تاريخ الذرة ج4 والأخير: بور (لن نتحدث عن نموذج السحابة الإلكترونية)
اقترح الفيزيائي الدنماركي نيلز بور في عام 1913 تطويرا لنموذج رذرفورد أن الالكترونات يدورون حول النواة في مدارات محددة وثابتة دون أن يشع الالكترون بالطاقة، فجعل محل الطاقة هو المدار نفسه لا الالكترون (خلافا لمن كان يتوقع أن الإلكترونات المتسارعة يجب أن تشع طاقة وتسقط في النهاية في النواة).
وفي كل مدار من المدارات يوجد مستويات طاقة محددة، ويمكن للإلكترون أن يوجد فقط في هذه المستويات دون أن يكون بينها. عندما يقفز الإلكترون من مستوى طاقة إلى آخر، فإنه يمتص أو يشع كمية محددة من الطاقة.
وهو ما فسر به بور انبعاث الضوء من الأجسام الصلبة إذا تعرضت للحرارة، فالالكترون إذا امتص قدرا كافيا من الطاقة من الفوتونات الضوئية المسلطة عليه، فإنه ينتقل من مستوى إلى المستوى الذي يليه حتى يتحرر من الذرة بالكلية.
تاريخ الذرة ج3: رذرفورد
تجربة gold foil experiment: قام إرنست راذرفورد بتوجيه جسيمات ألفا نحو ورقة رقيقة من الذهب، ثم وضع شاشة مضيئة حول الورقة الذهبية لاكتشاف الجسيمات المنبعثة بعد اصطدامها بالورقة.
بناء على النموذج السابق الشائع للذرة (نموذج ثومسون)، فالمتوقع أن تمر جسيمات ألفا مباشرة عبر الورقة الذهبية مع انحراف بسيط جدًا، إذ الذرة وفق النموذج كانت عبارة عن كتلة موجبة متوزعة بشكل متساوٍ مع الإلكترونات السالبة.
النتيجة: معظم جسيمات ألفا مرت مباشرة عبر الورقة الذهبية، مما كان متوقعًا. لكن، تم رصد انحرافات كبيرة لبعض الجسيمات، وحتى ارتداد بعضها بزاوية كبيرة جدًا، مما كان مفاجئًا.
استنتج راذرفورد أن معظم مساحة الذرة فارغة، حيث مرت معظم الجسيمات دون انحراف.
الانحرافات الكبيرة أشارت إلى وجود منطقة صغيرة جدًا لكنها ذات كثافة عالية وشحنة موجبة، أطلق عليها فيما بعد "النواة".
هذه النتائج أدت إلى تطوير نموذج راذرفورد للذرة، حيث يوجد نواة صغيرة كثيفة موجبة الشحنة في المركز، محاطة بالإلكترونات.
تاريخ نماذج الذرة ج1: دالتون
في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، وبدايات التاسع عشر تبعا لجون دالتون John Dalton: أن الذرة كرة مصمتة لا جوف لها، فيما يسمى بDalton's atomic theory.
والذي دعى دلتون لافتراض وجود تلك الكرات هو ملاحظته عند دراسته مسألة الاكسدة كيميائيا، أن الفارق بين أول أكسيد الصفيح tin monoxide، وثاني أكسيد الصفيح Tin dioxide هو أن المركب الاول لكي ينشأ ويستوعب جراما كاملة من الصفيح، فإنه يحتاج الى خلط ذلك الصفيح ب13,5 غرام من الاكسجين. بينما إن أراد ان يحول الكمية نفسها من الصفيح الى المركب المعروف باسم ثاني اكسيد الصفيح، فإنه يحتاج الى أن يخلطه في تفاعل آخر بضعف تلك الكمية من الاكسجين.
فافترض دالتون لتفسير ذلك الامر أن التداخل والاندماج الكيميائي التام بين الصفيح والاكسجين في كلتا الحالتين، لابد أنه يناظر ما يقع عندما نخلط كمية من التراب مع كمية من الدقيق مثلا، فندمجهما دمجا تاما بحيث يتجانس الناتج بين أيدينا تجانسا تاما، فلا يكون في أي موضع منه تفاوت في نسبة التراب إلى الدقيق.
فقاس دالتون التفاعل الكيميائي الذي بين يديه على تلك الصورة، وقال لا بد أن تكون مادة كل من الصفيح والاكسجين، مركبة من جسيمات دقيقة تشبه حبيبات التراب والدقيق، فعندما يحدث تفاعل تتداخل تلك الجسيمات تداخلا تاما.
بناء على هذا القياس التمثيلي أسس دالتون أول انموذج ذري في العصر الحديث.
التفتزاني يرى أن التأويل والمجاز في آيات الصفات "لعب صبيان"، وأن التحقيق هو القول بالتخييل، والمتكلمون إنما عمدوا إلى التأويل حتى يدفعوا التشبيه عن العامة.
وهذه أحد نصوصه في تقرير هذا، وهو يجيب على هذا الاعتراض:
«إذا كان الدين الحق نفي الحيز والجهة؛ فما بال الكتب السماوية والأحاديث النبوية مشعرة في مواضع لا تحصى بثبوت ذلك؟».
القِسْمَةُ الشائِعَة للمدارِسِ الأصولِيَّة عند الباحثين في أصولِ الفقهِ إلى: منهجِ المتكلمين، ومنهجِ الفقهاءِ (الحنفيةِ)، قسمةٌ قاصرةٌ غيرُ حاصرة؛ لا تستوعبُ العديدَ من الأصوليينَ الأفذاذِ، من الحنابلةِ خاصة وأهلِ الحديثِ عامة (على تأثرهم بمنهج المتكلمين إلا أنهم مجانبون لهم في الجملة). يُراجعُ في نقدِ هذه القسمة لمزيدِ توسعٍ شرحُ كريم حلمي على دركِ المأمول.
Читать полностью…نقض شبهة الشاب الأمرد (على فرض صحة الرواية)
قال أحد السفهاء: رؤيا الأنبياء وحي كما في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، إذن حديث رأيت ربي في صورة شاب أمرد حتى لو كان في منام فهو على الحقيقة.
أقول: هذا كلام فاسد، وفهم كاسد، بل ينم عن جهل بمعنى الرؤيا أصلا، إذ ليس معناها رؤية الواقع الخارجي كما لو كان لقاءً مرئيًا ومسموعًا! وإلا لما كان ثمة فرق بين الرؤيا في اليقظة والمنام!
فرؤيا المنام يكون فيها أمثال مضروبة للحقائق، ولها تأويل وتعبير، كما في رؤيا يوسف عليه السلام: ﴿يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾. وتأويل الرؤيا: الكواكب الأحد عشر كانت إخوته، والشمس والقمر أبويه، فهل هذا يعني أن إخوته كواكب حقيقة ؟!
وكذلك رؤية الله في المنام هي هو مثل مضروب له تأويل وليس رؤية للعالم الخارجي، فعلى سبيل المثال إن رآه ينظر إليه، فهو رحمته، وإن رآه معرضا عنه فهو تحذير من الذنوب، وهكذا.
وكفى إبطالًا لهذه الفِرية أن أهل السنة مجمعون على تكفير من شبه الله بخلقه، وقد عقد الإمام اللالكائي بابًا في كتابه "سياق ما روي في تكفير المشبهة" نقل فيه من أقوال السلف في إكفارهم!
كلمة لمن يتحسر على كفر الكفار!
د. أبو الفداء بن مسعود، بيان منهج أهل السنة في التجريبيات - قصة الأرض (1)، 45:00
فوائد جغرافية متنوعة
1) خراسان منطقة واسعة تقع اليوم ضمن ثلاث دول، وهي: أفغانستان، وإيران، وتركمانستان.
2) نيسابور كانت هي عاصمة خراسان قديما، توجد حاليا في الشمال الشرعي لإيران. منها الامام مسلم والحاكم وغيرهم.
3) مرو، هي الآن عاصمة منطقة ماري في تركمانستان، وهي مدينة عظيمة منها إسحاق بن راهويه ومحمد بن نصر المروزي.
4) حران، التي منها آل تيمية، توجد حاليا في الجنوب الشرقي لتركيا.
5) ترمذ، تقع في الجهة الشرقية لأوزبكستان، من مشاهيرها الامام الترمذي، فتحها المسلمون في خلافة عبد الملك بن مروان.
6) سمرقند توجد حاليا في أوزبكستان ولا زالت المدينة بنفس الاسم.
7) نسا مدينة الامام النسائي، توجد في جنوب تركمستان حاليا.
8) مدينة هِراة في خراسان، ولا زالت تحتفظ بهذا الاسم وتقع حاليا في أفغانستان.
من اللطائف التي تبين فرط تأثر المتكلمين بفلاسفة اليونان:
بدأ نجم الدين النسفي متنه المختصر بقوله:
«حقائق الأشياء ثابتة، والعلم بها متحقق خلافًا للسوفسطائية».
«إن حقائق الأشياء ثابتة».
«لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟».Читать полностью…
قاال ابن أبي شيبة ٢٥٠٠٤ - حدثنا هشيم قال: أخبرنا يونس عن الحسن:
«عن عمران بن الحصين أنه رأى في يد رجل حلقة من صفر، فقال: ما هذه؟ قال: من الواهنة، قال: لم يزدك إلا وهنا، لو مت وأنت تراها نافعتك لمت على غير الفطرة».Читать полностью…
من جملة أدلة الفخر الرازي على جواز وجود موجود لا في جهة ضرب المثال ب«الانسانية» التي هي كلي ذهني لا وجود له في الخارج! وهذا منه كالاعتراف أن ربهم لا يعدو أن يكون فكرة ذهنية.
[أساس التقديس]
ولأنه يعلم أن احتجاجه لا يعدو أن يكون تنكرا للفطرة ومكابرة لها، ختم كلامه بقوله:
«ونختم هذا الباب بما روي عن أرسطاطاليس أنه كتب في أول كتابه في الإلهيات: من أراد أن يشرع في المعارف الإلهية:فلْيَستَحدث لنفسه فطرةً أخرى».
أكثر ما راقني هو قولها: «أيُّ شَيء يَخصّ اللَّه يَجِب أن أَعْرِفَه»
وبعض المنتسبين للسنة يرون الأسماء والصفات خلافات مكانها بطون الكتب!
عبد القادر حسين: كيف يكون الأشاعرة متأثرون بالفلسفة اليونانية، وفلاسفة اليونان يقولون بقدم العالم قاطبة؟
أقول: قال الخطابي -وقد كان أشعريا ثم تاب ولا يختلف اثنان في جلالته-:
«ولكنا لا نذهب في استعمالها إلى الطريقة التي سلكتموها في الاستدلال بالأعراض، وتعلقها بالجواهر، وانقلابها فيها على حدوث العالم، وإثبات الصانع . وإنما هو الشيء أخذتموه عن الفلاسفة، وتابعتموهم عليه، وإنما سلكت الفلاسفة هذه الطريقة لأنهم لا يثبتون النبوات».
من الأمثلة الجيدة للأقيسة التفسيرية (analogies) عند التجريبيين: أعني ما قام به إرنست رذرفورد عندما استنتج أن إشعاعات ألفا جسيم هي نواة الهيليوم. فقد رصد سلوك إشعاعات ألفا، ولما وجد أن بعضها يتطابق مع ما نعرفه عن نواة الهيليوم، افترض أنها بالفعل نواة الهيليوم. وأنا لست أنفي صحة هذا الفرض، وإنما أنبه على طبيعة ما عند العلماء الطبيعيين من حجج.
Читать полностью…تاريخ نماذج الذرة ج2: ثومسون (plum pudding model)
ثم بعد ذلك بما يقرب من مئة عام، جاء جوزيف جون تامسون Joseph John Thomson في سنة 1897 م في محاولته وضع تصور قياسي لما يسمى باشعاع الكاثود Cathode ray لمعرفة حقيقته، بتجربة تأول ناتجها على أنه يدل على تركب ذلك الاشعاع من جسيمات دقيقة جدا، أدق 1800 مرة من أصغر ذرة كانت معروفة في ذلك الوقت ألا وهي ذرة الهيدروجين.
فما هو شعاع الكاثود هذا؟ تقوم فكرة الشعاع ببساطة على توصيل قطبين كهربيين بقطعتين معدنيتين منفصولتين، إحداهما الموصلة بالقطب الموجب الأنود، على مسافة قريبة داخل انبوبة مفرغة من الهواء، وقد اكتشفها الفيزياء البريطاني مايكل فرداي في سنة 1837 م. عندما حرك تيارا كهربيا بين قطعتين موصلتين في طرفي انبوبة فيها هواء ذو ضغط منخفض (شبه مفرغة من الهواء)، فلاحظ ظهور ضوء ساطع على هيئة قريبة من هيئة الشعاع بين القطبين.
وفي الربع الاخير من القرن التاسع عشر أجرى الكيميائي الانجليزي ويليام كروكس William Crookes عددا من التجارب والتنويعات على تلك الانبوبة التي باتت تعرف باسم انبوبة كروكس، ثم لما تأمل في طبيعة الوسط الحامل لتلك الاشعة العجيبة قال (جريا على مبدأ الذرة الفلسفي atomism القائل بأنه لا موجودة في العالم الا ما هو مكون من ذرات غير قابلة للتقسيم) أن تلك الاشاعات لا بد وانها تتركب من ذرات مُشعة، أي أن ذرات الغاز أو الزجاج نفسها تصبح مشعة للضوءعلى أثر سريان التيار الكهربي فيها.
وفي المقابل ظهرت نظرية أخرى لهاينريش هيرتز Heinrich Hertz فرض فيها ان تكون تلك الاشعة موجات أثيرية ether waves لا علاقة لها بذرات الغاز او الزجاج، وهذا بناء على نظرية الاثير القائلة بأن مادة العالم يتخللها شيء خفي يقال له الاثير يملأ فراغ العالم كله، ويحمل جميع الموجات الكهرومغناطيسية والضوء فيه كما يحمل الهواء موجات الصوت.
ولكن بالنظر الى ان الذوق الاكاديمي العام كان قد بدأ يميل عن نظرية الاثير هذه بعد تجربة تجربة ميكلسون ومورلي المعروفة سنة 1887 م، والجدل الذي ثار على تأويلها، مالت جماهير الفيزيائيين لاستحسان التصور الذري في تفسير إشعاع الكاتود.
بناء على ذلك كله انتهى تامسون الى التعديل على قياس دالتون، وشرع في قياس كتلة تلك الاشعة مستصحبا الاصل الذرية (أي أنها لابد وان تكون مركبة من ذرات). فلما وجدها تقرب من أن تزن جزئا من ألفي جزء من أصغر وأخف ذرة كان لديهم تقدير لوزنها في ذلك الوقت ألا وهي ذرة الهيدروجين، انتهى الى جعلها جسيما أدق بكثير من الذرة. وبما أن العالم ليس فيه إلا الذرات ومادة العالم كلها لا تتركب الا من الذرات بحسب القياس الذري الكوني. فلابد أن لا تكون تلك الجسيمات إلا جزئا من بناء الذرات نفسها، يستخرجه تيار الكهربائي منها فيؤدي خروجها الى تلك الظواهر الضوئية التي نراها، أي ان الذرة ليست كرة مصمتة كما زعم دانتون، بل لابد أن لها جوفا، وأن ذلك الجوف فيه تلك الجسيمات الدقيقة عالقة بصورة ما او بأخرى. ولما لاحظ تامسون تأثر الاشعاع الكاثودي بالتيار الكهربي السالب نفورا منه، وبالتيار الموجب انجذابا له، قال أنه لابد أن تكون تلك الجزيئات التي سماها بالالكترونات (على أساس أنها هي مادة التيار الكهربائي نفسه) سالبة الشحنة. وإذا فالذرة نفسها لابد وأنها في حقيقتها كرة موجبة الشحنة محشوة بتلك الجسيمات الدقيقة السالبة المتناثرة في داخلها، التي يتكون التيار الكهربائي عندما تُجمع وتُنتزع من داخل تلك الكرة وتفارقها لتجري في ذلك التيار. فإذا كانت الالكترونات سالبة، وكان الاعتقاد المعتمد سلفا هو أن مادة العالم كله لابد وانها تتكون من ذرات، وكان الملاحظ ان الذرات متعادلة كهربيا من حيث الأصل. لزم بالقياس أن يكون داخل الذرة شيء موجب الشحنة يحفظ تلك الجسيمات السالبة في داخلها بما حاصله التعادل الكهربي.
مجمل موقفنا: النموذج الذري الحديث مجرد قياس تمثيلي لا نجزم بمطابقته للواقع ولا ننفي ذلك، وإن كنا لا ننكر أنه من أنفع الأقيسة على الاطلاق التي لا تحصى تطبيقاتها.
وأما تفصيل القول، فلن يُفهم إلا إن عرجنا على تاريخ تطور نماذج الذرة واحدا واحدا، مع تقييم أدلتها حتى يتبين المقصود:
#فلسفة_العلم
فائدة:
أوَّلُ من جَمَعَ بين الأشاعِرَة والماتُريديَّة، وسَعَى إلى التَّأليفِ بينَهم والإدعاء أنَّ كِلا الطَّرَفَيْن يُمَثِّلونَ السُّنَّةَ هو سعد الدِين التَّفتازاني في شَرحِهِ على النَّسَفِيَّة، وهذا لاعتِباراتٍ كثيرة من أبرزها أنَّهُ كانَ يَعِيشُ في أحدِ معاقِلِ الماتُريدِيَّة الحَنَفِيَّة في قَريَة تَفْتَازَان في إيران حاليًّا، وكانَ لدَعوَتِهِ هذه الأثَرُ البالِغُ فيمَنْ جاءَ بَعْدَهُ خاصَّةً في صُفُوف الأشاعِرَة، رُغمَ أنَّ مَنْ كانَ قبلَ التَّفتازاني من الأشاعِرَةِ والماتُريدِيَّةِ كانَ يَدَّعِي السُّنَّةَ في أصْحابِهِ حصرا.
شعر جميل لعبد العزيز الملتاني الفريهاري الهندي، وهو متكلم أشعري يحذر من قراءة كتب الحكمة، وحتى كتب الكلام المتأخرة المخلوطة بالفلسفة اليونانية.
Читать полностью…معلومات تاريخية حول المذاهب الفقهية للأشاعرة والماتريدية.
الماتريدية وموقفهم من الأسماء والصفات الإلهية (٤٠٨/١ - ٤٠٩)
المشترك بين الفلاسفة وسائر الزنادقة هو الدعوة للشك المنهجي..
فهو الذي دعى له ديكارت وزعم أن لا يقين إلا بالمرور منه، وكذلك كان يقول زنادقة الجهمية مثل النظام إمام المعتزلة المعروف:
«ولم يكن يقين قط حتى كان قبله شكّ، ولم ينتقل أحد عن اعتقاد إلى اعتقاد غيره حتّى يكون بينهما حال شكّ».
«ومن المعلوم أن الله لا يحب الجهل ولا الشك ولا الحيرة ولا الضلال، وانما يحب الدين والعلم واليقين».
قال الامام أيوب السختياني رحمه الله:
«إِذَا بَلَغَكَ اخْتِلَافٌ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فَوَجَدْتَ فِي ذَلِكَ الِاخْتِلَافِ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَشُدَّ يَدَكَ بِهِ، فَإِنَّهُ الْحَقُّ، وَهُوَ السُّنَّةُ».
أثر خرافة المثل الأفلاطونية على المتكلمين والصوفية..
ذهب عدد من المتكلمين إلى إثبات المثل الأفلاطونية، مثل: الشهرستاني، والرازي، وابن جماعة، قال الرازي:
«ولكن لم لا يجوز أن يُقال : إنّ كلَّ ما أمكننا أن نتصوره ونتخيله فله صورة قائمة بنفسها، أو في شيء من الأجرام العامة، فإذا التفتت النفس إليها أدركتها، وهي المثل التي يقولُ بها العظيم أفلاطون!».
«فإذا طولبوا بدليل يدل على إمكان وجود موجود لا داخل العالم ولا خارجه : كان ملجؤهم وغياتهم هي هذه الكليات، كما فزع إليها ابن سينا ومن أخذ ذلك عنه؛ كالرازياهـ درء تعارض العقل والنقل (٥/١٢٨)
وأتباعه».
«وعلى هذا الطرز يخرج ما يحكى أن الكعبة كانت تزور واحدا من الأولياء بأن يقال إن الكعبة حقيقة غير ما يعرفه العامة، وهي باعتبار تلك الحقيقة تزور والناس يشاهدونها في مكانها أحجارا مبنية.
وقد ذكر الشيخ الأكبر قدس سره -يعني ابن العربي- في الفتوحات كلاما طويلا ظاهرا في أن لها حقيقة غير ما يعرفه العامة وفيه أنه كان بينه وبينها زمان مجاورته مراسلات وتوسلات ومعاتبة دائمة وإنه دون بعض ذلك في جزء سماه تاج الوسائل ومنهاج الرسائل».
فائدة:
ذهب الفلاسفة إلى إنكار المعاد الجسماني وإثبات معاد روحي، وذهب أكثر المتكلمين إلى أن المعاد جسماني وليس روحيا¹، ومذهب أهل السنة أن المعاد جسماني وروحي، وقد نقل ابن تيمية في الصفدية إجماع السلف على إثبات ذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
¹ أنظر: الأربعين في أصول الدين للرازي، وقد رجح مذهب أهل السنة لمأخد غير مأخد أهل السنة، فقال أن هذا هو الراجح لأنه جمع بين الحكمة النبوية والقوانين الفلسفية فوجب المصير إليه!!
يقول أستاذُ الفلسفة هنتر ميد Wilbur H. Mead عن توغل الفلاسفة في أبواب نظرية المعرفة:
«وهكذا أصبحت الفلسفة أشبه بالشخص المصاب بالوسواس، الذي يهتم بنفسه إلى حد أن أبسط التقلبات في حالته الصحية تتضخم أهميتها، وتحتل في ذهنه مكانةً تزيد على مكانة الحوادث الحقيقة الهامة في العالم الخارجي».
سُبحان الله!
مَرَّت والدتِي -حفظها اللَّه- مِن حاسُوبي، فلمحت نصًّا مَكتُوب فيهِ: «اللَّه جالس»، فقالت: هل المَكتُوب هناك أَنَّ اللَّه جالس؟ فَقُلت: ما الدَّاعي للسُّؤال؟ فَقَالت: أيُّ شَيء يَخصّ اللَّه يَجِب أن أَعْرِفَه، فَقُلت: نَعَم، اللَّه جالس فَوْق عَرْشِه، فقالت: نعم وأقرتنِي.
=
توضيح واضحات: الكلام كان باللهجة المغربية.
نص التفتزاني الأشعري على اختلاط علم الكلام بالفلسفة اليونانية 👇🏻👇🏻
قال التفتزاني:
«ثم لما نُقلت الفلسفة عن اليونانية إلى العربية، وخاض فيها الإسلاميون حاولوا الرد على الفلاسفة فيما خالفوا فيه الشريعة؛ فخلطوا بالكلام كثيرًا من الفلسفة؛ ليحققوا مقاصدها، فيتمكنوا من إبطالها، وهلم جرا، إلى أن أدرجوا فيه معظم الطبيعيات والإلهيات وخاضوا في الرياضيات، حتى كاد لا يتميز عن الفلسفة لولا اشتماله على السمعيات، وهذا هو (كلام) المتأخرين».
الرد على أهل الرأي في ردهم أخبار الآحاد فيما تعم البلوى به.
القاضي عبد الوهاب، شرح الرسالة لابن أبي زيد القيرواني، الخزانة الجزائرية للتراث (1444هـ - 2022م)، ج3 ص70