رد أثري على قول الدهرية: لماذا لا نرى الله؟
قال أبو الشيخ في العظمة 63 – حدثنا جعفر بن أحمد، حدثنا عبد الله بن أبي زياد، حدثنا سيار، حدثنا جعفر بن سليمان قال: سمعت خليفة العبدي، وكان متعبدا، يقول:
«لو أن الله تبارك وتعالى لم يعبد إلا عن رؤية ما عبده أحد، ولكن المؤمنين تفكروا في مجيء هذا الليل إذا جاء فملأ كل شيء، وغطى كل شيء، وفي مجيء سلطان النهار إذا جاء فمحا سلطان الليل، وفي السحاب المسخر بين السماء والأرض، وفي النجوم، وفي الشتاء والصيف، فوالله ما زال المؤمنون يتفكرون فيما خلق ربهم تبارك وتعالى، حتى أيقنت قلوبهم بربهم عز وجل، وحتى كأنما عبدوا الله تبارك وتعالى عن رؤية».
الإمام الطبري واصفا بلاغة القرآن:
«ومن أشرفِ تلك المعاني التي فَضَل بها كتابُنا سائرَ الكتب قبله، نظْمُه العجيبُ ورصْفُه الغريب وتأليفُه البديع؛ الذي عجزتْ عن نظم مثْلِ أصغرِ سورة منه الخطباء، وكلَّت عن وَصْف شكل بعضه البلغاء، وتحيَّرت في تأليفه الشُّعراء، وتبلَّدت -قصورًا عن أن تأتيَ بمثله- لديه أفهامُ الفُهماء، فلم يجدوا له إلا التسليمَ والإقرار بأنه من عند الواحد القهار».
نونية القحطاني
٥٣٨- لا تلتمس علم الكلام فإنه ... يدعو إلى التعطيل والهيمان
٥٣٩- لا يصحب البدعي إلا مثله ... تحت الدخان تأجج النيران
٥٤٠- علم الكلام وعلم شرع محمد ... يتغايران وليس يشتبهان
٥٤١- اخذوا الكلام عن الفلاسفة الأولى ... جحدوا الشرائع غرة وأمان
٥٤٢- حملوا الأمور على قياس عقولهم ... فتبلدوا كتبلد الحيران....
٥٤٦- لحجاجهم شبه تخال ورونق ... مثل السراب يلوح للظمآن
٥٤٧- دع أشعريهم ومعتزليهم ... يتناقرون تناقر الغربان
٥٤٨- كل يقيس بعقله سبل الهدى ... ويتيه تيه الواله الهيمان
٥٤٩- فالله يجزيهم بما هم أهله ... وله الثنا من قولهم براني
قواعد وأصول في تعامل المسلم مع العلوم الطبيعية
1) جميع ما في الفطرة والبداهة من المعارف صحيح ضرورة، مطابق للواقع في نفس الأمر، ولا عبرة ولا التفات لرأي أو نظر يخالفه، سواء كان من فيزيائي أو كان من بقال!
2) من ثمرات المنطق الاستقرائي التي لا يماري فيها عاقل استكشاف العلاقات السببية بين الطبائع وأنواع الحوادث المحسوسة، استكشافا ظنيا في حدود ما بلغه ذلك الاستقراء وتراكمت به الخبرة البشرية في امتداد الزمان والمكان، فيعين على تفسير ما في الماضي القريب دون السحيق، والتنبؤ عما يجري في المستقبل القريب دون البعيد.
3) لا يغني التفسير بالمحسوس من طريق الحس والعادة عن التفسير بالمغيب عن طريق السمع والنص، فإن هذا مجاله المعرفي ولذاك مجاله، وكلاهما علم نافع، والمصادر المعرفية تتكامل ولا تتعارض.
4) لا تقديم لشيء من استقراءات العادة (سواء قوانين التجريبيين أو نظرياتهم أو ما شاكل ذلك) على ما جاء السمع بإثباته ولو بأثر في أدنى درجات الصحة، فضلا عما ثبت ثبوتا قطعيا، لأن استقراء بني آدم ناقص مهما كمل، والأمر كما قال عليه السلام: «صدق الله وكذبت بطن أخيك». فإذا انعقد سبب صحيح لتصديق الراوي فيما يروي، فلا التفات لما يخالفه البتة ولا نرفع به رأسا.
5) لا يخاض في شيء من مطالب البحث التجريبي إلا بعد تمريره على مصفاة الكتاب والسنة وفهم السلف رضي الله عنهم، فما كان مخالفا للعقيدة السلفية الصحيحة، أو كان ضربا من اللغو أو العبث أو التكلف أو التنطع والتعمق الذي لا نفع فيه موازين الشريعة المطهرة، فهو ممنوع غير مقبول في مبدأ الطرح والسؤال. فكل علم لا ينبني عليه عمل عند المسلم فهو علم لا ينفع، ولا يجوز بذل العمر في طلبه.
فائدة لطيفة استخرجها الإمام الطبري من قوله: ﴿صِرَٰطَ اَلذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾
قال أبو جعفر: وفي هذه الآية دليلٌ واضح على أنّ طاعة الله جَلّ ثناؤه لا ينالها المُطيعون إلا بإنعام الله بها عليهم، وتوفيقه إياهم لها. أوَ لا يسمعونه يقول: ﴿صِرَٰطَ اَلذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾، فأضاف كلّ ما كان منهم من اهتداء وطاعة وعبادة إلى أنه إنعام منه عليهم!
#تفسير
تنبيه مهم في الوضوء:
اعلم وفقك الله أنه لا يجزئ في المسح على الرأس في الوضوء إلا ماء جديد، ولا يكون ببلل اليد في الابتداء!
❁ المرفوع
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيدٍ الأَنْصَارِي، قِيلَ لَهُ: تَوَضَّأْ لَنَا وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَدَعَا بِإِنَاءٍ... ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَاسْتَخْرَجَهَا فَغَسَلَ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَاسْتَخْرَجَهَا فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ فَأَقْبَلَ بِيَدَيْهِ وَأَدْبَرَ». اهـ رواه مسلم (18)
عن عَبْدُ خَيْرٍ، قَالَ: «جَلَسَ عَلِيٌّ بَعْدَ مَا صَلَّى الْفَجْرَ فِي الرَّحَبَةِ، ثُمَّ قَالَ لِغُلامِهِ: ائْتِنِي بِطَهُورٍ... ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى فِي الْإِنَاءِ حَتَّى غَمَرَهَا الْمَاءُ، ثُمَّ رَفَعَهَا بِمَا حَمَلَتْ مِنَ المَاءِ ثُمَّ مَسَحَهَا بِيَدِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ كِلْتَيْهِمَا مَرَّةً... ثُمَّ قَالَ: هَذَا طُهُورُ نَبِيِّ اللهِ ﷺ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى طُهُورِ نَبِيِّ اللهِ ﷺ ، فَهَذَا طُهُورُهُ». اهـ صحيح، رواه أحمد (1133)
❁ الموقوف
قال ابن أبي شيبة - 209 حدثنا أبو معاوية عن يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر أنه كان يأخذ لرأسه ماء جديدا. اهـ صحيح
قال عبد الرزاق - 18 عن إسرائيل عن موسى بن أبي عائشة قال سمعت مصعب بن سعد وسأله رجل فقال: أتوضأ وأغسل وجهي وذراعي فيكفيني ما في يدي لرأسي أو أحدث لرأسي ماء، قال: لا، بل أحدث لرأسك ماء. اهـ صحيح
❁ كلام أهل العلم
قال أبو عبيد رحمه الله:
«فقد بين في هذه الأحاديث أن الواجب في مسح الرأس تجديد الماء، وهذا هو الأمر الذي عليه الناس من أهل الحجاز والعراق ومن يقول بالأثر وأصحاب الرأي كلهم به، لا يجزئ في المسح إلا ماء جديد، ولا يكون ببلل اليد في الابتداء أبدا، إنما الناس مختلفون في الناسي يذكره بعد ذلك فيمسح رأسه ببلل لحيته».
الذي لا يعرفه كثيرون أن من المتأخرين الذين تكلموا في إمام أهل الرأي الإمام أبو طاهر السلفي الأصبهاني، فقد روى روايات صحاح في ثلب أبي حنيفة في الجزء الحادي عشر من كتاب الطيوريات
يعني نفس الروايات التي قيل للخطيب عندما رواها أنه لا يحل روايتها..
قال الإمام الطبري رحمه الله في صريح السنة:
«القرآن كلام الله وتنزيله؛ إذ كان من معاني توحيده، فالصواب من القول في ذلك عندنا أنه: كلام الله غير مخلوق كيف كتب وحيث تلي وفي أي موضع قرئ، في السماء وجد، وفي الأرض حيث حفظ، في اللوح المحفوظ كان مكتوبا، وفي ألواح صبيان الكتاتيب مرسوما، في حجر نقش، أو في ورق خط، أو في القلب حفظ، وبلسان لفظ، فمن قال غير ذلك أو ادعى أن قرآنا في الأرض أو في السماء سوى القرآن الذي نتلوه بألسنتنا ونكتبه في مصاحفنا، أو اعتقد غير ذلك بقلبه، أو أضمره في نفسه، أو قاله بلسانه دائنا به، فهو بالله كافر، حلال الدم، بريء من الله، والله منه بريء».
خطبة جليلة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه..
قال الآجري في الشريعة ١٥٥ - حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن ذريح العكبري قال: حدثنا محمد بن عبد المجيد التميمي قال حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الحسن بن عبيد الله النخعي، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول على منبره:
«أيها الناس إن هذا القرآن كلام الله فلا أعرفن ما عطفتموه على أهوائكم، فإن الإسلام قد خضعت له رقاب الناس، فدخلوه طوعا وكرها، وقد وضعت لكم السنن، ولم يترك لأحد مقالا إلا أن يكفر عبد عمدا عينا، فاتبعوا ولا تبتدعوا، فقد كفيتم، اعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه».
يا أيها السلفي المبتدي الذي عزم على دراسة المنطق!
أما قرأت قول شيخ الاسلام:
«وتبين لي أن كثيرا مما ذكروه في أصولهم في الإلهيات وفي المنطق هو من أصول فساد قولهم في الإلهيات، مثل ما ذكروه من تركيب الماهيات من الصفات التي سموها ذاتيات، وما ذكروه من حصر طرق العلم في ما ذكروه من الحدود والأقيسة البرهانية بل وفيما ذكروه من الحدود التي يعرف التصورات بل ما ذكروه من صور القياس ومواده اليقينيات».
قال أبو داود في السنن ١٦٢ - حدثنا محمد بن العلاء، قال: ثنا حفص - يعني ابن غياث - عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عبد خير، عن علي -رضي الله عنه- قال:
«لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على ظاهر خفيه».Читать полностью…
عند المالكية: الصلاة في السراويل مكروهة قبيحة، وما السراويل من لباس المؤمنين، وإنما يصنع ذلك ضعفة الناس.!
جاء في البيان والتحصيل لابن رشد الجد (1/ 448-447):
«وسئل عن الصلاة في المسجد الجامع في الرداء والسراويل، فقال: لا والله إن الصلاة في السراويل لقبيحة، فقيل له: أرأيت لو توشح الرداء فصلى فيه؟ فقال: ما السراويل من لباس الناس، وكره ذلك، قال: وإنما يصنع ذلك ضعفة الناس، وليست السراويلات من ثياب الناس التي يظهرون إلا أن تكون تحت القميص. قال: ولقد كنت ألبسه فما كنت ألبسه إلا بعد القميص، إن الحياء من الإيمان.
قال القاضي: هذا كما قال، إن تردي الرداء وتوشحه على السراويل دون قميص مما يستقبح من الهيئة في اللباس، ولا يفعله إلا ضعفة الناس؛ لأن السراويل تصف ولا تستر كما يستر الإزار الذي يعطف بعضه على بعض، فلا ينبغي لأحد أن يصلي في المسجد الجامع في الرداء والسراويل دون قميص، تردى الرداء أو توشحه، وإن كان توشحه أخف لكونه أستر».
إثبات السمعاني للحكمة والتعليل في أفعال الله
قال تعالى في آخر آية الميراث من سورة النساء: ﴿آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ [النساء: ١١].
قال السمعاني:
«أي: لا تعلمون أيُّهم أنفع لكم في الدين والدنيا. فمنهم مَنْ يظنُّ أن الآباء تنفع؛ فتكون الأبناء أنفع، ومنهم مَنْ يظنُّ أن الأبناء أنفع؛ فتكون الأباء أنفع، وأنتم لا تعلمون، وأنا أعلم بمن هو أنفع لكم، وقد دبَّرت أمركم على ما فيه الحكمة والمصلحة، فخذوه واتَّبعوه».Читать полностью…
تقويم الرد الإسلامي على "الذكورية"
الناس في التعامل مع ما يطلقون عليه "الذكورية" طرفان ووسط:
فأما الأول: قوم يجعلون خطر الذكورية نظيرا لخطر النسوية، ويهولون من شأنها أشد ما يكون التهويل، هذا إن لم يجعلوها أخطر من النسوية، وهذا مسلك أمثال أحمد السيد ونحوه، وهذا منه أشبه بالمداهنة للنساء من الرد العلمي الرسين.
والثاني: قوم ينكرون أصل وجود فكر ذكوري مخالف للشريعة بين العرب، وأعني بالذكوري = تفضيل الذكور فيما لا لم تجوّز فيه الشريعة ذلك، ويقولون أن دعوى الذكورية هذه لا تعدو أن تكون فرية وفزاعة نسوية للطعن في الإسلام (وفي كلامهم بعض حق كما سيأتي).
وأما الوسط: فلا ننكر إمكانية وجود نفس ذكوري في المجتمع العربي، قد يفضي أحيانا إلى مخالفة الشريعة. وهذا مُلاحظ، وأضرب على هذا مثلا من المغرب: لا تكاد تجد أبا ينكر على ولده إن اكتشف أنه يزني كما شأنه أن يُنكر عليه، بينما ينكر على بنته إن زنت، ونحن وإن كنا لا ننكر أن زنا المرأة أقبح من زنا الرجل، إلا أن التهوين من زنا الرجل ليس من الشريعة في شيء!
إلا أن هذه "الذكورية" على قلة فشوها فإن خطرها ليس نظيرا لخطر النسوية البتة، بل حتى لا يقترب، فهذه الممارسات المخالفة للشريعة التي تُصنف "ذكورية"، ليست أثرا عن إيمان بأصول كبرى تحاكم إليها الذكوري فكانت تصرفاته فرعا عن الإيمان بتلك الأصول، فليست أيديولوجيا قائمة بذاتها (على الأقل في ذهن العربي) على خلاف النسوية.
بعبارة أخرى: غاية أمر الذكورية أنها تقتضي مخالفات هي من جنس المعاصي، أما النسوية فتقتضي مخالفات هي من جنس البدع، مفسقة كانت أو مكفرة. وشتان بين الأول والثاني!
نونية ابن القيم الكافية الشافية
سميتم التحريف تأويلا كذا ... التعطيل تنزيها هما لقبان
وأضفتم أمرا إلى ذا ثالثا ... شر وأقبح منه ذا بهتان
فجعلتم الإثبات تجسيما ... وتشبيها وذا من أصبح العدوان
فقلبتم تلك الحقائق مثل ما ... قلبت قلوبكم عن الإيمان
رسالة في تفسير فاتحة الكتاب
آدم بن محمد المالكي - غفر الله له -
3 شعبان 1445 هـ
49 صفحة
وصف: هذه الرسالة في الأصل مسودة لدراستي للتفسير من عدة كتب (سواء من المختصرات أو المطولات)، إلا أني ارتأيت أن أنشرها لما فيها من مادة مركزة قد ينتفع منها طلبة العلم، إذ بسطت الكلام في المواضع العقدية، واعتنيت بصحيح الآثار وضعيفها، وكذا اهتممت بالقراءات التي تؤثر في المعنى، وأشرت إلى بعض اللطائف البلاغية.
فإن أحسنت فمن الله، وإن أسأت فمن نفسي والشيطان.
https://youtube.com/playlist?list=PLblfdRYnJ-oz9Xx3h508FyOLGey6LXDXR&si=3NWDLCHb6G8YagGp
اسمعوها بسرعة 1,5 فإنها تصير أفضل
شيخ الإسلام ابن القيم عن الروافض:
ابن القيم (٧٥١ هـ)، مدارج السالكين - ط الكتاب العربي (94/1)
فإنه من المحال أن يكون أصحاب رسول الله ﷺ ورضي الله عنهم جهلوا الحق وعرفه الروافض، أو رفضوه وتمسك به الروافض.Читать полностью…
ثم إنا رأينا آثار الفريقين تدل على أهل الحق منهما، فرأينا أصحاب رسول الله ﷺ فتحوا بلاد الكفر، وقلبوها بلاد إسلام، وفتحوا القلوب بالقرآن والعلم والهدى، فآثارهم تدل على أنهم هم أهل الصراط المستقيم
ورأينا الرافضة بالعكس في كل زمان ومكان، فإنه قط ما قام للمسلمين عدو من غيرهم إلا كانوا أعوانهم على الإسلام، وكم جروا على الإسلام وأهله من بلية؟ وهل عاثت سيوف المشركين عباد الأصنام من عسكر هولاكو وذويه من التتار إلا من تحت رؤوسهم؟ وهل عطلت المساجد، وحرقت المصاحف، وقتل سروات المسلمين وعلماؤهم وعبادهم وخليفتهم، إلا بسببهم ومن جرائهم؟ ومظاهرتهم للمشركين والنصارى معلومة عند الخاصة والعامة، وآثارهم في الدين معلومة.
فأي الفريقين أحق بالصراط المستقيم؟ وأيهم أحق بالغضب والضلال إن كنتم تعلمون؟
أنشد الزنديق الزمخشري في تفسيره معرّضا بأهل السنة:
لجماعة سمَّوا هواهم سُنَّةً وجماعةٌ حُمْرٌ لعمري مُوكَفَهْ
قد شبَّهوه بخلقه وتخوَّفوا شنع الورى فتستروا بالبَلْكَفَهْ
ومُبَلْكِفٍ للذاتِ طالَ تَعَجُّبي ... من شِدَّة استنكارِه للبَلْكَفَهْ
إن كنت تُنِكرُها فكيِّف ذاتَه ... أيضاً وقُلْ هي كالذَّوات مُكَيَّفه
بل أنت تِثْبِتُها ولا تدري كَمَا ... لم تدْرِ قطُّ مَنِ الحَمِيرُ المُوكَفَهْ
ولَقَدْ هَجَوتَ وَمَا دَلَلْتَ وإنَّما ... أبداً تدُلُّ على الحِمَارِ العَجْرَفَهْ
يا عائباً من جَهْلِه للبلكفه ... هي قولُكم في الذَّات دَعْ عنك الصِّفه
واللهُ ليس كمثله شيءٌ وذا ... هُو ما اعتَرضْتَ به فَدَعْ عنك السَّفه
من لم يقُل بمقالِنا فيها شَرَى ... بنُصُوصِ وَحْيِ الله رأيَ الفَلْسَفَهْ
معلوم أن غسل الرجلين واجب في الوضوء ولا يجزئ المسح، ولكن هل يُرّخص المسح على الرجل أو الضمادة عند المرض أو الجرح؟ الجواب نعم
قال ابن أبي شيبة 1458 - حدثنا شبابة قال ثنا هشام بن الغاز عن نافع عن ابن عمر قال:
من كان به جرح معصوب فخشي عليه العنت فليمسح ما حوله ولا يغسله. اهـ إسناد صحيح
دخلنا على أبي العالية الرياحي وهو وجع فوضؤوه فلما بقيت إحدى رجليه قال امسحوا على هذه فإنها مريضة وكان بها حمرة والحمرة الورم. اهـ صحيح
أتسائل لماذا عامة التراث الإسلامي من الأمهات في الفقه والأصول والعقيدة والتفسير وعلم الحديث غير مترجمة لباقي اللغات !
هذا ثغر يجب أن يقف عليه الإخوة المتقنون لهذه اللغات، وكذلك دور النشر
نكت وتفصيلات في هداية الله للخلق
الهداية: في اللغة الرشاد والدلالة، قَالَ الأصمعيّ: هداه يَهْدِيه فِي الدّين هُدًى، وهَداه يَهْدِيه هِدَايةً، إِذا دَلَّه على الطَّرِيق.
واعلم -وفقك الله- أنه قد عُلم باستقراء الوحي أن هداية الباري سبحانهُ للخلق على أربعة أنواع:
❁ النوع الأول: هداية فطرية عامة مشتركة بين الخلق: وهي إلهامه سبحانه لسائِر الخلق مِن الحيوان إلى طلب مصالحها ومنافعها، ودفع مضارها ومهالكها، وهي المذكورة في قوله تَعَالَى: ﴿الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾. قال مجاهد: «سوى خلق كل دابة، ثم هداها لما يصلحها، فعلمها إياه»، وهي متعلقة بأمور الدنيا لا بأمور الدين.
❁ النوع الثاني: هداية البيان والدلالة، وهي التعريف لنجدَي الخير والشَّر وطريق النجاة والهلاك، ولا سبيل إليها إلا من جهة الرسل، وهي الواردة في قوله تَعَالَى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾ [السجدة: ٢٤]، وفي قوله: ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ [الرعد: ٧]، وقوله: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الشورى: ٥٢]، فأثبت لهم الهدى الذي معناه الدلالة والدعوة والتنبيه. وهي خاصة للمكلفين من الإنس والجن، وهي حجة حجة الله على عباده، فلا يعذب الله من لم تبلغه. وهذه الهداية لا تستلزم الهدى التام؛ فإنها سبب وشرط، وليست موجبًا، كما قال تَعَالَى: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى﴾ [فصلت: ١٧] أي: بيَّنَّا لهم وأرشدناهم ودَلَلْنَاهم فلم يهتدوا.
❁ النوع الثالث: هداية التوفيق، وهي الهداية المستلزمة للاهتداء، فلا يَتخلَّف عنها، وهي المذكورة في قوله: ﴿يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ [النحل: ٩٣]، وفي قوله: ﴿إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ﴾ [النحل: ٣٧]، وفي قول النبي ﷺ: «مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ». وفي قوله تَعَالَى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾ [القصص: ٥٦]، ولا يقدر عليها إلا الله سبحانه. وذلك لأن هذه الهداية هي هداية للقلوب، والله سبحانه هو المالك للقلوب المتصرف فيها، كما قال ﷺ: «إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء».
❁ النوع الرابع: الهداية إلى الجنة والنار يوم القيامة، وذلك حين يساق أهلهما إليهما، وهي ثمرة النوع الثالث، ولا تكون إلا بعد الموت، وهي الواردة في قوله سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (٤) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ﴾ [محمد: ٤، ٥].
وهذه الهدايات الأربع مترتبة، فإن من لم تحصل له الأولى لا تحصل له الثانية، بل لا يصح تكليفه، ومن لم تحصل له الثانية لا تحصل له الثالثة ولا الرابعة.
والنوع الثالث، والذي هو هداية التوفيق، تفصيل القول فيه: أن الله جل ثناؤه يهدي من يشاء بفضله وحكمته، ويضل من يشاء بعدله وحكمته. والمُراد بالهداية ها هنا: العلم بالحق مع قصده وإيثاره على غيره.
والهدى يحصل من اجتماع أمرين:
١) هداية الله سبحانه للعبد، وهذا فعل له سبحانه، وهو خلق الهدى ومحبة ما أمر به وبغض ما نهى عنه، اعتقادًا وقولًا وعملًا في قلب العبد، وهذه نعمة دينية من الله للعبد أعانه بها على الهداية.
٢) اهتداء العبد وهذا فعل له هو، وهو أثر فعل الله سبحانه.
وهذه الهداية متضمنة لجعل العبد عارفا بالحق تفصيلًا وإجمالًا، وجعله مريدا لاتباعه ظاهرًا وباطنًا مؤثرًا له على ضده، ثم خلق القدرة على القيام بموجب الهدى بالقول والعمل والعزم، ثم إدامة ذلك والتثبيت عليه حتى الممات.
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
قال عبد الله بن أحمد 210 - حدثني أبو الحسن بن العطار محمد بن محمد قال: سمعت محمد بن مصعب العابد، يقول:
«من زعم أنك لا تتكلم ولا ترى في الآخرة فهو كافر بوجهك لا يعرفك، أشهد أنك فوق العرش فوق سبع سماوات ليس كما يقول أعداء الله الزنادقة».
اختصار المنهج السلفي..
قال الإمام أحمد في رسالته للخليفة:
«وَلَسْتُ بِصَاحِبِ كَلَامٍ وَلَا أَرَى الْكَلَامَ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا إِلَّا مَا كَانَ فِي كِتَابِ اللَّهِ ﷻ أَوْ فِي حَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَوْ عَنْ أَصْحَابِهِ أَوْ عَنِ التَّابِعِينَ». اهـ من السنة لعبد الله بن أحمدЧитать полностью…
نظرية المعرفة عند الفقهاء : )
قال ابن القاص الشافعي رحمه الله:
«الْأُصُولُ سَبْعَةُ: الْحِسُّ، وَالْعَقْلُ، وَمَعْرِفَةُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَالْإِجْمَاعُ، وَاللُّغَةُ، وَالْعِبْرَةُ، فَلَا بُدَّ لِلْمُتَنَاظِرَيْنِ مِنْ مَعْرِفَةِ جُمَلِ ذَلِكَ:
فَالْحَوَاسُّ خَمْسَةُ: السَّمْعُ، وَالْبَصَرُ، وَالشَّمُّ، وَالذَّوْقُ، وَاللَّمْسُ.
وَالْعَقْلُ: عَلَى ضَرْبَيْنِ: فَغَرِيزِيٌّ، وَمُسْتَجْلَبٌ.
وَالْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ عَلَى حَرْفَيْنِ: فَمُجْمَلٌ، وَمُفَسَّرٌ.
وَطَرِيقُ السُّنَّةِ عَلَى ضَرْبَيْنِ: فَمُتَوَاتِرٌ، وَآحَادٌ.
وَالْإِجْمَاعُ عَلَى ضَرْبَيْنِ: فَإِجْمَاعُ الْأُمَّةِ، وَإِجْمَاعُ الْحُجَّةِ.
وَاللُّغَةُ عَلَى ضَرْبَيْنِ: فَمَجَازٌ، وَحَقِيقَةٌ.
وَالْعِبْرَةُ عَلَى ضَرْبَيْنِ، فَأَحَدُهُمَا: فِي مَعْنَى الْأَصْلِ لَا يُعْذَرُ عَالِمٌ بِجَهْلِهِ، وَالثَّانِي: ذَاتُ وُجُوهٍ وَشُعَبٍ.
فَمَنْ أَنْكَرَ بَيِّنَةَ الْحِسِّ، أَنْكَرَ نَفْسَهُ، وَمَنْ أَنْكَرَ الْعَقْلَ أَنْكَرَ صَانِعَهُ، وَمَنْ أَنْكَرَ عُمُومَ الْقُرْآنِ أَنْكَرَ حِكْمَتَه، وَمَنْ أَنْكَرَ خَبَرَ الْآحَادِ أَنْكَرَ الشَّرِيعَةَ، وَمَنْ أَنْكَرَ إِجْمَاعَ الْأُمَّةِ أَنْكَرَ نَبِيَّهُ، وَمَنْ أَنْكَرَ اللُّغَةَ أُسْقِطَتْ مُحَاوَرَتُهُ، لِأَنَّ اللُّغَاتِ لِلْمُسَمَيَّاتِ سِمَاتٌ، وَمَنْ أَنْكَرَ الْعَبْرَةَ أَنْكَرَ أَبَاهُ وَأُمَّهُ». اهـ رواه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (19)
ما خالف زي العرب وأشبه زي الأعاجم من اللباس فهو مكروه، وذلك أن سنة العرب ومذاهبها هي سنة النبي ﷺ ومذهبه إلا قدر ما نهى عنه.
القاضي عبد الوهاب، المعونة على مذهب أهل المدينة، (1723/3) بتصرف
#فقه
قال أبو عمر الطرسوسي في "تحريم اللواط":
147- حدثنا أبو علي الكرماني، ثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا سعد بن زياد أبو عاصم القرشي، قال: كنت عند سالم بن عبد الله بن عمر، فجاءه شاب فقال: يا أبا عمر، ما تقول في جلد عميرة؟ قال: فأقبل عليه الرجل، فانتهره سالم، فقال: الرجل تطول عزبته فيعبث بذكره حتى يفرغ، فقال (سالم): أف! أو قم يا ناكح نفسه! فلما قام الرجل قال سالم: إن قومًا يجيئون يوم القيامة أيديهم حبالى، وإني أراهم هؤلاء.
سعد بن زياد أبو عاصم القرشي يحتمل في مثل هذا قال أبو حاتم: يكتب حديثه وليس بالمتين.
وهذا أثر عزيز لم أقف على من رواه غير الطرسوسي ونقله أبو المظفر السمعاني في «تفسيره» مختصرًا
العبادة كل عمل وقول صالح، ظاهرا كان أو باطنا، أُرِيد به وجهُ الله وحده، وذلك بالامتثال لأوامر واجتناب النواهي. وهي حالة تجمع بين: كمال الخضوع، والتذلل، والحب، والتعظيم للمعبود.
فمن أحببته ولم تكن خاضعًا له، لم تكن عابدًا له، ومن خضعت له بلا محبة لم تكن عابدًا له حتى تكون محبًّا خاضعًا، ومن هاهنا كان المنكرون محبّةَ العباد لربِّهم منكرين حقيقة العبوديّة.
دعوى بدعية تقسيم التوحيد والمطالبة بدليل عليه ضرب من السفسطة لا يرتضي الحجاج بها عاقل، فإن التقسيم ليس إيجادا لمعلومة حتى يُتطلب الدليل عليها، وإنما هو إبراز للمعلومة، فيكون باستقراء النصوص الشرعية في موضوع التقسيم، ولهذا لا يقال ما دليل التقسيم؟ وإنما يقال هل هو تقسيم حاصر أم لا.
فلا يخلو كتاب أصولي أو فقهي من تقسيمات مبنية على الاستقراء، ولم يسبق أن اعترض عليها أحد وتطلب الدليل عليها !
#الرد_على_المخالفين