•┈┈•◈◉❒✒❒◉◈•┈┈•
🔘 *إِنَّ الحَقَّ أَعْظَمُ وَأَكْبَرُ مِنَ الرِّجَالِ مَهْمَا بَلَغُوا مِنَ المَنْزِلَةِ.*
*قَـ✍🏻ـالَ العَلَّامَةُ المُحَدِّثُ رَبِيع بن هَادِي المَدْخَلِي –حَفِظَهُ اللَّهُ-:*
... وَأَنَّ العَالِمَ المُجْتَهِدَ المُخْلِصَ يُصِيبُ وَيُخْطِئُ، فَيُقْبَلُ صَوَابُهُ وَيُرَدُّ خَطَؤُهُ مُجْمَلاً كَانَ أَوْ مُفَصَّلاً، وَلَوْ كَانَ مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ أَوْ كِبَارِ الأَئِمَّةِ، مَعَ احْتِرَامِهِ وَحِفْظِ مَكَانَتِهِ، وَلَا يُعَدُّ رَدُّ خَطَئِهِ تَنَقُّصاً لَهُ.
وَالَّذِي يَقْبَلُ خَطَأَهُ وَيَرَى أَنَّ رَدَّ خَطَئِهِ تَنَقُصاً لَهُ إِنَّمَا أُتُيَ مِنْ جَهْلِهِ وَهَوَاهُ، فَإِنَّ الحَقَّ أَعْظَمُ وَأَكْبَرُ مِنَ الرِّجَالِ مَهْمَا بَلَغُوا مِنَ المَنْزِلَةِ.
📜 *وَقَفَاتٌ مَعَ القَائِلِينَ بِأَصْلِ حَمْلِ المُجْمَلِ عَلَى المُفَصَّلِ.*
_____
*أَسْأَلُ اللَّهَ العَظِيمَ أَنْ يَنْفَعَ بِهَا الْجَمِيعَ.*
•┈┈•┈┈•⊰✿📚✿⊱•┈┈•┈┈•
منقول
إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم ) وجاء عنه أيضا قوله :( إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي، فكل ماوافق الكتاب والسنة، فخذوه، وكل مالم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه). فانظر - رحمك الله- كيف يدعو الإمام مالك الناس إلى النظر في كلامه، وأخذ ما وافق الكتاب والسنة، ومجدي حفالة يرى أن الدعوة إلى النظر في كلام الأكابر من الشبه والضلالات التي يراد بها رد أحكام العلماء!! كما قال ذلك في شريطه المذكور آنفا.
وقد جمع الإمام الألباني بعض أقوال هولاء الأئمة: مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة - الداعية إلى الأخذ بالدليل، ونبذ التقليد الأعمى، والتعصب لأقوال العلماء وأرائهم، في كتابه صفة الصلاة؛ فإذا كانت كل هذه الأقوال عن الأئمة من الشبه والضلالات التي يراد بها رد أحكام العلماء، كما يقول مجدي حفاله؛ فلا شك أن قوله هو، من الضلالات العظيمة التي يراد بها رد أحكام الله ورسوله، بناء على التقليد الأعمى، وتمسكا بزلات العلماء؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون .. كيف أصبحت هذه الأقوال تقرر بين السلفيين دون نكير!!.
الحالة الثالثة من أحوال المسلم مع كلام العالم: أن يعلم بالدليل الشرعي، أن هذا العالم أخطأ وخالف الحق؛ فهذا لا يجوز له متابعة هذا العالم، ولو كان من الأكابر، ولو تابعه مع علمه بخطأه، لكان آثما، عاصيا لله ورسوله؛ بل ربما أصابه نصيب من قول الله تعالى: { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ}.
فمن تبين له بالحجج الشرعية، خطأ الشيخ ربيع؛ لا يجوز للصعافقة ومن تابعهم أن يحتجوا عليه بهذه المقولة: "لزوم غرز الأكابر" ولا يجوز أن يتهم بمخالفة الأكابر، بل لهو أولى بالأكابر من هؤلاء المقلدة، لأنه يعمل بأصولهم، وهو لازم لطريقتهم، ومنهجهم؛ فكما أن هؤلاء الأكابر لم يكونوا يقلدون من سبقهم من الأئمة والعلماء، ولم يكونوا يتابعونهم على أخطائهم، بل كانوا يردونها عليهم ويبينونها، مع احترامهم وتوقيرهم؛ فكذلك هنا.
ولو افترضنا أن هذا الذي خالف الأكابر، وعمل بما تبين له من الأدلة الشرعية، كان مخطئا، وأن الصواب كان مع الأكابر فعلا؛ فهذا لا يوجب القدح في هذا المخالف لهم، ويكون معذورا لأنه عمل بما تبين له من الحق، كما قال تعالى: { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا}. وكما قيل "قد أحسن من انتهى إلى ما سمع"؛ بل هذا مع خطئه خير ممن يقلد التقليد الأعمى، ويتعصب لشيخه وإمامه.
ولقد كان صغار الصحابة يخالفون أكابرهم، في بعض المسائل الإجتهادية وقد يكون الحق مع الأكابر، كما خالف، ابن عباس وابن عمر قول أبي بكر وعمر، في بعض المسائل كالمتعة وغيرها، وكان الحق أحيانا مع أبي بكر وعمر، ولكن لم يكن هذا موجبا للطعن فيهما، لأنهما خالفا الأكابر؛ وهكذا كل من جاء بعدهم من التابعين، وتابعيهم، ومن بعدهم من الأئمة، كلهم قد يخالفون من قبلهم في بعض المسائل، فأحيانا يكون الحق معهم، وأحيانا يكون مع الأكابر، ولم يكن هذا موجبا للطعن فيهم.
والمقصود أن هولاء الصعافقة يضللون ويطعنون في من خالف الأكابر؛ لمجرد أنه خالف الأكابر، لا لأن هذه المسألة التي خالف فيها، من مسائل الأصول التي يضلل المخالف فيها؛ فيتعبرون مجرد مخالفة الأكابر موجبا للطعن والاسقاط، واستباحة الأعراض؛ ولا شك أن هذا من الغلو الشنيع الذي لم يدعيه أحد في أكابر الصحابة رضوان الله عليهم، وهو لايختلف كثيرا عن غلو المتعصبة من أتباع المذاهب الذين كانوا يضللون ويبدعون أتباع المذاهب الأخرى، بل ربما كفروهم وأنزلهم منازل أهل الكتاب.
وكل هذا خروج عن منهج أهل السنة، وطريقتهم التي ساروا عليها خلفا بعد سلف، من عدم التضيق والإنكار في مسائل الاجتهاد، وعدم الإنكار على المخالف، إذا كان متمسكا بدليل و حجة شرعية، وإن كان مخطئا في الإستدلال بها، ومخالفا للأكابر فيما ليس داخلا في الأصول.
فكان الواجب على هولاء الطلبة، أن يبينوا للمخالف للأكابر الصواب باللين، وبالتي هي أحسن، لا بالتهجم والطعن والإسقاط، وبالأدلة والحجج الشرعية، وبالإجابة عن حججه التي يقدمها دليلا على قوله، لا بهذه المقولة "لزوم غرز الأكابر" التي ليست في حقيقتها إلا دعوة منهم للتقليد الأعمى، والتعصب الذميم لشيخ ربيع حفظه الله.
ولذلك فإن من العجائب والمآسي التي سمعناها، أنك تأتي الرجل الذي أفنى عمرا في دراسة منهج السلف، والعمل به، فتبين له ما هو من أدلة الشيخ محمد بن هادي، على جرح أولئك الطويلبة، فيقول لك: ولكن الشيخ ربيع لم يعتبرها أدلة!!.
وهذا والله من الجهل الفاضح، الذي يحط بصاحبه إلى درجة البهائم التي تنقاد أينما سيقت، بل إن البهائم إذا أجبرت على تقحم النيران، أو التردي في الحفر؛ أبت، وتمنعت أشد الامتناع، وهربت ما وجدت لذلك سبيلا، وهولاء يرون ويسمعون من كذب هولاء الطلبة وخيانتهم، وغشهم، وجهلهم، وسفاهتهم، ثم يلوون وجوههم ويقولون ليس هناك أدلة!!.
إذا تقرر ما سبق، من التفريق بين لزوم غرز العلماء، وبين التقليد ال
💥 موعظة بليغة لاتقدر بثمن💥
✍️ قال سفيان الثوري - رحمه الله -
في وصيته إلى أحد إخوانه يعظه :
أوصيك وإياي بتقوى الله, وأحذرك أن تجهل بعد إذ علمت, وتهلك بعد إذ أبصرت, وتدع الطريق بعد إذ وضح لك,
ولا تغتر بأهل الدنيا بطلبهم إياها وحرصهم عليها وجمعهم لها, فإن الهول شديد, والخطر عظيم, والأمر قريب,
وارتحل إلى الآخرة قبل أن يرتحل بك, واستقبل رسل ربك, واشدد مئزرك من قبل أن يقضى قضاؤك, ويحال بينك وبين ما تريد,
فقد وعظتك بما وعظت به نفسي, والتوفيق من الله ومفتاح التوفيق الدعاء والتضرع والاستكانة والندامة على ما فرطت,
ثم إياك وما يفسد عليك عملك فإنما يفسد عليك عملك الرياء, فإن لم يكن رياء فإعجابك بنفسك حتى يخيل إليك أنك أفضل من أخ لك,
وعسى أن لا تصيب من العمل مثل الذي يصيب, ولعله أن يكون هو أورع منك عما حرم الله ، وأزكى منك عملا,
فإن لم تكن معجبا بنفسك فإياك أن تحب محمدة الناس ومحمدتهم أن تحب أن يكرموك بعملك ، ويروا لك به شرفا ومنزلة في صدورهم ، أو حاجة تطلبها إليهم في أمور كثيرة,
فإنما تريد بعملك وجه الدار الآخرة لا تريد به غيره ، فكفى بكثرة ذكر الموت مزهدا في الدنيا, ومرغبا في الآخرة,
وكفى بطول الأمل قلة خوف, وجرأة على المعاصي, وكفى بالحسرة والندامة يوم القيامة لمن كان يعلم ولا يعمل.
📚|[حلية الأولياء - الأصبهاني]|
منقول
• - قال الإمام ابن القيم
• - رحمه الله تبارك و تعالى - :
• - والتفكر فِي الْقُرْآن نَوْعَانِ :
• - تفكر فِيهِ ليَقَع على مُرَاد الرب تَعَالَى مِنْهُ .
• - وتفكر فِي مَعَاني مَا دَعَا عباده إلى التفكر فِيهِ .
• - فالأول : تفكر فِي الدَّلِيل القرآني ، وَالثَّانِي : تفكر فِي الدَّلِيل العياني .
• -الأول : تفكر فِي آيَاته المسموعة ، وَالثَّانِي : تفكر فِي آيَاته المشهودة .
• - وَلِهَذَا انْزِلْ الله الْقُرْآن ليتدبر ويتفكر فِيهِ وَيعْمل بِهِ لَا لمُجَرّد تِلَاوَته مَعَ الاعراض عَنهُ .
📜【 مفتاح دار السعادة (٥٣٦/١) 】
💻شـبـكـة﴿عَسَاكِرُ السَّلَفْ﴾الدعـويِّة💻
تابعونا على....
📱التليجرام
/channel/asakeeralslaf
📱الواتساب
https://chat.whatsapp.com/EJIFdlQM4IBHkATl3WltlC
📱الفيس بوك
https://www.facebook.com/groups/688597185389847/?ref=share
📱اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCeDu_-qtnxPb51_s9eWDI2Q
ين الله، وإذا كان كذلك فإنه يجب على من يأخذ بكلامه، أن لا يأخذه إلا إذا علم أنه موافق للحق، وإذا علم أنه موافق للحق، فالواجب أن يدافع عنه كما يدافع عنه الشيخ ربيع، "فلا فرق بين من قالها اجتهادا، ومن قالها اتباعا"!!
وإذا تعلم من الشيخ ربيع هذا، فلا شك أنه لن يعود لقولته القبيحة "لسنا من قالها" ولابد أنه سيسأل الشيخ ربيع عن دليله، ليتمكن من الدفاع عنها بعد ذلك، وأنصحه إذا سأل الشيخ ربيع عن الأدلة؛ أنصحه أن يعرض عليه أجوبة اتباع ابن هادي عليها، كالإشكالات التي عرضت في أول المقال، ليكون على بينة من أمره، ويزيل الشبه التي قد تعرض له!!
وإذا خرج من عند الشيخ ربيع بعد إنجاز هذا كله، سيكتشف هذا القائل حقيقته المرة، والتي جهلها هو عن نفسه، وأخفاها عنه قرناء السوء، الذين كانوا يستخدمونه؛ وهي أنه كان طبلا أجوف، يكاد رنينه إذا جلد يصم الآذان، فإذا سئل عن معنى رنينه، قال: "لسنا من قالها" ولكن راجعوا من قرع الطبل!!، والمسكين توهم أن من يقرعه هو الشيخ ربيع -حاشا هذا الإمام من قرع الطبول وأن يكون طبالا- وهذه هي الخدعة الكبرى التي أوقعت الصعافقة فيما وقعوا فيه .. نسأل الله أن يلهمهم رشدهم فيكتشفوا اليد الخفية التي تطبل بكل قوة؛ باسم الشيخ ربيع، وباسم الأكابر من العلماء!! وللأسف فقد وجدت هذه اليد الآثمة في ليبيا؛ طبولا كثيرة لا كثرها الله.
أما الوقفة الثانية مع كلامه، فهي حول قوله: "دافع عن عقيدتك ومنهجك هناك" فكأنه يريد أن يصور أن السلفيين يرون في الشيخ ربيع خطرا يهدد عقيدتهم ومنهجهم!! فأبشره أن السلفيين بحمد لله مقيمين على الثناء على هذا الإمام الحبر، وعلى الاعتراف بفضله وسابقته، ثم كيف يدافعون عن عقيدتهم ومنهجهم عنده، وهو المدافع عنها قبلهم!!، وهذا يدل على سقم أفهام الصعافقة، حيث يرون أن الخلاف مع الشيخ ربيع في جزئية واحدة؛ يمس العقيدة والمنهج، وهذا نفس حدادي لا يخفى!!
كما أبشره أن السلفيين ليسوا لئاما حتى يثنوا على العالم السلفي إذا كان موافقا لهم، فإذا خالفهم في جزئية واحدة، - ولو كان ذلك بالكلام عنهم بما ليس فيهم- قلبوا له ظهر المجن، ووصفوه بأقذع الأوصاف والسباب، ورأوا فيه خطرا يتهدد عقيدتهم ومنهجهم!!
فمثل هذه الفعال الصبيانية، لا تصدر إلا عن خسيس الطبع، دنيء النفس، عديم المروءة، وقد كان للصعافقة أسوة حسنة في الشيخ محمد بن هادي، وكيف قابل كلام الشيخ ربيع فيه. أما تلك الأسماء التي عددها قائل هذه المقالة، وزعم أن الشيخ ربيع يطلقها على السلفيين؛ فإن صح هذا فالسلفيون يقولون كما قال الشيخ محمد بن هادي:
هنيئا مريئا غير داء مخامر
...لعزة من أعراضنا ما استحلت
ولكن الخطر الذي يتهدد العقيدة والمنهج، هو ذلك التنظيم السري، الذي دخل بين العلماء فأفسد ما بينهم، وحاول زرع العداوة بينهم، لا لشيء إلا ليدافع عن أعراض طويلبة أغمار، وكأن الدفاع عن أعراضهم من صلب الدين، وأساس الشريعة، ومن أصول المنهج التي يعقد الولاء والبراء عليها!!
إن الخطر الذي يتهدد العقيدة والمنهج، بل والمجتمع الليبي والدولة بأسرها، هو في تلك الطبول التي تقرع من تنظيمات سرية في الخارج، ومع اختلاف هذه الطبول وتنافرها، بين مأربي متستر يؤازر الخوارج، وحدادي متلون يخاتل ولاة الأمر؛ إلا أنهم اجتمعوا جميعهم على تمزيق هذه الدعوة السلفية وتفريقها، لتكون ليبيا لقمة سائغة للدعوات الحزبية، من إخوانية على تعدد طبقاتها، وصوفية، وعلمانية، وغيرها من الدعوات.
أما آخر الوقفات وأهمها، فهي عندما يقف قائل هذه المقالة، بين يدي الله، ويسأله عن كل هذه الجرائم التي ارتكبها في حق الدعوة السلفية، وعن كل تلك الأعراض التي رتع فيها، من أعراض علماء وطلبة علم، وأئمة وخطباء ووعاظ، وعن كل ذلك البغي والظلم الذي لم يكد يسلم منه أحد من السلفيين في ليبيا، إلا من كان معه .. فبماذا عساه يجيب هناك!! هل سيقول "لسنا من قالها" أم سيقول "راجعوا الشيخ ربيع" أم تراه سيقول: ( إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا )
ألم يسمع قائل هذا الكلام قول الله تعالى: ( رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ).
ألا يعلم أن الشيخ ربيع ليس بحجة له أمام الله، وليس بحجة على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
متى يعقل هؤلاء، ويتذكروا ما كانوا يعرفون من الدين والسنة!! لماذا يصرون على البقاء في هذا الجهل الفاضح، والتقليد المخزي، وكلما أزعجهم نور الحق، ازدادوا هروبا وانغماسا في الظلام!! ألا يخشون أن يختم على قلوبهم، فلا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا، ألا يخشون أن يسلبوا نعمة التوحيد والسنة، بسبب هذا الإعراض عن الحق والتكبر عنه .. نسأل الله السلامة والعافية، وأن يحفظ علينا ديننا إنه على كل شيء وكيل.
وفي الختام لابد من تقييد ملاحظة مهمة؛ فبعض إخواننا من السلفيين ممن تأثر بهؤلاء الصعافقة واغتر
زجر البليد عن التقليد (3)
لستم من قالها .. ولكن أين دليلها
رد على المقالة أدناه، لأحد رؤوس الصعافقة في ليبيا والتي بعنوان "لسنا من قالها":
*لسنا_من_قالها*
*الإمام الربيع - حفظه الله - هو القائل عن أتباع ابن هادي والحدادية بالعموم:*
*- حدّادية*
*- أخس من الحدادية*
*- ليسوا سلفيين*
*- لم يتربوا تربية سلفية*
*- أخس من الأغبياء*
*- تعبانين والله تعبانين*
*- يتعلقون بأشياء خرج منها أصحابها*
*- خدّام أهل البدع*
*- فتنة الكذابين*
*- لا تحبوني، الله يغنيني عن محبتكم*
*- الذين يقولون عن السلفيين صعافقة هم الصعافقة*
*👈ونحن - ولله الحمد - خلف علمائنا وأئمتنا*
*👈فأي واحد عنده مشكلة مع هذه التسميات المستحقة فليذهب يراجع الشيخ الإمام الربيع - حفظه الله - ويقول له: [الذي قال عن أتباع ابن هادي حدادية هو الحدادي]!!*
*👈اذهب إليه ودافع عن عقيدتك ومنهجك هناك، كما دافع المغاربة قبلك*
*👈وسيبين لك هذا الإمام كيف ترفع عن نفسك هذه التسميات وتكون عقيدتك سليمة* انتهى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في كتابه العزيز (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِم)). وصلى الله على عبده ورسوله الأمين؛ قال فيما صح عنه: (( ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ﺛﻼﺙ : ﺇﺫﺍ ﺣﺪﺙ ﻛﺬﺏ، ﻭﺇﺫﺍ ﻭﻋﺪ ﺃﺧﻠﻒ، ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺅﺗﻤﻦ ﺧﺎﻥ )) وفي رواية: ((إذا خاصم فجر)).
أما بعد، فإن الحق ظاهر أبلج، والباطل لجلج، ومن أبين علامات الباطل؛ تناقضه وتهافته، ولجوء أتباعه للفجور في الخصومة، لكي يستروا هذا التناقض؛ فبعد أن ملأ الصعافقة الدنيا ضجيجا وصراخا .. أين الأدلة .. أين الأدلة!! هاهم الآن يفرون من مواجهة الأدلة، ليختبؤوا خلف قولة سقيمة، لا تدل إلا على جهل متين، وتقليد أعمى؛ وهي قولهم : (لسنا من قالها)!!
وبعد أن كانوا يتحدون الناس بزلة الشيخ ربيع كما فعل فؤاد الزنتاني(1)، اذ بأحدهم اليوم يقول (لسنا من قالها) وكأنها لقيطة تبحث عن أصلها!! وهذا يدلك على أنها لا أصل لها في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، إذ لو كان لها أصل؛ لم يتنصل منها هذا القائل، ولقال: نحن نقولها والدليل عليها كذا وكذا من كتاب الله ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن عمل السلف الصالح، ألستم أنتم أصحاب الدليل والمطالبين به!! أعجز هذا القائل أن يقيم الدليل على هذه التسميات التي عددها، أم أن دليله عليها هو شخص الشيخ ربيع فقط!!
أيرضى قائل هذه المقولة؛ أن يقول السلفييون عن اللفظة التي جرح بها الشيخ محمد بن هادي هؤلاء الجهلة المتلاعبين، وهي لفظة "الصعافقة" أيرضى أن يقولوا: "لسنا من قالها" ولكن قالها عالم من علماء الجرح والتعديل، ووافقه عليها علماء آخرون كثر، بل لم يخالفه من علماء السنة إلا عالمان اثنان فقط(2).
فإذا كان لا يرضى بهذا، ويطالب السلفيين بالأدلة، كيف يبيح لنفسه اليوم؛ أن يقول (لسنا من قالها) عوضا عن إقامة الأدلة التي يطالب بها غيره!!، أم أن الأمر كما قال القائل:
حلال على بلابله الدوح ... حرام على الطير من كل جنس.
وبناء على ما سبق نقول: نحن نعلم أنك لست من قالها، ولكننا نريد منك دليلها، فحبذا لو تكرمت وشرحت لنا الدليل الذي جعلك تأخذ بها، بل وتلزم عموم السلفيين بها، وتستبيح أعراض العلماء وطلبة العلم، حتى فرقت السلفيين ومزقتهم كل ممزق؛ ويلزمك لكي تقيم الدليل عليها، أن تجيب عن الإشكالات الآتية:
1-هل مسائل الجرح والتعديل اجتهادية، أم أنها وحي لا يزال يتنزل على العلماء؟!
2-إذا اجتهد عالم من العلماء كالشيخ محمد بن هادي، فجرح وأخطأ، أيعذر في خطئه هذا، أم يكون مصيره الإسقاط والطعن والطرد من السلفية، بسبب اجتهاده في الجرح؟!
3-هل الكلام في هؤلاء الطلبة الذين تكلم فيهم الشيخ محمد بن هادي كالكلام في الصحابة!! بحيث يكون موجبا للطعن والتضليل والتسفيه، وما حكم كلام العلماء بعضهم في بعض وإن كان دافعه شيئا من حظوظ النفس، ألم يقل العلماء "كلام الأقران يطوى ولا يروى"، فلماذا لم يعتبروه موجبا للإسقاط والطعن حيث كان بلا أدلة؟!!
4-هل لزوم غرز العلماء يكون في كل ما يصدر منهم، ومتى يعلم صوابهم من خطئهم إذا كان كذلك، وما معنى ما جاء عن الصحابة من التحذير من زلات العلماء، حتى جعلها الخليفة الملهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الثلاثة التي تهدم الدين.
فقال رضي الله عنه: ﺛﻼﺙ ﻳﻬﺪﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ : (ﺯﻟﺔ ﻋﺎﻟﻢ، ﻭﺟﺪﺍﻝ ﻣﻨﺎﻓﻖ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺃﺋﻤﺔ ﻣﻀﻠﻮﻥ )
وجاء ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ أنه ﻗﺎﻝ : ( ﻭﻳﻞ ﻟﻸﺗﺒﺎﻉ ﻣﻦ ﻋﺜﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻗﻴﻞ : ﻛﻴﻒ ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻝ : ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺷﻴﺌﺎً ﺑﺮﺃﻳﻪ، ﺛﻢ ﻳﺠﺪ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻨﻪ؛ ﻓﻴﺘﺮﻙ ﻗﻮﻟﻪ ﺫﻟﻚ، ﺛﻢ ﻳﻤﻀﻲ ﺍﻷﺗﺒﺎﻉ ).
وﻛﺎﻥ معاذ رضي الله عنه ﻻ ﻳﺠﻠﺲ ﻣﺠﻠﺴﺎ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﺇﻻ ﻗﺎﻝ ﺣﻴﻦ ﻳﺠﻠﺲ : ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻜﻢ ﻗﺴﻂ ، ﻫﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺗﺎﺑﻮﻥ - ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ، ﻭﻓﻴﻪ : " ﻭﺃﺣﺬﺭﻛﻢ ﺯﻳﻐﺔ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ; ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻗﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ، ﻭﻗﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ﻛﻠﻤﺔ
[زجر البليد عن التقليد (2)] .. هل يفقه فؤاد الزنتاني وجملة الصعافقة معنى الدليل؟!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
وبعد، فللأسف الشديد فإن هذه الفتنة كشفت عن وجه قبيح من الجهل والسفاهة، والتفاهة التي تدل على انحطاط شديد، وتبلد وسقم عجيب في الأفهام؛ ليس سببه قلة العلم، بل شدة الهوى، واستحكامه، وغلبته على نفوس كثير ممن يدعي العلم والسلفية؛ وبعضهم يكون من السلفية على سبيل، ولكنه لا يجاهد نفسه وهواها كما ينبغي، فتجده أحيانا لا يفرق بين أمر الله، وأمر نفسه، ولا بين ما يحبه الله ويرضاه، وبين ما تشتهيه نفسه الأمارة بالسوء وتتمناه؛ والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فمن تلك التفاهات: قول الصعافقة أن حكم الشيخ محمد بن هادي فيهم كان بلا دليل، وأن الطعن الشديد الصادر من الشيخ ربيع في حق أخيه الشيخ محمد بن هادي مبني على الأدلة الشرعية المعتبرة؛ كما يقول ذلك فؤاد الزنتاني في تحديه الذي تحدى به العلماء والسلفيين .. فهل يفقه الصعافقة معنى الدليل؟!!.
قال العلماء: إن الدليل لغة هو المرشد، وفي الاصطلاح: هو ما استفيد منه حكم شرعي، أو هو ما يستدل بالنظر الصحيح فيه على حكم شرعي...
وإذا كانت نتيجة الدليل هي حكم شرعي، فلابد أن يكون الدليل مستمدا من الشرع، إما بنقل صحيح، أو بفهم قد انبنى على نقل صحيح، أما أرآء العلماء وأحكامهم المجردة فيستدل لها ولا يستدل بها، فهي ليست أدلة شرعية في ذاتها.
فهل أبان الشيخ ربيع حفظه الله عن الدليل الشرعي على حكمه الشديد في الشيخ محمد بن هادي، وهو أنه أخس من الحدادية، وأنه يجب التحذير منه والطعن فيه، وهجره، وإلحاق كل من يثني عليه به، حتى آل الأمر بأن تمكن الصعافقة من إسقاط أغلب العلماء وتنفير الناس عنهم، وعزل السلفيين عن العلماء الناصحين الصادقين، واستفردوا بهم يقررون لهم القواعد الباطلة، ويروجون بينهم الأخبار الكاذبة، بلا خوف ولا حياء؟!!.
من فهم معنى الدليل الشرعي، يدرك أن ما صدر من الشيخ ربيع هو مجرد رأي أو حكم، أو هو حكاية حال، أو تصوير واقع بحسب ما يراه هو حفظه الله، فهو رأى أن الشيخ محمد ظلم إخوانه، وأن جرحه لهم كان بلا أدلة؛ وهذا لا يختلف عما حكاه الشيخ محمد في أولئك الطلبة الصغار، وهو أنهم صعافقة، وأنهم جهلة جهلا مركبا، وأنهم كذابون فتانون... فهذا إخبار عن واقع، وما صدر عن الشيخ ربيع إخبار عن واقع أيضا، فما الفرق بين هذا وهذا، ولماذا رد الصعافقة جرح الشيخ محمد، وقبلوا كلام الشيخ ربيع في الشيخ محمد بن هادي، مع أنه لا فرق بينهما عند كل من يعقل؛ اللهم إلا فرقا وحيدا، وهو أن الوقائع والأحداث التي حدثت بعد، أثبتت صدق الشيخ محمد، وخطأ الشيخ ربيع.
فمن تناقضات الصعافقة القبيحة أنهم يردون جرح الشيخ محمد بن هادي بحجة عدم وجود أدلة، ويقبلون جرح الشيخ ربيع مع أنه أيضا بلا أدلة!!!.
فهل فهم الصعافقة من مجرد فعل الشيخ ربيع، أن الكلام بلا أدلة يوجب الطعن والطرد من السلفية، ويوجب الهجر وإلحاق كل من يثني عليه به!!
وهل أصبحت أفعال الشيخ ربيع أدلة شرعية، كأفعال الرسول عليه الصلاة والسلام!!.
فإذا كان الصعافقة قد فهموا من مجرد فعل الشيخ ربيع، أن الجرح بلا أدلة يوجب شرعا، جرح الجارح وإسقاطه والطعن فيه والتحذير منه، بل وإلحاق كل من يثني عليه به، فليبنوا لنا ذلك وليبسطوا القول فيه مقررا بالأدلة (الشرعية)، مدعما بالشواهد من كلام العلماء وسيرهم في باب الجرح والتعديل.
ولكننا نرى عكس ذلك تماما، فأهل السنة أهل عدل وانصاف، واتباع للدليل، فلم يكونوا يقابلون التكفير بالتكفير، ولا التبديع بالتبديع كما تفعل الحدادية الآن، بل من كفرهم لا يكفرونه حتى يقوم الدليل الشرعي على كفره، ومن بدعهم لا يبدعونه حتى يقوم الدليل الشرعي على ابتداعه، كما أنه من تكلم فيهم لا يقابلونه بالكلام فيه، حتى يقوم الموجب الشرعي لذلك، وكم من عالم تكلم في عالم، بلا أدلة، إما حسدا، أو وشاية من أهل النميمة والإفساد، ومع ذلك لم يعتبروا هذا موجبا للجرح والإسقاط، بل كانوا يقولون كلام الأقران يطوى ولا يروى، وقالوا "اسمعوا علم العلماء، ولا تقبلوا قول بعضهم في بعض، فهم أشد تغايرا من التيوس في زربها".. إلى غير ذلك مما يدل أن ما يقع بين العلماء مما هو من عوارض الأهلية، ومن لوازم بشريتهم وانتفاء العصمة عنهم، لا يوجب الإسقاط والطعن والتحذير والهجر، والإلحاق الذي لا يعرف إلا عند الحدادية وأشباههم!!.
فما هو الدليل الشرعي إذا، الذي وجده الصعافقة في كلام الشيخ ربيع، ولم يجدوه في كلام الشيخ محمد بن هادي،؟!!.
ونحن نقول هذا تنزلا مع الصعافقة، وإلا فمن المعلوم أن أحكام الجرح والتعديل(1) ليست كالأحكام المفتقرة للدليل الشرعي من الكتاب والسنة، إنما مبناها على الشهادات والأخبار من الثقات العدول من العلماء، ومدار قبولها أو ردها على التفسير المعتبر، فمن فسر جرحه بتفسير معتبر كما فعل الشيخ محمد بن هادي قبل جرحه، ومن فسره بتفسير غير مق
يتسترون خلفهم؛ وهذا والله لمن المصائب العظيمة.
الثانية: وهو مبني على ما سبق، أنهم أصبحوا يربون السلفيين على التقليد الأعمى، ويوهمونهم أن هذا التقليد الذي ذمه الله، وذمه رسوله، وذمه كل عالم من السلف والخلف، بما فيهم الشيخ ربيع، يوهمونهم أنه هو الدين، وهو المنهج السلفي، وهو من لزوم غرز الأكابر، بينما هو في الحقيقة، دعوة للتقليد على طريقة اليهود في لبس الحق بالباطل، فشتان ثم شتان بين لزوم غرز العلماء الذي يكون بطلب العلم على أيديهم، وسؤالهم عما يشكل بحثا عن الدليل، وطلبا للبصيرة في الدين؛ وبين أن يغمض الرجل عينيه، ويصم أذنه عن سماع الحق، زاعما أنه لازم لغرز العلماء، وشتان بين من يقتدي بالعلماء في منهجهم، وأخلاقهم، وتقواهم لله؛ وبين من يستحل ما حرم الله عليه تمسكا بزلاتهم؛ وقد ذم الله هذا التقليد، الذي يغلق الإنسان فيه عقله، ويصير كالبهيمة التي لا تسمع ولا تعقل، كما قال تعالى: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}. وقال أيضا: { وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُون}. قال العلامة السعدي في تفسيرها: (لما بين تعالى عدم انقيادهم لما جاءت به الرسل, وردهم لذلك بالتقليد, علم من ذلك أنهم غير قابلين للحق, ولا مستجيبين له, بل كان معلوما لكل أحد أنهم لن يزولوا عن عنادهم، أخبر تعالى, أن مثلهم عند دعاء الداعي لهم إلى الإيمان كمثل البهائم التي ينعق لها راعيها, وليس لها علم بما يقول راعيها ومناديها، فهم يسمعون مجرد الصوت). وهذا هو حال المقلدة للشيخ ربيع، فإنهم يرددون ما يقوله الشيخ دون أن يتدبروا فيه، ودون أن يفقهوه؛ ولو رجعوا إلى ما كان يقوله الشيخ في فتنة أبي الحسن، وفي فتنة الحجوري وغيرها، لعلموا أنهم أول من خالف الحق الذي كان يقرره الشيخ ربيع حفظه الله.
وقال تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}. ولا يخفى أن أساس عبادتهم، واتخاذهم أربابا من دون الله هو التقليد الأعمى، وطاعتهم في معصية الله.
ومن أعجب الأمور أن هؤلاء الغالين في الشيخ ربيع، إذا نهاهم أحد عن التقليد، وحذرهم من الغلو؛ نسبوه إلى الطعن في الشيخ ربيع، وتنقصه؛ كما كان عباد القبور، إذا نهاهم أحد عن عبادتها، اتهموه بتنقص الصالحين وبغضهم، والطعن فيهم؛ ولا غرابة فقد تشابهوا في الشرك، وإن كان شرك أولئك في العبادة، وهؤلاء أشركوا في الطاعة؛ ومن نظر في كلامهم، أدرك أنهم يحومون حول الشرك، إن لم يقعوا فيه حقيقة، كقولهم: "إلى الشيخ ربيع المنتهى"، وقولهم "إذا رجع الشيخ ربيع عن كلامه في محمد بن هادي، رجعنا". وهذا من أعجب العجاب، إذا كان كلام الشيخ ربيع بدليل، فكيف ترجعون وتتركون الدليل، وإن كنتم لا تعلمون دليل الشيخ ربيع أساسا، فكيف قبلتم به، وأنتم تتهمون الناس بالكلام بلا أدلة، أم أن دليلكم يدور مع الشيخ ربيع حيث دار!!.
الثالثة: وهي أشدها وأخطرها، ألا وهي الصد عن سبيل الله، وتعطيل الدعوة إلى دينه، وتعويق الدعاة إلى المنهج السلفي الذي هو منار الإسلام وحقيقته. ومن رحمة الله وفضله، أن جعل في تلك الفتن والثورات السياسية التي حلت بالبلاد العربية خيرا كثيرا، فمن ذلك أن تبين للناس من يدعو لدين الله، ممن يدعو إلى نفسه وحزبه وجماعته؛ ومن يدعو إلى الله والدار الآخرة ممن يدعو إلى الخراب والدمار والفساد في الأرض، فلما تبين للناس هذا، وأرادوا أن يتعلموا دينهم الحق، قام هؤلاء العابثين بفتنتهم، وخلافهم وعبثهم، مما يصد الناس عن الحق، وعن الرجوع للعلماء الربانيين الصادقين، لأنهم إذا رأوا هذه الخلافات بينهم، نفروا، وقالوا لو كان هذا حقا ما اختلف أهله فيه، ومن المعلوم أن من أظهر علامات الباطل اختلاف أهله فيه؛ ومن علامات الحق اجتماع أهله عليه، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} وقال تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ}.
ولا يخفى أن من فرق الجماعة،وشق الصف، هو من تعصب، وتحزب، ووالى وعادى على مسألة جزئية اجتهادية، ولو كان محقا فيها؛ أما الشيخ محمد بن هادي فقد استعمل الجرح والتعديل كما يستعمله سائر العلماء، فهل كان يضمن هؤلاء العابثون أن كل من يستعمل الجرح
ه أدلة، فغاية أمره أن يكون كلامه فيهم ذنبا من الذنوب، التي لم يعصم منها أحد بعد الأنبياء، فلم يعصم منها العلماء، ولا من هو فوق العلماء من الصحابة رضوان الله عليهم، ومثل هذه الذنوب لا تعد أخطاء منهجية، توجب التحذير والإسقاط والتجريح؛ وقد تكلم بعض الأئمة في بعض، تكلم الزهري في أبي زناد، وربيعة؛ وتكلم أبو الزناد في ربيعة، وقيل: إنه وشى به لدى السلطان حتى جلد. وتكلم حماد في أهل الحجاز، وقال مرة: (احمدوا الله ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻓﺈﻧﻲ ﻟﻘﻴﺖ ﻋﻄﺎﺀ ﻭﻃﺎﻭﺳﺎ ﻭﻣﺠﺎﻫﺪﺍ فلصبيانكم ﻭﺻﺒﻴﺎﻥ ﺻﺒﻴﺎﻧﻜﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻨﻬﻢ)!. وتكلم ابن أبي ذئب في مالك ابن أنس وقال عنه "يجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، وتكلم عبدالرحمن بن مهدي، في أبي حنيفة، وتكلم يحي بن معين في الإمام الشافعي، فقيل للإمام أحمد، فقال: من أين يعرف يحي الشافعي، هو لا يعرف الشافعي، ولا يقول ما يقول الشافعي. وتكلم محمد بن يحي الذهلي في الإمام البخاري، وقال بعض تلاميذه: لما ورد محمد بن اسماعيل البخاري، نيسابور؛ قال لنا محمد بن يحي: اذهبوا إلى هذا الرجل الصالح، فاسمعوا منه؛ فذهب الناس إليه، وأقبلوا على السماع منه، حتى ظهر الخلل في مجلس محمد بن يحي، فحسده بعد ذلك، وتكلم فيه. فهل طعن أحد من العلماء، في محمد بن يحي بسبب كلامه في البخاري؟! كيف والبخاري نفسه، لم ير هذا موجبا لإسقاط عدالة شيخه، وقد روى عنه في صحيحه، الذي هو أصح كتاب بعد الكتاب العزيز.
وقد ذكر طرفا من هذه الأخبار، الحافظ ابن عبدالبر في كتابه جامع بيان فضل العلم وأهله، في باب حكم قول العلماء بعضهم في بعض، ثم قال بعد ذلك: (ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﷺ ﻭﺟﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻛﻼﻡ ﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﻴﺰ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺘﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﻷﻧﻬﻢ ﺑﺸﺮ ﻳﻐﻀﺒﻮﻥ ﻭﻳﺮﺿﻮﻥ، ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻀﺐ، ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺇﻻ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﻐﻀﺐ). ثم قال: (ﻓﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻞ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍلأﺛﺒﺎﺕ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻓﻠﻴﻘﺒﻞ ﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ، ﻓﺈﻥ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺿﻞ ﺿﻼﻻ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻭﺧﺴﺮ ﺧﺴﺮﺍﻧﺎ ﻣﺒﻴﻨﺎ، ﻭﻛﺬﻟﻚ أﻥ يقبل ﻓﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺐ ﻗﻮﻝ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﺍﻟﻨﺨﻌﻲ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﻭﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻭﻓﻲ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ؛ ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﻭﻟﻦ ﻳﻔﻌﻞ ﺇﻥ ﻫﺪﺍﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻟﻬﻤﻪ ﺭﺷﺪﻩ، ﻓﻠﻴﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﻣﺎ ﺷﺮﻃﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﻓﻴﻤﻦ ﺻﺤﺖ ﻋﺪﺍﻟﺘﻪ ﻭﻋﻠﻤﺖ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻋﻨﺎﻳﺘﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻭﻟﺰﻡ ﺍﻟﻤﺮﻭﺀﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﻛﺎﻥ ﺧﻴﺮﻩ ﻏﺎﻟﺒﺎ، ﻭﺷﺮﻩ أﻗﻞ ﻋﻤﻠﻪ؛ ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﻓﻴﻪ ﻗﻮﻝ ﻗﺎﺋﻞ ﻻ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻟﻪ ﺑﻪ؛ ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺼﺢ ﻏﻴﺮﻩ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ).
فهكذا لم يعتبر أحد من الناس، أن مجرد كلام العلماء بعضهم في بعض يوجب إسقاط المتكلم، والطعن فيه، وهجره والتحذير منه، ومن دروسه ومجالسه؛ فكيف إذا كان هذا المتكلم، لم يتكلم في أمثاله وأقرانه من العلماء، إنما تكلم في طلبة صغار أغمار، لم يعرف أحد منهم بالرسوخ في العلم، فهم أهل التهمة والشبهة، وأهل الزلل والطيش، فالخطأ ألصق بهم من العلماء الأثبات بلا شك. أفيكون كلام الشيخ محمد بن هادي في هؤلاء الطلبة الأغمار موجبا للطعن فيه، وجحود سابقته وفضله، بل والطعن في كل من يثني عليه من العلماء؛ نحن نتحدى الذين قلدوا الشيخ ربيع، وناصروا من يعبث بدين الله، أن يأتوا بدليل واحد من الكتاب والسنة، وعمل السلف الصالح، يوجب الطعن في الشيخ محمد بن هادي، سواء كان كلامه في هؤلاء الطلبة، عن اجتهاد، أو كان عن عمد وزلة من عالم. أما كلام الشيخ ربيع، فهم أول من يعلم أن دين الله لا يقوم على كلام الشيخ ربيع، بل يقوم على طاعة الله وطاعة رسوله، كما قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }. فكان الواجب أن يردوا هذا الخلاف الذي جرى بين الشيخين، إلى الله ورسوله، فذلك خير وأحسن تأويلا، لا إلى الشيخ ربيع الذي هو طرف فيه، وكان الواجب عليهم أن يتثبتوا، ويتبصروا، ويتحروا الحق ويتجردوا له، وأن يزنوا الأمور بميزان الكتاب والسنة، لا أن يقيسوا الحق بمكانة القائل ومنزلته، فإن الحق لا يعرف بالرجال.
أما من ظن أن الشيخ ربيع سيحمل عنه وزر الطعن في العلماء، وتنقصهم، أو أنه سيجادل الله عنه يوم القيامة، فهو مخدوع مغرور؛ وحسب الشيخ ربيع أن ينجو من هذه بنفسه، كفافا لا له ولا عليه؛ وللأسف فإن هؤلاء يعلمون ذلك، ويعلمون أن قول العالم يحتج له ولا يحتج به، وأن العبرة بالقول لا بالقائل، وأن كل يؤخذ من قوله ويرد، وأن العالم يصيب ويخطئ؛ ولكنهم مع الأسف الشديد لا يربطون العلم بالعمل، فأعمالهم طوع أهوائهم وما تزينه نفوسهم، وتمليه مصالح دنياهم، أما علمهم فمدخر لمجادلة العلماء، ومماراة السفهاء، ولصرف وجوه ا
⛔️من خصال المنافقين الوشاية بين المؤمنين وحب تفرقهم.
🔹قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
كل منافق يود أن يتفرق المؤمنون وبذلك يجب أن نحترز من القوم الذين يشون بين المؤمنين ولاسيما بين الشباب وطلبة العلم ليفرقوا جمعهم ويشتتوا شملهم وأن نعلم أن هذا من خصال من ؟ المنافقين وأن كل إنسان يُحب أن تتفرق الأمة فإنه فيه خصلة من النفاق بخلاف الذي يحب أن تجتمع الأمة ويلُم الشعث فإن هذا من المؤمنين ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن فساد ذات البين من الحالقة قال : ( ولا أقول تحلق الرأس ولكنها تحلق الدين ) .
-منقول-
ها قد ّأظلنا شهر رمضان المبارك... فبشرى لمن وفق فيه لصيامه وقيامه وسعى فيه لمراضي الله وطاعته
أعاننا الله وإياكم على صيامه وقيامه
ويسر الله لنا ولكم اغتنام لياليه وأيامه
وجعلنا الله وإياكم فيه من المقبولين
إن ربنا لسميع الدعاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
((سلسلة الإلزامات المختصرة العالية لرد عدوان فرقة الصعافقة الباغية))
[الإلزام الثاني]
هل نزلت عدالة الصعافقة من السماء؟!!
قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في رسالة بعنوان "الحث على اجتماع المسلمين وذم الاختلاف والفرقة": (ومن أعظم مايجب الإعتناء به على أهل العلم: ألا يجعلوا الاختلاف بينهم في المسائل الدينية التى لا يخرج المخالف فيها الى البدع أو الشرك سببا وداعيا الى التفرق وتشتيت القلوب، وموجبا للقدح والطعن سببها ، والموالاة والمعاداة عليها، فإن هذا ظلم وتعد لا يحل بإجماع المسلمين، فما زال السلف الصالح من الصحابة والتابعين فمن بعدهم يختلفون في مسائل الدين، ولا ينكر بعضهم على بعض، ولايوجب بعضهم على بعض أن يتبعه وإلا ضلله، فإن هذه مرتبة لاتصلح إلا للرسل، فهم الذين يضلل مخالفهم، وأما من عداهم فلم تضمن له العصمة).
وعليه نقول للصعافقة: هل وجدتم عدالتكم في كتاب الله، أم هل تكلم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى ألزمتم الناس بها، وبالطعن فيمن خالفها، والطعن فيمن يثني على من خالفها، وكأنهم خالفوا نصا من كتاب أو سنة؛ وحتى حكمتم على من لم يسلم بها بالضلال، والإنتكاس، والخروج من السلفية!!! ... فاللهم نعوذ بك من التنطع والغلو في الدين
******
كيف تكون الصلاة سهلة على نفسك ؟ - للشيخ : محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
Читать полностью…اسمع هذا فلعلك من الحَسَدَةِ وأنت لا تعلم ..!!
#التفريغ
رابط تحميل المقطع على التيليجرام 👇👇
/channel/ahmed19871111/2843
جزى الله الشيخ أحمد شاكر عنا وعن الإسلام خير الجزاء، فإنه يقع لمن يأتي بعد؛ بمثل هذا البيان الوافي، من العلم شيئا كثيرا، ربما لا يحصل لهم بالتلقين ولو بذل أضعاف هذا الجهد المبذول في بيان الخطأ.
ولو شئت لعددت من نفائس الدرر العلمية، ودقائق النكت الفقهية التي حصلت لي شخصيا -بفضل الله- من بعض أخطاء العلماء المعاصرين، ولو طلبت هذه النفائس الثمينة من بطون المتون والمقررات العلمية لما استخرجت إلا بجهد جهيد، وقد حصلت بفضل الله بأيسر مؤونة، بل بلا كلفة مطلقا إلا مجرد النظر في هذه الأخطاء..
فإذا وقع منك خطأ في مسائل الإيمان والعقيدة، أو في بعض أحكام الشريعة، فلا يرهبنك الشيطان من بيان هذا الخطأ وظهوره، وتفكر فيما يحصل للناس بهذا البيان من العلم بالله ودينه وشرعه، واحتسب هذه العوائد الجليلة التي يعود عليك ثوابها بما يحصل بهذا البيان من العلم النافع والعمل الصالح مما يحبه الله ويرضاه. ولا أبالغ إذا قلت أن ما يحصل للناس من الانتفاع بهذا البيان لخطئك، قد يبلغ ما يحصل لهم من النفع بصوابك إن لم يربو عليه!
ولعل هذا من بعض الحكم التي قدر الله لها وقوع المجتهدين والعلماء في الأخطاء، وهي حصول العلم لمن بعدهم، أو حصول كماله واليقين به، كما حصل مما جرى بين الصحابة -وقد كانوا مجتهدين في ذلك- من اليقين بخطر فتن الدماء والاقتتال بين المسلمين، والخروج على الحكام وشدة ضرره.
والعجب ممن يستدل بهذه الفتن التي سفكت فيها دماء أطهر الخلق بعد الأنبياء- على جواز الخروج، بدل أن تفيده كمال اليقين والإيمان بحكمة الشارع الحكيم في تحريم الخروج، الذي ثبتت به السنة ثبوتا لا مرية فيه، كيف وقد بلغت أحاديث السمع والطاعة حد التواتر كما قال الشوكاني رحمه الله، وقد ذكر النووي رحمه الله حصول الإجماع على هذه السنة، مع أن ثبوتها وحده كاف لقطع النزاع فيها.. وما هذه الانتكاسة في الاستدلال إلا بسبب غلبة الهوى وشدته التي تعمي القلوب وتخسف بالأذهان. والله الهادي إلى سواء السبيل.
أعمى؛ فإن لزوم غرز الأكابر، يكون بالرجوع إليهم في النوازل، وبسؤالهم عما يشكل عليه، طلبا للدليل والبصيرة في الدين، لا ليقلدهم التقليد الأعمى، ويتكأ على زلاتهم ليتوصل بها إلى غرضه وهواه، يقول الله عز وجل: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.
ولا تظنن أن الصعافقة برفعهم لهذا الشعار لازمون لغرز الأكابر في كل شيء؛ فالواقع بخلاف هذا تماما، فهم لا يتابعون الأكابر إلا فيما يوافق أهواءهم؛ والأمثلة على ذلك كثيرة، منها ما تسرب من طعوناتهم في بعض العلماء والتي لم يسبقهم إليها أحد من العلماء، لا من الأكابر ولا من غيرهم؛ كطعنهم في الشيخ عبدالمحسن البدر وابنه الشيخ عبدالرزاق البدر.
ومن الأمثلة ما ذكره أحد الأخوة جزاه الله خيرا في مقال سماه "تنبيه الغافلين على أن الصعافقة هم أول من فرق السلفيين" ذكر فيه حقائق مهمة عن بدايات هذه الفتنة، وكيف كان الصعافقة لا يلتزمون بتوصيات الشيخ ربيع، بالتآلف والتآخي والتحاب، والابتعاد عن أسباب الخلاف، والفرقة، وترك المهاترات بينهم؛ وكيف كانوا يكذبون على الشيخ من أنه يحذر من فلان، أو أنه سحب تزكيته لفلان!! وغير ذلك من الكذب على العلماء.
ومن أخطر القضايا التي يخالف فيها بعض الصعافقة كلام العلماء الأكابر، قضية مناصرة الجيش الليبي والوقوف معه ضد الخوارج والإخوان ومن ناصرهم؛ كما فعل عبدالواحد المدخلي، وكما يفعل المآربة المتسترون في طرابلس ومصراته؛ ومع هذا لا نرى كلاما لباقي الصعافقة في هؤلاء، ولا نراهم يتهمونهم بمخالفة الأكابر!!.
لزوم غرز الأكابر
طُعم الصعافقة الكبير
اعلم أرشدك الله أن هذه المقولة "لزوم غرز الأكابر" ليست بحجة معتبرة عند الاختلاف، وإن أدنى من له معرفة بالشرع، ليدرك أنها ليست بدليل شرعي، ولا حتى نصف دليل؛ وأن الأدلة الشرعية هي الكتاب والسنة؛ وما تفرع عنهما من قياس أو إجماع...
فمن يتشبث بهذه المقولة ويرد بها الأدلة والأحكام الشرعية؛ لهو أسوء حالا ممن يتشبث بالمتشابه من القرآن والسنة، فالمتبع للمتشابه متمسك بدليل شرعي، وإن أخطأ الاستدلال به، أما هذا فهو متمسك بلا شيء؛ إلا التقليد الأعمى والتعصب الذميم، وقد قال الله تعالى فيمن يتبع المتشابه: { فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ}. فكيف يكون حال من يرفع هذا الشعار الجميل، في وجه الأدلة الشرعية، لينصر به باطله، ويتعدى به على عباد الله، بله خيارهم وهم العلماء، باسم لزوم غرز الأكابر.
إن لزوم غرز الأكابر لا يعني تقليدهم، واتباعهم فيما خالفوا فيه الحق؛ ولا أظن أحدا شم رائحة السلفية يخالف في هذا؛ ولكن هؤلاء الجهلة يلبسون بتلبيسات، وشبه سخيفة، كتلبيسات مجدي حفالة في شريط له، سماه: "سقط القناع"؛ فيقولون كيف ينظر طالب العلم في أقوال العالم، وكيف يميز بين الصواب والخطأ فيها، وهو لم يصل إلى علم هؤلاء الأكابر؟!!
والنتيجة التي لم يجرؤ مجدي حفالة على النطق بها، هي أنك يجب أن تغمض عينيك وتسير خلف الأكابر؛ دون أن تسأل عن الدليل، ودون أن تعرض كلامهم على الكتاب والسنة، لأنهم بالتأكيد أفقه وأعلم منك بالكتاب والسنة!!
وهذه هي نفس حجة المقلدة والمتحجرين من أتباع المذاهب؛ بل إن مجدي تهكم في شريطه المذكور على من يدعو إلى عرض كلام العلماء على الكتاب والسنة، وكأن هذا ليس هو الأصل في هذا الباب، وكأن أئمة المذاهب، كمالك، والشافعي، وأحمد، وأبي حنيفة رحمهم الله، لم يكونوا يدعون الناس إلى النظر في كلامهم، وأخذ ما وافق الكتاب والسنة، وطرح كل ما خالفهما!
هكذا يؤصل مجدي حفالة، ومن يدعي السلفية من الصعافقة؛ لأصول المقلدة الغلاة، وينشرونها بين السلفيين البسطاء على أنها الحق، وأنها مذهب السلف، وما كانوا عليه من لزوم غرز أكابرهم؛ مع أن السلفيين كانوا من أشد أعداء هذا التقليد والتعصب المقيت، ومن أشد المنكرين له.
ولو قارنت كلام مجدي هذا، بكلام أهل التقليد والتحجر المذهبي؛ لوجدته عين كلامهم. كذاك الذي سئل: إذا جاءك الحديث الصحيح على خلاف قول إمام المذهب؛ فبأي شيء تأخذ؟ قال: بقول إمام المذهب!!! قال: لأن الإمام أعلم مني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا خالفه فلابد أن له سببا دعاه لمخالفته، وإن لم أعلمه أنا، وبذلك ترجح قول الإمام على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم!!!. وذاك الآخر الذي ناظرَ في مجلس حفل، وقد استدل الخصم عليه بدلالة صحيحة، فكان جوابه عنها أن قال: هذه دلالة فاسدة، ووجه فسادها: أن شيخي لم يذكرها ومالم يذكره الشيخ فلا خير فيه!!
فحجج هولاء المتحجرين هي نفس مضمون كلام مجدي حفالة، وإخوانه من الصعافقة، وهي شبه رديئة جدا، وتلبيس خطير، يزرعه مجدي وأمثاله في قلوب السلفيين، ليردوهم على أعقابهم إلى زمن التحجر المذهبي، وهذا القول لا يقوله رجل عرف معنى السلفية، وعرف ماكان يدعو إليه العلماء والمصلحون والمجددون، من الدعوة إلى العودة الصادقة إلى الكتاب والسنة، والأخذ بالدليل، ونبذ التقليد والتعصب.
وللجواب على هذه الشبهة التي يثيرها الصعافقة من خلال شعارهم "لزوم غزر الأكابر " يقال: إن المسلم سواء كان عاميا مقلدا، أو طالب علم، أو حتى إذا كان مجتهدًا، لهم مع كلام العالم ثلاث حالات:
الأولى: أن يعلم بالدليل الشرعي أنه وافق الحق، ففي هذه الحالة يجب عليه اتباعه، ولاتجوز له مخالفته، لا لأنه قول فلان من الأكابر؛ ولكن لأنه الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.
الثانية: أن لايعلم هل أصاب أم أخطأ؛ وفي هذه الحالة لايجوز له أن يجزم بهذا القول، ولا أن ينسب قوله هذا لشرع الله على وجه الجزم، فيجعل هذا القول هو حكم الله ورسوله مطلقا، إلا أنه في هذه الحالة، إن احتاج إلى التقليد، يجوز له أن يعمل بقول من يثق في دينه وعلمه في خاصة نفسه، وقد شبه بعض العلماء حاجته هذه؛ بضرورة المضطر إلى أكل الميتة!.
ولكن لايجوز له أن يجعل هذا القول هو حكم الله ورسوله مطلقا، ويجعل القول قولا واحدا وهو قول إمامه، وكذلك لايجوز له أن يحمل الناس على قول إمامه ويلزمهم به، فضلا على أن يضللهم ويفسقهم، ويستحل أعراضهم، ويطعن في كل عالم خالف الإمام الذي يقلده، كما يفعله الصعافقة اليوم.
وقد كان أئمة المذاهب ينهون عن تلقيدهم، واتباعهم دون دليل شرعي؛ فجاء عن أبي حنيفة رحمه الله أنه قال: ( لايحل لأحد أن يأخذ بقولنا مالم يعلم من أين أخذناه )، وفي رواية ؛ (حرام على من لايعرف دليلي أن يفتي بكلامي ).
أما مالك فقد اشتهر عنه قوله :( ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم
قال فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه:
"بعض الناس يظهر كذبه ومع هذا تجد الناس يهرعون إليه ولا يعتبرون ؛
هذا والله هو البلاء.
يظهر كذبه كالشمس واضحة جلية ليس دونها سحاب، وكالقَمر ليس دونه سحاب، يراه الناس جميعاً، ومع ذلك يهرعون إليه،
يظهر الكذب على الكاذب ظهورًا بيِّنًا لا خفاء فيه ولا لبس، ومع ذلك تجد من يؤيده وينصره، أو يدافع عنه ويشكره، وهذه مصيبة عظيمة، نسأل الله العافية والسلامة".
من محاضرة نافعة بعنوان: [سنوات خداعات]
16 ربيع الآخر 1439هـ.
بهم، يتحرج من هذه اللفظة، وهي لفظة "الصعافقة"، ويظنون أننا نطلقها عل كل من تابع الشيخ ربيع في هذه المسألة التي أخطأ فيها!! ، وهذا غير صحيح.
فلفظة الصعافقة من ألفاظ الجرح، فلا تتعين إلا على من عينهم الشيخ محمد بن هادي، أو على من ألحقه بعض العلماء الآخرين بهم؛ أما من عداهم من عوام السلفيين فلا يشملهم هذا الجرح، وهم وإن تابعوا هؤلاء الجهلة وناصروهم، إلا أن أكثرهم فعل ذلك إحسانا للظن بهم، واغترارا بتلبيساتهم وتمويهاتهم الباطلة، ظنا منهم أن هذا هو الحق. أما من بينت له الأدلة، من عوام السلفيين هؤلاء، ووضحت له الحقائق، فأصر على باطله بعد هذا البيان، وعاند الحق، فعلاج مثل هذا ما ذكره العلماء؛ وهو التهميش، وكما قال الشيخ محمد بن هادي "اتركوهم ولا تلتفتوا إليهم"، وربما هجر إذا كان في هجره مصلحة، ولكن لا يلزم من ذلك أن يوصف "بالصعفوق".
بل يخشى أن يكون هذا من التنابز بالألقاب، ومن التعيير بالذنب، ومن ذا الذي لا يخطئ ولا يزل، - وخير الخطائين التوابون، كما جاء في الحديث،- وليس وصفهم بهذا الوصف، من باب الجرح بحال من الأحوال، فإن الجرح له علماؤه المختصون به، ثم إن العلماء يراعون المصالح والمفاسد في الجرح والتعديل، فحتى من انطبقت عليه أوصاف الصعافقة كاملة، لا يلزم أن يوصف بذلك، حتى ينظر في المصالح والمفاسد، وما الفائدة من جرح عامي لا يعرف، ولا يؤبه له، لا شك أنه لا فائدة في جرحه مطلقا، مع ما في ذلك من المفاسد العظيمة:
-أولها انتهاك حرمات الله بالتنابز بالألقاب، والغيبة وغير ذلك..
-ومنها إفساد ذات البين، ونشر العداوة والبغضاء بين المسلمين.
-ومنها إيغار صدور العامة على العلماء وطلبة العلم، ودفعهم إلى بغضهم وعداوتهم حيث يظنون أنهم السبب وراء وصفهم بهذا الوصف، مع أنه لا علاقة للعلماء بذلك، وربما انتقل هذا البغض من العلماء إلى بغض المنهج السلفي وتحول إلى رقة في دين الموصوف، وضعف في تسننه بشكل عام.
-ومنها تفريق جماعة المسلمين وجعلهم شيعا وأحزابا، حتى يصدق في هؤلاء وهؤلاء قول الله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ).
-ومنها ما ذكر سابقا من تعيير المؤمن بذنبه، وخطأه...
فالحذر الحذر من التوسع في هذا الباب، حتى يصير شهوة لا دينا، والواجب الرجوع إلى العلماء فيمن أشكل أمره، حتى يصفه العلماء بما يستحق من الأوصاف، ومن المعاملة الشرعية المنضبطة بميزان العلم، لا بالهوى وحظوظ النفس.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين؛ وصلى الله على عبده ورسوله محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
للمزيد يرجى الانضمام إلى قناة الميزان: /channel/alkouneni
--------------------------
1-انظر زجر البليد (1)، وزجر البليد(2) في قناة الميزان .
2- وهما معذوران في ذلك حيث لم يبلغهم ما بلغ ذلك الجم الغفير من العلماء الذين أيدوا الشيخ محمد بن هادي، أو ربما بلغهم ولم يروه كافيا في جرحهم، والأصل أن الجرح المفسر مقدم على التعديل"
ﺍﻟﺤﻖ " . ﻗﻠﺖ ﻟﻤﻌﺎﺫ : ﻣﺎ ﻳﺪﺭﻳﻨﻲ ﺭﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻗﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ﻗﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺤﻖ ؟ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ : ﺍﺟﺘﻨﺐ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﻤﺸﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺎﻝ ﻣﺎ ﻫﺬﻩ ، ﻭﻻ ﻳﺜﻨﻴﻚ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﻪ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻌﻠﻪ ﻳﺮﺍﺟﻊ ، ﻭﺗﻠﻖ ﺍﻟﺤﻖ ﺇﺫﺍ ﺳﻤﻌﺘﻪ ، ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﻧﻮﺭﺍ .
وفي هذا الباب من الآثار عن سلمان الفارسي، وعلي بن أبي طالب، وابن مسعود، وتميم الداري، رضي الله عنهم أجمعين، كلهم يحذرون من زلات العلماء، ويبينون خطورتها على الدين؛ ثم يأتي جاهل مغرض كهذا، يقول "لسنا من قالها" وهو مع ذلك لا يزال مصرا عليها، قد اتخذها دينا وسنة!!.
أما ما يستدعي أن يوقف معه وقفات؛ فهو قوله: "فأي واحد عنده مشكلة مع هذه التسميات المستحقة فليذهب يراجع الشيخ الإمام الربيع - حفظه الله - ... اذهب إليه ودافع عن عقيدتك ومنهجك هناك، كما دافع المغاربة قبلك...". انتهى كلامه؛ ومع أن أسلوبه هذا أسلوب سوقي، لا يرقى إلى أساليب أنصاف المتعلمين، فضلا أن يشبه ولو قليلا لغة العلم، وأساليب العلماء وطلبة العلم، (وكل إناء بما فيه ينضح)، إلا أن مضمونه أثار تساؤلات خطيرة، ولولا هذه التساؤلات، لكان حق مثل هذه الأساليب السوقية الغوغائية؛ أن ترمى في القمامة، ولا يؤبه بها بحال من الأحوال
فمن أعظم ما يثيره هذا الكلام الساقط، أننا أصبحنا في شك من فهم هؤلاء الجهلة لحقيقة الدين، وحقيقة العلاقة بين العالم وطلبة العلم، وكذلك فهمهم لعلاقة العالم بالمسائل التي يقررها اجتهادا منه في نصوص الكتاب والسنة...
لماذا يطلب هذا القائل مراجعة الشيخ ربيع دون غيره من العلماء!! وكأن الشيخ ربيع حين يحكم بحكم اجتهادي، كقوله "أخس من الحدادية" فإن هذا الحكم يضاف إلى ما بين دفتي المصحف، بحيث لا يمكن نقضه، أو رفعه، إلا بحكم ناسخ من الشيخ ربيع، ومن الشيخ ربيع وحده فقط، ولذلك تجب مراجعته هو فقط، وبدون هذا الناسخ من الشيخ ربيع؛ لو اجتمع أهل السنة كلهم ابتداء من الشيخ الفوزان إلى آخر عالم منهم على نقض هذا الحكم، فلن ينقضوه، فكل علماء السنة صاروا هباء منثورا عند هؤلاء الصعافقة!!
بل بدون الناسخ من الشيخ ربيع؛ لا عبرة حتى بالكتاب والسنة، وعمل السلف الصالح!! فقال الله قال رسوله قال الصحابة تقال هناك فقط، عند الشيخ ربيع!! كما قال هذا الجويهل: "اذهب إليه ودافع عن عقيدتك ومنهجك هناك"!! بماذا يدافع المدافع عن عقيدته ومنهجه، إن لم يكن بالكتاب والسنة، فكأن هذا الجويهل يقول: "قال الله قال الرسول اذهب قلها عند الشيخ ربيع، لتدافع عن عقيدتك ومنهجك، أما عندنا فقال الشيخ ربيع وانتهى الأمر، فلا شيء يعلو على قول الشيخ ربيع!!
هل أصبح الشيخ ربيع عند هؤلاء؛ نبيا أو وصيا على الدين، وهل أصبح الدين كهنوتا لا يحق لأحد تفسيره وبيانه، إلا الشيخ ربيع وحده فقط، وإلا ما معنى أن يطلب هذا القائل مراجعة الشيخ ربيع، وكأنه كاهن يختم على عقائد الناس ومناهجهم؛ وعلى كل مسلم تصحيح عقيدته عنده ليختم له بصحتها!!
وهل أصبح الشيخ فوق الكتاب والسنة، حتى يطلب هذا القائل مراجعته، عوضا أن يطلب الرجوع إلى الكتاب والسنة، كما أمر الله المؤمنين عند الاختلاف، فقال تعالى: (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ).
أما الطامة الكبرى، فهي إذا مات الشيخ ربيع، -نسأل الله أن يطيل في عمره على طاعته- فمن سنراجع؟!!، أم أن باب التوبة سيغلق بموته، وعلم الجرح والتعديل سيرفع؛ ويدفن مع الشيخ في قبره، فالمجروح من جرحه الشيخ، والعدل من عدله الشيخ، رفعت الأقلام وجفت الصحف، فلا جرح ولا تعديل بعد موت الشيخ ربيع!!
اعلم يا هذا، أن من هداه الله إلى الحق في هذه الفتة؛ حتى رآه كفلق الصبح، وقد نجاه الله من خبلكم وخطلكم، الذي نشرتموه بين السلفيين، وألصقتموه بهذا العالم الجليل؛ لا يحتاج إلى مراجعة الشيخ ربيع، بل هو مقيم على ما عليه أهل السنة في كل مكان وزمان، من تعظيم الحق والأخذ به، وقبوله ممن جاء به(ولو لم يكن من الأكابر كما تزعمون)، مع احترام من أخطأ من علماء أهل السنة(ولو كان من الأكابر)، وحفظ مكانتهم، والاعتذار لهم، أما مناصحتهم فهي لمن يقدر على ذلك، ولا أظن أن أحدا فيمن يخاطبهم هذا القائل يقدر على ذلك.
والحق أن صاحب هذا الكلام هو الذي بأمس الحاجة لمراجعة الشيخ ربيع؛ لا ليدافع عن عقيدته ومنهجه هناك، بل ليتعلمها من ذلك الإمام، وعليه إذا جلس بين يدي الشيخ ربيع، أن يسأله أول ما يسأل، عن حكم كلامه هذا، فيقول له: يا شيخ نحن معكم، ولازمون لغرزكم تماما!!، ولكننا إذا واجهنا اتباع ابن هادي، قلنا: "لسنا من قالها"؟!!.
عندها سيخبره الشيخ باسمه الحقيقي، وسيبين له هذا الإمام كيف يرفع عن نفسه هذا الاسم القبيح -ألا وهو التقليد- وتكون عقيدته سليمة بعد ذلك!!
وسيبين له الشيخ أيضا أنه عندما يتكلم في المسائل الشرعية، لا يأت بدين جديد، حتى ينسب إليه، بل يتكلم باجتهاده فيما يعتقد أنه من د
مقبول، كتفسير الشيخ ربيع لطعنه في أخيه الشيخ محمد بن هادي، رد الجرح ولم يقبل، مع الاعتذار للعالم الجارح والاستغفار له.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين؛ وصلى الله على عبده ورسوله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
---------------------------
1-والمقصود هنا أفراد تلك الأحكام؛ أما من حيث أصلها وجنسها فهو مبني على الدليل الشرعي كما لا يخفى، وهو ما أوجبه الله على أهل العلم من البيان والنصيحة لدينه، والذي يدخل فيه بيان من يصلح للتصدر لدين الله ممن ليس أهلا لذلك.
⚖الميزان⚖:
فلن يخطئ فيه؛ ثم إن الشيخ محمد بن هادي لم يتعصب لكلامه، ولم يوالي ويعادي عليه، ولم ينصبه فرقانا بين السلفيين، ولم يلزم السلفيين ببيان موقفهم منه، فمن أيده كان سلفيا، ومن خالفه أو سكت فلم يجزم بشيء أصبح ساقطا مطعونا فيه؛ بل هو لم يتكلم حتى فيمن خالفه من العلماء، وهما الشيخ ربيع والشيخ عبيد الجابري، بل هو مع مخالفتهما له، يثني عليهما، ويعترف بسابقتهما وفضلهما، أما الخطأ فلا يسلم منه أحد.
وبهذا يعلم من هو المفرق، الذي جعل عدالة هؤلاء الطلبة الأغمار أصلا يوالى ويعادى عليه، وفرقانا يمتحن به السلفيون، وكأن عدالتهم تنزلت في كتاب الله، أو نطق بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو كأنها من الأصول التي يضلل مخالفها؛ مع أنه قد يكون من السلفيين من لم يسمع حتى بأسمائهم قبل هذه الفتنة.
الرابعة: من المفاسد التي نتجت عن هذا العبث، الاستخفاف بحقوق العلماء، والحط من أقدارهم، والتهاون فيما يجب لهم من الاحترام والتوقير، ومن أسباب هذا ما يفعله هؤلاء العابثين جريا على نهج الحدادية، من جمع أخطاء العلماء، وإظهارها ونشرها، والنفخ فيها بالكذب تارة، والتهويل والتضخيم تارة أخرى، ومن المعلوم أن العلماء بشر يصيبون ويخطئون، وتصدر منهم الزلات والهفوات، فإذا سلك معهم هذا المسلك الحدادي، فقد الناس الثقة في علمائهم، واستوحشوا مما يسمعونه عنهم، مما غالبه كذب وافتراء، وبعضه حق لا يسلم من الوقوع فيه أحد.
الخامسة: التشغيب على قواعد الجرح والتعديل، فلا يخفى أن الجرح والتعديل وضع لحفظ الشريعة وحماية المسلمين من عبث العابثين، وكذب وضلال المنحرفين؛ فلما أخل بقواعد الجرح والتعديل، طرأ الفساد على بعض فتاوى العلماء، إما بسبب ما ينقله لهم الكذابون العابثون مما يخالف الواقع، أو بسبب تشويش هؤلاء العابثين على فتاواهم، وتحريفها، وتشويهها بما يوافق أهواءهم، كما حدث هذا في بعض القضايا والنوازل الخطيرة، في ليبيا وغيرها، ولو أعمل الناس قواعد الجرح والتعديل كما قررها العلماء، وكما قررها الشيخ ربيع نفسه، لما تمكن هؤلاء من العبث بدين الله، ومن التشويش على ولاة الأمور، ولما تمكن هؤلاء من اتخاذ فتاوى العلماء ومكانة العلماء سلعة يتاجرون بها بين السلفيين -كما فعل عبدالواحد في التسجيل المسرب عنه حين قال للأخ: "أنا لم أقل لك أنشر" -يعني فتوى الشيخ ربيع بالالتفاف حول المشير خليفة حفتر- إذا كان الشيخ ربيع قد أفتى الرجل؛ فمن أنت حتى تقول أنشر أو لا تنشر، ولكنها الخسة والوضاعة.
وختاما نقول لإخواننا الذين ناصروا هؤلاء العابثين، وأعانوهم في باطلهم، وتحزبوا على عدالة طلبة صغار، كما تحزب الحجاورة على عدالة الحجوري، وكما تحزب الحلبيون على عدالة الحلبي، وكما تحزب المآربة على عدالة المأربي ... نقول لهم: ألم يكن كافيا لهؤلاء ليدافعوا عن عدالتهم، ويرفعوا الظلم الواقع عليهم، أن يقولوا أخطأ محمد بن هادي، مع الاعتراف بفضله وعلمه وسابقته؛ ألم يكن كافيا أن يتعاملوا مع الشيخ كما تعامل هو مع الشيخ ربيع والشيخ عبيد، مع أنهما قالا فيه أكثر مما قال هو في هؤلاء الطلبة!!.
أليس من منهج العلماء في الجرح والتعديل قديما وحديثا: أنهم إذا سمعوا بجرح غير مقبول، ردوا الجرح ورفضوه مع حفظ مكانة العالم الجارح، والاعتذار له.
ثم ألم يكن الأولى بهؤلاء الطلبة، أن يردوا خطأ الشيخ ويثبتوا عدالتهم؛ فعلا لا قولا، وبأدبهم وعلمهم، لا بالتحريش بين العلماء، والإفساد بينهم، وإيغار صدور بعضهم على بعض؛ ولا بهذا الجهل والسفه الذي نشروه بين السلفيين، حتى جعلوا مقامهم في مقام الصحابة، وعدالتهم كعدالة الصحابة، فمن سكت حتى عن مجرد إثباتها فهو من الواقفة!! وهو ساقط مطعون فيه!!.
ولكن العاقل يدرك السبب الذي جعلهم يقومون بكل هذه الفتنة، ولا يرتضون بمجرد تخطئة الشيخ؛ فهم يعلمون أنه إذا ظلت مكانة الشيخ في قلوب السلفيين، كما هي، وعلاقته مع العلماء كما كانت؛ فإنه يوشك أن يبين للناس حقيقتهم، ويوشك أن يأخذ السلفيون جميعا بجرحه لهم؛ فلم يكن أمامهم إلا بث الفتنة والفرقة بين العلماء وعموم السلفيين.
والحقيقة أنهم لم يزيدوا بما فعلوا على إثبات صواب الشيخ محمد بن هادي، وصحة جرحه لهم؛ رضي به من رضي، وكابر وجحد من جحد؛ بل وكشفوا عما هو أسوء وأخطر من تنظيماتهم السرية، ومخططاتهم الخبيثة للمكر بالدعوة السلفية وعلمائها... فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؛ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على عبده ورسوله، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا.
لناس؛ وليكون حجة عليهم يوم القيامة؛ ولذلك تجد الواحد منهم إذا جاءت المسألة العلمية في صفه، قررها بأحسن ما يكون، حتى تقول: لا أعلم منه؛ فإذا جاءت ذات المسألة في غير صفه، رمى بكل ما كان يقرر خلف ظهره، فتراه فيها أجهل من حمار أهله؛ فحق أن يقال أن الهوى أقبح من الجهل، فإن صاحب الهوى قد يقرر بهواه ما يستحي الجاهل من مجرد حكايته!!.
وهذا الداء الذي أصاب القوم - وهو انفصال العلم عن العمل، هو آفة الآفات، وأم الخطيئات، ليس عند هؤلاء فقط، بل عند كثير من أبناء هذا الزمان، ممن ينسب نفسه للعلم والدعوة، وإذا نظرت في عمله رأيت كثيرا منه إنما هو حظ نفسه، وحصاد هواه، وثمرة خلقه السيء: من حسد، وعجب، وكبر، وبغي، ومن إيثار للدنيا على الآخرة، وطلب للدنيا بالدين؛ وبعضهم يسير على مذهب الحرية في الدعوة، فإذا وجد بابا منها يعرضه للأذى، أو يخشى أن يفقد فيه جاهه ومكانته، أو ماله ودنياه، سده، ونام دونه، وكأنه لا يقرأ قول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}.
وهذا الداء متى ما استحكم، وتمكن من قلب صاحبه، فإنه لا يكاد ينجو منه، إلا أن يشاء الله؛ كما قال تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.
ﻓﺈﻥ ﺗﻨﺞ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻨﺞ ﻣﻦ ﺫﻱ ﻋﻈﻴﻤﺔ **** ﻭﺇﻻ ﻓﺈﻧﻲ ﻻ ﺇﺧﺎﻟﻚ ﻧﺎﺟﻴﺎ
فصل
ومن عبث هؤلاء بدين الله، قولهم أن الشيخ محمد بن هادي فاسق أو قاذف بنص كتاب الله؛ وهذا من الكذب على كتاب الله، والعياذ بالله، ومن الإمعان في أذية العلماء وحربهم؛ أين وجدوا آية في كتاب الله ذكر فيها الشيخ باسمه أنه فاسق أو قاذف، إن هذه والله لمن إحدى الكبر، ولكن القوم لما اعتادوا على الكذب على العلماء، سهل عليهم الكذب على كتاب الله؛ أما الآيات في سورة النور فهي حكم عام، فمن ينزل الحكم العام على الوقائع المعينة؛ أهم القضاة والمفتون؛ أم هؤلاء الجهلة، الذين لا يفرق أحدهم بين الاسم والصفة، وبين الفعل والمفعول، والذين تتجارى بهم أهواءهم كما يتجارى الكلب بصاحبه.
ثم إن الكلام في هذه القضية قبل حكم المحكمة لون، وبعد حكمها لون آخر؛ فمن بلآء الله الحسن للشيخ محمد؛ ومن مكره له، وبهؤلاء الماكرين العابثين، أن جعلهم هم من يرفع القضية إلى المحكمة، التي حكمت بخلاف ما يهوون، ويتمنون؛ فكان في ذلك هوانهم، وذلتهم، وتبكيتهم؛ فلو لم يرفعوا المسألة إلى القاضي، لظل حكمها معلقا، وكان بإمكانهم أن يستمروا في التشنيع والتشغيب على الشيخ بها، أما بعد رفعها إلى القضاء فلا سبيل لهم إلى ذلك البته.
ولا يخفى أن العلماء مجمعون على أن حكم القاضي يرفع الخلاف؛ فلا يمكنهم الآن اتهام الشيخ بما يتهمونه به، بعد حكم القضاء؛ إذا كانوا ممن يسعون حقا إلى إقامة حدود الله، وإلتزام شرائعه، وليس قصدهم برفع تلك القضية هو التفنن في أذية العلماء، والبغي عليهم، والانتقام منهم لأنهم استعملوا الجرح والتعديل لبيان حالهم للناس.
فمن عجيب أمرهم أنهم هم من لجأ إلى القضاء أولا، والتمس من القاضي الفصل في المسألة، ثم لما حكم القاضي ببرآءة الشيخ، قالوا: من عنده كتاب الله لا يحتاج إلى حكم القاضي!!، أفلم يكن عندكم كتاب الله من قبل؟!.
وإذا كان كتاب الله قد كفاكم حكم هذه المسألة، لماذا لجأتم إلى القاضي أولا؟! ولماذا أصررتم على استعمال المحاكم لأذية هذا العالم الصابر الذي بذل عرضه دفاعا عن دين الله، وعن منهج السلف الصالح؛ فلله ذره من عالم صابر، ومن ناصح صادق، فجزاه الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء.
فصل في ما أحدثه العابثون من فساد في دين الله، بسبب مناصرة من ناصرهم، وقدمهم للناس على أنهم أهل للدعوة، وللتصدر، والتعليم؛ فمن ذلك:
الأولى: أن أصبح العلم يلتمس لدى الأصاغر، وإن هذا لمن علامة الساعة، كما جاء في الحديث: "إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر". قال الحافظ ابن عبدالبر في جامع بيان فضل العلم وأهله عن بعض أهل العلم: (والصغير المذكور في الحديث، إنما يراد به من يستفتى ولا علم عنده). وها نحن نرى كيف يستفتى هؤلاء، وتقام لهم الدروس والمحاضرات؛ ومن يستفتيهم، ويقيم لهم الدورات هو أول من يعلم أنه لا علم عندهم، وهو يرى تخبطاتهم وتخليطهم وجهلهم المركب؛ أفليس هذا من إلتماس العلم عند الأصاغر.
وهؤلاء الأصاغر لما طعنوا في كل عالم، لمجرد أنه لا يزكيهم ولا يثني عليهم، وقرروا ذلك لدى الشباب السلفي، تمويها بمكانة الشيخ ربيع، وبكلامه في هذه الفتنة الذي جانبه الصواب فيه، لما فعلوا ذلك وجدوا الساحة قد خلت لهم، فتفردوا بالشباب السلفي، يقررون لهم ما شاؤوا من الأصول، ويقعدون لهم ما أرادوا من القواعد، دون نكير من أحد، بل ودون الرجوع إلى العلماء الذين
[الشيخ ربيع ليس نبيا]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده رسوله الأمين، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإن من عظائم الأمور المحزنة المؤسفة؛ أن نرى إخوانا لنا من السلفيين، يناصرون من يعبث بدين الله، ويتعصبون لهم، ويتحزبون معهم على خلاف ما أمر الله به من الاجتماع في الدين وعدم التفرق فيه.
والمقصود بالعابثين، أولئك الذين عينهم الشيخ محمد بن هادي حفظه الله بأسمائهم؛ ومن يستطيع أن ينكر عبث هؤلاء بدين الله، وقد انتشر وذاع، وبلغ الآفاق.
أفليس من العبث بدين الله أن يقول هؤلاء، أن للعلماء مجالس شورى سرية؛ ثم يفند العلماء ذلك، مما يثبت الكذب على هؤلاء العابثين بإقرار العلماء الأكابر عليهم.
أليس من العبث بالدين، أن يدعي أحد هؤلاء -وهو عبدالواحد المدخلي- أنه هو الذي يحدد المسائل التي يتشاور فيها العلماء، وهو الذي يرتبها لهم في ملفات، تسلم لكل واحد منهم، وكأنها مجالس حكومية رسمية، وأنه سكرتير هذه المجالس؛ وهذا مسجل بصوته، والحمد لله.
أليس من العبث، أن يدعي بعضهم أن مجالسهم السرية هذه، بعلم ولاة الأمور، وأن ولاة الأمر هم من يرشحون أعضاءها!!
أليس من العبث أن يدعي بعضهم أن الشيخ محمد بن هادي عضو في هذه المجالس، ثم يخرج صاحبه، مكذبا له، فيقول أن الشيخ ليس عضوا فيها، لأنه لم يرشح من قبل ولاة الأمر؛ فيثبت بعضهم على بعض الكذب .. أي دليل يطلبه المناصرون لهم، وهؤلاء العابثين يثبتون الكذب بأنفسهم على أنفسهم؛ دع عنك جهلهم وتخليطهم وتخبطهم، وفقرهم المدقع في أبواب العلم والعقيدة، والفقه.
بل أليس من العبث بدين الله، أن تنصب عدالة هؤلاء الطلبة الصغار، أصلا يوالى ويعادى عليها، وكأنها نزلت في كتاب الله، أو جاءت بها سنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فمن أنكرها فهو مجروح، ومن أثنى على من ينكرها فهو مجروح، ومن سكت فلم يثبتها ولم ينفها، فهو من الواقفة وهو مجروح أيضا؛ ولا تثبت أخوة الإسلام وسلامة المنهج إلا لمن يزكيهم ويثبت عدالتهم، وكأنهم صحابة رسول الله عليه السلام، أو من أئمة الإسلام الذين استفاضت عدالتهم، واشتهروا بها بين المسلمين؛ أي عبث، وأي غلو بلغه هؤلاء في أنفسهم، وفي الشيخ ربيع حفظه الله.
أفلا يخشى هؤلاء المناصرون لمن يعبث بدين الله، أن يكونوا ممن قال الله فيهم: {اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}.
أما استرواحهم بالتقليد، واعتمادهم على زلات العلماء، وتشبتهم بخطأ الشيخ ربيع، فلا حجة لهم فيه، ولا يخلصهم من الإثم والعقوبة، لأن الله لم يجعل الشيخ ربيع حجة على دينه، وليس لأحد من الناس حجة على الله بعد الرسل؛ بل اتباعهم لزلات العلماء يزيدهم إثما على إثم؛ فلو أن فاجرا عربيدا لقي الشيخ محمد بن هادي في قارعة الطريق، فآذاه بفاحش القول وتنقصه وسبه، لكان مع إثمه؛ أهون شرا من هؤلاء؛ لأنهم يؤذون هذا العالم ويتنقصونه، ويطعنون فيه، ثم ينسبون هذا إلى دين الله، ويأمرون الناس به، ويحظونهم عليه؛ كما قال تعالى:{وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا ۗ قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ۖ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}. فكيف إذا كانوا مع ذلك، لا ينسبون هذا لدين الله، إلا بناء على زلات العلماء، وعملا بأخطائهم؛ فهل هذا إلا من اتخاذ الأحبار والرهبان أربابا من دون الله، ومن عبادتهم مع الله، فانظر كيف تجارت الأهواء بهؤلاء السلفيين، حتى لقد أوشكوا أن يعبدوا غير الله، وذلك باستحلال ما حرم الله عليهم، تمسكا بأخطاء العلماء؛ وهكذا كانت الذنوب بريد الكفر، وكان الإعراض عن قبول الحق قائدا إلى الشرك؛ فهم يعلمون أن الله حرم عليهم أعراض المسلمين، فكيف بعلمائهم، الذين هم خيار الخلق بعد الأنبياء، وقد أمرهم الله بتوقيرهم واحترامهم، وموالاتهم؛ فما هو الدليل الذي أباح لهم ما حرم الله عليهم، إلا تقليد الشيخ ربيع؟!.
فمن تناقض هؤلاء، أنهم يقلدون الشيخ ربيع، في رده لكلام الشيخ محمد بن هادي في أولئك العابثين، بحجة أنه بلا أدلة، مع أن الشيخ محمد لم يتكلم إلا بما قام في نفسه من الأدلة، سواء اعتبرها الشيخ ربيع أدلة صحيحة، أو قال عنها "ثرثرة وكلام فارغ"، وصحة الدليل لا تتوقف على موافقة الشيخ ربيع عليها، بل على موافقتها لدين الله، ومنهج السلف الصالح؛ والشيخ محمد بن هادي مجتهد فيما قاله في أولئك الطلبة، فإن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد، وخطأه مغفور إن شاء الله، وهو لم يتكلم إلا لما رأى أن أمانة العلم وواجب النصح لدين الله، يوجب عليه أن يحذر المسلمين من عبث هؤلاء وتلاعبهم بدين الله، وتدليسهم وتلبيسهم على العلماء؛ فمن تناقضهم أنهم يرفضون كلام الشيخ محمد بن هادي، بحجة أنه بلا أدلة، ويقبلون كلام الشيخ ربيع في الشيخ محمد، مع أنه لا دليل عليه من كتاب ولا سنة، ولا من عمل السلف الصالح؛ فحتى إذا سلمنا أن الشيخ محمد لم يكن ل
متى يبدء الدعاء للصائم ؟
🎙الشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله
🔁 ساهم في نشر القناة فالدال على الخير كفاعله
📲 /channel/al_manhaj_as_sahih
بسم الله الرحمن الرحيم
((سلسلة الإلزامات المختصرة العالية لرد عدوان فرقة الصعافقة الباغية))
[الإلزام الثالث]
هل الكلام في الصعافقة كالكلام في الصحابة؟!! (الجمع بين أصلين عارض بينهما الصعافقة، بغيا وعدوانا، وانتصارا لأعراضهم):
من المعلوم، أن الأصل في الرواة والمتصدرين للعلم والإفتاء، الجهالة، والتوقف حتى تثبت عدالتهم، كما أن الأصل في أعراض المسلمين الحرمة؛ إلا أن حد حرمة عرض المسلم ينتهي عند واجب الكشف عن أحوال الرواة ومن في حكمهم، وبيان من يصلح منهم للتصدر في دين الله ممن ليس أهلا لذلك، ولما كان كل من دون الصحابة لا تثبت عدالتهم بالنص كما ثبتت عدالة الصحابة بالنص، كان واجب العلماء الاجتهاد في استعمال الجرح والتعديل، لبيان أحوال الرواة والمتصدرين لدين الله، نصحا لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم؛ فإذا أصابوا في اجتهادهم كان لهم أجران، وإذا أخطأوا فلهم أجر، ولا يلحقهم إثم ولا ذم بسبب ذلك...
وعليه؛ إما أن يقر الصعافقة باجتهاد الشيخ محمد بن هادي في جرحهم، سواء أخطأ أو أصاب، خصوصا أنهم كانوا يقرون بأهليته وتمكنه من علم الجرح والتعديل.
وإما أن يقولوا أن أعراضنا قد تقدست وتنزهت عن الجرح والتعديل، ولم تعد محلا لاجتهاد العلماء، ولا حتى لأخطائهم التي تغتفر في جانب حسناتهم وفضلهم وسابقتهم!!!
لو تدبر العاقل في هذا اللازم فقط، لأكرم نفسه بالبرآة سريعا من هذا الجهل الفاضح والغلو المخزي، ومن الطعن في العلماء، واستباحة أعراضهم.
**
بسم الله الرحمن الرحيم
((سلسلة الإلزامات المختصرة العالية لرد عدوان فرقة الصعافقة الباغية))
[الإلزام الأول]
هل يسع المسلم الجهل بعدالة الصعافقة، وهل يعذر إذا جهلها؟!!
أما عند الصعافقة الغوية فلا يسعه ذلك، فإذا جهل عدالتهم كان مسلما ناقص الإيمان، بل يكون قد أتى ما يوجب القدح فيه واستباحة عرضه والتحذير منه؛ ولذلك يسمون الساكت عن نصرتهم والدفاع عن عدالتهم بالواقفة، ويرونهم شرا من أتباع ابن هادي كما يقولون، بل هم يحذرون من الواقفة ويأمرون بهجرهم وعدم الاستفادة منهم ومن دروسهم كما فعل فؤاد الزنتاني وغيره، ويعلقون تزكية طلاب العلم على موقفهم من عدالة الصعافقة!!! ولذلك تراهم يرددون بكل وقاحة قولتهم الفاسدة: "بين موقفك".
بل إن استعارتهم لمصطلح الواقفة - الذي كان يدل على من توقف في القرآن، وهي بدعة خبيثة، وجهل بأصل من أصول الإيمان، وهو الإيمان بالله وأسمائه وصفاته-، يدل على أنهم يرون العلم بعدالتهم من الفروض الواجبة التي لا يسع جهلها ...
ويلزم من هذا أن يكون الإقرار بعدالة الصعافقة من أصول الإيمان الواجب، ومن خصال السنة اللازمة التي من جهل منها خصلة واحدة لم يكن سنيا سلفيا!!!.
******
من تطبيق فتاوى العلامة مقبل #الوادعي:
السؤال
إذا وثّق الراوي واحد وجرحه أربعة ، أو جرحه واحد ووثّقه أربعة ، فالقول قول من ؟ بيِّنوا لي مثالا واحدا من كتب الحديث والرجال في الجرح المفسَّر ، لأنني قدَّمت تعديل الأكثرين ؟
الجواب
أما تقديم تعديل الأكثرين فليس بصحيح ، لأن الجارح اطلع على ما لم يطلع عليه المعدِّل ، فمثلا : أنت تجد الرجل ملازما للصّفّ الأول وثقته ، لكن صاحبك يعرف أنه ليس بحافظ هو ضعيف الحفظ ، أنت تعرف أن الرجل يلازم الصف الأول ، لكن صاحبك يعرف أنه يعمل في البنوك الربوية ، أو أنه يُصوِّر ؛ عنده مصوّرة ، أو يعمل في حلق اللحى .
فالجارح اطلع على ما لم يطلع عليه المعدِّل ، لو وثّقه عشرة وجرّحه واحد بجرح مفسّر ، كان الجرح المفسَّر مقبولا والله المستعان .
ومن أحسن الكتب في هذا ( الرفع والتكميل ) للكنوي ، وقد خطر في بالي قبل ولم أذكره ، لكني أحببت أن أذكر الآن وانبه . اللكنوي من حيث الجمع طيب لكنه كأنه وضع كتابه للدفاع عن أبي حنيفة وعن المذهب الحنفي وعن الحنفية ، فما كان له إتصال بالدفاع عن الحنفية أو عن أبي حنيفة أو عن المذهب الحنفي أنت تنظر فيه أهو صواب أم خطأ ، وتتوقف فيها ، ولكن الكتاب قيم ينبغي الاقتناء ، وقد نصحنا بعض إخواننا أن يختصره وأن يحذف ما فيه من التعصب للمذهب الحنفي ، التعصب مذموم ، والتقليد أيضاً يعتبر بدعة ، وهكذا أيضاً إذا رأيته يهاجم أئمة الجرح والتعديل مثل العقيلي ومثل ابن عدي ومثل ابن حبان ومثل أيضاً الشوكاني - من المتأخرين وإن لم يكن من أئمة الجرح والتعديل - ، ومثا شيخ الإسلام ابن تيمية هذا ينبغي أن تتوقف فيه ، فالكتاب محتاج إلى إختصار ، وأن تحذف منه تلكم الخطرات الحنفية والتعصب الأعمى والله المستعان .
--------------
راجع كتاب : ( إجابة السائل ص 498 - 499 )
للإستماع للصوتية
http://muqbel.net/files/fatwa/muqbel-fatwa1412.mp3
للمزيد من الفتاوى العلمية حمّل التطبيق على جوجل بلاي:
www.play.google.com/?details=com.wahid.muqbel
(أين الثرى من الثريا)
من طرائف أخطاء المصنفين ما وقع للشافعي الإمام رحمه الله حيث جاء في الرسالة قوله: (وضع الله رسوله من دينه وفرضه وكتابه الموضع الذي أبان جل ثناؤه أنه جعله علما لدينه، بما افترض من طاعته، وحرم من معصيته، وأبان من فضيلته، بما قرن بالإيمان برسوله مع الإيمان به. فقال تبارك وتعالى: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ))
علق محقق الرسالة وهو الشيخ المحدث أحمد شاكر الحسيني رحمه الله عند موضع الآية بقوله: سورة النساء الآية: 171 . والعصمة لله وكتابه ولأنبيائه . وقد أبى الله العصمة لكتاب غير كتابه، كما قال بعض الأئمة من السلف: فإن الشافعي -رضي الله عنه- ذكر هذه الآية محتجا بها على أن الله قرن الإيمان برسوله محمد صلى الله عليه وسلم مع الإيمان به، وقد جاء ذلك في آيات كثيرة من القرآن منها قوله تعالى في الآية 136 من سورة النساء: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ)
ومنها قوله تعالى في الآية 158 من سورة الأعراف: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )
ومنها قوله تعالى في الآية 8 من سورة التغابن: ( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا )
ولكن الآية التي ذكرها الشافعي هنا ليست في موضع الدلالة على ما يريد، لأن الأمر فيها بالإيمان بالله وبرسله كافة. ووجه الخطأ من الشافعي أنه ذكر الآية بلفظ (آمنوا بالله ورسوله) بافراد لفظ الرسول، وهكذا كتبت في أصل الربيع، وطبعت في الطبعات الثلاث من الرسالة، وهو خلاف التلاوة، وقد خيل إلي بادئ ذي بدء أن تكون هناك قراءة بالافراد، وإن كانت -إذا وجدت- لا تفيد في الاحتجاج لما يريد، لأن سياق الكلام في شأن عيسى عليه السلام، فلو كان اللفظ "ورسوله" لكان المراد به عيسى عليه السلام، ولكني لم أجد أية قراءة في هذا الحرف من الآية بالإفراد: لا في القراءات العشر، ولا في غيرها من الأربع، ولا في القراءات الأخرى التي يسمونها "القراءات الشاذة" .
ومن عجب أن يبقى هذا الخطأ في الرسالة، وقد مضى على تأليفها أكثر من ألف ومائة وخمسين سنة ، وكانت في أيدي العلماء هذه القرون الطوال وليس هو من خطأ في الكتابة من الناسخين، بل هو خطأ علمي ، انتقل فيه ذهن المؤلف الإمام، من آية إلى آية أخرى حين التأليف: ثم لا ينبه عليه أحد، أو لا يلتفت إليه أحد ، وقد مكث أصل الربيع من الرسالة بين يدي عشرات من العلماء الكبار، والأئمة الحفاظ ، نحوا من أربعة قرون ، إلى ما بعد سنة 650 يتداولونه بينهم قراءة وإقراءا ونسخا ومقابلة ، كما هو ثابت في السماعات الكثيرة المسجلة مع الأصل ، وفيها سماعات لعلماء أعلام ، ورجال من الرجالات الأفذاذ ، وكلهم دخل عليهم هذا الخطأ ، وفاته أن يتدبر موضعه فيصححه ومرد ذلك كله -فيما نرى والله أعلم- إلى الثقة ثم إلى التقليد ، فما كان ليخطر ببال واحد منهم أن الشافعي ، وهو إمام الأئمة ، وحجة هذه الأمة - : يخطئ في تلاوة آية من القرآن ، ثم يخطئ في وجه الاستدلال بها، والموضوع أصله من بديهيات الإسلام، وحجج القرآن فيه متوافرة، وآياته متلوة محفوظة . ولذلك لم يكلف واحد منهم نفسه عناء المراجعة ، ولم يفكر في صدر الآية التي أتى بها الشافعي للاحتجاج، تقليدا له وثقة به ، حتى يرى إن كان موضعها موضع الكلام في شأن نبينا صلى الله عليه وسلم ، أو في شأن غيره من الرسل عليهم السلام .
ونقول هنا ما قاله الشافعي فيما مضى من الرسالة (رقم 136) : ((وبالتقليد أغفل من أغفل منهم ، والله يغفر لنا ولهم )). انتهى كلام الشيخ أحمد شاكر رحمه الله . ومن رأى كلامه في مقدمة التحقيق وثناؤه العاطر على الإمام الشافعي رحمه الله يقطع أنه لو كان بعقلية كثير من أهل هذا الزمان لما تجرأ على مجرد الاقتراب من هذا الخطأ، فضلا عن هذه اللغة الصريحة الجريئة في بيانه -بغض النظر عن فحوى هذا البيان- ولكنه حب العلم وتعظيمه وعدم المداهنة فيه..
فأين هذا ممن يرضى أن تنسب الأخطاء إلى شريعة الله وسنة نبيه ولا ينسب هو أو شيخه أو من يعظمه للخطأ أو الزلل، وأين هذا من أولئك الحمقى من الصعافقة الذين يرون أن بيان خطأ العالم؛ طعن فيه وخروج عن منهجهم وطريقتهم !!
بل سمعنا بآذاننا من حاول بكل طريق تبرير كلام سيد قطب في أنبياء الله وفي صحابة رسوله رضي الله عنهم، لا لشيء إلا لمجرد أن لا ينسب هذا الأديب الذي لم يصل إلى درجة العلماء - إلى الخطأ والضلال!!
فشتان ثم شتان بين معاملة أهل السنة لأئمتهم وعلمائهم فمن دونهم، ومعاملة أهل التحزب والبدعة لرؤوسهم وقاداتهم. "وأين الثرى من الثريا"