_
(لكلّ حافظٍ للقُرآن ، أو طالبٍ للعلم..)
اغضُض من صوتك ما دمت في غمار إنجازك ، ولا تُجلِب بصوتك ليرى النّاس سيرَك ، ففي الجلبة العثْرة!
ومن أكثر الحديث عن نيّته انقطعت به ، ومن سكتَ عن غراسِه تكلّمت عنه ثمَاره ، وما استعان أحدٌ على الإتقان بخيرٍ من الكِتمَان..
(لكل مُسَوِّف ضعِيف الهِمَّة )
إذا كُنتَ تُؤذى بحرِّ المَصِيف
ويبس الخريف وبَرْدِ الشَّتَا
ويُلْهِيكَ حُسْنُ زَمَانِ الرَّبيع
فَأَخَذُكَ لِلْعِلْمِ قُل لي مَتَى ؟
(تهذيب السير ٣/ ١٣٢٥ ).
( من أبلغ الوصايا )
- وصية الخضر لموسى عند فراقهما حيث قال: إياك والعجب بنفسك، والتفريط فيما بقي من عمرك، واحذر من لا يغفل عنك.
|تفسير مقاتل بن سليمان|
( الفلاح في نشر العلم وإفادة الطلبة)
- قَالَ أَحْمَدُ لِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ: أَفِدْ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ وَأَكْرِمْهُمْ، فَإِنَّ إبْرَاهِيمَ بْنَ بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ لَمْ يَكُنْ يُفِيدُ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ وَيَجْفُوهُمْ فَلَمْ يُفْلِحْ.
|الآداب الشرعية|
(إنني أخاف العُجب)
- إن الحافظ عبد الغني رَحمَهُ اللَّهُ (ت: ٦٠٠) سُئِل : لَمْ لا تقرأ الأحاديث من غَيْر كتاب؟ فَقَالَ : إنني أخاف العُجب.
|ذيل الطبقات|
( الهمة )
- قال ثعلب رَحمه الله: ما فقدتُ إِبْرَاهِيم الحربي رحمه الله من مجلس نحو أو لُغةٍ خمسين سنة.
|طبقات الحنابلة |
(التَّقي من أُعطي ذاكرة قوية فاستعملها في طاعة الله )
- عن أبي زرعة -رَحِمَهُ الله-: أنه قال : إن في بيتي ما كتبته منذ خمسين سنة، ولم أطالعه منذ كتبته وإني أعلم في أي كتاب هو، وفي أي ورقة هو، في أي صفحة هو، في أي سطر هو، وما سمعت أذني شيئًا من العلم إلا وعاه قلبي، وإني أمشي في سوق بغداد فأسمع من الغرف صوت المغنيات فأضع إصبعي في أذني مخافة أن يعيه قلبي.
|المنتظم (۱۲/۱۹٤).|
- عن كثير بن مرة - رَحِمَهُ اللَّهُ - قال: لا تحدث الباطل الحكماء فيمقتوك، ولا تحدث الحكمة للسفهاء، فيكذبوك، ولا تمنع العلم أهله، فتأثم،
ولا تضعه في غير أهله فتجهل.
إن عليك في علمك حقا، كما أن عليك في مالك حق.
|مسند الدارمي (۳۹۰)|
(استغلال الطالب وقته، وإفادة من لقي)
- قال عَبْد الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ - رحمه الله تعالى -:
• كَانَ يقَالُ إِذَا لَقِيَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَوْقَهُ فِي الْعِلْمِ كَانَ يَوْمَ غَنِيمَةٍ..
• وَإِذَا لَقِيَ مِنْ هُوَ مِثْلَهُ دَارَسَهُ، وَتَعْلَمَ مِنْهُ..
• وَإِذَا لَقِيَ مِنْ هُوَ دُونَهُ تَوَاضَعَ لَهُ وَعَلَّمَهُ..
|حلية الأولياء|
( شتّان ما بين العالِمَين )
- عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: الْعُلَمَاءُ ثَلَاثَةٌ:
عَالِمٌ بِاللَّهِ يَخْشَى اللَّهَ لَيْسَ بِعَالِمٍ بِأَمْرِ اللَّهِ،
وَعَالِمٌ بِاللَّهِ عَالِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ يَخْشَى اللَّهَ، فَذَاكَ الْعَالِمُ الْكَامِلُ،
وَعَالِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَيْسَ بِعَالِمٍ بِاللَّهِ لَا يَخْشَى اللَّهَ، فَذَلِكَ الْعَالِمُ الْفَاجِرُ.
|مسند الدارمي|
-
اصبر على مر الجفا من معلم
فإن رسوخ العلم في نفراتـه
فمن لم يذق مر التعلم ساعة
تجرع كأس الجهل طول حياته
ومن فاته التعليم وقـت شـبـابه
فكـبر علـًيه أربــعًــا لوفاتـــه
حياة الفتى والله بالعلم والتقى
إذا لم يكونا لاعتبار لذاته
-
(تواضع العالم _ وهيبة التلاميذ له)
- قال المروي كان مالك إذا جلس معنا كأنه واحد ينبسط معنا في الحديث وهو أشد تواضعاً منا له. فإذا أخذ في الحديث تهيبنا كلامه كأنه ما عرفنا ولا عرفناه.
|ترتيب المدارك|
( تعظيم العلماء وإجلالهم )
- قال الزهري: كنت آتي باب عروة بن الزبير فأجلس بالباب، ولو شئت أن أدخل لدخلت، ولكن إجلالا له.
|مسند الدارمي|
- وذكر رجل عند بعض السلف عالمًا بشيء فقال: مه لا تذكر العلماء بشيء، فيميت الله قلبك.
|ابن أبي الدنيا|
- وسئل ابن المبارك رَحِمَهُ اللهُ : بحضور سفيان بن عيينة عن مسألة، فقال : إنَّا نهينا أن نتكلم عند أكابرنا.
||تهذيب السير ٢/ ٧٧٢.|
( لا يأتِي الحِفظ في عجَلة، فانظُرُوا إلى مُكَابَدة الحُفَّاظ وجُهدِهِم)
- عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ: «كَانَ قَتَادَةُ إِذَا سَمِعَ الْحَدِيثَ يَخْتَطِفُهُ اخْتِطَافًا، وَكَانَ إِذَا سَمِعَ الْحَدِيثَ لَمْ يَحْفَظْهُ أَخَذَهُ الْعَوِيلُ وَالزَّوِيلُ حَتَّى يَحْفَظَهُ».
| الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع |
• { الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ } :
- حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: هَذَا فِي الْعِلْمِ لَيْسَ لِلدُّنْيَا مِنْهُ شَيْءٌ.
| تفسير ابن أبي حاتم |
- تذكرة:
إذا صعب عليك الحفظ وتكاسلت عنه فلا أقلّ من الإكثار من القراءة، كثرة القراءة تركز في الذهن المعلومة وإن لم يحفظها الإنسان بلفظها.
(صِفة طالب العِلم النَّجيب)
- كان عمرُ يقولُ: ابن عبَّاسٍ فَتى الكُهولِ، له لسانٌ سَئولٌ، وقلبٌ عَقولٌ.
| الاستيعاب لابن عبد البر |
« إنَّما العِلم حدَّثنا وأخبرنا »
كُلُّ الْكَلَامِ سِوَى الْقُرْآنِ زَنْدَقَةٌ
إِلَّا الْحَدِيثَ وَإِلَّا الْفِقْهَ فِي الدِّينِ
وَالْعِلْمُ مُتَّبَعٌ مَا كَانَ حَدَّثَنَا
وَمَا سِوَى ذَاكَ وَسْوَاسُ الشَّيَاطِينِ.
(غزارة علم الإمام الشافعي)
- قال المزني: لو كنا نفهم عن الشافعي كل ما يقول، لأتيناكم عنه بصنوف من العلم. ولكنا لم نكن نفهم.
|ترتيب المدارك|
- قال الشاعر:
وَمَا مِنْ كَاتِبٍ إِلَّا سَتَبْقَى ... كِتَابَتُهُ وَإِنْ بَلِيَتْ يَدَاهُ
فَلَا تَنْسَخْ بِخَطِّكَ غَيْرِ عِلْمٍ ... يَسُرُّكَ فِي الْعَوَاقِبِ أَنْ تَرَاهُ.
|المجالسة وجواهر العلم|
( كان هذا الفتى أعقل مني _ الهمة في طلب العلم)
- عن ابن عباس قال : لما توفي رسول الله ، قلت لرجل من الأنصار يا فلان هلم فلنسأل أصحاب النبي ، فإنهم اليوم كثير .
فقال: واعجبا لك يا ابن عباس، أترى الناس يحتاجون إليك، وفي الناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من ترى؟
فترك ذلك، وأقبلت على المسألة، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتيه، وهو قائل، فأتوسد ردائي على بابه، فتَسْفِي الريح على وجهي التراب، فيخرج فيراني، فيقول: يا ابن عم رسول الله ما جاء بك؟ ألا أرسلت إلي فآتيك؟ فأقول : لا ، أنا أحق أن آتيك، فأسأله عن الحديث.
قال: فبقي الرجل حتى رآني، وقد اجتمع الناس علي، فقال: كان هذا الفتى أعقل مني.
|مسند الدارمي (٥٩٠)|
( مثل السفهاء )
- قال مالك بن دينار رَحِمَهُ اللهُ : يا هؤلاء إن الكلب إذا طرح إليه الذهب والفضة لم يعرفهما، وإذا طرح إليه العظم أكب عليه، كذلك سفهاؤكم لا يعرفون الحق.
| تهذيب الحِلْية (١/٤١٩) |
( للإتقان والمثابرة والترقي )
- اعلم أنه : أمامك أمور لابد من مراعاتها في كل من تطلبه:
۱ - حفظ مختصر فيه.
۲ - ضبطه على شيخ متقن.
٣- عدم الاشتغال بالمطولات وتفاريق المصنفات
قبل الضبط والإتقان لأصله وتحرير مسائله.
٤- لا تنتقل من مختصر إلى آخر بلا موجب، فهذا من باب الضجر، والسآمة، والملل.
٥ - اقتناص الفوائد والضوابط العلمية.
- ولا سبيل إلى أن تصير طالب علم جاداً «إلا بإدمان الطلب، والفحص عن هذا الشأن، وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف، والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والإتقان وإلا تفعل:
فدع عنك الكتابة لست منها ولو سودت وجهك بالمداد..
(الْعُلَمَاءُ ثَلَاثَةٌ...)
- عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ،: «الْعُلَمَاءُ ثَلَاثَةٌ، فَرَجُلٌ عَاشَ فِي عِلْمِهِ، وَعَاشَ مَعَهُ النَّاسُ فِيهِ، وَرَجُلٌ عَاشَ فِي عِلْمِهِ، وَلَمْ يَعِشْ مَعَهُ فِيهِ أَحَدٌ، وَرَجُلٌ عَاشَ النَّاسُ فِي عِلْمِهِ، وَكَانَ وَبَالًا عَلَيْهِ»
| مسند الدارمي |
( فَمَعَ مَنْ الْعَيْشُ؟ )
- قَالَ حَنْبَلٌ سَمِعْت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: إنَّمَا يَحْيَا النَّاسُ بِالْمَشَايِخِ، فَإِذَا ذَهَبَ الْمَشَايِخُ فَمَاذَا بَقِيَ؟
- وعَنْ أَحْمَدَ قَالَ الْبُخَارِيُّ: سَمِعْت أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: إنَّمَا النَّاسُ بِشُيُوخِهِمْ فَإِذَا ذَهَبَ الشُّيُوخُ فَمَعَ مَنْ الْعَيْشُ؟
|الآداب الشرعية|
( إن من شكر العلم نسبته لمن علمك إياه )
- عن أبي عبيد القاسم بن سلّام قال: إن من شكر العلم: أن تقعدَ مع قوم فيذكرون شيئًا لا تُحسِنه فتتعلَّمُه منهم، ثم تقعدَ بعد ذلك في موضع آخر فيذكرون ذلك الشيء الذي تعلمتَه فتقول: والله ما كان عندي في هذا شيء حتى سمعت فلانًا يقول كذا وكذا، فتعلَّمته، فإذا فعلتَ ذلك فقد شكرت العلم.
|المدخل إلى السنن الكبرى|
(التواضع للعالم وخدمته بالنفس)
قال الزهري: خدمت عبيد الله بن عبد الله بن عتبة حتى إن خادمه ليخرج فيقول: من بالباب؟ فتقول الجارية: غلامك الأعيمش _فتظن أني غلامه_ وإن كنت لأخدمه حتى لأستقي منه وضوءه.
| تهذيب الحلية |
(ينبغي للعلم أن يُتَّبع حيث ما كان)
- قال نافع بن جبير لعلي بن الخسين رحمه الله : غفر الله لك ! انت سيد الناس وأفضلهم، تذهب إلى هذا العبد فتجلس معه - يعني زيد بن أسلم فقال: إنه ينبغي للعلم أن يُتَّبع حيث ما كان.
|تهذيب الحلية ١/٤٨٦ .|
(الوقت قيمة، والعاقل من حافظ عليه !!)
- لا ينَال طالِب العِلم بُغيته مِن العِلم؛ إلّا بحِفظ وقتِه، وكَان السّلف يحفَظون أوقَاتهم..
- فقد روى ابن المبارك في الزهد: عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا كَانَ أَحَدُهُمْ أَشَحَّ عَلَى عُمُرِهِ مِنْهُ عَلَى دَرَاهِمِهِ وَدَنَانِيرِهِ»
(من آداب الاستماع للشَّيخ)
- ولا ينبغي للطالب أن يكرر سؤال ما يعلمه ولا استفهام ما يفهمه؛ فإنه يضيع الزمان وربما أضجر الشيخ.
قال الزهري: إعادة الحديث أشد من نقل الصخر، وينبغي أن لا يقصر في الإصغاء والتفهم أو يشتغل ذهنه بفكر أو حديث ثم يستعيد الشيخ ما قاله لأن ذلك إساءة أدب بل يكون مصغيًا لكلامه حاضر الذهن لما يسمعه من أول مرة.
|تذكرة السامع والمتكلم|