أما إذا حاكمهم في أول الخطأ وأساسه، وهو خطأ المطالبة الأدلة، والتفريق بينه وبين التفسير للجرح، فإنهم إما أن يدعوا أنه جرح غير مفسر، وبهذا يظهر تناقضهم وعنادهم للحق، فهو في غاية التفسير، حتى إن لفظة الصعافقة بذاتها مشعرة بالتفسير، فالصعفوق هو الذي يدخل السوق ولا مال له، يزاحم التجار الكبار، وهؤلاء يزاحمون العلماء ويتصدرون، ويتقدمون بين أيديهم، ولا علم عندهم، بل هم من أجهل خلق الله، وكثير من الفتن السابقة بين العلماء أو بين طلبة العلم هي من نتاج هذا التصدر، ومحاولة التحكم في شؤون الدعوة من قبل هؤلاء الصعافقة، حتى جعلوا قربهم من العلماء سلاحا يهددون به من لا يأتمر بأمرهم!!
فكيف إذا انضاف إلى هذا العبث، والجهل المركب الذي تدل عليه لفظة الصعافقة؛ الكذب المنتشر عن هؤلاء والذي بلغ الآفاق، وكيف إذا انضاف إليه أيضا؛ الغش للعلماء، وتقليب الحقائق عندهم، ليستخرجوا منهم ما يوافق أهوائهم، والأمثلة على ذلك كثيرة، من أبرزها دفاعهم المستميت عن هاني بن بريك، ومحاولة جر العلماء للثناء عليه أو الإعتذار له، وقد نجحوا في ذلك مع الشيخ عبيد الجابري حتى اضطرب كلامه فيه اضطرابا كبيرا، ثم لم ييأسوا من الشيخ ربيع رغم ثبات موقفه من هاني، حتى حاول عرفات استخراج فتوى من الشيخ ربيع تؤيد القتال مع هاني والمليشيا التابعة له، دون ذكر اسم هاني للشيخ، وهذا يدل على مبلغ الغش للعلماء الذي عليه هؤلاء الصعافقة، وكذلك مبلغ استخفافهم بدماء المسلمين، بله السلفيين!!
فهل يملك أحد بعد هذا كله؛ أن يقول عن هذا الجرح إنه جرح غير مفسر!!
فإذا بين هذا، وقرر، وأقر المناظر أو المدافع عن الصعافقة كالشيخ ربيع بأنه جرح مفسر، لم يبق للدفاع عنهم إلا ادعاء خطأ الشيخ محمد بن هادي في هذا الجرح المفسر، وهذا يدفع إلى بيان الخطأ الثاني الذي سبقت الإشارة إليه، وهو الخطأ الأعظم في هذه الفتنة، ألا وهو الطعن في العلماء بسبب خطأ اجتهادي، بل وتحزيب السلفيين، وجعلهم فريقين، بسبب هذا الخطأ الاجتهادي، على فرض كونه خطأ، فإما أن تكون موافقا للشيخ محمد بن هادي، أو موافقا للحق!! كما جاء في حوار الإمام ربيع مع الشيخ رائد آل طاهر
ولا شك أن هذا مما يشهد ببطلانه كل سلفي، فإن مما يتفق عليه الجميع أن العلماء إذا اجتهدوا واختلفوا فيما يسع فيه الخلاف، فإن كلهم على الحق إن شاء الله، المصيب والمخطئ، فمن أصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجر واحد، وخطأه مغفور إن شاء الله، إلا أن يقول الصعافقة، إن عدالتنا وتزكيتنا ليست مما يسع فيه الخلاف!!!
وبهذا يتبين أن هذا الخطأ أعظم وأخطر من الخطأ الأول الذي هو المطالبة بالأدلة، أو إنكارها على فرض جواز المطالبة بها ابتداء، ومع ذلك لا يتم التركيز على هذا الخطأ، كما يتم التركيز على الأدلة وإظهارها، مع أن هذا الخطأ أشد، وهو من أسباب زرع الفرقة والعدواة والبغضاء بين المؤمنين، وهو كذلك من الغلو المنهي عنه، وهذا الغلو من جهتين:
الأولى هي مقابلة الجرح بالجرح، والطعن بالطعن، ومصادرة حق عالم في الاجتهاد، ومنعه من الحكم والشهادة بما رأى وعلم من أحوال المتكلم فيهم، مع أن الله لا يكلفه إلا بالحكم بما علم، بل لو كتم الشهادة وتعامى عما أطلعه الله عليه من أحوال هؤلاء المجروحين لكان غاشا للمسلمين، وإن كان الواقع بخلاف ما علمه، فكيف والوقائع كلها تشهد بصحة ما شهد به على هؤلاء المفسدين
بل هذه الفتنة نفسها شاهدة على صحة الجرح في هؤلاء النمامين، المفسدين بين الأحبة، الملتمسين للبرئآء العيب، ولو كانوا صادقين لحرصوا على بقاء الألفة والمودة بين العلماء، مع رد كلام من تكلم فيهم، وتخطئته بأدب واحترام!!
وحتى مسألة القذف التي يشغب بها الصعافقة، لهي أيضا من الأدلة المهمة التي تبين سير الصعافقة على نهج الحدادية، في استغلال أخطاء العلماء وزلاتهم، والنفخ فيها لغرض إسقاطهم وتشويههم، وتنفير الناس عنهم
فالقذف من الأخطاء والذنوب العملية التي تستوجب الستر؛ خصوصا إذا صدرت من أهل الفضل والمنزلة، وليس خطأ علميا منهجيا يستوجب الرد والبيان، فضلا عن التشهير بالمحاكم، ومحاولة الابتزاز، يقول العلامة السعدي رحمه الله:(([الواجب على المسلمين] إن يحرصوا غاية الحرص على ستر عورات المسلمين وعدم تتبعها خصوصا مايصدر من رؤساء الدين والعلماء وطلبة العلم الذين لهم الحق الأكبر على جميع المسلمين بما قاموا به من علم الشرع وتعليمه ،الذين لو لا هم ماعرف الناس أمر دينهم ومعاملاتهم فلولاهم لم يعرفوا كيف يصلون ويزكون ويصومون ويحجون، بل لايعرفون يبيعون ويشترون بل لو لاهم لكان الناس كالبهائم لايعرفون معروفا ولاينكرون منكرا ولا عرفوا حلالا ولا حراما، فالواجب على المسلمين :احترامهم وكف الشر عنهم وعدم نشره لأن نشره فساد عريض)). انتهى كلامه رحمه الله من رسالة في الحث على اجتماع المسلمين.
المختصر المفيد في فتنة الصعافقة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المتفضل بالهداية على من شاء، سبحانه، يحكم ما يريد، ويفعل ما يشاء، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد فقد كنت أظن أن من تصدى لفتنة الصعافقة من طلبة العلم وعامة السلفيين؛ لم يوفق للجواب الصحيح لهذه الفتنة، لم يوفقوا له أولا، ثم أعرض بعضهم عنه، وتجاهلوه ثانيا، ولما نشر كتاب "الجامع الهادي إلى أدلة الشيخ محمد بن هادي"، وما تبعه من تفاصيل المناظرة أو الحوار الذي دار بين الإمام ربيع والشيخ رائد آل طاهر حفظهما الله، تأكد ذلك الظن أكثر وأكثر، وصار جليا أن سبب استمرار هذه الفتنة واستمرار آثارها الضارة على الدعوة السلفية خصوصا في بعض البلدان؛ كبلاد ليبيا، هو الذهول عن الجواب الصحيح لها بوجه عام، وإعراض بعض طلبة العلم عنه بوجه خاص، حيث عرضت هذا الجواب عليهم، وسألتهم التوجيه فيه، والنصيحة بشأنه، ومنهم بعض كبار طلبة العلم، وممن لهم جهود طيبة في التصدي لهؤلاء المفسدين، ومع ذلك لم أجد جوابا من أحد منهم، لا تأييدا ولا تفنيدا، لا إقرارا ولا تصويبا، باستثناء ثلاث بشارات بشرني بها الشيخ خالد عثمان حفظه الله، ومع أنه قد مضى على هذه البشارات الثلاث أكثر من عامين كاملين، فأني لازالت في انتظار بشارته!.
وإنه من المؤسف أن يصير التصديق بالحق، فضلا عن الصدع به، أمرا خاضعا للاختيار والتشهي، وأن يتحول الإصلاح إلى سوق يتخذ فيه كل مصلح دكانا خاصا به، يعرض فيه ما أعجبه من الحق، ويعرض ويتجاهل عما لم يعجبه، بل بعض المتصدين للإصلاح والدعوة، يعرضون ما يروج وينفق في هذا السوق، ويتجنبون ويجبنون عما يرون فيه سببا للمتاعب أو أذية الخلق لهم!
ولا شك أن كلا الطريقين -التشهي والاختيار في حمل الحق أو الجبن ومداهنة الناس فيه - ليس من سبيل المصلحين، ولا من خصال الإيمان والتقوى، وقد قال الله تعالى: ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ ) ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )
الزمر (32)(33)
يقول العلامة السعدي في الآية الثانية بعد تفسيره للآية الأولى: ((ولما ذكر الكاذب المكذب وجنايته وعقوبته، ذكر الصادق المصدق وثوابه، فقال: { وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ } في قوله وعمله، فدخل في ذلك الأنبياء ومن قام مقامهم، ممن صدق فيما قاله عن خبر اللّه وأحكامه، وفيما فعله من خصال الصدق. { وَصَدَّقَ بِهِ } أي: بالصدق لأنه قد يجيء الإنسان بالصدق، ولكن قد لا يصدق به، بسبب استكباره، أو احتقاره لمن قاله وأتى به، فلا بد في المدح من الصدق والتصديق، فصدقه يدل على علمه وعدله، وتصديقه يدل على تواضعه وعدم استكباره. { أُولَئِكَ } أي: الذين وفقوا للجمع بين الأمرين { هُمُ الْمُتَّقُونَ } فإن جميع خصال التقوى ترجع إلى الصدق بالحق والتصديق به)). انتهى من تفسيره رحمه الله
فإذا لم يكن هذا الجواب الذي عرض عليهم حقا يستوجب التصديق به، فكان الواجب إرشاد السائل للحق، وبيان وجه الخطأ فيما يعرض، فإن هذا من واجب النصيحة، ومن آداء الأمانة التي حملوها!.
وإن من الأمور التي تكشفت في هذه الفتنة، وغيرها من الأحداث، هو التساهل العجيب بالأمانة لدى المتصدين للدعوة، والمتصدرين للتعليم والإرشاد، بل يصل أحيانا حد الاستخفاف بها، فمن مظاهر هذا التساهل بآداء الأمانة: المزاجية المفرطة في التعامل مع القضايا العلمية والدعوية، ومن مظاهره أيضا الاستقلال والتفرد عند كل داعية ومصلح، على خلاف ما أمر الله به من التعاون على البر والتقوى، مما يوحي بتدابر وتنافر وتباغض خفي بين الدعاة لمنهج واحد، وطريقة سلفية سنية واحدة، تواجه فرقا وأحزابا متكاثرة متكالبة على هذا المنهج الحق وأهله.
فكأن هذا التساهل والاستخفاف بالأمانة، هو مما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من رفع الأمانة، كما في الحديث الصحيح عن حذيفة بن اليمان: ﻗﺎﻝ : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﺪﻳﺜﻴﻦ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﺘﻈﺮ ﺍﻵﺧﺮ ﺣﺪﺛﻨﺎ : ( ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ ﺟﺬﺭ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺛﻢ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺛﻢ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ) ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ ﺭﻓﻌﻬﺎ ﻗﺎﻝ : ( ﻳﻨﺎﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻨﻮﻣﺔ ﻓﺘﻘﺒﺾ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻓﻴﻈﻞ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﻣﺜﻞ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻮﻛﺖ ﺛﻢ ﻳﻨﺎﻡ ﺍﻟﻨﻮﻣﺔ ﻓﺘﻘﺒﺾ ﻓﻴﺒﻘﻰ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺠﻞ ﻛﺠﻤﺮ ﺩﺣﺮﺟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻠﻚ ﻓﻨﻔﻂ ﻓﺘﺮﺍﻩ ﻣﻨﺘﺒﺮﺍً ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﺒﺎﻳﻌﻮﻥ ﻓﻼ ﻳﻜﺎﺩ ﺃﺣﺪ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻴﻘﺎﻝ : ﺇﻥ ﻓﻲ ﺑﻨﻲ ﻓﻼﻥ ﺭﺟﻼً ﺃﻣﻴﻨﺎً ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﻣﺎ ﺃﻋﻘﻠﻪ ﻭﻣﺎ ﺃﻇﺮﻓﻪ ﻭﻣﺎ ﺃﺟﻠﺪﻩ ﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺣﺒﺔ ﺧﺮﺩﻝ ﻣﻦ ﺇﻳﻤﺎﻥ )
وعبادته، ومن طاعة الله ورسوله، بل بمجرد التقليد الأعمى، والإرهاب بمصطلح الأكابر، الذي صار طاغوت الصعافقة، كما قال ابن القيم عن المجاز أنه طاغوت المتكلمين، فكذلك مصطلح الأكابر صار طاغوتا للصعافقة، وكما قال الشيخ عبدالرحمن محي الدين حفظه الله: هؤلاء يعبدون الشيخ ربيع"!!
وقد قال الله تعالى: ( وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )، وقال في الآية الأخرى: ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ . مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ . مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ).
فالحنيف هو المائل بالكلية عن الشرك، وفي قوله: (وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ . مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) دليل على أن الشرك من أعظم أسباب الفرقة والتحزب والاختلاف، كما أن التوحيد وإقامة الدين لله والإخلاص له والمتابعة لنبيه صلى الله عليه وسلم من أعظم أسباب الاجتماع والتآلف والإخاء.
يقول العلامة السعدي رحمه الله في تفسيره: { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ } من العلوم المخالفة لعلوم الرسل { فَرِحُونَ } به يحكمون لأنفسهم بأنه الحق وأن غيرهم على باطل، وفي هذا تحذير للمسلمين من تشتتهم وتفرقهم فرقا كل فريق يتعصب لما معه من حق وباطل، فيكونون مشابهين بذلك للمشركين في التفرق بل الدين واحد والرسول واحد والإله واحد.
وأكثر الأمور الدينية وقع فيها الإجماع بين العلماء والأئمة، والأخوة الإيمانية قد عقدها اللّه وربطها أتم ربط، فما بال ذلك كله يُلْغَى ويُبْنَى التفرق والشقاق بين المسلمين على مسائل خفية أو فروع خلافية يضلل بها بعضهم بعضا، ويتميز بها بعضهم عن بعض؟
فهل هذا إلا من أكبر نزغات الشيطان وأعظم مقاصده التي كاد بها للمسلمين؟
وهل السعي في جمع كلمتهم وإزالة ما بينهم من الشقاق المبني على ذلك الأصل الباطل، إلا من أفضل الجهاد في سبيل اللّه وأفضل الأعمال المقربة إلى اللّه؟ انتهى من تفسيره رحمه الله.
وبناء على ذلك فإن بداية الصلح والإصلاح في هذه الفتنة، تبدأ بنبذ هذا الشرك، والبرآءة منه، وإنكاره، والدعوة الصريحة من جميع الأطراف إلى التحاكم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وعمل السلف الصالح، ونبذ التعصب والتقليد الأعمى للرجال مهما بلغوا من المنزلة، التي لن يصلوا فيها إلى منزلة أبي بكر وعمر ولا حتى منزلة سفيان وأمثاله من الأئمة كمالك والشافعي وغيرهم، وقد سبق النقل من كتاب التوحيد بشأنهم، وكيف مثل ابن عباس رضي الله عنه بأبي بكر وعمر، ومثل الإمام أحمد بسفيان.
أما من لم يتبين له وجه هذا الشرك في هذه الفتنة، فينبغي عليه أن لا يستخف بالأمر، وأن لا يستهين بالشرك، وقد قال تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا ). وقد ذكر العلماء أن هذه الآية تعم الشرك الأكبر والأصغر، وإن كان صاحب الشرك الأصغر لا يخلد في النار، وهذا يبين أن ما وقع فيه الصعافقة أعظم جرما من أصحاب الكبائر والمعاصي الظاهرة، فهؤلاء داخلون تحت المشيئة، وأما المشرك فليس كذلك، وكفى بهذا فتنة، وكفى به خذلانا وسوء عاقبة!
فينبغي على السلفي الصادق الذي زلت به القدم في هذه الفتنة، أن يقف طويلا أمام هذه المسألة من الشرك، وأن يراجع أمره، مع نفسه أولا، ومع رؤوس الصعافقة الذين يقلدهم ثانيا؛ فينظر في دوافع نفسه في هذه الفتنة، وإرادته: هل يريد بموقفه هذا رضى الله؟ وهل يدفعه إليه طاعة الله وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم؟ ثم يناقش رؤوس الصعافقة ثانيا، ويحاققهم ويحاسبهم أشد من محاسبة الشريك لشريكه، والغريم لغريمه، وأن يحيل عليهم الإشكالات التي تعرض له، ويطلب منهم الجواب الكافي عنها الذي ينشرح له صدر المؤمن، ولا يكن معهم كالإمعة، كلما أمروه بأمر ابتدره وكأنه أمر نزل من السماء!!. ومهما كانت مناقشتهم ومحاققتهم صعبة عليه اليوم، فوالله لهي أهون وأيسر وأجدى له من مناقشتهم يوم العرض الأكبر، حين لا ينفع الندم، والموفق من وفقه الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على عبده ورسوله الأمين، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه أجمعين، وسلم تسليما كثيرا
وأما إن قلد شخصا دون نظيره لمجرد هواه، ونصره بيده ولسانه، من غير علم أن معه الحق -فهذا من أهل الجاهلية، وإن كان متبوعه مصيبا لم يكن عمله صالحا، وإن كان متبوعه مخطئا، كان آثما، كمن قال في القرآن برأيه، فإن أصاب فقد أخطأ، وإن أخطأ فليتبوأ مقعده من النار. انتهى من مجموع الفتاوى/ المجلد السابع.
فإن قيل ألا يوجد قسم ثالث، مع هذين القسمين الواقعين في الشرك، وهو من يفعل ما يفعل من سب العلماء، وتنقصهم، والطعن فيهم، ومن التعصب والتحزب على جهلة سفهاء، وكذلك القطيعة والتهاجر، ومعاداة إخوانه من السلفيين، والطعن فيهم، ودعوة غيره إلى هذه القبائح، وتزيينها له، وتحريضه عليها... يفعل كل ذلك وهو يعتقد أنه قائم بأمر الله، متبع لمراضيه، مطيع فيه لله ولرسوله على الحقيقة، (لا على ما سبق بيانه من جعل طاعة الشيخ ربيع طاعة لله على الإطلاق)، فيكون معذورا بذلك؟!
قلنا لا يصح وجود هذا القسم، ولو وجد لكان حاله في ذلك حال الشيخ ربيع من الاجتهاد والعذر به، وهم مقرون أنهم ليسوا كذلك، بل يصرحون بتقليدهم للشيخ ربيع، حتى قال قائلهم -وهو حمد بودويرة-: "لسنا من قالها"!!
ومما يؤكد ذلك أنهم عاجزون عن المناظرة على ما يعتقدونه، وأقوى حججهم إذا نوقشوا هي نفس الحجة الشركية، وهي الدعوة إلى طاعة الشيخ ربيع، وتقليده، دون النظر هل طاعته في هذه الفتنة طاعة لله ورسوله، أم لا؟!، وهل أصاب الشيخ في هذه الفتنة أم لا؟!، وهذا يبين أنهم لم يجتهدوا في طلب الحق، واكتفوا بتقليد الشيخ ربيع.
ومما يؤكد ذلك أيضا، أن الناظر فيما ينشرونه، يدرك أنهم لا يعتنون بالحجج والبراهين بحال، فلا تجد عندهم تأصيلا علميا للحق الذي يعتقدونه، ولا نقاشا مبنيا على الحجة والبرهان، إنما هو السب والتنقص للتنفير من الحق، وترديد كلام الشيخ ربيع للتغرير بالباطل، هذه هي حجة الصعافقة، أما أن تجد ردا علميا يشرح الأصول التي اعتمد عليها الشيخ ربيع في موقفه هذا، ويجيب عن الإشكالات التي يذكرها الطرف المقابل، فهذا ما لا تجده عندهم، وهذا يبين أنهم ليسوا مجتهدين فيما هم عليه من الرأي!!
ويكفي دليلا على ذلك، أن كبيرهم وهو عبدالله البخاري ليس له أي كلام علمي موثق في هذه الفتنة، ولو كان له علم يجعله بمثابة الشيخ ربيع من الاجتهاد والعذر به، لأظهره وشرحه، ودافع عنه، ودافع به عن نفسه، إذ لا يعقل أن علامة بمنزلة عبدالله البخاري يرى فتنة خطيرة مزقت السلفيين، وطالته هو أيضا، ويكون عنده علم بها، ثم لا يتكلم ولا يظهر هذا العلم للناس، وهم في أمس الحاجة إليه، هذا ما لا يتصور من علامة ناصح شفيق كالخباري، وإذا كان هذا حال العلامة! فما ظنك بمن هو دونه!!
وعلى أية حال، إذا وجد في الصعافقة من يعتقد في نفسه أنه اجتهد في هذه الفتنة، وطلب الحق جهده، بالأدلة والبراهين الشرعية، لا بمحض التقليد، حتى صح أن يكون بمنزلة الشيخ ربيع في اجتهاده، فيؤجر إن صاب، ويعذر إن أخطأ، فليظهر لنا اجتهاده هذا، وليعرض لنا تلك الأدلة والبراهين الشرعية التي بنى عليها اجتهاده وموقفه في هذه الفتنة، بحيث يكون معذورا إن أخطأ، وينبغي عليه أن يمتحن نفسه بالإجابة عن المقال السابق: "المختصر المفيد في فتنة الصعافقة"، فإن أجاب عنه بحجج شرعية معتبرة رجونا أن يكون بريئا من الشرك الذي وقع فيه أشباهه من الصعافقة، وإلا فإني لا إخاله ناجيا!!
فإذا تبين أنه لا يوجد في الصعافقة من هو مجتهد باستثناء الشيخ ربيع والشيخ عبيد، فلا يصح أيضا أن يكونوا مقلدين التقليد الشرعي الذي يعذر صاحبه إن أخطأ؛ وهذه المسألة في غاية الأهمية، فإنه ينبغي التفريق بين التقليد المأذون فيه شرعا، وبين اتخاذ الأحبار أربابا من دون الله، فالمقلد إذا أبيح له التقليد، كان مطيعا لأمر الشارع فيما أباح له، وبذلك لم يكن ممن اتخذ الأحبار أربابا من دون الله، ولكن لا يباح له التقليد إلا بثلاثة قيود مهمة:
الأول: أن يكون محتاجا إلى التقليد، وبعض العلماء يعبر عن هذه الحاجة بالضرورة، كاضطراره لأكل الميتة، فإن لم يكن كذلك لم يصح منه التقليد.
الثاني: أن يكون عاجزا عن الاستدلال، فإذا كان قادرا على النظر؛ وتحري الصواب بدليله، أو أذا ظهر له الدليل بعد أن كان خافيا عليه، لم يصح منه التقليد بعد ذلك، ووجب عليه الرجوع إلى الحق، والعمل بالدليل.
الثالث: أن يجتهد في هذا التقليد الاجتهاد الذي يقدر عليه مثله، ولا يتبع هواه فيما يقلد، كما نقل آنفا عن شيخ الإسلام بقوله "وقد فعل ما يقدر عليه مثله من الاجتهاد في التقليد"، فإن اتبع هواه، وأصبح يتخير من الأحكام بمجرد التشهي وما يوافق اهواءه ورغباته، لم يكن ممتثلا أمر الشارع، وكان ممن اتخذ إلهه هواه.
والبدع، وتحريم ما أحل الله، وتحليل ما حرم الله ونحو ذلك مما اقتضته أهواؤهم. مع أن الدين لا يكون إلا ما شرعه الله تعالى، ليدين به العباد ويتقربوا به إليه، فالأصل الحجر على كل أحد أن يشرع شيئا ما جاء عن الله وعن رسوله. انتهى
وإما مع عدم علمه هل هي طاعة أم معصية، ولكنه يجعل طاعة العالم طاعة لله على سبيل الإطلاق، فيكون قد أشرك طاعة هذا المتبوع بطاعة الله، والله عز وجل يقول: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ). فلم يجعل سبحانه وتعالى لأولي الأمر من الأمراء والعلماء طاعة مستقلة، إنما طاعتهم تكون تبعا لطاعة الله ورسوله، كما في الحديث "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".
وجاء في الصحيحين، عن علي ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ قال :(( ﺑَﻌَﺚَ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺳَﺮِﻳَّﺔً ﻭَﺍﺳﺘَﻌﻤَﻞَ ﻋَﻠَﻴﻬِﻢ ﺭَﺟُﻠًﺎ ﻣِﻦ ﺍﻷَﻧﺼَﺎﺭِ، ﻭَﺃَﻣَﺮَﻫُﻢ ﺃَﻥ ﻳَﺴﻤَﻌُﻮﺍ ﻟَﻪُ ﻭَﻳُﻄِﻴﻌُﻮﺍ، ﻓَﺄَﻏﻀَﺒُﻮﻩُ ﻓِﻲ ﺷَﻲﺀٍ، ﻓَﻘَﺎﻝَ : ﺍﺟﻤَﻌُﻮﺍ ﻟِﻲ ﺣَﻄَﺒًﺎ . ﻓَﺠَﻤَﻌُﻮﺍ، ﺛُﻢَّ ﻗَﺎﻝَ : ﺃَﻭﻗِﺪُﻭﺍ ﻧَﺎﺭًﺍ . ﻓَﺄَﻭﻗَﺪُﻭﺍ، ﺛُﻢَّ ﻗَﺎﻝَ : ﺃَﻟَﻢ ﻳَﺄﻣُﺮﻛُﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺃَﻥ ﺗَﺴﻤَﻌُﻮﺍ ﻟِﻲ ﻭَﺗُﻄِﻴﻌُﻮﺍ؟ ﻗَﺎﻟَﻮﺍ : ﺑَﻠَﻰ ! ﻗَﺎﻝَ : ﻓَﺎﺩﺧُﻠُﻮﻫَﺎ ! ﻗَﺎﻝَ : ﻓَﻨَﻈَﺮَ ﺑَﻌﻀُﻬُﻢ ﺇِﻟَﻰ ﺑَﻌﺾٍ ﻓَﻘَﺎﻟَﻮﺍ : ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻓَﺮَﺭﻧَﺎ ﺇِﻟَﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻣِﻦ ﺍﻟﻨَّﺎﺭِ ! ﻓَﻜَﺎﻧُﻮﺍ ﻛَﺬَﻟِﻚَ، ﻭَﺳَﻜَﻦَ ﻏَﻀَﺒُﻪُ، ﻭَﻃُﻔِﺌَﺖِ ﺍﻟﻨَّﺎﺭُ، ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺭَﺟَﻌُﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺫَﻛَﺮُﻭﺍ ﺫَﻟِﻚَ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ، ﻓَﻘَﺎﻝَ : ﻟَﻮ ﺩَﺧَﻠُﻮﻫَﺎ ﻣَﺎ ﺧَﺮَﺟُﻮﺍ ﻣِﻨﻬَﺎ، ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﺍﻟﻄَّﺎﻋَﺔُ ﻓِﻲ ﺍﻟﻤَﻌﺮُﻭﻑِ .
ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ : ﻓَﺄَﺭَﺍﺩَ ﻧَﺎﺱٌ ﺃَﻥ ﻳَﺪﺧُﻠُﻮﻫَﺎ، ﻭَﻗَﺎﻝَ ﺍﻵﺧَﺮُﻭﻥَ : ﺇِﻧَّﻤﺎ ﻓَﺮَﺭﻧَﺎ ﻣِﻨﻬَﺎ ! ﻓَﺬُﻛِﺮَ ﺫَﻟِﻚَ ﻟِﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ، ﻓَﻘَﺎﻝَ ﻟِﻠَّﺬِﻳﻦَ ﺃَﺭَﺍﺩُﻭﺍ ﺃَﻥ ﻳَﺪﺧُﻠُﻮﻫَﺎ : ﻟَﻮ ﺩَﺧَﻠﺘُﻤُﻮﻫَﺎ ﻟَﻢ ﺗَﺰَﺍﻟُﻮﺍ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺇِﻟَﻰ ﻳَﻮﻡِ ﺍﻟﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ . ﻭَﻗَﺎﻝَ ﻟِﻶﺧَﺮِﻳﻦَ ﻗَﻮﻟًﺎ ﺣَﺴَﻨًﺎ)).
فتأمل رحمك الله جواب النبي صلى الله عليه وسلم، للذين أرادوا الدخول فيها، مع أنهم كانوا يظنون أنهم ممتثلون لأمر رسول الله فيما أوجب عليهم من طاعة الأمير.
هذا فيما يتعلق بالأتباع؛ أما الأول وهو الآمر بالمعصية، زاعما أنها من طاعة الله، ومما يقرب إلى الله، فهو أشد، وهو من الكذب على الله - عياذا بالله العظيم- وقد قال الله تعالى: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِّيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) وقال تعالى: ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ )
وهو كذلك من الحكم بغير ما أنزل الله، فإن الحاكم بغير ما أنزل الله إذا نسب حكمه هذا إلى دين الله، لا على سبيل الاجتهاد أو تأويل، ولكن عن عمد وقصد لذلك، وهو يعلم في قرارة نفسه أن هذا ليس من حكم الله، ولا من دينه وشرعه، ولكنه يقرره ويدعو الناس إليه انتصارا لأهوائه ومصالحه الشخصية - فهذا قد شابه الأحبار والرهبان الذين بدلوا شرائع الأنبياء السابقين، وكتبوا الكتاب بأيديهم ثم قالوا هذا من عند الله، وهؤلاء وأمثالهم داخلون فيما ذمه الله من الحكم بغير ما أنزله، كما في قوله: (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) وقوله: { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } وقوله: (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ).
فرؤوس الصعافقة ودعاتها، قد انطووا على شر عظيم، وشرك شنيع، يشفق عليهم منه، وذلك عندما رضوا أن يطاعوا في معصية الله، زاعمين أنها من عبادة الله، ومما يقرب إليه، ويرضيه، ولن يزالوا في هذا الضيق والإثم الذي حاك في صدورهم، حتى يخرجوا من هذا الشرك، ويتبرأوا منه، ويأمروا الناس بطاعة الله وطاعة رسوله، ورد ما اختلف فيه الناس، إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ولمزيد بيان لهذا الشرك الذي وقع فيه الصعافقة في هذه الفتنة، ننقل كلاما في هذا المعنى، لشيخ الإسلام ابن تيمية، حيث يقول رحمه الله:
قَائِـمَــةُ⇇【 قناة الفتاوى الشرعيةِ】
تُقَدِمُ لَكُــمْ ثُلَـةً مِـنَ القَـنَـوَاتِ الســـَّلــَفِيةِ المَوثُوقَةِ بِإِذْنِ للَّهِ:
══════ ❁✿❁ ══════
قَنَــاةُ القَائِمَــــةُ مِـنْ هُنـَــا ↙️↙️
/channel/frknh
══════ ❁✿❁ ══════
♽|⇐ إذاعة طلاب العلم الشرعي
♽|⇐ إذاعةُ طُلاب العلم الشرعي﴿البثُ المُبَاش
♽|⇐ بوابة طالب العلم
♽|⇐ 🌻🍃لغتي هويتي 🌻🍃
♽|⇐ كـنـزآلآطفـآل برأعم الإسلام 🍬🍭
♽|⇐ قناة الفتاوى الشرعية
♽|⇐ 🌴🥀رفقاء إلي الجنة🥀🌴
♽|⇐ 🎨 الطفل المسلم السلفيﮯ🎨
♽|⇐ 📚 الأثر السلفية 📚
♽|⇐ 🌸آلصـحـبـةآلصآلحـة🌸
♽|⇐ 📚 نوآفع آلگلم 📚
♽|⇐ أحفاد ابن باديس
♽|⇐ 📚 كُنْ طالباً للعلمِ
♽|⇐ 🌿قصص وعبر من حياة الأنبياء والصالحين وال
♽|⇐ إن هذا العـ📚ـلم ديـن الدعوية. 🇱🇾
♽|⇐ بصمة أثر الدعوية
♽|⇐ قناة مشايخ السنة السلفيين
♽|⇐ الريشة البيضاء
♽|⇐ قَنَاة دِينُنَا الحَنِيفُ
♽|⇐ من كلام السلف
♽|⇐ فوائد و درر سلفية
♽|⇐ ·・ ִ ֗ ፧❁❲ الْفَوَائِدً ❳❁፧ ֗ ִ・·
♽|⇐ فوائد علمية
♽|⇐ 📚 مَجَالِسُ آلسَّلَف 📚
♽|⇐ جَبْرُ الْقُلُوبِ
♽|⇐ قناة السنة سفينة النجاة
♽|⇐ 💎عَلَى خُطَىٰ السَّلَف💎
♽|⇐ مواعظ الشيخ عبد الرزاق البدر
♽|⇐ الحانية
♽|⇐ تلخيص صفة صلاة النبي ﷺ
♽|⇐ 🌸 فتاوي دينية 🌸🍃 ،
♽|⇐ ••كِتَابٌ وَسُنَّةٌ بِفَهْمِ سَلَفِ الأُ
♽|⇐ ♕حً ـفُيّدُةّ آلَصِـدُيّقَةّ عَ ـآءشّـةّ
♽|⇐ ⚖الميزان⚖
♽|⇐ قناة القرآن الكريم السلفية
♽|⇐ رضـاك ربــِّي
♽|⇐ أرح سمعك وقلبك
♽|⇐ زاد المعاد
♽|⇐ 🎀 إلا من أتى الله بقلب سليم 🎀
♽|⇐ أنامل مبدعة 💎 صنع يدوي 🇩🇿
♽|⇐ حجة الوداع..🕋
♽|⇐ دروب الهداية🍂
♽|⇐ الكاتب السلفي
♽|⇐ ༊෴✿درر وفتــاوى سلفية ✿〄࿐
♽|⇐ الـكِـتَـابُ والـسُـنَّـةٌ بِـفَـهْـمِ س
♽|⇐ ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ﴾
♽|⇐ طوبى للغرباء
♽|⇐ سلفية المنهج صدقة جارية لوالديا
♽|⇐ قناة السلف الدعوية
♽|⇐ 🌟النهج الواضح🌟
♽|⇐ فَتَــاْوَى وَ فَـوَاْئِـد اْلْعَـلَّاْم
♽|⇐ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْو
♽|⇐ السلفية نجاتك
♽|⇐ المنهج السلفي
♽|⇐ نسائم سلفية
♽|⇐ صوتيـــ🎙ـــات سلفيـــ🎙ــــة
♽|⇐ رَوْحٌ وُرَيْحَان🍂
♽|⇐ 🌿عَلَى خُطَى السَّلَف🌿
♽|⇐ منهج السالكين
♽|⇐ بستان الواعظين ورياض السامعين
♽|⇐ نشر العلم النافع
♽|⇐ ʚ✿••.. رضآ آللهہ ۼآيتُڼآ.. ••✿ɞ
♽|⇐ الجامع بين الصحيحين البخاري و مسلم
♽|⇐ الله هو السند الدائم للإِشتِرَاك بالقَائِمة دونكم البوت:
👇👇
@Asdfvdc_bot
وَفقَكم الله لِما يُحبهُ و يَرضَاه🌷
🌹فضلا 🌹 الاشتراك في قناة القائمة ضروري ليصلكم كل جديد... بارك الله فيكم⬇️
/channel/frknh
ففقده النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأخبر بحاله، فبعث من يأخذ الصدقات من أهلها، فمروا على ثعلبة، فقال: ما هذه إلا جزية، ما هذه إلا أخت الجزية، فلما لم يعطهم جاءوا فأخبروا بذلك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: (يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة) ثلاثًا.
فلما نزلت هذه الآية فيه، وفي أمثاله، ذهب بها بعض أهله فبلغه إياها، فجاء بزكاته، فلم يقبلها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم جاء بها لأبي بكر بعد وفاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلم يقبلها، ثم جاء بها بعد أبي بكر لعمر فلم يقبلها، فيقال: إنه هلك في زمن عثمان). اه فاللهم سلم سلم.
وبالجملة فإن هذا الداء كما يقول ابن القيم رحمه الله: هو الداء العضال الباطن الذي يكون الرجل ممتلئا منه وهو لا يشعر؛ فإنه أمر خفي على الناس، وكثيرا ما يخفى على من تلبس به فيزعم أنه مصلح وهو مفسد ...
وقد هتك الله سبحانه أستار المنافقين وكشف أسرارهم في القرآن، وجلى لعباده أمورهم ليكونوا منها ومن أهلها على حذر، وذكر طوائف العالم الثلاث في أول سورة البقرة: المؤمنين، والكفار، والمنافقين، فذكر في المؤمنين أربع آيات، وفي الكفار آيتين، وفي المنافقين ثلاث عشرة آية لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم وشدة فتنتهم على الإسلام وأهله، فإن بلية الإسلام بهم شديدة جدا لأنهم منسوبون إليه وإلى نصرته وموالاته، وهم أعداؤه في الحقيقة يخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علم وإصلاح، وهو غاية الجهل والإفساد.
كاد القرآن أن يكون كله في شأنهم لكثرتهم على ظهر الأرض وفي أجواف القبور، فلا خلت بقاع الأرض منهم لئلا يستوحش المؤمنون في الطرقات، وتتعطل بهم أسباب المعيشات وتتخطفهم الوحوش والسباع في الفلوات.
سمع حذيفة رضي الله عنه رجلا يقول: اللهم أهلك المنافقين، فقال: ((يا بن أخى، لو هلك المنافقون لاستوحشتم في طرقاتكم من قلة السالك)).
تالله لقد قطع خوف النفاق قلوب السابقين الأولين، ولعلمهم بدقه وجله وتفاصيله وجمله، ساءت ظنونهم بأنفسهم حتى خشوا أن يكونوا من جملة المنافقين. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لحذيفة: ((ياحذيفة، نشدتك بالله، هل سماني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم؟ قال: لا. ولا أزكي بعدك أحدا)).
وقال ابن مليكة: ((أدركت ثلاثين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول: إن إيمانه كإيمان جبريل وميكائيل)). انتهى كلامه رحمه الله.
وعمر لم يكن شاكا في إيمانه، حاشاه رضي الله عنه، أو أنه يعتقد أنه يمكن أن يكون مبطنا للكفر، هذا أمر ينزه عنه من دون عمر بمراحل، فكيف به هو رضي الله عنه وأرضاه، وكذلك لم يكن من المتنطعين، حتى يسأل حذيفة هذا السؤال وهو يعلم في نفسه أنه ليس مبطنا للكفر، ولكنه لكمال علمه بحقيقة النفاق وكثرة شعبه، وخفاء طرقه ومسالكه؛ خشي أن يكون على شعبة من النفاق وهو لا يشعر
وهذا النفاق الذي كان يخافه عمر رضي الله عنه، وهو من سادات هذه الأمة، هو الذي أمنه كثير من الناس، حتى من المنشغلين بالدعوة وطلب العلم، ولذلك ظهر على أعمال كثير منهم، دع عنك الصعافقة، فإن الداء مستفحل فيهم، حتى لا يكاد يرجى لهم برء منه إلا أن يشاء الله، ومن مميزات نفاق الصعافقة أنه صار جماعيا، حيث يشاهد بعضهم من بعض الكذب الصراح، والجهل الفاضح، والعدوان المبين، فيسكت بعضهم عن بعض، ولسان حالهم يقول: ( وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ) فيسمون كذب إخوانهم وجهلهم وعدوانهم علما ودعوة وجهادا، بينما لا يتوانون عن الرد على من خالفهم، ولو باختلاق الأخطاء وتلفيق التهم ( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ).
بل بلغوا بنفاقهم أبعد من هذا، حتى صار حالهم كحال من قال الله فيهم: (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ ). وكل من خالط الصعافقة عن قرب علم هذه الحقيقة عنهم، وأن قلوبهم مشحونة غلا وبغضا على بعضهم البعض، وإن أظهروا للناس خلاف ذلك، وهذا حال كل من اجتمع على معصية الله ورسوله، وما اجتمع عليه الصعافقة من معصية الله أمر خطير جدا لو كانوا يعقلون، يتضمن افتراء الكذب على الله ودينه، ويتضمن كتمان الحق وبغض ظهوره، مع أن ظهور الحق مما يحبه الله ويرضاه، وكذلك بغض أولياء الله من العلماء والصالحين، وغير ذلك من المهلكات، نسأل الله السلامة والعافية
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ((آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذَب، وإذا وعَد أخلف، وإذا اؤتمنَ خان)). وقال أيضا : ((أربع مَن كنَّ فيه، كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن، كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدَعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهَد غدَر، وإذا خاصم فجر) فإنا قد رأينا هذه الآية وهذه الخصال مجتمعة في بعض رؤوس الصعافقة، لا سيما ممن تولى بعض الوظائف الرسمية، ولكن المصيبة ليست في هؤلاء الرؤوس فقط، بل في الأتباع الذين
وتأمل فيما حكاه الله عن هؤلاء المنافقين، وذلك في قوله: (قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ) مع أنهم على يقين من أن المشركين قد خرجوا في جيش عظيم قاصدين النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في عقر دارهم بالمدينة، يريدون الانتقام ليوم بدر، وقلوبهم ممتلئة غيظا وحنقا على المسلمين، ومع ذلك قال هؤلاء المنافقون: لو نعلم قتالا لاتبعناكم، يقولون بأفهواهم ما ليس في قلوبهم
وهكذا حال من يرد الحق بأجوبة هو أول من يعلم بطلانها وفسادها، ولكن لغلبة النفاق في تلك الحال على قلبه، يظهر بلسانه خلاف ما يبطن في قلبه، وهذه خصيصة النفاق، ولذلك رد الله على أولئك المنافقين بقوله: (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ )، وهو جواب لكل من يسلك سبيل المنافقين في رد الحق بالشبه التي يعلم هو في قرارة نفسه بطلانها.
وربما طمس الله على بصيرة هذا الذي يرد الحق بتلك الأجوبة، فتنتقل الشبهة الذي كان يظهرها للناس على خلاف ما يبطن؛ إلى نفسه، فيصبح مصدقا بها بعدما كان يروجها بلسانه فقط، فيزداد ضلالا ومرضا وريبة، وتشتد عليه الظلمة، وتزداد طرق الحق عليه انسدادا ووعورة وبعدا، ويصير مثله هو المثل الثاني من مثلي المنافقين، وهو قوله: ( أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ۚ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ) ... الآيات. وكما قال تعالى: ( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )
الأنعام (110)
٢- وقال الله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ )
وهذه أيضا كانت من الفتن التي نافق فيها من نافق، فقال أقوام: ما بال محمد يوجهنا مرة هاهنا ومرة هاهنا، وقال قوم حن إلى مولده وموطن آبائه، وقال آخرون: يوشك أن يرجع إلى دين قومه، فرد الله على أقوال هؤلاء جميعا من المنافقين ومن اليهود ومن مشركي قريش كلهم ردا بليغا بقوله: ( سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )
البقرة (142).
وقال تعالى: ( لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ )... الآية.
يقول ابن كثير رحمه الله معلقا على هذه الآية: أي الشأن كله في امتثال أوامر الله، فحيثما وجهنا توجهنا، فالطاعة في امتثال أمره، ولو وجهنا في كل يوم مرات إلى جهات متعددة، فنحن عبيده وفي تصريفه وخدامه، حيثما وجهنا توجهنا، وهو تعالى له بعبده ورسوله محمد - صلوات الله وسلامه عليه - وأمته عناية عظيمة؛ إذ هداهم إلى قبلة إبراهيم، خليل الرحمن... اه
وقد بين الله الحكمة من جعل القبلة إلى بيت المقدس أولا، وذلك في قوله: (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ). وهذا يؤكد الحقيقة الكبرى التي نحن بصددها، وهي أن الله يبتلي عباده بما شاء من أنواع الفتن، ليميز الخبيث من الطيب، ويظهر الصادق في إيمانه، من المرتاب والمتخاذل .. فالفتن هي الكير الذي تسبك فيه النفوس، فيخرج خبثها، وينقى جوهرها، وكذلك يتميز فيها المؤمنون الصادقون من غيرهم من أهل النفاق والريب ومرض القلوب.
ومن الفتن أن يبتليك الله بظهور الحق على خلاف قول شيخك ومتبوعك، أو على خلاف ما كنت تعتقد، أو أن يبتليك الله بظهور الحق على يد من تبغض، أو من لا تعرف، أو من تراه أقل منك علما وصلاحا، وقد تكون الفتنة فيما يكون في أخذك بالحق من أنواع الأذى والضرر، كفقدك لوظيفة، أو جاه أو غير ذلك من أنواع الفتن التي إما أن يخرج المؤمن منها وهو أكثر إيمانا، وإما أن يخرج وهو على شعبة من النفاق، وإما أن يخرج متحيرا لا يعرف الحق فيها من الباطل، فيه من الضلال ما قد يستحق العقوبة عليه. وقد قال الله عز وجل: (ألم ) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ )( وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ).
ومن البلاء في الفتن أن لا تشعر بالفتنة إذا أقبلت، فتمر الفتنة بعد الفتنة وهو لا يشعر، ولا يظن أنه مقصود بها، كما قال تعالى: ( أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ )
التوبة (126)
❀•°
🌱قائِمَةُ↫زَادُ المُتَّقِينَ🌱
🌱قال ابن سيرين رحمه الله:
«إنّ هذا العلم دين فانظروا عمّن تأخذون دينكم»
▪️[رواه مسلم]
🌱↜إِليكُم القَنَوات السّلفيّة المَوثُوقة الطّيِّبَة "بإِذن اللّه" 👇🏻:
▪️/channel/kanateh
•••═══ ༻✿༺═══ •••
🌴↫تصاميم دعوية ••🌱
🌴↫قناة الأتــــرجة •• | 🍊
🌴↫مُخْتَـارَاتٌ أَدَبِيَّةٌ وَشِعْرِيَّـةٌ🌧
🌴↫قناة آثار العلامة محمد علي فركوس
🌴↫🖋خواطِرٌ عَــابِــرَةٌ ❀•°
🌴↫🌱 جمِيل الأَثَر
🌴↫•❁ قناة أعلام وتاريخ الإسلام❁•
🌴↫هَمْسَة 'ﮮ
🌴↫أَذْكَـــارِي 📚
🌴↫قناة نسيم الجنة
🌴↫قناة شواطئ التائبين
🌴↫قناة مناخ السلفية الوسطية
🌴↫قناة تعلمي الخياطة مع أم معاذ «للنساء فقط»
🌴↫قناة المحجة البيضاء
🌴↫قناة لانجاة إلا بالتوحيد
🌴↫قناة الدعوة السلفية في سوريا
🌴↫قناة قل هذه سبيلي «شامنا»
🌴↫قناة توحيد واتباع
🌴↫قناة تأملات قرآنية
🌴↫⚖️قناة المـيزان⚖️
🌴↫قناة أطايب الثمر📖🕯
🌴↫🌸🍃 حـــبْــرُ نَــقَــ🎊ـــآء 🍃🌸
🌴↫قناة درر إسلامية
🌴↫قناة قطوفها دانية🍃
🌴↫قناة أكبر تجمع لقوائم القنوات السلفية📻
🌴↫قناة الشيخ محمد بله النعيم حفظه الله
🌴↫قناة "يَنابــ⸙ـــــــــيــ؏ِ العِلــــم «للنساء فقط»
🌴↫قناة جواهر من أقوال السلف🌺
🌴↫عَلَى خُطَى السَّلَف نَسِير
🌴↫قناة رَوضَةُ العُقلَاءِ وَنُزهَةُ الفُضَلَاءِ📖
🌴↫قناة إذاعة نهر النيل السلفية بالسودان
🌴↫بصمة
🌴↫🍁محبَرَةٌورِؒيشَة🍁
🌴↫🌻••|حصن المسلم|••🌻
🌴↫قناة طيبة المدينة
🌴↫✍️.. قناة أقوال أهل العلم..✍️
🌴↫قناة نصيحتي للنساء || ❀
🌴↫قناة محدث العصر الألباني رحمه الله
🌴↫❀•°فَوَائِدُ مِنْ أَقْوَالِ الْعُلَمَاءِ
🌴↫قناة مكة المكرمة
🌴↫قناة🍁الْكِتَابْ وَاَلْسُنَّة بِفَهْمْ سّلَفْ اَلْأُمَّة🍁
🌴↫قناة📚 نوآفع آلگلم 📚
🌴↫قناة📚 الأثر السلفية 📚
🌴↫قناة السفيرة الدعوية
🌴↫قناة 🥀🍀جمال اللغة العربية🥀🍀
🌴↫قناة رَيْــحَــانَہ
🌴↫قناة غريبات في زمن الغربة
🌴↫قناة قناة التوحيد و السنة
🌴↫قناة •نـۦبہٰﹻڕاس الخَـۦيرۦۦٰ'ے 🍂
🌴↫قناة تاريخُ الأمّة وحاضرها ❀•°
🌴↫قناة اللُّبابُ مِن وَاحَة الآدَابِ | 🍇
🌴↫قناة كناش الفوائد السلفية
🌴↫قناة أفلا يتدبرون القرآن (تفسير السعدي صوتي )
🌴↫قناة مصحف مرتل مقسم لصفحات برواية حفص للشيخ الحصري رحمه الله تعالى
🌴↫قناة مقرأة أبو أويس
🌴↫قناة فهرس القنوات السلفية
🌴↫قناة على خطى السلف الصالح الدعوية
🌴↫قناة💎|الجوهرة السنية|💎
🌴↫ قناة ★☆ مــعـرفـة الــصــحـابـة ☆★
🌴↫قناة السلف بالحافاب الفريخة الضانقيل العسياب القمبرات
🌴↫قناة مركز الفوزان لتحفيظ القرآن والدراسات الإسلامية
🌴↫قناة السعودية بلاد التوحيد
🌴↫قناة تراث الشيخ عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم ❀•°
🌴↫قناة مدينة عطبرة بالسودان
🌴↫قناة مدينة بربر بالسودان
🌴↫قناة✿••| تـلاواتــ و عبـر|•• ✿
🌴↫قناة اثبتي إنها أيام قلائل والموعد الجنة📚🍃
🌴↫قناة جَبْرُ الْقُلُوبِ
🌴↫قناة فتاوى لــكبار العلماء
🌴↫قناة الكاتب السلفي
🌴↫قناة مواعظ الشيخ إبراهيم المحيميد
🌴↫قناة منهاجُ النُّبُوّة
🌴↫قناة صوت
🌴↫ قناة مشروع دعوة النجاة
🌴↫ قناة إحياء السنن
•••═══ ༻✿༺═══ •••
⚠️ تنبيه: القائمة يمكنكم النشر تحتها و حذفها يكون بعد 4 ساعات.
⚠️ تنبيه آخر للقنوات التي تشارك قوائم مشبوهة، أرجو التنبه لهذا لأنه قد نحذف القنوات الغير ملتزمة بهذا والله الموفق.
⚠️ القناة التي تظهر أسفل القائمة تتغير كل مرة حسب ترتيب القائمة، فهي عبارة عن دعم فردي للقنوات المنضمة للقائمة لكي لا يكون ظهور قناة صاحب القائمة وفقط.
قَائِـمَــةُ⇇【 قناة الفتاوى الشرعيةِ】
تُقَدِمُ لَكُــمْ ثُلَـةً مِـنَ القَـنَـوَاتِ الســـَّلــَفِيةِ المَوثُوقَةِ بِإِذْنِ للَّهِ:
══════ ❁✿❁ ══════
قَنَــاةُ القَائِمَــــةُ مِـنْ هُنـَــا ↙️↙️
/channel/frknh
══════ ❁✿❁ ══════
♽|⇐ إذاعة طلاب العلم الشرعي
♽|⇐ إذاعةُ طُلاب العلم الشرعي﴿البثُ المُبَاش
♽|⇐ بوابة طالب العلم
♽|⇐ 🌻🍃لغتي هويتي 🌻🍃
♽|⇐ كـنـزآلآطفـآل برأعم الإسلام 🍬🍭
♽|⇐ قناة الفتاوى الشرعية
♽|⇐ 🌴🥀رفقاء إلي الجنة🥀🌴
♽|⇐ 🎨 الطفل المسلم السلفيﮯ🎨
♽|⇐ صلة الأرحام... 🌺🌾🌺
♽|⇐ 📚 الأثر السلفية 📚
♽|⇐ 🌸آلصـحـبـةآلصآلحـة🌸
♽|⇐ 📚 نوآفع آلگلم 📚
♽|⇐ أحفاد ابن باديس
♽|⇐ 📚 كُنْ طالباً للعلمِ
♽|⇐ 🌿قصص وعبر من حياة الأنبياء والصالحين وال
♽|⇐ إن هذا العـ📚ـلم ديـن الدعوية. 🇱🇾
♽|⇐ بصمة أثر الدعوية
♽|⇐ قناة مشايخ السنة السلفيين
♽|⇐ الريشة البيضاء
♽|⇐ قَنَاة دِينُنَا الحَنِيفُ
♽|⇐ من كلام السلف
♽|⇐ فوائد و درر سلفية
♽|⇐ ·・ ִ ֗ ፧❁❲ الْفَوَائِدً ❳❁፧ ֗ ִ・·
♽|⇐ فوائد علمية
♽|⇐ 📚 مَجَالِسُ آلسَّلَف 📚
♽|⇐ جَبْرُ الْقُلُوبِ
♽|⇐ أولئِكَ الّذِينَ هَدى الله
♽|⇐ قناة السنة سفينة النجاة
♽|⇐ 💎عَلَى خُطَىٰ السَّلَف💎
♽|⇐ مواعظ الشيخ عبد الرزاق البدر
♽|⇐ الحانية
♽|⇐ تلخيص صفة صلاة النبي ﷺ
♽|⇐ 🌸 فتاوي دينية 🌸🍃 ،
♽|⇐ ••كِتَابٌ وَسُنَّةٌ بِفَهْمِ سَلَفِ الأُ
♽|⇐ ♕حً ـفُيّدُةّ آلَصِـدُيّقَةّ عَ ـآءشّـةّ
♽|⇐ ⚖الميزان⚖
♽|⇐ قناة القرآن الكريم السلفية
♽|⇐ رضـاك ربــِّي
♽|⇐ أرح سمعك وقلبك
♽|⇐ زاد المعاد
♽|⇐ 🎀 إلا من أتى الله بقلب سليم 🎀
♽|⇐ أنامل مبدعة 💎 صنع يدوي 🇩🇿
♽|⇐ حجة الوداع..🕋
♽|⇐ دروب الهداية🍂
♽|⇐ الكاتب السلفي
♽|⇐ ༊෴✿درر وفتــاوى سلفية ✿〄࿐
♽|⇐ الـكِـتَـابُ والـسُـنَّـةٌ بِـفَـهْـمِ س
♽|⇐ ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ﴾
♽|⇐ طوبى للغرباء
♽|⇐ سلفية المنهج صدقة جارية لوالديا
♽|⇐ قناة السلف الدعوية
♽|⇐ 🌟النهج الواضح🌟
♽|⇐ فَتَــاْوَى وَ فَـوَاْئِـد اْلْعَـلَّاْم
♽|⇐ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْو
♽|⇐ السلفية نجاتك
♽|⇐ المنهج السلفي
♽|⇐ نسائم سلفية
♽|⇐ صوتيـــ🎙ـــات سلفيـــ🎙ــــة
♽|⇐ رَوْحٌ وُرَيْحَان🍂
♽|⇐ 🌿عَلَى خُطَى السَّلَف🌿
♽|⇐ بستان الواعظين ورياض السامعين
♽|⇐ نشر العلم النافع
♽|⇐ ʚ✿••.. رضآ آللهہ ۼآيتُڼآ.. ••✿ɞ
♽|⇐ الجامع بين الصحيحين البخاري و مسلم
♽|⇐ الله هو السند الدائم للإِشتِرَاك بالقَائِمة دونكم البوت:
👇👇
@Asdfvdc_bot
وَفقَكم الله لِما يُحبهُ و يَرضَاه🌷
🌹فضلا 🌹 الاشتراك في قناة القائمة ضروري ليصلكم كل جديد... بارك الله فيكم⬇️
/channel/frknh
❀•°
🌱قائِمَةُ↫زَادُ المُتَّقِينَ🌱
🌱قال ابن سيرين رحمه الله:
«إنّ هذا العلم دين فانظروا عمّن تأخذون دينكم»
▪️[رواه مسلم]
🌱↜إِليكُم القَنَوات السّلفيّة المَوثُوقة الطّيِّبَة "بإِذن اللّه" 👇🏻:
▪️/channel/kalamthasan
•••═══ ༻✿༺═══ •••
🌴↫تصاميم دعوية ••🌱
🌴↫قناة الأتــــرجة •• | 🍊
🌴↫مُخْتَـارَاتٌ أَدَبِيَّةٌ وَشِعْرِيَّـةٌ🌧
🌴↫قناة آثار العلامة محمد علي فركوس
🌴↫🖋خواطِرٌ عَــابِــرَةٌ ❀•°
🌴↫🌱 جمِيل الأَثَر
🌴↫•❁ قناة أعلام وتاريخ الإسلام❁•
🌴↫بِالأَمَلْ تَحْلُو الحَيَاة🌱
🌴↫أَذْكَـــارِي 📚
🌴↫قناة نسيم الجنة
🌴↫قناة شواطئ التائبين
🌴↫قناة مناخ السلفية الوسطية
🌴↫قناة تعلمي الخياطة مع أم معاذ «للنساء فقط»
🌴↫قناة المحجة البيضاء
🌴↫قناة لانجاة إلا بالتوحيد
🌴↫قناة الدعوة السلفية في سوريا
🌴↫قناة قل هذه سبيلي «شامنا»
🌴↫قناة توحيد واتباع
🌴↫قناة تأملات قرآنية
🌴↫⚖️قناة المـيزان⚖️
🌴↫قناة أطايب الثمر📖🕯
🌴↫🌸🍃 حـــبْــرُ نَــقَــ🎊ـــآء 🍃🌸
🌴↫قناة درر إسلامية
🌴↫قناة قطوفها دانية🍃
🌴↫قناة أكبر تجمع لقوائم القنوات السلفية📻
🌴↫قناة الشيخ محمد بله النعيم حفظه الله
🌴↫قناة "يَنابــ⸙ـــــــــيــ؏ِ العِلــــم «للنساء فقط»
🌴↫قناة جواهر من أقوال السلف🌺
🌴↫عَلَى خُطَى السَّلَف نَسِير
🌴↫قناة رَوضَةُ العُقلَاءِ وَنُزهَةُ الفُضَلَاءِ📖
🌴↫قناة إذاعة نهر النيل السلفية بالسودان
🌴↫بصمة
🌴↫🍁محبَرَةٌورِؒيشَة🍁
🌴↫🌻••|حصن المسلم|••🌻
🌴↫قناة طيبة المدينة
🌴↫✍️.. قناة أقوال أهل العلم..✍️
🌴↫قناة نصيحتي للنساء || ❀
🌴↫قناة محدث العصر الألباني رحمه الله
🌴↫❀•°فَوَائِدُ مِنْ أَقْوَالِ الْعُلَمَاءِ
🌴↫قناة مكة المكرمة
🌴↫قناة🍁الْكِتَابْ وَاَلْسُنَّة بِفَهْمْ سّلَفْ اَلْأُمَّة🍁
🌴↫قناة📚 نوآفع آلگلم 📚
🌴↫قناة📚 الأثر السلفية 📚
🌴↫قناة السفيرة الدعوية
🌴↫قناة 🥀🍀جمال اللغة العربية🥀🍀
🌴↫قناة رَيْــحَــانَہ
🌴↫قناة غريبات في زمن الغربة
🌴↫قناة قناة التوحيد و السنة
🌴↫قناة •نـۦبہٰﹻڕاس الخَـۦيرۦۦٰ'ے 🍂
🌴↫قناة تاريخُ الأمّة وحاضرها ❀•°
🌴↫قناة اللُّبابُ مِن وَاحَة الآدَابِ | 🍇
🌴↫قناة كناش الفوائد السلفية
🌴↫قناة أفلا يتدبرون القرآن (تفسير السعدي صوتي )
🌴↫قناة مصحف مرتل مقسم لصفحات برواية حفص للشيخ الحصري رحمه الله تعالى
🌴↫قناة مقرأة أبو أويس
🌴↫قناة فهرس القنوات السلفية
🌴↫قناة على خطى السلف الصالح الدعوية
🌴↫قناة💎|الجوهرة السنية|💎
🌴↫ قناة ★☆ مــعـرفـة الــصــحـابـة ☆★
🌴↫قناة السلف بالحافاب الفريخة الضانقيل العسياب القمبرات
🌴↫قناة مركز الفوزان لتحفيظ القرآن والدراسات الإسلامية
🌴↫قناة السعودية بلاد التوحيد
🌴↫قناة تراث الشيخ عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم ❀•°
🌴↫قناة مدينة عطبرة بالسودان
🌴↫قناة مدينة بربر بالسودان
🌴↫قناة✿••| تـلاواتــ و عبـر|•• ✿
🌴↫قناة اثبتي إنها أيام قلائل والموعد الجنة📚🍃
🌴↫قناة جَبْرُ الْقُلُوبِ
🌴↫قناة فتاوى لــكبار العلماء
🌴↫قناة الكاتب السلفي
🌴↫قناة مواعظ الشيخ إبراهيم المحيميد
🌴↫قناة منهاجُ النُّبُوّة
🌴↫قناة صوت
🌴↫ قناة مشروع دعوة النجاة
🌴↫ قناة إحياء السنن
•••═══ ༻✿༺═══ •••
⚠️ تنبيه: القائمة يمكنكم النشر تحتها و حذفها يكون بعد 4 ساعات.
⚠️ تنبيه آخر للقنوات التي تشارك قوائم مشبوهة، أرجو التنبه لهذا لأنه قد نحذف القنوات الغير ملتزمة بهذا والله الموفق.
❀•°
🌱قائِمَةُ↫زَادُ المُتَّقِينَ🌱
🌱قال ابن سيرين رحمه الله:
«إنّ هذا العلم دين فانظروا عمّن تأخذون دينكم»
▪️[رواه مسلم]
🌱↜إِليكُم القَنَوات السّلفيّة المَوثُوقة الطّيِّبَة "بإِذن اللّه" 👇🏻:
▪️/channel/khawaterabera06
•••═══ ༻✿༺═══ •••
🌴↫تصاميم دعوية ••🌱
🌴↫قناة الأتــــرجة •• | 🍊
🌴↫مُخْتَـارَاتٌ أَدَبِيَّةٌ وَشِعْرِيَّـةٌ🌧
🌴↫قناة آثار العلامة محمد علي فركوس
🌴↫🖋خواطِرٌ عَــابِــرَةٌ ❀•°
🌴↫🌱 جمِيل الأَثَر
🌴↫•❁ قناة أعلام وتاريخ الإسلام❁•
🌴↫بِالأَمَلْ تَحْلُو الحَيَاة🌱
🌴↫أَذْكَـــارِي 📚
🌴↫قناة نسيم الجنة
🌴↫قناة شواطئ التائبين
🌴↫قناة مناخ السلفية الوسطية
🌴↫قناة تعلمي الخياطة مع أم معاذ «للنساء فقط»
🌴↫قناة المحجة البيضاء
🌴↫قناة لانجاة إلا بالتوحيد
🌴↫قناة الدعوة السلفية في سوريا
🌴↫قناة قل هذه سبيلي «شامنا»
🌴↫قناة توحيد واتباع
🌴↫قناة تأملات قرآنية
🌴↫⚖️قناة المـيزان⚖️
🌴↫قناة أطايب الثمر📖🕯
🌴↫🌸🍃 حـــبْــرُ نَــقَــ🎊ـــآء 🍃🌸
🌴↫قناة درر إسلامية
🌴↫قناة قطوفها دانية🍃
🌴↫قناة أكبر تجمع لقوائم القنوات السلفية📻
🌴↫قناة الشيخ محمد بله النعيم حفظه الله
🌴↫قناة "يَنابــ⸙ـــــــــيــ؏ِ العِلــــم «للنساء فقط»
🌴↫قناة جواهر من أقوال السلف🌺
🌴↫عَلَى خُطَى السَّلَف نَسِير
🌴↫قناة رَوضَةُ العُقلَاءِ وَنُزهَةُ الفُضَلَاءِ📖
🌴↫قناة إذاعة نهر النيل السلفية بالسودان
🌴↫بصمة
🌴↫🍁محبَرَةٌورِؒيشَة🍁
🌴↫🌻••|حصن المسلم|••🌻
🌴↫قناة طيبة المدينة
🌴↫✍️.. قناة أقوال أهل العلم..✍️
🌴↫قناة نصيحتي للنساء || ❀
🌴↫قناة محدث العصر الألباني رحمه الله
🌴↫❀•°فَوَائِدُ مِنْ أَقْوَالِ الْعُلَمَاءِ
🌴↫قناة مكة المكرمة
🌴↫قناة🍁الْكِتَابْ وَاَلْسُنَّة بِفَهْمْ سّلَفْ اَلْأُمَّة🍁
🌴↫قناة📚 نوآفع آلگلم 📚
🌴↫قناة📚 الأثر السلفية 📚
🌴↫قناة السفيرة الدعوية
🌴↫قناة 🥀🍀جمال اللغة العربية🥀🍀
🌴↫قناة رَيْــحَــانَہ
🌴↫قناة غريبات في زمن الغربة
🌴↫قناة قناة التوحيد و السنة
🌴↫قناة •نـۦبہٰﹻڕاس الخَـۦيرۦۦٰ'ے 🍂
🌴↫قناة تاريخُ الأمّة وحاضرها ❀•°
🌴↫قناة اللُّبابُ مِن وَاحَة الآدَابِ | 🍇
🌴↫قناة كناش الفوائد السلفية
🌴↫قناة أفلا يتدبرون القرآن (تفسير السعدي صوتي )
🌴↫قناة مصحف مرتل مقسم لصفحات برواية حفص للشيخ الحصري رحمه الله تعالى
🌴↫قناة مقرأة أبو أويس
🌴↫قناة فهرس القنوات السلفية
🌴↫قناة على خطى السلف الصالح الدعوية
🌴↫قناة💎|الجوهرة السنية|💎
🌴↫ قناة ★☆ مــعـرفـة الــصــحـابـة ☆★
🌴↫قناة السلف بالحافاب الفريخة الضانقيل العسياب القمبرات
🌴↫قناة مركز الفوزان لتحفيظ القرآن والدراسات الإسلامية
🌴↫قناة السعودية بلاد التوحيد
🌴↫قناة تراث الشيخ عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم ❀•°
🌴↫قناة مدينة عطبرة بالسودان
🌴↫قناة مدينة بربر بالسودان
🌴↫قناة✿••| تـلاواتــ و عبـر|•• ✿
🌴↫قناة اثبتي إنها أيام قلائل والموعد الجنة📚🍃
🌴↫قناة جَبْرُ الْقُلُوبِ
🌴↫قناة فتاوى لــكبار العلماء
🌴↫قناة الكاتب السلفي
🌴↫قناة مواعظ الشيخ إبراهيم المحيميد
🌴↫قناة منهاجُ النُّبُوّة
🌴↫قناة صوت
🌴↫ قناة مشروع دعوة النجاة
🌴↫ قناة إحياء السنن
•••═══ ༻✿༺═══ •••
⚠️ تنبيه: القائمة يمكنكم النشر تحتها و حذفها يكون بعد 4 ساعات.
⚠️ تنبيه آخر للقنوات التي تشارك قوائم مشبوهة، أرجو التنبه لهذا لأنه قد نحذف القنوات الغير ملتزمة بهذا والله الموفق.
❀•°
🌱قائِمَةُ↫زَادُ المُتَّقِينَ🌱
🌱قال ابن سيرين رحمه الله:
«إنّ هذا العلم دين فانظروا عمّن تأخذون دينكم»
▪️[رواه مسلم]
🌱↜إِليكُم القَنَوات السّلفيّة المَوثُوقة الطّيِّبَة "بإِذن اللّه" 👇🏻:
▪️/channel/AL_Otroja
•••═══ ༻✿༺═══ •••
🌴↫تصاميم دعوية ••🌱
🌴↫قناة الأتــــرجة •• | 🍊
🌴↫مُخْتَـارَاتٌ أَدَبِيَّةٌ وَشِعْرِيَّـةٌ🌧
🌴↫قناة ديننا الحنيف الجزائرية
🌴↫قناة آثار العلامة محمد علي فركوس
🌴↫🖋خواطِرٌ عَــابِــرَةٌ ❀•°
🌴↫🌱 جمِيل الأَثَر
🌴↫•❁ قناة أعلام وتاريخ الإسلام❁•
🌴↫بِالأَمَلْ تَحْلُو الحَيَاة🌱
🌴↫أَذْكَـــارِي 📚
🌴↫قناة نسيم الجنة
🌴↫قناة شواطئ التائبين
🌴↫قناة مناخ السلفية الوسطية
🌴↫قناة تعلمي الخياطة مع أم معاذ «للنساء فقط»
🌴↫قناة المحجة البيضاء
🌴↫قناة لانجاة إلا بالتوحيد
🌴↫قناة الدعوة السلفية في سوريا
🌴↫قناة قل هذه سبيلي «شامنا»
🌴↫قناة توحيد واتباع
🌴↫قناة تأملات قرآنية
🌴↫⚖️قناة المـيزان⚖️
🌴↫قناة أطايب الثمر📖🕯
🌴↫🌸🍃 حـــبْــرُ نَــقَــ🎊ـــآء 🍃🌸
🌴↫قناة درر إسلامية
🌴↫قناة قطوفها دانية🍃
🌴↫قناة أكبر تجمع لقوائم القنوات السلفية📻
🌴↫قناة الشيخ محمد بله النعيم حفظه الله
🌴↫قناة "يَنابــ⸙ـــــــــيــ؏ِ العِلــــم «للنساء فقط»
🌴↫قناة جواهر من أقوال السلف🌺
🌴↫عَلَى خُطَى السَّلَف نَسِير
🌴↫قناة رَوضَةُ العُقلَاءِ وَنُزهَةُ الفُضَلَاءِ📖
🌴↫قناة إذاعة نهر النيل السلفية بالسودان
🌴↫بصمة
🌴↫🍁محبَرَةٌورِؒيشَة🍁
🌴↫🌻••|حصن المسلم|••🌻
🌴↫قناة طيبة المدينة
🌴↫✍️.. قناة أقوال أهل العلم..✍️
🌴↫قناة نصيحتي للنساء || ❀
🌴↫قناة محدث العصر الألباني رحمه الله
🌴↫قناة فوائد من أقوال العلماء
🌴↫قناة مكة المكرمة
🌴↫قناة🍁الْكِتَابْ وَاَلْسُنَّة بِفَهْمْ سّلَفْ اَلْأُمَّة🍁
🌴↫قناة📚 نوآفع آلگلم 📚
🌴↫قناة📚 الأثر السلفية 📚
🌴↫قناة السفيرة الدعوية
🌴↫قناة 🥀🍀جمال اللغة العربية🥀🍀
🌴↫قناة رَيْــحَــانَہ
🌴↫قناة غريبات في زمن الغربة
🌴↫قناة قناة التوحيد و السنة
🌴↫قناة •نـۦبہٰﹻڕاس الخَـۦيرۦۦٰ'ے 🍂
🌴↫قناة تاريخُ الأمّة وحاضرها ❀•°
🌴↫قناة اللُّبابُ مِن وَاحَة الآدَابِ | 🍇
🌴↫قناة كناش الفوائد السلفية
🌴↫قناة أفلا يتدبرون القرآن (تفسير السعدي صوتي )
🌴↫قناة مصحف مرتل مقسم لصفحات برواية حفص للشيخ الحصري رحمه الله تعالى
🌴↫قناة مقرأة أبو أويس
🌴↫قناة فهرس القنوات السلفية
🌴↫قناة على خطى السلف الصالح الدعوية
🌴↫قناة💎|الجوهرة السنية|💎
🌴↫ قناة ★☆ مــعـرفـة الــصــحـابـة ☆★
🌴↫قناة السلف بالحافاب الفريخة الضانقيل العسياب القمبرات
🌴↫قناة مركز الفوزان لتحفيظ القرآن والدراسات الإسلامية
🌴↫قناة السعودية بلاد التوحيد
🌴↫قناة تراث الشيخ عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم ❀•°
🌴↫قناة مدينة عطبرة بالسودان
🌴↫قناة مدينة بربر بالسودان
🌴↫قناة✿••| تـلاواتــ و عبـر|•• ✿
🌴↫قناة اثبتي إنها أيام قلائل والموعد الجنة📚🍃
🌴↫قناة جَبْرُ الْقُلُوبِ
🌴↫قناة فتاوى لــكبار العلماء
🌴↫قناة الكاتب السلفي
🌴↫قناة مواعظ الشيخ إبراهيم المحيميد
🌴↫قناة منهاجُ النُّبُوّة
🌴↫قناة صوت
🌴↫ قناة مشروع دعوة النجاة
🌴↫ قناة إحياء السنن
•••═══ ༻✿༺═══ •••
⚠️ تنبيه: القائمة يمكنكم النشر تحتها و حذفها يكون بعد 4 ساعات.
⚠️ تنبيه آخر للقنوات التي تشارك قوائم مشبوهة، أرجو التنبه لهذا لأنه قد نحذف القنوات الغير ملتزمة بهذا والله الموفق.
الله، بل على عصبية مقيتة من الطرفين، وجهل واستخفاف بحدود الله ومحارمه. ولقد أثنى الله على الربانيين، وقد قيل هم من يربون الناس على صغار العلم قبل كباره،
ولذلك فإني أخشى أشد الخشية على من أثار هذه المسألة أولا، وخاض فيها لا نصرة للحق بل انتصارا لنفسه وردا على من تكلم فيه، جريا في ذلك على السنة الصعافقة القبيحة، وهي السكوت عن أخطاء العالم إذا كان موافقا لهم، وإذاعتها والتشهير بها، وإظهار الرد عليها إذا خالفهم، وغالبا لا يقف الأمر عند الرد فقط، بل يتعدى إلى الإسقاط والطرد من السلفية وإلى التفرق والتشرذم والتحزب على هذه الخلافات والأهواء، وإذا استمر السلفيون على السير في هذا المسلك الغالي فسيذوبون في هذه الخلافات وينتهون فيها، ويذهب الله بهم، ويأتي بقوم آخرين يحملون هذا المنهج ويدافعون عنه بصدق وإخلاص، لا بالتنطع والغلو والتكبر وبغي بعضهم على بعض، إلى غير ذلك من الأخلاق الهابطة التي لا علاقة لها بالمنهج السلفي، ولا تمت إلى طاعة الله وعبادته بصلة، بل هي عبادة للهوى واتباع لخطوات الشيطان، نسأل الله أن يعصمنا جميعا من ذلك، وأن يهدينا سبلنا إنه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبدالله ورسوله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين.
________________________________
*-والأحرى والأصوب أن يقال أنهم تمسكوا بحرفية العلة التي فهموها من النص، وهي أن النهي عن النصيحة علنا لذي سلطان كان لأجل النهي عن الإنكار العلني عليهم، وهذا على أية حال يظل مفهوما، وليس نصا، فقد تكون العلة هي أن النصيحة سرا أدعى لقبول المنصوح لها، بخلاف النصيحة في العلن التي قد تؤدي إلى نفور المنصوح وتكبره عن قبولها، وهذه علة معقولة أيضا. ولا يعني هذا أننا نقول بخطأ العلة الأولى، ولكن هذا الغلو في التمسك بها، والرد بها في نحور النصوص الأخرى المخالفة لها، وكذلك في وجه الآثار عن الصحابة هو الخطأ، وهو من الغلو والتنطع والمشادة في الدين، وهو مسلك يؤدي إلى الانحراف والزيغ عن وسطية أهل السنة والجماعة، واعتدالهم، وتمسكهم بالسنة كلها، فلا يغالون في جانب ويجفون في جانب آخر، ولا يتمسكون بطرف من النصوص، ويردون الطرف الآخر.
صورة من الإنكار العلني عند السلف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فيقول الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى، في جامع العلوم والحكم عند شرح حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)).
قال الحافظ في الشرح: (وقد ذكرنا حديث ابن مسعود الذي فيه"يخلف من بعدهم خلوف، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن" الحديث، وهذا يدل على جهاد الأمراء باليد، وقد استنكر الإمام أحمد هذا الحديث فى رواية أبي داود ، وقال :هو خلاف الأحاديث التي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها بالصبر على جور الائمة، وقد يجاب عن ذلك بأن التغيير باليد لا يستلزم القتال، وقد نص على ذلك أحمد أيضًا فى رواية صالح فقال التغيير باليد ليس بالسيف والسلاح ، فحينئد جهاد الأمراء باليد أن يزيل بيده مافعلوه من المنكرات مثل أن يريق خمورهم أو يكسر آلات اللهو التي لهم أو نحو ذلك أو يبطل بيده ما أمروا به من الظلم إن كان له قدرة على ذلك، وكل ذلك جائز، وليس هو من باب قتالهم ولا هو من الخروج عليهم الذي ورد النهي عنه ، فإن هذا أكثر مايخشى منه أن يقتل الآمر وحده .
وأما الخروج عليهم بالسيف فيخشى منه الفتن التي تؤدي إلى سفك دماء المسلمين .
نعم إن خشي في الإقدام على الإنكار على الملوك أن يؤذي أهله أو جيرانه لم ينبغ له التعرض لهم حينئذٍ لما فيه من تعدي الاذى إلى غيره.
كذلك قال الفضيل بن عياض وغيره .
ومع هذا متى خاف منهم على نفسه السيف أو السوط أو الحبس أو القيد أو النفي أو أخذ المال أو نحو ذلك من الأذى سقط أمرهم ونهيهم ، وقد نص الأئمة على ذلك : منهم مالك وأحمد وإسحاق وغيرهم.
قال أحمد : لايتعرض إلي السلطان فإن سيفه مسلول .
وقال ابن شبرمه: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالجهاد يجب على الواحد أن يصابر فيه الاثنين ويحرم عليه الفرار منهما ولا يجب عليه مصابرة أكثر من ذلك ، فإن خاف السب أو سماع الكلام السيئ لم يسقط عنه الإنكار بذلك نص عليه الإمام أحمد. وإن احتمل الأذى وقوي عليه فهو أفضل نص عليه أحمد أيضا وقيل له :أليس قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :"ليس للمؤمن أن يذل نفسه"أي يعرضها من البلاء مالا طاقة له به ، قال :ليس هذا من ذلك.
ويدل على ما قاله ما خرجه أبو داود وابن ماجه والترمذي من حديث أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر" وخرج ابن ماجه معناه من الحديث أبي أمامه ، وفي مسند البزار بإسناد فيه جهالة عن أبي عبيدة بن الجراح قال : قلت يارسول الله أي الشهداء أكرم على الله؟ قال : " رجل قام إلي إمام جائر فأمره بمعروف ونهاه عن منكر فقتله ".
وقد روي معناه من وجوه أخرى كلها فيها ضعف .
وأما حديث "لاينبغي للمؤمن أن يذل نفسه" فإنما يدل على أنه إذا علم أنه لايطيق الأذى ولا يصبر عليه فإنه لا يتعرض حينئذٍ للأمراء وهذا حق ، وإنما الكلام فيمن علم من نفسه الصبر لذلك، قاله الأئمة كسفيان وأحمد والفضيل بن عياض وغيرهم .
وقد روي عن أحمد ما يدل على الاكتفاء بالإنكار بالقلب .
قال في رواية أبي داود : نحن نرجو إن أنكر بقلبه فقد سلم ، وإن أنكر بيده فهو أفضل ، وهذا محمول على أنه يخاف ، كما صرح بذلك في رواية غير واحد.
وقد حكى القاضي أبو يعلي روايتين عن أحمد فى وجوب إنكار المنكر على من يعلم أنه لايقبل منه، وصح القول بوجوبه وهذا قول أكثر العلماء.
وقد قيل لبعض السلف فى هذا فقال : يكون لك معذرة ، وهذا كما أخبر الله تعالي عن الذين أنكروا على المعتدين في السبت أنهم قالو لمن قال لهم :(تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)
الأعراف (164) . انتهى
ففي هذا النقل يتحدث الحافظ ابن رجب عن أشد صورة من الإنكار العلني وهي الإنكار باليد، ولقد فرق رحمه الله بين الإنكار باليد الذي يكون خروجا، وبين الإنكار باليد الذي لا يكون خروجا، وذكر في الصورة الجائزة أقوال الأئمة والرويات عنهم في ذلك، وذكر القيود التي قيدوا بها هذه الصورة، كأن يعلم من نفسه الصبر على ما سيلحقه من الأذى في ذلك، وأن لا يؤدي إنكاره إلى لحوق الأذى بغيره من أهل أو جيران أو رفقة وصحبة وما أشبه.
وما من شك أن هذه الصورة - كما في كل صور إنكار المنكر سواء على الحاكم أو غيره - مقيدة بأن لا يؤدي هذا الإنكار إلى منكر أعظم منه، وهذه قاعدة معلومة مشهورة لا تخفى، وهي حاكمة على كل صور الإنكار، لا سيما الإنكار على الحاكم الذي هو باب مشرع على الفتن، نسأل الله السلامة منها والعافية.
وإن من الأمور التي قد تكون غائبة عن هؤلاء الدعاة، أن إخلالا بالأمانة وتقصيرا فيها، مهما بدى لصاحبه صغيرا، فإنه قد يخلف من الشر والفساد ما لا يحصيه إلا الله، ولذلك عظم خطر الأمانة، وثقل حملها، واشتد النكير على مضيعها، خصوصا إذا تعلقت بشرع الله وحكمه، ولو كشف الغطاء عن بعض المقصرين في هذه الفتنة مثلا، لأبصروا ما لم يكن يخطر لهم على بال، من دماء سفكت، وأموال خيض فيها بغير حق، وحدود انتهكت، وحقوق منعت، وغير ذلك من الشرور والفساد الذي من أسبابه تهاون من تهاون في الأمانة التي أشفقت السموات والأرض منها، وأبين أن يحملنها، ( وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ).
جاء في الحديث الصحيح ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : (ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﺇﺫ ﺟﺎﺀﻩ ﺃﻋﺮﺍﺑﻲ ﻓﻘﺎﻝ : ﻣﺘﻰ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻗﺎﻝ : إﺫﺍ ﺿﻴﻌﺖ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﺎﻧﺘﻈﺮ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻗﺎﻝ ﻛﻴﻒ ﺇﺿﺎﻋﺘﻬﺎ؟ ﻗﺎﻝ ﺇﺫﺍ ﻭﺳﺪ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺃﻫﻠﻪ ﻓﺎﻧﺘﻈﺮ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ).
والساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق، حين يعم الفساد ويطبق في أرجاء الأرض، فكأن من المعنى المستفاد من الحديث -والله أعلم- أن إضاعة الأمانة من أقوى الأسباب وأدعاها إلى انتشار الفساد واستفحاله، وتضخم آثاره وتعديها حتى يعم الفساد الأرض.
فصل
أما الجواب الصحيح لهذه الفتنة، فهو بالتفريق بين تفسير الجرح ببيان سببه الذي هو من منهج الجرح والتعديل، وبين المطالبة بالأدلة على الجرح الذي هو من بدع أبي الحسن المأربي، كما في ردود الشيخ ربيع عليه، كما سيأتي إن شاء الله، فخطأ الشيخ ربيع ليس في إنكار الأدلة، بل في المطالبة بها ابتداء، ولو قدر أن الشيخ ربيع أقر بالأدلة ووافق الشيخ محمد بن هادي على جرحه لهم، لظل هذا الخطأ قائما، ولخشي أن ينسب هذا الخطأ لمنهج الجرح والتعديل، وإلى دين الله، وكلما استعمل عالم الجرح، طولب بالأدلة، ثم انقسم الناس عليها فريقين، بين مثبت لها ومنكر، بل ربما طعن كل فريق في الآخر، هذا بحجة الظلم والجرح بلا أدلة، والآخر بحجة جحد الأدلة وإنكارها!
قد يقول قائل إن مقصودهم بطلب الأدلة هو طلب التفسير، ولا مشاحة في الاصطلاح! وهذا غير صحيح، لأن جواب التفسير لا يكون بالإنكار والمطالبة بالأدلة، بل جوابه بالقبول أو الرد، كما أن هذا هو جواب الجرح أساسا، فالجرح من قبيل الأخبار والشهادات التي لا تحتمل إلا القبول أو الرد، سواء كان مبهما أو مفسرا
فإذا كان من يرد جرح الشيخ محمد بن هادي؛ يرده لأنه جرح مبهم، فالواجب أن يفصح عن هذا، ويبيينه بالعبارة البينة الواضحة التي لا تحتمل حقا وباطلا، كأن يقول أن هذا الجرح مبهم وليس مفسرا، ليكون جوابه بحسب ما يفصح عنه، ولكن لما حادوا عن هذا البيان، واستعملوا عبارة المطالبة بالأدلة التي هي من الكلام المشتبه الذي قد يحمل حقا وباطلا، التبست الأمور، وخفي الحق، وتحير من تحير في هذه الفتنة، ثم زاد الأمر سوءا لما وافقهم من يرد عليهم؛ على المطالبة بالأدلة، وسعى في إبرازها لهم، وكلما أظهر لهم دليلا جحدوه، وحاولوا نقضه، إما بادعاء التوبة منه، أو باتهام خصومهم بمثله، أو غير ذلك من التشويش والتلبيس المعهود عنهم
ولو أن من يرد عليهم، وقف معهم عند الخطأ الأول، ولم يوافقهم فيه، وألزمهم ببيان مرادهم من المطالبة بالأدلة، لاستبان الحق من أول الطريق، ولصار المخطئ هو المطالب بالأدلة لتصحيح خطأه والدفاع عنه، لا العكس، وهو أن يطالب المحق بإقامة الأدلة على جرح مفسر غاية التفسير.
ولما احتيج كذلك إلى الدخول في كثير من التفاصيل والجزئيات التي أدت إلى التحاكم إلى الوقائع والأحداث، لا إلى الكتاب والسنة الذين هما العصمة من الخطأ الضلال، ومن الاختلاف والفرقة، أما الوقائع والأحداث فهي حمالة أوجه، وكل يستطيع أن يروي فيها ما شاء، وأن يفسرها بما شاء، خصوصا مع كثرة الكذب في هذا الزمان، وذهاب المروءة، وقلة الخوف من الله!
ثم إن من فوائد الوقوف معهم عند أول الخطأ وعدم موافقتهم فيه، هو سهولة الانتقال منه إلى الخطأ الأكبر الذي قامت عليه هذه الفتنة، وهو الطعن في العلماء بسبب مسألة اجتهادية قد يخطئ العالم فيها ويصيب، بخلاف من وافقهم على الخطأ الأول، فإنه لا يكاد يتمكن من ذلك؛ فإنه لما وافقهم على المطالبة بالأدلة، حصروه في هذه المطالبة، وشتتوا جهده في إقامة الأدلة وتقريرها، مع أنهم لا غرض لهم في الأدلة أساسا، بل لعل أكثرهم يعلمون من أنفسهم أكثر مما يظهره الخصوم عنهم، فصار الساعي إلى إقامة الأدلة، كالمقر بصحة الطعن إذا كان الجرح بلا أدلة، مع أنه خطأ عظيم، وهو أشد من خطأ المطالبة بالأدلة، فإن هذا نوع غلو؛ وتساهل في أعراض العلماء يشبه تساهل الحدادية فيها!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد، فقد صادفتني مثل هذا الإعلانات الممولة أكثر من مرة، وهي عبارة عن معاملة ربوية، يسميها الفقهاء بمسألة "مد عجوة" وهي لا تجوز على الصحيح من أقوال الأئمة والفقهاء، وهو قول مالك والشافعي وأظهر الروايات عند الحنابلة، وعلة التحريم كونه بيع لربويين من صنف واحد دون تحقيق التماثل الشرعي بينهما، ففي مثل هذا الإعلان مثلا يبادل الزبون مئتي دينار بمئة دينار ومع المائة سلعة أخرى مقابل المئة الزائدة التي دفعها.
ومن يجيز هذه المعاملة يدعي تحقق التماثل من خلال القيمة، مع أن التساوي في القيمة غير مخلص من الربا، ولذلك يعتبر قولهم في غاية الضعف لا ينبغي التعويل عليه، وشرح هذه المسألة "مد عجوة" مبسوط في دواوين الفقه، (انظر المجموع والمغني وغيرهما).
ويبدو أن هذه المعاملة تقع حتى من بعض التجار الصغار، وقد يظن التاجر أنه محسن لزبونه، بإعانته على الحصول على السيولة النقدية، بينما يستفيد هو من زيادة مبيعاته وزيادة زبائنه أيضا، ولا يدري أنه أوقع نفسه وزبائنه في الربا بسبب ذلك.
لذلك وجب الحذر والتحذير من هذه المعاملة، وإشاعة هذا التحذير حتى يتعلم الجاهل ويتذكر الغافل والناسي، ولا تعم المؤاخذة الجميع ..
والله تعالى أعلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على عبده ورسوله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين.
ومن الواضح أن هذه القيود غير متحققة لدى الصعافقة، وأول ذلك أنهم ليسوا في حاجة إلى هذا التقليد، ولو كان التقليد لازما لهم في هذه القضية، للزمهم تقليد الشيخ محمد بن هادي، وقد كان حكمه سابقا على حكم الشيخ ربيع، ولكن هذه المسائل ليست من فروض الأعيان، التي يطالب بها كل مكلف، بحيث يلزمه التقليد فيها إن عجز عن الاستدلال لها، ولكنها من فروض الكفايات التي يقوم بها القادر عليها، والعلم بدليلها داخل في القدرة عليها، فمن كان جاهلا بدليلها، فهو عاجز عنها، فلا يطالب بها، لا كما تدعي الصعافقة من وجوب الكلام فيها على كل أحد، سواء كان عالما أو جاهلا، سواء كان معنيا بها أو غير معني بها، فإن هذا من الجهل الذي ينشره الصعافقة بمقولتهم السمجة "بين موقفك" والله لن يسأل العاجز عنها عن عدم كلامه في هذه الفتنة، ولكن سيسأله عن أعراض المسلمين التي حرمها عليه، ثم استحلها هو بغير بينة ولا هدى من الله، وإذا كانت أعراض المسلمين حفرة من حفر النيران، وقف على شفيرها الشيخ ربيع باجتهاده، فما الذي يدفع هؤلاء المقلدة للوقوف عليها معه، وهم ليسوا بمجتهدين مثله، ولا علم لهم بالمصيب من المخطئ، وما الذي يدفعهم للدخول مع طرف دون آخر، ومناصرة عالم على آخر، بمجرد التقليد؟!، لا شك أن هذا من التعصب الذميم، ومن دعوى الجاهلية المقيتة!!
أما باقي القيود؛ فمن البين أن الصعافقة ومن يتابعهم لا يلقون لها أي اعتبار، فالعجز عن الاستدلال في هذه الفتنة لا يكاد يتصور من سلفي منصف متجرد للحق، مجتهد في طلبه، خصوصا مع كثرة ما ظهر من الإثباتات التي تفضح الصعافقة وتدينهم بأصواتهم ومنشوراتهم، وكذلك ما كتبه طلبة العلم من ردود على الصعافقة، ككتاب "الجامع الهادي إلى أدلة الشيخ محمد بن هادي"، وما كتبه الشيخ خالد بن عثمان في ذلك أيضا، وغير ذلك من الكتابات. ثم لو قدر وجود عاجز عن الاستدلال مع كل هذا، فهو غير ملزم بالكلام في هذه القضية، كما سبق بيانه، فالواجب عليه الإعراض عنها، والتعفف عن أعراض المسلمين، حتى يتبين له الحق بدليله، كما قال تعالى: ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا )
أما القيد الثالث، وهو الاجتهاد في التقليد، وعدم اتباع الهوى، فالصعافقة أبعد شيء عنه، فعلامة الهوى عليهم أظهر من نار على علم، والأمثلة على ذلك كثيرة ولا حاجة بذكرها، ويكفي أنهم يجعلون العالم من الأكابر الذين يجب تقليدهم إذا وافقهم، فإذا خالفهم رموه بالجنون وذهاب العقل كما فعلوا مع الشيخ حسن البنا رحمه الله، وهذا من أظهر علامات الهوى والتلاعب بالدين، والاستخفاف بالعلماء.
فمن المؤسف ما نراه من بعض عوام السلفيين في ليبيا وغيرها، من الاندفاع في الباطل، والمغامرة بدينهم وتوحيدهم، في مناصرة جهلة سفهاء، عابثين بدين الله، وبعضهم كان حزبيا إلى وقت قريب كفؤاد الزنتاني، ثم صار الآن حكما على العلماء: فهذا من أتباع بن هادي، وهذا غير واضح، وهذا لا ينصح به العلماء، إلى غير ذلك من أحكامه التي يطلقها شرقا وغربا، والتي تدل على جهله وانحطاطه، حتى لم يبق في الساحة إلا هو وأمثاله من الرؤوس الجهال، -عياذا بالله من شرهم وشؤمهم.
فالواجب على السلفي الناصح لنفسه التأني والتريث، والتبصر بعواقب الأمور، وأن لا يدخل مع المتحزبين في أحزابهم، وأن لا يناصر أحدا على أحد حتى يعلم أمر الله فيه وحكمه، فيتبع الحق الذي تبرأ به ذمته أمام الله، ولا يخادع نفسه بالشبه والأراجيف التي لن تغني عنه من الله شيئا.
والواجب على من تأثر بهذه الفتنة عموما وفي ليبيا خصوصا، مراجعة الأصول السلفية، لا أقول أصول الجرح والتعديل، فالأمر أصبح أخطر من هذا، ولكن عليهم مراجعة أصول التوحيد ومعرفة الشرك، وتجريد الاتباع للرسول عليه الصلاة والسلام، وتعظيم الحق، وتقديمه على الخلق، والاجتهاد في طلبه بصدق وحسن نية
والحذر من أضداد ذلك من أصول النفاق، ككراهة الحق، وكراهة ضهوره، والسعي في إبطاله، والتشويش عليه، ولبسه بالباطل، وأشباه ذلك من الأعمال التي تفتح على القلب بابا خطيرا من أبواب النفاق والتكذيب والاستكبار عياذا بالله من ذلك، كما قال تعالى: ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )). وقد سبق النقل عن الإمام أحمد أنه فسر الفتنة بالشرك.
وهذا الشرك الذي وقع فيه الصعافقة، هو سبب إطالة هذا الخلاف، وتصدع الصف السلفي، حتى أصبحنا نشعر بعدم وجود نقاط إلتقاء بين الطرفين، وكأنهم لم يكونوا على منهج واحد قبل هذه الفتنة، وهذا راجع إلى ما طرأ على هؤلاء من شرك اتخاذ الأحبار أربابا من دون الله، فطرف يدعو إلى التحاكم إلى كتاب الله وسنة نبيه، وتقديم طاعته على طاعة كل أحد من البشر، إلا المعصوم صلوات الله وسلامه عليه، وطرف يدعو إلى التحاكم إلى الرجال، وفرض طاعتهم على كل سلفي، دون أن يثبتوا أن طاعتهم في هذه المسألة؛ هي من دين الله،
[قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل) وقد قال الله تعالى: ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ). وفي حديث عدي بن حاتم - وكان قد قدم على النبي وهو نصراني فسمعه يقرأ الآية، قال: فقلت له: إنا لسنا نعبدهم. قال: (أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟!) قال: فقلت: بلى . قال: (فتلك عبادتهم).
وكذلك قال أبو البختري: أما إنهم لم يصلوا لهم، ولو أمروهم أن يعبدوهم من دون الله ما أطاعوهم، ولكن أمروهم، فجعلوا حلال الله حرامه، وحرامه حلاله، فأطاعوهم، فكانت تلك الربوبية.
وقال الربيع بن أنس: "قلت لأبي العالية: كيف كانت الربوبية في بني إسرائيل؟. قال: كانت الربوبية أنهم وجدوا في كتاب الله ما أمروا به وما نهوا عنه، فقالوا لن نسبق أحبارنا بشيء فما أمرونا به ائتمرنا وما نهونا عنه انتهينا لقولهم. فاستنصحوا الرجال ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم".
فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن عبادتهم إياهم كانت في تحليل الحرام وتحريم الحلال، لا أنهم صلوا لهم، وصاموا لهم، ودعوهم من دون الله، فهذه عبادة للرجال، وتلك عبادة للأموال[يشير رحمه الله بعبادة الأموال إلى ما سبق من كلامه عن حديث: "تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم ...] وقد ذكر الله أن ذلك شرك بقوله: (لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ).
فهذا من الظلم الذي يدخل في قوله تعالى: ( احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ . مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ) فإن هؤلاء والذين أمروهم بهذا هم جميعا معذبون، وقال تعالى: ( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ). وإنما يخرج من هذا من عُبد مع كراهته لأن يُعبد ويطاع في معصية الله، فهم الذين سبقت لهم الحسنى، كالمسيح وعزير وغيرهما، فأولئك عنها مبعدون.
وأما من رضي بأن يُعبد ويطاع في معصية الله، فهو مستحق للوعيد، ولو لم يأمر بذلك، فكيف إذا أمر؟!. وكذلك من أمر غيره بأن يعبد غير الله، وهذا من أزواجهم، فإن أزواجهم قد يكونون رؤساء لهم، وقد يكونون أتباعا، وهم أزواج وأشباه لتشابههم في الدين، وسياق الآية يدل على ذلك، فإنه سبحانه قال: ( احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ . مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ . وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ . مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ ) أي كما كنتم تتناصرون في الدنيا على الباطل. ( بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ . وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ . قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ . قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ . وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ ۖ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ . فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا ۖ إِنَّا لَذَائِقُونَ . فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ . فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ . إِنَّا كَذَٰلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ . إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ ).
فقوله: (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ ) لا ريب أنها تتناول الشركين: الأصغر والأكبر، وتتناول أيضا من استكبر عما أمره الله به من طاعته، فإن الإله هو المستحق للعبادة، فكل ما يعبد به الله فهو من تمام تأله العباد له، فمن استكبر عن بعض عبادته سامعا مطيعا في ذلك لغيره، لم يحقق قول "لا إله إلا الله"، في هذا المقام.
ثم ذلك المحرم للحلال والمحلل للحرام، إن كان مجتهدا قصده اتباع الرسول، لكن خفي عليه الحق في نفس الأمر، وقد اتقى الله ما استطاع - فهذا لا يؤاخذه الله بخطئه، بل يثيبه على اجتهاده الذي أطاع به ربه، ولكن من علم أن هذا خطأ فيما جاء به الرسول، ثم اتبعه على خطئه، وعدل عن قول الرسول، فهذا له نصيب من هذا الشرك الذي ذمه الله، لا سيما إن اتبع في ذلك هواه، ونصره باللسان واليد، مع علمه بأنه مخالف للرسول، فهذا شرك يستحق صاحبه العقوبة عليه.
ولهذا اتفق العلماء على أنه إذا عرف الحق لا يجوز له تقليد أحد في خلافه، وأما إن كان المتبع للمجتهد عاجزا عن معرفة الحق على التفصيل، وقد فعل ما يقدر عليه مثله من الاجتهاد في التقليد - فهذا لا يؤاخذ إن أخطأ، كما في القبلة.
ماهي الفتنة في قضية الصعافقة؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. أما بعد فإن أخطر ما في قضية الصعافقة، وهو الموطن المخوف فيها، والذي يخشى على الواقعين فيه من الهلاك إن استمروا على ذلك ولم يتداركوا أنفسهم بتوبة نصوح، وإنابة إلى الله، هذا الموطن هو الفتنة بالشرك.
والشرك الذي يقع في فتنة الصعافقة على نوعين: نوع يقع فيه رؤوس الصعافقة، وكل من يأمر غيره ويدعوه إلى سب العلماء وتنقصهم والطعن فيهم وأذيتهم بالقول أو بالفعل، زاعما أنه يأمر بطاعة الله وبما يحبه الله ويرضاه، وهو يعلم في قرارة نفسه خلاف ذلك، أو لا يعلم على سبيل اليقين أن الله أمر بهذا ورضي به، ولكنه يجعل طاعة العالم بإطلاق؛ طاعة لله ورسوله، فيشرك العالم في الطاعة المطلقة التي لا تجوز إلا لله ولرسوله، وهذا من الشرك.
والنوع الثاني: يقع فيه من يطيع هؤلاء الرؤوس؛ من المقلدة والأتباع وأصحاب الأطماع في المناصب والوظائف ومنح الأوقاف التي فتن بها صعافقة ليبيا عوام السلفيين!!.
أما الأول فلأنه رضي أن يطاع في معصية الله، وهذا من معاني الطاغوت، وأما الثاني فهو من اتخاذ الأحبار أربابا من دون الله. وسيأتي بيان وجه هذا الشرك بنوعيه، ولكننا ننقل قبل ذلك ما جاء في كتاب التوحيد للإمام المجدد نور الله قبره وأعلى درجته في المهديين، حيث قال:
باب: من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أربابا من دون الله.
وقال ابن عباس: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء. أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقولون: قال أبوبكر وعمر؟!
وقال الإمام أحمد: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته، يذهبون إلى رأي سفيان. والله تعالى يقول: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ). أتدري ما الفتنة؟ الفتنة: الشرك، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك.
وعن عدي بن حاتم: (أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية: ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ). فقلت له: إنا لسنا نعبدهم. قال: أليس يحرمون ما أحل الله، فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله، فتحلونه؟ فقلت: بلى . قال: (فتلك عبادتهم) .
ثم ذكر رحمه الله ما في هذا الباب من المسائل فقال:
الثالثة: التنبيه على معنى العبادة التي أنكرها عدي.
الرابعة: تمثيل ابن عباس بأبي بكر وعمر وتمثيل أحمد بسفيان.
الخامسة: تغير الأحوال إلى هذه الغاية حتى صار عند الأكثر عبادة الرهبان هي أفضل الأعمال، وتسمى الولاية. وعبادة الأحبار: هي العلم والفقه، ثم تغيرت الحال إلى أن عبد من دون الله من ليس من الصالحين، وعبد بالمعنى الثاني من هو من الجاهلين. انتهى من كتاب التوحيد
وصدق رحمه الله وجزاه عن الإسلام خير الجزاء، ونحن نرى كيف اتخذ الناس رؤوسا جهالا من أمثال هؤلاء الصعافقة يحرمون عليهم الحلال فيحرمونه، ويحلون لهم الحرام فيحلونه!!
وهذا النوع من الشرك يلتبس بثلاث صور متشابهات، وبالتمييز بينها يتبين هذا الشرك لكل موحد صادق:
الصورة الأولى: من يأمر غيره بطاعة الله وهو عالم أنها طاعة لله، فيتبعه من يتبعه عليها وهو عالم أيضا أنها طاعة لله، فهذا من عبادة لله، ومن التواصي بالحق، والتعاون على البر والتقوى، وليس من الشرك في شيء.
الصورة الثانية: من يأمر غيره بمعصية الله وهو مقر أنها معصية لله، فيطيعه من يطيعه فيها، وهو مقر أيضا أنها معصية لله، كمن يأمر غيره بالتعدي على أموال الناس أو أعراضهم، أو أكل الربا، فيطيعه وهو معترف بحرمة هذه الأمور، فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل المعاصي، وإن كان قد يسمى شركا من جهة الدافع إليه وهو محبة غير الله، وتقديم طاعته على طاعة الله، كما في الحديث "تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم...".
الصورة الثالثة: من يأمر غيره بطاعة غير الله ورسوله، من الطواغيت والأنداد، فهذا شرك بذاته، ولو لم يطع فيه أحدا، فليس هو المقصود هنا، وإن كان قد يدخل في اتخاذ الأحبار والرهبان أربابا، كمن يأمر غيره بالطواف على القبور ودعاء أهلها والاستغاثة بهم، فيكون شركه من جهتين: من جهة اتخاذ الأحبار الذين أطاعهم في معصية الله أربابا من دون الله، ومن جهة اتخاذ الأنداد مع الله.
أما الصورة الرابعة وهي المقصودة هنا: من يأمر غيره بمعصية الله زاعما أنها طاعة لله، فيطيعه من يطيعه فيها إما مع علمه أنها معصية لله، ولكنه لا يقر بذلك، بل يزعم أنه مطيع لله فيها، فيكون قد اتخذ من أطاعه ندا لله، كما قال تعالى: ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّه) يقول العلامة السعدي في تفسيره: { شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ } من الشرك
يناصرونهم في باطلهم، ويتبعونهم مع ما يرون من آيات نفاقهم واضحة جلية، بعضها مسجلا بأصواتهم المسربة عنهم!!
والمقصود هنا التحذير من النفاق بشكل عام، لا عند الصعافقة فقط، فإن المطلع على أحوال الساحة الدعوية يدرك أن هذا الداء هو أشد ما أثر في هذه الدعوة المباركة تأثيرا عظيما، وفت في عضد أتباعها، حتى تفرقوا وتمزقوا وأبغض بعضهم بعضا وعادى بعضهم بعضا .. وهذا الحال لا يخفى على المتأمل إن كان صادقا
وإن من الكلمات النيرات التي قد تسهم في علاج هذا الداء ما قاله شيخ الإسلام عن حقيقة صلاح الإنسان، حيث يقول: وليس صلاح الإنسان في مجرد أن يعلم الحق، دون ألا يحبه ويريده ويتبعه. كما أنه ليس سعادته في أن يكون عالما بالله، مقرا بما يستحقه، دون أن يكون محبا لله، عابدا لله، مطيعا لله، بل أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه، فإذا علم الإنسان الحق وأبغضه وعاداه، كان مستحقا من غضب الله وعقابه، ما لا يستحقه من ليس كذلك، كما أن من كان قاصدا للحق طالبا له - وهو جاهل بالمطلوب وطريقه - كان فيه من الضلال، وكان مستحقا من اللعنة - التي هي البعد عن رحمة الله - ما لا يستحقه من ليس مثله، ولهذا أمرنا الله أن نقول:( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) ( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ).
والمغضوب عليهم علموا الحق فلم يحبوه ولم يتبعوه، والضالون قصدوا الحق لكن بجهل وضلال به وبطريقه، فهذا بمنزلة العالم الفاجر، وهذا بمنزلة العابد الجاهل، وهذا حال اليهود فإنه مغضوب عليهم، وهذا حال النصارى فإنهم ضالون. انتهى كلامه رحمه الله.
ولذلك فإن أكثر الفساد الواقع بين السلفيين اليوم هو من جهة فساد الإرادة لا من فساد العلم، والنفاق لا يتولد من شيء كتولده من فساد الإرادة، بل نهاية فساد الإرادة هو عبادة الهوى، كما قال تعالى: ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ )
الجاثية (23).
والله نسأل أن يهدينا وإياهم صراطه المستقيم، وأن يجنبنا مضلات الفتن، وأن يعيذنا من النفاق والشقاق وسيء الأخلاق إنه سميع مجيب وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين.
وإذا كان التحويل من قبلة بيت المقدس إلى قبلة المسجد الحرام؛ وهو انتقال من حكم شرعي منسوخ، إلى حكم شرعي ناسخ، ومع ذلك كان فيه من الفتنة ما كان، وقد وصفه الله بقوله: (وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله)، فكيف بالانتقال عن حكم كان يظن أنه حكم شرعي، فتبين بطلانه، وبعده عن أحكام الشرع، لا شك أن الفتنة في هذا تكون أشد، لا سيما وأن في ضمن ذلك الإقرار على النفس أو على المعظمين عندها بالخطأ، وهو الأمر الذي يشق على النفوس الضعيفة، ويصعب إلا على من هدى الله. قال عز وجل: ( لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ )( وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ).
وهذه الفتنة - فتنة تحويل القبلة - من الفتن التي ظهر فيها الفرق الشاسع، والبون الهائل بين تصرف أهل الإيمان في الفتن، وتصرف أهل النفاق والريب ومرض القلوب، فإن أهل مسجد قباء جاءهم خبر تحويل القبلة وهم في الصلاة، فاستداروا وهم في صلاتهم راكعون، حتى توجهوا شطر المسجد الحرام، وهذا من أجمل وأرقى صور الخضوع والانقياد والاستسلام لأمر الله وأمر رسوله، فشتان ثم شتان بين هذا وبين من قال ما بال محمد يوجههنا مرة هاهنا ومرة هاهنا!.
٣- وقال الله تعالى في سورة التوبة، التي تسمى بالفاضحة، والمبعثرة، والمخزية، والمقشقشة، والمشردة، والمثيرة، والحافرة، والمنكلة، والمدمدمة، لكثرة ما نزل فيها من أوصاف المنافقين ونعوتهم، حتى قال الصحابة رضوان الله عليهم ظننا أن الله سيسميهم بأسمائهم فيها، فمما ذكر الله من خبرهم فيها قوله: ( وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ )
التوبة (49).
وقد نزلت هذه الآية في الجد بن قيس حيث اعتذر عن الخروج إلى تبوك بعذر عجيب، فإنه زعم أنه إن خرج فرأى نساء بني الأصفر، لم يصبر عنهن، وكان في ذلك فتنة له، فقال الله تعالى: (أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ۗ) فإن فتنة التخلف عن رسول الله والتولي عن قتال المشركين أعظم مما يتوهمه هو من الفتنة، ثم تلك فتنة متوهمة، والتي وقع فيها فتنة متحققة، فكيف يرتكب المفسدة المحققة لتوقي مفسدة مظنونة قد تقع وقد لا تقع!
وتأمل في أحوال بعض طلبة العلم الذين يداهنون في الحق، ويجاملون حزبهم وجماعتهم وهو يرون من خيانتهم وإفسادهم ما يرون، ومع ذلك يثنون عليهم ويزكونهم، ويتركون عامة السلفيين فرائس في أيدي هؤلاء المفسدين يعبثون بدينهم كما يشاؤون، بينما يزعم هؤلاء أن التصدي لهم سيعرضهم إلى الفتن التي لا قبل لهم بها، فإذا سألت عن هذه الفتن، وجدتها إما فقد وظيفة من إمامة أو خطابة أو وعظ، أو فقدان جاه ومكانة بسبب تحريش الصعافقة وتحريضهم عليهم، وما شاكل هذه الأعذار
أفلا ترى أن هذه الأعذار تخرج من ذات النفق المظلم من أنفاق النفاق، نفق الجد بن قيس!! وهو نفق التولي عن طاعة الله وترك القيام بحقه، واختلاق الأعذار الواهية التي لا تغني من الله شيئا، ولو أنهم توكلوا على الله حق التوكل في القيام بأمره، ونصرة دينه، لنصرهم الله وأيدهم، من حيث يشعرون أو لا يشعرون.
٤- ومن أنواع النفاق أيضا، ما جاء في قوله تعالى في سورةالتوبة :( وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ) ( فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ )( فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ )( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ).
وتأمل في قوله: فأعقبهم نفاقا) ففيه أشارة أنهم قبل ذلك لم يكونوا منافقين، وكذلك في قوله: (إلى يوم يلقونه) وهذا من أشد العقوبات، وهو أن يطبع على قلبه، ويختم عليه بهذا النفاق حتى يلقى الله به، ولذلك جاء في تفسير السعدي رحمه الله أنه قال: (وهذه الآيات نزلت في رجل من المنافقين يقال له {ثعلبة} جاء إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسأله أن يدعو اللّه له، أن يعطيه الله من فضله، وأنه إن أعطاه، ليتصدقن، ويصل الرحم، ويعين على النوائب، فدعا له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فكان له غنم، فلم تزل تتنامى، حتى خرج بها عن المدينة، فكان لا يحضر إلا بعض الصلوات الخمس، ثم أبعد، فكان لا يحضر إلا صلاة الجمعة، ثم كثرت فأبعد بها، فكان لا يحضر جمعة ولا جماعة.
التحذير من خطر النفاق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله؛ يحب الصادقين، ويتولى الصالحين، ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين، الذي جاهد في الله حق جهاده، فبلغ البلاغ المبين، وجاهد الكفار والمنافقين، وعبد ربه حتى أتاه اليقين.
أما بعد فإن الله تعالى عز وجل، ضرب للمنافقين مثلين في كتابه العزيز، الأول في قوله تعالى: ( مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ )( صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ).
وأما الثاني فهو قوله عز وجل: ( أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ۚ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ )( يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ۖ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ).
فالأول - كما ذكر شيخ الإسلام- مثل لمن آمن ثم كفر، فهو كقوله تعالى: ( ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ) فهو مثل لمن أبصر ثم عمي، وعرف ثم أنكر، ودخل في الإسلام ثم فارقه بقلبه. وأما الثاني فهو مثل لمن لا يزال في ريبه يتردد، تتلى عليه الآيات البينات فلا يخشع لها، ولا يطمئن بها، مقيم على حاله من الشك والريب والنفاق، لا يبغي عنه حولا، لا لأن هذه الآيات لا تفيد ذلك، بل لأنه هو الذي غلبت عليه شقوته فلا يريد أن يتزحزح عن ريبه ونفاقه حتى يأتيه الموت وهو على هذاالحال البئيس، ولذلك فإن ما في هذه الآيات من الحق المبين والنور الساطع يزعجه ويرعبه، كالبرق الذي يكاد يخطف بالأبصار...
وبهذا يعلم أن النفاق ليس شيئا واحدا، وهو من كان مبطنا للكفر ثم أظهر الإسلام بعد ذلك لمجرد الرغبة والرهبة من المسلمين فقط، بل قد يكون المنافق مؤمنا في أول أمره، ثم ينسلخ من الإيمان شيئا فشيئا، وينحط في دركات النفاق دركة بعد أخرى، ويتردى في شعب النفاق شعبة شعبة حتى ينسلخ من الإيمان بالكلية وهو لا يشعر، بل قد يحسب مع ذلك أنه على شيء.
١- قال الله تعالى: (هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان ) قال ابن كثير رحمه الله: استدلوا به على أن الشخص قد تتقلب به الأحوال، فيكون في حال أقرب إلى الكفر، وفي حال أقرب إلى الإيمان). اه
وقد نزلت هذه الآية في الذين انخذلوا يوم أحد مع عبدالله بن أبي بن سلول، وكانوا نحو ثلاثمة رجل، ساروا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى بلغوا منتصف الطريق بين أحد والمدينة، فقال رأس المنافقين ابن سلول: يدع رأيي ورأيه ويأخذ برأي الصبيان، فرجع، ورجع معه هؤلاء، وقالوا علام نقتل أنفسنا هاهنا، وذلك أن رأي ابن سلول كان موافقا لرأي النبي صلى الله عليه وسلم، وهو بأن يبقوا في المدينة، ويقاتلوهم فيها إذا دخلوا عليهم في الأزقة ومن فوق السطوح، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستشير أصحابه، فلما استشارهم في الخروج إليهم كان من لم يشهد بدرا من الصحابة يريد الخروج إليهم، فأشاروا عليه بذلك، فكان ما قضاه الله وقدره من وقعة أحد، وما فيها من الدروس والعبر والمصالح العظيمة، والتي منها انكشاف أمر المنافقين.
وهؤلاء الذين انخذلوا مع رأس المنافقين لم يكونوا كلهم قبل ذلك من المنافقين الخلص، - كما يقول ذلك شيخ الإسلام- ولكن كان إيمانهم ضعيفا، فلما جاءت الفتن، وامتحنوا، ظهر نفاقهم وغلب عليهم حتى غطى ما كان معهم من إيمان، ومما استدل به شيخ الإسلام على أن هؤلاء لم يكونوا قبل ذلك من المنافقين، قوله تعالى: هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان، فدل ذلك أنهم قبل ذلك لم يكونوا كذلك، بل يقول شيخ الإسلام إن هؤلاء لو ماتوا قبل ذلك لماتوا على شيء من الإيمان الذي يوجب لهم النجاة على أية حال، لكن لما جاءت الفتن، ولم يقووا على الصبر والثبات فيها، ارتدوا على أعقابهم خاسرين.
وهذا يجلي حقيقة مهمة، وهي أن النفاق يظهر عند الفتن. فكم من مستور الحال إذا جاءت الفتن غلب على قلبه النفاق، وتبين أنه على شعبة من شعبه، ربما هو نفسه كان لا يشعر بها، فإن أدركته رحمة الله وتدارك نفسه بتوبة نصوح، وجاهد نفسه على تزكيتها من هذه الشعبة من النفاق، وذلك بقبول الحق تصديقا في الخبر، وامتثالا في الأمر، وإصلاحا لما وقع بسببه من شر وفساد، وإلا ظل هذا النفاق يتعاظم في قلبه شيئا فشيئا حتى ينسلخ من الإيمان وهو لا يشعر. أو يدركه الموت وفي قلبه من النفاق ما الله به عليم.
قَائِـمَــةُ⇇【 قناة الفتاوى الشرعيةِ】
تُقَدِمُ لَكُــمْ ثُلَـةً مِـنَ القَـنَـوَاتِ الســـَّلــَفِيةِ المَوثُوقَةِ بِإِذْنِ للَّهِ:
══════ ❁✿❁ ══════
قَنَــاةُ القَائِمَــــةُ مِـنْ هُنـَــا ↙️↙️
/channel/frknh
══════ ❁✿❁ ══════
♽|⇐ إذاعة طلاب العلم الشرعي
♽|⇐ إذاعةُ طُلاب العلم الشرعي﴿البثُ المُبَاش
♽|⇐ بوابة طالب العلم
♽|⇐ 🌻🍃لغتي هويتي 🌻🍃
♽|⇐ كـنـزآلآطفـآل برأعم الإسلام 🍬🍭
♽|⇐ قناة الفتاوى الشرعية
♽|⇐ 🌴🥀رفقاء إلي الجنة🥀🌴
♽|⇐ 🎨 الطفل المسلم السلفيﮯ🎨
♽|⇐ صلة الأرحام... 🌺🌾🌺
♽|⇐ 📚 الأثر السلفية 📚
♽|⇐ 🌸آلصـحـبـةآلصآلحـة🌸
♽|⇐ 📚 نوآفع آلگلم 📚
♽|⇐ أحفاد ابن باديس
♽|⇐ 📚 كُنْ طالباً للعلمِ
♽|⇐ 🌿قصص وعبر من حياة الأنبياء والصالحين وال
♽|⇐ إن هذا العـ📚ـلم ديـن الدعوية. 🇱🇾
♽|⇐ بصمة أثر الدعوية
♽|⇐ قناة مشايخ السنة السلفيين
♽|⇐ الريشة البيضاء
♽|⇐ قَنَاة دِينُنَا الحَنِيفُ
♽|⇐ من كلام السلف
♽|⇐ فوائد و درر سلفية
♽|⇐ ·・ ִ ֗ ፧❁❲ الْفَوَائِدً ❳❁፧ ֗ ִ・·
♽|⇐ فوائد علمية
♽|⇐ 📚 مَجَالِسُ آلسَّلَف 📚
♽|⇐ جَبْرُ الْقُلُوبِ
♽|⇐ أولئِكَ الّذِينَ هَدى الله
♽|⇐ قناة السنة سفينة النجاة
♽|⇐ 💎عَلَى خُطَىٰ السَّلَف💎
♽|⇐ مواعظ الشيخ عبد الرزاق البدر
♽|⇐ الحانية
♽|⇐ تلخيص صفة صلاة النبي ﷺ
♽|⇐ 🌸 فتاوي دينية 🌸🍃 ،
♽|⇐ ••كِتَابٌ وَسُنَّةٌ بِفَهْمِ سَلَفِ الأُ
♽|⇐ ♕حً ـفُيّدُةّ آلَصِـدُيّقَةّ عَ ـآءشّـةّ
♽|⇐ ⚖الميزان⚖
♽|⇐ قناة القرآن الكريم السلفية
♽|⇐ رضـاك ربــِّي
♽|⇐ أرح سمعك وقلبك
♽|⇐ زاد المعاد
♽|⇐ 🎀 إلا من أتى الله بقلب سليم 🎀
♽|⇐ أنامل مبدعة 💎 صنع يدوي 🇩🇿
♽|⇐ حجة الوداع..🕋
♽|⇐ دروب الهداية🍂
♽|⇐ الكاتب السلفي
♽|⇐ ༊෴✿درر وفتــاوى سلفية ✿〄࿐
♽|⇐ الـكِـتَـابُ والـسُـنَّـةٌ بِـفَـهْـمِ س
♽|⇐ ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ﴾
♽|⇐ طوبى للغرباء
♽|⇐ سلفية المنهج صدقة جارية لوالديا
♽|⇐ قناة السلف الدعوية
♽|⇐ 🌟النهج الواضح🌟
♽|⇐ فَتَــاْوَى وَ فَـوَاْئِـد اْلْعَـلَّاْم
♽|⇐ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْو
♽|⇐ السلفية نجاتك
♽|⇐ المنهج السلفي
♽|⇐ نسائم سلفية
♽|⇐ صوتيـــ🎙ـــات سلفيـــ🎙ــــة
♽|⇐ رَوْحٌ وُرَيْحَان🍂
♽|⇐ 🌿عَلَى خُطَى السَّلَف🌿
♽|⇐ بستان الواعظين ورياض السامعين
♽|⇐ نشر العلم النافع
♽|⇐ ʚ✿••.. رضآ آللهہ ۼآيتُڼآ.. ••✿ɞ
♽|⇐ الجامع بين الصحيحين البخاري و مسلم
♽|⇐ الله هو السند الدائم للإِشتِرَاك بالقَائِمة دونكم البوت:
👇👇
@Asdfvdc_bot
وَفقَكم الله لِما يُحبهُ و يَرضَاه🌷
🌹فضلا 🌹 الاشتراك في قناة القائمة ضروري ليصلكم كل جديد... بارك الله فيكم⬇️
/channel/frknh
قَائِـمَــةُ⇇【 قناة الفتاوى الشرعيةِ】
تُقَدِمُ لَكُــمْ ثُلَـةً مِـنَ القَـنَـوَاتِ الســـَّلــَفِيةِ المَوثُوقَةِ بِإِذْنِ للَّهِ:
══════ ❁✿❁ ══════
قَنَــاةُ القَائِمَــــةُ مِـنْ هُنـَــا ↙️↙️
/channel/frknh
══════ ❁✿❁ ══════
♽|⇐ إذاعة طلاب العلم الشرعي
♽|⇐ إذاعةُ طُلاب العلم الشرعي﴿البثُ المُبَاش
♽|⇐ بوابة طالب العلم
♽|⇐ 🌻🍃لغتي هويتي 🌻🍃
♽|⇐ كـنـزآلآطفـآل برأعم الإسلام 🍬🍭
♽|⇐ قناة الفتاوى الشرعية
♽|⇐ 🌴🥀رفقاء إلي الجنة🥀🌴
♽|⇐ 🎨 الطفل المسلم السلفيﮯ🎨
♽|⇐ صلة الأرحام... 🌺🌾🌺
♽|⇐ 📚 الأثر السلفية 📚
♽|⇐ 🌸آلصـحـبـةآلصآلحـة🌸
♽|⇐ 📚 نوآفع آلگلم 📚
♽|⇐ أحفاد ابن باديس
♽|⇐ 📚 كُنْ طالباً للعلمِ
♽|⇐ 🌿قصص وعبر من حياة الأنبياء والصالحين وال
♽|⇐ إن هذا العـ📚ـلم ديـن الدعوية. 🇱🇾
♽|⇐ بصمة أثر الدعوية
♽|⇐ قناة مشايخ السنة السلفيين
♽|⇐ الريشة البيضاء
♽|⇐ قَنَاة دِينُنَا الحَنِيفُ
♽|⇐ من كلام السلف
♽|⇐ فوائد و درر سلفية
♽|⇐ ·・ ִ ֗ ፧❁❲ الْفَوَائِدً ❳❁፧ ֗ ִ・·
♽|⇐ فوائد علمية
♽|⇐ 📚 مَجَالِسُ آلسَّلَف 📚
♽|⇐ جَبْرُ الْقُلُوبِ
♽|⇐ أولئِكَ الّذِينَ هَدى الله
♽|⇐ قناة السنة سفينة النجاة
♽|⇐ 💎عَلَى خُطَىٰ السَّلَف💎
♽|⇐ مواعظ الشيخ عبد الرزاق البدر
♽|⇐ الحانية
♽|⇐ تلخيص صفة صلاة النبي ﷺ
♽|⇐ 🌸 فتاوي دينية 🌸🍃 ،
♽|⇐ ••كِتَابٌ وَسُنَّةٌ بِفَهْمِ سَلَفِ الأُ
♽|⇐ ♕حً ـفُيّدُةّ آلَصِـدُيّقَةّ عَ ـآءشّـةّ
♽|⇐ ⚖الميزان⚖
♽|⇐ قناة القرآن الكريم السلفية
♽|⇐ رضـاك ربــِّي
♽|⇐ أرح سمعك وقلبك
♽|⇐ زاد المعاد
♽|⇐ 🎀 إلا من أتى الله بقلب سليم 🎀
♽|⇐ أنامل مبدعة 💎 صنع يدوي 🇩🇿
♽|⇐ حجة الوداع..🕋
♽|⇐ دروب الهداية🍂
♽|⇐ الكاتب السلفي
♽|⇐ ༊෴✿درر وفتــاوى سلفية ✿〄࿐
♽|⇐ الـكِـتَـابُ والـسُـنَّـةٌ بِـفَـهْـمِ س
♽|⇐ ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ﴾
♽|⇐ طوبى للغرباء
♽|⇐ سلفية المنهج صدقة جارية لوالديا
♽|⇐ قناة السلف الدعوية
♽|⇐ 🌟النهج الواضح🌟
♽|⇐ فَتَــاْوَى وَ فَـوَاْئِـد اْلْعَـلَّاْم
♽|⇐ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْو
♽|⇐ السلفية نجاتك
♽|⇐ المنهج السلفي
♽|⇐ نسائم سلفية
♽|⇐ صوتيـــ🎙ـــات سلفيـــ🎙ــــة
♽|⇐ رَوْحٌ وُرَيْحَان🍂
♽|⇐ 🌿عَلَى خُطَى السَّلَف🌿
♽|⇐ بستان الواعظين ورياض السامعين
♽|⇐ نشر العلم النافع
♽|⇐ ʚ✿••.. رضآ آللهہ ۼآيتُڼآ.. ••✿ɞ
♽|⇐ الجامع بين الصحيحين البخاري و مسلم للإِشتِرَاك بالقَائِمة دونكم البوت:
👇👇
@Asdfvdc_bot
وَفقَكم الله لِما يُحبهُ و يَرضَاه🌷
🌹فضلا 🌹 الاشتراك في قناة القائمة ضروري ليصلكم كل جديد... بارك الله فيكم⬇️
/channel/frknh
قَائِـمَــةُ⇇【 قناة الفتاوى الشرعيةِ】
تُقَدِمُ لَكُــمْ ثُلَـةً مِـنَ القَـنَـوَاتِ الســـَّلــَفِيةِ المَوثُوقَةِ بِإِذْنِ للَّهِ:
══════ ❁✿❁ ══════
قَنَــاةُ القَائِمَــــةُ مِـنْ هُنـَــا ↙️↙️
/channel/frknh
══════ ❁✿❁ ══════
♽|⇐ إذاعة طلاب العلم الشرعي
♽|⇐ إذاعةُ طُلاب العلم الشرعي﴿البثُ المُبَاش
♽|⇐ بوابة طالب العلم
♽|⇐ 🌻🍃لغتي هويتي 🌻🍃
♽|⇐ كـنـزآلآطفـآل برأعم الإسلام 🍬🍭
♽|⇐ قناة الفتاوى الشرعية
♽|⇐ 🌴🥀رفقاء إلي الجنة🥀🌴
♽|⇐ 🎨 الطفل المسلم السلفيﮯ🎨
♽|⇐ صلة الأرحام... 🌺🌾🌺
♽|⇐ 📚 الأثر السلفية 📚
♽|⇐ 🌸آلصـحـبـةآلصآلحـة🌸
♽|⇐ 📚 نوآفع آلگلم 📚
♽|⇐ أحفاد ابن باديس
♽|⇐ 📚 كُنْ طالباً للعلمِ
♽|⇐ 🌿قصص وعبر من حياة الأنبياء والصالحين وال
♽|⇐ إن هذا العـ📚ـلم ديـن الدعوية. 🇱🇾
♽|⇐ بصمة أثر الدعوية
♽|⇐ قناة مشايخ السنة السلفيين
♽|⇐ الريشة البيضاء
♽|⇐ قَنَاة دِينُنَا الحَنِيفُ
♽|⇐ من كلام السلف
♽|⇐ فوائد و درر سلفية
♽|⇐ ·・ ִ ֗ ፧❁❲ الْفَوَائِدً ❳❁፧ ֗ ִ・·
♽|⇐ فوائد علمية
♽|⇐ 📚 مَجَالِسُ آلسَّلَف 📚
♽|⇐ جَبْرُ الْقُلُوبِ
♽|⇐ أولئِكَ الّذِينَ هَدى الله
♽|⇐ قناة السنة سفينة النجاة
♽|⇐ 💎عَلَى خُطَىٰ السَّلَف💎
♽|⇐ مواعظ الشيخ عبد الرزاق البدر
♽|⇐ الحانية
♽|⇐ تلخيص صفة صلاة النبي ﷺ
♽|⇐ 🌸 فتاوي دينية 🌸🍃 ،
♽|⇐ ••كِتَابٌ وَسُنَّةٌ بِفَهْمِ سَلَفِ الأُ
♽|⇐ ♕حً ـفُيّدُةّ آلَصِـدُيّقَةّ عَ ـآءشّـةّ
♽|⇐ ⚖الميزان⚖
♽|⇐ قناة القرآن الكريم السلفية
♽|⇐ رضـاك ربــِّي
♽|⇐ أرح سمعك وقلبك
♽|⇐ زاد المعاد
♽|⇐ 🎀 إلا من أتى الله بقلب سليم 🎀
♽|⇐ أنامل مبدعة 💎 صنع يدوي 🇩🇿
♽|⇐ حجة الوداع..🕋
♽|⇐ دروب الهداية🍂
♽|⇐ الكاتب السلفي
♽|⇐ ༊෴✿درر وفتــاوى سلفية ✿〄࿐
♽|⇐ الـكِـتَـابُ والـسُـنَّـةٌ بِـفَـهْـمِ س
♽|⇐ ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ﴾
♽|⇐ طوبى للغرباء
♽|⇐ سلفية المنهج صدقة جارية لوالديا
♽|⇐ قناة السلف الدعوية
♽|⇐ 🌟النهج الواضح🌟
♽|⇐ فَتَــاْوَى وَ فَـوَاْئِـد اْلْعَـلَّاْم
♽|⇐ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْو
♽|⇐ السلفية نجاتك
♽|⇐ المنهج السلفي
♽|⇐ نسائم سلفية
♽|⇐ صوتيـــ🎙ـــات سلفيـــ🎙ــــة
♽|⇐ رَوْحٌ وُرَيْحَان🍂
♽|⇐ 🌿عَلَى خُطَى السَّلَف🌿
♽|⇐ بستان الواعظين ورياض السامعين
♽|⇐ نشر العلم النافع
♽|⇐ ʚ✿••.. رضآ آللهہ ۼآيتُڼآ.. ••✿ɞ
♽|⇐ الجامع بين الصحيحين البخاري و مسلم للإِشتِرَاك بالقَائِمة دونكم البوت:
👇👇
@Asdfvdc_bot
وَفقَكم الله لِما يُحبهُ و يَرضَاه🌷
🌹فضلا 🌹 الاشتراك في قناة القائمة ضروري ليصلكم كل جديد... بارك الله فيكم⬇️
/channel/frknh
قَائِـمَــةُ⇇【 قناة الفتاوى الشرعيةِ】
تُقَدِمُ لَكُــمْ ثُلَـةً مِـنَ القَـنَـوَاتِ الســـَّلــَفِيةِ المَوثُوقَةِ بِإِذْنِ للَّهِ:
══════ ❁✿❁ ══════
قَنَــاةُ القَائِمَــــةُ مِـنْ هُنـَــا ↙️↙️
/channel/frknh
══════ ❁✿❁ ══════
♽|⇐ إذاعة طلاب العلم الشرعي
♽|⇐ إذاعةُ طُلاب العلم الشرعي﴿البثُ المُبَاش
♽|⇐ بوابة طالب العلم
♽|⇐ 🌻🍃لغتي هويتي 🌻🍃
♽|⇐ كـنـزآلآطفـآل برأعم الإسلام 🍬🍭
♽|⇐ قناة الفتاوى الشرعية
♽|⇐ 🌴🥀رفقاء إلي الجنة🥀🌴
♽|⇐ 🎨 الطفل المسلم السلفيﮯ🎨
♽|⇐ صلة الأرحام... 🌺🌾🌺
♽|⇐ 📚 الأثر السلفية 📚
♽|⇐ 🌸آلصـحـبـةآلصآلحـة🌸
♽|⇐ 📚 نوآفع آلگلم 📚
♽|⇐ أحفاد ابن باديس
♽|⇐ 📚 كُنْ طالباً للعلمِ
♽|⇐ 🌿قصص وعبر من حياة الأنبياء والصالحين وال
♽|⇐ إن هذا العـ📚ـلم ديـن الدعوية. 🇱🇾
♽|⇐ بصمة أثر الدعوية
♽|⇐ قناة مشايخ السنة السلفيين
♽|⇐ الريشة البيضاء
♽|⇐ قَنَاة دِينُنَا الحَنِيفُ
♽|⇐ من كلام السلف
♽|⇐ فوائد و درر سلفية
♽|⇐ ·・ ִ ֗ ፧❁❲ الْفَوَائِدً ❳❁፧ ֗ ִ・·
♽|⇐ فوائد علمية
♽|⇐ 📚 مَجَالِسُ آلسَّلَف 📚
♽|⇐ جَبْرُ الْقُلُوبِ
♽|⇐ أولئِكَ الّذِينَ هَدى الله
♽|⇐ قناة السنة سفينة النجاة
♽|⇐ 💎عَلَى خُطَىٰ السَّلَف💎
♽|⇐ مواعظ الشيخ عبد الرزاق البدر
♽|⇐ الحانية
♽|⇐ تلخيص صفة صلاة النبي ﷺ
♽|⇐ 🌸 فتاوي دينية 🌸🍃 ،
♽|⇐ ••كِتَابٌ وَسُنَّةٌ بِفَهْمِ سَلَفِ الأُ
♽|⇐ ♕حً ـفُيّدُةّ آلَصِـدُيّقَةّ عَ ـآءشّـةّ
♽|⇐ ⚖الميزان⚖
♽|⇐ قناة القرآن الكريم السلفية
♽|⇐ رضـاك ربــِّي
♽|⇐ أرح سمعك وقلبك
♽|⇐ زاد المعاد
♽|⇐ 🎀 إلا من أتى الله بقلب سليم 🎀
♽|⇐ أنامل مبدعة 💎 صنع يدوي 🇩🇿
♽|⇐ حجة الوداع..🕋
♽|⇐ دروب الهداية🍂
♽|⇐ الكاتب السلفي
♽|⇐ ༊෴✿درر وفتــاوى سلفية ✿〄࿐
♽|⇐ الـكِـتَـابُ والـسُـنَّـةٌ بِـفَـهْـمِ س
♽|⇐ ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ﴾
♽|⇐ طوبى للغرباء
♽|⇐ سلفية المنهج صدقة جارية لوالديا
♽|⇐ قناة السلف الدعوية
♽|⇐ 🌟النهج الواضح🌟
♽|⇐ فَتَــاْوَى وَ فَـوَاْئِـد اْلْعَـلَّاْم
♽|⇐ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْو
♽|⇐ السلفية نجاتك
♽|⇐ المنهج السلفي
♽|⇐ نسائم سلفية
♽|⇐ صوتيـــ🎙ـــات سلفيـــ🎙ــــة
♽|⇐ رَوْحٌ وُرَيْحَان🍂
♽|⇐ 🌿عَلَى خُطَى السَّلَف🌿
♽|⇐ بستان الواعظين ورياض السامعين
♽|⇐ نشر العلم النافع
♽|⇐ ʚ✿••.. رضآ آللهہ ۼآيتُڼآ.. ••✿ɞ
♽|⇐ الجامع بين الصحيحين البخاري و مسلم للإِشتِرَاك بالقَائِمة دونكم البوت:
👇👇
@Asdfvdc_bot
وَفقَكم الله لِما يُحبهُ و يَرضَاه🌷
🌹فضلا 🌹 الاشتراك في قناة القائمة ضروري ليصلكم كل جديد... بارك الله فيكم⬇️
/channel/frknh
قَائِـمَــةُ⇇【 قناة الفتاوى الشرعيةِ】
تُقَدِمُ لَكُــمْ ثُلَـةً مِـنَ القَـنَـوَاتِ الســـَّلــَفِيةِ المَوثُوقَةِ بِإِذْنِ للَّهِ:
══════ ❁✿❁ ══════
قَنَــاةُ القَائِمَــــةُ مِـنْ هُنـَــا ↙️↙️
/channel/frknh
══════ ❁✿❁ ══════
♽|⇐ إذاعة طلاب العلم الشرعي
♽|⇐ إذاعةُ طُلاب العلم الشرعي﴿البثُ المُبَاش
♽|⇐ بوابة طالب العلم
♽|⇐ 🌻🍃لغتي هويتي 🌻🍃
♽|⇐ كـنـزآلآطفـآل برأعم الإسلام 🍬🍭
♽|⇐ قناة الفتاوى الشرعية
♽|⇐ 🌴🥀رفقاء إلي الجنة🥀🌴
♽|⇐ 🎨 الطفل المسلم السلفيﮯ🎨
♽|⇐ صلة الأرحام... 🌺🌾🌺
♽|⇐ 📚 الأثر السلفية 📚
♽|⇐ 🌸آلصـحـبـةآلصآلحـة🌸
♽|⇐ 📚 نوآفع آلگلم 📚
♽|⇐ أحفاد ابن باديس
♽|⇐ 📚 كُنْ طالباً للعلمِ
♽|⇐ 🌿قصص وعبر من حياة الأنبياء والصالحين وال
♽|⇐ إن هذا العـ📚ـلم ديـن الدعوية. 🇱🇾
♽|⇐ بصمة أثر الدعوية
♽|⇐ قناة مشايخ السنة السلفيين
♽|⇐ الريشة البيضاء
♽|⇐ قَنَاة دِينُنَا الحَنِيفُ
♽|⇐ من كلام السلف
♽|⇐ فوائد و درر سلفية
♽|⇐ ·・ ִ ֗ ፧❁❲ الْفَوَائِدً ❳❁፧ ֗ ִ・·
♽|⇐ فوائد علمية
♽|⇐ 📚 مَجَالِسُ آلسَّلَف 📚
♽|⇐ جَبْرُ الْقُلُوبِ
♽|⇐ أولئِكَ الّذِينَ هَدى الله
♽|⇐ قناة السنة سفينة النجاة
♽|⇐ 💎عَلَى خُطَىٰ السَّلَف💎
♽|⇐ مواعظ الشيخ عبد الرزاق البدر
♽|⇐ الحانية
♽|⇐ تلخيص صفة صلاة النبي ﷺ
♽|⇐ 🌸 فتاوي دينية 🌸🍃 ،
♽|⇐ ••كِتَابٌ وَسُنَّةٌ بِفَهْمِ سَلَفِ الأُ
♽|⇐ ♕حً ـفُيّدُةّ آلَصِـدُيّقَةّ عَ ـآءشّـةّ
♽|⇐ ⚖الميزان⚖
♽|⇐ قناة القرآن الكريم السلفية
♽|⇐ رضـاك ربــِّي
♽|⇐ أرح سمعك وقلبك
♽|⇐ زاد المعاد
♽|⇐ 🎀 إلا من أتى الله بقلب سليم 🎀
♽|⇐ أنامل مبدعة 💎 صنع يدوي 🇩🇿
♽|⇐ حجة الوداع..🕋
♽|⇐ دروب الهداية🍂
♽|⇐ الكاتب السلفي
♽|⇐ ༊෴✿درر وفتــاوى سلفية ✿〄࿐
♽|⇐ الـكِـتَـابُ والـسُـنَّـةٌ بِـفَـهْـمِ س
♽|⇐ ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ﴾
♽|⇐ طوبى للغرباء
♽|⇐ سلفية المنهج صدقة جارية لوالديا
♽|⇐ قناة السلف الدعوية
♽|⇐ 🌟النهج الواضح🌟
♽|⇐ فَتَــاْوَى وَ فَـوَاْئِـد اْلْعَـلَّاْم
♽|⇐ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْو
♽|⇐ السلفية نجاتك
♽|⇐ المنهج السلفي
♽|⇐ نسائم سلفية
♽|⇐ صوتيـــ🎙ـــات سلفيـــ🎙ــــة
♽|⇐ رَوْحٌ وُرَيْحَان🍂
♽|⇐ 🌿عَلَى خُطَى السَّلَف🌿
♽|⇐ بستان الواعظين ورياض السامعين
♽|⇐ نشر العلم النافع
♽|⇐ ʚ✿••.. رضآ آللهہ ۼآيتُڼآ.. ••✿ɞ
♽|⇐ الجامع بين الصحيحين البخاري و مسلم للإِشتِرَاك بالقَائِمة دونكم البوت:
👇👇
@Asdfvdc_bot
وَفقَكم الله لِما يُحبهُ و يَرضَاه🌷
🌹فضلا 🌹 الاشتراك في قناة القائمة ضروري ليصلكم كل جديد... بارك الله فيكم⬇️
/channel/frknh
ففي هذه الصورة ذكرت صور من الإنكار العلني كأن يريق خمورهم أو يكسر آلات اللهو التي لهم أو نحو ذلك أو يبطل بيده ما أمروا به من الظلم إن كان له قدرة على ذلك، وكل ذلك جائز، كما قال الحافظ ابن رجب. وكل ذلك مقيد بذلك الأصل العظيم، وهو أن لا يؤدي هذا الإنكار إلى منكر أعظم منه.
وبعد هذا النقل أخشى أن يظهر علينا من يتهم الحافظ ابن رجب بالسرورية!!، أو من ينسب السرورية لأئمة أهل السنة والجماعة، كمالك وأحمد وسفيان والفضيل وغيرهم ممن ذكرهم ابن رجب، رحم الله الجميع، فيصير هؤلاء الأئمة من أئمة السرورية لا من أئمة أهل السنة!!
فإن قال قائل إن هذه الصورة لا تدخل عندنا في الإنكار العلني حتى يسمي الحاكم أو نائبه عند تكسير وتحطيم آلات وأدوات المعاصي التابعة لهم، فإذا لم يذكر اسمهم عند تحطيمها فلا يدخل هذا في الإنكار العلني حتى وإن كان معلوما لدى الناس جميعا أن هذه الأدوات خاصة بولي الأمر أو نائبه!!.
وهذه ظاهرية سمجة، لا تختلف في شيء عمن قال "إن من بال في إناء وصبه في الماء الراكد لا يعد مرتكبا لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن البول في الماء الراكد، وأشنع من ذلك من قال إن التغوط الذي هو أشد من البول لا يدخل في النهي!! فهكذا من يقول إن هذه الصورة من الإنكار باليد الذي هو أشد من الإنكار باللسان لا تدخل في المنهي عنه من الإنكار العلني على الولاة، وذلك بناء على فهمهم هم لهذا النهي، لا على الفهم الصحيح الذي يجمع بين النصوص والأدلة والقواعد السلفية الواردة في الباب، مع فهم الصحابة وعملهم.
ثم لو سلم لهم بهذه الظاهرية السمجة، فإن السؤال الذي سيطرح نفسه عليهم: هل هذه الصورة التي ليست من الإنكار العلني عندكم تؤدي إلى مفاسد الإنكار العلني أم لا؟! فإما أن يقولوا إن هذه الصورة من الإنكار لا تؤدي إلى مفاسد الإنكار العلني بإطلاق، ولذلك أبيحت دون تقييد بضوابط، ولا مراعة لإي مفاسد. ومع ما في هذا من التحكم والتنطع والمكابرة والمخالفة للبدهيات، يقال لهم وهذا هو الأصل الذي اعتمده من أجاز بعض صور الإنكار العلني، وهو أن لا يؤدي هذا الإنكار إلى منكر أعظم، وهو أصل مستنبط من النظر في عموم نصوص الشريعة وأصولها وقواعدها العظام، بل ويدل عليه أصل الأصول وهو القرآن الكريم كما في سورة العصر. وعليه سار أئمة السلف وعلماؤهم، يتبع آخرهم فيه أولهم.
وإما أن يقولوا إنه يؤدي إلى مفاسد الإنكار، ولكنه أبيح بالنص فنحن نقف مع النص، (كما جمدوا مع حرفية النص في النهي عن النصيحة لذي السلطان علنا، وفهموه بفهم ظاهري لا يتوافق مع باقي النصوص في الباب، بل لا يتوافق مع نص الحديث نفسه*، ولا مع كون النهي فيه جاء سدا للذريعة)، وكفى بهذا القول فسادا وهدما للشريعة ونقضا لأصولها، وادعاء لتناقضها وعجزها، مع تفريقها بين المتماثلات.
فإذا تبين ما سبق، لا يبقى لهم إلا أن يقولوا بتخطئة أئمة السلف الذين قالوا بجواز مثل هذا الإنكار العلني، وهذا ما يخشى عليهم، ليس مع هؤلاء الأئمة فقط، بل حتى مع الصحابة أيضا رضوان الله عليهم، وبعضهم يحوم حول هذا الآن، ومن عجيب أمرهم أنهم مرة يقررون أن العمل بالحديث دون النظر إلى عمل الصحابة ضلال وخروج عن مذهب السلف، ومرة يقولون بطرح عمل الصحابة وعدم الالتفات إليه إذا خالف الحديث بحسب فهمهم هم للحديث لا بناء على الفهم الصحيح الذي تجمع فيه نصوص الباب، ويدل عليه عمل السلف، وترشد إليه أصول الشريعةوقواعدها.
وربما ما يمنعهم من تخطئة الصحابة علنا هو ما سيلزمهم من الإقرار باحتمال المنهج والأصول السلفية للمخالفة فيها، والاعتراف للمخالف فيها بالاجتهاد مع الخطأ، لأن الصحابة لم يختلفوا في الأصول، فإذا أقروا بخطأ الصحابة لزمهم أن يقروا أن هذا الخطأ ليس من الأصول، وإلا لزمهم أن يبدعوا الصحابة وينسبوهم إلى السرورية!!.
فلذلك لا يريدون التصريح بخطأ الصحابة، لأنه لا يحقق غرضهم من إسقاط من يريدون إسقاطه، وفي المقابل فهم لا يطيقون تلك الآثار الواردة عنهم، فأصبحوا يقذفون بخطأ الصحابة من مكان بعيد، ولا يجرؤون على التصريح بذلك، لأن التصريح بذلك حجة عليهم في كل الأحوال، وهكذا حال صاحب الهوى، تضيق نفسه بالنصوص والآثار السلفية التي تخالف هواه، فلا هو بالذي يستطيع ردها، ولا هو بالذي يواجهها ليصل إلى الحق فيها، بل يظل ينظر إليها من طرف خفي، قد أعياه هواه عن المبادرة للنظر الصادق إليها، فضلا عن الانقياد للحق الذي فيها.
وعلى أية حال، كم كنت أتمنى أن لو لم يخض السلفيون في هذه المسألة، لأن فهم هذه المسألة - في نظري - مستقر في وعي أهل العلم والإيمان، يزنون كل ما يواجههم من أفرادها بميزانها الصحيح، دون الحاجة إلى تقرير ذلك نظريا، أما من لم يكن من أهل العلم والتقوى وإن كان سلفيا فهو ليس بحاجة إليها، لأنه وإن فهمها نظريا فإنه قد لا يحسن تطبيقها عمليا، بل قد يؤدي ضعف إيمانه وتقواه إلى الانحراف فيها، فهم بحاجة من العلوم إلى ما يكملون به إيمانهم وتقواهم، لا إلى هذه المسألة التي تفرقوا بها على غير طاعة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد فإن الله عز وجل يقول: ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ). الأحزاب (72)
وإني قد تحملت حملا ثقيلا جدا، كنت أرجو أن أقوم به، ولكن كلما طال الزمان ازداد إحساسي بالضعف عن حمل هذه الأمانة الجليلة العظيمة، وبالعجز عن القيام بهذه المسؤولية وحدي، وذلك بسبب قلة العلم وضعف العزيمة، وكثرة الصوارف والملهيات، مع قلة الأخ المعين، وفقدان الناصح والمرشد الأمين، فحسبنا الله ونعم الوكيل
وقد أصبحت اليوم أخشى شر هذا الحمل بعد أن كنت أرجو خيره، وما شره إلا شدة خطورة هذا الحمل، وأهميته العظيمة ومسيس حاجة المسلمين إليه، وعظيم إثم من قصر فيه، ولذا قررت اليوم أن لا أحمل هذا الحمل وحدي، ولا أتحمل إثم التقصير فيه وحدي، وذلك بعرض أهم قضية في هذا الحمل - وهي ما تجده في الملف الملحق بهذا المنشور- على العلماء وطلبة العلم، مع أني سعيت جاهدا قبل هذا على عرضه على أفراد منهم، أخص منهم بالذكر لجنة الإفتاء التابعة لهيئة الأوقاف في الشرق الليبي، والتي أفسدها الصعافقة فصارت تفسد أكثر مما تصلح، ومن إفسادها وفسادها عدم اهتمامها بهذه القضية الخطيرة، وسوف يسألون.
هذا، ومن المؤسف أن لا يجد المرء وسيلة لعرض هذه القضية على العلماء إلا عبر وسائل التواصل هذه؛ والتي يبتذل فيها العلم، وقد يصل إلى غير أهله، ولو لا ما أتخوفه من كتمان العلم ومنعه عن المسلمين وهم بأمس الحاجة إليه، لما بادرت بنشر هذا الحكم الخطير هنا، ولكن معذرة إلى ربهم ولعلهم يتقون، وعلى أمل أن تجد هذه القضية من يقدرها حق قدرها، فيقوم بها كما ينبغي، فيحمده أهل السماء وأهل الأرض، وأنا على استعداد للتعاون مع من أراد ذلك من أهل الخير والصلاح، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وعلى الله فليتوكل المؤمنون
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على عبده ورسوله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين.
@Abd_Alssalam