نصيحتي لك أن تنخلع عن الواقعية في نظرك للصراعات اليوم، وأن تقسّم العالم قسمين لا ثالث لهما، وأن تنسلّ من خدعة التفاصيل التي تصوّر الأحداث على أنها مجرّد ردود فعل براقماتية لحفظ توازنات السلام العالمي والمصالح القومية والرأسمالية، إذ ليس هنالك أي دوافع ذات جذور تاريخية يمكن تحديدها وتفسيرها إلا في عقول المؤامراتيين. فمنظور المصالح في التحليل السياسي هو نفسه منظور كل الإعلام المفتوح بالمجان واللي دوره - طبعاً - يثقّفك ويزودك بالوعي.
Читать полностью…[1]
إِلهي بنُورِ الذَّاتِ في القِدَمِ الأَسْمَى
بحضرَةِ قُدْسٍ ضِمْنَها حضرَةُ الأَسْمَا
[2]
بسِرِّ كتابٍ قد نشَرْتَ بطَيِّهِ
لأَهلِ الهُدى سِرًّا وأَفهمْتَهُمْ حُكْمَا
[3]
بأُسْلوبِ حالٍ في القُلُوبِ بثَثْتَهُ
فأَتْرَعْتَهَا من نورِ حِكمتِكَ العُظْمَى
[4]
بأَفئدَةٍ طارتْ إليكَ بصِدقِها
وما عَلِقَتْ سَلْمَى ولا عَشِقَتْ أَسْمَا
[5]
بهمَّةِ أَقوامٍ تَزاحَمَ عُومُها
على بابِكَ العالي وأَبعَدَتِ المَرْمَى
[6]
بمَدِّ أَنينٍ من رِجالٍ بلَيْلهِمْ
لأَجلَكَ يا موْلايَ قدْ مزَّقوا العَتْمَا
[7]
قد اشْتَعَلَتْ شيباً عليكَ رُؤوسُهُمْ
وفي حُبِّكَ المَقْصودِ قد أَوْهَنوا العَظْمَا
[8]
بلهفَتِهِمْ إذْ يَخْشَعونَ تَبَتُّلاً
إليكَ وللأَغْيارِ ما حَمَلوا هَمَّا
[9]
برقْراقِ دمعٍ سَلْسَلَتْهُ عُيونُهُمْ
عُيوناً وما اسْطاعوا لإفْشائِها كَتْمَا
[10]
بإِخلاصِ أَلبابٍ بنورِكَ أَشرَقَتْ
جَلَوْتَ عليها من طِرازِ الهُدى رَقْمَا
[11]
بوَجْدِ صُدورٍ فيكَ قدْ شُرِحتْ وقدْ
أَضاءَتْ ولم تحمِلْ لشأنِ السِّوى غَمَّا
[12]
بكلِّ بِساطٍ للرِّجالِ فرَشْتَهُ
بِبَابِكَ حتَّى جدَّدوا في السُّرى العَزْمَا
[13]
بقُرْآنِكَ المَفْروغِ في قلبِ أَحمدٍ
نبيِّ الهُدى أزْكى صُنوفِ الوَرَى فَهْمَا
[14]
بِخَلْوَتِهِ في حضرَةِ الأُنسِ والرِّضا
بشأنٍ به قدْ زِدتَّهُ دائِماً عِلْمَا
[15]
بما شارَفَتْهُ منكَ روحُ جَنابِهِ
فأَصبَحَ أعلى الأَنْبِياءِ الأُلَىٰ نَجْمَا
[16]
ببُرْهانِهِ الفَيَّاضِ من طَوْرِ عزمِهِ
بمَجْلى مَنارٍ منهُ أَتمَمْتَهُ حَزْمَا
[17]
برأفَةِ قلبٍ قَد طَّوَيْتَ بذاتِهِ
فقامَ رَؤُوفاً مِثْلَمَا نَعْتُهُ قِدْمَا
[18]
بِقُدْرَةِ سُلطانٍ أَفَضْتَ لحالِهِ
فقامَ لكلِّ الرُّسْلِ والأَنبِيَا خَتْمَا
[19]
بكلِّ نبيٍّ نابَ عنهُ بغَيْبِهِ
وكلِّ وليٍّ من عِنايَتِهِ شَمَّا
[20]
بجَدِّي أَبي العَبَّاسِ وارِثِ حالِهِ
ومن نالَ سهماً عزَّ من طَوْرِهِ سَهْمَا
[21]
بأَسْلافِنا الغُرِّ الكِرامِ جميعِهِمْ
ومن لهُمُ يُعزى ومن لهُمُ يُنْمَى
[22]
تَدارَكَ بفضلٍ منكَ رَبَّاهُ رَحمَةً
وأَفرِغْ علينا الصَّبْرَ وأصْلِحْ لنا العَزْمَا
[23]
ومكِّنْ سُيوفَ البطشِ مِنْكَ تفرُّداً
بقومٍ عَلينا قدْ بَغَوْا سيِّدي ظُلْمَا
[24]
وخُذْهُمْ بِقَبْضِ القهرِ واقْطَعْ حِبالَهُمْ
وجَلْجِلْ عليهِمْ من وَتيرِ القَضا سَهْمَا
[25]
رفعْنا إليكَ الحالَ يا رافِعَ العُلى
وجِئْنا بنقصٍ إنْ نظَرْتَ لهُ تَمَّا
[26]
فطهِّرْ من الأَدْناسِ رَحْبَ قُلوبِنا
بنورِ التَّجلِّي واكْشِفِ الهمَّ والغَمَّا
— الروّاس الصيادي
«لا يحق لأي رجل أن يكون هاويًا في مجال التدريب البدني، إنه لمن العار أن يشيخ الرجل دون أن يرى الجمال والقوة اللذين يقدر جسده يصل إليهما»
-سقراط (470 قبل الميلاد-399 ق.م).
على اليمين: رجالان عربيان من بدو عسير خمسينيات القرن العشرين.
على اليسار: أحد سكان استراليا الأصليين.
إنك في صراع ذي حسابات كونية طاحنة لا وزن فيها للأفراد، إذ ليسوا سوى أرقام داخل خوادم تزيد وتنقص، وقد بلغ ذروة الحسم أو أنه أوشك؛ لذا فخير ما تفعله هذه الأيام في هذه الأدغال الرقمية الضارية أن تقيم لك وزناً بينك وبين نفسك علّك ترجّح به كفّة الخلاص يوماً ما، أو أدناه أن تنجو وينجو بك نفرٌ أو أقلّ من أهلك وصحبك؛ فتدارك واستخلص نفسك بأن تحشد كل ما وُهبت من ملكات وتشحذها لأقصى ما بوسعك، وتتسلّح بالاستقامة وقوة الجسد بمداومة التمرين والكفاف والزّهد والمبالغة كل المبالغة في تحرّي الحلال والصحي من الطعام. وألا تترك قوت روحك اليومي ممّا تيسر من الكتاب والحكمة والذّكر وسِيَر الأوائل العِظام ولطائف العارفين، وأن تقرأ تاريخ أعدائك جيدا، تاريخ الصراعات لا تاريخ النّظر، بالذات تاريخ العالم الحديث متمثّلاً في النظام الدولي وأقطابه وسياساته واقتصادياته وما يحرّكه ظاهراً وباطناً. فإن لم تنبرِ لذلك كله، فلا أقل من أن تلتزم شيئًا منه أو شيئين، وليس دون ذا إلا الرضوخ المحض. واعلم أن عقداً أو عقدين ليست سوى لحظة خاطفة في عمر التاريخ؛ فلا يستبدنّ بك اليأس أو طول الأمد.
Читать полностью…«إن فلاسفة اليوم محاطون بمحرمات أكثر من الساحر البدائي.»
-نيكولاس غوميز دافيلا، الرجعي الأصيل.
لا أتفق مع الرؤية المؤامراتية المتطرفة التي تقول أن التاريخ الإسلامي مخترق، فالحقيقة أن مئات المحققين في شتى فروع هذا التاريخ المذهل أثبتوا أنه جلي الشخصية يطفح بالكنوز التي لم تُفتح بعد. لكن هناك أزمة حقيقية يعاني منها تاريخنا، وهو أن شقه السياسي كُرِّس من منظور باطني دموي مبتسراً من اتجاهاته الاجتماعية والحضارية، إذ أن الباطنيات يتلبّسها هذا الشعور بالمظلومية والحقد فلا ترى في التاريخ سوى مأساة طويلة من الظلم والاضطهاد والعنف.
وقد قامت المؤسسات الحداثية المستحدثة أو المحدّثة، بشقّيها النظامي والحركي، على مدى قرن أو أكثر قليلاً، عبر رؤى استعمارية استشراقية واستخبارية، بهندسة الوعي الشعبي ليصير باطني الرؤية التاريخية لذاته وهويته تحت شعارات تجديد الموروث ونقد الذات، وحاولت طلائع هذه المؤسسات أن تقنعنا بكل صفاقة بأن القدماء لم يفهموا التاريخ أو أنهم فهموه ولكنهم اختاروا الاصطفاف إلى جانب الطغيان ضد العدالة والإرادة الشعبية عبر تدليس الروايات أو اعتساف تفسيرها، وقد نجحت. ولكن الأيام لا تفتأ تخبرنا أن أولئك العمالقة العظام الذين عرّض بهم هؤلاء العملاء قد فهموا كل شيء وقالوا كل شيء.
أجلى مثال على ذلك أنك ترى الزخم الذي تأخذه ذكرى مقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه كل سنة على المنابر وفي المحافل والإعلام، بينما لا يُذكر أبدا ولا يحضر في الذاكرة الشعبية مقتل الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه الذي هو أخطر من مقتل الحسين بمستويات شاسعة لا يكيلها ميزان، في مقامه وفي أثره التاريخي، الديني والحضاري، بل حتى في الدموية والإجرام والاجتراء على المقدسات.
فعثمان، الذي اتخذ موقفه الصارم المعروف، والذي كان غريبا على شخصه الموصوف بالحياء والوداعة، فوحد المصاحف بالقوة وبدد المحاولة الباطنية الأولى لضرب الدين عبر ضرب قراءات القرآن بعضها ببعض. والحق أن عثمان والحسين هما من ضحايا الرؤى الباطنية؛ فقد كان مقتل عثمان محاولة لإيقاف حضارة فتية جارفة نجحت في تحرير العالم من الرؤى الباطنية بالذات عبر تدمير حواضنها الامبراطورية ونشر الرسالة، أما مقتل الحسين فقد اتُّخذ سدّاً باطنيًا أمام هذه الحضارة.
إن تاريخنا هو المرآة التي ننظر بها إلى أنفسنا أفراداً وجماعة، وإنه أعظم بكثير من أن يُختزل في منظور باطني وضيع يحيله إلى مجرد ثنائية سفّاحين ومضطهدين.
انهيار المنظومة الإعلامية التي شكلت وعي الغربيين عن الإسلام والذي تصاعد مؤخراً بفعل الزخم الذي أحدثه الطوفان، يذكرني بسورة الجن، إذ يحكي لنا مستهلّ السورة إفاقة الجن من الوعي المزيف الذي كان يبثه السفيه لعنه الله في الأرض، إذ يقول شططاً أن لله شريك وصاحبة وولد. ويعبر القرآن عن سذاجة الجن بلسانهم في الآية الكريمة «وأنا ظننا أن لّن تقول الإنس والجن على الله كذبا»، إذ سلموا للوعي المزيف السائد الذي كان يبثه إبليس لمجرد كونه سائدًا، وهذا يطابق تماشي الغربيين الساذج مع السردية الإعلامية العولمية السائدة - أو الناراتف narrative - حول الجماعات والأفراد والأفكار الذي تتبناه مؤسساتهم الحاكمة. ولم يكن من الجن سوى أنهم استمعوا، فقد كان يكفي الاستماع بإنصاف لينهار الوعي المزيف وما كرّسه من أفهام وأحكام. ومن الحتميات التاريخية أن انهيار أي منظومة يبدأ بفقدانها القدرة على تشويه الحقيقة وحجب الناس عنها؛ أي بفقدانها القدرة على الكذب.
— الصديق ب.م.ش
يقول لنا التاريخ الجيوسياسي لفلسطين منذ عصور ما قبل الميلاد إلى عصرنا هذا أمرًا جوهريًا ينبغي ألا ننساه أو نتناساه، وهو أن حُكم بيت المقدس طالما كان التتويج للهيمنة على أقاليم الهلال الخصيب وما حولها، أي أنه المنتهىٰ لا المبتدىٰ.
Читать полностью…• الثقافة والمنهج — حوارات مع الدكتور عبد الوهاب المسيري، دار الفكر، طبعة1، ص348
—————
«عدونا هو الغرب، عدو البشرية الأوحد، وأداته الضاربة في عدوانه المستمر على البشرية هي الولايات المتحدة الأمريكية التي تخوض معنا حرب إبادة؛ إما هي وإما نحن. وسنكون نحن.»
• مدارات صوفية — هادي العلوي
ما هذا الشيء إلا تجسيد لأحد حلقات الظاهرة التاريخية إذ يصر الرجل الأبيض بإمعانٍ عجيب في الضعة أن يكون مخنّثاً لليهود.
Читать полностью…..
«وذلك أنّ الشّرف والحسب إنّما هو بالخِلال؛ ومعنى البيت أن يعدّ الرّجل في آبائه أشرافاً مذكورين، تكونُ له بولادتهم إيّاه والانتساب إليهم تَجِلّة في أهل جلدته، لما وَقَرَ في نفوسهم من تجلّة سَلَفِه وشرفهم بخلالهم. والنّاس في نشأتهم وتناسلهم معادن، قال صلّى الله عليه وسلّم «النّاس معادن، خيارهم في الجاهليّة خيارهم في الإسلام إذا فقهوا». فمعنى الحسب راجعٌ إلى الأنساب، وقد بيّنا أنّ ثمرة الأنساب وفائدتها إنّما هي العصبيّة للنّعرة والتّناصر، فحيث تكون العصبيّة مرهوبة والمنبت فيها زكيٌّ محميّ، تكون فائدة النّسب أوضح وثمرتها أقوى. وتعديدُ الأشراف من الآباء زائدٌ في فائدتها، فيكون الحسب والشّرف أصليّين في أهل العصبيّة لوجود ثمرة النّسب. وتفاوت البيوت في هذا الشّرف بتفاوت العصبيّة، لأنّه سرّها. ولا يكون للمنفردين من أهل الأمصار بيتٌ إلّا بالمجاز، وإنْ توهّموه فزخرف من الدّعاوى»
— مقدمة ابن خلدون، الفصل الثالث عشر: في أنّ البيت والشرف بالأصالة والحقيقة لأهل العصبيّة ويكون لغيرهم بالمجاز والشبه.
تدمير السياق هو أخطر ما أحدثته مواقع السوشال ميديا، ليس فقط لأن ذلك مكنها من اختراق الانسان عصبيا وإبقائه في حالة إدمان هرموني لا يتوقف فيها عن التقليب بحثا عن اللذة، بل لأنها أخذت كذلك تجرّف حدود الممكن والمسموح، فبما أن اللعبة تعتمد على إبقاء الدماغ فائرًا بالدوبامين والأدرينالين، فلماذا يكون هنالك حدود أخلاقية مثلا أو خطوط حمراء؟ فالملاحظ الآن أن المقاطع القاسية كالحوادث والتعذيب والافتراس البشع صارت متاحة، وفي أحسن الظروف يحجبها تحذير عبيط من بشاعة المشهد تحته زر الموافقة عالمشاهدة. وهذه مرحلة خطيرة في الحرب على الإنسان، لأنها تستهدف جوهره مباشرة. كيف؟
يمكن أن نتخيل رهافة الشعور في النفس بوصفها طبقات رقيقة متراكبة، وبقدر سماكة هذه الطبقات تكون رهافة شعور الإنسان؛ - ففي العموم - الطفل مثلا أكثر رهافة من الصبي، والصبي أكثر رهافة من الشاب، والشاب أرهف من الرجل قد بلغ أشده. هذه الطبقات قد تكون مجتمعة حاجزًا سميكًا يتنافر مع الصور والأفعال البشعة والقاسية، لكن لكون هذا الحاجز ليس سوى طبقات رقيقة من الشعور، فإنه سهل التهتيك، وهو في كل إنسان يتهتك بالقدر الذي تتطلبه الحياة عموما، كاعتياد الناس مشاهدة ذبح الحيوانات المأكولة وتقطيع لحومها، أو في حالات خاصة تفرضها ظروف كالمهنة، مثل المقاتل في الجبهة، أو المسعف الذي يعتاد الأشلاء، أو الجرّاح. لذا فتهتّك حاجز الرهافة ضروري لكل إنسان بقدر معين يفرضه الواقع، وبدون أن يعتاد الإنسان شيئًا من البشاعة والقسوة لا يكون كفؤًا للعالم، ويبقى هشًّا مهيضًا لا يقوى على الحياة.
ولكن حتى تبقى عملية التهتيك سليمة و"إنسانية"، فإنها لابد أن تحدث ضمن سياق وبحدود، فالجزار مثلا لا يقتل الحيوانات عشوائيا، بل هو يقتلها في سياق مركّب، فالجزارة مهنته، وهو يلتزم فيها بمنهجية وتقنيات، كالتزامه بترتيب معين، الذبح ثم السلخ ثم التقطيع، لذا فهو حتى مع اعتياده قتل الحيوانات، فإن التزامه بالسياق في مهنته يُبقي رهافة حسه متماسكة في مستوى معين، كأن ينفر من مشاهد قتل الحيوانات عشوائيا أو تعذيبها. وبالقياس، فالمشرّح مثلا يعتاد تشريح الجثث في حدود سياق مهنته، لذا فرهافة حسه إزاء مشاهد تقطيع الأحياء مثلا أو التمثيل بالجثث تبقى متماسكة. ومسعف الحوادث يحكم عليه السياق بالتعامل مباشرة مع الحدث، أي أنه قد يتعامل مع أجساد مقطعة وأشلاء، ولكنه لا يشهد حدوثها، فبالتالي يحافظ السياق على رهافة حسه حصينة من أن تتهتك دفعة واحدة بحيث تبقى مشاهد حدوث الحوادث وتطاير الأشلاء في نفسه باعثة على النفور.
أخطر ما قد يحاوله أي إنسان هو أن يعبث بحاجز الرهافة هذا، أو أن يتمرد فيه على السياق بأن يخضع لنوازع الفضول أو الإدمان، كونه "لرهافته" سهل التهتيك، وكون إعادة ترميمه تستحيل إلا في ظروف نادرة، والأهم، كونه حاجز ليس دونه إلا الجوهر، فتهتيكه يعني تعرية جوهر الإنسان من خصائصه الآدمية. فالإنسان كائن سياقي، والسياق يفرض عليه دائمًا معانٍ واعتبارات كالنظام والذوق والجمال، وتحطيم السياق يعني تحطيم كل هذه المنظومة الإدراكية والشعورية والتي لا يكون إنسانًا إلا بها.
السلامُ على مَدَد الأولياء من العارفين والمحاربين، سيدُ كلِّ ما في الكون، صلى الله عليه وسلم، السلامُ على إمام الصدّيقين خير من سارَ على الأرض بعد الأنبياء والرُّسُل؛ كل عام والهجرة تقويضٌ للظلم وشقاءٌ للظالمين.
Читать полностью…«عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو بن العاص قال: كُنَّا عِندَ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم فجاءَ رجُلٌ مِن أهلِ الباديةِ عليه جُبَّةُ سِيجانٍ مزْرورةٌ بالدِّيباج، فقال: ألَا إنَّ صاحِبَكم هذا قد وضَعَ كلَّ فارِسٍ ابنِ فارِسٍ ورفَعَ كلَّ راعٍ ابنِ راعٍ، قال: فأخَذَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بمَجامِعِ جُبَّتِه وقال: ألا أرَى عليكَ لباسَ مَن لا يَعقِلُ» — رواه الإمام البخاري في الأدبِ المفرد. والجُبّة ثوبٌ مشقوق المقدّم، والسيجان جمعُ ساج، هو طَيْلَسَان أخضر، والطيلسان وشاحٌ غليظ يُغَطَّى به الرأسُ والكتفان أو الكتفان دون الرأس، ومزرورة بالديباج أي أن أزرارها من الحرير الغليظ؛ وجاء في تاج العروس أن من شتائم العرب «يا ابن الطيلسان أي أنك أعجميّ، لأن العجم هم الذين يَتَطَيْلَسُون».
Читать полностью…الخطاب العام المعاصر يتجنب دائما تحميل الأفراد المسؤولية المباشرة أو وصفهم بالأنانية أو التقصير أو الحماقة، يجب دائما تحميل المسؤولية الكاملة لجهة ما قد تكون الرأسمالية "المتوحشة" أو المجتمع "المتخلف" أو الأهل "Toxic"، المهم أن لا يشعر الفرد بتأنيب الضمير نتيجة خياراته في الحياة، ولتحقيق ذلك يتم توجيهه نحو الشعور بالمظلومية وأنه ضحية قوة أكبر منه. هذا ما يمكنك أن تستشعره بوضوح في هذه الحلقة للمخبر الاقتصادي عن حليب الأطفال، حيث أن كل ما قيل فيها تقريبا يدفعك إلى تصور أن الاستبدال الواسع لحليب الأم بالحليب الصناعي سببه الأول والأهم هو مؤامرة رأسمالية حاكتها شركات صناعة حليب الأطفال من خلال استغفال الأمهات الساذجات والتلاعب بعقولهن. أما السبب الرئيسي والأول حقيقة، والذي لا يحتاج الأمر للكثير من الذكاء لتخمينه فقد تم كنسه تحت البساط بجملتين أو ثلاث لرفع العتب، لأنه ليس من الصائب سياسيا (مرادف "العيب" قديما) أن تقول بوضوح أن خروج النساء بشكل كثيف إلى العمل بعد الحرب العالمية الثانية ولساعات طويلة بعيدا عن المنزل هو سبب التراجع الكبير للرضاعة الطبيعية، قولك هذا سيفهم على أنه وصف للأمهات العاملات بأنهن أمهات سيئات وأنهن لسن Super Mamies يمكنهن القيام بكل ما يلزم وكل الأدوار في وقت واحد كما قيل ذلك لهن في المسلسلات وبرامج الثرثرة التي تقدمها برجوازيات يعملن لتحقيق ذواتهن (الترجمة: ملأ الفراغ).
مهما بلغ مكر الشركات ومستوى دهاءها في ترويج حليبها -وهذا موجود فعلا- فسيبقى الدافع الأول لاستعمال الحليب الصناعي بالنسبة للأم (بغض النظر عن دوافعها للعمل دور الرأسمالية في ذلك) هو الساعات العشر التي تقضيها بعيدا عن رضيعها الذي تركته مع مربيات الحضانة أو مع والدتها العجوز، أما التأثير الأكبر لشركات الحليب فيكون حول اختيار العلامة وليس فكرة الحليب الصناعي في حد ذاتها (طبعا سيوجد دائما من قد يعتقدن أن الحليب الصناعي أفضل للرضيع) كما حاولت أن تقدم ذلك اللجان الحكومية لمناقشة مسؤولية الشركات ثم انتهت إلى لا شيء عمليا لأنها تبحث في المكان الخطأ بسبب العمى الأيديولوجي، لكن لا بد لها في النهاية من مذنب ليصلب.
ومع نهاية الحلقة قد يعود إليك الأمل مع عودة المتحدث إلى السبب الأول، لكنه أمل في غير محله، لأنه عاد إليه ليقول أن المشكلة إما في الشركات غير الصديقة للأمهات لأنها على ما يبدو لا تحول مقراتها إلى حضانات أو في الدولة التي لا تقدم عطل أمومة طويلة ليتبنى بعد ذلك منطق ملكة فرنسا عندما قالت: "لماذا لا يأكلون البسكويت (البريوش) إذا لم يجدوا الخبز؟" بانتقاله إلى مثال النرويج الرائدة في مجال الرضاعة الطبيعية (الأعور يُتوج ملكا في بلد العميان) فقط لأن 78٪ من الرضع يحضون برضاعة طبيعية إلى غاية 6 أشهر و48٪ إلى 12 شهر (نسبة أعلى من الكثير من الدول العربية وفق المتحدث) وكأن النرويج على ضعف نموذجها بالمقارنة مع الوضع الطبيعي للبشر الذي كان سائدا قبل عقود فقط (100٪ رضاعة طبيعية) هو نموذج قابل للاستنساخ أينما تريد وكيفما تريد على كوكب زمردة.
ومن غير الرضاعة الطبيعية يمكنك أن تلاحظ نفس الصوابية السياسية والطابوهات في مجالات أخرى قريبة مثل مسألة ازدياد احتمال أن تلد الأم طفلا مختلا عقليا بعشرات المرات كلما كبرت في السن وخاصة مع تجاوز الأربعين، لن تسمع هنا كثيرا من لا يصدقون إلا "العلم" ولا شيء غير العلم يتحدثون عن هذا ويصدعون رؤوس الناس بحملات التوعية عنها لتشجيع النساء على الانجاب خلال فترة الشباب الأولى لأن ذلك يخالف التصورات النسوية عن تحقيق الذات من خلال العمل وتصورات البرامج الديموغرافية: "سيدتي، أخري الانجاب قدر استطاعتك، في حالة حدوث أي مشكلة نحن هنا لتسميتها متلازمة الحب".
خلاصة الموضوع هي أن المعاصرين يرفضون التصالح مع فكرة أنه ما من نموذج حياة قد يختارونه إلا وله ضريبة يجب دفعها فورا أو بعد حين، وعندما يصل دورهم عند محصل الضرائب يبحثون عن جهة ما يحملونها المسؤولية كما يحمل الإنسان الشيطان رذائله بدعوى أنه هو من زينها له.
ملاحظة: ليس موضوع المنشور هو المخبر الاقتصادي في حد ذاته بل هو مجرد مثال لتوضيح الفكرة، المخبر الاقتصادي ما هو سوى وسيلة إعلامية تتحدث مثل غيرها من إعلام Mainstream وفق روح العصر مع كل طابوهاته وصوابيته السياسية.
سبحان الله ما أبدعه وما أبهى آلاءه في الأرض والأفق والسماوات. يا رب مما سُوِّيَت نفوس الذين جحدوك وانحجبوا عن حقائق ملكوتك البديع وفيضك الدافق الذي ما من شيء في الوجود إلا هو مغدَقٌ به؟ صدق سيدنا ﷺ، لا يهلك على الله إلا هالك.
Читать полностью…نُشِرَ المقال التالي بتاريخ
21 - أكتوبر - 1946م
قبل 77 سنة، في نفس الشهر الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي هاري ترومان دعم أمريكا الكامل حق الخزريين المفترى في إنشاء وطن قومي بفلسطين
——
«إنهم جميعاً يصدرون عن مصدر واحد، هو تلك الحضارة المادية التي لا قلب لها ولا ضمير. تلك الحضارة التي لا تسمع إلا صوت الآلات، ولا تتحدث إلا بلسان التجارة، ولا تنظر إلا بعين المرابي، والتي تقيس الإنسانية كلها بهذه المقاييس.
كم ذا اكره أولئك الغربيين وأحتقرهم! كلهم جميعاً بلا استثناء: الإنجليز، الفرنسيين، الهولنديين، وأخيراً الأمريكان الذين كانوا موضع الثقة من الكثيرين.»
المقال كاملا:
https://w.wiki/_uyu2
من صور التضليل الناعم لحقيقة الصراع مع الكيان الصهيوني وصفه بأنه نظام فصل عنصري apartheid، والقبول بهكذا اصطلاح يعني القبول ضمنيا بفكرة "بنيوية" تعني أن الصراع على الأرض هو صراع عناصر بالفعل، وأن أحدهما يعزل الآخر، والآخر المعزول مجرد مناضل باحث عن العدالة، أي سيناريو مسرحية نضالية بيضاء يُراد بها الهبوط بالمقاومة من مستواها الراديكالي الاستئصالي للكيان الصهيوني إلى مستوى المعاهدات والدبلوماسيات وتمطيط تغول الخزريين في بقاع فلسطين، وهو دور اُختلق له بالفعل عنصر يساري مصمم حسب معايير الغرب يُسمى السلطة الفلسطينية.
وإن قبلنا بتوظيف المصطلح براقماتياً في الحرب الإعلامية ضد الصهاينة، فعلينا أن ننتبه ألا ننسى أن حقيقة الصراع تكمن في أن الامبريالية الغربية لم تنه الاستعمار المباشر حتى خلقت نظاما دوليا يضمن لها استلاب العالم لصالح الغرب من خلف ستار اسمه المنظمات الدولية. وثبتت لهذا النظام أوتاداً حول الأرض، أحد هذه الأوتاد هو الوتد العسكري الذي غُرِس عميقاً في صدر العرب قبل أن يَثبت في أرضهم، هذا الوتد هو الكيان الصهيوني الذي ليس إلا قاعدة عسكرية غربية. فالصراع ليس صراع عناصر أو جغرافيا أو ديموغرافيا أو مصالح، بل صراع وجودي مع النظام الدولي، صراع إما نحن، وإما النظام الدولي، وما الخزريون سوى خط دفاعه الأول، وسيستمر النظام الدولي في قتلنا بدداً ما دمنا نهدد أوتاده. فهو كيفما نظر إلينا، دينيا أو أديولوجياً، لا يرى فينا إلا مجموعة من الحيوانات التي تنغص وجوده.
لقد حسم الغرب رؤيته للعالم الإسلامي ليس البارحة وإنما منذ قرون، والمسلم لم يبرح في منظور ما يسمى بالنظام الدولي وترسانته الإعلامية كونه بشري مفرغ من الإنسانية dehumenized مستباح لا يؤبه له، فموقفه هذا ليس براقماتياً يخضع "لعرض وطلب" التوازنات الإقليمية والدولية، بل هو موقف تاريخي عقدي/أديولوجي متجذّر حد أنه صار نظريا وعملياً ركناً من أركان النظام الدولي، يتجلّى حتى في التنظير الدبلوماسي، ولا يوجد ما يمكن فعله لتغييره سوى انهيار النظام العالمي برمته. أما المنصفون من كل الأعراق والديانات والمرجعيات ليسوا بحاجة لإقناع أو استمالة، فإنصافهم كفيل بأن يموضعهم حيث الحق والعدالة إزاءنا وغيرنا.
Читать полностью…يحب الأبيض الغربي أن "يدلّس نفسه" بأن يصف الظواهر التخريبية في مجتمعه بأنها modern، فيقول بأن هذا مجتمع مودرن، وهذي حركة مودرن، وهذا اقتصاد مودرن، وهذي امرأة مودرن، وآباء وأمهات مودرن، ليُشْعِرْ المتلقي بأن كل ما هو مودرن هو ضد ثقافته التي ليست مودرن، وهذا تحايل صفيق جدا، إذا أن القصة ليست قصة مودرن أو غير مودرن، فعند قراءة التاريخ السياسي الحديث للغرب، نلاحظ أن هنالك مسميات كثيرة لشيء واحد، ألا وهو الفردانية. والـmodernism (الحداثة) ولدت بولادة التنظير للملكية الفردية والفردانية في فترة تبلور الرأسمالية البرجوازية في عصور الإقطاع وما بعده. فلا يمكن أن تكون فردانيا ولا تكون حداثيا. وأسهل طريقة لكشف تدليس الأبيض هي مساءلة مسلماته الفردانية، فسنجده بمختلف أطيافه - ليبرالي محافظ رأسمالي اشتراكي يميني يساري ديموقراطي أناركي إلخ - يؤكد أن كل فرد حر في فعل ما يحب طالما أنه لا يضر الآخرين أو يفرض عليهم دينه وسلوكه، فعقيدة كل البيض هي مبدأ جون ستيوارت ميل: أنت حر ما لم تضر. لذا لا يمكن فصل الحداثة عن الفردانية بأي شكل. فكلهم فردانيون لكنهم تنازعوا في حدود هذه الفردانية. من هنا كان نضال البيض الذين يحاولون تصوير أنفسهم تقاليديين أو محافظين نضال أديولوجي لا أخلاقي، فمنتهاه هو الحفاظ على الفردانية لتبقى ديموقراطية مخلّطة ولا تتحول يسارية فاشية. وإذا كان هنالك شيء واحد ينبغي أن نشكر عليه اليسار في العالم، هو انخلاعه عن الألاعيب الليبرالية، وتوحشه في تشييع الفردانية لأقصى حد، حد تطبيع ممارسة السحر والشعوذة، فهو أكثر طوائف البيض اتساقا مع الفردانية، إذ حرر الفرد تماما من أي سياقات تاريخية أو اجتماعية أو حتى عقلانية. وهذه هي الفردانية الحقة، فطالما أن الفرد حر ما لم يضر، فلمَ يحتكم لأي سياق ويلتزم بحدوده؟ ما المانع في أن يكون حيواناً أو جماداً أو شاذاً أو شيطانياً؟
Читать полностью…سَواسِيَةٌ لَيْسُوا بِنَسْلِ قَبيلَةٍ
فَتُعْرَفُ آباءٌ لَهُمْ وجُدُودُ
لَهُمْ صُوَرٌ لَيْسَتْ وُجُوهاً وإِنَّما
تُنَاطُ إِلَيْهَا أَعْيُنٌ وَخُدودُ
يَخُورُونَ حَولِي كَالعُجُولِ وَبَعْضُهُمْ
يُهَجِّنُ لَحْنَ الْقَوْلِ حِينَ يُجِيدُ
أَدُورُ بِعَيني لا أَرَى بَيْنَهُمْ فَتىً
يَرُودُ مَعِي في الْقَوْلِ حَيْثُ أَرُودُ
— محمود بن سامي البارودي
مرحبًا، أود أن أشارككم ملاحظة مهمة. لربما شعرنا مرة أو مرات أن فكرةً ما عصية على استيعابنا، ورغم ذلك فإننا شعرنا بحقيقتها، وشعرنا على نحوٍ ما أنها تتناغم مع قناعاتنا، وأعجبتنا كما لو أننا ندركها ونستوعبها حقًّا، وهذا يعني أن للوعي بُعدٌ آخر غير الإدراك، ربما هو الحدس أو الوسواس أو اللاواعي أو روح الأسلاف، ليكن الذي يكون. الشاهد الخطير أن هذه البواعث الخفية على قبول الأفكار الغامضة تعمل في مستوى يؤثر فينا دون أن نشعر. وهذا المستوى لا يخضع لقواعد التعقلن والمنطق، إذ كيف يحلل الإنسان ويعقلن ما لا يدركه. وقد قرأت لرالف أمرسن فكرة مشابهة، تقول أن كل شيء في الطبيعة يقابله قوىً روحية، فإذا بقيت الظواهر المشاهَدة مبهمة، فلأن القوى الروحية التي تناظرها عند المشاهِد لم تفعل فعلها بعد. ولكن أمرسن اختزل المسألة في أن جعل الحسي هو الأساس وجعل الروحيّ نتيجة له، ولكن في الحقيقة لا يوجد مانع من العكس، من أن البعد الروحي هو الأساس، أو حتى أن "تفعل هذه القوى فعلها" دون أثر حسي إطلاقًا. وربما منتهى ما يفعله البعد الحسي هو أنه يجسّد هذا المعنى الروحي المبهم ويلبسه وجودًا مدرَكًا بعد أن كان هائمًا في مستويات النفس الخفية. إلى هنا يبدو الموضوع شاعريا، لكن عندما نسلّم به، فإن علينا أن نسلّم بكل إمكاناته شاعريةً كانت أم موحشة، فكما أن هذا الأثر الخفي يعمل إيجابًا، فقد يعمل سلبًا، وقد يحجبنا عن النزوع لفحص حقائق مهمة أو الالتحام بتجارب فارقة في وجودنا. ولكن، أرأيت قارئي الحائر إن كان من وجودٍ مصمتٍ تماما في عرض الكون لا منفذَ له، فمن أين للمرء أن يدلف إليه أكان في داخله حق أو باطل؟
Читать полностью…دراسة نُشرت في 2015، حلل فيها الباحثون 45 مليون مستند علمي نُشرت في الفترة من 1973 إلى 2013، ووجدوا أنّ معظم هذه الدراسات محتكرة لستّ شركات ناشرة.
Читать полностью…«إن التساؤل مثلا حول صورة المرأة في الإشهار (الإعلان) هو تساؤل ليس فقط عن صورتها المرئية، بل عن معتقدات وقيم أولئك الذين يبنون هذه الصورة وينشرونها، وأيضا أولئك الذين يتقبّلونها. إن الأمر يتعلّق بتوجيه الاهتمام إلى نظام تفهّم المحيط، وهذا التفهم هو ما يطلق عليه بالتمثلات. من أجل إيجاد رابط بين الصورة البصرية والصورة الاجتماعية يبحث باسكال مولينيه في الخاصيات التي تمكن الصورة البصرية من ممارسة أثرها على المتلقي، ويحددها في: التصوير، الانفعال، تعدد المعاني. إن منتج الصورة لا ينطلق من انطباعات بصرية، بل من فكرة أو مفهوم يعمل على ترجمتها إلى خطاطة بصرية، وبتعبير آخر فما بين الموضوع المدرك من طرف الفنان وما أبدعه، يوجد فضاء للبلورة المفهومية. إن الرسام أو الفنان عموما لا يبدع ما يراه بل ما يعيه ويدركه، وهذا الوعي والإدراك أو البلورة المفهومية مرتبط بالسياق الاجتماعي والتاريخي الذي يعيش في إطارهما. من هنا تكون الصور البصرية تحيل على فكر جمعي وهذا الفكر الجمعي يتجسد عبرها.»
• الصورة: الدلالة والإشكالات — الصورة الإنسان والرواية — عزيز القاديلي