agathachristie | Unsorted

Telegram-канал agathachristie - Agatha Christie

1645

قصص الروائية الرائعة اقاثا كريستي Stories of the best writer in the world @Agathachristiefan

Subscribe to a channel

Agatha Christie

ـ السيدة عيشة
ـ معاك عيال ؟
ـ لا عيال ولا حرمة انا عايش فيها بطولي ...
ـ والبلد اللي انت رايحها دي تعرف حد فيها
ـ ابدا ،،، اول مرة اسمع عنها من الاساس ، كأنها نطت من العدم وطلعت للوجود
ـ سيبها على الله ..... انا شغال هناك بقالي مدة
ـ والله .... شغال ايه
ـ يعني ..... تاجر على قدي كدا بجيب واودي بضايع
ـ ياخي نشفت ريقي دا انا كنت حامل هم الطريق ، الحمد لله ان انت تعرفها كدا يبقى طريقنا واحد
وإستمر الكلام بينهما حتى غفى كلا منهما بضع ساعات
كانت عربة القطار شبه فارغة الا من بائع السميط الذي يغط في نوم عميق مصدرا شخير مزعج فقام الشاب بخفه من مكانه ثم ايقظ صديقه وقال له
ـ تعال احنا هننزل المحطة الجاية
نظر حوله فلم يجد اية محطات ولم يهدئ حتى القطار من سرعته
ـ ننزل ازاي والقطر ماشي كدا ؟
ـ القطر هيهعدي عند المفرق ساعتها ننزل منه بدل ما نروح المحافظة وبعدها نزجع تاني
قام من فوره ووقف بجواره على باب العربة وانتظر لأن يهدئ القطار من سرعته لكن ذلك لم يحدث وانتظر الشاب حتى وجد صافرة القطار القادم من الجهة المقابلة قد اقتربت فدفع به ليسقط تحت عجلات القطار منهيا حياته ...
ويتوقف القطار في المحافظة وينزل منه الشاب ومعه جواب إعتماده كناظر البوسطا الجديد ويتغير أسمه من انور الكردي الساحر صاحب خفة اليد التي حيرت الجميع الي حسن افندي العابد ناظر بوسطة قرية بني شعير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قيل من يبذُر الرياح يحصد العواصف
في ذلك اليوم صحى حسن على ذلك الكابوس مرة أخرى ومنظر الدماء تغطي كل مكان ، لم يعرف وقتها ايا الدما كانت ،، اهي دماء ذلك الرجل الذي جزء عنقه في تلك الليلة المظلمة ام انها دماء ذلك الشاب الذي دفعه بكل قسوة تحت عجلات القطار
لوهلة فكر بأن يترك كل ذلك ويهرب ،، يمشي الى اقاصي العالم لكنه كان يخبر نفسه ان الطريق بينه وبين مراده اقصر من ان يفكر في العودة مرة اخرى مهما كلفت تلك المتابعة من دماء ومشقة ، كان يعلم تمام العلم ان نجيب لن يتركه وهو بدوره لن يترك متابعه السير نحو ما يري وكان متأكدا من ان معرفه نجبيب بهويته الحقيقة هي مسألة وقت لا أكثر فكان يحث نفسه على الاسراع قدر الامكان
في تلك الاثناء تناسي وجود الست جميلة سبب كل تلك البلاوي وفوجئ بها وهي تجلس على باب المكتب طالبة منه ان يقص عليها اخر اخبار زوجها الغائب فما كان منه الا ان اخبرها ان عطوة لم يرسل شيء وقد لا يرسل مرة أخرى وهنا ثارت ثائرتها وبدأت في النواح ولطم خديها معللة انها كانت تشم رائحة زوجها الغائب في تلك الجوابات ماذا عساها ان تفعل الان ، لم يأبه حسن بنواحها وتركها علي باب مكتبه ثم غادر
كان المساء قد اسدل ستائره على القرية وعم السكون كل شيئ وكان قد قرر ان يخرج في ذلك المساء للبحث في الصحراء عن الدير المفقود بعيدا عن أعين نجيب ورجاله
وللحظة غريبة حين إنقطع صوت نواح وبكاء جميله نظر اليها فوجدها تنظر اليه .....
كانت تنظر اليه في الظلام كأنها تراه .... كان الرعب الحقيقي بالنسبة له هو ان يعتقد ان شخصا أعمي ينظر اليك كأنه يراك حقا
سقط قلبه في جوفه من نظرتها ولم يستطيع متابعه السير فظل في مكانه بجوار احد المنازل الى ان قامت من امام مكتب البوسطا وغادرت
وفي الصباح الباكر حينما عاد بالبوسطا من محطة القطار وفرغها ليقوم بتوزيعها وجد رسالة مرعبة
الى جميلة حسانين دغيمر ...... الراسل عطوة عبدالرحيم بدران !!!!
............................
لو عجبكم الجزء قولولي ملاحظاتكم ورايكم فيه وادعموني باللايك والشير
الشير علشان الاجزاء توصل للناس
الى الجزء السابع
#سيدةالليل
#الحكاونجي

Читать полностью…

Agatha Christie

السيدة زينب – حارة زغلول سنة 1957
أنحرفت الست عنيات الى الحارة الضيقة المجاورة لمحل موريس الترزي وهي تحمل في يدها زيارة معتبرة من الفطير المشلتت والجبن القديم والمخبوزات التي تفوح منها رائحة الصعيد التي لطالما أحبها اولاد أخيها الصغار ، فمنذ ما يقارب الثلاثون عاما تقدم اليها أحد رفاق أخيها السيد عبده في العسكرية وطلب يدها للزواج ، رفض والدها في البداية لأن ذلك الشاب من أقاصي الصعيد الا انه في النهاية وافق وتم العرس وانتقلت عنايات من القاهرة الى الصعيد لتعود الى زيارة اهلها مرة او مرتين في العام
وبعد موت زوجها كانت تقضي ما يقارب من نصف العام في بيت زوجها في الصعيد حتى تراعي ارضها والنص الاخر في القاهرة بين أخيها وعياله وما بين هنا وهنا تمتعت السيدة عنايات بسمعة طيبة لعطفها على الاخرين بالمال وغيره
كان الليل قد أطفئ مصابيحه وعم السكون المكان قبل أن تخطو السيدة عنايات الخطوات الأخيرة الى منزل أخيها وقبل أن تستدير لتغلق الباب بعدما دخلت لمحت ذلك الطيف الذي كان يتحرك في الظلام ، وتلاقت عيناهما ففتحت الباب سريعا ونادت عليه
ـ واد يا أنور ....
توقف الشاب الذي كان في عجالة من أمره ولا يريد لأحد ان يؤخره عن موعده ولو لثانيه واحدة
نظرت اليه فرأت حقيبة صغيرة وكأنه يغادر المكان مرة اخرى كعادته
ـ انت مسافر ولا ايه ؟
ـ ايوا مسافر يا ست عنايات
ـ متقعد يابني البلد دي أحسن من غيرها
ـ الله غالب يا ست عنايات
كانت تقرأ في عينيه الشر ، تلك الأعين التي لطالما حملت بداخلها المكر والتحايل ، ذلك العمق الذي يخبء وراءه الكثير من الأسرار ، مدت يدها ثم أخرجت من محفظتها عده جنيهات ووضعتها في يده
ـ خد دول يابني وربنا يكفيك شر الطريق
تناول انور الجنيهات ودسها في جيبه ثم القي عليها تحية الوداع وراقب طريقه ثم اختفي في الظلام .
نشأ أنور الكردي يتيما تلقفته الأيدي بعد موت والدته أثناء ولادته وموته والده بعدها بسنوات قليلة ، لم يربيه بيتا بقدر ما ربته الحواري والحارات ، فمنذ نعومة أظافره كان حاد الذكاء ، لئيم الطباع ، يحب المال بقدر حبه للهواء حتي يعيش
كان يعمل في كل شيئ ومع كل الناس الى جانب هوايته المفضلة وهي ممارسة الاعيب السحر والخداع التي كان يستطيع بها ان يخدع الجن نفسه بسهولة حركته وخفة يده ،
قضي فترة شبابه في التنقل بين حواري القاهرة في ليال السهرات والموالد وغيرها و ظلت ايامه تسير في رتابه وتكرار الى ان سمع تلك الحكاية العجيبة في احد الايام في السوق حتى تغيرت حياته بالكامل ......
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بني شعير مارس 2001
أمسكت بدفتر الأحوال والمحاضر وبدأت في القرأءة مرة أخرى
" محضر إثبات حالة رقم 245 لسنة 1962
بعد البحث والتحري في القضية رقم 1254 لسنة 1960 الواقعة بقرية بني شعير التابعة لمركز القوصية بمحافظة أسيوط والخاصة بمقتل السيد حسني احمد الزيات ناظر بوسطة مكتب بني شعير تبين أن القتل كانت نتيجة تناوله جرعة كبيرة من السم الموضوع في بعض الاطعمة والتي قتله في حال وقته وبعد التحري والبحث وجد ان القتيل لم يكن له اية عداوات سابقة وكان حسن السير والسمعة وطيب الخلق ، ولم يستدل على مصدر الطعام الذي تناوله .
كما انه يستبعد ان يكون المذكور قد سمم نفسه لأنه وقبل موته مباشرة كان ينوي الذهاب الى عائلته في القاهرة في اجازة قصيرة كما اوضح في أحد خطاباته المؤخة قبل يوم واحد من موته ... ما يعني انه تسمم نتيجة وضع أحدهم السم له في طعامه وقيدت الواقعة ضد مجهول ... "
كان من الواضح ان ذلك المحضر قد كُتب بعد وقوع تلك الجريمة بسنتين وأفتح التحقيق في القضية مرة أخرى لعثور الضابط المسئول عن التحري على دليل جعله يفتح القضية مرة اخرى ، ومن سوء الحظ كانت بعض الاوراق من الدفتر ممزقة والبعض مفقود ما جعلني أقف عند تلك النقطة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بني شعير 1962
انقلبت الاوضاع رأسا على عقب ، فلم أتوقع أبدا موت الضاحي بهذا الشكل ، لم اكن اتوقع موته من الأساس !! في بادئ الأمر شعرت أن االست جميلة لها يد في ذلك الموضوع لكن وبحسبه بسيطة هي لا تدري شيئ مما بيني وبين الضاحي
فمن الذي فعلها اذا ؟ّ
لا اعرف لماذا كنت أشعر ان هناك طرف خارجي تدخل في الامور وبدأ يديرها بطريقة ما ..
وتلك الطريقة جعلتني قلقا مما تخبئه اللحظات القادمة ، فاليد التي قد تصل الى الضاحي بتلك السهولة يمكنها ان تفعل ما هو أكبر
من ناحية كان لدي ارتياح ان الطريق أصبح خاليا في رحلة بحثى عن الدير المخفي ومن ناحية نمى فيّ خوفا من مسألة قتل الضاحي ، لكنني كنت أنتظر واترقب واراقب كل ما يحيط بي واولهم هو الصاغ نجيب سالم

Читать полностью…

Agatha Christie

كان من العسير معرفة ما اذا كان عطوة هو من نجى من هولاء الرجال او انه أحدا اخر فكان لازما على الضاحي وبنات موسى ان يفتحوا القبو مرة أخرى ويقوموا بعد الجثث حتي يتأكدوا من ذلك بأنفسهم
وبالفعل قاموا بفتح القبو وبدأو بعد الهياكل العظمية الموجودة في المكان وصدمتهم الحقيقة حينما عرفوا ان العدد الموجود بالأسفل 151 جثة وليسوا 150 كما اعتقدوا ؟!!!
كيف اذا يكون احدهم هرب ؟ واذا حدث ذلك من اين جاء ذلك الرجل ؟ كيف دخل وكيف إندس وسط هؤلا الرجال وكيف خرج ؟
ربما عطوة لم يكن بين هؤلا الرجال من الأساس .... ؟
لكن ومع ذلك هو إختفي في نفس اليوم الذي خرجت فيه العربات وهي محملة بالرجال قبل خمسة عشر عاما ولم يعد مثلهم .... الى أين ذهب ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان البحصث خلف كل ما هو غامض وغريب هي الهواية المفضلة لنجيب بك سالم
فقد زار كل الأماكن التي حدث فيها الجرائم وعاينها بنفسه وهناك كان يجد أكثر من دليل أخر يوصله الى القاتل وكان يتحفظ بكل تلك الأدلة حتى يقبض عليه متلبسا
وفي احد الايام صادف في طريقه الست جميلة وهي ترقص وتغني وبيدها التليغراف القادم من زوجها فسأل عنها الخفر فأخبروه انها سيدة مجذوبة ذهب زوجها للحرب قبل خمسة عشرة عاما ولم يصلها منه تليغرافات الا مؤخرا يقول فيها انه حي يرزق وانه قادن عن قريب
تعجب من المسألة برمتها ، كيف يكون حيا يرزق منذ خمسة عشرة عاما وكيف لم يتذكر زوجته الا في تلك الاثناء فقط ؟
وحتى بعد ان تذكر زوجته وراسلها لما لم يعد حتى الان ؟
شده البحث وراء ذلك الموضوع فبدأ بالسؤال حول عطوة
كان عطوة قبل 30 عاما يعمل فلاحا في خمسة قراريط أرض ورثهم عن أبيه وبعد أن تزوج جميلة بفترة قصيرة ضربه الفلس والفقر فباع نصفهم ولم تمر سنة او بعضها حتى باع النصف الأخر، وعاش هو وجميلة في شظف وفقر
فرغم ان الجميع اخبره ان تلك الحال ستتغير ان طلق جميلة " وش الفقر " على حد تعبيرهم ، فمنذ ان تزوجها ضربه الفقر والفلس وباع كل شيئ الا انه رفض
فقد كان عطوه يحبها ولا يريد الزواج بأخرى رغم انها عقيم لا تلد
وظلت الأحوال في ضيق من يوم الا اخر حتى مد عطوة يده للمرة ألاولى وسرق ويوم تلو الأخر كان عطوة ينهب من هنا ويسرق من هنا حتى بات معروف في الجيهة كلها وفي الجهات الاخرى انه لص وقطاع طريق وهجام
الى أن أختفي بين ليلة وضحاها مع من اختفي من الرجال حين أرسل الملك في طلبهم لحرب فلسطين ولم يعد كأالاخرين منذ حينها لكن وبطريقة ما وقبل عدة أشهر أرسل لجميلة زوجته خطابه الأول الذي أخبرها فيه انه بخير
وإلتقى نجيب بك سالم مرة أخرى بحسن العابد عند مدخل البلد وإستوقف حسن وهو يحمل كيس البوسطا على حماره فقال له
ـ عطوة بعت بوسطا يا حسن افندي ؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان خوف حسن وقتها هو ظهور اية رسالة من عطوة الى جميلة خاصة بعد وصول نجيب ولما كان الحاح جميلة لا ينقطع في ان يكتب الى عطوة ليستعجله في الوصول اظطر في تلك المرة ان يشتري طوابع بوسطا حقيقية ويلصقها على تليغرافا مكتوبا بخط مختلف يقول فيه عطوة انه قام حينما تنزاح الغمة الحقيقية وتلك الغمة هذه المرة هي تلك الضابط الذي كان معه في الحرب ويريد ان يقبض عليه ويعتقله ......
كان يخاف ان يرسل نجيب في طلب جميلة او ان يذهب اليها ويطلب منها تلك الجوابات ليعرف من أين أتت ، وكان ذلك متوقعا من نجيب خاصة بعد أن ساله عن اي تليغرافات قادمة من عطوة ....!!!
بات الامر مرعبا أكثر من اللازم ، فبعد ان كان الضاحي فقط هو من يهتم بتلك المسألة بات نجيب مع ، وهنا فإن نجيب أخطر الف مرة من الضاحي ورهبانه ، على الاقل الضاحي يحاول اخفاء جريمته لكن نجيب حاول كشف ما هو أبعد من تلك الجريمة
لم يكن أمامي الا الست جميلة وإنتظرتها في تلك الليلة حتى أتت وانا انظر حولي لئلا يخرج نجيب من اي مكان قريب او يكون مسلط أعينه علينا ، جلست عند باب البوسطا فطلبت منها الدخول
ـ عطوة المرادي بعت مرسال قابلني في المركز وقالي انه هو كويس وهييجي البلد قريب بس لما ربنا يزيح الغمة اللي اسمها نجيب افندي سالم
ـ ربنا هيزيحها قريب ان شاء الله
ـ المهم يا ست جميلة اوعي الجوابات بتاعت عطوة اللي انا سلمتهالك حد ياخدها منك ، خصوصا الضابط نجيب ، علشان لو أخد منك الجوابات هيعرف جوزك عطوة فين ولو عرف هو فين هيبعتله البوليس يقبض عليه ويحطه في السحن ومش هيخرج منه ابدا
اياكي وان حد يشوف الجوابات اللي عطوة بيبعتها وانا بلغته باللي حصل قال انه مش هيبعت جوابات تاني ، وهيبعت مراسيل مع تجار بييجوا هنا المركز يقولهم ويسمع منهم اللي احنا عايزين نوصلهوله لحد ما ربنا يفرج الكرب ونجيب افندي يمشي من هنا او ربنا يتولاه زي ما تولى غيره

Читать полностью…

Agatha Christie

الدرب الأحمر حارة غبريال – القاهرة 1957
" بهوية مزيفة ـ العثور على جثة أحد العمال في منزل مستأجر في احدى حارات الدرب الاحمر "
القتيل وجد مذبوحا في غرفته بعد ان سُرقت اغراضه وفر القاتل هاربا رغم تشديد القبضة الأمنية في المنطقة بقيادة الصاغ نجيب سالم ولازال البحث جاريا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تجمد الدم في عروق حسن العابد لدى سماعة لتلك الجملة من نجيب بك سالم
ثم تذكر تلك الليلة المظلمة التي قابل فيها نجيب للمرة ألاولي وإحدي يديه تحمل تلك الصرة المملؤة بالنقود واليد الأخرى تحمل خنجرا يقطر بالدماء وكان الظلام هو الحجاب الذي منع نجيب من رؤيه ملامح وجهه وفر هاربا في ضواحي القاهرة الى ان إستطاع في النهاية وبمعجزة الهروب من قبضة نجيب سالم
إستجمع نفسه وحاول الهدوء قدر الإمكان قبل ان يلتف لنجيب وهو يتصنع الثبات وبابتسامة مهزوزة نظر الى نجيب وقال
: لا مظنش
نظر اليه نجيب نظره الضابط المتمرس من رأسه الى اخمص قدميه وقال
: يمكن اتقابلنا قبل كدا .... هو سعادتك منين ؟
وقبل ان يرتب حسن اجابه حتى لا يكشفه نجيب بادره نجيب بإجابة جاهزة
: حارة غبريال – سوق السلاح ..... الدرب الاحمر
إهتز حسن لدى سماعه لتلك الجملة وتعجب من قوة ذاكرة نجيب لكنه ورغم ذلك حافظ على هدوءه وإبتسم مرة اخرى قائلا
: في الحقيقة انا من طنطا
: اه تشرفنا يا حسن افندي
ثم التف حسن بحماره وغادر المكان ونظرات نجيب تراقبه من بعيد
كان الهول الأكبر بالنسبة لحسن هو ان يكشف نجيب هويته الحقيقية ويعرف من هو فكانت تحركاته في القرية بعد وصول نجيب قليلة ومحسوبة وكل خطوة يخطوها يحسب حسابها الف مرة حتى لا يصادف نجيب لا من قريب ولا من بعيد ، كان يحسب حتى حساب المصادفة الغير مربوطة بمواعيد سابقة فكان يرسل حسني ليستلم البوسطا المتبادلة بين نجيب والمركز ويتأخر قد الإمكان في توزيع البوسطا في القرى والنجوع المجاورة ختى لا يلتقيه
في تلك الفترة ترك مسألة البحث عن إختفاء الرجال او الشيخ الضاحي وراهباته وكان كل ما يشغله هو محاولة التملص من نجيب لحين اتمام مهمته في هذا المكان ثم الهروب في اقرب فرصة ممكنة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مركز الهيئة العامة للأثار القاهرة 2001
دخلت على السيد مدير الهيئة وبيدي الصرة التي وجدتها في ذلك الموقع المجهول في الصحراء وأخبرته عن تلك البقعة وعن شكل الأطلال هناك وكيف انني وبعد البحث وجدت ان تلك القرية لم يكن لها اي وجود فعلي على الخريطة وانما كأنها ظهرت فجأة وإختفت فجأة ووصفت له شكل المنازل جيدا كما انني رويت له ذلك الحلم الغريب الذي حلمت به اثناء تخييمنا في منطقة قريبة منها وكيف ان ذلك الحلم هو من ساعدنا في العثور على وجهتنا الحقيقية بعد ان فقدنا الطريق
كان إقتراحي للسيد مدير الهيئة هو ارسالي مرة اخرى الى هناك على رأس بعثة للبحث في ذلك المكان عن اي مقتنيات أخرى قد تكون ذات قيمة ولم يكن الموضوع بتلك السهولة التي تخيلتها وانما رفض المدير رفضا قاطعا خاصة وان ذلك الأمر يتطلب تشكيل بعثة للتنقيب في مكان مجهول ليس له اي خرائط او اي اكتشفات تقود الى مواقع اثرية قديمة ، ما يعني ان الامر برمته مجازفة مكلفة قد لا تؤتي ثمارها وهذا ما لا يمكن ان تتحمله الهيئة
خرجت من هناك مصاب بخيبة الأمل وقررت العودة للمنزل ومتابعة طريقي الى اليونان ومرة أخرى لم اعرف ما الذي قادني الى تجهيز حقيبتي ولكن ليس للذهاب الي اليونان ولكن للعودة مرة أخرى الى تلك القرية الغريبة ، هاتفت بعض تلامذتي وأخبرتهم انني بصدد الذهاب الى اكتشاف اثري بمفردي دون بعثة فجهزوا انفسهم وبعد ساعة واحدة من المكالمة كانوا تحت منزلي
كانوا اثنين ـ أحمد ماهر ومحسن عدلي
وتوجه ثلاثتنا الي أسيوط
لا اعرف ما الذي يشدني الى ذلك المكان المجهول ، لكن منذ وصولي الى القاهرة في المرة الاخيرة والكوابيس لم تفتأ تطاردني كلما غفوت ، لا اعرف ماذا جرى في تلك البقعة من العالم ، كنت اشعر ان هناك شر خفي كامن تحت تلك الرمال ، ولا اعرف لماذا أشعر انني من المفترض الا ازيح الرماد الميت عن نار متأججه تنتظر هبوب رياح عاصفة لترسل شراراتها في كل مكان لتحرق الدنيا كلها قبل ان تحرق نفسها
كأنني في تلك الرحلة الغريبة كنت أسير الى النار نفسها ، كان صوت بداخلي يخبرني ان اتوقف قبل ان احيل تلك المياة الراكدة الي امواج متلاطمة لكن صوتا اخر كان يدفعني بقوة لأكمل الطريق وأعرف ماهية تلك المنطقة من العالم
ـ والهيئة رفضت ليه التنقفب في المكان دا يا دكتور ؟ " تكلم احمد ماهر

Читать полностью…

Agatha Christie

تكلم اللواء عبدالمنعم ابراهيم :
ـ يعني ايه .... بنطارد عفريت ملوش وجود ؟ بيخرج يقتل ف الناس ويختفي تاني ؟!
رد نجيب سالم
ـ في الجريمة الرابعة كان دافع القتل هو السرقة زي ما هو واضح في ملف السيدة عنايات عبده البالغة من العمر 49 سنة واللي اصلها من القاهرة مش من اسيوط وهنا هنلاقي الخيط الاول لطريق القاتل ، حسب افادة زينب صالح عمران الشغالة اللي كانت في بيت السيدة عنايات واللي بتقول فيها انه الست فضلت لحد بعد نص الليل سهرانه مع واحدة مجذوبة من اهل البلد وبعد اقل من نص ساعه من خروج الست المجذوبة دي الست نامت وبعدها قامت زينب في نص الليل علشان سمعت صوت خربشة في الباب ولما قربت من غرفة الست عنايات سمعت اصوات مقاومتها الاخيرة ، فتحت الباب ودخلت لقتها غرقانه في دمها على السرير ، كان القاتل دبحها بس مهربش
حسب وصف زينب فهو كان شخص طويل متوشح بلس اسود غطى كل جسمه وماسك في ايده منجل بدون اي ملامح ظاهرة بسبب الضلمة !!!
من الواضح اني هطارد شبح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القاهرة ديسمبر 2001
كانت الفترة التالية بمثابة فترة نقاهه ، فقد اعتادت اخذ شوطا طويلا من الراحة بعد رحلة بحث شاقة وكنت قد قررت مسبقا تقضية تلك الاجازة في اليونان عند بعض رفاقي لكنني وجدت شيئ ما يسحبني للعودة الى تلك القرية الغريبة التي كنت فيها ، وبدأت في طرح العديد من الاستفهامات حول هذا المكان من بداية الطريق الذي ادعيت انني اعرفه وحتى رؤية الشبح في المنام الى تلك الاجندة وهذه الاشياء التي وجدتها في تلك الاطلال المختبئة في غياهب الصحراء !!!
وجدت نفسي اذهب الي جامعة القاهرة وابحث في مكتبتها عن احد القواميس الجغرافية القديمة لأبحث عن تلك القرية المسماه بني شعير فلم اجد شيئ وكل ما وجدته هو القرية الادم – دير القصير – لكنني وجدت شيئا أخر
ان هناك عام قل فيه التعداد السكاني لهذه القرية بشكل ملحوظ فأصبح 5124 بدلا من 7850 وذلك العام كان 1963
بدأت في البحث عن احداث تلك السنة في كل مكان ، سواء الكتب التاريخية او الاخبارية او غيرها وخاصة في تلك البقعة من المحافظة ، لم اجد الا سطرا واحدا في جريدة قديمة يقول " قاتل متسلسل والعديد من الضحايا في أحد القرى التابعة لمحافظة اسيوط " ونص الخبر على ان هناك قاتل ارتكب العديد من جرائم القتل ولم تستدل الشرطة عليه وانتهي الامر بإغلاق القضية بدون اسباب ، لكن لم يأتي ذكر اختفاء ذلك العدد من الناس ولو لمرة واحدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بني شعير يوليو 1961
أصبح التخلص من الست جميلة شيئ من ضروب الخيال ، فقد أصبح لديها يقين تام بأن عطوة زوجها مازال حيا يرزق والسبب هو تلك الجوابات التي يبعثها اليها كل فترة ، من ناحية اخرى وجدت ان الامر اصبح صعبا بالنسبة لي ايضا فالست جميلة تفعل مالا استطيع انا فعله خاصة وانها لا ترفض لي طلبا مهما كان مستحيلا وحين تكون الاستحالة في طلبي كبيرة الجأ الى حيلتي الاخرى وهي طلب ذلك االشيئ منها على لسان عطوة في الجوابات التي ارسلها اليها كل فترة وبهذا اضمن تحقيقه بلا شك ،،،
عرفت ان في الامر سر
الشيخ الضاحي ما جمع هؤلا الناس قبل خمسة عشر عاما الا لهلاكهم ، فقد تأكدت بأن الضاحي هو من جمعهم وارسلهم لمكان ما في الصحراء لا يعرف عنه احدا شيئ وغالبني ظني في ان هذا المكان هو نفسه المكان الذي يدعي الجميع انه به الدير المخفي والذي يقطن فيه بنات موسى – الراهبات الثلاثة – وتبادر الي ذهني ذلك السؤال الغريب لماذا لم يعد هؤلا الرجال ؟ ولأي غرض حقيقي ذهبوا الى هناك ؟ كان شغلي الشاغل في تلك الفترة هو معرفة ذلك المكان الذي يدعي الجميع انه به الدير المخفي الذي بناه يوسف النجار للسيدة العذراء فبمجرد معرفتي لذلك المكان ستتجلي الحقيقة واضحة في معرفة مصير هؤلا الرجال
تركت الأمر لفترة صغيرة حتى يأمن الضاحي لجانبي ، لكنني كنت أنا من يراقبه ويراقب بنات موسى الثلاثة كلما ظهروا ، لكن الليل كان عبدهم اكثر من اي شيء فقد كان يبتعلهم كلما حاولت إقتفاء أثرهم
ظلت الامور هادئة الى ان سمعت ان هناك صاغ جديد تم انتدابه في القرية حديثا للتحقيق في عدة جرائم قتل ارتكبت حديثا من بينهم قضية شيخ البلد التي حدث قبل أشهر
لا اعرف لماذا شعرت بتلك الوخزة من الخوف لدى سماعي لهذا الخبر لكنني كنت اطمئن نفسي بأن كل شيء انتهي بموت شيخ البلد ، تلك الطمأنينة ذهبت أدراجها حين سمعت بأسم ذلك الضابط الذي انتدب لكي يحقق في الامر ............. الصاغ نجيب بك سالم

Читать полностью…

Agatha Christie

فبقيت كاهنة وحيدة هي من تعرف مكان الدير الحقيقي الذي بني للسيدة العذراء وتعرف لما بني ذلك الدير في ذلك المكان بالتحديد من الصحراء وظل الامر ينتقل من جيل الى جيل ، الى ان وصل الامر لحماية الدير من هلاكه المحقق الذي لا مفر منه وتلك الحماية لا تتوفر في عالم البشر ، بل بكتائب من الجن تخرج من أسفل سافلين لتقف بسيوفها وحرابها حول الدير
وتطلب ذلك الامر القيام بتضحية بشرية ............
هكذا تحدثت الاسطورة والتي كان جزء كبير منها حقيقي ، فقد أمن الناس ان الدير موجود ومنه تنبع أعين الماء والخير للدنيا كلها وسر رخاء العالم هو اختفاء مكان الدير الذي فيه سوف ينزل المسيح مرة اخرى ، وارتبط ظهور الدير للناس بخراب يحل على العالم وعجالة هلاك الدنيا
كل تلك الاساطير تشعبت في وجدان تلك البقعة من العالم فأمن أصحابها بحقيقتها المؤكدة الذي لا يمكن التشكيك فيها مهما حدث
وكان الشيخ الضاحي من المؤمنين الكافرين بهذا الأمر ، شاغله الحقيقي هو استقرار البلدة التي كانت تعيش أمنة مطمئنة لا شيئ اخر ، خاصة بعد ان تورط في تلك في اختفاء هؤلا الرجال قبل خمسة عشرة عاما
في تلك الليلة صعد الشيخ الى قمة الجبل حيث كن الراهبات الثلاثة في انتظاره وحكي لهم مسالة بحث مستوظف البوسطا الجديد عن اختفاء الرجال وأصغى لتعاليمهم حيال هذا الأمر ثم نزل الي القرية مرة اخرى
كان الخوف الحقيقي الذي شغل الاربعة ليس معرفة اين ذهب هؤلا الرجال فتلك المسالة محسومة حتى لو كانت السيارات التي اقلتهم يومها ليست سيارات الملك ، فقد يعرف للجميع انهم لم يذهبوا للحرب حقا ومع ذلك المكان الذي نزلوا فيه مازال مجهولا
كان حوفهم الأكبر من شيء أخر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فبراير 1961
أرسلت الي زميل لي في القاهرة في وزارة الحربية أساله عن عدد الكتائب التي انضمت من الصعيد الي حرب فلسطين ورد علي بكتاب وجدت فيه انه لم تنضم كتائب من تلك البقعة الي الحرب نهائيا ، بل ولم تنضم الى الجيش في حربه الاخيرة ضد العدوان الثلاثي
وبسؤال اهل القرية عن ذلك اليوم قالوا ان شيخ البلد والعمدة هم من تولوا مسالة جمع الرجال وارسالهم بالعربات الي ساحة المعركة في فلسطين والغريب في الامر انه في تلك الفترة وبسبب الصدام بين الملك والضباط وكان محظور على بعض سيارات النقل الخروج من المحافظة منعا باتا
ما يعني ان تلك العربات التي جمعت الناس للذهاب الي الحرب لم تخرج من الاساس من البلدة ؟!!
هل صحيحًُ أن الملك أرسل في طلب رجال تلك القرية للحرب أم أنهم إختفوا جميعاً في ظروف غامضة ؟
لم يكن اللون الاسود لوناً تقليدياً للنساء
بل كان حِدادً على إخفاء أزواجهن......
هؤلا الرجال مازالوا هنا !!!!!
لو عجبكم الجزء قولولي ملاحظاتكم ورايكم فيه وادعموني باللايك والشير
الشير يا جدعان علشان الاجزاء توصل للناس
الى الجزي الرابع
#سيدة_الظلام
#الجزء-الثالث
#الحكاونجي

Читать полностью…

Agatha Christie

أسيوط سبتمبر 2001
إحدى القرى التابعة لمركز القوصية – دير القصير –
" العثور على موقع إثرى ضخم في احد القرى التابعة لمركز القوصية بمحافظة أسيوط – الموقع يحوى عدة مقابر تعود لعهد الدولة الوسطى وجدت فارغة وبها هياكل عظمية كان يعتقد انها تعود للصوص المقابر قديما ولكن بعد الفحص وجد ان تلك الهياكل لم يمر على موتها أكثر من 40 عام فقط "
القوصية سبتمبر 2001
دقت الساعة السادسة صباحا وسمع الدكتور فتحي عثمان صوت نقر علي الباب فإستيقظ من النوم ليجد نفسه مازال على الكرسي الذي كان يجلس عليه ليلة أمس وبيده أجندة المذكرات وبجواره فجان القهوة والكثير من أعقاب السجائر
فرك عينيه ثم وضع الأجندة بجواره وقام ليفتح الباب
كان بقية البعثة في انتظاره ليعود الفريق مرة أخرى للقاهرة لتسليم التقارير النهائية عن جرد الموقع المكتشف حديثا ، عاد وأخذ حماما ساخنا ثم ضب أغراضه في الحقيبة وهم بالخروج وقبل ان يخطوا خارج الخرفة أحس انه سمع شيء ما يناديه ،،، كانه صوتا قادم من مكان بعيد وزمانا أبعد ، كان صوت يشبه صوته هو الى حد كبير
نظر خلفه فلم يجد شيء ثم وقعت عيناه على الأجندة التي تركها بجواره على الطاولة ، نظر اليها طويلا ثم خطى نحوها وامسكها بيده يتأملها وهو يتذكر تلك الأحداث الغريبة التي قرأتها ليلة أمس ... ظل في غفوة أفكاره الى ان سمع صوت الرفقة بالخارج يستعجلوه بالخروج فوضع الأجندة داخل حقيبته وخرج
سرح بخيالاته طوال الطريق مع تلك القصة الصغيرة التي قرأتها في الأجندة ، ولم يعرف لما لم يخبر الرفاق عن تلك الاجندة وتلك المقتنيات التي وجدها في ذلك المكان المهجور الذي ضاعوا فيه .
وصل الفريق الى القاهرة وتوجهوا لهيئة الاثار لتقديم التقارير وهناك كانت نخبة من علماء المصريات الذين وفدوا الى الهيئة لفحص تلك التقارير بعناية خاصة بعد انتشار الخبر بأن الهياكل العظمية المكتشفة في داخل بعض المقابر لم يمر عليها الاف السنين مثلما اعتقد البعض ، بل انها هياكل حديثة الموت من مدة قريبة
ـ كان عددهم كام جثة ؟ " كان صوت عزت جابر رئيس الهيئة "
رد الدكتور فتحي قائلا
ـ ما يقارب 150 جثة متفرقين على جميع المواقع
ـ الم يكن غريبا ان توجد كل تلك المقابر فارغة من اي مقتنيات ومع ذلك يوجد بها جثث لهؤلا اللصوص الذين سرقوها ؟ " كان صوت البرت شومان عالم المصريات السويدي "
ردت لينا هارون
ـ هذا ما كان غريبا في الامر وما دفعنا جميعا للاعتقاد ان عددا كبيرا من اللصوص توجه بالفعل لنهب مجوهرات تلك المقابر وحينما انتهوا من سرقتها وهموا بالخروج غدر بهم اصدقائهم الاخرون وتركوهم ليموتوا هناك
ثم تكلم ليمان دين الاثري الفرنسي
ـ 150 جثة ميتون بالدخل ؟ انه عدد ضخم ولابد ان وراءه سر ما ، وذلك السر يثير فضولا كبير
رد عليه الدكتور فتحي قائلا
ـ يمكن الفضول دا يقود لأعتقاد أخطر هوانه الجثث المكتشفه في المقابر دي مش هما اللصوص الحقيقيين
تكلم الدكتور عزت جابر رئيس الهيئة
ـ التحاليل بينت جنس الجثث دي ؟
تكلم الدكتور فتحي
ـ كانوا كلهم رجالة .... !!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بني شعير 1961
قدم بوليس المركز بقيادة ألضابط أحمد بيه النحال للتحقيق في الأمر ثم اخرجوا الجثة من مسرب المياة كانت ميته شنيعة ، فقد قيد القاتل يديه وراءه ظهره وربطهم بقدميه بحبل غليظ ثم وضع قماشه مملوءة بالزيت في فمه حتى لا يستطيع الصراخ ووضعه داخل جوال خيشي خشن ثم ملاء الجوال بالأحجار الثقيلة وألقاه في المسرب .
إهتمت المديرية بالأمر فكان البحث جاريا في كل مكان في القرية عن اي خيط يمكن ان يدل على القاتل ولكن باتت كل الجهود التي استمرت لأكثر من عشرون يوما بلا أيه فائدة
استرحت لدى سماعي لهذا الخبر وشعرت بالطمأنينة نوعا ما لأن الخطر الذي كنت أعتقد انه يهددني قد انتهي وفي الوقت نفسه شعر بوخزة خوف من الطريقة التي مات بها شيخ البلد ، من لديه تلك القوة الكافية ليقيد تلك الكتلة الضخمة من اللحم والشحم ويربطها بذلك الشكل ثم يحملها بجوالها ويرميها في مسرب المياة !!!
في بادئ الأمر كنت أعتقد بخاطر غبي ان الفاعل هو الست جميلة ولكن سرعان ما تبدد ذلك الشك لصعوبة الأمر من ناحيتين ، الأول انها سيدة ضريرة والثاني تلك الدقة التي حدثت بها الجريمة وجعلت القاتل بالنسبة للبوليس شخص حذر شديد الذكاء لم يترك أثرا خلفه
وبعد انتهاء التحقيقات وذهاب البوليس من القرية طرق بابي الشيخ الضاحي مرة أخرى سائلا عن اي تليغرفات من عطوة زوج السيدة جميلة فأخبرته انه لم يصل شيء ، كان الخوف ظاهرا في عينيه ولم اعرف مصدر ذلك الخوف خاصة وانه بات يبعث في طلب حسني كل يوم تقريبا يساله عن البوسطا الجديدة بل وجعل حسني جاسوسا علي يراقب حركاتي وتحركاتي وينقله له عن ظهر قلب خاصة في كل تلك الاوقات التي كانت الست جميلة تأتي الى مكتب البوسطا لتسأل عن جوابات من عطوة ، فقد كان يقف حسني في

Читать полностью…

Agatha Christie

ـ انت قولت انك هتبعتله تقوله يبعت جوابات ، بعتله يا ولدي ، ارحمني وقوله انك بعتله
كانت حسبه بسيطة تتخلص في الاجابة بنعم حتى تخرج السيدة جميلة من المكتب واسترح من ازعاجها فلم أكذب خبرا وأخبرتها انني ارسلت له تليغراف هذا الصباح وعندما يصل التليغراف الي الوحدة التابع لها عطوة في فلسطين سيرد من فوره عليها وقد يستغرق الامر عدة أيام فقط حتى يصل الرد ، خرجت اخيرا وتركتني احاول إستجماع نفسي من رهبة ذلك الموقف ثم غفوت بعدها ورحت في سبات عميق
كانت الايام تمضي رتيبة مملة لا جديد فيها ، حتى ان حركة الناس في البلدة كانت هي نفسها وكأنه يوم وحيد في حياتهم يكررونه بشكل مستمر لم يكن هناك شيء يثير فضولي الا الراهبات والشيخ ، خاصة بعد أن رأيت الشيخ الضاحي مرة واحدة في خطبة الجمعة وأحسست أن عينيه طوال الخطبة مسلطة على انا فقط ...
مرت الأيام سريعة وكانت الست جميلة لا تأتي مطلقا الي مكتب البوسطا وإنما كنت اقابلها صدفة في طرقات البلدة تتسول وتغني لزوجها الغائب وحينما تشعر بي تدعوا لي بالصحة وطوال العمر ثم تواصل نحيبها على الزوج الغائب الى ان إتت في يوم الى المكتب في أعقاب وصول حسني بكيس البوسطا الجديد وحينما رأيتها تذكرت ذلك الوعد الذي وعدته لها مسبقا بأن الرد سيكون في ذلك اليوم ، سيرسل زوجها عطوة رسالة من فلسطين يخبرها فيه انه بخير !!! لم اتصور مطلقا او اضع في حسباني اية حسابات لتلك المسالة
تناولت كيس البوسطا من حسني ثم أفرزت التليغرافات وأعطيتهم لحسني ليوزعهم وبعد ان خرج جلست الست جميلة على الارض وقال
ـ هات لي جواب عطوة
كانت متلهفة كالظمأن الذي قطع صحراء بأكملها متعطشا لشربة ماء .
إنتابني خوف وذنب كبيرين من أن أخبرها انني لم أرسل لعطوة شيء وبالتالي لم يصل منه شيئ وقررت أن أكذب كذبة صغيرة فتناولت أحد الاوراق الفارغة ووضعتها بداخل مظروف ثم ناولتها اياه ، التقطته من يدي وأخذت تقبل فيه وعيناها لا تكفان عن ذرف الدموع ثم ناولتني ايام لأقرؤه
وكان لابد ان أستمر في تلك الكذبة لنهايتها وبدأت في الكلام
" زوجتي العزيزة ، وصلني كتابكم وانا بخير وفي احسن حال وسوف اعود في القريب العاجل ان شاء الله "
ـ بس ؟
ـ هو دا كل اللي كتبه يا ست جميلة
ـ فضل وعدل
ثم وضعت الجواب الوهمي في صدرها وأخذت في الزغاريد والرقص وخرجت ....
وكان حسني محقا فيما قال
فلم يمر اليوم بسلام وحينما أسدال الليل ستائره على القرية وجدت أحدهم يطرق الباب ببشده وحينما فتحت وجدت الشيخ الضاحي أمامي ، دخل دون اذن المكتب ثم جلس وقال
ـ فين الجواب اللي جه لجميلة ؟
جاوبت بتلقائية وكأن الأمر حقيقي وقلت
ـ أخدته ؟
ـ انا عاوز الجواب دا ؟
ـ اهي عندك روح خده منها
ـ انا عايز اعرف الجواب دا جه منين ؟ مستحيل عطوة يبعت جوابات
ـ وليه مستحيل ما يمكن يكون لسة عايش ؟!
ـ مستحيل يكون عايش ، عطوة مات زيه زيه غيره ، محدش منهم نجي
ـ منهم ؟! هما مين ؟
شعرت أنه تلعثم وأدرك انه قال كلمة لم يكن من المفترض منه قولها ثم تابع
ـ انا عايزك تقولي الجواب دا عليه طابع انهي بلد وامضة الجواب بأسم مين ؟
لا أعرف لماذا لم اخبره بالحقيقة واقوله له انني من اخترعت مسألة الجواب تلك حتى ارحم نفسي من ازعاج وزّن الست جميلة وقدومها للمكتب يوميا ، لكنني أحسست ان وراء الأمر سر وذلك السر هو من دفع الشيخ الضاحي للقدوم الي في تلك الساعة ومحاولة معرفة ماهية ذلك الجواب ، والاغرب هو معرفته المؤكدة بموت عطوة ومن كانوا معه .
ولم ارى نفسي الا وانا أستمر بالكذبة التي اخترعتها وأؤكد له ان الجواب حقيقي وله طابع بوسطا حكومي ولا يجوز ان اخبره بتفاصيل أكثر لأن الأمر لا يخصه !!!!
وفي الصباح وقبل أن أخرج من المكتب وجدت شيخ البلد في انتظاري على الباب
ـ الا صحيح عطوة بعت جواب للولية الخرفانة اللي اسمها جميلة
ـ اه ؟!
ـ غريبة !!! اللي انا اعرفه ان كل اللي راحوا الحرب مرجعوش !!!
ـ ربنا كبير ، يمكن اتكتب له عمر جديد
ـ ولما هو اتكتب له عمر جديد مرجعش ليه لحد دلوقتي ؟
ـ الله اعلم يا شيخ البلد
ـ بقولك ايه يا حسن افندي انا ليا عندك طلب صغير كدا ، لو جت اي جوابات تاني من عطوة ابقى ادهالي انا وانا اديها لجميلة ، اصل زي ما انت عارف دي ست جاهلة وعميا ومحتاجة اللي يقرالها الكلام دا
ومرت الأيام ولم تكن جميلة وحدها التي تنتظر تليغراف أخر من عطوة بل كان كلا من الشيخ ضاحي وشيخ البلد يسألون عن اي جوابات قادمة للبلد ، وقتها خفت ان يذهب حسني بكيس البوسطا الي شيخ البلد او الشيخ الضاحي بهم قبل أن يصل الي فكنت اذهب للمركز بنفسي استلم البوسطا
وفي أحد الأيام عدت في المساء الي المكتب ولما دخلت وجدت شيخ البلد يجلس مكاني على الكرسي المجاور للنافذة وبيدة محفظتي الجلدية وحينما رآني نظر الي وقال

Читать полностью…

Agatha Christie

" بداية الحكاية ..... "
إعتدلت في جلستي على الاريكة وشرعت في قراءة الأجندة ....
" لا اعلم تحديدا متى بدأت تلك اللعنة تنصب علي ، متى إنزلقت كلتا قدماي في تلك البئر السحيقة ، كيف إنحرف مساري الى هذه الطريق المظلمة التي لا سبيل فيها الى عودة او توقف ، أصبحت تلك اللعنة قدر لا مفر منه ، قدر يصعب تغييره او الحياد عنه .... "
" حسن عبدالله العابد –
صعيد مصر – محافظة أسيوط ـ قرية بني شعير 1961 ....
يوم الوصول .....
وصلت الى القرية الأم – دير القصير – بعدما نزلت من القطار ثم توجهت الى معدية صغيرة وعبرت بها الى الجانب الشرقي للقرية بعد ان سلمت جواب اعتمادي في المدينة
نزلت من المعدية وسألت بعض الناس الذين كانوا في انتظارها للعبور للجانب الأخر عن تلك القرية المسماه بني شعير فصاح طفلا أسمر البشرة قائلا – حضرة افندي ناظر البوسطة الجديد ؟
فأومات له بالموافقة فصافحني بحرارة قائلا – حمدلله ع سلامتك انا مستنيك من الصبح ، اتفضل ...
كنت أحسبه طفلا في البداية لكنه كان رجلا قزم قارب عمره على الخمسين عاما ، فك حمارين كان يربطهما في جزع شجرة صفصاف ميتة وركب كلا منا واحدا ثم بدأنا طريقنا الى بني شعير، واثنا الطريق لم يكف ذلك الصبي عن الكلام سواء عن القرية واهلها او عن ناظر البوسطة القديم وكيف كانت ميته ميتة شنيعة وكيف يظهر عفريته في مكتب البوسطة كل يوم ، لم انتبه الى ذلك كله وانما كنت اسرح في ملكوت اخر خاص بي ، ملكوت توقف بي عند تلك اللحظة التي سقطت فيها الرجل من القطار ورأيت عجلات القطار تنحر عنقه بلا رحمة .....
وصلنا أخيرا الي القرية التي كانت تبعد ما يقرب من نصف يوم عن المدينة ولم انتبه لكل تلك المسافة التي قطعناها لولا تلك الافكار التي كانت تأكل رأسي مثلما تأكل النار الحطب الهش
كان مكتب البوسطة فارغ لمدة قاربت الشهرين بسبب حادثة موت ناظر البوسطة السابق الي ان وصلت وهناك وجدت شيخ البلد في انتظاري مرحبا بي
ـ حمدلله ع السلامة يا أفندي ـ الا حضرتك اسمك ايه ؟
ـ .....!!!! حسن ..... حسن العابد ؟
ـ اهلا وسهلا يا حسن افندي نورت البلد ، معلش الطريق كانت طويلة حبتين ، زي ما انت شايف كدا بلدنا في حتة مقطوعة وبعيدة وفين وفين علي ما تيجي علي بال حد وكتر خير الحكومة انها بعتت مستوظف جديد للبوسطة بدل الله يرحمه
ـ هو مات ازاي ؟
ـ سيبك كلام الناس ، دي ناس فاضيه مفيش وراها الا اللت والعجن ،،، متاخدش ف بالك الامور هنا تمام ع الاخر وكلنا هنا اهلك وناسك وعمرك ما هتحس انك غريب وسطينا ، ده مكتب البوسطة بتاعك وحسني اللي جابك من المعدية هو اللي بيجيب البوسطا من المركز ، عندك السكن اهو جوا جواه كافة شيء تحتاجها ولو احتجت اي حاجة هنا تبعتلي علطول متتكسفش
لم تمر ساعة او بعض الساعة من خروج شيخ البلد من مكتب البوسطا حتى أسدل الليل ستائره على القرية وأنيرت البيوت بالمصابيح الجاز ، كنت جالسا في مكاني لم أبرحه اراقب البلدة من خلف قضبان شباك المكتب المطل للخارج ،
عم الظلام والصمت المكان وظللت في مكاني اراقب ذلك السكوت المريب الذي كنت أشعر في اعماق قلبي انه مقدمه لدوي انفجار وما هي الا لحظات حتي رأيت ثلاثة أشخاص يتحركون في مكان قريب ، كانت مشيتهم مريبة نوعا ما فلم يسيروا جماعة واحدة وانما كان كل واحد منهم يمشي خلف الأخر ببطء ويحمل في يده شعة يحوطها بيده الأخري حتي لا تنطفئ وكأنهم كهنة يشيعون جثمان فرعون عظيم ، كانت ملابسهم غريبة ، غطت الرؤوس حتى الأقدام فلم يظهر منهم شيئ ، وفي لحظة خاطفة لم أدرك كيف مرت نظر إلي أوسطهم ورأيت بؤبؤة عينه والنار تنعكس فيها كأنها قطعة من الجحيم ، كانت إمراة ..... كان ثلاثتهم نساء ، إبتلعهم الظلام في احد جوانب القرية مثلما ظهروا وبقيت في مكاني ارقب ظهورهم مرة أخري لكن ذلك لم يحدث
شعرت بإرهاق جسدي أخيرا فقمت من مكاني بتثاقل وألقيت بجسدي المنهك فوق المرتبة الموجودة في الغرفة الخلفية دون أن أنير مصباح او قنديل ، كالعادة التي إعتادتها منذ زمن ، فأنا شخص لا يحب الضوء أغمضت عيني ورحت في ثبات عميق لم ينغصه شيء سوى ذلك المشهد الذي لا انفك اتذكره كلما حاولت الهروب منه ، منظر الدماء علي قضبان القطار والجسد الملقى بلا رأس ........
اليوم الثالث ....
ـ مش غريبة دي ؟
ـ ما غريب الا الشيطان يا حسن افندي
ـ بلدكم البلد الوحيدة في الناحية اللي فيها مكتب بوسطا !! والبلد الوحيدة في الناحية اللي ملهاش بوسطا ؟!
ـ لما جت حرب 48 الملك بعت عربية كبيرة نواحينا لمت كل الرجالة من سن 15 سنة وانت طالع وشحنهم كلهم على فلسطين مسابش في البلد الا الستات والعيال والرجالة اللي فضلوا وقتها هربوا في الجبل ودول يتعدوا ع الصوابع

Читать полностью…

Agatha Christie

ـ انا فتحي عثمان عالم أثار وجاي مع البعثة بتاعتي والعربية عطلتا بينا هنا قريب فقولت اشوف اي مساعدة هنا
ـ مين اللي دلك علي الطريق دي ؟
لا اعرف ما الذي جعلني اقف عند ذلك السؤال مفكرا فيما وراءه ، تذكرت حينما طلبت من جابر ان ينحرف بالسيارة من طريقا مختصر بين الجبال لكي يصل أسرع وحينما سألني جابر هل تعرف تلك الطريق جاوبت بكل ثقة .... نعم !!! وانا لم آتي الي ذلك المكان قط ؟؟؟ كيف لي ان اعرفها اذا ؟؟!!!
نظرت الى الرجل صامتا برهه ثم قلت
ـ مش عارف !!
مشي امامي ثم أشار لي أن أتبعه وقال
ـ كان فيه هنا طريق قديم بقاله ييجي 50 سنة مهجور حتى الجن متعرفوش
أكمل سيره وهو مطرق في الحديث
ـ من بلد حية بأهلها ليها شيوخ ورهبان ومية ونار وطين لقرافة مفيهاش حتى دود ياكل ميتينها
نظرت حولي فإذا المكان بأكمله مقابر قديمة غطى التراب معظمها وبرغم ان الاغلبية كانت شبه متهالكة ومتهدمة الا ان جميعها كان لها جزء وحيد هو المتبقي وهو الجزء الذي يحمل أسم المتوفي ، ظللت سائرا خلفه وهو يسرد في حكاياه عن تلك القرية الي ان توقفت عند قبر وحيد غطاه التراب من جميع جوانبه ولم يظهر منه شيئا ، لم اعرف ما الذي جعلني اتوقف عند ذلك القبر بالتحديد ومالذي جعلني أشعر انني اعرف ذلك المكان جيدا حتى ذلك القبر كأنني أعرف كل حجرا فيه ، جثوت على الأرض ثم هممت بإزالة التراب من فوق الجدار الكبير المدون عليه الأسم فظهر الأسم التالي من خلف الغبار : حسن عبدالله العابد ، ناظر بوسطة بني شعير 1963 ...
كأنني سمعت ذلك الأسم من قبل ، وبرغم أنني طرحت ذلك السؤال في عقلي الا انني سمعت الرجل الواقف خلفي يجيب عليه كأنه سمعه وقال
ـ كأنك تعرفه !
ـ مش عارف !!
ـ بس هو عارف ....
صحوت من نومي فزعا فوجدت جابر يوقظني ومازلت في مكاني حيث كنت ولم اتحرك ، يبدوا ان ذلك كله كان حلما ...
تناولت قنينة الماء لأغسل وجهي فوجدت أثار تراب على يداي كأنني كنت أحفر في الارض ، وقتها تذكرت ذلك الحلم حيث كنت أزيل التراب عن ذلك القبر .... أكان حلما حقا ؟!!
لم تمر ثوان حتى سمعت صوت عواء ذئب قادم من بعيد ولما نظرت اليه لمحت ذلك الطيف الأسود يتحرك حيث كنت أقف في الحلم فعرفت انها إشارة للطريق الصحيح
إنتظرت أول أشعه الصبح ثم أوقظت الفريق ومشينا في وجهتنا الجديدة
مررت بالطريق نفسها التي مشيت فيها خلف الشيخ الذي رأيته في الحلم ، لكن في تلك المرة لم يكن هناك أي أثار لمقابر قديمة او نحوه ، كانت منطقة قاحلة مخيفة بها وحشة من نوع غريب تجعل القلب ينتابه ذعر غير معلوم ، ولا اعرف لما جري لساني بسؤال جابر عنها
ـ هو انت تعرف كل البلاد هنا يا جابر ؟
ـ كلها يا بيه مش بلادنا
ـ وازاي متعرفش الطريق دا ؟!
ـ الكدب خيبة يا بيه ، انا سواق بقالي ييجي 17 سنة ولفيت الصحرا دي مش شرقها لغربها واول مرة أمشي في الطريق دا
ـ مش غريبة يبقى طريق مختصر كدا ومهجور
ـ ماهو محدش عارفه يا بيه ، انا اسمع انه كان فيه بلاد هنا بس اهلها هجروها
ـ ليه ؟
ـ برضك ي بيه الدنيا هنا جبل لا فيه مية ولا كهرباء ولا ريحة العيشة ، دا حتى اللي يموت مش هييلاقي دود ياكله
ـ في بلد نواحيكم هنا اسمها ......... بني شعير
ـ لا يا بيه
ـ انت متأكدا ؟
ـ امال يا بيه بقولك بلادنا ولاففها من شرقها لغربها
تابعنا السير ما يقرب من نصف النهار ثم إسترحنا في ظل احد الهضاب العالية ولما تفقدت المكان حولي وجدت به حطام بعض المنازل القديمة التي قد تعود لفترة قريبة من 50 الي90 عام ، الامر الذي استهوى باقي الفريق فإقترحوا ان نتفقد تلك المنازل ربما نجد فيها شيئا
كانت الاسطح متهدمة والابواب والنوافذ محطمة كأنها تحطمت نتيجة عنفوان بشري لا تحطيم ناتج عن أثار الزمن ، تفرقت المجموعة ودخل كل واحدا منا الى منزل مختلف
كان المنزل الذي دخلته لا يشبه باقي المنازل ، فكان اوله غرفة لها نافذه كبيرة على الخلاء بها كرسي ومكتب خشب ودولاب قديم محطم والغرفة الثانية بها اريكة صغيرة وموقد نار وبعض الاقفاص الجريد التي تراصت متجاورة لتكون سرير للنوم اعلاه مرتبة من القطن الذي غطاه التراب وبعض الاغراض الملقاة في كل جوانب المكان .... ما بدا لي ان ذلك المكان ليس بيتا وانما شيئ اشبه بمصلحة او مكان خدمي والدليل وجود المكتب والنافذة الكبيرة المطلة على الخارج
تفحصت المكان جيدا في الغرفة الاولي ثم دخلت الغرفة الثانية الموجود فيها السرير وظللت أبحث عن اي شيئ إلى ان وجدت صرة كبيرة تحت احد الاقفاص المقلوبة ولما تناولتها وتفقدتها وجدت بها بعض الملابس القديمة وبعض الاغراض مثل ساعة متوقفة وخاتم وخنجرا صغير وعقد من الذهب الخالص وأجندة وما هي الا لحظات حتى سمعت صوت سيارة تقف بالخارج فوضعت الاغراض في حقيبتي وخرجت مسرعا لأجد سيارة اخرى تابعة للموقع الرئيسي جاءت لنجدتنا

Читать полностью…

Agatha Christie

المُشرَّد مكانش بيتعاطى أي نوع من أنواع المُخدرات.. بس مين أصلًا هيفكَّر يشرَّح جُثة مُشرَّد؟ كان سهل أوي أحقنه بالمُخدرات وهو نايم وأسيبه لقدره.
أما السمسار فحددت معاه ميعاد من تليفون غريب باسم مُستعار، وهناك زقيته في المية عشان أعلمه الدرس، مش ذنبي إنه طلع مبيعرفش يعوم!
أنا مش قاتِل..
أنا عبقري..
أنا ملعون..
.
الكاتب محمد عصمت
.
.
.
#بتاع_الرعب

Читать полностью…

Agatha Christie

دخلت قفلت إضاءة الڤيلا ورجعت مكاني، لكن كل ليلة كنت بطلب من البيه نفس الطلب، وكان بيرد عليّا بنفس الانفعال، عَشان كِده قُلت استنّى، أشوف الموضوع هيرسى على إيه.

في الليلة دي مكانش في قمر، الجو كان ضلمة جدًا، سِمعت صوت حد بيكُح في الڤيلا، صوت الكُحّة كان عالي جدًّا، أخدت النبّوت في إيدي وقرّبت من باب الڤيلا، بصّيت من إزاز الباب اللي كان مفتوح، لَقيت راجل كبير لابِس بَدلة، ضَهره محني، سانِد على عُكّاز وبيتحرّك في الڤيلا، مفيش حد دَخل أو خرج من الڤيلا، قلبي اتقبض لمّا فكّرت إن اللي شايفه ده ممكن تكون روح صاحب الڤيلا القديم، واللي خلّاني أتأكّد من دَه، إنه كان ماشي ناحية باب البدروم، لغاية ما وصل لُه، فَتحه ونزل سلّم البدروم وقفل الباب وراه.

الليلة اللي وراها البيه وصل ومعاه الناس وكان مُنفعل جدًّا، راقِبتهم كالعادة من شبّاك البدروم، العُمّال ما أخدتش وقت لغاية ما واحد منهم صرخ وقال:

-في باب ظَهَر.

البيه بسرعه حاول ينزل في الحَفر لكن واحد من الأربعة منعه، قال لُه:

-بالراحة يا باشا .. الموضوع مُش سَهل .. دا في موت .. لازم نأمّن تحت الأول .. ونُطرد الرَّصد اللي في المكان.

الأربعة نزلوا في الحفرة، سمعت صوتهم وهما بيقرأوا تعاويذ، وحاجات غريبة مفهمتهاش، في اللحظة دي لقيت خيالات بتطلع من الحُفرة، زي ما تكون أرواح ناس ماتت قبل كده، واللي خلّاني اتأكّد من اللي فكّرت فيه إنّي شوفت الأربعة اللي كانوا بيحاولوا يحضروا روح جدّهم كانوا آخر خيالات خرجت من الحُفرة.

-يا باشا .. انزل .. المكان أمان.

دا كان صوت واحد من اللي في الحُفرة تحت، البيه خلع جاكيتة البدلة ونزل، لكن بعدها المكان بدأ يتهز، حاجة كده زي الزلزال، ساعتها سمعت صوت البيه وهو بيقول:

-هو الباب راح فين؟!

اللي سمعته عرّفني إنهم بيحاولوا يخرجوا بسرعة من الحفرة، لكن في لحظة التراب انهار عليهم، والحُفرة فجأة اتساوت بالأرض، واندفنوا بالحيا تحت.

بعدها لمحت نفس الراجل الكبير اللي ضهره محني وساند على عكَاز، كان بيتمشى ف البدروم بالراحة، ووقف فوق الحُفرة وخبط بالعُكّاز فوق الحُفرة اللي اتردمت، وبعدها اختفى.

من الليلة دي معادش ليا بيات في الڤيلا، هاخد هدومي وأمشي، الفجر كان قرّب، روحت أوضتي أخدت الهِدمتين بتوعي وطلعت جَري من البوابة.

أكيد كان مصير كل واحد فكّر يوصل للكِنز ده إنه اندفن في الحُفرة، حتى أحفاد صاحب الڤيلا القديم، ومكنتش هستنى إنّي يكون مصيري زيّهم.

لمّا وصلت على أول الشارع، لقيت صاحب عربية الفول بينادي عليّا، وقفت وكان باين عليّا الخوف، سألني مالك، مالقِتش رد غير إنّي قُلت له إني نازل البلد يومين أجازة وراجع، طلب منّي أفطر الأول ولكنّي قُلت له إنّي مستعجل عشان عندي ظروف.

وأنا بلتفت عشان أكمّل طريقي لمحت ملامح صاحب عربية الفول وهي بتتقلب لملامح الراجل الكبير اللي كان سانِد على عُكّاز في الڤيلا، اللي هو صاحب الڤيلا القديم، وقفت وحسّيت إن جِسمي اتخشّب في بعضه، التفت تاني عشان اتأكد، مالقِتش صاحب عربية الفول، ولا لقيت عربية الفول من أساسه، بس لمحت في آخر الشارع عند بوابة الڤيلا نفس الراجل العجوز وهو ساند على عُكازه، وبيدخل الڤيلا من البوابة برغم إنها كانت مقفولة!

لغاية كِده قُلت همشي و مُش راجع تاني، الحكاية كِده اتضحت على الآخر، أنا كُنت غبي ومافهِمتش من الأول، هو مين هيقف بعربية فول في منطقة مقطوعة زي دي؟!

تمت...

***

#الڤيلا
#محمد_عبدالرحمن_شحاتة
#قصص_رعب

Читать полностью…

Agatha Christie

_أي يا عبد التواب؛ ما تِستَرجِل يا أخي.
_مُش دَه القَصد يا بيه، كل الحكاية إني معدتش هعرف أحرس لواحدي بالليل.
..
من ٢٥ سنة وأنا بحرس فيلا الباشا، عمري ما طلبت منه إنه يجيب لي مساعد؛ لكن من خمس سنين اشترى الڤيلا دي، واستغربت لمّا نقلني هنا وجاب مكاني غفير تاني هناك، ولمّا قُلت له إني أولى أكون في مكاني اللي بخدم فيه قال لي:
_مفيش حد هينفع هناك غيرك يا عبد التواب.

أوّل أيامي في الڤيلا كانت هادية جدًا؛ كنت أرُصّ حجر المعسل قدام أوضتي اللي جنب البوابة وأسهر لِوش الصبح، مكانش في صرّيخ بن يومين بيعدّي، مُش عارف ليه البيه ملقاش غير الڤيلا اللي محدوفة في الجبل دي ويشتريها! لكن قلت إن أهم حاجة مرتبي شغّال، دا زوّد لي مرتبي كمان لمّا نقلني هنا، وقال إن ده تعويض عن إني سِبت المكان اللي طول عُمري شغّال فيه.

كل الدنيا كانت عادية لغاية ما عدّى شهر، كنت سهران أحرس الڤيلا، سمعت كلاكس سيارة قدام البوابة ونور بيقلّب، قمت جري أفتح للبيه، أنا عمري ما أتوه عن صوت الكلاكس بتاعه، ليلتها دخل ودخلت وراه عربية فيها أربع رجالة، كانوا لابسين كلهم نفس الطقم، ساعتها البيه فتح شباك العربية وقال لي:
_مُش عايزك تفتح لأي حد، ولا تدخل ورايا.

مكانش ينفع أكسر كلام البيه، مقرَّبتش من باب الڤيلا برغم اللي شوفته، إضاءة الڤيلا كانت بتنوّر وتنطفي بشكل مخيف، سمعت صوت حاجات بتتكسّر، صوتهم كان بيستغيث؛ لدرجة إنّي فكّرت أكسر كلام البيه، لكن قرَّرت أنتظر لآخر لحظة أشوف إيه الحكاية.

إضاءة الڤيلا رجعت لطبيعتها، الأصوات اختفت، انتظرت في مكاني أشوف إيه اللي هيحصل، باب الڤيلا اتفتح، لقيت البيه خرج وبيركب سيارته، مفيش حد في الأربعة خرج وراه، اتحرّك بالسيارة وقبل ما يخرج من بوابة الڤيلا سألني سؤال غريب:

_سيارة مين اللي واقفة هناك دي يا عبد التواب؟!
أخدت ثواني على ما استوعِبت سؤاله وقلت:
_دي السيارة اللي دخلت مع سعادتك يا بيه.
بص لي من فوق لِتَحت وقال:
_أنا كان في سيارة داخلة معايا! أنت خرَّفت يا عبد التواب؟!

بعدها مشي، وقفت مُش عارف أفهم اللي حصل؛ لدرجة إنّي نسيت أقفل وراه البوابة، إيه الحكاية بالظبط يا عبد التواب؟! قفلت البوابة ودخلت الڤيلا، فتّشتها من تحت لفوق، مفيش أثر لأي حد، فين الناس اللي كانت في السيارة؟!

في الليلة دي معرفتش أنام، كنت رايح جاي ما بين أوضتي والبوابة والجنينة، أكيد أنا مبخرَّفش، في حاجة غلط، لو بيتهيأ لي يبقى السيارة دي جت منين؟ طيب فين الناس اللي كانت فيها؟ حاجة تطيّر العقل!

بعد نُص الليل، إضاءة الڤيلا اشتغلت من نفسها، سمعت صرخات جوّه، قرّبت من باب الڤيلا ورِجلي مُش شيلاني، وقفت أحاول أفهم حاجة من الكلام اللي بيتقال وسط الصرخات، كان كل شوية أسمع كلمة "اقفلوا الدايرة"، فتحت الباب ودخلت لكن مالقيتش حاجة، الدنيا اُسكُت هُس، حتى إضاءة الڤيلا مطفيّة.

عُمر ما حصل حاجة زي دي في الڤيلا القديمة، بس إيه اللي يخلّي البيه يشتري ڤيلا في مكان مقطوع زي ده!

لمّا طلع النهار، خرجت عشان أوصل لعربية فول وفلافل على أول الطريق، قفلت البوابة بالقفل ومشيت، كنت أنا الوحيد اللي بيفطر عند العربية، عشان كِده صاحبها قعد يدردش معايا:

_أوّل مرة أشوفك هنا يا حاج.
_أنا غفير الڤيلا اللي في آخر الطريق، لسّه جاي فيها من أسبوع بس.

معرفش ليه صاحب العربية بَص لي ومتكلّمش، حتى لمّا جيت أحاسبه على الفطار مرضاش ياخد منّي الحساب، بعد ما مشيت شويّة التفتت لقيته بيبُص ناحيتي، لكنّي مهتمّيتش، كمّلت طريقي؛ لمّا وصلت الڤيلا ملقيتش السيارة موجودة، استغربت، قُلت يمكن البيه هو اللي شالها، لكن محدش معاه مفتاح البوابة غيري، حتى البيه مفيش معاه نسخة، كمان لو كان جِه الڤيلا وملقانيش كان اتصل بيّا.

بعد المغرب لقيت صاحب عربية الفول والفلافل بيبُص من بوابة الڤيلا، قُلت له:
_اتفضل.

حسّيت إنّه عاوز يدخل ويقعد، عشان كِده قمت فتحت البوابة، دخل وقعد وطلب يشرب شاي، حطّيت البرّاد على الراكية وأخدت منها حتتين فحم عشان نشرب حجرين، قعدنا نشيّش، وسألني بعد ما سحب نَفَس وطرد الدخان:

_هُمّا أصحاب الڤيلا دي اشتروها ليه؟
ضحكت وقُلت:
_وأنا أعرف منين! أنا العبد المأمور، سيب الڤيلا القديمة وتعالَ احرُس الڤيلا دي حاضر، ماينفعش أقول لا ولا أسأل البيه اشتراها ليه، بس سؤالك غريب، اشمعنى مهتم بالڤيلا دي؟!
_أصل مفيش حد اشتراها وعمّر فيها.
_تقصد إيه؟
_بيقولوا إنها مسكونة.
حسّيت إن شَعر رأسي وَقَف، عشان كِده سألته:
_أنت متأكد من اللي أنت بتقوله؟
_زي ما أنا متأكد إنّك قدّامي دلوقت.
_إيه اللي حصل في الڤيلا خلّاها تتسكن؟
_محدش يعرف تفاصيل بالظبط، بس اللي نعرفه إن أربعة أخوات اتقتلوا فيها من زمان لما اجتمعوا فيها مع بعض.

Читать полностью…

Agatha Christie

قُلتلكم قبل كدا إني راجل عقلاني؟ لأ.. أنا راجل عقلاني ومش مؤمن بالخوارِق، شمعة إيه بس اللي هتحميني من واحِد هيقتحِم بيتي، مش عارِف! يمكِن بتطلَّع ريحة مُخدِّرة تنيِّم الناس؟ أو ريحة وحشة تطردهم؟ أكيد.. عشان كدا قالي إوعي تستنشق ريحتها إنت!
.
تاني يوم الصُبح.. صحيت على صوت خبط على الباب، فتحت الباب وشُفت رجال شُرطة كتير واقفين، قالولي إن فيه شاحنة قديمة واقفة في شارع جانبي من شوارع الحي، وحد من الجيران قلقان منها وخايف يكون السوَّاق بتاعها اقتحم واجِد من البيوت، بمُجرَّد ما شُفت صورة الشاحنة عرفتها فورًا.. دي شاحنة صانع الأقفال اللعين، قالولي إنهم سألوا في بيوت الحي كُلها تقريبًا بس محدِّش عارِف صاحبها.
قُلتلهم إني معرفش مكانه وإن محدِّش اقتحم بيتي، الغريب بقي.. إن البيت كانت ريحته حلوة أوي، الموضوع كان غريب خصوصًا إننا لسَّه الصُبح بدري، أدركت بعد شوية تركيز إن دي ريحة الشمعة اللي جاري إداهالي، دخلت المطبخ وشُفت الشمعة اللي خلصت عاملة كُتلة شمع مكان ما كانت موجودة.
عملت كوباية قهوة وفطار، أكلت وغيَّرت هدومي وقرَّرت أخرُج أروح لجاري صاحِب الشمعة عشان أحكيله على اللي حَصَل.
فتح الباب أول ما خبطت، مكانش متضايق إني بزوره في وقت بدري زي دا، لا سألني إيه اللي جابك، حكيت له على اللي حَصَل، وعلى ريحة الشمعة الحلوة، قالي وهو مُبتسِم: " دا طبيعي، أنا لقيتك خايف وحبيت أطمنك، إديتك شمعة معطرة من اللي بريحة، هتلاقيها موجودة في أي سوبر ماركت عادي جدًا وسعرها مش غالي، أنا آسف.. كُنت عايزك تتطمِّن بس "
بعد عن الباب لحظة عشان يسمح لي أشوف اللي وراه
اللي شُفته وراه كان لا يُمكِن أنساه طول عُمري، لأن على الحيطة اللي وراه كان صانع الأقفال متعلَّق علي الحيطة وجسمه غرقان دم ومربوط بسلاسل وبقه مكتوم.
غمز بعينه وهو بيقول: " بعد إذنك بقي عشان ورايا شُغل "
.


.
.
.
#بتاع_الرعب
محمد عصمت

Читать полностью…

Agatha Christie

رواية حظك اليوم
للكاتب احمد خالد توفيق

Читать полностью…

Agatha Christie

مرت أيامي التالية في سكون تام ، فقد كنت أشعر ان نجيب سالم يتبعني في كل خطوة أخطوها لاسيما حين خروجي من القرية ، وكأنه يعرف انني أبحث عن شيء ما في الصحراء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت مسألة بحث الصاغ نجيب بك سالم في قتل ناظر البوسطا السابق هي الأغرب من نوعها ولم يعرف أحدا ما الذي كان يرمي اليه ببحثه وتحريه في تلك المسألة بالذات ... !!
في تلك الليلة قبل سنتين ، وصله تليغراف من زوجته في القاهرة تخبره فيه ان طفله الصغير أصابته حمى وحالته خطيرة ليرد عليها في اليوم نفسه انه قادم بعد ثلاثة أيام وبالفعل يصل التليغراف القاهرة لكن دون ان تتسلمه الزوجة لانها لم ترسل له أي خطابات من الأساس ...!!
وانما وصله ذلك الخطاب من شخصا مجهول ،، وقبل سفره بيوم واحد تسلم الخطاب الثاني يفيد بأن طفله الوحيد قد فارق الحياة !!!
لينتهي اليوم بأن يتم العثور على جثة ناظر البوسطا في مكتبه ميتا جرأء جرعة تناول جرعة سم كبيرة ليظهر للجميع انها جريمة انتحار !!
في اليوم ذاته الذي تسلم في ناظر البوسطا الخطاب الثاني تقابل مع أحدهم في محطة القطار وجلسوا سويا ثم تناولوا الطعام سريعا وذهب كلا منهم في سبيلة ، فناظر البوسطا عاد الى البلد مرة أخرى وذلك الرجل ركب القطار العائد الى القاهرة ؟!
كانت تلك افادة ناظر محطة القطار الذي كان يتذكر ذلك اليوم جيدا ؟!!
من ذلك الرجل الغريب الذي جالسه !؟
نجيب كان يعرف ان موت ناظر البوسطا ليس مصادفة ، خاصة بعد تأكده من أن زوجه القتيل لم ترسل او تتسلم اي خطابات !!!
ما لاحظه نجيب هو ان الجريمة الاولي التي وقعت في القرية وهي مقتل شخص مثل شيخ البلد ، ذلك الرجل الذي لم تجمعه اي عداوات مع اي احد ورغم ذلك مات بتلك الطريقة البشعة ... !! وهاهو الموقف يتكرر مرة اخري بجريمة قتل صاحبها شخص لا يمكن ان يتورط في مسألة مهما كانت خطورتها ان تودي به وبحياته الى الموت
ربما كان الاغرب من بين تلك الجرائم ايضا هو جريمة مقتل الست عنايات ... !!!
تلك السيدة التي اعتقد الجميع ان القاتل سرقها وهرب ،،، لكن وبعد اعادة التحقيق والتحري وجد ان من سرق مقتنياتها بعد مقتلها هو خادمتها زينب ، وزينب لم تكن بالشخص الذي قد يرتكب جريمة قتل ، وانما شخص فقير وجد كل تلك النقود امامه وصاحبها ميت فسرقها وانتهز فرصة ان الجريمة وقعت وألبس تلك المسروقات في القاتل لتظهر الجريمة فيما بعد انها جريمة سرقة ادت الى القتل ويغض الطرف عن قصد الجريمة الحقيقي ....
ان لم يكن القتل بغرض السرقة فبأي غرض كان اذا ؟؟؟ !!
كان السبب الحقيقي وراء كل تلك الجرائم مازال مجهولا
فنجيب كان يبحث هنا وهناك عن اي خيط يربط تلك الجرائم ببعضها او يربط هؤلا الاشخاص ببعضهم فلم يجد ، والاغرب من ذلك انه لا يوجد بينهم قتيل واحد له سبب موت واضح او رابط يربط هؤلاء الضحايا المتناثرين في كل مكان بقاتل واحد يحاول التخلص من كل من يقف في طريقه !!!
وكان نجيب يعلم تمام العلم ان هناك نقطة ما ان وضع يده عليها ستبدأ الاحداث في التتالي حتى تتجلي الحقيقة واضحة امامه دون تعب ....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قطار الصعيد مايو 1961
لم يكن مرتاحا في جلسته لاسيما وأن القطار إستغرق ما يقرب من الثماني ساعات ولم يقطع نصف السكة ، كان يتأفأف طوال الطريق ويلعن تلك الساعة التي تسلم فيه جواب تكليفه في تلك المنطقة النائية في اقاصي الدنيا ولكنه ومع ذلك كان يعزي نفسه انها مسالة وقت حتى يعود مرة اخرى للقاهرة وينتقل الى احد مكاتب البوسطا العمومية
كان وحيدا لا أب له ولا أم ولا عائلة حتى أنه ليس لديه أصدقاء او معارف بل يعيش بمفرده لا يعرف سوى عمله ومنزله ولما علم بمسألة الانتقال للصعيد ليحل محل ناظر بوسطة قد توفي بعض الوقت قبل ان يرسلوا واحدا اخر كان يشعر بغربة أخرى فوق غربته ووحدة ستمزق روحه في ذلك المكان البعيد عن بيته ومكانه لكنه ومع ذلك تقبل الواقع لانه لا يملك تغييره
لم يكد القطار يخرج من محافظة المنيا حتى بدأت خيوط الليل تتناثر وتبدأ خيوط الصبح في الظهور
شعر بأن أحدهم جلس بجواره ولما فتح عينيه وجد ذلك الشاب الأسمر يجلس بجواره ، كان في نفس طوله تقريبا وله عينان سوداوين عميقتين كأن فيهم لئم العالم بأكمله لكنه ومع ذلك لم يكن بالشخص الذ قد يقلق منه الانسان حين يراه
مد اليه الشاب رغيف به بعض الفلافل وإبتسامة دون مغزى فتناوله منه مبادلا اياه ابتسامه حقيقية وحكي كلا منها للاخر بعضا من حكايته
ـ والله انا رايح بلد كدا بعيدة علشان استلم شغلي هناك ناظر بوسطا
ـ وانت كنت فين قبل كدا ؟

Читать полностью…

Agatha Christie

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بني شعير – موقع التنقيب سبتمبر 2001
بدأنا البحث في صباح اليوم التالي فلم نجد الا الاغراض القديمة من الملابس والاثاث المنزلي المتهالك وبعض الادوات الخاصة بالزراعة وفي احد الاماكن على اطراف القرية وفي بيت من البيوت المبني على تبه عالية تكشف القرية من جهتها الغريبة كان هناك بيت يبدوا انه كان خاص بنقطة بوليس او ماشابه .
فقد وجدت هناك دفاتر احوال ومكاتبات حكومية بين المديرية بالمحافظة وبين الضباط الموجودين بهذا المكان كما ان هناك لافتات على الغرف توضح ماهيتها ومكاتب ملفات قديمة من محاضر و اوراق خاصة بأهل البلدة
جلست على أحد المكاتب وأمسكت بدفتر الأحوال الكبير في يدي ثم مسحت التراب من فوقه وبدأت في قرأة التقارير وحينما رفعت رأسي ونظرت للحائط وجدت صورة للضابط المسئول عن النقطة
مكتوب أسفل الصورة الصاغ نجيب بك سالم
كان شكله مألوفا كأنني صادفت شبيهه في مكانا ما ، او كأنني صادفته هو نفسه في بعضا من تلك الاحلام التي روادتي مؤخرا ، كنت أشعر انه به شيئ غريبا غير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بني شعير صباح يوم 15 يناير 1962
السادسة صباحا في موقع الحدث الصاغ نجيب بك سالم وأحد العساكر .
تحت التبة العالية خفيرين ينتشلان الجثة من بين الأحجار
إنها جثة الشيخ الضاحي ......
............................
لو عجبكم الجزء قولولي ملاحظاتكم ورايكم فيه وادعموني باللايك والشير
الشير يا جدعان علشان الاجزاء توصل للناس
الى الجزء السادس
#سيدةالليل
#الحكاونجي

Читать полностью…

Agatha Christie

ـ علشان مش متأكدة ان المكان دا فيه موقع أثري ولا لا
فقال محسن
ـ وحضرتك شاكك ان فيه هناك حاجة ؟
ـ لا .... انا متأكد ان فيه هناك حاجة ، ومتأكد كمان اننا هنلاقي الحاجة دي
كنت أتكلم بثقة عمياء وكأنني أعلم تمام العلم ان ذلك المكان بقه موقع ضخم سيغير حياتنا نحن الثلاثة ، وظللت اسير كالهائم الأعمي خلف حدسي
وصلنا المدينة وإسترحنا يومها وكلمت جابر السائق فأتي بسيارته ليقلنا الى ذلك المكان مرة أخرى ويرافقنا في رحلتنا مشددا عليه الا يخبر أحدا عن تلك البعثة الصغيرة
وفي اليوم التالي وصلنا الى القرية بعد أن قطعنا ما يقرب من الخمسة ساعات سيرا على الأقدام ، أقمنا خيمتنا ثم نال التعب منا مناله وكانت الشمس قد سحبت أخر أشعتها من خلف التباب العالية وأسدل الليل ستائره فأوقدنا النار أمام الخيمة وجلسنا نتسامر قليلا قبل ان نخلد الى النوم
وفي ذلك المكان البعيد الذي وجدت فيه تلك الأجندة الصغيرة وتلك الصغرة كنت أرى أعينها من خلف الظلام ، كنت أرى ذلك الوشم المرسوم بعنايه في ذقنها ، كنت أرى تجاعيد وجهها وأرى شفتيها وهما تتحركان بالغناء على ذلك الزوج الغائب والذي تأتي كل يوم الى ذلك المكان تنتظره او تنتظر منه شيئ ، كان صوتها حزينا وملامحها حزينة وبين الحين والأخر تخرج تلك الورقة البيضاء تقبلها ثم تضمها اليها
نظرت الى داخل عيناي وتغيرت ملامحها من الحزن الي الغضب وأيقظني صوت جابر وهو يمد لي كوب الشاي ثم نظرت اليها مرة أخرى فلم أجد هناك شيئ ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بني شعير سبتمبر 1961
توقفت كل الأشياء من حولي منذ وصول نجيب سالم الى القرية ، كنت أشعر انما اتى الى ذلك المكان ليس للبحث عن ذلك القاتل الذي أخبر عنه وانما عن البحث عني أن شخصيا ، حاولت قدر الامكان الثبات والهدوء في كل مرة اقابله ، لكن عينيه لا تنفك تراقبني وترمقني بتلك النظرات التي كانت تشبعني رعبا من الداخل
ربما أكثر ما كنت أخشاه هو ان يعرف عن تلك الأصابة التي في كتفي الأيسر جرأ تلك الرصاصة التي أطلقها على رأسي في تلك الليلة البعيدة وإنحرفت الرصاصة لتصيب جزأء سطحيا من كتفي
ومع ذلك لم استطيع منع نفسي من محاولة البحث عن وجهة الرجال الذي أخفاهم الضاحي وراهباته الثلاثة ، فكنت ادعي انني أخرج بالبوسطا لتوزيعها كل يوم وانا ألف بحماري في غياهب الصحراء هنا وهناك بين الهضاب والتلال والمدقات لأجد اي خيط يمكن ان يوصلني الى المكان الذي انتهى به حال هولاء الرجال
وفي احدى المرات وانا على مشارف القرية صادفت الشيخ الضاحي وسألني
ـ ازيك يا حضرة الناظر ... هو الواد عطوة بطل يبعت جوابات ولا ايه ؟
ـ بتسأل ليه يا شيخ ضاحي ؟
ـ لا ابدا ... اصل بقالنا كام جمعة كدا لا شايفين جميلة بترقص ولا بتغني في البلد قولت أسألت لعل المانع خير
ـ الغايب حجته معاه يا شيخ ضاحي
ـ ال انت متعرفش هو بيبعت الجوابات دي منين لسة ؟
ـ سالتني وقولتلك معرفش
ـ لزمن من جهنم
ـ !!!! واشمعنا جهنم
ـ لان اللي انا اعرفه ان عطوة ده ميت وشبعان موت وحكاية الجوبات دي مش داخله دماغي
شعرت ان الشيخ الضاحي قد يكون عرف شيئ عني ، او ربما شيخ البلد اخبره بشئ ، وقتها شعرت ان التقهقر او الخوف في الاجابة عليه قد تدينني وتأكد له شكوكه بأن تلك الجوابات ليست حقيقية فقلت
ـ يمكن تتأكد بنفسك يا شيخ ضاحي من أن عطوة حي يرزق لما ييجي يوم وتلاقيه قدامك هنا
ثم اقتربت منه وهمست اليه بصوت خفيض
ـ ومين عارف لما عطوة يرجع تاني والناس تسأله كانت فين الغيبة هيقول ايه ، هيقول راح فين وعمل ايه والرجالة اللي كانت معاه حصلها ايه ،،، وقتها يا شيخ ضاحي كل حاجة هتبان
شعرت أنني طعنته بخنجرا حينما همست له بتلك الكلمات ، فقد تغير إمتقع لون وجهه وشعرت برعشة خفيفة تنتابه وكأنه شرب سم شديد المفعول ولُجم لسانه عن الكلام وهو شاخص النظر الى وانا اتحرك مبتعدا عنه ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت شكوك الضاحي تتأكد يوما بعد يوم ان عطوة حيا يرزق خاصة بعد ان قال له حسن تلك الكلمات وتلك الشكوك هي من دفعته لمحاولة التخلص من حسن حتى لا تنكشف الحقيقة ويفضح السير الذي سيودي بالجميع ، لكن تلك المحاولات كادت لأن تودي بالضاحي نفسه خاصة بعد قدوم الصاغ نجيب سالم الى القرية والذي يبحث هنا وهناك عن اي خيط يوصله الي القاتل المجهول ، اي حماقة منه قد يتجلعه أسيرا لنجيب وعلى أثره يلبس هو كل تلك الجرائم ، كان الضاحي محشور بين فكي الرحى ، محاولة التخلص من حسن العابد وموت السر والخوف من وجود نجيب سالم
أخبر بنات موسى عن تلك المخاوف وبدورهن خافوا من مغبة ان يكشف ذلك السر الميت منذ 15 عاما ولم يكن بأيديهم سوى الترقب والأنتظار لحين الظهور الحقيقي لعطوة

Читать полностью…

Agatha Christie

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت مخاوف الشيخ الضاحي تزداد يوما بعد يوم ، فبعد أن أمن جانبه من مسالة قد تم تسويتها منذ خمسة عشرة عاما ولم تقم لها قائمة أصبح الأمر رهين أزالة طبقة الرماد الخفيفة التي قد تذروها الريح في يوم عاصف وتتأجج النار مرة أخرى ويسال الناس عن مآل هؤلا الرجال وأين ذهبوا حقا
ربما كان خوف الضاحي والراهبات الثلاثة ليس من هؤلاء ال150 رجلا الذي لاقوا حتفهم مختنقين داخل السراديب المظلمة وانما من ذلك الرجل الذي استطاع الفرار بإحدى المقتنيات الثمينة من أحد المقابر وخوفهم من كشف ذلك الهارب عن هذا المكان فقد أغلقوا السراديب على من فيها دون رحمة او شفقة او حتى المحاولة في التنقيب عن باقي محتويات المنطقة .
حدث ذلك في احد الايام التي دخلت فيها ماريا الاخت الوسطى وهي تحمل المشعل في يدها الى احد سراديب الدير السفلى السرية وظلت تدخل من سرداب الي اخر دون خوف الى ان قابلت جدار استطاعت أن تقرأ تلك اللغة الموجودة عليه والتي تقول " الفرعون يكافئ رجاله المخلصين " وقتها عرف ان كنوز الدنيا كلها خلف ذلك الجدار فإخبرته اختيها وكلفوا الضاحي بالبحث عن من يفتح ذلك الجدار وجلب الضاحي الرجال واستطاعوا فتح الجدار وخلفه وجدوا كنوز الدنيا التي تتحدث عنها الاساطير وتبدى الخوف لما قالت انجيلا الاخت الصغرى ان السر مرهون بألسنة هؤلا الرجال ، ان تكلموا فقد ضاع كل شيئ وجاء الأمر من الراهبة الحقيقية ، الأخت الكبيرة سارة هؤلا الرجال يجب ان يكونوا تضحية للرب نظير اعطائه ذلك الكنز الثمين
وحينما كان الامر قيد المشورة بين الاخوات الثلاثة أخبرهم الضاحي ان أحد الرجال هرب عندها اغلقوا السراديب على من فيها في الحال حتى لا يصل اليهم احد وانتهى الامر من المكان الذي بدأ فيه
لم يعرف الضاحي من وقتها من ذلك الرجل الذي هرب ، لكنه بحث عنه في كل مكان حتى يصل اليه دون اي فائدة ، لم يكن احدا ليصدق ان الضاحي انتظر كل تلك الاعوام عودة ذلك الرجل لذا كان يبحث عنه كل تلك السنوات حتى لا يفشي ذلك السر ويخرب كل شيئ .
وتجلى هذا الخوف وهذا الخطر ظاهرا امام عينيه بتلك الرسالة التي وصلت الى السيدة جميلة من زوجها عطوة ، فبقاء عطوة على قيد الحياة مرهون بخراب تلك البلدة وقلب كل شيئ رأسا على عقب خراب الدنيا مرهون بعودة صاحب تلك الرسائل .....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصل الصاغ نجيب سالم الي القرية في اواخر عتمة احدى تلك الليالي التي يختفى قمرها مبكرا واقام في احد البيوت القديمة التي تأخذ موقعا متميزا يكشف القرية من الاعلى ، وقف في النافذة يتأمل الظلام والسكون الذان يخيمان على القرية وكأنه كان ينظر جوانب ذلك الصمت على مقدمات الصراخ وفي ذلك الظلام على شعلة النار التي تفضح كل شيئ وفي لحظة خاطفة لمع القمر وأضفى نوره على البيوت الساكنة والحواري المظلمة فأظهر الجميع نيام في تلك البقعة من العالم ماعدا ذلك المكان البعيد – مكتب البوسطا – الذ كان يقف فيه حسن يراقب الصاغ نجيب سالم وهو يقف في النافذة
والتقت عيناهما رغم تلك المسافة وذلك السكون ورأى كلا منهما الأخر ثم خيم الظلام مرة أخرى وابتلع بداخله كل شيئ
في الصباح الباكر خرج نجيب بك سالم يتفقد احوال القرية مع ثلاثة من الخفراء واثنين من العساكر واثناء عودتهم من الجولة صادف نجيب بك سالم حسن افندي ناظر البوسطا واشاح حسن ناظريه عن أعين نجيب بك لكن نجيب بك لم يشح بناظريه ثم نادي عليه
ـ استني عندك ...... انت مين ؟
تكلم احد الخفراء
ـ ده حسن افندي ناظر البوسطا يا فندم
ـ اااااه ... تشرفنا يا حسن افندي ،،، ضروري تعدي عليا علشان تعرف المكاتبات اللي هتبقي بيني وبين المديرية وبين القسم
تكلم حسن وهو يحاول تجنب النظر في عينيه
ـ اكيد طبعا يا نجيب بيه
وحين التف حسن ليغادر سمع صوت نجيب مرة أخرى يقول
ـ حسن افندي .... احنا اتقابلنا قبل كدا ؟؟؟؟؟؟
............................
لو عجبكم الجزء قولولي ملاحظاتكم ورايكم فيه وادعموني باللايك والشير
الشير يا جدعان علشان الاجزاء توصل للناس
الى الجزي الخامس
سيدة-الظلام#
#سيدةالليل
#الحكاونجي

Читать полностью…

Agatha Christie

أسيوط – المحافظة – الديوان العمومي لمديرية الأمن أبريل 1961
إجتمع كلا من الاميرلاي عبدالخالق بك ماهر مدير أمن مدينة أسيوط و القائمقام رفعت بك مهران مأمور قسم شرطة القوصية واليوزباشي احمد بك النحال رئيس مباحث قسم القوصية في مكتب اللواء عبدالمنعم بك ابراهيم رئيس المديرية في إنتظار عرض تقرير البحث الذي تولاه الصاغ نجيب بك سالم المفوض من حديثا من المديرية الى قسم القوصية
مرت الدقائق متثاقلة حتى أتى الصاغ نجيب سالم ودخل المكتب ثم جلس بكل هدوء دون ان يلقي التحية العسكرية غير آبه بتاخره نصف ساعة كاملة عن موعد الأجتماع الذي عقده اللواء رئيس المديرية
كان المعروف عن الصاغ نجيب سالم أنه ضابط متسيب لا يتقيد بالتقاليد العسكرية وسليط اللسان لا يخشي أحد حتى رؤسائه مخالفا الأوامر كلما سنتحت له الفرصة أضف الى ذلك سلوكه المنحرف احيانا الذي افقده الكثير من الترقيات وجازاه في أن يتم نقله من مديرية أمن القاهرة ألى مديرية أمن أسيوط .
وبمجرد وصوله تم تكليفه من قبل اللواء عبدالمنعم ابراهيم شخصيا بملف القاتل المجهول بقرية بني شعير كترحيب إستقبال بتوصيه من مديرية أمن القاهرة لتأديب الضابط المتمرد
جلس على كرسيه يقلب الملف الذي إتخذ ما يقارب شهرا في اعداده ثم تركه على المكتب وقام ليتكلم
ـ لو بصينا لجرايم القتل اللي حصلت في البلد دي في المدة اللي فاتت هنلاقي ان مفيش رابط لا بين الضحايا وبعضهم او بين الضحايا والقاتل نفسه ، احنا اتعودنا في الافلام على شكل القاتل المتسلسل اللي بيقتل اشخاص لهم علاقة ببعضهم او علاقة بحاجة معينة زي حادثة او قضية او حتى سر المفروض ان محدش يعرفه ، هنا هنلاقي حاجة مختلفة تماما ، جرايم قتل عشوائية مفيش اي صلة بينهم ، مفيش اي علامة تدل على ان قاتل كل الضحايا دي هو الشخص نفسه وفي نفس الوقت الاحتمال الاكبر بيقول انه هو هو نفس الشخص اللي بيعمل كدا
في تقرير الجريمة الاولى ـ شيخ البلد ، شخص ملوش عداوة مع اي حد ما بين ليلة وضحاها يتم قتله بالطريقة الغريبة دي ، ومن خلال تقرير البحث الجنائي اللي بيقول انه تم تقييد الضحية بايديها ورجليها من الخلف ثم وضع قماشة مليانة بالزيت في الفم وبعدها تتحط في شوال والشوال دا يترمي في المية نقدر نقول ان شيخ البلد بالفعل مكانش له اي عداوات ادت لقتله ، لكنه كان يعرف حاجة المفروض انها هتدين او هتفضح شخص تاني
بطريقة ما الشخص دا تربص لشيخ البلد في طريق مهجور محدش بيمر منه الا اللي بيروحوا عند الست سنية صابح ... سيدة الانس في البلد ، اثناء عودة شيخ البلد تم ضربة ضربة شديدة على مؤخرة الرأس لأن القاتل كان مدرك تماما انه غير قادر على التغلب على شخص بحجم شيخ البلد لو تم الاشتباك بالايدي ،لم يفقد الوعي بعدها وكان قادر يقوم ويقاوم القاتل الا ان القاتل استعمل ذكائه وبسرعة ربط رجليه وايديه ورا ضهره علشان يشل حركته تماما ، والقاتل كان قاصد كدا علشان يخلي موته أصعب ، بعدها القاتل تعمد انه يحط قماشه مليانه بالزيت في فم الضحية كناية عن إخراس شيخ البلد عن السر اللي يعرفه ، يكتمه علشان يموت قبل ما ينطق بالسر دا ، وزي ما قولت تعمده في انه يسيب الضحة بوعيها قبل ما يرميها في المية بالشوال المليان حجارة علشان يخلي الضحية تعاني قبل خروج الروح
في الجريمة التانية واللي كانت بتاريخ 12 فبراير 1961
هنلاقي ان الضحية كانت بنت سنها 17 سنة ، وحسب تقارير الحالة ان الضحية تم طعنها بالسكين طعنة نافذة ادت للموت ، القاتل مكسرش لا باب ولا شباك لكن بطريقة ما دخل وارتكب الجريمة وخرج بكل هدوء ، والتخمين اللي ممكن يكون قريب من الحقيقة في الحالة دي هو ان القاتل دخل بالفعل عند الضحية من الباب ، بس دخل والضحية صاحية مش نايمة ، بل انه فضل مع الضحية لحد ما نامت وبعدها ارتكب جريمته ، واضح كمان انه الضحية تعرضت للإغتصاب قبلها
هنا تكلم أحمد النحال رئيس مباحث القوصية قائلا :
ـ اغتصبها الاول وبعدين قتلها علشان متفضحوش
رد نجيب سالم بتهكم :
ـ الكلام دا حضرتك بتسمعه ف افلام الكارتون
ثم تابع
ـ الاغتصاب كان قبل حادثة الموت ب 3 أيام ، ما يعني ان الضحية تم اغتصابها وبعدها ب تلات ايام اتقتلت والتخمين في الحالة دي هيودينا لمكان تاني وهيحط رجلنا علي الضحية التالتة اللي ماتت بعد البنت دي بيوم واحد
أحمد عبدالواحد عتران ، غفير البلد اللي مات بعد قتل البنت بيوم واحد ودول الجريميتن الوحيدين اللي فيه رابط بينهم ، لانه البنت بالفعل تم اغتصابها من شخص مجهول والشخص خاف انه البنت تتكلم وتفضحه ، بطريقة مات يتم ايجاد جثة أحمد عبدالواحد عتران ميت في بيته إثر اختناق ناتج عن كسر القصبه الهوائية ، يعني حد خنقه وهو نايم وخرج بنفس الطريقة اللي دخل بيها ، واللي خلي الموضوع صعب هو ان احمد عبدالواحد عتران دا عايش لوحده !!!!

Читать полностью…

Agatha Christie

مكان قريب يسترق السمع ليعرف الجديد
في تلك الأثناء كنت أنتظر قدوم الست جميلة لتأتي وتسأل عن عودة زوجها بعد ان ازيلت العقبة الأكبر في رجوعه وحدث أن قدمت الست جميلة في ساعة متأخرة من الليل الى مكتب البوسطا
في تلك الليلة لم أنم بعد أن تسلمت كيس التليغرافات من المركز وفرزتها لأوزعها في الصباح الباكر ، جلست على الكرسي المجاور للنافذة الكبيرة ثم اطفأت القنديل وأشعلت سيجارة وجلست أراقب البلدة
كنت أرى حسني وهو يسير بين طرقات القرية متدثرا بالظلام يتبع الست جميلة وهي في طريقها الي
ووصلت الست جميلة الي المكتب وجلست على عتبته وفي مكان قريب إختبئ حسني خلف كومة قش ليسترق السمع ، قالت جميلة
ـ ابعت له وقوله ربنا فرج الكرب وقوله ييجي
كانت لهجتها لهجة المجاذيب التي اعتدتها واعتادها الناس ، فلم لم في لكنتها ولا تصرفاتها مايثير الشك ان تلك المراة قد تكون عاقلة لترتكب جريمة قتل مثل تلك بهذه الاحترافية وذاك الحذر ، لم لعرف لما كنت اشعر ان تلك السيدة تخفي شيئا بل ربما تخفي شخصا اخر وراء تلك الثياب الرثة والدروشة والجنون الذي تظهرهم للناس .
انتظرت قليلا اراقب حسني ثم قلت بصوت هامس
ـ هبعتله ..... الا قوليلي يا ست جميلة هو حد جالز قبل كدا يطلب منك انه يشوف جوابات عطوة ؟
ـ جاني المخفي حسني وقالي ناظر البوسطة عايز الجوابات بتاعت سي عطوة علشان يختمهم ، لميت عليه البلد وفضحته
ـ ليه ؟
ـ محدش يلمس حاجة من ريحه الغالي ابدا حتى لو كان الملك ، بس هو ييجي ويطل عليا
سكتت قليلا ثم قلت
ـ متعرفيش مين اللي قتل شيخ البلد ؟
ـ ان الله بالسر عليم
قالت جملتها ثم توكأت على عصاها ومشت وحسني يرقبها بخطواتها وعينيه حتى ابتلعهما الليل
في الليال التالية من تلك الليلة كانت حركات بنات موسى أكثر من اللازم ، فقد رأيتهم أكثر من مرة يعبرون من أمام مكتب البوسطا وكأنهم يقصدون ان اراهم عمدا
حتي الشيخ الضاحي كنت اراه في كل خطوة اخطوها في البلد بل وفي البلاد المجاورة وانا اوزع البوسطا وكان دائم التواجد عن محطة قطار المركز حين استلم البوسطا ليعرف ان كان عطوة ارسل تليغرافا ام لا
ما كان غريبا في الامر هو سر تأكيده وتأكده من الموت المحقق لعطوة ومن كانوا معه ولا سبيل الي تصديقه لنجاة أي احدا منهم ولو كانت تلك النسبة هي واحدا بالمائة
وكنت أسال نفسي دائما ما الذي يجعله متأكدا كل ذلك التأكيد من موتهم المحقق ؟!
في الايام التالية بت أسال اهالي القرية عن الذين ذهبوا للحرب ، قبل خمسة عشرة عاما وبدأت في تسجيل تلك الأسماء عندي ، استغرق الأمر ما يقارب الاسبوعين حتى دونت أسماء جميع من ذهبوا لحرب فلسطن
كانوا 151 شخصا ما بين رجلا وشاب وطفل ، بأعمار تترواح من 15 عاما وحتى الخامسة والخمسين وجميعهم لم يرسلو اية خطابات لذويهم من وقت ذهابهم حتي يوم وصول خبر وفاتهم !!!
وشعرت ان مسألة جمعي لتلك الأسماء وسؤالي عنهم أشعل فتيل الغضب أكثر من الشيخ الضاحي تجاهي ، فقد باتت عيونه مسلطة علي اكثر من السابق وأصبح حسني يراقبني طوال الوقت مازادني شك في ان المسئول عن اختفاء هولاء الرجال هو الشيخ الضاحي وراهباته الثلاثة
هؤلا الرجال لم يذهبوا للحرب قط وانما ذهبوا الي مكانا اخر لا رجعة منه ولا نجاة !!!
الى أين أرسل الضاحي وراهباته هؤلا الرجال ؟!
يناير ...... 1961
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقال ان أقصى مراحل الخطر هو العبث بشيئ تعتقد انه انتهي كأن ترمي حجرا الى بركان
العبث برماد لم تُطفئ ناره بعد
ذلك كله ما كان يؤرق الشيخ الضاحي وبنات موسى الثلاثة اللواتي كن يكلمنه دائما من وراء حجاب لئلا يعرف الشيخ من منهم هي الراهبة الحقيقية !!!
فقد انتشرت تلك الاسطورة القديمة التي تقول ان يوسف النجار بني للعذراء في تلك البقعة من الصحراء بيتا وكنيسة عظيمة وان اهل تلك القرية كلهم أمنوا بالمسيح ومعجزاته وظلت فيهم العذرا الى ان غادرت وتركت فيهم سيدة ، قالوا كاهنة تبصر المستقبل رأت المسيح مصلوبا وهو مازال طفلا مشت العذرا وتركت لها الدير تعلم الناس منه وتعظهم ، ولما طورد المسيح واتباعه هرب احدهم الي ذلك الدير وتبعه الجنود والعسكر وقتها أبصرت تلك الكاهنة حريق الدير حتى اخره وموت كل من في االقرية ، فخرجت بأهل القرية تاركة الدير وراحت في مكان بعيد اقامت فيه هي واهلها ملقية تعويذة على الجميع بنسيان مكان الدير والقرية القديمة حتي لا يصل اليهم أحد ولما جاء العسكر قتلوا وأحرقوا كل ما وقعت عليه ايديهم وتحققت النبوءة وصُلبت الكاهنة حتى الموت بعد ان القت تعاليمها لحفيدتها الصغيرة وتركت لها السر بوصية : يحمل السر امام الرب واحدا وامام الناس ثلاث

Читать полностью…

Agatha Christie

ـ مرحب مرحب يااااا حسن افندي !
إنقبض صدري لدى رؤيتي له ممسكا بتلك المحفظة ونظرته الفاحصة الي ثم قال
ـ هو عطوة بعت جوابات تاني ؟
لم ادري كيف اجب عن ذلك السؤال وكيف اخرج نفسي من تلك الكارثة التي اوقعت بنفسي فيها ولم أجب بل وقفت أنظر اليه صامتا وهو بدوره لم يزد في كلامه بل وضع المحفظة على المكتب ثم قام ليخرج وقال
ـ مش هوصيك .... لو عطوة بعت تليغراف ... تجيبهولي
وكانت لهجته في تلك المرة أمرا لا يمكن لي الا تنفيذه فأومأت بالموافقة صامتا
نظر مرة أخرى الي محفظتي التي تحوي بطاقتي الشخصية الحقيقية ..... ثم خرج
إلتقطت المحفظة ثم أخرجت البطاقة وأحرقتها وجلست أفكر في تلك الكارثة التي حلت علي إن تكلم شيخ البلد بما رأى ؟!!!
وفي غمرة أفكاري فوجئت بالست جميلة وهي تقف أمام الباب لتاخذ الجواب الجديد
ـ مسا الخير يا يا سي الاستاذ ونبي عطوة بعت جواب ؟
لم تكمل جملتها ثم تعثرت في حجر وسقطت على الارض فقمت لنجدتها واجلستها على عتبه المكتب
ـ هات الجواب
ـ مش يمكن عطوة مات يا ست جميلة ؟!
ـ مات !! تف من بوقك يا سي الاستذ بعيد الشر .. دا لو الموت قربله أكل الموت ، افصص كبده كدا وأكله نيء ، دا اللي يقرب من سي عطوة انهش لحمة نثيرة نثيرة
لم أعرف من أين أتى لى ذلك الخاطر الجهمني وقلت لها
ـ عطوة بعتلك جواب ....
إبتهجت وتهللت أساريرها وقالت
ـ هات وإقرالي ....
أمسكت بورقة فارغة وبدأت في الكلام
" زوجتي العزيزة ، لعلك بخير يا ست الحريم كلهم اما بعد
خِلصت الحرب بس مش هقدر ارجع على البلد ،،، شيخ البلد بعت لي ناس يقتلوني ولو عرف اني راجع على البلد هيدفني فيها قبل ما حد يشم خبري ،،، راجع على البلد لما ربنا يفرج الكرب .... زوجك عطوة "
تغيرت ملامح وجهها من البهجة الى الحزن ثم تحول الحزن الى غضب ومدت يدها الي فناولتها الورقة فوضعتها داخل صدرها ثم ذهبت دون أن تنبت بكلمة واحدة ...
وإنتظرت للصبح
ومع نزول الشعاع الأول من الشمس على الأرض شق هدوء الصبح صوت صراخ وعويل
ـ وجدوا جثة شيخ البلد طافية في مسرب المياة .... والفاعل مجهول
.....
سيبولي ملاحظاتكم وارائكم على الجزء ، الكومنت بيفرق علشان اكمل وياريت لو عجبك الجزء شير ...
الى الجزء الثالث
#سيدةالليل
#الجزءالثاني
#الحكاونجي

Читать полностью…

Agatha Christie

لم يكمل حسني كلامه حتى سمعت صوت طرقة شديدة على شباك المكتب وصوت نسائي كهل يقول
ـ يا حسني .... عمك عطوة بعت جواب ولا لسة ؟
كانت سيدة ربما في نهاية العقد الخامس من عمرها لا هي بالكهلة ولا هي بالسيدة الشابة ، مفرودة القوام ذو شعر أشعس ووجه كسته التجاعيد والغبار وعينان لم أر مثلهما في حياتي شعرت بقبضة في صدري لدى رويتهما فقد كان لونهما غريبا كانا كقطعتين فضيتين تلمعان وسط حفرة من النار وتشبهان أعين القطط إلى حد كبير وما زاد الامر رعبا انها كانت ضريرة لا ترى ..... أجاب حسني قائلا
ـ مفيش لسة يا خالتي جميلة
جلست مكانها على الارض ورمت عصاها بجوارها وبدأت في اللطم والنحيب على زوجها الغائب ، كانت حركاتها وكلماتها تومئ انها فقدت نصف عقلها وربما عقلها بالكامل جراء حزنها على الزوج الغائب ، مشيت إليها وممدت يدي وساعدتها على الوقوف فقالت لي
ـ انت مين يابني ؟!
ـ انا ناظر البوسطة الجديد يا حجة
ـ الناظر الجديد !!!! ابوس ايدك يابني تدور ف الجوابات الكتير اللي عندك جوا دي على جواب من جوزي ،، هما قالولي الملك عاوزه وهيرجع علطول ، ربنا يخليلنا عظمته انا عارفه انه هيسيب عطوة ييجي وقالي انه هيبعت جوابات من هناك علطول ،،،، تلاقيه بعت من هناك بس انتوا مش عارفين تلاقوها ،،، امانه عليك يابني تدور عليها
ونزلت على يدي وقدمي تقبلهما راجية مني البحث عن اي رسائل من زوجها ولم يكن امامي الا ان ارضخ لمطلبها واعدها بأنني سأبحث عن رسائل زوجها
ـ هو اسمه عطوة عبدالرحيم بدران
ـ حاضر يا حجة هدورلك على الجوابات بتاعته
ـ وتبعت تقوله يبعتلي جوابات من هناك ويقول هييجي امتى ؟
ـ حاضر يا حجة
ظلت تدعوة لي فترة ثم أخذت طريقها الى بيتها ومشت ، نظر الي حسني متعجبا ثم قال
ـ جوابات ايه يا حسن افندي ؟! محدش راح الحرب ورجع كلهم ماتوا هناك ، وبعدين الست جميلة دي لزقة وطالما وعدتها مش هتسيبك في حالك ، هتنطلك كل دقيقة والتانية تسألك عن الجواب ومش هتخلص منها
ـ دي ست غلبانة واي كلمتين هيراضوها
ـ انت اللي جبت لروحك وجع الدماغ
تذكرت المشهد الذي رأيته ليلة أمس وسألت عنه حسني
ـ امبارح انا شوفت حاجة غريبة شوية ،،، تلات ستات كانوا مولعين شمع وماشيين في الضلمة في وقت متأخر وكان شكلهم غريب ..!!!! مين دول ؟
ارتبك حسني لدى سماعه لتلك الكلمات وشعرت أن هناك خطبا ما فراقبت تعبيراته وجهه المتوترة وانتظرت اجباته
ـ اللهم احفظنا ...
ـ مين دول ؟
ـ ما بلاش السيرة دي يا سي حسن الله يسترك
ـ في ايه ؟ مين دول بقولك ؟
ـ بنات موسى التلاتة
ـ ومين بنات موسى دول ؟
ـ دول هنا هما عمدة البلد الحقيقيين مش العمدة ولا شيخ البلد ، هما والشيخ الضاحي
ـ !!
ـ احنا وعينا عليهم الاربعة قبل الناس كلها في البلد هنا ، بنات موسى التلاتة ومحدش بيشوفهم في السنة كلها الا مرة واحدة بس لما العدرا تتجلي في السماء بيخرج التلاتة من الكنيسة وبعداه يختفوا تاني زي ما ظهروا ....
ـ وفين الكنيسة دي ؟
ـ محدش يعرف يابيه ، لكن كل يوم حد وبعد ما الناس تنام يضرب جرس الكنيسة يصحي الناس كلها من الخوف
ـ والضاحي ؟
ـ الشيخ الضاحي هو الوحيد اللي يعرفهم وهو الوحيد اللي بيشوفهم واللي بياخد اوامره منهم
ـ اوامر ايه ؟
ـ كل حاجة يا بيه ، كل حاجة تخص البلد من صغيرها لكبيرة ف ايد الاربعة والعمدة وشيخ البلد ميقدروش يتحركوا حركة واحدهم بدون ما يجيلهم الاذن بكدا
ـ وامبارح العذرا ظهرت يعني ولا ايه علشان يخرجوا ؟
ـ لا ظهرت ولا حاجة يا بيه وظهورهم دا الله اعلم بيه ، بس دا علامة وفال
أخذت في ترتيب المكتب وترتيب دفاتر وأظرف الجوابات ووضعت البوسطا الجديدة الذي جاء بها حسني لتوه من المركز في الكيس القماشي الكبير وركبنا حمارينا وبدأنا في توزيع البوسطا على البلاد المجاروة
استغرقت اليوم كله في توزيع البوسطا ، فكل جواب كان في قرية مختلفة نائية وبعيدة ، وعدنا انا وحسني في بدايات الظلام
رجعت الى المكتب منهكا فرميت الكيس القماشي على الارض ودخلت مباشرة على السرير لأريح جسدي دون أن إغلق الباب ثم أغمضت عيني لبرهة كنت اعتقد انني سأغفوا فيها الى الصباح لكن ذلك لم يحدث عندما شعرت بأن أحدهم يقف فوقي ففتحت عيني بسرعة لأجد السيدة جميلة تقف امامي غطى الظلام كامل وجهها فلم تظهر امامي الا جسدا واقفا له عينان تلمعان ، سقط قلبي داخلي من فوره من ذلك المشهد المخيف وقمت مفزوعا من مكاني
ـ إنت خوفت يابني .... يقطعني بس قلبي مصبرش للصبح لما عرفت ان حسني كان ف المركز وجاب بوسطا جديدة ،،، عطوة بعت جواب صح ؟
إستعدت إتزاني بعد دقيقة ثم جاوبت
ـ لا لسة مبعتش يا ست جميلة ، لما يبعت ان شاء الله هديكي خبر

Читать полностью…

Agatha Christie

ابتهجنا جميعا ونسينا كل ما عانيناه في الليلة السابقة وركبنا السيارة متوجهين الى المدينة ، وهناك كان لزاما علينا ان نستريح ذلك اليوم ونتابع سفرنا الي القاهرة في اليوم التاني لنقدم التقرير النهائي الي الهيئة ، فبتنا تلك الليلة في المدينة
دخلت غرفتي والقيت بالحقيبة علي الكرسي المجاور لسريري ورميت بجسدي المنهك على السرير ورحت في نوم عميق لم أفق منه الا في ساعة متأخرة من الليل ، قمت بتكاسل الي دورة المياة وأخذت حماما منعشا وبعدها خرجت لأتناول القهوة في الشرفة وهناك حيث كنت أجلس وفنجان القهوة في يدي وقعت عيني علي حقيبتي فتذكرت المقتنيات التي وجدتها في ذلك المنزل المهجور ولم تتسن لي الفرصة لإخبار الاخرين عنها ، مشيت اليها مسرعا وأخرجت المقتنيات مرة اخرى وتفحصهتم جيدا ،، ثم أمسكت بتلك الأجندة وفتحتها
وعلي الصفحات الاولي منها دُون التالي : حسن عبدالله العابد – أسيوط " 1961 بداية الحكاية .... "
........................................

لو عجبكم الجزء قولولي ملاحظاتكم ورايكم فيه وادعموني باللايك والشير ....
الى الجزي الثاني
#سيدة_الليل
#الجزء_الاول
#الحكاونجي

Читать полностью…

Agatha Christie

الجمهورية نوفمبر 1961
" جثة مجهولة الهوية في قطار الصعيد "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" ماذا عن ذلك الكابوس المزعج الذي يراودني منذ أكثر من اربعين عاما ؟! كثيرا ما كنت انظر الي نفسي في المرآة مدققا في ثنايا وجهي اطرح سؤالا واحدا ... من انا ؟ "
إنتهينا من جرد وترقيم المقبرة رقم 55 بالجانب الشرقي من قرية دير القصير التابعة لمركز القوصية بأسيوط وتسجيلها ضمن القائمة الاثرية للمحافظة
كانت الاخيرة في المنطقة وعليه فيجب علينا التحرك باكر اليوم التالي وتسليم الأمر للهيئة العليا للأثار ، بتنا ذلك اليوم في الموقع بعد ان حزمنا اغراضنا وكانت ليلة قصيرة مقارنة بسابقاتها وفي الصباح تحركنا من الموقع الذي يبعد 150 كيلو متر عن المدينة وبعد مة صغيرة من تحركنا أقترحت علي سائق السيارة ان يتخذ طريقا مختصرا لنصل أسرع وكانت طريق وعرة لا يمكن ان تزيد فيه سرعة السيارة عن 20 كيلومتر في الساعة الواحدة ، قطعنا ما يقرب من 50 كيلو متر ثم ثُقب أطار السيارة التي كانت تقلنا وماهي الا لحظات حتى غير السائق الاطار ، ثم إستأنفنا سيرنا ولم تمر دقائق حتي إنفجر الاطار مرة أخرى وقتها لم يكن هناك بديل لتغييره ومواصلة السير ما اظطرنا الي الانتظار مكاننا ومحاولة التواصل مع الموقع الرئيسي لكن وسيلة الاتصال لدينا لم تكن تلتقط اي اشارة لا هي ولا هواتفنا المحمولة .....
انتصف النهار ثم انتهي ونامت الشمس فوق الجبل ساحبة ستائر الليل خلفها ولم يكن امامنا الا الانتظار مكاننا حتى الصباح واتي الصباح بلا امل ،،، فلم يصل احدا لنجدتنا ونحن بدورنا لم نعرف اي طريقة لارسال استغاثة واستقر رأينا في النهاية على ترك السيارة والتحرك من مكاننا مترجلين
سرنا ما يقرب من ثلاث ساعات في نفس الاتجاه الذي قدمنا منه وفي الطريق كنا نحاول قدر الامكان المحافظة على المسار حتى لا نفقد الوجهه ولما اضنانا السير استرحنا في مكان ما بجوار الصخور ، لم تكن في اوصالنا قوة لمتابعة السير فقررنا المبيت والتخييم مكاننا ومتابعة المسير في اليوم التالي خاصة بعد ان شعرت اننا ضعنا في تلك البقعة من الصحراء ولا امل لنا في ايجاد الطريق او حتى ايجادنا نحن من الاساس لكني لم اخبر احدا بشعوري هذا
انتصف الليل وبدأ عواء الذئاب
كنا خمسة رجال ..... انا فتحي عثمان عبدالعال رئيس فريق الحفر والتنقيب وثلاثة من الشبان منهم احمد عاطف أثري بالهيئة وديفيد لين أثري بريطاني وجون دل اثري امريكي وسيدتين لينا هارون عالمة مصريات اسبانية و جولييت كان صحافية فرنسية وسائق العربة جابر حسانين
بقيت انا وسائق العربة في نوبة الحراسة الليلية ولم تمر سويعات حتى غفي السائق وبقيت وحدي
كانت ليلة حالكة الظلام برغم ان القمر كان بازغا أكثر من اللازم وكان ضوءه ينتشر في ربوع الصحراء ماعدا تلك النقطة التي كنا نخيم فيها ، قمت من مكاني وانا اتوكأ على عصا صغيرة كنت امسكها في يدي وابعتدت قليلا عن المكان الذي كنا فيه وأثناء سيري أحسست انني رأيت وميضا كأنه شبح أسود يقف عند الصخور ويختفي خلفها ، فركت عيناي جيدا فلم تكن الرؤية واضحة رغم وجود القمر وحينما نظرت الي المكان نفسه مرة أخري رأيت شخصا ما يقف هناك في الظلام وينظر الي ، توقف قلبي للحظات ولم اجد في عروقي القوة للتحرك من مكاني او حتى الصراخ علي باقي المجموعة !!!! بقيت هكذا ساكنا بلا حراك انظر الى ذلك الشبح الاسود الذي يقف عند الصخور وما هي الا لحظات قليلة حتى رأيت ذلك الشبح يتحرك ماشيا الي مكان ما خلف الصخور
وقتها شعرت ان ضوء القمر تسلط على ذلك المكان فأظهره لعيني بصورة اوضح لم اراها من قبل ، بدت الصخور وكأنها بوابة دخول الي مكان ما وهناك كان يقف ذلك الشبح وكأنه يومئ لي بأن أتبعه الى هناك وقف لحظات عاجزا حتى عن التفكير في الامر ولم اجد نفسي الا وانا اسير الى هناك كالهائم لا ادري كيف تحركت او الي اين مشيت
كانت الطريق ما بين الجبال ارض طينية قديمة غطتها الرمال على جانبيها بقايا طينية وقطع أحجار تحفها لتميزها طريقا لسير الراجلين والركب وبدا المكان كأنه كان مأهولا من ذي قبل بكائنات حية سوأ كانوا بشرا مثلنا او كائنات اخري
ـ انت مين ؟
كان سماعي لذلك الصوت الذي شق سكون الليل دون سابق انذار كفيلا أن يجعل دقات قلبي تتوقف من فورها والتفتت اليه لأجده رجلا مسنا يرتدي جلباب اسود غطى رأسه وله عينان واسعتان حفهما الكحل فأضفي عليهم رعبا خفيا ببشرة خمرية مائلة للسواد لا لحية فيها ولا شارب ، وقفت مأخوذا بالخوف والرهبة من هيئته ، لا أعرف لكنني لوهلة شعرت أنني أعرف ذلك الرجل من مكان ما ، لم أتكلم فأعاد سؤاله مرة أخري فقتلت

Читать полностью…

Agatha Christie

في قريتنا ملعون.
وأنا الملعون دا..
الكُل بيخاف مني، الناس كُلها بتبعِد عني، محدِّش بيفكَّر يتعامِل معايا، وأنا مش عايز أتعامِل مع حد.
مُمكِن تفكَّر إني جاي أحكيلك الكلام دا عشان زعلان.. بس بالعكس.. البُعد عن الناس مكسَب وراحة.
أنا بس جاي أحكيلك حكاية غريبة شوية.
حكاية عن تحوُّل ولد يتيم لملعون القرية كُلها بتخاف من لعنته!
.
من يوم ما إتولدت وأنا يتيم الأب، مات في نفس اليوم اللي أنا إتولدت فيه، بيقولوا عليه نبَّاش قبور، وليلة ما أنا إتولدت كان في المقابِر بيدوَّر على قبر جديد يفتحه، لكن من سوء حظه القبر اللي فتحه كان آخر قبر هيفتحه في حياته، مش عارفين بالظبط إيه اللي حَصَل، بس الصُبح لقوه ميت جنب القبر وجسمه كُله أزرق وعلى وشه نظرة رعب مش طبيعية، قالوا كلام كتير عن إن الميتين أخيرًا انتقموا منه أو إن كان موجود في المقابِر في ميعاد مكانش المفروض يكون موجود فيه، بس أهم حاجة قالوها.. عن إني نحس، طفل ملعون وهيؤذي أي حد يقرَّب منه.
تخيَّل تبقى طفل لسَّه بتكتشِف الدنيا وتسمَع الكلام دا، وتشوف الكُل بيبعِد عنك، تخيَّل دا هيكون تأثيره على نفسيتك إيه؟
الوحيدة اللي فضلت جنبي كانِت ماما، مهما قالوا عليَّا، كانِت دايمًا موجودة عشان تدافِع عني وتُقف في صفي، وكُل حاجة فضلت ماشية كويِّس لحَد ما بقى عندي ١٥ سنة تقريبًا، وقتها مكانش ليَّا ولا صاحِب واحِد، محدِّش بيقرَّب مني، ولا حتى المُدرسين في المدرسة كانوا مُهتمين بيَّا، بس دا كان تمام.. مكُنتش متضايِق من حاجة طالما ماما معايا.
لحَد ما ماما قابلت آدم، وحبوا بعض، بعد فترة بسيطة آدم خطبها، وهي وافقِت، وإتجوزوا في أقل من ٦ شهور، وجه آدم عشان يعيش معانا في البيت، ومن أول شهر بان على حقيقته، مُدمِن لعين متجوِّز ماما بس عشان تصرِف عليه وتجيب له فلوس يشتري بيها مُخدّرات، ولمَّا في يوم قالت له إنها مش هتقدر تديه فلوس أكتر من كدا، راحِت تاني يوم الشُغل بعين سودا ووارمة، ودا علمها تكمِّل شُغل عشان توفَّر له أي فلوس يطلبها من غير ما تناقشه، لحَد الليلة اللي كان هيقتلها فيها.. طعنها بسكينة في كتفها وهو مش دريان، كُنت على وشك أتدخَّل بس بمُجرَّد ما دخلت الأوضة، وقع من الشبَّاك!
الطب الشرعي قال إنه وقع من الدور التاني في البيت، من شباك أوضة النوم، ولأن التحاليل أثبتِت إنه كان تحت تأثير المُخدرات، فمحدِّش شك فينا، قالوا إنه فقد توازنه ووقع من فوق، بس تفتكروا الناس كانوا هيسيبوا فرصة زي دي من غير ما يستغلوها ضدي؟
الحادثة دي زوِّدت موضوع اللعنة، قالوا إن آدم مات لأنه قرَّب من شخص ملعون زيي.
واستمرت الإشاعة في إنها تكبر وتنتشِر بين الناس، ولأن حظي وحش.. فالحوادِث كانِت دايمًا بتتفسَّر إن كُل اللي بيقرَّب مني، اللعنة بتطوله.
زي المُدرِّس اللي إتريَق عليَّا لمَّا معرفتش أجاوب سؤاله.. مات وهو بيعدي الشارِع، التحريات أثبتِت إن سواق العربية اللي هرسته كان سكران، أنا ذنبي إيه بقي؟
أو مثلًا المُتنمِّر اللي ضربني في الحوش أدام المدرسة كُلها.. مات لمَّا والده السكّير اكتشف إنه بيسرق من فلوسه عشان يصرفها على أصحابه.
أو المُشرَّد اللي دعى عليَّا أنا وماما لمَّا رفضنا نديه أي فلوس.. لقوه ميت بالليل بسبب جُرعة مُخدرات زايدة.
أو السمسار اللي إتريق على ماما لمَّا طلبِت منه تشتري بيت بالقسط.. ودا لقوه ميت غرقان في البسين في واحِد من البيوت اللي كان المفروض يبيعها.
.
الناس عندها قدرة ربط عجيبة، ربطوا كُل حادثة من دول بيَّا، صحيح أنا عُمري ما كُنت مُشتبه فيه في ولا واحدة من القضايا دي، بس كُنت ملعون في كُل قضية منهم، خصوصًا إن كُل واحِد فيهم تعامل معانا بشكل أو بآخر قبل موته بحاجات بسيطة، بس دي حوادِث عادية يعني.. حوادِث مُمكِن تحصل لكُل واحِد فينا.
عارِف.. عارِف السؤال اللي بيدور في راس مُعظمكم دلوقتي..
ليه مش بحاوِل أثبِت للناس إن ماليش علاقة بحاجة أو حتى - على الأقل - أدافِع عن نفسي وأقول إني مش ملعون؟
الإجابة بسيطة..
لأن لمَّا الناس تقول عليَّا ملعون، أحسن ألف ألف مرة من إنهم يعرفوا حقيقتي كقاتِل!
مكانش قصدي أقتل آدم، بس هو شتمني، كان واقِف أدام الشباك المفتوح، وزقة بسيطة خلَّصِت الموضوع، كُنت هعترِف.. بس الطب الشرعي قال إنه فقد توازنه بسبب المُخدرات.
المُدرِس أنا عارِف هو ساكِن فين.. كان سهل أمشي وراه وأزقه أدام عربية كأنها حادثة سير عادية، بس حظي كان حلو إن السوَّاق طلع سكران.
المُتنمّر.. أنا اللي سرقت فلوس والده، بيتهم قديم ومكسَّر، وسهل أوي تدخله وتخرج من غير ما يحسوا بيك، كان قصدي والده يضربه بس أو يمنعه من إنه يروح المدرسة، بس الولد كان حظه وحش ومات في إيد والده.

Читать полностью…

Agatha Christie

رجعت بالذاكرة علطول للسيارة اللي دخلت ورا البيه وكان فيها أربع أشخاص، اللي افتكرت إنهم جايين معاه، ودخلوا وراه الڤيلا وخرج من غيرهم، وبعدها اختفوا ولا كأنهم كانوا موجودين، بس سيارتهم كانت موجودة، البيه كمان شافها، لكنها اختفت الصبح.

ومن هنا بدأت الحكاية توضح...

في ليلة البيه جِه الڤيلا، وكان وراه سيارة فيها أربع أشخاص، لكن المرة دي نزلوا منها والبيه وقف يتكلّم معاهم، وبعدها دخلوا الڤيلا.

مفيش وقت كتير عدّا، وبدأت إضاءة الڤيلا ترتعش، حتى النجف كان بيتهزّ جامد، كل ده كنت شايفه من شبابيك الڤيلا، ياترى إيه علاقة البيه بكل اللي بيحصل ده؟!

بعد نُص الليل البيه خرج هو والأربعة اللي معاه، ركبوا سيارتهم ومشيوا، بعد ما البيه قال لهم بكره هنكمّل، وبعدها قال لي: اقفل ونام أنت يا عبد التواب.

صحيت من النوم على دوشة في الڤيلا، كان نقاش بصوت عالي بين الأربعة اللي دخلوا ورا البيه واختفوا في الڤيلا، وقفت أتصنّت عليهم من الشبّاك، عرفت ساعتها إن جدّهم كان صاحب الڤيلا دي، وإنه كان دافِن كنز في بدروم الڤيلا، لكن محدش قادر يوصل له بسبب إن جدّهم كان بيحمي الكِنز بالجن، اللي خلّى ساحر يكلّفه بحماية الكِنز ويخفيه عن أي حد، لكن الجديد في الموضوع، إن الجن ده مبينصرفش بتعاويذ أو بقرآن أو بالطرق اللي نعرفها، دا الجن كان مُكلّف إنه مايظهِرش الكنز غير بأمر مباشر من صاحب الڤيلا، اللي هو أصلا مات من زمان.

دا اللي فهمته من الحوار اللي سمعته بينهم، كمان سمعت منهم إن الكنز ده فيه قطع أثرية، وعشان محدش ياخد خبر بالموضوع قرروا إنهم يحضروا روح جدّهم بنفسهم عشان تأمر حارس الكنز إنه يظهر.

كانوا بيجتمعوا كل يوم بعد العِشا في الڤيلا، معاهم كتب طرق تحضير الأرواح، عملوا محاولات كتيرة عشان يحضّروا روح جدّهم، فجأة وهمّا بيتكلموا لقيتني بشوف جلسة تحضير لروح جدّهم، كانوا مشبّكين إيدهم في إيد بعض، الترابيزة اللي بينهم كانت مليانة شمع، النار بتاعته كانت بتزيد كل ما بيقرأوا من كتاب اختاروا إنهم يشتغلوا منّه، لغاية ما كل حاجة حواليهم اتكسّرت وطارت من مكانها، انتظرت أشوف روح جدّهم تظهر أو أسمع صوت، لكن فجأة لقيت حاجة بتسحب الأربعة على الأرض، كانوا بيستغيثوا لكن مفيش حاجة تنجدهم، واتسحبوا على الأرض واحد ورا التاني لباب البدروم.

الأغرب من كده إن الكتب والشمع كمان اتسحبوا ونزلوا وراهم البدروم، ورجعت الدنيا زي ما هيّ كأن مفيش حاجة حصلت.

رجعت قعدت عند البوابة، شكلي مُش هشوف النوم في الڤيلا الملعونة دي، كُنت قاعد بقارن بين الأربعة اللي اختفوا وهما بيحضروا روح جدّهم، وبين الأربعة اللي بييجوا مع البيه، الأيام عدّت وهما بييجوا كل ليلة، لغاية ما في ليلة البيه وصل ومعاه الأربعة، ومعاهم ناس تانيين معاهم أدوات حَفر، ليلتها عرفت إنهم ناويين يحفروا في البدروم، أنا فكّرت أبلّغ البوليس، حاجة زي دي ما يتسكِتش عليها، بس خُفت من رد فعل البيه.

لمّا طلع النهار والبيه واللي معاه مشيوا، دخلت الڤيلا، كان باب البدروم مفتوح، نزلت أشوف إيه اللي تحت، لقيت حفرة عمقها ممكن خمسة متر، معقول يكون الأربعة اللي البيه بيجيبهم قدروا يعرفوا مكان الكِنز؟ لو كِده يبقوا قدروا يحضروا روح صاحب الڤيلا القديم.

الليلة اللي بعدها، قرَّبت من شبّاك في البدروم عشان أشوف اللي بيحصل، سمعت البيه وهو بيتكلّم مع واحد من الأربعة والعُمّال شغّالين حفر:

-حَفَرنا كتير ولسّه مفيش حاجة.
-اصبر يا باشا .. ماتفكّرش الموضوع بسيط.
-أنا عايز أنجز الموضوع .. عايز آخد الحاجة وأخلص من الفيلا دي .. أنا خايف منها.
-روّق يا باشا .. قريّب هنوصل للبوابة .. وناخد المُراد .. بس ماتنساش النسبة اللي إحنا متفقين عليها.
لقيته بصّ ناحيته بصّة غريبة وقال له:
-مفهوم .. مفهوم.

يعني البيه اشترى الڤيلا دي من غير ما حد يعرف عشان الكِنز ده؟!
دلوقت عرفت ليه مرضاش يجيب بوّاب تاني للڤيلا، اختارني أنا عشان أنا قديم معاه وكاتم أسرار كتير، لكن مُش لدرجة إنّي أشوف دَه وأسكُت.

اتعوّدت أراقبهم كل ليلة من شبّاك البدروم، كان في طقوس لازم الأربعة يعملوها قبل ما العُمّال تبدأ تُحفُر، لكن الليلة دي لمحت البيه بيطلّع من إيده ورقه فيها رسمه زي خريطة، كِدَه عرفت إن روح صاحب الڤيلا القديم حضرت أو أمرت حارس الكِنز إنّه يظهره، ساعتها دار حوار تاني بينه وبين نفس الشخص اللي من الأربعة، البيه قال له:

-أخدنا وقت طويل .. ومفيش حاجة ظهرت.
-يا باشا .. ماتنساش إننا ماشيين على الخريطة اللي معاك .. اللي مُش عارفين إذا كانت صح ولا لأ .. إحنا عجزنا عن تحضير روح صاحب الڤيلا القديم .. لو كُنّا نجحنا في تحضير روحه كان حارس الكِنز أظهره .. كان زمان في علامة ظهرت في أرض البدروم واختصرت علينا كتير.
...

-يا بيه .. أنا عاوز أرجع الڤيلا القديمة.

لمّا طلبت كِده من البيه وهو خارج مع الناس اللي معاه انفعل عليّا، وقال لي بالحرف كِده:

-أنا مُش ناقصك يا عبد التوّاب.

Читать полностью…

Agatha Christie

كُنت سايق عربيتي ومروَّح في وقت متأخَّر من الليل، الدنيا كانِت برد جدًا، المطر شديد ومش بيُقف، الضباب مسيطَر على كُل حاجة، وطبعًا ماشي بالعربية بصعوبة.. بس لازِم أروَّح.
سامِع الغربان عاملة دوشة في المنطقة كُلها، بيقولوا إن الطيور المُزعِجة دي مش بتعمل الدوشة دي إلا لو فيه حاجة وحشة هتحصَل، بس عادي.. مُمكِن يكون المطر مضايقهم أو حاسِّين بالبرد، خصوصًا في جو زي دي..
هو اللي أنا شايفه دا مُجرَّد سراب.. صح؟
ولا دا بني آدم!
لأ.. هي أكيد شجرة.. مش كدا؟
لا دا بني آدم! دا شخص!
مش سراب ولا شجرة!
دي بنت واقفة في وسط الطريق لابسة جاكيت أصفر ضد المطر، جاكيت من الجواكت القديمة الصفرا المشهورة دي.. عارفينها؟
مفيش حد غيري سايِق عربيته على الطريق دلوقتي، بصيت في مرايتي وإتأكِّدت إن أنا الوحيد اللي موجود هنا دلوقتي، ووقفت على جنب.
هو صح إني أركبها معايا؟
مش عارف!
بس اللي عارفه إن مش صح أسيبها واقفة هنا لوحدها.. مش صح أبدًا!
أكيد عربيتها عطلت أو خلَّصِت بنزين وهي هنا لوحدها، ولو سبتها هتفضل هنا طول الليل لوحدها في الجو دا.
فتحِت الباب اللي ورا وركبت، شكرتني بابتسامة لطيفة، ساعتها.. أخدت بالي من حاجة مُهِمة.
هي عربيتها فين؟!
أنا مش شايف أي عربيات عطلانة على الطريق!
طيب.. مش مُهِم! ربنا يستُر!
كانِت من النوع اللي مش بيتكلِّم كتير، ودا لطيف جدًا.. كدا أحسن وأريَح!
كُل اللي قالته كان شُكرًا، وعنواني هو «...»
ودا كان كويِّس أوي، لأنها في طريقي.
وصلنا أدام البيت، نزلت من العربية وسط المطر، كان شديد جدًا دلوقتي، شكرتني تاني ومشت بخطوات سريعة ناحية البيت.
بعد خمس دقايق لمحت حاجة صفرا في الكُرسي اللي ورا، إيه دا؟ دي نست الجاكيت الأصفر بتاعها معايا، هعمل إيه دلوقتي؟
مكانش أدامي حاجة أعملها غير إني ألِف بالعربية وأرجع عند بيتها عشان أديها الجاكيت، بس وأنا بلِف.. فقدت السيطرة على العربية، كُنت هخبَط في شجرة كبيرة لولا إني قدرت أتفاداها في آخر لحظة..
وقفت أدام بيتها ونزلت من عربيتي.
البيت شكله قديم ومُخيف!
أنا خايف!
خبَّطت على الباب ووقفت أستنى.
ست عجوزة فتحت لي الباب، بصَّت ناحيتي وبصَّت ناحية الجاكيت الأصفر قبل ما تقول بغضب: " سيبني في حالي، إبعد عني بقي، إنت وصلتني البيت وسط العاصفة من حوالي ٨٠ سنة، من ٨٠ سنة زي النهاردة! حاولت ترجَّع لي الجاكيت بس خبطت في الشجرة ومُت! كفاية بقي.. كفاية عشان خاطري! مش هقدر آخده منك، مش هقدر آخد جاكيت من شبح راجِل ميت.. حتى لو كان بسببي! مش لازِم كُل سنة تزورني في نفس اليوم! "
وقفت مكاني على باب البيت، ببُص ليها وبعدين ببُص للجاكيت الأصفر اللي في إيدي، رجعت عربيتي ببطء.
كُنت سايق عربيتي ومروَّح في وقت متأخَّر من الليل، الدنيا كانِت برد جدًا، المطر شديد ومش بيُقف، الضباب مسيطَر على كُل حاجة، وطبعًا ماشي بالعربية بصعوبة.. بس لازِم أروَّح.
.
القصة دي كانِت نازلة من أكونت اسمه «Nalkarj» على واحد من مُنتديات الرعب الشهيرة.
.
اللايك، الكومنت، والشير.. مُجرَّد 3 زراير بس بالنسبة ليك، لكن بالنسبة ليَّا هُما حاجة مُختلِفة، دعم معنوي مش طالِب منك غيره، دعم بيشجعني وبيحسسني إن مجهودي متقدَّر وبيساعد في إن المحتوى يوصَل لناس أكتر..
إعمل لايك.. سيب كومنت.. وشيَّر البوست ❤
شوف لمَّا عملت كدا وشك نوَّر إزاي؟
.
.
.
#بتاع_الرعب
.
.
.
التعليق

القصة إتحكَت من وجهة نظر الشبح عشان ميتحرقش التويست بتاعها وتبقى مشوِّقة أكتر، إنما منطقيًا.. مفيش شبح بيكتب قصص على النت!
شبح الراجل/ قرينه/ روحه عالِقة لأنه مات بسبب الست دي، عشان كدا بزورها كُل سنة في نفس اليوم عشان يديها الجاكيت، ودا لأن دي المُهِمة اللي بسببها روحه عالِقة، لو هي خدت الجاكيت منه هيرتاح.
البنت مش حاسّة إنها أنانية سيكا، يعني الراجل وقفلك في العاصفة ووصلك، ومات وهو راجع يديكي الجاكيت، خدي منه الجاكيت خليه يرتاح!

Читать полностью…

Agatha Christie

من كام يوم، قفلت على نفسي بالغلط برا البيت، كُنت رايح أشتري شوية حاجات من محل البقالة ونسيت المفاتيح جوا، لمَّا رجعت البيت.. اكتشفت إن الباب مقفول، كان لازم أتصرَّف عشان أدخُل البيت، دوَّرت على النت على أقرب صانع أقفال ليَّا وكلمته، معايا شوية حاجات مُجمّدة هتفِك لو فضلت برا، عشان كدا مكُنتش قادِر أسيب البقالة وأدوَّر في الحي على صانِع أقفال، شُفت شوية ناس واخترت واحِد فيهم شكله لطيف وكلمته.
سمعت أسعار مُمتازة لمَّ اتصلت بيه، وقالولي إنه المفروض يكون عندي خلال دقايق، رغم كدا.. فضلت أستناه ساعتين تقريبًا، وصل بشاحنة قديمة ولابس لبس عادي، فغالبًا كدا دي عربيته الشخصية ومش لابس يونيفورم الشركة، مفيش أي حاجة تدُل إنه تبع الشركة دي أو شغَّال فيها، اعتذر بلُطف عن التأخير وبدأ يشتغَل.
فحص الباب شوية، وبعدين مسك مجموعة أدوات مُختلِفة، بدأ يشتغل، بعد كام دقيقة غيَّر الأدوات اللي في إيديه، في النهاية.. فتح الباب، دخلت بسُرعة البيت وشربت، جبتله إزازة مية عشان الجو كان حر، وشكرته جدًا، كُنت متضايق من تأخيره، بس في المُقابل كان لطيف، مؤدَّب، واعتذر، وكمان فتح الباب بسُرعة واحترافية، سألته عايز كام؟ ولمَّا سمعت إجابته رجعت إتضايقت منه تاني، اللي هو طلبه دا أضعاف اللي سمعته من الشركة في التليفون، بس هو قالي إن دا السعر اللي هو محدِّده، وافقت وإديته فلوسه وقفلت الباب.
خد مني حوالي 200 دولار، بس اليوم كان زحمة، وضغط الشُغل نسَّاني الموضوع شوية، بس تاني يوم كُنت فاضي، فكُنت قاعِد على النت شوية بضيَّع وقت، وافتكرت صانع الأقفال خد مني كام، دوَّرت على النت، وكلمت كذا صانِع أقفال تانيين، وبعد كام مُكالمة.. وصلت لقناعة مُهِمة، أنا إتسرقت! الباب كان المفروض يتفتح في دقايق، والعامِل يوصَل عندي في وقت قُليِّل، والطريقة اللي إتعامِل فيها مع الباب كان مُمكِن تضرُّه، دا غير إنه كان لازِم يلبس اليونيفورم بتاع الشركة.. باختصار يعني.. كُل حاجة في التجربة دي كانِت غير احترافية.
كلمت الشركة تاني وطلبت منهم أقدِّم شكوى، سابوني شوية على الخط قبل ما يوصلوني بخدمة العُملاء، حكيت اللي حَصَل، فقالولي إني مش مُمكِن أعترض على المبلغ المدفوع طالما وافقت ودفعت.
كُنت متضايق جدًا، قفلت وكلمت الشركة تاني وطلبت أكلِّم الإدارة، ووصلوني بيها، لكنهم رفضوا يسمعوني وقالوا إنهم شايفين إن المبلغ المدفوع عادي وطبيعي، قُلتلهم إني كلمت أكتر من شركة تانية وقدمولي أسعار مُختلِفة أقل منهم كتير، قالولي إن دا مش فارق معاهم، في النهاية قُلتلهم بغضب إني هعمِل فيهم محضر وقفلت الخط، بعدها بدقايق تليفوني رن.. رقم غريب، رديت وفوجئت إن دا العامل اللي كان عندي في البيت، قالي بتهديد: " اعمل اللي إنت عايزه.. بس متزعلش من اللي هعمله "
كُنت متضايق جدًا من التهديد دا، بس كالعادة اتشغلت في حاجات تانية ونسيت الموضوع تمامًا..
بعد شوية أدركت حاجة مُهِمة، الراجل دا قدر يفتح بيتي من غير مُفتاح، وأنا لسَّه ساكِن في البيت جديد ومعنديش أي وسيلة حماية ولا حتى سلاح أدافِع بيه عن نفسي، مش معنى كدا إني جبان أو خوَّاف، بس أنا واقعي وعارِف هو مُمكِن يعمل إيه، الساعة كانِت 8 بالليل.. إحساسي بالخوف والقلق بيزيد، خرجت من البيت ورحت ناحية بيت جاري، خبطت عليه.. أنا عارف إن دي غالبًا هتكون حاجة غريبة أوي، جارك الجديد بيخبَّط عليك بالليل ويسألك لو عندك سلاح؟
لمَّا فتح الباب، شرحت له كُل حاجة حصلِت، من أول محل البقالة لحَد التهديد اللي جالي، بس قُلتله إن العامِل هددني إنه هيسرق بيوت الحي كُله عقابًا ليّا على كلامي، الغريب.. إن بان عليه الاهتمام فعلًا، وبان عليه الضيق من طريقة العامِل، قالي إن لازم أركِّب جهاز إنذار أو أي وسيلة حماية، مينفعش أسيب البيت بالشكل دا.
سمعته للآخر وطلبت منه سلاح أو حاجة أدافِع بيها عن نفسي لو العامِل دا دخل بيتي أو اقتحمه، دخل البيت وطوِّل شوية ورجع مُبتسِم، بس مكانش ماسِك سلاح في إيده، كان ماسِك شمعة!
إداني الشمعة وقال: " قبل ما تنام النهاردة، ولَّع الشمعة دي في أي مكان قُريِّب من باب بيتك، أي مكان مش مُهِم.. المُهِم يكون قُريِّب، إوعي تستنشِق ريحتها إنت، سيبها وروح ارتاح بقي في أوضتك ومتقلقش.. هي تقوم بالواجِب وهتحميك من أي حد يحاول يقتحِم بيتك، متقلقش.. هي هتقوم بكُل حاجة "
قبل ما أرد عليه قفل الباب في وشي ودخل بيته، مكانش أدامي أي حاجة غير إني أسمع كلامه وأرجع بيتي.
ولَّعت الشمعة وسيبتها في المطبخ، طبعًا كُنت عارِف إن دا كلام فاضي وإن الشمعة مش هتعمل حاجة، عشان كدا أخدت معايا سكينة كبيرة فوق، عشان بس أحس بالأمان، إتأكدت إن الأبواب كُلها مقفولة كويِّس.

Читать полностью…

Agatha Christie

الساعة 3 تقريبًا، الساعة دقَّت بصوت عالي، ابتسمت بسُخرية وهي بتقول: " طبقًا لقواعدها السخيفة، واللي غالبًا مش حقيقية، فالمفروض إن فيه حد هييجي ينادي عليّا دلوقتي، وأنا بقي المفروض أمثِّل إني خايفة ومرعوبة، حاجة في مُنتهى السخافـ.. "
فجأة سمعت صوت 3 خبطات على الباب الرئيسي للبيت، الخبط كان قوي لدرجة إنه تقريبًا رج البيت كُله، لو أنا مكانها.. كُنت هموت من الخوف، تخيَّل حد بيخبَّط عليك بالقوة والغضب دا بدون سبب مفهوم تقريبًا، كانت خايفة لدرجة إنها مسكت الريموت كنترول وحاولت تستخدمه كأداة دفاع عن النفس، وكأن الريموت هيقدر يمنَع اللي بيخبَّط على الباب بالقوة دي، سمعت صوت خبطة تانية من مكان تاني، مش من الباب الرئيسي، وعلى ما يبدو إن هي كمان سمعت نفس الصوت، لأنها بدأت تتلفِّت حواليها بخوف.
بدأت تترعش وهي بتقرَّب من باب البيت بخوف وبتقول: " إنت.. إنت مين؟ "
وصلِت من الباب وكانِت على وشك تبُص من العين السحرية للباب لكن إتردِّدت شوية، بدأت تكلِّم نفسها وتحاول تطمِّن نفسها وهي بتقول: " بُصي من العين السحرية عادي يا جوردان، دي مُجرَّد قواعِد غبية "
حطَّت عينها على العين السحرية، فجأة.. رجعت لورا بخوف وهي بتُقع على الأرض، كان باين عليها الخوف، مش عارفة هي شافِت إيه بالظبط، أو إيه اللي خوِّفها بالشكل دا، بس دا كان كفاية عشان يدخلها في حالة صدمة مش طبيعية، بطرف عيني كُنت قادرة أشوف ضل لحَد بينزل ببطء من الدور اللي فوق، فضل ينزل لحَد ما ظَهَر أدام الكاميرا، أنا لو مكانها وشُفت الشيء المُخيف دا والقناع المُرعِب اللي لابسه كُنت هعيَّط من الخوف، قناعه كان على شكل وش طفل صُغيَّر مشوَّه بوحشية، مكان عينيه في أزرار سودا كبيرة، فمه كان مفتوح على شكل ابتسامة مُخيفة، الشيء المُخيف دا كان بيزأر بوحشية، صوته كان عالي لدرجة إن جوردان مقدرتش تصرُخ من كُتر الخوف، الشيء دا طلَّع ساطور كبير من وراه وضربها في دماغها بيه، وقعت على الأرض فورًا، ضربها بالساطور كذا مرة في راسها عشان يتأكِّد من موتها، كان باين عليه إنه فخور وراضي عن اللي عملُه، بص ناحية الكاميرا وساب الجُثة وطلع ببطء ناحية الدور العلوي، من مكان ما جه.
إتفرجت على التسجيل أكتر من مرة، من وجهة نظري.. كان فيه طريقة تقدَر تنجو بيها من الموت..
أولًا.. مينفعش تروح بيت حد من أصدقائك يكون في منطقة نائية مفيش حواليها أي جيران، خصوصًا لو صاحبك دا بيكرهك، حتى لو كُنتم من الأصدقاء المُقرَّبين.
ثانيًا.. متاكُلش حاجة في بيت مش بيتك، لأن صاحِب البيت مُمكِن يكون حاطِطلك حاجة في الأكل زي ما حَصَل مع جوردان.
ثالثًا وأخيرًا.. لو كانت ركزت شوية كانت أخدت بالها إن دا قناع وإن اللي تحته كُله مكياج مُرعِب بس مش أكتر.
اللي مضايقني إني عوَّرت نفسي في رجلي بالساطور وأنا بضربها بيه، من حُسن حظي إنها مقاومتش كتير وإلا كانت قدرت تتغلِّب عليَّا، عمومًا هبلَّغ الشُرطة، هعيَّط لهم شوية، وهعمل نفسي مصدومة شوية، وفي النهاية.. الشُرطة دلوقتي عندها حاجات أهم مني ومن موت جوردان، الموضوع طلع سهل أوي..
.
.
#بتاع_الرعب
محمد عصمت

Читать полностью…
Subscribe to a channel