كتب الباحث توماس أ. لونج Thomas A. Long رسالة بعنوان: "قتل الأطفال الرضع المعاقين: أحيانا يكون الأمر نزاعًا ميتافيزيقيًا"، قرر فيها أن الخلاف الأخلاقي في حسن قتل الأطفال المعاقين، هو فرع عن نزاع ميتافيزيقي لا يمكن حسمه بالاحتجاجات الأخلاقية المعهودة¹.
وهذا مثل خلاف: ما الذي يجعل للحياة قيمة؟ هل لها قيمة ذاتية بغض النظر عن كيفية تلك الحياة؟ أم أن العبرة بجودة الحياة quality of life، وما دامت حياة المعاقين مليئة بالألم فلما لا يكون قتلهم رحمة بهم؟ (وننبه أن الحياة عندنا معاشر المسلمين، الله تعالى هو من يكسبها قيمتها).
وخلاف: ما الذي يجعل الشخص شخصا personhood؟ فهناك من الفلاسفة مثل بيتر سينجر Peter Singer وزميله Kuhse، من يختزل الشخص في الانسان الواعي القاصد الذي تكون استمرار الحياة في مصلحته، ومن ثم فليس الرُضع بأشخاص، فلا يكون قتلهم انتهاكا لحق أحد (لو رضي آبائهم). بينما عارضهم بول رامزي Paul Ramsey على مباني مسيحية، فرفض اختزالهم للشخص ونص بما سماه صاحب الرسالة "موقف ثيولوجي": بأن حياة كل البشر سواء، لأنها من حيث المبدأ هبة من الله².
وينص كل من سينجر وزميله في بحثهم أن الداع إلى هذا المنع الأخلاقي من قتل الأطفال المعاقين ليس إلا الارث المسيحي بقولهم:
«الفكرة القائلة بأن جميع حياة البشر تتمتع بقداسة خاصة أصبحت جزءًا متجذرًا في ضميرنا الأخلاقي. لذا، ليس من السهل علينا أن ننفصل عن الإرث الفكري لهذه القرون؛ ومع ذلك، فإن هذا هو ما يجب علينا فعله إذا أردنا مواجهة القضية الأخلاقية الحاسمة التي يثيرها التعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة الشديدة»³.
لم أر أنفع للعامل في سبيل الله من مثل القاعدتين:
ما لا يدرك كله لا يترك جله.
قليل دائم خير من كثير منقطع.
عبرة لمن يقدم الرأي والقياس على الوحي
قال تعالى: ،﴿وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ ٤٢ قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ﴾ [هود ٤٢-٤٣]
قلت: فقدم ابن نوح -عليه السلام- رأيه على الوحي، فظن أنه لو صعد الجبل لعصمه من الماء، لأن الفيضانات عادة لا تصل للجبال، ولكن الطوفان لم يكن من جنس المياه العادية، فكان مصيره الهلاك لأنه أبى اتباع أمر الوحي.
#تفسير
حول وهم الفردوس الأرضي
إن سذاجة فكرة السعي لإقامة فردوس أرضي قد تبدو بادئ الرأي ظاهرة، إلا أن المرء ليعجب من تغلغل هذه الفكرة التي تسمى في بعض الأدبيات الفلسفية بجمهورية أفلاطون–يوتيوبا توماس، في صفوف النُظَّار والمفكرين من أصحاب النظريات السياسية والاقتصادية والأخلاقية مهما اختلفت مشاربهم، وحسبك أن المحرك الرئيسي للشيوعية Communism -إحدى أهم النظريات في القرن الأخير- كان هو القضاء على الفقر رأسا! لتحقيق ما سماه ماركس بالعدالة الاجتماعية. وهي مثالية ظاهرة كما لا يخفى، تتفرع عن النظرة الانسانوية الشائعة التي ترى تأليه الانسان، فالقوم من فرط أهوائهم وأمراض نفوسهم بلغ بهم الكبر أن أبوا أن يكون لهم رب في الغيب يثيبهم على عبوديتهم له بالجنة، فراموا جنة في الأرض بأنفسهم!
بل إنه لو لا فشو هذه الفكرة الطاغوتية بين الناس، لما انتشر بينهم معضلة الشر التي بات بعض الفلاسفة يعدونها أقوى دليل على بطلان الأديان جملة! ولو أنهم أنصفوا أنفسهم واتبعوا ما تملي عليهم فطرتهم لعلموا أن لا ملاذ لهم إلا الإيمان باعتقاد الأنبياء أن الدنيا دار بلاء، خلفت للفناء لا للبقاء!
ثم إننا لو سلمنا بأن السعي إلى إقامة جنة أرضية مطلب معقول، فينبغي أن يجتمع في هذا النموذج أمران: (1) كمال النظام الحاكم بحيث يخلو من أي جور أو إتيان قبائح لا يرضاها المحكومون، (2) وكمال ظروف المحكوم بحيث لا يطرأ عليه ما يكدر صفو عيشه أو يسبب له تعاسة أو شقاء، ولا يكون هذا إلا بأن لا يضل في الدنيا ألم ولا شر!
وكل من (1) و(2) ممتنعان كما هو ظاهر، إلا أن (2) أظهر امتناعا، ولهذا اكتفى المنظّرون لهذه الفكرة بالكلام عن (1)، مع أنه حتى لو سلمنا بإمكانها فإنها لا تحقق المطلب المنشود، فإن عالما ليس فيه سرقة، إلا أني مصاب فيه باكتئاب حاد لن يكون جنة لي!
ورغم أن العوامل الخارجية لا يمكن لأي حاكم أن يتحكم فيها كما هو ظاهر، فإن الحياة الطيبة في القرآن، لم تكن تُعزى إلى كمال العوامل الخارجية وحسب، بل فسر غير واحد من السلف قوله تعالى: ﴿فلنحيينّه حياة طيبة﴾ بالقناعة، فالمؤمن إذا أصابته ضراء صبر وعلم أن فيها أجرا وكفارات للذنوب، كما في حديث صُهيب بن سِنان الرومي -رضي الله عنه- في الصحيح: «عجَبًا لِأَمر المُؤمِن إِنَّ أمرَه كُلَّه له خير، وليس ذلك لِأَحَد إِلَّا لِلمُؤمِن: إِنْ أَصَابَته سَرَّاء شكر فكان خيرا له، وإِنْ أَصَابته ضّرَّاء صَبَر فَكَان خيرا له». ويخبر القرآن أن من أعرض عن ذكر الله، فإنما يُصاب بضنكٍ في معيشته، وإن ملأ الدنيا ذهباً وفضة، ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا﴾.
على أن (1) أيضا محال لا يُرجى حصوله في الدنيا البتة، بل هو تكليف بما لا يطاق، فليس في الدنيا عدالة كاملة، إذ لا يقدر البشر على تطبيقها أصلا، ولكننا مطالبون بأقصى حد نقدر عليه من العدل، ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ﴾.
فإذا ثبت هذا عُلم أن ما يروم القوم ليس إلا ضربا من الخيال، ونسجا من المحال، قصد بها أصحابها الفرار من الدنيا إلى نعيمٍ مستحال، والله المستعان.
#التحسين_و_التقبيح
من كمال اقتداء الصحابة بالنبي ﷺ.
مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بن عَبْدِ الله بن أبِي طَلحَةَ، أنَّهُ سَمِعَ أنَسَ بن مَالِكٍ، يَقُولُ:
«إِنَّ خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ الله ﷺ لِطَعَامٍ صَنَعَهُ، قَالَ أنسٌ فَذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ الله ﷺ إِلَى ذَلِكَ الطَّعَامِ، فَقَرَّبَ إِلَيْهِ خُبْزًا مِنْ شَعِيرٍ وَمَرَقًا فِيهِ دُبَّاءٌ، قَالَ أنسٌ: فَرَأيْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَتَتبَّعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حَوْلِ القَصْعَةِ، فَلَمْ أزَل أُحِبُّ الدُّبَّاءَ بَعْدَ ذَلِكَ اليَوْمِ».أخرجه مالك (١٥٧٤)، والحميدي (١٢٤٧)، وأحمد (١٢٥٤١)، والدارمي (٢١٨٣)، والبخاري (٢٠٩٢)، ومسلم (٥٣٧٥)، والترمذي (١٨٥٠)، والنسائي (٦٦٢٨).
«أن رسول الله ﷺ خرج إِلَى مَوْلًى لَهُ، دَعَاهُ صَنَعَ لَهُ طَعَامًا. يقول أنس: فَأتَيْتُهُ فَإِذَا هُوَ يَأكُلُ، فَدَعَانِي لِآكُلَ مَعَهُ، قَالَ: وَصَنَعَ لَهُ ثَرِيدًا بِلَحْمٍ وَقَرْعٍ قَالَ: وَإِذَا هُوَ يُعْجِبُهُ القَرْعُ».اهـ صحيح، أخرجه أحمد (١٢٠٧٥)، وابن ماجة (٣٣٠٣).
للإخوة في لبيبا، هذه المكتبة لأخ من إخواننا، يبيع فيها كتب العقيدة المسندة وغيرها من كتب أهل السنة، وتحقيقات الشيخ عادل آل حمدان كذلك.
.
في بيان الفرق بين الهم والعزم
الهم بالمعصية هو ما يمرُّ بالخاطر من بدء الإرادة، وهو دون العزم الجازم، فإن همَّ المرءُ بالسيئةِ ولم يُقدِم عليها، كُتبت له حسنة، كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين: «مَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً». وهذا ما كان من يوسف -عليه السلام- حين هم بالمعصية مع امرأة العزيز ثم لم يعملها، فكتبت له حسنة (على تأويل السلف لآية الهم خلافا لما ذهب له بعض المتأخرين دون بينة).
أما العزم فهو تصميم القلب على الشيء، ومنتهى الإرادة، وهو الذي لا يتخلف مع وجود القدرة، فمتى ما وُجدت القدرة حصل الفعل. والعازم على المعصية آثم، ويدلك على ذلك حديث: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، قالوا: قد عرفنا القاتل فما بال القتيل؟ قال: لأنه كان حريصًا على قتل صاحبه». وكذا حديث «إنما الدنيا لأربعة نفر» وغيره، تركت ذكرها خشية التطويل.
نقض احتجاج المجيزين لاستعمال أواني الفضة والذهب في غير الأكل والشرب
وقد ذهب هذا المذهب الشوكاني، والصنعاني، والشيخ ابن عثيمين رحمه الله كما في الشرح الممتنع، وهو قول شاذ مخالف للاجماع.
وأقوى ما استدلوا به: حديث عثمان بن عبدالله بن موهب، قال:
«كان عند أم سلمة أم المؤمنين جُلجُل من فضة فيه شعرات من شعر رسول الله ﷺ، وكان إذا أصاب إنسانًا عين أو اشتكى بعث بإناء فخضخض فيه، ثم شربه، وتوضأ منه …».
تحقيق علة تحريم استعمال أواني الذهب والفضة
قال ابن القيم في زاد المعاد (٤/ ٣٢١ - ٣٢٢):
«قيل: علة التحريم تضييق النقود، فإنها إذا اتخذت أواني فاتت الحكمة التي وضعت لأجلها من قيام مصالح بني آدم، وقيل: العلة الفخر والخيلاء. وقيل: العلة كسر قلوب الفقراء والمساكين إذا رأوها وعاينوها. وهذه العلل فيها ما فيها، فإن التعليل بتضييق النقود يمنع من التحلي بها وجعلها سبائك ونحوها مما ليس بآنية ولا نقد، والفخر والخيلاء حرام بأي شيء كان، وكسر قلوب المساكين لا ضابط له، فإن قلوبهم تنكسر بالدور الواسعة والحدائق المعجبة، والمراكب الفارهة، والملابس الفاخرة، والأطعمة اللذيذة، وغير ذلك من المباحات، وكل هذه علل منتقضة، إذ توجد العلة، ويتخلف معلولها.
فالصواب أن العلة والله أعلم ما يكسب استعمالها القلب من الهيئة، والحالة المنافية للعبودية منافاة ظاهرة، ولهذا علل النبي ﷺ بأنها للكفار في الدنيا، إذ ليس لهم نصيب من العبودية التي ينالون بها في الآخرة نعيمها، فلا يصلح استعمالها لعبيد الله في الدنيا، وإنما يستعملها من خرج عن عبوديته، ورضي بالدنيا وعاجلها من الآخرة».
نقض مختصر لاعتقاد الأشعرية أن الظلم هو التصرف في ملك الغير:
يقال لهم: أن من التصرف في ملك الغير ما هو عدل أقرته الشريعة أصلا، مثاله: الحجر على مال السفيه؛ فإنه تصرف في ملك الغير بغير إذنه وليس ظلمًا باتفاق العقلاء بل عدل ومنفعة.
ولو كان الظلم هو هو التصرف في ملك الغير، لكان سؤال السائل: "لقد تصرفت في ملك غيري، فهل ظلمته؟" سؤالا ركيكا، كما هو الحال مع سؤال: "إنه أعزب، فهل هو غير متزوج؟"، والحقيقة أن السؤال الأول ليس ركيكا، فدلّ ذلك على أن الظلم ليس هو التصرف في ملك الغير، والله الهادي إلى سواء السبيل.
#الرد_على_المتكلمين
#القدر
المشاهير في اليوتيوبِ ومواقعِ التواصلِ الذينَ يُشغِلونَ أبناءَ المسلمين بالألعابِ والأفلامِ وأنواعِ اللهوِ الذي لا طائلَ منه، لو أنهم نشروا روابطَ لدعمِ إخوتِنا المستضعَفينَ في غَزَّةَ والسُّودانِ لكانَ خيرًا لهم وللمسلمين..!
هذه روابط من موقعِ العونِ المباشرِ -وهو موثوق- 👇🏻
إغاثة إخواننا في غزة
إغاثة متضرري الأزمات في السودان
شاركوا المنشور عسى أن يُصادِفَ أحدَهم فيتذكرَ ويعتَبِرَ..
قال شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
«ضبط قانون كلي في الطاهر والنجس مطرد منعكس لم يتيسر، وليس ذلك بالواجب علينا بعد علمنا بالأنواع الطاهرة والأنواع النجسة».
قاعدة لعلاج الغرور والعجب بالنفس 👇🏻
قال ابن أبي الدنيا ٦٣ - حدثني علي بن أبي مريم، عن محمد بن سعيد، عن أشعث بن شعبة، قال: قال ابن عون:
«لا تثقن بكثرة العمل فإنك لا تدري يقبل منك أم لا، ولا تأمن ذنوبك، فإنك لا تدري هل كفرت عنك أم لا، إن عملك عنك مغيب كله ما تدري ما الله صانع فيه أيجعله في سجين أم يجعله في عليين».Читать полностью…
[باب في أن الاستهانة بالذنب تصيِّره أعظم عند الله]
قال القاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي في أحكام القرآن ٣٨ - حدثنا مسدد قال حدثنا حماد بن يزيد عن سعيد بن أبي صدقة عن قيس بن سعد قال: قال ابن عباس:
«لا كبيرة بكبيرة مع استغفار، ولا صغيرة بصغيرة مع اصرار».
«من الكبائر أن يعمل الرجل الذنب فيحتقره».
«بقدر ما يصغر الذنب عندك، كذا يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم عندك كذا يصغر عند الله».
«أصبحت الخليفة على ثلاثة أصناف: صنف من الذنب تائب موطن نفسه على هجران ذنبه لا يريد أن يرجع إلى شيء من سيئة هذا المبرور، وصنف يذنب، ثم يذنب، ويذنب ويبكي، هذا يرجى له، ويخاف عليه، وصنف يذنب، ولا يندم، ويذنب ولا يحزن، ويذنب ولا يبكي، فهذا الخائن الجائر عن طريق الجنة إلى النار».Читать полностью…
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخ موريتاني نعرفه وهو ثقة، لديه عملية لأبيه مستعجلة، الأخ باع سيارته ورهن داره، وتبقى له مبلغ حتى تتم العملية، وهو يحتاج منا مساعدة، من يرغب في ذلك ولو بالقليل يتواصل معي.
وجزاكم الله خيراً
@TACH1417
النرجسية مذمومة في كل حال، ولكن أسوأها هي نرجسية صاحب الذكاء المتوسط، تشعر أنها مثل الجهل المركب؛ نرجسية مركبة :")
Читать полностью…إجابة المعترض على نظام الإرث في الاسلام بأن "ثمّة حالات كثيرة ترث فيها المرأة أكثر من الرجل" ذر للرماد في العيون، وجواب انهزامي منبطح للمخالف. فالرجل والمرأة إن كانوا في طبقة واحدة، فللذكر حظ الانثيين، وهذا عندنا متسق في منظومتنا الأخلاقية بما على الرجل والمرأة من واجبات وحقوق.
Читать полностью…هل كان للنبي ﷺ خاتم؟
حَمَّاد بن سَلَمَةَ، قَالَ: أخْبَرَنَا ثَابِتٌ، أنَّهُمْ سَألُوا أنَسَ بن مَالِكٍ: أكَانَ لِرَسُولِ الله ﷺ خَاتَمٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ.
أخرجه أحمد (١٤٠٢٧)، وعبد بن حميد (١٢٩٣)، ومسلم (١٣٩٢)، والنسائي (٥٣٢٩)، (٩٦٥٤)، وأبو يعلى (٣٣١٣)
وقد كان خاتمه ﷺ من فضة:
زُهَيْر، وَمُعْتَمِرٌ، وَعَاصِمٍ عَنْ حميْدٍ، عَنْ أنسٍ، قَالَ:
«كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ ﷺ فِضَّةً، فَصُّهُ مِنْهُ».
«أنَّ رَسُولَ الله ﷺ اتَّخذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، وَنَقَشَ فِيهِ مُحمَّدٌ رَسُولُ الله، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ:أخرجه ابن أبي شيبة (٢٥٦٠٦)، وأحمد (١٢٠١٢)، والبخاري (٥٨٧٧)، ومسلم (٥٥٢٩)، وابن ماجة (٣٦٤٠)، والنسائي (٩٤٦٢)، وأبو يعلى (٣٨٩٦)
إِنِّي قَدْ اتَّخذْتُ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ وَنَقَشْتُ فِيهِ مُحمَّدٌ رَسُولُ الله، فَلَا تَنْقُشُوا عَلَيْهِ».
«كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ ﷺ فِي هَذِهِ، وَأشَارَ إِلَى الخِنْصِرِ مِنْ يَدِهِ اليُسْرَى».
«ومن نسب لله تعالى إلى شيء من ذلك: كان ممن لا يخفى كفره على أحد، ولَوَجَبَ على أقرب الناس إليه إبانة رأسه عن جسده، وقطع مادة شره عن ضعفاء المسلمين».
علي بن رميح بن علي الرميحي، الآراء الفقهية المعاصرة المحكوم عليها بالشذوذ في العبادات، رسالة ماجستير بقسم الفقه، كلية الشريعة - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بإشراف د سليمان بن أحمد الملحم ١٤٣٩ هـ، الطبعة: الأولى، ١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م.
هذه من أقوى رسائل الماجستير الفقهية التي قرأتها، تقع في 1503 صفحة، يذكر فيها الكاتب ما اشتهر في عصرنا من الأقوال التي نُسبت إلى الشذوذ أو خالفت إجماعات منقولة في كلام الفقهاء، وغالبا ما تكون: من آراء الشوكاني، والصنعاني، وسيد سابق، والألباني رحمه الله، وابن عثيمين رحمه الله.
ثم يحقق صحة نسبة القول للشذوذ بعرض أدلة الطرفين، ثم ذكر أدلة صحة القول الذي إجماع العلماء، وإبطال أدلة أصحاب القول الشاذ، وكذا تحقيق دعاوى الخلاف المزعومة ونحوه، ببحث لا يخلو من تحقيق فريد، جزى الله المؤلف خيرا.
من القواعد الأصولية التي يقع فيها الخلط قاعدة: "النهي يقتضي الفساد"
وهذا كخلط بعض الفقهاء من الحنابلة وغيرهم، الذين فرعوا عليها بأن الماء المغصوب لا يرفع الحدث¹. قال المرداوي: (وأما الوضوء بالماء المغصوب: فالصحيح من المذهب: أن الطهارة لا تصح به. وهو من مفردات المذهب. وعنه: تصح وتكره، واختاره ابن عَبْدُوس في تذكرته)².
فالنهي لا يكون مقتضيًا لفساد المنهي عنه إلا إذا عاد النهي إلى ذات العبادة، أو وصفه اللازم. وجهة المنع ها هنا من قبل الغصب، لا من قبل الطهارة، فثبت أن الاستدلال لا يصح، والصواب أن الماء المغصوب يرفع الحدث ويزيل الخبث مع التحريم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
¹ أحمد بن ناصر القعيمي، مدارج تفقه الحنبلي ص141
² الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف - ت الفقي (28/1)
#أصول_الفقه
هل يجوز أن يكون الإنسان في فعل واحد مأمورا من وجه، منهيا من وجه، مطيعا من وجه، عاصيا من وجه؟
الجواب: نعم، ومثاله: الصلاة في الثوب المسبل، وصحة الوضوء بالماء المسروق. وقد مثل السمعاني للمسألة في قواطع الأدلة (١/ ١٣٥ - ١٣٦) بالمريض الذي يستضر بالصوم، فإن الصوم يحرم عليه، ولم يختلف أحد بأنه إذا صام فإن صومه يقع صحيحًا.
ومثله إذا ذبح بسكين مغصوبة، فاستعمال سكين الغير معصية، وذبح الشاة مباح جائز.
ومثله أيضا: لو كان أحد يصلي ورأى معصومًا يغرق كان مطالبًا بالخروج من الصلاة وإنقاذه، فلو مضى في صلاته لم تبطل صلاته مع مقارنة المحرم.
قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (١/ ١٧٩):
«من ستر عورته في الصلاة بثوب محرم، أو توضأ للصلاة بماء مغصوب، أو صلى في بقعة غصب، فهذا قد اختلف العلماء فيه: هل عمله مردود من أصله، أو أنه غير مردود، وتبرأ به الذمة من عهدة الواجب؟
وأكثر الفقهاء على أنه ليس بمردود من أصله، وقد حكى عبد الرحمن بن مهدي عن قوم من أصحاب الكلام يقال لهم: الشمرية أصحاب أبي شمر أنهم يقولون: إن من صلى في ثوب كان في ثمنه درهم حرام أن عليه إعادة صلاته، وقال: ما سمعت قولًا أخبث من قولهم، نسأل الله العافية، وعبد الرحمن بن مهدي من أكابر فقهاء أهل الحديث، المطلعين على مقالات السلف، وقد استنكر هذا القول وجعله بدعة، فدل على أنه لم يعلم عن أحد من السلف القول بإعادة الصلاة في مثل هذا».
ما معنى الظلم الذي حرمه الله على نفسه؟
قد تقدم ذكر أن الله تعالى لا يعاقب إلا بذنب، وقد أشكل ذلك على بعض الاخوة، وهذا تفصيل القول في الظلم الذي ننفيه عن الباري جل شأنه:
أما معنى الظلم: فهو وضع الشيء في غير موضعه، قال الأصْمَعيَ رحمه الله:
«ما ظلم، أي: ما وضع الشبه في غير موضعه، وأصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه».
«لم نظلمهم مِن عملهم من شيء، فننتقصهم، فنُعطيه ذُرّياتهم الذين ألحقناهم بهم، الذين لم يبلغوا الأعمال ألْحقهم بالذين قد بلغوا الأعمال، ﴿وما ألَتْناهُمْ مِن عَمَلِهِمْ مِن شَيْءٍ﴾ قال: لم يأخذ عمل الكبار فيجزيه الصغار، أدخلهم برحمته، والكبار عملوا فدخلوا بأعمالهم».
«لا يخاف ابن آدم يوم القيامة أن يظلم فيزاد عليه في سيئاته، ولا يظلم فيهضم في حسناته».
«وما أهلك الله هذه الأحزاب من هذه الأمم ظلما منه لهم بغير جرم اجترموه بينهم وبينه، لأنه لا يريد ظلم عباده، ولا يشاؤه، ولكنه أهلكهم بإجرامهم وكفرهم به، وخلافهم أمره».
«﴿قَوْمِ نُوحٍ وعادٍ وثَمُودَ والَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وما اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبادِ﴾ فيعذِّب على غير ذنب».
«إِنَّ اللَّهَ عز وجل لَيْسَ يُعَذِّبُ أَحَدًا حَتَّى يَسْبِقَ إِلَيْهِ مِنَ اللَّهِ خَبَرًا، أَوْ يَأْتِيَهُ مِنَ اللَّهِ بَيِّنَةٌ، وَلَيْسَ مُعَذِّبًا أَحَدًا إِلَّا بِذَنَبِه».ِ
«لو أن الله عذب أهل سمواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم».
قال عبد الله بن أحمد في العلل ٤٧٨٧ - حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل قال: حدثنا أيوب، عن محمد بن سيرين قال:
«هاجت الفتنة وأصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عشرة آلاف فما خفّ فيها منهم مائة، بل لم يبلغوا ثلاثين».
«وهذا الإسناد من أصح إسناد على وجه الأرض. ومحمد بن سيرين من أورع الناس في منطقه، ومراسيله من أصح المراسيل».Читать полностью…
تقرير أن الأحكام الأخلاقية معانٍ لا تختلف لا شاهدا ولا غائب، والرد على بعض المخالفين..
#التحسين_و_التقبيح
اعلم وفقك الله أن الإجماع لا ينخرم لمجرد حكاية عالم من العلماء الخلاف عن بعض السلف كابن سيرين والحسن وأمثالهم، إلا إن وقفنا على روايتهم، ولا يكتفى بمجرد الحكاية عنهم، فلا يُترك الدليل الشرعي القائم لخلاف منقول لم نتحققه، إذ لا يُعارَضُ المعلومُ بالموهوم، فليس كل ماينقل عن العلماء صحيحًا، وليس كل ماصح عنهم يكون صريحًا في المسألة المراد بحثها، وقد نبه على هذا المعنى ابن رجب بقوله:
«قد نبَّهنا عَلَى علة المنع من ذلك، وهو أنَّ مذاهب غير هؤلاء لم تشتهر ولم تنضبط، فربما نُسب إليهم ما لم يقولوه، أو فُهم عنهم ما لم يريدوه، وليس لمذاهبهم من يذبّ عنها، ويُنبّهُ عَلَى ما يقع من الخلل فيها بخلاف هذه المذاهب المشهورة».
الكافر الذي كان يذنب ذنبا قبل إسلامه ثم استمر عليه بعد الاسلام ولم يتب، يؤاخد عليه قبل الاسلام وبعده 👇🏻
جاء في الصحيحين:
«أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: قال له حكيم بن حزام: يا رسول الله، أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ فقال: من أحسن منكم في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر».Читать полностью…
الرواية عن أحمد في الفروع لابن المفلح في طهارة الدم خطأ على أحمد سببه خطأ في المطبوع تبين بالرجوع للمخطوط، وتأيد بعدم التفريع عليها في الكتب التي اعتنت بالفروع، وبنفي الخلاف في نجاسة الدم الذي نقله أحمد، فالعبارة التي في المطبوع: «وعنه: طهارة قيح، ومدّة وصديد، ودم. وعرق المأكول طاهر»، والظاهر أن قوله: «ودم» تابعة لما بعده، فتكون العبارة: «ودم عرق المأكول طاهر».
وهذه العبارة موجودة ومطروقة أيضًا في كتب المذهب الأخرى، قال في الإقناع: «ودم عرق مأكول بعد ما يخرج بالذبح وما في خلال لحمه طاهر ولو ظهرت حمرته نصًا»، وفي الإنصاف: «دم عرق المأكول طاهر، على الصحيح من المذهب، ولو ظهرت حمرته»، ويقصدون به: «الدم الذي يبقى في اللحم وعروقه طاهر، ولو غلبت حمرته في القدر، لأنه لا يمكن التحرز».
مستفاد من: علي بن رميح بن علي الرميحي، الآراء الفقهية المعاصرة المحكوم عليها بالشذوذ في العبادات، رسالة ماجستير بقسم الفقه، كلية الشريعة - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
#فقه