أحب أن أنهل من كل علمٍ مشربًا، ولعلوم الشرع بينها مزية، فإني لا أقنع فيها إلا بالارتواء.
تنبيه مهم في الوضوء:
اعلم وفقك الله أنه لا يجزئ في المسح على الرأس في الوضوء إلا ماء جديد، ولا يكون ببلل اليد في الابتداء!
❁ المرفوع
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيدٍ الأَنْصَارِي، قِيلَ لَهُ: تَوَضَّأْ لَنَا وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَدَعَا بِإِنَاءٍ... ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَاسْتَخْرَجَهَا فَغَسَلَ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَاسْتَخْرَجَهَا فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ فَأَقْبَلَ بِيَدَيْهِ وَأَدْبَرَ». اهـ رواه مسلم (18)
عن عَبْدُ خَيْرٍ، قَالَ: «جَلَسَ عَلِيٌّ بَعْدَ مَا صَلَّى الْفَجْرَ فِي الرَّحَبَةِ، ثُمَّ قَالَ لِغُلامِهِ: ائْتِنِي بِطَهُورٍ... ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى فِي الْإِنَاءِ حَتَّى غَمَرَهَا الْمَاءُ، ثُمَّ رَفَعَهَا بِمَا حَمَلَتْ مِنَ المَاءِ ثُمَّ مَسَحَهَا بِيَدِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ كِلْتَيْهِمَا مَرَّةً... ثُمَّ قَالَ: هَذَا طُهُورُ نَبِيِّ اللهِ ﷺ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى طُهُورِ نَبِيِّ اللهِ ﷺ ، فَهَذَا طُهُورُهُ». اهـ صحيح، رواه أحمد (1133)
❁ الموقوف
قال ابن أبي شيبة - 209 حدثنا أبو معاوية عن يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر أنه كان يأخذ لرأسه ماء جديدا. اهـ صحيح
قال عبد الرزاق - 18 عن إسرائيل عن موسى بن أبي عائشة قال سمعت مصعب بن سعد وسأله رجل فقال: أتوضأ وأغسل وجهي وذراعي فيكفيني ما في يدي لرأسي أو أحدث لرأسي ماء، قال: لا، بل أحدث لرأسك ماء. اهـ صحيح
❁ كلام أهل العلم
قال أبو عبيد رحمه الله:
«فقد بين في هذه الأحاديث أن الواجب في مسح الرأس تجديد الماء، وهذا هو الأمر الذي عليه الناس من أهل الحجاز والعراق ومن يقول بالأثر وأصحاب الرأي كلهم به، لا يجزئ في المسح إلا ماء جديد، ولا يكون ببلل اليد في الابتداء أبدا، إنما الناس مختلفون في الناسي يذكره بعد ذلك فيمسح رأسه ببلل لحيته».
الذي لا يعرفه كثيرون أن من المتأخرين الذين تكلموا في إمام أهل الرأي الإمام أبو طاهر السلفي الأصبهاني، فقد روى روايات صحاح في ثلب أبي حنيفة في الجزء الحادي عشر من كتاب الطيوريات
يعني نفس الروايات التي قيل للخطيب عندما رواها أنه لا يحل روايتها..
قال الإمام الطبري رحمه الله في صريح السنة:
«القرآن كلام الله وتنزيله؛ إذ كان من معاني توحيده، فالصواب من القول في ذلك عندنا أنه: كلام الله غير مخلوق كيف كتب وحيث تلي وفي أي موضع قرئ، في السماء وجد، وفي الأرض حيث حفظ، في اللوح المحفوظ كان مكتوبا، وفي ألواح صبيان الكتاتيب مرسوما، في حجر نقش، أو في ورق خط، أو في القلب حفظ، وبلسان لفظ، فمن قال غير ذلك أو ادعى أن قرآنا في الأرض أو في السماء سوى القرآن الذي نتلوه بألسنتنا ونكتبه في مصاحفنا، أو اعتقد غير ذلك بقلبه، أو أضمره في نفسه، أو قاله بلسانه دائنا به، فهو بالله كافر، حلال الدم، بريء من الله، والله منه بريء».
خطبة جليلة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه..
قال الآجري في الشريعة ١٥٥ - حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن ذريح العكبري قال: حدثنا محمد بن عبد المجيد التميمي قال حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الحسن بن عبيد الله النخعي، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول على منبره:
«أيها الناس إن هذا القرآن كلام الله فلا أعرفن ما عطفتموه على أهوائكم، فإن الإسلام قد خضعت له رقاب الناس، فدخلوه طوعا وكرها، وقد وضعت لكم السنن، ولم يترك لأحد مقالا إلا أن يكفر عبد عمدا عينا، فاتبعوا ولا تبتدعوا، فقد كفيتم، اعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه».
يا أيها السلفي المبتدي الذي عزم على دراسة المنطق!
أما قرأت قول شيخ الاسلام:
«وتبين لي أن كثيرا مما ذكروه في أصولهم في الإلهيات وفي المنطق هو من أصول فساد قولهم في الإلهيات، مثل ما ذكروه من تركيب الماهيات من الصفات التي سموها ذاتيات، وما ذكروه من حصر طرق العلم في ما ذكروه من الحدود والأقيسة البرهانية بل وفيما ذكروه من الحدود التي يعرف التصورات بل ما ذكروه من صور القياس ومواده اليقينيات».
قال أبو داود في السنن ١٦٢ - حدثنا محمد بن العلاء، قال: ثنا حفص - يعني ابن غياث - عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عبد خير، عن علي -رضي الله عنه- قال:
«لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على ظاهر خفيه».Читать полностью…
عند المالكية: الصلاة في السراويل مكروهة قبيحة، وما السراويل من لباس المؤمنين، وإنما يصنع ذلك ضعفة الناس.!
جاء في البيان والتحصيل لابن رشد الجد (1/ 448-447):
«وسئل عن الصلاة في المسجد الجامع في الرداء والسراويل، فقال: لا والله إن الصلاة في السراويل لقبيحة، فقيل له: أرأيت لو توشح الرداء فصلى فيه؟ فقال: ما السراويل من لباس الناس، وكره ذلك، قال: وإنما يصنع ذلك ضعفة الناس، وليست السراويلات من ثياب الناس التي يظهرون إلا أن تكون تحت القميص. قال: ولقد كنت ألبسه فما كنت ألبسه إلا بعد القميص، إن الحياء من الإيمان.
قال القاضي: هذا كما قال، إن تردي الرداء وتوشحه على السراويل دون قميص مما يستقبح من الهيئة في اللباس، ولا يفعله إلا ضعفة الناس؛ لأن السراويل تصف ولا تستر كما يستر الإزار الذي يعطف بعضه على بعض، فلا ينبغي لأحد أن يصلي في المسجد الجامع في الرداء والسراويل دون قميص، تردى الرداء أو توشحه، وإن كان توشحه أخف لكونه أستر».
إثبات السمعاني للحكمة والتعليل في أفعال الله
قال تعالى في آخر آية الميراث من سورة النساء: ﴿آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ [النساء: ١١].
قال السمعاني:
«أي: لا تعلمون أيُّهم أنفع لكم في الدين والدنيا. فمنهم مَنْ يظنُّ أن الآباء تنفع؛ فتكون الأبناء أنفع، ومنهم مَنْ يظنُّ أن الأبناء أنفع؛ فتكون الأباء أنفع، وأنتم لا تعلمون، وأنا أعلم بمن هو أنفع لكم، وقد دبَّرت أمركم على ما فيه الحكمة والمصلحة، فخذوه واتَّبعوه».Читать полностью…
تقويم الرد الإسلامي على "الذكورية"
الناس في التعامل مع ما يطلقون عليه "الذكورية" طرفان ووسط:
فأما الأول: قوم يجعلون خطر الذكورية نظيرا لخطر النسوية، ويهولون من شأنها أشد ما يكون التهويل، هذا إن لم يجعلوها أخطر من النسوية، وهذا مسلك أمثال أحمد السيد ونحوه، وهذا منه أشبه بالمداهنة للنساء من الرد العلمي الرسين.
والثاني: قوم ينكرون أصل وجود فكر ذكوري مخالف للشريعة بين العرب، وأعني بالذكوري = تفضيل الذكور فيما لا لم تجوّز فيه الشريعة ذلك، ويقولون أن دعوى الذكورية هذه لا تعدو أن تكون فرية وفزاعة نسوية للطعن في الإسلام (وفي كلامهم بعض حق كما سيأتي).
وأما الوسط: فلا ننكر إمكانية وجود نفس ذكوري في المجتمع العربي، قد يفضي أحيانا إلى مخالفة الشريعة. وهذا مُلاحظ، وأضرب على هذا مثلا من المغرب: لا تكاد تجد أبا ينكر على ولده إن اكتشف أنه يزني كما شأنه أن يُنكر عليه، بينما ينكر على بنته إن زنت، ونحن وإن كنا لا ننكر أن زنا المرأة أقبح من زنا الرجل، إلا أن التهوين من زنا الرجل ليس من الشريعة في شيء!
إلا أن هذه "الذكورية" على قلة فشوها فإن خطرها ليس نظيرا لخطر النسوية البتة، بل حتى لا يقترب، فهذه الممارسات المخالفة للشريعة التي تُصنف "ذكورية"، ليست أثرا عن إيمان بأصول كبرى تحاكم إليها الذكوري فكانت تصرفاته فرعا عن الإيمان بتلك الأصول، فليست أيديولوجيا قائمة بذاتها (على الأقل في ذهن العربي) على خلاف النسوية.
بعبارة أخرى: غاية أمر الذكورية أنها تقتضي مخالفات هي من جنس المعاصي، أما النسوية فتقتضي مخالفات هي من جنس البدع، مفسقة كانت أو مكفرة. وشتان بين الأول والثاني!
نونية ابن القيم الكافية الشافية
سميتم التحريف تأويلا كذا ... التعطيل تنزيها هما لقبان
وأضفتم أمرا إلى ذا ثالثا ... شر وأقبح منه ذا بهتان
فجعلتم الإثبات تجسيما ... وتشبيها وذا من أصبح العدوان
فقلبتم تلك الحقائق مثل ما ... قلبت قلوبكم عن الإيمان
https://youtu.be/Tac3WGxHvGg?si=T8Ds_xvml94kUieM
Читать полностью…بدأ أخونا الشيخ الأنصاري بن إبراهيم -رحمه الله- هذا المجلس (وهو آخر مجلس له) بأخبار في شفاعة الشهيد وفضل الشهادة.
اليوم جاءني خبر وفاته في غزة على إثر غارات العدو الصهيوني اللعين.
الأخ عرفته قريباً من مقطع له كان يحمل اسمي، وظننته نقدياً ولكنني فوجئت بأن الأمر ليس كذلك.
حتى كنت أقول لبعض الأخوة: هذا الأخ مشفق علي أكثر مني على نفسي.
طوبى لمن جُمعت له أسباب الخير من سنَّة (اعتقاد صحيح)؛ وعلم؛ وإنصاف؛ ورجاء شهادة.
قد كنت أتمنى لو أن حديث قتيل أهل الكتاب له أجر شهيدين كان صحيحاً.
غير أن فضل الله واسع جم، فقد ورد عن مطرف ابن الشخير قوله: «فضل العلم أحب إليَّ من فضل العبادة» (وروي مرفوعاً ولا يصح).
وصح عن النبي ﷺ قوله: «العبادة في الهرج كهجرة إلي»، وقد كان يقيم مجالس العلم والسنَّة في الهرج.
اللهم أجر شهيد ومهاجر للأنصاري، يا حي يا قيوم.
الحكمة من تحريم سب الدهر...
قال ابن القيم:
في هذا ثلاث مفاسد عظيمة:
إحداها: أنه سبَّ من ليس أهلاً للسب، فإنَّ الدهرَ خَلْقٌ مُسَخَّر من الله، فسابه أولى بالذم والسب منه.
ثانيها: أنَّ سبّه متضمن للشـرك، فإنّما سبّه لظنه أنَّه يضـرّ وينفع، وأنَّه مع ذلك ظالم قد ضر من لا يستحق الضرر، وأعطى من لا يستحق العطاء.
ثالثها: أنَّ السبّ إنّما يقع على من فعل هذه الأفعال، وربُّ الدهر هو المعطي المانع الخافض الرافع، والدهرُ ليس له من الأمر شـيء، فمسبّته مسبّة لله عز وجل، ولهذا كانت مؤذية للرب تعالى.
[معنى لفظ «الاختيار» في القرآن والسنة وكلام السلف، وقاعدة مهمة في الخير والشر]:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"ولفظ «الاختيار» في القرآن والسنة وكلام السلف يتضمن تفضيل المختار على غيره؛ كقوله تعالى: {ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين • من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين • ولقد اخترناهم على علم على العالمين} [الدخان: 30 - 32]، وقال تعالى: {وربك يخلق ما يشاء ويختار}، ثم قال: {ما كان لهم الخيرة} [القصص: 68] فذكر الاختيار بعد المشيئة، وقال تعالى: {واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا} [الأعراف: 155]؛ أي: من قومه.
وقد صار لفظ «الاختيار» يعبر به عن الإرادة؛ بناء على أن العالم لا يريد إلا ما هو خير من غيره، أو بناء على أن الحي لا يريد إلا ما يراه خيرا من غيره، وإن كان قد يغلط في اعتقاده أنه خير من غيره. وهذا يطابق قول من قال: إن القادر المختار لا يرجح أحد مقدوريه على الآخر إلا بمرجح."
باب في أن الجهمية منكرون لحقيقة العبودية
ابن القيم (751 هـ)، مدارج السالكين - ط عطاءات العلم (116/1)
أتسائل لماذا عامة التراث الإسلامي من الأمهات في الفقه والأصول والعقيدة والتفسير وعلم الحديث غير مترجمة لباقي اللغات !
هذا ثغر يجب أن يقف عليه الإخوة المتقنون لهذه اللغات، وكذلك دور النشر
نكت وتفصيلات في هداية الله للخلق
الهداية: في اللغة الرشاد والدلالة، قَالَ الأصمعيّ: هداه يَهْدِيه فِي الدّين هُدًى، وهَداه يَهْدِيه هِدَايةً، إِذا دَلَّه على الطَّرِيق.
واعلم -وفقك الله- أنه قد عُلم باستقراء الوحي أن هداية الباري سبحانهُ للخلق على أربعة أنواع:
❁ النوع الأول: هداية فطرية عامة مشتركة بين الخلق: وهي إلهامه سبحانه لسائِر الخلق مِن الحيوان إلى طلب مصالحها ومنافعها، ودفع مضارها ومهالكها، وهي المذكورة في قوله تَعَالَى: ﴿الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾. قال مجاهد: «سوى خلق كل دابة، ثم هداها لما يصلحها، فعلمها إياه»، وهي متعلقة بأمور الدنيا لا بأمور الدين.
❁ النوع الثاني: هداية البيان والدلالة، وهي التعريف لنجدَي الخير والشَّر وطريق النجاة والهلاك، ولا سبيل إليها إلا من جهة الرسل، وهي الواردة في قوله تَعَالَى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾ [السجدة: ٢٤]، وفي قوله: ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ [الرعد: ٧]، وقوله: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الشورى: ٥٢]، فأثبت لهم الهدى الذي معناه الدلالة والدعوة والتنبيه. وهي خاصة للمكلفين من الإنس والجن، وهي حجة حجة الله على عباده، فلا يعذب الله من لم تبلغه. وهذه الهداية لا تستلزم الهدى التام؛ فإنها سبب وشرط، وليست موجبًا، كما قال تَعَالَى: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى﴾ [فصلت: ١٧] أي: بيَّنَّا لهم وأرشدناهم ودَلَلْنَاهم فلم يهتدوا.
❁ النوع الثالث: هداية التوفيق، وهي الهداية المستلزمة للاهتداء، فلا يَتخلَّف عنها، وهي المذكورة في قوله: ﴿يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ [النحل: ٩٣]، وفي قوله: ﴿إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ﴾ [النحل: ٣٧]، وفي قول النبي ﷺ: «مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ». وفي قوله تَعَالَى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾ [القصص: ٥٦]، ولا يقدر عليها إلا الله سبحانه. وذلك لأن هذه الهداية هي هداية للقلوب، والله سبحانه هو المالك للقلوب المتصرف فيها، كما قال ﷺ: «إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء».
❁ النوع الرابع: الهداية إلى الجنة والنار يوم القيامة، وذلك حين يساق أهلهما إليهما، وهي ثمرة النوع الثالث، ولا تكون إلا بعد الموت، وهي الواردة في قوله سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (٤) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ﴾ [محمد: ٤، ٥].
وهذه الهدايات الأربع مترتبة، فإن من لم تحصل له الأولى لا تحصل له الثانية، بل لا يصح تكليفه، ومن لم تحصل له الثانية لا تحصل له الثالثة ولا الرابعة.
والنوع الثالث، والذي هو هداية التوفيق، تفصيل القول فيه: أن الله جل ثناؤه يهدي من يشاء بفضله وحكمته، ويضل من يشاء بعدله وحكمته. والمُراد بالهداية ها هنا: العلم بالحق مع قصده وإيثاره على غيره.
والهدى يحصل من اجتماع أمرين:
١) هداية الله سبحانه للعبد، وهذا فعل له سبحانه، وهو خلق الهدى ومحبة ما أمر به وبغض ما نهى عنه، اعتقادًا وقولًا وعملًا في قلب العبد، وهذه نعمة دينية من الله للعبد أعانه بها على الهداية.
٢) اهتداء العبد وهذا فعل له هو، وهو أثر فعل الله سبحانه.
وهذه الهداية متضمنة لجعل العبد عارفا بالحق تفصيلًا وإجمالًا، وجعله مريدا لاتباعه ظاهرًا وباطنًا مؤثرًا له على ضده، ثم خلق القدرة على القيام بموجب الهدى بالقول والعمل والعزم، ثم إدامة ذلك والتثبيت عليه حتى الممات.
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
قال عبد الله بن أحمد 210 - حدثني أبو الحسن بن العطار محمد بن محمد قال: سمعت محمد بن مصعب العابد، يقول:
«من زعم أنك لا تتكلم ولا ترى في الآخرة فهو كافر بوجهك لا يعرفك، أشهد أنك فوق العرش فوق سبع سماوات ليس كما يقول أعداء الله الزنادقة».
اختصار المنهج السلفي..
قال الإمام أحمد في رسالته للخليفة:
«وَلَسْتُ بِصَاحِبِ كَلَامٍ وَلَا أَرَى الْكَلَامَ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا إِلَّا مَا كَانَ فِي كِتَابِ اللَّهِ ﷻ أَوْ فِي حَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَوْ عَنْ أَصْحَابِهِ أَوْ عَنِ التَّابِعِينَ». اهـ من السنة لعبد الله بن أحمدЧитать полностью…
نظرية المعرفة عند الفقهاء : )
قال ابن القاص الشافعي رحمه الله:
«الْأُصُولُ سَبْعَةُ: الْحِسُّ، وَالْعَقْلُ، وَمَعْرِفَةُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَالْإِجْمَاعُ، وَاللُّغَةُ، وَالْعِبْرَةُ، فَلَا بُدَّ لِلْمُتَنَاظِرَيْنِ مِنْ مَعْرِفَةِ جُمَلِ ذَلِكَ:
فَالْحَوَاسُّ خَمْسَةُ: السَّمْعُ، وَالْبَصَرُ، وَالشَّمُّ، وَالذَّوْقُ، وَاللَّمْسُ.
وَالْعَقْلُ: عَلَى ضَرْبَيْنِ: فَغَرِيزِيٌّ، وَمُسْتَجْلَبٌ.
وَالْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ عَلَى حَرْفَيْنِ: فَمُجْمَلٌ، وَمُفَسَّرٌ.
وَطَرِيقُ السُّنَّةِ عَلَى ضَرْبَيْنِ: فَمُتَوَاتِرٌ، وَآحَادٌ.
وَالْإِجْمَاعُ عَلَى ضَرْبَيْنِ: فَإِجْمَاعُ الْأُمَّةِ، وَإِجْمَاعُ الْحُجَّةِ.
وَاللُّغَةُ عَلَى ضَرْبَيْنِ: فَمَجَازٌ، وَحَقِيقَةٌ.
وَالْعِبْرَةُ عَلَى ضَرْبَيْنِ، فَأَحَدُهُمَا: فِي مَعْنَى الْأَصْلِ لَا يُعْذَرُ عَالِمٌ بِجَهْلِهِ، وَالثَّانِي: ذَاتُ وُجُوهٍ وَشُعَبٍ.
فَمَنْ أَنْكَرَ بَيِّنَةَ الْحِسِّ، أَنْكَرَ نَفْسَهُ، وَمَنْ أَنْكَرَ الْعَقْلَ أَنْكَرَ صَانِعَهُ، وَمَنْ أَنْكَرَ عُمُومَ الْقُرْآنِ أَنْكَرَ حِكْمَتَه، وَمَنْ أَنْكَرَ خَبَرَ الْآحَادِ أَنْكَرَ الشَّرِيعَةَ، وَمَنْ أَنْكَرَ إِجْمَاعَ الْأُمَّةِ أَنْكَرَ نَبِيَّهُ، وَمَنْ أَنْكَرَ اللُّغَةَ أُسْقِطَتْ مُحَاوَرَتُهُ، لِأَنَّ اللُّغَاتِ لِلْمُسَمَيَّاتِ سِمَاتٌ، وَمَنْ أَنْكَرَ الْعَبْرَةَ أَنْكَرَ أَبَاهُ وَأُمَّهُ». اهـ رواه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (19)
ما خالف زي العرب وأشبه زي الأعاجم من اللباس فهو مكروه، وذلك أن سنة العرب ومذاهبها هي سنة النبي ﷺ ومذهبه إلا قدر ما نهى عنه.
القاضي عبد الوهاب، المعونة على مذهب أهل المدينة، (1723/3) بتصرف
#فقه
قال أبو عمر الطرسوسي في "تحريم اللواط":
147- حدثنا أبو علي الكرماني، ثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا سعد بن زياد أبو عاصم القرشي، قال: كنت عند سالم بن عبد الله بن عمر، فجاءه شاب فقال: يا أبا عمر، ما تقول في جلد عميرة؟ قال: فأقبل عليه الرجل، فانتهره سالم، فقال: الرجل تطول عزبته فيعبث بذكره حتى يفرغ، فقال (سالم): أف! أو قم يا ناكح نفسه! فلما قام الرجل قال سالم: إن قومًا يجيئون يوم القيامة أيديهم حبالى، وإني أراهم هؤلاء.
سعد بن زياد أبو عاصم القرشي يحتمل في مثل هذا قال أبو حاتم: يكتب حديثه وليس بالمتين.
وهذا أثر عزيز لم أقف على من رواه غير الطرسوسي ونقله أبو المظفر السمعاني في «تفسيره» مختصرًا
العبادة كل عمل وقول صالح، ظاهرا كان أو باطنا، أُرِيد به وجهُ الله وحده، وذلك بالامتثال لأوامر واجتناب النواهي. وهي حالة تجمع بين: كمال الخضوع، والتذلل، والحب، والتعظيم للمعبود.
فمن أحببته ولم تكن خاضعًا له، لم تكن عابدًا له، ومن خضعت له بلا محبة لم تكن عابدًا له حتى تكون محبًّا خاضعًا، ومن هاهنا كان المنكرون محبّةَ العباد لربِّهم منكرين حقيقة العبوديّة.
دعوى بدعية تقسيم التوحيد والمطالبة بدليل عليه ضرب من السفسطة لا يرتضي الحجاج بها عاقل، فإن التقسيم ليس إيجادا لمعلومة حتى يُتطلب الدليل عليها، وإنما هو إبراز للمعلومة، فيكون باستقراء النصوص الشرعية في موضوع التقسيم، ولهذا لا يقال ما دليل التقسيم؟ وإنما يقال هل هو تقسيم حاصر أم لا.
فلا يخلو كتاب أصولي أو فقهي من تقسيمات مبنية على الاستقراء، ولم يسبق أن اعترض عليها أحد وتطلب الدليل عليها !
#الرد_على_المخالفين
قول المفتونين: نشاهد المنكرات للاستمتاع ولا نتأثر
هذه الكلمة ونحوها مثل قولهم: التكرار لا يعني القبول.
وقولهم: كثرة المساس لا يعني موت الإحساس.
تقال كثيرا من الناس اليوم الذين يشاهدون المسلسلات والأفلام والأنمي والألعاب ونحوها، ثم تجدهم أول المتأثرين وأول من قبلها وأول من مات إحساسهم! بل كثرة مشاهدة الباطل تذهب معرفة الحق من القلب كما جاء عن إبراهيم بن أدهم رحمه الله: « كثرة النظر إلى الباطل تذهب بمعرفة الحق من القلب ». رواه أبو نعيم في الحلية (٢٢/٨).
وهذا من تلبيس إبليس عليهم، واتباعهم للهوى إذ لو لم يكن متأثرا لأنكرها وابتعد عنها كما المؤمنين، ولكن لما نفى تأثره وأصر على المشاهدة عُلم متأثر ومتعلق بها على الحقيقة حتى يخدع نفسه الدنيئة "يطبط عليها طبطبة ناعمة كما يقال" فيبرر لها معصية الله عز وجل ومشاهدة وسماع الأباطيل والمنكرات حتى الشرك والكفر! حتى لا يشعر بالذنب، وهذا هو حال الواقع في الفتنة الذي وصفه حذيفة رضي الله عنه!
• قال عبد الرزاق في تفسير (٣٥٣٨): عن معمر، عن سليمان التيمي، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال: « إن الفتنة تعرض على القلب كما تعرض الحصير، فمن أشربها قلبه كانت في قلبه نكتة سوداء، ومن أنكرها قلبه كانت في قلبه نكتة بيضاء، حتى يصير الناس أو يكونوا على قلبين، قلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة أبدا، وقلب منكوس أسود مرباد، لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا ».
ويظن بجهله أنه لا يتأثر، والواقع مكذب لهذا فتجد من يقول هذه الكلمات في بادئ أمره ينكر المنكرات بشكل شديد وينتقد الأعمال التي أدخلت هكذا أمور لاسيما الفحش والكفر، ثم تدريجا تجد إنكاره قل وقل حتى صار لا يبدي أي ردة فعل تجاه المنكرات فأصبح متصالحا معها والعياذ بالله، وهذا هو الران الذي وصفه الله عز وجل!
قال تعالى: ﴿كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون﴾.
• قال الترمذي في سننه (٣٣٣٤): حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ قال: إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب سقل قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي ذكر الله ﴿كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون﴾.
هذا حديث حسن صحيح.
وهذا صدقا حال كثير ممن يشاهد المسلسلات والأفلام ونحوها من منتجات الكفار، حتى أن أحدهم وهو من أمثلهم طريقة لما أنكر وانتقد الشذوذ خرج بعضهم وصار ينكر عليه ويدافع عن الـشـذوـذ بحجة أنه موجود قديما في المسلسلات! فتأملوا إلى أين صار حالهم ونعوذ بالله ممن صار أمره هكذا ونسأل الله العافية.
واختم بما قاله محيي الدين ابن النحاس في تنبيه الغافلين (١/١٠٥): « قد تقوم كثرة رؤية المنكرات مقام ارتكابها في سلب القلب نور التمييز والإنكار، لأن المنكرات إذا كثر على القلب ورودها وتكرر في العين شهودها ذهبت عظمتها من القلوب شيئا فشيئا، إلى أن يراها الإنسان فلا يخطر بباله أنها منكرات، ولا يميز بفكره أنها معاصي لما أحدث تكرارها من تأليف القلب لها.
ولقد حكى أبو طالب المكي عن بعضهم أنه مر يوما في السوق فرأى بدعة فبال الدم من شدة إنكاره لها بقلبه، وتغير مزاجه لرؤيتها، فلما كان اليوم الثاني مر فرآها، فبال دما صافيا، فلما كان اليوم الثالث مر بها فرآها فبال بوله المعتاد. لأن حدة الإنكار التي أثرت في البدن ذلك الأثر ذهبت، فعاد المزاج إلى حالة الأولى، وصارت البدعة كأنه مألوفة عنده معروفة، وهذا أمر مستقر، لا يمكن جحوده، والله أعلم.
ولهذا كان الإمام العارف أبو الحسن الزيات يقول: والله لا أبالي بكثرة المنكرات والبدع، وإنما أخاف من تأنيس القلب بها، لأن الأشياء إذا توالت مباشرتها أنست بها النفوس، وإذا أنست النفوس بشيء قل أن تتأثر به ».
#الأمر_بالمعروف_والنهي_عن_المنكر
#أهل_السوء
#نصيحة
مفهوم العقل عند أهل السنة - الشيخ عبد السلام الشويعر وفقه الله
[من مجالس غاية السول لابن المبرد]
جزءٌ في الدفاع عن الحافظ أبي زكريا يحيى بن معين ورَدِّ ما نُسب إليه من إطلاق لسانه في أعراض الأئمة حسدًا وظلمًا وذكر طرفٍ من مناقبه وثناء الأئمة عليه
Читать полностью…لماذا يسمى من لم يعبد الله واقتصر على عبادة غيره مشركا؟
رفع الاشتباه عن معنى العبادة والإله - عبد الرحمن المعلمي اليماني (١٣٨٦ هـ)
«الشرك أن يعبد المرء غيرَ الله تعالى سواء أعبد الله تعالى معه أم لا. وتسميته شركًا في الصورة الثانية وجهها: أن الله تعالى معبود في الكون، يعبده ملائكته ومَن شاء من خلقه، فلما جاء هذا الشخص وعبد غيره فقد وُجد معبودان: أحدهما المعبود بحق، وهو الله ﷻ، والآخر المعبود بباطل، أعني معبود ذلك الشخص، فهما شريكان في العبادة بالنظر إلى الوقوع في الجملة، فصحَّ أن يُسمَّى ذلك المعبود الآخر شريكًا، وعابدُه مشركًا».Читать полностью…