#من_الإرشيف
سلسلة دروس
شيخنا الفاضل :
أبي عبدالله محمد بن أحمد العنسي
حفظه الله ورعاه
شرح #المقدمة_الآجرومية_للمبتدئين
مكتمل
50 درسًا
------------------------------------------
للاشتراك في صوتيات شيخنا الفاضل أبي عبدالله محمد بن أحمد العنسي اضغط على الرابط :
قناة التليجرام
/channel/aleinsv
مجموعات الواتساب
🔗 المجموعة الأولى ⬇️
https://chat.whatsapp.com/CjAlqSXab2UEpxLS4myQIo
🔗 المجموعة الثانية ⬇️
https://chat.whatsapp.com/JzQkbBGDvRhKr1fvc86W8j
🔗 المجموعة الثالثة ⬇️
https://chat.whatsapp.com/CtfTeViX91V1I2qkCNkvKd
#من_الإرشيف
سلسلة دروس
شيخنا الفاضل :
أبي عبدالله محمد بن أحمد العنسي
شرح #الأصول_الستة
مكتمل
9 دروس
------------------------------------------
للاشتراك في صوتيات الشيخ الفاضل أبي عبدالله محمد بن أحمد العنسي اضغط على الرابط :
قناة التليجرام
/channel/aleinsv
مجموعات الواتساب
🔗 المجموعة الأولى ⬇️
https://chat.whatsapp.com/CjAlqSXab2UEpxLS4myQIo
🔗 المجموعة الثانية ⬇️
https://chat.whatsapp.com/JzQkbBGDvRhKr1fvc86W8j
🔗 المجموعة الثالثة ⬇️
https://chat.whatsapp.com/CtfTeViX91V1I2qkCNkvKd
#من_الإرشيف
سلسلة دروس
شيخنا الفاضل :
أبي عبدالله محمد بن أحمد العنسي
شرح #القواعد_الأربع
مكتمل
11 درس
------------------------------------------
للاشتراك في صوتيات الشيخ الفاضل أبي عبدالله محمد بن أحمد العنسي اضغط على الرابط :
قناة التليجرام
/channel/aleinsv
مجموعات الواتساب
🔗 المجموعة الأولى ⬇️
https://chat.whatsapp.com/CjAlqSXab2UEpxLS4myQIo
🔗 المجموعة الثانية ⬇️
https://chat.whatsapp.com/JzQkbBGDvRhKr1fvc86W8j
🔗 المجموعة الثالثة ⬇️
https://chat.whatsapp.com/CtfTeViX91V1I2qkCNkvKd
#من_الإرشيف
سلسلة دروس
شيخنا الفاضل :
أبي عبدالله محمد بن أحمد العنسي
درس #الأصول_الثلاثة
مكتمل
33 درس
------------------------------------------
للاشتراك في صوتيات الشيخ الفاضل أبي عبدالله محمد بن أحمد العنسي اضغط على الرابط :
قناة التليجرام
/channel/aleinsv
مجموعات الواتساب
🔗 المجموعة الأولى ⬇️
https://chat.whatsapp.com/CjAlqSXab2UEpxLS4myQIo
🔗 المجموعة الثانية ⬇️
https://chat.whatsapp.com/JzQkbBGDvRhKr1fvc86W8j
🔗 المجموعة الثالثة ⬇️
https://chat.whatsapp.com/CtfTeViX91V1I2qkCNkvKd
/channel/aleinsv
*📌بسم الله الرحمن الرحيم📌*
*- الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :-
*▪︎فيقول بعض الناس إن ابن حزام كان على الجادة وكان سلفيًا ، وهذا فيه نظر!! لأن سيره في الدعوة بعد استقراره في إب لم يكن سلفيًا ، بل كان مائلًا إلى أهل البدع والتحزبات! والدليل على ذلك أمور منها :-*
1- حاضر مرة في ذمار فحضر له بعض أعداء الشيخ يحيى وسلم عليه وتكلم معه وأنا أنظر!
2- التقيت برجل من إب يقال له أحمد القاضي في صنعاء ، من أجل الحج في الأوقاف ، وهو يعمل مرشدًا مع بعض الوكالات ويدرس في جامعة اختلاطية كما ذكر لي ، وهو يذم السلفيين في إب!! ويقول إنهم متشددون! ويقول أحسن واحد في إب محمد ابن حزام ويثني عليه!!
3- كان عندنا في ذمار مجموعة من الحزبيين ، وكانوا يقولون إذا جاءت العطلة سنذهب عند ابن حزام!
4- كان يمر بعض طلاب معبر من عندنا ، وينزلون عنده ويعودون إلى معبر ، وهذه كلمت علي محروس من أجلها!
5- في ذمار رجل مصري له مكتبة معروفة كان يبيع كتب ابن حزام فيشتريها أهل معبر والحزبيون في ذمار! ويقول أحدهم هذا من علماء المسلمين! وفي المقابل كتب الشيخ يحيى ممنوعة في معبر ولا يشترونها من المصري! وكان بعض الحزبيين في مسجد التوحيد يدرس فتح العلام
6 - كان لايتكلم في حزب الإبانة إلا بعد مجالس تعقد ويأتي الناصحون من هنا وهناك ، ثم يستخير كما يزعم! ويتكلم ببرودة وتلكُّؤ! وهو لا يعتقد أنهم مبتدعة! وفي المقابل يشن حربًا قوية على أهل السنة ، ولايسلمون غالبا منه في دروسه ، وقال لي مرة يأتون ويريدون أن يلزموني بالقوة أن أتكلم بشيء لا أعتقده!
*■ وهنا أمر مهم ، وهو حصر الكلام في أنه لم يقبل نصيحة إخوانه ، وأنه عصى شيخه! هذا جاء تبعًا ، وليس هو الأصل ! وإنما أساس الخلاف منهج وقواعد تخالف منهج السلف!*
*- هذه بعض الأمور ، وعند إخواني أكثر منها ، والله المستعان*
*✍️ أبو عبدالله محمد العنسي*
*19 جمادى الأولى 1443هجرية*
/channel/aleinsv
*بسم الله الرحمن الرحيم*
*▪︎كثرت الأقوال والكتابات - عن الأموال التي تبرعوا بها للاعبين ، فهذا يقول الذي يستحق هذه الأموال حفاظ القرآن ، وهذا يقول الذي يستحقها المجاهدون ، وهذا يقول جماعة كذا ، وهذا يقول فلان ووو ، هل نسيتم أن ما عند الله من الأجر والثواب أعظم؟! 《 قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون 》 فلماذا تُعَلِّقُ الأعمال الصالحة ، والفضائل بأمور الدنيا ؟! هذا يدل على تعلق القلوب بالدنيا والمال _ حتى عند بعض الصالحين 《 ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجًا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى 》نعم هم سيسألون يوم القيامة عن أموالهم ! فنحن ننصح لهم ، ونرحمهم ، ولا نفتن بما معهم ، ولا نشغل أنفسنا بذلك! ونقبل على ما ينفعنا*
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
*✍️ أبو عبدالله محمد العنسي*
*١١ جمادى الأولى ١٤٤٣ هجرية*
*《 الجديد 》*
*《 مفاسد كرة القدم 》*
*لشيخنا المبارك :-*
أبي عبدالله
*محمد بن أحمد العنسي*
" حفظه الله ورعاه "
/channel/aleinsv
نقبل على الله - وأن نعرض عما يسبب لنا القلقلة أو الزعزعة أو الإرجاف فإن ذلك يضعفنا ويضعف إيماننا ويزعزعنا ويصرفنا عن طاعة ربنا.*
نسأل الله أن يثبتنا على دينه وأن يدفع عنا كيد الكائدين ومكر الماكرين وأن يصرف عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمد لله رب العالمين.
وذلكم المؤمن مؤمن آل فرعون - الذي حمله على كتم إيمانه هو الخوف { وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه } خوفا من ذلكم الطاغية وزبانيته - وكذلك في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه - دليل على ما هو مذكور هنا ومنبه عليه فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين هاجروا الهجرة الأولى إلى الحبشة - كان من أسباب ذلك الخوف ؛ الخوف على أنفسهم - الخوف على دينهم لم يتسطيعوا أن يقيموا دين الله وأن يظهروه - ظلموا وعذبوا وأوذوا فطلبوا مكانا يأمنون فيه - فيسر الله عز وجل لهم بأرض الحبشي عند ذلكم الملك الذي كان لا يظلم أحد في دولته - وكان آن ذلك نصرانيا ثم الهجرة الثانية كذلك إلى الحبشة.
- وهكذا هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة حال هجرته وخروجه - خرج النبي صلى الله عليه وسلم خائفا مستخفيا عن المشركين حتى إنه عليه الصلاة والسلام خرج من الطريق التي ليست معلومة عند المشركين إلى المدينة - وإنما خرج إلى جهة اليمن ثم آوى إلى الغار - ثلاثة أيام بلياليها ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار مستخفيا من قريش ثم يقطع تلك المسافة الطويلة إلى المدينة خائفا
يمشي النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه تارة يمر أمام النبي عليه الصلاة والسلام وتارة يمشي عن يمنه وتارة يمشي عن شماله وتارة يمشي من ورائه كل ذلك خوفا على النبي صلى الله عليه وسلم
وكان الرسول يلتفت - فالتفت النبي عليه الصلاة والسلام فرأى سراقة بن مالك وقد جاء طالبا ومريدا لأخذ النبي وصاحبه لينال تلك الجائزة وتلك العطية التي جعلتها قريش لمن يأتي برسول الله وأبي بكر حيين أو ميتين.
لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه وهو في مكة - أنه خاف وأنه كان في أوقات كثيرة خائفا - لكنه خوف من أجل الله - وفي سبيل الله ؛ روى الإمام الترمذي رحمه الله من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد ؛ ولقد أُخِفت في الله وما يخاف أحد .....الحديث } وهو في الصحيح المسند
- فالخوف عباد الله الذي يحصل للمؤمن بسبب تمسكه بدينه وابتعاده عن الفتن وعدم قبوله عما يريده الناس ومجتمعه الذين يعيش فيهم أو في أوساطهم يخاف على نفسه بين الحين والآخر من أن يعتدى عليه أو يؤذى - والأذى حاصل ؛ فإنه يتعرض للأذى بالكلام وربما زاد الأذى إلى أن يوذى في ماله أو في بدنه - نسأل الله العافية
قال الله سبحانه تعالى { لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور } لا بد للعبد أن يكون على خوف في هذه الدنيا من الله سبحانه وتعالى حتى يمكن الله له في الدين ويمكن له في الأرض وينصره على أعدائه ويجعل له الظهور - يحصل له ذلك إذا سبق الخوف قال الله في كتابه الكريم { قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى فتوكلوا إن كنتم مؤمنين } وقال سبحانه { وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد }
هلاك الظالمين والتمكين في الأرض وظهور الدين لا بد أن يسبقه خوف من الله ومخاوف وابتلاء من الله وشدة وتمحيص
قال الله { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب }
والله عز وجل لا يخلف الميعاد قال الله { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون } فإذا ابتليت بشيء من الخوف في سبيل الله - لا تجعل تلك مصيبة ليس لها مخرج أو فرج كأنك ما أصبت إلا أنت ولم يسبق لأحد من الصالحين شيء من ذلك قال الله تبارك وتعالى { ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله } إذا كان المؤمن غير مستعد أن يصبر على أي بلاء - لا بلاء الجوع - ولا بلاء الخوف -ولا بلاء المصائب ؛ أو غير ذلك من المصائب ؛ فإنه يطلب أمرا مستحيلا! وهو بين أمرين :- إما أن يصبر على ما قدر الله وقضاه من أقداره المؤلمة ويقابل ذلك بالصبر والتوكل والثقة وحسن الظن بالله - وإما عياذا بالله أن يرتد - أو يكره دينه قال الله سبحانه وتعالى { ومن الناس من يعبد الله على حرف - أي على طرف من الدين وعدم ثبات عليه فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين }
*أولى الناس بالصبر - أولى الناس بالثبات - أولى الناس بحسن الظن بالله وبالتوكل على الله وبانتظار الفرج والتمكين في الأرض - هم أهل العلم وطلاب العلم ومن يدرسون كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يليق بعالم أو بطالب علم أو بمن يدعي الإيمان - لا يليق به أن يكون مهزهزا مخلخلا في توحيده في عقيدته في ثباته ؛ ويسبقه في ذلك العوام فإن ذلك
السجود وهم سالمون}* تفكر في نفسك يا عبدالله - وانظر هل أنت ممن تدعى إلى السجود؟ هل أنت ممن تسمع الآذان؟ ألست تسمع الله أكبر كل يوم خمس مرات ؟ هذا النداء هذا التذكير لك هذا الترغيب لك! لتجيب نداء ربك لتصلي؟ ولتعبد الله عز وجل - ليس هذا النداء للحجارة والله - وليس هذا للحيوانات والأحجار وليس لأي مخلوق! إلا لك يا عبدالله - ومن كلفه الله ممن خلق من الجن والإنس.
- أنت تدعى إلى السجود وأنت صحيح معافى آمن لا تخاف شيئًا ! فلماذا لا تجيب يا عبدالله! هل أنت مقيد يا عبدالله؟! هل أنت مكسر؟ هل أنت أعمى البصر؟! ولو كنت أعمى تجيب داعي الله وتجيب نداء الله - هل أنتم أصم؟ كم من أصم أبكم يصلي؟ وكم من معوق يجلس على الكرسي يصلي ويذكر الله؟! وكم من إنسان فيه شلل وهو يصلي؟ وأنت ما هو الذي فيك؟ وما هو العذر الذي منعك من أن تقيم صلاتك ماهو ؟ هل بقي حياء يا عباد الله ؟ هل بقي حياء عند الإنسان من ربه؟ أنه يحيى حياة البهائم بل أعظم! لا صلاة ولا عبادة! أنت خالفت طريقة من رضي الله عنهم - ومن رحمهم ومن اختارهم ومن اصطفاهم !
- وكل نبي لا يعلم عنه أنه ترك صلاة! واقرأ القرآن ينبئك عن ذلك حقًا { فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب } وإبراهيم يقول { رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء } وعيسى يقول { وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيًا } وشعيب يقول له قومه { ياشعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا } وهكذا كل نبي له عبادة وصلاة - بل للطيور صلاة! وللحيوانات والحشرات صلاة { ألم ترأن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه } أي = كل قد علم الله كيف يصلي وعلم كيف يسبح ؛ طائر في السماء يصلي - وحيوان في الأرض يصلي؛ وحوت في البحر يصلي؛ ونملة في جحرها تصلي وكل يصلي لربه! { ألم ترأن الله يسجد له من في السموات ومن في الأراض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه حق عليه العذاب} من لا يصلي حق عليه العذاب ؛ من لا يسجد حق عليه العذاب - *فاتقوا الله يا عباد الله - واتقوا الله يا معاشر المسلمين ؛ واتقوا الله يا من تدعون الإسلام - وقد نقضتم عروته وهدمتم أساسه هدمتم بنيان الدين - الصلاة عماد الدين *من لا صلاة له لا دين له { لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة }*
*قال بعض العلماء { من مات وهو لا يصلي فلا يغسل ولا يكفن ولا يُصلى عليه ولا يقبر في مقابر المسلمين } بل يحفر له حفرة كما يحفر للجيفة - ولأي حيوان لا يدفن! لأن الإنسان لا حرمة له ولا عزة ولا كرامة له إلا بعبادة الله فإذا عصى الله هان على ربه { إن الذين يحادون الله ورسوله أولئلك في الأذلين } أنت كريم إذا صليت ؛ أنت عزيز إذا صليت ؛ أنت شريف عن الله إذا صليت ؛ فإذا تركت صلاتك أهنت نفسك والله وأحرمتها الخير الذي من الله سبحانه ؛ فلنتق الله سبحانه ولنحاسب أنفسنا قبل أن نلقى ربنا وأن نقف بين يديه عراة الأجسام؛ حفاة الأقدام - لا مال ولا ولد ولا قبيلة ولا عشيرة.
نسأل الله الهدى والسدى والتقى والعفاف والغنى.
خطبة مفرغة لشَيْخنَا الْفَاضِلِ: *أَبِـي عبدالله محمد بن أحمد العنسي حفظه الله ورعاه*.
بعنوان :-
*{ خطر التهاون في الصــلاة }*
الْـخُــطْــبَــةُ الأولــــى:
الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ تَعَاْلَى وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وصحبه وَسَلَّمَ.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:1].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب:70-71].
أَمَّا بَعْد:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيْثِ كلام اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ، هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أيها الناس :-
أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله والعمل بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والمحافظة على فرائضه وعلى الوقوف عند حدوده بأداء ما افترض الله بأداء حقوقه وامثال أوامره واجتناب نواهيه - والعمل بما يرضيه سبحانه وتعالى
*- أيها الناس* إن مرضًا خطيرًا سرى بين المسلمين وحاله لا ترضي الله سبحانه وتعالى في أوساط من أنزل إليهم كتابه وأرسل إليهم رسوله وكرر عليهم الوعظ والتخويف والتهديد والوعيد وأيضا حث ورغب وبين الجزاء والثواب لمن امتثل - ومع هذا كله مع كثرة الخطب والمواعظ والمحاضرات والدروس والنصائح والإرشاد إلا أن هذا المرض الفتاك مزمن قل من يسلم منه إلا من رحم الله - *وهو مرض التهاون بالصلاة* مرض خطير جدًا على كل من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وانضم إلى المسلمين ؛ وكان في أوساطهم تهاون بالصلاة وتضييع لها وعدم مبالاة بإقامتها ونسيان لأدائها وتلاعب بأوقاتها لا يحافظ عليها إلا النادر القليل ولا يقيمها من عباد الله إلا من يخاف لقاء الله - من يخاف عذاب الله - وإلا قست القلوب؛ وصارت طباع الناس كالحجارة كما قال الله
( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )
البقرة (74)
-{ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون} من أشد قسوة أيها الإنسان ياعبدالله - يا من تتشرف بالإسلام وتنتمي إليه وتدعيه من أعظم خلقا أنت أم الجبل ومن أشد قوة أنت أم الجبل؟!
لو أنزل الله كتابه وأمره على جبل لخشع وخضع لأمر ربه
-جبل يخشع ويذل ويخضع ويستكين لربه - وإنسان خلقه الله من لحم وعظم وعصب لا يلين ولا يخشع إنها الذنوب عباد الله - إنها السيئات التي سببت ظلمة في القلوب وقسوة وصار الإنسان لا يعقل - يعيش في هذه الحياة عشية أنزل وأسفل من حياة البهائم - لأن البهيمة لها مقصد ومنها مصلحة ؛ وإن تعطلت مصلحتها لا حاجة لصاحبها بها قال الله عز وجل { أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا } { إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون }
- فإن خوفت يا عبدالله بعذاب الله ، وبلقاء الله ، وبيوم القيامة ، وبالحساب والجزاء فلم تخف! فماذا يعمل معك؟! وإن رغبت برحمة الله ورضوانه وجنته وثوابه وجزائه العظيم لمن أطاعه لا ترغب ! فما الحيلة معك؟!
وما الذي سيردك إلى الله؟! وما الذي سيلين طبعك وقلبك حتى تصلي ما هو؟! وما هو الذي سيقودك إلى الله؟! إن لم تنقد بآيات الله ومواعظه ؟ { فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون }
لنا رقيبًا وأن لنا محاسبًا هو الله - يسألنا عن أعمالنا - ومن أعمالنا التي يسألنا عنها الصلاة ؛ أول ما يُسأل عليه العبد يوم القيامة من أعماله صلاته - فإن أفلح أي إن كانت صلاته تامة فقد أفلح ونجح ؛ وإن كانت صلاته ناقصة فقد خاب وخسر- نسأل الله العافية والسلامة
*الخطبة الثانية :-*
- الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛ وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أما بعد :-
- عباد الله يجب علينا أن نتلقى مثل هذا الكلام بعين الاعتبار وأن نتفهم ما المقصود منه ؛ هل أنا إذا صليت سيستفيد الذي يرشدني ويعلمني أن أصلي ؟ هل يأمرني أن أعمل معه ؟ هل يأمرني أن أكون خادمًا له ؟ هل يأمرني أن أكون في حزبه ؟ أم أنه يرشدني ويعلمني حبًا لي وخوفا عليَّ من عذاب الله ؛ إذًا هذا الكلام لا بد أن أعتبره ؛ وأن أجعله يؤثر فيَّ لابد عباد الله ؛
- فإن من الناس من يقول أو بعض الناس أنزلت أحكامًا شديدة على المسلم وهو مسلم من المسلمين ! يقال يا عبدالله ؛ تعال واسمع إلى آيات الله عز وجل أو بعض الآيات التي فيها شيء من التهديد والوعيد الأكيد الشديد لمن يترك الصلاة او لا يسجد لله؛
- قال الله عز وجل في كتابه الكريم *《كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين》* أي كل نفس مرهونة بعملها السيء محاسبة حسابًا عسيرًا إلا المؤمنين الصالحين الناجين ؛ *《كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر 》* ما الذي أدخلكم جهنم وما هو السبب الذي أوصلكم الى أطباق النيران ؟ قالوا لم نك من المصلين - هذا اعتراف اهل النار هل تريد يا عبد الله أن تكون من هؤلاء أنت لن تتحمل عذاب الله لا يغرنك الشيطان ؛ لا يغرنك جلساء السوء ؛ عذاب الله شديد ؛ عذاب الله عظيم ؛ لن تتحمل غمضة عين ؛ ولا مقدار الطرف من عذاب الله عز وجل فضلًا عن أن تتحمل عذابًا دائمًا - ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ؛ هذا أول عمل اعترفوا به أو أول جريمة فعلوها وقال الله عز وجل في كتابه الكريم *《 وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ويل يومئذ للمكذبين》* - وقال الله عز وجل *《وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين 》* صرت كافرًا خارجًا عن دائرة الاسلام ! وما الذي ستجنيه يا عبدالله ؟ وأنت قادم على رب العالمين - محاسب ؛؛ الحساب عسير ؛ المقام عظيم ؛ الوقوف طويل ؛
*《في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة》* - في يوم *《 يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه 》* - في يوم *《 يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه ؛ وصاحبته وأخيه ؛ وفصلته التي تؤيه ؛ ومن في الأرض جميعًا ثم ينجيه》* - في يوم قال الله عز وجل *《ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعًا ومثلهم معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون》* *《 إن الذين كفروا وماتوا وهم كفارٌ فلن يقبل من أحدهم ملءُ الأرض ذهبًا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب اليم وما لهم من ناصرين 》*
- فيا عباد الله ترك الصلاة أمر خطير جدًا في أوساط المسلمين شبابًا وشيبةً رجالًا ونساءً - هناك عدم مبالاة وعدم اهتمامٍ بأمر الصلاة ؛ فلا أمر ؛ ولا لوم ؛ ولا تعنيف ؛ ولا تبكيت ؛ ولا محاسبة ؛ نعم فينشأ جيل - جيلٌ ينشأ جيل في أوساط المسلمين عدو لنفسه - عدو لنفسه يرضى لنفسه - أن تكون حطبًا لجهنم ؛ -هل أنت ريحت نفسك ؟ هل أنت أسعدتها ؟ هل أنت نفعتها يوم تركت الصلاة ؟ لا والله ! أنت سعيت في شقائها وفي عذابها وبلاها - *《 قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها》* *《 يا أيها الذين آمنوا قوا انفسكم وأهليكم نارًا 》* - ربك يناديك ؛ ربك يخاطبك ؛ربك أرحم بك من أبيك وأمك - يأمرك ان تنقذ نفسك من عذابه الأليم - من عذابه الشديد ؛ *《 يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة》* إن كنت بطلًا شُجَاعًا لا تبالي بعذاب الله عز وجل فاختبر نفسك في أدنى شيء فيه حرارة ونار هل تصبر ؟ هل تتحمل ؟ أنت ضعيف يا عبد الله ؛ أنت مسكين ؛ *《 وخلق الإنسان ضعيفًا 》* -ألا تذكرت يا من تركت صلاتك أنه سيأتي يوم من الايام وأنت قد وضعت في القبر ؛ وقد لُحِّدت في اللحد ؛ ولبست الأكفان ؛ وحُملت على الأعناق ؛ إلى القبر إلى بيت الوحشة ! إلى بيت الظلمة ؛ الى بيت الوحدة ؛ إلى مكان لا أنيس ؛ ولا جليس ؛ ولا صاحب ؛ ولا ولد ؛ ولا مال ؛ ولا عشيرة ؛ ولا قبيلة ؛ هل تذكرت أنه سيأتي اليوم الذي يأكل الدود فيه جمالك ؛ وينهش لحمك وتذهب هذه البنية ؛ وهذا الجسم الذي تحرص عليه ؛ وتخاف من أن تتعبه في زعمك بعبادة الله عز وجل ؛ هل تذكرت أنه سيأتي اليوم الذي تكون فيه من أهل القبور ؟! فلا تسمع شيئًا ؛ ولا تعيد شيئًا ؛ ولا تعرف شيئًا ؛ أنت مشغولٌ ومرهونٌ بعملك - هل تذكرت يا عبد الله أنك ستبعث في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ؟! وأن عظامك ستحيى ؟! وأن الذي يحييها هو الله !
علة حدثت عنده وهو جاهل يظن أن المرض يبيح إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
*《 يا أيها الذين اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون》*
*《 يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالًا كثيرًا ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا》*
*《 يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا 》* أما بعد :-
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
▪︎أيها الناس : سمعنا فيما مضى شيئًا مما يتعلق من أمر المحافظة على الصلاة وأن المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله الذي رضي الله عز وجل له هذا الدين واختاره له ؛ واختاره أيضًا لأن يكون من المسلمين ومن أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم التي هي خير الأمم وأفضل الأمم قال الله عز وجل *《كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله》*
- المسلم الذي هذا حاله ووصفه وقد بلغته الحجة وعلم أن الصلاة ركن من أركان الاسلام وأنه لا يتم إسلامه ودينه إلا بأن يصلي وأن يقر اولًا بوجوبها وبفرضيتها ؛ ثم يقوم بادائها استجابة لله الذي خلقه لعبادته قال الله *《وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون》* - واستجابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي دعا أمته إلى كل خير وفضل وبر ونفع في الدنيا والآخرة وهو صلى الله عليه وسلم بفعله وبقوله كان عليه الصلاة والسلام سيد العابدين سيد المصلين سيد الخاشعين عُلم علم اليقين من حاله عليه الصلاة والسلام أن الصلاة قرة عينه وأنه كان يفزع إلى الصلاة وأنه إذا كان في مهنة أهله وفي بيته فإذا نودي بالصلاة وحضر وقت الصلاة خرج عليه الصلاة والسلام من بيته ومن عند أهله حتى كأنه لا يعرفهم صلى الله عليه وسلم وفي مرض موته صلى الله عليه وسلم اشتد عليه المرض حتى كان يغمى عليه صلى الله عليه وسلم قبل موته بأيام ثم يدعو عليه الصلاة والسلام بماء ويقول ضعوا لي ماء في المخضب فيغتسل صلى الله عليه وسلم لكي ينشط فإذا أراد أن يقوم بعد أن يغتسل يُغمى عليه ؛ عليه الصلاة والسلام لثقل المرض وشدته - لأنه بشر ؛ يصيبه من المرض ويصيبه من الحزن ويصيبه من آلام هذه الدنيا ما يصيب غيره عليه الصلاة والسلام - وفي كل مرة يُفيق يقول عليه الصلاة والسلام أصلى الناس ؟! فيقولون لا يا رسول الله : وهم ينتظرونك ثم يعود مرة أخرى ؛ فإذا أفاق قال أصلى الناس قالوا لا يا رسول الله - وهم ينتظرونك ثلاث مرات فلما أحس من نفسه خفة خرج النبي صلى الله عليه وسلم يهادى بين رجلين من أصحابه لكي يصلي وليحضر الصلاة مع المسلمين وهكذا خلفاؤه من بعده علم عنهم هذا فعمر رضي الله عنه لما طعنه أبو لؤلؤة المجوسي لعنه الله وهو يصلي صلاة الفجر فلما أغمي عليه ؛ وخرج الدم من جرحه حمل عمر رضي الله عنه إلى ناحية المسجد فافتقد الناس صوته الذين كانوا بعيدين عنه فبعضهم يسبح وبعضهم لا يدري ما الخبر ! فتقدم عبدالرحمن بن عوف وأكمل الصلاة بالمسلمين وصلى صلاة خفيفة - فلما أتوا عمر وهو مغمى عليه وقد أثر عليه الجراح لأن ذلك المجوسي طعنه بخنجر ذي حدين مسموم - فكانوا يقولون يا أمير المؤمنين ؛ وحلت بهم مصيبة حتى قال بعضهم لو أصيب أحدنا بولده لكان أهون علينا فقال بعضهم أنا سأجعله يجيبكم ؛ ثم قال الصلاة يا أمير المؤمنين الصلاة ففتح عينيه وقال الصلاة لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ؛ وفي تلك الحالة الحرجة الصلاة لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ؛ إن ترك الصلاة يا عباد الله بالكلية قد يكون لذلك أسباب ؛ إما أن يتركها الانسان جهلُا ولم يكن قد علم أنها واجبة وأنها ركن لكونه حديث عهد بإسلام او يعيش في بادية من البوادي التي لم يصلها علم ولا تبليغ ولا إرشاد ولا نصح وربما عاش في بيئة لا تصلي ولا يهتمون بالصلاة فيتركها لانه يرى الناس لا يصلون ولم يبلغه علم أن الصلاة ركن من اركان الاسلام فهذا معذور بجهله حتى يبين له ويتعلم فإذا أُقيمت عليه الحجة وعلم أن الصلاة ركن وفرض وواجب - يلزم عليه ان يصلي وجوبًا - ومن ترك الصلاة جهلًا لمرض أو علة حدثت عنده وهو جاهل يظن أن المرض يبيح له ترك الصلاة ؛ مريض لا يصلي ولا يؤدي أي صلاة حتى ولو كان قادرًا على الطهارة أو الصلاة أو قادرًا على أن يصلي جالسًا أو على جنب ؛ لكن جاهل بهذا الحكم لا يصلي فيعلم ويبين له أن المرض والعلة ليست عذرًا في ترك الصلاة بالكلية بل يصلي على ما يقدر عليه ؛ أو يترك الصلاة لعمل أو شغل ويظن أن هذا العمل يبيح له أن يترك الصلاة وأنه في فسحة وأنه مجاهد في
*📝📝📝*
*《 تفريغ لإجابة بعض الأسئلة المقدمة لشيخنا أبي عبدالله محمد العنسي حفظه الله 》*
*《 دار الحديث بالعمود 》*
⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️⬇️
--------------------------------------
*السؤال :-*
1️⃣ هل من قواعد أهل السنة الحب على قدر الطاعة والبعض على قدر المعصية ؟!
*الإجابة :- ⬅️* يعني :-الحب في الله والبغض في الله ، نعم هذا على مذهب أهل السنة أنه يجتمع في العبد الواحد إيمان ونفاق ! ويكون عنده طاعة ومعصية ؛ كما قال الله 《 وآخرون خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا 》
فيُحب على ما عنده من الطاعة ، ويُبغض على ما عنده من المعصية خلافا لأهل الأهواء -
*السؤال :-*
2️⃣هل المستحاضة تجمع الصلاة ؟!
*⬅️ الإجابة :-* وردت أحاديث في الباب لا يخلو حديث من كلام ؛؛ لكنها معتبرة عند أهل العلم ، لأن المشقة حاصلة ، والجمع يعتبر من الرخص ، فإذا وجدت مشقة ، من أداء كل صلاة في وقتها ، وجمعت بين الصلاتين الَّلتين تجمعان للمشقة الحاصلة فلا بأس !.
*السؤال :-*
3️⃣ هل جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أراد تسوية الصفوف أنه يبدأ من الوسط ، أم أنه من حيث ما أراد ؟!
*⬅️ الإجابة :-* الأصل أن الصف يبدأ من خلف الإمام ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما صلى ذات يوم فجاء رجلان من أصحابه ، فوقف أحدهما عن يمنيه والآخر عن شماله ، فدفعهما حتى آخرهما وراءه .
- وهكذا ما جاء عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في أصحابه تأخرًا فقال لهم :- تقدموا فأتمُّوا بي ، وليَأْتَمَّ بكم من بعدكم .
*- وهذا هو الأصل* - أن الصف يبدأ وينشأ من بعد الإمام ، من الصف الأول فما بعد - وهكذا يفهم من الحديث الذي أخرجه النسائي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :- أتمُّوا الصف الأول ، ثم الذي يليه ، وإن كان نقص فليكن في الصف المؤخر .
--------------------------------------
*رابط مجموعة الشيخ على الواتساب👇👇*
https://chat.whatsapp.com/CjAlqSXab2UEpxLS4myQIo
_____________________
*قناة الشيخ على التليجرام*
/channel/aleinsv
تم بعون الله وتوفيقه رفع
شرح #الأصول_الستة
لشيخنا المبارك أبي عبدالله محمد العنسي حفظه الله ووفقه
نسأل الله أن ينفع بها المسلمين
والحمد لله رب العالمين
تم بعون الله وتوفيقه رفع
شرح #القواعد_الأربع
لشيخنا المبارك أبي عبدالله محمد العنسي حفظه الله ووفقه
نسأل الله أن ينفع بها المسلمين
والحمد لله رب العالمين
تم بعون الله وتوفيقه رفع
شرح #الأصول_الثلاثة
لشيخنا المبارك أبي عبدالله محمد العنسي حفظه الله ووفقه
نسأل الله أن ينفع بها المسلمين
والحمد لله رب العالمين
لاتمدوا أعينكم إلى ماأعطيه اللاعبون من زهرة الدنيا ولاتنبهروا بذلك فإن ذلك لا يخرجهم عن كونهم لاعبين فعلام يغبطون ؟!
*الشيخ محمد العنسي*
/channel/aleinsv
*{ نصيحة لمن ليس عنده قناعة بالمنهج السلفي }*
*بسم الله الرحمن الرحيم*
*- نصيحة لمن ليس عنده قناعة بالمنهج السلفي الحق ؛ أن لا يُظْهِر خلاف ما يُبْطن ؛ ولايَستعمل المخادعة لأهل السنة ؛ وأن يكون صريحًا في منهجه ؛ واضحًا في ولائه ، حتى يُوَفِّر على نفسه وعلى أهل السنة ؛ فما لكم يا معشر السلفيين في المذبذبين فئات! وقد أظهرهم الله على حقيقتهم! من خالف يُنصح ولا يُكثر له من المدح والإطراء! ولا تفرحوا أن يكون معكم من ليس منكم! ولا تحزنوا على من ترككم وحالهم كما قال الله تعالى 《 لو خرجوا فيكم مازادوكم إلا خبالًا ولأوضعوا خلالكم 》 الآية..*
*- هل كُلِّفْتُم أن يكون الناس كلهم سلفيين ؟! الذي ماعنده رضى بالمنهج السلفي سيفارقكم متى ما قوي ساعده ، ووجد فرصة وهي أدوار واحد بعد الآخر!*
*- نعوذ بالله من الحور بعد الكور ، ومن زوال نعمه ، يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين.*
*✍️ أبو عبدالله محمد العنسي*
*١٠ جمادى الأولى ١٤٤٣هجرية*
*بسم الله الرحمن الرحيم* ▪︎الحمدلله وحده ؛ والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ؛ أمابعد :-
*▪︎فنبشر إخواننا وأحبتنا أننا في خيرٍ عظيمٍ ؛ وسكينةٍ - وإقبالٍ طيِّبٍ على طلب العلم ؛ وأمورنا في مكاننا طيبة ؛ ونِعَمُ الله علينا كثيرة ؛ وهذه الدعوة آيةٌ من آياتِ الله - يحفَظُهَا اللهُ ويَمُدُّها برزقٍ ونصرٍ وتمكينٍ من عنده ؛ لا بحولنا ولا بقوتنا - فمن نصرها نصره الله ؛ ومن خذلها خذله الله ؛ ومن عاداها قصمه الله ؛ ومن حاربها حاربه الله ؛ فثِقُوا باللهِ وأقبلوا عليه وأكثروا من الدعاء فإن نصر الله قريب*
*▪︎نحن أوينا إلى الله وسكنا بواد غير زرع فلن يضيعنا الله.*
✍️ أخوكم أبو عبدالله محمد العنسي - ليلة الأربعاء ٢٢ - صفر - ١٤٤٣هجرية.
/channel/aleinsv
يحتاج إلى توبة وإنابة واستغفار وكثرة ذكر ودعاء نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى*
*الخطبــة الثـانــية "*
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :-
- فلا تكن سيء الظن بالله وأنت مؤمن - من أن الفتنة أو البلاء سيستمر ؛ ما تستمر الابتلاءات ولا المكروهات - وإنما يغير الله سبحانه وتعالى الحال من سيء إلى أحسن ومن خوف إلى أمن " ولذلك يقول أهل العلم { دوام الحال محال في الدنيا} والأمن التام والعيشة الرغِدة التي ليست فيها خوف أبدا ولا ما يسبب الخوف من مرض أو فقر أو غير ذلك إنما ذلك في الجنة - فلتكن همتك طالبة لذلكم النعيم - الذي لا كدر فيه ولا مرض فيه ولا خوف فيه ولا موت فيه في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { إذا دخل أهل الجنة الجنة يُنَادِي مُنَادٍ إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلَا تَسْقَمُوا أَبَدًا وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلَا تَمُوتُوا أَبَدًا وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا فَلَا تَهْرَمُوا أَبَدًا وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا فَلَا تَبْأَسُوا أَبَدًا فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمْ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }
هناك هناك - لتتعلق قلوبنا أيها المؤمنون بتلك الحياة الطيبة الأبدية السعيدة. ؛ أما الدنيا فكما قال الله سبحانه وتعالى { وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور }
- إن نعيم الدنيا يتكدر على أهل الدنيا - فلا تظن أن أهل الدنيا يعيشوا في نعيم إنما يعيشون في جحيم كما قال ابن القيم رحمه الله في قول الله { إن الأبرار لفي نعيم } قال الأبرار في نعيم في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة - والفجار في جحيم في الدنيا وفي البرزخ ويوم القيامة
- والله عز وجل كريم قد يغير حال الخوف وهذا الذي ينبغي علينا أن نعتقده إلى أمن بإذنه سبحانه وتعالى لكن بأسباب إذا حققها العباد حقق الله تبارك وتعالى لهم ما وعدهم - ومن ذلك ما ذكر في الآية {وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ثم قال يعبدونني لا يشركون بي شيئا }
فإذا حقق العبد توحيد الله في كل عبادة من العبادات - في العبادات الظاهرة والعبادات الباطنة يحقق توحيد الله في الخوف وفي الخشية الرجاء وفي التوكل وفي الإنابة وفي حسن الظن - فإن الله سبحانه وتعالى عند حسن ظن العبد- فإذا ظننت بربك خيرا آتاك الله خيرا - فكن حسن الظن بالله - تحقيق التوحيد شكر النعم قال الله{ وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون }
جاءهم الخوف لما غيروا النعمة أما عباد الله الصالحون الشاكرون لله العابدون لن يغير الله أمنهم بل سيجعلهم في أمن وهو وعده الذي لا يخلف {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئلك لهم الأمن وهم مهتدون } ومن ذلك الصبر :- تصبر على ما ابتلاك الله عز وجل وتفوض أمرك إلى الله - وتقول كما قال الله { إنا لله وإنا إليه راجعون } وتتوكل عليه وتقول - حسبنا الله ونعم الوكيل
{ الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم } لم يمسسهم سوء - أي صرف الله عنهم الشر وصرف عنهم كيد الأعداء وصاروا آمنين - وأيضا لا تستسلم لوساوس الشيطان - لا تكن خائفا من ظلك ومتوهما ومعظما لمن تخافه من الأعداء - سيفعل وسيفعل وسيفعل والشيطان يعظم أولياءه ويجعل لهم مهابة في صدور من يستسلم للوساوس والتوهمات { إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه - أي يخوفكم بأوليائه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين }
- عليك أن تكون خائفا من الله وحده - والخوف الطبيعي الذي يكون من أمر ظاهر جلي يخشى العبد منه الضرر دون أن يصل إلى حد يمنع العبد من تحقيق دينه أو عبادة ربه أو اجتناب ما حرم الله أو فعل ما أوجب الله - فإن زاد الخوف الطبيعي عن حده حتى يمنع المسلم من عبادة الله ويوقعه فيما حرم الله فهو خوف شركي .
*- أيهــا النــاس*: الله عز وجل رحيم بعباده كريم يلطف بهم ويعينهم وينصرهم ويستجيب دعاءهم ويدافع عنهم - فعلينا أن نكون واثقين بالله معتمدين عليه *- ما دمنا لا نريد شرًا ولا ننوي سوءً بأحد وإنما نريد الخير فلنبشر بفضل الله وبرحمة الله وبإعانة الله وبتمكين الله وبنصر الله وبدفاع الله - هكذا حتى تطمئن القلوب وثبت ولا تتزعزع وهي مواقف عباد الله من ثبته الله عند المحن والفتن فإن له موقفًا يحمد عند الله وعند صالحِ عباده - ومن تزعزع أو تضعضع أو أرجف أو قال قولا يعظم فيه الشر ويحقر فيه الخير فإن له موقفًا سيسوء ويحزن الصالحين من عباد الله وقبل ذلك لا يرضاه الله منه فأبشروا بالخير وأملوا في الله سبحانه وتعالى - الشر لا وجود له والخير حاصل والحمد لله ونحن في نعم كثيرة لا تحصى مطلوب منا أن نشكر الله عليها وأن نجتهد في عبادة الله وأن
*خطب مفرغة لشيخنا أبي عبدالله محمد العنسي حفظه الله ورعاه*
*{ وعزتي لا أجمع لعبدي خوفين وأمنين }*
*الخطـبة الأولى:*
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71]
أما بعد:فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم،وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد :-
روى الإمام ابن حبان في صحيحه وأبو نعيم في الحلية من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال. :{ قال الله عز وجل : وعزتي لا أجمع لعبدي خوفين وأمنين؛ إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع فيه عبادي؛ وإن هو خافني في الدنيا - أمنته يوم أجمع فيه عبادي }
*ففي هذا الحديث بيان من النبي صلى الله عليه وسلم* أن المؤمن لا بد أن يكون في هذه الحياة على خوف! فهناك خوف مطلوب منه وواجب ولا يصح توحيده وتصح عبادته لله تبارك وتعالى إلا بتحقيق ذلكم الخوف؛ وهو خوف العبادة الذي يقتضي التعظيم والإجلال والخشية وأن يعلم العبد أنه لا يضره شيء ولا ينفعه إلا بإذن الله سبحانه وتعالى؛ خوف العبادة - الذي قال الله فيه. { فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} وقد جاء ذكر الخوف بلفظ الخشية وإن كانت الخشية أرفع - فهي خوف مع تعظيم لله سبحانه وتعالى قال الله { فلا تخشو الناس واخشون } { الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا } وهناك خوف يعتريه في حال وجوده أو في مدة وجوده في هذه الدنيا ما بين الفينة والأخرى - تأتيه المخاوف تأتيه المزعجات تأتيه المقلقات تأتيه المنغصات - ولا يمكن للإنسان أن يتخلص منها لأنها من قدر الله سبحانه وتعالى - وقد قضى الله سبحانه أن الدنيا مشوبة بالمكدِّرات والمنغصات ؛ فليس في الدنيا نعيم تام ؛ ولا أمن تام مستمر يبقى عليه العبد إلى أن يلقى الله سبحانه وتعالى لا بد من تغير الأحوال وتقلبها بقضاء الله وقدره ابتلاء واختبارا وقد أقسم الله قسما أنه يبتلي عباده بابتلاءات - ومن تلكم الابتلاءات *الخوف* قال الله سبحانه وتعالى { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين }
ابتلاء من الله وتمحيص ليتبين الصادق من الكاذب والمؤمن من المنافق والثابت من المتزحزح عند المخاوف التي تعم الناس وربما كانت في أوساط المؤمنين بين وقت وآخر وقد أخبرنا الله عن الرعيل الأول والسلف الصالح في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا خائفين ؛ وأنهم بقوا زمنا على الخوف من المشركين من تسلطهم ومن طغيانهم ومن ظلمهم ومن قهرهم زمنا ليس باليسير - ذكرهم الله بما كانوا عليه وبما أنعم عليهم من الأمن والخير والتمكين قال الله { واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون}
- لم يأت التمكين أيها المؤمنون لأولئلك الصالحين من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار إلا بعد بلاء وتمحيص واختبار جاء الأمن جاء التمكين - وقال الله { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم الله كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا } أثبت الله سبحانه وتعالى أنهم كانوا على خوف وأنهم سيأمنون ؛ وقد حقق الله عز وجل وعده { لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون } بعد مدة طويلة { وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون }
- لقد حصل هذا الخوف المذكور هنا لبعض أنبياء الله ورسله بل جلهم لم يسلم من خوف من قومه - فبعضهم كان وحيدا وقومه قاموا عليه جميعا فهو يخاف قال الله عن نبيه موسى وهارون { اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى - موسى نبي مؤيد من الله ويخاف - قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى }
- لقد توعد الله من يصلي وهو يسهو عن صلاته ولا يلقي لها اهتمامًا بالغًا يرضي الله فكيف بمن لا يصلي؟ قال الله عز وجل { فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون } الذي لا يبالي بصلاته إن أراد أن يصلي صلى وإن أراد أن لا يصلي لايصلي؟ تارة صلاة وتارة قطع صلاة! يقدم يؤخر ينام على مزاجه هذا متوعد بالويل وهو يصلي! لكنها صلاة أشبه ما تكون بصلاة مستهزئ لعاب لا يؤدي صلاة ترض ربه سبحانه ولا عبادة تبيض وجهه! وهكذا يقول الله عز وجل { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيًا }
- فماذا لهم يالله؟ الإكرام الإنعام الاحترام! ماذا سيلقون عندك يا الله؟ سيلقون عذابًا وحسابًا شديدًا ونكالًا وجحيمًا وعذابًا أليمًا - ليس هناك إكرام لمن لم يكرم نفسه بطاعة الله ؟ وليس هنالك إنعام لمن لم يعمل صالحًا لينجيه الله! وهكذا عباد الله - يصف الله عز وجل المضيعين لصلاتهم بأنهم مجرمون وهل ترضى أن تسمى مجرمًا يا أخي؟! أنت لا ترضى ولا تحب ذلك لكن ما يعمل معك إذا تركت صلاتك قال الله عز وجل { كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين }
سماهم الله مجرمين وإن سموا أنفسهم مؤمنين! وإن تظاهروا أنهم أحسن الناس وأنهم أطيب الناس قلبًا وأحسن الناس خلقًا وأحسن الناس سيرةً وهم قطاع صلاة هم عند الله وفي ميزانه مجرمون { يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين }
- اعترفوا وأقروا بذنبهم وخطيئتهم - أول ذنب اعترفوا به أنهم لم يكونوا من المصلين!
وقال الله عز وجل { وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ويل يومئذ للمكذبين}
- الذي لا يركع والذي لا يسجد والذي لا يصلي والذي لا يعبد ربه مكذب بلقاء الله أي والله! فوالله لو تيقن لقاء الله وخشي عذاب الله لما ضيع صلاة واحدة ولكانت الصلاة عنده أغلى من دمه ولحمه وماله وولده قال النبي صلى الله عليه وسلم { من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله } من ضيع صلاة واحدة وتهاون بها حتى خرج وقتها فكأنما أصيب بمصيبة لا تنجبر كأنه افتقد ولده وافتقد ماله وصار وحيدا وصار فردا وصار لا يملك شيئا - فكأنما وتر أهله وماله.
*- وهكذا عباد الله - الذي لا يعبد الله لم يكن يوما من الدهر متشبها بالصالحين أبدا - ولا بالأنبياء والمرسلين ؛ ولا بملائكة الله المقربين ؛ وإنما تشبه بإبليس عدو الله - من لعنه الله ومن طرده الله من رحمته { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ؛ قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين - قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين } لأنه لم يسجد لآدم تكريما وتشريفا وامتثالا لأمر الله - فكيف بمن لا يسجد لله؟ كيف بمن يدعى أن يسجد لله فلا يسجد؟ وأن يصلي لله فلا يصلي! وأن يعبد ربه فلا يعبد؟ كيف يكون حاله عند الله؟! وما منزلته عند ربه؟!*
*يا عباد الله مرض خطير فتاك والله -* لا يرضى هذا مسلم لنفسه أن يكون تارك صلاة - ولا يجوز لأب أن يرضى لولده أن يكون تارك صلاة - ولا أم أن ترضى لابنتها وأولادها ولا أخ أن يرضى لأخوانه ولا جار لجاره ولا داع وعالم لمجتمعه وقومه أن يعيشوا على ترك الصلاة وعلى البعد عن طاعة الله سبحانه وتعالى - اتقوا الله يا عباد الله في عبادة الله عز وجل.
*- لقد قست قلوب الناس بسبب كثرة الفتن* وكثرة ما حل بهم فقست قلوبهم وغلظت طبائعهم حتى نسوا ذكر ربهم.
نسأل الله السلامة والعافية.
*الخـطبة الثانيــة :-*
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أنا بعد :-
- ومما توعد الله عز وجل المتهاونين بالصلاة والمضيعين لها بخزي عظيم وفضيحة كبرى أمام العالمين - لو بذلوا ملىء الأرض ذهبا على أن لا يفضحهم الله لفضحهم ولما قبل منهم لأنهم أعرضوا واستكبروا قال الله عز وجل { يو يكشف عن ساق - أي يوم القيامة يوم الشدة والأهوال - ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون }
*- ومن ذلك أن ربنا سبحانه وتعالى يكشف عن ساقه جلا وعلا وهي آية وعلامة بينه وبين عباده المؤمنين فإذا كشف عن ساقه خرَّ كل مؤمن صادق ساجدا لله في ذلك اليوم العظيم ؛ ومن لم يسجد في الدنيا ؛ ومن سجد رياء وسمعة لا يستطيع أن يسجد - لماذا لا يستطيعون؟! لأن الله يجعل ظهورهم كالحديد طبقا واحدا* *- إنك يا عبدالله مخلوق لتعبد ربك ؛ قال قتادة رحمه الله { من تفكر في نفسه ؛ علم أنه خلق لعبادة ربه } لين الله عظامك وجعلك ذا أعضاء وعظام ومفاصل وغضاريف تتحرك وتميل وتنحني لكي تسجد لله سبحانه - وإلا لخلقك كما يخلق الحمار لا يقدر على أن يميل ولا يقدر على أن يجلس كما يجلس الإنسان قال الله سبحانه { ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلًا } { يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك } { خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى
*《 قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلقٍ عليمٍ 》* - هل تذكرت يا تارك الصلاة أنك ستبعث حافيًا عاريًا كما خلقك الله ؟! هل ذكرت أنك ستلقى عملك ؟ وتؤخذ صحيفة عملك ؟ تأخذ صحيفة عملك - إما باليمين أو الشمال ! هل تذكرت أن الذي سيحاسبك هو الله - الذي يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور - هل تذكرت أن في ذلك اليوم يؤتى بجهنم ولها سبعون ألف زمام ؛ مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ؛ إذا رأت أهلها وأصحابها سمع لها تغيظ وزفير ؛ *《اذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظًا وزفيرًا 》* - هل تذكرت يا تارك الصلاة أن في نار جهنم مقامع الحديد ؛ والمطارق ولباس النار وشراب الحميم والزبانية الغلاظ الشداد ؛ أين تذهب ؟ الطريق ليست مفروشة لك بالورد ؛ ولا أمامك منهلٌ سهل ؛مرتقًا صعب ؛ *《 إن زلزلة الساعة شيء عظيم》* زلزلة الساعة شيء عظيم ؛ تشيب فيه مفارق الولدان ؛ وتضع كل ذات حمل حملها ؛ أين تذهب ؟! من ينقذك من يرحمك ؟! إذا صرت من الاشقياء عياذًا بالله - فاحذر احذر غاية الحذر من ترك الصلاة ومن العناد ومن الإعراض عن عبادة الله عز وجل ما تنفعك الدنيا كلها ما تنفعك فضلًا عن أن تنفعك جربة أو ولد أو مال أو مطمع دنيوي من أجله تترك صلاتك ؛ انتبه الأمر خطير جدًا ؛ الموت أقرب إليك من غمض العين أنت الآن في الدنيا في لحظة وأنت من أهل القبور - فالله الله عباد الله - الله الله في صلاتكم - وفي عبادة ربكم - حافظوا على صلاتكم - واتقوا الله وراقبوه.
نسأل الله عز وجل أن يأخذ بنواصينا إلى البر والتقوى وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه
سبيل الله ؛ وأنه يطلب ويسعى في لقمة العيش والذي يعمل والذي يشتغل هذا مجاهد إلى غير ذلك من الكلام ويرخص لنفسه ترك الصلاة ربما غالبًا أو أحيانا هؤلاء الذين يتركون على هذا الحال مصيرهم إذا علموا أو نُبِّهوا أو أُرشدوا أو حُذِّروا أن يهتدوا بإذن الله عز وجل - وأن يصلوا وأن يتركوا قطع الصلاة ؛ - - بقي قسم آخر وهو من يتركها جاحدًا لوجوبها ؛ منكرًا لفرضيتها فيقول مع علمه وبلوغ الحجة إليه - الله ما فرض صلاة ؛ ولا أوجب صلاة ؛ ولا هناك صلاة ؛ ينكرها - تقر بالصلاة يا مسلم يا عبد الله هذا باعتبار أنه في أوساط المسلمين يقول ما في صلاة ؛ أنا أُنكر أن هناك صلاة فهذا كافر مرتد ؛ بإجماع المسلمين - لم يختلف أحد من أهل العلم في شأن هذا الذي ينكر أمرًا معلومًا من الدين بالضرورة ؛ فينكر فرضية الصلاة ؛ أو فرضية الزكاة ؛ أو فرضية الصيام ؛ أو فرضية الحج ؛ او ينكر أن الربا حرام ؛ أو أن الزنا حرام ؛ أو أن أكل مال اليتيم حرام ؛ ينكر ويستحل ذلك ؛ أو أي شيء مما هو معلوم من الدين بالضرورة ؛ *هذا يكون كافر يكون كافرًا كفرًا أكبر يخرجه من الملة* نعم عباد الله وأما من ترك الصلاة تكاسلًا وتهاونًا وهو الغالب على كثير من الناس إلا من رحم الله ؛ - الصلاة فرض عليك يا عبد الله يقول نعم فرضها الله ؛ والصلاة طيبة ؛ ويا ليتني أصلي ؛ صل يا عبد الله - قال الشيطان - مشغول يتهاون ويتكاسل ؛ ويرخص لنفسه بهذه الشبهة أنه لا يصلي فهذا أيضًا ما يترك - ولا يكن له مجال على ما يفهم كثير من الناس أنه حر ؛ لأن هناك دعوة الآن هناك دعوة إلى ما يسمى بالحرية ؛ وأن للإنسان أن يختار الدين الذي يشتهيه ؛ والمذهب الذي يريده ؛ والمبدأ الذي يستحسنه ؛ أنت حر تريد تصلي صليت ؛ ما تريد أن تصلي لا تصلي ؛ تريد تدخل المسجد دخلت ؛ تريد تدخل الكنيسة دخلت ؛ تريد تسرق اسرق ؛ تريد تزني ازني ؛ كل ذلك مسموح ديمقراطية حرية يعمل ما يشاء - فيقول إذًا أنا حر أصلي أو لا أصلي ؛ لا يتحكم علي أحد ولا يؤمرني أحد ؛ وليس علي أوامر عسكرية أن أصلي ما أنا مصلي هكذا ؛ الصلاة واجبة عليك ؟! يقول نعم واجبة ؛ صلي يقول ما سأصلي مزاج ؛ هذا الذي لا يصلي يدعى ويؤمر بأن يتوب إلى الله عز وجل من هذه الكبيرة التي هو عليها ؛ فإن صلى وتاب إلى الله عز وجل فبها ونعمة ؛ وإن لم يصلِ اختلف أهل العلم فقال بعضهم الذي يتركها تكاسلًا وتهاونًا مع اعتقاده واعترافه بوجوبها كافرٌ كفرًا أكبر يخرجه عن دائرة الإسلام ؛ فإذا مات على تلك الحال من قطع الصلاة فإن حكمه حكم الكافرين ؛ فلا يغسل ؛ ولا يكفن ؛ ولا يُصلى عليه ولا يُقبر في مقابر المسلمين ؛ ولا يَرِث من تركة مُوَرِّثِه المسلم ؛ ولا يرِثُه الذي هو من ورثته ؛ لا يَرِث ولا يُوَرَّث ؛ لأن من موانع الإرث اختلاف الدين - وهذا دينه يخالف دين المسلمين لأنه تارك صلاة - وكافر بالله عز وجل ولا يقبر في مقابر المسلمين وأنه إذا ترك صلاة ادأو صلوات فإن زوجته التي عنده لا تحل له إذا كانت تصلي وهي مسلمة ؛ لأنه صار بترك الصلاة كافرًا ؛ والله عز وجل يقول في شأن الكافرين *《 لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن》* - فالمسلمة لا تحل للكافر ؛ والكافر لا يحل للمسلمة ؛ ولهم في ذلك أدلة كثيرة منها قول النبي عليه الصلاة والسلام كما في مسلم من حديث جابر بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة 》
- بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ؛ أي هناك حاجز ومانع يمنع العبد من أن يَصِل إل أن يكون كافرًا ؛ ما دام بين المسلمين ؛ ومقرًا بالإسلام وهو صلاته فإذا ترك صلاته كفر - *▪︎وهكذا من حديث بريدة عند أصحاب السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :- العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر》*
*- وهذا أمر خطير جدًا عباد الله ؛ وأمر عصيب على من يستمر على هذا الحال الذي لا يرضي الله سبحانه وتعالى - أن يكون تارك صلاة - وعلى قول بعض أهل العلم أنه لا يكون كافرًا كفرًا أكبر ؛ وأن آثمه وجرمه خطيئته أعظم من أي كبيرة دون الشرك - فتارك الصلاة عند بعض اهل العلم لا يكفر ولا يخرج من الإسلام - لكنه أعظم من الزاني ؛ وأعظم من الزاني ؛ وأعظم من قاتل النفس في الإثم ؛ وأعظم من قاطع الطريق ؛ وأعظم من آكل مال اليتيم ؛ وأعظم من شاهد الزور ؛ وأعظم من آكل الربا ؛ وأعظم من عاق والديه ؛ وقاطع رحمه ؛ وهلم جرَّا من الكبائر لأنه ترك ركنًا عظيمًا من أركان الإسلام ؛ وهدم العمود الكبير في دين الله عز وجل الذي بعد الشهادتين - فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول *《 رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سلامه الجهاد في سبيل الله 》*
- فمن يرضى منكم يا معاشر المسلمين - يا شباب المسلمين ؛ من يرضى منا رجالًا ونساءً أن يكون حكمه دائرًا بين كافر خارج من ملة الإسلام أو أنه أعظم جرمًا من أي مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب ؛ من يرضى مننا أن يكون حاله هكذا ؛ فعلينا أن نتقي الله عباد الله - وأن نحاسب أنفسنا إذا لم يكن لنا حسيب ورقيب من المخلوقين ؛ فلنحاسب أنفسنا ولنجزم ونعتقد أن
خطبة مفرغة لشَيْخنَا الْفَاضِلِ: *أَبِـي عبدالله محمد بن أحمد العنسي حفظه الله ورعاه*.
بعنوان :-
*{ حكم تارك الصــلاة }*
الْـخُــطْــبَــةُ الأولــــى:
الْحَـمْدُ للهِ، نَحْمَدُهُ تَعَاْلَى وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وصحبه وَسَلَّمَ.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:1].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب:70-71].
▪︎أيها الناس : سمعنا فيما مضى شيئًا مما يتعلق من أمر المحافظة على الصلاة وأن المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله الذي رضي الله عز وجل له هذا الدين واختاره له ؛ واختاره أيضًا لأن يكون من المسلمين ومن أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم التي هي خير الأمم وأفضل الأمم قال الله عز وجل *《كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله》*
- المسلم الذي هذا حاله ووصفه وقد بلغته الحجة وعلم أن الصلاة ركن من أركان الاسلام وأنه لا يتم إسلامه ودينه إلا بأن يصلي وأن يقر اولًا بوجوبها وبفرضيتها ؛ ثم يقوم بادائها استجابة لله الذي خلقه لعبادته قال الله *《وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون》* - واستجابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي دعا أمته إلى كل خير وفضل وبر ونفع في الدنيا والآخرة وهو صلى الله عليه وسلم بفعله وبقوله كان عليه الصلاة والسلام سيد العابدين سيد المصلين سيد الخاشعين عُلم علم اليقين من حاله عليه الصلاة والسلام أن الصلاة قرة عينه وأنه كان يفزع إلى الصلاة وأنه إذا كان في مهنة أهله وفي بيته فإذا نودي بالصلاة وحضر وقت الصلاة خرج عليه الصلاة والسلام من بيته ومن عند أهله حتى كأنه لا يعرفهم صلى الله عليه وسلم وفي مرض موته صلى الله عليه وسلم اشتد عليه المرض حتى كان يغمى عليه صلى الله عليه وسلم قبل موته بأيام ثم يدعو عليه الصلاة والسلام بماء ويقول ضعوا لي ماء في المخضب فيغتسل صلى الله عليه وسلم لكي ينشط فإذا أراد أن يقوم بعد أن يغتسل يُغمى عليه ؛ عليه الصلاة والسلام لثقل المرض وشدته - لأنه بشر ؛ يصيبه من المرض ويصيبه من الحزن ويصيبه من آلام هذه الدنيا ما يصيب غيره عليه الصلاة والسلام - وفي كل مرة يُفيق يقول عليه الصلاة والسلام أصلى الناس ؟! فيقولون لا يا رسول الله : وهم ينتظرونك ثم يعود مرة أخرى ؛ فإذا أفاق قال أصلى الناس قالوا لا يا رسول الله - وهم ينتظرونك ثلاث مرات فلما أحس من نفسه خفة خرج النبي صلى الله عليه وسلم يهادى بين رجلين من أصحابه لكي يصلي وليحضر الصلاة مع المسلمين وهكذا خلفاؤه من بعده علم عنهم هذا فعمر رضي الله عنه لما طعنه أبو لؤلؤة المجوسي لعنه الله وهو يصلي صلاة الفجر فلما أغمي عليه ؛ وخرج الدم من جرحه حمل عمر رضي الله عنه إلى ناحية المسجد فافتقد الناس صوته الذين كانوا بعيدين عنه فبعضهم يسبح وبعضهم لا يدري ما الخبر ! فتقدم عبدالرحمن بن عوف وأكمل الصلاة بالمسلمين وصلى صلاة خفيفة - فلما أتوا عمر وهو مغمى عليه وقد أثر عليه الجراح لأن ذلك المجوسي طعنه بخنجر ذي حدين مسموم - فكانوا يقولون يا أمير المؤمنين ؛ وحلت بهم مصيبة حتى قال بعضهم لو أصيب أحدنا بولده لكان أهون علينا فقال بعضهم أنا سأجعله يجيبكم ؛ ثم قال الصلاة يا أمير المؤمنين الصلاة ففتح عينيه وقال الصلاة لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ؛ وفي تلك الحالة الحرجة الصلاة لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ؛ إن ترك الصلاة يا عباد الله بالكلية قد يكون لذلك أسباب ؛ إما أن يتركها الانسان جهلُا ولم يكن قد علم أنها واجبة وأنها ركن لكونه حديث عهد بإسلام أو يعيش في بادية من البوادي التي لم يصلها علم ولا تبليغ ولا إرشاد ولا نصح وربما عاش في بيئة لا تصلي ولا يهتمون بالصلاة فيتركها لأنه يرى الناس لا يصلون ولم يبلغه علم أن الصلاة ركن من أركان الإسلام فهذا معذور بجهله حتى يبين له ويتعلم فإذا أُقيمت عليه الحجة وعلم أن الصلاة ركن وفرض وواجب - يلزم عليه ان يصلي وجوبًا - ومن ترك الصلاة جهلًا لمرض أو