Telegram-канал ahlalqoraan - أهل الله وخاصته: Unsorted

أهل الله وخاصته

03 May 2025 23:21

*┄❈✿❀✺❖✺❀✿❈┄*
*"يَٰالَيۡتَنَآ أَطَعۡنَا ٱللَّهَ وَأَطَعۡنَا ٱلرَّسُولَا۠..حين يُدرك القلب قيمة الطاعة بعد فوات الأوان"*

*┄❈✿❀✺❖✺❀✿❈┄*
في لحظةٍ من الصفاء، حين ينكشف الغطاء، ويظهر الحق واضحًا كالشمس، يتردد في القلب ندمٌ عميقٌ لا تُجدي معه الحسرات، وتخرج الكلمات من بين أنفاس الحسرة: "يَوۡمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمۡ فِي ٱلنَّارِ يَقُولُونَ *يَٰلَيۡتَنَآ أَطَعۡنَا ٱللَّهَ وَأَطَعۡنَا ٱلرَّسُولَا*۠(66)" (سورة الأحزَاب)، ما أشد وقع هذه الأمنية حين تُقال بعد فوات الأوان! حين يُدرك الإنسان أن الطاعة لم تكن تكليفًا يُثقل كاهله، بل كانت بابًا للنجاة، وطريقًا للأمان، ونورًا يُضيء له خطواته في الحياة، فيُرشده إلى الخير، ويُحفظ به من التيه الذي ابتلع الكثيرين في زحمة الدنيا، .. إن طاعة الله ليست مجرد واجبٍ يؤديه الإنسان، بل هي رحمةٌ تُمنح، هي طمأنينةٌ يجدها في قلبه كل من سار عليها، هي سكينةٌ تُعيد للحياة معناها الحقيقي، هي دربٌ يُنير الروح حين تختلط الظلمة بالنور، هي قرارٌ يرفع الإنسان عن الغفلة، ويُبعده عن الحسرة، ويجعل خطواته ثابتةً لا تهتز تحت ثقل الأيام، "...َ يَٰلَيۡتَنَآ أَطَعۡنَا ٱللَّهَ وَأَطَعۡنَا ٱلرَّسُولَا۠..."، ما أقسى هذه الكلمات حين تُقال في ساعةٍ لا تغيير فيها، حين يُدرك المرء أن الفرصة التي كان يملكها، قد أصبحت مجرد ذكرى، حين يعلم أن الأمان الذي ظنه دائمًا، قد زال في لحظةٍ لا رجعة فيها إلى الأبد، حين يكتشف أن الغفلة التي استسلم لها لم تكن راحة، بل كانت قيودًا تُثقله، حتى جاء اليوم الذي أدرك فيه أنه لم يكن حرًا، بل كان أسيرًا لها، وكم من أرواحٍ ظنت أن العمر طويل، فتباطأت في الطاعة، حتى جاء يومٌ أصبح فيه النَدم هو الخيار الوحيد، وكم من قلوبٍ استسهلت المعصية، حتى اكتشفت أن الحسرة على لحظةٍ واحدةٍ من التقوى كانت أشد عليها من كل ما مرّت به من لذاتٍ زائفة، وفي هذا الزمن، حيث تُزين الدنيا لمفاتنها، وحيث يُنسى أن للحياة نهاية، يبقى هذا النداء إنذارًا لكل من يظن أن الفرصة دائمة، يبقى هذا الدرس شاهدًا على أن الطاعة ليست عبئًا، بل هي نعمةٌ تُنقذ صاحبها من لحظةٍ يكون فيها الندم هو كل ما يملك، لكنها لا تنفعه، لأنها جاءت بعد أن أُغلقت الأبواب، وفات وقت العودة، فيا أيها القلب، لا تكن ممن يُدركون هذه الحقيقة متأخرًا، لا تكن ممن يتمنون الطاعة بعد أن أصبحت الأمنية بلا قيمة، لا تكن ممن يكتشفون يوم الحساب أن الوقت قد انتهى، وأن العودة لم تعد ممكنة، بل كن ممن يُدركون أن الحياة ليست انتظارًا، بل هي عملٌ يُنقذ صاحبه من حسرةٍ لا دواء لها، "اللهم اجعلنا من الطائعين قبل أن نكون من النادمين، ومن الذين يسيرون على هديك فلا يُدركهم يومٌ يقولون فيه: ياليتنا!".
┄❈✿❀✺❖✺❀✿❈┄