في الشمال السوري، حيث الأرض لا تمل من احتضان دموع المسلمات، ولا السماء تتوقف عن صب نيران القصف، تجد النساء أنفسهن في مواجهة قاسية مع حياة سلبتهن كل شيء. أمهات يحتضن أطفالهن بين الأنقاض، يبحثن عن مأوى يحميهن، عن لقمة تسد جوع أطفالهن، وعن دفء يقيهم البرد القاسي، وصراخ الأطفال يضيع في ضجيج الدمار.
تصلنا أصواتهن، مثقلة بالألم، تستنجد بمن يملك أن يمد يد العون. نساء فقدن المأوى والأمان، بل فقدن حتى الإحساس بأن هناك من يقف إلى جانبهن. ومع ذلك، فإن ما نرسله لهن لا يكاد يُبقي على بصيص الأمل، فالحاجة أعمق من كل عطاء، والمعاناة تفوق كل ما يصل إليهن من رحمة.
أيها المسلمون، نساؤكم وأخواتكم لا يحتجن سوى لجزء من نعمة الله التي بين أيديكم، أموالكم التي قد تبدو قليلة قد تكون حياة كاملة لهن. لا تتركوهن وحدهن في مواجهة هذه المحنة. لا تبخلوا على من استنزفتها المآسي. تذكروا أن من فرّج عن مؤمنة كربة فرّج الله عنه كربة يوم القيامة، وأن الأيام دول، واليوم عليهن، وغدًا قد يكون عليكم.
@manlahom_bot
رسالة نافعة جداً بعنوان ( المحلى بالآثار في حكم ذبائح أهل الديار)
للشيخ محمد بن سعيد الأندلسي فك الله أسره.
/channel/siraj_archive/888
فيما يتعلق بهذه القنوات وغيرها، فقد سبق أن أوضحنا أن هذه الجهات لا تمثل الجماعة بأي شكل من الأشكال، كما أن الأفراد القائمين عليها ليسوا ممثلين للجماعة، سواء على منصات تلجرام، تيك توك، أو غيرها من المنصات. بعضهم يتحدث باسم الجماعة أو باسم الشيخ، وكل ذلك غير صحيح. لم نمنحهم أي صلاحية أو نفوضهم للقيام بهذه المهام.
أي شخص يتحدث باسم الجماعة خارج القنوات الرسمية المعروفة (سراج الطريق، زاد المسلم، المحجة، الفتاوى الشرعية باللغات المتاحة) فهو لا يمثل إلا نفسه. وقد وصلتنا تقارير عن بعض الأفراد الذين يدعون قربهم من الشيخ أو زعمهم بأنهم مكلفون بتمثيل الجماعة، وهذا كذب صريح.
كما نؤكد أنه لا توجد للجماعة أي قنوات رسمية على منصة تيك توك. قنواتنا الرسمية مقتصرة على منصات تلجرام، فيس بوك، ويوتيوب، وهي معروفة للجميع، وروابطها متاحة في القنوات الرسمية.
إلى التَّائهين المشتَّتين، إلى مَن ضاقت عليهم فجاج الأرض، إلى مَن غفلت قلوبهم عن الحق، إلى مَن تركوا نور التوحيد وراء ظهورهم واتبعوا أهواء الغافلين الضالين، إلى من أضلتهم كثرة دعاة الخزي والكفر، فاتّبعوهم وولّوا مدبرين عن الحقّ وأهله، إليكم يا من دُفنت عقولكم في ظلمات الجهل.
فإنا ندعوكم دعوة مشفقين عليكم... عودوا إلى رشدكم، هلمّوا إلى نور الله الذي يضيء عقولًا شردت وانحرفت عن الحق، انجوا بأنفسكم، فلا أحد يغني عنكم من الله شيئًا.
سراج الطريق (أرشيف):
/channel/siraj_archive
المحجة:
/channel/al_mahajah
زاد المسلم:
/channel/Academy_zad_almouslim
سراج الطريق للتفريغات:
/channel/siraj_kitaba
سراج الطريق على اليوتيوب:
seirajultareeq" rel="nofollow">https://youtube.com/@seirajultareeq
سراج الطريق على اليوتيوب باللغة الإنجليزية:
seirajultareeq-En" rel="nofollow">https://youtube.com/@seirajultareeq-En
سراج الطريق على الفيسبوك:
www.facebook.com/seirajultareeq
الفتاوى الشرعية:
/channel/melataiibrahim
الفتاوى الشرعية باللغة الإنجليزية:
/channel/FatawahAlShariah
الفتاوى الشرعية باللغة التركية:
/channel/seriatfetvalar
قناة الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029VaHTskRCcW4hXzzL1h1b
البوت الوحيد للتواصل والأسئلة:
@seirajultareeq_bot
ملاحظة مهمة:
نُعلم كل المسلمين أنّ أيّ موقع أو قناة أو صفحة خارج هذه القائمة فهي غير رسمية.
قال الشيخ محمد بن سعيد الأندلسي
« إنَّ دعوة الناس إلى ذُروة سنام الإسلام وهم لم يُحقِّقوا الإسلام ابتداءً ، لهو كحمل المسافر في جرابه الرمال يُتعبه ولا ينفعه ، ومن ظن أنه ستقوم الدولة الإسلامية في هذه الجاهلية على هؤلاء الجاهليين بمجرد خلع الأنظمة وتطبيق الحدود الشرعية ـ كما هو تصور القتاليين اليوم - فهذا أحمق يقود مجموعة من الحمقى يعيشون في وهم كبير وواقع الدولة خير شاهد .
يَقُولُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي مُحْكَمِ التّنزيل: { فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (١١٦)} هُود _"قال قَتَادَة أَي: لَمْ يَكُنْ مِنْ قَبْلِكُمْ مَنْ يَنْهَى عَنْ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ، {إلا قَلِيلًا مِمَّن أنجينا منهم}" تَفْسِير الطّبري .
{ إلَّا قَلِيلًا } أَيْ قَدْ وُجِدَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْهَى عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ ولكنّهم قَلِيلٌ، وَهُم الَّذِينَ أنجاهم الله عزّ وَجَلّ، يعني الْفِرْقَة النّاجية، والطّائفةَ الَّتِي أَنْجَاهَا الْمَوْلَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى حِينَ حُلُولِ غِيَرِه وفجأةِ نِقَمه، لِذَلِك أَمَرَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ الأُمَّة أَنْ يَكُونَ فِيهَا طَائِفَة تَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَن الْمُنْكَرِ، قَالَ تَعَالَى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٠٤) } آل عمران، قال مُقَاتِلُ بْن حيّان قَوْلُه: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أمّة} يَقُول: لِيَكُن مِنْكُم قَوْمٌ يَعْنِي: وَاحِدٌ أَو اثْنَيْنِ أَوْ ثَلَاث نَفَر فَمَا فَوْقَ .
{ يَدْعُونَ إلَى الْخَيْرِ } قَال مُقَاتِلِ بْنُ حيّان: يَدْعُونَ إلَى الْإِسْلَامِ .
كان أَبو الْعَالِيَةِ وكذلك عبدُ الله بنُ عبّاس يفسّرون الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ بِالدّعْوَةِ إلَى اللهِ وَحْدَهُ وَعِبَادَتَه لاشريك لَه، وَكَذَلِكَ الدُّعَاءُ مِن الشّرك إلَى الْإِسْلَامِ، فالدّعوة إلَى الْإِسْلَامِ هِيَ رَأْسُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَكَذَلِك النّهيُ عَن الشِّرك هُوَ رَأْسُ النّهي عَن الْمُنْكَرِ، وَوَرَدَت عِبَارَات وَأَلْفَاظٌ عِنْدَ السَّلَفِ أنّهم كَانُوا يفسّرون الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ بِالْأَمْر بِالْإِسْلَام، والدّعوة إلَيْه، وَكَذَلِك النّهي عَن الْمُنْكَرِ هُوَ النّهي عَن الشّرك وَنَحْوِه ، رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِمْ كَمَا فِي تَفْسِيرِ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ.
• أن تنشأ وأنت تظن أنك على الإسلام الصحيح، قد ورثته من الآباء إلى الأجداد، وإن كان عندك من خلل فهو في التهاون في الصلاة ربما، أو في الاستغراق في انتهاك بعض الحرمات، ثم تسمع من قوم ناصحين لك أنك لم تشم رائحة الإسلام في يوم من أيامك، وأن طريق الإسلام هو البراءة من هذه الجاهلية النكراء، والخروج منها إلى الدين الحنيف، فيكبر عليك الخطب وتستعظم هذه الدعوة، وقد يصدق عليك قوله تبارك وتعالى: {كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (١٣)}.
• إن من الناس من لا يريد السماع ويعرض بأذنه عن الحق لأنه يرفض فكرة التغيير من الأساس فهو يرفض ابتداء مفارقة دين الآباء ودين المشايخ والعلماء كما كان الكفار يضعون أصابعهم في آذانهم خشية سماع الحق من الأنبياء، قال نوح عليه الصلاة والسلام في التنزيل {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا(٥) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (٦) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (٧)} [نوح]، لقد كان مشركو قريش من أشد العرب عداوة وقتالا لهذا الدين، فكان بينهم وبين الحق سجالات ومواقع كثيرة، وكذلك مشركو زماننا من يدعوهم إلى حكم الكتاب والسنة والأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك يسومونه سوء العذاب بالسجن، والنفي، والقتال، فكم قاتلت هذه الشعوب المتمثلة في: الجيش الشعبي الوطني من يدعوها لحاكمية الكتاب، وينهاها عن الشرك بالله في العبادة، والحكم، والطاعة، وذلك عبر عقود من الأزمان، وترى الأقوام إذا خرجوا منتفضين على طواغيتهم فإنهم يدعون إلى الديانة الديموقراطية، والدولة المدنية، فيستبدلون طاغوتا بطاغوت.
• ومن أوجه التشابه بين الجاهليتين هو: التبرج، والسفور، والانخلاع من الفطرة السوية، فمن نظر في تبرج الجاهلية الأولى، مما روي في ذلك من الآثار، يرى أنها جد محتشمة قياسا بالجاهلية المعاصرة، بل زاد عليها قومنا جاهلية قوم لوط، ولا تنظر إلى عارضات الأزياء في الفنادق والقنوات، ولكن انظر إلى العارضات في الشوارع والمنتديات، فاللحم العاري المتناثر هنا وهناك يثير اشمئزاز أصحاب الفطر السليمة.
• ومن أشد أوجه التشابه بين الجاهليتين هو في شرك الاتباع والتشريع من دون الله، فقد كانت الجاهلية الأولى تزعم أن ما تشرعه له أصل في دين الله، كما ذكر الله ذلك في أواخر سورة الأنعام عما كانت تزاوله العرب من تقاليد وشرائع، في شأن الذبائح، والنذور، والأنعام، والثمار، والأولاد، إذ أنها كانت تنسب ذلك إلى الله تعالى افتراء عليه كما قال تعالى: {أم كنتم شهداء إذ وصّاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله كذبًا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} [الأنعام]، وروي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ : " إِذَا سَرَّكَ أَنْ تَعْلَمَ جَهْلَ العَرَبِ ، فَاقْرَأْ مَا فَوْقَ الثَّلاَثِينَ وَمِائَة من سُورَةِ الأَنْعَامِ: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} إِلَى قَوْلِهِ {قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ}"، وما كان العرب يجرؤون على التصريح أنها من عند أنفسهم، إنما يفترون على الله الكذب فيزعمون أنها من شرع إسماعيل ومن شريعة إبراهيم، وكذلك الأحبار والرهبان من النصارى واليهود كانوا يفعلون، قال تعالى: {فويلً للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثمّ يقولون هذا مِن عند الله ليشتروا به ثمناً قليلًا فويلٌ لهم مما كتبت أيديهم و ويلٌ لهم مما يكسبون}، أما في الجاهلية المعاصرة فهو الإلحاد في الحاكمية والتشريع، فهم يسمون نظامهم بالديمقراطية وهو شعارهم في جميع المراسيم والوثائق، والدواوين، ويسمون من يزاول التشريع بالمشرّع، والسلطة التشريعية جهارا نهارا في إعلامهم، وقنواتهم، ودساتيرهم، ومناهجهم التعليمية، في اغتصاب سافر لسلطان الله عز وجل وإعلان فاضح لربوبية البشر، {أفحكم الجاهلية يبغون} نعم، إنهم يريدون، لأنهم ينتخبون فينصبون الطاغوت، ويثورون فيغيرون طاغوتا بطاغوت، إنهم غير دين الله يريدون، لأن حكم الجاهلية غير دين الله، ومن يبتغي حكم الجاهلية فقد ابتغى غير دين الله بمنطوق الآيتين، قال تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ}، وقال تعالى: ﴿ أفغير دين الله يبغون﴾ أي: من ابتغى حكم الجاهلية فهو في غير دين الله، بل هو في دين من يحكم بشريعته، ويخضع لسلطانه، (أي: في دين ملوك الأرض)، وهذا المعنى تؤكده النصوص القرآنية في كل مناسبات التشريع، فما من مرة ورد في كتاب الله تشريعا إلا أشار إلى المصدر الذي يجعل لهذا التشريع سلطانا في الأرض، ولما يشار إلى شرائع الجاهلية وعُرفها وتصوراتها، وتحريمها، وتحليلها فهو يردفها غالبا بقوله تعالى: {ما نَزَّلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ} لتجريدها من السلطان
والناس اليوم في انسلاخ من الدين وانصهار في الكفر المبين ، حتى أنك لا تُفرق بين شوارع سوسة وباريس ، وشوارع الرباط ومدريد ، ولا يزال طواغيت العلم يُصحّحون إسلام هذه الأقوام ويُسمونهم: المسلمين! ، فحسبنا الله ونعم الوكيل .
- الشيخ محمد بن سعيد الأندلسي
الشرك في الحكم كالشرك في العبادة
andalusiexcerpt" rel="nofollow">https://youtube.com/@andalusiexcerpt
قال الشيخ محمد بن سعيد الأندلسي حفظه الله :
« إنَّ الغاية من التعليم كما هو مُعلن في مواثيقهم وعهودهم هو تربية الأطفال على أصول الكفر المقررة في النظام العالمي الجديد ومسخ عقيدة الولاء والبراء والجهاد وتخريج جيل علماني يؤمن بالطاغوت ويكفر بالله ؛ فإن لهذه المدارس آثارًا في غاية السوء على الذريَّة من سلخ للفطرة السليمة وانحلال للأخلاق الكريمة والتشبع بالمبادئ الديمقراطية والمدنية وطمس للهوية الإسلامية ، وتسهيل الاندماج في هذه المجتمعات الجاهلية ، حيث أن التعليم يغرس فيهم حب الوطن ويُربِّيهم على الخضوع لقوانينه والطاعة لشرائعه وموالاة المشركين ورموزهم ومحبتهم ومعاداة المؤمنين والطعن فيهم ، ويتمُّ ذلك عبر سنين متوالية وأعوام متتالية ، فإن الطفل يتشرَّب كل ما يتلقاه في صغره وكما قال الحسن البصري: " التعليم في الصغر كالنقش على الحجر " ، حيث أن فترة الطفولة هي فترة تهيئة وتشكيل لهذه الأجيال وهذا كفيل بزرع هذه المبادئ الهدَّامة وتخريج التلاميذ على مبادئ حقوق الإنسان والدين الوضعي الجديد ، فكيف للمسلم أن يُقدِّم فلذات كبده لهذه الأنظمة العلمانية تُشكِّلها كيف تشاء على ما يشاء الطواغيت من التصورات والأفكار والمفاهيم والأخلاق والتقاليد والعادات - فوق ما يتحكمون في شؤون حياتهم ذاتها - فيُشكِّلون صبيانهم على صبغة أهوائهم العفنة وأفكارهم النتنة ، ويُقِيمون من جماجمهم وأشلائهم أعلام المجد لذواتهم والجاه لسلطانهم ، ألَا فليتَّق الله من يدفع بأولاده ليجعل منهم الطواغيت لَبِنَة لبناء كيانهم وصخورا لتشييد عروش ملوكهم ، فيشكلون منهم مجتمعات رأسمالية علمانية أو بعثية اشتراكية » .اھ
📓| مدارس الطاغوت
ابتداء وبيان علة بطلانها في كونها لم تصدر من ذلك المصدر الوحيد الصحيح الذي يملك حق الحكم والتشريع، فهو يحكم ابتداء ببطلانها كلية بطلانا أصليا بما أنها صادرة من جهة لا تملك حق إصدار الشرائع والأحكام.
• هذه بعض أوجه التوافق بين الجاهليتين، قال ابن عباس في تفسير قوله جل وعلا {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}: "تكون جاهلية أخرى". ونحن نعيش في هذه الجاهلية الأخرى، ووالله إن الجاهلية الأولى أشرف من جاهلية اليوم، فجاهلية أمس اتبع العرب فيها الآباء والأجداد، وجاهلية اليوم قد اتبعوا فيها اليهود والنصارى من الأعداء والأنداد.
• فالمسلم لا يحقق الإسلام في هذه الجاهلية إلا بالانخلاع منها، والبراءة من أهلها، فتحديد ماهية الإسلام وحقيقة الإيمان إنما ينطلق من التصور الصحيح للواقع الذي أرسل فيه الرسل والبيئة التي دعي فيها للإسلام من أول الأمر وهي: الجاهلية، وتحديد القدر الذي دعا الرسل أقوامهم لتحقيقه للدخول إلى الإسلام، والصفة التي جاء بها أتباع الرسل حتى كانوا مسلمين، فيسعى المسلم في تحقيقها، فإذا علمنا أننا نعيش في هذا الزمان في جاهلية نكراء كجاهلية أمس بل هي أشد، استوجب علينا الانسلاخ منها والبراءة من أهلها، وتحقيق القدر الذي جاء به الأنبياء وأتباعهم.
• نسأل الله جل وعلا أن يقيمنا على الملة الغراء ويثبتنا عليها حتى نلقاه غير مفتونين ولا منقلبين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
📜 وآخر دعوانا أن الحمد لله رب .
نُقَرِّرُ هَاهُنَا الأَدِلَّةَ مِنْ كِتَابِ رَبِّنَا -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- وَسُنَّةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى حَقِيقَةِ هَذِهِ الدَّعْوَةِ الْعَظِيمَةِ وَالَّتِي هِيَ دَعْوَةُ الرُّسُلِ، وَنُقَرِّرُ أَنَّهَا قَائِمَةٌ عَلَى إِفْرَادِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- بِالْعِبَادَةِ، وَإِفْرَادِهِ بِالطَّاعَةِ وَالِاتِّبَاعِ، هَذِهِ الأَدِلَّةُ جَاءَتْ فِي سِيَاقِ بَيَانِ حَقِيقَةِ دَعْوَةِ الرُّسُلِ أَقْوَامَهُمْ إِلَى هَذَا الدِّينِ الْعَظِيمِ، وَفِيهَا التَّصْرِيحُ بِإِفْرَادِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- بِالطَّاعَةِ وَالِاتِّبَاعِ، كَالتَّصْرِيحِ بِإِفْرَادِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فِي الْعِبَادَةِ، وَكَذَلِكَ يَرِد مَعَنَا بَعْضُ النُّصُوصِ التِي فَسَّرَ فِيهَا بَعْضُ أَهْلِ التَّفْسِيرِ حَقِيقَةَ هَذِهِ الدَّعْوَة بِإِفْرَادِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- بِالْعُبُودِيَّةِ وَالطَّاعَةِ وَالِاتِّبَاعِ جَمِيعًا، قَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ الشُّعَرَاءِ وَالتِي وَرَدَتْ فِيهَا جُمْلَةٌ مِنْ قصَص الْأَنْبِيَاءِ مِنْهَا قولُه: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (١٠٦) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٠٧) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٠٨)} الشُّعَرَاء، انْظُر قَالَ: "فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ"، كَذَلِكَ وَرَدَ فِي قِصَّةِ هُودٍ، وَقِصَّةِ قَوْمِ صَالِحٍ وَغَيْرِهِمْ، وقَالَ تَعَالَى: {وَلَمَّا جَاءَ عِيسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ ۖ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (٦٣)} الزُّخْرُف، قَالَ الْبَغَوِيّ في تَفْسِير آيَةِ الشُّعَرَاءِ: "{فَاتَّقُوا اللهَ} بِطَاعَتِهِ وَعِبَادَتِهِ {وَأَطِيعُون} فِيمَا آمُرُكُمْ بِهِ مِنَ الْإِيمَانِ وَالتَّوْحِيدِ " تَفْسِيرُ الْبَغَوِيّ، وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: "{اتَّقُوا اللهَ} بِتَرْكِ الشِّرْكِ {وَأَطِيعُون} فِيمَا أَمَرَكُمْ بِهِ " تفسيرُ السّمعانيّ، وَمِن الْأَدِلَّةِ كَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ ۚ (٦٤)} النِّسَاء، وَقَوْله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٢١)} البَقَرَة، قَالَ الطَّبَرِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ لِهَذِهِ الْآيَةِ: "بِالِاسْتِكَانَةِ، وَالخُضُوعِ لَهُ بِالطَّاعَة, وَإِفْرَادِ الرُّبُوبِيَّةِ لَهُ وَالْعِبَادَةِ دُونَ الْأَوْثَانِ وَالْأَصْنَامِ وَالْآلِهَةِ" ثُمَّ قَالَ: "وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فِيمَا رُوِيَ لَنَا عَنْهُ، يَقُولُ فِي ذَلِكَ نَظِيرَ مَا قُلْنَا فِيهِ, غَيْرَ أَنَّهُ ذُكِرَ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي مَعْنَى: {اعْبُدُوا رَبَّكُمْ}: وَحِّدُّوا رَبَّكُمْ؛ وَقَدْ دَلّلْنَا -فِيمَا مَضَى -مِنْ كتَابِ رَبِّنَا هَذَا- عَلَى أَنَّ مَعْنَى الْعِبَادَةِ: الْخُضُوعُ لِلهِ بِالطَّاعَةِ وَالتَّذَلُّلِ لَهُ بِالِاسْتِكَانَةِ، وَالذِي أَرَادَ ابْنُ عَبَّاسٍ -إِنْ شَاءَ اللهُ- بِقَوْلِهِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: {اعْبُدُوا رَبَّكُمْ} وَحِّدُّوهُ، أَيْ أَفْرِدُوا الطَّاعَةَ وَالْعِبَادَةَ لِرَبِّكُمْ دُونَ سَائِرِ خَلْقِهِ" تَفْسِيرُ الطَّبَرِيِّ، ومِنَ الأَدِلَّةِ كَذَلِكَ قَوْلُهُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: "وَقَوْلُهُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} مَعْنَاهُ: إِيَّاكَ نُطِيعُ الطَّاعَةَ التِي نَخْضَعُ مَعَهَا لَكَ" الزّاهرُ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (١٤)} غَافِر، قَالَ البَغَوِيّ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ: "{فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} الطَّاعَةَ وَالْعِبَادَةَ، {وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}" تَفْسِير الْبَغَوِيّ، وَمِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّنْ دُونِ اللهِ (٣١)} التَّوْبَة، قَالَ أَبُو البُخْتُرِيِّ: "أَطَاعُوهُمْ فِيما أمروهم بهِ من حرامِ الله وحلالِه، فَجَعَلَ اللهُ طَاعَتَهُمْ لهم عِبَادَة " تَفْسِير مُجاهد.
Читать полностью…🎙نشيد بعنوان: سُبل النجاة
✉️أداء: أبو خالد الشامي
🔴 الرابط في يوتيوب: https://youtu.be/lGRZ7xGBv7I?si=tRMefhxP3YpX7W1r