"ولم يكن قبل الخلَّال للإمام أحمد مذهبٌ مستقلٌّ، حتَّى تتبع هو نصوص أحمد، ودوَّنها، وبرهنها بعد الثلاثمئة".
- الذهبيُّ / السيَر (١٤/٢٩٨)
«والقليل من الدرس للقرآن مع الفكر فيه وتدبره أحب إلي من قراءة الكثير من القرآن بغير تدبر، ولا تفكر فيه، وظاهر القرآن يدل على ذلك، والسنة وقول أئمة المسلمين».
جواب اعتراض سفسطائي لأحد الدهرية.
يقول المعارض:
«من يحكم بإمكان مجموع الممكنات متلبس بمغالطة التركيب، فقد يكون الكل ممكن والمجموع واجب، لأن النوع لا يأخذ حكم الافراد بالضرورة».
فضل عمر رضي الله عنه
مسعر، وسفيان بن عيينة عن القاسم بن عبد الرحمن، ح عاصم بن أبي النجود، عن زر، جميعا: عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال:
«كان إسلام عمر فتحا وكانت هجرته نصرا وكانت إمارته رحمة».
حوار تمثيلي نافع حول شبهة العدم والملكة - مستل من الانتصار للتدمرية لماهر أمير ص733-741
#الرد_على_المتكلمين
في أن ليس كل مجتهد مستحق للعذر
قال ابن أبي شيبة ٤٠٧١١ - حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا ابن عيينة عن عبيد اللَّه بن أبي يزيد عن ابن عباس:
«أنه ذكر عنده الخوارج فذكر من عبادتهم واجتهادهم فقال: ليسوا بأشد اجتهادا من اليهود والنصارى ثم هم يصلون».
نقض شبهة التحيز
- لو كان الله يقبل الدخول والخروج، لزم التحيز، ومن ثم يلزم كذا وكذا.
- ما الذي تريده بالتحيز؟
- يعني أن يشغل فراغا متوهما.
- ما الذي تريدونه بكونه يشغل فراغا؟ أتريدون: أنه مفتقر إلى شيء وجودي هو حال فيه؟ أم تريدون أنه فقط موجود حيثُ لا يوجد أحد سواه، حيثُ عَدَمُ كل شيء، حيثُ ما تقرون أنه فارغ من كل شيء وموهوم مقدر؟
فإن كان الثاني فهذا هو (الخروج) المراد بالخروج عن العالم والانحياز عنه، فالقول بأن الخروج لا يقبله إلا موجود يشغل فراغًا متوهما، كالقول: الخروج لا يقبله إلا الخارج!
وإن قلت: المتحيز ما كان محصورا في حيز وجودي يحيط به، فسنقول: هذا هو نفسه (الدخول). فكأنما قلت: لو كان الله يقبل الدخول والخروج، لزم الدخول!
#الرد_على_المتكلمين
إن كانت معقولاتكم تقوّم الأذهان، فما بالكم أعظم الناس اختلافا؟
قال الإمام ابن قتيبة رحمه الله:
«تدبرت رحمك الله مقالة أهل الكلام فوجدتهم يقولون على الله ما لا يعلمون, ويفتنون الناس بما يأتون, ويبصرون القذى في عيون الناس, وعيونهم تطرف على الأجذاع, ويتهمون غيرهم في النقل, ولا يتهمون آراءهم في التأويل!...وقد كان يجب مع ما يدعونه من معرفة القياس, وإعداد آلات النظر أن لا يختلفوا كما لا يختلف الحُسَّاب والمُسَّاح والمهندسون لأن آلتهم لا تدل إلا على عدد واحد وإلا على شكل واحد فما بالهم أكثر الناس اختلافًا لا يجتمع اثنان من رؤسائهم على أمر واحد في الدين».
آثار طريفة من الجامع لأخلاق الراوي للخطيب البغدادي:
- قال علي بن خشرم: سمعت سفيان بن عيينة، يسأل رجلا ما حرفتك؟ قال: طلب الحديث، «قال: بشر أهلك بالإفلاس».
- قال ابن نمير: قال لي سفيان: «تزوجت؟ قلت: لا، قال: ما تدري ما أنت فيه من العافية».
- قال إبراهيم بن أدهم: «كان يقال: من تزوج فقد ركب البحر، فإذا ولد له فقد كسر به».
- قال أحمد بن يحيى: «دق رجل على رجل الباب، فقال: من ذا؟ قال: ها أنا ذا، قال: يا ها أنا ذا ادخل، قال: فبقي لقب الرجل ها أنا ذا».
#آثار
تاريخ مصنفات أهل الحديث في التفسير
مقال فيه إفادات تاريخية نافعة إن شاء الله.
#تفسير
وأيضا مما يحذر عنه كلمة (فكر إسلامي)؛ إذ معنى هذا أننا جعلنا الإسلام عبارة عن أفكار قابلة للأخذ والرد، وهذا خطر عظيم أدخله علينا أعداء الإسلام من حيث لا نشعر، والإسلام شرع من عند اللّٰه وليس فكرًا لمخلوق.
- الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-
أقول: وهذا خطابٌ لأهل الأرض أجمعهم، فتحداهم بهذا التحدي في مواضع كثيرة في أربع سور مكية، وفي هذه السورة المدنية؛ هذا والنبي ﷺ بشر مثلهم، نشأ بينهم، أمي لا يكتب ولا يقرأ؛ وهم أفصح الأمم، وأعظم الناس بغضا له وعداوة لدينه.
والنبي ﷺ يقرأ هذه الآية وأمثالها على أصناف الخلائق أميهم وكتابيهم وعربهم وعجمهم ويقول: لن تستطيعوا ذلك ولن تفعلوه أبدا، فيعدلون معه إلي الحرب والرضى بقتل الأحباب، فلو قدروا على الإتيان بسورة واحدة لم يعدلوا عنها إلى اختيار المحاربة، وإيتام الأولاد، وقتل النفوس.
فاجتمع فيهم: (1) داع المعارضة: وهو شدة العداوة، وإيثار العقلاء للنصر بالحجّة على ركوب مشقة السيف؛ (2) وتمكن الآلات: وهو ما كان من فصاحتهم، واجتماعهم جميعا على رجل أمي واحد. فإذا عجزوا جميعا، وهو الحاصل: عُلم خرق العادة، فتعينت النبوة.
#النبوة
#تفسير
بين أصل اللغات وأصل الأنواع ..
يعترف المختصون في اللسانيات أن البحث في أصل اللغات مضيعة للوقت، ولا سبيل إليه؛ وذلك لأنه حدث "استثنائي" لم يسبق أن رأينا له نظيرا في عادتنا، وكل النظريات المطروحة محض تخمينات متكافئة معرفيا.
وهذا عين ما ندندن حوله مرارا عند كلامنا عن بطلان نظرية التطور: أن النظرية التفسيرية أو القياس التفسيري abductive reasoning، شرط صحته الابستمي أن يكون له مستند من العادة؛ وأعني بذلك مثل النظرية التفسيرية التي تفسر رؤية بلل يغطي جميع الأرض بأن السبب: هو المطر، رغم أننا لم نرى المطر مباشرة؛ ولكن مستند النظرية ها هنا هو عادتنا وتجربتنا المستفيضة بأثر المطر على الأرض.
ولهذا فإننا نقول: أصل الأنواع غيب مطلق، لأنه لا نظير له في عادتنا، إذ لم نرى من قبل أنواع تنشأ؛ ومن ثم فلا يمكن بلوغه بالقياس على ما في عادتنا (من حيث التعريف).
#فلسفة_العلم
«من الناس من يقول الخطأ بلا قناعة، فإذا جادَله أحد عاند وكابر، فيكون جداله تثبيتاً للخطأ في نفسه! ومثل هذا يُبَيّن له الصواب ويترك بلا جدال».
«اتفقوا أنه لا يجوز أن يكون على المسلمين في وقت واحد في جميع الدنيا إمامان [يعني حاكمان]، لا متفقان ولا متفرقان، ولا في مكانين ولا في مكان واحد».~ ابن حزم (٤٥٦ هـ)، مراتب الإجماع (ص ١٢٤)
«اللهم عذب الكفرة، وألق في قلوبهم الرعب، وخالف بين كلمتهم، وأنزل عليهم رجزك وعذابك، اللهم عذب الكفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك ويقاتلون أولياءك».
#طالب_العلم
#منهجيات
قال الحافظ ابن عبدالبر المالكي (463هـ) رحمه الله:
(لا يجوز أن يُراعَىٰ الاختلافُ عند طلبِ الحُجة؛ لأنّ الاختلافَ ليس منه شيءٌ لازمٌ دون دليلٍ، وإنما الحُجة اللازمةُ: الإجماعُ لا الاختلافُ؛ لأنّ الإجماعَ يجب الانقيادُ إليه؛ لقول الله: {ومَن يشاققِ الرسولَ مِن بعدِ ما تبيّن له الهدىٰ ويَتبعْ غيرَ سبيلِ المؤمنين نُوَلِّهِ ما توَلَّىٰ...} الآية [النساء: ١١٥]، والاختلافُ يجب طَلبُ الدليلِ عندَه مِن الكتابِ والسنةِ؛ قال الله عز وجل: {فإنْ تَنازَعتُم في شيءٍ فرُدّوه إلى اللهِ والرسولِ...} الآية [النساء: ٥٩]، يريد: الكتاب والسنة، هكذا فَسَّرَه العلماءُ)
📚التمهيد (1/ 326)
«فأما الجن فإنهم وإن كانوا يتصرفون بهواهم واختيارهم إلا أن تعرّضهم للبشر بغير الإضلال كالنادر».
شيء من شرك الامامية..
قال الكليني في الكافي أصح كتب القوم:
- باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل عليهم السلام.
- باب أن الأئمة عليهم السلام إذا شاءوا أن يعلموا علموا.
- باب أن الأئمة يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم.
- باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان، وما يكون، وأنه لا يخفى عليهم شيء، صلوات الله عليهم.
- باب أن الأئمة عليهم السلام لو ستر عليهم لأخبروا كل امرئ بما له وعليه.
ثقوا بالله، وأن النصر آتٍ ما دمتم على السنة والأثر..
قال أبو بكر الخلال -رحمه الله- في كتاب السنة - ط دار الراية (١/٢٦٤):
«ثِقُوا بالله، وبالنصر من عنده على مخالفيكم، فإنكم بعين الله وبقربه، وتحت كَنَفه ما دمتم على الأثر».Читать полностью…
هاكم شيئا يذكركم بتقصيركم يا طلبة العلم ..
روى الخطيب في جامع أخلاق الراوي (١٧٨) عن عاصم بن عصام البيهقي أنه قال:
«بت ليلة عند أحمد بن حنبل فجاء بالماء فوضعه، فلما أصبح نظر إلى الماء فإذا هو كما كان، فقال: سبحان الله رجل يطلب العلم لا يكون له ورد من الليل؟!».
«كنت في مجلس أبي عبد الله المروزي، فحضرت صلاة الظهر، فأذن أبو عبد الله فخرجت من المسجد، فقال: يا أبا جعفر، إلى أين؟ قلت: أتطهر للصلاة، قال: كان ظني بك غير هذا، يدخل عليك وقت الصلاة وأنت على غير طهارة».
ابن تيمية (ت ٧٢٨ هـ)، قاعدة في المحبة - ط مكتبة التراث الإسلامي (ص١٤)
«وإذا كانت كل حركة فأصلها الحب والإرادة من محبوب مراد لنفسه لا يحب لغيره، إذ لو كان كل شيء محبوبًا لغيره لزم الدور، أو التسلسل، والشيء قد يحب من وجه دون وجه، وليس شيء يحب لذاته من كل وجه إلا الله وحده، ولا تصلح الإلهية إلا له، ولو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا».Читать полностью…
«ليس كل هلاك عذابا، ألا ترى إلى الطاعون، هو رجز على الكفار وشهادة للمؤمنين، وإنما يكون الهلاك عذابا إذا كان عقوبة على ذنب».
«العقل إذا لم يكن متبعا للشرع، لم يبق له إلا الهوى والشهوة».
كلام مهم غاية حول الاحتباس الحراري، ودعاوى التنبؤ بهلاك البشر، والسبل المقترحة لتجنب ذلك.
#فلسفة_العلم
إن أشعار العرب، وإن زخرت بروائع البيان، لا تبرأ من المجازفات والأباطيل، وكما قيل: "أعذب الشعر أكذبه". فتجد القصيدة الطوال قد أُفنيت أبياتها في وصف النساء والخيول والخمور، أو مدح الرجال والوحوش والحروب، لا يُجنى منها إلا إظهار مهارة الشاعر في التصوير والبيان.
أما القرآن الكريم، فقد سما فوق قامات البلغاء، وتخطى أفانين الشعراء، وكل ما فيه حقٌّ لا مرية فيه، وعدلٌ لا جور معه، وصدقٌ لا يشوبه كذبٌ ولا افتراء. فهو في ذروة البيان، وقمة الفصاحة، لمن أوتي فهم لغة العرب وأسرارها، وتدبر أساليبها وآثارها.
أخباره عذبةٌ سائغةٌ، سواءٌ أطال الكلام أم قصر، وكلما تكرر سماعه ازداد حلاوةً وبهاءً. إذا تحدّث في الوعيد، اهتزّت له الجبال الراسيات، فكيف بالقلوب الواعيات!
وإذا وعد، فتح الأفئدة والأسماع، وأشعل الشوق إلى دار السلام ومجاورة الملك العلام، كما في قوله تعالى: ﴿فلا تعلم نفسٌ ما أُخفي لهم من قرة أعينٍ جزاءً بما كانوا يعملون﴾، وقوله: ﴿ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدّعون﴾.
وفي الترهيب، اسمع قوله جل وعلا: ﴿أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور﴾، فتخشع القلوب، وترتعد الفرائص. واسمع في الزجر: ﴿فكُلًّا أخذنا بذنبه﴾، فعُلم أنَّ العدلَ قائمٌ لا محالة، وأنَّ الجزاءَ محتومٌ لا مفرَّ منه، كل يحاسب بحسب جرمه؛ فتأنف النفس السوية من الذنب، وتحذر موارد الهلاك. واسمع في الوعظ، قوله سبحانه: ﴿أفرأيتَ إن متّعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون﴾، فتتفكر في غرور الدنيا وزوال متاعها، وتوقن ببقاء الآخرة ودوام نعيمها، فتهجر الفاني إلى الباقي.
وإذا جاءت الآيات بالأحكام والأوامر والنواهي، رأيتها قد اشتملت على الأمر بكل معروفٍ كريمٍ نافع، والنهي عن كل قبيحٍ دنيءٍ رذيل. فلا تأمر إلا بما فيه صلاح العباد والبلاد، ولا تنهى إلا عما يفسد الدين والدنيا.
وإذا تحدّثت الآيات عن المعاد وأهواله، ووصف الجنة والنار وما أعدّ الله فيهما، بشّرت وأنذرت، ودعت إلى الخير وحذّرت من الشر، وزهّدت في الدنيا الفانية، ورغّبت في الآخرة الباقية، وثبّتت على الصراط المستقيم، ونقّت القلوب من رجس الشيطان الرجيم.
من الطرائف:
أن الأشعرية لفرط جهلهم بالقرآن والسنة، ظنوا الحديث الموضوع: «من قال القرآن مخلوق فهو كافر» صحيحا، ولأن هذا مشكل على مذهبهم أن الخلاف مع المعتزلة لفظي؛ تكلفوا توجيهه، فأجاب عنه الإيجي في المواقف بجوابين: الأول أنه آحاد فلا يفيد علما، والثاني أن يُراد بمخلوق: مختلق.