الصلاة في اللغة:
مذهب الأكثر من اللغويين والمفسرين أنها بمعنى الدعاء، ومنه قوله تعالى: ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَ ٰلِهِمۡ صَدَقَةࣰ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّیهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَیۡهِمۡۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنࣱ لَّهُمۡۗ وَٱللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ﴾، ومنه حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
«إذا دُعِيَ أحدكم فليُجب، فإن كان صائما فليُصَلِّ، وإن كان مُفْطِرا فليَطْعَمْ». اهـ رواه مسلمقال أبو عبيد القاسم بن سلام:
«(فليصل) أي: فليدع له بالبركة والخير، وكل داع فهو مصل».
«وصَلّى على دَنِّها وارتَسَمْ».يعني: دَعَا لَهَا أَلا تَحمَض وَلَا تَفسُد.
غموض كلام الفلاسفة يدل على أمراضهم النفسية وحبهم للرياسة والتميز (مستفاد من إبراهيم السكران)
قال الشيخ تقي الدين في الدرء (86/8):
«وكذلك الأدلة التي فيها دقة وغموض وخفاء، قد ينتفع بها من تعودت نفسه الفكرة في الأمور الدقيقة، ومن يكون تلقيه للعلم عن الطرق الخفية التي لا يفهمها أكثر الناس، أحب إليه من تلقيه له من الطرق الواضحة التي يشركه فيها الجمهور، ومثل هذا موجود في المطاعم والمشارب، والملابس والعادات، لما في النفوس من حب الرياسة».
«ميشيل فوكو ذات مرة صؤر اسلوب دريدا في الكتابة بأنه يمارس "إرهاب الغموض"، ذلك أن نص دريدا مكتوب بلغة غامضة جدا لدرجة أنك لا تستطيع أن تستوعب بالضبط ماهي الفكرة؟ لأجل ذلك هو غامض، ثم بعد ذلك إذا أراد شخص أن ينتقد النص يقول له دريدا: "أنت أسئت فهمي، أنت مغفل"، من أجل ذلك هذا إرهاب».
في الماضي كانت هناك الأسرة الممتدة، فإذا غاب الأب لأي سبب= يحلّ محله بالنسبة للصبي فرد آخر من الأسرة، وغالبًا أفراد أخرون، فهو محاط بالرجال بشكل دائم.
اليوم تراجعت وربما اندثرت الأسرة الممتدة، خاصةً في المدن الكبرى، والسائد هو الأسرة النواة: أب وأم وأطفال ... إذا غاب الأب إما جسديا بسبب الطلاق والوفاة أو معنويًا لأنه مُهمّش في البيت وتحول إلى أم معطوبة تهيمن عليها الأم الأنثى باسم المساواة والتشاركية الزوجية (هكذا يصفون هيمنة الأم/الزوجة على المنزل في وجود الرجل) أو لأنه منعدم المسؤولية أو سكير ومدمن مخدرات ..إلخ= فإنه لا يمكن أن يحل محله أحد، وبالتالي تنفرد الأم بذلك الصبي الذي أصبح اليوم يمضي وقتًا طويلاً في البيت، وإذا لم يكن في البيت فهو في المدرسة مع المعلمة، وإذا ذهب لمكتب الموجه سيجد موجهة، وإذا ذهب لمختص نفسي سيجد طبيبة نفسية، وإذا ذهب للعيادة سيجد طبيبة وممرضة، وفي كل نشاط قد يمارسه خارج المدرسة غالبا ما تقابله أنثى، حتى في الرياضة هناك تزايد في حضور المدربات.
ومنه فإن الطفل اليوم وحتى بحضور حقيقي للأب يكون شبه محاط بعالم أنثوي من كل جانب، وإذا أضيف إلى ذلك غياب الأب= فسيجد نفسه وحيدًا وغارقًا تمامًا في عالم لا يملك ما يقدمه له كذكر؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه (وهذا ليس عيبًا في المرأة بل على العكس)، والسمك لا يعلم الطير كيف يطير. وبالتالي يجد الصبي نفسه مضطرًا -لعدم وجود خيار آخر- إلى التأقلم والتطبّع بطباع مَن حوله (تخنث)، أو يحاول فبركة ذكورة خاصة به قد لا تكون نهايتها سارّة (الإجرام).
حسّ سليم
هذا جوابي على كلام أخ ينتسب للسلفية ويسفسط في أمر التحسين والتقبيح، فيدعي أن الحسن والقبح مجعولات لله.. وكلامه في الأصل معارضة لهذا المنشور
وهذه من المواضيع الدقيقة التي كثر فيها الغلط، وقوله يلزم منه شناعات، منها القول بأن كمال الله مجعول، وتجويز أن يأمر الله بالشرك والظلم والكذب، وينهى عن التوحيد والعفة والعدل (وهو قول الأشعرية)، وإذا بطل اللازم بطل الملزوم والله الموفق
وهذا التفصيل يعين على جواب المعضلة المزعومة المشهورة باسم معضلة يوثيفرو أيضا
ثلاث آثار صحيحة عن صحابة رسول الله ﷺ تثبت مذهب أهل السنة في الإيمان:
(1) الإيمان اعتقاد وقول وعمل ونية:
قال أبو عبيد 20- حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن جامع بن شداد، عن الأسود بن هلال قال: قال معاذ بن جبل لرجل:
«اجلس بنا نؤمن ساعة يعني نذكر الله». اهـ إسناده صحيح
«الإيمان يزيد وينقص، فقيل: فما زيادته؟ وما نقصانه؟ قال: إذا ذكرنا ربنا وخشيناه فذلك زيادته، وإذا غفلنا ونسينا وضيعنا فذلك نقصانه». اهـ عمير بن خماشة صحابي جليل، وهو صحيح عنه.
«جاء رجل إلى عبد الله فقال: بينا نحن نسير إذ لقينا ركبا فقلنا: من أنتم؟ فقالوا نحن المؤمنون! فقال: أولا قالوا: إنا من أهل الجنة؟!».
«قال رجل عند عبد الله: أنا مؤمن! فقال عبد الله: فقل: إني في الجنة! ولكن آمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله». اهـ صحاحЧитать полностью…
الدال على الخير كفاعله (٣)
كيف تحقق مسألة فقهية؟
❁ الخطوة الأولى: جمع كل أحاديث الباب: هناك طريقتين لفعل هذا:
1 - إما أن تنظر في كتب أحاديث الأحكام مثل المحرر، وبلوغ المرام أو حتى المنتقى.
2 - أو تفتح الكتب التسعة، وتبحث عن التبويب الذي تريده في كل كتاب، وأنا أفضل هذه الطريقة لأمور: أولها أن تبويبات الأئمة فيها استنباطات فقهية قوية كما عند البخاري، الثاني فيها فوائد فقهية في نقل مذاهب الأئمة كما عند الترمذي، الثالث أن كتب أحاديث الأحكام لا تستوعب كل ما ورد وإن كانت تستوعب أغلبه.
والجانب الإيجابي في الطريقة الأولى أن في المحرر أحكام متينة على أحاديث السنن ضعفا وصحة، ويمكن لطالب العلم أن يجمع بين الطريقتين.
❁ الخطوة الثانية: جمع آثار الصحابة والتابعين: وهذه من أهم الخطوات وأطولها، وأهم مصادرها مصنف ابن أبي شيبة، ومصنف عبد الرزاق، وبالنسبة لفتاوى الصحابة فهناك مصنف عظيم جامع لشيخ معاصر مغربي اسمه العتيق مصنف جامع لفتاوى الصحابة، وأظن للباكستاني كتاب في صحيح آثار الصحابة أيضا.
❁ الخطوة الثالثة: قراءة كلام الفقهاء: وهذا يشمل قراءة مختصرات ثم مطولات ثم كتب الخلاف المتخصصة
وهذه المرحلة تختلف باختلاف اجتهاد الطالب وهمته، والتحقيق الذي أن يريد أن يصل له، فالمتوسط من عزم على قراءة مختصرات ومطولات مذهبه وأفضلهم من عزم على قراءة مختصرات ومطولات كل مذاهب أهل الحديث، وتفطن لأدلتهم وأقيستهم الدقيقة، ورجع إلى كتب المتقدمين من أصحاب الأئمة، وجعل ما اختاروه هو المعتمد وكتب المتأخرين بمنزلة الشارحة (لا العكس!)
وأما كتب الخلاف فأفضلها كتب ابن المنذر، والمغني لابن قدامة، ويوجد كتاب القاضي عبد الوهاب، وابن القصار، وغيرهم.
والقول أن الإيمان في اللغة هو التصديق، وإن كان هو المشهور، حتى حكاه الأزهري في التهذيب (368/15) إجماعا، إلا أن فيه نظر: وقد انتقده شيخ الاسلام ابن تيمية لأمور:
1) الإيمان وإن تضمن التصديق إلا أن بينهما فرقا، فالتصديق يتعدى بنفسه، أما الإيمان فلا يتعدى إلا بالباء أو اللام.
2) ويمتنع في اللغة الترادف المطلق بينهم، فالإيمان مشتق من الأمن، فلا يستعمل إلا في الأمر الذي يُؤتمن عليه المُخبر، بخلاف التصديق فإنه يستعمل في كل خبر
3) الإيمان في اللغة لا يقابل التكذيب كما هو الحال في التصديق.
والأشبه أن الإيمان في اللغة هو الإقرار، فهو تصديق وزيادة، وهو الانقياد، ولما كان من جملة ما أمرت به الشريعة الأعمال صالحة، وكان واجب كل مؤمن التصديق بالأمر والانقياد له، كانت الأعمال داخلة في مسمى الإيمان ضرورة.
من نفائس ابن القيم: الحكمة من التشديد في أول التكليف ثم التيسير في آخره، والتدريج من اليسير إلى ما هو أشد.
بدائع الفوائد - ط عطاءات العلم — ابن القيم (ت ٧٥١)
«تأمل الحكمة في التشديد في أول التكليف ثم التيسير في آخره بعد توطين النفس على العزم والامتثال فيحصل للعبد الأمران الأجر على عزمه وتوطين نفسه على الامتثال والتيسير والسهولة بما خفف الله عنه.Читать полностью…
فمن ذلك أمر الله تعالى رسوله بخمسين صلاة ليلة الإسراء ثم خففها وتصدق بجعلها خمسا.
ومن ذلك انه أمر أولا بصبر الواحد إلى العشرة ثم خفف عنهم ذلك إلى الاثنين.
ومن ذلك أنه حرم عليهم في الصيام إذا نام أحدهم أن يأكل بعد ذلك أو يجامع ثم خفف عنهم.
ومن ذلك أنه أوجب عليهم تقديم الصدقة بين يدي مناجاة رسوله فلما وطنوا له أنفسهم على ذلك خففه عنهم بإباحة ذلك عنهم إلى الفجر.
ومن ذلك تخفيف الاعتداد بالحول بأربعة اشهر وعشرا وهذا كما قد يقع في الابتلاء بالأوامر فقد يقع في الابتلاء بالقضاء والقدر يشدد على العبد أولا ثم يخفف عنه وحكمه تسهيل الثاني بالأول وتلقى الثاني بالرضي وشهود المنة والرحمة.
وقد يفعل الملوك ببعض رعاياهم قريبا من هذا فهؤلاء المصادرون يطلب منهم الكثير جدا الذي ربما عجزوا عنه ثم يحطون إلى ما دونه لتطوع لهم أنفسهم بذلة ويسهل عليهم وقد يفعل بعض الحمالين قريبا من هذا فيزيدون على الحمل شيئا لا يحتاجون إليها ثم يحط تلك الأشياء فيسهل حمل الباقي عليهم.
والمقصود أن هذا باب من الحكمة خلقا وأمرا ويقع في الأمر والقضاء والقدر أيضا ضد هذا فينقل عباده بالتدريج من اليسير إلى ما هو أشد منه لئلا يفجأ هذا التشديد بغتة فلا تحمله ولا تنقاد له.
وهذا كتدريجهم في الشرائع شيئا بعد شيء دون أن يؤمروا بها كلها وهلة واحدة. وكذلك المحرمات ومن هذا أنهم أمروا بالصلاة أولا ركعتين ركعتين فلما ألفوها زيد فيها ركعتين أخريين في الحضر.
ومن هذا أنهم أمروا أولا بالصيام وخيروا فيه بين الصوم عينا وبين التخيير بينه وبين الفدية فلما ألفوه أمروا بالصوم عينا.
ومن هذا أنهم أذن لهم بالجهاد أولا من غير أن يوجبه عليهم فلما توطنت عليه نفوسهم وباشروا حسن عاقبته وثمرته أمروا به فرضا.
وحكمة هذا التدريج التربية على قبول الأحكام والإذعان لها والانقياد لها شيئا فشيئا وكذلك يقع مثل هذا في قضائه وقدره مقدر على عبده بل لا بد منه اقتضاه حمده وحكمته فيبتليه بالأخف أولا ثم يرقيه إلى ما هو فوقه حتى يستكمل ما كتب عليه منه ولهذا قد يسعى العبد في أول البلاء في دفعه وزواله ولا يزداد إلا شدة لأنه كالمرض في أوله وتزايده فالعاقل يستكين له أولا وينكسر ويذل لربه ويمد عنقه خاضعا ذليلا لعزته حتى إذا مر به معظمه وغمرته وأذن ليله بالصباح فإذا سعى في زواله ساعدته الأسباب ومن تأمل هذا في الخلق أنتفع به انتفاعا عظيما ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى».
من أدلة صدق المحدثين أنهم لا يحابون في الدين والحديث أحدا ولو كان أقرب الناس إليهم
• قال ابن حبان في المجروحين ت حمدي (١٠/٥٠٧): « وقد سئل علي بن المديني عن أبيه؟ فقال: اسألوا غيري، فقالوا: سألناك فأطرق، ثم رفع رأسه وقال: هذا هو الدين، أبي ضعيف ».
• قال الخطيب في شرف أصحاب الحديث (١/٤١): « فليس أحد من أهل الحديث يحابي في الحديث أباه، ولا أخاه، ولا ولده. وهذا علي بن عبد الله المديني، وهو إمام الحديث في عصره، لا يروى عنه حرف في تقوية أبيه بل يروى عنه ضد ذلك ».
- من منشور قديم ذكرني به أخي الحبيب آدم
#المحدثين
تنبيه على وجوب التحري في نسبة الأقوال في مسألة التحسين والتقبيح
التحسين والتقبيح من أكثر الألفاظ المجملة التي لا يمكن تحرير مذهب أحد فيها بمجرد إطلاق أنهما عقليان من عدمه، وسأضرب على هذا مثالا ليتبين المقصود:
القاضي أبو يعلى رحمه الله في العدة في أصول الفقه يقول:
«ولا يجوز أيضًا أن يكون العلم بِحُسْنِ حَسَنٍ وقُبْحِ قبيح، ووجوب واجب وتحريم محرم من جملة العلوم التي هي عقل؛ لأن هذه الأحكام كلها معلومة من جهة السمع دون قضية العقل».
«الجواب: أنه كذلك فيما يعرف ببدائه العقول وضرورات المعقول، كالتوحيد، وشكر المنعم، وقبح الظلم، فأما ما يعرف بثواني العقول استنباطاً واستدلالاً فلا يمنع أن يرد الشرع بخلافه».
فائدة
الرزق بمعنى ما يُساق إلى الأعضاء من الطعام ونحوه، يكون من الحلال والحرام، والله رازقه بهذا الاعتبار، خلافا للمعتزلة فإنهم قالوا: الحرام ليس برزق، ورد عليهم بعضهم بمثل ضربوه فقالوا: هب أن صبيا سرقه لصوص من والدته، فأطعموه مما سرقوا، ثم مات ذلك الصبي، فعلى أصل المعتزلة لم يستوفي الصبي شيئا رزقه، وهو ظاهر البطلان.
قال بعض غلاتهم: من خالف خليل فليس بمالكي
قلت:
في الترجيح بين الروايات عن إمام المذهب بالنظر في الأدلة
قال أبو بكر بن العربي المالكي:
«فأما أنتم الآن فقد وقعتم على الحديث وقد تعيَّن عليكم أن تقولوا بإحدى روايتيْ مالك الموافقة للحديث».
الدال على الخير كفاعله (٢)
كيف تحقق تفسير آية من كتاب الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسل الله وبعد:
١) الخطوة الاولى: أول ما أنصح به أن يطلع المرء على التفسير من بعض المختصرات، والمختار عندي ثلاثة:
❁ تفسير السعدي: والشيخ عبد الرحمن له شخصية علمية فريدة جدا، فلا يخلو تفسيره لأي آية من نكت ولطائف ما أشبهها بطريقة شيخ الاسلام وتلميذه، حتى أنه في غير موضع يطرد قواعدهم ويستخرج فوائد، مثل تطبيقه لقاعدة النفي في سياق المدح يقتضي إثبات ضد المنفي في قوله تعالى (لا ريب فيه)، فقال أن نفي الريب يقتضي إثبات ضده وهو اليقين.
❁ تفسير السمعاني: وفيه أيضا إفادات جميلة في اللغة وغيره، وطرح استشكالات وإجابتها، وكثير من الفوائد كنت أجدها عند القرطبي والبغوي وأصلها من السمعاني، وليست كل تحريراته صحيحة وستستنتج هذا لوحدك بعد قرائتك لآثار السلف كما سيأتي
❁ تفسير البغوي: وهذا تفسير مختصر فيه اختصار لمادة الثعالبي، وهو نافع في باب القراءات، وعامة ما ينقل من الآثار عن السلف ليست بشيء ولا أسانيد لها فلا تعتمدها.
٢) الخطوة الثانية وهي الأهم: ستقرأ أهم الكتب الآن وهي:
❁ تفسير الطبري: وهو غني عن التعريف، وهو أعظم تفسير كُتب في الاسلام، ففيه أخبار السلف، والترجيح بينها، والجمع بين ما اوهم التعارض، وفيه اللغة والفقه وإيراد الاستشكالات وجوابها، ولا يستغني عنه طالب علم البتة.
❁ تفسير ابن أبي حاتم: وهو الآخر غني عن التعريف، كثيرا ما ينفرد بروايات عن الطبري، أو يروي ما روى الطبري بإسناد أقوى، وإذا وُجد إجماع فإنه ينقله، وليس في كتابه أثر منكر المتن والله الحمد.
❁ تفسير ابن كثير: وهو الآخر غني عن التعريف، وهو نافع في أمور: جمع شتات الآثار، والأحاديث المرفوعة والحكم عليها صحة وضعفا، وتفسير القرآن بالقرآن، ولا أعرف فيه عيبا سوى توسعه في نسبة الآثار لإسرائيليات.
❁ موسوعة التفسير بالمأثور: وهذا كتاب معاصر نافع فيه جمع منقطع النظير لكل ما روي من الآثار في تفسير الآية الواحدة، وأنت ستكون مررت على ٨٠ % من مادته من الطبري وابن أبي حاتم، ولكن لا يستغنى عنه أبدا، فأحيانا يحيى بن سلام أو ابن المنذر أو عبد الرزاق أو أمثالهم ينفردون، وهذا الكتاب جامع لكل ما وُجد حتى من الكتب المفقودة مثل تفسير عبد بن حميد وغيره، اعتمادا على نقل السيوطي في الدر المنثور.
٣) الخطوة الثالثة وهي إثرائية فقط:
❁ تفسير ابن القيم: وهو جمع لكلامه من كتب متفرقة، فيه إفادات وتدبرات يندر أن تجدها عند غيره
❁ تفسير أضواء البيان: وهو جيد جدا في تفسير القرآن بالقرآن، وجواب ما أوهم التعارض من الآيات
❁ فتح القدير للشوكاني: وطريقته تشبه ابن كثير، وهو معتن بما روي من المرفوع والحكم عليه، وأراه مستوعبا لمادة اللغويين ولبعض المطولات كالقرطبي (وأنا لم أنصح بالقرطبي لأنه يطيل ولكثرة الخطأ في تفسيره، وكثير ممن جاء بعده استوعب مادته ولخصها)
❁ في باب اللغة العودة للمعاجم المتقدمة مثل تهذيب اللغة لأزهري ونحوه فيه إفادة أكثر، أما التفاسير المتخصصة في اللغة فيوجد كتاب أبي حيان وهو يغرب أحيانا، ويوجد البسيط للواحدي وهو أفضل، وله تحقيق جيد يذكر مصادره يتعقبه إن أخطأ. أما التحرير والتنوير ففيه إفادات وهو مستوعب لمادة من سبقه من البلاغيين وزيادة، ولكنه محشو بالتجهم، وخطئه أكثر من صوابه، ولو هذبه سني لكان خيرا من الأصل.
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
مناقشة أخرى سريعة للسيد باسم بائع الورد:
يرد الأخ كلام الشيخ في محمد بن عبد الله بن إدريس بحجتين:
1) ينقل رواية عن أحمد من الورع للمروذي
ولا أدري هل ما صنع تدليس أم سوء فهم؟ فإن هذا هو سياق الرواية: قال المروذي:
«سمعت أبا عبد اللَّه يقول: كان محمد بن عبد اللَّه بن إدريس يؤمُّنا، وكان منقبضًا، يصلي ثم يدخل. قلت له: أجيز ابن إدريس؟ فقال له: إما أن تختارني، وإما أن تختار المال. فرد المال. فقال: أما الذي كان؛ فإنه بعث إليه بمال يفرقه، فرده ولم يقبله.
قال المروذي: سمعت أبا عبد اللَّه يقول: كان محمد أفضل من أبيه؛ عبد اللَّه بن إدريس».
[إن أمر محمد ﷺ كان بينا لمن رآه]
قال ابن أبي حاتم ٦٦ - حدثنا أحمد بن سنان، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: ذكروا أصحاب محمد وإيمانهم عند عبد الله -بن مسعود-، فقال عبد الله:
إن أمر محمد كان بينا لمن رآه، والذي لا إله غيره، ما آمن مؤمن أفضل من إيمان بغيب، ثم قرأ: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالغَيْبِ﴾ إلى قوله: ﴿يُنْفِقُونَ﴾. اهـ صحيح على شرط مسلم.Читать полностью…
قصة حدثت معي اليوم مع عامي يسمع للملاحدة
التقيت اليوم صدفة برجل كان يدرس معي في الثانوية، وقد كان عاميا تاركا للصلاة (وكان إلى الفسق أقرب منه إلى الصلاح)، فأخبرني عن شيء في البرمجة ثم دخل لليوتيوب ليريني إياه، فلمحت في الاقتراحات مقاطع لملاحدة مغاربة مشهورين، فعلمت أنه يتابعهم..
فأخبرته مزاحا لماذا تشاهد مقاطع ملاحدة؟ فأجاب: يجب أن نعرف هل ما يقولون صحيح أم لا؟
ثم ضحكت عليه وذهبت للمسجد لصلاة العشاء، وترددت في البداية في نقاشه، فاستخرت بعد صلاة العشاء، وعزمت على الحديث معه -وقد أخذ المجلس ساعتين ولم نكمل : )-
فجلست معه في المقهى، وسألته السؤال الآتي: أخبرني عن ما يقوله الملاحدة ويستحق أن تفكر فيه فعلا؟
فأبى الاجابة في البداية استحياء، ثم لم أزل أراوده حتى ألقى علي كوما من الشبهات في الاعتقاد والنبوات والأخلاق..
ووفقني الباري جل شأنه أن شرحت له بتوسع مسائل في الفطرة والأخلاق والعقيدة، فشرحت له طريقة الفلاسفة في التفكير، وسبب بطلانها، وأوردت عليه إشكالات فلسفية على بدهيات لم يجد سبيلا من الهروب منها إلا الإقرار بالفطرة، فلما أقر بها شككته بالفطرة نفسها وأن لا ضامن لصحتها إلا إن اعتقدت أن لك خالقا كاملا هو من ركب فيك ذلك الشعور الموضوعي، فسلم والله الحمد بأن توحيد الله وإثبات الكمال له وتنزيهه عن النقص هو مقتضى الفطرة.
ثم شرحت له مذهب أهل السنة في التحسين والتقبيح، وذكرت له وجوها عدة لنقص أحكام المخلوق على الأفعال، وأن غاية ما يقطع به قيم كلية تعود في النهاية إلى الفطرة، فكان مقتضى الكمال الذي سبق وسلم بفطريته أن ينزل الله الشرائع.
ثم أثبت له بالانسداد أن لا دين يوافق مقتضى الفطرة سوى الاسلام، فلزم أنه الحق الذي لا ريب فيه.
وشرحت له أسباب الكفر عند أهل السنة، وهو الهوى والشهوة التي طُبع عليها بنو آدم، وكيف أنها مقتضى الحكمة في اختبار المؤمن من الكافر بالإيمان بالغيب الذي يؤمن به من انصاع لفطرته ويكفر به من اتبع هواه..
وكان لا يورد اعتراضا إلا أجبته بما لم يخطر في باله ولم يسمعه، وقد تعمدت هذا، فبسطت له أشد ما يكون التبسيط بضرب الأمثلة من الواقع والتاريخ (حتى طال بنا الأمر في الأخلاق فقط في ساعة) ولم أزل أردد له في كل مرة أنك تسمع لجُهال بالإسلام، ما عرفوه حق المعرفة يوما من الدهر!
حتى أسلم والله الحمد المنة
إلى المداخلة..
قال عبد الرحمن بن أبي بكر بن داود من أصحاب الإمام الأحمد -وهو من طبقة تلاميذ تلاميذ شيخ الاسلام تقي الدين-:
والمقصود أنه كان من عادة السلف الإنكار على الأمراء والسلاطين، والصدع بالحق وقلة مبالاتهم بسطواتهم، إيثارًا لإقامة حق الله - سبحانه - على بقائهم، واختيارهم لإعزاز الشرع على حفظ مهجهم، واستسلامًا للشهادة إن حصلت لهم، واتكالًا على فضل الله - تعالى - أن يحميهم، لأنه - تعالى -: يحفظ أولياءه، ولا يسلمهم إلى أعدائهم، بل يؤيدهم وينصرهم بنصرهم له ويأخذ بثأرهم وبأيدهم فما لعدوهم من قوة ولا ناصر.
مشابهة معقولات الأشعرية لمعقولات النصارى..
قالت النصارى الإله ثلاثة وواحد، تأويله رياضيا: 1+ 1 + 1 = 1
وقالت الأشعرية: الأجسام مركبة من جواهر فردة لا مقدار لها، تأويله رياضيا:
0 + 0 + ... + 0 = "جسم" مقداره > 0
أبو القاسم السهيلي الذي ينقل عنه شيخ الاسلام ابن القيم في بدائع الفوائد أشعري الاعتقاد
وهو إلى طريقة المتقدمين أقرب وإن كان متأخرا
#رجال
تكفير أعيان علماء الأشعرية: بدهيات منسية أم غلو ؟!
تنبيه: لن أشرح مقالات الأشعرية ووجه تجهمهم، وليُراجع مقال، فقد أطلت فيه النفس في نقل كلام أئمة القوم وذكرت المراجع:
مقالات الجهمية بين الامام حرب وأئمة الأشعرية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسل الله، وبعد:
فقد تصدى لهذه الدعوة الأثرية المباركة، خلق كثير من المنتسبين للسلفية، ومن غير السلفية من المابعدية وممعية الأشعرية، وهم وإن تعددت أسباب معارضتهم لنا، فمن أشعري متستر بخدمة هموم الأمة، ومن مابعدي يرى الخلافات العقدية من جملة ما سبب تخلف الأمة! ومن مدخلي يرى ما أجمع عليه بعض الفضلاء من أهل العلم المعاصرين كمثل ما أجمع عليه الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم! ومن حركي ليس في الدنيا عنده غاية مُرادة لذاتها سوى إقامة مشروع حضاري، وما سواها لا يعدو أن يكون وسيلة!
إلا أنهم على اختلاف مشاربهم ومنطلقاتهم (إذ يبدع بعضهم بعضا) اجتمعوا على تسفيه هؤلاء الذين بتدريس كتب السلف رضي الله عنهم (ونحن في أمس الحاجة إليها!)، ورموا من عمل بما فيها بقلة العقل والفهم، وفقه كلام سلف الأمة وأئمتها، وأن مثلنا كمثل الخوارج يتلون القرآن ويتبعون غير سبيل المؤمنين في فهمه، وأن ليس عندنا منهج علمي في التكفير، بل غاية أمرنا تنزيل مجملات من قبيل "من قال كذا فهو كافر" على أعيان الأشعرية!
_______________________
وأقول وبالله التوفيق مبينا عورة كلامهم، وضعف احتجاجهم: أنه عُلم باستقراء كلام أئمة السلف في التكفير، وما صح من الأدلة المرفوعة وغيرها في الإعذار، أن للعذر شروطا إن اختل أحدها لم يعد الواقع في البدعة مستحقا لأي نوع من أتلك الأعذار المعروفة:
1) أولها: أن يكون قد اجتهد الواقع في البدعة من جهة الرسول ﷺ لا من جهة أي مصدر تلقي معرفي آخر، فإن من تحاكم لمرجعية طاغوتية غير شرع الله، في تلقي أعظم المطالب وهو معرفة الباري -جل شأنه-، فاعتقد قبل أن يستدل من الكتاب والسنة، لم يُعذر البتة، وإن لم يكن له كبير اطلاع على القرآن والسنة، فيكون كفره من جنس كفر الإعراض.
2) الثاني: أن تكون المقالة التي قال بها هذا المعذور خفية، بمعنى أن فيها نوعا من الاشتباه، وليست هي مما يقر في قلوب العامة والخاصة جميعا. أو بعبارة أخرى: أن لا تكون من قبيل الظاهر الجلي، المعلوم من الدين بالضرورة: وهذا كالشرك في الألوهية، وإنكار علو الله ونحوه، وقد روي عن الأصمعي إمام اللغة -وقد كان صاحب سنة- أنه قال:
«قدمت امرأة جهم فنزلت الدباغين، فقال رجل عندها: الله على عرشه. فقالت: محدود على محدود؟ وقال الأصمعي: كافرة بهذه المقالة»
لقد تركتُكم على البيضاءِ، ليلِها كنهارِها، و لا يزيغُ عنها بعدي إلا هالكٌ
وما عالم كعالم!
قال الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن هانئ الطائي الإسكافي المعروف بالأثرم:
ولقد تبين عند أهل العلم عظم المصيبة بما فقدنا من شيخنا رضي الله عنه أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل إمامنا ومعلمنا، ومعلم من كان قبلنا منذ أكثر من ستين سنة. وموت العالم مصيبة لا تجبر، وثلمة لا تسد.
وما عالم كعالم، إنهم يتفاضلون ويتباينون بونا بعيدا.
فقد ظننت أن عدو الله وعدو المسلمين إبليس وجنوده قد أعدوا من الفتن أسبابا، انتظروا بها فقده، لأنه كان يقمع باطلهم، ويزهق أحزابهم.
[ الطبقات ]
حل استشكال تفسير حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما للإيمان في قوله (الذين يؤمنون بالغيب) بالتصديق
قال الطبري ٢٦٧- حدثنا محمد بن حُميد الرازي، قال: حدثنا سَلَمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ﴾، قال: «يصدِّقون». قال الطبري ٢٦٨- حدثني يحيى بن عثمان بن صالح السَّهمي، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ﴿يُؤْمِنُونَ﴾: «يصدِّقون». اهـ ثابت بمجموع الطرق
قلت: المُراد هو التصديق الإذعاني المستلزم لانقياد ظاهرا وباطنا، قال المروزي ٣٤٥ - حدثنا محمد بن يحيى، ثنا أبو صالح، كاتب الليث، عن ابن لهيعة، عن عطاء بن دينار الهذلي، أن عبد الملك بن مروان، كتب إلى سعيد بن جبير يسأله عن هذه المسائل، فأجابه فيها:
«سألت عن الإيمان، قال: فالإيمان هو التصديق، أن يصدق العبد بالله وملائكته وما أنزل من كتاب، وما أرسل من رسول، وباليوم الآخر، وتسأل عن التصديق: والتصديق أن يعمل العبد بما صدق به من القرآن». اهـ ابن لهيعة يضعف، ورواه المروزي محتجا به.
«فإذا كان الإيمان في كلامها -يعني العرب- التصديق، والتصديق يكون بالقلب واللسان والجوارح». اهـ من تهذيب الآثار مسند ابن عباس (684/2)Читать полностью…
ذكر بعض من حكى إجماع العلماء على أن الإيمان قول واعتقاد وعمل ونية
قال اللالكائي أنا الحسن بن عمر، قال: ثنا أحمد بن حمدان، قال: ثنا بشر بن موسى، قال: ثنا معاوية بن عمرو، قال: نا أبو إسحاق، يعني الفزاري، قال: ... قال الأوزاعي:
«لا يستقيم الإيمان إلا بالقول، ولا يستقيم الإيمان والقول إلا بالعمل، ولا يستقيم الإيمان والقول والعمل إلا بنية موافقة للسنة، فكان من مضى ممن سلف لا يفرقون بين الإيمان والعمل». اهـ إسناده صحيح، الحسن بن علي هو الجوهري، وأحمد بن حمدان هو القطيعي راوي المسند
«الإيمان قول وعمل، قال ابن عيينة أخذناه ممن قبلنا قول وعمل: وأنه لا يكون قول إلا بعمل». اهـ صحيح
«وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ممن أدركناهم أن الإيمان قول وعمل ونية، لا يجزئ واحد من الثلاثة بالآخر».
«فالأمر الذي عليه السنة عندنا ما نص عليه علماؤنا، مما اقتصصنا في كتابنا هذا: أن الإيمان بالنية والقول والعمل جميعا، وأنه درجات بعضها فوق بعض، إلا أن أولها وأعلاها الشهادة باللسان».Читать полностью…
تنبيه على خطأ القاضي أبي يعلى في قوله في كتاب العدة: (والزنا يبيحه العقل كالنكاح، والشرع قد حظره).
وقد تابعه على هذا القول من المعاصرين كريم حلمي..
وفيه نظر شديد، فإن حقيقة قولهم أن نفس قبح الزنا مكتسب من الشرع، وليس عائدا إلى اتصاف فعل الزنا بصفة موضوعية هي القبح
وهذا خلاف كتاب الله، فإن الباري جل شأنه يقول: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا)
فعلل النهي عن الزنا بكونه فاحشة، فدل أنه فاحشة في نفسه، ولو كان قبح الزنا مكتسبا من نفس النهي عنه، لصار المعنى: لا تقربوا الزنا إنه منهي عنه، فتكون علة النهي هي نفس النهي وهو دور منطقي
ويلزم من قولهم أيضا أن الشرع فرق بين متماثلات، وهو ظاهر البطلان وخلاف الأصول، فإن قالوا أن بين الزواج والزنا قدر مميز فرقت الشريعة لأجله بين الحكم الاثنين¹ رجعوا إلى قولنا والله الحمد والمنة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
¹ والفرق ظاهر فإن لعقد الزواج أحكاما وللزوج على زوجته حقوق، وللزوجة على زوجها حقوق، ولا يحل جماع بين ذكر وأنثى في العقل والشرع إلا عند تحقق تلك الشروط
شهادة في حق الشيخ محمد بن شمس الدين
محمد بن شمس الدين، هو رجل مُجاز في الكتب التسعة على مشايخ معروفين كالشيخ ماهر الفحل وغيره، وهو رجل حافظ للقرآن، دارس لتفسيره، دارس للعقيدة، ودارس للفقه وأصوله، ودارس لعلم الحديث، ومدرس لكل هذا
إن كنت تأبى أن تقول أنه شيخ، إن يكن، هو في أسوء الأحوال طالب علم متقدم ومجتهد!
أنا وإن كنت لا أشاهد دروسه، وإنما أتابع بعض مقاطعه عن شخصيات ونحوه
ولكني والله أستجهل من يعادي من كان هذا حاله، فإن الواجب على كل مسلم أن يُوالي غيره من المسلمين بقدر ما فيهم من خير وسنة، ويُعاديهم بقدر ما فيه من شر وبدعة
وهو رجل قد اتصف بأعظم الخير وهو حسن الاعتقاد، وزاد على هذا الخير خيرات، من ذب عن الدين، ورد على أهل البدع والزنادقة، وهذا من أعظم الجهاد كما قال شيخ الاسلام
وعلى فرض أنه بغى وظلم النووي وأمثاله من الجهمية، هلا كان هذا زلة في بحر حسناته؟
الدليل العقلي على بطلان ما خالف تفسير السلف من تفسيرات اللغويين..
نقول لكم: غاية أمر اللغويين أنهم ينقلون ما سمعوه من العرب في زمانهم، وما سمعوه في دواوين الشعر وكلام العرب بالإسناد، فهم لا ينقلون عن العرب تعريفات للألفاظ، وإنما ينقلون استعمال العرب للفظ معين، ويستدلون بما نقلوا أنهم أرادوا به كذا وكذا، ولو قُدر أنهم نقلوا ما خالف تفسير السلف، فإن نقلهم آحاد لا يبلغ حد التواتر، فلم يكن ما نقلوا أبلغ من نقل العلماء كافة لكلام الصحابة والتابعين الذي يبلغ عامته حد التواتر المعنوي.
وليس العلم باللغة قبل نزول القرآن بعلم يقيني، بل هو من المظنونات، ولا يضر جهله في فهم القرآن -وإن كان نافعا-، فإن القرآن نزل بلغة قريش، والذين خوطبوا به كانوا عربا، وقد فهموا ما أريد به، وهم الصحابة. ثم الصحابة بلغوا لفظ القرآن ومعناه إلى التابعين، حتى انتهى إلينا، فلم يبق بنا حاجة إلى أن تتواتر عندنا تلك اللغة من غير طريق تواتر القرآن.
باب في أن كل من يقبل الحجاب ويرفض النقاب متناقض
لا بد لمن يقبل الحجاب، ويراه واجبا، ويرى من يلبسه مثاب، ومن تكره آثم، وأنه حسن عقلا وشرعا، أن يقول أن حسنه يعود إلى تحقيقه لقيمة أخلاقية سامية، وصفة هي كمال في المخلوق، ألا وهي العفة (كما دلت على ذلك الأدلة الشرعية أيضا). وإذا كان الأمر كذلك، فهذا يتضمن التسليم بأن: زيادة الستر زيادة في العفة. ولما كان في النقاب زيادة في ستر، لزم أن المنقبة أعف من المحجبة.
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
[إنما هذه الأموال عوار وودائع عندك يا ابن آدم]
قال ابن أبي حاتم ٧٩ - حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد عن قتادة:
«﴿ومِمّا رَزَقْناهم يُنْفِقُونَ﴾ فأنفقوا مما أعطاكم الله، فإنما هذه الأموال عوار وودائع عندك يا ابن آدم، أوشكت أن تفارقها». اهـ صحيحЧитать полностью…
الخليفي كفقاعة إدعاء.
يرد الخليفي على النقل عن وكيع بأن الخبر رواه "رجل يقال له محمد بن عبد الله بن إدريس" ثم يقول أن الرجل لم يوثقه "عمدة في الجرح والتعديل"، فيريد نفي المقال عن وكيع بهذا الكلام.
عفوًا، من أي دكان تشتري الأحكام على الرجال؟
١- قال المروذي في الورع: "سمعت أبا عبد الله -أحمد بن حنبل- يقول: كان محمد أفضل من أبيه؛ عبد اللَّه بن إدريس" وحال عبد الله بن إدريس عند أحمد ثقة.
هذه واحدة.
٢- عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إلي قال سمعت أبي: ذكر ابن إدريس قال: كان نسيج وحده.
ثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: عبد الله بن إدريس ثقة.
فهذا أحمد يوثق عبد الله بن إدريس ويثني عليه بأنه مرضي عنده، ويقول في ابنه "محمد بن عبد الله بن إدريس" أنه "أفضل من أبيه".
ها، كيف حالك في الرجال؟ مع دعوى الحنبلية والتمسح بأحمد حديثا وفقا، تَجهَل توثيق أحمد لمحمد بن عبد الله بن إدريس، ولا تكلف نفسك البحث برصانة قبل أن تزايد، وتسارع لتسجيل موقف هزيل، وحكم على الرجل بأنه لم يوثقه عمدة في الجرح والتعديل، فمن كان وعيه فيما يدعي الانشغال به بهذا المستوى، أيتكلم عن الوعي بالتاريخ لدى غيره؟
ثم تقول "أثنى عليه الحسن بن الربيع، ولكن الحسن نفسه ليس معتمدا في الجرح والتعديل"
فقبل أن تُقدِمَ على تحليلات حديثية بهذه الركاكة، تنبه إلى أن ثناء الحسن بن الربيع: (محمد بن عبد الله بن إدريس كان عندنا أفضل من أبيه) هو نفس ثناء أحمد بالحرف في رواية المروذي (سمعت أبا عبد اللَّه يقول: كان محمد أفضل من أبيه) مع اعتبارك ثناءَ الحسن بن الربيع ثناء معتبرا لولا عدم اعتماده في الجرح والتعديل، فهذا أحمد يثني بنفس كلام الحسن، ويزيد عليه بقوة التوثيق، فهل زال الإشكال وظهر توثيق أحمد لمحمد بن عبد الله وبذا ثبت الأثر عن وكيع يا أبا الوعي المكعب؟ أم أن أحمد غير معتمد أيضا؟ فلم تثير جلبة، قبل أن تبحث وتقرأ؟
ثم الخليفي نفسه يكتب مقالا يخلص فيه إلى رأي، ثم يخالفه، لو سلمنا أن محمد بن عبد الله بن إدريس مجهول، نجد الخليفي نفسه قد كتب عام ٢٠٢٣ في مدونته، بعنوان "التنبيه على أن الآثار الموقوفة لا تعامل كالأحاديث المرفوعة".
ومما ذكر فيه: "التفريق في الحكم على الأخبار بين الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة أو المقطوعة فإن الآثار الموقوفة يتسامح فيها بما لا يتسامح به في المرفوع".
ثم فجأة عندما يأتي النقل عن وكيع، تختفي القاعدة ويتحول منهج التعامل مع الأثر كما يُتعامل مع الحديث بكون الراوي مجهول لم يوثقه عمدة في الجرح والتعديل، فعليه لا يثبت الأثر بحال. هذا تلاعب -من جاهل بالمسألة محل البحث- بعلم الحديث، وقد كنتَ مكفيًا عن التسرع في التعرض لما نشرت، فأولى بك أن تنكس عَلَمك زمنًا وتجهد نفسك فيما تدعيه، على أن تدعي التمسح بالحديث والحنبلية وأن تُقدَّم بلبوس الإمامة في الحديث، فهذا حالك في راو تكلم عنه أحمد في غير موضع مع عصر التكنولوجيا وسهولة الوصول إلى أحوال الرجال، فكيف لو فُتحَ عليك باب النقد على مصراعيه؟ أبو الوعي التاريخي أنت.
ألم تلاحظ أم أنك تعمدت أن لا تلاحظ أن حجة من يكفر الحجاج ليست متوقفة على تلك الرواية المروية من طريق الصلت بن دينار، بل هي ذكرت في مقام ذكر الشواهد لا الاحتجاج!
تتكلم عن الحديث والرجال ولا تفرق بين مقام الاحتجاج ومقام ذكر ما يعضد الحجج من الشواهد والمتابعات؟
أليس أول أثر في المقال من طريق قبيصة بن عقبة عن سفيان الثوري عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه، وهذا إسناد كالشمس!
والثاني من رواية أبي بكر بن عياس عن عبد الله الأجلح عن الشعبي، وهو إسناد صحيح
والثالث من رواية وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم، وهو إسناد كالشمس
وهذه الثلاث فقط تفيد مطلوبنا أصلا، فإنها عن ثلاثة من أئمة التابعين!
وهكذا عامة ما ورد في المنشور صحيح، وما وُجد في أسانيدها ضعف فهي من باب الشواهد، وهذا ظاهر لكل ذي لب
فإن قيل أن الصلت بن دينار متروك لا يُحتج به حتى في باب الشواهد، قلنا: المحدثون إنما ضعفوا حديثه لأجل أنه ناصبي ولكثرة غلطه، ولم يتهموه بالكذب، قال أبو حاتم: لين الحديث إلى الضعف ما هو، مضطرب الحديث [تهذيب التهذيب (2/ 216)]، وقال أبو زرعة: لين [تهذيب الكمال (13/ 221)]
ومن كان هذا حاله فروايته تصلح من باب الشواهد في الأخبار التاريخية إن أمِنا أنه لن يروي ما سيقوي بدعته، وهذا متحقق في هذه الحالة، فالصلت بن دينار على ضعفه هو رجل ناصبي، فليس عنده الدافع حتى يكذب ويخترع مثالب للحجاج فهو يوافقه في مذهبه!
وفي الختام، ترك الحجج التي بنى عليها الكاتب مقالته، ثم الرد على حجة جانبية ذُكرت من باب الشواهد لا يدل إلا على إفلاس معرفي، وحب تصيد للأخطاء، وأرجوا أن تستمروا على هذا المنوال فإننا على بينة من أمرنا 🌹