[ قصة توبة عابد صنم وإسلامه ]
• قال ابن قدامة في التوابين (١٢٨): وحكي عن عبد الواحد بن زيد قال: كنت في مركب فطرحتنا الريح إلى جزيرة وإذا فيها رجل يعبد صنما فقلنا له: يا رجل! من تعبد؟ فأومأ إلى الصنم.
فقلنا: إن معنا في المركب من يسوي مثل هذا وليس هذا إله يعبد.
قال: فأنتم لمن تعبدون؟ قلنا: الله.
قال: وما الله؟ قلنا: الذي في السماء عرشه وفي الأرض سلطانه وفي الأحياء والأموات قضاؤه.
فقال: كيف علمتم له؟ قلنا: وجه إلينا هذا الملك رسولا كريما فأخبر بذلك.
قال: فما فعل الرسول؟ قلنا: أدى الرسالة ثم قبضه الله.
قال: فما ترك عندكم علامة؟ قلنا: بلى ترك عندنا كتاب الملك.
فقال: أروني كتاب الملك فينبغي أن تكون كتب الملوك حسانا.
فأتيناه بالمصحف فقال: ما أعرف هذا فقرأنا عليه سورة من القرآن فلم نزل نقرأ ويبكي حتى ختمنا السورة. فقال: ينبغي لصاحب هذا الكلام أن لا يعصى ثم أسلم.
وحملناه معنا وعلمناه شرائع الإسلام وسورا من القرآن وكنا حين جننا الليل وصلينا العشاء وأخذنا مضاجعنا قال: لنا يا قوم! هذا الإله الذي دللتموني عليه إذا جنه الليل ينام؟ قلنا: لا يا عبد الله هو عظيم قيوم لا ينام.
قال: بئس العبيد أنتم تنامون ومولاكم لا ينام؟ فأعجبنا كلامه.
فلما قدمنا عبادان قلت لأصحابي: هذا قريب عهد بالإسلام فجمعنا له دراهم وأعطيناه فقال: ما هذا؟ قلنا تنفقها فقال: لا إله إلا الله! دللتموني على طريق سلكتموها أنا كنت في جزائر البحر أعبد صنما من دونه ولم يضيعني يضيعني وأنا أعرفه!.
فلما كان بعد أيام قيل لي: إنه في الموت فأتيته فقلت له: هل من حاجة فقال: قضى حوائجي من جاء بكم إلى جزيرتي.
قال: عبد الواحد فحملتني عيني فنمت عنده فرأيت مقابر عبادان روضة وفيها قبة وفي القبة سرير عليه جارية لم ير أحسن منها فقالت: سألتك بالله إلا ما عجلت به فقد اشتد شوقي إليه فانتبهت وإذا به قد فارق الدنيا.
فقمت إليه فغسلته وكفنته وواريته.
فلما جن الليل نمت فرأيته في القبة مع الجارية وهو يقرأ: ﴿والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار﴾ [الرعد: ٢٣ – ٢٤].
#قصة