فوائد جامع الترمذي (١)
الحمد لله، أما بعد:
• قال الترمذي رحمه الله:
باب ما جاء لا تقبل صلاة بغير طهور
ثم روى برقم (١) عن ابن عمر، عن النبي ﷺ قال: « لا تقبل صلاة بغير طهور ... ».
- قلت: حديث ابن عمر رضي الله عنه حديث صحيح، وقد رواه مسلم في صحيحه (٢٢٤)، ومناسبته مع الباب ظاهرة ففيه وجوب الطهارة للصلاة وأنها لا تقبل من غير طهارة كما هو معلوم، قال ابن المنذر في الإجماع (١): « أجمع أهل العلم على أن الصلاة لا تجزئ إلا بطهارة إذا وجد المرء إليها السبيل ».
ثم قال الترمذي: « هذا الحديث أصح شيء في هذا الباب وأحسن. وفي الباب عن أبي المليح، عن أبيه، وأبي هريرة، وأنس ».
- قلت: وهذه عادة فقهاء أهل الحديث في كتب الفقه والسنن يذكرون أصح شيء في الباب ثم يذكرون ما يشهد له ويصدقه من أحاديث أخرى في الباب سواء كانت صحيحه أو ضعيفة وذلك لتقوية أمره.
والترمذي اكتفى هنا بالإشارة للإحاديث الأخرى دون روايتها وذلك لأن كتابه مختصر عادته أن يكتفي برواية أصح شيء في الباب ثم يشير لما يشهد له، والآن نحن نذكر ما أشار له الترمذي من أحاديث:
الأول: حديث أبي المليح، عن أبيه، قال: قال رسول الله ﷺ: « لا يقبل الله صلاة بغير طهور ... ».
رواه أبو داود في سننه (٥٩)، والنسائي في السنن الصغرى (١٣٩) ولفظ الحديث له، وابن ماجه في سننه (٢٧١)، وهو حديث صحيح.
الثاني: حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: « لا صلاة لمن لا وضوء له ... ».
رواه أبو داود (١٠١) واللفظ له، وابن ماجه (٣٩٩)، وهو حديث ضعيف وإنما ذكره الترمذي استشهادا لتقوية الحديث الأول كما تقدم بيانه.
الثالث: حديث أنس بن مالك، قال: سمعت رسول الله ﷺ: « لا يقبل الله صلاة بغير طهور ... ».
رواه ابن ماجه (٢٧٣)، وهو ضعيف.
هذا والله أعلى واعلم، والحمد لله رب العالمين
#فوائد_جامع_الترمذي
الآن وقت نزول الله ﷻ إلى السماء الدنيا رغم أنف الجهمية
• قال رسول الله ﷺ:
« إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة ».
- رواه مسلم (٧٥٧).
• وقال رسول الله ﷺ:
« ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له ».
- رواه البخاري (١٠٧٧)، ومسلم (٧٥٨).
طلب العلم في عشر ذي الحجة وهو من أفضل الأعمال الصالحة
• قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٣١٧/١):
باب ما ذكر من ورع يحيى بن معين رحمه الله
سمعت أبي يقول:
« أتيت يحيى بن معين أيام العشر، عشر ذي الحجة، وكان معي شئ مكتوب، يعني تسمية ناقلي الآثار، وكنت أسأله خفياً فيجيبني.
فلما أكثرت عليه قال: عندك مكتوب؟ قلت: نعم.
فأخذه فنظر فيه، فقال: أياماً مثل هذا وذكر الناس فيها، فأبى أن يجيبني.
وقال: لو سألت من حفظك شيئاً لأجبتك، فأما أن تدونه فإني أكره ».
#العلم
#ذي الحجة
باب ما جاء في العمل أيام العشر
• حدثنا هناد قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم وهو ابن أبي عمران البطين ، عن سعيد بن جبير، عن #ابن_عباس قال:
قال رسول الله ﷺ:
«ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر»
قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟
فقال رسول الله ﷺ:
«ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء»
وفي الباب:
عن ابن عمر، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وجابر.
قال أبو عيسى:
حديث ابن عباس حديث حسن غريب صحيح.
كتاب الصوم من جامع الترمذي
إنما هلكتم حين تركتم الآثار
• قال أبو نعيم في الحلية (٤/٣٢٠): حدثنا سليمان بن أحمد، إملاء، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا عبد الرحمن بن حماد، ثنا صالح بن مسلم، قال لي عامر الشعبي: « إنما هلكتم بأنكم تركتم الآثار وأخذتم بالمقاييس، ولقد بغض إلي هؤلاء المسجد، حتى إنه لأبغض إلي من كناسة داري، يعني أصحاب الرأي ».
#الآثار
#أهل_الرأي
في هذا الحر الشديد نذكركم بأن نار جهنم أشد حرا بأضعاف مضاعفة، وأن النار تدعوا لكم إذا سألتم الله أن يجيركم منها.
• قال أحمد في مسنده (١٣٧٥٥): حدثنا أبو نعيم، حدثنا يونس، قال: حدثني بريد بن أبي مريم قال: قال أنس: قال رسول الله ﷺ: « ما سأل رجل مسلم الجنة ثلاث مرات قط إلا قالت الجنة اللهم أدخله الجنة، ولا استجار من النار إلا قالت النار اللهم أجره ».
- ورواه النسائي في الصغرى (٥٥٢١)، وابن حبان في صحيحه (٥٥٦)، وغيرهم.
نسأل الله أرحم الراحمين أن يعافينا ويعفو عنا ويرحمنا.
#الذكر
#الدعاء
النية أبلغ من العمل
• قال أحمد في الزهد (١٦٠٣): حدثنا أبو عبيدة عبد المؤمن، قال: سمعت الحسن، يقول: « النية أبلغ من العمل ».
• قال أبو نعيم في الحلية (٣/٧٠): حدثنا أحمد بن علي المرهبي، قال: ثنا جعفر بن محمد بن عبيد، قال: ثنا أحمد بن حازم، قال: ثنا الهيثم بن عبد الله، قال: ثنا عامر بن يساف، عن يحيى بن أبي كثير، قال: « تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل ».
• قال ابن المبارك كما في جامع العلوم والحكم ت الفحل (١/٤٢): « رب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تصغره النية ».
وإنك لا تزال بخير ما نويت الخير
#النية
#الاخلاص
صدقك وهو كذوب
• قال البخاري في صحيحه (٣٢٧٥): وقال عثمان بن الهيثم: حدثنا عوف، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر الحديث، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي؛ لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « صدقك وهو كذوب، ذاك شيطان ».
قلت: هذا حديث جليل فيه فضل قراءة القرآن عامة، وفضل قراءة آية الكرسي قبل النوم خاصة،
وفيه رد على المدجنة الذين يقولون كيف تكفرون الأشعرية وتستفيدون من كتبهم؟ نقول: في هذا الحديث استفدنا من الشيطان إذ أن ما قاله كان حقا، فالعبرة في الحق مهما كان القائل، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: « ومن جاءك بصدق من صغير أو كبير، وإن كان بعيدا بغيضا، فاقبله منه، ومن جاءك بكذب وإن كان حبيبا قريبا فاردده عليه ». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن (١/٧٤).
#فضائل_القرآن
#المدجنة
اتق عثرات الشباب
• قال عبد الرزاق في مصنفه ط التأصيل (٨٤٩٤): عن ابن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، عن قبيصة بن جابر الأسدي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: « وقد يكون في الرجل عشرة أخلاق، تسعة صالحة، وواحدة سيئة، فيفسد التسعة الصالحة الخلق السيئ، اتق طيرات الشباب، أو قال: عثرات الشباب ».
- قلت: سنده جيد، وفيه الرد على قول المدجنة في دفاعهم عن الأشعرية المنكرين لصفات الله عز وجل: « سيئة في بحر حسناته ».
#وصية
#المدجنة
إضافة:-
فائدة نسيت ذكرها قتادة الذي يستدل به المتكلم قد روي عنه إثبات جلوس الله عز وجل الذي ينكره!
• قال أبو الشيخ في العظمة (٢/٧٥٢): حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، قال: حدثنا سلمة، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا معتمر أبو الحكم الباهلي، عن قتادة رحمه الله تعالى، قال: « من رأى خلقا من خلقه فتوسم فيه حتى ينزل الجبار تبارك وتعالى، قال: ﴿ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية﴾، تحمله الملائكة على كواهلها بأيد، وعزة، وحسن، وجمال، حتى إذا جلس على كرسيه نادى تعالى به: ﴿لمن الملك اليوم﴾، فلم يجبه أحد، فعطفها على نفسه عز وجل، فقال: ﴿لله الواحد القهار اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب﴾ ».
===
فهذا الحديث تلقاه العلماء بالقبول والتسليم وقد كانوا أعلم بالكتاب والسنة ومعانيها ممن دفعه ولو كان منافيا للشفاعة لكانوا أول من أنكره، ولكنه لا يعارض الشفاعة بل كلاهما حق، ومعلوم في الأصول أنه يجب جمع الأخبار والتوفيق بينها فإن لم يمكن الجمع حينها نرجح الأصح ونرد المرجوح! ولكن هنا أمكن الجمع بحمد الله فلذلك قبله العلماء.
• قال ابن عمير كما في إبطال التأويلات ط غراس (٤٤٨): سمعت أحمد بن حنبل سئل عن حديث مجاهد «يقعد محمدا على العرش» فقال: « قد تلقته العلماء بالقبول، نسلم الخبر كما جاء ».
وإن كان قول أئمة السلف لا يرضيك، فهذا ابن حجر "حافظكم المشهور المحتج به عندكم"، يقول في شرحه على البخاري (٢/٩٥): « قال ابن الجوزي: والأكثر على أن المراد بالمقام المحمود الشفاعة، وقيل إجلاسه على العرش، وقيل على الكرسي، وحكى كلا من القولين عن جماع. وعلى تقدير الصحة لا ينافي الأول، لاحتمال أن يكون الإجلاس علامة الإذن في الشفاعة، ويحتمل أن يكون المراد بالمقام المحمود الشفاعة كما هو المشهور، وأن يكون الإجلاس هي المنزلة المعبر عنها بالوسيلة أو الفضيلة ».
وقال أيضا في شرحه (١١/٤٢٧) بعد أن ذكر أقوال العلماء في المقام المحمود: « ويمكن رد الأقوال كلها إلى الشفاعة العامة فإن إعطاءه لواء الحمد وثناءه على ربه وكلامه بين يديه وجلوسه على كرسيه وقيامه أقرب من جبريل كل ذلك صفات للمقام المحمود الذي يشفع فيه ليقضى بين الخلق وأما شفاعته في إخراج المذنبين من النار فمن توابع ذلك ».
فما أنت قائل بابن حجر؟
~ ثالثا: ثم قال: (مع أنه قد تفرّد بهذا اللفظ عن مجاهد ليث بن أبي سُليْم، فماذا قالوا عنه: ضعفه أحمد ابن معين والنسائي وأبو حاتم وأبو زرعة وابن سعد والجوزجاني والدارقطني وغيرهم. قال عنه ابن حِبّان: اخْتَلَط فِي آخر عمره حَتَّى كَانَ لَا يدْرِي مَا يحدث بِهِ فَكَانَ يقلب الْأَسَانِيد وَيرْفَع الْمَرَاسِيل وَيَأْتِي عَن الثِّقَات بِمَا لَيْسَ من أَحَادِيثهم.
وقال ابن حجر: صدوق ولكنه اختلط فلم يتميّز حديثه فتُرك).
قلت: أما ضعف ليث من قبل حفظه فمعروف، ولكن هنا لا يضر ضعفه إذ أنه يروي تفسير مجاهد من كتاب فلا مجال للحفظ هنا، قال ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار (١١٥٣): « ما سمع التفسير عن مجاهد أحد غير القاسم بن أبي بزة، نظر الحكم بن عتيبة وليث بن أبي سليم وابن أبي نجيح وابن جريج وابن عيينة في كتاب القاسم ونسخوه ثم دلسوه عن مجاهد ».
وكذلك ليث على ضعفه في الحديث كان ضابطا حجة في التفسير لذلك نجد عامة الأئمة والعلماء كالبخاري وغيره احتجوا به في التفسير، قال الخطيب في الجامع (٢/١٩٤): « إلا أن العلماء قد احتجوا في التفسير بقوم لم يحتجوا بهم في مسند الأحاديث المتعلقة بالأحكام وذلك لسوء حفظهم الحديث وشغلهم بالتفسير فهم بمثابة عاصم بن أبي النجود حيث احتج به في القراءات دون الأحاديث المسندات لغلبة علم القرآن عليه فصرف عنايته إليه ».
ثم قال (١٥٨٨): أنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمد بن نعيم الضبي، نا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو نا أحمد بن سيار، قال: سمعت أبا قدامة، يقول: قال يحيى بن سعيد: « تساهلوا في أخذ التفسير عن قوم لا يوثقونهم في الحديث ثم ذكر ليث بن أبي سلم وجويبر بن سعيد والضحاك ومحمد بن السائب وقال: هؤلاء لا يحمد أمرهم ويكتب التفسير عنهم ».
فالحديث بهذا الاعتبار صحيح ولذلك قبله أئمة الحديث والحفاظ وأنكروا على من رده ولو كان منكرا لكانوا أول من تكلم فيه، وهذا ما جهله كثير ممن تكلم في الأثر واستدرك بجهله على أئمة الحديث والسنة والآن بعد هذا البيان فلا عذر لمن رده، والعجب ممن يزعم اتباع المحدثين المتقدمين الذين اتفقوا على قبوله وتصحيحه وهم اعلم الناس بحال ليث وحديثه ولم يأتِ بحرف واحد عنهم بإنكاره ثم مع هذا يخالفهم ويتحذلق عليهم!
قال أبو يعلى في إبطال التأويلات ط غراس (٤٤٦): « وذكر أبو بكر المروذي في مختصر كتاب «الرد على من رد حديث مجاهد» سألت أبا عبد الله عن الأحاديث التي تردها الجهمية في الصفات والرؤية والإسراء وقصة العرش، فصححها أبو عبد الله وقال: قد تلقتها الأمة بالقبول، تمر الأخبار كما جاءت ». ورواه الخلال (٢٨٣).
قال عبد الله بن أحمد كما في السنة للخلال (٢٧٩): « سمعت هذا الحديث من جماعة، وما رأيت أحدا من المحدثين ينكره، وكان عندنا في وقت ما سمعناه من المشايخ أن هذا الحديث إنما تنكره الجهمية، وأنا منكر على كل من رد هذا الحديث، وهو متهم على رسول الله ﷺ ».
قال إبراهيم الحربي كما في السنة للخلال (٢٥٤): « يوما، وذكر حديث ليث عن مجاهد، فجعل يقول: هذا حدث به عثمان بن أبي شيبة في المجلس على رءوس الناس فكم ترى كان في المجلس، عشرين ألفا، فترى لو أن إنسانا قام إلى عثمان، فقال: لا تحدث بهذا الحديث، أو أظهر إنكاره، تراه كان يخرج من ثم إلا وقد قتل ».
===
دعواتكم لأهلنا في غزة وفي كل مكان
نسأل الله أن يفرج عنهم وينصرهم ويعافيهم ويوفقهم ويثبت أقدامهم
من سره أن يسبق الدائب المجتهد
• قال ابن المبارك في الزهد (٦٧): أخبرنا سفيان، عن حماد، عن إبراهيم، عن عائشة قالت: « من سره أن يسبق الدائب المجتهد فليكف نفسه عن الذنوب؛ فإنكم لن تلقوا الله بشيء خير لكم من قلة الذنوب ».
#الزهد
~ رابعا: ثم ذكر الخلاف في إسناد الحديث ومتنه فقال: (ورواه يحيى بن أبي بكير عن إسرائيل.. بلفظ: وإِن له أَطيطا كَأطيط الرحل إِذا ركب من ثقله، ما يفضل منه أَربع أَصابع».
ورواه عبد الله بن أحمد بلفظ: فما يفضل منه إِلا قيد أربع أَصابع..
رواية تقول: ما يفضل منه.. ورواية تقول: ما يفضل منه إلا مقدار أربع أصابع. واحدة تُبت أنه يفضل من العرش، وأخرى تنفي، والراوي واحد.. ورُوي موقوفا على عمر، وروي مرفوعا إلى النبي).
أقول: أما الخلاف في إسناده على إسرائيل فهو من قبل أبي إسحاق نفسه إذ حدث به عنه إسرائيل بعد الاختلاط، قال الإمام أحمد في العلل رواية عبد الله (١٣٣٥): « وفي حديث إسرائيل اختلاف عن أبي إسحاق، أحسب ذاك من أبي إسحاق ».
والراجح ما رواه سفيان الثوري كما في السنة لعبد الله (٥٨٥)، وشعبة كما رواه ابن ماجة في تفسيره كما في تهذيب الكمال (١٤/٤٥٦) عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر بن الخطاب موقوفا بلفظ: « إذا جلس تبارك وتعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد »، إذ أنهما أثبت الناس فيه وقد سمعا منه قديما قبل أن يختلط، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (١/١٦٢): نا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي، قال: سمع يحيى بن معين، يقول: « أثبت أصحاب أبي إسحاق الهمداني الثوري وشعبة، وهما أثبت من زهير وإسرائيل، وهما قرينان ».
وأما الاختلاف في المتن فكذلك الراجح فيه ما رواه سفيان بلفظ: « إذا جلس تبارك وتعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد ».
وأما الزيادات التي جاءت في حديث إسرائيل: (ما يفضل منه مقدار أربعة أصابع أو ما يفضل منه إلا مقدار أربعة أصابع). فهي لا تصح أصلا والصواب ما رواه الثوري وقد كان إسرائيل يأتي بزيادات شاذة عن أبي إسحاق لأنه حدث عنه بعدما اختلط، قال الميموني كما في شرح علل الترمذي (٢/٧١٠): قلت: وكان أبو إسحاق قد تأخر، قال -أي الإمام أحمد-: « إي والله هؤلاء الصغار زهير وإسرائيل يزيدون في الإسناد وفي الكلام ».
فعلى هذا لا يصح إعلال الحديث بالاضطراب إذ بينا أن الراجح رواية سفيان الثوري وشعبة أثبت الناس في أبي إسحاق وقد سمعا منه قديما، ولا يعل الحديث بالاضطراب حتى تتساوى الوجوه ويمتنع الترجيج كما هو معلوم، وقد بينت ذلك مفصلا في كلامي على الحديث: /channel/alramle5/1045
~ خامسا: ثم قال: (ورواه شعبة وسفيان عن أبي إسحاق.. وهو مدلس باتفاق وقد عنعن).
قلت: هنا نادى على نفسه بالجهل وعدم الاطلاع لأنه من المعلوم لعامة طلاب علم الحديث أن شعبة إذا روى عن رجل ولو كان مدلسا فروايته متصلة بالسماع وإن لم يصرح، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (١/١٦٢): نا صالح بن أحمد، نا علي، قال: سمعت يحيى يقول: « كل شيء يحدث به شعبة عن رجل فلا تحتاج أن تقول عن ذاك الرجل أنه سمع فلانا، قد كفاك أمره ».
وقال البيهقي في المدخل ت عوامة (٥٤٨): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح، حدثنا إبراهيم بن أبي طالب، حدثنا رجاء الحافظُ المروزي، حدثنا النضر ابن شميل، قال: سمعت شعبة يقول: « كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش، وأبي إسحاق، وقتادة ».
هذا ولم يثبت تدليس أبو إسحاق في هذا الحديث، وقد قال يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (٢/٦٣٧): « وحديث سفيان وأبي إسحاق والأعمش ما لم يعلم أنه مدلس يقوم مقام الحجة ».
~ سادسا: ثم قال: (قال أبو إسحاق الجوزجاني: أبو إسحاق روى عن قوم لا يُعرفون .. فإذا روى تلك الأشياء عنهم كان التوقيف في ذلك عندي الصواب.
توقف الجوزجاني في هذه الرواية، وردها ابن خُزيمة. فأين الإجماع أيها الناسخون واللاصقون؟)
وهذا كلام الجوزجاني تاما في أحوال الرجال (١٢٥/١): « فأما أبو إسحاق فروى عن قوم لا يعرفون ولم ينتشر عنهم عند أهل العلم إلا ما حكى أبو إسحاق عنهم فإذا روى تلك الأشياء التي إذا عرضها الأمة على ميزان القسط الذي جرى عليهم سلف المسلمين وأئمتهم الذين هم الموئل لم تتفق عليها كان الوقف في ذلك عندي الصواب، لأن السلف أعلم بقول رسول الله ﷺ وتأويل حديثه الذي له أصل عندهم ».
قلت: قولك: (وردها ابن خزيمة) قد ردننا عليه سابقا، وأما قولك: (توقف الجوزجاني) فلا يصح حمل كلام الجوزجاني على حديث عبد الله بن خليفة لأن عبد الله أقل أحواله أنه شيخ معروف كما بينا سابقا، وأما قولك: (فأين الإجماع) فإنا بحمد الله قد عرضنا هذه الراوية على ميزان القسط الذي جرى عليهم سلف المسلمين وأئمتهم الذين هم الموئل كما قال الجوزجاني، فوجدنا لها أصلا عندهم وشواهد عديدة وقد رووها محتجين بها ومقرين لها غير منكرين إلا على من ردها من أصحاب التعطيل، ولن تأتي برجل واحد من السلف ضعف هذا الحديث الجليل، وأما نحن فقد أتينا بالسلف وعامة العلماء، قال الدشتي في إثبات الحد (٢٠٥/١): « وقد أخرج هذا الحديث عامة العلماء من أئمة المسلمين في كتبهم التي قصدوا فيها نقل الأخبار الصحيحة، وتكلموا على توثيق رجاله، وتصحيح طرقه ».
===
الرد القاهر على ابن عبد القادر (١)
الحمد لله، أما بعد:
خرج هذا المدعو مؤخرا وتكلم في أحاديث وآثار جلوس الرب عز وجل على عرشه التي قبلها أئمة السنة وأنكروا على من ردها إنكارا شديدا كما سنبين إن شاء الله.
وهو منتسب للسنة والسلف كما زعم، وقد كان أشعريا جهميا منذ زمن ولعل هذا الإنكار المستميت منه حتى طعن في أئمة السنة كالخلال وابن بطة الذين يقبلون هذه الآثار وعمل سلسلته كان بسبب بقايا التجهم فيه والله المستعان.
والآن نبدأ في الرد عليه إن شاء الله، واسأل الله جل وعز أن يهدينا للحق والصواب ويصرف عنا حظوظ النفس والأهواء المضلة.
~ أولا: ذكر في مقدمة رده أن أهل السنة لا يثبتون شيئا من صفات الله عز وجل إلا من خلال: (نص من كتابٍ أو سُنة عن رسول الله أو إجماع من يُعْتَدّ بإجماعهم. وهذا مُجمَع عليه).
وهذا حق، والجلوس مجمع عليه بين أهل السنة والحمد لله، والإجماع الذي ينضبط هو إجماع السلف إذ بعدهم كثر الخلاف كما قال ابن تيمية في الواسطية (٢٩٩)، فلا عبرة بقول من خالف الإجماع المتقدم ممن تأخر كما هو معلوم.
وأيضا قد غفلت عن أمر آخر وهو أن أهل السنة أيضا يثبتون الصفات التي جاءت عن الصحابة رضي الله عنهم، قال الآجري في الشريعة (٢/١٠٥١): « اعلموا وفقنا الله وإياكم للرشاد من القول والعمل أن أهل الحق يصفون الله عز وجل بما وصف به نفسه عز وجل، وبما وصفه به رسوله ﷺ، وبما وصفه به الصحابة رضي الله عنهم، وهذا مذهب العلماء ممن اتبع ولم يبتدع ».
وذلك لأن الصحابة رضي الله عنهم يستحيل أن يثبتوا صفة لله عز وجل بلا توقيف عن النبي ﷺ، وقد أثبت هذه الصفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما سيأتي إن شاء الله.
~ ثانيا: ذكر حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ فَقَالَتْ: ادْعُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ، فَقَالَ: فَعَظَّمَ الرَّبَّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَقَالَ: «إِنَّ عَرْشَهُ فَوْقَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ، وَإِنَّ لَهُ لَأَطِيطًا كَأَطِيطِ الرَّحْلِ الْجَدِيدِ إِذَا رُكِبَ مِنْ ثِقَلِهِ». ثم زعم أن ابن خزيمة يرد ويضعف هذا الحديث مطلقا واستدل على ذلك بقول ابن خزيمة: «رَوَاهُ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ، مُرْسَلًا لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ عُمَرَ، وَلَيْسَ هَذَا الْخَبَرُ مِنْ شَرْطِنَا».
وهذا تلبيس وتدليس منه، إذ أن كلام ابن خزيمة هنا كما هو ظاهر على الوجه المرسل الذي رواه وكيع، ونعم المرسل الأصل فيه أنه ليس حجة، فهو لم يضعف الحديث مطلقا إنما ضعفه من هذا الوجه المرسل، والظاهر أنه لم يقف على الوجه الموقوف الصحيح كما سيأتي.
وأيضا ابن خزيمة رحمه الله الذي تحتج به ممن يثبت الجلوس لله عز وجل إذ روى في التوحيد (٢٤٦/١) حديث أسماء بنت عميس -مقرا له-، قالت: كنت مع جعفر بأرض الحبشة، فرأيت امرأة على رأسها مكتل من دقيق، فمرت برجل من الحبشة، فطرحه عن رأسها، فسفت الريح الدقيق، فقالت: أكلك إلى الملك يوم يقعد على الكرسي، ويأخذ للمظلوم من الظالم ».
فهو مصحح لهذا الحديث قائل به إذ أنه من شرطه كما ذكر في مقدمة الكتاب (١١/١): « وبما صح وثبت عن نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالأسانيد الثابتة الصحيحة، بنقل أهل العدالة موصولا إليه ﷺ ».
~ ثالثا: ثم زعم أن عبد الله بن خليفة مجهول الحال،
فقال: (وعبد الله بن خليفة قال عنه الذهبي: لا يكاد يُعرف، يعني مجهول الحال.
وقال ابن كثير: ليس بذاك المشهور، وفي سماعه من عمر نظر.
وقال ابن حجر: مقبول.. فرد الأرناؤوط وقال: بل مجهول الحال.
وقال البزار: وَلَا حَدَّثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ إِلَّا أَبُو إِسْحَاقَ).
أقول: أما قول الذهبي: (لا يكاد يعرف). فهو وإن لم يعرف حاله فقد عرفه غيره، وياليتك اتبعت الذهبي ولم تنكر الحديث وتطعن في إسناده ولم تتحذلق على الأئمة، حيث قال في العرش (١٥٦/٢): « فإذا كان هؤلاء الأئمة: أبو إسحاق السبيعي، والثوري، والأعمش، وإسرائيل، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو أحمد الزبيري، ووكيع، وأحمد بن حنبل، وغيرهم ممن يطول ذكرهم وعددهم الذين هم سرج الهدى ومصابيح الدجى قد تلقوا هذا الحديث بالقبول وحدثوا به، ولم ينكروه، ولم يطعنوا في إسناده، فمن نحن حتى ننكره ونتحذلق عليهم؟ بل نؤمن به ونكل علمه إلى الله عز وجل ».
وأما قول ابن كثير: (وفي سماعه من عمر نظر). فهذا ليس بصحيح، لأن عبد الله بن خليفة قد ثبت سماعه من عمر، قال هناد في الزهد (٤٢٣): حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة قال: « كنت مع عمر في جنازة فانقطع شسعه فاسترجع ثم قال: كل ما ساءك مصيبة ». تابعه عليه شعبة والثوري.
===
فوائد جامع الترمذي (٠)
الحمد لله، أما بعد:
هذه ستكون إن شاء الله سلسلة مختصرة أنشر فيها فوائد متفرقة من الكتاب الجليل المشهور جامع الترمذي او المسمى سنن الترمذي فنسأل الله التوفيق والقبول
وهذا المنشور سيكون بمثابة مقدمة تعريفية مختصرة بمكانة الإمام الترمذي رحمه الله وكتابه الجليل.
أولا: ثناء العلماء على الترمذي رحمه الله:
• قال ابن حبان في الثقات (١٥٣/٩): « محمد بن عيسى بن سورة، أبو عيسى الترمذي، يروي عن علي بن حجر وأهل العراق، روى عنه أهل خراسان، كان ممن جمع وصنف وحفظ وذاكر ».
• قال ابن طاهر المقدسي في شروط الأئمة الستة ت البيضاني (٥٨/١): أخبرنا الحسن بن أحمد أبو محمد السمرقندي مناولة، قال أنبأنا أبو بشر؛ عبد الله بن محمد بن محمد بن عمرو، ثنا أبو سعد؛ عبد الرحمن بن محمد الإدريسي الحافظ، قال: « محمد بن عيسى بن سورة الترمذي الحافظ الضرير، أحد الأئمه الذين يقتدى بهم في علم الحديث، صنف كتاب الجامع والتواريخ والعلل تصنيف رجل عالم متقن كان يضرب به المثل في الحفظ ».
• قال الخليلي في الإرشاد (٩٠٤/٣): « أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن شداد الحافظ ثقة، متفق عليه، له كتاب في السنن، وكلام في الجرح والتعديل، روى عنه ابن محبوب، والأجلاء بمرو سمعنا سننه من بعض المراوزة عن ابن محبوب عنه، سمع قتيبة، وبالعراق عارما، والقعنبي، وغيرهم مشهور بالأمانة، والعلم، مات بعد الثمانين ومائتين ».
• قال أبو أحمد الحاكم كما في طبقات علماء الحديث (٢/٣٣٩): سمعت عمر بن علك يقول: « مات البخاري فلم يخلف بخراسان مثل أبي عيسى في العلم، والحفظ، والورع، والزهد. بكى حتى عمي، وبقي ضريرا سنين ».
• جاء في تهذيب التهذيب (٣٨٨/٩): قال أبو الفضل البيلماني -الصواب السليماني-: سمعتُ نصر بن محمد الشيركوهي -الصواب الشيركثي- يقول: سمعتُ محمد بن عيسى الترمذي يقول: قال لي محمد بن إسماعيل -يعني البخاري-: « ما انتفعت بك أكثر مما انتفعت بي ».
ثانيا: مكانة كتاب الجامع أو السنن للترمذي:
• قال ابن طاهر المقدسي في شروط الأئمة الستة (٥٣/١): سمعت الإمام أبا إسماعيل؛ عبد الله بن محمد الأنصاري بهراة، وجرى بين يديه ذكر أبي عيسى الترمذي وكتابه، فقال: « كتابه عندي أنفع من كتابي البخاري ومسلم؛ لأن كتابي البخاري ومسلم لا يقف على الفائدة منهما إلا المتبحر العالم، وكتاب أبي عيسى يصل إلى فائدته كل أحد من الناس ».
• قال ابن نقطة في التقييد (٩٧/١): أخبرنا أبو سعد البناء، أنبا علي بن حمزة الموسوي إجازة، أنبأ نجيب بن ميمون الواسطي الأصل، الأديب الهروي، عن أبي علي منصور بن عبد الله بن خالد بن أحمد بن خالد بن حماد الذهلي، قال: قال أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي رحمه الله: « صنفت هذا الكتاب -يعني الجامع- فعرضته على علماء الحجاز فرضوا به وعرضته على علماء العراق فرضوا به وعرضته على علماء خراسان فرضوا به، ومن كان في بيته هذا الكتاب فكأنما كان في بيته نبي يتكلم ».
• وذكر أبو طاهر السلفي كما في مقدمته على معالم السنن (٤/٣٥٧) أنه: « أحد الكتب الخمسة التي اتفق أهل الحل والعقد من الفقهاء وحفاط الحديث النبهاء على قبولها والحكم بصحة أصولها ».
والحمد لله رب العالمين
#فوائد_جامع_الترمذي
#أئمة_السلف
إن عمر كان رشيد الأمر
• قال أبو عبيد في الأموال (٢٧٣): حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، قال: « جاء أهل نجران إلى علي رضي الله عنه، فقالوا: شفاعتك بلسانك، وكتابك بيدك، أخرجنا عمر من أرضنا، فردها إلينا صنيعة، فقال: ويلكم، إن عمر كان رشيد الأمر، فلا أغير شيئا صنعه عمر ».
قال الأعمش: فكانوا يقولون: « لو كان في نفسه عليه شيء لاغتنم هذا -يعني علي- ».
#الصحابة
وفي الباب أيضا:
• كان #محمد_بن_سيرين يصوم العشر ، عشر ذي الحجة كله ، فإذا مضى العشر ومضت أيام التشريق ، أفطر تسعة أيام مثل ما صام.
• وكان #مجاهد يصوم العشر ، وكان عطاء يتكلفها.
[رواه ابن أبي شيبة في المصنف]
ــــــــــــــــــــــــ
• وكان #سعيد_بن_جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادًا شديدًا حتى ما يكاد يقدر عليه.
[رواه الدارمي في المسند]
ــــــــــــــــــــــــ
• وعنه أنه قال:
لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر، تعجبه العبادة، ويقول: أيقظوا خدمكم يتسحرون لصوم يوم عرفة.
[أبو نعيم في الحلية]
ــــــــــــــــــــــــ
•وقال #الأوزاعي:
بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر
كقدر غزوة في سبيل الله، يصام نهارها ويحرس ليلها، إلا أن يختص امرؤ بشهادة.
قال الأوزاعي: حدثني بهذا الحديث رجل من قريش من بني مخزوم، عن النبي ﷺ.
• وعن #أنس رضي الله عنه، قال:
كان يقال في أيام العشر بكل يوم ألف،
ويوم عرفة عشرة آلاف يوم. يعني في الفضل.
[رواه البيهقي في شعب الإيمان]
ــــــــــــــــــــــــ
• وعن #أبي_عثمان_النهدي:
كانوا يعظمون ثلاث عشرات؛
العشر الأول من المحرم،
والعشر الأول من ذي الحجة،
والعشر الأواخر من رمضان.
[المروزي في قيام الليل وقوام السنة الأصبهاني في الترغيب والترهيب]
ــــــــــــــــــــــــ
• وقال الأثرم:
أتينا أبا عبدالله - يعني أحمد ابن حنبل - في عشر الأضحى فقال:
قال أبو عوانة: كنا نأتي سعيد الجريري في العشر فيقول:
هذه أيام شغل، وللناس حاجات، وابن آدم إلى الملال ما هو.
[سؤالاته]
#أيام_العشر
تسألني وهذا يحدثك عن عمر!
• قال ابن أبي شيبة في مصنفه ت الشثري (٢٨٧٥١): حدثنا أبو أسامة، عن سعيد، عن قتادة، عن لاحق بن حميد، أنه: « سأل ابن عمر أو سأله رجل عن الأعور تفقأ عينه الصحيحة؟ فقال ابن صفوان: وهو عند ابن عمر قضى فيها عمر بالدية كاملة. فقال: إنما أسألك يا ابن عمر. فقال: تسألني وهذا يحدثك أن عمر قضى فيها بالدية كاملة! ».
- قلت: صحيح، فيه حجية الصحابة والتسليم لقولهم لاسيما الخلفاء.
#الصحابة
#الفقه
باب فضل النوم على طهارة وإن كان لم يكن هناك صلاة
• قال البخاري في صحيحه (٢٤٧): حدثنا محمد بن مقاتل قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سفيان، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب قال: قال النبي ﷺ: « إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت. فإن مت من ليلتك، فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به. قال: فرددتها على النبي ﷺ، فلما بلغت: اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، قلت: ورسولك، قال: لا، ونبيك الذي أرسلت ».
- ورواه مسلم (٢٧١٠).
• قال عبد الرزاق في مصنفه ط التأصيل (٢٠٩٠٤): عن أبي بكر بن عياش، قال: أخبرني أبو يحيى، أنه سمع مجاهدا، يقول: « قال لي ابن عباس: لا تنامن إلا على وضوء، فإن الأرواح تبعث على ما قبضت عليه ».
• وقال (٢٠٩٠٢): عن معمر، عن رجل، « سأل الحكم بن عتيبة أينام الرجل على غير وضوء؟ فقال: يكره ذلك، وإنا لنفعله ».
• قال أبو بكر المروزي في زوائد الطهور لأبي عبيد (٧٤): حدثنا أبو بلال الأشعري، ثنا قيس بن الربيع، عن الأجلح، عن عبد الله الليثي، عن عبد الله بن أبي الهذيل، قال: « كانوا يستحبون أن يستقبلوا، الليل بالوضوء، كما يستحبون أن يستقبلوا النهار بالوضوء ».
وفي الباب أخبار كثيرة، وينظر مصنف ابن أبي شيبة باب: « من كان يقول: نم على طهارة ».
#الوضوء
#الطهارة
اشتكت النار إلى ربها
• قال البخاري في صحيحه (٣٢٦٠): حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه، يقول: قال رسول الله ﷺ: « اشتكت النار إلى ربها، فقالت: رب أكل بعضي بعضا، فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون في الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير ». ورواه مسلم (٦١٥).
اللهم أجرنا من حر جهنم وزمهريرها
#النار
ما أكثر الأسماء على اسمك واسمي
• قال أسد بن موسى في الزهد (٧٢): ثنا سعيد بن سالم، عن طلحة بن عمرو، قال: كان عطاء يقول لي: « يا طلحة ما أكثر الأسماء على اسمك واسمي، فإذا كان يوم القيامة قيل: يا فلان، فلا يقوم غيره، يقول: لا يقوم غير الذي عُني ».
اللهم سلم سلم
#القيامة
#الحساب
• قال عبد الرزاق في مصنفه ط التأصيل (٥٧٣٨): عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه: « أنه كان يتحرى الساعة التي يستجاب فيها الدعاء من يوم الجمعة بعد العصر ».
قال ابن طاوس: « ومات أبي في ساعة كان يحبها، مات يوم الجمعة بعد العصر ».
- ينظر: باب في ساعة الإجابة التي ترجى يوم الجمعة
تابع للرد الثاني على ابن عبد القادر
الحمد لله، أما بعد:
كعادته خرج بسؤال في تعليقاته ينم عن جهله المدقع وتلبيسه على الناس، والآن نرد عليه ونبين جهله وتلبيسه!
• قال المعارض: ( سؤالي للمعترضين على تضعيف هذه الروايات: لماذا قال ابو داود: روينا هذه الروايات نكاية بالجهمية؟
فالحديث الصحيح لا يقال عنه عند روايته: رويناه نكاية بفلان
ولماذا لم يقل الائمة عند روايتهم لسؤال النبي للجارية: اين الله؟ رويناه نكاية بالجهمية؟
ولماذا لم يقولوا عند روايتهم لحديث: ينزل ربنا الى السماء الدنيا.. نكاية بالجهمية؟ ).
أقول: بداية من أين أتيت بقاعدة: (فالحديث الصحيح لا يقال عنه عند روايته: رويناه نكاية بفلان)؟ فهذه القاعدة لا يوجد أي دليل عليها من كلام السلف ولا من غيرهم، بل لا يلزم من قول أحد رويت هذا الحديث نكاية بالجهمية تضعيفه، لأنه قد يروي أحاديث صحيحه نكاية بالجهمية كما هو مطلوب شرعا إغاظة الكفار بالحق، قال الإمام أحمد كما في مسائل عبد الله (٩٣٤): « كل ما كان فيه ترهيبًا للعدو وغيظًا لهم، فإنَّ في ذلك أجرًا؛ يقول اللَّه تعالى: {وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ} ».
ثم هذا القول القبيح فيه اتهام عظيم للأئمة أنهم يروون البواطيل في دين الله عز وجل ولا يبينون بطلانها نكاية بالمخالفين كما زعمت بل زيادة على ذلك ينكرون على من ردها ويبدعونه ويكفرونه! ولا يخفى ما في هذا القول من اللازم الشنيع والطعن العظيم في الأئمة فقد صاروا لاعبين في دين الله عز وجل على مقضتى قولك.
وقد رد الخلال على تأويلك القبيح هذا قبل أكثر من ألف سنة، فقال في السنة (٢٤٤): وأخبرنا أبو داود السجستاني، قال: ثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال: ثنا محمد بن فضيل، عن ليث، عن مجاهد، في قوله: ﴿عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا﴾ قال: «يجلسه على عرشه»، وسمعت أبا داود يقول: من أنكر هذا فهو عندنا متهم، وقال: ما زال الناس يحدثون بهذا، يريدون مغايظة الجهمية، وذلك أن الجهمية ينكرون أن على العرش شيئا ».
ثم قال الخلال عقبه مباشرة (٢٤٥): وأخبرنا أبو داود، قال: ثنا القعنبي، قال ثنا مالك، قال: قال رجل: « ما كنت لاعبا به فلا تلعبن بدينك ».
حتى لا يظن جاهل مثلك أن أبا داود قصده بأن هذا الحديث باطل وإنما نرويه نكاية للجهمية لأنهم ينكرون العلو فقط، فهذا فيه تلبيس ولعب في دين الله عز وجل كما أشرنا والأئمة أبعد الناس عن ذلك بل أولى بذلك لما اقحمت نفسك في هذا الأمر ورددت على أئمة السلف بسفاهة وخبث.
والأئمة إنما رووا حديث مجاهد إثباتا للعلو وفضيلة النبي ﷺ، ولو كان حديث مجاهد باطلا كما زعمت لما قال الأئمة من رده فهو مبتدع وهو كذا وكذا إذ أن مبنى أحكام التبديع والتفسيق والإنكار لا يكون إلا في شيء قد ثبت عند الأئمة أنه حق من دين الله عز وجل، فالأئمة رووه إغاظة للجهمية وكذلك لأنه حق عندهم.
• قال أبو داود كما في السنة للخلال (٢٦٨): « أرى أن يجانب كل من رد حديث ليث، عن مجاهد: «يقعده على العرش»، ويحذر عنه، حتى يراجع الحق، ما ظننت أن أحدا يذكر بالسنة يتكلم في هذا الحديث ».
فبين أن كل من رده بإطلاق يجانب ويحذر عنه ولم يفرق بين جهمي وغيره، ثم قال: « ما ظننت أن أحدا يذكر بالسنة يتكلم في هذا الحديث ». والله المستعان على زمان يتكلم في هذا الأثر أناس منسوبين للسنة بل ويردون على الأئمة ويطعنون فيمن يثبته! وحقيق بهؤلاء التأديب بالنعال.
وأما قولك: (ولماذا لم يقل الائمة عند روايتهم لسؤال النبي للجارية: اين الله؟ رويناه نكاية بالجهمية؟
ولماذا لم يقولوا عند روايتهم لحديث: ينزل ربنا الى السماء الدنيا.. نكاية بالجهمية؟).
ومما يزيد بعد قولك هذا غير ما بيناه أنفا، أنه بالفعل قد ورد عن الأئمة نحو ذلك في أحاديث الرؤية الثابتة، ولكنك مغتر بجهلك وجهل الناس حواليك فتظن أنك جئت بشيء لا يرد عليه وما حجتك عند أهل العلم إلا كبيت العنكبوت.
• قال عبد الله بن أحمد في السنة (١/٢٥٧): سمعت بعض المشايخ يقول: سألوا وكيعا عن أحاديث الرؤية فحدث بها، ثم قال: «غموا الجهمية بهذه الأحاديث» مرتين.اهـ.
فهو يقول غموا بها الجهمية وهي ثابتة وحق، فكذلك حديث مجاهد نغيظ الجهمية وهو ثابت وحق رغم أنفك.
واختم بما قال الإمام الخلال رحمه الله قاهر الزنادقة والمبتدعة في أواخر باب المقام المحمود في السنة (٢٦٥/١): « فثقوا بالله، وبالنصر من عنده على مخالفيكم، فإنكم بعين الله بقربه، وتحت كنفه ما دمتم على الأثر، سلم الله لكم أديانكم وأماناتكم ».
هذا والله أعلى وأعلم
#ردود
#المدجنة
#السنة
#أئمة_السلف
===
قال أبو بكر يحيى بن أبي طالب كما في السنة للخلال (٢٦٧): « ولا علمت أحدا رد حديث مجاهد: «يقعد محمدا ﷺ على العرش»، رواه الخلق عن ابن فضيل عن ليث عن مجاهد، واحتمله المحدثون الثقات، وحدثوا به على رءوس الأشهاد، لا يدفعون ذلك، يتلقونه بالقبول والسرور بذلك، وأنا فيما أرى أني أعقل منذ سبعين سنة، والله ما أعرف أحدا رده، ولا يرده إلا كل جهمي مبتدع خبيث، يدعو إلى خلاف ما كان عليه أشياخنا وأئمتنا ».
وقال إبراهيم الأصبهاني كما في السنة للخلال (٢٩٣): « هذا الحديث صحيح ثبت، حدث به العلماء منذ ستين ومائة سنة، لا يرده إلا أهل البدع، وطعن على من رده ».
وقال الآجري في الشريعة (١٦١٣/٤): « وأما حديث مجاهد في فضيلة النبي ﷺ، وتفسيره لهذه الآية: أنه يقعده على العرش، فقد تلقاها الشيوخ من أهل العلم والنقل لحديث رسول الله ﷺ، تلقوها بأحسن تلق، وقبلوها بأحسن قبول، ولم ينكروها، وأنكروا على من رد حديث مجاهد إنكارا شديدا وقالوا: من رد حديث مجاهد فهو رجل سوء ».
وقال ابن تيمية في الدرء (٥/٢٣٧): « وكان السلف والأئمة يروونه ولا ينكرونه، ويتلقونه بالقبول ».
والإجماعات المنقولة على صحة وقبول الأثر أكثر مما ذكرت ولكن اختصرتها خشية الإطالة والله المستعان.
~ رابعا: ثم قال: (فكيف يضعّف أحمد ليث بن أبي سليم هنا ثم يروي الخلال عن أحمد أنه تلهف على حديثه في إقعاد النبي؟)
أقول: تلهف الإمام لأنه يرى صحته أصلا، كما نقلنا عنه وكما بينا سابقا أن ضعف ليث غير مؤثر في هذا الحديث فهو يروي تفسير مجاهد من كتاب ولا يرويه من حفظه، وكذلك لأن ليث حجة متخصص في التفسير قد قبله العلماء، والإمام أحمد كان يقبل ما روى ليث عن شيوخه، قال صالح في سيرة الإمام أحمد (١٢٣): قال أبي في مرضه: « جئني بالكتاب الذي فيه حديث ابن إدريس، عن ليث، عن طاوس أنه كان يكره الأنين، فقرأته عليه، فلم يئن إلا في الليلة التي توفي فيها ».
فالان علمت لماذا تلهف الإمام أحمد، وهذا رواه عنه ابنه عبد الله وأبو بكر بن صدقة كما في السنة للخلال (٢٣٩ ، ٢٤٠)، وكلاهما أئمة أثبات وقد أثبته الخلال جامع علوم الإمام أحمد واعلم الناس بمذهبه وكذلك أثبته الحنابلة، قال ابن تيمية في بيان التلبيس (٢١٤/٦): « قال ابن حامد: فصل ومما يجب الإيمان به والتصديق ما ورد في الأخبار من المماسة والقرب من الحق سبحانه لنبيه ﷺ وقد اعتمد أصحابنا في ذلك على جواب أبي عبد الله في هذا في المقام المحمود فقال أبو بكر بن صدقة ذكر الحديث عند أبي عبد الله فقال فاتني عن ابن فضيل وجعل يتلهف. وقال عبد الله قال أبي ما وقع لي بعلو وجعل كأنه يتلهف إذ لم يقع له بعلو ».
ولم يشك في صحة هذا النقل أحد قبلك يا من تزعم الاتباع، فاقصر عن تشكيكك الخبيث هذا!
~ خامسا: ثم قال: (فالرواية ضعيفة ومردودة ومُنكرَة كسابقتها وأن بمثل هذه الأسانيد لا تثبت به صفة لله مع مخالفتها للنص..).
قلت: قد بينا بحمد الله صحة الرواية وأنها مقبولة عند أئمة السلف لم ينكرها أحد منهم وأنها لا تعارض حديث الشفاعة بل توافقه، فما نصنع بقولك هذا في جانب قول أئمة السلف؟ ما نقول إلا ما قاله الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله في الضياء الشارق (١٨٠/١): « فإذا ثبت هذا عن أئمة أهل الإسلام، فلا عبرة بمن خالفهم من الطغام أشباه الأنعام ».
هذا والله أعلى وأعلم
#ردود
#السنة
#المدجنة
الرد القاهر على ابن عبد القادر (٢)
الحمد لله، أما بعد:
هذا الرد الثاني على ابن عبد القادر في كلامه على أثر مجاهد وفضيلة النبي ﷺ التي تلقاها الأئمة بالقبول، ومنشوره الثاني هذا مثل منشوره الأول مليئ بالجهل والتلبيس على الناس كما سنبين إن شاء الله، والآن مع الرد:
~ أولا: قال: روى الحفاظ من طريق ليث عَنْ مُجَاهِدٍ أنه قال في قوله تعالى:( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا محموداً).قَالَ يُقْعِدُهُ الله مَعَهُ عَلَى الْعَرْشِ.
ثم قال: (وروى الخلال بسنده عن حفاظ غير مشهورين أو مختلف فيه أنهم كفّروا من ينكر هذا الحديث،وأن الأمة تلقته بالقبول، وما كان احد يُنكره..).
قلت: صدقت في قولك أن الحفاظ رووا هذا الحديث من طريق ليث عن مجاهد وهذه حجة عليك لو تأملت إذ أن الحفاظ لا يروون شيئا منكرا في دين الإسلام ويسكتون عليه وهم أتقى واعلم الناس وانصحهم للإسلام وأهله فلو كان أثر مجاهد منكرا لكانوا هم أول من تكلم فيه فلما رووه وأقروه وقبلوه بل وطعنوا على من رده وجب علينا التسليم لهم كما تقدم بيانه في الرد الأول عليك.
وأما قولك: (وروى الخلال بسنده عن حفاظ غير مشهورين أو مختلف فيه أنهم كفّروا من ينكر هذا الحديث،وأن الأمة تلقته بالقبول، وما كان احد يُنكره).
فهذا تلبيس وتدليس قبيح منك على متابعينك الجهال، فالخلال روى هذه الأقوال عن حفاظ مشاهير بل أئمة، منهم: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأبي داود السجستاني، وإبراهيم الحربي، وعبد الوهاب الوراق، وعباس الدوري، وعبد الله بن الإمام أحمد، وهارون بن معروف، ومحمد بن عثمان، وغيرهم كثير كما سيأتي.
فإن لم يكن هؤلاء حفاظ مشاهير وأئمة فمن هم إذا؟ ولكنك أردت التلبيس على الجهال حولك حتى توهم أن القائلين بهذا شرذمة غير مشهورين فلا يعتد بقولهم، ونحن بحمد الله وتوفيقه لك بالمرصاد فأقصر عن تلبيساتك السخيفة أيها العجوز، أما تستحي قد علاك الشيب وأنت تصنع هذا! الله المستعان.
~ ثانيا: ثم قال: (فهل كفر الطبري وغيره ممن رجحوا أن المقام المحمود هو الشفاعة وليس مكاناً على العرش؟ وماذا نفعل بالحديث الصحيح أن المقام المحمود هو الشفاعة؟ قال ابن خزيمة: قَالَ قَتَادَةُ: وَأَهْلُ الْعِلْمِ يَرَوْنَ أَنَّ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ الَّذِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} قَالَ: الشَّفَاعَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
قلت: أما قولك: (فهل كفر الطبري وغيره ممن رجحوا أن المقام المحمود هو الشفاعة وليس مكاناً على العرش؟) فالطبري لم ينكر حديث مجاهد أصلا كما تصنع بجهلك، حيث قال رحمه الله في تفسيره ط هجر (٥١/١٥): « ما قاله مجاهد من أن الله يقعد محمدا ﷺ على عرشه، قول غير مدفوع صحته، لا من جهة خبر ولا نظر، وذلك لأنه لا خبر عن رسول الله ﷺ، ولا عن أحد من أصحابه، ولا عن التابعين بإحالة ذلك. ثم قال: غير محال في قول أحد ممن ينتحل الإسلام ما قاله مجاهد من أن الله عز وجل يقعد محمدا على عرشه ».
فالطبري يقول لك أن هذا الأثر غير مدفوعة صحته لا من جهة خبر ولا نظر إذ أن معناه مستقيم وله شواهد، ثم يقول لك أنه غير محال عند جميع من ينتحل الإسلام! وأنت تقول أنه محال فقد خرجت بقولك هذا عن جميع من ينتحل الإسلام كما وصف، ثم تلبس على الجهال حولك وتزعم اتباعك للطبري! وليس لك سلف في ردك لهذا الأثر غير الجهمية كما سيأتي، وتقدم معنا في الرد الأول أن الطبري يثبت الجلوس لله عز وجل الذي تنكره فأنت من أبعد الناس عن الطبري.
وأما قولك: (وماذا نفعل بالحديث الصحيح أن المقام المحمود هو الشفاعة؟ ثم نقلك عن قتادة أن أهل العلم يرون المقام المحمود الشفاعة). فإن هذا لا يعارض جلوس النبي ﷺ على العرش فكلها من المقام المحمود وكلها قبلها أهل العلم، ولكنك لجهلك بمعاني الأخبار وكيفية جمعها، قلت ذلك.
• قال الإمام هارون بن معروف كما في السنة للخلال (٢٣٤/١) في بيان أنه لا تعارض بين الشفاعة وجلوس النبي ﷺ: « فأما قول المسلمين المقام المحمود: الشفاعة، فإنا لا ندفع ذلك فنشاركه في جهله، بل صدق رسول الله ﷺ أن الله عز وجل يشفعه في وقت ما، يأذن له بالشفاعة ويكرمه بما أحب من الكرامة، حتى يعرف أولياءه وأنبياءه كرامته وفضله، ولقد ضاق قلب المسلوب عن حمل معاني العلم، فلا يطلع بحسن النية والاتباع على معاني الكتاب ... فكذلك الجلوس في وقت، والشفاعة في وقت ».
• وقال محمد بن عثمان كما في السنة للخلال (٢٨٢): « وبلغني عن بعض الجهال دفع الحديث بقلة معرفته في رده مما أجازه العلماء ممن قبله ممن ذكرنا، ولا أعلم أحدا ممن ذكرت عنه هذا الحديث، إلا وقد سلم الحديث على ما جاء به الخبر، وكانوا أعلم بتأويل القرآن وسنة الرسول ﷺ ممن رد هذا الحديث من الجهال، وزعم أن المقام المحمود هو الشفاعة لا مقام غيره ».
===
ما لا يريدونك أن تعرفه عن مذهب الأشاعرة
كثيراً ما يقال لنا : اتركوا الكلام عن الأشاعرة وانسوا الخلاف معهم من أجل ما يحدث لإخواننا في غزة
ولكن هل تعرف ما هو مذهب الأشاعرة في ما يحدث في غزة، ولا يجرؤون على التصريح به؟
عند الأشاعرة أفعال الله عبثية لا حكمة منها ولا تعلل، أي أن الله قدر ما يحدث لأطفال غزة عبثاً بلا حكمة والعياذ بالله
• يقول الرازي :
«المسألة السادسة وعشرون في أنه لا يجوز أن تكون أفعال الله تعالى وأحكامه معللة بعلة البتة». [1]
"وبالجملة: فليس للعبد تأثير ما، فهو مجبور باطناً، مختار ظاهراً. [3]
"إذا علمت أنه سبحانه هو الخالق لأفعالنا وحده، خيراً كانت أو شراً، وأن قدرتنا الحادثة ليست مؤثرة في أفعالنا..."[4]
"وبهذا تعرف أنه لا أثر لقدرتنا في شيء من أفعالنا الاختيارية، كحركتنا، وقيامنا، وقعودنا، ومشينا، ونحوها، بل جميع ذلك مخلوق لمولانا جلّ وعزّ بلا واسطة. وقدرتنا أيضاً مثل ذلك؛ عرض مخلوق لمولانا جلّ وعزّ تقارن تلك الأفعال الاختيارية، وتتعلق بها من غير تأثير لها في شيء من ذلك أصلاً، وإنما أجرى الله تعالى العادة أن يخلق عند تلك القدرة لا بها ما شاء من الأفعال...
وهذا الاقتران والتعلق لهذه القدرة الحادثة بتلك الأفعال من غير تأثير لها أصلاً، هو المسمى في الاصطلاح وفي الشرع بالكسب" [5]
===
وقال الذهبي في العرش (٢/١٥٣): « فإذا كان هؤلاء الأئمة: أبو إسحاق السبيعي، والثوري، والأعمش، وإسرائيل، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو أحمد الزبيري، ووكيع، وأحمد بن حنبل، وغيرهم ممن يطول ذكرهم وعددهم الذين هم سرج الهدى ومصابيح الدجى قد تلقوا هذا الحديث بالقبول وحدثوا به، ولم ينكروه، ولم يطعنوا في إسناده، فمن نحن حتى ننكره ونتحذلق عليهم؟ بل نؤمن به ونكل علمه إلى الله عز وجل ».
ذكر ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية (٣/٢٦٨) أثرا عن كعب الأحبار ثم قال: « فهؤلاء الأئمة المذكورة في إسناده هم من أجل الأئمة وقد حدثوا به هم وغيرهم ولم ينكروا ما فيه من قوله من ثقل الجبار فوقهن فلو كان هذا القول منكرًا في دين الإسلام عندهم لم يحدثوا به على هذا الوجه ».
وذكر ابن القيم كما في مختصر الصواعق (١/٤٣٦) أثرا عن كعب كذلك، ثم قال: « وهب أن المعطل يكذب كعبا ويرميه بالتجسيم، فكيف حدث به عنه هؤلاء الأعلام مثبتين له غير منكرين؟ ».
قال سليمان بن سحمان في الضياء الشارق (١٨٠/١): « فإذا ثبت هذا عن أئمة أهل الإسلام، فلا عبرة بمن خالفهم من الطغام أشباه الأنعام ».
وأنا أتعجب حقيقة من قولك (أيها الناسخون واللاصقون؟) تريد تسفيهنا بذلك مع أن منشورك هذا نسخ ولصق! فقد سفهت نفسك من حيث لا تشعر.
~ سابعا: ثم قال: (ولم يقل الثوري ولا وكيع ولا شعبة: لا نروي إلا ما صحَّ عندنا، حتى يدّعي المتحذلقون أنهم صححوا هذه الرواية. والمتحذلق هو الذي يدّعي أكثر مما عنده).
قلت: أما قولك: (ولم يقل الثوري ولا وكيع ولا شعبة: لا نروي إلا ما صحَّ عندنا) فهذا حق إلا أن أئمة السلف لا يروون شيئا باطلا في العقيدة ثم لا ينبهون عليه وهم كانوا أورع الناس وأتقاهم وانصحهم للإسلام وأهله فلو كان الحديث المشهور بينهم منكرا أو ضعيفا لنبهوا عليه ولما حدثوا به مثبتين غير منكرين كما تقدم، قال عبد الله بن أحمد في السنة (١٥١): حدثني وهب بن بقية الواسطي، سمعت وكيع بن الجراح، يقول: « القرآن كلام الله عز وجل ليس بالمخلوق. سمعته من وكيع وأثبته عندي في كتاب، قال وهب بن بقية: لو لم يكن رأيي ما حدثت به ». فدل على أن ما سكتوا عنه في باب العقائد مستقيم عندهم في الجملة، فالمتحذلق كما وصف الذهبي هو من يأتي بعدهم بزمان طويل ويستدرك عليهم فينكر الحديث ويطعن فيه بعدما سكتوا عليه على علم بل ويطعن فيمن يثبته ممن اتبع الأئمة! والله المستعان.
~ ثامنا: قوله: (هذه الرواية فيها عدة علل:
جهالة ابن خليفة.. اضطراب الرواية بين: فما يفضل عنه.. ورواية: يفضل منه مقدار أربع أصابع.. روي موقوفا عن عمر.. وروي مرفوعا إلى النبي..
قال ابن تيمية ما رُفِع في هذا إلى النبي فهو إما مكذوب أو ضعيف.
فهل تأخذ دينك عن رواية مضطربة متناقضة وعن مجهول، وإن رواها أئمة فقد ردها أئمة).
أقول: ما ذكر من علل كلها بحمد الله قد تم دحضها وقد بينا صحة الرواية وأن ما نسبه للأئمة لم يصح عنهم بل الأئمة على إثبات الجلوس الذي ينكره، وما نقله عن ابن تيمية لم أجده، بل ابن تيمية رحمه الله ظاهر كلامه تصحيح الحديث كما في شرح حديث النزول (١٥١/١).
وبعد هذا البيان ما أقول عن هذا الأثر إلا ما قاله ابن الزاغوني في بعض مصنفاته كما في الحد للدشتي (٣٧): « وقد أوردته في غير هذا الكتاب على وجه لا سبيل إلى دفعه ورده إلا بطريق العناد، ولا طعن في صحته إلا بطريق المكابرة ».
هذا والله أعلى واعلم
(يتبع إن شاء الله)
#ردود
#السنة
#المدجنة
===
وبالمناسبة ابن كثير رحمه الله يثبت جلوس الله عز وجل حيث قال في تفسيره ت السلامة (٥/٢٧٢): وما أحسن الحديث الذي رواه الحافظ أبو القاسم الطبراني -ثم ذكر إسناده- عن ثعلبة بن الحكم قال: قال رسول الله ﷺ: «يقول الله تعالى للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده: إني لم أجعل علمي وحكمتي فيكم إلا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان منكم، ولا أبالي».
قال ابن كثير عقبه: « إسناده جيد ».
وأما قول ابن حجر: (مقبول). أي: حيث توبع وإلا فلين، فابن حجر نقض قوله هذا فصحح حديثه في نتائج الأفكار (١٢٦/١) وهذا فيه توثيق ضمني له.
وأما قول البزار: (وَلَا حَدَّثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ إِلَّا أَبُو إِسْحَاقَ). فهذا لا يصح لأنه قد حدث عنه أيضا يونس بن أبي إسحاق كما قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٢١٢) وقالها غيره، والمثبت مقدم على النافي.
وأما قول الأرناؤوط: (بل مجهول الحال). فهذا لا يصح لأمور، أولها: أن عبد الله بن خليفة لم يجرحه أحد وقد روى عنه ثقتان مشهوران وهذا مما يقويه ويجعل حديثه حجة عند أهل الحديث، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٢/٣٦): « باب في رواية الثقة عن غير المطعون عليه أنها تقويه، وعن المطعون عليه أنها لا تقويه ».
قال: « سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل
غير ثقة مما يقويه؟ قال إذا كان معروفا بالضعف لم تقوه روايته عنه، وإذا كان مجهولا نفعه رواية الثقة عنه.
قال: سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل مما يقوي حديثه؟ قال: أي لعمري، قلت: الكلبي روى عنه الثوري، قال: إنما ذلك إذا لم يتكلم فيه العلماء، وكان الكلبي يتكلم فيه ».
وقال الدارقطني في سننه (٤/٢٢٦): « وأهل العلم بالحديث لا يحتجون بخبر ينفرد بروايته رجل غير معروف، وإنما يثبت العلم عندهم بالخبر إذا كان رواته عدلا مشهورا، أو رجل قد ارتفع اسم الجهالة عنه، وارتفاع اسم الجهالة عنه أن يروي عنه رجلان فصاعدا، فإذا كان هذه صفته ارتفع عنه اسم الجهالة وصار حينئذ معروفا، فأما من لم يرو عنه إلا رجل واحد انفرد بخبر وجب التوقف عن خبره ذلك حتى يوافقه غيره، والله أعلم ».
الثاني: كذلك صحح حديثه الإمام أحمد كما في السنة لعبد الله (٥٨٤) والطبري كما في تفسيره ط هجر (٤/٥٤٠)، وعامة أهل السنة قبلوه وصححوه كما ذكر ابن تيمية في المجموع (٤٣٥/١٦)، وهذا فيه توثيق ضمني لعبد الله بن خليفة، وقال الدشتي في إثبات الحد (٢٠٥/١): « وقد أخرج هذا الحديث عامة العلماء من أئمة المسلمين في كتبهم التي قصدوا فيها نقل الأخبار الصحيحة، وتكلموا على توثيق رجاله، وتصحيح طرقه ».
وقال إبراهيم الحربي كما في الغيلانيات لأبي بكر الشافعي ٢/٧٨٥): « شيخ كوفي ».
وقوله: "شيخ" هذه عبارة تعديل، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٢/٣٧): « وإذا قيل للواحد إنه ثقة أو متقن ثبت فهو ممن يحتج بحديثه، وإذا قيل له إنه صدوق أو محله الصدق أولا بأس به فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه وهي المنزلة الثانية، وإذا قيل شيخ فهو بالمنزلة الثالثة يكتب حديثه وينظر فيه إلا أنه دون الثانية ». فهو قريب من الصدوق.
وبما أنك تحب الاحتجاج بالمتأخرين، لماذا تركت توثيق الهيثمي في المجمع (١٧٢٧٢)، والسيوطي في المخضرمين (٦٥) لعبد الله بن خليفة؟! فمن علم حاله حجة على الذي لم يعلم.
الثالث: ومما يدل على ضبط عبد الله بن خليفة أن التابعي الجليل سعيد بن المسيب تابعه على رواية انقطاع شسع عمر واسترجاعه -التي ذكرتها أنفا- كما عند ابن أبي شيبة في مصنفه ت الشثري (٢٨٣٥٣).
ولو سلمنا أن عبد الله بن خليفة مجهول الحال، فهو تابعي كبير بل مخضرم كما قال الذهبي في الميزان (٤٢٩٠)، والجهالة في هذه الطبقة محتملة مقبولة عند الأئمة إذ كان الصدق متفشيا فيها، قال الذهبي في ديوان الضعفاء (٤٧٨/١): « وأما المجهولون من الرواة، فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم، احتمل حديثه وتلقّي بحسن الظن إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ ».
وقال ابن القيم في تهذيب السنن ط عطاءات العلم (١/١٥٦): « فأما تعليله -أي ابن حزم- حديث ندبة بكونها مجهولة، فإنها مدنية روت عن مولاتها ميمونة وروى عنها حبيب، ولم يعلم أحد جرحها. والراوي إذا كانت هذه حاله إنما يخشى منه تفرده بما لا يتابع عليه، فأما إذا روى ما رواه الناس وكان لروايته شواهد ومتابعات، فإن أئمة الحديث يقبلون حديث مثل هذا ولا يردونه ولا يعللونه بالجهالة، فإذا صاروا إلى معارضة ما رواه لما هو أثبت منه وأشهر عللوه بمثل هذه الجهالة وبالتفرد. ومن تأمل كلام الأئمة رأى فيه ذلك، فيظن أن ذلك تناقض منهم، وهو بمحض العلم والذوق والوزن المستقيم، فيجب التنبه لهذه النكتة، فكثيرا ما تمر بك في الأحاديث ويقع الغلط بسببها ».
وأثر عمر رضي الله عنه الذي نتكلم عنه، متنه مستقيم وله شواهد عديدة من الأحاديث والآثار واللغة فلهذا قبله وصححه الأئمة المتقدمون وأنكروا على من رده.
===
رحم الله أهل الحديث
• قال الخطيب في شرف أصحاب الحديث (٤٧/١): حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الخلال، قال: أخبرنا أبو بكر المروزي، أن أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل قال: « ليس قوم عندي خيرا من أهل الحديث، ليس يعرفون إلا الحديث ».
فقال الخلال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا أبو الحارث أنه سمع أبا عبد الله يقول: « أهل الحديث أفضل من تكلم في العلم ».
#أهل_الحديث