قواعد تعينك على فهم مسألة اللفظ:
1) القراءة واللفظ والتلاوة وما شابه ذلك ألفاظ مجملة تشتمل على عمل العبد، وعلى القرآن. فالقراءة واللفظ والتلاوة ليست هي القرآن من كل وجه، وليست غير القرآن من كل وجه.
2) القرآن ليس جسما قائما بنفسه، وإنما هو كلام الله غير مخلوق منه بدأ، وهو في الأرض حقيقة قائم بغيره، فتُظهره الأوعية المخلوقة من ورق وحبر وأداء عبد ونحو ذلك، فيوجد بوجودها ويُعدم بعدمها.
الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية لابن قتيبة (١/٤٧)
«والعجب لقوم لا يؤمنون إلا بما يصح في المعقول، ثم خرجوا من كل معقول بقولهم: (إن الله في كل مكان بغير مماسة ولا مباينة وبغير موافقة ولا مفارقة)».Читать полностью…
[الجهمية الأوائل كانوا يدورون ويحاولون أن يقولوا أن الله ليس فوق عرشه]
قال عبد الله بن أحمد ٤١ - حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، وعلي بن مسلم الطوسي، قالا: حدثنا سليمان بن حرب، قال: سمعت حماد بن زيد:
«وذكر، هؤلاء الجهمية، قال: «إنما يحاولون أن يقولوا ليس في السماء شيء».
«يا أبا يحيى ما لك ولهذه المسائل هذه مسائل أصحاب جهم، إنه ليس في أصحاب الأهواء شر من أصحاب جهم يدورون على أن يقولوا ليس في السماء شيء، أرى والله ألا يناكحوا ولا يوارثوا».
«كلمت بشرا المريسي وأصحاب بشر فرأيت آخر كلامهم ينتهي إلى أن يقولوا ليس في السماء شيء».
«ناظرت جهما فلم يثبت أن في السماء ربا جل ربنا عز وجل وتقدس».
استنباط الخطابي لبطلان مذاهب المتكلمين من قوله تعالى: ﴿ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا﴾
قال الخطابي في الغنية:
«قال الله تعالى ﴿ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا﴾، فأخبر سبحانه أن ما كثر فيه الاختلاف فإنه ليس من عنده. وهذا من أدل الدليل على أن مذاهب المتكلمين فاسدة، لكثرة ما يوجد فيها من الاختلاف المفضي بهم إلى التكفير والتضليل، وذلك صفة الباطل الذي أخبر الله سبحانه عنه».Читать полностью…
تحليل نفسي دقيق للخطابي لأصل ظهور بدع المتكلمين
يقول أبو سليمان الخطابي في الغنية:
«ثم إني تدبرت هذا الشأن، فوجدت عظم السبب فيه أن الشيطان صار اليوم بلطيف حيلته: يسول لكل من أحس من نفسه بزيادة فهم وفضل، وذكاء وذهن، ويوهمه أنه إن رضي في عمله ومذهبه بظاهر من السنة. واقتصر على واضح بيان منها كان أسوة للعامة، وعد واحدًا من الجمهور والكافة، فإنه قد ضل فهمه، واضمحل لفظه وذهنه. فحركهم بذلك على التنطح في النظر والتبدع لمخالفة السنة والأثر ليبينوا بذلك من طبقة الدهماء، ويتميزوا في الرتبة عمن يرونه دونهم في الفهم والذكاء، فاختدعهم بهذه المحجة حتى استنزلهم عن واضح المحجة، وأورطهم في مشبهات تعلقوا بزخارفها وتاهوا عن حقائقها، فلم يخلصوا منها إلى شفا نفس ولا قبلوها بيقين علم».Читать полностью…
على ميزان الحركية عمر رضي الله عنه صاحب الفتوحات والانجازات المادية أولى بالفضل من أبي بكر رضي الله عنه..!
Читать полностью…باب في وجه كون الكفر شر من القتل
قال الإمام قوام السنة الأصبهاني:
«وَإِنَّمَا الْقَتْل ذَنْب من الذُّنُوب، وَالْكفْر يُوقع القطيعة بَين العَبْد وَبَين ربه عز وجل».
﴿فِي طُغْيَانِهِمْ﴾ وإنما أضاف الطغيان لضمير المنافقين ولم يقل: في الطغيان، بتعريف الجنس كما قال في سورة الأعراف: ﴿وإخوانهم يمدونهم في الغي﴾ إشارة إلى تفظيع شأن هذا الطغيان، وأنهم اختصوا به حتى صار يعرف بإضافته إليهم.
Читать полностью…قال أحد السفهاء: رؤيا الأنبياء وحي كما في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، إذن حديث رأيت ربي في صورة شاب أمرد حتى لو كان في منام فهو على الحقيقة.
أقول: هذا جهل بمعنى الرؤيا أصلا، فليس معناها رؤية الواقع الخارجي وكأنه مكالمة بصوت وصورة! وإلا لما كان هناك فرق بين الرؤيا في اليقظة والمنام! فرؤيا المنام يكون فيها أمثال مضروبة للحقائق، ولها تأويل وتعبير، كما في رؤيا يوسف عليه السلام: ﴿يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾. وتأويل الرؤيا: الكواكب الأحد عشر كانت إخوته، والشمس والقمر أبويه، فهل هذا يعني أن إخوته كواكب حقيقة ؟! وكذلك رؤية الله في المنام هي هو مثل مضروب له تأويل وليس رؤية للعالم الخارجي، فعلى سبيل المثال إن رآه ينظر إليه، فهو رحمته، وإن رآه معرضا عنه فهو تحذير من الذنوب، وهكذا. وكفى إبطالا لفريتهم أن أهل السنة مجمعون على تكفير من شبه الله بخلقه، وقد عقد الإمام اللالكائي بابًا في كتابه "سياق ما روي في تكفير المشبهة" نقل فيه من أقوال السلف في إكفارهم!
نقول لمن يستشكل من الربوبيين وأمثالهم من الزنادقة الاصطفاء الإلهي للأنبياء زعما أنه ظلم أو عبث:
أما دعوى كونه ظلما فليس بشيء، فخلق الإنسان ورزقه بأنواع النعم كله فضل الله، فإن زاد على ذلك الفضل الاصطفاء للنبوة كان زيادة في الفضل، وزوال الفضل عن باقي البشر لا يكون إذن ظلما، لأن الظلم هو المعاملة بغير حق، وليس من حق البشر أن يكونوا أنبياء أصلا.
وأما كونه عبثا: فنقول كما تعقل من سائر أفعال الله التي فيها تفضيل بين الناس مثل تقسيم الأرزاق والصحة وغيره حكما إجمالية وبعض الأوجه التفصيلية كما في قوله تعالى: (لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا) أي ليستخدم بعضهم بعضا في حوائجهم، وكما في قوله سبحانه: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) أي أن بعض الناس فقرهم خير لهم، ولو كانوا أغناء لبغوا في الأرض، وهذا معلوم مُشاهد، وغيره الكثير من الحِكم.
فكذلك نقول في النبوة، فالأنبياء لصفاء قلوبهم وطهارتها استحقوا اصطفاء الله، فكان اصطفائهم وضعا للشيء في موضعه وهو عين الحكمة. بل زيادة على الحكمة، في اصطفاء الباري جل شأنه للأنبياء رحمة بغيرهم، فلا يكلفهم ما لا يطيقون، فمعلوم أنه كل ما زاد التكليف زاد التشريف، وفي النبوة تكليف شديد لا يطيقه أكثر الناس، قال الإمام ابن إسحاق في السيرة: «والنبوة أثقال ومؤنة، لا يحملها ولا يستطيع بها إلا أهل القوة والعرم من الرسل بعون الله تعالى وتوفيقه، لما يلقون من الناس وما يرد عليهم مما جاءوا به عن الله».
أبو عمر: فلان إمام مجمع على إمامته، ومن خالف في إمامته فقد اتبع غير سبيل المؤمنين، وخالف حديث رسول الله ﷺ في حجية الاجماع.
أشعري: نعم صحيح، وهذا دليل على صحة اعتقادنا في العلو والصفات الفعلية والرؤية في غير جهة وغيره، فهل تدعي أنك أعلم وأفهم لكلام السلف من هذا الإمام المجمع على إمامته ؟! ومخالفتك لاعتقاده اتباع لغير سبيل المؤمنين، فإجماعهم على إمامته متضمن لحسن اعتقاده بالضرورة عند كل الطوائف، فإن كمال الهدى فرع عن كمال العلم، وأعظم العلوم العلم بالله. بل صرح جمع منكم ومنا بأنه ولي من أولياء الله، بل بلغ الأمر بالبعض إلى الشهادة له بالجنة، وهل يكون من أهل الجنة من لم يعرف الله حق المعرفة كما هو لازم تخطئتك لاعتقاده في الله!
فبربك لما أترك فهم الإمام النووي لكلام السلف -وقد اطلع على كلامهم لا شك-، واتبع فهمك وفهم ابن عثيمين وابن تيمية؟ هذا وقد اختلف العلماء في حال ابن تيمية، وذهب جمع من الأفاضل بردته كما هو قول الشيخ الإمام ابن حجر الهيثمي، وهذا ابن حجر العسقلاني يحكي خلاف علماء زمانه في حاله.
وهل يترك العاقل إمام الهدى النووي المتفق على إمامته لقول شيخ اختلف الناس في حاله؟
ابن القيم: عن حاجة القلب لربه
مدارج السالكين - ط عطاءات العلم (٤/١٧)
«في القلب شعَثٌ لا يلمُّه إلّا الإقبال على الله، وفيه وحشةٌ لا يُزيلها إلّا الأُنس به في خَلوته.Читать полностью…
وفيه حزنٌ لا يُذهبِه إلّا السُّرور بمعرفته وصدق معاملته.
وفيه قلقٌ لا يسكِّنه إلّا الاجتماع عليه، والفرار منه إليه.
وفيه نيران حسراتٍ لا يطفئها إلّا الرِّضا بأمره ونهيه وقضائه، ومعانقة الصّبر على ذلك إلى وقت لقائه.
وفيه طلبٌ شديدٌ لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوبه.
وفيه فاقةٌ لا يسدُّها إلّا محبّته، والإنابة إليه، ودوام ذكره، وصدق الإخلاص له، ولو أعطي الدُّنيا بما فيها لم تسدّ تلك الفاقة منه أبدًا».
أتسائل لماذا ينقل أصحاب موسوعة التفسير بالمأثور تأويلات ابن عطية للصفات وكأنها معتبرة !!
Читать полностью…الحمد لله والصلاة والسلام على رسل الله، وبعد:
كنت سمعت الشيخ محمد بن شمس الدين ينصح المبتدئ بتفسير البغوي، وانتصح غير واحد من متابعيه بهذه النصيحة، ولا أرى صحة هذه النصيحة لأمرين:
الأول: من قرأ تفسير البغوي علِم أنه ليس خبيرا بآثار السلف، بل عامة ما ينقله هو بواسطة تفسير الثعلبي، الذي يغرب في نقله، ويروي خلاف المشهور عن السلف، والأصل ما في تفسير الطبري وابن أبي حاتم وعبد الرزاق -وغالبه عن قتادة- وابن المنذر -وأكثره مفقود- (وأمثالهم من أصحاب الكتب المفقودة مثل عبد بن حميد).
الثاني: أن البغوي رديئ الاعتقاد، يؤول سائر الصفات الفعلية، مثل المجيئ والغضب والنظر والضحك والعجب والاستهزاء وغيره، وبعض الصفات الذاتية مثل الرحمة (يفسرها بلازمها)، والساق، والحقو وغيره. بل ويؤول حديث الصورة، وحمل الكثير من الآيات التي تثبت الفوقية المكانية على الاستعلاء !! مثل قوله تعالى: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ قال أن تفسيرها كتفسير ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ﴾ !!
نقض ابن الوزير اليماني لفرية تعطيل أئمة السلف لأدلة العقول
يقول ابن الوزير اليماني في العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (٤/٣٤٧):
«إنهم ما جهلوا هذه العلوم الضرورية، والمعارف الأولية، التي لا يخلو مكلف من معرفتها، وإن كانوا ما حفظوا اصطلاح أهل العقول من مجرد أسمائها الاصطلاحية، ولو كانوا ممن جهل جليات العقليات ما صح منهم استنباط الخفيات في الفقهيات، فإليهم المنتهى في الذكاء وصفاء الأذهان، ومعرفة البرهان، وحفظ السنة والقرآن».Читать полностью…
تحرير ابن قتيبة لسبب حصول الخلاف في اللفظ بين أهل الحديث
الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية لابن قتيبة (١/٥٧)
«وليس ما اختلفوا فيه مما يقطع الألفة، ولا مما يوجب الوحشة لأنهم مجمعون على أصل واحد وهو (القرآن كلام الله غير مخلوق) في كل موضع، وبكل جهة، وعلى كل حال، وإنما اختلفوا في فرع لم يفهموه لغموضه ولطف معناه... فإذا فكر أحدهم في القراءة وجدها قد تكون قرآنًا لأن السامع يسمع القراءة، وسامع القراءة سامع القرآن. وقال الله عز وجل: ﴿فاستمعوا له﴾ وقال: ﴿حتى يسمع كلام الله﴾ ووجدوا العرب تسمي القراءة قرآنًا... وقال أبو عبيد: يقال قرأت قراءة وقرآنًا بمعنى واحد، فجعلهما مصدرين لقرأت.Читать полностью…
وقال الله تعالى: ﴿وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودًا﴾ أي قراءة الفجر.
فيعتقد من هذه الجهات أن القراءة هي القرآن غير مخلوق، ويفكر آخر في القراءة فيجدها عملًا لأن الثواب يقع على عمل لا على أن قرآنًا في الأرض... ويجد الناس يقولون قرأت اليوم كذا وكذا سورة، وقرأت في تقدير فعلت كما تقول ضربت، وأكلت، وشربت، وتجدهم يقولون: قراءة فلان أحسن من قراءة فلان. إنما يزيدون أداء فلان للقرآن أحسن من أداء فلان، وقراءة فلان أصوب من قراءة فلان. وإنما يراد في جميع هذا: العمل. لأنه لا يكون قرآن أحسن من قرآن فيعتقد من هذه الجهة أن القراءة عمل وأنها غير القرآن، وأن من قال (القراءة غير مخلوقة) فقد قال أن أعمال العباد غير مخلوقة... فقال فريق منهم: القراءة فعل محض وهي مخلوقة كسائر أفعال العباد والقرآن غيرها. وشبهوها والقرآن بالضرب والمضروب والأكل والمأكول فاتبعهم في ذلك فريق.
وقالت فرقة: هي القرآن بعينه، ومن قال أن القراءة مخلوقة فقد قال بخلق القرآن واتبعهم قوم.
وقالت فرقة: هذه بدعة لم يتكلم الناس فيها ولم يتكلفوها ولا تعاطوها».
ليس معنى حديث «كلتا يديه يمين» أن الله ليس له جهة شمال !
ففي صحيح مسلم
«يطوي الله عز وجل السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك! أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين بشماله ثم يقول ...»
«قول النبي ﷺ: كلتا يديه يمين، فإنه أراد معنى التمام والكمال، لأن كل شيء مياسره تنقص عن ميامنه في القوة والبطش والتمام، وكانت العرب تحب التيامن وتكره التياسر، لما في اليمين من التمام وفي اليسار من النقص ولذلك قيل اليمن والشؤم».
«ولكن تأويله وكلتا يديه يمين: أي منزه عن الضعف كما في أيدينا الشمال من النقص، وعدم البطش».
فائدة في دلائل النبوة:
إن قيل: أن معجزات النبي ﷺ روايات آحاد، ولا تبلغ حد التواتر، فلا تقوم بها الحجة عقلا.
قيل: وإن سلمنا بعدم حصول التواتر في آحاد الروايات، فإن التواتر المعنوي حاصل بمجموعها، فيحصل بذلك العلم الضروري بوقوع جنس المعجزة على يد النبي ﷺ، مثال ذلك: أن يروي قوم أن حاتم الطائي وهب لرجل مائة من الإبل، ويروي آخرون أنه وهب لرجل آخر ألفًا من الغنم. وآخرون أنه وهب لآخر عشرة أرؤس من الخيل والرقيق، وما يشبه ذلك، حتى يكثر عدد ما يروى منه، فهو وإن لم يثبت التواتر في كل واحد منها، فقد ثبت التواتر في جنسها، فحصل من جملتها العلم الصحيح بأن حاتمًا سخي.
من مسالك أهل السنة في نقض دليل الحدوث الكلامي:
قال الخطابي في الغنية:
«لا خلاف بين فرق الأمة أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز بحال. ومعلوم أن أمر التوحيد وإثبات الصانع لا تزال الحاجة ماسة إليه أبدًا في كل وقت وزمان، ولو أخر عنه البيان، لكان التكليف واقعًا بما لا سبيل للناس إليه، وذلك فاسد غير جائز. وإذا كان الأمر على ما قلناه وقد علمنا يقينًا أن النبي ﷺ لم يدعهم في أمر التوحيد إلى الاستدلال بالأعراض، وتعلقها بالجواهر، وانقلابها فيها، إذ لا يمكن أحدًا من الناس أن يروي في ذلك عنه، ولا عن أصحابه من هذا النمط حرفًا واحدًا فما فوقه، لا من طريق تواتر ولا آحاد، علم أنهم قد ذهبوا خلاف مذهب هؤلاء وسلكوا غير طريقتهم».Читать полностью…
عن أبي قبيل قال:
«كان معاوية يبعث رجلًا يقال له أبو الجيش في كل يوم فيدور على المجالس يسأل هل ولد لأحد مولود؟ أو قدم أحد من الوفود؟ فإذا أخبر بذلك أثبت في الديوان»
علماني: الحكم بالشريعة فيه ظلم للأقلية غير المسلمة التي لا تريد الحكم بالشريعة.
الرد: هذه حجة عاطفية شائعة في الخطاب العلماني، وهي باطلة من وجين:
الأول: معلوم بصريح العقل أن الشرع الصالح للحكم هو الشرع الصحيح موضوعيا، والصحيح مستقل عن آراء الناس، فسواء لم توافق أقلية أو أغلبية لم يكن ذلك مؤثرا في حكمنا على الشرع الصالح للحكم.
الثاني: أنه حتى القانون الذي نصل له بنظام ديموقراطي تعارضه أقلية في الشعب بالضرورة، فإما أن يقر ببطلانه أيضا أو يرجع لقولنا بأن مخالفتهم غير مؤثرة.
فائدة بلاغية في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا لَقُوا۟ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ قَالُوۤا۟ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡا۟ إِلَىٰ شَیَـٰطِینِهِمۡ قَالُوۤا۟ إِنَّا مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ ١٤ ٱللَّهُ یَسۡتَهۡزِئُ بِهِمۡ وَیَمُدُّهُمۡ فِی طُغۡیَـٰنِهِمۡ یَعۡمَهُونَ ١٥٨﴾
﴿ٱللَّهُ یَسۡتَهۡزِئُ بِهِمۡ﴾ لم تعطف هاته الجملة على ما قبلها لأنها جملة مستأنفة استئنافا بيانيا جوابا لسؤال مقدر، وذلك أن السامع لحكاية قولهم للمؤمنين: آمنا، وقولهم لشياطينهم: إنا معكم. يقول: لقد راجت حيلتهم على المسلمين الغافلين عن كيدهم، فمن الذي يتولى مقابلة صنعهم؟ فكان للاستئناف بقوله: ﴿اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ﴾.
نصائح وقواعد للإخوة المسلمين المشتغلين بنقاش الملاحدة والمرتدين (كلوبهاوس - تيك توك - ديسكورد)..
1) إياك أن تناقش المرتدين في غرفهم أو بثوثهم، فهذا حرام قولا واحدا، فكيف تأمن أنهم لن يسبوا الله ورسوله ثم يطردونك ذليلا صاغرا! وقد قال الباري جل ثناؤه: ﴿وَقَدۡ نَزَّلَ عَلَیۡكُمۡ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ أَنۡ إِذَا سَمِعۡتُمۡ ءَایَـٰتِ ٱللَّهِ یُكۡفَرُ بِهَا وَیُسۡتَهۡزَأُ بِهَا فَلَا تَقۡعُدُوا۟ مَعَهُمۡ حَتَّىٰ یَخُوضُوا۟ فِی حَدِیثٍ غَیۡرِهِۦۤ إِنَّكُمۡ إِذࣰا مِّثۡلُهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ وَٱلۡكَـٰفِرِینَ فِی جَهَنَّمَ جَمِیعًا ١٤٠﴾
2) لا تناقش أحدا يرى نفسه أعلى منك أو حتى مكافئا لك، فمن كان هذا حاله فلا يُرجى هدايته أصلا، فالإقناع لا يكون بقوة الحجة فقط، فالعامل النفسي مهم!
والواجب أن تناقش من يريد أن يفهم لا من يريد أن يُفحم! وتذكر دائما أنه ﴿وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ﴾
3) لا تناقش لتنتصر لنفسك وتبرز عضلاتك، بل ناقش انتصارا للإسلام وحمية عليه، وعند موازنة المصالح أنظر في المصلحة الشرعية لا في مصلحتك!
4) استخدم الأسلوب العاطفي! نعم، الحجج البرهانية العقلية لا تنفع دائما خاصة إن كان اكثر الجمهور عوام، أو كانت المحاورة المرتدة امرأة ونحوه، وأقصد بالحجة العاطفية تلك التي أصلها صحيح، مثال: شخص بقول بنظرية موت المؤلف، تقول له: إذن أنت ضد التقدم العلمي، فلو امتنع فهم كلام أحد بعد موته لما أمكن التقدم العلمي المبني على تظافر الجهود البشرية جيلا عن جيل!
4) لا تكن مدافعا دائما، فحتى لو كنت في مقام دفع شبهة عن الاسلام، استخدم أسلوب قلب الدليل على الخصم مع بعض الدفاع حتى تتضح الفكرة.
5) لا تعتمد نظام المساواة في الوقت، فإن الوقت الذي تحتاجه لإجابة اعتراض هو أضعاف ما يحتاجه المعترض حتى يعترض، ومعلوم أن الاعتراض والقدح ليس بعلم، وإنما العلم في جواب الاعتراضات، فأجهل الجاهلين قادر على توليد الاعتراضات.
«سأل رجل جعفر بن محمد الصادق فقال له: ما الدليل على الله تعالى ولا تذكر لي العالم والعرض والجسم؛ فقال له: هل ركبت البحر؟ قال: نعم، قال: فهل عصفت بكم الريح حتى خفتم الغرق؟ قال: نعم، قال: فهل انقطع رجاؤك من المركب ومن الملاحين؟ قال: نعم، قال: فهل تتبعت نفسك أن ثم من ينجيك؟ قال: نعم، قال: فإن ذلك هو الله».
فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {البقرة:256
هذه آية صريحة في الرد على أنصار نسبية المعرفة و الليبراليين من المنتسبين للإسلام
عليك أن تنفي و تعتقد بطلان مذهب المخالف و تؤمن أن معتقدك هو الحق المبين
وهذا في شهادة لا اله إلا الله، فتنفي كل الآلهة الكاذبة و تثبت الإله الحق.
وعندي البديل: تفسير ابن كثير، فهو خير منه، وصاحبه أعلم بآثار السلف، ويذكر ما صح من المرفوع في تفسير الآية، وأحسن اعتقادا
Читать полностью…رد الإمام الطبري على من أول صفة الاستهزاء
تفسير الطبري جامع البيان - ط هجر (١/٣١٦)
«وأما الذين زعموا أن قول الله تعالى ذكره: ﴿الله يَسْتَهْزِئ بِهِمْ﴾، إنما هو على وجه الجواب، وأنه لم يكن من الله استهزاء ولا مكرٌ ولا خديعة، فنافُون على الله عز وجل ما قد أثبته الله عز وجل لنفسه، وأوجبه لها. وسواءٌ قال قائل: لم يكن من الله جل ذكره استهزاء ولا مكر ولا خديعة ولا سخريةٌ بمن أخبر أنه يستهزئ ويسخر ويمكر به، أو قال: لم يخسف الله بمن أخبر أنه خَسَف به من الأمم، ولم يُغرق من أخبر أنه أغرقه منهم».Читать полностью…
الحجة في بيان المحجة (٢/٥٥٠)
«وَترك مجالسة أهل الْبِدْعَة، ومعاشرتهم سنة لِئَلَّا تعلق بقلوب ضعفاء الْمُسلمين بعض بدعتهم، وَحَتَّى يعلم النَّاس أَنهم أهل الْبِدْعَة، وَلِئَلَّا يكون مجالستهم ذَرِيعَة إِلَى ظُهُور بدعتهم».Читать полностью…