• قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله في التوحيد (١/٢٥٤):
« باب ذكر البيان أن الله عز وجل في السماء كما أخبرنا في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه ﷺ، وكما هو مفهوم في فطرة المسلمين، علمائهم وجهالهم، أحرارهم ومماليكهم، ذكرانهم وإناثهم، بالغيهم وأطفالهم، كل من دعا الله جل وعلا: فإنما يرفع رأسه إلى السماء ويمد يديه إلى الله، إلى أعلاه لا إلى أسفل ».
- فليراجع هذا الباب من كتاب التوحيد لمن أراد أدلة لعلوه عز وجل رغما عن أنف الجهمية المعطلة.
~ إضافة :-
• قال الكرجي القصاب رحمه الله في النكت (٢/٦٩):
قوله تعالى: {يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون}.
دليل على أن الله ﷻ بذاته في السماء على العرش.
وليس في الأرض إلا علمه المحيط بكل شيء.
وهذا والله من المصائب العظيمة أن يضطرنا جهل المعتزلة والجهمية.
وسخافة عقولهم إلى تثبيت هذا عليهم، وهو شيء لا يخفى على نوبية سوداء... ثم ذكر حديث الجارية.
التعزيز يدوم لفترة قصيرة ثم يذهب التفاعل والله المستعان فمن أراد التعزيز جزاك الله خيرا
Читать полностью…أكثروا وأحسنوا الصلاة على النبي ﷺ
• قال ابن ماجة في سننه (٩٠٦): حدثنا الحسين بن بيان قال: حدثنا زياد بن عبد الله قال: حدثنا المسعودي، عن عون بن عبد الله، عن أبي فاختة، عن الأسود بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود، قال: إذا صليتم على رسول الله ﷺ، فأحسنوا الصلاة عليه، فإنكم لا تدرون، لعل ذلك يعرض عليه، قال: فقالوا له: فعلمنا، قال، قولوا: « اللهم اجعل صلاتك، ورحمتك، وبركاتك على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، محمد عبدك ورسولك، إمام الخير، وقائد الخير، ورسول الرحمة، اللهم ابعثه مقاما محمودا، يغبطه به الأولون والآخرون، اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد » سنده صحيح.
• قال عبد الرزاق في مصنفه (٣٢١٠): عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، أنه كان يقول: « اللهم تقبل شفاعة محمد الكبرى، وارفع درجته العليا، وآته سؤله في الآخرة والأولى، كما آتيت إبراهيم وموسى ».
#الصلاة_على_النبيﷺ
#الدعاء
بر الوالدين كفارة للكبائر
• قال ابن أبي شيبة في مصنفه ت الشثري (٢٩٥٥٦): حدثنا وكيع قال: حدثنا أبو الأشهب قال: سمعت مزاحم الضبي يحدث الحسن عن ابن عباس قال: « بينما رجل قد سقى في حوض له ينتظر ذودا يرد عليه، إذ جاءه رجل راكب ظمآن مطمئن، قال: أرد؟ قال: لا، قال: فتنحى، فعقل راحلته، فلما رأت الماء دنت من الحوض، ففجرت الحوض، قال: فقام صاحب الحوض فأخذ سيفا من عنقه، ثم ضربه به حتى قتله، قال: فخرج يستفتي، فسأل رجالا من أصحاب محمد لست أسميهم، فكلهم يؤيسه حتى أتى رجلا منهم فقال: هل تستطيع أن تصدره كما أوردته؟ قال: لا، قال: فهل تستطيع أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء؟ فقال: لا، قال: فقام الرجل، فذهب غير بعيد، فدعاه فرده فقال: هل لك من والدين؟ فقال: نعم، أمي حية، قال: احملها وبرها، فإن دخل الآخر النار فأبعد الله من أبعده ».
• قال الحسين بن حرب في البر والصلة (٧٦): أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا يونس بن أبي إسحاق قال: حدثنا مرقع الحنظلي قال: « قلت لابن عباس: ما ترى في رجل قتل امرأته؟ فقال: إن كان أبواه حيين فليبرهما وإلا فإن كانت والدته حية فليبرها ما دامت حية لعل الله أن يتجاوز عنه ».
• قال البخاري في الأدب المفرد (٤): حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: أخبرنا محمد بن جعفر بن أبي كثير قال: أخبرني زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، « أنه أتاه رجل فقال: إني خطبت امرأة، فأبت أن تنكحني، وخطبها غيري، فأحبت أن تنكحه، فغرت عليها فقتلتها، فهل لي من توبة؟ قال: أمك حية؟ قال: لا، قال: تب إلى الله عز وجل، وتقرب إليه ما استطعت. فذهبت فسألت ابن عباس: لم سألته عن حياة أمه؟ فقال: إني لا أعلم عملا أقرب إلى الله عز وجل من بر الوالدة ».
• قال إبراهيم الحربي في بر الوالدين كما في البر والصلة لابن الجوزي (٥٢): قثنا عفان، قثنا الأسود بن شيبان، قثنا أبو نوفل، قال: « جاء رجل إلى عمر، فقال: إني قتلت نفسا، قال: ويحك، أخطأ أم عمدا؟ هل من والديك أحد حي؟ قال: نعم، قال: أمك؟ قال: لا والله إنه لأبي، قال: انطلق فبره وأحسن إليه.
فلما انطلق، قال عمر: والذي نفس عمر بيده، لو كانت أمه حية فبرها، وأحسن إليها، رجوت أن لا تطعمه النار أبدا ».
• قال الحارث في مسنده (٨٩٨): حدثنا الحكم بن موسى، ثنا الوليد، عن منير بن الزبير، أنه سمع مكحولا يقول: « بر الوالدين كفارة للكبائر، ولا يزال الرجل قادما على البر ما دام في فصيلته من هو أكبر منه ».
• قال ابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (٧٠١): حدثني ابن القهزاذ، حدثني أبو الوزير، قال: قال محمود: « قال رجل لعبد الله -بن المبارك-: إني قتلت نفسا فهل لي من توبة؟ قال: ألك أبوان؟ قال: أمي حية، قال: الزمها وبرها، واجعل التراب على رأسك، وابك على نفسك ما بقيت، وإياك أن تيأس من رحمة الله فإنك إن أيست من رحمة الله كان أعظم عليك من هذا الذنب الذي ركبته ».
• جاء في الآداب الشرعية لابن مفلح (٤٦٣/١): « قال المروذي: قال أحمد: بر الوالدين كفارة للكبائر ».
- منشور نشطني عليه أخي أبو علي البكري وفقه الله
#الكفارات
#الكبائز
#البر
وأنت ومن يوافقك أضل من حمار أهلك يا ابن رشدي
وأما العلماء الذين كفروا الأشاعرة:
• قال ابن منده في مجلس في الرد على الزنادقة (ص١٠): أخبرنا أبو عمرو، قال: حدثنا أبو حاتم، قال: حدثنا محمد بن موسى الحضرمي، قال: سمعت أحمد بن صالح المصري، وقلت له: « إن الكرابيسي، يقول: لفظنا بالقرآن مخلوق. فقال: كذب عدو الله ... فالقرآن كلام الله عز وجل غير مخلوق، فمن قال إنه مخلوق، فهو كافر بالله عز وجل، لو كان لي من الأمر شيء ما دفن في مقابر المسلمين، قلت: أي كفر؟ قال: كفر ينتقل عن الملة ».
• علق ابن منده: « وهذه صفة الأشعريين، تقول: ألفاظنا بالقرآن مخلوق، والمقروء والمتلو حكاية عن كلام الله، وأن ما بين الدفتين المكتوب حروفها مخلوقة، فهم قائلون بخلق القرآن عن غير تصريح ».
• وقال في (ص٦): « وهذه صفة الزنادقة الأشعرية، الذين ظهروا في هذا العصر، فأعرضوا عن الكتاب والأثر، واعتمدوا القياس، وقالوا بعقولهم السخيفة، ما يخالف الأثر ».
• قال الهروي في ذم الكلام ت الأنصاري (١٢٩٥): وسمعت أحمد بن حمزة وأبا علي الحداد يقولان: « وجدنا أبا العباس أحمد بن محمد النهاوندي على الإنكار على أهل الكلام وتكفير الأشعرية. وذكرا عظم شأنه في الإنكار على أبي الفوارس القرماسيني وهجرانه إياه لحرف واحد ».
• وقال (١٢٩٦): سمعت أحمد بن حمزة يقول: « لما اشتد الهجران بين النهاوندي وأبي الفوارس، سألوا أبا عبد الله الدينوري، فقال: لقيت ألف شيخ على ما عليه النهاوندي ».
• وقال (١٣٠٦): وسمعت أبي يقول: سمعت أبا المظفر الترمذي هو حبال بن أحمد إمام أهل ترمذ: « يشهد عليهم بالزندقة -أي الأشعرية- ».
• وقال (١٣٠٧): وسمعت عبد الله بن محمد الكرماني الحنبلي، يقول: سمعت أبا القاسم العالمي فذكر بمعناه.
• وقال (١٣١٥): « ورأيت يحيى بن عمار ما لا أحصي من مرة على منبره يكفرهم ويلعنهم -أي الأشعرية-، ويشهد على أبي الحسن الأشعري بالزندقة، وكذلك رأيت عمر بن إبراهيم ومشائخنا ».
• وقال (١٣١٨): وسمعت بلال بن أبي منصور المؤذن، يقول: سمعت عمر بن إبراهيم، يقول: « لا تحل ذبائح الأشعرية، لأنهم ليسوا بمسلمين، ولا بأهل كتاب، ولا يثبتون في الأرض كتاب الله ».
• وقال (١٣٣٣): وسمعت إسماعيل بن أحمد البشوزقاني المتفقه، يقول: « سمعت الجنيد بن محمد أبو سعد الخطيب يشهد على الأشعري بالزندقة ».
• وقال (١٣٤٠): وسمعت عبد الله بن أبي نصر المؤدب، يقول: « ما صلى أبو نصر الصابوني على أبيه للمذهب - أي لأنه كان أشعري- ».
وهذه عينة بسيطة من العلماء وإلا فيوجد ابن قدامة والكرجي وعبد الغني وغيرهم، ولكن نكتفي بمن ذكرت لأنهم من المعاصرين لبداية ظهور الأشعرية.
#الأشعرية
لأهل النار خمس دعوات
• قال سعيد بن منصور في تفسيره (١٥٢٤): نا أبو معشر، عن محمد بن كعب، قال:
« لأهل النار خمس دعوات، يجيبهم الله عز وجل في أربع، فإذا كانت الخامسة لم يتكلموا بعدها أبدا:
يقولون: ﴿ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل﴾، فيجيبهم الله سبحانه: ﴿ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير﴾.
ثم يقولون: ﴿ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون﴾، فيجيبهم الله عز وجل: ﴿فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون﴾.
ثم يقولون: ﴿ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل﴾، فيجيبهم الله عز وجل: ﴿أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال﴾.
فيقولون: ﴿ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل﴾، فيجيبهم الله عز وجل: ﴿أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير﴾.
ثم يقولون: ﴿قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين * ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون﴾، فيجيبهم الله عز وجل: ﴿اخسئوا فيها ولا تكلمون﴾، فلا يتكلمون بعدها أبدا ».
#النار
#تفسير
أكثروا الاستغفار فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة
• قال ابن أبي الدنيا في التوبة (١٥٨): حدثني الحسن بن محبوب، ثنا أبو توبة، ثنا المعتمر، عن أبي سعيد، قال: سمعت الحسن، يقول: « أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، أينما كنتم فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة ».
#الاستغفار
===
العدم ما زدت على هذا، فإلى الله نبرأ من إله هذه صفته، وهذا أيضا مذهب واضح في إكفارهم.
ونكفرهم أيضا؛ أنهم لا يدرون أين الله، ولا يصفونه بأين الله، والله قد وصف نفسه بأين، ووصفه به الرسول ﷺ.
فقال: {الرحمن على العرش استوى}، {وهو القاهر فوق عباده} و{إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا} و{يخافون ربهم من فوقهم}، {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض} ونحو هذا، فهذا كله وصف بأين.
ووصفه رسول الله ﷺ بأين، فقال للأمة السوداء: «أين الله؟» قالت: في السماء، قال: «من أنا؟» قالت: أنت رسول الله، قال: «أعتقها؛ فإنها مؤمنة».
والأشعرية تكفر به، وهذا أيضا من واضح كفرهم، والقرآن كله ينطق بالرد عليهم، وهم يعلمون ذلك أو بعضهم، ولكن يكابرون، ويغالطون الضعفاء، وقد علموا أنه ليس من حجة أنقض لدعواهم من القرآن، غير أنهم لا يجدون إلى رفع الأصل سبيلا؛ مخافة الفضيحة إذا ردوه صراحة، وهم عند أنفسهم بما وصف الله به فيه نفسه جاحدون، قد رأينا بعض كبرائهم وسمعنا ذلك منهم منصوصا مفسرا.
ويقصدون أيضا بعبادتهم إلى إله ليس له مكان كالمعدوم كما تقدم تعالى الله عن كفرهم، وإله المصلين من المؤمنين الذين يقصدون إليه بعبادتهم؛ الرحمن الذي فوق السماء السابعة العليا، وعلى عرشه العظيم استوى، وله الأسماء الحسنى، تبارك اسمه وتعالى، فأي كفر أوضح مما حكيناه عنهم من سوء مذاهبهم، وما يزيد الزنادقة عليها شيئا.
* فإن قال قائل: أردت إرادة منصوصة في إكفار الأشعرية باسمهم، وهذا الذي ذكرت عن علي رضي الله عنه؛ في الزنادقة!
قلت: الزنادقة والأشعرية أمرهما واحد، ويرجعان إلى معنى واحد، ومراد واحد، وليس قوم أشبه بقوم منهم، بعضهم ببعض، وإنما يشبه كل صنف وجنس بجنسهم وصنفهم، فقد كان ينزل بعض القرآن خاصا في شيء فيكون عاما في مثله، وما أشبهه، فلم يظهر الأشعري وأصحاب الأشعري في زمن أصحاب رسول الله ﷺ وكبار التابعين؛ فيروى عنهم فيها أثر منصوص مسمى، ولو كانوا بين أظهرهم مظهرين آراءهم لقـتلوا كما قتل علي رضي الله عنه الزنادقة التي ظهرت في عصره، ولقتلوا كما قتـل أهل الردة، ألا ترى أن الجعد بن درهم أظهر بعض رأيه في زمن خالد القسري، فزعم أن الله عز وجل لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما، فـذبحه خالد بواسط يوم الأضحى على رؤوس من حضره من المسلمين، لم يعبه به عائب، ولم يطعن عليه طاعن، بل استحسنوا ذلك من فعله وصوبوه، وكذلك لو ظهر هؤلاء في زمن أصحاب رسول الله ﷺ، وكبار التابعين، ما كان سبيلهم عند القوم إلا الـقتل، كسبيل أهل الزندقة، وكما قـتل علي رضي الله عنه من ظهر منهم في عصره، وأحرقه.
ويكفي العاقل من الحجج في إكفارهم ما تأولنا فيه من كتاب الله، وروينا فيه عن علي وابن عباس، وما فسرنا من واضح كفرهم وفحش مذاهبهم شيئا شيئا، فأما إذ أبيتم أن تقبلوا إلا المنصوص فيهم، المقصود بها إليهم بجلاهم وأسمائهم، فسنذكر ذلك عن بعض من ظهر ذلك بين أظهرهم من العلماء:
• قال ابن منده في مجلس في الرد على الزنادقة (ص١٠): أخبرنا أبو عمرو، قال: حدثنا أبو حاتم، قال: حدثنا محمد بن موسى الحضرمي، قال: سمعت أحمد بن صالح المصري، وقلت له: « إن الكرابيسي، يقول: لفظنا بالقرآن مخلوق. فقال: كذب عدو الله ... فالقرآن كلام الله عز وجل غير مخلوق، فمن قال إنه مخلوق، فهو كافر بالله عز وجل، لو كان لي من الأمر شيء ما دفن في مقابر المسلمين، قلت: أي كفر؟ قال: كفر ينتقل عن الملة ».
• علق ابن منده: « وهذه صفة الأشعريين، تقول: ألفاظنا بالقرآن مخلوق، والمقروء والمتلو حكاية عن كلام الله، وأن ما بين الدفتين المكتوب حروفها مخلوقة، فهم قائلون بخلق القرآن عن غير تصريح ».
• وقال في (ص٦): « وهذه صفة الزنادقة الأشعرية، الذين ظهروا في هذا العصر، فأعرضوا عن الكتاب والأثر، واعتمدوا القياس، وقالوا بعقولهم السخيفة، ما يخالف الأثر ».
• قال ابن منده في قطعة من كتابه الرد على اللفظية (ص١٣) بعدما ذكر جمعا من الأئمة: « فهؤلاء الذين ذكرناهم من أئمة أهل الشرق والغرب: نجوم أهل الأرض، ومصابيح الهدى، الذابون عن دين الله، وبقولهم انطفئ نيران البدعة والضلالة، أجمعوا على تبديع اللفظية وكفرهم، وكذلك من قال بخلق الإيمان، ومن زعم أن المتلو من كتاب الله حكاية وعبارة عن كلام الله، كما زعمت المعطلة أن القرآن لم ينزل من السماء إنما نزل جبريل بحكاية منه لكلام الله، وبلغ المصطفى صلى الله عليه وسلم حكاية ما أتى به جبريل عن الله، وكذلك وصل إلينا جحودا منهم بالقرآن، وافتراء على الله ».
=====
* جماعة مقارنة الأديان والرد على الشيعة بالله عليكم لا تتلكموا فيما لا تحسنون فأنتم هكذا تفسدون أكثر مما تصلحون!
• قال ابن سعد في الطبقات ط الخانجي (٣٢٣/٧): أخبرنا عارم بن الفضل قال: أخبرنا حماد بن زيد، عن سفيان بن سعيد، عن رجل من أهل مكة عن عمر بن عبد العزيز قال: « من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح، ومن لم يعد كلامه من عمله كثرت خطاياه ».
#نصيحة
أما من رجلٍ رشيد من المخالفين لنا، ولديه تواصل مع الأستاذ وليد فيناصحه؟!
والله الأستاذ وليد يحوم حول التجهم وهو لا يشعر، وأعيذه بالله من هذا.
وقبل كل شيء: أرجو من الإخوة الرفق مع الأستاذ وليد، وأن لا يتعجلوا في إطلاق الأحكام، الأستاذ وليد له مقاطع واضح فيها أنه مثبت للصفات، ولكنه في مقطعه الأخير تكلم بكلام خطير جدًا وفيه تخبط كما هو واضح في الصورة أيضًا، وأنا أجزم أنه لا يعلم حقيقة ومآل ما يقول، لذلك ناصحوه ولا تستعجلوا في إطلاق الأحكام عليه بارك الله فيكم.
فأقول مستعينًا بالله:
يا أستاذ وليد، هداك الله ووفقك لكل خير، أنت تقول كلامًا ثم تنقضه في نفس السياق، والله المستعان.
أنت قلت في بداية كلامك: هل أنت مفوض؟ فأجبت: لا.
ثم تقول: ليس مطلوبًا منا معرفة ما إذا كانت هذه اليد على الحقيقة أم المجاز!
وهذا هو عين عقيدة المفوّضة الزنادقة يا أستاذ وليد!
فهم يقولون: نحن لا ندري معنى اليد، ونفوض مراد الله منها إليه.
ويا أستاذ وليد، إثبات الصفات لا يكون إثباتًا إن لم تقر بأنّ معنى الصفة هو ظاهرها الحقيقي!
فلله يد تليق بجلاله، لها هيئة وشكل وكيفية لا يعلمها إلا هو سبحانه، وتُرى بالعين إذا شاء الله أن يرينا إياها يوم القيامة، وفيها أصابع وكف، ويقبض بها ويبسط، ويطوي بها السماوات والأراضين، ويمس بها ما يشاء، وكتب بها التوراة، ومسح بها على ظهر آدم ﷺ، وغرس بها جنات عدن.
فهي يد حقيقية كبيرة جدًا جدًا إلى درجة أنّ السماوات والأرض في كف يده كالخردلة!
هذا هو الإثبات؛ نثبت المعنى ونفوض الكيف، فنحن لا نعلم كيف هي شكل يد الله وهيئتها؛ إذ أنّ معرفة كيفية الصفة فرع عن معرفة كيفية الموصوف، ونحن لا نعلم كيفية الله سبحانه وتعالى.
فلو سألتك: كيف هي شكل اليد؟ هكذا دون تخصيص.
عقلك يفهم معنى اليد، ولكن لم يحدد شكل أو كيفية معينة لليد لأنني لم أخصص أي يد أقصدها، فستسأل حينها: يد من أو ماذا؟!
فأقول لك: يد الأسد.
فحينها ستقوم بوصف كيفية يد الأسد لأنك تعرف كيف هو الأسد ابتداءًا.
أما لو قلت لك مثلا: صف لي كيفية يد مخلوق معين لم تكن قد رأيته من قبل في حياتك.
فحينها ستعجز عن وصف كيفية يده لأنك تجهل كيفية هذا المخلوق من الأصل، فعقلك يفهم معنى اليد، ولكنه عاجز عن تحديد كيفية يد المخلوق الذي سألتك عنه لأنك لا تعلم كيفية هذا المخلوق ولم تره من قبل أساسًا.
ولله المثل الأعلى، نحن لا نعلم كيفية ذاته سبحانه، لذلك لا نعلم كيفية يده جل وعلا، وهكذا الأمر في سائر صفاته سبحانه.
أما القول بتفويض معاني الصفات وعدم إثباتها على الحقيقة أو تأويلها = تجهم وكفر مخرج عن الملة!
وأنت في مقطعك جعلت الأمر وكأنه نزاع فروعي لا فائدة منه، والحق أنه صراع بين أتباع الأنبياء والرسل الذين يؤمنون بصفات ربهم على الحقيقة، وأتباع الجهم بن صفوان وبشر المريسي الزنديقان الذين يفوضون صفات الله سبحانه وتعالى ويأولونها؛ صراع كفر وإيمان يا أستاذ وليد، كفر وإيمان!
وفائدة قد تهمك يا أستاذ وليد بما أنك تقف على ثغر الرد على الرافضة، كتب الله أجرك وجزاك كل خير على ما تبذله:
هل تعلم لماذا قام الرافضة بتأليه علي رضي الله عنه؟!
لأنهم جهمية في أسماء الله وصفاته يا أستاذ وليد!
فهم نفوا جميع صفات الله سبحانه وتعالى عنه، والنفوس مجبولة على التوجه إلى خالقها، فحينما جعلوا من ربهم عدمًا لا يعلم له مكان، وليس له صفات؛ جعلوا لعلي صفات الإله وتوجهوا إليه بالعبادة!
ولذات السبب تجد عباد القبور إما أشعرية جهمية أو صوفية حلولية!
فهذا الباب يا أستاذ وليد أعظم أبواب الدين، ولا يوجد فرقة ضالة ضلت في هذا الباب إلا وانعكس ذلك على باقي الأبواب.
والله المستعان.
أسأل الله أن يهديك ويصلح حالك وأن تتريث قبل أن تتكلم في أبواب ليس عندك فيها علم، ففي عنقك مئات الآلاف من المسلمين الذين يثقون بك ويتابعونك، فاتق الله فيهم وفي نفسك.
ولا يعيب المرء أن يجلس لتعلم ما يجهله من أمور دينه، ولكن العيب كل العيب أن يأبى الاعتراف بخطأه ويكابر، وأنا أحسب أنك لست كذلك، وأنك مريد للحق بإذن الله.
والحمد لله رب العالمين.
• قال ابن العربي في شرح الترمذي (٤/١): « لم يكن قط في أمة من الأمم من انتهى إلى حد هذه الأمة من التصرف في التصنيف والتحقيق، ولا جاراها في مداها من التفريع والتدقيق، وتصنيف الكتب، وتدوين العلوم، وحفظ سنة نبيهم، أي: أقواله وأفعاله، فتدوين العلوم، وتصنيفها، وتقرير القواعد، وكثرة التفريع وفرض ما لم يقع، وبيان حكمه، وتفسير القرآن والسنة، واستخراج علوم الأدب، وتتبع كلام العرب أمر مندوب إليه، وأهله خير الخليقة ».
• قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (١/٩): « وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد ﷺ وجعله سلما إلى الدراية. فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة أهل الضلالات، وإنما الإسناد لمن أعظم الله عليه المنة أهل الإسلام والسنة، يفرقون به بين الصحيح والسقيم والمعوج والقويم وغيرهم من أهل البدع والكفار إنما عندهم منقولات يأثرونها بغير إسناد، وعليها من دينهم الاعتماد، وهم لا يعرفون فيها الحق من الباطل، ولا الحالي من العاطل. وأما هذه الأمة المرحومة وأصحاب هذه الأمة المعصومة: فإن أهل العلم منهم والدين هم من أمرهم على يقين، فظهر لهم الصدق من المين، كما يظهر الصبح لذي عينين ».
* وينظر: باب في بيان أهمية الإسناد وأنه الفاصل بين أصحاب الحديث وبين أهل البدع، وأن العلم ليس بشيء إذا لم يكن له إسناد.
#الإسناد
#الحديث
#أهل_الحديث
#دلائل_النبوة
إن الخير في الحديث
• قال اللالكائي في السنة (٣٠٧): أخبرنا أحمد بن علي بن لال الفقيه، قال: حدثنا عبد الرحمن بن حمدان، قال:
« كان معي رفيق بطرسوس وهو أبو علي بن خالويه، وكان معي في البيت، وكان قد أقبل على كتب الصوري والأنطاكي وأصحاب الكلام في الرقة، وكنت أنهاه فلا ينتهي، حتى كان ذات يوم جاءني، فقال: أنا تائب.
فقلت: أحدث شيء؟ قال: نعم، رأيت في هذه الليلة كأني دخلت البيت الذي نحن فيه، فوجدت رائحة المسك، فجعلت أتتبع الرائحة حتى وجدته يفوح من المحبرة. فقلت: إن الخير في الحديث ».
#الحديث
الحزن حزنان
• قال ابن أبي الدنيا في الهم والحزن (٣١): حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثني مسكين بن عبيد الصوفي، قال: حدثني المتوكل بن حسين العابد، قال: قال إبراهيم بن أدهم: « الحزن حزنان، فحزن لك، وحزن عليك فالحزن الذي هو لك حزنك على الآخرة، وخيرها، والحزن الذي هو عليك حزنك على الدنيا وزينتها ».
• قال أبو نعيم في الحلية (١٠/٤٨): حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، ثنا أبو تراب، قال: قال حاتم الأصم: « الحزن على وجهين، حزن لك وحزن عليك، فأما الذي عليك فكل شيء فاتك من الدنيا فتحزن عليه، فهذا عليك وكل شيء فاتك من الآخرة وتحزن عليه فهو لك.
تفسيره إذا كان معك درهمان فسقطا منك وحزنت عليهما فهذا حزن للدنيا وإذا خرجت منك زلة أو غيبة أو حسد أو شيء مما تحزن عليه وتندم فهو لك ».
#الدنيا
#الآخرة
#الحزن
باب استحباب صوم ستة أيام من شوال
• قال مسلم في صحيحه (١١٦٤): حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، وعلي بن حجر، - جميعا- عن إسماعيل، قال ابن أيوب: حدثنا إسماعيل بن جعفر، أخبرني سعد بن سعيد بن قيس، عن عمر بن ثابت بن الحارث الخزرجي، عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، أنه حدثه أن رسول الله ﷺ قال: « من صام رمضان، ثم أتبعه ستا من شوال، كان كصيام الدهر ».
* وينظر كتاب لطائف المعارف لابن رجب باب: وظائف شهر شوال←المجلس الأول في صيام شوال كله وإتباع رمضان بصيام ستة أيام من شوال.
#ستة_شوال
#الصوم
• وقال الدارمي في النقض ت الشوامي (١/٧٧):
وقال رسول الله ﷺ للأمة السوداء: «أين الله؟» قالت: في السماء فقال: «أعتقها فإنها مؤمنة».
فقول رسول الله ﷺ: «إنها مؤمنة»، دليل على أنها لو لم تؤمن بأن الله في السماء؛ لم تكن مؤمنة، وأنه لا يجوز في الرقبة إلا من يحد الله أنه في السماء، كما قال الله ورسوله.
(٢٩) فحدثنا أحمد بن منيع البغدادي الأصم، ثنا أبو معاوية، عن شبيب ابن شيبة، عن الحسن، عن عمران بن الحصين أن النبي ﷺ، قال لأبيه: «يا حصين، كم تعبد اليوم إلها؟ قال سبعة، ستة في الأرض، وواحدا في السماء، قال فأيهم تعده لرغبتك ولرهبتك؟ قال: الذي في السماء» .
فلم ينكر النبي ﷺ على الكافر إذ عرف أن إله العالمين في السماء، كما قاله النبي ﷺ.
فحصين الخزاعي في كفره يومئذ؛ كان أعلم بالله الجليل الأجل من المريسي وأصحابه، مع ما ينتحلون من الإسلام؛ إذ ميز بين الإله الخالق الذي في السماء، وبين الآلهة والأصنام المخلوقة التي في الأرض.
[ أين الله سبحانه وتعالى ؟ ]
• قال معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه: « كانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوانية، فاطلعت ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون لكني صككتها صكة، فأتيت رسول الله ﷺ فعظم ذلك علي، قلت: يا رسول الله، أفلا أعتقها؟ قال: ائتني بها، فأتيته بها فقال لها: أين الله؟ قالت: في السماء. قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة ».
- رواه مالك في الموطأ رواية يحيى (٢/٧٧٦)، والشافعي في الرسالة (١/٧٥)، وأحمد في مسنده (٢٣٧٦٢)، والبخاري في القراءة خلف الإمام (٤١)، ومسلم في صحيحه (٥٣٧).
• قال عبد الله بن أحمد في السنة (٥٩٦): حدثني أحمد بن سعيد الدارمي، قال: سمعت أبي، سمعت أبا عصمة، وسأله رجل عن الله، في السماء هو؟ فحدث بحديث النبي ﷺ: حين سأل الأمة أين الله؟ قالت في السماء، قال: «فمن أنا؟» قالت: رسول الله قال: «أعتقها فإنها مؤمنة» قال: سماها رسول الله ﷺ مؤمنة أن عرفت أن الله تعالى في السماء.
• قال البخاري رحمه الله في خلق أفعال العباد (١/٣٣): وقال ضمرة بن ربيعة، عن صدقة، سمعت سليمان التيمي، يقول: « لو سئلت أين الله؟ لقلت في السماء، فإن قال فأين كان عرشه قبل السماء؟ لقلت على الماء، فإن قال: فأين كان عرشه قبل الماء؟ لقلت لا أعلم ».
- رواه ابن أبي خيثمة في تاريخه كما في اجتماع الجيوش (١/١٨٣)، واللالكائي في السنة (٦٧١)، وابن قدامة في إثبات العلو (٧٥)، وصححه إسناده الذهبي في العرش (٢/٢٠٣).
• قال البخاري في في خلق أفعال العباد (٣٠/١): قال سعيد بن عامر: «الجهمية أشر قولا من اليهود والنصارى، قد اجتمعت اليهود والنصارى، وأهل الأديان أن الله عز وجل على العرش، وقالوا هم: ليس على العرش شيء ».
- رواه ابن أبي حاتم في السنة كما في اجتماع الجيوش (١/٣٢٧).
• قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (١/٣٩٥): والأمم كلها عربيها وعجميها، تقول: إن الله تعالى في السماء ما تركت على فطرها ولم تنقل عن ذلك بالتعليم ».
• قال الإمام الدارمي في النقض على المريسي ت الشوامي (١/٧٨): « وقد اتفقت الكلمة من المسلمين والكافرين أن الله في السماء، وحدوه بذلك إلا المريسي الضال وأصحابه، حتى الصبيان الذين لم يبلغوا الحنث قد عرفوه بذلك، إذا حزب الصبي شيء يرفع يديه إلى ربه يدعوه في السماء دون ما سواها، فكل أحد بالله وبمكانه أعلم من الجهمية ».
• قال ابن عبد البر في التمهيد ت بشار (٥/١٤٥): « ومن الحجة أيضا - في أنه عز وجل على العرش فوق السموات السبع -: أن الموحدين أجمعين، من العرب والعجم، إذا كربهم أمر، أو نزلت بهم شدة، رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون ربهم عز وجل. وهذا أشهر وأعرف عند الخاصة والعامة من أن يحتاج فيه إلى أكثر من حكايته؛ لأنه اضطرار لم يؤنبهم عليه أحد، ولا أنكره عليهم مسلم ».
#العلو
#الجهمية
#الأشاعرة
#السنة
#أئمة_السلف
من أراد تعزيز القناة أحتاج 7 تعزيزات فقط من أجل إضافة التفاعل بـ"جزاك الله خيرا" بدلا من الإعجابات وغيرها، فالدعاء خير منها.
هذا الرابط:
/channel/boost/alramle5
وجزاكم الله خيرا
لا تنسوا قراءة سورة الكهف
• عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال:
« ومن قرأ سورة الكهف كما أنزلت، ثم أدرك الدجال لم يسلط عليه ولم يكن له عليه سبيل ورفع له نور من حيث يقرأها إلى مكة ».
- مصنف عبد الرزاق (٧٣٠)، إسناده صحيح.
• وقال الإمام الشافعي رحمه الله:
« وأحب كثرة الصلاة على النبي -ﷺ- في كل حال، وأنا في يوم الجمعة، وليلتها أشد استحبابا، وأحب قراءة الكهف ليلة الجمعة، ويومها لما جاء فيها ».
- الأم (١/٢٣٩).
كحل بها عينك يا ابن رشدي
• قال الإمام الدشتي رحمه الله في إثبات الحد لله عز وجل (٥٦): أنشدنا الحافظ أبو الحجاج -من لفظه غير مرة-، أنبا الحافظ أبو الفرج ثابت ابن محمد بن أبي الفرج الشافعي المديني في كتابه، أنشدنا أبو عبد الله الحسين ابن عبد الملك بن الحسين الأديب -فيما أظن- وكان من عيون أدباء البلد، وكان من المرضيين للإمام أبي طاهر مطيار بن أحمد الرستمي، الذي قال الحافظ محمد بن عبد الواحد الدقاق في حقه: ما رأيت رجلا قط خيرا منه في هجو أهل البدع، قال:
الأشعرية ضلال زنادقة
إخوان من عبد العزى مع اللات
بربهم كفروا جهرا، وقولهم
إذا تدبرته أسوا المقالات
ينفون ما أثبتوا عودا ببدئهم
عقائد القوم من أوهى المحالات
#الأشعرية
• يذكر عن سفيان بن عيينة رحمه الله أنه قال: « لا يمنعن أحدكم من الدعاء ما يعلم من نفسه، فإن الله عز وجل: أجاب دعاء شر الخلق إبليس لعنه الله إذ قال: ﴿رب فانظرني إلى يوم يبعثون قال إنك من المنظرين﴾ ».
#الدعاء
أوصيك بما أوصى به النبي ﷺ معاذا
• قال البغوي في الجعديات (٣١٢): حدثنا علي، أنا شعبة قال: قلت للحكم: أوصني قال: أوصيك بما أوصى به النبي ﷺ معاذا: « اتق الله حيثما كنت، وخالق الناس بخلق حسن، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ».
- قلت حديث مرسل إلا أن معناه صحيح وله شواهد وقد جاء نحوه عن التابعي حكيم بن جبير:
• قال ابن أبي شيبة في مصنفه ت الشثري (٢٦٩٦٨): حدثنا وكيع، عن إسماعيل، عن حكيم بن جابر، قال: « قال رجل لرجل: أوصني قال: أتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس خلقًا حسنًا ».
#وصايا
======
• قال اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (٢/٣٦٤): « سياق ما دل من الآيات من كتاب الله تعالى وما روي عن رسول الله ﷺ والصحابة والتابعين على أن القرآن تكلم الله به على الحقيقة، وأنه أنزله على محمد ﷺ، وأمره أن يتحدى به، وأن يدعو الناس إليه، وأنه القرآن على الحقيقة. متلو في المحاريب، مكتوب في المصاحف، محفوظ في صدور الرجال، ليس بحكاية ولا عبارة عن قرآن، وهو قرآن واحد غير مخلوق وغير مجعول ومربوب، بل هو صفة من صفات ذاته، لم يزل به متكلما، ومن قال غير هذا فهو كافر ضال مضل مبتدع مخالف لمذاهب السنة والجماعة ».
• قال السجزي في الرد على من أنكر الحرف والصوت (١/١٥٥): وقال أبو محمد بن كلاب ومن وافقه، والأشعري وغيرهم: «القرآن غير مخلوق، ومن قال بخلقه كافر إلا أن الله لا يتكلم بالعربية، ولا بغيرها من اللغات ولا يدخل كلامه النظم، والتأليف، والتعاقب، ولا يكون حرفا ولا صوتا».
« فقد بان بما قالوه أن القرآن الذي نفوا الخلق عنه ليس بعربي، وليس له أول ولا آخر. ومنكر القرآن العربي وأنه كلام الله كافر بإجماع الفقهاء ومثبت قرآن لا أول له ولا آخر كافر بإجماعهم ».
• قال ابن بطة في الإبانة الكبرى (٥/٣١٧): « باب ذكر اللفظية والتحذير من رأيهم ومقالاتهم واعلموا رحمكم الله أن صنفا من الجهمية اعتقدوا بمكر قلوبهم، وخبث آرائهم، وقبيح أهوائهم، أن القرآن مخلوق، فكنوا عن ذلك ببدعة اخترعوها، تمويها وبهرجة على العامة، ليخفى كفرهم، ويستغمض إلحادهم على من قل علمه، وضعفت نحيزته، فقالوا: إن القرآن الذي تكلم الله به وقاله، فهو كلام الله غير مخلوق، وهذا الذي نتلوه ونقرؤه بألسنتنا، ونكتبه في مصاحفنا ليس هو القرآن الذي هو كلام الله، هذا حكاية لذلك، فما نقرؤه نحن حكاية لذلك القرآن بألفاظنا نحن، وألفاظنا به مخلوقة، فدققوا في كفرهم، واحتالوا لإدخال الكفر على العامة بأغمض مسلك، وأدق مذهب، وأخفى وجه، فلم يخف ذلك بحمد الله ومنه وحسن توفيقه على جهابذة العلماء والنقاد العقلاء، حتى بهرجوا ما دلسوا، وكشفوا القناع عن قبيح ما ستروه، فظهر للخاصة والعامة كفرهم وإلحادهم، وكان الذي فطن لذلك وعرف موضع القبيح منه الشيخ الصالح، والإمام العالم العاقل أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله، وكان بيان كفرهم بينا واضحا في كتاب الله عز وجل، وسنة نبيه محمد ﷺ ».
• قال قوام السنة في الحجة في بيان المحجة (٢/٢٠٣): أخبرنا أبو عمرو، قال: وحدثنا والدي، أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، نا أبو حاتم الرازي قال: « من كلام جهم بن صفوان، وحسين الكرابيسي، وداود ابن علي أن لفظهم القرآن مخلوق، وأن القرآن المنزل على نبينا ﷺ مما جاء به جبريل الأمين حكاية القرآن فجهمهم أبو عبد الله أحمد بن محمد ابن حنبل، وتابعه على تجهيمهم علماء الأمصار طرا أجمعون، لا خلاف بين أهل الأثر في ذلك ».
• قال الإمام ابن حامد في تهذيب الأجوبة (١/١٨): « وقد بين إمامنا رحمة الله عليه في القرآن أنه لا يشك ولا يوقف فيه، وأن القائلين بالحكاية والمحكى، واللفظ والملفوظ والتلاوة والمتلو زنادقة ».
• قال الهروي في ذم الكلام ت الأنصاري (١٢٩٥): وسمعت أحمد بن حمزة وأبا علي الحداد يقولان: « وجدنا أبا العباس أحمد بن محمد النهاوندي على الإنكار على أهل الكلام وتكفير الأشعرية. وذكرا عظم شأنه في الإنكار على أبي الفوارس القرماسيني وهجرانه إياه لحرف واحد ».
• وقال (١٢٩٦): سمعت أحمد بن حمزة يقول: « لما اشتد الهجران بين النهاوندي وأبي الفوارس، سألوا أبا عبد الله الدينوري، فقال: لقيت ألف شيخ على ما عليه النهاوندي ».
• وقال (١٣٠٦): وسمعت أبي يقول: سمعت أبا المظفر الترمذي هو حبال بن أحمد إمام أهل ترمذ: « يشهد عليهم بالزندقة ».
• وقال (١٣٠٧): وسمعت عبد الله بن محمد الكرماني الحنبلي، يقول: سمعت أبا القاسم العالمي فذكر بمعناه.
• وقال (١٣١٥): « ورأيت يحيى بن عمار ما لا أحصي من مرة على منبره يكفرهم ويلعنهم، ويشهد على أبي الحسن الأشعري بالزندقة، وكذلك رأيت عمر بن إبراهيم ومشائخنا ».
• وقال (١٣١٨): وسمعت بلال بن أبي منصور المؤذن، يقول: سمعت عمر بن إبراهيم، يقول: « لا تحل ذبائح الأشعرية، لأنهم ليسوا بمسلمين، ولا بأهل كتاب، ولا يثبتون في الأرض كتاب الله ».
• وقال (١٣٣٣): وسمعت إسماعيل بن أحمد البشوزقاني المتفقه، يقول: « سمعت الجنيد بن محمد أبو سعد الخطيب يشهد على الأشعري بالزندقة ».
• وقال (١٣٤٠): وسمعت عبد الله بن أبي نصر المؤدب، يقول: « ما صلى أبو نصر الصابوني على أبيه للمذهب -يعني لأنه كان أشعري- ».
قلت: فهؤلاء الذين أكفروهم في آخر الزمان وغيرهم ممن لم نذكر، وعلي بن أبي طالب، وابن عباس في أول الزمان، وأنزلاهم منزلة من بدل دينه، فاستحقوا القتل بتبديله.
ولئن كان أهل الجهل في شك من أمرهم، إن أهل العلم منهن لعلى يقين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
#الأشعرية
#المعطلة
باب في الاحتجاج في إكفار الأشعرية
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
الحمد لله، أما بعد:
لقد كثر تشنيع وتشغيب المخالفين المنافحين عن الأشعرية المنكرين لتكفيرهم، حتى خرج جهالهم فقالوا تكفيرهم ليس مذهب أهل السنة إنما هم مبتدعة من أهل القبلة، ويا ليتهم يبدعونهم ويلتزمون مذهبهم إنما يجعلونهم أئمة ويطعنون فيمن تكلم فيهم من أهل السنة، وما هذا إلا من الخذلان والخزي الذي أصابهم فنسأل الله العافية!
وأقول وبالله التوفيق: ما الأشعرية عندنا من أهل القبلة، وما نكفرهم إلا بكتاب مسطور، وأثر مأثور، وكفر مشهور.
▫️ أما الكتاب: فما أخبر الله عز وجل عن مشركي قريش، من تكذيبهم بالقرآن، فكان من أعظم ما أخبر عنهم من التكذيب؛ أنهم قالوا: هو مخلوق، كما قالت الأشعرية سواء، قال الوليد بن المغيرة المخزومي: {إن هذا إلا قول البشر} وهذا قول الأشعرية، إن هذا القرآن الذي بيننا إلا مخلوق وهو عبارة أو حكاية عن كلام الله القائم بنفسه.
وقول من قال: {إن هذا إلا إفك افتراه}، و{ن هذا إلا أساطير الأولين}، و{إن هذا إلا اختلاق}، معناهم في جميع ذلك ومعنى الأشعري في قوله؛ يرجعان إلى أنه مخلوق، ليس بينهما فيه من البون كغرز إبرة، ولا كقيس شعرة، فبهذا نكفرهم، كما أكفر الله به أئمتهم من قريش، وقال: {سأصليه سقر} إذ قال: {إن هذا إلا قول البشر}؛ لأن كل إفك، وتقول، وسحر، واختلاق، وقول البشر كله لا شك في شيء منه أنه مخلوق، فاتفق من الكفر بين الوليد بن المغيرة، والأشعري الكلمة، والمراد في القرآن أنه مخلوق، فهذا الكتاب الناطق في إكفارهم.
▫️وأما الأثر فيه:
• قال البخاري في صحيحه (٦٩٢٢): حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة قال: « أتي علي رضي الله عنه بزنادقة فأحـرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم، لنهي رسول الله ﷺ: ولقتلتهم، لقول رسول الله ﷺ: من بدل دينه فاقـتلوه ».
فرأينا هؤلاء الأشعرية أفحش زندقة، وأظهر كفرا، وأقبح تأويلا لكتاب الله ورد صفاته فيما بلغنا عن هؤلاء الزنادقة الذين قتلهم علي رضي الله عنه وحـرقهم.
فمضت السنة من علي وابن عباس رضي الله عنهما في قتـل الزنادقة؛ لما أنها كفر عندهما، وأنهم عندهما ممن بدل دين الله، وتأولا في ذلك قول رسول الله ﷺ: «من بدل دينه فأقتـلوه»، ولا يجب على رجل قـتل في قول يقوله، حتى يكون قوله ذلك كفرا، لا يجب فيما دون الكفر قـتل، إلا عقوبة فقط، فذاك الكتاب في إكفارهم، وهذا الأثر.
▫️ونكفرهم أيضا بكفر مشهور؛ وهو تكذيبهم بنص الكتاب، أخبر الله عز وجل أن القرآن كلامه، وادعت الأشعرية أنه خلقه، وأخبر الله عز وجل أنه كلم موسى تكليما، وقال هؤلاء لم يكلمه الله بنفسه، ولم يسمع موسى نفس كلام الله، إنما سمع كلاما خرج إليه من مخلوق، ففي دعواهم؛ دعا مخلوق موسى إلى ربوبيته فقال: {إني أنا ربك فاخلع نعليك} فقال له موسى -في دعواهم-: صدقت، ثم أتى فرعون يدعوه أن يجيب إلى ربوبية مخلوق، كما أجاب موسى -في دعواهم- فما فرق بين موسى وفرعون في مذهبهم في الكفر إذا؟! فأي كفر بأوضح من هذا؟!
وقال الله عز وجل: {إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} وقال هؤلاء: ما قال لشيء قط قولا وكلاما كن فكان، ولا يقوله أبدا، ولم يخرج منه كلام قط، ولا يخرج، ولا هو يقدر على الكلام -في دعواهم- فالصنم -في دعواهم- والرحمن بمنزلة واحدة في الكلام، فأي كفر بأوضح من هذا؟!
وقال الله عز وجل: {بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} و{ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} و{بيدك الخير إنك على كل شيء قدير}، وقال: {يد الله فوق أيديهم}.
قال هؤلاء: ليس لله يد، وما خلق آدم بيديه، إنما يداه نعمتاه ورزقاه، فادعوا في يدي الله أوحش مما ادعته اليهود {قالت اليهود يد الله مغلولة} وقالت الأشعرية: يد الله مخلوقة؛ لأن النعم والأرزاق مخلوقة لا شك فيها، وذاك محال في كلام العرب، فضلا أن يكون كفرا؛ لأنه يستحيل أن يقال: خلق آدم بنعمته ويستحيل أن يقال في قول الله عز وجل: {بيدك الخير}، بنعمتك الخير؛ لأن الخير نفسه هو النعم نفسها، ومستحيل أن يقال في قول الله عز وجل: {يد الله فوق أيديهم}؛ نعمة الله فوق أيديهم، وإنما ذكرنا ها هنا اليد، مع ذكر الأيدي في المبايعة بالأيدي فقال: {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه}، ويستحيل أن يقال {يداه مبسوطتان} نعمتاه، فكأن ليس له إلا نعمتان مبسوطتان، لا تحصى نعمه ولا تستدرك، فلذلك قلنا: إن هذا التأويل؛ محال من الكلام فضلا أن يكون كفرا.
ونكفرهم أيضا بالمشهور من كفرهم، أنهم لا يثبتون لله عز وجل وجها ولا سمعا ولا بصرا ولا علما ولا كلاما ولا صفة، إلا بتأويل ضلال افتضحوا وتبينت عوراتهم، يقولون: سمعه، وبصره، وعلمه، وكلامه؛ بمعنى واحد، وهو ليس في مكان ولا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال وهذا هو العدم بعينه فلو أردت أن تصف
===
الحمد لله والصلاة والسلام على رسل الله وبعد:
الأستاذ زين خير الله أوردوا عليه استشكال في صفة النزول، ولأنه طبعا متصدر ويأبى أن يقول لا أدري، كان من جوابه أن عطل صفة النزول، فنفى المعنى الذي هو الحركة أو الهبوط وجعلها من "خصائص المخلوق"، بل صرح كما في آخر المقطع أن الاشتراك بين صفات الله وصفات المخلوقين لفظي !! ولعمري أنه ما كان ليعبر عن مذهب المفوضة الجهمية بأبلغ من هذا !!
وأقول للأخ زين -هداه الله-:
أولا: ليست الحركة والنزول من خصائص المخلوق، بل هي معاني معقولة وهي حقيقة النزول، ويثبتها أهل السنة مع تفويض الكيفية، قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي:
«الحي القيوم يفعل ما يشاء، ويتحرك إذا شاء، ويهبط ويرتفع إذا شاء، ويقبض ويبسط، ويقوم ويجلس إذا شاء؛ لأن أمارة ما بين الحي والميت التحرك».
«والله تبارك وتعالى سميع لا يشك، بصير لا يرتاب، عليم لا يجهل، جواد لا يبخل، حليم لا يعجل، حفيظ لا ينسى، يقظان لا يسهو، رقيب لا يغفل، يتكلم ويتحرك».
«قوله: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة)
حجة على الجهمية واضحة فيما ينكرون من الحركة والنزول إلى سماء الدنيا وأشباه ذلك».
«وقد صرح أئمة هذا القول بأنه "يتحرك" كما ذكر ذلك حرب الكرماني عن أهل السنة والجماعة وسمى منهم: أحمد بن حنبل؛ وسعيد بن منصور وإسحاق بن إبراهيم وغيرهم. وكذلك ذكره عثمان بن سعيد الدارمي عن أهل السنة وجعل نفي الحركة عن الله هز وجل من أقوال الجهمية التي أنكرها السلف وقال: كل حي متحرك وما لا يتحرك فليس بحي وقال بعضهم: إذا قال لك الجهمي: أنا كافر برب يتحرك. فقل: أنا مؤمن برب يفعل ما يشاء. وهؤلاء يقولون من جعل هذه الأفعال غير ممكنة ولا مقدورة له فقد جعله دون الجماد فإن الجماد وإن كان لا يتحرك بنفسه فهو يقبل الحركة في الجملة. وهؤلاء يقولون: إنه تعالى لا يقبل ذلك بوجه ولا تمكنه الحركة والحركة والفعل صفة كمال كالعلم والقدرة والإرادة».
لا تخص في السلام واجعله عاما
• قال البخاري في الأدب المفرد ت عبد الباقي (١٠٣٧): حدثنا مطر قال: حدثنا روح بن عبادة قال: حدثنا بسطام قال: سمعت معاوية بن قرة قال: قال لي أبي: « يا بني، إذا مر بك الرجل فقال: السلام عليكم، فلا تقل: وعليك، كأنك تخصه بذلك وحده، فإنه ليس وحده، ولكن قل: السلام عليكم ».
• قال ابن أبي شيبة في مصنفه ت الشثري (٢٧٣٤٣): - حدثنا ابن علية عن الجلد بن أيوب عن معاوية بن قرة قال: أوصاني أبي قال: « إذا سلم عليك، فلا تقل: وعليك، قل: وعليكم، فإن معه ملائكة ».
#السلام
الإسناد خصيصة هذه الأمة ودليل من دلائل النبوة
• قال أحمد في مسنده (٢٩٤٥): حدثنا أسود بن عامر، حدثنا أبو بكر، عن الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: « تسمعون، ويسمع منكم، ويسمع ممن يسمع منكم ».
- قلت: إسناده جيد، وفيه إخبار النبي ﷺ عن رواية الإسناد في الأمة وأن هذا الدين محفوظ ينتقل من جيل إلى جيل وهذا من أعظم أدلة النبوة.
• قال ابن قتيبة في أعلام رسول الله المنزلة على رسله ١/٢٦٨): « وليس لأمة من الأمم إسناد كإسنادهم؛ رجل عن رجل، وثقة عن ثقة، حتى يبلغ بذلك رسول الله وأصحابه ﷺ، فيتبين بذلك الصحيح من السقيم، والمتصل من المنقطع، والمدلس والسليم ».
• قال البيهقي في المدخل ت عوامة (٥٦٥): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في «التاريخ»، قال: سمعت أبا الخطاب محمد بن خلف بن جعفر البلخي ببخارى يقول: سمعت القاسم ابن بندار الهمذاني يقول: سمعت أبا حاتم الرازي يقول: « لم يكن في أمة من الأمم مذ خلق الله آدم، أمة يحفظون كتاب نبيهم غير هذه الأمة، فقال رجل: يا أبا حاتم، أهل الحديث ربما رووا حديثا لا أصل له، ولا يصح! فقال: علماؤهم يعرفون الصحيح من السقيم، فروايتهم الحديث الواهي للمعرفة، ليتبين لمن بعدهم أنهم ميزوا الآثار وحفظوها، ثم قال: رحم الله أبا زرعة، كان والله مجدا مجتهدا في حفظ آثار رسول الله ﷺ ».
• قال الخطيب في شرف أصحاب الحديث (٤٠/١): أخبرني أبو بكر محمد بن المظفر بن علي الدينوري المقرئ، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، قال: سمعت أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي السرخسي يقول: سمعت محمد بن حاتم بن المظفر، يقول: « إن الله أكرم هذه الأمة وشرفها وفضلها بالإسناد، وليس لأحد من الأمم كلها، قديمهم وحديثهم، إسناد، وإنما هي صحف في أيديهم، وقد خلطوا بكتبهم أخبارهم، وليس عندهم تمييز بين ما نزل من التوراة والإنجيل مما جاءهم به أنبياؤهم، وتمييز بين ما ألحقوه بكتبهم من الأخبار التي أخذوا عن غير الثقات ».
• علق الخطيب قائلا: « وهذه الأمة إنما تنص الحديث من الثقة المعروف في زمانه، المشهور بالصدق والأمانة عن مثله حتى تتناهى أخبارهم، ثم يبحثون أشد البحث حتى يعرفوا الأحفظ فالأحفظ، والأضبط، فالأضبط، والأطول مجالسة لمن فوقه ممن كان أقل مجالسة. ثم يكتبون الحديث من عشرين وجها وأكثر حتى يهذبوه من الغلط والزلل، ويضبطوا حروفه ويعدوه عدا. فهذا من أعظم نعم الله تعالى على هذه الأمة. نستوزع الله شكر هذه النعمة، ونسأله التثبيت والتوفيق لما يقرب منه ويزلف لديه، ويمسكنا بطاعته، إنه ولي حميد، فليس أحد من أهل الحديث يحابي في الحديث أباه، ولا أخاه، ولا ولده. وهذا علي بن عبد الله المديني، وهو إمام الحديث في عصره، لا يروى عنه حرف في تقوية أبيه بل يروى عنه ضد ذلك. فالحمد لله على ما وفقنا ».
• قال أبو سعد السمعاني في أدب الإملاء (١/٦): أخبرنا أبو سعد محمد بن جامع الصيرفي إجازة بنيسابور، قال: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الأديب إجازة، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، أنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن عبد الله العنبري، سمعت عبد الله بن محمد بن عبد السلام، يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، يقول: « كان عبد الله بن طاهر إذا سألني عن الحديث فذكرته بلا إسناد سألني عن إسناده، ويقول: رواية الحديث بلا إسناد من عمل الذمي، فإن إسناد الحديث كرامة من الله عز وجل لأمة محمد ﷺ ».
• قال الخطيب في شرف أصحاب الحديث (٤٠/١): أخبرنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز، بهمذان، قال: حدثنا صالح بن أحمد الحافظ، قال: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد يقول: « بلغني أن الله، خص هذه الأمة بثلاثة أشياء، لم يعطها من قبلها الإسناد والأنساب والإعراب ».
• قال ابن حزم في الفصل في الملل والأهواء والنحل (٢/٦٨) وهو يذكر أقسام النقل عند المسلمين: « ما نقله الثقة عن الثقة كذلك حتى يبلغ إلى النبي ﷺ يخبر كل واحد منهم باسم الذي أخبره ونسبه وكلهم معروف الحال والعين والعدالة والزمان والمكان على أن أكثر ما جاء هذا المجيء فإنه منقول نقل الكواف إما إلى رسول الله ﷺ من طرق جماعة من الصحابة رضي الله عنهم وإما إلى الصاحب وإما إلى التابع وإما إلى أمام أخذ عن التابع يعرف ذلك من كان من أهل المعرفة بهذا الشأن والحمد لله رب العالمين وهذا نقل خص الله تعالى به المسملين دون سائر أهل الملل كلها وبناه عندهم غضا جديدا على قديم الدهور مد أربعمائة عام وخمسين عاما في المشرق والمغرب والجنوب والشمال يرحل في طلبه من لا يحصى عددهم إلا خالقهم إلى الآفاق البعيدة ويواظب على تقييده من كان الناقد قريبا منه قد تولى الله تعالى حفظه عليهم والحمد لله رب العالمين فلا تفوتهم زلة في كلمة فما فوقها في شيء من النقل إن وقعت لأحدهم ولا يمكن فاسق أن يقحم فيه كلمة موضوعة ولله تعالى الشكر ».
في كراهية مصارف المياه على الطريق، وكراهية رمي الحيوانات الميتة في المزابل والطرقات
• قال أبو طالب المكي في كتابه قوت القلوب (١/٢٨٧): « ومما كرهه السلف طرح السنور -القطة- والدابة على المزابل في الطرقات فيتأذى المسلمون بروائح ذلك، وكان شريح وغيره إذا مات لهم سنور دفنوها في دورهم ومثله إخراج الميازيب وصيها إلى الطرقات، وكان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وأهل الورع يجعلون ميازيبهم إلى داخل دورهم ».
- ميازيب: المصارف اليوم التي ينزل بها الماء من الأعلى إلى الأسفل.
• قال عبد الرزاق في مصنفه ط التأصيل (١٩٦٤٩): عن الثوري، عن واصل، عن الشعبي، « أن عليا كان يأمر بالمثاعب -الميازيب- والكنف -مكان قضاء الحاجة- تقطع عن طريق المسلمين ».
• قال ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (٣٤٥): حدثنا إسحاق بن إسماعيل، نا جرير، عن أبي حيان التيمي، عن أبيه قال: « كانت مرازيب شريح في داره، وكان إذا مات له سنور دفنه في داره كراهية أن يؤذي به أحدا ».
• وقال (٣٤٤): حدثنا أبو حفص الصفار، نا جعفر بن سليمان، نا أسماء بن عبيد، قال: قال عائذ بن عمرو المزني: « لأن يصب طستي في حجلتي أحب إلي من أن يصب في طريق المسلمين. وكان لا يخرج إلى الطريق من داره ماء ولا ماء السماء. قال: « فرئي له أنه من أهل الجنة، فقيل: بم؟ فقيل: بكفه أذاه عن المسلمين ».
• قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (٣٠/٤٠٢): « وذكر أبو بكر المرذوي في «كتاب الورع» آثارا في ذلك. منها ما نقله المرذوي عن أحمد أنه سقف له دارا وجعل ميزابها إلى الطريق فلما أصبح قال: ادع لي النجار حتى يحول الماء إلى الدار. فدعوته له فحوله وقال: إن يحيى القطان كانت مياهه في الطريق فعزم عليها وصيرها إلى الدار ».
#الورع
#فقه
• قال الإمام عبد الله بن أبي بكر بن حزم رحمه الله:
« وكان يقال: أفضل الناس في يوم الجمعة، أكثرهم صلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ».
- المصنف لعبد الرزاق (٥٤٨٨) وإسناده صحيح.
مستفاد
#الجمعة
أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد
• قال الإمام مسلم في صحيحه (٤٨٢): وحدثنا هارون بن معروف، وعمرو بن سواد، قالا: حدثنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عمارة بن غزية، عن سمي مولى أبي بكر، أنه سمع أبا صالح ذكوان يحدث عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: « أقرب ما يكون العبد من ربه، وهو ساجد، فأكثروا الدعاء ».
* تصديقه في كتاب الله عز وجل:
• قال الإمام الشافعي في الأم (١/١٣٨): أخبرنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: « أقرب ما يكون العبد من الله عز وجل إذا كان ساجدا ألم تر إلى قوله عز ذكره ﴿واسجد واقترب﴾، يعني افعل واقرب ».
#الصلاة
#تفسير