؤلاء: (إنّا قد بايعنا، وعاهدنا، ولا سبيلَ لنقض العهد بيننا).
وهكذا عاشا الحسنيْين في مدينة جدهما رسول الله طوال هذه الفترة، وقد كانت تأتي رسائل وكتابات من أهل الكوفة -من أنصار الحسن- تطلب منه أن يأتي إلى الكوفة لينصروه، ويبايعوه على الخلافة بدَل معاوية، لكن كان الحسن يرمي بهذه الرسائل في الماء، أو يُحرق هذه الكتابات، وكان يقول للناس: (أنَا لا أخشى على نفسي؛ وإنما أخشى على هذا، ويُشير لأخيه الحسين).
وهكذا عاشا وفيّين لهذا الوعد، ولهذا الصلح، فلما مرض الحسنُ مرض الموت، جاءه أخوه الحسين يزوره ليؤّنسه ويواسيه، ويبشره بقرب لقاءه بأحبابه، فكان الحسين يقول له مواسياً: (ما هذا الجَزَع منك؟ ماهي إلا أنْ تفارق روحُك جسدَك حتى تقْدم على أبويك (علي وفاطمة)، وعلى جدَيك (النبي وخديجة)، وعلى أعمامك (حمزة وجعفر)، وعلى أخوالك (القاسم وعبد الله)، وعلى خالاتك (رقية وأم كلثوم وزينب)، فلماذا هذا الجزع؟؟).
وماهي إلا أيام؛ وتفيض روح الحسن الطاهرة إلى باريها، ليلتقي هناك بأحبابه الذين سبقوه إلى الجنة، فرحمةُ الله عليه، ورضي الله عنه وأرضاه. فبكى عليه أخوه الحسين، وحزن لفراقه حزناً شديداً.
وبعد وفاة الحسن -رحمه الله- مكث أخوه الحسين وفيّاً لأخيه الحسن، وملتزماً بالعهد وبالصلح الذي عقده أخوه الحسن مع معاوية، حتى توفي معاوية رضي الله عنهم أجمعين.
لكن معاوية قبل وفاته؛ جعلَ أهلَ الشام، يبايعوا إبنَه (يزيد) على الخلافة بعده، مما جعل هذا الحدث سبباً في تطور الأحداث، وبدايةً لمرحلة جديدة من تأريخ المسلمين، وبداية حقبة جديدة من الصراع على الحُكم، فكان معاوية بهذا الفعل؛ قد صار آخر الخلفاء، وأوّل الملوك.
فلما بُويع يزيدُ بالخلافة في الشام بعد أبيه؛ أرسل يزيدُ والياً على المدينة المنورة، وطلب من هذا الوالي أن يأخذ البيعة من وجهاء أهل المدينة، وقال له:(وابدأْ بوجهاء قريش، وأوّلهم الحسين بن علي، ثم بقية كبار الصحابة.
وقد كان الحسين، وبعض الصحابة رافضِين لهذه البيعة، كعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهم جميعاً، كان هؤلاء جميعاً رافضين مبايعة يزيد خليفةً للمسلمين.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

مسألة:
انعقد إجماع أهل السنة على وجوب السكوت عمّا شجر بين الصحابة رضي الله عنهم؛ لأن الآثار المروية فيما وقع بين الصحابة على ثلاثة أقسام:
١_منها ما هو كذب.
٢_ومنها ما قد زِيْدَ فيه ونُقص، وتم تغييره عن وجهته.
٣_والصحيح منها هم فيه معذورون: إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون، وهم في ذلك يدورون بين الأجر والأجرين.
ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم.
قيل لعمر بن عبد العزيز: ما تقول في أهل صفين؟
فقال: (تلك دماء طهّر الله يدي منها فلا أحب أن أخضب لساني بها).
وقيل للإمام أحمد بن حنبل: (ما تقول فيما كان بين علي ومعاوية؟
قال: ما أقول فيها إلا الحسنى.... وقال: إقرأ قوله تعالى: (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عمّا كانوا يعملون).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لا تسبوا أصحاب محمدٍ؛ فإن الله أَمرَ بالاستغفار لهم وهو يعلم أنهم سيقتتلون).

مسألة:
_اعلموا أن الله تعالى مدح الصحابة وأثنى عليهم ورضي عنهم، ووعدهم جميعاً بأن يدخلهم الجنة، والذي يسبهم يردُ على الله سبحانه، فإننا لا نتصور مسلماً يسب ويبغض قوماً يحبهم الله.
_يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحدٍ ذهباً ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه).
_حق الصحابة على المسلمين الاستغفار لهم والترحم عليهم، امتثالاً لقوله تعالى: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم).

مسألة:
_من يسب الصحابة مفترٍ كذاب، قادح في الشريعة؛ لأن الصحابة هم العدول الثقاتُ حَمَلَةُ الشريعة إلينا، بل سب الصحابة أذيةٌ لله تعالى وقدحٌ في حكمته لأنه سبحانه اصطفاهم واختارهم لصحبة نبيه.
وسبّ الصحابة أذيةٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وللمؤمنين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سبّ أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين).

وفقنا الله وإياكم لكل خير وحفظ علينا ديننا وجعلنا من عباده الصالحين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

مسألة:
لما أراد الحسين الذهاب إلى الكوفة اعترضه عبد الله بن عباس، فناشده ألا يذهب، فلم يسمع له الحسين.
فدعا عبد الرحمن بن أبي بكر فوافق ابن عباس في الرأي.
ثم دعا عبد الله بن عمر فوافقهما في الرأي، فقال للحسين: (أنشدك الله لا تذهب إليهم فقد خانوا أباك وأخاك، وأنهم أهل غدرٍ، ولا يَصدقون فيما يقولون.
ثم جاء محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب وهو أخو الحسين، فناشده ألا يذهب إلى أهل العراق، فلما رأى منه الجدّ وأنه ذاهب لا محالة سأله أن يترك أهل بيته ونساءه عنده في مكة فإنه يخاف عليهم غدرهم.
ثم جاء عبد الله بن الزبير فقال للحسين: (أين تذهب إلى قومٍ قتلوا أباك وطعنوا أخاك... استودعتك الله من قتيل، فواللهِ إني أرى أهل العراق سيغدرون بك).
فلم يسمع الحسين منهم، فكان ذلك قدراً قدّره الله سبحانه، وكان قدرُ الله مفعولاً.

مسألة:
ذهب عبيد الله بن زياد إلى الكوفة بعد أن وَلَّاهُ يزيد عليها، وكلفه بمنع ولاية الحسين على العراق، وسأل أهل الكوفة أن يأتوه بمسلم بن عقيل حيّاً أو ميتاً، ورصد لمن أتاه به مالاً جزيلاً، وهدد وتوعد الذين بايعوا للحسين.
فنكث أهل الكوفة وتفرق الناس عن مسلم بن عقيل فبقي وحده، واختفى في بيت امرأة، حتى حوصر فيه حتى قُتل.

مسألة:
خرج الحسين رضي الله عنه إلى العراق فلما كان في الطريق وصل إليه خبر مقتل مسلم بن عقيل، ففكر بالرجوع، لكن كثيراً ممن كانوا معه تحمسوا للأخد بثأر مسلم بن عقيل.
وقد لقي الفرزدقُ الشاعر المعروف الحسينَ فقال له: (إن أهل الكوفة لا يؤتمنون، وإن قلوبهم معك وسيوفهم مع بني أمية).
تريث الحسين في مكان فسأل عنه فقالوا: كربلاء، فلم يعجبه هذا الاسم فقال: كربٌ وبلاء.
وهناك في كربلاء وصل جيش الكوفة ومنهم الذين بايعوا للحسين بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص، فحاصروا الحسين، وأرادوا أخذ الحسين أسيراً ومن معه والذهاب به إلى عبيد الله بن زياد والي الكوفة، فرفض الحسين ذلك.
ثم قال الحسين لعمر بن سعد أمير الجيش خذ مني ثلاث خصال:
إما تتركني أرجع إلى مكة، وإما أن تتركني أذهب إلى يزيد بن معاوية فيرى أمره فيّ، أو تتركني أذهب إلى الثغور أجاهد حتى يأتيني الموت.
لم يقبل أمير الجيش عمر بن سعد من الحسين، وأصرَّ على أخذه أسيراً إلى عبيد الله بن زياد، فحاصروه، وقاتلوه، وقتلوه، وقتلوا عدداً من أهل بيته الذي كانوا معه.
_وقد كان الحسين يقاتل أهل الكوفة ويقول: (هؤلاء زعموا أنهم شيعتنا ولكنهم قد خانونا).

مسألة:
قال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله: (قد صحّ إسلام يزيد بن معاوية، وما صحّ قَتْله الحسينَ ولا أمر به ولا رَضيه، ولا كان حاضراً حين قُتل، ولا يصحُ ذلك منه، ولا يجوز ذلك به، فإن إساءة الظن بالمسلم حرام).
_وقال ابن الصلاح: (لم يصح عندنا أن يزيد أمر بقتل الحسين رضي الله عنه، والمحفوظ أن الآمر بقتاله المفضي إلى قتله إنما هو عبيد الله بن زياد والي العراق إذ ذاك).
_ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل، ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك وظهر البكاء في داره... ولم يَسْبِ لهم حريماً، بل أكرم أهل بيته وأجارهم حتى ردهم إلى بلادهم).

مسألة:
قال ابن تيمية: (يزيد عند علماء المسلمين ملكٌ من الملوك لا يحبونه محبة الصالحين وأولياء الله ولا يسبونه).
_ويقول ابن كثير: (وقد أورد ابن عساكر أحاديث في ذم يزيد بن معاوية كلها موضوعة لا يصح منها شيء).

مسألة:
_طَعنُ الرافضة في يزيد غيرُ مستغربٍ؛ فقد سبّوا من أجمعت الأمة على فضلهم كأبي بكر وعمر وعثمان وعائشة رضوان الله عليهم.

مسألة:
كانت هذه الكارثة لها أثرٌ بالغ على نفوس المسلمين
_فأهل السنة وعلى رأسهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كرهوا هذه الواقعة، ولم يكونوا يرضون أن يذهب الحسين إلى العراق، وأسفوا عليه وحزنوا حزناً شديداً.
كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بعد مقتل الحسين يقول: (غَلَبَنا الحسينُ بن علي بالخروج، ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرةً، ورأى من الفتنة وخذلان الناس لهم ما كان ينبغي له ألا يتحرك ما عاش وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس، فإن الجماعة خير).
_وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: (غَلبني الحسينُ على الخروج، وقد قلت له إتقِ الله في نفسك والزم بيتك ولا تخرج على إمامك).
_وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: (كلمتُ حسيناً فقلت له: إتق الله ولا تضرب الناس بعضهم ببعض، فواللهِ ما حُمِدتم ما صنعتم، فعصاني).
_وكتب عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الحسين رضي الله عنه قائلاً له: (أما بعد فإني أسألك بالله لما انصرفت حين تنظر في كتابي، فإني مشفق عليك).

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

قال تعالى (ألَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْض

ِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ} [الأنعام:6]..
وقال تعالى: {فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِـمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ} [الحج: 45] ..

والله سبحانه وتعالى لا يأذن بزوال الظلم وأهله حتى يكون هناك من يقارع الظلم ويقف أمام الباطل ويصدع بكلمة الحق ولو كان ضعيفاً أو فقيراً أو وحيداً ،
كما فعل موسى عليه السلام وغيره من الأنبياء وأصحاب الحق والعظماء في كل زمان ومكان لأن الله لا يتخلى عن عباده ولا يترك أولياءه بل ينظر إلى أعمالهم ويطلع على نياتهم فإذا ما وجد من الجهد المطلوب والنية الخالصة أذن بنصره وهلاك أعدائه ...
قال موسى عليه السلام (قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ) (المائدة:25) ..
وهكذا هي سنة الله في هذه الحياة والتاريخ يشهد وأيام الله تترى علينا كل يوم تثبت هذه الحقيقة وتغرس في النفوس الإيمان والأمل والإستقامة وتقوم الإعوجاج وتصحح المسار وتوجه الإنحراف في أخلاقنا وأعمالنا وسلوكياتنا كلما صدقنا في فهمها وتدبرها ...

عبــــــــاد الله :
ومن يتأمل المكر اليهودي والحقد الصليبي والتآمر على أمتنا اليوم وخاصة في فلسطين الحبيبة وغزة الصامدة ليدرك هذه السنة الربانية فمع قوة العدو وأمواله وعدته نجد الصمود والبطولة والفداء من الثلة المؤمنة المحاصرة منذ سنوات رغم القتل والتشريد والأسر والاغتيالات والتعذيب إلا أنهم صامدون ويسطرون من البطولات وتلقين العدو من الخسائر البشرية والمادية والنفسية ما عجزن عنه جيوش العرب والمسلمين جميعاً ...

فصاحب الحق لا يتعب ولا يعتريه فتور ولا ييأس لأنه يأوي إلى ركن شديد وهو الله سبحانه وتعالى،

فأبشروا بأذن الله فإن نصر هذه الأمة قد انعقد غمامه وقد أقبلت أيامه فأحسنوا الظن بربكم ،
واجمعوا مع الأمل حسن العمل ,
واعلموا أن الشدائد التي تمر بها الأمة هي أمارات ميلاد جديد بإذن الله فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ..

و لا تقولوا:
زرع الزارعُ والباغي حَصَدْ .
ذهب الأقصى وضاعت قدسُنا منّا وحيفانا ويافا وصَفَدْ.
لا تقولوا: حارس الثَّغْر رَقَدْ .
أنا لا أُنكر أنَّ البَغْيَ في الدُّنيا ظَهَرْ .
والضَّميرَ الحيَّ في دوَّامة العصر انْصَهَرْ.
أنا لا أُنكر أنَّ الوهمَ في عالمنا المسكون بالوهم انتشرْ .
غيرَ أنَّي لم أزلْ أحلف بالله الأحَدْ .
أنَّ نَصْرَ اللَّهِ آتٍ ،
وعدوَّ اللهِ لن يلقى من الله سَنَدْ .
لن ينال المعتدي ما يبتغي في القدسِ....
ما دام لنا فيها وَلَدْ ..
فاللهم نصرك الذي وعدت ...

هذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ:﴿ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻠَﺎﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁَﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ ﴾ [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56]..

 ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻙ ﻭﺭﺳﻮﻟﻚ ﻣﺤﻤﺪ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ، ﻭﺍﺭﺽ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺮﺭﺓ ﺍﻷ‌ﺗﻘﻴﺎﺀ، ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻋﻠﻲ، ﻭﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ...


ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺃﺫﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﺍﺣﻢ ﺣﻮﺯﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺁﻣﻨﺎً ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺑﻼ‌ﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻ‌ﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻭﻻ‌ﻳﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻓﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﻙ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺭﺿﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ.

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝٍ ﻭﻋﻤﻞ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﺎً ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺃﺧﻼ‌ﻗﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺻﻠﺢ ﻟﻨﺎ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﺼﻤﺔ ﺃﻣﺮﻧﺎ، ﻭﺃﺻﻠﺢ ﻟﻨﺎ ﺩﻧﻴﺎﻧﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﺎﺷﻨﺎ، ﻭﺃﺻﻠﺢ ﻟﻨﺎ ﺁﺧﺮﺗﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻌﺎﺩﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ، ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﺭﺍﺣﺔ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﺮ.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺧﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ، ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.
 
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹ‌ﺣﺴﺎﻥ ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﺑﻰ ﻭﻳﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺍﻟﺒﻐﻲ ﻳﻌﻀﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺬﻛﺮﻭﻥ، فاذﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻳﺬﻛﺮﻛﻢ، ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻪ ﻳﺰﺩﻛﻢ، ﻭﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ.
والحمد لله رب العالمين ... ،،،،،،،

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خـطــبــة جـمــعـــة بعــنــوان :*
*وذكـــرهـــم.بأيــام.الــلــــه.ee*
*الـــعـــاشـــــــر.مـــن.مــحـــــــرم.tt*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
الحمدُ لله إليه تصير الأمور، وبيدِه تصريفُ الدّهور، أحمده سبحانه وأشكره، عمَّ
الخلائقَ فضلُه وإحسانه، ووسِع المذنبين عفوُه وغفرانُه،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، عظُم شأنه وعزّ سلطانه وجل ثناءه وتقدست أسمـــاءه ،...

وأشهد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمّدًا عبد الله ورسوله، بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً ...

يا خير من جاء الوجود تحية *
من مرسلين إلى الهدى بك جاؤوا
بك بشر الله السماء فزينت *
وتوضعت مسكا بك الغبراء
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى *
وفعلت ما لا تفعل الأنواء
وإذا عفوت فقادرا ومقدرا *
لا يستهين بعفوك الجهلاء
وإذا رحمت فأنت أم أو أب ***
هذان في الدنيا هما الرحماء ...

صلّى الله وسلّم وبارك عليه ، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا...

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...

أما بعــد - عبــــــــاد الله :
لقد جعل الله الأحداث والوقائع والمناسبات وتاريخ الأمم والشعوب والأفراد وسيلة من وسائل التربية والتقويم وتصحيح المسار وأخذ العبرة والعظة للأفراد والأمم والشعوب التي تأتي بعدهم ليقيم الحجة على عباده ..
قال تعالى (قدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ [أل عمران 137] ...

وقال سبحانه (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [الروم 9] ..

وقال عز من قائل (كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ ) (الدخان25-28) ..

وقال شعيب عليه السلام لقومه مذكراً لهم حتى يرتدعوا عن طغيانهم ويستسلموا للحق الذي جاءهم من ربهم: (وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ) [هود: 89]،

فذكرهم بمصارع الماضين وبسنة الله في الغابرين، وكأنه يقول لهم: العاقل من وعظ بغيره ولقد كان لكم في مَنْ مضى عبرة لو كنتم معتبرين،
فسنن الله تعالى لا تعرف المحاباة فمن يشاقق الرسل من بعد ما تبين له الهدى مصيره مصير من سبقه من الماضين، ولن تجد لسنة الله تبديلاً،

والمتأمل في سير الأمم السابقة وأخبار الماضين يتبين ذلك جلياً...
وأمر سبحانه وتعالى بتذكر وتدبر أحداث الأمم والشعوب والأفراد فقال ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآياتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (إبراهيم:5)..

والمقصود هنا بتعبير‏ (‏ أيام الله‏)‏ هي الأحداث الكبرى في حياة الناس بما فيها من النعم والنقم‏ ..

والعاشر من شهر محرم من أيام الله العظيمة والتي ينبغي للمسلمين أن يأخذوا الدروس والعبر من أحداثه ..
فقد قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال : " ما هذا ؟ قالوا : هذا يوم صالح ، هذا يوم نجَى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى ، قال : فأنا أحق بموسى منكم ، فصامه وأمر بصيامه" . [ رواه البخاري 1865 ] ...

ولماذا نحن أحق بموسى عليه السلام ؟
لأننا أمة من صميم عقيدتها أنها تؤمن بالله وتؤمن بجميع رسله ..
قال تعالى (آمَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَا

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

الْغَالِبُونَ

﴾ [الصافات: 171 - 173].

فلا ينبغي أن يَضيق صدر المؤمن حينما يشاهد في شيءٍ من الأوقات أن الدولة للباطل وأهله، فإن ذلك وضعٌ مؤقت، يُعجل الله تعالى بتبديله وتغييره، ونحن إذ نشاهد في زماننا هذا أنواعًا من التحولات التي وقعت في عالمنا الإسلامي، والتي لا شك أنها بمقاييس الزمن متواليةٌ عاجلة، كل ذلك يوضِّح قول الله تعالى: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 26].

أيها الإخوة الكرام، إن العاقبة والنصر والظفر في الدنيا والآخرة، لمن استقام على هذا الدين، فواجبٌ على المسلم أن يكون حرصه البالغ على أن يؤدي ما أمَر الله به؛ تُجاه نفسه، تُجاه مَن أوجب الله عليه رعايته، تجاه مَن يتعامل معهم، وأن يؤدي الحقوق التي أوجب الله تعالى عليه لكل مَن له عليه حق؛ حتى يلقى الله تعالى وهو على خير، حتى يُمضي هذه الفترة من الحياة الدنيا - فترة الاختبار والامتحان - إلى أن يلقى الله تعالى وهو على خير.

أيها الأخوة الكرام، إن هذا اليوم العظيم يوم عاشوراء، وما كان فيه من نُصرة الله تعالى لنبيه موسى عليه السلام - هو يومٌ من أيام الله تعالى الماضية وسُنته الماضية في شأن نُصرته لعباده المؤمنين، فلا تُتطاوَل دولة الباطل؛ فإنها مهما طالت، فإن الله تعالى يقول: ﴿ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴾ [الإسراء: 81].

مهما توالت الأيام على وجود ظالمٍ أو مبطل، فإن عدل الله تعالى ينتظره، والقصاص حاصلٌ حاصلٌ، طال الزمان أو قصر، في الدنيا أو في الآخرة؛ ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾ [إبراهيم: 42].

إن ذلك كله أيها الأخوة، ليعطي المؤمن طُمأنينةً عظيمة على أن المستقبل إنما هو للإسلام، وعلى أن الله جل وعلا سيُعاجل بعدله كل ظالمٍ مُبطل.

المستقبل للإسلام؛ كما قال ربنا جل وعلا: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 33].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بهدي النبي الكريم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


*الخطبـــة.الثانيـــة.cc*
الحمد لله ربِّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وصلى الله وسلم على عبدالله ورسوله نبيِّنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أمـــا بـــعــــــد ُ:
فإن النبي صلى الله عليه وسلم لحرصه على مخالفة أهل الكتاب في تشريع هذا الدين العظيم، كان من شأنه عليه الصلاة والسلام في آخر حياته أنه قال: ((لئن بقيتُ إلى قابل، لأصومنَّ التاسع والعاشر))؛ يعني: أن يصوم التاسع من المحرم والعاشر منه، فاستقرت بذلك السنة على أن المشروع لأهل الإسلام أن يصوموا يوم التاسع والعاشر من المحرم، يوم تاسوعاء، ويوم عاشوراء، وبهذا قال العلماء: إن صوم عاشوراء يقع على مراتبَ؛ مَن صام يوم العاشر وتقدَّمه بيومٍ هو التاسع، وهذا هو السنة والأكمل والأفضل، ومن صام العاشر وحده، فإنه ينال هذا الفضل والثواب الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ قال: ((إني أحتسب على الله تعالى أن يكفِّر السنة الماضية)).

هذا اليوم العظيم كما تقدم أيضًا يُشعر المؤمن بما كان من نُصرة الله تعالى لأهل الحق؛ يقول البخاري رحمه الله تعالى في جامعه الصحيح: باب: ﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [يونس: 90].

وبوَّب البخاري أيضًا رحمه الله تعالى، فقال: باب قوله: ﴿ وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى * فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ * وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى ﴾ [طه: 77 - 79].

وقوله تعالى: ﴿ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ﴾ [البقرة: 50].

آياتٌ عظيمة تُطمْئِنُ المؤمن إلى أن الله جل وعلا قد ضمِن المستقبل لدين الإسلام، وأن الله سبحانه وتعالى بالمرصاد لكل ظالمٍ باغٍ مُعتدٍ؛ كما قال جل وعلا: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾ [الفجر: 14].

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وقال جعفر الصادق رحمه الله عن آبائه: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النياحة والاستماع لها". ويذكر الشيعة نهي الحسين رضي الله عنه أختَه عن النياحة، فلماذا هم ينوحون لو كانوا يحبون الحسين؟!
لو كان حبك صادقاً لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيع

نسأل الله أن يبصرنا بديننا، وأن يرد الزائغين عنه إليه،

وأن يهدي المسلمين سواء السبيل.
هذا وصلوا وسلموا على الهادي البشير....

[1] ألقيت في 9 / 1 / 1434 هـ، الموافق 22 / 11 /2012م.
[2] رواه مسلم.
[3] رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، وهو صحيح.
[4] رواه البخاري.
[5] رواه مالك في الموطأ وابن جرير في تهذيب الآثار.
[6] رواه البيهقي.
[7] رواه مسلم.
[8] رواه مسلم.
[9] متفق عليه.
[10] رواه ابن حبان، وهو صحيح.
[11] متفق عليه.
[12] متفق عليه.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وفي المساء يرجع أبو معبد إلى زوجته وهو يسوق أمامه أعنزه الهزيلة . يدخل الخيمة وإذا اللبن أمامه ، فيتعجب ويقول : من أين لك هذا ؟ فتقول له : إنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت .
جزى الله رب العالمين جزاءه *** رفيـقين حـلاّ خيمتي أم معبدِ
هـما نـزلا بالـبر وارتحلا بــه *** فأفلح من أمسى رفيق محمدِ
وفي المدينة سمع الأنصار بخروجه عليه الصلاة والسلام ، فكانوا لشدة تعظيمهم له وفرحهم به وشوقهم لرؤيته يترقبون قدومه ليستقبلوه عند مدخل المدينة ، فيخرجون بعد صلاة الفجر إلى الحرة على طريق مكة في أيام حارة ، فإذا اشتد حر الظهيرة عادوا إلى منازلهم . فخرجوا ذات يوم ثم رجعوا عند الظهيرة إلى بيوتهم . وكان أحد اليهود يطل في هذه الأثناء من أطم من آطامهم فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصاحبه مقبلين نحو المدينة فلم يملك اليهودي أن صاح بأعلى صوته : يا معشر العرب هذا جدكم الذي تنتظرون . فثار المسلمون إلى السلاح وكان يوماً مشهوداً وسمعت الرجة والتكبير في بني عمرو بن عوف وكبر المسلمون فرحاً بقدومه وتلقوه وحيوه بتحية النبوة وأحدقوا به مطيفين به ، والسكينة تغشاه ، والوحي ينزل عليه { فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير }
أيها المسلمون: لم تكنْ الهجرةُ الشريفةُ إلى المدينة، لم تكنْ يومًا من الأيام ترفًا ثقافيًا أو سياحةً ومتعة أو استكشافًا لعالمٍ جديد، كلاَّ، لقد كانتْ خيارًا لا مفرّ منه، وحلاً أخيرًا بعد أنْ ضاقتْ بالمسلمينَ أرضُ مكةَ بما رحبت، وتغيرَ عليهم الناسُ، وأصبحتْ بضعُ ركعاتٍ في المسجدِ الحرامِ جريمةً لا تُغتفر، وغدتْ قراءةُ القُرآن رجعيةً وهمجيةً وإرهابًا وتطرفًا، نزلَ جبرائيلُ -عليه السلام- بأمرٍ من السماء لا يحتملُ التأخيرَ أو التردد: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) [المدثر:1-3].

فالقضيةُ جدٌّ ليستْ بهزلٍ، والدينُ حقٌّ ليس بلعبٍ، فلا مكانَ للخانعين، ولا مكانَ للمتكاسلين، ولا مكانَ للمعوقين المُخذِّلين، ونزلَ جبرائيلُ كذلك بقولهِ -جلَّ جلاله-: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) [الحجر:94]، فاصدعْ بما تُؤمر ولا تخفْ في اللهِ لومةَ لائم، لا تخف أبا جهلٍ مهما تجبر، ولا تخف أبا لهبٍ مهما تهور، فما هم في الحقيقةِ إلاَّ أقزام لا يملكون حولاً ولا طولاً، ولا يملكون موتًا ولا حياةً ولا نشورًا.

.
الخطبة الثانيه
تلكم أيها الأحبة أحداث الهجرة ، وفيها من الدروس والعبر ما يضيق عنه المقام . فمنها :

1) درس في الهجرة :
لقد أذن الله تعالى لنبيه وأصحابه بالهجرة لما ضاقت عليهم الأرض ، ومنعتهم قريش من إقامة دين الله .
إن الهجرة بالمعنى الشرعي ليست مجرد الانتقال من بلد إلى آخر فحسب ، بل هي هجرة عامة عن كل ما نهى عنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، حتى يكون الدين كله لله .
هجرة من الذنوب والسيئات ... هجرة من الشهوات والشبهات ... هجرة من مجالس المنكرات .. هجرة من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة .
2) الصبر واليقين طريق النصر والتمكين :
فبعد سنوات من الاضطهاد والابتلاء قضاها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة يهيأ الله تعالى لهم طيبة الطيبة ، ويقذف الإيمان في قلوب الأنصار ، ليبدأ مسلسل النصر والتمكين لأهل الصبر واليقين {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر : 51] .
إن طريق الدعوة إلى الله شاق محفوف بالمكاره والأذى . لكن من صبر ظفر .. ومن ثبت انتصر .. { والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون } .
3) درس في التوكل على الله والاعتصام بحبل الله :
لقد كانت رحلة الهجرة مغامرة محفوفة بالمخاطر التي تطير لها الرؤوس .
فالسيوف تحاصره عليه الصلاة والسلام في بيته وليس بينه وبينها إلا الباب .. والمطاردون يقفون أمامه على مدخل الغار .. وسراقة الفارس المدجج بالسلاح يدنو منه حتى يسمع قراءته .. والرسول صلى الله عليه وسلم في ظل هذه الظروف العصيبة متوكل على ربه واثق من نصره .
فمهما اشتدت الكروب ومهما ادلهمت الخطوب يبقى المؤمن متوكلاً على ربه واثقاً بنصره لأوليائه .
فالزم يديك بحبل الله معتصماً *** فإنه الركن إن خانتك أركان
4) درس في المعجزات الإلهية :
هل رأيتم رجلاً أعزلاً محاصراً يخرج إلى المجرمين ويخترق صفوفهم فلا يرونه ويذر التراب على رؤوسهم ويمضي .. هل رأيتم عنكبوتاً تنسج خيوطها على باب الغار في ساعات معدودة .. هل رأيتم فريقاً من المجرمين يصعدون الجبل ويقفون على الباب فلا يطأطيء أحدهم رأسه لينظر في الغار .. هل رأيتم فرس سراقة تمشي في أرض صلبه فتسيخ قدماها في الأرض وكأنما هي تسير في الطين .. هل رأيتم شاة أم معبد الهزيلة يتفجر ضرعها باللبن .

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنـوان:*
*حديث الهجرة دروس وعبر*
*للأسـتاذ/ عبـدالوهـاب المعـبأ*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـة الأولـى:*
اخوة الإيمان، نقفُ وإيَّاكم اليوم مع حَدَثٍ مُهمٍّ، وهو موضوعنا اليوم، إنَّه حَدَثُ الهجرة؛ هجرة الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - من مكة إلى المدينة، تلك الهجرة التي خَلقتِ المسلمين خَلقًا جديدًا، فحوَّلتْ ضَعفَهم إلى قوَّة، وقِلَّتهم إلى كَثْرة، وذِلَّتهم إلى عِزَّة.

هذا أيها السادة هو موجز أنباء القصة . قصة الهجرة
وإن في السيرة لخبرا ، وإن في الهجرة لعبرا ، وإن في دروسها لمدكرا ... فإلى تـفاصيل القصة .
مكث عليه الصلاة والسلام ثلاثة عشر عاماً بمكة يدعو إلى لا إله إلا الله .
سنوات طويلة من التعذيب والإيذاء .. والتشريد والابتلاء .
وبعد اشتداد الأذى ينام عليه الصلاة والسلام في ليلة من الليالي على فراشه فيرى دار الهجرة وإذا هي أرض ذات نخل بين لابتين .. إنها طيبة الطيبة .
ومن مكة تنطلق ركائب المهاجرين ملبيةً نداء ربها .. مهاجرةً بدينها ..مخلفةً وراءها ديارها وأموالها .
ويهم أبو بكر بالهجرة فيستوقفه الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول : لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباً .
وعلى الجانب الآخر تشعر قريش بالخطر الذي يهدد كيانها بهجرته عليه الصلاة والسلام إلى المدينة ، فتعقد مؤتمراً عاجلاً في دار الندوة ( برلمان مكة ) للقضاء على محمد قبل فوات الأوان . ويحضر الشيطان معهم على صورة شيخ نجدي قال بعضهم : احبسوه في الحديد حتى يموت ، وقال بعضهم : أخرجوه وانفوه من البلاد ، وبعد أن قوبل هذان الاقتراحان بالرفض تقدم فرعون هذه الأمة أبو جهل برأي خبيث ماكر فقال : أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتىً شاباً جليداً نسيباً ثم نعطي كل فتىً منهم سيفاً صارماً فيضربون محمداً ضربة واحدة فيقتلوه فيتفرق دمه في القبائل . فأعجب القوم بهذا الرأي حتى إن الشيطان الذي لم يستطع الإتيان بمثله أيده وقال : القول ما قال الرجل هذا الرأي لا أرى غيره .
ووافق البرلمان على هذا القرار الغاشم بالإجماع وبدأوا في التنفيذ .
} وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين {
ينزل جبريل فيخبر النبي صلى الله عليه وسلم بتلك المؤامرة ويقول : يا محمد لا تبِت في فراشك الليلة .
وفي بيت أبي بكر كان أبو بكر جالساً مع أهله في الظهيرة ، إذ أقبل النبي عليه الصلاة والسلام متقنعاً مغطياً رأسه ، ففزع أبو بكر لأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يأيتهم في تلك الساعة .. يدخل النبي عليه الصلاة والسلام فيقول : يا أبا بكر أخرج من عندك . قال أبو بكر : إنما هم أهلك يا رسول الله . قال :فإني قد أذن لي في الخروج . قال أبو بكر : الصحبة بأبي أنت يا رسول الله . فقال : نعم . فبكى أبو بكر ولسان حاله يقول :
طفح السرور علي حتى إنني *** من عظم ما قد سرني أبكاني
روي عن عائشة أنها قالت : فما شعرت أن أحداً يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ .
قال أبو بكر : فخذ بأبي يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين . فقال له صلى الله عليه وسلم : بالثمن .
يعود صلى الله عليه وسلم إلى بيته ويعرّف علياً بالأمانات التي عنده ليؤديها إلى أهلها .وفي ظلمة الليل يجتمع المجرمون ويطوقون منزله عليه الصلاة والسلام .
وفي هذه الساعة الحرجة يأمر النبي صلى الله عليه وسلم علياً أن يبيت في فراشه وأن يغطي رأسه ببرده الحضرمي .
يفتح النبي عليه الصلاة والسلام الباب .. يخترق صفوف المجرمين ..يمشي بين سيوفهم .. وهم مع هذا لا يرونه ، ثم يأخذ من تراب الأرض ويذره على رؤوسهم الواحد تلو الآخر ثم يمضي بحفظ الله ورعايته .
بات علي على فراشه صلى الله عليه وسلم وغطى رأسه والمجرمون ينظرون من شق الباب ، يتهافتون أيهم يضرب صاحب الفراش بسيفه .
وفي الصباح يكتشف المجرمون فشلهم ، فيعودون وهم ينفضون التراب عن رؤوسهم .
سمعت قريش بالخبر فجن جنونها ، وثارت ثائرتها ، فوضعت جميع طرق مكة تحت المراقبة المشددة ، وأعلنت عن جائزة كبيرة قدرها مائة ناقة لمن يعيد محمداً أو أبا بكر حيين أو ميتين .
وفي بيت أبي بكر كان آل أبي بكر على موعد مع حدثين .
أما الحدث الأول فقد انطلق نفر من قريش إلى بيت أبي بكر فقرعوا الباب ، فخرجت إليهم أسماء فقالوا لها : أين أبوك ؟ قالت : لا أدري . فرفع أبو جهل يده فلطم خدها لطمة شديدة حتى سقط قرطها من أذنها .
وأما الحدث الثاني فقد كان أبو بكر خرج بكل ماله خمسة آلاف أو ستة آلاف درهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم فأقبل والده أبو قحافة وكان شيخاً قد ذهب بصره فدخل على أسماء وقال : والله إني لأراه فجعكم بماله مع نفسه . فقالت أسماء : كلا يا أبت إنه قد ترك لنا خيراً كثيراً فأخذت أحجاراً ثم وضعت عليها ثوباً ثم أخذت بيده وقالت : ضع يدك على هذا المال . فلما وضعها قال : إن كان ترك لكم هذا فقد أحسن .

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

أقدام المشركين حول الغار فيقول: يا رسول الله، لو نظر أحدهم إلى موضع قدميه لرآنا، فيجيبه صلى الله عليه وسلم جواب الواثق بنصر الله: ((يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما) (البخاري 3653)

بل لقد تبعتهم قريش بفرسانها ، و أرصدت لمن يأت بمحمد حياً أو ميتاً مائة ناقة وهو في ذلك الوقت مال عظيم ولقد صور الله مكرهم وحقدهم وتآمرهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) [الأنفال:30]

وكان من بين هؤلاء الفرسان سراقة بن مالك المدلجي الذي كاد أن يمسك بهما ، فلما رآه سيدنا أبي بكر قال أُتينا يا رسول الله فقال : له النبي صلى الله عليه وسلم لا تحزن إن الله معنا فدعا صلى الله عليه وسلم على سراقة فساخت يدا فرسه في الرمل فقال سراقة : إني أراكما قد دعوتما علي، فادعوا لي، فالله لكما أن أرد عنكما الطلب، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية أن النبي صلى عليه وسلم قال لسراقة كيف بك إذا لبست سواري كسرى وتاجه فيعجب الرجل ويبهت ويقول: كسرى بن هرمز؟ فيقول: "نعم". ( وكأن سراقة يضحك ويقول في نفسه هذا ضربٌ من الخيال، أهذا يستولي على إمبراطوريات الدنيا؟!

أهذا يلغي ممالك العالم، وهو لا يستطيع أن ينجو بنفسه؟ أيمكن لهذا الرجل المطلوب حياً أو ميتاً أن يوزع كنوز الملوك وثرواتهم لمن يشاء ويتصرف بها كيفما يشاء وهو لا يستطيع أن يدفع عن نفسه ؟ وبالفعل تم ذلك، ودكدك الظلم، وفتح فارس، ورفرفت لا إله إلا الله على الإيوان ...

فلما غنم المسلمون كنوز كسرى أتى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بها بين يدي عمر بن الخطاب ، فأمر عمر بأن يأتوا له بسراقة و قد كان وقتها شيخاً كبيراً قد جاوز الثمانين من العمر ، و قد مضى على وعد رسول الله له أكثر من خمسة عشر سنة فألبسه سواري كسرى و تاجه فقال له أرفع يديك وقل الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز وألبسهما سراقة الأعرابي، ) (وأصل القصة في صحيح البخاري كتاب المناقب باب علامات النبوة 3419 /كنز العمال .35752 ) .

ومن دروس الهجرة التي ينبغي أن نتعلمها أن مهما هاجر وأبتعد عن وطنه لظروف الحياة إلا أن حب الوطن والأرض التي خلق فيها وترعرع وعاش فوق ترابها يظل مغروساً في القلوب وتهفو إليه النفوس لقد وقف النبي صلى الله عليه وسلم يُخاطب مكة المكرمة مودعاً لها وهي وطنه الذي أُخرج منه ، فقد روي عن عبد الله بن عباسٍ ( رضي الله عنهما ) أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة :" ما أطيبكِ من بلد ، وأحبَّكِ إليَّ ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ " ( رواه الترمذي ، الحديث رقم 3926 ، ص 880 ) قالها بلهجة حزينة مليئة أسفا وحنينا وحسرة وشوقا- مخاطبا إياه ما أطيبكِ من بلد ...

ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مُعلم البشرية يُحب وطنه لما قال هذا القول الذي لو أدرك كلُ إنسانٍ مسلمٍ معناه لرأينا حب الوطن يتجلى في أجمل صوره وأصدق معانيه ، ولأصبح الوطن لفظاً تحبه القلوب ، وتهواه الأفئدة ، وتتحرك لذكره المشاعر .

ولما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم "الجحفة" في طريقه إلى المدينة اشتد شوقه إلى مكة، فأنزل الله عليه قوله تعالى: "إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد" (القصص/85) أي لرادك إلى مكة التي أخرجوك منها ..

إن حب الوطن ليس شعاراً بل هو سلوك يظهر على كل فرد في سلوكه و أفعاله وأقواله فيحافظ على أرضه ومكتسباته ويعمل على تطوره وتقدمه ويقف ضد كل من يحاول المساس به أو الإفساد فيه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدعو إلى التآلف والتراحم والحب بين أفراد المجتمع عند ذلك يكون محباً لوطنه .. اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا هداةً مهتدين غير ضالين ولا مضلين برحمتك يا أرحم الراحمين .. قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه

*الخطــبة الثانـية : -*
الحمدلله وكفى وسلاما على عباده الذين اصطفى اما بعد:

أيها المؤمنون :- ما أحوجنا اليومَ ونحنُ نستقبلُ عامًا جديدًا إلى فتحِ صفحةٍ بيضاء, نصطلحُ فيها مع اللهِ سبحانه الذي أمهلَنا كثيرًا, وصبرَ علينا طويلاً, ومنحنَا الفرصةَ تلوَ الفرصة، قال تعالى ( وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) [الشعراء:132-135]

وإنه لينبغي أن يهجر كل مسلم ما نهى الله عنه حتى يكون مهاجرا إلى الله سبحانه، أخرج ابن ماجة عن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب) فهل فكّرنا في هذه الهجرة التي لا تتطلب مالا ولا سفرا ولا تعرضا لخطر، بل تتطلب عزما وحزما، وتتطلب صدقا وإخلاصا في التوجه إلى الله سبحانه وفي نصرة دينه وإقامة شرعه؟! إننا مُطالَبون جميعًا

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وإنّي آتيكم بما ترضَون دليلًا:
إن طالوت قائد الجيوش.. قال لجنوده أثناء الزّحف:
((إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ إغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ)).

إن وشيجة الانتصار في المعركة يسبقُها انتصارٌ على النفس!.. لأن القِلاع الحصينة..لا تسقُط إلّا من الدّاخل!
((فَمَن شَرِبَ مِنهُ فَلَيْسَ مِنِّي))

فُرقانٌ.. لئلّا يفرّوا إذا حمِىَ وطيس الحرب.... ويَميز من ينتصر على نفسه وأدرانها، فتكون عاقبته النصر، وبين من يَركَن لشهواته فتقوده، وينقاد إليها كما ينقاد الخِراف للذّبح، فيأتي العدوّ من خلاله، فتأتي الهزائم!

فكان لا بُدّ.. لفقه عوامل النصر والهزيمة، والتربية على سورة الأنفال.. وغزوة بدر أولًا، ..حتى تكون العاقبة:

((فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ))! ..وإن كانوا قِلّة،

فحينَ رأى حمزة بن عبد المطلب جموع قريش يوم غزوة بدر، فالتفتَ إلى حُذيفة بن اليمان وقال له:
إنّ كل ما أمامي لا يُخيفني، هُم أكثر منّا عددًا.. ولكننا بالإيمان أكثر قوّة!
((كَم من فئةٍ قليلة غلبَت فئة كثيرة بإذن الله))!

-سأل الشيخ (أحمد يس).. مرّة أحد القادة الميدانيين لكتائب القسام:
كم عنصرًا في مجموعتك؟
فقال له: ثمانون!
قال له: كم واحدًا منهم يشهد صلاة الفجر مع الجماعة؟
قال: أربعون تقريبًا.
فقال له الشيخ: حسنًا، عندما أسألك في المرة القادمة عن عدد عناصر مجموعتك، قل لي أربعون!

فنحن قَوم كما قال ‏الفاروق عمر بن الخطاب:
نحنُ أُمّة لا تنتصِر بالعدة والعتاد، ولكن ننتصِرَ بقلّة ذنوبنا، وكثرة ذنوب الأعداء... فلو تساوت الذنوب،.. انتصروا علينا بالعدّة والعتاد!
إنّها حَرب عقيدة ووَعي،.. وَجهاد نَفسٍ ولِسان،...لا حرب سِنان فقط،.. نحنُ أُمّة لن تنتصر.. إلّا بدِين!

-كان شيخ المُجاهدين.. عمر المختار.. يُدرّس الأطفال القُرآن.. فدخل عليه رفيقه "يوسف بورحيل قائلاً ":
ألا يكفيك يا عُمر قِتال الطّليان لكي تجهد نفسك بتلقين الصبيّة في القُرآن!
فأجابه عُمر المختار رحمه الله:
(إن قِتالنا ليسَ قِتال بُندقية، بل قِتال عقيدة، وما تسلَّط الطَّليان علينا إلّا لأننا تَرَكنا تعاليم قُرآننا)!

-وحين غزا الإسلام بِلاد العالم... وكبرت الدّولة الإسلامية،.. ووصلوا إلىٰ أوروبا،.. ودخلوا أسبانيا،.. وسُمِّيَت (الأندلس).. بعدها،.. أصاب الغَربَ وأعداءَ الإسلام القلَقُ وقتها،... وخافوا وقرّروا أن يقضوا على هؤلاء المُسلمين،.. ويطردوهم، فقالوا:
َنَبعَث إليهم ونَعرف أخبارهم قبل أن نشرَع فى ذلك، ...وبالفعل أرسلوا من يَعرف الأخبار عنهم.. فوجدوهم متمسكين بدينهم...
لَن ينفع معهم شيء.. طالما هُم بهذه الأخلاق،...
فقالوا: أرسِلوا إليهم ..غانِيَة.. وقنينة خمرٍ.. ومزمارًا !..

وسائل الإغواء..حتى يلهوهم ويغوهم..عن طريق الحق....وقد قال قائلهم:
[خمر وغانية.. تفعل في أمةمحمد..مالايفعله ألف صاروخ ومدفع]....
وهذه خُططهم المُمنهَجة، ونحنُ لم نتعلّمها ولم نَعِها،.. حتى باتوا في عُقر دارنا.. يَغزوننا ولا نغزوهم!
ومازالوا يروّجون لنا الثقافة التغريبية .. والفكر المُنحلّ، وأفكارهم الماجِنَة الخبيثة،.. ليتفشّى فينا التخلُّف والانحلال.. والانغماس فى الشّهوات،.. وينتشر انتشار النار في الهشيم، كي نبقى في ذَيل الأُمَم!!

فلا يكُن أحدنا ثغرًا أعوجًا.. يأتي العدوّ من خلاله!

فيا أيها المسلمون:
إيَّاكم أنْ تفعَلوا فينَا مِثلما فعَل الرُّماة يومَ أُحُد....أن تتركوا الثَّغر خَاليًا فيأتِي العدوّ من قِبَلكم...

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))..النساء[200].

-بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم...

الخطبةالثانية👇

الحمدلله وحده..والصلاةوالسلام على من لانبي بعده...

أمااابعد:
-أيها الأحبةالكرام:
نكمل خطبتنا بشهادة أحداليهود
عن قرب زوال دولة الكيان البغيض...فاسمعوا وعوا...
"بداية النهاية: إسرائيل ستنهار خلال عامين… والإسرائيليون يفرّون كالفئران"
بقلم:👈 (ليئور بن شاؤول) – محلل سياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"...يقول:

من كان يظن أن الدولة التي تأسست على رماد الحرب العالمية، والتي تغذّت على الدعم الغربي بلا حدود، ستصل إلى هذه اللحظة السوداء؟
نعم، أقولها بوضوح وبدون تجميل: إسرائيل ستنهار خلال عامين.
ما نعيشه اليوم ليس مجرد "أزمة أمنية" أو "تعثر سياسي"، بل هو زلزال وجودي يدك أركان المشروع الصهيوني من أساسه. حماس لم تنتصر فقط في ساحة المعركة، بل فجّرت خرافة "الدولة التي لا تُقهر"، وفضحت هشاشتنا أمام العالم.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
خطبة جمعةبعنوان👇

(ماذا يجب أن توقظ فينا
ذكرى الهجرة النبوية ؟)

🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام، وأنعم علينا بالإيمان....وهدانا بهدي نبيه وشريعته.. عليه الصلاة والسلام، ..

نحمده سبحانه على جزيل نعمه، ونشكره على ما أفاء به من الهداية والإيمان....

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.... له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير..

يا هجرة المصطفى والعين باكية
والدمع يجري غزيرا من مآقيها

هاجرت يا خير خلق الله قاطبةً
من مكة بعد ما زاد الأذى فيها

وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وقائدنا وقدوتنا وقرة أعيننا..
محمدا عبده ورسوله...وصفيه من خلقه وحبيبه...بلغ الرسالة وأدى الأمانة..ونصح الأمة..
وكشف عنها الغمة...وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين من ربه...

وَأصَابَنِي غَـمُّ أصَمُّ .. وَأبْكَمَا
وَكَرِهْـتُ أنْ أبْكِي وَأنْ أتَكَـلَّمَا

فَذَكَرْتُ أحْمَدَ بِالصَّلَاةِ مُسَلِّيًا
نَفْسِي فَكَانَـتْ لِلهُمُومِ البَلْسَمَا

فَجَعَلْتُ مَا أدْعُو صَلَاتي كُلِّهَا
طُوبَىٰ لِمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَا

اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

-أمااااابعد:
عبادالله: فأوصيكم ونفسي المخطئة المذنبة أولا بتقوى الله:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) [آل عمران:102].

أيها الأحبةالكرام:
لن اتحدث معكم عن الهجرة بطريقة السرد...عن خروج رسول الله من المدينة نحو مكة..
وماحصل له في طريق الهجرة..
.فإنها معروفة لدى الجميع من الصغر...ومن مراحل الدراسة..
ولكن حديثي معكم سيكون..في أخذ الدروس والعبر من الهجرة..
وعن حقيقةالهجرة.. وهدفها وغايتها..

-أيهاالأحبة:
إن الهجرة النبوية الشريفة.. لم تكن انتقالاً جغرافيًا فحسب،... ولم تكن قرارًا شخصيًا اتخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم.. لينجو بنفسه من بطش قريش،.. بل كانت تحركًا ربانيًا لصناعة أمة،..ولإطلاق مرحلة جديدة في مسيرة الدعوة الإسلامية.
كانت الهجرة.. لحظة فاصلة في تاريخ البشرية، ..ظهرت فيها كل معاني التضحية والإيمان والتوكل، ..ومعاني القوة في مواجهة الضعف،.. واليقين في وجه المكر،.. والعزيمة في وجه العقبات...
وكانت الهجرة انتقالا من مرحلة التكوين..إلى مرحلة التمكين..
ومن مرحلة الدعوة..إلى مرحلة الدولة...
ومن مرحلة الإستضعاف..إلى مرحلةالإستخلاف..

-فماذا نتعلم من الهجرة :
-نتعلم من الهجرة... أنه لولا محارق مكة ...ما بلغ الدين مشارق الدنياومغاربها... وأن ليالي الجوع في شعب أبي طالب.. أنتجت أيام الهداية في العقبة....فلولا ضيق الحصار.. ما فكروا في دعوة الأقطار والأمصار..
-نتعلم من الهجرة.. أن الإعداد قبل الإمداد،... وأن مقام النبوة العظيم... لم يمنع من الإعداد القديم!!

-نتعلم من الهجرة... أن عاما قضاه مصعب في المدينة يدعو ببصيرة وإخلاص... كان فيه التمهيد والخلاص..وكم يضيع الدعاة أعمارهم!!

-نتعلم من الهجرة.. أن دعوة بلا تخطيط.. تُستَأصل،.. وأن بناء الدول والحضارات.. يختلف عن الخطب والعظات.
-نتعلم من الهجرة.. أن الدعوة.. تحتاج للفدائي الشاب.. كعلي..
وللمهاجر في العلن.. كعمر،.. ولصاحب السهام.. كصهيب...

فدعوة بلا شوكة.. مهيضة الجناح.. وإن كانت بالملايين!!
-نتعلم من الهجرة أنه لا غنى لنا عن صاحب.. كأبي بكر.. حتى وإن كان المهاجر نبيا!!

نتعلم من الهجرة.. أن العدو يمعن في الحصار،.. والله يهيئ لنبيه أرحب دار وقرار.

-رسول الله وأصحابه...كانوا يعذبون في مكة...والله تعالى يفتح لهم قلوب الناس في الحبشة... ابتلاء هنا.. وفرج هناك...
-قريش.. كلها كانت تحاصر بيت النبي...والله تعالى يعد له حفل استقبال في المدينة!!... "يدبر الأمر" سبحانه..

-ابن أريقط المشرك... دلهم على الطريق...وسراقة المشرك.. ضلل قريشا عنهم...عندما يأذن الله بالنصر...سينصر دينه ولو برجل كافر!!..يعني سينصر الحق ولو بألد أعدائه.... الله قادر.

-أوصل الله المشركين إلى باب الغار...ليكمل الاختبار!! لأن النصر لايكون.. إلا بعد تمام الابتلاء...
بدءا بالملاحقة في كل الدروب...
وحتى خلجات الصدور..
وأحاديث القلوب.

-صهيب الرومي... ضحى بماله يوم الهجرة من أجل الله... فاشتراه الله منه.. بآية نتلوها إلى يوم القيامة..((ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله))...
فهنيئا لكل صهيب على أثره.

-لسعات سياط المعذَّبين في مكة... هيجتهم على العمل لدين الله ..حتى يفتحوا مكة!! ...فكل ألم في الله لا تتبعه همة...لم تستفد منه الأمة.

وما أحوج أمتنا اليوم.. لمثل أرواح الصحابة الأخيار! ..

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

1- إمّا أن تدَعُوني وألْحق بالثغور. يعني يذهب للجهاد مع المجاهدين في الثغور.
2- أو تدَعوني؛ وأذهب بنفسي إلى يزيد بن معاوية.
3- أو تدعوني أرجع من حيث أتيت).
فقبِل عمرُ بن سعد هذا العرض، وكتب رسالة إلى ابن زياد والي الكوفة يُخبره بعرْض الإمام الحسين، لكن ابن زياد رفض هذا العرض، وكتب رداً على ذلك ما مفاده: [أنه لا يقبل ذلك حتى يأتي الحسين إلى عنده، وينزل على حكمه، ويضع يده في يده، يعني يبايعه، وكتَب مع الرسول: فإنْ قَبِلَ ذلك وإلا القتال]. فلما وصل هذا الردّ إلى الحسين طلب منهم مهلةً إلى الصباح، ليأخذ قرارَه الأخير، وكان ذلك يوم الخميس (التاسع من محرم) للعام (٦١هـ)، فجمع الحسينُ رضي الله عنه بمَن تبقى معه، ليستشيرهم في الأمر، وأخبرَهم أنهم في حلٍّ من أمره؛ إذا هم رجعوا، أو انصرفوا عنه، يعني لا يُجْبرهم على القتال معه، لكن أصحابه أصرّوا على القتال معه حتى النهاية.

(معركة كربلاء):
وفي يوم الجمعة العاشر من محرم (يوم عاشوراء) للعام (٦١هـ) أعلن الحسينُ ابن عليّ القتالَ، وبدأ القتالُ بين الفريقين؛ بين الحسين وأنصاره، وبين جيش ابن زياد بقيادة عمر بن سعد، بما يسمى بمعركة كربلاء الشهيرة، وأحداث هذه المعركة، وتفاصيلها شديدة، ومؤلمة، فقد كان عدد أنصار الحسين (۷۲) رجلاً، منهم (۳۲) فارساً، و(٤٠) راجلاً، بينما كان عدد جيش ابن زياد اربعة آلاف (٤٠٠٠) مقاتل، وبدأ عمرُ بن سعد بالهجوم والقتال، وأصحاب الحسين يدافعون عنه، وأحاطوا بالحسين ليحموه، واستماتوا في الدفاع عنه، فلما رأى جيشُ عمر صبرَ وجَلَد أصحاب الحسين، وتفانيهم في القتال؛ رشقوهم بالنبال، وكان هناك ما يُقارب من الـ (٥٠٠) نابل، أي رامياً للنبل، حتى جَرحوا أصحابَ الحسين، وعقروا خيولَهم...، وهكذا استمروا برمي النبل عليهم حتى قُتِلَ أنصارُ الحسين كلهم الـ (۷۲) رجلاً، فيما بينهم أهل بيت الحسين، منهم: ابنه عليّ الأكبر، وإخوته العباس، وعبد الله، وجعفر، وعثمان، وأبناء أخيه الحسن، وبنو عقيل، وأبناء عبد الله بن جعفر... ولم يبقَ مع الحسين إلا النساء والأطفال، فلم يجرؤ أحدٌ على قتْل الحسين، حتى لا يبوؤ بإثم قتْله، عندها قام أشقى القوم؛(شمر بن ذي الجوشن) وصاح في الجيش، وأمَرَ بقتْل الحسين، عندها ضربه بالسيف: (زرعة بن شريك)، وطعنه: (سنان بن أنس)، وجَزّ رأسَه الشريف: (شمرُ بن ذي الجوشن)، وباؤوا جميعاً بإثم قتله، وتلطخت أيديهم بدمه الطاهر، وحُمِل رأسُ الحسين عليه السلام المخضب بالدم إلى عُبيد الله بن زياد، مع من تبقى معه من النساء والأطفال. فلما وصل رأسُ الحسين الطاهر إلى المجرم القاتل ابن زياد؛ جلسَ ينكتُ بالعود على رأس بنت رسول الله شماتةً به، ثم كتب ابنُ زياد رسالةً إلى الخليفة يزيد بن معاوية يخبره بما جرى، وما حصل للحسين، ويستشيره في أمر نساء وأهل بيت الحسين، فلما وصل الخبر إلى يزيد حزِن وبكى، فقد كان يزيدُ يتمنى ألا يصل الأمر إلى ما وصل إليه، ثم طلب من ابن زياد أن يُرسل إليه أهل بيت الحسين، ليُكرمهم، ويُعزّيهم، فلما وصلوا إليه، أكرمهم، ثم أرجعهم إلى المدينة المنورة، برفقة مجموعة من جيشه.
وهكذا قُتِل الإمام الحسين، هكذا قُتل ابنُ بنت رسول الله، قُتِل سبطُ رسول الله، وهكذا انتهت حياة سيد شباب أهل الحنة -الحياة الدنيوية- لتبدأ حياتُه الجديدة والأبدية مع أحبابه، مع أبيه علي، وأخيه الحسن، وأمّه فاطمة، وجدّه الرسول الأعظم، وهكذا أسْدِل الستار على هذا الإمام العظيم، ودُفن جسده الطاهر في مدينة كربلاء.
(فإنّا لله، وإنّ إليه لراجعون).
أما رأس الحسين الزكيّ الطاهر؛ فقد اختلفت الروايات في مصيره، ومكان دفنه، فقد قيل أنه تم دفن الرأس مع الجسد في كربلاء، ورواية تقول أنه دُفن الرأس في دمشق، ورواية أخرى تقول: بل دُفن الرأس في المدينة المنورة، في مقبرة البقيع عند أمه فاطمة الزهراء، وعند أخيه الحسن عليهما السلام. لذلك تعددتْ المراقد عند الشيعة بتعدد هذه الروايات. لكنّ الرواية المشهورة عند الشيعة تقول: أنّ رأس الحسين عليه السلام جلس مع ابنه علي بن الحسين السَجّاد، وأنه أخذه معه وردّه إلى كربلاء بعد أربعين يوماً من مقتله، ودُفن مع الجسد الطاهر، لذلك عند الشيعة بما يسمى بذكرى الأربعين؛ وهي يوم (۲۰) من شهر صفر من كل عام، وهي ذكرى دَفْن الرأس مع الجسد الطاهر في كربلاء.

أيها الأعزاء:
إنّ مقتل الإمام الحسين جريمةٌ شنعاء، ويتحمل وزرَها كلُّ من شارك فيها، لذلك المؤرخون والباحثون المُنصِفون من أهل السنة، ومن أهل الشيعة؛ يُرجِعون أنّ المسؤول في مقتل الإمام الحسين عليه السلام يعود إلى ثلاثة أطراف؛ فهم يُحمّلون المسؤولية ثلاثةَ أطراف في مقتل الإمام الحسين، وهذه الأطراف الثلاثة هي على الترتيب:

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فلما وصل والي المدينة الجديد من قِبل يزيد؛ مطالباً بمبايعة يزيد منهم، تشاغل الحسينُ وابنُ الزبير عن هذا الوالي، وقالوا له كلاماً طيّباً حتى يصرفوه عنهم، فلما أظلم الليلُ رحَلا إلى مكة، فلما وصلا مكة؛ جلس الحسين في مكة في دار عمه العباس، ومكث ابن الزبير في المسجد الحرام.
وقد جاءت روايات ونقولات في كتب التأريخ تذكر أنّ سبب رفض وعدم مبايعة الحسين وبعض الصحابة ليزيد كخليفة للمسلمين أموراً منها:
أنّ هذه البيعة -بيعة يزيد- لا تشبه بيعة الخلفاء الراشدين السابقين، فليس فيها مبدأ الشورى بين المسلمين في تولية الحكم، هذا من جانب؛ ومن جانب ثاني أنّ هناك من هو أفضل من يزيد لهذه البيعة، مثل الحسين بن علي وبعض كبار الصحابة.
وقد ذكر بعض المؤرخين سبباً ثالثاً في سبب رفض هذه البيعة وهو: أنّ معاوية لم يلتزم ببعض بنود وشروط الصلح المتفق عليها بينه وبين الحسن لمّا تنازل له بالحكم؛ فمن ضمن هذه الشروط:
(أن يكون الأمر (أي الحكم) من بعد معاوية شورى بين المسلمين)، لهذه الأسباب وغيرها؛ رفض الحسين وبعض كبار الصحابة مبايعة يزيد بالخلافة.
بعد هذه الحادثة توالت الأحداث سريعاً، فإنه لما علم أهل الكوفة بموت معاوية، وتوليتَه الحكمَ من بعده لإبنه يزيد؛ وكذلك رفض الحسين مبايعة يزيد؛ أرسل أهلُ الكوفة للحسين رسائلاً تلو الرسائل، تدعوه للمجيء للكوفة لنصرته، ومبايعته خليفةً للمسلمين بدل يزيد، ورفْض بيعة يزيد، وخلعه من الحكم. ومما جاء في بعض هذه الرسائل والكتابات المرسلَة من أهل الكوفة:
(إننا لا نصلي الجمعة مع النعمان بشير -والي الكوفة المُعين من قبل الشام- ولا نَخرج معه إلى عيد، فأقبِل علينا؛ فإنْ أقبلتَ علينا أخرجنا النعمان إلى الشام). وكتبوا أسماءهم على هذه الرسائل ووقعوا عليها.
وهكذا توالت الرسائل على الحسين من الكوفة إلى مكة، حتى وصلت إلى أكثر من (٥٠) رسالة، كلها تدعوه إلى المجيء للكوفة، ووعدوه فيها بالنصرة والبيعة. ومما جاء في بعض هذه الرسائل أيضا:(بسم الله الرحمن الرحيم، إلى الحسين بن علي مِن شيعته من المؤمنين والمسلمين، أما بعد: فحيّ هلا؛ فإنّ الناس ينتظرونك، ولا نرى لك في غيرك، فالعَجَل، العَجَل، والسلام عليك). فلما رأى وقرأ الحسين بن علي هذا الكمّ الهائل من الرسائل التي تدعوه إلى الكوفة، وفيها الرغبة الأكيدة بالبيعة منهم، أراد الحسينُ أن يتأكد من صحة دعوى هذه الرسائل، وصدق نوايا أهل الكوفة، فأرسل لهم ابنَ عمه (مُسْلِم بن عقيل بن أبي طالب)، وأمره الحسين أن ينظر في أمرهم، ويتأكد من صحة هذه الرسائل، ومِن صدق نواياهم، وطلب من مُسْلِم أن يرسل له تفاصيل حال أهل الكوفة، فإنْ كان حقاً كما يقولون؛ فسوف يقدُم إليهم. وقد كتب الحسين لهم كتاباً مع مُسْلِم يخبرهم أنّ مُسلم ابن عقيل رسولَه إليهم فلتبايعوه.
بعدها خرج مُسْلِم ابن عقيل مع اثنيين من قومه، متجهاً إلى الكوفة، فلما وصل الكوفةَ دخلها سراً، وكان يتنقل مُسْلِم من دار إلى دار، حتى لا يُكشف أمره، فاستطاع مُسْلِم أن يلتقي بأهل الكوفة المواليين له، وأخْذ منهم البيعة، حتى وصل عدد المبايعين والموالين له حوالي اثنا عشر ألف مبايع، بل جاءت في بعض الروايات أن عدد الموالين للحسين في الكوفة وصل إلى (ثلاثين ألف) مبايع. فلما تأكد مُسْلِم من صدق ورغبة أهل الكوفة في قدوم الحسين إليهم، كتب رسالةً إلى السيد الحسين عليه السلام قائلاً له فيها: (أما بعد؛ فإنّ الرائدَ لا يَكذِب أهلَه، إنّ جميع أهل الكوفة معك، فأقبِلْ إلينا حين تنظر في كتابي هذا). فلما وصلت هذه الرسالة للإمام الحسين وقرأها، عَزَم على السير إلى العراق، وبدأ يتجهز للسفر هو وأهلُه وخاصته من أهل بيته، فلما انتشر خبرُ عزْم الحسين على الخروج إلى الكوفة؛ جاء إليه مجموعةٌ من الصحابة، ومن كبار التابعين؛ ينصحونه بعدم السير للعراق، وقالوا له: (إنّ أهل العراق قومٌ غُدْر)، أي لا أمان لهم، ولا يُوفون بعهدهم!. ومن هؤلاء الذين نصحوه: أخوه محمد بن الحنفيّة، وابن عباس، وغيرهم، لكن الحسين رضي الله عنه مازال مصمِماً على السير إلى الكوفة، فقالوا له عندها : (إنْ كنتَ عازماً على السير؛ فسِرْ وحدك، ولا تأخذ معك أهلك من النساء والأطفال)، وقالوا له أيضا: (والله إننا نخاف عليك أن تُقتل كما قُتِل عثمان قبلك، ونساؤُه ينظرون إليه). فكان الحسين رضي الله عنه يقول لهم: (إني قد استخرت ربي، وإني عازم على السير للكوفة).
وفي يوم التروية (اليوم الثامن من ذي الحجة) للعام (٦٠ هـ)؛ خرج الحسينُ ابن علي رضي الله عنه من مكة إلى الكوفة، ومعه أهل بيته، وجماعةٌ من أنصاره.

ــ أما الأحداث في الكوفة فإنها في تطور وتزايد يوماً بعد يوم، فلقد أقبل الناسُ على مُسْلِم ابن عقيل (رسول الحسين إليهم)، لكن هذه التحركات لم تكن خافيةً عن والي الكوفة حينها الصحابي الجليل (النعمان بن بشير) رضي الله عنه، فإنه لمّا أحسّ النعمان بخطورة الوضع، وتزايد إقبال الناس على مُسْلِم بن عقيل؛ قام ووعظ وخطب بالناس، ونصحَهم وحذّرهم من

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*(قصة مقتل الإمام الحسين*
*بن عليّ عليه السلام، يوم عاشوراء)*
*جمع وترتيب الأستاذ/ مطيع الظفاري*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

فهذه قصة مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين. هذا بحث مختصر، بحثٌ فيه تلخيص تأريخ عشرين سنة في عدة سطور، منقول من كتب التأريخ الصحيحة.

فأقول:
الحمد الله وكفى، وصلاةً وسلاماً على النبي المصطفى، وعلى الرسول المجتبى، وعلى آله الكرام أعلام الهدى، وعلى زوجاته أهل الطُهر والنَقى، وعلى أصحابه الهداة أهل العلم والتُقى، وسلّمِ عليهم جميعاً تسليماً كثيراً في الآخرة والأولى،

أما بعد:
إنّ يوم عاشوراء (اليوم العاشر من شهر محرم من كل عام) يوم عظيم، يوم من أيام الله الخالدة، يوم فاصلٌ بين الحق والباطل، وبين الكفر والإسلام، يوم عاشوراء يوم فرحٍ، ونصرٍ، يوم عزةٍ وتمكينٍ للمؤمنين، يوم عاشوراء هو يوم اظهار للحق، وإزهاق للباطل، إنه يوم نجاة ونصر لنبي الله موسى عليه السلام، وإهلاك وغرْق عدوّ الله وعدو المؤمنين فرعون اللعين. كما قال الله تعالى: ﴿وَإِذ فَرَقنا بِكُمُ البَحرَ فَأَنجَيناكُم وَأَغرَقنا آلَ فِرعَونَ وَأَنتُم تَنظُرونَ﴾ [البقرة: ٥٠]، كان ذلك يوم عاشوراء العاشر من شهر محرم.
إذاً فالأصل في هذا اليوم -يوم عاشوراء- أنّه يوم فرح؛ لأنه يوم نصر وتمكين للمؤمنين؛ ويومٌ فيه إهلاك وإذلال ونهاية للظالمين، لكن انقلب هذا اليوم _عند طائفة من المسلمين_ من يوم فرح إلى يوم حزن، ومن يوم نصر إلى يوم بكاء وعويل، انقلب من يوم ضرب بالدفوف فرحاً؛ إلى يوم ضرب بالسيوف على الجلود، ويوم لطم للخدود، وشق للجيوب، ويوم ضربٍ بالسلاسل والقيود، لماذا؟ لأنّ هذا اليوم عندهم يومُ حزن، لأنه يوم مقتل سيد شباب أهل الجنة، يوم استشهاد سبط رسول الله، يوم جَزّ رأس ابن بنت رسول الله، إنه يوم مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، إنه يوم مقدر ومكتوب في تأريخ المسلمين، وكان ذلك عند الله قدراً مقدوراً.
- فما قصة هذا اليوم الحزين؟وما خبرُه؟ فإليكم أحداث هذا اليوم المؤلم والحزين، بكل صدق وصراحة، وبكل شفافية ومصداقية، سوف أنقل لكم تفاصيل هذا اليوم كما هو في مُدوّن في كتب التأريخ بدون تحريف، أو تعصُب، أو تبديل وتزوير للحقائق (ولكن باختصار شديد).
فهيّا بنا أيها القارئ الكريم؛ نُبحر بسفينة الحقيقة في بحر أحداث هذا اليوم، فبسم الله مجريها ومرساها.
لكن قبل أنْ نخوض في خضم هذا البحر العميق، دعوني أولاً أعرّفكم بشخصية صاحب الحدث العظيم، وببطاقته الشخصية، وسوف اختصر لكم بعض الأحداث التي وقعت قبل هذا اليوم.
فأقول:
إنّ الحسنَ والحسين هما أبناء علي بن أبي طالب، وأمّهما فاطمة الزهراء بنت رسول الله، وجدهما هو محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)، فهو القائل عنهما: (الحسن والحسين؛ هما سيدا شباب أهل الجنة). فهما سِبطا رسول الله، ورَيْحَانِيَته، وفلذات كبده.[والسبط هو ابن البنت، والحفيد هو ابن الابن]. فلقد كان الرسول ﷺ يحب الحسنَ والحسين عليهما السلام حباً جماً، فكان يفرح لفرحهما، ويحزن لحزنهما. فلما مات رسول الله ﷺ ؛ كان الحسن والحسين ما زالا صغيرين، فقد كان عمرُهما ست أو سبع سنوات، ثم ماتت أمهما فاطمة في نفس السنة التي مات فيها رسول الله، فعاشا في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه كولدَيْن صغيرين، وقد كان أبو بكر رضي الله عنه يكرمهما ويُجِلُّهما. حتى جاءت خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد أصبحا شابَيْنِ يافعَين، فكان عمر بن الخطاب أيضاً يُكرمهما ويعطيهما من الغنائم. فلما تولى الخلافةَ عثمانُ بن عفان رضي الله عنه أصبحا شابّين قويّين، فالتحقا بجيش المسلمين، وشاركا في الجهاد، فلما قُتِلَ عثمانُ على يد الخوارج؛ تولى الخلافةَ من بعده أبوهما علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، عندها تركا المدينةَ وذهبا إلى العراق، إلى الكوفة مقر الخلافة، وعاشا واستقرا هناك. فلما قُتِل أبوهما (علي)؛ على يد عبد الرحمن بن ملجم (لعنه الله)؛ أقبل الناسُ علىٰ الحسنِ بن علي يبايعونه خليفةً للمسلمين بعد أبيه (عليّ)، وكان ذلك عام (٤٠هـ).
فلو رجعنا بالتأريخ قليلاً إلى الوراء، فإنّ معاويةَ بن أبي سفيان رضي الله عنه قد كان والياً على الشام في خلافة عثمان، فلما بايع الناسُ عليّاً خليفةً للمسلمين بعد عثمان، أرسل عليُ بن أبي طالب لمعاوية رسالةً؛ مطالباً فيها بمبايعته كخليفة للمسلمين، لكن معاوية وبعض الصحابة رفضوا مبايعة عليّ _ أو بمعنى أصح أجّلُوا مبايعةَ علي _ فقالوا لعليّ: نحن لن نبايعَك حتى تَقتُل قتلةَ عثمان، أو تسلّم لنا قتلةَ عثمان، لكن كان الوضع في المدينة وقتها غيرَ مستقر، فالخوارج (قتلة عثمان) يملؤون المدينة، فعليّ رضي الله عنه كان يرى تأجيلَ قتْل قتلة عثمان، فالوقت الآن غير مناسب، حتى إذا ما استتّبَ الأمن في المدينة والكوفة عندها سيتم القصاص والثأر لعثمان من قاتليه.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

_نقل الذهبي عن سعيد بن المسيب أنه قال: (لو أن الحسين لم يخرج لكان خيراً له).
_المسور بن مخرمة رضي الله عنه كتب إلى الحسين بأن لا يغتر بكتب أهل العراق، وَنَصَحه بأن لا يبرح الحرم).
_أما مسلم بن عقيل مبعوث الحسين إلى أهل الكوفة لمّا تفرق عنه أهل الكوفة وخذلوه بعث برسالة إلى الحسين فيها: (ارجع بأهلك، ولا يغرنك أهل الكوفة، فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي).

مسألة:
ما ترتب على موقف الحسين رضي الله عنه من مآسٍ يدل على صواب موقف الصحابة الذين عارضوا ذهاب الحسين إلى العراق.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن خروج الحسين: (ولم يكن في الخروج لا مصلحة دين، ولا مصلحة دنيا، بل تمكَّن أولئك الظلمة الطغاة من سِبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قتلوه مظلوماً شهيداً، وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن حَصَلَ لو قعد في بلده، فإن ما قصده من تحصيل الخير ودفع الشر لم يحصل منه شيء، بل زاد الشر بخروجه وَقَتْلِه، ونقص الخير بذلك، وصار ذلك سبباً لشر عظيم، وكان قتل الحسين مما أوجب الفتن، كما كان قتل عثمان مما أوجب الفتن).

مسألة:
الحسين قتل مظلوماً شهيداً؛ يقول ابن تيمية: (لما بلغ الحسين مقتل مسلم بن عقيل، فأراد الرجوع، فوافته سرية عمر بن سعد وطلبوا منه أن يستأسر لهم فأبى، وطلب أن يردوه إلى يزيد ابن عمه حتى يضع يده في يده، أو يرجع من حيث جاء، أو يلحق ببعض الثغور، فامتنعوا من إجابته إلى ذلك بغياً وظلماً وعدواناً).
ويقول ابن تيمية في موضع آخر: (الحسين لم يُقْتَل حتى أقام الحجةَ على من قتله، وطلب أن يذهب إلى الثغر وهذا لو طلبه آحاد الناس لوجب إجابته، فكيف لا يجب إجابة الحسين إلى ذلك وهو يطلب الكفَّ والإمساك..... وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي يأمر فيها بقتال المفارق للجماعة لم تتناول الحسين، فإنه رضي الله عنه لم يفرق الجماعة ولم يُقتل إلا وهو طالبٌ للرجوع إلى بلده، أو إلى الثغر، أو إلى يزيد داخلاً في الجماعة معرضاً عن تفريق الأمة، ولو كان طالباً ذلك أقلُّ الناس لوجب إجابته إلى ذلك، فكيف لا تجب إجابة الحسين إلى ذلك؟ ولو كان الطالب لهذه الأمور من هو دون الحسين، لم يجز حبسه ولا إمساكه فضلاً عن أسره وقتله).

مسألة:
قَتْلُ الحسين من كبائر الذنوب:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (قتل الحسين من أعظم الذنوب، وأن فاعل ذلك والراضي به والمعين عليه مستحقٌ لعقاب الله الذي يستحقه أمثاله، لكن قَتْلَهُ ليس بأعظم من قَتْلِ من هو أفضل منه من النبيين والسابقين الأولين، ومن قُتِل في حرب مسيلمة، وكشهداء أحد، والذين قتلوا ببئر معونة، وكقتل عثمان وقتل علي).

مسألة:
بعد كل الذي حصل جاء أهل الكوفة الذين شاركوا في قتل الحسين فقاتلوه وقتلوه يزعمون _زوراً وكذباً_ أن أهل السنة هم الذين قتلوه، وجعلوها مظلمةً مستمرةً إلى الأبد، وجعلوها مناسبةً سنويةً لسبِّ الصحابة، والطعن في المسلمين، والتحريض على قتل أهل السنة بحجة الإنتقام لدم الحسين.

مسألة:
ما يحصل اليوم من الحروب الطائفية والقتل والتنكيل بأهل السنة مما يشيب له الولدان ناتج عمّا يروج له الرافضة الطائفيون الذين خان أسلافهم الحسين وقتلوه، ثم ادّعوا كذباً أنهم أنصار الحسين وشيعته، وما قالوه إنما هو افتراء.
إن دم الحسين إنما هو في أعناق آباء الرافضة وأجدادهم الذين خانوه وقتلوه قاتلهم الله.
قتل الله من قاتل الحسين، ولعن من لعنه، ورضي الله عن الحسين وأرضاه وعن الذين قُتلوا معه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (من قتل الحسين أو أعان على قتله أو رضي بذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً).

مسألة:
يمارس الرافضة في ذكرى مقتل الحسين مجموعةً من الطقوس المخالفة للإسلام، بل والمناقضة لدين الله، وهي لا تخرج عن كونها خرافات، وأكاذيب، كالنياحة ولطم الخدود وشق الجيوب وضرب أنفسهم بالسياط والسلاسل، والسكاكين، وتداول الروايات المختلقة المكذوبة وسبِّ الصحابة والتحريض على أهل الإسلام بالقتل بدعوى الانتقام لدم الحسين، وكذلك تأليه الحسين والاستغاثة به ودعائه من دون الله، ونحو ذلك من المنكرات التي لم تعد تخفى على أحد.
وهذه الأفعال التي يفعلها الشيعة في عاشوراء متفقةٌ مع عقيدتهم التي تُكَفِّرُ الصحابة وجميع المسلمين، وتحرض على فتح باب الفتنة واستحلال دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم، بزعم أنهم قتلة الحسين.

مسألة:
الحسن والحسين كغيرهما من الصحابة بشرٌ غير معصومين، يصيبون ويخطئون، وحسبهم من الفضل صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فالصحابة كلهم عدول مرضيٌ عنهم، وعدهم الله جميعاً الجنة، ولا يخلف الله وعدَه.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*زاد.الخـطـيـب.الـدعـــوي.cc*
رابط التيليجرام👈 t.me/ZADI2
*🌧 ساهـم بالنشر تؤجـر بإذن اللـّه*
*•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•*

🎤
*هـــــااااااااام*
*القولُ الصحيحُ في مقتل الحسين*
*رضي الله عنه، والموقف الشرعي منه.*
*للشيخ/ عارف بن أحمد الصبري*
*عضـو هـيئـة علـمـاء اليـمــن*

*✒️تنويهٌ لا بدَّ منه :*
_إن بيان الحق في مقتل الحسين رضي الله عنه، والموقف الشرعي منه هو من الواجبات التي لا يجوز تأخيرها؛ بسبب ما تَلبَّس بمقتله من عقائد ضالة، وانحرافاتٍ وخرافاتٍ، وشركياتٍ، وتشويهٍ للإسلام، وفتنٍ واقتتالٍ واستحلالٍ للدماء والأعراض والأموال.

وقياماً بالواجب الشرعي كتبتُ هذا المقالَ معتمداً على نقلِ الثقات العدول من أهل العلم والورع، وقد سألتُ ربي أن يهديني لما اختُلِف فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ، وأن يكتبَ لهذا العمل القبول، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين.

_راجياً من الجميع التعاون في نشر هذه الرسالة بقدر الإمكان، براءةً للذمة، وقياماً بالواجب الشرعي، وبياناً للحق، وصيانةً لدين المسلمين وعقيدتهم.
وأسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتنا جميعاً.

مسألة:
_الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والسبط: أي ابن البنت
_أبوهما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين الأربعة رضوان الله عليهم.
_أمهما فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
_هما سيدا شباب أهل الجنة.
_صحابيان جليلان من خيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مسألة:
ولد الحسن بن علي في المدينة المنورة في 15 رمضان سنة 3 للهجرة.
ومات في المدينة المنورة سنة إحدى وخمسين للهجرة، ودفن في البقيع.

_ولد الحسين في المدينة المنورة، في 3 شعبان سنة 4 للهجرة.
وقُتِل يوم الجمعة في العاشر من محرم سنة إحدى وستين للهجرة، في كربلاء بالعراق، ودفن جسده فيها واختلف في الموضع الذي دفن فيه رأسه.

مسألة:
قُتِل أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب يوم الجمعة، وهو خارجٌ لصلاة الفجر، قتله الخارجي الخبيث عبد الرحمن بن ملجم، سنة أربعين للهجرة.

مسألة:
تولى الحسن بن علي بن أبي طالب الخلافة بعد مقتل أبيه، لمدة ستة أشهر.

مسألة:
حصل الصلحُ بين المسلمين عام الجماعة، وعقد هذا الصلح أميرُ المؤمنين الحسن بن علي، وتنازل عن الإمامة طواعيةٍ لأمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان.
واعتبر الصحابة هذا الصلح من فضائل أمير المؤمنين الحسنِ رضي الله عنه، وقد بشّر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: (إن ابني هذا سيّد ولعلَ الله أن يُصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)، وفرح المسلمون بذلك وسموا ذلك العام (بعام الجماعة) واجتمعت كلمة المسلمين على معاوية، وحُقِنت الدماءُ وزالت الفتنة.

مسألة:
كان الحسين بن علي من شهود هذا الصلح، ورضي به؛ فبايع بالإمامة لمعاوية كما بايعه المسلمون، واجتمع المسلمون جميعاً على بيعة معاوية بن أبي سفيان.

مسألة:
بعد الصلح خرج الحسن والحسين من الكوفة ورجعا مع أهلهما إلى المدينة المنورة واستقرا فيها.

مسألة:
مكث معاوية بن أبي سفيان عشرين سنةً خليفةً للمسلمين حتى عام ستين للهجرة.

مسألة:
كان معاوية من أمناء الوحي وكُتَّابِه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أصحابه الذين غزوا معه، وشهدوا غزواته، ومن الذين دعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من الحلماء الكرماء الذين يُضرب بهم المثل، ومن الذين نفع الله بهم هذه الأمة.

مسألة:
قد كان بعض الناس زينوا لمعاوية مبايعة ابنه يزيد، ولكن يزيداً لم يكن على مستوى معاوية ولا قريباً من ذلك، ولم يكن من أهل الحلم والورع والسيادة في المسلمين.

مسألة:
لما بويع ليزيد بعد وفاة أبيه استنكر عددٌ من الصحابة بيعته، ولم يرضوا بها منهم: الحسين بن علي، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن الزبير، والمسور بن مخرمة، وخلائق من الصحابة.

مسألة:
_امتنع الحسين عن بيعة يزيد، وخرج من المدينة وذهب إلى مكة، ومكث فيها أشهراً.

مسألة:
بعد مبايعة يزيد سارع زعماء الكوفة من أنصار الحسين بالكتابة إليه يدعونه للقدوم عليهم ليبايعوه، فجاءت العدد من الكتب من العراق إلى الحسين أنهم يبايعونه، ويناشدونه أن يأتي إليهم، فلما كَثُرَ عليه ذلك أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب إلى الكوفة، فاجتمع أهل الكوفة فبايع لمسلم ثمانية عشر ألفاً ببيعة الحسين، ثم أرسل مسلم إلى الحسين يطلب منه القدوم إلى الكوفة.

مسألة:
كان أمير الكوفة الصحابي الجليل النعمان بن بشير بن سعيد الأنصاري رضي الله عنه، فعلم ببيعة أهل الكوفة للحسين، فقال النعمان إني لا أرفع سيفاً على مسلمٍ حتى يبدأني بالقتال.

مسألة:
علم أنصارُ يزيد بموقف النعمان والي يزيد على الكوفة فوشوا به إلى يزيد، فعزله يزيد وولَّى عليها عبيد الله بن زياد، وكان واليه على البصرة، وطلب منه أن يمنع الحسين من ولاية العراق، فجاء ابن زياد إلى الكوفة فوجد الناس قد بايعوا لمسلم بن عقيل ببيعة الحسين.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبّهِ وَٱلْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ ءامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَـئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّن رُّسُلِهِ [البقرة:285] ...

وإن صيام هذا اليوم له فضل عظيم عند الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء ، وهذا الشهر يعنى شهر رمضان" . [رواه البخاري 1867] ..
ومعنى يتحرى أي : يقصد صومه لتحصيل ثوابه . وقال صلى الله عليه وسلم : " صيام يوم عاشوراء ، إني احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" [رواه مسلم 1976] ...

وإن من السنة في صيام هذا اليوم أن يصوم المرء يوماً قبله ليخالف اليهود...

أيها المؤمنون / عبــاد الله :-
يقول سبحانه وتعالى ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ [القصص:2-4]...
ففي مثل هذه الأيام من شهر محرم نجى الله موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده بعد حياة طويلة عاشوا فيها الظلم والاستعباد والحرمان بكل صوره فمن كان يظن أن فرعون الذي كان يقول في تكبر وتجبر ( يٰأَيُّهَا ٱلْملاَ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِى فَأَوْقِدْ لِى يٰهَـٰمَـٰنُ عَلَى ٱلطّينِ فَٱجْعَل لّى صَرْحًا لَّعَلّى أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنّى لاظُنُّهُ مِنَ ٱلْكَـٰذِبِينَ [القصص:38]...

وكان ينادي ( يٰقَوْمِ أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَـٰذِهِ ٱلأَنْهَـٰرُ تَجْرِى مِن تَحْتِى أَفَلاَ تُبْصِرُونَ [الزخرف:51] وكان يقول (مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ [غافر:29] ...

من كان يظن أن كل هذا التكبر والتجبر سيأتي عليه يوم ويأذن الله بنهايته وزواله بل ويصبح فيما بعد عبرة للمعتبرين ودرساً للطغاة والظالمين قال تعالى (فَأَخَذْنَـٰهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَـٰهُمْ فِى ٱلْيَمّ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلظَّـٰلِمِينَ وَجَعَلْنَـٰهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ وَيَوْمَ ٱلْقِيـٰمَةِ لاَ يُنصَرُونَ وَأَتْبَعْنَـٰهُم فِى هَذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيَـٰمَةِ هُمْ مّنَ ٱلْمَقْبُوحِينَ [القصص:40-42] ...

و هذه هي سنة الله يملي للطغاة والظلمة ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر وإنها لسنة الله أيضاً في حفظ أولياءه والتمكين لهم في الأرض قال تعالى (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ [الروم:47]..

وقال تعالى ( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَـٰلِبُونَ )[الصافات:171- 173] ...

فموسى عليه السلام كان ممن توعدهم فرعون بالقتل والتصفية الجسدية وما زال في بطن أمة فمكر فرعون وجنوده والله خير الماكرين وولد موسى وألقت به أمه في البحر خوفاً عليه من القتل وهل يعقل هذا ؟
إنه كان يجب عليه إذا كانت تخاف عليه أن تضمه إلى صدرها ..
لكنها الثقة بالله قال تعالى ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ [القصص:7] ..
فأخذه فرعون ليكون له ولد ولم يكن يعلم أنها مقادير الله وأن نهايته ستكون على يدي هذا الطفل الرضيع ولكنها إرادة الله إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون .. وإنها لعبرة وعظة لكل متجبر وظالم طغى في هذه الأرض...


عبــــــــاد الله :-
إن حركة التغيير على مستوى الأمم والجماعات والأفراد لا تتوقف فإما أن تكون إلى الأحسن وإما أن تكون إلى الأسوأ فأما التي إلى الأحسن فتحكمها السنة القائلة {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد/11] ...

فما من أهل قرية ولا بيت ولا بلد كانوا على معصية الله ثم تحوَّلوا عنها إلى ما أحب من الطاعة إلا حوَّلهم الله عما يكرهون من العذاب إلى ما يحبون من الرحمة ..

وأما التغيير إلى الأسوأ فتحكمه السنة القائلة {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأنفال/53]...

فاللهم أهدنا بهداك ولا تولنا أحداً سـواك وخذ بنواصينا إلى كل خير ...

قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه...

*الخطــــبة.الثانــية.tt*
عبــــــــاد الله :-
إن الله ليملي للظالم سوى كان فرداً أو مجتمع أو أمة ويغدق عليه من النعم والخيرات فيما يبدوا للناس حتى إذا كثر شره وزاد فسقه وانتشر ظلمه وغرته نفسه أخذه أخذ عزيز مقتدر ...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

أيها الأخوة الكرام، فهذه هي السُّنة في شأن صوم يوم عاشوراء لمن أراد صيامه، وحرَص عليه، والفضل في ذلك كبير، ينبغي ألا يُفرَّط فيه، وقد كان النبي صلى الله عليه

وسلم كما تقدَّم من قبلُ قد أوجب الصيام على أهل الإسلام فيه، حتى نُسِخ بصوم شهر رمضان، ولله الحمد والمنة والفضل.

ألا وصلوا وسلموا على نبي الهدى؛ فقد أمرنا الله بذلك، فقال عز من قائل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميدٌ مجيد، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الكفر والكافرين.

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان يا رب العالمين.

اللهم اجعَل هذا البلد آمنًا مُطمئنًا وسائر بلاد المسلمين.

اللهم أصلح أئمَّتنا وولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، وأبعِد عنهم بطانة السوء يا رب العالمين.

اللهم احقن دماء إخواننا في سوريا وفي اليمن، وفي غيرها من البلاد.

اللهم اجعَل لهم من فِتنتهم مخرجًا.

اللهم اكْفهم شرارهم، وَوَلِّ عليهم خيارهم.

اللهم جنِّبنا وإياهم الفتنَ؛ ما ظهر منها، وما بطن.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وارحمهم كما ربَّوْنا صغارًا.

اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذاب النار.

اللهم إنا نسألك وأنت العزيز الكريم أن تغفِر لنا ذنوبنا، وما سلف من خطايانا، وأن تُعيننا على ذكرك وشكرك، وحُسن عبادتك.

سبحان ربك ربِّ العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة.جمعة.بعنوان.cc*
*عــاشــــــوراء ســنــة الــلـــه*
*في نصـرة المرسلـين وأتـباعهــم*
*للشيخ/ خالد بن عبدالرحمن الشايع*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أما بعدُ:
أيها الأخوة الكرام، جاء نبينا محمدٌ صلى الله عليه وسلم مهاجرًا من مكة المكرمة إلى المدينة النبوية المشرفة، وصل إليها في ربيع الأول، ومكث فيها النبي صلى الله عليه وسلم يُرسي دعائم الدولة الإسلامية، ولَما دار الزمان، وحلَّ شهر محرم، لاحَظ النبي صلى الله عليه وسلم وهو يرقُب ما يصدر عن سكان المدينة من اليهود، لاحظ منهم أنهم يصومون يوم العاشر من شهر المحرم.

فسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن سبب صيامهم، فأجابوا بجوابٍ كان النبي صلى الله عليه وسلم على علم بخلفيات هذا اليوم الذي يتحدثون عنه وهو يوم العاشر من محرم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم إبان إقامته بمكة، كان يلاحظ أن قريشًا كانت تصوم أيضًا.

وهذا اليوم العاشر من شهر الله المحرم، له خلفياتٌ تاريخية تعود إلى آيةٍ عظيمة من آيات الله في نصرة أوليائه، وقطْع دابر المعرضين، سأل النبي صلى الله عليه وسلم اليهود عن سبب صومهم، فقالوا: هذا يومٌ نجَّى الله فيه موسى ومَن معه، فنحن نصومه شكرًا لله، وكان اليهود على بقايا من كتابهم ومن سنتهم، مع ما أدخلوا في كتابهم وفي شرعهم من أنواع الباطل وكثيره.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم مُجيبًا لهم: ((نحن أحق بموسى ومَن معه منكم))، فصامَه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، نحن أحق بموسى ومن معه منكم؛ لأن الرابطة التي بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل الإسلام، تربطهم بموسى أكثر من رباط اليهود به عليه الصلاة والسلام؛ لأننا أهلَ الإسلام على نهْج نبينا، آمنَّا بموسى وصدَّقنا به، وأنزلناه المنزلة اللائقة به نبيًّا مُرسلًا من أُولي العزم من الرسل.

بخلاف ما كان من اليهود؛ فإنهم قد حرَّفوا دينه، وتهجَّموا عليه، ووصفوه بأنواع من الأوصاف التي نزل القرآن يؤكد نزاهته منها؛ كما قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا ﴾ [الأحزاب: 69].

نحن أحق بموسى ومَن معه بالنظر إلى رابطة الإيمان التي فيها التوحيد للرحمن، بخلاف ما أدخل اليهود من أنواع الشرك بالله جل وعلا.

نحن أحق بموسى ومَن معه، فصامه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، فكان صوم يوم عاشوراء في أول الإسلام واجبًا على المسلمين جميعًا، حتى إن الصحابة رضي الله عنهم - كما ثبت في صحيح البخاري - كانوا يصومونه ويُصوِّمونه صغارهم، فكان إذا بكى الصبي وهم يُدرِّبونهم على هذه العبادة العظيمة، أعطوه اللعبة من العِهن - الصوف - يتلَّهى بها حتى وقت الإفطار.

فكان صوم يوم عاشوراء واجبًا؛ شكرًا لله تعالى، وتعبُّدًا له سبحانه، حتى نزل فرضُ صوم رمضان، فكان صوم يوم عاشوراء بعد ذلك سُنةً للمسلمين، فيه الأجر العظيم؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((إني أحتسب على الله تعالى - يعني في صوم يوم عاشوراء - أن يكفِّر السنة التي قبله)).

والمقصود أيها الأخوة الكرام في هذا المقام أن نتتبَّع سنة الله تعالى في إنجائه لعباده المؤمنين، وقسْمه للمعرضين المبطلين، سنةٌ ماضية لا تتبدَّل ولا تتغيَّر أن العاقبة للمؤمنين والنصرة لمن نصَر الدين؛ يقول الله جل وعلا في شأن هذه السنة العظيمة: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ﴾ [إبراهيم: 42 - 43].

ويقول الله سبحانه: ﴿ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [آل عمران: 196، 197].

فعُلِم بهذا أيها الأخوة الكرام أن العاقبة لجُند الله تعالى ولعباده المؤمنين، وهذا يُطمئن المؤمن إلى أن العاقبة التي سيكون إليها الإسلام وأهل الإيمان، هي عاقبة النصر والظفر، مهما تأخر هذا الأمر، أو كان فيه شيءٌ من أنواع الابتلاء، فإن العاقبة للمؤمنين، ومن لَحَظ سنة الله تعالى مع عباده في هذا الشأن، يُدركها واضحةً جليَّة، فإن الله سبحانه وتعالى قد يَبتلي من يشاء مِن عباده بأنواع من البلاء، لكن العاقبة لعباده المؤمنين، وفي هذا يقول الله جل وعلا: ﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فلماذا كل هذا النحيب والتعذيب للنفس ولفلذات الأكباد في موت الحسين رضي الله عنه، ولم يكن في موت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان موته أعظم مصائب الموت في الأمة؟! ولماذا لم

يكن كذلك في موت حمزة الذي لم يكتف المشركون بقتله حتى مثلوا به؟! ولماذا لم يكن في موت أبيه علي رضي الله عنه، وفي أخيه الحسن رضي الله عنه، وهو الأخ الأكبر؟!

لماذا كل هذا الذكر للحسين و لا يذكرون الحسن إلا قليلا، ولماذا الإمامة في أولاد الحسين، ولم تكن في أولاد الحسن أبدا؟ ولماذا أكثر أحاديثهم مدحاً للحسين دون الحسن؟ كل هذا لأن زوجة الحسين هي شهربانو بنت يزدجرد، ويقال: إن اسمها سلافة، وابنها علي بن الحسين- زين العابدين-، فيقول الشيعة: اجتمعت الشجرة الهاشمية مع الشجرة الساسانية الفارسية، فلذلك هم يحبون الحسين وأبناء الحسين؛ لأن أبناء الحسين أخوالهم الفرس، بسبب شهربانو بنت يزدجرد!!

معشر المسلمين، إن الأعمال الشنيعة التي يقوم بها بعض الشيعة في يوم عاشوراء أعمال لم يقم بها أهل القرون الثلاثة المفضلة ومنهم أهل البيت الكرام، وهم أكثر حباً وأصدق تعظيماً للآل ممن جاء بعدهم؟! إن تلك الأعمال التي تحصل منهم في يوم عاشوراء إلى يومنا هذا أعمال جاهلية نهى عنها الإسلام دين العقل والسلوك المستقيم.

يقول الله تعالى: ﴿ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً ﴾ [النساء29].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربع في أمتى من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة وقال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب [8].

وقال عليه الصلاة والسلام: ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية [9].

ووجع أبو موسى رضي الله عنه، وجعل يغمى عليه ورأسه في حجر امرأة من أهله فصاحت امرأة فلم يستطع أن يرد عليها شيئاً، فلما أفاق قال: أنا بريء ممن برء منه رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم برء من الحالقة والسالقة والشاقة[10].

والحالقة هي التي تحلق شعرها عند المصيبة، والسالقة هي التي ترفع صوتها فيها، والشاقة هي التي تشق ثيابها في المصيبة كذلك.

فالنياحة والضرب للجسد ورفع الأصوات وشق الثياب ولباس السواد كلها أعمال تحدث في يوم عاشوراء لدى بعض الشيعة.

ومن المخالفات التي تحصل في هذا اليوم كذلك: سب الصحابة رضي الله عنهم، والطعن فيهم، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نصيفه [11].

إضافة إلى هذه الأعمال المنكرة شرعاً وعقلاً؛ فإنه يحصل عند قبر الحسين رضي الله عنه صور من الشرك بالله تعالى مثل: دعاء الحسين رضي الله عنه والاستغاثة به، وطلب النفع منه ودفع الضر، والله تعالى يقول: ﴿ وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ * وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [يونس160 - 107].

ومن المخالفات: شد الرحال لزيارة المشاهد والقبور، ومن ذلك قبر الحسين رضي الله عنه.

ويقولون: زيارة قبر الحسين تعدل عشرين حجة!!.
ويقولون: من زار قبر الحسين يوم عاشوراء كمن زار الله في عرشه!!!.

ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى [12].

ومن المخالفات: اختلاط النساء بالرجال والتشجيع على الفاحشة المسماة بالمتعة.

ومن المخالفات: أن هذه الأعمال التي يقومون بها أعمال همجية وليست حضارية، بل تشوه صورة الإسلام والمسلمين عند من لا يعرف الإسلام؛ ولذلك كانت بريطانيا - التي تريد تشويه الإسلام - تمول المواكب الحسينية وتستغلها أحسن استغلال.

وقد قيل: إن رئيس الوزراء العراقي أثناء الاحتلال الانجليزي للعراق عندما زار لندن للتفاوض قال له الانجليز: نحن في العراق لمساعدة الشعب العراقي؛ لكي يخرج من الهمجية، فأثار هذا الكلام حفيظة رئيس الوزراء، فاعتذروا له بلباقة وأروه فليماً لما يحدث في كربلاء!

أيها المسلمون، إن هذه الأعمال المبتدعة لو كان أصحابها يتبعون آل البيت حقاً ما قاموا بها؛ اتباعاً لآل البيت؛ فإن ابناء الحسين وأحفاده لم يقوموا بها.

ثم إن هناك نصوصاً قولية عن أئمة آل البيت في النهي عن هذه الأفعال مذكورة في كتب الشيعة أنفسهم.

قال علي رضي الله عنه: "ثلاث من أعمال الجاهلية، وعدّ منها: النياحة على الموتى". وقال أيضاً: "لا تلبسوا السواد؛ فإنه لباس فرعون".

Читать полностью…
Subscribe to a channel