zadi2 | Unsorted

Telegram-канал zadi2 - زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

9095

الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321

Subscribe to a channel

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]
(رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

الحسن، في عينيه دعج، تعني: بذلك شدة سواد العين، وفي أشفاره وطف، تقصد أن شعر رمشه طويل منثنٍ، وفي صوته صحل، تعني: بذلك حدة وصلابة من غير شدة، وهي كما يقول العلماء: البحة اليسيرة، وهي أبلغ في الصوت من أن يكون حادًّا، قالت: وفي عنقه سطع، تعني: بذلك أن في عنقه شيئًا من الطول.

وكذلك نور وبهاء، وفي لحيته كثاثة، تعني كثرة والتفاف، أزج أقرن، تعني: بذلك أنه متقوس الحاجبين مع طولهما ودقتهما واتصالهما، تقول رضي الله عنها: إن صمت علاه الوقار، وإن تكلم سما، أي: ارتفع برأسه وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأجلاه وأحسنه من قريب، حلو المنطق، فصلٌ لا نزر ولا هذر، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرنَ، تصف بذلك كلامه في حسنه وبلاغته وفصاحته وبيانه وحلاوته، قالت تصف الرسول -عليه الصلاة والسلام-: ربعةٌ لا يأس من طول، أي: إنه إلى الطول أقرب ولا تقتحمه عين من قصر، لا تحتقره العين حين تشاهده؛ لأنه إلى الطول أقرب، وليس بالقصير، بل هو مهاب مقبول، قالت: غصنٌ بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرًا، وأحسنهم قدرًا، له رفقاء يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا لأمره، محشود محفود، وتعني بذلك أن أصحابه يجتمعون عليه ويخدمونه ويسرعون في طاعته.

وما ذلك إلا لجلالته عندهم، وعظمته في نفوسهم، ومحبتهم له، قالت أم معبد: لا عابس ولا مُفند صلى الله عليه وسلم، العابس هو الكالح الوجه، والمفند هو المنسوب إلى الجهل، وقلة العقل، وتعني بذلك أنه كان جميل المعاشرة حسن الصحبة، صاحبه كريم عليه، وهو حبيب إليه صلى الله عليه وآله وسلم.

فقال أبو معبد بعد أن سمع هذا الوصف البليغ: هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة، ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلنَّ إن وجدت إلى ذلك سبيلًا.

تأملوا هذا العقل الراجح لما سمِع من هذا الخبر عن النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- والمعجزات التي تحدث تترى بين يدي زوجه، والوصف البليغ الذي هو وصف مقام النبوة ووقارها، تمنى صحبته وأقسم أن يصحبه، فهذا هو الشرف الرفيع والمقام العالي البليغ.

جاء في تمام الحديث بعد أن قال أبو معبد ما قال: ولا أفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلًا، وأصبح صوت بمكة عاليًا يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه، وهو يقول:
جزى الله رب الناس خير جزائه *** رفيقين قالا خيمتي أم معبد
هما نزلاها بالهدى واهتدت به *** فقد فاز من أمسى رفيق محمد
فيا لقصي ما زوى الله عنكم *** به من فعال لا يجازى وسؤدد
ليهن بني كعب مقام فتاتهم *** ومقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها *** فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلبت عليه *** صريحًا ضرة الشاة مزبد
فغادرها رهنًا لديها لحالب *** يرددها في مصدر ثم مورد

يقول الحافظ البغوي -رحمه الله- وقد أورد هذا الحديث في "شرح السنة"، أورد ما قالته أسماء -رضي الله عنها-: لما سمعنا هذه الأبيات وهذا الكلام، عرفنا حيث وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأن وِجهته إلى المدينة، وتعني بذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما خرج مع أبيها أبي بكر، لم تعرف أين ستكون وجهته ومهاجره؛ لأنه كان أمرًا مخفيًا عنهم، لكنهم لما سمعوا هذه الأبيات علموا أن وجهته إلى المدينة.

فاز كل الفوز من لقيه وآمن به، وفاز فوزًا عظيمًا من آمن به ولم يلقه، وأعظم الناس فوزًا من اقترب من سنته وسيرته، وعظَّم حبه في قلبه، حتى كان أحب الناس إليه، وتمنى رؤيته بأهله وماله وولده؛ كما أخبر عليه الصلاة والسلام، قد أمسى فائزًا من تمنى وطبَّق رفقة محمدٍ -عليه الصلاة والسلام-.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بهدي النبي الكريم.

أقول ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

-------------------------------------------------

الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أما بعد: هكذا -أيها الإخوة الكرام-: كما حصل لأم معبد -رضي الله عنها- حينما نزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بساحتها، وحلَّ بخيمتها، حلَّت البركات، وهذا ليس لأم معبد وحدها، بل هي بركاته صلى الله عليه وسلم التي أفاءها الله على العالمين، فإن بعثته رحمة للناس كافة؛ كما قال الله -جل شأنه-: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)[الأنبياء: 107]، بركاتٌ أولى الناس بها من اقترب منه -عليه الصلاة والسلام-، ومن كان حريصًا على متابعته والاهتداء بهديه، ولذلك فإن الناس يتفاوتون في قربهم من نبيهم محمد -عليه الصلاة والسلام- بحسب اقتفائهم لأثره واتباع سنته، وتعظيم جنابه والله -جل وعلا- يقول في كتابه الكريم: (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)[الأعراف: 157].

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*شرح قصة أم معبد*
*مع الرسولﷺ في طريق الهجرة*
*للشـــــيخ/ خــــالـد الشايـــع*

الخطبة الأولى:
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

أما بعدُ: فإنَّ الله -جل وعلا- قد كمَّل نبيَّه محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، وشرَّف مقامه وعظَّم جنابه، وأوجب على الناس كافة اتباعه، وقد حاز الفضل والشرف كل مَن اتَّبعه، واقتفى أثره، فإنَّ الله -سبحانه وتعالى- يقول: (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا)[النور: 54]، ويقول عزَّ من قائل: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)[الأحزاب: 21].

وإنَّ المتأمل في سيرة هذا النبي الكريم وفي شمائله الحميدة وصفاته الشريفة يُدرك ما حباه الله -تعالى- من أنواع الكمالات، وما أيَّده به من المعجزات، وما عظَّم به جنابه وشرَّف مقامه.

وهذا يوجب على المسلم أن يكون قريبًا من هذه السيرة الشريفة؛ لأنها تُبيِّن المنهج الذي ينبغي أن يكون عليه المؤمن في عبادته لربه، وفيما يمضي فيه حياته، حتى يصل إلى تلك الدرجة التي أمر الله -تعالى- بها: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)[الأنعام: 162-163].

وإن تفاصيل سيرة نبينا -عليه الصلاة والسلام- كلها آيات وعبر، وكلها خير وبِشر، سيرة شريفة كريمة، لا يَملِك المتأملُ فيها إلا أن يُعظِّم جناب هذا النبي الكريم، وأن يَحمَد الله -تعالى- أن جعَله من أتباعه، وأن يبذل قُصارى جهده لاقتفاء أثره، صلوات ربي وسلامه عليه.

وفي هذه الدقائق نقف وإياكم -أيها الإخوة المؤمنون-: بصحبة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- في مرحلةٍ من مراحل هجرته من مكة إلى المدينة، فإنَّ هذه الهجرة الشريفة التي أذِنَ الله -تعالى- بها لنبيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فيها آياتٌ وعبر، وفيها دلائلُ وبِشر؛ ينبغي أن تكون محلَّ العناية والاستفادة والتأمُّل.

وجملة ما كان في مسير نبينا -عليه الصلاة والسلام-، وسيره من مكة إلى المدينة: أنَّه مرَّ بسيدةٍ من سيدات العرب وامرأةٍ من كرامهم، هذه المرأة التي مرَّ بها النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم تك إذ ذاك مسلمة، ولكنها رأت من هذا الرجل النبي العظيم محمد -صلى الله عليه وسلم-، ما أوجب عليها أن تؤمن به وتُصدِّقه، لما رأته من مخايل النبوة والمعجزات العظيمة التي باتت تَتْرَى بين ناظريها، وجزى الله هذه السيدة الكريمة خير الجزاء وأوفاه، فإنها أُوتيت من البيان شيئًا عظيمًا؛ حينما وصفت نبينا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- وصفًا دقيقًا يَعجِز عن أن يقول مثلَه كبارُ البلغاء.

وتأمل -يا عبد الله- حينما تسوق هذه المرأة هذه الصفات لنبيك محمدٍ -عليه الصلاة والسلام-، ولتكن على حضور ذهنٍ منك، لعل الله -تعالى- يوفقك لأن تُدرك هذه الصفات التي ذكرتها هذه المرأة، فتكون حاضرة في ذهنك، لعل الله يُكرمك برؤية نبيك محمد -عليه الصلاة والسلام- في المنام، فإن رأيته على هذه الصفات فقد رأيته كذلك.

ويا بشراك! فإن رؤية النبي -عليه الصلاة والسلام- في المنام إذا رآه المؤمن على صفاته رؤية حق؛ لأن الشيطان لا يتمثل به كما قال عليه الصلاة والسلام، ولعلها أن تكون مقدمةً لرؤيتك -يا عبد الله- لهذا النبي الكريم حينما تَقدُمُ على حوضه الشريف، فتنال هذه البركة العظمى والسعادة الكبرى التي لا تظمأ بعد شربك من حوضه أبدًا -جعلنا الله وإياكم كذلك-

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فيا لقدرة الله العظيم!
فرعون جمع السحرة أمام الناس في يوم عيد لهم -يوم الزينة- ليظهروا كذبًا وزورًا أن موسى وأخاه ساحران عظيمان، وكانوا قبل المناظرة يسألون فرعون الأجر على الفور، ويتمنون القرب منه،

فخذلوه بقدرة الله وأظهروا للناس أنه كذاب مفسد في الأرض، يستعين بالسحرة، ولا يفلح الساحر حيث أتى، وأن موسى رسول رب العالمين؛

قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "كانوا أول النهار سحرة، فصاروا من آخرة شهداء برره".
وتلك مشيئة الله وأمره وحكمه، لا معقب لحكمه، ولا راد لأمره وقضائه.

وللحديث بقية في الخطبة الثانية -إن شاء الله تعالى-.

أسأل الله أن يبارك لنا ولكم في القرآن العظيم، وهدي خاتم المرسلين...

أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم...

 



-:((الخطبة الثانية)):-

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

عباد الله:

لم يزدد فرعون وقومه من الآيات والأحداث التي تجري على يد موسى وهارون -عليهما السلام- إلا كفرًا وعنادًا وبعدًا عن الحق،
فأخذهم الله تعالى بالسنين القحط والجدب ونقص من الثمرات، وأرسل عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات، فاستكبروا في الأرض وكانوا قومًا مجرمين،
أراهم الله من خوارق العادات وأعظم الآيات ما بهر الأبصار وحيّر العقول، ولكنهم تمادوا في كفرهم وعنادهم وطغيانهم، متابعةً لملكهم فرعون، ولم يؤمن بموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم: (وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ) [يونس:83].


فأوحى الله -عز وجل- إلى موسى -عليه السلام- أن يسري بعباد الله ليلاً، وخرجوا في هدوء الليل ،
فلما علم فرعون اشتاط غضبًا، فجمع جنوده جميعًا للحاق بموسى وأتباعه المؤمنين بالله، فاتبعوهم ، فأدركوهم مع شروق الشمس على ساحل البحر،
فالبحر أمام موسى ومن آمن معه،
وعدوه فرعون وجنوده من خلفه،
فأوحى الله إليه: (أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) [الشعراء:63]،
أي مثل الجبل العظيم،
فدخل موسى وقومه في طريق يابس، كأن الماء ما مر به قط، انفلق اثني عشر طريقًا، ثم خرج من البحر ومن معه، وأمره الله أن يترك البحر، إنهم جند مغرقون -أي قوم فرعون-،
فلما دخل فرعون وجنوده واكتملوا أطبق الله -عز وجل- عليهم البحر، فأغرقهم جميعًا،

عند ذلك أناب فرعون إلى الله عندما عرف أنه لا عاصم ولا مانع من أمر الله وقدرته، ولكن لا ينفعه إيمان عند ذلك.

الله أكبر؛
أهلك الله -عز وجل- ذلك الطاغية وأخرجه مما كان فيه من نعمة، وأورثها الله سبحانه موسى -عليه السلام- وقومه،

وقد كان هلاك فرعون وجنده ونصر موسى -عليه السلام- وقومه في العاشر من شهر الله المحرم،

فصامه موسى وقومه شكرًا لله تعالى على نصره،

وفي صحيح مسلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدم المدينة فوجد اليهود صيامًا يوم عاشوراء، فقال: ما هذا اليوم الذي تصومونه؟!
قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرًا، فنحن نصومه، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "فنحن أحق وأولى بموسى منكم"، فصامه -صلى الله عليه وسلم- وأمر بصيامه.

وفي الصحيحين عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم -يعني يوم عاشوراء-، وهذا الشهر -يعني رمضان-"،

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- في فضل صيام يوم عاشوراء: "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله". رواه مسلم.

وقال: "لئن بقيت إلى قابل -يعني العام القادم- لأصومن التاسع". يعني مع العاشر. رواه مسلم.
وذلك مخالفة لليهود،

فاحرصوا -رحمكم الله- على أن تصوموا يومًا قبله أو يومًا بعده، ومن صام الثلاثة -أي يومًا قبله ويومًا بعده- فهو أكمل وأفضل، مخالفةً لليهود،
ومن صامه وحده فهو أدنى مراتب الجواز.

نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى،،،


هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ على من أُمرتم بالصلاة والسلام عليه،
إمام المتقين وقائد الغُرِّ المُحجلين،
ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.


ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

خطبة 🎤 بعنوان
قصة موسى عليه السلام مع فرعون ...
🕌🕋🌴🕋🕌
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1/ قصة موسى عليه السلام من أكثر القصص ورودًا في القرآن.
2/ فرعون يأمر بقتل غلمان بني إسرائيل.
3/ موسى يتربى في قصر فرعون.
4/ المواجهة بين موسى وفرعون.
5/ اجتماع السحرة في يوم الزينة.
6/ انهزامهم أمام موسى عليه السلام وإسلامهم.
7/ موسى يهرب ببني إسرائيل ليلاً.
8/ غرق فرعون عليه لعنة الله

○○○□□□○○○

الحمد لله الذي خضعت لعظمته الرقاب،
ولانت لقوته الصعاب ،
غافرُ الذنب وقابلُ التوب شديدُ العقاب، ذو الطول، (لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ) [الرعد:30] ...
مَا ذُكِر اسْمُه فِي قَلِيْل إِلَا كَثْرَه..
وَ لَا عِنْد كَرْب إِلَا كَشَفَه ..
وَلَا عِنْد هُم إِلَا فَرَجَه..
فَهُو الْاسْم الَّذِي تَكْشِف بِه الْكُرُبَات,
وَتُسْتَنْزَل بِه الْبَرَكَات..
وَتُقَال بِه الْعَثَرَات,
وَتُسْتَدْفَع بِه الْسَّيِّئَات..
بِه أَنْزَلْت الْكُتُب,و أُرْسِلْت الْرُّسُل ..
وَشُرِعَت الْشَّرَائِع.. وَحَقَّت الْحَاقَّة وَوَقَعَت الْوَاقِعَة..
وَبِه وَضَعَت الْمَوَازِيْن الْقِسْط, وَنَصَب الْصِّرَاط.. وَقَام سُوَق الْجَنّة وَالنَّار.. فَّسُبْحَانَه مَا أَحْكَمَه.. وَّسُبْحَانَه مَا أَعْظَمَه.. وَّسُبْحَانَه مَا أَعْلَمُه !!.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ..
من تكلم سمع نطقه ومن سكت علم سره ،
ومن عاش فعليه رزقه ومن مات فإليه منقلبه ..

وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ما تلاحمت الغيوم، و عدد ما في السماء من نجوم، وسلم تسليما كثيرا...

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،..

أما بعد :

فاتقوا الله -عباد الله- حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، لا إله إلا الله محمد رسول الله،
واحذروا من المعاصي فإن أجسامكم على النار لا تقوى، وتزودوا من الأعمال الصالحة للدار الآخرة،
واعلموا أن خير الزاد التقوى،

واحمدوا الله أن بلغكم هذا العام الهجري الجديد، وابدؤوه بالأعمال الصالحة، واسألوا الله أن يصلح أعمالكم ونياتكم في كل وقت وحين.


عباد الله:
من أكثر القصص التي وردت في القرآن الكريم وأعظمها قصة موسى بن عمران وأخيه هارون -عليهما الصلاة والسلام- مع الطاغية فرعون،
وهي قصة مليئة بالعبر والدروس،

ففرعون كان من رؤوس الكفر والضلال والتجبر والتعالي على الله تعالى وعلى خلقه مفسدًا في أرض،
طغى وتجبر وادعا أنه إله، وآثر الحياة الدنيا، وأذل النبي المجتبي موسى -عليه السلام-،
ذبح الأطفال واستحيا النساء من بني إسرائيل،
واستعبد الرجال واستخدمهم في أقبح المهن والصنائع، وقهرهم بسلطانه وملكه،
وكان على قصره ستة وثلاثون ألفًا من الحرس، كل واحد منهم يرى أن فرعون إلهه وخالقه ورازقه ومحييه ومميته،
وكان يقول: (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى)،
ويقول أيضًا: (يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي) [القصص:38]،
ويقول: (مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ) [غافر:29].

وقد أثر عن الخليل إبراهيم -عليه السلام- أنه سيخرج من ذريته غلام يكون هلاك فرعون على يديه،
فوصلت هذه البشارة إلى فرعون وحاشيته، وكان لا يولد له ذكر، فأمر عند ذلك بقتل كل غلام يولد من بني إسرائيل، حذرًا من وجود هذا الغلام المبشر به، ولكن لا يغني الحذر من القدر،

فبدأ فرعون يحذر من هذه البشارة، ويبذل كل الأسباب التي في وسعه حتى لا يوجد موسى، حتى جعل رجالاً وقوابل يدورون على الحوامل ويعلمون ميقات وضعهن، فلا تلد امرأة من بني إسرائيل ذكرًا إلا ذبحه الذابحون من ساعة ولادته بأمر من فرعون.

وشاء الله تعالى أن يولد موسى -عليه السلام- في عصر فرعون -أهلكه الله- ويتربى في ملكه وعلى فراشه، ويتغذى بطعامه وشرابه، وأن يتبناه ويربيه ليقضي الله أمرًا كان مفعولاً،

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ الذي خلقَ الإنسانَ في أحسنِ تقويم، وعلّمه البيان، وابتلاهُ بما صنعَت يَداه؛ ليعلَمَ من يتّقِي ومن يتَّبِعُ الهوى، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه ﷺ، صلّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وأصحابِه وسلّم تسليمًا كثيرًا.

□ أيّها المؤمنون! ليست الأضرارُ التي يُخلّفها الجوالُ محصورةً في القلبِ والدِّينِ والعقلِ فقط؛ بل تتعدّى إلى البدنِ الذي جعله اللهُ أمانةً لدينا، وسيسألنا عنه كما نسأل عن أعمالنا.
قال ﷺ: «إنَّ لبدنِكَ عليكَ حقًّا» [رواه البخاري، رقم: 1968].
فهل من الوفاءِ بهذا الحقِّ أن نسهرَ الساعاتِ الطويلةَ على الشاشةِ، فنؤذي العينَ، ونرهقُ الدماغَ، ونعطّلَ الجسدَ عن وظيفتِه الفطرية؟!
لقد أثبتت دراساتٌ طبيةٌ موثقة، منها دراسةٌ نُشرت عام 2022 في (Journal of Ophthalmology)، أن الاستخدامَ الطويلَ للهواتف الذكية يزيد من مخاطر الإصابة بقصر النظر بنسبة 80٪ لدى الأطفال والمراهقين.
ويشتكي كثيرٌ من الشبابِ والفتياتِ من آلامٍ في الرقبةِ والظهرِ والمفاصلِ... فهل هذا من اللهو المباح؟ أم من الإسرافِ المذموم؟
بل إنّ "الأشعةَ الزرقاءَ" التي تنبعث من شاشات الهواتف تؤثّر على إفراز هرمون الميلاتونين، مما يُحدِث خللًا في النوم، واضطرابًا في التوازن العصبي، وزيادة في إفراز الكورتيزول (هرمون التوتر)، كما ورد في تقرير (Mayo Clinic Health Letter – 2023).

وأما الأطفالُ، فإنّ نموَّهم الهرمونيَّ والإدراكيَّ يتأثرُ مباشرةً بكثرةِ التعرضِ للأجهزةِ، كما أظهرت دراسةٌ نُشرت في (JAMA Pediatrics) أن الأطفالَ الذين يستخدمون الأجهزة لأكثر من ساعتين يوميًّا يكون لديهم تأخّر في التطور اللغويّ بنسبة 49٪ مقارنةً بأقرانهم.

فيا عبادَ اللهِ! البدنُ أمانةٌ، والصحةُ نعمةٌ، والمسؤوليةُ ثقيلةٌ... ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ [التكاثر: 8].

□ يا أهلَ الإيمانِ! لا يكفي أن نُحصيَ المخاطرَ؛ بل لا بُدّ أن نستشعرَ المسؤوليةَ الشرعيةَ والأبويةَ والتربويةَ.
إنّ البيوتَ اليومَ تُغرقُ أبناءَها في التقنيةِ دونَ قيدٍ ولا رُشدٍ، ثم تشتكي الضياعَ والانحرافَ وضعفَ القيم!
يقول تعالى في خطابٍ موجّهٍ لكلّ أبٍ، ولكلِّ أمٍّ، ولكلِّ راعٍ:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: 6]،
/ قال ابن عباسٍ رضي الله عنه:
"أي: علّموهم وأدّبوهم" [تفسير الطبري، 23/504].
ولن تكون التربيةُ تربيةً حقيقيةً حتى تُصبحَ الرقابةُ رقميةً، والتوجيهُ واقعيًّا، والمُتابعةُ مستمرةً، والمَسؤوليةُ مشتركةً بين الوالدين والعلماء والخطباء والمربّين والمؤسسات.
قال الإمام مالكٌ رحمه الله: "لن يُصلحَ آخرَ هذه الأمّة إلا ما أصلحَ أوّلَها"
[الاعتصام للشاطبي، 1/57]، وأوّلُ ما صلَحوا به هو القدوة، والعلم، والرقابة، والموعظة.

□ أيها المسلمون! الحلّ ليس في الحرمانِ التامِّ، ولا في الإطلاقِ الكاملِ؛ بل في الضبطِ والحكمةِ والمرافقةِ الواعية.
ومن أبرزِ الوسائلِ التربويةِ الوقائيةِ:

- تحديدُ أوقاتٍ واضحةٍ ومحدودةٍ لاستخدامِ الأجهزة، مع تقنينِ الاستخدامِ في أوقاتِ الليل، وخارجَ غرفِ النوم.

- اختيارُ تطبيقاتٍ نافعةٍ تعليميةٍ، وألعابٍ هادفةٍ تُنمّي الذكاءَ والعقلَ والقيمَ، بدلاً من التطبيقاتِ التي تسلبُ العقولَ وتدمّرُ الأخلاقَ.

- إشراكُ الأبناءِ في أنشطةٍ بديلةٍ؛ رياضةٌ تبني الأجساد، قراءةٌ تُنضج العقول، تطوّعٌ يُربّي على القيم، مجالسُ ذكرٍ وقرآنٍ تُزكّي الأرواحَ.

- إقامةُ برامجِ توعيةٍ تربويةٍ مستمرةٍ في المساجدِ والمدارسِ؛ يقودها المربُّونَ الصادقون، والعلماءُ الغيورون، بأساليبَ معاصرةٍ، تخاطبُ القلبَ والعقلَ والواقعَ.

فيا أيّها المربُّون! ويا خطباءَ الجمعة! ويا آباءَ البيوتِ..! اتقوا الله في أماناتِكم، ولا تتركوا أبناءَكم لقنواتِ التفاهةِ وبراثنِ الشهرةِ الزائفةِ!

□ إنَّ اللهَ يُراقبُك وأنت تُقلّبُ الشاشةَ! يسمعُكَ وأنت تتابعُ المقاطعَ! يراكَ وأنت تُهملُ أبناءَك أمامَ الأجهزةِ!
والأبناءُ أمانةٌ، والأعمارُ تمضي، والقلبُ يصدأ، والنِّعَمُ تُسلب!
فإياك أن تكونَ ممن سجنَ نفسَه بما صنعتْ يداه، وضيّع عمرَه في زرٍّ يُحرّكُ شهواتِه، وهو يظنُّ أنه حرٌّ، وهو في القيدِ مكبَّل!
سَجَنُوا النُّفُوسَ فِي الشّبَاكِ وَادَّعَوْا حُرِّيَّةً! ** فَإِذَا الحُرِّيَّةُ وَهْمٌ، وَالْقَيْدُ لَهْوٌ وَمُتْعَةٌ!

اللهمّ لك الحمدُ على نعمِك التي لا تُعدُّ ولا تُحصى، ولك الحمدُ أن هديتَنا للإيمانِ، وعلمتَنا البيانَ، وأتممتَ علينا النِّعَمَ ظاهرةً وباطنةً.

اللهمّ إنا نعوذُ بك أن نكونَ من الغافلين، أو أن نُسجَنَ بأيدينا في شِباكِ ما صنعناه، أو أن نستبدلَ الذي هو أدنى بالذي هو خير.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*مخاطر الجوال على الشباب*
*✍️ إعداد حسن الكنزلي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*محاور الخطبة:*
□ مقدمة
□ مخاطر الهواتف على العقيدة والدين
□ أثر الهواتف على القيم والأخلاق
□ الأضرار النفسية والعقلية والسلوكية
□ الأضرار الاجتماعية والأسرية
□ المخاطر التعليمية والعلمية
□ المخاطر الصحية والطبية
□ المسؤولية الشرعية والتربوية تجاه هذه المخاطر
□ حلول عملية واقعية ومقترحات تربوية
□ خاتمة

*الخطبة الأولى:*
الحمدُ للهِ الذي خلق الإنسانَ وعلّمه البيان، وأسبغ عليه من النِّعمِ ما لا يُعدُّ ولا يُحصى، وابتلاه بالاختيار لينظر كيف يعمل، وليتحمل تبعات اختياره ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [الملك: 2].

وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبِه، وسلّم تسليمًا كثيرًا.
أيُّها المؤمنون –أوصيكم ونفسيَ المقصّرةَ الخاطئةَ بتقوى اللهِ العظيم، فاتّقوه رحمكم الله، فإنَّها وصيّةُ اللهِ للأولينَ والآخرين، قال اللهُ ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾ [النساء: 131].
أما بعدُ، عبادَ اللهِ!

□ فإنَّ من أعظمِ النِّعمِ التي أنعمَ اللهُ بها علينا: نِعمةَ الوقتِ، ونِعمةَ الأبناءِ، ونِعمةَ العقلِ، ونِعمةَ وسائلِ العصرِ التي قرّبتِ البعيدَ، وأتاحتْ للناسِ أن يتواصلوا في لمحِ البصر؛ ولكنّ كثيرًا من الناسِ نسوا أن النِّعمَ مسؤوليةٌ، وأن اللهَ سائِلٌ عن كلّ جارحةٍ كيف استُعملت.
قال تعالى: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء: 36].

أيها الأحبة! ما بين أيدينا اليوم من الهواتفِ الذكيّةِ لم تعد أدواتٍ للاتصالِ فحسب؛ بل صارت أدواتٍ لصناعةِ العقولِ، أو تدميرِها! أدواتٍ لنهضةِ أمة، أو سقوطِها! أدواتٍ لصونِ الأخلاق، أو فضحِها!

إنّه "أسيرُ الجوال"... الذي سجَنَ نفسه بيدِه، فباتَ عبدًا لمِا صَنَعَ، يهيمُ في شاشتهِ من الفجرِ إلى الفجر، فلا طاعةً نال، ولا قلبًا صفا، ولا عقلًا نما.

□ أيها المؤمنونَ! لقد كانتِ الصلاةُ أوَّلَ ما يُسألُ عنه العبدُ يومَ القيامةِ؛ فإذا بها اليومَ تُؤخَّرُ؛ بل تُنسى، بسببِ إشعاراتٍ عابرةٍ، أو فيديوهاتٍ مُتحرّكةٍ!

كم من شابٍّ دخل وقتُ الصلاةِ وهو يتابعُ بثًا مباشرًا، فانشغلَ عن الفريضة، ومرَّ الوقتُ، وهو يضحكُ على تفاهةٍ لا تَسمنُ ولا تُغني من جوعٍ!
وهل بعدَ هذا تقوى؟! وهل بعدَ هذا صلاحٌ؟!

ثم ها هو الجوالُ يفتحُ بوّاباتِ الشكِّ في الدين، فيتلقّى الشابُّ عشراتِ المقاطعِ التي تُسفِّهُ الوحيَ، وتطعنُ في السُّنة، وتُثيرُ الشُّبهاتِ حول القرآنِ؛ فيضعفُ الإيمانُ، وتضطربُ العقيدةُ، ويتزعزعُ اليقين.
قال رسولُ اللهِ ﷺ: «كلكم راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيّتِه» [رواه البخاري: 893، ومسلم: 1829].
فأيُّ رعايةٍ نرعاها لأبنائنا حين نمنحهم مفاتيحَ جهنمَ في جيوبِهم؟ وأيُّ أمانةٍ نؤديها ونحن نسكتُ عن محتوى يهدمُ الدينَ ويشوّهُ الفطرة؟
قال الإمامُ ابنُ القيمِ رحمه الله: "الذنوبُ تزيلُ النِّعمَ، وتُحِلُّ النِّقمَ" [الجواب الكافي، ص: 77].

□ أيها الإخوةُ! لقد تربّينا على الحياءِ والعفافِ، على الحُرمةِ والوقارِ؛ فإذا بالشاشاتِ تقتحمُ بيوتنا؛ تُزيِّنُ الرذيلةَ، وتُجمِّلُ السفورَ، وتُطبعُ الفاحشةَ في العيونِ والقلوبِ..!
صورٌ وتسجيلاتٌ ومقاطعُ تنزعُ الحياءَ نزعًا، وتَعرِضُ الأجسادَ عرضًا، حتى صارت بعضُ الفتياتِ لا تستحي من كشفِ زينتها في "السناب"، وتفاخرُ بذلك على حسابِ عفّتها وكرامتِها.
﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء: 32].

والأدهى من ذلك: الابتزازُ العاطفيّ، والجنسيّ، الذي أوقعَ مئاتِ الفتياتِ، وهدَّدَ سُمعةَ الأُسر، وأذلَّ النفوسَ، وأسقطَ الضحايا...

في دراسةٍ صادرةٍ عن المركزِ الوطنيِّ للأمنِ السيبرانيِّ، تبين أن أكثر من 60٪ من حوادث الابتزازِ الإلكتروني في العالمِ العربي كانت بدايتُها محادثاتٍ عبر الهاتفِ المحمول!

وما وراء ذلك من ثقافةِ الشهرةِ الكاذبةِ، التي يلهثُ خلفَها الفتيانُ والفتياتُ، يُضحُّون من أجلها بالحياءِ والدِّينِ، ليكسبوا إعجاباتٍ زائفةٍ، أو متابعينَ مزيَّفين.
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: "إذا رأيتَ قومًا يتسارعون في الفجورِ، ويتنافسون في الشهرةِ، فاعلم أنهم على شفا هلاك" [الحلية لأبي نُعيم، 5/292].
إذا لم تَصُنْ عرضًا ولم تَخشَ خالقًا **
فَكَيْفَ تُرْجَى فِي الحَيَاةِ سَعَادَةٌ؟

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

-قال صلى الله عليه وسلم :-
(( من اغتصب مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان ، قالوا :- ولو كان شيئاً يسيراً يا رسول الله ؟ قال :- ولو كان قضيباً من أراك )) - أي ولو كان سواكاً ) .

والاعتداءُ على الأنفُس البريئة، بالقتْل أو الضَّرْب  أشد ظلما وأكبر جرما قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (( يُؤْتَى بالمَقْتولِ يومَ القِيامَةِ مُتَعَلِّقًا بالقاتلِ تَشْخُبُ أوداجُه دَمًا - أي: تسيل - حتَّى يُنْتَهَى به إلى العَرْشِ، فيقولُ: رَبِّ، سَلْ هذا فِيمَ قَتَلَني؟ )) ؛ رواه الحُميدي وأحمد والنَّسائي، وصحَّحه الألباني.
وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (( مَن ضرَب بسوطٍ ظلمًا، اقتصَّ منه يومَ القيامة)) ؛ رواه البيهقيُّ وغيرُه، وصحَّحه الألباني.

فيا ابن آدم... إياك والظلم... فإن الظلم ظلمات يوم القيامة.... وليأتين أناس يوم القيامة بحسنات كأمثال الجبال.. فما يزال يؤخذ منهم... حتى يبقى الواحد منهم مفلسًا... ثم يسحب إلى النار... سواء كان عالمًا أو متعلمًا، ..قاضيًا أو متقاضيًا، ..حاكمًا أو محكومًا.

وليراجع كل منا نفسه.. لأن الظلم ربما يكون بكلمة... أو نظرة.. أو ظن سيء... أو مجاملة باطلة... أو خذلان للحق وأهله.. أو دناوة نفس.. أو ركون إلى ظالم... أو خوف من غير الله ...أو شهادة زور ...أو حكم باطل جائر... أو إيذاء في نفس أو عرض أو مال أو عافية... أو تقييد حرية.... أو شماتة في مؤمن... أو سعادة في معصية.. أو علوًا لباطل... أو قسوة في غير موضعها... أو حُجة باطلة وتدليس في المواقف والآراء وتحكم الأهواء. ....
-قال عليه السلام: ((إنكم تختصمونَ إليّ. ولعلّ بعضكُم أن يكونَ ألحنَ بحجتهِ من بعضٍ. فأقْضِي له على نحو مما أسْمَعُ منهُ. فمن قَطعتُ له من حقِّ أخيهِ شيئا، فلا يأخذهُ. فإنما أقطعُ لهُ بهِ قطعةً من النارِ))..(مسلم).

ومن الظلم... الاعانة على قتل نفس معصومة ...أو إخفاء حقيقة.. أو نشر كذب أو إشاعة.. أو جدال في باطل... أو قلب للحقيقة.

واعلم أن الله محيط بالعباد: ((يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)) [غافر:19].

  أيها الظالم ، تذكَّر صرعةَ الموت بشدَّته وآلامه، ..تذكَّر أنَّك ستُلفُّ في خِرَقٍ بيضاء، وستجندل بعدَها في حُفرة ظلماء، ...وستَعْلم حينَها ووقتَها أنَّك ما كنتَ إلا في غرور:

إِلَى دَيَّانِ يَوْمِ الدِّينِ نَمْضِي
وَعِنْدَ اللَّهِ تَجْتَمِعُ الخُصُومُ

سَتَعْلَمُ فِي الحِسَابِ إِذَا الْتَقـَيْنَا
غـَدًا عـِنْدَ الْإِلــَهِ مَنِ الْمــَلُومُ

يقول الشافعي رحمه الله: (بئس الزادُ إلى المَعادِ.. العدوانُ على العبادِ..
هناك أيُّها الظالِم لا تأسُّف ولا اعتذار :(( يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ )) [غافر: 52].

هناك أيُّها الظالم لا ينفعك خليلٌ ولا شفيع؛ { مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ } [غافر: 18].

ليس بعدَ آيات القرآن وعيد، وليس بعدَ كلام الرحمن وعظ وتذكير،... فاخترْ لنفسك إمَّا التوبةَ والأوبة،.. وإمَّا ظلماتٍ موحِشةً منتظرة:

فُتُبْ مِمَّا جَنَيْتَ وَأَنْتَ حَيٌّ
وَكُنْ مُتَيَقِّظًا قَبْلَ الرُّقَادِ

أدِّ الحقوق إلى أهلها، وعامِلِ الناس بمثل ما تحبُّ أن يعاملوك، ...وأتْبِع السيئةَ الحسنةَ تمحُها، { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } [طه: 82]

@- هذا ما تيسر ذكره وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله،ﷺ
فقد أمرنا الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: *(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)* [الأحزاب: 56]،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ. ..

اللهم اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية ..

اللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة ،والتمكين

اللهم انصر أهل فلسطين وثبت أقدامهم وسدد رميتهم واربط على قلوبهم وأمدهم بجنود من عندك،
اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلاء ،
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ولو بغى جبلٌ على جبلٍ لدُّكَ الباغي منهما.
-ومن تمام عدل الله تعالى...أنه لا يعذب أحدًا... إلا بظلم اقترفه؛ ولذا قال سبحانه :
((هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ)) [{الأنعام:47]، ..

فلا هلاك إلا بظلم، ولا ظلم إلا وعاقبته هلاك.

-فكم أزاح الظلمُ من سلطانٍ عن عرْشه،... وساق ذا صولةٍ إلى نعْشه!... كم أنْزل الظلمُ أهلَه من قِمم الرِّفعة،.. إلى قُمْقُم المهانة والذلَّة!... كم أفقرَ بعدَ غنًى،... وأذلَّ بعد عزَّة!...كم أضْعف بعدَ قوَّة،... وأسْقم بعدَ صحَّة! ...كم فرَّق بعدَ اجتماع، وشتَّت بعدَ شمْل!.... كم.. وكم.. من الويلات حصلت.. ورُئِيت بسببِ البَغي والجَوْر!..
وهذه بعضُ آثاره في الدنيا،.. ولَعذابُ الآخرة أشدُّ وأبقى.

-عباد الله : وفي هذه الأجواء المحمومة، المظلمة، المدلهمة، ومن بين صرخات اليتامى، والثكالى، وتأوهات العجائز، والشيوخ، وأنين الجرحى والمصابين...في غزة..والسودان..
وكثير من دولنا العربية والإسلامية... يتعالى قول الله تعالى: ((وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ)). [إبراهيم:42]...
ليطمئن النفس المؤمنة.. بأن الله القوي، القادر، الغالب، القاهر، شاهد، مطَّلع، يملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته .

إن حلم الله على الظالمين وإن طال... فمردهم إليه حتماً،... وسيسوق لهم ظالمين من بني جلدتهم،...
فالظالم... سيف من سيوف الله... به ينتقم... ومنه ينتقم كذلك.... كما ورد في الأثر،... -والظالم مهما ظن أنه في عصمة من أمره... وحماية ومنعة... فإن المكر.. والفناء.. يأتيانه من مأمنه، ....
وتلك سنن باقية.. وممتدة إلى يوم القيامة،... والبغي عاقبة أمره الخسران والخزي في الدنيا والعذاب يوم القيامة....
-وفي الحديث الصحيح:
((ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم)) [رواه الترمذي ..

-وعلى الظالم الباغي.. تدور الدوائر... فيبوء بالخزي ويتجرع مرارة الذل.. والهزيمة... وينقلب خاسئاً وهو حسير.... لم يبلغ ما أراد ...ولن يظفر بما رجا،...

أقرب الأشياء صرعت الظلوم... وأنفذ السهام... دعوة المظلوم.
-فسبحان من هو قائم على كل نفس بما كسبت،... وسبحان من هو بالمرصاد، ...وسبحان الحكم العدل الذي لا يجور،.. وسبحان من بيده موازين ومقاليد الأمور،
...يفعل ما يشاء... ويحصي على العباد مثاقيل الذر،.. وكما تدين تدان . والجزاء من جنس العمل..
ولا يظلم ربك أحدا..

حملت كتب الحديث والسير... كثيرا من المواقف.. ذات التعبير الشديد.. عن عقوبة الله المعجلة للباغي.. والظالم.. والمعتدي .

-قصة:
يروى..أن صيادا يصطاد السمك..
ويعول من ثمنه.. اطفاله وزوجته...
خرج يوما للصيد ،...فوقع في شبكته سمكة كبيرة... ففرح بها.. ثم أخذ ها ومضى إلى السوق.. ليبيعها ..ويصرف ثمنها في مصالح عياله...
فلقيه بعض الظلمة ...من أعوان السلطان.. فرآى السمكة معه... فاراد أخذها منه..فمنعه الصياد.. فرفع الظالم خشبة كانت بيده... فضرب بها رأس الصياد.. ضربة موجعة ...وأخذ السمكة منه.. غصبا بلا ثمن.
ثم إن ذلك الغاصب ..الظالم .. انطلق بالسمكة الى منزله... وبينما هوسائر إليه... عضت اصبعه.. عضة قوية.. لم يطق الفرارمنها... فذهب الى الطبيب.. وشكاله حاله...
فقال له : هذه بدء الآكلة اقطع اصبعك.. ثم انتشر الألم إلى الكف... فأشار عليه الطبيب بقطع كفه.. فقطعه... ثم سرى الألم إلى الساعد..فقطعه... فما زال هكذا... كلما قطع عضوا... انتقل الألم إلى العضو الآخر.. الذي يليه ،.....حتى خرج هائما على وجهه ...مستغيثا بربه.. ليكشف عنه مانزل به... فلقيه رجل في الطريق... فساله عن حاله ...فاخبره.. فقال له :
لوأنك رجعت إلى الصياد..
واستحللته من ثمن السمكة... ماحدث بك ماحدث ...!!

فدخل المدينة ...وسأل عن الصياد ،...وأتى إليه... ووقع بين يديه... يتمرغ على رجليه....
وطلب منه الإقالة مما جناه ،
ودفع شيئامن ماله ،...وتاب من فعله ،..فرضي عنه الصياد.. وعفا عنه...
فسأله.. هل كنت قد دعوت علي.. حينما اخذت منك السمكة قهرا عنك؟
قال نعم.. قال فماذا قلت ؟
قال : قلت.. اللهم إن كان هذا قدتقوى علي...على ضعفي على مارزقتني ظلما... فأرني قدرتك فيه...
قال له : هاأنا ياأخي... قد أراك الله قدرته في... واناتائب إلى الله... ولن أظلم أحدا بعد اليوم.

-أيها الضعيف المسكين : اخشى من دعوةِ المظلوم... فإنّها ليسَ بَينها وبين الله حِجاب، ...يقولُ رسولُنا -صلى الله عليه وسلم- لمُعاذٍ بن جبل -رضي الله عنه- وقَد أرسَلَه إلى اليَمَن وقد كانوا قومًا نصارى (( واتق دعوةَ المظلومِ، فإنه ليس بينها وبين الله حِجاب)).

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ‌ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ‌ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،

ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...

عبــاد الله:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون...

فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون...
والحمد لله رب العالمين ...

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

خطبة 🎤 بعنوان
ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﻗﻮﻣﻪ ..!!
🕌🕋🌴🕋🕌
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﻭﺍﻹ‌ﻳﻤﺎﻥ.
ﻭﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﺃﻥ ﺟﻌﻠﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ  ﺍﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ..

ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ‌ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ‌ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ‌ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ .

ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ.. ﻧﺸﻬﺪ ﺃﻧﻪ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺃﺩﻯ ﺍﻷ‌ﻣﺎﻧﺔ ﻭﻧﺼﺢ ﺍﻷ‌ﻣﺔ  ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ...

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...
                               
                        ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :

ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ /

ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﺒﻴﻪ ﻣﻮﺳﻰ -ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ-, ﺑﻤﻌﺠﺰﺓ ﺇﻟﻬﻴﺔ, ﺑﺄﻥ ﺃﻏﺮﻕ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﺟﻨﻮﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ,
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻋﻆ ﻭﺍﻟﻌﺒﺮ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣُﺪَّﻛﺮ,َّ فاﻟﺘﻜﺒﺮ ﻭﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ ﻭﺳﻔﻚ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻣﺔ ﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﻓﺮﻋﻮﻥ,
ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳُﺬﺑِّﺢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﻳﺴﺘﺤﻴﻲ ﻧﺴﺎﺀﻫﻢ ،،
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﺇِﻥَّ ﻓِﺮْﻋَﻮْﻥَ ﻋَﻠَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻭَﺟَﻌَﻞَ ﺃَﻫْﻠَﻬَﺎ ﺷِﻴَﻌًﺎ ﻳَﺴْﺘَﻀْﻌِﻒُ ﻃَﺎﺋِﻔَﺔً ﻣِﻨْﻬُﻢْ ﻳُﺬَﺑِّﺢُ ﺃَﺑْﻨَﺎﺀَﻫُﻢْ ﻭَﻳَﺴْﺘَﺤْﻴِﻲ ﻧِﺴَﺎﺀَﻫُﻢْ ﺇِﻧَّﻪُ ﻛَﺎﻥَ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻤُﻔْﺴِﺪِﻳﻦَ) [ﺍﻟﻘﺼﺺ: 4]،
فكان ﻣﻤﺎ ﺍﺗﺼﻒ ﺑﻪ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺃﻧَّﻪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻃﻮﺍﺋﻒَ ﻣﺘﻔﺮﻗﻴﻦَ ﻟﻴﺴﻬﻞَ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑُ ﻓﻴﻬﻢ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬُ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩﻩ ﺑﻴﻨﻬﻢ, ، ، ،
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻫﻢ ﺟﺒﺎﺑﺮﺓ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﻋﺪﺍﺀ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺷﻤﻞ ﺍﻷ‌ﻣﺔ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﺑﺠﻌﻠﻬﻢ ﻓﺮﻗﺎً ﻭﺷﻴﻌﺎً ﻭﺃﺣﺰﺍﺑﺎً ﻳﺘﻨﺎﺣﺮﻭﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ...

و ﻟﻤﺎ ﻃﻐﻰ فرعون ﻭﻛﺬَّﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻮﺳﻰ -ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ- ﻭﺍﺩﻋﻰ ﺃﻧَّﻪ ﺇﻟﻪ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﻲ ﺟﺮﺃﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻐﻬﺎ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ, ﻭﻧﻔﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥَ ﻳﻌﻠﻢُ ﺇﻟﻬﺎً ﻏﻴﺮَﻩ ﻟﻬﻢ,
ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧَّﻪ ﻟﻦ ﻳﻬﺪﻱ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﻻ‌ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﻪ, ﻓﺈﻥَّ ﻣﻮﺳﻰ -ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ- ﺩﻋﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: (ﻭَﻗَﺎﻝَ ﻣُﻮﺳَﻰ ﺭَﺑَّﻨَﺎ ﺇِﻧَّﻚَ ﺁﺗَﻴْﺖَ ﻓِﺮْﻋَﻮْﻥَ ﻭَﻣَﻠَﺄَﻩُ ﺯِﻳﻨَﺔً ﻭَﺃَﻣْﻮَﺍﻟًﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓِ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﺭَﺑَّﻨَﺎ ﻟِﻴُﻀِﻠُّﻮﺍ ﻋَﻦْ ﺳَﺒِﻴﻠِﻚَ ﺭَﺑَّﻨَﺎ ﺍﻃْﻤِﺲْ ﻋَﻠَﻰ ﺃَﻣْﻮَﺍﻟِﻬِﻢْ ﻭَﺍﺷْﺪُﺩْ ﻋَﻠَﻰ ﻗُﻠُﻮﺑِﻬِﻢْ ﻓَﻼ‌ ﻳُﺆْﻣِﻨُﻮﺍ ﺣَﺘَّﻰ ﻳَﺮَﻭُﺍ ﺍﻟْﻌَﺬَﺍﺏَ ﺍﻷ‌َﻟِﻴﻢَ * ﻗَﺎﻝَ ﻗَﺪْ ﺃُﺟِﻴﺒَﺖْ ﺩَﻋْﻮَﺗُﻜُﻤَﺎ ﻓَﺎﺳْﺘَﻘِﻴﻤَﺎ ﻭَﻻ‌ ﺗَﺘَّﺒِﻌَﺎﻥِّ ﺳَﺒِﻴﻞَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻟَﺎ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ) [ﻳﻮﻧﺲ: 89- 90]...

وﺍﺳﺘﺠﺎﺏ الله ﺩﻋﺎﺀ ﻧﺒﻴﻪ ﻣﻮﺳﻰ -ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ..

وأما عن ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﻗﻮﻣﻪ ..
فقد أخبر الله تعالى عن النهاية عندما خرج موسى عليه السلام ومعه بنو إسرائيل ، فتبعهم فرعون على شاطئ البحر...
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : (ﻓَﺄَﺗْﺒَﻌُﻮﻫُﻢْ ﻣُﺸْﺮِﻗِﻴﻦَ (60) ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺗَﺮَﺍﺀَﻯ ﺍﻟْﺠَﻤْﻌَﺎﻥِ ﻗَﺎﻝَ ﺃَﺻْﺤَﺎﺏُ ﻣُﻮﺳَﻰ ﺇِﻧَّﺎ ﻟَﻤُﺪْﺭَﻛُﻮﻥَ (61) ﻗَﺎﻝَ ﻛَﻠَّﺎ ﺇِﻥَّ ﻣَﻌِﻲَ ﺭَﺑِّﻲ ﺳَﻴَﻬْﺪِﻳﻦِ (62) ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ..

ﻭﻗﻒ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺤﺮ. ﻭﺑﺪﺍ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻥ ﻳﻘﺘﺮﺏ، ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺃﻋﻼ‌ﻣﻪ، ﻭﺍﻣﺘﻸ‌ت قلوب ﻗﻮﻡ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﺎﻟﺮﻋﺐ.
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺣﺮﺟﺎ ﻭﺧﻄﻴﺮﺍ...
 ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﻭﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﺭﺍﺋﻬﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻌﻬﻢ ﺳﻔﻦ ﺃﻭ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﻟﻌﺒﻮﺭ ﺍﻟﺒﺤﺮ، ﻛﻤﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﻓﺮﺻﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ...
ﺇﻧﻬﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷ‌ﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﻴﻦ. ﺳﻴﺬﺑﺤﻬﻢ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻋﻦ ﺁﺧﺮﻫﻢ..!!

ﺻﺮﺧﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻷ‌ﺻﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﻗﻮﻡ ﻣﻮﺳﻰ: ﺳﻴﺪﺭﻛﻨﺎ ﻓﺮﻋﻮﻥ..
 ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ (ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺗَﺮَﺍﺀَﻯ ﺍﻟْﺠَﻤْﻌَﺎﻥِ ﻗَﺎﻝَ ﺃَﺻْﺤَﺎﺏُ ﻣُﻮﺳَﻰ ﺇِﻧَّﺎ ﻟَﻤُﺪْﺭَﻛُﻮﻥَ ) ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ
ﻗﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ: (ﻛَﻠَّﺎ ﺇِﻥَّ ﻣَﻌِﻲَ ﺭَﺑِّﻲ ﺳَﻴَﻬْﺪِﻳﻦِ)...

ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ،
ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻤﺘﻠﺌﺎ ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ ﺑﺮﺑﻪ، ﻭﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺑﻌﻮﻧﻪ، ﻭﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ، ، ،
ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ  ﻳﻮﺟﻬﻪ ﻭﻳﺮﻋﺎﻩ...

ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻷ‌ﺧﻴﺮﺓ، ﻳﺠﻲﺀ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ
(ﻓَﺄَﻭْﺣَﻴْﻨَﺎ ﺇِﻟَﻰ ﻣُﻮﺳَﻰ ﺃَﻥِ ﺍﺿْﺮِﺏ ﺑِّﻌَﺼَﺎﻙَ ﺍﻟْﺒَﺤْﺮَ ﻓَﺎﻧْﻔَﻠَﻖَ ﻓَﻜَﺎﻥَ ﻛُﻞُّ ﻓِﺮْﻕٍ ﻛَﺎﻟﻄَّﻮْﺩِ ﺍﻟْﻌَﻈِﻴﻢِ (63)) ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ 63،

ﻓﻀﺮﺑﻪ، ﻓﻮﻗﻌﺖ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺓ (ﻓَﺎﻧﻔَﻠَﻖَ ﻓَﻜَﺎﻥَ ﻛُﻞُّ ﻓِﺮْﻕٍ ﻛَﺎﻟﻄَّﻮْﺩِ ﺍﻟْﻌَﻈِﻴﻢِ)
ﻭﺗﺤﻘﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ، ،
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫ ﺃﺭﺍﺩ ﺷﻴﺌﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻛﻦ ﻓﻴﻜﻮﻥ...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وهنالك أمور : يحتاج المسلم إلى أن يفقهها ،من هذه الأمور
ما جاء من حديث إبن مسعود ،
ومن حديث عائشة،
ومن حديث سهل إبن سعد، وغيرهم رضي الله عنهم ، إن الرسول عليه الصلاة والسلام ، قال : «إيَّاكُم ومحقَّراتِ الذُّنوبِ» ومعناه أحذركم أحذركم محقَّراتِ الذُّنوبِ ، أي الصغائر من الذُّنوبِ ، قال:« إيَّاكُم ومحقَّراتِ الذُّنوبِ فإنَّهنَّ يجتمِعنَ على الرَّجلِ حتَّى يُهلِكنَهُ»


أيها المسلم : إن الذنوب إذا أحتقرها أهلها صارت عظيمة عند الله ،
ولهذا صح عن بلال بن سعد ، أنه قال: لا تنظر إلى صِغر المعصية ، ولكن أنظر إلى من عصيت ،
أنظر إلى من عصيت إن الذي يُعصى هو الله ،
الذي يطاع ، ولا يعصى ، ويشكر ، ولا يكفر ، ويذكر فلا ينسى ،
أنظر ماذا تعمل ، وأنظر كيف تعاملت مع الله -عز وجل- فاحتقار الذنوب ، ولو كانت صغيرة ، هذا يضر بصاحبه،

ولهذا قال العلماء : إن الصغائر تسير كبائر ، إذا لم يحصل من العبد توبة إلى الله ، من الصغائر فتصير كبائر ،
ما بالكم بما هو حاصل من إحتقار كبائر الذنوب ،
فهذا خطر آخر ، وهذا شر عظيم ،

ولهذا جاء عن علي إبن أبي طالب رضي الله تعالى عنه : إنه قال:إن من أعظم الذنب، أن يحتقر الرجل ذنبه ، أن يحتقر الرجل ذنبه ،
فهذا ذنب آخر ، إذا أحتقر ذنبه ، وإذا أصر عليه ، فهذا ذنب آخر ، وإذا أعتز بالذنب ، وافتخر به ، وتوجه به ،فهذا ذنب آخر ، وهو أعظم وأعظم مما سبق،

ولهذا صح عن الحسن البصري رحمه الله، قال: من تعزز بالذنب أذله الله ، من تعزز بالذنب أذله الله ، إنتبة على نفسك ، أن تقع في هذا البلاء العظيم، يعصي العبد ربه، ومع هذا يتبجح بذلك،
ويقول: أنا فعلت ، وأنا صنعت وأنا أرتكبت ، وأنا قتلت ، وأنا وأنا ،

إخذرو هذه الطُرق الخطيرة ، على صاحبها ، والمُدمرة ، المؤمن إذا وقع في معصية ، تاب إلى الله ، وبادر بذلك مُستغفراً نادماً تائباً مقبلاً على الله -عزوجل- خائفاً من عذاب الله ، أن يعجل الله له العقوبة ، وخائفاً أن يعاقب بسبب ذنبه ، أن يعاقب في الآخرة،

فيا معشر المسلمين : إننا بحاجة ماسة ، إِلى أننا نجدُ في التوبة إلى الله ، ونهيئ مركب السير إلى الله، ونكُف عما حرم الله ، ونأدي ما أوجب الله ،هذا إذا أردنا ،
أن يصلح الله لنا الأحوال،
أن يصلح الله لنا الأحوال،
وأن يديم الله علينا فضله وإحسانا ، ونعمه، وإكرامه،

هذا إذا أردنا هذا ، فإذا استمر العبد ، واصر على المعصية ،
فهذا من أعظم المحق ،
فهذا من أعظم الحرمان ،
وهذا من الخِذلان، للعبد من قبل الله الله-عز وجل ،
يعلموم مافي قلوب عباده، فمن علم أنه ليس بصادق في التوبة إليه ،
وليس بخائف من عذابه ، ولا يخشى نقمته ، ولا يرجو رحمته ، فإن الله -عز وجل- يتعامل معه من جِنس ما تعامل مع الله ،
فإن مكر ، فارتكب الأثام ،
مكرا بالعباد ، مكر الله به ،
مكر الله به ، واستدرجه الله حتى يأخذه ، أخذ عزيز مُقتدر.

فيا معشر المسلمين : إن الذنوب والمعاصي في أوساطنا، وبين أيدينا ، وبين أظهرنا ،صارت مُتفشية ، لا تكاد تحصى ، لا تكاد تحصى ،
رحمة الله، نازلة علينا ، في الليل وفي النهار ،
وشرنا صاعد إلى الله ، في الليل وفي النهار ،
لا تأمنوا عذاب الله ، بما يعذبنا به ، لا تأمنوا ، بل العقوبات من الله ، جارية وسائرة كما سمعتم ، إن الوقوع في الذنوب ، يُعتبر عقوبة من الله ،
لأن الله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.
ولأن الله -عز وجل- هو الهادي هو الموفق للعبد، فمن لم يوفقه الله ولم يعنه الله ، ولم ينصره الله ، فذلك لشؤم في العبد، ذلك لشؤم في العبد ، فليصلح العبد ما بينه وبين الله ، وليستقم على شرع الله ،
أستغفر الله أنه هو الغفور الرحيم.


~*(الخطبة الثانية)*~
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله واصحابه

~*أما بعد :*~
أيها المسلمون : ىنحن بحاجة إلى التفقه في أضرار المعاصي واخطارها،

أخرج الأمام أحمد : في كتاب الزهد ، وغيره ،باسناد صحيح، عن جُبير إبن نفير ،
قال :لما فُتحت جزيرة قُبرص ، ذهب أبو الدرداء يبكي ،
قال: فقلت له يا أبا الدرداء ، أتبكي في يوم أعز الله فيه الإِسلامَ ونصر الله عباد المؤمنين ،
فقال : أبو الدرداء يا جبير ما أهون الناس؟ ما أهون الناس على ربهم إذا عصوا أمره؟
إذا عصوا أمره ،

قال : بينما هي أُمة قاهرة ، أي الذين صاروا أسرى ، وصار الأطفال، والنساء، سبياء هؤلاء
أبو الدرداء يقول: له كانت أُمة قاهرة ، أُمة قاهرة ،
قال : فلما خالفوا أمره ، أنظر إلى ما صاروا إليه،
أنظر إلى ما صاروا إليه ، فالمعاصي سبب ،
لأن يسلط الله الناس ،
بعضهم على بعض،
بالقتل والقِتال ،
بالسلب والنهب ،
والإغتصاب بالغدر والمكر ،
هذا من شؤم المعاصي ،
ومن الأمور الخطيرة المُضرة ،

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطـبة جمعـة بعنـوان:*
*حـاجـتـنا الى الإسـتسـقـاء*
*للشيخ/ محمد بن عبدالله الإمام*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الْخُطْبَةُ الْأُولَـــى*
إِنَّ الْحَمْدَ لِله نَحْمَدُهُ تعالى، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّـهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّـهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.

*وَأَشْهَدُ* أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّـهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، *وَأَشْهَدُ* أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .

*﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*

*﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ أن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].*

*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:]*

*أَمَّا بَعْـدُ:*
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كَلامُ اللَّـهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وعلى آلِهِ وصحبه وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، .

*أَمَّا بَعْدُ:*

تعلمون معاشر المؤمنين: أن الشريعة الإسلامية ، قد جاءت بصلاة الإستسقاء، وصلاة *الإستسقاء* تكون عند حصول الجد والقحط ، أو عند تأخر نزول الأمطار ، على وقتها المعهود ،

ألا وأنه قد حصل تأخر نزول الأمطار ، عن وقتها ،
ألا وأن *الإستسقاء* لها كيفيتان ؛

*الأولى :* أن يخرج الناس إلى الصحراء ، فيصلي الأمام ، ويصلي الناس معه ، ويخطب ثم يدعو ، هذه الكيفية الأولى وهي أعم وهي أعظم ،

*الكيفية الثانية :* أن يكون الإستسقاء مع خطبة الجمعة، فإذا كان الإستسقاء ، مع خطبة الجمعة ،
فخطبة الجمعة تكون مُجزئةً عن خطبة الإستسقاء،
وصلاة الجمعة مُجزئةً عن صلاة الإستسقاء ،
ويكون الدعاء في آخر الخطبة، يكون الدعاء بالإستسقاء، هذا هو الوارد ، عن سيد الأولين والأخرين عليه الصلاة والسلام،

*معاشر المسلمين :* إن تأخر الأمطار عن نزولها ، إن هذا كثيراً ما يكون، بسبب ما يحدثهُ من يحدثه من الناس ، من المعاصي، والذنوب، والآثام، والأوزار،

ألا وأن الله -عز وجل- قد دعا عباده ، إلى ما دعاهم إليه ، مما سأذكر ذلك في الأدلة الأتية : ليعلم الناس ، الأسباب التي ينالون بها ما عند الله ، من كثرة الأمطار ، ومن سعت الأرزاق، ومن رغد العيش، ومن بقاء الآمن والإستقرار ، وما ينالون به مما عند الله ، من أمور الدين، ومن أمور الدنيا النافعة ،

ربنا جل شأنه قال في كتابه الكريم : ، *﴿ وَأَن لَوِ استَقاموا عَلَى الطَّريقَةِ لَأَسقَيناهُم ماءً غَدَقًا(١٦) لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ﴾ [٧٢] - الجن*

فربنا أخبر أن الناس لَوِ استَقاموا على الهدى، واستَقاموا على الدين ،
قال : لَأَسقَيناهُم ماءً غَدَقًا ، ومعنا غَدَقًا أي كثيراً مُتدفقا مُستديما هذا وعدُ الله، لعباده المؤمنين ، أن سيفعل لهم ، وأن سينزل عليهم ، ما سمعتم في هذا الشرط : الذي طلبه الله ، الإستقامة على الهُدى ، وعلى الدين ، وعلى الخير ،
فهذه من المهمات التي يحتاج المسلم ، إلى أن يجاهد نفسه ، حتى يكون من أهل الإستقامة في الدين ،

وقال الله في كتابه الكريم : *﴿ وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ ﴾ [٧:٩٦] - الأعراف*

فدعا الله العباد إلى *أمرين أثنين* إلى الإيمان به جل شأنه ، وإلى الإيمان بلقائه ، وإلى الإيمان الكامل ،
وكذلك دعاهم إلى تقوى الله،
ونحن في هذا البلد مؤمنون بالله ، وبلقاء الله ، ولكن تحقيق التقوى ، هذا حصل فيه من النقص، ومن التقصير، ومن المُخالفات،

ما كان هذا من أسباب تأخر ، ومن أسباب الحرمان من كثير من المنافع، والمصالح،
فقوله سبحانه : *لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ*
قال *المفسرون :* البركات هي المطر،

وكذلك قوله *لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ*
قالوا بركات الأرض : نباتها ، واشجارها ، وثمارها ، هذا وعد الله عز وجل ،
مع أن بركات السماء أعم ،
وأن بركات الأرض أعم مما ذكره المفسرون رحمهم الله تعالى،

فهذا وعد الله -عز وجل- بأن تكون حال المسلمين، حالهم حسنة، ومستديمة، وصالحة، فيما يتعلق بأمور دنياهم ، إذا أقاموا دين الله، واصلحوا ما بينهم وبين الله -عز وجل ،

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فأمر له بطعام حسن، ...ثم أمر أن تدخل عليه امرأة حسناء.... تتعرض له بالفاحشة.. فأدخلت عليه أجمل النساء، فلم يلتفت إليها..
فلما رأت ذلك خرجت وهي غاضبة، وقالت: لقد أدخلتموني على رجل لا أدري أهو بشر أو حجر.. وهو والله لا يدري عني أأنا أنثى أم ذكر!!..
فلما يأس منه قيصر أمر بقدر من نحاس ثم أغلى الزيت ....وأوقف عبدالله أمام القدر... وأحضر أحد الأسرى المسلمين موثقا بالقيود.. وألقوه في الزيت المغلي.. فصرخ صرخة ومات.. وطفت عظامه تتقلب فوق الزيت ...وعبدالله.. ينظر إلى العظام ..فالتفت إليه قيصر.. وعرض عليه النصرانية فأبى..
فاشتد غضب قيصر ...وأمر به أن يطرح في القدر ...فلما جروه.. وشعر بحرارة النار... بكى!! ودمعت عيناه!! ففرح قيصر ..
فقال له: تتنصر وأعطيك.. وأمنحك..
قال: لا،
قال:اذن ما الذي أبكاك!؟
فقال: أبكي والله ..لأنه ليس لي إلا نفس واحدة.. تلقى في هذا القدر.. ولقد وددت لو كان لي بعدد شعر رأسي نفوس.. كلها تموت في سبيل الله.. مثل هذه الموتة..
فقال له قيصر.. بعد أن يأس منه:
قبل رأسي وأخلي عنك..
فقال عبدالله: وعن جميع أسرى المسلمين عندك..
فقال أجل..
فقبل عبد الله رأسه.... بعدها أطلقه الملك.. مع باقي الأسرى..
فقدم بهم على الخليفة.. عمر رضي الله عنه، ...فأُخبره بذلك،

فقال الفاروق عمر - رضي الله عنه: حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حُذافة،.. وأنا أبدأ،... فقام الفاروق (فقبّل رأسه)..

مثل هؤلاء...يجب أن يكونوا هم قدواة أبنائنا...

هم يريدون منا ٲن ننسى مثل هذه الشخصيات...التي يتشرف الإنسان ويتباها عند ذكرهم...
ٲسودنا.... أسود الوغى...

يارب فابعث لنا من مثلهم نفر
يشيدون لنا مجدا أضعناه

-والحقيقة أن الله قد بعث لنا من وسط هذا الظلام الدامس...وهذا الوهن المريع...رجالا..ذكرونا بأولئك الرجال.. رموزا للعزة...حيث كان ميلادهم من غزة...أنموذجا لرجال الرجال...هم أوتادا وحصنا لهذه الأمة من أن يصيبهم..النكال والوبال...وهم أسود للنزال....يضرب بثباتهم الأمثال..
فنسأل الله أن يثبتهم على الحق وأن يمدهم بملائكة من السماء منزلين.. ومردفين...ومسومين..

@- هذا ما تيسر ذكره وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله،ﷺ
فقد أمرنا الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: *(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)* [الأحزاب: 56]،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ. ..

اللهم اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية ..

اللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة ،والتمكين

اللهم انصر أهل فلسطين وثبت أقدامهم وسدد رميتهم واربط على قلوبهم وأمدهم بجنود من عندك،
اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلاء ،
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللهم عليك باليهود الغاصبين،
اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم من المجرمين والمنافقين والمطبعين عبرة وآية ، ، ،
اللهم دمر أمريكا واساطيلها يارب العالمين...
اللهم إنصر من نصر غزةَ وفلسطين ،واهلك من خذل غزة وفلسطين يارب العالمين..
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً...
اللهم احفظ بلادنا اليمن وسائر بلدان المسلمين يارب العالمين
اللهم إحفظ أمنه واستقراره وعقيدته
إجعله بلاد سخاء رخاء وسائر بلدان المسلمين
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ...

اللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرة أعين لنا في الدنيا والآخرة ..

ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً ...
اللهم إغفر للمسلمين والمسلمات ،المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات وقاضي الحاجات يارب العالمين...
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ...

عباد الله:

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فما أشدّ خسارة مَن لم يُقدّر ما هو فيه الآن من فُرصَة العُمر،... وما هو مُحاطٌ به الآن من النّعَم.
..عمرٌ يضيعُ أغلبُهُ في السّير إلى غير الله،..ونعمٌ تستعملُ مُعظمُها في غير مراضي الله....
فما أشدّ غفلتنا والله!، واسمعوا إلى قول رسول الله ﷺ: ((لَيْسَ يتحسَّرُ أهل الْجنَّة إِلَّا على سَاعَة مرَّت بهم لم يذكرُوا الله تَعَالَى فِيهَا)) [البيهقي].
لمّا يُقالُ أنّهُم من أهل الجنّة، وقبل أن يدخلوها،....تتملّكُهُم الحسرة... على كلّ لحظة مِن دُنياهُم ضاعت دون ذكر الله.... كان من الممكن أن تصعد بهم.. إلى درجات أعلى وأرقى في الجنَّة.

-فوالله ما أشدّ خسارة من يستخدم شبابه وصحّته في معصية الله، ...في الشّهوات المُحرَّمة، وفي النَّظر المُحرَّم، ويا لَحَسرَةِ مَن يستخدم قوَّتَهُ في البغي والظلم والبطش بالنَّاس،... فهذا كله نذيرُ شُؤمٍ ....ودليلُ خُذلان،... لأنّ الله إذا أحبّ عبدا استعمله... كما قال ﷺ، فقيلَ: "كيفَ يستعملُهُ يا رسولَ اللَّهِ؟!"، قالَ: "يُوفِّقُهُ لعمَلٍ صالحٍ قبلَ الموتِ" ثم يقبضه عليه.. [الترمذي].

يا لَخسارة من لم يُوَفَّق لسلوك طريق الله، لا يعرفُ كيف يسلُكُ طريقَهُ الى الله،.....لكنّه يعرفُ جيّدا... كيف يسلُكُ الطّرق إلى شهوَتِه وهواه.
يا خسارة من يحسبُ أنه أتى لهذه الدّنيا ليعيشها على مَزاجِه،
....فنحن ما أتينا لنعيش على مزاجنا أبدا...
ما أتينا لنقتل أوقاتنا فيما لا يعني،... ونملأ فراغنا بالاشتغال بالتَّفاهات". ولا لنعيش للمُتعة واللَّذة"،.... بل جئنا للابتلاء. والعمل،... بل وإحسان العمل: ((لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)).. فلا نعرّض أنفسَنا للخَسَارة.. وللضّياع، وللغُبْن،...فقد جاء في الحديث:((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس،الصحةوالفراغ)).

وقد سميت سورة في القرآن بسورة(التغابن).

عباد الله: ولمّا كان حال أغلب النّاس كما ذكرنا، كان جوابُ ذلكَ القسم من ربّنا: ((إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ))،.. حال أغلب النّاس أنَّهم يسيرون إلى الخسارة... وهم لا يعلمون.
وإنّ مِن رحمة ربّنا بنا... أنَّه بيَّنَ لنا سبيل النَّجاة من تلكم الخسارة، ...ووصفة النّجاح في الدُّنيا والآخرة، فقال:
((إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)).

. قال ابن القيّم -رحمه الله-: "هؤلاء هم ثنيَّةُ الله في خلقه"، يعني: هم الاستثناء، ...وهم النُّخبَة،..هم خلاصة البشر وخير البريَّة،... أمّا الباقي فكلُّهم الى الخساران..

-إنّ ربّنا من خلال هذه الوصفة.. يُرشدنا إلى أن نُفرّغ جُهدَنا... ونجعل تركيزنا في أربعة أمور لا غير،...أربعة أمور... يضمن لنا بها نجاتنا.. ونجاحنا.. في الدّنيا والآخرة.

-العلم بالإسلام ومعرفة لوازم الإيمان:((إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا)): فإنه لا إيمان إلا بعلم،.. قال ﷻ: ((فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ)).. فإن بالعلم.. تعرف جلال الله ، وكماله وعظمته،.. والعلم وحده.. يورث الانقياد، والخضوع، واليقين،... والعلم وحدهُ... يصنع من الإنسان.. إنسانا ربَّانيًّا.. صالحا مُصلحا.
وبالعلم وحده... يرفعنا الله درجات.... فعلينا أن نجتهد في الظفر بالعلم ..ومعرفةالله سبحانه.

-الثاني: العمل بالإسلام:((وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ))...
فيجاهد الإنسان نفسه... على المداومة على العمل وإن قل، ولا يحقرن من المعروف شيئا،... ولأهميّة العمل قال نبيّنا ﷺ.. يوما لأصحابه -وأشار إلى قبر-: ((رَكْعتانِ خَفيفتانِ بِما تَحقِرُونَ وتَنفِلُونَ يَزيدُهما هذا في عملِهِ أحَبُّ إليه من بقيَّةِ دُنياكُمْ))..[البخاري].

-ثالثا : التواصي بالحق: ((وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ))... فأقلُّهُ.. أن تُبلّغَ عن الله ورسوله .. ولو آية.. تسمعها في درس أو في خطبة،.. فقد قال لي ولكم،بأبي هو وأمّي ﷺ: ((بلِّغوا عنّي ولو آية))
[البخاري]،..
-وللعلم.. أنّو كلّ واحد منا سيتحاسب.. على الشيء الذي كان يستطيع أن يبذله.. لهذا الدّين... لكنَّهُ تقاعَسَ وقصّرَ ولم يبذل".

-عباد الله: إنَّ أهم ما في هذه الأمور الأربعة هو قوله ﷻ: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾، أن تصبر على الاستمرار في العلم بالإسلام، وعلى العمل بالإسلام، وعلى العمل للإسلام، أن لا تنسحب من كل ذلك لأتفه الأسباب ولأقلّ المغريات.

أنتَ مطالبٌ بالصَّبر على أن يكون لك وردٌ يوميٌّ من كتاب الله، وردٌ يوميٌّ من قراءة تفسير كلام الله، من قراءة في سنَّة رسول الله، من أدعية وأذكار، من صلة الرّحم، من برّ الوالدين، من تبليغ آية، وكلّ ذلك من أجل أن يقوى هذا القلب ويثبت أمام صعوبات وفتن الحياة، وكل ذلك يحتاج مني ومنك إلى صبر ومصابرة.

وإنّ السَّبيل الأوحد لتحصيل هذا الصّبر على كلّ ذلك هو: مراقبة هذا القلب وصيانتُهُ مِن التّعرّض للفتن. يقول ﷺ: "تُعرَضُ الفِتَنُ على القلوب كالحصير عودا عودا، فأيُّ قلبٍ أُشرِبَها نُكِتَت فيه نكتة سوداء" [مسلم]....

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فليكن هذا الأمر عندك -يا عبد الله- حاضرًا في كل لحظة تأمل في مسالكك: هل أنت ممن عظَّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأحبه حق الحب؟ إنه ليس شيء يُدعى، ولكنه شيء لا بد أن يصدَّق بالأفعال والأقوال، هل أنت ممن إذا ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بادرت بالصلاة والسلام عليه، وحضر في خاطرك الشوق للقائه، وتمنِّي رؤيته، أم أنك لا تحفل بذلك؟

كل هذه أمور فيصلٌ في هذه الدعوى حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)[آل عمران: 31].

أيها الإخوة الكرام: إن المتأمل في أحوالِ الأمة منذ بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإن العين لا تخطئ أن أعظم الناس وأشرفهم وأجلهم مقدارًا وفخارًا هم الذين اتبعوه واقتدوا آثاره، وعملوا بسنته ونشروها بين الناس، ودافعوا عن جنابه الشريف؛ لأن الله -جل وعلا- جعل هذه الأمور هي المعيار للفلاح: (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)[الأعراف: 157].

ليس الفلاح ولا السؤدد بمال ولا جاهٍ ولا منصب، ولا رتب ولا مراتب، ولكن الفلاح كل الفلاح والفخار كل الفخار هو باتباع هذا النبي الكريم، وأن يكون الإنسان منطبقة عليه هذه الصفات التي ذكرها ربنا -جل وعلا- في هذه الآية الكريمة: (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)[الأعراف: 157].

وبعد -أيها الإخوة المؤمنون-: فهذه أم معبد -رضي الله عنها- لقيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحظاتٍ يسيرات لو قدرناها بوقتنا، لكانت لا تجاوز الساعة أو شيئًا يسيرًا، لكنها رضي الله عنها سجَّلت هذه الواقعة، فلم تزل مسطرة في كتب الأئمة، مشروحةً مُبيَّنًا فيها ما وصفت به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما أُوتيت من البيان، وقد عاشت أم معبد -رضي الله عنها- بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وكان الصحابة يقدِّرونها ويعرفون لها فضلها، جاء عن هشام بن حرام عن أبيه: أن أم معبد كانت تُجرى عليها كسوةٌ وشيء من غلة اليمن وقطران لإبلها، فمرَّ عثمان -رضي الله عنه- مرةً، فقالت له: أين كسوتي؟ وأين غلة اليمن التي كانت تأتيني؟ قال لها رضي الله عنه: هي لك يا أم معبد عندنا، واتبعته حتى أعطاها إياها.

وذكر أيضًا فيما ذكر أن الشاة التي حلبها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقيت دهرًا طويلًا تحفل بالحليب، وذلك ببركةِ ملامسة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لها، ولهذا نظائر في السيرة، ذلك أن أشياء بقيت أمدًا طويلًا من لباسٍ أو طعامٍ ببركة دعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وملامسته لهذه الأشياء بما جعل الله من البركةِ في ذاته الشريفة -صلوات ربي وسلامه عليه-.

عباد الله : صلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

هذه المرأة وهي السيدة عاتكة بنت خالد، وعُرِفت بكُنيتها أم معبد -رضي الله عنها وأرضاها-، وقد أورد حديثها عدد من الأئمة في مُصنَّفاتهم، فحديثها حديثٌ صحيحٌ بشواهده، حيث رواه الإمام البغوي في "شرح السنة"، وفي كتابه: "الأنوار في شمائل النبي المختار"، وخرَّجه الحاكم في "المستدرك"، وقال عنه الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: إنه مشهور ومروي من طرق يشد بعضُها بعضًا".

تقول أم معبد -رضي الله عنها-: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين أخرج من مكة خرج مهاجرًا إلى المدينة، هو وأبو بكر -رضي الله عنه-، ومولى أبي بكر وهو عامر بن فهيرة، ودليلهما عبدالله بن أريقط الليثي، مرُّوا على خيمتي أم معبد الخزاعي، وكانت برزة، تعني: أنها كانت امرأة كهلة كبيرة في السن، لا تحتجب احتجاب الشواب، تحتبي بفناء الخيمة، ثم تسقي وتطعم، فسألوها لحمًا وتمرًا ليشتروا منها، فلم يصيبوا عندها شيئًا من ذلك، وكان القوم مُرملين مُسنتين، يعني: أنه قد نَفِدَ زادهم، وأصابهم القحط، فنظر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى شاةٍ في كسر الخيمة، يعني في جانبها، فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟ قالت: شاةٌ خلفها الجهد عن الغنم، تعني أنها هزيلة لا تقدر على المشي مع الغنم للرعي، فذهب الغنم وبقِيت هي، قال عليه الصلاة والسلام: "هل بها من لبن؟" قالت: هي أجهد من ذلك؟ تعني أنها لضعفها لا يمكن أن يكون بها من لبن، فقال عليه الصلاة والسلام: "أتأذنين لي أن أحلبها؟".

وتأملوا في هذا الأدب النبوي العظيم حينما يستأذن من هذه المرأة في حلالها، ولا يهجم عليه، ولا يتصرَّف تصرف الفضولي، مع أنه يعلم أنه مهما أتى شيئًا مما للمسلمين، أو ممن يعظمونه ويجلونه كحال هذه المرأة، فإنهم لن يمانعوا، بل إنهم فرحون محبورون.

وتأملوا هذا النبي الكريم حينما ينادي هذه المرأة بكُنيتها أم معبد احترامًا وإجلالًا وتقديرًا، وهكذا ينبغي أن يكون المؤمن لطيفًا مقدرًا لكل مَن يلتقي بهم، لا من رجل ولا امرأة، لا من مسلم ولا غير مسلم، فهذا حق ينبغي أن يصدر من الإنسان الذي تمثل أخلاق الإسلام، أن يقدِّر من يلتقي به، وأن يتحدث معه بما يليق.

فلما استأذن عليه الصلاة والسلام: "أتأذنين لي أن أحلبها؟" قالت: بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلبًا، فاحلبها.

وتأملوا هذه المرأة حينما تفدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأبيها وأمها، مع أنه أول لقاء بينهما، وما ذلك إلا لأنه أسَر قلبها، وحلَّ بسويدائه حبًّا وتقديرًا لأمرين: لَما رأت عليه من مخايل النبوة ومهابة الفضل والشرف، ولما كان يتعامل معها من أدب واحترام، بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلبًا فاحلبها، فدعا بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فمسح بيده ضرعها، وسمى الله -جل ثناؤه-، ودعا لها في شاتها، فتفاجَّت عليه، أي: فتحت ما بين رجليها للحلب، لكثرة ما اجتمع في ضرعها من اللبن ببركة دعائه.

ومسحه عليه الصلاة والسلام، قالت: ودرَّت واجترت، فدعا بإناء يُربض الرهط، تعني إناء يكفي لإشباع رهطٍ من الناس من ثلاثة إلى عشرة، حتى إنهم إذا شربوه تثاقلوا، فربضوا وناموا لكثرة ما شربوا، قالت: فحلب بها ثجًّا، أي: إن الحليب يصب من ضرعها ويسيل سيلانًا لوفرته حتى علاه البهاء، أي: إنه امتلأ الإناء بهذا الحليب، وصار أعلاه رغوة اللبن اللامعة، قالت: ثم سقاها حتى رويت، سقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أم معبد حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، ثم شرب آخرهم.

فما أعظمه من تواضع! وما أكرمه من تعامل! بدأ بصاحبة الدار، ثم أعطى أصحابه يخدمهم وهو أشرف الخلق، ثم شرب بعدهم، فلم يتقذر مما شربوا، وهو القائل: "إن سؤر المؤمن لا ينجس"، فهذا تواضع جم، وخلق أشم من هذا النبي الكريم -صلوات ربي وسلامه عليه-.

قالت أم معبد: ثم أراضوا، أي: شربوا مرة بعد مرة، وهو ما يسميه العرب العلل بعد النهل، قالت: ثم حلب فيه ثانيًا بعد بدءٍ حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها، وبايعها وارتحلوا عنها، فقلَّ ما لبث حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزًا عجافًا، بدت عظامها لهزالها وضَعفها، يتساوكن هزالًا، مخهن قليل، تتمايل هذه الأعنز من شدة الضعف.

تقول: إنه أتى ضحًى وذكرت رضي الله عنها، قالت: إن مخهن قليل وذلك لضَعفهن، وما هم فيه من الجدب، فلما رأى أبو معبد اللبن عند زوجه أم معبد عجب، وقال: من أين لكِ هذا اللبن يا أم معبد والشاء عازب؟ يعني: أنها بعيدة العهد عن الرعي، لا يمكن أن تدرَّ لبنًا؟! قال: والشاة عازب حيال، إنها أيضًا لم تحمل حتى يكون فيها هذا الحليب؛ لأنه من المعلوم أن الحليب واللبن يثج من ضرع الشاة وما أشبهها بعد ولادتها.

فهذه عنز لم تحمل حتى يثج ضرعها وهي كذلك أيضًا ضعيفة هزلى، يقول رضي الله عنه: من أين لك اللبن والشاة عازب حيال لا حلوب في البيت؟ قالت: لا والله إنه مرَّ بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا، قال: صفيه لي يا أم معبد، قالت: رأيت رجلًا ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، لم تعبه فجله، أي: ليس بضخم البطن، ولم تزر به صقله ليس بنحيل، وسيم قسيم، تعني حسنٌ وضيءٌ بيِّن

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..

اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺯﺍﺩﻧﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭﺯﺩﻧﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭﻳﻘﻴﻨﺎً ﻭﻓِﻘﻬﺎً ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎً،

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,

اللهم لا تخرجنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعى مشكور وتجارةٍ لن تبور ..
اللهم إرحم ضعفنا ، وإرحم بكاءنا ، وارحم بين يديك ذلنا وعجزنا وفقرنا ..

اللهم لا تفضحنا بخفى ما أطلعت عليه من اسرارنا
ولا بقبيح ما تجرأنا به عليك فى خلواتنا ،

يا رب إغفر الذنوب التى تهتك العصم،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل النقم ،
واغفر لنا الذنوب التى تحبس الدعاء ،
وأغفر لنا الذنوب التى تقطع الرجاء،
وأغفر لنا الذنوب التى تنزل البلاء ،
يا من ذكره دواء ، وطاعته غناء ، إرحم من رأس مالهم الرجاء ، وسلاحهم البكاء برحمتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم إرحم موتانا وموتى المسلمين ،
وإشفى مرضانا ومرضى المسلمين ،
اللهم جدد آمالهم ، وأذهب آلآمهم

اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ‌ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ‌ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،

اللهم تقبل منا وأقبلنا إنك أنت التواب الرحيم..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝٍ ﻭﻋﻤﻞ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﺎً ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺃﺧﻼ‌ﻗﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺧﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ، ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.
 
ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...

عبــاد الله:


{ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺄْﻣُﺮُ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ ﻭَﺍﻹ‌ِﺣْﺴَﺎﻥِ ﻭَﺇِﻳﺘَﺎﺀِ ﺫِﻱ ﺍﻟْﻘُﺮْﺑَﻰ ﻭَﻳَﻨْﻬَﻰ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻔَﺤْﺸَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟْﻤُﻨْﻜَﺮِ ﻭَﺍﻟْﺒَﻐْﻲِ ﻳَﻌِﻈُﻜُﻢْ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺬَﻛَّﺮُﻭﻥَ}. (ﺍﻟﻨﺤﻞ: 90)

فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون...
والحمد لله رب العالمين ...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فيكون هلاكه في الدنيا والآخرة على يدي هذا الغلام الذي فر من وجوده وقتل بسببه آلاف الأطفال الذكور من بني إسرائيل،
ليعلم هذا الجبار أن حكم الله لا يغالب، وقدره لا يخالف،
حيث حملت أم موسى -عليه السلام- به، ولما شارفت على ولادته أوحى الله تعالى إليها -وحي إلهام وإرشاد- أن لا تخاف ولا تحزن، فإن الله متكفل بحفظ وليدها ورعايته وحمايته، وسيرده إليها ويجعله نبيًّا مرسلاً، ويُعلي كلمته في الدنيا والآخرة،

وعندما ولدته كانت تضعه في تابوت ثم تلقيه في البحر كما أمرها الله وتربطه إلى إلى بيتها، خوفا من جنود فرعون الذين كانوا يبحثون عن أي مولود،
وفي يوم من الأيام تتفاجأ أم موسى بجنود فرعون وهم يقرعون بابها ، فأسرعت ووضعت طفلها في التابوت وألقته في البحر، ونسيت أن تربط التابوت،
فسار به الموج ، فمر به على قصر فرعون، (فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا) [القصص:8].

فلما رأته آسية امرأة فرعون ألقى الله حبه في قلبها، فاستوهبته من فرعون ودافعت عنه، وقالت لزوجها فرعون: (قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [القصص:9]،

وقد نالها ما رجت من النفع، فهداها الله به في الدنيا، فآمنت بالله وكفرت بفرعون، وأسكنها الله جنته بسبب موسى في الآخرة،
وجعلها الله مضرب المثل للمؤمنين والمؤمنات إلى قيام الساعة؛ لأنها أعلنت إيمانها بالله تعالى ولم تخف من بطش فرعون، وصبرت على تعذيبه إياها.

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "إن فرعون أوتد لامرأته أربعة أوتاد في يديها ورجليها،
فكان إذا تفرقوا عنها ظللتها الملائكة، فقالت: (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [التحريم:11]، فكشف الله عن بيتها في الجنة.

أما أم موسى -عليه السلام فقد ضاقت بها الأرض، وكادت من فرط حزنها وخوفها أن تظهر أمره وتقول: إنه ولدها، وأن تبحث عنه علانية لولا أن ربط الله على قلبها فثبتها وصبرها لتكون من المؤمنين،
فأمرت ابنتها الكبرى أن تتبع أثر موسى وتطلب خبره، فخرجت إلى المدينة تبحث عنه، (فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)،
وإذا بها تفاجأ أن أخاها في بيت فرعون،

و لما استقر موسى -عليه السلام- في دار فرعون وهو غلام رضيع أرادوا إرضاعه فلم يقبل ثديًا ولا طعامًا ولا شرابًا،
فحاروا في أمره واجتهدوا ، فأرسلوا به القوابل إلى السوق لعلهن يجدن من يوافق على رضاعته،
وبينما هم وقوف به، والناس عكوف عليه؛ إذ بصرت به أخته، فلم تظهر معرفتها له،
بل قالت: (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ * فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [القصص:11].

كبر موسى -عليه السلام-، وتربى في بيت فرعون وهو لا يشعر ما يريد الله به، وحصل له أن قتل شخصًا من قوم فرعون،
ثم خرج من المدينة وهو خائف يترقب، وتوجه تلقاء مدين، وحصل له ما حصل من رعي الغنم وزواجه من إحدى ابنتي مدين، وبقي هناك حوالي عشر سنوات،

وبعد أن آتاه الله العلم والحكمة وجعله من المحسنين واصطفاه برسالاته وبكلامه، واختاره لتبليغ رسالته إلى فرعون وملئه، سار بأهله راجعًا إلى مصر في ليلة مظلمة باردة،
فتاهوا في الطريق، فجعل الله تعالى نارًا لا يراها إلا موسى تخرج من جانب الطور الأيمن،
وهناك أوحى الله -عز وجل- إليه وكلمه وأيده بأخيه هارون وزيرًا ومعينًا،
وأرسلهما إلى فرعون وقومه يدعوانه إلى الله بلين ولطف حتى لا يطغى عليهما، ولكنه طغى وكذبهما وتجبر عليهما وقال: أنتما ساحران،

ومع كل ما جاء به موسى -عليه السلام- وأخوه من حجج دامغة إلى فرعون، إلا أنه عاند ولم يستجب لدعوته، واستمر على كفره،
ثم جاء السحرة، وأعلى الله موسى -عليه السلام-، فآمن السحرة بعد قصة طويلة مفصلة في كتاب الله في عدد من سور القرآن الكريم،

ومع ذلك عميت بصيرة فرعون ولم يملك إلا التوعد والتهديد للسحرة الذين بعد إيمانهم بالله،
لم يخشوا عقاب فرعون ووعيده، فثبتوا على إيمانهم لتكون آية وعبرة للناس جميعًا،
فقطع فرعون أيديهم وأرجلهم من خلاف، وصلبهم في جذوع النخل لعلهم يرجعون عن إيمانهم برب العالمين،
فلم يسمع منهم إلا قولهم: (لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)[طه 72: 73].

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

اللهمّ اجعل جوارحَنا في طاعتِك، وأبناءَنا في حفظِك، وأوقاتَنا فيما يُرضيك، وأعمارَنا في مرضاتِك.

اللهمّ أصلح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرِنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتَنا التي إليها معادُنا.

اللهمّ بارك في أولادِنا، ووفّقهم لطاعتِك، واحفظهم من فتنِ الهواتفِ والشاشاتِ والطرقاتِ، واملأ قلوبَهم نورًا وإيمانًا، وأبصارَهم عفّةً وحياءً، وعقولَهم رشدًا وثباتًا.

اللهمّ ارزقنا تربيةً تُرضيك، ورقابةً ترضيك، وقُدوةً تهدي إليك، وسدّد أقوالَنا وأعمالَنا يا أرحمَ الراحمين.

اللهمّ اجعل وسائلَ التقنيةِ عونًا لنا على الخيرِ، لا سُبُلًا إلى الشرِّ، وهدايةً لا غوايةً، وبناءً لا هدمًا، وذكراً لا غفلة، يا من لا يخيبُ من دعاه، ولا يردُّ من رجاه.

اللهمّ طهّر بيوتنا من كلِّ ما يُغضبك، وأعنّا على أداء الأمانة، وهبْ لنا من أزواجِنا وذرّيّاتِنا قرّةَ أعينٍ، واجعلنا للمتقينَ إمامًا.

وصلوا وسلموا على من أمر ربنا بالصلاة والسلام عليه؛ فقال:
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ ۚ يٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب : 56].

اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمَّد، وعلى آل سيدنا محمَّد، عددَ خلقِك ورضى نفسِك وزنةَ عرشِك ومدادَ كلماتِك... وارضَ اللهمَّ عن الخلفاءِ الراشدين، وعن الصحابةِ أجمعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وعنا معهم برحمتك وفضلك يا أرحمَ الراحمينَ!
وأعرضْ اللهمَّ عليه صلاتَنا وسلامَنا في هذه الساعةِ يا ربَّ العالمينَ!

عباد الله، ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90].

فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ [العنكبوت: 45].

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

□ أيُّها الإخوةُ الكرامُ! لقد سُجِّلَت حالاتُ قلقٍ حادٍّ، واكتئابٍ متفاقمٍ، وانفصامٍ داخليٍّ في أوساطِ أبنائنا وبناتنا؛ لا بسبب الحروبِ ولا المجاعاتِ؛ بل بسببِ هاتفٍ صغيرٍ يتحكَّمُ بعقولِهم، ويزرعُ في نفوسِهم القلقَ والغربةَ والانهيارَ العاطفيَّ الصامت.
ففي تقريرٍ صادرٍ عن الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) عام 2023، وُجد أن الشباب الذين يستخدمون هواتفهم لأكثر من 7 ساعات يوميًّا تزيد معدلات الاكتئاب لديهم بنسبة 68٪ مقارنةً بمن يقلّ استخدامهم.
إنه القلق الرقميُّ، الذي يبدأ بسهرٍ طويل، ثم يجرُّ إلى نومٍ متقطِّع، ثم ضغطٍ ذهنيٍّ وعقليٍّ متواصلٍ لا يرحم.

أيُّ ليلٍ هذا الذي تقضيه في تقليب الشاشة؟! أيُّ قلبٍ يبقى حيًّا وهو مشغولٌ بالأرقامِ والمقاطعِ والردودِ والتعليقاتِ؟!
قال أحدُ السلفِ -كما في "الزهد" للإمام أحمد (ص: 364)-: "ما مِن ساعةٍ تمرُّ إلا وهي تقولُ: يا ابنَ آدمَ، أحرِزْني، فإني لا أعودُ!"
فكيف إذا كان هذا العمرُ يُهدرُ لا في طاعةٍ ولا علمٍ ولا حتى راحةٍ؟! بل في "محتوى تافهٍ" يملأُ القلبَ تعبًا والعينَ سهرًا والعقلَ خواءً؟!

لقد أظهرت دراسةٌ نُشرت في مجلة (Lancet Child & Adolescent Health) أن الإفراط في استخدام الأجهزة الذكية قبل النوم يقلّل جودة النوم بنسبة تتجاوز 50٪ لدى المراهقين، وهذا يؤدي لتراجع النمو العقلي والعاطفي.

وإنّ من أعظمِ ما أصابَ الأطفالَ بسبب هذه الهواتفِ: التأخرُ في النطق، وضعفُ التفاعلِ الاجتماعيِّ، وتشوُّش الإدراكِ الحسيِّ والمعرفيِّ.

في تقريرٍ صادرٍ عن منظمة الصحة العالمية (WHO) عام 2022، حذّر من أن الأطفال دون سن الخامسة لا ينبغي أن يتعرضوا للشاشات لأكثر من ساعة يوميًّا، وأفضل من ذلك أن يُمنعوا منها تمامًا، لما تسببه من أضرار على الدماغ النامي.

إنه السجنُ الطوعيُّ، يا عبادَ اللهِ! سجنٌ من "زجاجٍ وشاشةٍ" وسلاسلَ من "التمريرِ والضغطِ والتصفحِ"؛ لكنّ الضحيةَ فيه هو القلبُ والعقلُ والروحُ!

□ عبادَ اللهِ! أينَ مجالسُ الذِّكرِ التي كانت تُعقدُ بين الآباءِ والأبناء؟! أينَ ضحكاتُ العائلةِ؟ أينَ الدفءُ؟! أينَ الحكاياتُ الجميلةُ؟!
لقد مزّقها الهاتفُ تمزيقًا، وفرّق شملَ الأسرةِ وهي تحتَ سقفٍ واحدٍ!

لقد دخل الجوالُ غرفَ النومِ، وتوسّدَ الوسائد، وصارَ "الأنيسَ" في الليل، و"المجالسَ" في النهار، فلم تبقَ حميميَّةٌ، ولا بَقِيَ حوارٌ، ولا بَقِيَ قلبٌ يُصغي!

يقول النبيُّ ﷺ: «ليسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوقِّرْ كَبيرَنا، ويَرحَمْ صَغيرَنا، ويَعْرِفْ لِعالِمِنا حَقَّهُ» [رواه أبو داود: 4943، وصحّحه الألباني].
فهل بقي توقيرٌ للكبيرِ ونحن نُحادثُ الشاشاتَ أكثرَ مما نُحدّثُ الآباءَ والأمهاتِ؟! وهل بقيت رحمةٌ للصغارِ ونحن نرميهم في أحضانِ الأجهزةِ كي نرتاحَ من إزعاجِهم؟!
بل إنّ الغيرةَ والحسدَ صارا ضريبةً يوميّةً بسبب هذه الهواتف؛ يقلب الشابُّ صورَ السياراتِ والسفرِ والجمالِ والرفاهيةِ، فيَحتقِرُ حياتَه، ويزدري رزقَه، ويزداد كفرانًا للنِّعَمِ.
كلُّ هذا بسببِ المقارناتِ المصطنعةِ، التي جعلت كثيرًا من الناسِ يعيشون حياةً رقميةً بلا مشاعرَ حقيقيةٍ، في انفصامٍ مروّعٍ عن الواقع.
وقد وصفها أحدُ المفكرين المعاصرين بقوله: "مجتمعُ الإنترنتِ: فيه آلافُ الأصدقاءِ، ولا أحدَ حين تبكي!"

□ أيُّها المؤمنونَ! لقد تحوّلت الأجهزةُ الذكيّةُ -التي كان يُرادُ لها أن تكونَ أدواتٍ للمعرفةِ- إلى أدواتٍ للجهلِ والكسلِ وضياعِ المواهبِ!
كم من طالبٍ كان ذكيًّا فصارَ متكاسلًا!
وكم من فتًى كان نجيبًا فصارَ لا يحسنُ قراءةَ صفحةٍ بلا تشتيتٍ! إنّه أثرُ الاعتمادِ الكاملِ على "النسخِ واللصقِ"، دون فهمٍ، ولا تحليلٍ، ولا إنتاجٍ علميٍّ حقيقيٍّ.
تقول دراسةٌ نُشرت في مجلة (Journal of Educational Psychology (2021)) إنّ كثرة الاعتماد على المعلومة السريعة عبر الإنترنت تقلل من مستوى الاستيعاب والفهم بنسبة تصل إلى 30٪.
بل بلغ الأمرُ أن صار كثيرٌ من الطلابِ لا يقرؤون كتابًا مطبوعًا، ولا يتأملون مسألةً علميةً، ولا يقدرون على تركيزٍ يتجاوزُ دقيقتين!
وهنا نتذكّر قولَ اللهِ تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: 114]؛ فأين الاستزادةُ ونحنُ نُطفئ جذوةَ العلمِ بالسطحيةِ والإدمانِ السريعِ؟!
قد قال الشافعيُّ رحمه الله -كما في "سير أعلام النبلاء" (8/261)-: "لو أعلمُ أنَّ الماءَ الباردَ يُنقصُ من مروءتي شيئًا ما شربتُه". فكيفَ بشابٍّ يقضي ساعاتِ عمرهِ خلفَ شاشةٍ لا تُنتجُ عقلًا، ولا تُنشئُ وعيًا، ولا تزرعُ علمًا؟!

وصدق الله الجليل العظيم؛ إذ قال: ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾ [الفرقان: 30].
بارك الله لنا في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين؛ إنه هو الغفور الرحيم والتواب الحليم!

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

اللهم عليك باليهود الغاصبين،
اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم من المجرمين والمنافقين والمطبعين عبرة وآية ، ، ،
اللهم دمر أمريكا واساطيلها يارب العالمين...
اللهم إنصر من نصر غزةَ وفلسطين ،واهلك من خذل غزة وفلسطين يارب العالمين..
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً...
اللهم احفظ بلادنا اليمن وسائر بلدان المسلمين يارب العالمين
اللهم إحفظ أمنه واستقراره وعقيدته
إجعله بلاد سخاء رخاء وسائر بلدان المسلمين
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ...

اللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرة أعين لنا في الدنيا والآخرة ..

ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً ...
اللهم إغفر للمسلمين والمسلمات ،المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات وقاضي الحاجات يارب العالمين...
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ...

عباد الله:

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛

فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

-وفي الحديث الآخر: ((ثلاثةٌ لا تردّ دعوتهم"، وذكَر منهم: "ودَعوة المظلوم، يرفعها الله فوقَ الغَمامِ، ويَفتَح لها أَبوابَ السّماء، ويَقولُ الرّبّ -جلّ وعلا-: وعِزّتي، لأنصُرَنّك ولو بعدَ حين)).
ويقول -صلى الله عليه وسلم-: ((دعوة المظلوم مستجابة، وإن كان فاجرًا ففجوره على نفسه)).

عبـــاد الله :
وفي قصة البرامكة عبرة بالغة ...
فالبرامكة ..حينما كانوا وزراء في عهد الرشيد ...ثم عزلوا ..وسجنوا.. وصفدوا.. وغلوا.. وقبعوا في السجون المظلمة.. التي طالما حبسوا فيها غيرهم ...جمع موقف بين يحيي البرمكي وولده.. فسأله الابن " يا أبتِ ، بعد العز ، أصبحنا في القيد والحبس ، بعد الأمر والنهي،  صرنا إلى هذا الحال؟"  فقال " يا بُنِي ، دعوة مظلوم ، سرت بليل ، ونحن عنها غافلون ، ولم يغفل الله عنها " .

عـــباد الله :
ويشاء الله سبحانه.. أن يري الأمة كل فترة... نماذج من هلاك الظالمين... لتكون لنا عبرة وآية , ...فكما أرانا تجبرهم وتسلطهم ...يرينا مصرعهم وذلهم المخزي... حتى نوقن أن الله حكم عدل.

فأين الجبابرة؟! وأين الأكاسِرة؟! وأين القياصرة؟! وأين الفراعنة؟! أين الطغاة؟! وأين الطواغيت؟! أين عاد؟! وأين ثمود؟! وأين قوم نوح؟! وأين قوم لوط؟!.

أين الظالمون؟ وأين التابعون لهم
في الغي؟ بل أين فرعون وهامان؟

وأين من دوخوا الدنيا بسطوتهم
وذكرهم في الورى ظلم وطغيان؟

هل فارق الموت ذا عز لعزته؟
أم هل نجا منه بالسلطان إنسان؟

لا والذي خلق الأكوان من عدم
الكل يفنى فلا إنس ولا جانُ

-دخل طاووس بن كيسان.. على هشامِ بن عبد الملك فقال له: إنَّي أُحذِّرُك يوم الأذان، فقال هشام: وما يوم الأذان؟ ...قال طاووس: (( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ )) [الأعراف: 44]، ...

-فصعق هشام بن عبد الملك.

-قال بعض السلف:
لا تظلمنَّ الضعفاء... فتكون من شرار الأقوياء..

فكـم قد رأينا ظالماً متمـرداً..
يرى النجم تيهاً تحت ظل ركابه..

-قال شريحٌ القاضي: [سيعلم الظالمون حق من انتقصوا،.. إنَّ الظالمَ لينتظر العقاب،... والمظلوم ينتظر النَّصر والثواب..!!]

يا أحبابنا: لقد أخبرنا - صلى الله عليه وسلم - عن امرأةٍ "دخلت النَّار في هرة حبستها، لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض".

فكيف بمن يحبس مايزيد عن اثنين مليون..في قطعة أرض من أشرف الأراضي وأقدسها...ارض بارك الله فيها وما حولها...((الذي باركنا حوله))...
يفتقرون لشربة ماء صالحةللشرب...وبجوارهم..نهران مباركان..هما..(النيل والفرات)...وعلى مقربة هناك: ماء (زمزم)...فيا للعار..

بل ..وكيف بمن يصادر حقوق أمة، ومقدرات شعوب؟
كيف بمن يحارب الناس في أرزاقهم.. وقوت يومهم؟

كيف بمن يضيق على الناس الخناق،.. ويجعلهم في خلاف وشقاق؟
والله.. وبالله.. وتالله: لن يفلتوا أبداً من بين يدي الجبار جل جلاله،.. لا في الدنيا ولا في الآخرة.
(( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ )) [الأنبياء: 47].

هناك يوم عظيم :((الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) [غافر: 17] ..

نعم لا ظلم اليوم..!!

إنه العدل المطلق،... انه يوم إعادة الحقوق لأصحابها،... العملة فيه... ليست بالدرهم أو الدينار.... إنما بالحسنات والسيئات: (( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ۞ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )) [الزلزلة: 7، 8].

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ . مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} [إبراهيم:42-43].

-بارك الله لي ولكم باقرآن العظيم...

الخطبـــة.الثانيـــة👇

الحمدلله وحده...والصلاة والسلام على من لانبي بعده

أماااابعد:
أيها الأحبةالكرام:
إن الظلم من الذنوب العِظام، والكبائر الجِسام، ...يُحيطُ بصاحبه فيُدمِّره، ..ويُفسِد عليه أمرَه،.. ويُغيِّرُ عليه أحوالَه،.. تزولُ به النعم،... وتنزل به النِّقَم،... عواقبه وخيمة،... ونتائجه قبيحة في الدنيا وفي الآخرة.

عبـــاد الله :
ما أشنع الظلم ؟! ، ما أبشع أن يجد الإنسان سعادته وهناءه ..فى ظلمه للآخريين ،.. كيف ينام تاركاً ضحيته وهى تئن ، ...كيف يستمتع بمال... أخذه ظلماً وجوراً من صاحبه ؟! ... كيف يستمتع بلحظته.. وهى تمر على الآخريين جبالاً من شدتها وقسوتها عليهم بسببه ،.... كيف يستمتع بأولاده... وقد تسبب فى يتم الآخريين ؟! ،... جرم عظيم... ولهذا جزاءه أعظم... وإليك قطرة من فيض ،

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
خطبة جمعة بعنوان👇

(نهاية الظالمين محتومة)

🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الحمد لله العالمين..الرحمن الرحيم..مالك يوم الدين...صاحب القدرة المطلقة و القوي المتين.... يقصم بجبروته وكبريائه وعظمته، رقاب الظالمين ...، وينتصف بعدله للمظلومين من الظالمين والمجرمين...

نحمده على آلائه وفضله العميم، ونشكره على جزيل نعمه وإحسانه العظيم...

-وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛.. يملي للظالمين حتى يأمنوا،... ويولي بعضهم بعضًا ليفرحوا، ..ويمدهم في طغيانهم ليعمهوا، ...وما من ظالم إلا وقد حاك أسباب هلاكه بيديه، ومشى إلى حتفه برجليه؛... ليوقعه في شر أفعاله،... فيبكي ندمًا على حياته وأعماله، ..ولات حين مندم.. ((فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)).. [الأنعام:45]

كل الأماني أبشروا ستجيئكم
كالأرض تبهجكم إذا جاء المطر

لاتيأسوا من رحمة الله الذي
سيثيبكم نعماءه مد البصر

صبرا فإن الله يعطي جنة
وسعادة الدنيا لعبد قد صبر

-وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وقدوتنا وقرة أعيننا.. محمدًا عبده ورسوله؛ حذر أمته من الظلم ومن الركون إلى الظالمين، وأخبر عن مصارعهم في الغابرين، وبشر بانتصار المظلومين، فقال: «وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللهُ فَوْقَ الْغَمَامِ، وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ».....

إن الصلاة على النبي تجارة
فاظفر بها تنج من الدركات

صل عليه بكل يوم واستزد
حتى تفوز بمثلها عشرات

صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

أمـا بعـد:
عبادالله: فأوصيكم ونفسي المخطئةالمذنبة أولا بتقوى الله:
واتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة:
((ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون))...

-أيها الأحبةالكرام:
إن من أصول الإسلام: مُحاربةُ الظلمِ بشتَّى صوره... ومُختلف أشكاله،... وإن المُتتبِّع لأحوال الناس.. مع ظهور حبِّ الدنيا وتمكُّنها في النفوس... يجِدُ مُمارساتٍ تحمِلُ الظلمَ لآخرين... في نفوسهم .. وأعراضهم... وأموالهم، .. وإن أعظمَ ما يحمي الإنسانَ من الظلمِ... ويدرأُ عنه شُرورَ الوقوع فيه: تذكُّر عاقبتَه الوخيمة في الدنيا، ومآلَه الشنيعَ في الآخرة.

إخوة الإسلام: يجبُ أن نعلمَ أن التسلُّط على الخلقِ وظُلمَهم مسلكٌ يُؤدِّي بصاحبه إلى أشنعِ حالٍ وأسوأِ مآلٍ، سُنَّةٌ لا تتبدَّلُ ولا تتحوَّلُ، وإن مصارعَ الظلمَة في القديمِ والحديثِ لأصدقُ برهانٍ، وأعظمُ بيانٍ لمن كان له قلبٌ أو ألقَى السمعَ وهو شهيدٌ.

-أيها الأحبة :
لقد نهانا الله - عز وجل - عن الظلم وأمرنا أن نبتعد عنه وأن لا نكون من الظالمين... فالله - سبحانه وتعالى - لا يحب الظالمين.... ولنعلم جميعا ...أن الظلم نهايته أليمة... ولنعلم... أنَّ الظلمَ من الأمراض الفتاكة،.. والجرائم البشعة، ..التي انتشرت في أواسط المجتمعات،...حتى هلك إثر ذلك أفرادٌ وجماعات،... وسحقت بسببه شعوبٌ، وأبيدت أُمم، وسلبت خيرات، ونزعت بركات.

واقتضت سنته الكونية هلاك الظالمين ومحق المعتدين ، وقطع دابر المفسدين،.... سواء أكان الظالم فردًا... أم جماعة.. أم أمة من الأمم .
ويكفينا إذا أردنا أن نعرف خطورته ...أن نعلم أن الله جل جلاله.. حرَّمه على نفسه، وجعله محرَّماً بين عباده،....وبعث الله الرسل، وأنزل الكتب، وأوضح السبل،......للتحذير من الظلم... وبيان مفاسده وعواقبه...
  قال سبحانه إرشاداً لعباده وتذكيراً: (( وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ))..

لقد حفل القرآن الكريم بالأخبار الكثيرة.. عن مصارع الظالمين. ومصير المفسدين ، الذين عمَّرُوا عمرانًا عظميًا ، وشيَّدُوا حضارات عتيدة ، وظنوا أنهم بلغو النهاية في القوة والعزة ، وغرتهم أنفسهم فظلموا وأفسدوا ، وما تركوا ظلمهم رغم الآيات والنذر ،... فحقت كلمة العذاب عليهم ،... وأصبحوا أثرا بعد عين... وخبرًا طواه التاريخ.. يُتْلَى للتذكرة والاعتبار .

ولقد ساق لنا القرآن نماذجَ وأمثلةً لمن استكبروا في الأرض، وطغوا وبغوا،.. وعاثوا فيها الفساد... كيف كانت عاقبتهم الأليمة.... وحالهم المردي ومصيرهم المخزي ؟
إنها سنة ماضية في الظالمين... مهما اختلفت أزمانهم وتباعدت بلدانهم وتنوعت أعراقهم،..فسنن الله - تعالى - لا تحابي أحداً، ولا تفرق بين زمان وزمان، أو تطال أقوامًا دون أقوام... فمن ظلم وتمادى في ظلمه....فهلاكه واقع لا محالة .

وإنّ الظلم والطغيان.. هو...من الديون..ومن الذنوب... التي.. لا يتركها الله... حتى يقتصَّ من الظالم للمظلوم؛... فمرتع الظلم وخيم،... وعاقبته سيئة،...وجزاءُ صاحبه البوار وخراب الدار،..

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ﻭﻭﺻﻞ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ. ﺷﺎﻫﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺓ. ﺷﺎﻫﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﻳﺎﺑﺴﺎ ﻳﺸﻘﻪ ﻧﺼﻔﻴﻦ...
ﺃﺣﺲ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻓﺄﻣﺮ ﺟﻴﺸﻪ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻡ. ﻭﺣﻴﻦ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﻦ ﻋﺒﻮﺭ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺪﻩ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ... ﻓﺄﻭﺣﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ﻷ‌ﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ ﺷﺎﺀ ﺇﻏﺮﺍﻕ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻥ،
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:(ﻭَﺍﺗْﺮُﻙْ ﺍﻟْﺒَﺤْﺮَ ﺭَﻫْﻮًﺍ ﺇِﻧَّﻬُﻢْ ﺟُﻨﺪٌ ﻣُّﻐْﺮَﻗُﻮﻥَ)...

ﻓﻤﺎ ﺃﻥ ﺻﺎﺭ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﺟﻨﻮﺩﻩ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺒﺤﺮ، ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺪﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﺮﻩ، ﻓﺎﻧﻄﺒﻘﺖ ﺍﻷ‌ﻣﻮﺍﺝ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﺟﻴﺸﻪ. ﻭﻏﺮﻕ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﺟﻴﺸﻪ. ﻏﺮﻕ ﺍﻟﻜﻔﺮ وﺍﻟﻌﻨﺎﺩ ، ﻭﻧﺠﺎ ﺍﻹ‌ﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ.

ﻭﻟﻤﺎ ﻋﺎﻳﻦ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺍﻟﻐﺮﻕ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ
(ﻗَﺎﻝَ ﺁﻣَﻨﺖُ ﺃَﻧَّﻪُ ﻻ‌ ﺇِﻟِـﻪَ ﺇِﻻ‌َّ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺁﻣَﻨَﺖْ ﺑِﻪِ ﺑَﻨُﻮ ﺇِﺳْﺮَﺍﺋِﻴﻞَ ﻭَﺃَﻧَﺎْ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻤُﺴْﻠِﻤِﻴﻦَ) ..

ﺳﻘﻄﺖ ﻋﻨﻪ ﻛﻞ ﺍﻷ‌ﻗﻨﻌﺔ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ، ﻭﺗﻀﺎﺋﻞ، ﻓﻠﻢ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺄﻥ ﻳﻌﻠﻦ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ،
ﺑﻞ ﻭﺍﻻ‌ﺳﺘﺴﻼ‌ﻡ ﺃﻳﻀﺎ (ﻭَﺃَﻧَﺎْ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻤُﺴْﻠِﻤِﻴﻦَ).

ﻟﻜﻦ ﺑﻼ‌ ﻓﺎﺋﺪﺓ ..!!
ﻓﻠﻴﺲ ﺍﻵ‌ﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺳﺒﻖ ﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ ﻭﺍﻻ‌ﺳﺘﻜﺒﺎﺭ
(ﺁﻵ‌ﻥَ ﻭَﻗَﺪْ ﻋَﺼَﻴْﺖَ ﻗَﺒْﻞُ ﻭَﻛُﻨﺖَ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻤُﻔْﺴِﺪِﻳﻦَ)...


 بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم..


وﺃﻗﻮﻝ ﻗﻮﻟﻲ ﻭﺃﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﻭﻟﻜﻢ من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم...
 
 
      



-:(( ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ )):-


ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﻭﺍﻹ‌ﻳﻤﺎﻥ.
ﻭﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﺃﻥ ﺟﻌﻠﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ  ﺍﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ..
ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ‌ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ‌ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ‌ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ .

ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ.. ﻧﺸﻬﺪ ﺃﻧﻪ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺃﺩﻯ ﺍﻷ‌ﻣﺎﻧﺔ ﻭﻧﺼﺢ ﺍﻷ‌ﻣﺔ  ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ...
                               
          ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :

ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ
 
ﻟﻘﺪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ ﻟﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻥ ، ﻭﻗﺪ ﻫﻠﻜﺖ...
 ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻷ‌ﻣﺮ ﻭﻻ‌ ﻧﺠﺎﺓ ﻟﻚ. ﺳﻴﻨﺠﻮ ﺟﺴﺪﻙ ﻭﺣﺪﻩ. ﻟﻦ ﺗﺄﻛﻠﻪ ﺍﻷ‌ﺳﻤﺎﻙ،
ﻭﻟﻦ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎس ..!!
ﺑﻞ ﺳﻴﻨﺠﻮ ﺟﺴﺪﻙ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺁﻳﺔ ﻟﻤﻦ ﺧﻠﻔﻚ. ﻭﻣﻦ ﺟﺎﺀ ﺑﻌﺪﻙ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
( ﻓَﺎﻟْﻴَﻮْﻡَ ﻧُﻨَﺠِّﻴﻚَ ﺑِﺒَﺪَﻧِﻚَ ﻟِﺘَﻜُﻮﻥَ ﻟِﻤَﻦْ ﺧَﻠْﻔَﻚَ ﺁﻳَﺔً ﻭَﺇِﻥَّ ﻛَﺜِﻴﺮًﺍ ﻣِّﻦَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻋَﻦْ ﺁﻳَﺎﺗِﻨَﺎ ﻟَﻐَﺎﻓِﻠُﻮﻥَ ) ﻳﻮﻧﺲ 92،

ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : (ﻭَﺃَﻧْﺠَﻴْﻨَﺎ ﻣُﻮﺳَﻰ ﻭَﻣَﻦْ ﻣَﻌَﻪُ ﺃَﺟْﻤَﻌِﻴﻦَ (65) ﺛُﻢَّ ﺃَﻏْﺮَﻗْﻨَﺎ ﺍﻟْﺂﺧَﺮِﻳﻦَ (66) ﺇِﻥَّ ﻓِﻲ ﺫَﻟِﻚَ ﻟَﺂﻳَﺔً ﻭَﻣَﺎ ﻛَﺎﻥَ ﺃَﻛْﺜَﺮُﻫُﻢْ ﻣُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ (67) ﻭَﺇِﻥَّ ﺭَﺑَّﻚَ ﻟَﻬُﻮَ ﺍﻟْﻌَﺰِﻳﺰُ ﺍﻟﺮَّﺣِﻴﻢُ 68 ) ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ

ﺃﺳﺪﻝ ﺍﻟﺴﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻃﻐﻴﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻥ. ﻭﻟﻔﻈﺖ ﺍﻷ‌ﻣﻮﺍﺝ ﺟﺜﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ. ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ. ﻧﺰﻝ ﺍﻟﺴﺘﺎﺭ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ...


عباد الله:

إن ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻟﻌﺘﺎﺓِ ﻭﺍﻟﺠﺒﺎﺑﺮﺓِ ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺔِ ﻭﺍﻟﻤﻔﺴﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺭﺽ, ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻬﻼ‌ﻙ,
ﻓﻠﻘﺪ ﺃﻫﻠﻚ ﺍﻟﻠﻪُ ﻓﺮﻋﻮﻥَ ﻭﻫﺎﻣﺎﻥَ ﻭﺟﻨﻮﺩَﻫﻤﺎ ﻭﺃﻫﻠﻚَ ﻋﺎﺩﺍً ﺍﻷ‌ﻭﻟﻰ, ﻭﺛﻤﻮﺩَ ﻓﻤﺎ ﺃﺑﻘﻰ, ﻭﺃﻏﺮﻕَ ﻗﻮﻡَ ﻧﻮﺡ,
ﻭﺃﻥَّ ﺍﻟﻠﻪَ -ﺟﻞَّ ﻓﻲ ﻋﻼ‌ﻩ- ﺳﻴُﻬﻠﻚ ﻛﻞَّ ﻣﻦ ﺳﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﻜﺬﺑﻮﻥ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖُ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻮﻥ, ﻓﻜﻠَّﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻃﻐﻴﺎﻧﻬﻢ ﻭﺇﻓﺴﺎﺩﻫﻢ ﻛﻠﻤﺎ ﻗﺮُﺏ ﻫﻼ‌ﻛﻬﻢ ﻭﺯﻭﺍﻟُﻬﻢ...
 
وﺃﻫﻠﻚَ الله ﻓﺮﻋﻮﻥَ ﻭﻗﻮﻣَﻪ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻋﺎﺷﻮﺭﺍﺀ ..
وهكذا تطوى صفحات الظالمين والطغاة على مر الزمن ، ويظهر زيف الباطل جليا ،
ويبقى دين الله هو الظاهر والمنتصر ، ، ،

أسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ، وأن يهلك الطغاة والظالمين ...

هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺯﺍﺩﻧﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭﺯﺩﻧﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭﻳﻘﻴﻨﺎً ﻭﻓِﻘﻬﺎً ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎً،
اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..

اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..

اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وهي من أسباب أن يسلط الله الكفار على المؤمنين
إذا عصى المؤمنون ربهم ،
إذا عصى المؤمنون ربهم ،
أن يسلط الله عليهم الكفار فيفعلون بهم ما يفعلون ، ويسلبون أموالهم ويحاربون دينهم ، ويأخذون ملكهم وعزهم ، كما هذا يحصل ما بين حين وأخر.

يا معشر الناس : إتقوا الله وراقبوا الله ، لم يكن في المعاصي إلا ما يسوؤك أيها المسلم،
فلم تحرص على المعصية؟
ولما ترغب فيها ؟
ولم تصر عليها ؟ أين عقلك؟ أين إيمانِك؟
أين فهمك السديد ؟
أين أنت؟ من المعرفة السديدة لأخطار الذنوب ، وأضرارها في العاجل والأجل ،

ولهذا قال العلماء : المعاصي تُسبب تغيير أحوال العباد ،
من عز إلى ذل - من عز إلى ذل-
ومن غنى إلى فقر ،
ومن قوةٍ إلى ضعف ،
ومن أمان إلى خوف ،
ومن عافية إلى مرض،
ومن صلاح إلى فساد
ومن إخوة إلى عداوة.

هكذا المعاصي ، سبب لتبديد أحوال الناس ، وخراب ، وخراب عمران الناس ، فيما قد تحصلوا عليه، وفيما قد توصلوا إليه،

أيها المسلمون : لو نظرنا بعين مُتفحصين إلى المعاصي الموجودة ، لوجدنا أنها معاصي تُعِلن بالدمار ، تُعِلن بالدمار على البلاد، وعلى العباد،

ولهذا من جُملة العقوبات العظيمة ، التي نعاني منها في الساعة الراهنة ، وفي الساعة الحاضرة ، تسليط المنظمات التنصيرية ، على كثير من أهل هذا البلد ، على غيرهم من المسلمين ،
وهذه المنظمات :
تحمل معها كل شر وفساد ،
كل شر وفساد ،
وكل إجرام وإلحاد ،

هذه المنظمات : جاءت تنفذ مخططات مخططات دُولها ،
ومخططات أعداء الإِسلامَ ، فصارت هذه المنظمات ،
لها صولة وجولة ، عند بعض المسلمين ،
صارت تفعل الأفاعيل.

فيا معشر المسلمين : إننا بحاجة ، إلى إننا نصدق مع الله، في توبتنا إليه ، ونخلص لله في رجوعنا إليه،

إننا بحاجةٍ إلى أن نتدارك أنفسنا ، إلى أن نتدارك أنفسنا ، لعلى الله أن يرحمنا ،
حذاري ! حذار ! أن تبقى أيها المسلم على غفلتك، وعلى أخطائك ، وذنوبك ، وعلى بوائقك ، أحذر ! من البقاء على هذا، فكدوا في أمر التوبة إلى الله ،
فما الذي بينك وبين الله؟
حتى تتأخر عن التوبة إلى الله، أي شيء أحبُ إلى المسلمين، من أن يتوبوا إلى الله، ويرجعوا إلى الله، خاشعين، خاضعين، باكين، مُعترفين، بما جنتوا أيديهم ، بما جنتهُ أيديهم ،
فلنعد إلى الله -عز وجل- ولنصدق مع الله -عز وجل- في ذلك ، لعلى الله -عز وجل- أن يرحمنا ،وهو أرحم الراحمين، فكم له من رحمات على العباد ، مع عصيانهم أياه ،
ومع مخالفتهم شرعه ،
ومع تعديهم حدوده،
ومع تركهم لما أوجب عليهم ، ومع إرتكابهم لما نهاهم عنه ، هذا حاصل من كثير من الناس ،عياذا بالله ،

ولكن مع هذا كله ، الله رحيم ، وهو يُمهل ولا يهمل ، فلا تأمنوا مَكرَ اللَّهِ ، *{ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ ﴾ [٧:٩٩] - الأعراف*

وآني سادعوه بدعاء الإستسقاء، وأنتم تؤمنون وارفعوا أيديكم ، واصدقوا مع الله ،
اللهم أسقنا الغيث ،
اللهم أسقنا الغيث،
اللهم أسقنا الغيث،
اللهم أسقنا غيثا هنيئا مريئا ، ساحاً غدقا ،
اللهم أنشر رحمتك ،
اللهم أنشر رحمتك،
اللهم أحي بلدك،
اللهم أرحم عبادك،
اللهم أسقنا الغيث ، ولا تجعلنا من القانتين،
اللهم لا تؤاخذنا بذنوبنا،
اللهم لا تؤاخذنا بذنوبنا،
اللهم أنا عبيدك ، اللهم أنا عبيدك ، اللهم أنا ننتظر رحمتك ، اللهم فرج عنا كربتنا وازل عنا ما نزل بنا
اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم ولا تعذبنا فإنك علينا قادر

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وهذا *نوح* عليه السلام :
يقول لقومه: *{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠)يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (١١) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (١٢) مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (١٣) } [٧١] - نوح*

ذكر المفسرون : رحمهم الله تعالى أن الله -عز وجل- حبس الأمطار ، عن قوم نوح ، _أربعين سنة
وقطع عنهم النسل _أربعين سنة فدعاهم رسولهم نوح ، إلى أن يستغفروا الله ، ويتوبوا إلى الله ، من أجل أن يتفضل الله عليهم بالأمطار الكثيرة ، والأمطار الغزيرة ،
فأبوا واصروا ، واستكبروا ، واستمروا على ماهم عليه ،

يا عباد الله إن الإصرار على الأثام ، وعلى الأوزار ، إنه لشؤم على أهله ، إنه لشؤم وأي شؤم، وإنه لسبب من أسباب خراب حيات الناس ، ودمار سعادتهم ،

وازالةٍ ما به تصلح أحوالهم ، فما أحوج المسلمين ، إلى أن يكثروا من الإستغفار ،
لا سيما عند الوقوع في الذنب ،
لا سيما عند الوقوع في الذنب ،
فإذا أراد الله بعبده خيراً ، ألهمه ذكره وشكره ، وحسن عبادته ،
لا سيما عند الذنوب ،
يتوب الى الله ، ويقبل على الله ،
ويعتذر لله ، ويخضع ويخشع لله ،
ويقف بين يدي الله ،
ضعيفاً فقيرا ، يعترف بذنبه ، ويعلم أنه جان على نفسه ،
وأنه قد تعدى، قد تعدى وفعل ما فعل، مما يغضب الله ويسخطه،

*وهذا هود عليه السلام:* قال لقومه : *وَيا قَومِ استَغفِروا رَبَّكُم* إلى أن قال : *وَيَزِدكُم قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُم* فالله -عز وجل- جعل التوبة والإستغفار ، أسبابًا عظيمة ، لمصالح كبيرا ،
يتمتع بها الناس ،
وينتفع بها الناس ،
وليس المراد بالأستغفار في الآيات والأحاديث مجرد الإستغفار ، بل المطلوب من الإستغفار ،
وفي الإستغفار ، الإقلاع عن الذنوب ، الإقلاع عن الذنوب ، والصدق مع الله في التوبة إليه ، والندم على ما وقع ، وعلى ما فات ، وعلى ما أرتكبه العبد ، فإن حصل أن العبد ، عرف هذا الطريق ، وسار على هذا الطريق ،
وصل إلى الله عز وجل ،
وصل إلى الله عز وجل ،

فلهذا معاشر المسلمين : إن ذنوب العباد لها أخطار كثيرة،
وأضرار متنوعة ، وعواقب وخيمة ،
لها أخطار كثيرة ، ومتنوعة ، وعواقب وخيمة ، بسبب الذنوب ،

فالمسلمون بحاجة ماسة ،
إلى أن يعرفوا هذه الأخطار ،
وإلى أن يعلموا أن الذنوب ،
لا تأتيهم إلا بما يكون فيه شقاؤهم.

ولهذا قال إبن القيم رحمه الله تعالى : إن ضرر الذنوب لابد منه ،
قال : وضررها في القلوب،
كضرر السموم على الأبدان،
كضرر السموم على الأبدان،

فكما أن السموم تتلف الأبدان، فالذنوب تتلف الأديان ،
أي تُتلف إيمان الناس،
وتضعفه شيئاً فشيئا ،

ولهذا قال العلماء رحمهم الله تعالى : "المعاصي بريد الكفر" ،
أي توصل صاحبها مرحلة مرحلة ، إلى أن يقع في الكفر ،
فاحذروا ! الوقوع في المعاصي، إخذرو ! الغفلة عما وقعنا فيه ، مما يغضب الله -عز وجل ،

فقد جاء عن بِشر إبن الحارث رحمه الله تعالى :
قال : من عمل بالمعاصي ، فقد أنتقم الله منه ،
من عمل بالمعاصي ، فقد أنتقم الله منه ،
لأنه يُسلب منه من الإيمان ، ما يسلب ،
ويُسلب منه من الطاعات ، ما يسلب ،
ويُسلب منه من العبادات ، ما يسلب ، ويعاقب بما به يعاقب ،

ولهذا جاء عن الحسن البصري وغيره رحمهم الله : أنهم قالوا :
إن للطاعة : ضياءً في الوجه ، ونوراً في القلب ، وقوةً في البدن ، وسعةً في الرزق ، ومحبةً في قلوب العباد ،

وإن للمعصية : سواداً في الوجه، وظلمةً في القلب ، ووهنً في البدن ، وضيقاً في الرزق ، وبغضاً في قلوب العباد ،
يا عباد الله : المعاصي خطرها عظيم ،

ولهذا أجمع العلماء ، أنه مانزلت مُصيبة ، إلا بذنب ، وما رفعت إلا بتوبة ، فأين التوبة إلى الله؟
فإذا كنا متضررين ، بسبب تأخر نزول الأمطار ،
فهل أحدثنا توبة إلى الله؟
وهل جددنا عهدنا مع الله ؟ وهل أعترفنا أننا عبيد لله ؟
لا عبيد لأنفسنا ، وأهوائنا وشياطين الجن والإنس ،
أنظر أيها المسلم ماذا تصنع؟
وماذا تعمل ؟
إن الذنوب ، إن الذنوب لها عواقب لا تؤمن ، لها عواقب لا تؤمن ،

فلهذا الناس ، إذا أصيبوا بمصيبة ، ونزلت به النكبة ، وحلت في ساحتهم بلية ،

فالمطلوب : منهم أن يفتشوا عن الذنوب ، وأن ينظروا ما الذي وقعوا فيه ، وفي هذه الأيام ، وفي هذه العصور المتأخرة ،

إن الذنوب صارت ظاهرة ، وصارت منتشرة ، لا يحتاك الشخص إلى أن يفتش ، بمعنى أنه لا يقف على الذنب ، ولا يعثر عليه إلا إذا فتش ،

فلو تبنا إلى الله من الذنوب الحاصلة، والظاهرة ،والمتفشية، هذا والله ، من أعظم التوفيق من الله ، والتشديد لنا ، والإعانة لنا ، فلنبادر بالتوبة إلى الله -عز وجل

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

نحن نُسَوّدُ قلوبنا بإشرابها الفِتَن، إما بالنَّظر إلى ما حرم الله...
، وبسماع ما حرم الله.... وبمجالس الغيبة والنَّميمة.. والقيل والقال،.. وغير ذلك ممّا يُدمّر القلوب ويزيدُ في سوادها.

ثمّ نشكوا بعد ذلك.. أنَّنا لا نصبرُ على العلم والعمل والدّعوة!،.. ولا ندري أن الاستمرار في تعريض القلب إلى تلكم الفتن... يُصَيّرُها إلى مَرحلَةٍ يصبحُ فيها هذا القلب "لا يعرفُ معروفا ولا يُنكِرُ مُنكَرًا إلا ما أُشرِبَ مِن هواه".

فيا خسارة .. صاحب.. مثل هذا القلب عند الوقوف بين يدي الله!.

أيها الأحبة : نحن ما وُجِدْنا في هذه الحياة إلَّا مِن أجل الصَّبر والمُعاناة.. والابتلاء والاختبار...
نحن مُطالبون.. في هذه الحياة.. بتحمُّل مسؤوليّة صلاح القلوب.. ومسؤوليّة تزكية النفوس،... ومسؤوليّة تعلم أمور الدين، والعمل بها، ...وكذلك ..العمل لدين الله...ويكون الهدف والغاية... أن يرضى الله عنا،...
وأن نكون مُسلِمين ناجحين لا فاشِلين في حياتك...
وكل ذلك يحتاج منا إلى: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾.

لا حلّ لنا من أجل عدم الخسارة في هذه الدنيا إلا هذا الحل، لأنّ ربّنا هو من قال لنا: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾.

يقول أحد السّلف: ما فهمت سورة العصر ...إلا من بائع ثلج بنيسابور،... وقف يوما في وسط السُّوق، وقال:
"يا قوم، ارحموا من رأس ماله يذوب".
فأعمارنا ..رأس مالنا.. يذوبُ كلّ يوم أمام أعيننا، ..رؤوسُنا تشيب
...وتجاعيد وجوهنا تزيد،.ونسبة الفناء تزيد فينا كلَّ يوم، وما هي إلَّا أيّامٌ قلائل ونقف بين يدي الله :((فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)).

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم...


*الخطبةالثانية*
الحمدلله وحده..والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

أمااابعد :
-أيها الأحبةالكرام:
يقول الحق جل وعلا :
((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وما بدلوا تبديلا))..

إن مِن أعظمِ مظاهرِ الصدق،
.. الثباتُ على الحقِّ.. وعدمُ التبديلِ حتى الرَّحيل، ..فهذه صفاتُ مَن وعدَهم اللهُ بالنَّصرِ في الحياةِ وفي الممات،.... فهنيئًا لمَن قضَى نَحبَهُ بطلاً ثابتًا غيرَ مضيِّعٍ،.. مشهودًا له بالاستقامة، راجيًا رحمة ربه.

@-وقال الله على لسان يعقوب عليه السلام:
(( وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ))

وهي دعوة لجميع المسلمين.....لاتيأسوا .

تأملوها.... لم يقلها يعقوب عليه السلام.. في حالة الرخاء،.. وإنما قالها ...حين فقد ولده الثاني.. بعد فقده يوسف عليه السلام،... وقد كان نتيجة هذا اليقين... أنه بعد أيام قليلة... يشم ريح يوسف، وبعدها.. كان يوسف وأخوه بين يدي يعقوب... وهو يضمه إلى صدره، ...فكونوا واثقين بالله ولا تيأسوا،... فإن أفضل العبادت انتظار الفرج.

-التفاؤل يجعلك تعيش حياتك بفرح،... فكم من حلم جميل صار واقعا بالتفاؤل،..

حُسن الظن... يمنح الإنسان النجاح قبل اكتماله.....
بينما التشاؤم ..يذيق الإنسان حسرة الفشل... قبل حدوثه.

قصة:
عن الثبات: رغم الفتن والتهديدا... والمغريات....

-بعث الخليفةالثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه... جيشا لحرب الروم...وكان من بينهم.. شاب من الصحابة هو (عبد الله بن حذافة) - رضي الله عنه
وطال القتال بين المسلمين والروم.... وعجب قيصر من ثبات المؤمنين وجرأتهم على الموت.. فأمر بأن يحضر بين يديه أسير من المسلمين..
فجاءوا ب :
(عبدالله بن حذافة السهمي).
يجرونه والأغلال في يديه وفي قدميه ...فتحدث معه قيصر ...فأعجب بذكائه وفطنته.فقال له:
تَنَصّر وأنا أطلقك من الأسر! (يدعوه إلى ترك الإسلام واعتناق النصرانية).
قال عبد الله: لا،
قال له: تنصّر وأعطيك نصف ملكي!.
فقال: لا،
فقال قيصر: تنصّر وأعطيك نصف ملكي... وأشركك في الحكم معي.
.فقال عبد الله - رضي الله عنه -: لا، والله لو أعطيتني ملكك وملك آباءك وملك العرب والعجم على أن أرجع عن ديني طرفة عين مافعلت.
فغضب قيصر، وقال:
إذاً أقتلك!. فقال: اقتلني.
فأمر به.. فسحب وعلق على خشبة.. وأمر الرماة أن يرموا السهام حوله..
وقيصر يعرض عليه النصرانية وهو يأبى وينتظر الموت.
فلما رأى قيصر إصراره... أمر بأن يمضوا به إلى الحبس.. وأن يمنعوا عنه الطعام والشراب.. فمنوعهما عنه حتى كاد أن يموت من الظمأ ومن الجوع ....فأحضروا له خمرا .. ولحم خنزير..
فلما رآهما عبد الله، قال: والله إني لأعلم أني لمضطر... وإن ذلك يحل لي في ديني،.. ولكن لا أريد أن يشمت بي الكفار ، ...فلم يقرب الطعام
فأُخبر قيصر بذلك،...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*وسائل النجاة في الدنيا والآخرة*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـة الأولـى:*
الحمد الله الواحد القهار.. العزيز الجبار... يقلب الليل والنهار... تبصرة وذكرى لأولى العقول والأبصار... وكل شيء عنده بمقدار... عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال....
(( سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ )){10}}الرعد.

أحمده على إحسانه... وأشكره على عظيم فضله وامتنانه...

-وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له... الواحدالأحد.. الفرد الصمد... الذي لم يلد ولم يولد... ولم يكن له كفوا أحد...

رأيتُ الدهرَ مختلفاً يدورُ
فلا حزنٌ يدومُ ولا سرورُ

وقد بنتِ الملوكُ به قصوراً
فلم تبقَ الملوكُ ولا القصورُ

-وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وقدوتنا وقرة أعيننا محمداً عبده ورسوله,...

طربت حروفي في مداك محبة
وتسابقت في مدحك الخفقات

وبطيب ذكرك كل شيء طيب
الوقت والإحساس...والصلوات

صلى عليك الله يانورا سرى
في المشرقين ففرت الظلمات

صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين...

أمـــا بعـــد :
عبادالله : فأوصيكم ونفسي المخطئة المذنبة أولا بتقوى الله:
((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون))...

أيـها الأحبةالكرام:
فإنا نودع عاماً ماضياً شاهداً لنا أو علينا..ل ونستقبل عاماً مقبلاً جديداً..لاندري مانحن صانعون فيه...ولانعلم من منا سيكمله حيا...أوسيموت في بدايته أو في وسطه أو في آخره.... فليت شعري.. ماذا أودعنا في العام الماضي؟.... وماذا نستقبل به العام الجديد؟ ..
فليحاسب كل منا نفسه..

-أيها الأحبة :
حديثنا اليوم سيكون حول: ((((وسائل النجاةفي الدنيا والآخرة))))
....وبهذه الجملة جعلنا عنوان خطبتنا لهذا اليوم :

وبالمثال يتضح المقال..

لو أنّ طالبا من الطّلبة المُقبِلِين على الامتحانات هذه الأيّام تقول له: "سأعطيك خلاصة تضمن بها النّجاح هذا العام"، فهل من المعقول أن يزهد فيها ويتجاهل ولا يُنصِتَ إليها؟!.

بل والله إنّه سيَدفَعُ من أجلها المال حتَّى يسمعها ويعرفها.

ألا فلنُنصِت عباد الله جميعا إلى وصفَةٍ ربّانيّة يتحقّق بها النّجاح والنجاة لكلّ واحد منّا في دُنياهُ وآخرتِهِ إن هو أخذ بها. إليكم وصفة مُختصرة ..من كتاب ربّنا، وصفة نجدُها في سورة من قصار سُوَر القرآن،....سورة قال عنها الشَّافعي -رحمه الله-:
"لو تدبَّر النّاسُ هذه السُّورة لَوَسِعَتهُم"،
يعني : لو فهموها، وفقهوا ما فيها، ولم يأخذوا إلَّا بها، لكفتهم، ولتحقّق لهم بها نجاحهم في الدُّنيا والآخرة.

تبدأ هذه السُّورة بتشخيص المرض قبل وصف العلاج، فيبدؤها ربُّنا ﷻ بالقَسَم بأمْرٍ عظيمٍ، فيقولُ: ﴿وَالْعَصْرِ﴾. يُقسِمُ -سبحانه- بالزَّمن والوقت، وما ذاك إلا لأهمّيته وعظيم خَطَرِه، وإنّما سُمّيَ الزَّمَنُ عصرا... لأنَّه يعصر الإنسان عصرا، ...فيعصرُه صعودا وهو ينتقل به مِن مرحلة الضَّعـف إلى القوَّة، ...ثمَّ يعصرُهُ نزولا.. وهو ينتقل به من القوّة إلى الضّعف والشّيبة،... ثمَّ يُحيلُهُ إلى جثَّة هامدة يأكلُها التُّراب مع الزّمن.
-قال الحسن البصري: "ابن آدم، إنّما أنت أيّام، إذا ذهبَ يومٌ ذهبَ بعضُك"، فكلّ يوم يمضي جزءٌ مِنا يموت...فلنتنبه لذلك.

أيها الأحبة : أقسمَ ربُّنا بالعصر..وهو مطلق الزمن... ولأنّه عُمرُنا ورأسُ مالنا، ...عمرنا هذا الذي نعيشُهُ ونغترُّ به، بينما هو.. أقلُّ فترة سنقضيها ..مُقارنة بأعمَارٍ أخرى تنتظرُنا : ينتظرُنا عمرٌ في حياة البرزخ ...لا يعلم مُدّتَهُ إلا الله، في قبرنا الذي هو إمَّا روضة من رياض الجنَّة... أو حفرة من حفر النَّار،... وينتظرُنا عمرٌ في عرصات القيامة، :
((فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ))، وبعدها ينتظرُنا عمرٌ أبديّ لا موت بعده، نحن فيه إمّا إلى جنّة أو إلى نار.

إنّ أقصر تلك الأعمار هو ما نحن فيه الآن، قال ﷻ:
((وٓيَوْمَ نَحشُرُهُم كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ))،...
-وقال: (( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا))...

والمُشكلة أنّ هذا العُمُرَ الأقصَر.. هو الفرصة الوحيدة ،... التي سيترتَّبُ عليها.. إمّا نجاحُنا وإمّا خسارتُنا ، سواءً في البرزخ أو في الآخرة...هذه الفترة القصيرة جدًّا ...هي التي سنسألُ عن كل لحظة من لحظاتها عند وقوفنا بين يدي ربّنا ﷻ. ..
ألسنا كلُّنا نحفظُ قوله ﷺ: (( لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامَةِ حتَّى يُسألَ عن أربع: فأول الأربع، عن عُمُرِهِ فيما أفناهُ)) .

Читать полностью…
Subscribe to a channel