تصور بعض السلفيين عن السلف والقرون المفضلة يشبه تصور المتكلمين عنهم!
يقول ابن القيم في الصواعق المرسلة:
"ومنهم أنهم التزموا لذلك تجهيل السلف وأنهم كانوا أميين مقبلين على الزهد والعبادة والورع والتسبيح وقيام الليل، ولم تكن الحقائق من شأنهم"
فمن الناس من يرى أن السلف قوم دراويش مقبلين على الزهد والعبادات العملية لا يأتيهم حتى فضول أن يفهموا كتاب الله على وجهه الصحيح، فهم تارة ضحكة لليهود والنصارى يأخذون منهم الاسرائيليات ويخلطونها بالأيات فلا يكاد يمتاز عندهم هذا عن هذا كالقُصّاص!
وتارة يقرأون كل نص وصف الله به نفسه فلا يفهمون منه شيئًا، وكل تفصيل عقدي أو استنباط عقلي من نص فالأصل فيه أن السلف لا يمكن أن يكونوا قد قالوه إذ هذه طريقة المتكلمين أما السلف فلا عقل لهم ولا فهم إنما هم يقرأون نصوصًا بالكاد يفهمون منها بعض ما يتعلق بالعبادات ويتندرون بقصص اليهود والنصارى يحملون عليها الآيات، ولا يعلمون ما يجوز على ربهم وما يمتنع من الصفات، بل أس ضلالهم وقع بسبب أخذهم بظواهر النصوص وهم إلى حشو الكلام بغير علم أقرب وإلى النقل بغير فهم أسبق.
فسبحان الله! ، أهذا حال خير القرون عندكم يا هؤلاء؟!!
#الغيث_الشامي
من هو الإمام ؟
قال قوام السنة الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة (١/٣٣٣):
قَالَ عُلَمَاء السّلف: لَا يكون الرجل إِماما فِي الدّين حَتَّى يكون جَامعا لهَذِهِ الْخِصَال: يكون حَافِظًا للغات الْعَرَب، واختلافها، ومعاني أشعارها، حَافِظًا لاخْتِلَاف الْفُقَهَاء الْعلمَاء، وَيكون عَالما فَقِيها حَافِظًا للإِعراب وَالِاخْتِلَاف فِيهِ، عَالما بِكِتَاب اللَّه تَعَالَى وقراءته، وَاخْتِلَاف الْقُرَّاء فِيهَا. عَالما بتفسيره، ومحكمه ومتشابهه، وناسخه، ومنسوخه، وقصصه. عَالما بِأَحَادِيث رَسُول الله ﷺ َ -، مُمَيّزا بَين صحيحها وسقيمها، ومتصلها ومنقطعها، ومراسيلها ومسانيدها ومشاهيرها وغرائبها، وبأحاديث الصَّحَابَة رضي الله عنهم، ثُمَّ يكون ورعا، صاينا، صَدُوقًا، ثِقَة. يَبْنِي مذْهبه وَدينه عَلَى كتاب الله تَعَالَى وَسنة رَسُول ﷺ، فَإِذَا جمع هَذِه الْخلال فَحِينَئِذٍ يجوز أَن يكون إِماما فِي الْمذَاهب، وَجَاز أَن يجْتَهد وَأَن يعْتَمد عَلَيْهِ فِي دينه وفتاويه، وإِذَا لم يكن جَامعا لهَذِهِ الْخلال لم يجز أَن يكون إِماما فِي الْمَذْهَب، وَأَن يقلده النَّاس فِي فَتَاوِيهِ.Читать полностью…
كلام نفيس يُروى عن التابعي أبي الزناد عبد الله ابن ذكوان -رحمه الله- في قصر العقل عن الاهتداء لكل الأحكام الأخلاقية
روى الخطيب البغدادي رحمه الله في الفقيه والمتفقه (١/٣٩٢)، وقوام السنة الأصبهاني رحمه الله في الحجة في بيان المحجة (١/٣٠٥) بإسناد جيد عن أبي الزناد رحمه الله ... -وكان مما قال-:
«وَقد قصّ اللَّه مَا عير بِهِ مُوسَى عليه السلام من أَمر الرجل الَّذِي لقِيه فَقَالَ: ﴿فوجدوا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وعلمناه من لدنا علما﴾ فَكَانَ مَعَه فِي خرقه السَّفِينَة، وَقَتله الْغُلَام، وبنائه الْجِدَار، مَا قد قَالَ اللَّه فِي كِتَابه، فَأنْكر مُوسَى عليه السلام ذَلِك، وجاءه ذَلِك فِي ظَاهر الْأَمر مُنْكرا لَا تعرفه الْقُلُوب، وَلَا يَهْتَدِي لَهُ التفكير، حَتَّى كشف اللَّه ذَلِك لمُوسَى فَعرفهُ. وَكَذَلِكَ مَا جَاءَ من سنَن الإِسلام وَشَرَائِع الدّين الَّذِي لَا يُوَافق وَلَا تهتدي، لَهُ الْعُقُول، وَلَو كشف النَّاس عَن أُصُولهَا لجاءت وَاضِحَة بَيِّنَة غير مشكلة عَلَى مثل مَا جَاءَ عَلَيْهِ أَمر السَّفِينَة وَأمر الْغُلَام، وَأمر الْجِدَار، فَإِن مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّد ﷺ كَالَّذي جَاءَ بِهِ مُوسَى عليه السلام، يعْتَبر بعضه بِبَعْض وَيُشبه بعضه بَعْضًا. وَمن أَجْهَل وأضل وَأَقل معرفَة بِحَق اللَّه وَرَسُوله، وبنور الإِسلام وبرهانه، مِمَّن قَالَ: لَا أقبل سنة، وَلَا أمرا مضى من أَمر الْمُسلمين حَتَّى يكْشف لَهُ عَيبه وَأعرف أُصُوله وَلم يقل ذَلِك بِلِسَانِهِ، فَكَانَ عَلَيْهِ رَأْيه وَفعله، وَيَقُول اللَّه عز وجل: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾».
باب في أن معنى ما ذُكر من الغيبيات، والقدر المشترك بينها وبين ما في الشاهد معلوم
قال الإمام أبو الحسن السكري الحربي:
«من قَالَ: الْعَرْش ملك أَو الْكُرْسِيّ لَيْسَ بالكرسي الَّذِي يعرف النَّاس فَهُوَ مُبْتَدع». اهـ من الحجة في بيان المحجة (١/٢٦٦)Читать полностью…
الحجة في بيان المحجة ١/٢٤٣ — إسماعيل التيمي الأصبهاني (ت ٥٣٥)
قَالَ الْبُوَيْطِيّ: «إِنما خلق اللَّه كل شَيْء بكن، فَإِن كَانَت كن مخلوقة فمخلوق خلق مَخْلُوق»، وَقَالَ الْعلمَاء: لَو كَانَ كن الأول مخلوقا فَهُوَ مَخْلُوق بِأُخْرَى وَهَذَا يُؤَدِّي إِلَى مَالا يتناهى وَهُوَ مُسْتَحِيل.Читать полностью…
تكفير تارك الصلاة هو مذهب جمهور أهل الحديث !
قال الإمام محمد بن نصر المروزي (ت ٢٩٤):
«قد حكينا مقالة هؤلاء الذين أكفروا تارك الصلاة متعمدا، وحكينا جملة ما احتجوا به، وهذا مذهب جمهور أصحاب الحديث، وقد خالفتهم جماعة أخرى عن أصحاب الحديث فأبوا أن يكفروا تارك الصلاة إلا أن يتركها جحودا، أو إباء، واستكبارا، واستنكافا، ومعاندة فحينئذ يكفر. وقال بعضهم: تارك الصلاة كتارك سائر الفرائض عن الزكاة، وصيام رمضان، والحج، وقالوا: الأخبار التي جاءت في الإكفار بترك الصلاة نظير الأخبار التي جاءت في الإكفار بسائر الذنوب نحو قوله ﷺ: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر».
تدبرات رمضانية (٣)
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَانْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ٦ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [البقرة: ٦ - ٧]
شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل - ط عطاءات العلم (١/٢٩٩) — ابن القيم (ت ٧٥١ هـ)
«القرآن من أوله إلى آخره إنما يدل على أنّ الطبع والختم والغشاوة لم يفعلها الربّ سبحانه بعبده من أول وهلة حين أمره بالإيمان وبيَّنه له، وإنما فعله بعد تكرر الدعوة منه سبحانه، والتأكيد في البيان والإرشاد، وتكرر الإعراض منهم، والمبالغة في الكفر والعناد، فحينئذ يطبع على قلوبهم، ويختم عليها، فلا تقبل الهدى بعد ذلك، والإعراض والكفر الأول لم يكن مع ختمٍ وطبعٍ، بل كان اختيارًا، فلما تكرر منهم صار طبيعة وسجيّة».Читать полностью…
دليل نبوة رسول الله ﷺ من كلام الإمام الطبري
قال شيخ المفسرين محمد بن جرير الطبري:
«وأنَّى يُمكنُ ادّعاء اللَّبس في صدق أمِّيٍّ نشأ بين أمِّيِّين لا يكتب ولا يقرأ، ولا يحسُب، فيقال قرأ الكتب فعَلِم، أو حَسَب فنجَّم؟ وانبعثَ على أحْبارٍ قُرَّاءٍ كَتَبَة قد دَرَسوا الكتب ورَأسوا الأمم - يخْبرهم عن مستور عُيوبهم، ومَصُون علومهم، ومكتوم أخبارهم، وخفيّات أمورهم التي جهلها من هو دونهم من أحبارهم. إنّ أمرَ من كان كذلك لغَيرُ مُشْكِلٍ، وإنّ صدقَه لبَيِّن».
نقض قول من قال أن الكرابيسي كان من أهل الحديث..
قال إسماعيل التيمي الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة (١/٢٢٥): حَدَّثَنَا أَبُو الشَّيْخ قَالَ: وَحكى أَبُو بكر بْن أَبِي دَاوُد قَالَ: سَمِعت أَحْمَد بْن سِنَان الوَاسِطِيّ يَقُول:
«كَانَ الْوَلِيد الْكَرَابِيسِي خَالِي، وَكَانَ من أعلم النَّاس بالْكلَام، وَيُقَال إِن حُسَيْنًا الْكَرَابِيسِي تعلم مِنْهُ، فَلَمَّا حَضرته الْوَفَاة، قَالَ لَهُ بنوه: أوصنا، قَالَ: أوصيكم بِوَاحِدَة إِن لزمتموها كُنْتُم بِخَير هَل تعلمُونَ أحدا أعلم بالْكلَام مني؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَعَلَيْكُم بِمَا عَلَيْهِ أَصْحَاب الحَدِيث، فإِني رَأَيْت الْحق يَدُور مَعَهم، لست أعنيكم أَصْحَاب القلانس، وَلَكِن هَؤُلَاءِ الممزقين، ألم تروا إِلَى الْوَاحِد مِنْهُم يَجِيء إِلَى الرجل الْجَلِيل فيبدعه، ويمزق فِي وَجهه».Читать полностью…
تدبرات رمضانية (٢)
﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُوا۟ مِنۡهَا جَمِیعࣰاۖ فَإِمَّا یَأۡتِیَنَّكُم مِّنِّی هُدࣰى فَمَن تَبِعَ هُدَایَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ﴾
قلت: لا تستقيم حياة بني آدم في الدنيا دون وحي، ولهذا كان أول ما فعل سبحانه بعد أن هبط آدم وزوجه للدنيا أن نزل عليهم وحيا يكون هدى ونورا لهم.
قال قوام السنة الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة (١/١٩٥): حدثنا أبو الشيخ حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: سمعت أحمد ابن سنان يقول:
«المشبهة الذين غلوا فجاوزوا الحديث فأما الذين قالوا بالحديث، فلم يزيدوا على ما سمعوا». اهـ إسناده صحيحЧитать полностью…
عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال:
«جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: أنت سيد قريش؟ فقال النبي ﷺ: السيد الله، قال: أنت أفضلها فيها قولا وأعظمها فيها طولا؟ فقال رسول الله ﷺ: ليقل أحدكم بقوله، ولا يستجره الشيطان».
قال قوام السنة الأصبهاني:
«من أَسمَاء اللَّه تَعَالَى: الشاكر والشكور: الْمَخْلُوق يشْكر من أحسن إِلَيْهِ، وَالله يشْكر لنا إِحساننا إِلَى أَنْفُسنَا».
من الحِكم من تحريم التصوير
قال قوام السنة الأصبهاني:
«وحرم على الخلق أن يصوروا صورا، فمن صور شيئا من الخلق كلف يوم القيامة أن ينفخ فيه ليرده إلى معنى الأرواح، فإذا عجز عن ذلك استحق به النار، فلا ينبغي لأحد أن يصور صورة لأن الله عز وجل تفرد بالخلق، ووصف نفسه بأنه الخالق البارئ المصور، فلما كان الله يخلق الخلق ويصوره ثم يخرجه ذا روح قابضا باسطا آكلا شاربا، ولا يقدر مخلوق على مثل ذلك فتكلف مالا يستطيعه عذب بذلك يوم القيامة».
قال بعض العلماء:
«أول فرض فرضه الله تعالى على خلقه معرفته، فإذا عرفه الناس عبدوه قال الله تعالى: ﴿فَاعْلَم أَنه لَا إِلَه إِلَّا الله﴾، فينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها فيعظموا الله حق عظمته».
قلت: أليس النووي من جملة من لم يبني اعتقاده على كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ؟ فإن قيل: أنه لم يكن متكلما، قلنا: نعم ولكنه كان مقلدا للمتكلمين
وقد قال قوام السنة الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة (١/٣٣٧):
من نظر بِعَين الْإِنْصَاف علم أَنه لَا يكون أحد أَسْوَأ مذهبا مِمَّن يدع قَول الله وَقَول رَسُول الله ﷺ ، وَقَول الصَّحَابَة رضوَان اللَّه عَلَيْهِم، وَقَول الْعلمَاء وَالْفُقَهَاء بعدهمْ، مِمَّن يَبْنِي مذْهبه وَدينه عَلَى كتاب الله تَعَالَى، وَسنة رَسُوله ﷺ ، وَتبع من لَيْسَ بعالم بِكِتَاب اللَّه تَعَالَى وَسنة رَسُوله ﷺ كَيفَ لَا يَأْمَن أَن يكون مُتبعا للشَّيْطَان أعاذنا اللَّه من مُتَابعَة الشَّيْطَان.Читать полностью…
من يأبى التمييز على أساس الاعتقاد في الله، ويقبل التمييز على أساس الجرائم والتعدي على حقوق المخلوقين من أعظم الناس تناقضا !
فإنه لا يوجد راذع حقيقي للتعدي على حقوق المخلوقين إلا اعتقاد الثواب والعقاب من الله، فإن كان الأمر كذلك، فكيف بمن لا يؤمن برب العالمين أصلا، أو يعبد ربا ناقصا؟
قال الإمام قوام السنة إسماعيل التيمي الأصبهاني (ت ٥٣٥ هـ):
«الَّذِينَ بلغو الْأمة عَن النَّبِي ﷺ أَصْحَابه الَّذين أَشَارَ إِليهم وَأمر الْأمة بطاعتهم، وَلم يمت كَبِير أحد من أَصْحَاب النَّبِيّ ﷺ حَتَّى أَشَارَ إِلَى من بعده من أَصْحَابه يُشِير بَعضهم إِلَى بعض، مثل ابْن عَبَّاس وَابْن عمر وَابْن الزبير وَنَحْوهم، وَمثل أكَابِر التَّابِعين مثل سعيد بْن الْمسيب وعلقمة وَالْأسود ومسروق ونظرائهم، ومثل طَاوس وَمُجاهد وَعَطَاء، وَالشعْبِيّ، وَالْحسن وَابْن سِيرِين، ونظرائهم، وَيُشِير النَّبِي ﷺ إِلَى أَصْحَابه رضي الله عنهم وَأَصْحَابه إِلَى التَّابِعين رحمهم الله، وَالتَّابِعِينَ إِلَى تَابِعِيّ التَّابِعين، كَذَلِك يُشِير الأول إِلَى الآخر وينتحل الآخر الأول لَا يزَال كَذَلِك حَتَّى تقوم السَّاعَة».
قال الإمام أبو منصور معمر بن أحمد بن زياد الأصبهاني:
«﴿لَيْسَ كمثله شَيْء، وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير﴾ فَلَيْسَ كمثله شَيْء يَنْفِي كل تَشْبِيه وتمثيل، وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير، يَنْفِي كل تَعْطِيل وَتَأْويل». اهـ من الحجة في بيان المحجة (١/٢٦٠)Читать полностью…
ذكر أنواع الكفر عند العلماء
وأقدم من وقفت عليه ذكر هذه الأنواع، هو الأزهري صاحب تهذيب اللغة، ثم فصل في هذا غير واحد كالسمعاني في تفسيره، وابن القيم في مدارج السالكين
الكفر الأكبر خمسة أنواعٍ: كفرُ تكذيبٍ، وكفرُ استكبارٍ وإباءٍ مع التَّصديق، وكفرُ إعراضٍ، وكفرُ شكٍّ، وكفرُ نفاقٍ.
فأمَّا كفرُ التَّكذيب، فهو اعتقادُ كذب الرَّسول، وهذا القسم قليلٌ في الكفّار، فإنَّ الله تعالى أيَّد رسله، وأعطاهم من البراهين والآيات على صدقهم ما أقام به الحجَّةَ، وأزال به المعذرة. قال تعالى عن قوم فرعون: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾. وقال لرسوله ﷺ: ﴿فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾
وأمّا كفر الإباء والاستكبار والمعاندة: فنحوُ كفر إبليس، فإنّه لم يجحد أمرَ الله ولا قابله بالإنكار، وإنّما تلقَّاه بالإباء والاستكبار. قال الإمام إسحاق بن راهويه:
«واجتمع أهل العلم على أن إبليس إنما ترك السجود لآدم عليه السلام لأنه كان في نفسه خيرا من آدم عليه السلام فاستكبر عن السجود لآدم فقال: ﴿أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾، فالنار أقوى من الطين فلم يشك إبليس في أن الله قد أمره ولا جحد السجود فصار كافرا بتركه أمر الله تعالى واستنكافه أن يذل لآدم بالسجود له، ولم يكن تركه استنكافا عن الله تعالى ولا جحودا منه لأمره». اهـ من تعظيم قدر الصلاة (٢/٩٢٩).
ولقد علمت بأن دين محمد ... من خير اديان البريه دينا
لولا الملامه أو حذار مسبة ... لوجدتني سمحا بذاك مبينا
العلاقة بين الكفر لغة وشرعا
معلوم أن الكفر في اللغة هو تغطية الشيء، وقيل في العلاقة بين هذا المعنى والمعنى الشرعي:
قال الليث بن المظفر:
«يُقَال: إنّه سُمِّيَ الكافرُ كافرًّا لأنَّ الكُفْر غطّى قَلْبَه كلَّه».
«الكافرَ لمّا دَعَاهُ الله جلّ وعزّ إِلَى توحيدِه فقد دَعَاهُ إِلَى نعمةٍ يُنعِم بهَا عَلَيْهِ إِذا قَبِلها، فلمَّا رَدَّ مَا دَعَاهُ إِلَيْهِ من توحيده كَانَ كَافِرًا نعمةَ الله أَي مُغَطِّيًا لَهَا بِإبائِه حاجبًا لَهَا عَنهُ».
قال ابن أبي الدنيا ٤١٧ - حدثني علي بن أبي مريم، عن أبي يزيد الرقي، عن يوسف بن أسباط، قال:
«من صبر على الأذى، وترك الشهوات، وأكل الخبز من حلاله، فقد أخذ بأصل الزهد».Читать полностью…
في جمال صورة الخالق سبحانه وتعالى
قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله:
"فلله سبحانه كل صفة كمال وهو موصوف بتلك الصفات كلها. ونذكر من ذلك صفة واحدة يعتبر بها في سائر الصفات: وهو أنك لو فرضت جمال الخلق كلهم من أولهم إلى آخرهم لشخص واحد منهم، ثم كان الخلق كلهم على جمال ذلك الشخص لكان نسبته إلى جمال الرب تبارك وتعالى دون نسبة سراج ضعيف إلى جرم الشمس"
في التغليظ في معارضة الحديث بالرأي والمعقول
قال ابن شبة في تاريخ المدينة (801/3) حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: قال حيوة، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، قال: قال عمر رضي الله عنه:
«أصبح أهل الرأي أعداء السنن، أعيتهم أن يعوها، وتفلتت أن يردوها فاستقوها بالرأي».
قال سبحانه: ﴿يأبت لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلَا يُغني عَنْك شَيْئا﴾
قال قوام السنة الأصبهاني:
«علم أَن خَلِيل اللَّه صلوَات اللَّه عَلَيْهِ لَا يوبخ أَبَاهُ على عباده مَالا يسمع وَلَا يبصر، ثُمَّ يَدعُوهُ إِلَى عبَادَة من لَا يسمع وَلَا يبصر».
تفسير حديث «إِن اللَّه هُوَ الدَّهْر».
قال قوام السنة الأصبهاني:
«معنى هذا الكلام: منهم مكروه أن يضيفه إلى الدهر، فيسبون الدهر على أنه الفاعل لذلك، ولا يرونه صادرا من فعل الله وكائنا بقضائه، فأعلمهم أن جميع ذلك من فعل الله تعالى، وأن مصدرها من قبله، وأنكم متى سببتم فاعلها كان مرجع السبب إلى الله سبحانه».
قَالَ النَّبِي ﷺ:
«لا مَانع لما أَعْطَيْت وَلَا معطي لما منعت». اهـ رواه مسلم
«فَهُوَ تَعَالَى يملك الْمَنْع وَالعطَاء، يُعْطي تفضلا، وَيمْنَع ابتلاء، لَا راد لما أَرَادَ». اهـ من الحجة في بيان المحجة (١/١٦٠)Читать полностью…
تدبرات رمضانية (١)
﴿يَكَادُ اُ۬لْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَٰرَهُمْۖ كُلَّمَآ أَضَآءَ لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِۖ وَإِذَآ أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْۖ وَلَوْ شَآءَ اَ۬للَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصٰ۪رِهِمُۥٓۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ عَلَيٰ كُلِّ شَےْءٖ قَدِيرٞۖ﴾
روى ابن أبي حاتم ٢٠٨ - عن ابن عباس رضي الله عنهما: ﴿كُلَّما أضاءَ لَهم مَشَوْا فِيهِ﴾ يقول:
«كلما أصاب المنافقون من الإسلام خيرا اطمأنوا إليه، وإن أصاب الإسلام نكبة قاموا ليرجعوا إلى الكفر».Читать полностью…
سلف ابن القيم في تفريقه بين الرحمن والرحيم، بأن الثاني يُطلق عند تعلق الرحمة بالمرحوم
قال قوام السنة الأصبهاني:
«الرحمن يجمع كل معاني الرحمة، قال ابن عباس رضي الله عنهما، قوله: ﴿هل تعلم له سميا﴾ ليس أحد يسمى الرحمن غيره... وأما الرحيم: فقيل معناه: المبالغ في الرحمة وهو من الأسماء المستعارة لعبيده، إذا رحم اشتق له اسم الرحيم من فعله».