الحلقة الحادية عشر
*إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك*
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا أبا ذر إذا طبخت مرقة، فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك )). رواه مسلم
أي طلب النبي صلى الله عليه وسلم من أبي ذر أنه إذا طبخ مرقة فليكثر من مائها، أي: على المعتاد لنفسه؛ وذلك ليكثر الائتدام بها؛ وليتعاهد جيرانه، أي: يتفقدهم بزيادة طعامه.
وفي رواية له عن أبي ذر قال: إن خليلي ﷺ أوصاني: إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها ثم انظر أهل بيتٍ من جيرانك فأصبهم منها بمعروف.
*وفي الحديث* : الحض على تعاهد الجيران ولو بالقليل، لما يترتب على ذلك من المحبة والألفة، ولما يحصل به من المنفعة ودفع المفسدة.
*ملاحظة*
تأمل معي قول النبي صلى الله عليه وسلم *وتعاهد جيرانك* وتعاهُد الجيران لا يكون بمرة واحدة أن تعطيهم وانتهى، قبل سنة أو سنتين أو نحو ذلك، إنما تعاهُد الجيران بأن يلاحظهم مرة بعد مرة، لا يكاد يمر به أسبوع أو ثلاثة أيام إلا ويعطي أحد الجيران، ولو كانوا أغنياء، فإن ذلك يقوي الروابط والوشائج والصلات، أما إذا كانوا فقراء فلا شك أن هذا آكد
وخاصة في شهر الرحمة والمواساة
ففي الحديث نفي الإيمان عمن بات شبعان وجاره جائع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به )).
اللهم سلم سلم
وسامحنا على تقصيرنا
وخاصة نحو إخواننا في غزة ونحن نراه يوميا على شاشات التلفاز والجوع يقتلهم ببطء واحد تلو الآخر بخلاف القتل الذي دخل شهره السادس
الله الله في جيرانك واخوانك
فالله أوصى بالجار وحض على تعاهد
فكن قائما بهذه السنة تكسب أجرها وتجنب نفسك وزر التقصير فيها
#عبدالحميددحابه
الحلقة العاشرة
شهر الصبر
شهر رمضان هو شهر الصبر، لأن الصائم يحبس نفسه طاعة لله تعالى عن الحرام، وعن مباحات تعود عليها خلال سنته، فإذا كان المسلم قد صبر قبل رمضان عن المعاصي، فهو اليوم يصبر عن المباحات أيضاً، فقد اكتمل الصبر عنده
والصيام نصف الصبر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «والصوم نصف الصبر»، ويقول الله سبحانه وتعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، يقول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، «سورة البقرة: الآية 153 »، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما: «شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر، صوم الدهر».
فالصيام مدرسة مفتوحة ودورة تدريبية كاملة على الصبر أليس الواحد منهم يذكر بالصوم إذا غضب
فحري بالصائم والصائمة أن يكون خلق الصبر دينهم في البيوت والأسواق والأعمال والمساجد
#عبدالحميددحابه
https://youtu.be/-pK3eyKylGE?si=Aa0ojFZUkbOuNTCd
أهلا وسهلا بكم
في سؤال جديد
وفرصة جديدة للفوز
#وقفات_رمضانية
9 رمضان
(عبادة اليوم #البكاء_بين_يدي_الله يغسل أدران القلوب)
#عبدالحميددحابه
الحلقة السابعة
ترك الغضب
فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني. قال: لا تغضب، فردد مراراً، فقال: لا تغضب" وفي رواية أحمد وابن حبان: ففكرت حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال، فإذا الغضب يجمع الشر كله " .
قال ابن التين : " جمع صلى الله عليه وسلم في قوله "لا تغضب" خير الدنيا والآخرة، لأن الغضب يؤول إلى التقاطع، وربما آل إلى أن يؤذي المغضوبَ عليه فنيتقص ذلك من دينه".
وسبيل العلاج منه بتجنب أسبابه ومهيجاته، وعليه يخرَّج قوله صلى الله عليه وسلم "لا تغضب" أي اجتنب أسباب الغضب ، فعليك أن تنظري ما الذي يثير غضبك وحنقك فاجتنبيه.
وفي الصيام لربما تزداد مسألة تجنب الغضب وخاصة مع الجوع تزداد نسبة احتمال وقوعه لذا أرشد النبي لاجتنابه
عن أبي هريرة : أنَّ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: (( الصِّيام جُنَّة، فلا يرفث، ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم مرتين))
وأيضًا جاء في حديث أبي هريرة : أنَّ النبي ﷺ قال: قال الله: (( كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنَّه لي،وأنا أجزي به، والصيام جُنَّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم )). هذا الحديث مُخرَّج في "الصحيحين".
وقوله ﷺ: الصِّيام جُنَّة، الجنَّة هي ما أجنّك وسترك، ومن ذلك يُقال للترس ونحوه: جُنَّة؛ لأنَّحاملَه يستتر به ويجتنّ من ضرب السِّلاح، فأصل هذه المادّة تدلّ على السّتر في كل تصرّفاتها؛ ولهذا يُقال: الجنّ؛ لاستتارهم عن العيون، ويُقال أيضًا: الجنين؛ لاستتاره في البطن، ويُقال أيضًا: للجنّة؛ لكثرة أشجارها، فالصيام جنة وحماية من مثل هذه الاخلاق وحرين بالصائم أن يمنعه صيامه منه
#عبدالحميددحابه
https://youtu.be/Bj4X5UycsKw?si=B4TW504hWAKDBGI7
الحلقة الثالثة من المسابقة الرمضانية
و #وأعدوا
شارك
قد تكون الجائزة الكبرى من نصيبك
*عمرة إلى بيت الله الحرام*
#الحلقة_السادسة
فضل إفطار الصائم
قد دلت آيات القرآن الكريم وأحاديث السنّة الشريفة على فضل الصدقة عامة، وفضل إطعام الطعام خاصة؛ فإن من صفات عباد الله الأبرار الذين ذكرهم الله عز وجل في كتابه ووعدهم بالنعيم الدائم في جنّاته، هي إطعام الطعام لوجه الله وحده، فقد قال الله تعالى: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا"، وإن كان هذا فضل إطعام الطّعام بشكل عام، فلإفطار الصائمين فضل أعظم، فإن من يفطر صائمًا، قد نال بذلك ثوابين: ثواب إطعام الطّعام وثواب إفطار الصائم.
قد ذكر النّبي صلى الله عليه وسلّم أن ثواب إفطار الصائم يعادل ثواب الصائم نفسه، فما هو ثواب الصائم في الإسلام؟ لم تحدد الشريعة مقدار أجر الصوم، فهو لله يضاعفه لمن شاء من عباده كيفما شاء، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به".
#الحلقة_الخامسة
#القرآن_الكريم
شهر رمضان ليس شهر الصيام والقيام فحسب، ولكنه كذلك شهر القرآن قال الله عز وجل: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}
فالقرآن الكريم أنزله الله جملة في هذا الشهر المبارك، وفي ليلة مباركة فيه وهي ليلة القدر، كما قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا}.
وللقرآن الكريم ارتباط شديد مع رسول الله في العام كله وفي رمضان بشكل خاص عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعارض جبريل القرآن كل ليلة في رمضان). فكان يعرض القرآن على جبريل عليه السلام، وعارضه القرآن مرتين في السنة الأخيرة من عمره صلى الله عليه وسلم.
وهذه ميزة لهذا الشهر.
وكان سفيان الثوري يقول: إنما هو إطعام الطعام وقراءة القرآن، فينبغي على المسلم أن يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يدارس القرآن من هو أحفظ له منه في هذا الشهر المبارك في داره أو مسجد الحي الذي يسكن فيه
ومن أعظم مميزات القرآن ان الله جعله باب لزيادة الإيمان فالمؤمنون يزدادون إيماناً بسماع القرآن، ولا يزداد الذين في قلوبهم مرض إلا شكاً واضطراباً، كما قال الله عز وجل: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}
وهو كذلك شفاء للصدور ورحمة للبشر فكلما أكثر منه العبد كثرة خيراته والعكس صحيح قال تعالى {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}
فعلينا أن نحرص عليه في شهر الصيام بشكل خاص والسنة كلها بشكل عام.
#عبدالحميددحابه
الحلقة الرابعة :
الذكر لله
قال الله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً﴾ وقوله: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ - الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ﴾
وهناك اعتقاد راسخ بأن للذكر فوائد عديدة تصل لأكثر من مئة ومنها:
أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.
أنه يرضي الرحمن .
أنه يزيل الهم والغم عن القلب.
أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط.
أنه يقوي القلب والبدن.
أنه ينور الوجه والقلب.
أنه يجلب الرزق.
أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة.
أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام.
أنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان
ولأهل الذكر لله فضل عظيم في الدارين قال الله:{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ } وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً} وقال سبحانه : { وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} .
وفي الحديث قال ﷺ :«مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت»
وقال ﷺ :«ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟» قالوا بلى.قال : «ذكر الله».
وأنواع الذكر متعددة ونحاول ذكرها باختصار /
#أولا : ذكر السر والجهر
إن ذكر الله مشروع سراً وجهراً، وقد رغَّب رسول الله ﷺ في الذكر بنوعيه: السري والجهري، إلاَّ أن علماء الشريعة الإسلامية قرروا أفضلية الجهر بالذكر إذا خلا من الرياء، أو إيذاء مُصَلٌّ أو قارئ أو نائم، مستدلين ببعض الأحاديث النبوية، منها:
قال رسول الله ﷺ: يقول الله: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرتُه في ملأ خير منهم. والذكر في الملأ لا يكون إلا عن جهر.
وقال الشيخ الآلوسي في تفسيره عند قوله تعالى: (وإنْ تجْهَرْ بالقول فإنَّه يعلم السِّرَ وأخفى) . وقيل: نُهِيَ عن الجهر بالذكر والدعاء، لقوله تعالى: {واذكرْ ربَّك في نفسِكَ تضرعاً وخفيةً ودون الجهر من القولِ} .
#ثانيا # ذكر اللسان وذكر القلب
وقد نص أهل العلم على أن من أفضل أنواع الذكر ذكر اللسان مع حضور القلب، فإن تجرد اللسان بالذكر فقط كان أدنى مراتبه. قال النفراوي : (ذكر الله ضربان: ذكر بالقلب فقط، وذكر باللسان أي مع القلب، وذكر القلب نوعان، وهو أرفع الأذكار).
#ثالثا : الذكر المنفرد والذكر مع الجماعة
العبادات مع الجماعة - وفيها ذكر الله - تزيد في الفضل على العبادة في حالة الانفراد؛ ففي الجماعة تلتقي القلوب، ويكون التعاون والتجاوب، ويستقي الضعيف من القوي، والمُظْلِم من المُنَوَّر، والكثيف من اللطيف، والجاهل من العالم وهكذا. وقد وردت أحاديث في جواز الذكر الجماعي، منها:
قال رسول الله ﷺ: (إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا. قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: حِلَقُ الذكر).
وقال رسول الله ﷺ: ( ما من قوم يذكرون الله إلا حفَّتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده).
#رابعا : ذِكرُ ثناء وذكر دعاء وذكر رعاية
وهذا تقسيمٌ للذكر من حيث موضوع الذكر ومحتواه
فأما ذكر الثناء : فمثل ما جاء في الحديث: «سبحان الله وبحمده» .
وأما ذكر الدعاء فكقوله تعالى: ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ ، وفي الحديث «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث» ، ونحو ذلك .
وأما ذكر الرعاية: فمثل قول الذاكر: الله معي والله ناظر إلي، نحو ذلك مما يستعمل لتقوية الحضور مع الله، وفيه رعاية لمصلحة القلب ولحفظ الأدب مع الله والتحرز من الغفلة والاعتصام من الشيطان والنفس .
#إعداد_وجمع
#عبدالحميددحابه
الحلقة الثالثة
#الدعاء
قال صلى الله عليه وسلم: (ليس شيء أكرم على الله من الدعاء)(رواه أحمد والترمذي وابن ماجه)
فالدعاء من العبادات التي جعل الله تعالى لها أهمية كبرى في حياة المسلم، لما لها من أثر كبير في الدنيا بدفع البلاء ورفع المصائب، واستجابة الدعوات وفي الآخرة من أجر كبير وثواب جزيل.
قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} [غافر: 60].
قال تعالى : {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} [البقرة: 186]،
وقال تعالى: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون} [النمل: 62].
وهو سبب لدفع البلاء والنصر الأعداء ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص: "هل تُنصرون إلا بضعفائكم"، ولفظ النسائي: "إنما نصر الله هذه الأمة بضعفتهم بدعواتهم وصلاتهم وإخلاصهم".
قال تعالى عن عبده الصالح أيوب عليه السلام : "وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين"
وليس هذا فحسب بل إن المسلم بالدعاء يجلب لنفسه خيرات الدنيا أليس زكريا دليلا على ذلك : قال تعالى: {وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين، فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين} [الأنبياء: 89-90].
فالدعاء به صلاح الدنيا والنجاة في الأخرة قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ( ما من عبدٍ يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك. قالوا: يا رسول الله إذًا نكثر؟ قال: الله أكثر).
فالله الله في الدعاء
وخاصة في شهر رمضان فهو شهر الدعاء وللصائم دعوة لا ترد كما جاء في الحديث : ( أن للصائم عند فطره دعوة ما ترد ) رواه ابن ماجة
و قال صلى الله عليه وآله وسلم: (ثلاث لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم)(صحيح الترمذي).
#عبدالحميددحابه
الحلقة الثانية
الإخلاص
العبادة لها منهج يسلكه العابدون، ولها ثمرة يتطلع إليها المحبُّون، ولها سرٌّ لا يعرفه إلا المخلصون، فكأن الإخلاص لبُّ وخلاصة كل عبادة يُراد بها ما عند الله والدار الآخرة، من هنا جاء الخطاب الرباني لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم؛ فقال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ﴾ [الزمر: 2]، فإذا كان صاحب الرسالة يُستحَث على الإخلاص، فما دونه من باب أولى وألزم؛ فقال تعالى لعباده المؤمنين: ﴿ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ﴾ [الأعراف: 29].
#تعريف_الإخلاص : "هو القصد بالعبادة إلى أن يُعبَد المعبود بها وحده"
أي يكون قلبك وجوارحك، وحركاتك وسكناتك لله الواحد الأحد، الفرد الصمد.
#فضائله : عن أبي هريرة قال: ((قلت: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد ظننت يا أبا هريرة ألَّا يسألَني عن هذا الحديث أحدٌ أول منك؛ لِما رأيت من حرصك على الحديث؛ أسعدُ الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله، خالصًا من قلبه، أو نفسه)) والمعنى من وجهين: "الإخلاص في الإيمان بترك الشرك، وفي الطاعة بترك الرياء"
وقد أوضح الله الحكمة والمراد من خلق الإنسان؛ فقال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وهذه العبادة جعل لها قواعدَ في القبول؛ نذكر طرفًا من ذلك:
أولًا: نظر الله لعباده:
فعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم))؛ قال الإمام النووي: "إن الأعمال الظاهرة لا يحصل بها التقوى، وإنما تحصل بما يقع في القلب من عظمة الله تعالى وخشيته ومراقبته".
ثانيًا: تحقق العبودية:
قال ابن القيم: "لا يكون العبدُ متحقِّقًا بـ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ [الفاتحة: 5]، إلا بأصلَينِ عظيمين؛ أحدهما: متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم، والثاني: الإخلاص للمعبود؛ فهذا تحقيق ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ [الفاتحة: 5]"
ثالثًا: حسن العمل بالقبول:
قال الله تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2]؛ قال الفضيل بن عياض: "العمل الحسن هو أخلصُهُ وأصوبُهُ، قالوا: يا أبا عليٍّ، ما أخلصه وأصوبه؟ قال: إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا، لم يُقبَل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا، لم يُقبَل، حتى يكون خالصًا صوابًا، والخالص: ما كان لله، والصواب: ما كان على السُّنَّة".
رابعًا: بين العبد وبين ربِّهِ:
قال الجنيد: "الإخلاص سر بين الله وبين العبد، لا يعلمه مَلَكٌ فيكتبه، ولا شيطان فيُفسده، ولا هوًى فيُميله"، وعلى هذا قيل: "الإخلاص ألَّا تطلب على عملك شاهدًا غير الله، ولا مجازيًا سواه".
#دعاء
من دعاء الرسول ﷺ
ربِّ أعني ولا تُعنْ عَليَّ، وانْصرنِي ولا تَنصرْ عليّ، وامْكرْ لِي، ولا تَمكرْ عليّ، واهْدنِي، ويَسرِ الهُدى لِي، وانصرنِي على من بغَى عليّ، رب اجعلني لك شَكّارا، لك ذَكّارا، لك رهّابا، لك مطوَاعا، إليك مُخْبِتا، لك أوّاها منيبا، ربِّ تقبَّلْ توبتي، واغسِلْ حوبَتي، وأجبْ دعوتِي، وثبّتْ حُجّتي، واهْدِ قلبي، وسدّدْ لساني، واسلُلْ سخِيمةَ قلبي.
#وقفات_رمضانية
11 رمضان
(عبادة اليوم #تعاهد_الجيران سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم)
#عبدالحميددحابه
#وقفات_رمضانية
10 رمضان
(عبادة اليوم #الصبر خزائن الأجور التي لا تعد )
#عبدالحميددحابه
الحلقة التاسعة
البكاء خشية لله
إنها حقيقة لا مراء فيها، فالبكاء من خشية الله تعالى يلين القلب ،ويذهب عنه أدرانه، قال الله تعالى مدحا البكائين من خشيته، مشيدا بهم في كتابه الكريم: (إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون
للأذقان سجدا. ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا. ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا) [الإسراء 107-109].
وقد بين القرآن الكريم والسنة المطهرة فضل البكاء من خشية الله:
قال الله تعالى : ( إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ) [مريم58].
وقال تعالى واصفا أهل الجنة : { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ . قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ . فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ . إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } [ الطور 25 – 28 ]
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع " .
وقالَ: " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ..."وفي آخره:" ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ " .
وقال " عينان لا تمسهما النار ، عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله ".
من فوائد البكاء من خشية الله :
- أنه يورث القلب رقة ولينا
- أنه سمة من سمات الصالحين
- أنه صفة من صفات الخاشعين الوجلين أهل الجنة.
- أنه طريق للفوز برضوان الله ومحبته.
وبعد فهذه مجرد إشارات لفضيلة البكاء ، و لما كان عليه القوم الصالحون الأوائل من خشية الله والبكاء من أثر هذه الخشية فهل لنا فيهم أسوة؟!.
#عبدالحميددحابه
#الحلقة_الثامنة
#التسبيح
قال أحد العلماء :
تتبعت التسبيح في القرآن فوجدت عجبا، وجدت أن التسبيح يرد القدر كما في قصة يونس عليه السلام قال تعالى " فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون "
وكان يقول في تسبيحه "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " .
والتسبيح هو الذكر الذي كانت تردده الجبال والطير مع داود عليه السلام قال تعالى " وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير " .
التسبيح هو ذكر جميع المخلوقات قال تعالى " ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض " .
ولما خرج زكريا عليه السلام من محرابه أمر قومه بالتسبيح قال " فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا " .
ودعا موسى عليه السلام ربه بأن يجعل أخاه هارون وزيرا له يعينه على التسبيح والذكر قال " واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا " .
ووجدت أن التسبيح ذكر أهل الجنة قال تعالى " دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام " .
والتسبيح هو ذكر الملائكة قال تعالى " والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في اﻷرض" .
حقا التسبيح شأنه عظيم وأثره بالغ لدرجة أن الله غير به القدر كما حدث ليونس عليه السلام .
اللهم اجعلنا ممن يسبحك كثيرا ويذكرك كثيرا.
*فسبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.*
هاتين الظاهرتين ( التسبيح والرضا النفسي )
لم تكونا مرتبطتين في ذهني بصورة واضحة، ولكن مرّت بي آية من كتاب الله كأنها كشفت لي سرّ هذا المعنى، وكيف يكون التسبيح في سائر اليوم سببًا من أسباب الرضا النفسي ؛
يقول الحق تبارك وتعالى: "وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمسِ وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبّح وأطراف النهار لعلّك ترضى"
لاحظ كيف استوعب التسبيح سائر اليوم ..
قبل الشروق وقبل الغروب وآناء الليل وأول النهار وآخره
ماذا بقي من اليوم لم تشمله هذه الآية بالحثّ على التسبيح !
والرضا في هذه الآية عام في الدنيا والآخرة .
وقال في خاتمة سورة الحجر: "ولقد نعلم أنه يضيق صدرك بما يقولون * فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين"
فانظر كيف أرشدت هذه الآية العظيمة إلى الدواء الذي يُستشفى به من ضيق الصدر والترياق الذي تستطبّ به النفوس .
ومن أعجب المعلومات التي زودنا بها القرآن أننا نعيش في عالم يعجّ بالتسبيح :
"ويسبح الرعد بحمده"
"وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير"
"تسبح له السماوات والأرض ومن فيهن، وإن من شيءٍ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم"
سبحانك يارب ~
ندرك الآن كم فاتتنا كثير من لحظات العمر عبثًا دون استثمارها بالتسبيح !
⬆⬆ جعلنا الله وإياكم أحبتي من المسبحين الله كثيرآ .. آمين
مرروها لأحبابكم وضاعفو أجوركم
وسيكون في صحائفكم تسبيحكم
وتسبيحهم إن شاء الله.
#منقول
https://youtu.be/Ct-lJpijKuA?si=gYbYCkBslPpoEzHd
حلقة جديدة
وفرصة جديدة للفوز
شارك .. وادع غيرك للمشاركة
#وقفات_رمضانية
7 رمضان
(عبادة اليوم #ترك_الغضب الصيام تربية وتزكية )
#عبدالحميددحابه
#وقفات_رمضانية
6 رمضان
(عبادة اليوم #تفطير_الصائمين المسلم للمسلم كالبنيان )
#عبدالحميددحابه
#وقفات_رمضانية
5 رمضان
(عبادة اليوم #القرآن_الكريم وشهر رمضان أخوان)
#جمعتكم_معطره_بذكر_الله
#عبدالحميددحابه
#مقال_جميل
#ما_هو " #الرشد " ؟
حين أوى الفتية إلى الكهف لم يسألوا الله النصر ولا الظفر ولا التمكين !
فقط قالوا :
" ربنا آتنا من لدنك رحمة وهئ لنا من أمرنا #رشدا "
والجن لما سمعوا القرآن أول مرة قالوا :
( إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلي #الرشد فآمنا به )
#فالرشد هو :
- إصابة وجه الحقيقة .
- هو السداد .
- هو السير في الإتجاه الصحيح .
فإذا ارشدك الله فقد اوتيت خيرا عظيما ... وخطواتك مباركه !
وبهذا يوصيك الله أن تردد :
" وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا #رشدا "
#بالرشد تختصر المراحل
تختزل الكثير من المعاناة
وتتعاظم لك النتائج
... حين يكون الله لك
" ولياً #مرشداً "
لذلك حين بلغ موسى الرجل الصالح لم يطلب منه إلا أمرا واحداً هو :
" هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت #رشداً "
فقط رشداً ...
فإن الله إذا هيأ لك أسباب الرشد ... فإنه قد هيأ لك أسباب الوصول للنجاح الدنيوي والفلاح الأخروي ..
اللهم هيئ لنا من أمرنا #رشداً
#أبيات_شعرية
"جَاءَ الصِّيَامُ فَجَاءَ الخَيْرُ أَجْمَعُهُ
تَرْتِيلُ ذِكْرٍ وَتَحْمِيدٌ وَتَسْبِيحُ
فَالنَّفْسُ تَدْأَبُ فِي قَوْلٍ وَفِي عَمَلٍ
صَوْمُ النَّهَارِ وَبِالليْلِ التَّرَاوِيحُ
كل عامٍ وأنتم بخيرٍ يا رفاق،
تقبّل الله منّا ومنكم الطاعات"