ليس الخشوع في الصلاة أن لا يشرد الذهن عند أدائها فقط، فإن هذا يكون في كثير من أمور الدنيا ولا يسمى المرء عندها خاشعا؛ وإنما سر الخشوع: أن يستيقن القلب حال الصلاة أن فوقه رب عظيم يسمعه ويراه، لا يشغله شأن عن شأن سبحانه. فما من حركة تتحركها إلا ويكون قلبك جازما أن ربك يراها، وما من تلاوة أو ذكر إلا وربك يسمعها، فتؤديها على أكمل صورة؛ فإذا استقرت هذه الحال في النفس، صفت المناجاة، وتم الخشوع.
Читать полностью…قلت: ومن تدبر ما صح من روايات أسباب النزول، علم مصداق كلامه؛ ومن ذلك -على سبيل المثال-:
قال البخاري في صحيحه ١٤١٥ - حدثنا عبيد الله بن سعيد: حدثنا أبو النعمان الحكم هو ابن عبد الله البصري: حدثنا شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن أبي مسعود -رضي الله عنه- قال:
«لما نزلت آية الصدقة، كنا نحامل، فجاء رجل فتصدق بشيء كثير، فقالوا: مرائي، وجاء رجل فتصدق بصاع، فقالوا: إن الله لغني عن صاع هذا، فنزلت: ﴿الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلا جُهْدَهُمْ﴾ الآية».
«لما نزلت هذه الآية ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾ شق ذلك على أصحاب النبي ﷺ، وقالوا: أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟ فقال رسول الله ﷺ: إنه ليس بذاك، ألا تسمعون إلى قول لقمان: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾».
«لما نزلت هذه الآية: ﴿لَنْ تَنَالُوا البر حتى تنفقوا مما تحبون﴾. قال أبو طلحة: أرى ربنا يسألنا من أموالنا. فأشهدك، يا رسول الله، أني قد جعلت أرضي، بريحا لله. قال فقال رسول الله ﷺ اجعلها في قرابتك. قال: فجعلها في حسان بن ثابت وأبي بن كعب».
«لما نزلت: ﴿لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ الآية جاء عمرو بن أم مكتوم إلى النبي ﷺ قال: وكان ضرير البصر، فقال: يا رسول الله، ما تأمرني؟ إني ضرير البصر، فأنزل الله تعالى هذه الآية: ﴿غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾ الآية، فقال النبي ﷺ: ائتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة».
«قال رجل لعمر بن الخطاب-: إني لأعرف أشد آية في كتاب الله. فأهوى عمر فضربه بالدرة وقال: مالك نقبت عنها حتى علمتها. فانصرف حتى إذا كان الغد قال له عمر: الآية التي ذكرت بالأمس. قال: وهل تركتني أخبرك عنها؟ فقال له عمر: ما نمت البارحة. فقال: يا أمير المؤمنين، قال الله عز وجل: (من يعمل سوءا يجز به) ما من أحد يعمل سوءا إلا جزي به. فقال عمر: إنا حين نزلت ما نفعنا طعام ولا شراب حتى أنزل الله عز وجل بعد ذلك ورخص قال: ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما».
جواب ابن أبي العز على إشكال لزوم تغير العلم من إثبات قدرة العبد على الفعل والترك.
~ شرح العقيدة الطحاوية
هل رأيت أعرابياً يصنف كتاباً بعنوان: (الأعراب أعظم إيماناً وتقوى) وكأنه يعارض الآية: {الأعراب أشد كفراً ونفاقاً}؟
وهل رأيت شاعراً يكتب كتاباً بعنوان: (والشعراء يتبعهم المتقون) معارضةً للآية: {والشعراء يتبعهم الغاوون}؟
هذا مع أن الفريقين حظوا باستثناء في النصوص، فحمد الأتقياء منهم الله على ذلك، واكتفوا بذلك وسألوه أن يكونوا من المستثنين.
الأمر ليس دفاعاً عن سنة رسول الله ﷺ، بل تأثُّر بالموجات النسوية، بدليل قولها: (كاملات عقل ودين)، وهذه قضية لا تستفاد من مجرد تضعيف الحديث، فإثبات الكمال يحتاج أدلة مستقلة، وادِّعاؤه هكذا محض نرجسية اعتدنا عليها من كثير من النساء العصريات، اللواتي يعتقدن أن خير الملائكة نزل بأفضل وحي على خير البشر حتى يخضع الأمر في الأخير لتقييمهن فيقلن: (هذا الدين كرم المرأة) أو (فيه أمور تحتاج إصلاحاً) العبد العاقل يرى ذنوبه ويستحي من ربه ويبصر تقصيره ويرجو السلامة بالعفو والرحمة، ومن لا عقل له يفكر بهذه النرجسية مقتدياً بإبليس في حمقه.
أرادت أن تنفي النقص عن نفسها فذهب دينها كله.
ولا تظنن هذه النرجسية قادمة من تعظيم للذات، بل إن المرء إذا كره نفسه على حقيقتها حاربها وأنكر خصائصها وأنكر وجودها، واخترع لنفسه وهماً يعيشه وهو يعلم ذلك.
الحديث كل ما فيه ذكر قضية قطعية شرعية من أمر الشهادة وتنصيف شهادة المرأة وتركها الصلاة وقت الحيض.
وذكر قضية واقعية لا ينكرها إلا مكابر، من كثرة اللعن وكفران العشير.
هذا ما يتعلق بالأمر من قضايا شرعية وواقعية.
وأما ما سوى ذلك فأكاد أجزم أنه يسهل قبوله من (دراسات غربية) أو (أوراق علمية) أو حتى أمثلة شعبية من حضارات أخرى، بينما عند الحديث يأتي التعنت استغلالاً للموجات التشكيكية الباردة المنتشرة.
في أن سبب النظام يجب أن يكون مريدا
المؤثر لا يخلو إما أن يكون قاصدا intending أو غير قاصد non-intending، فإن كان قاصدا فهو المطلوب، وإن كان غير قاصد (مثل الجمادات): فهو يسمح -من حيث التعريف- بحصول: النظام (أ) واحتمالات لا نهائية هي نقيض (¬أ)، أي لا تحصى الاحتمالات الممكنة التي كان من الممكن أن يتركب منها النظام ليفشل في أداء المقصد الذي يؤديه بالفعل؛ ونسبة المؤثر غير القاصد إلى كل هذه الاحتمالات سواء: فإذا كان الذي ترجح هو النظام (أ)، لزم ترجيح أحد طرفي الممكن من غير مرجح، وهو محال عقلا. فلا يمكن أن يكون مؤثر غير قاصد sufficient reason لنظام ما.
#إلحاد
زمن عبث كلابية الحنابلة بعقائد الحنابلة انتهى 🫡
https://youtu.be/G2RTvSXeWos?si=ds7PLbNs5dodyos0
يقول المعارض الجهمي: «كلما كان الشيء أكبر كان أفضل وأكمل من الأصغر. بالتالي يلزم أن الله ناقص إن كان كبيرا بمقدار محدود، فالعقل يجيز وجود ما يفوق مقداره، ومن ثم فهو أكمل منه».
نقول: لا نسلم أن كل ما كان الموجود أكبر كان أكمل، وإنما كل ما كان أكبر كان كذلك حتى نبلغ كبر الباري جل شأنه الذي لا يفوقه كمال؛ ولا سبيل لكم لإثبات تلك العبارة الكلية، ونتبرع بإبطالها بأن يقال: أنه لو صح ما قلتم لكان ما لا نهاية لمقداره أكمل من النهائي، وما لا نهاية لمقداره عدم ممتنع الوجود لا يوصف بالكمال؛ وإذا بطل اللازم بطل الملزوم. ولو صحت عبارتكم لكان إلهكم عادما للكمال إذ ليس قابلا لأن يوصف به أصلا، وغير القابل لأحد المتقابلين من النقص والكمال، أنقص من المتصف بأحدهما.
والاعتراض لن يتم إلا إن أثبتم أن نفس الكبر الذي هو صفة الباري نقص، ولا سبيل لذلك؛ ولنا أن نقلب عليكم اعتراضكم بأن يقال: خلق الله بالفعل لا بالقوة لا يخلو إما أن يكون نقصا أو كمال، فإن كان نقصا نسبتم النقص للرب، وإن كان كمالا: فالعقل يجيز أن يخلق الله بالفعل أكثر مما خلق بالفعل، فهو عندكم عدد محدود، فيلزم على أصلكم أنه ناقص؛ وما تجيبون به نجيب به.
#الرد_على_المتكلمين
بين التبرير الحداثي والتراثي لحد الردة ..
اعلم يا رعاك الله، أن تبرير حد الردة على أصول الفقهاء، إنما هو لأجل أن: المرتد قد كفر بحق الله، والله أعظم موجود، ومن ثم فحقه أعظم الحقوق؛ ومن لم يؤد أعظم الحقوق – بعد قيام الحجة عليه – كان مستحقا لأعظم العقوبات، فإن خص الشارع له عقوبة بعينها، كانت عقابا لمستحق العقاب وهو حسن عقلا.
ويقابل هذا التبرير، تبرير بعض الإسلاميين المتأثرين بالحداثة؛ وأعني بذلك قولهم -مثلا-: الإسلام دين ودولة، فمن أعلن ردته فقد عادى الإسلام، ومن عادى الإسلام فقد عادى الدولة، ومن عادى الدولة فهو يهدد الأمن القومي، ومن ثم فهو مستحق للعقاب.
قلت: لقد صغت التبرير الثاني بأفضل ما أمكنني من البيان، وله صور أعظم تهافتا، وهو لا يخلو من بعض حق، لاتساقه مع بعض أصول المخالفين، ولهذا فلا أرى بأسا من إيراده في مقام الإلزام. ولكن أين هو من الجواب الأول من جهة الاتساق العقلي والسلامة من المعارض النظري؟ شتان بين الدر والمدر! ومع ذلك، فإن التبرير الثاني أقرب إلى نفوس كثير من أهل هذا العصر لا لشيء إلا لملائمته لأصول فلسفة الدولة المدنية.
غير أن التبرير الثاني، إن جعل أصلا، كان تسليما بأصول القوم في الأخلاق، وذلك خطأ جسيم؛ ولهم معارضته بمسالك شتى، على أن الأصل نفسه لا يخلو من تهافت عقلي ظاهر، فإن تعظيم شأن الدولة من مبدأ الطرح قد ينازع فيه ويعتبر مصادرة على المطلوب، ولو سلم فما جاز أن يبلغ استحقاق القتل لمجرد تلميح بعيد بالعداء، وهذا مما يقال فيه: "لازم المذهب ليس بمذهب".
وهذا بخلاف تعظيم حق الله، الذي لا ينازع فيه ولا يماري في صحته إلا مكابر مماحك، يرفض ما تصرخ فطرته بصحته، ولا خفاء في كون مجرد الردة مخالفة صريحة لهذا الحق. فأعجب لمن يعظم شأن الدولة فيجعل لها الحرمة الكبرى، فليس بعد ما يتعلق بها عقوبة تستنكر، ثم يستنكر العقوبات في جنب حق الله..!
#التحسين_و_التقبيح
يقول دعدوش -الجهمي المتخفي- أن شيخ الاسلام ابن تيمية لم يعلي من شأنه أحد قبل دعوة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
ويحك! هذا كلام أحد رجلين، إما جاهل أو كذاب، ولعل الصفتين قد اجتمعا فيك. مناقب شيخ الاسلام قد أفردت فيها المصنفات، فلن نشغل الزمان بذكرها؛ وأكتفي بذكر كلام بعض جهابذة الحنابلة في الشيخ تقي الدين قبل الإمام المجدد:
وحسبك قول منقح مذهب الحنابلة المرداوي (ت ٨٨٥ هـ) في التحبير شرح التحرير (٨/٤٠٦٩):
«فإنه وجد من المجتهدين بعد ذلك جماعة، منهم: الشيخ تقي الدين بن تيمية».
«(ومرادي بالشيخ) حيث أطلقته (شيخ الإسلام) بلا ريب (بحر العلوم) النقلية والعقلية (أبو العباس أحمد) تقي الدين بن عبد الحليم ابن شيخ الإسلام مجد الدين أبي البركات عبد السلام بن أبي محمد عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي (بن تيمية) الحراني.
ولد يوم الاثنين عاشر - وقيل: ثاني عشر - ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة، وتوفي ليلة الاثنين عشر ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة.
كان إمامًا مفردًا أثنى عليه الأعلام من معاصريه فمن بعدهم، وامتحن بمحن، وخاض فيه أقوام حسدًا، ونسبوه للبدع والتجسيم، وهو من ذلك بريء، وكان يرجح مذهب السلف على مذهب المتكلمين، فكان من أمره ما كان، وأيده الله عليهم بنصره، وقد ألف بعض العلماء في مناقبه وفضائله قديمًا وحديثًا رحمه الله ونفعنا به».
أمثلة: إذا نزل المطر، استدل بنزوله على وجود البلل، فالمدلول عليه ابتلال الأرض، فإذا وجد الدليل وجد المدلول وهو الابتلال، وإذا عدم الدليل، يعني: لم يُوجد المطر، فهل يعدم المدلول، يعني: البلل؟ لا؛ لأنه يمكن أن يوجد بغير المطر، فعدم الدليل المعين، لا يستلزم عدم المدلول.
كمن يقول: لا أستطيع الرؤية، فقيل له: لم ؟ قال : قطعت الكهرباء، قلنا له: أليست الشمس موجودة؟ فعدم الدليل المعين (الكهرباء) لا يستلزم عدم المدلول (الرؤية) فقد تثبت بدليل آخر. ونقول أيضا حتى لو لم تطلع الشمس مثلا، فهل تنعدم الرؤية تماما ويعيش المرء في الظلام؟ لا، ليس شرطاً، بل قد يكون هناك شيء آخر غيرها يُضيء له.
فالشمس دليل فبوجودها يوجد المدلول، وهو النور، وهل بانتفائها ينتفي المدلول وهو النور ؟ لا ؛ لأنه قد يُوجد النور بغيرها، فعدم الدليل لا يستلزم عدم المدلول.
وإذا وجد المدلول، فهل يلزم وجود الدليل المعين؟ لا
وإذا انتفى المدلول انتفى الدليل، فنجزم بعدم وجود البلل، انعدام نزول المطر.
#فوائد
لماذا أنكر الأصوات صوت الحمير؟
* لأنه ليس بصوت تسبيح:
روى أبو الشيخ في العظمة بسند جيد:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ رَوْحٍ الْبَرْذَعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ سُفْيَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} قَالَ: صَوْتُ كُلِّ شَيْءٍ يُسَبِّحُ إِلَّا صَوْتَ الْحِمَارِ
*لأنه يشبه صوت أهل النار:
روى الطبري في تفسيره بسند جيد:
حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة قال:
صوت الكافر في النار صوت الحمار، أوّله زفير وآخره شهيق
*لأننا مأمورين بالتعوذ عند سماعه:
روى عبد الرزاق في المصنف بسند صحيح:
عن ابن جريج قال: سمعت عطاء يقول:
إذا تناهقت الحمر من الليل فقولوا: بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
متى ما كان دخول مواقع التواصل عندك هو الأصل، فقد وقعت في الإدمان، وأضعت الزمان.
والمنع بالكلية مثالية لن تطيقها، ولكن ينبغي أن يكون = دخول هذه المواقع عارضا في يومك لا أصلا، فتدخل لغاية في ذهنك (مثل نشر مقال ونحوه)، وأما من يدخل وهو لا يدري لِمَ دخل، فسيضيع وقته، ويتشتت ذهنه.
ومن العادات الجيدة التي أنصحكم بها: أن لا تدخلوا مواقع التواصل البتة من الفجر إلى الظهر، فهذا وقت نفيس لا ينبغي أن يتشتت فيه ذهنك.
فائدة: اندراج مذاهب أئمة أهل الحديث في اختيارات المذاهب المعتبرة
محمد بن عبد الملك الكرجي الشافعي (٥٣٢ هـ)، الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول، قطوف مجموعة من الشيخ صالح السندي، ص18-19
«فإن قيل: فهلا اقتصرتم إذا على النقل عمن شاع مذهبه وانتحل اختياره من أصحاب الحديث؛ وهم الأئمة الشافعي ومالك والثوري وأحمد؛ إذ لا نرى أحدًا ينتحل مذهب الأوزاعي والليث وسائرهم؟Читать полностью…
قلنا: لأن من ذكرناه من الأئمة - سوى هؤلاء - أرباب المذاهب في الجملة؛ إذ كانوا قدوة في عصرهم، ثم اندرجت مذاهبهم الآخرة تحت مذاهب الأئمة المعتبرة.
وذلك أن ابن عيينة كان قدوة ولكن لم يصنف في الذي كان يختاره من الأحكام، وإنما صنف أصحابه وهم: الشافعي وأحمد وإسحاق ؛ فاندرج مذهبه تحت مذاهبهم.
وأما الليث بن سعد فلم يقم أصحابه بمذهبه؛ قال الشافعي: (لم يرزق الأصحاب)، إلا أن قوله يوافق قول مالك أو قول الثوري لا يخطئهما ؛ فاندرج مذهبه تحت مذهبهما.
وأما الأوزاعي فلا نرى له في أعم المسائل قولا إلا ويوافق قول مالك أو قول الثوري أو قول الشافعي؛ فاندرج اختياره أيضا تحت اختيار هؤلاء. وكذلك اختيار إسحاق يندرج تحت مذهب أحمد لتوافقهما.
فإن قيل: فمن أين وقعت على هذا التفصيل والبيان في اندراج مذاهب هؤلاء تحت مذاهب الأئمة؟
قلت من التعليقة للشيخ أبي حامد الإسفراييني التي هي ديوان الشرائع وأم البدائع في بيان الأحكام ومذاهب العلماء الأعلام وأصول الحجج العظام في المختلف والمؤتلف.
وأما اختيار أبي زرعة وأبي حاتم في الصلاة والأحكام - مما قرأته وسمعته من مجموعيهما - فهو موافق لقول أحمد ومندرج تحته وذلك مشهور.
وأما البخاري فلم أر له اختيارا، ولكن سمعت محمد بن طاهر الحافظ يقول: «استنبط البخاري في الاختيارات مسائل موافقة المذهب أحمد وإسحاق».
قال ابن أبي حاتم في تفسيره ٤١٩ - حدثنا عصام بن رواد ثنا آدم ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أبي العالية في قوله: ﴿فَإمّا يَأْتِيَنَّكم مِنِّي هُدًى﴾ قال: «الهدى الأنبياء والرسل، والبيان».
قلت: لا يصلح معاش بني آدم ولا تستقيم أمورهم في الدنيا من غير وحي، ولهذا كان أول ما صنع الباري جل ثناؤه بعد هبوط آدم -عليه السلام- وزوجه للأرض، أن أنزل عليهم وحيا يكون هدى ونورا لهم.
#تفسير
اختيار عنوان يعلن المناكفة علنا، والمعارضة اللفظية لنص الحديث، ليس إلا دليلا على نقصان العقل والدين.
نعوذ بالله من فتن هذا الزمان، أيا كانت مبرراته، مرجعية القرآن والسنة نصوص ثابتة وتبديلها خط أحمر، فلها حرمتها وهيبتها، ليست لعبث الأقلام.
إن الدفاع عن نبينا صلى الله عليه وسلم يكون بحفظ نص حديثه كما هو بلا خجل ولا مواراة ولا تبديل، فليس لدينا ما نخجل منه أو نعارضه، جُعلنا فداء لنبينا صلى الله عليه وسلم وديننا العظيم.
أبدأت يا عبدالله بتهيئة نفسك السقيمة لرمضان، أم لا تزال مشغولا بحكم فلان، وفضيحة علّان، والموقف من قضية لم يكلّفك الله بها؟
عن حذيفة قال: دعي عمر لجنازة، فخرج فيها، أو يريدها، فتعلقتُ به، فقلت: اجلس -يا أمير المؤمنين-، فإنه من أولئك (المنافقين). فقال عمر: نشدتك بالله، أنا منهم؟ قال: "لا، ولا أبرئ أحدا بعدك".
تأمّل كيف خشي سيدنا عمر رضي الله عنه، وهو من هو، على نفسه، فلم يشغله إلّا السؤال عن مصيره. انجُ بنفسك ودع عنك ما لا يفيدك، وأخّر ما يقسي فؤادك، واحرص أن تكون مع الصالحين إذا هلكنا، فإننا نهلك وفينا الصالحون.
اجعل شعارك: لنفسيَ أبكي لستُ أبكي لغيرها…
مناظرة أنس بن محمد مع مشعان في معتمد الحنابلة في التفويض و الصفات الإختيارية
https://vm.tiktok.com/ZMk4cD7JL/
سمعت مناظرة وقعت البارحة بين أشعري وسلفي في الأفعال الاختيارية، وكان مدار المناظرة على أربع إشكالات عقلية ذكرها الأشعري في أول المناظرة، وهذا تعليق على كلامه على عجالة.
قال المعارض ما معناه:
١- كل حادث مفتقر، وكل مفتقر ناقص، فإن أثبت قيام الحوادث فقد أثبت قيام النقائص بذات الباري.
• والجواب: أن النقص هو الافتقار إلى الغير، أي أن يكون الغير علة فاعلة في وجودك، وأما الأفعال فليست مفتقرة إلى غير الله أصلا، وإنما هي مفتقرة إلى صفات الله، وصفات الباري ليست غيره، بل هي داخلة في مسمى نفسه، إذ مصحح الغيرية في الخارج هي البينونة والانفصال وهو منتفي ها هنا. والافتقار للنفس عين وجوب الوجود، ومن ثم فلا نقص. ونظير هذا إثباتكم لافتقار الصفة للمحل، وما تجيبون به عن هذا نجيب به.
٢- فرقوا لنا بين الحادث والمخلوق، فإن فرقتم بأن المخلوق ما كان بائنا منفصلا عن الله، وغير المخلوق ما قام بذات الله؛ كان تفريقكم بالنظر إلى المحل لا إلى ذات المعنى. ويلزمكم على تفريقكم جواز أن يحدث الله في ذاته العالم ثم يكون غير مخلوق على أصلكم.
• والجواب: وهذا ليس بشيء، فإن الفرق بين الحادث والمخلوق ظاهر من حيث التعريف، فالحادث ما كان بعد أن لم يكن، وأما المخلوق فهو حادث وزيادة، وهو كونه مفعولا لله. فحقيقة اعتراضه: فرقوا لنا بين الفعل والمفعول، وما البينة أن الفعل يأخذ حكم الفاعل من جهة المخلوقية أو عدمها، وكل هذا معلوم بالبداهة. هذا وأنتم تفرقون بين العرض وصفة الواجب بالنظر إلى قيامها، فيلزمك نظير ما ألزمتنا.
بل الأعجب أن سؤال "هل يجوز أن يحدث الله شيئا في ذاته" يتضمن التفريق بين الفعل والمفعول، إذ الإحداث نفسه فعل! فكأنك تقول هل فعل الله أفعاله؟! وهذه سفسطة محضة، يلزم منها انقلاب ماهية الفعل، ونظير هذا: هل يقدر على قدرته، وهل يريد إرادته ونحوه من السفسطات التي لا معنى لها .. والفعل عندنا ليس إحداثا في الذات، وإنما تجلي حادث لصفات الله الأزلية الواجبة. فإن كان معنى السؤال: هل يجوز أن يحدث الله عينا محايثة لذاته، فهو حلول ظاهر الامتناع؛ وإن كان معناه يحدث معنى في ذاته بعد أن لم يكن فهو نقص لا نجيزه. وأما الفعل فليس شيء من هذا كما سبق وشرحت، فالمعنى محفوظ في الذات بتعاقب أفراد الأفعال اللانهائية.
٣- ما علة امتناع الوصول من الآن إلى الأزل، فإن قلت ما لا نهاية من الحوادث، قيل لك أن نفس العلة متحققة في الجهة الأخرى، أي من الأزل إلى الآن، فيلزم عدم الوصول إلى الحاضر.
• الجواب: أولا هذا فرار من الزحف، فليس محل النزاع في التسلسل وإنما في إثبات قيام الأفعال الحادثة بذات الله، ولزوم التسلسل من عدمه بحث آخر ليس هذا موضعه؛ على أنه غير لازم على أصولكم، فقد نقطع التسلسل في حكمة أزلية هي التي رجحت الإرادة، ولن يخرجكم هذا من ضرورة إثبات قيام أفعال الله بذاته.
وأما الجواب تبرعا: فعلة امتناع ذلك ليس هو المالانهاية، وإنما أن الماضي من حيث التعريف هو ما مضى، فإن قلت أن ما مضى لم يمضي فهو تناقض. وهذه هي عينها حجة انقضاء ما لا ينقضي، وهي متهافتة غاية؛ فجهة الانقضاء غير جهة عدم الانقضاء، وامتناع العد لا يقتضي امتناع الوجود عقلا. هذا وطرد هذا الإلزام يقتضي السفسطة المحضة، والقول بمعضلة زينون وأن الحركة وهم. بل لا معنى للأزلية إلا المالانهاية من جهة الماضي، وأما الأزلية اللازمانية فممتنعة عقلا، وتقتضي أن لا يكون الباري طرفا في علاقة سببية أصلا، إذ من ذاتيات السببية التعاقب الزماني بين الأثر والمؤثر.
٤- إن أثبتم فعلا حادثا، قيل لكم ما الذي رجحه، فإن كان حادثا فيسئل نفس السؤال؛ وإن كان المرجح علة ناقص فلن يحدث شيء، وإن كان علة تامة، فهذا تسلسل العلل التامة الذي تتفقون معنا على امتناعه.
• الجواب: وهذا أيضا خروج من محل النزاع كسابقه، وجوابه تبرعا: أن الإرادة الحادثة ليست جميع ما يحتاجه الحادث حتى يحدث، وإنما هي بعض ما يحتاجه الحادث بالإضافة إلى غيره كالقدرة القديمة ونحوه؛ ومن ثم فليست علة تامة كما هو ظاهر. بل العرض لا يكون علة تامة بالبداهة أصلا، ومن ثم فلا تسلسل علل تامة، وإنما هو تسلسل علل ناقصة.
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
#الرد_على_المتكلمين
أحمد دعدوش في سلسلة عشوائية عن العلوية:
- ابن تيمية كان منبوذًا في زمنه ولم يكن له أو لفتاواه أي تأثير ولم يصبح شخصية لها تأثير إلا بسبب محمد بن عبد الوهاب والنجديين.
___
بعدين لو نزلنا ردود عليه يقول لك أنا لست أشعريا وأنتم تفرقون الأمة
لعبة المرمى الواحد
اللهم إنا نشكوا إليك جلد الفاجر وعجز الثقة
[ضرورة التقوى]
اعلم أن الإنسان لا محيد له عن الاتقاء، فإنه إن لم يتقِ الخالق، اضطر إلى اتقاء المخلوق. فلا بد لكل عبد أن يتقي أشياء، فإنه لا يعيش وحده، ولو كان ملكا مطاعا فلا بد أن يتقي أشياء يراعي بها رعيته. والخلق لا يجتمعون على محبةٍ ولا اتفاق، بل ما يرضي أحدهم قد يغضب الآخر، فلا يُرتجى إرضاؤهم أجمعين، كما قال الشافعي: «رضا الناس غاية لا تدرك». فاجعل قصدك فيما يصلحك، وابتغِ ما يُرضي ربك، فإن رضا الله مأمورٌ به ومقدور، أما رضا الناس فليس بمقدورٍ ولا مأمور.
وإنّ من أرضى الله، أغناه عن الناس، وألقى محبته في قلوبهم، كما قال النبي ﷺ: «إذا أحب الله عبدًا نادى جبريل: إني أحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض». وأما من أرضى الخلق بسخط الله، فلا يناله إلا الذم والهوان، ويُخذل في أمره.
فتقوى المخلوق ضررها راجح على نفعها من وجوه كثيرة، وأما تقوى الله؛ فهي التي يحصل بها السعادة في الدارين. قال بعض السلف: ما احتاج تقي قط، لقوله تعالى: ﴿ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب﴾. فقد ضمن الله للمتقين أن يجعل لهم مخرجا مما يضيق على الناس، وأن يرزقهم من حيث لا يحتسبون، فإذا لم يحصل ذلك دل على أن في التقوى خللا، فليستغفر الله وليتب إليه، ثم قال تعالى: ﴿ومن يتوكل على الله فهو حسبه﴾، أي فهو كافيه، لا يحوجه إلى غيره.
الربط بين الإرجاء -إخراج العمل عن مسمى الإيمان- والتودد للحكام الأمويين فيه نظر شديد.
فإن بدعة الإرجاء إنما بدأت في الكوفة، وهي معقل الشيعة ألد أعداء الأمويين. ثم إن كثيرا من مشاهير المرجئة كانوا يرون السيف والخروج على أئمة الجور.
بل وقتل الحجاج غير واحد من مشاهير المرجئة.
فالقول أن منشأ الإرجاء كان سياسيا محض تخرص ومحاولة تسييس تخالف الواقع.