قناة علمية شرعية
💎📌 أقوال عن حادثة الإسراء والمعراج وأنها لم تكن في شهر رجب، وأنه لم يصح ذلك، بل كذب وباطل.
1⃣ قال الفقيه المُحدِّث أبو الخطَّاب الأندلسي المالكي الشهير بابن دحية الكلبي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (546هـ) في كتابه “أداء ما وجب مِن بيان وضْع الوضَّاعِين في رجب” (ص:110):
وذَكَر بعض القُصَّاص أنَّ الإسراء كان في رجب، وذلك عند أهل التعديل والتجريح عين الكذب .اهـ
وقال في كتابه “الابتهاج في أحاديث المعراج” (ص:9):
وقيل: كان الإسراء في رجب، وفي إسناده رجال معروفون بالكذب. اهـ
2⃣ قال الفقيه علي بن إبراهيم ابن العطَّار الشافعي الدمشقي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (654هـ) في كتابه “حكم صوم رجب وشعبان وما الصواب فيه عند أهل العلم والعِرفان وما أُحدِث فيهما وما يلزمه مِن البدع التي يتعيَّن إزالتها على أهل الإيمان” (ص:34):
وقد ذكر بعضهم أنَّ المِعراج والإسراء كان فيه، ولم يَثبت ذلك .اهـ
3⃣ قال الحافظ أبو الفرج زين الدين عبد الرحمن ابن رجب الحنبلي البغدادي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (737هـ) في كتابه “لطائف المعارف” (ص:177):
ورُوي بإسنادٍ لا يصحّ عن القاسم بن محمد أنَّ الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم كان في سابع وعشرين مِن رجب، وأنكر ذلك إبراهيم الحربي، وغيره .اهـ
4⃣ قال عبد العزيز بن عبد الله ابن باز النَّجدي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (1330هـ) كما في “مجموع فتاويه” (1/ 192):
الصحيح مِن أقوال العلماء أنَّها لا تُعرف, وقول مِن قال: أنَّها ليلة سبع وعشرين مِن رجب, قولٌ باطل لا أساس له في الأحاديث الصحيحة .اهـ
5⃣ قال محمد بن صالح العثيمين النَّجدي ــ رحمه الله ــ المولود سنة (1347هـ) كما في “مجموع فتاويه ورسائله” (22/ 280):
يَظن بعض الناس أنَّ الإسراء والمِعراج كان في رجب، في ليلة سبعة وعشرين، وهذا غلط، ولم يصحّ فيه أثَر عن السَّلف أبدًا، حتى إنَّ ابن حزم ــ رحمه الله ــ حكَى الإجماع على أنَّ الإسراء والمِعراج كان في ربيع الأوَّل، ولكن الخلاف موجود، فلا إجماع، وأهل التاريخ اختلفوا في هذا على نحو عشرة أقوال .اهـ
✏️ انتقاء:
عبد القادر الجنيد.
📌 مقال مكتوب بعنوان:
"أحكام قضاء رمضان في شعبان وما قبله مِن الأشهر تحت شرح حديث:
(( كان يكون علي الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان )) ".
ملف:
Wofd
📌 مقال مكتوب بعنوان:
"أحكام قضاء رمضان في شعبان وما قبله مِن الأشهر تحت شرح حديث: (( كان يكون علي الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان )) ".
📎 رابط ملف: [word].
http://www.alakhdr.com/?p=3027
📎 رابط نسخة الموقع:
http://www.alakhdr.com/?p=3023
✏️ وكتبه:
عبد القادر الجنيد.
🔶 خطبة مكتوبة بعنوان:
” أحكام الدعاء وأوقات إجابته وبدعه “.
📎 رابط ملف: [ word ].
http://www.alakhdr.com/?p=3389
📎 رابط نسخة الموقع:
http://www.alakhdr.com/?p=3394
✏️ كتبها:
عبد القادر الجنيد.
قال الإمام ابن قيم الجوزية - رحمه الله - في كتابه "مفتاح دار السعادة" (١/ ١٨١):
<<وأمَّا قوله تعالى:
{ وورِث سليمان داود }.
فهو:
ميراث العلم والنبوة، لا غير.
وهذا باتفاق أهل العلم مِن المفسرين، وغيرهم.
وهذا لأن داود - عليه السلام -:
كان له أولاد كثير سوى سليمان، فلو كان الموروث هو المال لم يكن سليمان يختص به>>. اهـ
📚 انتقاء:
عبد القادر الجنيد.
💎 متى تُعرف ومَن يَعرف أحكام وعواقب الفتن!
والفرْق بين أهل العلم بالسُّنة، وغيرهم!
أخرج ابن سعد في "الطبقات الكبرى"، (٧/ ١٢٣)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (٤/ ٣٢١)، عن الحسن البصري - رحمه الله - أنه قال:
(( الفتنةُ إذا أقبَلَت عرَفها كلُّ عالم، وإذا أدبَرَت عرَفها كلُّ جاهل )).
وإسناده صحيح.
📚 انتقاء:
عبد القادر الجنيد.
📌 الزوج يموت وعليه دَين لزوجته المتوفاة.
🔻 السؤال:
[ مات جدي وكان متسلفًا من جدتي عشرة آلاف ريال، وهي متوفية.
فهل يُتصدق عنها بالعشرة آلاف أو توزع على ورثة جدتي؟ ]
🔺 الجواب:
أولًا -
إن كانت جدتك ماتت ولم تُسقط دينها عن زوجها الذي هو جدك.
وقد مات هو أيضًا:
فإن الدَّين لا يزال باقيًا في ذِمَّته.
يُسدَّد:
من تركته قبل توزيعها على الورثة إن ترك شيئًا.
أو يَتبرع:
بالسداد عنه أحد.
أو يسامحه ورثة زوجته:
في نصيبهم مِن الإرث في مِن العشرة آلاف.
ثانيًا -
دَين جدتك هذا حق للورثة.
فإن كان جدك قد مات بعد جدتك:
فإنه يرث مِن هذه العشرة آلاف مع بقية الورثة، لأنه زوج، والزوج وارث بالنص والإجماع.
نصيبه الربع إن كان لزوجته ولد، وإن لم يكن لها ولد فنصيبه النصف مما تركت، بنص آية سورة "النساء".
📝 المُجيب:
عبد القادر الجنيد.
📌 هل أترك السكن مع والِدَيَّ الكبيرين بسبب بعض المشاكل.
🔻 السؤال:
[ أنا متزوج ولله الحمد، وأسكن مع الوالدين في بيت واحد، وفي بعض الأحيان نتصادم مع بعض المشاكل التي نحن في غنى عنها، وهذه المشاكل تتعالج والحمد لله، وتعود المياه إلى مجاريها.
ولكن مللنا من هذه المشاكل التي سرعان ما تنتهي، ولكننا نتفاجأ مرة أخرى بعودتها إلينا بصيغة جديدة، والله المستعان.
سؤالي لكم:
هل أستأذن مِن الوالدين في الخروج مُن هذا البيت العامي طلبًا لسلامة ديني ودنياي.
علمٍا أن والداي كبيران في السن، وعاجزان عن العمل، ولا يوجد من يقوم بخدمتهما في الغالب الأعم، لأن كل إخوتي في سكناتهم الخاصة بهم.
وأيضا مع إمكانية رفض والدي لخروجي ولو بلسان الحال، والله المستعان.
فأنا في حيرة مِن أمري، وجهونا إلى ما فيه الخير والصلاح لنا ولهم، حتى أُرضِي ربي وأرضِي والداي، وجزاكم الله خيرًا. ]
🔺 الجواب:
أولًا -
لا تكن - سلمك الله - في حيرة، فأنت في باب أجر عظيم، وثواب كبير، وعمل صالح.
وهو باب:
بِر الوالدين الكبيرين المحتاجَين إليك.
ومَن كان كذلك فحقه الفرح، وانشراح الصدر، وراحة البال.
ثانيًا -
أنصحك بالبقاء مع والديك لحاجتهما إليك، واحتياجك للأجر، ورضا الرب بسببهما، فباب بِرهما، والقيام عليهما، وإيناسهما، باب أجرً وخير كبير فتحه الله لك أكثر مِن إخوانك.
فلا تتسب في ما يُضعفه.
وهو ايضًا:
باب بِر رزقه الله لزوجك وأولادك يتربون عليه عمليًا حين يشاهدونه منك، فيرسخ في قلوبهم وأذهانهم ويطبقونه معك حين كِبَر سنك، ومع أمهم أيضًا.
ثالثًا -
عليك بالصبر على ما يحدث مِن مشاكل، ولو كثرت، وتتابعت، فهذا ابتلاء، والبلاء باب تكفير الخطايا.
وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال:
(( لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة حتى يلقى الله وما عليه خطيئة )).
رابعًا -
جاهد نفسك على سعة الصدر، والحلم والأناة، والرفق واللين، والسهولة والسماحة، والتقليل مِن التثريب واللوم والعتاب.
فإنها مِن أقوى المُعينات على قوة التحمل والصبر، والجمع بين رضا الوالدين، وسعادة الزوجة والأبناء والبنات.
خامسًا -
اسعتن بالتغافل عن الأمور، وتمشيتها، وعدم التدقيق فيها، ولا الوقوف معها كثيرًا، وغُض الطرف عن كثير مما يحصل.
فالتغافل باب العافية والسلامة.
حتى إنه قد قيل للامام أحمد بن حنبل - رحمه الله -:
<<العافية عشرة أجزاء تسعة منها في التغافل. فقال: كلها في التغافل>>.اهـ
📝 المُجيب:
عبد القادر الجنيد.
📌 هل يجوز للنساء إذا اجتمعن أن يُصلين جماعة، تؤمهن أحدهن، وأين تقف.
🔻 السؤال:
[ ما حكم إمامة المرأة للنساء مع المداومة على ذلك حال اجتماعهن، وما محل موقفها إن كانت إمامة، هل تصف لوحدها مثلما يصف الرجل إن كان إمامًا باعتبار أن النساء شقائق الرجال في الأحكام، أم تكون في وسطهن، نرجو بيان الحُكم وجزاكم الله خيرًا. ]
🔺 الجواب:
أولًا:
يجوز للمرأة إذا اجتمعت مع أخواتها مِن النساء في مجلس:
أن تُصلي معهن جماعة، وتؤمهن إحداهن في هذه الصلاة.
وهو قول أكثر أهل العلم.
وذلك لثبوت جواز صلاتهن جماعة عن بعض الصحابة - رضي الله عنهم -.
بل ذكر الفقيه ابن حزم - رحمه الله - في كتابه "المُحلَّى":
أنه قول جماعة مِن أصحاب النبي ﷺ، وأنه لا يُعرف لهم مْخالف مِن الصحابة.
ومثل هذا يعدُّه كثير مِن الفقهاء - رحمهم الله -:
إجماعًا من الصحابة.
بل نص كثير من العلماء - رحمهم الله - على:
استحباب صلاتهن جماعة إذا اجتمعن.
ثانيًا:
تقف المرأة إذا صلَّت وأمَّت بالنساء جماعة معهن في نفس الصف، وتكون وسطهن، وليس أمامَهن.
وهو قول عامة الفقهاء الذين يرون جواز إمامتها بمثيلاتها مِن النساء.
بل ذكر الإمام ابن قدامة - رحمه الله - في كتابه "المُغْني":
أنه لا خلاف بين العلماء الذين يرون إمامتها بالنساء، في أنها تقف معهن في نفس الصف، وتقف وسطهن.
ويدل على ذلك:
١ - ما ثبت عند ابن أبي شيبة، وغيره، عن أُمِّ الحسن:
(( أنها رأت أُمِّ سلمة زوج النبي ﷺ تؤم النساء، تقوم معهن في صفهن )).
وصححه:
ابن باز، والألباني، وغيرهما.
٢ - ما جاء مِن طُرق عن أُمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -:
(( أنها كانت تؤم النساء، وتقف وسطهن )).
ونص على ثبوته عنها:
العلامة ابن باز، وغيره.
ثالثًا:
لا يدخل موقف إمامة النساء في حديث: (( النساء شقائق الرجال )).
لأنه قد أخرجه مِن هذا الحديث أمران:
١ - الآثار الوارد عن زوجات النبي ﷺ أنها تقف وسطهن.
٢ - الإجماع على أنها تقف وسطهن.
📝 المُجيب:
عبد القادر الجنيد.
📌 بيان الأحوال التي يُكره فيها ذكر الله تعالى.
مع:
حكم ذكر الله بالقلب عند قضاء الحاجة.
وحكم قول الحائض والنفساء والجُنب للأذكار التي فيها قرآن، والتي ليس فيها قرآن؟.
🔻 السؤال:
[ هل يجوز للإنسا ذكر الله وهو يقضي حاجته بالبول أو الغائط. ]
🔺 الجواب:
يُكره للعبد ذكر الله تعالى باللسان في هذين الحالين:
الأول:
أثناء قضاء الحاجة مِن بول أو غائط.
والثاني:
أثناء جماع الرجل لامرأته.
ويدل على كراهة ذلك:
أولًا -
بعض الأحاديث النبوية الثابتة.
حيث:
١ - أخرجه مسلم في "صحيحه"، عن ابن عمر - رضي الله عنهما -:
(( أن رجلًا مَرَّ ورسول الله ﷺ يبول، فسلَّم، فلم يرد عليه )).
٢ - وأخرج أحمد، وأبو داود، والنسائي، وغيرهم، عن عن المهاجر بن قنفذ - رضي الله عنه -:
(( أنه أتى النبيَّ ﷺ وهو يبول، فسلم عليه، فلم يرد عليه حتى توضأ، ثم اعتذر إليه فقال: "إني كرهت أن أذكر الله - عز وجل - إلا على طُهر"، أو قال : "على طهارة" )).
وصححه:
ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والنووي، والذهبي، والعَيني، والألباني، والوادعي، ومحمد علي آدم، وغيرهم.
ثانيًا -
بعض الآثار الثابتة عن الصحابة - رضي الله عنهم -.
حيث أخرج ابن أبي شيبة في "مصنَّفه"، بسند لا بأس به، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال:
(( يُكره أن يذكر الله وهو جالس على الخلاء، والرجل يواقع امرأته، لأنه ذو الجلال يَجِل عن ذلك )).
ثالثًا -
الإجماع.
حيث نقل الفقيه علي القاري الحنفي - رحمه الله - في كتابه "مرقاة المصابيح":
الإجماع على كراهة ذكر الله باللسان في حال الجماع.
ونقل الفقيه ابن الأثير الشافعي - رحمه الله - في شرحه على "مسند الشافعي":
الإجماع على أن ذكر الله عند قضاء الحاجة مكروه.
ونقله أيضًا غيره.
ونقل الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه "الوابل الصيب"، والفقيه الحطاب المالكي في كتابه "مواهب الجليل" - رحمهما الله -:
أن الذكر باللسان حال قضاء الحاجة ليس مما شرعه لنا رسول الله ﷺ، ولا نُقل فعله عنه، ولا عن أصحابه.
وأما ذكر الله بالقلب في مثل هذا الحال:
فقد نقل الفقيه الحطاب المالكي - رحمه الله - في "مواهب الجليل":
الإجماع على عدم كراهته.
🔶 ومِن باب الزيادة:
فإنه يجوز للحائض والنفساء والجُنب:
أن يذكروا الله تعالى بأذكار الصباح والمساء، والنوم، والأكل والشرب، وغيرها مِن الأذكار، باتفاق العلماء.
وقد نقل اتفاقهم:
ابن المنذر، وموفق الدِّين ابن قدامة الحنبلي، والنووي الشافعي، وغيرهم.
وأما الأذكار التي فيها قرآن كالمعوذات، وآية الكرسي، وغيرها:
فلا تقولها الحائض ولا النفساء، ولا مَن كان على جنابة.
لأنهم ممنوعون مِن قراءة القرآن عند أكثر الفقهاء - رحمهم الله -.
وقد صح منع الجُنب مِن قراءة القرآن عن الخليفتين الراشدين:
عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب - رضي الله عنهما -.
وصح منع الحائض والنفساء مِن قراءة القرآن عن الصحابي:
جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - .
📝 المُجيب:
عبد القادر الجنيد.
🔶 استحيوا مِن الله - رجالًا ونساء - فلا تظهروا شيئًا مُن عوراتكم أمام الخلق.
ثبت أن فِتية أظهروا عورتهم حين اللعب، فلما رأوا رسول الله ﷺ تفرقوا، فغضب رسول الله ﷺ وقال:
(( سبحان الله، لا مِن الله استحيوا، ولا مِن رسوله استتروا )).
رواه أحمد، وأبو يَعلى، والبَزَّار، والطبراني، وغيرهم.
وصححه: الألباني، والوادعي،
وحسن إسناده: ابن القطان الفاسي.
وقال الحافظ ابن رجب: إسناده جيد.اهـ
وذكره الضياء المقدسي في كتابه "المختارة”.
وقال الهيثمي: رواته ثقات.اهـ
📚 انتقاء:
عبد القادر الجنيد.
📌 خطأ في الفهم والاستنباط يتعلق بقول رسول الله ﷺ الصحيح: (( لن يُفلح قوم ولوا أمرهم امرأة )).
🔻 السؤال:
[ سمعت مقطعًا صوتيًا يُشير المتكلم فيه:
إلى أن حديث رسول الله ﷺ الذي أخرجه البخاري في "صحيحه"، في قِصَّة جعْل أهل فارس بنت كسرى ملكة عليهم:
(( لن يُفلح قوم ولوا أمرهم امرأة )).
لا يُراد به منع المرأة مِن أن تتولى ذلك.
فكان مما قال: <<إنما أراد النبي ﷺ طمأنة المسلمين بهذا القول، ولو أراد وضع قاعدة في هذا لقال: "لا تُولوا المرأة"، كان وضع قاعدة، كان نَهى عن ذلك بتاتًا>>.]
🔺 الجواب:
هذا الكلام والفهم بعيد عن الصواب، وتكسوه الغرابة، وشُذوذٌ عن علماء الأْمَّة.
إذ لا قائل به مِن الفقهاء - رحمهم الله - مِن مختلف المذاهب والأزمان والبلدان.
ومخالف لظاهر حديث رسول الله ﷺ هذا.
ومُضاد لِما اتفق عليه العلماء.
ووجه ذلك:
أوَّلًا -
أن قول النبي الصحيح (( لن يُفلح قوم ولِّوا أمرَهم امرأة ))، وفي لفظ: (( لا يُفلح قوم تملكهم امرأة ))، قد جاء فيه:
١ - لفظ: (( لن يُفلح )) و (( لا يُفلح ))، وهو:
خبَر بمعنى النهي، والخبَر بمعنى النهي يُعتبر نهيًا، ويُفيد التحريم.
ولهذا بوَّب الإمام النسائي، وغيره، على هذا الحديث، باب:
<<النهي عن استعمال النساء في الحُكم>>.
وقال الفقيه الشوكاني - رحمه الله - في كتابه "السيل الجرار" (ص:٨١٧):
<<قول ﷺ: (( لن يُفلح )) فليس بعد نَفي الفلاح شيء مِن الوعيد الشديد>>.اهـ
٢ - ولفظ: (( قومٌ )) و (( امرأة ))، وهما نكرتان وقعتا في سياق النَّفي، فعمَّتا كل قومٍ، وكل امرأة.
ذكر ذلك العلامة الصنعاني، وغيره.
٣ - لفظ: (( أمْرَهُم )) أوَّل وأولى ما يدخل فيه:
تولي الحُكم، ولاخلاف في دخوله بين العلماء.
ويؤكده:
- أن سياق الحديث قد جاء في جعل ابنة كسرى ملكة.
- وأن الحديث مِن ألفاظه: (( تملكهم امرأه ))، وفي لفظ: (( أسندوا أمرهم إلى امرأة )).
ثانيًا -
أن الفقهاء - رحمهم الله - قد استنبطوا مِن هذا الحديث:
أنه لا يجوز تولية المرأة الحُكم والمُلك والرئاسة.
وقد نقل اتفاقهم وإجماعهم، وأنه لا خلاف بينهم في ذلك جمْع كثير مِن العلماء.
مِنهم:
ابن حزم الظاهري، وأبو محمد البغوي الشافعي، وابن العربي المالكي، والجويني الشافعي، والآمدي الحنبلي، وأبو عبد الله القرطبي المالكي، والإيجي الشافعي، وقاضي صفد العثماني الشافعي، والطاهر ابن عاشور المالكي، ومحمد الأمين الشنقيطي، وابن باز، وعبد المحسن العبَّاد، واللجنة الدائمة للافتاء بالسعودية، ولجنة الفتوى بالأزهر، والموسوعة الفقهية الكويتية، وغيرهم.
بل قال الفقيه ابن حزم الظاهري - رحمه الله - في كتابه "الفِصَل" (٤/ ٨٩):
<<وجميع فِرَق أهل القِبلة ليس مَنهم أحدٌ يُجيز إمامة المرأة>>.اهـ
ويعني بإمامتها: توليها للحُكم.
وثالثًا -
١ - قالت لجنة الفتوى بالأزهر كما في كتاب "موسوعة الأعمال الكاملة لمحمد الخضر" (١٠/ ٥١ القسم الثاني) معلقة على هذا الحديث:
<<ولا شك أن النهي المستفاد مِن الحديث:
يمنع كل امرأة في أي عصر مِن العصور أن تتولى أي شيء مِن الولايات العامة.
وهذا العموم تفيده صيغة الحديث وأسلوبه.
كما يفيده المعنى الذي مِن أجله كان هذا المنع.
وهذا هو ما فهمه أصحاب الرسول ﷺ، وجميع أئمة السلف، لم يستثنوا مِن ذلك امرأة، ولا قومًا، ولا شأنًا مِن الشؤون العامة.
فهم جميعًا:
يستدلون بهذا الحديث على حُرمة تولي المرأة الإمامة الكبرى، والقضاء، وقيادة الجيوش، وما إليها مِن سائر الولايات العامة>>.اهـ
٢ - وقالت اللجنة الدائمة للافتاء بالمملكة في "فتاويها" (١٧/ ١٤):
<<ويَشهد لذلك أيضًا:
إجماع الأُمَّة في عصر الخلفاء الراشدين، وأئمة القرون الثلاثة المشهود لها بالخير، إجماعًا عمليا:
على عدم إسناد الإمارة والقضاء إلى امرأة.
وقد كان مِنهن المُثقفات في علوم الدِّين، اللائي يرجع إليهن في علوم القرآن والحديث والأحكام.
بل لم تتطلع النساء في تلك القُرون إلى تولي الإمارة، وما يتصل بها مِن المناصب، والزعامات العامة >>.اهـ
وذَكر نحو هذا الكلام أيضًا عدد مِن الفقهاء مِن مختلف المذاهب والبلدان والعصور.
🔶 ومِن باب زيادة الفائدة أيضًا، وترسيخًا للمسألة:
فقد استنبط الفقهاء - رحمهم الله - مِن قول رسول الله ﷺ الصحيح: (( لن يُفلح قوم ولوا أمرهم امرأة )) فوائد أُخرى، مِنها:
أوَّلًا - أنه لا يجوز تولية المرأة منصب القضاء.
وإلى هذا ذهب عامة الفقهاء.
بل حكاه بعضهم إجماعًا: كالإمام البغوي الشافعي - رحمه الله - في كتابه "شرح السُّنة" (١٠/ ٧٧).
وقال الفقيه القرافي المالكي - رحمه الله - في كتابه "الذخيرة" (١٠/ ٢٢):
<<ولذلك لم يُسمع في عصر مِن الأعصار:
أن امرأة ولِيَت القضاء، فكان ذلك إجماعًا.
لأنه غير سبيل المؤمنين>>.اهـ
وقد قال الله تعالى في سورة "النساء":
{ ومَن يُشاقق الرسولَ مِن بعد ما تبيَّن له الهُدى ويَتَّبع غير سبيل المؤمنين نُولِّه ما تولَّى ونُصلِه جهنم وساءت مصيرًا }.
💎 طلب الزوجة الطلاق بسبب رفض أهل زوجها أن تتحجَّب، وتلبس النقاب.
🔻 السؤال:
[ امرأة هداها الله بعد العقد الشرعي، فتحجَّبت ولبست النقاب.
ولما سمعت أُمُّ زوجها، قالت لها:
"لن أقبل بك زوجة لابني حتى تنزعيه"، و هي ترفض ذلك.
فهل يحق لها طلب الطلاق؟ ]
🔺 الجواب:
أوَّلًا -
قد أحسنت هذه المرأة إلى نفسها، وإلى زوجها، وإلى أهل زوجها بتحجُّبها وتنقُّبها.
حيث عملت بشريعة ربها، وزيَّنت نفسها بعدم رؤية الأجانب إليها، وقصَرَت متعة جمالها على زوجها.
ومِثل هذه المرأة التي تحجِّبت:
ينبغي أن يَفرح بها زوجها، وأهلها، وأهل زوجها، وأن يعينوها ويشجعوها.
لأنها سلكت الطريق الشرعي الذي يصونها ويحفظها عن الشر وأهله ودعاته، ويُجمِّل أخلاقها.
ثانيًا -
لا يجوز أن يصدر هذا الكلام مِن أمِّ زوجها، ولا غيرها.
ولا يجوز للمرأة أن تطيع والديها أو زوجها أو إخوتها أو أم زوجها، أو غيرهم، في ترك حجابها.
لأن الحجاب، ومِنه تغطية الوجه:
واجب شرعًا، وتركه معصية، وقد صح عن النبي ﷺ أنه قال:
(( لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف )).
وترك الحجاب ليس بمعروف، بل شرٌّ، ومُنكر، ومحرِّم، ومعصية لله.
ثالثًا -
أنصح هذه المرأة بعدم التعجل في طلب الطلاق مِن زوجها بسبب كلام أُمِّه لهذه الأمور الثلاثة:
١ - أن المهم في هذا الأمر هو رأي وموقف زوجها حيال تحجُّبها، وتنقُّبها، لأنه القائم عليها، وليس رأي وموقف أُمِّه أو أبيه أو غيرهم.
٢ - أنه بالإمكان نُصح أُمِّ زوجها ومَن تابعها ووافقها عن طريق العاقل الرَّزين:
بأن هذا الكلام وهذا الطلب لا يجوز شرعًا، ولا يليق بأخلاقهم، ويشين أُسرتهم.
إذ المؤمن لا يطلب ما فيه معصية لله، وهو أيضًا هيِّنٌ ليِّن سهل جميل في أقواله وأفعاله ومواقفه مع الجميع، لاسيما مَن حوله.
ويكون هذا النصح مع أُمِّ الزوج:
بالرفق واللين، والخطاب الحسن الجميل، والهدوء والحلم.
عملًا بنصوص الشريعة، ومراعاة لكبر سنها.
ولأن مِثل هذا في الغالب يصدر عنها:
بسبب الجهل بشريعة ربها، أو عادات وأعراف عاشت فيها، أو تشويشات علقت بذهنها يُروجها أهل الباطل والفساد، أو عدم إدراك لمصالح لبس الحجاب، وعواقبه الحميدة، وما يدفع مِن شرور، وأضرار تركه الوخيمة على المرأة والرجال والمجتمع.
٣- أن عدم التعجل وترك باب للسعي في سبيل الإصلاح والتوافق أفضل، وعواقبه أجمل.
فقد تنحل هذه المشكلة، وتكون هي وأُمُّ زوجها على أجمل ما يكون، ويكون لتحجُّبها الأثر الطيب على أهلها وأهل زوجها.
فإن تعذرت الحلول، وانسدت الأبواب، ورفض زوجها أن تتحجِّب وتنتقِب، وأصرَّ على عدم قبولها بحجابها:
فلا حرج عليها في طلب الطلاق.
وعسى أن يكون في طلاقها خيرًا كثيرًا، ويرزقها الله مَن يَعرف قدْرها، وقدْر طاعتها لربها في أمره سبحانه لها بالحجاب.
📝 المُجيب:
عبد القادر الجنيد.
💎 كيفية تعامل الأهل مع البنت التي رفضت الزوج بعد عقده عليها.
🔻 السؤال:
[ عندي بنتي تقدم لخطبتها مهندس، ووافقَت عليه بعد النظرة الشرعية، وعملنا لها حفلة، وتم عقد قرانها عليه بموافقتها، وبعد مُضي قرابة الشهرين صارت البنت تَكره زوجها، ولا تطيق مكالمته، أو ذكر اسمه، وعدم قبول الهدايا التى يقدمها لها،
والبنت محسودة، ما رأيك ياشيخ؟ ]
🔺 الجواب:
مثل هذه الأمور تحدث، بل وتكثر في عصرنا هذا.
وهل هي بسبب سحر، وأشباهه.
أم بسبب تغير رأي البنت وتطلعاتها لمواصفات في ذهنا حول الزوج، كما يشاهد في الأفلام والمسلسلات.
أنتم أدرى بابنتكم، فأنتم مَن عاش معها، وعرَف عقليتها وطباعها.
ومع ذلك فابذلوا العلاج لها مِن الجهتين:
الأولى: مِن جهة الرقية المشروعة.
فترقي نفسها كلما تيسر لها، وترقونها أنتم، وإن ذهبتم بها إلى راقٍ موثوق في عقيدته ودينه فلا حرج.
والثانية: من جهة تطلعاتها، وما في ذهنها.
وذلك بتوجيهها:
١ - أن وجود زوج على موصفات بعض الأفلام والمسلسلات لا حقيقة واقعية له، وبيئة أهلها مِن أكثر البيئات طلاقًا، واختلالًا.
٢ - وأن الحياة الزوجية فيها المُنغصات والمُسعِدات، إلا أن مصالحها وفوائدها أعظم وأكثر وأدوم.
٣ - وأن الأزواج والزوجات لا يخلون من الأخطاء والمُعكِّرات، وصفاتٍ فيها نقص أو تقصير.
٤ - وأنها قد أصبحت الآن زوجة، ومَن طُلِّقت ففُرصت وجودها لزوج أحسن مِن الأوَّل في وضعه وصفاته أقل، وهذا في الغالب.
٥ - وأن المحبة تحصل وتكبر مع الأيام، وحسن العشرة، والتعرُّف على صفات وطباع بعض أكثر، لاسيما اذا كان الزوح صاحب خلق وحلم وروية.
إلى غير ذلك مِن الكلام الذي أنتم به أعرف.
٦ - وأن كراهة النفس في البداية قد يَعقبها خير كثير، وسعادة أشد، وراحة أكبر.
حيث قال الله تعالى مُرشدًا مَن كره في باب الزواج:
{ فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا }.
وقال سبحانه أيضًا:
{ وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تُحبوا شيئًا وهو شرٌّ لكم }.
ويكون الكلام معها عن هذا الأمر:
برفق ولِين وحُسن خطاب مع إظهار الشفقة والعطف والحنو عليها.
وتجنبوا حين الكلام معها:
الغلظة، ورفع الأصوات، والجدال، والمخاصمة. والتهديد.
لأن هذا الأسلوب وهذه الطريقة أدعى لقبولها، ومراجعة نفسها، وإحساسها بشفقتكم الشديدة عليها، وأنكم معها لا ضدها.
إذ قد أفسدت المسلسلات والأفلام وصاحبات السوء عقليات وطباع كثيرات، جهة الأزواج، والوالدين، والمجتمع.
وإن كُرر هذا التوجيه والنصح عدة مرات، مع اختيار الوقت المناسب له، وهو:
وقت الهدوء، وإقبال النفس، وليس وقت الغضب والنُّفرة والجدال.
📝 المُجيب:
عبد القادر الجنيد.
📌 حكم صرف الزكاة في بناء المساجد وإصلاحها، وفي عموم المشاريع الخيرية، وهل تدخل في مصرف: { وفي سبيل الله }؟.
🔻 السؤال:
[ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بارك الله فيك.
هل يجوز إخراج الزكاة في إصلاح بعض المساجد.
وهل يدخل هذا في قوله تعالى في معرض بيانه سبحانه وتعالى لمصارف الزكاة: { وفي سبيل الله }.
وجزاكم الله خيرًا. ]
🔺الجواب:
لا يجوز إخراج الزكاة في بناء المساجد، ولا في إصلاحها، ولا في فرشها.
ولا في المشاريع الخيرية، كالمدارس، وتدريس العلم، وطبع كتبه.
ولا في تحفيظ القرآن، ولا في إصلاح الطرق، ولا في القنوات الدعوية الدينية، ولا في أشباه ذلك.
وإلى هذا ذهب عامة العلماء - رحمهم الله -.
وسبب ذلك:
أن هذه المذكورات لم تُذكر في آية مصارف الزكاة الثمانية التي قصر الله الزكاة عليها في سورة "التوبة".
وأيضًا:
لا تدخل في قول الله تعالى: { وفي سبيل الله }.
لأن المراد "بسبيل الله":
الجهاد.
وهذا متفق عليه بين العلماء، وقد نقل الإجماع على ذلك جمع مِن الفقهاء.
وذهب عامة الفقهاء إلى أن سبيل الله:
مقصور على الجهاد فقط.
وزاد أحمد وإسحاق مع الجهاد:
الحج.
لحديث ورَد بخصوصه.
📝 المُجيب:
عبد القادر الجنيد.
💎 هل كانت ليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب، ونقول العلماء في ردِّ ذلك.
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى.
وبعد:
فهذه نقول عن جمع من أهل العلم حول حادثة الإسراء والمعراج وأنها لم تكن في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، ولا في شهر رجب.
فدونكم هذه النقول، ومن قالها، ومصادرها.:
أولاً: أبو الخطاب الأندلسي المالكي الشهير بابن دحية الكلبي – رحمه الله – المولود سنة (546هـ) في كتابه “أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب”(ص:110) حيث قال:
وذكر بعض القُصاص أن الإسراء كان في رجب، وذلك عند أهل التعديل والتجريح عين الكذب.اهـ
وقال في كتابه “الابتهاج في أحاديث المعراج”(ص:9):
وقيل: كان الإسراء في رجب، وفي إسناده رجال معروفون بالكذب. اهـ
وقد نقل شهاب الدين أبو شامة المقدسي الشافعي – رحمه الله – المولود سنة (599هـ) في كتابه “الباعث على إنكار البدع والحوادث”(ص:232) وابن حجر العسقلاني الشافعي – رحمه الله – المولود سنة (773هـ) في كتابه “تبيين العجب بما ورد في شهر رجب”(ص:23) كلام أبي الخطاب ابن دحية المتقدم ولم يتعقبانه بشيء.
ثانيـاً: علي بن إبراهيم ابن العطار الشافعي الدمشقي – رحمه الله – المولود سنة (654هـ) في كتابه “حكم صوم رجب وشعبان وما الصواب فيه عند أهل العلم والعرفان وما أحدث فيهما وما يلزمه من البدع التي يتعين إزالتها على أهل الإيمان”(ص:34) حيث قال:
وقد ذكر بعضهم أن المعراج والإسراء كان فيه، ولم يثبت ذلك.اهـ
ثالثـاً: أبو الفداء إسماعيل ابن كثير القرشي الدمشقي الشافعي – رحمه الله – المولود سنة (701 هـ) في كتابه “البداية والنهاية”(3/ 108) حيث قال:
وقد أورد حديثاً لا يصح سنده، ذكرناه في”فضائل شهر رجب” أن الإسراء كان ليلة السابع والعشرين من رجب، والله أعلم.
ومن الناس من يزعم أن الإسراء كان أول ليلة جمعة من شهر رجب، وهى ليلة الرغائب التي أُحدثت فيها الصلاة المشهورة، ولا أصل لذلك.اهـ
رابعـاً: أبو الفرج زين الدين عبد الرحمن ابن رجب الحنبلي البغدادي – رحمه الله – المولود سنة (737هـ) في كتابه “لطائف المعارف”(ص:177) حيث قال:
ورُوي بإسنادٍ لا يصح عن القاسم بن محمد أن الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم كان في سابع وعشرين من رجب، وأنكر ذلك إبراهيم الحربي وغيره.اهـ
خامساً: عبد العزيز بن عبد الله ابن باز النجدي – رحمه الله – المولود سنة (1330هـ) كما في “مجموع فتاويه”(4/ 282) حيث قال:
أما ليلة الإسراء والمعراج فالصحيح من أقوال أهل العلم أنها لا تُعرف, وما ورد في تعيينها من الأحاديث فكلها أحاديث ضعيفة لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم, ومن قال: إنها ليلة سبع وعشرين من رجب فقد غلط، لأنه ليس معه حُجَّة شرعية تؤيد ذلك.اهـ
وقال أيضاً (1/ 192):
الصحيح من أقوال العلماء أنها لا تُعرف, وقول من قال: أنها ليلة سبع وعشرين من رجب, قول باطل لا أساس له في الأحاديث الصحيحة.اهـ
وقال أيضاً (1/ 183):
وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها لا في رجب ولا غيره، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بالحديث، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها.اهـ
سادساً: محمد بن صالح العثيمين النجدي – رحمه الله – المولود سنة (1347هـ) كما في “مجموع فتاويه ورسائله”(22/ 280) حيث قال:
يظن بعض الناس أن الإسراء والمعراج كان في رجب، في ليلة سبعة وعشرين، وهذا غلط، ولم يصح فيه أثر عن السلف أبداً، حتى إن ابن حزم – رحمه الله – حكى الإجماع على أن الإسراء والمعراج كان في ربيع الأول، ولكن الخلاف موجود، فلا إجماع، وأهل التاريخ اختلفوا في هذا على نحو عشرة أقوال، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
“كلُّ الأحاديث في ذلك ضعيفة منقطعة مختلفة لا يعوَّل عليها”. إذًا ليس المعراج في رجب، وأقرب ما يكون أنه في ربيع.اهـ
وقال أيضاً (20/ 69):
يظنون أنها ليلة الإسراء والمعراج، والواقع أن ذلك لم يثبت من الناحية التاريخية، فلم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أسري به في تلك الليلة، بل إن الذي يظهر أن المعراج كان في ربيع الأول.اهـ
وقال أيضاً (22/ 274):
وأما الإسراء والمعراج الذي اشتهر عند كثير من الناس أو أكثرهم أنه في رجب، وفي ليلة السابع والعشرين منه، فهذا لا صحة له إطلاقاً، وأحسن وأظهر الأقوال أن الإسراء والمعراج كان في ربيع الأول.اهـ
وقال أيضاً كما في كتاب “نور على الدرب”(1/ 576):
ثم إننا نقول أيضاً:
إن ليلة المعراج لم يثبت من حيث التاريخ في أي ليلة هي، بل إن أقرب الأقوال في ذلك – على ما في هذا من النظر – أنها في ربيع الأول، وليست في رجب، كما هو مشهور عند الناس اليوم، فإذاً لم تصح ليلة المعراج التي يزعمها الناس أنها ليلة المعراج، وهي ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، لم تصح تاريخياً كما أنها لم تصح شرعاً.اهـ
📝 كتبه:
عبد القادر الجنيد.
📌 مقال مكتوب بعنوان:
"أحكام قضاء رمضان في شعبان وما قبله مِن الأشهر تحت شرح حديث:
(( كان يكون علي الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان )) ".
ملف:
Pdf
🔶 حكم الدعاء جماعيًا بعد السلام مِن صلاة الفريضة!
🔴 الدعاءَ بعدَ الانتهاءِ مِن صلاة الفريضةِ:
مُستحَب باتفاق العلماء.
وقد نقل اتفاقهم:
النووي الشافعي، والحطاب المالكي، وابن قاسم الحنبلي، وغيرهم.
بحيثُ يَدعو الإنسانُ لِوَحدِه سِرًّا لا جهرًا، بينَه وبينَ نفسِه، وبما صح عن النبي ﷺ، وأصحابِه، مِن أدعية في هذا الموضع، وما تيسَّر.
وقد قال الإمام الطبري - رحمه الله -:
«كراهيةُ رفعِ الصوتِ بالدعاءِ هوَ قولُ عامَّةِ السَّلفِ مِن الصحابةِ والتابعين».اهـ
وقال الفقيه ابن الحاج المالكي - رحمه الله - عن الإسرار في الدعاء:
«وعلى هذا دَرَج السَّلف والخلَف».اهـ
وقال الفقيه ابن رجب الحنبلي - رحمه الله -:
«ولم يصح في ذلك شيء عن السَّلف».اهـ
🔵 وأمَّا دعاءُ الإمامِ مع المأمومينَ جهرًا وجماعيًا بعدَ السلامِ مِن صلاةِ الفريضة، بحيث يَدعو ويُؤمِّنونَ خلْفَه:
فلا يُعرَفُ في شريعةِ الإسلام، ولا فعلَه رسولُ اللهِ ﷺ، ولا أصحابُه، ولا أهلُ القُرون الأولى، ولا أئمةُ المذاهبِ الأربعة، ولا تلامذتُهم، ولا أئمة الفقه والحديث.
بل هو مِن البدعِ المُحرَّمة المُحدَثة في القُرون المُتاخِّرة.
وقد قال الفقيه الشاطِبي المالكي -رحمه الله-:
«دعاءُ الإمامِ للجماعةِ في أدبارِ الصلواتِ:
ليس في السُّنة مَا يَعضُده، بل فيها ما يُنافيه.
فإنَّ الذي يجبَ الاقتداءُ به سيِّد المرسلين محمد ﷺ.
والذي ثبتَ عنه مِن العمل بعد الصلوات:
إمَّا ذِكرٌ مُجرَّدٌ لا دعاءَ فيه.
وإمَّا دعاءٌ يَخُصُّ به نفسه.
ولم يَثبت أنَّه ﷺ دعا للجماعة، وما زالَ كذلك مُدَّةَ عُمُرِه، ثم الخلفاءُ الراشدونَ بعدَه، ثم السَّلفُ الصالح».اهـ
وقال الفقيه ابن رجب الحنبلي - رحمه الله -:
«وليس في ذلك سُنِّة، ولا أثر يُتِّبع».اهـ
وقال العلامة ابن باز - رحمه الله -:
«النبي وخلفاؤه الراشدون لم يفعلوه، وسائر الأئمة والمحققين مِن أتباعهم لم يفعلوه، ولم يَروه مشروعًا».اهـ
وقال المُحدِّث محمد علي آدم الإثيوبي - رحمه الله -:
«لم يصح فيه دليل، ولا هو منقول عن السِّلف».اهـ
📝 جزء مِن خطبة:
عبد القاد الجنيد.
🔶 هؤلاء جلبوا لبلدانهم وشعوبهم انهزامية أم رفعة!
سَرَت عادة في مجتمعات عديدة من بلادنا الإسلامية، وهي:
ظلم الآباء والبنات.
وذلك:
بنسبة المرأة بعد زواجها إلى زوجها وعائلته.
تبعية وتقليدًا لعادة بعض المجتمعات أو البلدان الغربية.
وقد قال الله سبحانه:
{ ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله }.
وكانت أقسط عند الله:
١- لأنه ليس فيها سلب الأب حقه.
٢ - ولأن المرأة ليست سلعة تُمَلَّك، فتنسب لمن انتقلت إليه.
فكرَّم الإسلام الأب وابنته، بالنسبة للأب دنيا وأخرى.
✏️ وكتبه:
عبد القادر الجنيد.
🔶الحزبية ومصلحة الأُمة والوطن!
الأعداء يريدون اجتثاث بلدك، والإضرار بجميعها، ودينها ودنياها معًا.
والحزب سواء كان باسم ديني أو علماني أو ليبرالي أو بعثي أو غير ذلك.
نظره المقدَّم إنما هو إلى:
حزبه وأفكاره ونفوذه وتوسعه واشتهاره.
وبسبب هذا:
ضاعت وضعفت وتقسَّمت وبيعت دُول وبلدان.
* رفع اليدين بعد الانتهاء مِن التشهد الأول، إنما يكون:
إذا استوى المُصلِّي قائما.
وذلك لأمرين:
الأول -
ما أخرجه عبد الرزاق - رحمه الله -في "مصنَّفه" (2520).
حيث قال:
عن ابن جُريج، قال: أخبرني نافع:
(( أن ابن عمر كان يُكبر بيديه حين يستفتح، وحين يركع، وحين يقول: سمع الله لمن حمده، وحين يرفع رأسه من الركعة، وحين يستوي قائمًا من مِثنَى )).
وإسناده صحيح.
قلت:
وابن عمر - رضي الله عنهما - هو الناقل للرفع في هذا الموضع عن النبي ﷺ.
وفعله يُفسِّر ما رَوَى.
الثاني -
ما قاله العلامة العثيمين - رحمه الله -.
حيث قال في كتابه "الشرح الممتع على زاد المستقنع" (٣/ ٢١٤):
<<وعلى هذا، فمواضع رَفْع اليدين أربعة:
١- عند تكبيرة الإحرام.
٢ - وعند الرُّكوع.
٣ - وعند الرَّفْع منه.
٤ - وإذا قام من التشهُّد الأول، ويكون الرَّفْع إذا استتمَّ قائمًا.
لأن لفظ حديث ابن عُمر:
(( وإذا قام من الرَّكعتين رَفَعَ يديه )).
ولا يَصدُق ذلك إلا إذا استتمَّ قائمًا.
وعلى هذا، فلا يَرفع وهو جالس، ثم ينهض، كما توهَّمَه بعضهم.
ومعلوم أن كلمة (( إذا قام )) ليس معناها حين ينهض، إذ إن بينهما فرقًا.
ولا رَفْع فيما سوى ذلك>>.اهـ
📝 وكتبه:
عبد القادر الجنيد.
📌 حكم هبة أولاد البنت في حال الحياة.
🔻 السؤال:
[ نحن والحمد لله:
أعطانا الله مِن ماله، ونملك الكثير، وتوفت بنتي وتركت 3 أولاد.
فهل يحق لي أن أكتب لأولادها بيت واحد.
وأصغر الاطفال 5 سنوات عمره؟.
وجزاك الله عني ألف خير. ]
🔺 الجواب:
يجوز في حال حياتك:
أن تُعطي وتهب وتتبرع لأولاد ابنتك بهذا البيت وما شئت مِن مال، وغيره.
وإن كانوا فقراء فقد أحسنت صنعًا.
وأمَّا بعد الممات:
فيجوز أن تُوصي لهم بالثلث مِن مالك فأقل، ولا يجوز أكثر مِن الثلث.
📝 المُجيب:
عبد القادر الجنيد
أعظم أسباب تفشي الأمراض والأوبئة.
Читать полностью…📌 جعل صفوف في آخر المسجد بعيدة عن الصفوف الأولى ليس فيها فُرَج وتباعد بين المصلين.
🔻 السؤال:
[ شيخنا أحسن الله إليكم.
ما توجيهكم لبعض الإخوة الذين يصطفون في الصفوف الأخيرة مِن المسجد، ويُصلون بالتراص.
مما سبب ضوضاء في المسجد، وحرجًا للإمام؟
وهل فيه من أهل العلم مَن قال بهذا؟
جزاكم الله خيرًا، ونفع بكم. ]
🔺 الجواب:
لعل هؤلاء - سددهم الله -:
يرون بطلان الصلاة بوجود فُرَج بين المصلين، وتباعد.
لأنهم يعتقدون وجوب تسوية الصفوف، وترك الواجب عندهم يبطل.
وعلى مذهبهم هذا فصلاتهم باطلة.
لأن التقارب بين الصفوف داخل في تسوية الصفوف بالسُّنة والإجماع.
ومثل هذا الفعل لا أظن أن احدًا عنده رسوخ في العلم يُفتي به الناس، ويدعو إليه.
وأنصح هؤلاء - سلمهم الله -:
إلى ترك هذا الفعل.
١ - لأنه مخالف للنصوص الشرعية الآمرة بتقارب الصفوف.
٢ - ويُسبب اختلاف المصلين، وكثرة القيل والقال في المساجد.
وربما أدى إلى ما لا يليق مِن قول أو فعل، منهم أو ممن يخالفهم، أو مِن الطرفين.
أو يتسبب في إغلاق الجهات الرسمية للمسجد.
وقد تضافرت نصوص الشريعة في سد هذا الباب، واجتناب مسبباته.
٣ - ويؤدي إلى نُفرة الناس منهم، وجعلهم حديثًا للمجالس.
وأهل الحق والسَّنة:
١- بحاجة شديد إلى تأليف قلوب الناس عليهم، لينتفع الناس بهم في باب التوحيد والسُّنة، واجتناب الشرك والبدعة، وترك أهل البدع والأهواء.
٢ - وأن يُغلقوا أبواب تهييج أهل البدع والفساد عليهم ما استطاعوا.
📝 المُجيب:
عبد القادر الجنيد.
📌 حكم قول الإنسان أذكار الصباح والمساء في أثناء العمل.
🔻 السؤال:
[هل يجوز لي الإتيان بأذكار الصباح والمساء وأنا أعمل؟ ]
🔺 الجواب:
يجوز أن يقول الإنسان أذكار الصباح والمساء وهو يعمل أو يمشي أو يقود سيارته.
وذلك:
١ - لعموم قول الله تعالى في وصف أُولِي الألباب:
{ الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم }.
وأمثالها مِن الآيات.
٢ - ولِما أخرج البخاري معلقًا مجزومًا به، ومسلم عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت:
(( كان النبي ﷺ يَذكر الله على كل أحيانه )).
والمعنى:
أنه يذكر الله في حال قيامه، وقعوده، ومشيه، واضطجاعه، وسواء كان على طهارة أو على حدث.
ذكر هذا المعنى الحافظ ابن رجب - رحمه الله -، وغيره مِن أهل العلم.
والمراد بالذِّكر إذا أُطلِق في نصوص القرآن والسُّنة وكلام أهل العلم:
التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير، والاستغفار، وما أشبه ذلك، ولا يدخل فيه القرآن.
ذكر ذلك عديد مِن العلماء - رحمهم الله -.
ولكن لِيُحاول العبد قدْر طاقته أن يَستحضر قلبُه ما يقول مِن أذكار في أثناء عمله.
لأن أفضل الذِّكر:
ما تواطأ عليه القلب واللسان.
حيث تكون ثمرته ونفعه وأجره أعظم وأكثر.
📝 المُجيب:
عبد القادر الجنيد.
وثانيًا - أنه لا يجوز أن تكون المرأة إمامة للرجال في الصلاة.
وقد نقل اتفاق العلماء على ذلك:
ابن عبد البَر المالكي، وابن حزم الظاهري، وابن هْبيرة الحنبلي، وموفق الدِّين ابن قدامة الحنبلي، وابن الهمام الحنفي، والزيلعي الحنفي، والزركشي الحنبلي، وقاضي صفد العثماني الشافعي، والرملي الشافعي، وغيرهم.
📝 المُجيب:
عبد القادر الجنيد.
💎 حكم طلب الإمام الصدقة والتبرع لغيره وجمعها في المسجد، وهل يصح أن يقال عنه: بدعة؟
🔻 السؤال:
[ شيخنا بارك الله فيك:
قمنا بمبادرة خيرية في المسجد، لأجل تعبيد طريق مقبرة، والناس استجابوا، ولله الحمد، ويأتون بالأموال.
ويطلبون الدعاء في يوم الجمعة.
فما حكم ذلك؟
لأن بعض إخواننا:
أنكروا هذا نكرانًا شديدًا، وقالوا: "بدعة".
فالرجاء إيضاح المسألة، وجزاكم الله خيرًا. ]
🔻 الجواب:
هذا السؤال يُجاب عنه مِن ثلاث جهات:
الجهة الأولى:
هذا السؤال إنما هو:
عن طلب الإمام أو غيره مِن الناس التبرع للفقراء أو في مصالح المسلمين.
وليس عن:
طلب الفقير مِن الناس في المسجد أن يتصدقوا عليه.
وطلب الإمام مِن الناس الصدقة عند الضرورة أو الحاجة الماسة:
لا حرج فيه عند أهل العلم.
وذلك:
لِعدَّة أحاديث وردت عن النبي ﷺ في جواز ذلك .
وقد جاء في طلب الإمام الصدقة مِن الناس هذه الأحاديث:
أولًا: ما جاء في الحث على الصدقة بعد الانتهاء مِن صلاة الفريضة.
حيث جاء في "صحيح مسلم"، وغيره، أنه:
(( جاء قوم حفاة عراة، مُجتابي النمار، فتمعرَّ وجه رسول الله ﷺ لِما رأى بهم مِن الفاقة، فأمر بلالًا فأذن، وأقام، فصلى الظهر، ثم صعد منبرًا صغيرًا، فحمد الله، وأثنى عليه، فقال:
"تصدق رجل مِن ديناره، مِن درهمه، مِن ثوبه، مِن صاع بُره، مِن صاع تمره، ولو بشق تمرة ".
فجاء رجل من الأنصار بصُرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين مِن طعام، وثياب حتى رأيت وجه رسول الله ﷺ يتهلل كأنه مذهبة.
فقال رسول الله ﷺ: "مَن سَن في الإسلام سُنة حسنة، فله أجرها وأجر مَن عمل بها بعده .." )).
وثانيًا - ما جاء في الحث على الصدقة في خطبة الجمعة.
حيث أخرج الشافعي، وأحمد، والترمذي، والنسائي، واللفظ له، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه قال:
(( جاء رجل يوم الجمعة والنبي ﷺ يخطب بهيئة بذة، فقال له رسول الله ﷺ: «أصليت؟» قال: لا، قال: «صل ركعتين، وحث الناس على الصدقة»، فألقوا ثيابًا فأعطاه منها ثوبين، فلما كانت الجمعة الثانية جاء ورسول الله ﷺ يخطب، فحث الناس على الصدقة، قال: فألقى أحد ثوبيه، فقال رسول الله ﷺ : «جاء هذا يوم الجمعة بهيئة بذة، فأمرت الناس بالصدقة، فألقوا ثيابًا، فأمرت له منها بثوبين، ثم جاء الآن فأمرت الناس بالصدقة، فألقى أحدهما»، فانتهره وقال: «خذ ثوبك» )).
وبوَّب عليه الإمام النسائي:
<<باب حث الإمام على الصدقة يوم الجمعة في خطبته>>.
وإسناده حسن.
وصححه:
الترمذي، وابن حبان.
وحسنه:
الألباني، والوادعي.
وثالثًا - ما جاء في الحث على الصدقة بعد صلاة العيد في مُصلَّى العيد.
حيث أخرج البخاري ومسلم:
(( أن النبي ﷺ قام يوم الفطر، فصلى، ثم خطب الناس، فلما فرغ نزل، وأتى النساء، فذكَّرهن، فقال: "تصدقن". وهو يتوكأ على يد بلال، وبلال باسط ثوبه، يُلقين النساء صدقة )).
وأمَّا إذا منع ولي الأمر وحاكم الناس مِن جمع الصدقات في المساجد:
فإنه يُطاع، عملًا بالسُّنة النبوية الصحيحة والإجماع على وجوب طاعته في غير معصية الله تعالى.
الجهة الثانية:
هؤلاء الذين أنكروا طلب التبرع في المسجد قد أخطئوا مِن وجهين:
الأول -
بالحُكم على ذلك بالبدعة.
لأن هذا الأمر جائز، بدلالة السُّنة النبوية الثابتة.
الثاني -
بالإنكار الشديد على مَن فعل ذلك.
لأنه حتى ولو كان الراجح هو المنع أو الكراهة. فإن مِثل ذلك يُبيَّن للناس بأدلة الشرع، مع الرفق واللين وحُسن الخطاب.
لاسيما في الأماكن العامة كالمساجد، ومع وجود ضعيف العلم والفهم.
دفعًا لاختلاف الكلمة، وسد باب القيل والقال والخصومات في المسجد.
الجهة الثالثة:
طلب هؤلاء المتصدقين الدعاء لهم في خطبة الجمعة لا ينبغي، ولا يُجابون لذلك.
لأنهم إن بذلوا صدقتهم لله، فأجرهم عليه سبحانه، ولا يليق أن يطلبوا جزاء وشكورًا مِن غيرهم على الصدقة، ولو بالدعاء لهم.
وحتى يدخلوا في قول الله سبحانه في سورة "الليل":
{ وسيُجنبها الأتقى الذي يُؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تُجزى إلا ابتغاء وجه ربِّه الأعلى ولسوف يرضى }.
وقوله تعالى في سورة "الإنسان" عن المتصدقين الأبرار:
{ إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورًا }.
وقد أشار إلى هذا المعنى الجليل الإمام ابن تيمية - رحمه الله -.
وليست خطبة الجمعة أيضًا محلًا لمثل ذلك.
ولا نُقل جريان العمل في القرون الأولى بالدعاء فيها لِمن يفعلون ذلك.
وأماء دعاء الفقير مِن تلقاء نفسه لِمن تصدق عليه، أو دعاء عامل الزكاة لِمن دفعها إليه:
فحسنٌ، وورد في الأحاديث النبوية الثابتة ما يَدل عليه.
وقد قال الفقيه النووي الشافعي - رحمه الله - في شرحه على "صحيح مسلم":
<<ومذهبنا المشهور، ومذهب العلماء كافة:
أن الدعاء لدافع الزكاة سُنة مستحبة.
وقال أهل الظاهر: هو واجب.
وبه قال بعض أصحابنا>>.اهـ
📝 المُجيب:
عبد القادر الجنيد.
💎 ميراث الزوج مِن زوجته.
🔻 السؤال:
[ امرأة توفيت بعد والديها، ولها زوج وأولاد.
هل للزوج أن يأخذ مِن ميراث الزوجة مع أولاده؟.]
🔺 الجواب:
أوَّلًا -
إذا ماتت المرأة بعد وفاة أبيها أو أمها، وقد تركا إرثًا مِن نقود أو أراض، أو عقار، أو غير ذلك، فإنها ترث مِنه مع بقية الورثة.
ثانيًا -
إرثها هذا يكون بعد وفاتها لورثتها جميعًا، ومِن ضمن ورثتها زوجها.
ثالثًا -
الزوج الذي ماتت زوجته بنص القرآن:
يرث نصف ما تركت إذا لم يكن لها ولد، وأما إذا كان لها ولد فيرث الربع مما تركت.
رابعًا -
لهذا الزوج المذكور في السؤال ربع ما تركت زوجته مِن إرث، لأن زوجته قد تركت أولادًا.
📝 المُجيب:
عبد القادر الجنيد.
💎 حكم إقامة صلاة الجمعة في البيت بسبب وجود فُرَج وتباعد في صف الصلاة في المسجد.
🔻 السؤال:
[ محبكم مِن الجزائر يسأل سؤالًا مستعجلًا لو تكرمتم وأجبتم عليه:
"شيخنا عندنا مجموعة يقومون بأداء صلاة الجمعة والجماعة في بيت مِن البيوت، ويؤمهم أحدهم.
ولا يصلون في المسجد بحجة أن الصلاة في المساجد باطلة، لأنها تُصلَّى بالتباعد.
فماهو رأيكم بارك الله فيكم؟ ].
الجواب:
أوَّلًا -
القول ببطلان الصلاة مع التباعد قول باطل شاذ مخالف لِما عليه عامة العلماء مِن السلف الصالح فمَن بعدهم، وعلى رأسهم أئمة المذاهب الأربعة المشهورة.
حيث يُصححون الصلاة مع وجود الفُرَج بين المصلين.
لأن تسوية الصفوف بسد الفُرَج مستحبة لا واجبة، والصلاة لا تبطل بترك مستحب عمدًا.
فكيف إذا كان الترك بسبب خشية العدوى، وإيذاء النفس أو الغير بها، وأمر بذلك الحاكم، لمصلحة الناس، وتقليل الضرر على العباد والبلاد.
بل نقل عدد مِن الفقهاء:
الإجماع على أن تسوية الصفوف مستحبة لا واجبة.
وثانيًا -
صلاة الجمعة لا تقام في البيوت، ولم تُعرف إقامتها عن السلف الصالح في البيوت.
وقد ثبت عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: (( لا جمعة إلا في المسجد )).
ويؤكد ذلك أيضًا:
أن السجون لا تُقام فيها الجمعة، بغير خلاف بين الفقهاء، كما ذكر الحافظ ابن رجب - رحمه الله -.
ونصَّ عدد مِن الفقهاء:
على أنه لا تُعرف إقامة الجمعة في السجون عن أحد مِن السلف الصالح، فمَن بعدهم.
مع أن السجون موجود فيها مَن هُم مِن أهل وجوب الجمعة، وهي في المُدن، وتنعقد بعدد المساجين الجمعة.
والبيوت أولى بأن لا تقام فيها صلاة الجمعة.
وسبب ذلك:
أن الجمعة شعار، والبيوت والسجون ليست محلًا لإظهار الشِّعار.
وثالثًا -
مثل هذا الفعل بترك صلاة الجمعة والجماعة مع الناس في المسجد، وإقامة الجماعة والجمعة وخطبتها في البيت، ولأجل مثل هذا السبب، وهو وجود الفُرَج في الصف، لا يفعله عالم، ولا طالب علم جيد.
بل سببه ضعف العلم والفقه، أو التقليد مع الظن أنه اتِّباع، وزادوا معه:
تطبيقًا خطأ.
ولهذا يُنصحون مِن القادر على النصيحة، والعالم بهم، سِرًا فيما بينه وبينهم، بترك هذا الفعل.
وتكون نصيحتهم:
بطريقة العلم، وألفاظ العلم، وأدب العلم، مع الرفق واللين، وحسن الخطاب.
لأن هذه الطريقة أدعى للقبول، وأسرع في الرجوع، وفيها التقليل مُن الاختلاف، وتُضعف الفُرقة، وتزيد ائتلاف القلوب، وتدفع تنافرها.
وهُم أيضًا:
أرادوا الصواب فأخطئوه، فقهًا، وعملًا، وهذا هو الظن بهم.
📝 المُجيب:
عبد القادر الجنيد.
🔶 من عناوين رسائل الماجستير أو الدكتوراة في علم الحديث.
<< من أجمعوا على ضعفه >>.
ومن عباراتهم فيه:
- أجمعوا على ضعفه أو تضعيفه.
- اتفقوا على ضعفه أو تضعيفه.
- ضعيف بالاتفاق أو الإجماع.
- متفق على ضعفه.
- أجمعوا على تركه.
- اجمعوا على ترك حديثه.
- أجمعوا أو اتفقوا على تضعيف فلان.
- اتفقوا على تكذيبه.
- اتفقوا على عدم الاحتجاج به.