هناك فرضية في طبيعة أطروحات المعرفة وهي أنها انتقال من البسيط إلى المعقد، وهي فكرة متخيلة في الحقيقة، المعرفة التي تقوم على هذه الفرضية تواجه أزمة مع أسسها، وأزمة أخرى حين تواجه التنوع الهائل للممارسات البشرية وتشكلاتها الاجتماعية، المعرفة تبدأ من المعقد دائما أو لنقل على نحو أدق أنها كذلك لطالب المعرفة الجاد.
Читать полностью…" عبّر عالم الانثربولوجيا البرازيلي فيفيروس دي كاسترو بوضوح عن مفارقة عندما كتب بخصوص منطقة الأمازون (تشترك معنا الحيوانات بطريقة رؤيتها للأشياء، لكنها ترى أشياء مختلفة عن التي نراها لأن لديها أجسادًا تختلف عن أجسادنا) فالبداهة الهادئة التي تعتبر أن الأشياء هي كما ندركها، لا تنبثق هنا من القوة الإثباتية داخل برهان متماسك ولا من التأثير الإقناعي الناجم عن حجة بلاغية قد ينتهي بنا الأمر إلى تصديقها، بل من القناعة المتجذّرة داخل جهاز إدراكي وضمن خُلق ووضعية محددة مفادها أن العالم يتطابق مع كيفية استعمالنا إياه، فهو امتداد ملموس للجسد وليس تمثُّلًا"
Читать полностью…لا يخسر الباحث/العالم/طالب العلم حين يخسر إلا عندما يعادي كتابًا، أو يمتنع من القراءة لأحدٍ يخالفه أو يظن أنه يخالفه!
Читать полностью…هل الموضوعية حقيقة بشرية ثابتة أم فكرة فلسفية يونانية؟
"عندما يطرح العلم أسئلة ويجيب عنها، فإن هذه الأسئلة تكون منذ البداية، وبالضرورة.. أسئلة على أرضية هذا العالم المعطى مسبقاً.. الذي تتم فيه بالذات هذه الممارسة مثل كل ممارسة حياتية أخرى.. لكن بشرية جديدة نشأت في بلاد اليونان بالذات وجدت نفسها مدعوة إلى أن تغير الفكرة الغائية للمعرفة والحقيقة كما هي في الوجود الطبيعي وأن تمنح الفكرة الجديدة، فكرة الحقيقة الموضوعية، المكانة العليا، مكانة قاعدة لكل المعرفة"
إدموند هوسرل
هنا أناس فضلاء تخجل أن تتكلم بأي شيء وهم موجودون، وتتخيل أن لو رأى أحدهم كلامك فتزري بنفسك، ولولا منفعة متحققة، وطيب أثر يلمسه المرء في نفسه بالبقاء والنشر هنا لما تكلم بأي شيء.
والمأمول من أهل الفضل إقالة العثرات، وتصويب الأخطاء، وحسن التوجيه.
ونسأل الله أن يصلح نياتنا ويهيء نفوسنا لقبول النصح والترحيب بالتصويب، والله المستعان.
"الإله الميتافيزيقي يَهَبُ معنى لوجوده استنادًا إلى دليل، في حين يَهَبُ إله الدِّين معنى للحياة استنادًا إلى لقاء"
ألان باديو
"إن المهمة الخاصة بإبستيمولوجيا الدين هي تحديد موقع المعرفة الدينية في البنية العامة للمعرفة البشرية"
جان غريش
أي: بحث الدين باعتباره مجرد مقاطعة في عالَم العقل، وليس بناء على أنه أساس أو أرضية لإمكان نفس التعقل كفعل، وفهم الدين هنا الغرض منه الحد من تدخله في الحياة، وهذا المسار في الفهم الديني بدأ مع كانط في كتابه الدين في حدود مجرد العقل، رغم محاولات عقلنة الدين قبل كانط، إلّا أن هناك فارقا مهما بين مشروع كانط ومشاريع عقلنة الدين قبله وهو أن مشروع كانط تحول إلى مشروع دولتي بفضل عصر الأنوار والتحديث الأوروبي على تنوع أشكاله وصوره.
"إنَّ كمبيوتر المستقبل سيكون من الناحيةِ النَّظرية قادراً على عمل كل شيء يقومُ به الإنسان فيما عدا أمرين: أن يكون متديناً وأن يكتب شعراً".
-أندريه فوزنسنسكي.
يؤكد هيغل أن مؤرخ العقائد هو في أحسن أحواله لاهوتي اختزالي؛ وذلك لأنه "يُخلي الساحة لنزعة التطرف في الفلسفة العقلانية التي تَعُدّ نفسها حارسة لحقائق الدِّين العليا"، هو كـ خبير المحاسبة الذي يتخيل أنه يكفيه أن يُمسك دفتر الحسابات ليُصبح هو مالك المشروع.
Читать полностью…كثير من الخلق يخلطون بين صعوبة موضوع معرفي وبين الجهل به، وأحيانا يتجاوز الأمر إلى أن يكون سبب استصعاب البعض له عدم إقرارهم بجهلهم به؛ فيباشرون فهم ما يستصعبونه من وجه غير معرفي.
وما أكثر ما يكون علة ذلك = الاطمئنان بما لديهم من تحصيل معرفي!
المؤمن مع نوائب الدهر يصبر في حين أن غيره يرضخ لها.
والصبر موافقة برضا، والرضوخ الموافقة كرها.
ينبغي لطالب العلم أن يفرق بين الاقتباسات التي تقبل النشر على مواقع التواصل دون نص شارح وبين التي لا تقبل النشر بمفردها بل تحتاج لنص شارح يزيدها وضوحا وعمقا.
".. وإنما شفاءُ العيّ السؤال.."
من الدروس الأصيلة التي أراد هرمان ميلفل كشفها في تحفته موبي ديك- قبل أطروحات ما بعد الحداثة- أن الصداقة علاج واقعي ضد العدمية اليومية التي تضغط على الأنفاس والصدور، وفي حين أن التحضر يخلط بين التصنع والأخلاق فإن صداقة بطل قصته إسماعيل حددت الفرق بينهما، فالصداقة بطبيعتها تتجاوز أشكال الحياة وإلا فلن تكون حقيقة باسمها، الصداقة تخترق حدود الحضارات وهذا ضامن لها من السقوط في إلباس التصنع ثوب الأخلاق، والصداقة نبل وأصالة لأنها سلوك بغض النظر عن الهوية، ويخلط البعض بين الصداقة والأخوة، والفرق بينهما أوضح من كتابته أصلا.
Читать полностью…إن مفهوم الموضوعية التي تولد من رحم تقنية الكتابة والطباعة يؤدي إلى تدمير الفهم اليومي لعالم المعيش ومن ثم تشظي الاعتقادات التي تحملها الممارسة اليومية، وكما يرى بيير بورديو "أن الطابع العملي للتجربة في العالم يتم تدميره على يد المذهب الذاتي والمذهب الموضوعي، اللذين يقومان على الموقف النظري نفسه، وهو موقف المتفرج غير المتحيز" أي: موقف الباحث الواصف غير المشارك في الحياة العملية حين بحثه في الموضوع الذي يصفه.
Читать полностью…"إن فكرة الحقيقة الموضوعية تتحدد مسبقاً في معناها الكامل من خلال تعارضها مع فكرة الحقيقة في الحياة قبل العلمية وغير العلمية"
إدموند هوسرل
"تركيب الاعترافات لأوغسطين يهيب بنا أن نقرأ العمل على أنه كتاب عن الرب والروح، لا على أنه سيرة حياة"
يوهان غوته
وتأويلات كتاب اعترافات أوغسطين أثرت جدا في مسيرة الفلسفة المعاصرة ونتاجاتها؛ إذ كثير من الفلاسفة اعتبروا الكتاب نشاطا معرفيا، وهو في الحقيقة أقرب للغة الطقسية، وهنا إشارة مهمة وهي أن ما نطلق عليه راهنا 'السير الذاتية' كانت في الشعوب القديمة في صلبها إبتهال وتضرُّع للإله؛ إذ كُتبت نصوصها على الأغلب من منظور الشخص الأول ولغته، وهذا يعارض طريقة الكتابة لأجل المعرفة.
"أدى ارتباط المسيحية بالفلسفة الهلِّينية إلى اتحاد وثيق بين الدين والميتافيزيقا"
يورغن هابرماس - مستقبل الطبيعة الإنسانية ١٣٥
وهذه الاقتباسات تؤكد ما قلته مرارا من فترة طويلة، وهي نصوص تأتي إلي عرضا لا قصدا أثناء قراءاتي المتنوعة.
خاطرة عن تشكلات الشر:
التصميم الحديث للمجتمعات يسعى لتخفيف رؤية تشكلات الشر في المجال العام وحجبها عن الظهور، ولا أقول لتخفيف وقوعه؛ إذ هذا من واجبات أي اجتماع بشري، تدبر المعاني من وضع الحدود الشرعية كـ حد الحرابة مثلا، هناك هدف واضح- ضمن أهداف أخرى طبعا- لأن يرى الناس الشر وتشكلاته، وإن كان داخل إطار ما، ليه؟ هناك خلط بين أن نترك لتشكلات الشر الإعلان عن نفسها وبين أن يتم إظهارها تبعا لإطار شرعي، الأول تصريح عن قوة مستقلة عن الخالق، وليس كما في الإطار الشرعي بقوله تعالى (ذلك لهم خزي في الدنيا).
يبدو لي أن التصميم الحديث للمجتمعات يتوهم أن كل ظهور للشر هو إعلان استقلال، والفرق واضح بين الطريقتين، فالشريعة لا تتركه يعلن عن نفسه ويفصح عنها بل تسمح برؤيته لكن داخل إطار معين، بخلاف إخفاءه وحجبه تماما عن المجال العام؛ إذ ذلك يصنع إنسانا هشاً وضعيفاً أمام تشكلات الشر بل قد يصل به الأمر إلى عدم رؤيته حين وقوعه، وهذا يجعل الناس تتحدث وتُنظّر عن الشر الما ورائي متجاهلة الشر اليومي كما نقرأ ذلك في رائعة ميخائيل بولغاكوف المعلم ومارغريتا.
وأصلا المواطن الصالح في الدولة الحديثة تمت تنشئته على نموذج المسيحي الطيب، وهذا له جذر وأصل في فهمهم للإله.
وسلامتكم
"الجسد الحي هو الوسيط الذي يتجسد فيه الوجود الشخصي إلى حد أنه ومن خلال سياق أو جريان هذا الوجود، فإن كل إحالة إلى الذات كموضوع خاصّة في الملفوظات بضمير المتكلم، تصبح ليس فقط عديمة النفع، بل أيضا لا معنى لها"
يورغن هابرماس - مستقبل الطبيعة الإنسانية ٧٢
"إن الإله الميتافيزيقي كان دائما حجر الزاوية في آلة الحرب العقلانية ضد اللّه الحيّ للدِّين"
ألان باديو
"واللوحة التي يرسمها شلايرماخر للتواصل بين المتدينين تبدأ بقرار سلبي يندرج في التاريخ الطويل لـ المركزية الصوتية... إن التواصل الدِّيني يحتاج، أكثر من سواه من ميادين الحياة البشرية، إلى الكلام الحيّ لا إلى التوسّط المكتوب، وليس على الدِّين أن يبحث عن ملاذ في الحروف الميتة إلاّ إذا هجره مجتمع الأحياء "
جان غريش
"أنا لا أستطيع أن أتخيل ثقافة تعمل على التنشئة الاجتماعية لشبابها بطريقة تجعلهم في شكّ مستمر حول مسار تنشئتهم الاجتماعية. إن التهكم إنما يبدو مسألة متعلقة بالحياة الخاصة"
ريتشارد رورتي
".. إنه يوشك إن طال بكم عمر أن يُتجمل بالعلم كما يتجمل ذو البزِّ ببزه"
التابعي حبيب بن عبيد الرحبي رحمه الله