📡ألـشـبـكـة ألـدعــويــة ألـرائــدة، ألـمـتخـصـصـة بـالـخـطــب ألـمـنــبــريــه، والـمـحــاضــرات ألـمـؤثــره، والـبــعـض من ألــفتــاوى ألـديـنـيـــه، إذا أرت أي خطبه ألرجاء ألتواصل👈t.me/zakaryaa26 لحضه✋ من فضلك قبـل أن تغـادر ألقـناة 👈(إستغفـر ﷲ)🌷
عظمة القرآن والعمل به - الشيخ عبدالرحمن الودعان
الخطبة الأولى:
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أيها المؤمنون: يحدثنا يحيى بن أكثم -رَحِمَه الله تعالى- بهذا الخبر عن عظمة القرآن الكريم فيقول: كان للمأمون، وهو أمير إذ ذاك، مجلس نظر، فدخل في مجلسهِ رجلٌ يهودي حسن الثوب، حسن الوجه، طيب الرائحة، قال: فتكلم فأحسن الكلام، قال: فلما أن تقوَّض المجلس دعاه المأمون فقال له: إسرائيلي؟ قال: نعم. قال له: أسلِم حتى افعل بك وأصنع، ووعده، فقال: ديني ودين آبائي، فانصرف.
فلما كان بعد سنةٍ جاءنا مسلمًا، قال: فتكلم على الفقه فأحسن الكلام، فلما أن تقوَّض المجلس دعاه المأمون فقال له: ألست صاحبَنا بالأمس؟ قال له: بلى. قال: فما كان سبب إسلامك؟.
قال: انصرفت مِن حضرتك فأحببت أن أمتحن هذه الأديان، وأنا مع ما تراني حَسَنُ الخطِّ، فعمدت إلى التوراة فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها ونقصت وأدخلتها الكنيسة فاشتُرِيَت مني. وعمدت إلى الإنجيل فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البيعة فاشتُريت مني.
وعمدت إلى القرآن فعملت ثلاث نسخ، وزدت فيها ونقصت، وأدخلتها إلى الوراقين فتصفحوها، فلما أن وجدوا فيها الزيادة والنقصان رمَوا بها فلم يشتروها، فعلمت أن هذا كتاب محفوظ، فكان هذا سبب إسلامي.
قال يحيى بن أكثم: فحَجَجْتُ في تلك السنة فلقيت سفيانَ بنَ عيينة فذكرت له الحديث، فقال لي: مصداق هذا في كتاب الله عز وجل، قال: قلت: في أي موضع؟ قال: في قول الله -عز وجل- في التوراة والإنجيل: (بما استحفظوا من كتاب الله) [المائدة:44]، فجعل حِفظهُ إليهم فضاع، وقال عز وجل: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر:9]، فحفظه الله عز وجل علينا فلم يضِعْ .
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت:41-42]، (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) [المائدة:44].
أيها المؤمنون: ونحن في شهر رمضان، هذا الشهر العظيم المبارك، الذي نزداد فيه إيمانا وخيرا وتقوى وبِرَّاً وقربا من ربنا تبارك وتعالى، ونحن أيضا نقترب أكثر من كتاب الهداية الربانية من كلام ربنا جل في علاه، فقد اقترن شهر رمضان بالقرآن الكريم، فهو الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن، وهو الشهر الذي كان يُدارِسُ فيه رسولُنا وحبيبنا -صلى الله عليه وسلم- القرآن مع جبريل -عليه السلام-.
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة:185]، فلا عجَب أن يُقال في رمضان إنه شهر القرآن، وقد فهم سلفنا الصالح هذه المكانة للقرآن في رمضان؛ حتى إنهم كانوا يتفرغون من أمور الخير الأخرى ويركزون عملهم مع القرآن الكريم قراءة وقياما به في الليل، فقد علموا أن وظيفة رمضان الكبرى هي الاعتناء بالقرآن الكريم، والتخَلِّي له من كُلِّ الشواغِلِ الممكنة.
[الإسراء: 88]. بل عجِزوا أن يأتوا بسورةٍ من مثلِه؛ فسورةُ الكوثر أعجَزتهم، وهي عشرُ كلماتٍ.
ولما سألَ الكفارُ آياتٍ ماديَّة، بيَّن الله أن القرآن أعظم المُعجِزات، قال الله -تبارك وتعالى-: (وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [العنكبوت: 50، 51]، وقال تعالى: (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 185].
والقرآنُ الكريمُ يُخاطِبُ العقل البشري في كل زمانٍ وفي كل مكانٍ بالبراهين والأدلَّة التي يُذعِنُ معها العقلُ ويُسلِّمُ بها، فينقادُ الإنسانُ للحقِّ راضيًا مُختارًا، مُحبًّا للخير والحق، مُبغِضًا للباطلِ والشرِّ، أو يُعرِضُ الإنسانُ مُعاندًا مُكابِرًا، قد تبيَّن له الحقُّ بهذا القرآن وقد تبيَّن له الباطل، وقد قامَت عليه حُجَّة الله، ولن يضُرَّ إلا نفسَه.
والقرآن الكريم يسلُك شتَّى الطرق النافعة لهداية المُكلَّفين، والتي يقصُرُ عنها العقلُ البشري، قال الله تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) [الإسراء: 9].
فالقرآنُ العظيم ينفع المُكلَّفين أعظم النفع، ويُصلِح المجتمع، وينشُر الرحمة والعدل، ويُصلِح القلوب، ويجلِبُ الخيرات، ويدفعُ الشُّرور والمُهلِكات إذا داوَم المُكلَّفون على تلاوتِه، وتدبَّروا معانِيه، وعمِلوا به، وتعلَّموه وعلَّموه أبناءَهم ومُجتمعَهم.
وقد كان هذا النهجُ ديدنَ الصحابة -رضي الله عنهم-، يُعلِّمون الأُمم القرآن عملاً بوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد أمرَ عُمرُ -رضي الله عنه- عُمَّالَه والصحابةَ في الأمصار بتعليم الناس القرآن والإقلال من الحديث. قال: "لئلا ينشغل الناسُ عن القرآن".
والقرآن حياتهم وعِزُّهم، وفصلُ ما بينهم، لم يرِد عليهم مُعضِلة وكبيرة أو صغيرة إلا وجَدوا حُكمَه في القرآن، فهو نورُ حياتهم، وقائِدُهم إلى كل خير، ولا صلاح لأمة الإسلام إلا بأن تسلُك سبيلَهم وتتَّبِع آثارَهم؛ فالقرآن هو الذي يعصِمُها من الفتن ويُؤلِّف بين قلوب مُجتمعاتها، ويُحِلُّ مُعضِلاتها.
عن علي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا إنها ستكون فتنة". فقلت: ما المخرجُ منها يا رسول الله؟! قال: "كتاب الله؛ فيه نبأُ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحُكم ما بينكم، وهو الفصلُ ليس بالهَزل، من تركَه من جبَّار قصمَه الله، ومن ابتغَى الهُدى في غيره أضلَّه الله، وهو حبلُ الله المتين، وهو الذِّكرُ الحكيم، وهو الصراطُ المُستقيم، هو الذي لا تزيغُ به الأهواء، ولا تلتبِسُ به الألسِنة، ولا يشبَع منه العلماء، ولا يخلَقُ على كثرة الردِّ، ولا تنقضِي عجائِبُه، هو الذي لم تنتهِ الجنُّ إذ سمِعَته حتى قالوا: (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ) [الجن: 1، 2]. من قال به صدَق، ومن عمِل به أُجِر، ومن حكمَ به عدلَ، ومن دعا إليه هُدِيَ إلى صراطٍ مُستقيم". رواه الترمذي.
ولو أن المُكلَّفين اعتنَوا بالقرآن كعناية السلف الصالح تعلُّمًا وتعليمًا وتطبيقًا لكان حالُ المسلمين اليوم أحسن حال، ولكانوا في عزٍّ يسرُّهم ويسوء عدوَّهم، ولم تسُؤ حالُ المسلمين حتى دخل عليهم النقصُ في تعلُّم القرآن وتعليمه وتلاوته والعمل به والعناية به.
وقد جعل الله تعالى تلاوتَه عبادةً؛ فـ"من قرأ منه حرفًا فله بكل حرفٍ عشرُ حسنات". رواه الترمذي من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-.
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رجلٌ: يا رسول الله: أيُّ العمل أحبُّ إلى الله؟! قال: "الحالُّ المُرتحِل". قال: وما الحالُّ المُرتحِل؟! قال: "الذي يضرِبُ من أول القرآن إلى آخره، كلما حلَّ ارتحَل". رواه الترمذي.
والثوابُ لمن قرأَ حفظًا أو من المُصحف، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر: 29، 30].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفَعَني وإياكم بما فيه الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين، فاستغفروه من كل ذنبٍ.
-------------------------------------------------
عظمة القرآن الكريم - الشيخ علي الحذيفي
الخطبة الأولى:
الحمد لله (الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) [الفرقان: 1، 2]، أحمدُ ربي وأشكُره كثيرًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وسِع كلَّ شيءٍ رحمةً وعلمًا إنه كان عليمًا قديرًا، وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه بعثَه الله بين يدَي الساعة شاهدًا ومُبشِّرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولِك محمدٍ وعلى آله وصحبه صلاةً وسلامًا كثيرًا.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى حقَّ التقوى تكونوا من المُفلِحين، ولا تُضيِّعوا أمرَ الله فمن حُرِم التقوى كان من الخاسِرين.
عباد الله: اذكُروا نعمةَ القرآن الكريم الذي جعلَه الله رحمةً للعالمين، يهدِي للتي هي أقوم، ويُبشِّرُ بكل خيرٍ، ويُحذِّرُ من كل شرٍّ، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس: 57]، وقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 107].
وإذا علِمَ المُسلِم عظمةَ هذا القرآن العظيم وعلِم فضائلَه التي لا يُحيطُ بها إلا من أنزلَه عظُمَت عنايتُه بهذا الكتاب العزيز، وزادَ اهتمامُه بهذا الذِّكر الحكيم، فبذلَ جُهدَه، وسخَّر طاقتَه وُسعَه في تعلُّمه وتعليمِه، وتدبُّره والعمل به بقدر ما يُوفِّقُه الله ويُعينُه.
ومهما قامَ المُسلم به من عملٍ يُؤدِّي به حقوقَ القرآن عليه، ويُوفِّي به شُكرَ نِعَم كتاب الله -عز وجل-، ويقوم بحقوق عبادة الله تعالى على الكمال والتمام فهو مُقصِّرٌ ضعيفٌ، ولكنَّ الله -تبارك وتعالى- يرحمُ ويتفضَّل، ويقبَلُ القليلَ، ويُثيبُ بالجَزيل.
أيها المسلم: هل علِمتَ وعرفتَ عظمةَ القرآن الكريم ومنزلتَه في قلبك، وأدركتَ تمام الإدراك حقائقَ فضائلِه وعمومَ خيره وبركاته ونفعِه؟!
لن تعرف -أيها المسلم- حقائقَ عظمة القرآن العظيم، وقدرَ منزلته في قلبِك إلا إذا علِمتَ تعظيمَ الله -عز وجل- لكتابه، وثناءَه عليه، ورفعَ مكانته عند ربِّ العالمين، وإلا إذا عرفتَ عظيمَ منزلته عند الملائِكة الكرام، وعرفتَ فضلَه عند الأنبياء وأُممهم وعند أهل الكتاب، وعند الإنس والجنِّ، وكفى بالله شهيدًا.
أيها المسلمون: إن ربَّ العزَّة والجلال عظَّم القرآن الكريم ورفعَ منزلته كما هو أهلُه، وكما يستحقُّ من الثناء بالأوصاف بكل جميلٍ، وأكثرَ الله من ذكرِ هذا الكتاب العزيز ذكرًا جعلَه في أعزِّ مكانةٍ، موصوفًا بأحسن النُّعوت وأجلِّ الصفات، ليعلمَ الناسُ عظمةَ هذا القرآن الكريم، وليعلَموا قدرَ نعمةِ كلامِ الله على العباد. فأعظمُ النِّعَم: الإيمان، والقرآن.
وفضلُ كلام الله على سائر الكلام كفضلِ الله على خلقِه.
وصفَ اللهُ القرآنَ الكريمَ بأنَّه (الحق)، قال الله تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) [السجدة: 3].
والحق: هو الثابتُ الذي لا يتغيَّر، ولا يُبطِله شيء، ولا يلحقُه نقص، ولا يشُوبُه باطلٌ، قال تعالى: (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت: 41، 42]، وقال تعالى في وصف هذا القرآن: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) [هود: 1]، وقال تعالى: (وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ) [الأعراف: 52]، وقال تعالى: (تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ) [يونس: 1]، وقال -عز وجل-: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ) [البروج: 21]، وقال -تبارك وتعالى-: (هَذَا هُدًى) [الجاثية: 11]، وقال تعالى: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا) [التغابن: 8]، وقال -عز وجل-: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ) [الأنعام: 92]، وقال -عز وجل-: (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) [الزخرف: 4].
وقد فصَّل الله في القرآن كلَّ شيءٍ، قال -عز وجل-: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل: 89].
وحفِظَه الله من الزيادة والنُّقصان، قال -عز وجل-: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 9].
ومما يحسن الكتابة
13 - حاول أن تجعلَ أسلوبَ المحادثةِ هو الأسلوبُ الغالبُ على كتاباتك؛ فجمهورُ القراءِ يفضلونَ أن توجهِ لهم الحديثَ مُباشرةً وأن تتحاورَ معهم، وان تجعلَ كلَّ فردٍ منهم يشعرُ أنَّ هذه الرسالةِ من أجله، وموجهةً خصيصًا له ..
#الخطيب_13
شهر الله المحرم مكانته وفضله - خطب مختارة
ملتقى الخطباء - الفريق العلمي
https://khutabaa.com/ar/article/%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%B1%D9%85-%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%87-%D9%88%D9%81%D8%B6%D9%84%D9%87-%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1
#الخطيب_2
ومما يحسن الكتابة
9- فتش عن الكنوز وابحث عن الدرر، وليكن برفقتك دائِماً مُفكرة صغيرة تسجل بها ما يروق لك من العبارات الحسنة، والأقوالِ الجميلة، والحِكمِ البليغة، والأبياتِ الرائعة.. ثم قم بتصنيفها في ملفاتٍ مناسبة. وليكن لك هدفٌ مستقبلي أن تصنعَ منها مرجعاً أدبياً خاصاً..
#الخطيب_2
نهاية العام الهجري – خطب مختارة
ملتقى الخطباء - الفريق العلمي
https://khutabaa.com/ar/article/%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%D9%8A-%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D8%A9
#الخطيب_2
صفات الخطيب ومؤهلاته: لغة الجسد
الشيخ حسن محمد الجاسم
https://khutabaa.com/ar/article/%D8%B5%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D9%8A%D8%A8-%D9%88%D9%85%D8%A4%D9%87%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%87-%D9%84%D8%BA%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B3%D8%AF
#الخطيب_2
أعمال تعدل الحج - خطب مختارة
ملتقى الخطباء - الفريق العلمي
https://khutabaa.com/ar/article/%D8%A3%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC-%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D8%A9
#الخطيب_2
واكتمل الحج وعاد الحجيج - خطب مختارة
ملتقى الخطباء - الفريق العلمي
https://khutabaa.com/ar/article/%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%9F-%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D8%A9
#الخطيب_2
🎤إذا ختم الخطيب مقدمته؛ قال: (أما بعد).
———•———•———
🎤وقد عقد البخاري بابًا فقال: (باب: من قال في الخطبة بعد الحمد والثناء: "أما بعد")، وذكر فيه جملة من الأحاديث.
———•———•———
🎤قال الصنعاني: (وظاهره أنه كان يلازمه في جميع خطبه -أي لفظ أما بعد-).
———•———•———
🎤ولا تقال: (أما بعد) إلا مرة واحدة، فمن الخطأ تكرارها أكثر من مرة في المقدمة.
———•———•———📕سبل السلام (٢/ ٤٨)، تحذير الخطباء من أخطاء شائعة (٣٢).
🎤سئل ابن عثيمين: هل يسن للخطيب أن يكثر من (خطبة الحاجة) في افتتاح خطب الجمعة، أو ينوِّع❓
———•———•———
🌟فأجاب بقوله: «الأصل أن خطبة الحاجة هي الأفضل، لكن لا حرج أن ينوع؛ حتى لا يظن الناس أن خطبة الحاجة أمر واجب؛ ولأنه ربما يمل الناس إذا أخذ يكرر هذه الخطبة في كل جمعة»🎙️
———•———•———📕فتاوى ابن عثيمين (١٦/ ٩١)
🌟مراعاة (مقتضى الحال) لُبُّ الخطابة وروحها؛ فلكل مقام مقال، ولكل جماعة من الناس لسان تخاطب به، فالجماعة الثائرة الهائجة تخاطب بعبارات هادئة؛ لتكون برداً وسلاماً على القلوب، والجماعة الفاترة تخاطب بعبارات مثيرة للحمية، موقظة للهمم، حافزة للعزائم؛ لذلك وجب أن يكون الخطيب قادراً على إدراك الجماعة، والإتيان بالأسلوب الذي يلائمها🎤
———•———•———📕الشامل في فقه الخطيب والخطبة، د. سعود الشريم (١٧٦)
ويشترط للأضحيةِ أن تبلغ السن المحددِ شرعاً فمن الإبل ما له خمسُ سنوات، من البقرِ ما له سنتان، ومن الماعز ما له سنة، ومن الضأن ما له نصف سنة.
ويشترط في الأضحيةِ أن تكون خاليةً من العيوب، وهي العرجُ البين، والعور البين، والمرض البين، والعجفاء التي لا تنقى، أي الهزيلةُ التي لا مخ فيها، وكلَّ ما كان في حكم هذه العيوب أو أشد، فهو داخل في ذلك من باب أولى.
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله والله أكبر
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر ولله الحمد
معاشر المسلمين: إن ذبح الأضاحي من أعظم القربات التي لا تصرف إلا لله، وقد قرن الله عبادة الذبحِ بعبادة الصلاة في آيات من القرآن {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} فمن صرف شيئاً من الذبح لغير الله فقد أشرك شركاً أكبرَ
وعلى المسلم أن يخلص لله في أضحيته فإن الله قد شرع هذه الأضاحي لتحقيق التوحيد وبلوغِ التقوى، {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} *ويجب أن لا يباشرَ ذبحَ الأضحيةِ إلا مسلماً أو كتابياً، ولا تحلُ ذبيحةُ غيرهما، فعلى المسلم أن يتفطن لذلك، عند استعانته بمن يعينه على ذبح الأضاحي.
ويسن للمسلم أن يأكل من أضحيته ويهدي منها ويتصدق {فكُلُوا مِنْهَا ، وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ، كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ ، لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
ثم اعلموا أنه قد صح عن رسولكم rأنه قال: «إنَّ الله كَتَبَ الإحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإذَا قَتَلْتُم فَأحْسِنُوا القِتْلَة، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَليُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَه، وَلْيُرِح ذَبِيحَتَهُ». رواه مسلم.
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.. وجد علينا بعفوك إنك أنت الغفور الرحيم.. اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار..
عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين
اللهم وفِّق ولي أمرنا وولي عهده لرضاك، وأعنهما على طاعتك يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم احفظ رجال أمننا و جنودنا، واحم حدودنا وثغورنا يا رب العالمين
اللهم اشف مرضاهم، وارحم موتاهم، وتقبلهم في الشهداء يا ربَّ العالمينَ.
اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
خطبة عيد الأضحى المبارك 1445هـ - الشيخ عبدالعزيز محمد
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، تعالى جد ربنا، ما اتخذ صاحبة ولا ولداً، {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلا * سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا * تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وما يعزب عن ربك من شيء في الأرض ولا في السماء. {الله الَّذِي خلق سبع سموات وَمن الأَرْض مِثْلهنَّ يتنزل الْأَمر بَينهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَن الله على كل شيءٍ قديرٌ وَأَن الله قد أحَاط بِكُل شيءٍ علما}
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله والله أكبر
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر كبيراً
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليماً.
أما بعد: فاتقوا الله معاشر المسلمين: {..وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ}
عباد الله : الإسلامُ مِنْهاجُ حياةٍ.. وقِوامُ دنيا ودين، وفي الأرض جعل الله للناس أسباب الحياةِ وأمرهم باستثمارها {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ} وتتحقق الحياةُ الكريمةُ في الناسِ إذا أحسنوا للأرض استعماراً، وأحسنوا لها استثماراً {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} تُستعمر الأرضُ وتُستَثمَر.. حين يمشي الإنسانُ في فجاج الأرض يُنَقِّب عن خيراتها، ويبحث عن بركاتها، فيزرع زرعاً، ويغرس غرساً، ويبني مَعبَرا،ً ويُشَيِّدُ صرحاً، ويستخرج معدناً، ويصنع آلةً، ويُقِيمُ حضارة. وتتقدمُ الأممُ في الأرضِ.. حين تَنْشَطُ في طريق العاملين، وتبقى الأمم في السَّاقةِ، حين تؤثر الركون إلى الدعةِ، والعيشِ في فناء الخاملين.
إن هذه الأرضَ وما فيها، والسماواتِ وما فيها، كلَّها مسخرةٌ بأمر لله للإنسانِ لو كان يتفكر {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} هذا في شريعتنا.. وليس في الشريعةِ ما يقف عثرةً في طريق الطامحين، وكُلُّ عملٍ فيه قيامٌ بمصالح العباد في أمر معاشهم ومعادهم فإن الشريعةَ تأمر به، وكلُّ نعمةٍ أوجدها الله للإنسان في الأرض، فإنه لا يحرم على المسلمين استثمارها، بل هم مأمورون بإتقانها {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} * واستثمار هذه الحياةِ.. إن لم يكن مدداً لاستثمار الآخرة، وتسخير عمل الدنيا إن لم يكن طريقاً لنيل فوز الآخرة، فإنما هذه الحياةُ ــ وإن بلغ الإنسان فيها من العلومِ أعلى مبلغ ــ إنما هي حسرةٌ تَعْقُبُهَا حَسَرَات.
غاصَ أقوامٌ في بحرِ عُلُومِ الحياةِ.. فاستخرجوا منهُ دقائقَ المعرفة ، ولكنهم غرقوا بجهلهم حين تاهوا عن اللهِ وغفلوا عن موعود الآخرة، فكانوا في زُمَرِ الهالكين، فجاء الذم لهم صريحاً في القرآن:{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}
إن استثمار هذه الحياةِ لا يكونُ مُربحاً.. إلا حين يُسَخَّرُ في تحقيق العبوديةِ لله، وإقامةِ شريعته في الأرض، وإن التمكين للأمم في الأرض لن يبقى ولن يطول.. إن لم يُشَيَّد بدعائم الإيمان والتقوى، {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}
وكم من أُمةٍ.. مُكِّنَ لها في الأرضِ، أوتيت أسباب البقاء، وفُتحَ لها باب الرخاء، و مُدَّ لها بساطُ النعيم، فلما لم تُقِمْ لأمر الله وزناً، ولم ترعَ لله قدراً.. خَوَتْ فيها مدائن العزِّ، وعطِلت فيها آبار الثراء، وتهاوت فيها عروش التمكين {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ}
الخطبة الثانية:
الحمد لله العزيز الوهاب، الذي أنزل الكتاب، أحمدُ ربِّي وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفِرُه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الرحيمُ التواب، وأشهد أن نبيِّنا وسيِّدنا محمدًا عبدُه ورسولُه الشافعُ المُشفَّع يوم الحساب، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه المتقين المُتَّبعين للسنة والكتاب.
أما بعد: فاتقوا الله بالتقرُّب إليه بالصالحات، ومُجانَبة المحرَّمات.
أيها المسلمون: إن آخر وصيَّة النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجَّة الوداع: الترغيبُ المُؤكَّد بالتمسُّك بكتاب الله تعالى وبسُنَّة رسوله -عليه الصلاة والسلام-؛ ففي ذلك الجمع العظيم قال -عليه الصلاة والسلام-: "تركتُ فيكم ما إن تمسَّكتم به لن تضلُّوا بعدي: كتابَ الله وسُنَّتي".
فالقرآن حبلُ الله المتين، من تمسَّك به قادَه إلى رِضوان الله وإلى جنات النعيم، وهداه لكل خير وجنَّبَه كل شرٍّ وبلاء، قال الله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) [آل عمران: 103]، وقال تعالى: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأنعام: 155].
ومن أراد أن يُخاطِبَه ربُّه فليقرأ كتابَه.
عباد الله : صلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين
اللهم وفِّق ولي أمرنا وولي عهده لرضاك، وأعنهما على طاعتك يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم احفظ جنودنا، واحم حدودنا وثغورنا ، يا رب العالمين، واحفظ رجال أمننا يا رب العالمين
اللهم اشف مرضاهم، وارحم موتاهم، وتقبلهم في الشهداء يا ربَّ العالمينَ
اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وكثرةُ أسماء القرآن وصفاتِه العُظمى تدلُّ على تعدُّد المعاني الجليلة له وكثرتِها، وما ذكرنَاه قليلٌ من كثيرٍ، والملائكةُ الكِرام يُعظِّمُون هذا القرآنَ لعلمِهم بفضائلِه، قال -عز وجل-: (لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا) [النساء: 166].
وقال -تبارك وتعالى- عن هذا القرآن: (فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ) [عبس: 13- 15].
قال المُفسِّرون: "هم الملائكة".
وعن عائشة -رضي الله عنها- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "الذي يقرأُ القرآن وهو ماهرٌ به مع الكرام البرَرة". رواه البخاري ومسلم.
وأما تعظيمُ القرآن المجيد عند الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- وعند أُممهم المؤمنين بهم، فقد قال الله في ذلك: (وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ) [الشعراء: 196].
قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: "وإن ذِكرَ هذا القرآن والتنويهَ به لموجودٌ في كُتب الأولين المأثُورة عن أنبيائِهم الذين بشَّروا به في قديمِ الدهر وحديثِه، كما أخذَ الله عليهم الميثاقَ بذلك". اهـ.
وقال تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ) [الأحقاف: 10]، وقال تعالى: (قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) [الإسراء: 107- 109].
وقال تعالى عن القسِّيسين والرُّهبان المُذعِنين للحقِّ: (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) [المائدة: 83].
ولما سمِعَت الجنُّ هذا القرآن آمَنوا به، وعظَّموه، ودعَوا إليه من وراءَهم من أقوامِهم، قال تعالى: (فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) [الأحقاف: 29، 30]، وأنزل الله في هذا سورةَ الجنِّ.
وما كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يتلُو هذا القرآن على أحدٍ من البشر وهو مُتجرِّدٌ من الكِبر والهوَى والحسَد والاغترار بزُخرف الدنيا ومتاعِها إلا أسلمَ مكانه، وصارَ آيةً في كل مكانٍ بشريٍّ، وما ذلك إلا لقوة سُلطان القرآن على القلوب، وشدَّة تأثيره على النفوس.
فإذا عرفتَ -أيها المسلم- عظمةَ هذا القرآن ومكانتَه عند ربِّ العالمين الذي أنزلَه، وعند الملائكة، وعند الأنبياء وأُممهم، وعند أهل الكتاب المُصدِّقين بالحق، وعند الصحابة، وعند الجنِّ؛ عرفتَ منزلةَ القرآن في قلبِك، وأنت -أيها المسلم- تعرفُ ذلك من نفسِك تمامًا.
فإن كان تعظيمُ القرآن في قلبِك ومكانتَه ومنزلتَه في قلبِك كما يجبُ للقرآن، وكما يليقُ بهذا الكتاب، وكما يحبُّ الله ويرضَى، فاحمَد الله – تعالى - على هذه النِّعمة، واسأل الله -تبارك وتعالى- الثباتَ على تعظيم القرآن المجيد، وعلى العمل به، وإن كان تعظيمُ القرآن ومنزلتُه في قلبك أقلَّ مما يجبُ وأقلَّ مما يليقُ بالقرآن العظيم، فتُب إلى الله، واستدرِك ما كان من نقصٍ، وتدارَك ما فاتَ من العُمر؛ فما أنت فيه من خيرٍ ونِعمةٍ وطاعةٍ في الدنيا، وما تكون فيه في الآخرة من نعيمِ الجنة فسببُه القرآن. فاعرِف له قدرَه، وقُم بما يجبُ له.
وقد أيَّد الله سيدَ البشر محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بالمُعجِزات الكثيرة التي يُؤمنُ على مثلِها الناس، ولكنَّ أعظمَ مُعجِزةٍ للنبي -صلى الله عليه وسلم- هي: القرآن العظيم، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما من نبيٍّ بعثَه الله إلا أُوتِي ما مثلُه آمنَ عليه البشر، وإنما الذي أُوتيتُه وحيًا، فأرجو أن أكون أكثرهم تابِعًا". رواه البخاري من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
فالقرآن المجيد هو المُعجِزةُ العُظمى في كل زمان، باقِيةٌ إلى يوم القيامة إلى آخر الدهر، وإعجازُ القرآن العظيم في نظمِه وبلاغَته، وفي تشريعاته، وفي شُمولِ أحكامه، وفي عدلِه ورحمتِه وحكمتِه، وفي وفائِه لحاجات البشر، وفي أبديَّة بقائِه بلا زيادةٍ ولا نُقصان، وفي تأثيره العظيم على القلوب؛ فقد عجز الإنسُ والجنُّ عن أن يأتُوا بمثلِه أو بعشر سُورٍ مثلِه، قال الله تعالى: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)
صفحة خطب الشيخ الدكتور إبراهيم الحقيل
https://khutabaa.com/ar/khuteb/hogail22_g
ومما يحسن الكتابة
12 - بأن لا تلزم نفسكَ بأن تبدأ بشيءٍ ذا قيمةٍ؛ فهذا سوف يُقيدك ويجعلُك تأخذُ وقتاً طويلاً في التفكير، وإنما قم بتسجيل ما يخطرُ على بالك من أفكارٍ ومعانٍ على ورقة، ومع الوقت ستصبحُ أفكارك أكثرُ عمقاً، وعباراتُك أدق وصفاً، وصياغتك أبلغُ أسلوباً ..
#الخطيب_12
ومما يحسن الكتابة
11 - أن تقلد صياغة النص الذي راق لك فيه بلاغته وأسلوب صياغته، ونوعية الكلمات، وتماسك العِبارات، وجمالِ التصوير، وقوة التشبيه، وتناسق الألفاظِ مع المعاني، وكمية المشاعِر، وحلاوة النبرة والجرس، ثم قارن بينه وبين الصِّيغةِ الأصليةِ ..
#الخطيب_11
بهذا الرابط يوجد خطب كل خطباء الحرمين الشريفين وكذا خطب المسجد الاقصى
https://khutabaa.com/ar/khutub/haramyn
#الخطيب_2
نهاية العام بين المحاسبة والتغيير - خطب مختارة
ملتقى الخطباء - الفريق العلمي
https://khutabaa.com/ar/article/%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D8%A9
#الخطيب_2
مجموعة مختارات عن الإجازة والسفر والسياحة
ملتقى الخطباء - الفريق العلمي
https://khutabaa.com/ar/article/%D9%85%D8%AC%D9%85%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AC%D8%A7%D8%B2%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AD%D8%A9
#الخطيب_2
نجاح موسم الحج يستوجب الشكر لله ثم للقائمين عليه - خطب مختارة
ملتقى الخطباء - الفريق العلمي
https://khutabaa.com/ar/article/%D9%86%D8%AC%D8%A7%D8%AD-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%AC%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%83%D8%B1-%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AB%D9%85-%D9%84%D9%84%D9%82%D8%A7
#الخطيب_2
🕌 قواعد في (صفة خطبة العيد)🎤
———•———•———
1️⃣ ذهب جمهور أهل العلم إلى أنه يخطب في العيد بخطبتين، يفصل بينهما بجلوس، كما في خطبة صلاة الجمعة🎤
———•———•———
2️⃣ خطبتا العيدين (سنة)، وهي (بعد) صلاة العيد🎤
———•———•———
3️⃣ يشرع لمن خطب خطبتين في العيد: (أن يفصل بينهما بجلوس خفيف)؛ قياساً على خطبتي الجمعة🎤
———•———•———
4️⃣ وذهب بعض أهل العلم إلى أنه ليس لصلاة العيد إلا خطبة واحدة🎤
———•———•———
5️⃣سُئِلَ الشيخ ابن عثيمين: هل يخطب الإمام في العيد خطبة واحدة أو خطبتين❓
فأجاب : (أرجو أن الأمر في هذا واسع…ولكن لا ينبغي أن يهمل عظة النساء الخاصة بهن؛ لأن النبي ﷺ وعظهن)🎤
———•———•———📕مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين (١٦/ ٢٤٦-٢٤٨)
🎤سئل ابن عثيمين: مارأي الشرع بنظركم بزيادة: (ونستهديه)، في خطبة الجمعة❓
———•———•———
🌟فأجاب -رحمه الله-: (الألفاظ الواردة عن النبي ﷺ لا ينبغي أن يزاد في جوفها شيءٌ، كلمة: "نستهديه" لم ترد في الحديث، كلمة: "نتوب إليه" لم ترد، تقول: "الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا"، أما إذا انتهى الوارد؛ فلا حرج أن تزيد ما ترى أنه مناسب؛ لأن هناك فرقاً بين أن تكون الزيادة في جوف الوارد، وأن تكون بعده).
———•———•———📕لقاء الباب المفتوح
🌟الأصل في مشروعية (المنبر): الأحاديث التي دلت على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب على المنبر؛ ومن ذلك: حديث سَهْل بْن سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ : " أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى فُلاَنَةَ - امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ-: (مُرِي غُلاَمَكِ النَّجَّارَ، أَنْ يَعْمَلَ لِي أَعْوَادًا أَجْلِسُ عَلَيْهِنَّ إِذَا كَلَّمْتُ النَّاسَ)، فَأَمَرَتْهُ فَعَمِلَهَا مِنْ طَرْفَاءِ الغَابَةِ"🎤
———•———•———رواه البخاري،ومسلم
———•———•———
🌟 وفي رواية مسلم:
"فَعَمِلَ هَذِهِ الثَّلَاثَ دَرَجَاتٍ ".
———•———•———
🌟 قال ابن حجر: (وفيه استحباب اتخاذ المنبر؛ لكونه أبلغ في مشاهدة الخطيب والسماع منه).🎤
———•———•———فتح الباري (2/ 400).
1️⃣(الوقت الذي يفصل بين أذان الجمعة الأول والثاني)؛ هو الوقت الكافي للناس في أن يتهيؤوا لصلاة الجمعة.
——•——•——
2️⃣وأما الأذان الثاني؛ فهذا إنما يكون إعلاماً بدخول وقت الصلاة (وهو عند دخول الإمام، وجلوسه على المنبر).
——•——•——
3️⃣ الأذان الأول؛ لتنبيه الناس للذهاب لصلاة الجمعة، ويكون في وقت متقدم ومبكر؛ بحيث يستطيع الناس أن يتهيؤوا ويذهبوا مبكرين لصلاة الجمعة. وأما الغرض من الأذان الثاني؛ فهو الإعلام بدخول الوقت، ويكون إذا حضر الخطيب وجلس على المنبر، أما أن يقرن الأذان الأول مع الثاني ولا يكون بينهما إلا وقت يسير؛ فهذا يلغي الفائدة من الأذان الأول، ولم يكن هذا هو الذي قصده عثمان -رضي الله عنه- حينما أمر به، ولا يكون له فائدة.
——•——•——📕المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان (2 / 101).
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله والله أكبر
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر كبيراً
أيها المسلمون : ومَنْ أَقْصَى الدِّيْنَ عن حياةِ الناسِ وزعم أن الدنيا يجب أن تكونَ في مَعْزِلٍ عن الدين، وأن الدين له طريقٌ لا يستقيم مع طريق الدنيا.. أفسد على الناس دينهم ودنياهم، فما الدِّيْنُ في الدنيا إلا كما الروحُ في الجسد، فإذا ما انتُزِعَتِ الروحُ من الجَسَدِ.. بَلِيَ وتحللْ.. وليس للجسد حينها إلا أن يُرمسَ في التراب.
تظل دنيا الناسِ محفوظةً ما حميت بسياج الدين، فإذا ما نُحِّيَ الدينُ جنباً.. تواردت على الناس المهالك، ظلمٌ وبَخسٌ وَجَورٌ وطغيان، فسادٌ وجرأةٌ وتمادٍ وعدوان، ضعيفٌ يُقسى عليه، وفقير يُسْلَبُ ما لديه، وحقوقٌ تُسْلَبُ بشتى الحيل.
إذا ما نُحِّيَ الدينُ جنباً.. فلا ورعَ يَثني، ولا تقوى تردع، ولا مراقبةَ لله تُهّذِّب.
ومَنْ جَعَلَ الدِّيْنَ مُستودعاً للدنيا.. يأخذُ من الدِّيْنِ ما يحمي به دنياه، ويترك من الدِّيْنِ ما يعارض شهوته وهواه.. فإنما هو محادٌ لله مخادع، وعده الله سوءَ العاقبةِ في الدنيا والآخرة {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} * أفْلَحَ من أقام دنياه بدعائم دينه، واتخذ من الدنيا خير زادٍ للآخرة {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}
اللهم أصلح لنا ديننا، وأصلح لنا دنيانا.. ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا..
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
-------------------------------------------------
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى الأمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله.. وتزينوا بخير لباسكم {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ}
أيها المسلمون: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} عَنْ أَنَسٍ t ، قَالَ: « ضَحَّى رَسُولُ اللهِ r بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ»، قَالَ: «وَرَأَيْتُهُ يَذْبَحُهُمَا بِيَدِهِ، وَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا قَدَمَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا»، قَالَ: «وَسَمَّى وَكَبَّرَ» رواه مسلم
وفي يوم النحر خطب رسول الله r ، فقَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ عَجَّلَهُ لِأَهْلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ» رواه البخاري
فذبح الأضاحي لا يكون إلا بعد صلاة العيد، فمن ذبح قبل الصلاة فذبيحته ذبيحة لحم ليست ذبيحةَ نسك، وآخر يوم لذبح الأضحية هو غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق وهو اليومُ الثالثُ عشر، ويجوز ذبح الأضحية ليلاً ونهاراً، والذبح في النهار أولى، ويوم العيد بعد الخطبتين أفضل، وكل يوم أفضلَ مما يليه؛ لما فيه من المبادرة إلى فعل الخير.
والأضحية لا تكون إلا من بهيمة الأنعام لقول الله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ الاَْنْعَـمِ فَإِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُواْ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ } وبهيمة الأنعام وهي الإبلُ والبقرُ والغنمُ ضأنُها ومعزُها.
وتجزي الأضحية من (الغنم) عن الرجل وأهل بيته يشركهم في ثوابها، ولا يصح أن يشترك في ملك الأضحية من الغنم أكثر من واحد.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين