عمر رضي الله عنه يقول: هذا الكلام وهو في زمنه في زمن الأقوياء الذين يقدمون الأرواح والأموال وكل ما يملكون في خدمة هذا الدين، فكيف لو رأى عمر رضي الله عنه أهل زماننا وما نحن عليه من الضياع واللعب واللهو؟! كيف لو رأى عمر رضي الله عنه من يبلغ الستين أو السبعين وهو ما زال يحتفل بأعياد النصارى كعيد الحب وغيره؟! كيف لو رأى عمر رضي الله عنه الشباب في أوقات الصلوات وهم ضائعون غافلون لاعبون ولا حول ولا قوة إلا بالله؟!
عمر رضي الله عنه يقدم عليه الأحنف بن قيس في يوم صائف في الظهيرة في شدة الحر وعمر رضي الله عنه يطارد جملاً من إبل الصدقة قد هرب عليه، فلما رأى الأحنف قال: يا أحنف ضع متاعك وهلم إلى أمير المؤمنين، فأمسك معه هذا الجمل فإنه من إبل الصدقة فيه حق لليتيم والضعيف والمسكين، فقال رجل من القوم: يغفر الله لك يا عمر، يغفر الله لك يا عمر. هلا أمرت عبداً من عبيدك يقوم بإمساك الجمل، فغضب عمر رضي الله عنه، وقال: ثكلتك أمك! وأي: عبد أعبد لله مني؟! ومن الأحنف! هكذا كانت الهمم. هكذا كان المؤمن، هكذا كان جلد المؤمن في الحق والدعوة إلى الحق والبذل لهذا الدين، ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ [الأَحۡزَابِ ٢٣].
منهم عمرو بن الجموح رضي الله عنه وأرضاه، قال يوم أحد: يا نبي الله! من قتل منا اليوم أين هو؟ فقال صلى الله عليه وسلم: هو في الجنة. فقال عمرو بن الجموح: والله الذي لا إله إلا هو لا أرجع اليوم إلى أهلي حتى أدخل الجنة؛ فقال له عمر: لا تالي على الله يا عمرو؛ لا تقسم على الله يا عمرو. فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى عمر. وقال مهلاً يا عمر! إن منهم من لو أقسم على الله لأبره، منهم عمرو بن الجموح إنى لأراه يطأ بعرجته الجنة. رواه ابن حبان وحسنه الألباني. وفعلاً انطلق وقاتل حتى قتل رضي الله عنه وأرضاه. لما انطلقت الجيوش إلى بلاد الشام قرأ أبو طلحة صورة براءة حتى وصل إلى قوله: ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا﴾. فانتفض، وقال: أرى أن الله عز وجل استنفرنا شيوخاً وشبانا، فقال له أبناؤه: يا أبانا إن الله قد عذرك؛ لكبر سنك ونحن نجاهد عنك، يا أبانا لقد قاتلت مع رسول الله حتى مات، ومع أبي بكر حتى مات، ومع عمر حتى مات، فقال: إن الله لم يعذر أحدا؛ ثم انطلق حتى قتل رضي الله عنه وأرضاه.
"اللهم إنا نعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة" عجز الثقات إننا في زمن ليس فيه مكان للخامل ولا للكسول الكل قد انطلق. أهل الباطل قد انطلقوا، ينشرون باطلهم ومبادئهم الضالة وأهدافهم الهدامة، ومع هذا الواحد منا لو طلب منه خطبة جمعة أو عمل خيري تكاسل وتباطئء وربما اعتذر بأعذار واهية كبيت العنكبوت، لم يا عباد الله! لا ننطلق في خدمة هذا الدين؛ فنعمل للدين، ونعلم أبناء المسلمين، ونقدم لهذا الدين الغالي والرخيص والنفيس كل ما نملك، إنه الدين الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام فاستنقذنا به من الظلمات وهدانا إلى النور، إنه الدين الذي هدانا الله عز وجل به إلى الجنة ومع هذا نتكاسل، وأهل الباطل طريقهم النار ومع هذا يبذلون ويقدمون لباطلهم كما قال الله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾ [الأَنفَالِ ٣٦].
نعم عباد الله! ما أحوجنا إلى أن ننطلق، ما أحوجنا إلى أن نكون عندنا جلد في خدمة هذا الدين، وفي البذل لهذا الدين. صاحب العلم بعلمه، وصاحب المال بماله، وصاحب الجاه بجاهه وكل على قدر استطاعته. نعم يا عباد الله! عمر رضي الله عنه يقول: "اللهم إني أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة" نحن نراه ونسمع اليوم ما هو حاصل للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها خاصة في بلاد فلسطين في مصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما يحصل لهم هنا من الذبح والتنكيل والتشريد، إن أهل الإسلام هنا يحرقون وهم أحياء! والله الذي لا إله غيره أنه في الأسابيع الماضية حرق أهل الإسلام وهم أحياء، ومع هذا لم يستطع أحد إنقاذهم وإخراجهم من تلك النار، يا أمة المليار! ما هكذا المعيار! كما صرخ بذلك صاحب هذه الدار، يا أمة المليار! ما هكذا المعيار! أوصل بنا العجز إلى هذه الدرجة! أنه يقتل إخواننا! من المسلمين! في أرض فلسطين في الأرض المباركة في مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع هذا قد أصابنا العجز، وقد أصابنا الخور، وقد أصابنا الضعف، ولم يستطع أحد منا أن يرفع يديه في جناح الظلام ويدعو لإخوانه، سئل بعض كبار السن ما الذي عملته لأولئك المستضعفين في تلك البلاد، فقال: إنني اخصص في كل ليلة قرابة الثلاث
الساعات وأنا أدعو للمستضعفين بالنصر والتأييد والتمكين فجزاه الله خيرا. لقد فعل ما يستطيع، وقد فعل ما بوسعه رحمه الله.
وتأمل حال الكافرين في مبادرتهم الدنيئة في الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف داعين اتباعهم إلى الصبر والثبات إلى ما هم عليه من الباطل، ﴿وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ﴾ [صٓ ٦].
وهل أتاك نبأ أيزابيل ملكة أسبانيا التي أقسمت ألا تخلع ثوبها الداخلي حتى يسقط حكم المسلمين في الأندلس، فبذلت أكثر من ثلاثين سنة، وحدت خلالها النصارى ضد المسلمين، ورهنت ما معها من الذهب والمجوهرات؛ لدفع رواتب الجند حتى أسقطت حكم المسلمين في غُرناطة، وأسقطت حكم المسلمين في الأندلس، حينما ابتعدوا عن دينهم، وعن تعاليم ربهم، فلما بكى آخر ملوكهم أبو عبدالله الصغير، نظرت إليه أمه وقالت: يا بني! أبكي بكاء النساء مُلكاً لم تحفظه حفظ الرجال، أيزابيل صاحبة محاكم التفتيش التي أضاقت فيها المسلمين الويل والتنكيل، بل بلغ من مكرها أنها أخذت من المسلمين كل ما يملكون، وأسقطت الأذان والمآذن في الأندلس، بل وصل بها الإجرام إلى أنها كانت تأخذ مسلمين وهم أحياء فتحرقهم حتى يرتدوا عن المسلمين، بل بلغ من جرمها وإجرامها أنها كانت تخرج المسلمين من القبور فتحرقهم وهم أموات.
وهل أتاك نبأ جُلدَ مائير رئيسة وزراء العدو الصهيوني السابقة حينما كتبت عن مذكراتها ذكرت أنها في حال كسلها وخمولها كانت تعمل لمدة ستة عشر ساعة متواصلة في نشر باطلها وضلالها حتى استطاعت إيجاد دولة بهذا الحجم الذي نشاهده اليوم! فما بالنا معشر المسلمين! فما بالنا معشر المسلمين يجلس الواحد منا شبعان متكئاً على أريكته إذا طلب منه عمل صالح أو كلف ببعض المهام الدينية أو عوتب بسبب استغراقه في اللهو واللعب، انطلق كالصاروخ مرددا ساعة وساعة، والفاجر، والفاسق، عنده جلد وعنده قوة على الباطل وفي نشر الباطل وبذل الروح والمال والنفس والأهل وكل ما يملك في سبيل نشر الباطل وإيصاله إلى الناس في مشارق الأرض ومغاربها،
وفي المقابل نرى المؤمن الصالح التقي الثقة منزوياً في جانب الحياة، فاللهم إنا نعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة جاء في كتاب "المصفى من أخبار الدعاة" وأن النصارى في المدريد وضعوا لوحه كبيرة كتبوا عليها أيها الداعي إلى النصرانية؛ أيها المبشر بالنصرانية، نحن لا نعدك براتب ولابسكن ولا بفراش وفير، وإنما نقدم لك العلم والخبرة والخبز والفراش الخشن أجرك ستجده عند الله إذا أنت في طريق المسيحية، فتأمل رحمك الله يقال: هذا الكلام لمن هم على الباطل والضلال؛ لمن هم على دين النصرانية، وليس لعملهم ولو كثر إلا النار كما قال الله: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾ [الفُرۡقَانِ ٢٣].
ومع هذا فقد انطلق المئات بل الألآف من الدعاة المبشرين بالنصرانية إلى قارات أفريقيا، وإلى الصحاري القاحلة، ممن يحملون الشهادات في الطب والهندسة والصيدله، انطلقوا إلى تلك الصحاري التي ليس فيها إلا التعب والمرض والنكد والنتن، يمكثون السنين الطوال على شغف العيش وهم ينشرون النصرانية، وينشرون الدين الباطل، ومع هذا لا يكلون، ولا يملون، ولا يكسلون، ونحن أهل الإسلام! أهل القرآن! أهل الحق المبين! ومع هذا عندنا كسل، وعندنا خمول لا يعلم به إلا الله سبحانه وتعالى.
أيها المؤمنون! أيها الأخيار والصالحون! روى الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح أن ضمام بن ثعلبة رضي الله عنه بعثه قومه وافداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق حتى وصل إلى رسول الله وهو في أصحابه فَقَالَ : أَيُّكُمُ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ". قَالَ : مُحَمَّدٌ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ". فَقَالَ ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ : إِنِّي سَائِلُكَ وَمُغْلِظٌ فِي الْمَسْأَلَةِ، فَلَا تَجِدَنَّ فِي نَفْسِكَ. قَالَ : " لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي، فَسَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ ". قَالَ : أَنْشُدُكَ اللَّهَ إِلَهَكَ وَإِلَهَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ وَإِلَهَ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ، آللَّهُ بَعَثَكَ إِلَيْنَا رَسُولًا ؟ فَقَالَ : " اللَّهُمَّ نَعَمْ ". قَالَ : فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ إِلَهَكَ وَإِلَهَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ وَإِلَهَ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْمُرَنَا أَنْ نَعْبُدَهُ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ نَخْلَعَ هَذِهِ الْأَنْدَادَ الَّتِي كَانَتْ آبَاؤُنَا يَعْبُدُونَ مَعَهُ ؟ قَالَ : " اللَّهُمَّ نَعَمْ ".
قَالَ : فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ إِلَهَكَ وَإِلَهَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ وَإِلَهَ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ ؟ قَالَ : " اللَّهُمَّ نَعَمْ ". قَالَ : ثُمَّ جَعَلَ يَذْكُرُ فَرَائِضَ الْإِسْلَامِ فَرِيضَةً فَرِيضَةً. والنبي صلى الله عليه وسلم يجيبه. اللهم نعم.
أيها المؤمنون عباد الله " أخبرنا الله عن أنفسنا فقال *﴿ وَخُلِقَ ٱلْإِنسَٰنُ ضَعِيفًا ﴾* ا
فلا تنفخ نفسك كثيراً لا تنفخ نفسك كثيراً لن تخرج عن حكم الله *﴿ وَخُلِقَ ٱلْإِنسَٰنُ ضَعِيفًا ﴾*
وأخبرنا الله عن البشريه أجمع فقال *﴿ ۞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ ﴾*
فلنرحم أنفسنا لنرحم هذه النفوس التي قد تعبت وشقيت ولنحسن إليها بعدما قد اسأنا إليها بالرجوع إلى الله سبحانه وتعالى
اسأل الله جل وعلا بمنه وكرمه أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته
اللهم أعنا ولا تعن علينا وأنصرنا ولا تنصر علينا وأمكر لنا ولا تمكر علينا وأنصرنا على من بغى علينا
اللهم أهد قلوبنا وسدد ألسنتنا وأسلل سخائم صدورنا وتقبل توبتنا وأستجب دعائنا
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين
اللهم انصر الإسلام وأهله في كل مكان
اللهم انصر الإسلام وأهله في كل مكان
اللهم انصر الإسلام وأهله في كل مكان
اللهم انصر عبادك المستضعفين في أرض فلسطين وغزة وفي لبنان وجميع بلاد الشام وانصرنا في بلدنا يا رب العالمين
اللهم أيدنا بتأييدك
اللهم ألطف بنا بلطفك
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك ولإعلاء كلمتك في شتى بقاع الأرض
اللهم عليك باليهود والنصارى
اللهم عليك باليهود والنصارى ومن هاودهم ومالأهم وعاونهم وأنت على كل شيء قدير وبكل شيء عليم اللهم عليك بدولة الكفر أمريكا
اللهم دمرها وزلزلها شتت شملها مزق كلمتها فرق جمعها أضعف قوتها أنت القوي العزيز الجبار أنت القادر القدير المقتدر أنت على كل شيء قدير
اللهم عليك باليهود
اللهم عليك باليهود
اللهم اجعل بأسهم بينهم شديد
اللهم أنزل عليهم غضبك وسخطك ورجزك المعهود على القوم المجرمين
اللهم أرنا فيهم يوماً أسوداً كيوم عاد وثمود
اللهم أقر عيوننا بهلاك اليهود وبزوال كيان اليهود يا من أنت على كل شيء قدير
اللهم يا رب العالمين ويا أكرم الأكرمين يسر لنا أرزاقنا وبارك لنا في أقواتنا ولا تجعل لأحد علينا مّنة ولا سبيلا
اللهم وأستخدمنا وأستخدم أهلنا وأولادنا وأموالنا فيما يرضيك عنا وتوفنا وأنت عنا راض
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
┈┉┅━━•📖•━━┅┉┈
❄ا••┈┈•••✦🌟✦•••┈┈••ا❄
🔹الخطــ زاد ــباء الدعوية⤵
تابع قناتنا༼༽༼ الخطــــــ زاد ــــــباء༽༼༽ في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VagY0XRBfxo7Zq8oko3P
فيسبــــــــــــــــــــــوك↙️
https://www.facebook.com/groups/652912765064080/
تلـــــــــــيجـــــــــــرام↙️
t.me/ap11a
••أســـــــــأل الله أن ينفع بها الجميع ••
🚫لاَ.يــَـسْمَحُ.بتعــــــديل.المنشَـور.tt🚫
ِ🔖√ منْ آحٍـبْ آلُآ يَنْقَطًع عملُہ بْعدِ مۆتٌہ فَلُيَنْشُر آلُعلُم√📚[آبْنْ آلُجٍۆڒٍيَ].
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••
والذين قال الله عنهم *﴿ إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَٰنٌ ﴾*
تدخل في قول الله في الحديث القدسي « يا ابن آدم تفرغ لعبادتي املأ يديك رزقاً وقلبك غنى وإن لا تفعل املأ قلبك فقراً ويديك شغلا »
فيا عبد الله إهتمامك بالصلاة إهتمامك بقراءة القرآن وقبل ذلك إهتمامك بتوحيد الله وتصحيح عقيدتك إهتمامك بما أمرك الله به فتفعله وما نهاك الله عنه فتنتهي عنه تعظيمك للدين تعظيمك للشرائع وحبس نفسك على مراد الله هذا من أعظم وأكبر أسباب إعانة الله سبحانه وتعالى لك سيعينك الله بذلك وإن لم تكن صاحب جاه ونسب وحسب وإن لم تكن صاحب عشيرة وأهل وأولاد عم وإن لم تكن صاحب مال وإن لم تكن صاحب سلطة سيعينك الله بعونه لله جنود السماوات والأرض ما يعلم جنود ربنا إلا هو سيعينك الله من حيث لا تحتسب وإن كنت لا يهبأ بك وإن كنت لا تذكر ولا يبحث عنك لكن ستجد أن الله يعينك لأنك عبد لله وولي من أولياء الله
كذلك أيها المؤمنون " الإهتمام بالصلاة على وجه الخصوص فالصلاة شأنها عظيم هي سر من الأسرار التي جعل الله فيها عظيم العون للعباد قال الله جل وعلا في موضعين من كتابه الكريم *﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱسْتَعِينُوا۟ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَوٰةِ ﴾*
وقال في الموضع الآخر *﴿ وَٱسْتَعِينُوا۟ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَوٰةِ ﴾*
فالصلاة يا عبد الله " هي أعظم عون الله لك وتوفيقه لك فلا تصدق الشيطان حينما يأتي وقت الصلاة وهو يذكرك بالأعمال والأشغال وهذه وهذه ستصلي فيما بعد وكيف نعمل صلي لله إركع وأسجد بين يدي الله وأطلب حوائجك من الله فإن قلوب العباد وأبواب العباد وقضاء الحاجات بيد الله سبحانه وتعالى كان نبينا صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر وأشتد به أمر
صلى وأقبل على الله لما يعلم في الصلاة من عون الله جل وعلا
كذلك أيها المؤمنون " التوكل على الله سبحانه والإفتقار إلى الله والتذلل والإنطراح بين يدي الله جل
وعلا إنسى المال إنسى الحسب والنسب إنسى العشيرة والأصحاب إنسى الشهايد والمعارف إنسى المناصب والإدارات إنسى كل شيء الأمر لله جل وعلا بيد الله سبحانه فتوكل عليه قال جل جلاله *﴿ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُۥٓ ﴾*
من توكل على غير الله وكله الله إليه، وكله الله إليه كم من إنسان توكل على ماله فعذبه الله في ماله، وكم من إنسان إعتمد على جاهه أو حسبه أو نسبه فأذله الله وصغره الله جل وعلا، وكم من إنسان ركن إلى المناصب وركن إلى ما هو فيه من الأمر والنهي فنزع الله ذلك كله نزع الله ذلك كله منه
لذلك يا عبد الله " إفتقر إلى الله جل وعلا قال الله سبحانه *﴿ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُۥ ﴾*
إفتقر إلى الله جل وعلا فإن الله سبحانه وتعالى له مقاليد السماوات والأرض توكل على الله تلك الكلمة لا تنسها كلمة الإستعانة التي هي كنز من كنوز الجنة لا حول ولا قوة إلا بالله، هذه كلمة الإستعانة من قالها وكررها وعمل بمقتضاها أعانه الله ولا بد ما أجمل هذه الكلمة في لسانك لا حول ولا قوة إلا بالله لا بالمال ولا بالعشيرة ولا بالنفس ولا بالمعرفة ولا بشيء لا حول ولا قوة إلا بالله فرجل على الله يعتمد وعلى الله يتوكل وبالله يثق وإليه يفتقر معان بعون الله سبحانه وتعالى
كذلك أيها المسلم الكريم " الصبر وما أدراك ما الصبر الذي أمر الله به فقال *﴿ وَٱسْتَعِينُوا۟ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَوٰةِ ﴾*
ما أجمل الصبر وأحمد عاقبته النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ما أعطي أحد عطاء خيراً ولا أوسع من الصبر » والصبر ضياء إصبر أيها المسلم الكريم " وأنت في طاعة الله لا تتزحزح عن مرضاة الله جل وعلا لا تفتتن لا تأخذك الشبهات ولا الشهوات ولا تغتر بما عليه الناس، إصبر على طاعة الله، إصبر عن معصية الله، إصبر على قضاء الله وقدره، إصبر ولا تجزع ولا تتسخط فبعض الناس يصبر لأنه لا حيلة بيده ولكن قلبه مليء بالجزع ومليء بالسخط
إصبر أيها المسلم الكريم " وأنتظر الفرج من رب العالمين فإن إنتظار الفرج عبودية
إصبر أيها المسلم الكريم " وأحسن الظن بالله جل وعلا فالله أرحم بك من نفسك فإنسان يصبر يعتقد أن الله أرحم به من نفسه ويصبر يعتقد أن ما قضاه الله وقدره هو الخير وهو الحكمة وهو الصواب وإنسان يصبر ولا يجزع ولا يتسخط هذا يوشك أن يكرمه الله بإعانته
أستغفر الله العلي العظيم لي ولكم فاستغفروه
*الــخـطـبـة الــثــانــيــة*
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الكريم وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد أيها المؤمنون عباد الله " ومما نستجلب به إعانة الله لنا في أمورنا كلها كم قد يئسنا وكم قد عجزنا كم قد تعبنا وشقينا في الحياة ووجدنا أنفسنا أضعف ما يكون عند أبسط ما يكون من الأمور لولا إعانة الله جل وعلا من تلك الأسباب الإحسان إلى الغير فعل المعروف مع الآخرين وإعانة العباد النبي صلى الله عليه وسلم يقول « والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه » أعن أخاك لله لا تعنه حمية جاهلية ولا لقرابة وسابق
*الإستعانة بالله على الباطل وأهله*
*📝خطبة الجمعة من #دار_الحديث_السلفية_للعلوم_الشرعية-بقاع القيضي-صنعاء-اليمن*
*🖋لفضيلة شيخنا المبارك أبي عبد الله #عبدالقادر_بن_محمد_الصوملي حفظه الله تعالى*
*🗓️ 15 ربيع آخر 1446هــــ*
التصنيف: #خطب_العقيدة #التوحيد_والإيمان
📖─━━╔✍╗┈──|📱|📝ˊˎ-↴
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*
*﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].*
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:٧٠-٧١]*
أما بعد: إن خير الكلام كلام الله عز وجل وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أعاذنا الله وإياكم و جميع المسلمين والمسلمات من البدع والضلالات والنار
أيها المؤمنون عباد الله " أحببت في هذا المقام أن أذكر نفسي وإياكم ومن بلغ بأعظم الأسلحة فتكا وأعظم العتاد أثراً في مواجهة الشدائد والصعاب التي نزلت بنا ألآ وهو الأمر الذي نعلنه في كل يوم وليله وفي كل صلاة وركعة بقولنا *﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾* فالإستعانة بالله جل وعلا هي أعظم ما تسلح به الإنسان في هذه الحياة وهي أحصن ما تحصن به وذلك لأنه يعلم من نفسه الضعف والعجز وأنه لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله فليس به ركون إلى نفس ولا إلى مال ولا إلى قوة ولا إلى عشيرة ولا إلى حسب ولا إلى نسب وهو يتذكر في نفسه أن الأمر كله بيد الله جل وعلا فالله سبحانه وتعالى هو المالك فلا ملك ولا مالك ولا مليك إلا الله، والله سبحانه وتعالى هو مدبر الأمر فلا مدبر ولا مريد سواه، والله سبحانه هو صاحب المشيئة فلا يشاء الخلق شيئاً حتى يشاءه الله
لذلك المسلم " لا ينفك في صغار أموره ولا في كبارها أن يستعين بالله سبحانه وتعالى وما أستعان أحد بالله جل وعلا وصدق في إستعانته إلا أعانه الله جل
وعلا من حيث لا يحتسب وهيأ له من حيث لا يشعر المعان من أعانه الله والمخذول من خذله الله وقد قال الله جل وعلا في كتابه الكريم *﴿ إِن يَنصُرْكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا ٱلَّذِى يَنصُرُكُم مِّنۢ بَعْدِهِۦ ﴾*
وقال سبحانه وتعالى *﴿ أَمَّنْ هَٰذَا ٱلَّذِى هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ ٱلرَّحْمَٰنِ ۚ إِنِ ٱلْكَٰفِرُونَ إِلَّا فِى غُرُورٍ ﴾﴿ أَمَّنْ هَٰذَا ٱلَّذِى يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُۥ ۚ بَل لَّجُّوا۟ فِى عُتُوٍّ وَنُفُورٍ ﴾*
المسلم مستعين بالله جل وعلا لا يغتر بمال لأنه يتأمل ويقرأ في كتاب الله جل وعلا فيجد أن قارون بماله وبكنوزه التي تعجز العصبة عن حمل مفاتيحها ولا يعلم ما وراء تلك الأبواب من الذهب والفضه والأموال إلا الله جل وعلا أنها لم تغني عنه شيئاً ولم تدفع عنه عذاب الله وسخطه وأنها لم تكن سبباً في توفيقه ولا في هدايته ولا في سلامته ولا في عصمته والمسلم يتأمل ويقرأ في كتاب الله جل وعلا فيجد أن فرعون عليه لعنة الله مع ما أعطاه الله جل وعلا من سلطة ونفوذ أمر وقهر ورجال وعتاد وقوة لم يدفع ذلك عنه عذاب الله سبحانه وتعالى فيقول المسلم في نفسه لا ينقصني سلطة ولا أمر في الحصول على ما أريد وفي السلامة مما أكره ولكن ينقصني أن يعينني الله جل وعلا
وكذلك المسلم " ينظر في كتاب الله جل وعلا فيجد أن أصحاب القوة وأصحاب الكثرة لم يغني عنهم ذلك شيء من عذاب الله ولا من سخط الله جل وعلا فها هم قوم عاد أعطوا قوة وأعطوا بأساً شديداً، وهاهم قوم شعيب عليه السلام كانوا أصحاب كثرة وأصحاب عدد وكانوا يهزؤون بنبي الله شعيب ويستضعفونه ويقولون له لولا قومك فلم يغني عنهم ذلك شيء من عذاب الله ولا من سخط الله ولم يكن ذلك سبباً في وصولهم إلى الهداية أو التوفيق أو صلاح الحال أو سداد الأمر
لا إله إلا الله ما أعظم الحمد صفة جليلة من صفات أهل الإيمان التائبون العابدون الحامدون السائحون
وهذه الصفة الرابعة السائحون وما معنى هذه الآية؟ ما معنى قوله السائحون، جمهور المفسرين على أن المراد بالسائحين أنهم الصائمون لله رب العالمين، الصائمون لله رب العالمين تراه يصلي ليله ونهاره كثير الذكر لله سابحاً يقول ربنا في كتابه الكريم *﴿ عَسَىٰ رَبُّهُۥٓ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُۥٓ أَزْوَٰجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَٰتٍ مُّؤْمِنَٰتٍ قَٰنِتَٰتٍ تَٰٓئِبَٰتٍ عَٰبِدَٰتٍ سَٰٓئِحَٰتٍ ثَيِّبَٰتٍ وَأَبْكَارًا ﴾*
ومعنى سائحات أي صائمات لأن المرأة تقر في بيتها ولا تسوح في الأرض.
يقول عبدالله بن مسعود كما صح ذلك عند الإمام الطبري قال معنى قوله السائحون الصائمون
ويقول أبو هريرة كما صح ذلك عند الإمام الطبري أنه قال في قوله السائحون الصائمون
وقال عبد الله بن عباس كما صح ذلك عند الإمام الطبري قال السائحون كل آية في القرآن الكريم فيها ذكر السياحة فهي بمعنى الصيام وليست السياحة التي هي الذهاب إلى الكهوف وإلى الصحاري وإلى البراري كما يفعله البعض ويدعون زهداً في ذلك لا
يقول الإمام أحمد عن هؤلاء الصنف يقول الإمام احمد عليه رحمة الله، ليست السياحة من الإسلام في شيء لا من فعل النبيين ولا من فعل الصالحين وأما قوله السائحون فالمراد به الصائمون إنتهى كلام الإمام أحمد عليه رحمة الله.
وابن القيم رحمه الله يقول في تفسيره معنى هذه الآية السائحون السياحة هو سياحة القلب في محبة الله والإنابة إليه والتفكر في مخلوقات الله رب العالمين.
كما أن السياحة تطلق أيضاً بمعنى القربات كالحج والعمرة وصلة الأرحام والرحلة في طلب العلم.
كما ذكر ذلك الإمام السعدي عليه رحمة الله في تفسيره بل والسياحة تطلق أيضاً بمعنى الجهاد في سبيل الله كما صح ذلك عند أبي داوود عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله وحسنه الإمام الألباني في سنن أبي داوود
نعم أيها الأخوة " إذاً السياحة سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله فكن يا أخي من السائحين الطائعين لله رب العالمين.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم إنه هو الغفور الرحيم.
*الـخـطـبـة الـثـانـيـة*
الحمد لله رب العالمين
وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
يقول الله تعالى *﴿ ٱلتَّٰٓئِبُونَ ٱلْعَٰبِدُونَ ٱلْحَٰمِدُونَ ٱلسَّٰٓئِحُون ﴾*
ثم قال عن الصفة الخامسة والسادسة، الراكعون الساجدون،
انظروا إلى هذه الصفة الجليلة قاموا بعبادة الحق ونصح الخلق، قاموا بعبادة الحق أي عبدوا الله وأكثروا من الصلاة والصيام والزكاة وصلة الأرحام وبر الوالدين وغير ذلكم من الطاعات.
ثم أيضاً لم يكتفوا بهذا العمل القاصر لأنفسهم بل تعدت طاعتهم إلى الآخرين.
قال بعدها الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر إذاً فهم مستقيمون في أنفسهم طائعون لربهم ينتفع الخلق من توجيهاتهم ونصحهم، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر،
وهذه هي صفة أهل الإيمان " ولهذا وصف الله المؤمنين في سورة التوبة بهذه الصفات في آية أخرى قال تعالى *﴿ وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾*
سيرحمهم الله في الدنيا وفي الآخرة.
هؤلاء أهل السعادة
هؤلاء أهل الإيمان
هؤلاء الذي يجعل الله النصر حليفاً لهم يسعدون ويفوزون في الدنيا والآخرة لهذا يقول الله *﴿ ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ أَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُوا۟ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا۟ عَنِ ٱلْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلْأُمُورِ ﴾*
إذاً قال الله في أوصاف أهل الإيمان الراكعون الساجدون والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله
وهذه هي الصفة التاسعة والحافظون لحدود الله صح عن ابن عباس عند ابن أبي حاتم في كتابه التفسير قال معنى والحافظون لحدود الله أي القائمون بطاعة الله رب العالمين.
ايها المؤمن الكريم " إن حفظت حدود الله وحفظت أوامر الله حفظك الله في الدنيا والآخرة يحفظ قوتك يحفظ عقلك يحفظ سمعك يمتعك ببصرك يجعلك تعيش سعيداً في الدنيا وسعيداً في الآخرة.
ولهذا يسخر الله الملائكة لحفظ هذا العبد الذي يحفظ دينه وأوامره قال تعالى *﴿ لَهُۥ مُعَقِّبَٰتٌ مِّنۢ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِۦ يَحْفَظُونَهُۥ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ ﴾*
*📖 #صفات_المؤمنين_في_القرآن_الكريم*
*══ الخطبة الثانية ══*
*🕌 خطبة الجمعة من #مسجد_الصفوة_بمدينة_ذمار - اليمن 🇾🇪*
*📌لشيخنا الفاضل/أبي الفداء #أحمد_بن_حسن_الريمي حفظه الله وعافاه*
*🗓بتاريخ 1٧ شوال 1445 هـ*
*《 الخطبة بصيغة PDF على Telegram 》:*
تلـــــــــــيجـــــــــــرام↙️
t.me/ap11a
#القران_والتفسير
┈┉┅━━•📖•━━┅┉┈
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيراً إلى يوم الدين.
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*
*﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].*
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:٧٠-٧١]*
أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
أيها المسلمون " كان حديثنا في الجمعة الماضية عن صفات المؤمنين في القرآن الكريم وما زال حديثنا عن صفات المؤمنين في القرآن الكريم والله تبارك وتعالى وصف المؤمنين بصفات كثيرة في كثير من سور القرآن الكريم ومن تلكم الصفات الجليلة والسيمات العظيمة أن الله عز وجل وصف المؤمنين في سورة التوبة بصفات عديدة يقول ربنا في كتابه الكريم *﴿ ٱلتَّٰٓئِبُونَ ٱلْعَٰبِدُونَ ٱلْحَٰمِدُونَ ٱلسَّٰٓئِحُونَ ٱلرَّٰكِعُونَ ٱلسَّٰجِدُونَ ٱلْءَامِرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱلنَّاهُونَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَٱلْحَٰفِظُونَ لِحُدُودِ ٱللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾*
هذه تسع صفات لأهل الإيمان والصفة العاشرة بأنهم مجاهدون في سبيل الله بأنفسهم وأموالهم كما في الآية قبل هذه الآية *﴿ ۞ إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلْجَنَّةَ ۚ يُقَٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِى ٱلتَّوْرَىٰةِ وَٱلْإِنجِيلِ وَٱلْقُرْءَانِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِۦ مِنَ ٱللَّهِ ۚ فَٱسْتَبْشِرُوا۟ بِبَيْعِكُمُ ٱلَّذِى بَايَعْتُم بِهِۦ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ ﴾*
ثم ذكر الله هذه الصفات فقال التائبون العابدون فمن صفات المؤمنين التوبة التائبون.
يقول الحسن البصري رحمه الله تعالى كما صح ذلك عند ابن أبي حاتم في كتابه التفسير قال في قوله تعالى التائبون، قال التائبون الذين تابوا من الشرك وبريئواْ من النفاق
ويقول الحافظ ابن كثير عليه رحمة الله في تفسيره عند هذه الآية التائبون قال التائبون، قال التائبون من الذنوب كلها التاركون للفواحش.
نعم أيها المسلمون " من صفات المؤمنين أنهم يتوبون إلى الله عز وجل ولهذا دعا الله المؤمنين إلى التوبة
يقول ربنا في كتابه الكريم وهو يأمر المؤمنين بالتوبة ﴿ وَتُوبُوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾
ويقول الله ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ تُوبُوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا ﴾
فمن صفات أهل الإيمان أنهم يتوبون إلى الله من الشرك والنفاق ومن الفواحش الظاهرة والباطنة ومن جميع الذنوب المعاصي يتوبون إلى الله ولهذا يمتدح الله المؤمنين بالتوبة فيقول سبحانه وتعالى ﴿ وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا۟ فَٰحِشَةً أَوْ ظَلَمُوٓا۟ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا۟ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُوا۟ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ ﴾ من صفات المؤمنين ومن علامات المتقين ﴿ وَلَمْ يُصِرُّوا۟ عَلَىٰ مَا فَعَلُوا۟ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُو۟لَٰٓئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّٰتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَٰمِلِينَ ﴾*
*◇طوبى لمن جعله الله مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر◇*
*🕌خطبة الجمعة من #مسجد_الرسالة بمدينة -معبر-*
*🎙️للشيخ الفاضل/ أبي سليمان #عبدالرحمن_بن_علي_السمح حفظه الله ورعاه_*
*🗓بتاريخ: ٨ ربيع الآخِر ١٤٤٦هـ*
🎙لإستماع الخطبة مقطع صوتي
#خطب_فضائل_الأعمال
❀═══⟲❁❁⟳═══❀
1️⃣يستحب قول الخطيب -بعد الحمد والثناء-: (أما بعد)؛ وذلك تأسياً بالنبي ﷺ.
قال الصنعاني: (وظاهره أنه كان يلازمها في جميع خطبه)🎤
———•———•———
2️⃣بعض الخطباء يوردون هذه الكلمة (أما بعد) في افتتاح خطبهم، ولكنهم لا يتبعونها بـ(الفاء)، فمثلاً: يقول بعضهم: (أما بعد، أيها الناس). ولعل الأظهر في هذا أن يقال: (أما بعد، فيا أيها الناس)؛ وذلك لأمرين👇
———•———
١- أنه هو فعل النبي ﷺ في خطبه، حيث كان يقول في خطبته: (أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله…)🎤
———•———
٢- أن اتباع (الفاء) بعد (أما بعد)؛ هو المقدَّم عند بعض المحققين من النحويين🎤
———•———•———
📚الشامل في فقه الخطيب والخطبة، د. سعود الشريم (٢٣١-٢٣٣).
أي هذه سنة الله فيمن عصى وهذه سنة الله في من ظلم وهذه سنة الله فيمن خالف أمره وارتكب نهيه وكذلك أي كما أهلكنا هؤلاء نهلك من فعل فعلهم وصنع صنيعهم وليسواْ لنا بمعجزين
ثم أخبر سبحانه عن أخذه أنه أليم وأنه شديد لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاف على أمته أن يصيبها ما أصاب الأمم السابقة
هذا خباب ابن الأرت يقول صلّى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة أطالها حتى أصبح الصبح فقلت له يا رسول الله رأيتك تصلي صلاة قد أطلتها فقال عليه الصلاة والسلام إنها صلاة رغبة ورهبة إني سألت الله ثلاثاً فأعطاني إثنتين ومنعني واحدة سألته ألاّ يهلك أمتي بسنة بعامة فأعطانيها وسألته ألاّ يسلط عليها عدواً من غيرها فأعطانيها وسألته ألاّ يجعل بأسها بينها شديد فمنعنيها فأمن النبي صلى الله عليه وسلم على أمته من أن تهلك مرة أو أن يستأصل عدوها شأفتها ولكنه خاف عليها أن يكون هلاكها مما يكون بينهم من الاختلاف والشتات والتفرق ولذلك دعاهم إلى ما دعاهم الله إليه في كتاب *﴿ وَٱعْتَصِمُوا۟ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا۟ ۚ ﴾*
وقال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ
وخاف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته فقام ليلة كاملة بآية من كتاب الله جل وعلا يصلي بها ويبكي لها حتى بعث الله رسول السماء جبريل إلى رسول الأرض محمد صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا محمد وربك أعلم ولكن لتعلم أنت ما يبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وما يخافه عليك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل أمتي أمتي، يخاف على أمته ويخشى على أمته صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيرجع جبريل إلى السماء وربك أعلم فيرسله الله إليه ثانيةً ويقول قل له يا محمد إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ويخاف على أمته ويخشى ويريد لهم الخير في الدنيا والآخرة
فيقول عليه الصلاة والسلام لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، ويخاف على أمته فتنكسف الشمس في عهده عليه الصلاة والسلام فيذهب النهار وتأتي الظلمة فيخرج عليه الصلاة والسلام فزعاً مسرعاً حتى أنه لشدة مخرجه أخذ دراعة أهله يظنها رداءه حتى لحقوه برداءه فصلّى بأصحابه عليه الصلاة والسلام صلاة طويلة لم يصلي بهم مثلها قط صلى بهم بأطول قيام وأطول ركوع وأطول سجود فلما كان في سجوده وقد أطال السجود جعل ينفخ في سجوده وجعل يبكي فسمعه الصحابة وهو يقول وهو يناجي ربه ويسأل ربه ويدعو ربه ربي ألم تعدني ألاّ تعذبهم وأنا فيهم ربي ألم تعدني ألاّ تعذبهم وهم يستغفرون فلما قضى صلاته سأله الصحابة رضوان الله عليهم عما سمعوه منه في صلاته وما رأوه يفعله فقال عليه الصلاة والذي نفسيه بيده لقد أدنيت لي الجنة حتى لو شئت أن أقتطف منها لأقتطفت وأدنيت لي النار فجعلت أنفخ وأدفعها عنكم والذي نفسي بيده لقد رأيت في النار امرأة حميرية تعذب في هرة ربطتها حتى ماتت إذا أقبلت نهشت صدرها ووجهها وإذا أدبرت نهشت إليتها ورأيت في النار سارق المحجن وهو متكئ على محجنه ويقول أنا سارق الحجيج ثم يقول عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت، والذي نفسي بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً
وهكذا ايها المؤمنون عباد الله " تأتي الغيوم وتهب الرياح فيفرح الناس ويظنون أنه غيث السماء ولكن النبي عليه الصلاة والسلام يدخل ويخرج ويقبل ويدبر فتقول أم المؤمنين عائشة كان إذا رأى مخيلة في السماء أي سحابة دخل وخرج وأقبل وأدبر فسألته عن ذلك فقال يا عائشة وما يدريني قد قال قوم *﴿ هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا ٱسْتَعْجَلْتُم بِهِۦ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾*
بل ويبكي النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم يقول عمر بن الخطاب وهو يذكر قصة أسارى بدر وحينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فيما يفعلون بهم ثم أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بقول من قال نأخذ منهم الفداء قال عمر فجئت في اليوم الثاني فوجدت النبي صلى الله عليه وسلم يبكي ووجدت أبا بكر يبكي فقلت يا رسول الله أخبرني ما يبكيك وما يبكي صاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء بكيت لبكائكما فقال عليه الصلاة والسلام أبكي لما عرض عليّ من عذاب أصحابك لأخذهم الفداء لقد عرض عليّ عذابهم أدنى من هذه شجرة
فخاف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته وخشي عليهم حتى أنزل الله *﴿ مَا كَانَ لِنَبِىٍّ أَن يَكُونَ لَهُۥٓ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِى ٱلْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنْيَا وَٱللَّهُ يُرِيدُ ٱلْآخِرَةَ ۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾﴿ لَّوْلَا كِتَٰبٌ مِّنَ ٱللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَآ أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾*
أُمَّةٍۭ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ شَهِيدًا ﴾*
قال لي حسبك وفي رواية غمزني رجل بجواري قال فالتفت فإذا عيناه تذرفان، فإذا عيناه تذرفان
قال ابن بطال رحمه الله إنما بكى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتذكر أهوال يوم القيامة وشدائدها وأحوال الأمم بكى النبي صلى الله عليه وسلم حينما يأتي به الله يوم القيامة فيشهد على أمته وفيهم من قد عصى وفيهم من قد خالف وفيهم من قد غفل وفيهم من قد أعرض فيأتي الله جل وعلا به يوم القيامة ليشهد على أمته أنه قد بلغهم وأنه قد أنذرهم وأنه لا عذر للعصاة ولا عذر للغافلين
قال رحمه الله وهذا مقام يحق أن يطول له البكاء وهذا مقام يحق أن يطول له البكاء وأن يعظم له الحزن لذلك
ايها المسلم الكريم " يقول النبي صلى الله عليه وسلم شيبتني هود وأخواتها
وكذلك أيها المؤمنون " مما أهم النبي صلى الله عليه وسلم في هذه السور الكريمة ما ذكره الله جل وعلا من هلاك الأمم السابقة وكيف هانت على الله جل وعلا ولم يباليها باله، حينما عصت أمره وخالفت نهيه وكيف أخرجتها ذنوبها ومعاصيها وخطاياها من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين فخاف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته أن يحل بهم ما حل بالأولين وينزل بهم ما نزل بالأمم السالفة حيث وأن أمر الله لا يتغير وسنة الله لا تتبدل وقد قال الله جل وعلا في هذه السور، وما هي الظالمين ببعيد بعد أن ذكر عقوبة قوم لوط قال وما هي من الظالمين ببعيد، أصح التفاسير أن معناها ما هذه العقوبة ببعيدة، في حق من وقع فيما وقع فيه قوم لوط وقال الله جل وعلا في هذه السورة لنوح عليه السلام *﴿ ٱهْبِطْ بِسَلَٰمٍ مِّنَّا وَبَرَكَٰتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰٓ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ ۚ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾*
أي وأمم قادمة سنمتعها ستأكل وتشرب ولكنها إذا عصت الله سيمسها عذاب أليم
وقال الله جل وعلا أيضاً بعد أن ذكر هلاك الأمم السابقة *﴿ وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَآ أَخَذَ ٱلْقُرَىٰ وَهِىَ ظَٰلِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُۥٓ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾*
وقال الله في المرسلات *﴿ أَلَمْ نُهْلِكِ ٱلْأَوَّلِينَ ﴾﴿ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ ٱلآخِرِينَ ﴾﴿ كَذَٰلِكَ نَفْعَلُ بِٱلْمُجْرِمِينَ ﴾﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴾* فخاف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته وكان رحيماً بأمته شفيقاً بها كما قال الله عنه *﴿ وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَٰلَمِينَ ﴾*
وكما قال الله عنه *﴿ لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾*
ففي هذه السور ذكر الله جل إهلاك الأمم السابقة حينما عصت وإذا تأملتم تجدون أمراً عجباً ففي قصة نوح تقرأون أن الله جل وعلا أهلكهم حينما عصوا الله هلاكاً لم يبقي ولم يذر
ولك أن تتخيل أيها المسلم الكريم " أن الله جل وعلا أغرقهم بأمواج كالجبال ولكنها أمواج على الأرض اليابسة ليست أمواجاً في البحار ولكنها أمواج أنشأها الله وخلقها على الأرض فسبحان من أنشأها سبحانه ما أقواه وما أقدره وما أعظمه أمواج ومياة جرت على اليابسة تجاوز منسوبها رؤوس الجبال وكان الحال كما قال نوح عليه السلام لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم أغرق الله الأرض وفتح أبواب السماء بماء منهمر وفجر الأرض عيوناً فالتقى الماء على أمر قد قدر فعل ذلك كله بقوم أذنبوا وعصوا وكذبوا رسل الله وما هي من الظالمين ببعيد.
تجد في قصة نوح أن الله جل وعلا لم يقبل شفاعة أول رسول أرسله في الأرض في حق من عبد غير الله وأشرك بالله ولو كان إبنه وأقرب الناس إليه فقال الله جل وعلا له *﴿ قَالَ يَٰنُوحُ إِنَّهُۥ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُۥ عَمَلٌ غَيْرُ صَٰلِحٍ ۖ فَلَا تَسْـَٔلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِۦ عِلْمٌ ۖ إِنِّىٓ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْجَٰهِلِينَ ﴾﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّىٓ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْـَٔلَكَ مَا لَيْسَ لِى بِهِۦ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِى وَتَرْحَمْنِىٓ أَكُن مِّنَ ٱلْخَٰسِرِينَ ﴾*
وهكذا أيها المسلم الكريم " تقرأ في قصة هود عليه السلام مع قومه كيف دعاهم إلى الله ورغبهم فيما عند الله من الخير ووعدهم أن يزيدهم الله قوة إلى قوتهم وأن يرسل السماء عليهم مدراراً وأن يتمم نعمته عليهم ولكنهم تكبروا وتجبروا وعاندوا وقالوا من أشد منا قوة ونسوا أنهم كانوا ماءً مهيناً في أصلاب آبائهم قذف في أرحام أمهاتهم وأن الله جل وعلا هو الذي خلقهم وهو الذي أوجدهم وتهكموا بنبي الله هود فحينها عذبهم الله بعذاب غليظ كما قال الله *﴿ وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَٰهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ﴾*
قال الإمام الشنقيطي رحمه الله إنه لم ينزل الله جل وعلا على عباده موعظة هي أقوى وأشد زجراً من أن أخبرهم في كتابه الكريم أنه يعلم أحوالهم كلها وأنه مطلع على ظاهرهم وباطنهم فقال *﴿ أَلَآ إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا۟ مِنْهُ ۚ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ۚ إِنَّهُۥ عَلِيمٌۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ﴾*
وفي هذه الآية قال *﴿ وَإِنَّ كُلًّا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَٰلَهُمْ ﴾*
أي كل مكلف سيوفيه الله عمله وأنا وأنت واحد من هؤلاء الذين أقسم رب العزة جل وعلا أنه سيوفيهم أعمالهم وأنه يعلم أحوالهم.
قال ثم ضرب العلماء لذالك مثلاً محسوساً فقالوا لو أن هناك ملكاً جباراً ظالما سيفه يقطر دماً النطع بين يديه وحراسه وخدمه حوله وحاجبه أمامه وسيفه بيده يقطع الرؤوس ويسيل الدماء لا يبالي ولا يكترث بأحد قال وحوله نساؤه وبناته وحريمه قال فهل يجرؤ أحد؟ هل يجرؤ أحد أن ينظر إلى نسائه وبناته، وهل يجرؤ أحد أن تسول له نفسه بسوء نحو نسائه وبناته؟ والسيف يقطر بين يديه دماً قال لا يجرؤ أحد بذلك قال ولله المثل الأعلى فالله أشد فتكاً والله أعظم أخذاً وحرماته في أرضه هي حدوده وأحكامه وشرائعه فليتق الله إنسان يجترئ على حرمات الله وليتق الله إنسان يتعدى على حدود الله ولا يستخفن أحد بعلم الله واطلاع الله فإن الله جل وعلا قال في هذه الآيات *﴿ وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَآ أَخَذَ ٱلْقُرَىٰ وَهِىَ ظَٰلِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُۥٓ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾* وقال الله جل وعلا في هذه السورة *﴿ فَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا۟ ۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾*
قال ابن عباس رضي الله عنه ما أنزل على رسول الله آية هي أشد ولا أشق من هذه الآية *﴿ فَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا۟ ۚ﴾*
أمره الله جل وعلا بالاستقامة كما شرع وأمر من معه ومن تبعه من أمته بذلك، والاستقامة أمر عجيب ومعنى ذلك أنك تكون في كل لحظة وفي كل حركة وفي كل سكون وفي كل مدخل وفي كل مخرج على ما أراد الله سبحانه وتعالى ونحن نعلم من أنفسنا ومن أحوالنا ما نعلم ذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان حاله مع هذه الآية الكريمة خوفاً على أمته ومعرفة بربه سبحانه وتعالى كما قال شيبتني هود وأخواتها
وكذلك أيها المؤمنون عباد الله " قال الله جل وعلا له في آخر السورة *﴿ وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنۢبَآءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِۦ فُؤَادَكَ ۚ وَجَآءَكَ فِى هَٰذِهِ ٱلْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾*
فأخبره الله أنه ثبته بهذه السورة قال الإمام القرطبي رحمه الله قوله وجاءك في هذه الحق أي في سورة هود وهذا مما اختص الله به هذه السورة ففيها من المواعظ وفيها من الذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ما يثبت به على دين الله وما يعض به نفسها ويوقظها من غفلتها وما هي فيه ذكرى للمعاد ويوم الحشر والنشور وما فيه إستعداد للقاء الله جل وعلا ثم ختمها الله جل وعلا بما على العباد أن يحققوه ويسعواْ في القيام به فقال سبحانه *﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ ٱلْأَمْرُ كُلُّهُۥ فَٱعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾*
أيها المؤمنون عباد الله " قال عليه الصلاة والسلام شيبتني هود وأخواتها وهو أتقى الناس لله وأخشى الناس لله جل وعلا تقول عائشة أم المؤمنين كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرهم من الأعمال بما يطيقون فإذا أمرهم بذلك قالوا يا رسول الله إنا لسنا كهيئتك قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر أي يريدون أن يبالغوا في الأعمال فيقول عليه الصلاة والسلام والله إني لأعلمكم بالله وأتقاكم لله
ولما جاء ثلاثة نفر إلى بيته وسألوا عن عبادته وكأنهم تقالّوها فقال أحدهم لاتزوج النساء وقال آخر لا أنام الليل وآخر قال لا أفطر قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما بال أقوام يقولون كذا وكذا والله لأعلمكم بالله واتقاكم لله أنا ومن رغب عن سنتي فليس مني
وكذلك لما سأل عمر ابن أبي سلمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيقبل الصائم قال سل هذه الأم سلمة أمه قالت أن رسول الله لا يفعله قال رسول قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم والله إني لأتقاكم لله وأخشاكم له
وهكذا في حجة الوداع لما أمر من أحرم بالحج أن يحل ويتمتع وأمرهم أن يصيبوا من نسائهم قال الصحابة ما كنا نرى إلا الحج لا نعرف الحِل وليس بيننا وبين عرفة إلا خمس ليال فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقام في أوساط الناس وقال آما والله لقد علمتم إني أتقاكم لله وأبركم وأعلمكم.
وحاصروه في الشعب ثلاث سنين وأشتد أذاهم عليه وعلى أصحابه حتى ترك لهم مكة وهي أحب البقاع إليه وخرج عليه الصلاة والسلام إلى المدينة فخاض مع المشركين يوم بدر وخاض معهم يوم أحد وخاض الخندق وخاض تبوك وخاض يوم الفتح وخاض حنين ومات من أصحابه من مات.
وقال عن نفسه لقد أُخفت في الله وما يخاف في الله أحد مرت به عليه الصلاة والسلام أيام شداد وأمور صعاب ولكنه حينما ذكر سبب مشيبه قال عليه الصلاة والسلام شيبتني هود وأخواتها.
فأنت يا أخي الكريم " ما الذي شيبك؟ ما الذي جعل الحزن يظهر على وجهك وجعل ضرباته تؤثر في تقاسيم بشرتك إن الكثير منا إذا تفكر ليجد أن ما أهمه وأحزنه هو أمر مأكل ومشرب وملبس وغير ذلك من لعاعة الدنيا التي قد قسمها الله جل وعلا بين العباد وكفلها لجميع العباد وأحكم أمرها في كتابه فقال *﴿ ۞ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِى ٱلْأَرْضِ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا ﴾*
فلا تجدك يهمك أمر بعث ولا نشور ولا أمر حساب ولا ميزان ولا هول المطلع والمبعث ولا وجل المصير يوم القيامة وما ذاك إلا من غفلة قد خيمت على القلوب وران قد أصابها وهو حال قد أخبر الله عنه فقال *﴿ ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِى غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ ﴾*
ولذلك أيها المسلم الكريم " تأمل في هذا اللفتة المباركة في الذي أهم النبي صلى الله عليه وسلم وعجل بشيبه قبل المشيب شيبتني هود وأخواتها، ثم تعال معي مرة أخرى وانظر إلى حال النبي صلى الله عليه وسلم تجد أنه الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومع ذلك يقول شيبتني هود وأخواتها، وتجد أنه عليه الصلاة والسلام هو الذي كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه ومع ذلك يقول شيبتني هود وأخواتها، وهو عليه الصلاة هو الذي كان يصوم حتى يقال لا يفطر ويقول شيبتني هود وأخواتها،
وهو الذي عليه الصلاة والسلام أمضى ليله ونهاره في التعبد لله جل وعلا بشأن النبوة والرسالة وأمضى ليله ونهاره بذكر الله جل وعلا وبعبادته وبطاعته وقال شيبتني هود وأخواتها وهو الذي زهد في الحياة الدنيا وقال ما لي ولها وربط على بطنه الحجرة من الجوع وهو الذي وجد تمرة على فراشه وقال والله لولا أن تكون من الصدقة لأكلتها فهو عليه الصلاة والسلام أخشى الناس لله وأتقى الناس لله وأعبد الناس لله وأعلم الناس بالله وأخوف الناس من الله جل وعلا ومع هذا يقول عليه الصلاة والسلام شيبتني هود وأخواتها
هذا يدعونا عباد الله " إلى أن نراجع أحوالنا في سيرنا إلى الله جل وعلا هذا يدعونا عباد الله " إلى أن نتفكر فيما نهمه وننشغل به ونباليه باله إننا والله لنخشى أن نكون ممن قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم « من أصبح والدنيا همه شتت الله شمله، شتت الله شمله وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما قد كتب له » هناك من الناس من لا هم له في أمر طاعته لله ولا سيره في مرضاة الله ولا تفكير له يحثه ويجعله يصلح من حاله فيما يتعلق بلقاء الله سبحانه وتعالى.
لذلك أيها المؤمنون عباد الله " خذوا من هذا العبرة ولنسعى في إصلاح الأحوال فننشغل ونفكر ونجتهد ونبالي فيما يصلح أحوالنا مع الله سبحانه وتعالى وفيما نحن قادمون عليه رسول الله مع علو منزلته ورفعة مكانته وكونه مغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يقول شيبتني هود وأخواتها
وسيأتي معنا ذكر بعضاً ما في هذه ونستفيد من هذا عباد الله إننا بحاجة أيضاً إلى أن نعيد النظر في حالنا مع كتاب الله جل وعلا كيف نقرأه؟
إن كنا ممن يقرأه كيف نتدبره؟
هل نتلوه حق تلاوته؟
هل نتأمله ونتفكر فيه؟
هل نخشع له؟
هل نحاسب أنفسنا عليه إذا قرأنا أما إذا لم نكن نقرأ فتلك الطامة الكبرى والمصيبة العظمى فلهي والله من أعظم المصائب والفواقر التي يقع الإنسان فيها في هذه الحياة أن يكون بعيداً من كتاب الله سبحانه وتعالى
عباد الله " إن الدنيا تذهب بنا يميناً وشمالاً همومها وأحزانها ومشاغلها ومشاكلها تجعل من قلوبنا في كل واد شعبة وتسلك بنا أودية متعددة فلا يلم الشعث، لا يلم شعث القلوب إلا كتاب الله سبحانه وتعالى لا يرجعنا إلى الصراط المستقيم ويذكرنا بما خلقنا من أجله ويجعلنا نصرف الأيام والليالي فيما هو أنفع في الدنيا والآخرة إلا مواعظ الكتاب وزواجر الكتاب الكريم ولذلك الله جل وعلا دعانا إلى أن نقرأ القرآن وأن نهتم بقراءته وأن يكون لكل واحد منا مهما كان وصفه حظه من القرآن ونصيبه من كتاب الله سبحانه وتعالى.
قال الله جل وعلا *﴿ فَٱقْرَءُوا۟ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلْقُرْءَانِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَءَاخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِى ٱلْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ ۙ وَءَاخَرُونَ يُقَٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ۖ فَٱقْرَءُوا۟ مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ ﴾* أي وإن كنتم مرضى اقرؤوا ما تيسر من القرآن
فضائلُ كلمة التوحيد
📝خطبة جمعة للشيخ الفاضل|
#عبدالرزاق_الربيعي حفظه الله تعالى
*📅 ١ ربيع الآخر ١٤٤٦ هـ*
#خطب_العقيدة
┈┉┅━━•📖•━━┅┉┈
هذا هو المذموم فلا تنشغل بدنياك وأقبل على عبادة ربك ومولاك فستجده بك رحيما وبك سبحانه وتعالى ستجده لك معيناً
فحافظوا معاشر المسلمين " واعلمواْ إنها دنيا فانية زائلة فلا تغتر بها عن عبادة الله وعما قريب ستحمل إلى المقابر وتنتهي أيامك كلها وساعاتك بجميعها
اسأل الله العظيم بمنه وكرمه وبفضله وإحسانه أن يوفقني وإياكم إلى ما فيه الخير
اسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد
اللهم وفقنا لصالح الأعمال وسهل لنا فضائل الأقوال اللهم اجعلنا والحاضرين هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين
اللهم اشفي مرضانا ومرضى المسلمين واغفر لموتانا وموتى المسلمين وفقنا وآبائنا وأمهاتنا وآباء وأمهات المسلمين إلى كل خير يا سميع الدعاء
اللهم لا تخرجنا من هذا المسجد إلا بذنوب مغفورة ودرجات مرفوعة وسيئات مطروحة وحسنات مكتوبة إنك سميع الدعاء وصلَّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين
*____*
❄ا••┈┈•••✦🌟✦•••┈┈••ا❄
🔹الخطــ زاد ــباء الدعوية⤵
تابع قناتنا༼༽༼ الخطــــــ زاد ــــــباء༽༼༽ في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VagY0XRBfxo7Zq8oko3P
فيسبــــــــــــــــــــــوك↙️
https://www.facebook.com/groups/652912765064080/
تلـــــــــــيجـــــــــــرام↙️
t.me/ap11a
••أســـــــــأل الله أن ينفع بها الجميع ••
🚫لاَ.يــَـسْمَحُ.بتعــــــديل.المنشَـور.tt🚫
ِ🔖√ منْ آحٍـبْ آلُآ يَنْقَطًع عملُہ بْعدِ مۆتٌہ فَلُيَنْشُر آلُعلُم√📚[آبْنْ آلُجٍۆڒٍيَ].
•••━════ ❁✿❁ ═══━••
عند ذلك قال: يا رسول الله! أشهد لا إله إلا الله، وأنك رسول الله وساقتصر على ما أمرتني، وانتهي عما نهيتني لا أزيد على ذلك ولا أنقص. فقال صلى الله عليه وسلم: " إِنْ يَصْدُقْ ذُو الْعَقِيصَتَيْنِ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ " ثم رجع إلى بعيره فركب البعير، وأطلق رحالة حتى وصل إلى قومه، فكان أول ما تكلم به إن قال بئست الآت والعزى فقالوا: مه ياضمام! اتق الجذام، اتق البرص، اتق الجنون، فقال: إنهما لا ينفعان ولا يضران؛ إنما الذي ينفع وحده هو الله وحده. ثم جعل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويبين لهم الإسلام. قال الراوي: فما أمسى في حاضره رجل ولا امرأة إلا قد دخل في الإسلام،
قال ابن عباس: فما سمعنا بوافد أفضل من ضمام رضي الله عنه وأرضاه، إنه رجل حصيف المعي، ذكي قوي رغم كبره في السن، ورغم شيبته لم يقتصر على الأوامر التي أمره بها النبي صلى الله عليه وسلم بل انطلق إلى قومه ودعاهم إلى الإسلام وبين لهم طريق الجنة، وحذرهم من طريق النار، ولما كان الكلام صادراً من القلب أسلم قومه ودخلوا في الإسلام، وهكذا ينبغي أن يكون المسلم بهذه الهمة، وبهذه الثقة، وبهذه القوة، إن الكثير منا قد وصل اليوم إلى الخمسين أو الستين ولم يأتِ في باله في يوم من الدهر أن يسلم على يديه رجل! مع أن الوسائل متوفرة، وأصبح العالم كالقرية الواحدة، أهل الباطل ينشرون الباطل، ونحن في ضعف وخور لا يعلم به إلا الله،
وهكذا فعل أبو دجانة رضي الله عنه وأرضاه حين قال صلى الله عليه وسلم في أُحد: كما في الصحيحين رفع سيفاً وقال: من يأخذ مني هذا السيف؟ فرفع الصحابة كلهم يقولون: أنا، أنا، أنا، فقال صلى الله عليه وسلم: من يأخذه بحقه؟ من يأخذه بحقه؟ فبسط القوم أيديهم. فقام أبو دجانة وقال: يا نبي الله! أنا أخذه بحقه، ثم انطلق ففلق به هام المشركين، الأمة اليوم بحاجة إلى رجل ثقة قوي في إيمانه، عادل في أعماله، وفي أقواله، يسهر على هذه الأمة كأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه، كان لا ينام من الليل إلا قليلا، فتسأله زوجه يا عمر لم لا تنام! لم لا تنام! فيجيبها رضي الله عنه وأرضاه إني إن نمت بالنهار ضيعت رعيتي، وإن نمت بالليل ضيعت حق ربي، وكيف له أن ينام؟! كيف لعمر أن ينام؟! وهو القائل: لو أن بغلة بالعراق تعثرت لسئلت عنها لما لم تسوِ لها الطريق؟! الأمة اليوم بحاجة إلى من يبذل من أمواله وأوقاته في سبيل لله، وفي نشر الحق كأمثال عثمان رضي الله عنه وأرضاه، الذي اشترى الجنة مرتين بماله عندما اشترى بئر رومة، وعندما جهز جيش الأسرة. قال صلى الله عليه وسلم: "ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم".
بل جاء في السير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بات الليل كله وقد رفع يديه إلى السماء وهو يقول: اللهم إني قد رضيت عن عثمان؛ اللهم فارض عنه، هكذا كان الثقات من هذه الأمة يسهرون على آلام هذه الأمة، ويبذلون لها الغالي والنفيس، أما اليوم! فإن كثيراً من مساجد المسلمين ربما في كل أنحاء اليمن ربما تحتاج إلى إضاءة، ربما تحتاج إلى تبريد، ربما تحتاج إلى أبواب، ربما تحتاج إلى مواسير للوضوء وبالحي ممن من الله عليهم بالثراء، والمال، ومع هذا يبخلون ولا حول ولا قوة إلا بالله! الأمة اليوم تحتاج إلى شباب أقوياء أصحاء ليس إلى شباب قد خارت قواهم، وصار ليس للواحد منهم هم إلا التسكع في الشوارع! ومتابعة الفتيات! ومتابعة الجوالات! والرقصات! والأغاني! والتأفهات!
الأمة اليوم بحاجة إلى أمثال عبد الرحمن الناصر الذي فتح بلاد الأندلس، وهو ما يبلغ من العمر إحدى وعشرين سنة.
الأمة اليوم بحاجة إلى محمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية وهو في العشرين من عمره.
الأمة بحاجة اليوم إلى أمثال أسامة بن زيد الذي قاد جيشاً فيه كبار الصحابة وهو في الثامنة عشرة من عمره.
الأمة اليوم بحاجة إلى أمثال محمد القاسم الذي فتح السند والهند وهو في السابعة عشرة من عمره، أو كالزبير ابن العوام الذي أول من سل سيفه في الإسلام، وهو في الخامسة عشرة من عمره؛ ولقب بحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كُنَّا جِبالاً في الجِبالِ وربَّما سِرْنا على مَوْجِ البِحارِ بحارا
بِمعابِد الأفرنجِ كان أذانُنا قبلَ الكتائبِ يَفتحُ الأمْصارا
كنَّا نُقدِّم للسُّيوفِ صُدورَنا لَمْ نَخْشَ يوماَ غاشِماً جَبَّارا
✿ ✿ ✿ ✿
*الخطبة الثانية:*
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد عباد الله:
إن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه حين أطلق هذه الدعوة، وهو يتألم رضي الله عنه. فيقول: "اللهم إني أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة".
*✅- جَلَدُ الفَاجِرِ وَعَجْزُ الثِّقَةِ*
*🖋جديد الخطب المفرغة*
🕌 *ألقيت في #دار_الحديث_ومركز_السلام_العلمي_بالحديدة*
*👤 للشيخ الفاضل أبي المنهال #فايز_المغلسي حفظه الله*
*📝خطبة قوية تنشر على أوسع نطاق📝*
*🗓 ٢٢ ربيع الآخر ١٤٤٦ هـ*
*《 الخطبة بصيغة PDF على Telegram 》:*
تلـــــــــــيجـــــــــــرام↙️
t.me/ap11a
*🗂التصنيف: #أحوال_المسلمين
┈┉┅━━•📖•━━┅┉┈
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آلِ عِمۡرَانَ ١٠٢]. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النِّسَاءِ ١]. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأَحۡزَابِ].
أما بعد عباد الله:
اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد عباد الله: أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله، فهي وصية الله للأولين والآخرين، ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾.
أيها المؤمنون! إن الناظر إلى حال الأمة الإسلامية اليوم يجدها تعيش على هامش الحضارة المعاصرة، ليس لهم كلمة تذكر في المحافل الدولية، أعداد بلا معنى، جموع بلا وزن، أفواه بلا أصوات، إذا اجتمعوا لا يتفقون، وإذا اتفقوا لا يعملون، وإذا عملوا لا ينجزون، أصبحت الأمة اليوم، قصعة مستباحة؛ لاحقر وأذل أمم الأرض اليهود والنصارى، يصدق علينا قول النبي صلى الله عليه وسلم: " يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا ". قال ثوبان: قلنا: يا رسول الله! أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : " أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ، تُنْتَزَعُ الْمَهَابَةُ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ، وَيُجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنُ ". قَالَ : قُلْنَا : وَمَا الْوَهْنُ ؟ قَالَ : " حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ ". رواه الإمام أحمد بسند صحيح.
الأمة اليوم غثاء كغثاء السيل، دويلات متناثرة، وأحزاب متصارعه، وفرق متفرقة، ترفرف على سمائها رايات القومية الجاهلية، إن هذا الواقع الأليم، والأمر المرير، يستوجب علينا جميعا، أن ننهض من غفلتنا، وأن نستيقظ من سباتنا، وأن نعود إلى رشدنا. قال عمر رضي الله عنه: اللهم إني أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة.
هكذا أعلنها عمر رضي الله عنه مدوية صريحة بليغة، اللهم إني أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة. فتعالوا بنا في هذه الخطبة نقف مع هذه الدعوة التي أعلنها عمر رضي الله عنه وأرضاه، فعمر رضي الله عنه يتعوذ من صنفين من الرجال، الأول فاجر؛ لكنه مثابر وجلد على باطله، والآخر ثقة ومؤمن وصالح؛ لكنه سلبي غير إيجابي لا يهش ولا ينش، ما أحوجنا إلى الوقوف مع هذه الدعوة التي أطلقها عمر رضي الله عنه وأرضاه، خاصة ونحن في زمن نرى فيه أهل الحق قد انصرفوا عن الحق الذي هم فيه، وعن الدعوة إليه، وفي المقابل نرى احتراق أهل الباطل على باطلهم، وبذلهم كل ما يملكون في نشر الباطل وإيصاله إلى الناس في مشارق الأرض ومغاربها،
فتأملوا ما ذكره الله عز وجل عن الشيطان الرجيم وما عنده من الهمة في نشر الباطل، وفي صد الناس عن الحق، وفي صد الناس عن طريق الجنة، قائلا: ﴿ قَالَ فَبِمَاۤ أَغۡوَیۡتَنِی لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَ ٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ ثُمَّ لَـَٔاتِیَنَّهُم مِّنۢ بَیۡنِ أَیۡدِیهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ وَعَنۡ أَیۡمَـٰنِهِمۡ وَعَن شَمَاۤىِٕلِهِمۡۖ وَلَا تَجِدُ أَكۡثَرَهُمۡ شَـٰكِرِینَ ﴾ [سُورَةُ الأَعۡرَافِ: ١٦-١٧].
بل ويقسم على ذلك قائلا: ﴿فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [صٓ ٨٢]. وتأملوا في حال فرعون اللعين، كيف سعى في نشر باطلة وفي نشر منكره؟ بل وصل به الحال إلى أنه أراد أن يستعلى على الناس، ويستولي على أفكارهم، وعلى عقولهم، وعلى مناهجهم قائلا: ﴿ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ [غَافِرٍ ٢٩].
ألفة وصحبه، لا تعنه حتى يقال ويذكر، ولا تعنه حتى تبوأ وترتفع في أعين الناس ولكن لله وفي الله تطلب بذلك مرضاة الله جل وعلا، « والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه » يعينك الله من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن فرج عن مسلم فرج الله عنه في الدنيا والآخرة
أعن عباد الله جل وعلا في الناس محبوب عند الله إذا أعنته أعنت من هو إلى الله قريب ومن هو عند الله محبوب ومرضي لعل الله يرضى عنك بذلك، أعن عباد الله ففي الناس مستجاب الدعوة فربما كانت إعانتك بيد من يستجيب الله دعوته تعينه بما تقدر عليه يرفع يديه فيقول أعانك الله يرفع يديه فيقول عافاك الله يرفع يديه فيقول سترك الله يرفع يديه فيقول شفاك الله يرفع يديه فيقول أصلح الله حالك وبالك يرفع يديه فيقول جعل الله لك من كل همٍّ فرجا ومن كل ضيقٍ مخرجا دعوة من مستجاب دعوة، أبواب السماء أمامها مفتوحة فلا تدري ما يحصل لك من الخير بإعانة العباد
وكذلك أيها المؤمنون عباد الله " مما نتسبب به في الوصول إلى هذه الكرامة وهي أن تدخل في من يعينه الله ويصلح حاله هو دعاؤك ربك جل وعلا هي كلمة يا الله، كلمة اللهم، كلمة ربي تلك الكلمات التي يرفعها العبد إلى الله يستعين بالله ويستنجد بالله نبينا صلى الله عليه وسلم يأخذ بيد معاذ ويقول له يا معاذ والله إني لأحبك لا تدعنّ دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعني « اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك » كان من دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم « اللهم أعني ولا تعن علي وأنصر لي ولا تنصر علي وأمكر لي ولا تمكر علي وأنصرني على من بغى علي »
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ومما علمه الحسن بن علي رضي الله عنه أن علمه أن يقول في دعاء الوتر « اللهم أهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يعز من عاديت ولا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت »
فيا أخي الكريم " مد يدك إلى السماء إرفع دعواتك إلى الله جل وعلا وأستعن بمولاك سبحانه وتعالى
أيها المؤمنون عباد الله " هذه أعظم الأعمال وأهم الأسباب التي ينال العبد بها إعانة الله جل وعلا
أيها المؤمنون عباد الله " كم نحن بحاجة إلى أن يعيننا الله سبحانه وتعالى ونحن نرى ضعفنا وعجزنا أمام أنفسنا أولاً أصبح الواحد منا يجد نفسه شاردة يجد نفسه فارّة من بين يديه يجد نفسه مستعصية عليه يجد نفسه ما أستجابت له لقراءة القرآن ولا لصلاة الجماعة ولا لصلة الأرحام ولا لإعطاء الحقوق ولا الإحسان إلى عباد الله يجد نفسه قد شردت من بين يديه إلى النظر إلى الحرام وسماع الحرام وربما والعياذ بالله الوقوع في الفواحش أو قرب الوقوع فيها وإلى أكل أموال الناس بالباطل لا يرتضي حاله ولا يقبل هذا من نفسه ولكنه ما أستطاع يفتقد العون من الله جل وعلا
يا عباد الله " نجد أنفسنا ضعفاء وعاجزين أمام صلاح أحوالنا مع زوجاتنا مع أبنائنا كم من صاحب مشكلة مع زوجته، كم من صاحب خلاف مع أبنائه وفلذات كبده ما صلح الحال ولا أستقام الأمر أنظر ما أضعفك أنظر ما أضعفك أمام امرأة، أنظر ما أضعفك أمام إبنك وإبنتك لولا أن يعينك الله جل وعلا
نحن يا عباد الله " أمام صراع كبير مع الشيطان الرجيم وجنوده يحاول إغواءنا يحاول إفسادنا يبذل كل ما يقدر عليه من مكر وخديعة وتزيين وتمني ليوقعنا في المعصية قد أقسم على ذلك بين يدي الله جل وعلا أنه سيغوينا فكم نحن بحاجة إلى أن يعصمنا الله منه وإلى أن يدفع الله عنا شره
كذلك أيها المؤمنون عباد الله " نعيش اليوم تعيش أمة الإسلام حرباً متعددة وحرباً متنوعة مع اليهود والنصارى ومع أعداء الإسلام حرباً باردة وحرباً حارة حرباً في دينها وحرباً في أخلاقها وحرباً في إقتصادها
في كل جوانب الحياة
فيا عباد الله " بما سنواجه هؤلاء الأعداء بما سنقف أمامهم فنكسر شوكتهم وننكس رايتهم إلا بالله سبحانه وتعالى والله ثم والله لن تغني عنا كثرتنا شيئاً ولا أسلحتنا شيئاً ولا فوهمنا ولا معارفنا هي أسباب تنفع إذا بارك الله فيها تأمل قول الله *﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْـًٔا ﴾*
لذلك يا عبد الله " لنواجه هذه الأمور أولاً في صلاح الحال مع الله سبحانه وتعالى وفي إستجلاب وإستنزال الإعانة والتوفيق والتسديد من رب العالمين وإلا فوالله لنهزمن، ثم لنهزمن، ثم لنهزمن وليسلط الله علينا الأعداء وليقذفن الله الوهن في قلوبنا ولن يرفعه حتى نراجع هذا الدين كما قال عليه الصلاة والسلام « إذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم »
بل تأمل أيها المسلم الكريم " ما أخبرنا الله جل وعلا عنه في كتابه الكريم *﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْـًٔا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ﴾*
إذاً المسلم الموفق مستعين بالله جل وعلا مستهدي بالله سبحانه مستقوي به جل جلاله لا يعتمد على نفسه ولا على أحد سوى الله جل وعلا، شعاره الدائم والمستمر اللهم أعني، اللهم وفقني، اللهم سددني، اللهم ألهمني رشدي دائماً يظهر إفتقاره دائماً يظهر عجزه دائماً يتذلل لله سبحانه وتعالى، هو يعلم بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم « وأعلم أن الأمة لو إجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وأعلم أن الأمة لو إجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك » غاب عنا هذا الأمر وغاب عنا هذا الحال في مشاكلنا وفي همومنا وفي أحوالنا العصيبه فأزددنا هماً وأزددنا غماً فصرنا نبحث عن الحلول وصرنا نستنجد بمن هو ضعيف لا يملك النجدة فوكلنا الله إلى أنفسنا فأزداد الضيق بأهل الضيق وأزدادت الهموم بأهل الغموم وعظمت الكروب على أمة الإسلام ولو حصل منا الرجوع الصادق إلى الله جل وعلا لرفع الله ما نزل ولكشف الله جل وعلا ما حل بنا
أيها المؤمنون عباد الله " نبي الله موسى عليه السلام وهو يواجه ذلك الطاغية الذي قد عاث في الأرض فساداً وأخبر الله عنه أنه كان من المفسدين أرشد قومه وأمته إلى الله جل وعلا فقال *﴿ ٱسْتَعِينُوا۟ بِٱللَّهِ وَٱصْبِرُوٓا۟ ۖ إِنَّ ٱلْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِۦ ۖ وَٱلْعَٰقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾*
أرشدهم إلى هذه العبادة الجليله الإستعانة بالله اللجوء إلى الله طلب الفرج والنصر ممن يملكه جل جلاله فقال الله بعد ذلك *﴿ وَأَوْرَثْنَا ٱلْقَوْمَ ٱلَّذِينَ كَانُوا۟ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَٰرِقَ ٱلْأَرْضِ وَمَغَٰرِبَهَا ﴾*
أنظر لما أستعانوا بالله وصدقوا في الإستعانة بالله أورثهم الله مع أنهم كانوا يستضعفون، مع أنهم كانوا يعتدى عليهم أورثهم الله مشارق الأرض ومغاربها
هكذا أيها المؤمنون عباد الله " نبينا عليه الصلاة والسلام كان يستعين بالله جل وعلا ويقول « لا تكلني إلى نفسي طرفة عين » لا تكلني إلى نفسي طرفة عين فيا أخي الكريم " إستعن بالله جل وعلا في أمورك وشؤونك كلها ولا تعالج أمراً بمفردك ولا تواجه شيئاً وحدك حتى ولو كنت تراه صغيراً وحقيراً فوالله لو لم يعنك الله عليه ما أستطعته ولا قدرت عليه
أيها المؤمنون عباد الله " إن إعانة الله لنا هي أعظم مفقود نفتقده اليوم في حياتنا ولذلك كان علينا لزاماً أن نعاود الطلب وأن نبذل السبب في الحصول على هذه الإعانة مرة أخرى لا سيما عباد الله " ونحن نشكو سوء أحوالنا مع أنفسنا خاصة مع أهلنا مع أولادنا في مجتمعاتنا في مواجهتنا لأعدائنا نحن في صراع دائم مع الباطل في صراع دائم مع النفوس الأمارة بالسوء في صراع دائم مع الشيطان في صراع دائم مع الهوى في صراع دائم مع أعداء الإسلام من اليهود والنصارى ولذلك نحن بحاجة مّاسه إلى أن يكون عون الله جل وعلا حليفنا في أحوالنا كلها
أيها المؤمنون عباد الله " إذا أردنا أن يكرمنا الله وأن ينعم الله علينا بهذا الفضل الكبير وبهذا العطاء العظيم وهو عطاء الإعانة وعطاء التوفيق والتسديد والحفظ والرعاية فلنأت البيوت من أبوابها وأول تلك الأبواب
رعاكم الله هو أن نكون في مرضاة الله جل وعلا وأن نسير في هذه الحياة في طاعة الله سبحانه فمن أوقف نفسه لله جل وعلا وصار فيما يحبه الله ويريده ومنع نفسه مما منعه الله منه ومما يغضب الله جل وعلا ويسخطه فليبشر بعون الله جل وعلا
ولذلك يا عباد الله " لا يظن العاصي وهو مستمر في معصيته أن الله سيعينه وأن الله سيكرمه بالتوفيق بل المعاصي سبب الخذلان وسبب الحرمان، ولا يظن الظالم للعباد والمعتدي على الحرمات والآكل للحقوق وهو على تلك الحال أنه سينال شيء من إعانة الله أو من توفيق الله بل هو عايش وماضي في إستدراج الله سبحانه وتعالى له فالعون من الله كرامة يكرم بها
أهل الصلاح ويكرم بها أهل التقى فمن أراد أن يعينه الله فتسهل الحياة أمامه وتتيسر له الصعاب فعليه أن
يسير في طاعة الله وفي مرضاة الله جل وعلا
كذلك أيها المؤمنون عباد الله " مما يعينك الله به هو أن تحقق العبودية لله وأن تهتم بطاعة الله جل وعلا فتجد من قلبك ومن نفسك حب الطاعات حب العبادات كره الذنوب والمعاصي، وتجد من نفسك الإجتهاد والمسارعة فيما دعاك الله سبحانه وتعالى
إليه فإذا كنت كذلك فقد دخلت في أولياء الله وفي عباد الله الذين قال الله عنهم *﴿ أَلَآ إِنَّ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾*
أي بأمر الله معنى من أمر الله أي بأمر الله.
ولهذا ذكر ابن رجب رحمه الله تعالى في كتابه جامع العلوم والحكم أن رجلاً من السلف وثب وثبة عظيمة أي سقط سقط عظيمة من مكان مرتفع فلم يحصل له شيء أي لم يحصل له جرح في جسده وقد كان جاوز المائة من عمره ومع ذلك وثب وثبةً عظيمة فسلمه الله وحفظ الله جوارحه فعوقب في ذلك قيل له سبحان بهذا السن الكبير ومع ذلك سلمت من الكسور ومن الجروح فقال هذه جوارح حفظناها في الصغر أي عن المعاصي فحفظها الله لنا في الكبر
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كما عند أبي داوود وغيره من حديث ابن عمر اللهم إني اسألك العفو في كل صباح ومساء. « اللهم إني اسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة اللهم إني اسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم أستر عوراتي وآمن روعاتي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ونعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي »
إذاً أيها المؤمن الكريم " إذا حفظت أوامر الله حفظك الله يقول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس « احفظ الله يحفظك احفظ الله يحفظك »
ومن هنا قال بعض السلف من حفظ القرآن أي وعمل به متع بعقله أي يحفظه الله من الخرف من أن يكون مخرفاً ومن أن يقع في الذنوب والمعاصي
انظروا كيف حفظ الله حفظ الله كثيراً من الأنبياء حفظ الله يونس ابن متى في ظلمات ثلاث.
وحفظ الله إبراهيم يوم أن رمي به إلى النار.
وحفظ الله يوسف وهو في البئر.
وحفظ الله أصحاب الكهف وحفظ دينهم وعقيدتهم وحفظ الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم في مواطن عديدة لأن من يحفظ دين الله يحفظه الله في الدنيا ويحفظه في الآخرة.
ثم جاءت البشارة للمؤمنين وبشر المؤمنين ولم يذكر ما يبشرون به هنا لماذا لتعم البشارة جميع النعيم في الدنيا والنعيم في الدين والنعيم في الآخرة وبشر المؤمنين.
وأما صفة البشارة ومقدارها كما قال الإمام السعدي قال فإنها على حسب قوة إيمان المؤمنين وضعفهم فكلما أقبل العبد على الإيمان زاده الله من الخير والعلم والتوفيق والحفظ والسداد والكلام يحفظه الله ويكلأه الله ويدافع الله عنه إن الله يدافع عن الذين آمنواْ
اسأل الله أن يحفظني وإياكم جميعا بحفظه
اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا اللهم احفظ لنا إيماننا نسألك إيماناً دائماً وعلماً نافعاً وهدياً قيما.
اللهم إنا نسألك إيماناً لا يرتد ونعيما لا ينفد ومرافقة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين.
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان.
اللهم أيدهم بتأييدك واحفظهم بحفظك.
اللهم أيدهم في أرض غزة وأيدهم في فلسطين واجعل لهم من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية.
اللهم عليك بعدوك وعدوهم.
اللهم عليك بأمريكا وحلفائها
للهم عليك باليهود الغاصبين والنصارى الحاقدين.
اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تبقي منهم أحداً خذهم من فوقهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم يا قوي يا متين، يا قوي يا متين يا رب العالمين.
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لكم تذكرون. فاذكروا الله يذكركم واشكروا على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
*~~~~*
❄ا••┈┈•••✦🌟✦•••┈┈••ا❄
🔹الخطــ زاد ــباء الدعوية⤵
تابع قناتنا༼༽༼ الخطــــــ زاد ــــــباء༽༼༽ في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VagY0XRBfxo7Zq8oko3P
فيسبــــــــــــــــــــــوك↙️
https://www.facebook.com/groups/652912765064080/
تلـــــــــــيجـــــــــــرام↙️
t.me/ap11a
••أســـــــــأل الله أن ينفع بها الجميع ••
🚫لاَ.يــَـسْمَحُ.بتعــــــديل.المنشَـور.tt🚫
ِ🔖√ منْ آحٍـبْ آلُآ يَنْقَطًع عملُہ بْعدِ مۆتٌہ فَلُيَنْشُر آلُعلُم√📚[آبْنْ آلُجٍۆڒٍيَ].
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••
فالمؤمن كلما اخطأ تاب إلى الله ورجع إلى الله وأستغفر الله تبارك وتعالى لهذا يقول الله ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْا۟ إِذَا مَسَّهُمْ طَٰٓئِفٌ مِّنَ ٱلشَّيْطَٰنِ تَذَكَّرُوا۟ ﴾ أي تذكروا ثواب الله وتذكروا عقوبة الله قال سبحانه وتعالى *﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْا۟ إِذَا مَسَّهُمْ طَٰٓئِفٌ مِّنَ ٱلشَّيْطَٰنِ
تَذَكَّرُوا۟ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴾*
إذاً قال الله عز وجل في معرض وصف المؤمنين ومدحهم وذكر الله أعمالهم المباركة الطيبة فقال التائبون ثم قال التائبون العابدون وهذه الصفة الثانية وصفهم بالعبودية له تبارك وتعالى.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية.
ومعنى العابدون أي المطيعون الذين أخلصوا لله عز وجل في جميع أعمالهم فهؤلاء هم العابدون لله، والله تبارك وتعالى بين سبحانه أنه خلق الخلق من أجل طاعته وعبادته يقول سبحانه وتعالى *﴿ وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾﴿ مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ﴾*
فالله عز وجل خلقك أيها الإنسان لطاعته وعبادته فهل حققت العبودية لله رب العالمين.
ولهذا أيها الناس امتدح الله نبيه ورسوله محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم في كثير من الآيات فوصفه بالعبودية في أعظم المقامات فمثلاً في مقام الإسراء والمعراج مقام عظيم مقام جليل وصفه الله بالعبودية قال تعالى *﴿ سُبْحَٰنَ ٱلَّذِىٓ أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِۦ لَيْلًا مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَى ٱلْمَسْجِدِ ٱلْأَقْصَا ٱلَّذِى بَٰرَكْنَا حَوْلَهُۥ ﴾*
فوصفه بالعبودية.
وهكذا في مقام الدعوة إلى الله *﴿ وَأَنَّهُۥ لَمَّا قَامَ عَبْدُ ٱللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا۟ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ﴾*
وفي مقام إنزال الكتاب *﴿ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ ٱلْكِتَٰبَ ﴾*
وقال *﴿ تَبَارَكَ ٱلَّذِى نَزَّلَ ٱلْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِۦ لِيَكُونَ لِلْعَٰلَمِينَ نَذِيرًا ﴾*
وفي مقام التحدي *﴿ وَإِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا۟ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِۦ﴾*
وفي مقام الحفظ *﴿ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُۥ ۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦ﴾*
وهكذا وصف الله نوحاً بالعبودية وإبراهيم وإسحاق وأيوب وهكذا وصف كثيراً من الأنبياء كعيسى وغيره بالعبودية لله رب العالمين فما أعظم العبودية لله سبحانه وتعالى سبب في سعادة العبد ورفعته في الدنيا والآخرة
لهذا ذكر الله صفات المؤمنين من أجل أن نسلك هذه الصفات وأن نطبق هذه الصفات قال التائبون العابدون ثم قال تعالى الحامدون، وما معنى الحامدون؟
قال أهل العلم الحامدون هم الذين يحمدون الله في السراء والضراء وفي العسر وفي اليسر هم الذين يعترفون بنعم الله الظاهرة والباطنة ويحمدون الله على كل حال.
روى الإمام ابن ماجة في سننه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه ما يسره قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا أتاه أمر يكرهه قال الحمد لله على كل حال.
إذاً فالحامدون هم الذين يحمدون الله في كل أحوالهم وأوقاتهم في السراء وفي الضراء وفي العسر وفي اليسر وفي الشدة وفي الرخاء وفي الغنى وفي الفقر وفي السفر وفي الحضر وعند وجود النعم وعند وجود الفقر والمصائب يحمدون الله تعالى على كل حال.
وتأملوا يا عباد الله ما أعظم العبد الذي يحمد الله وكم ينال العبد من الأجر والثواب بسبب حمده لرب العالمين
روى الإمام النسائي في سننه من حديث أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: « من قال الحمد لله رب العالمين من تلقاء نفسه كتبت له ثلاثون حسنة ومحيت عنه ثلاثون سيئة » انظروا إلى هذا الأجر إذا قال العبد من تلقاء نفسه أي من غير أن تدفع عنه بلية أو أن تحصل له نعمة إنما حمد الله من تلقاء نفسه فقد يحمد المؤمن الله على ما أنعم عليه بنعمة أو دفع عنه بلية لكن هذا من تلقاء نفسه يكثر من هذه الكلمة الحمد لله رب العالمين فيكتب الله له ثلاثين حسنة ويمحو الله عنه ثلاثين سيئة
بل يا أخي اسمع إلى ما رواه الإمام الحاكم في مستدركه من حديث أنس وقد جاء الحديث عند أبي داوود من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: « إذا قال العبد حين يأوي إلى فراشه أي عند نومه يقول الحمد لله الذي كفاني وآواني الحمد لله الذي أطعمني وسقاني الحمد لله الذي من علي وأفضل وفي رواية فأفضل اللهم إني اسألك بعزتك أن تنجيني من النار قال الرسول من قال ذلك عند نومه قال فقد حمد الله عز وجل بجميع محامد الخلق كلهم »
🌹برُّ الأب (مفرغة)🌹
📝خطبة الجمعة
لأبي عبد الكريم
*🌹وقفات مع أم سُليم🌹*
🕌خطبة الجمعة من #مسجد_الرضا بمدينة الحديدة
👈للشيخ الفاضل|
#محمد_بن_عزي_الوصابي
حفظه الله تعالى
*🗓بتاريخ 08 ربيع ثاني 1446هـ*
📚التصنيفات: #تراجم_وأعلام #أخبار_السلف
┈┉┅━━•📖•━━┅┉┈
ويجرح النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد فيشج في وجهه وتكسر رباعيته فيمسح الدم عن وجهه ويدعو لأمته وقومه ويستغفر لهم ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
مواقف كثيرة كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفق بها بأمته ويخاف على أمته ويخشى على أمته يستغفر لهم يستدفع عنهم العذاب يستنزل لهم الخيرات والبركات من السماء
فلما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه السورة وغيرها من السور وما ذكر فيها من إهلاك الأمم خاف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته أن تقع فيما وقعواْ فيه من الذنوب ومن المعاصي فينزل بهن ينزل من عذاب الله ومن سخط الله والله جل وعلا قد قال *﴿ وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا۟ عَن كَثِيرٍ ﴾*
الأمر الثالث " قال العلماء ما ذكر فيها من أهوال القيامة وشدائدها وصعابها وهذا أمر يطول مقامه ولعل الله إذا أحيانا نقوم فيه مقاماً آخر
ألآ فيا عباد الله تأملوا في هذه السور، وتأملوا في كتاب الله جل وعلا ولنستفد من هذا الحديث العظيم المبارك أن نقبل على كتاب الله سبحانه وأن نتدبره وأن نتفكره وأن نعظ أنفسنا به وأن نأخذ منه هدايتنا مواعظنا وشفاءنا وبيناتنا
وكذلك أيها المؤمنون " نسعى في إصلاح أحوالنا وأنفسنا وأن نجاهد أنفسنا في مرضات الله سبحانه وتعالى وأن نجعل الآخرة نصب أعيننا وأن نجعل أكبر همنا ومبلغ علمنا نسير في أرض الله على ما يرضي الله سبحانه وتعالى فحري بمن كان ذلك حاله أن يصلح منه القول ويصلح منه الفعل ويستقيم منه الظاهر ومنه الباطن حري بمن كان ذلك حاله أن يختم الله جل وعلا له بالحسنى
اسأل الله العلي العظيم بمنه وكرمه أن يصلح أحوالنا وأن يوفقنا لما يحبه ويرضى وأن يأخذ بنواصينا للبر والتقوى
اللهم اهدنا ويسر الهدى إلينا
اللهم اهدنا ويسر الهدى إلينا
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين
اللهم انصر الإسلام وأهله في كل مكان
اللهم انصر الإسلام وأهله في كل مكان
اللهم انصر الإسلام وأهله في كل مكان
اللهم انصر المستضعفين من عبادك في أرض فلسطين وغزة.
اللهم احقن دماءهم
اللهم احفظ عليهم أعراضهم وأموالهم
اللهم أمنهم على أنفسهم وأهلهم وأولادهم
اللهم يا رب العالمين شافي مرضاهم وعافي مبتلاهم وأطعم جائعهم واسقي ضامئهم ورد غائبهم وفك أسراهم وتقبلهم عندك يا رب العالمين
اللهم أقر أعيننا بنصرهم ورفع رايتهم وسلامتهم يا من أنت على كل شيء قدير
اللهم عليك باليهود والنصارى ومن مالأهم وعاونهم وساندهم على الإسلام وأهله
اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم ومزق كلمتهم ونكس رايتهم وكسر شوكتهم
اللهم أرنا فيهم يوماً أسوداً كيوم عاد وثمود تقر به عيون عبادك المؤمنين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين
*~*
❄ا••┈┈•••✦🌟✦•••┈┈••ا❄
🔹الخطــ زاد ــباء الدعوية⤵
تابع قناتنا༼༽༼ الخطــــــ زاد ــــــباء༽༼༽ في واتساب: https://whatsapp.com/channel/0029VagY0XRBfxo7Zq8oko3P
فيسبــــــــــــــــــــــوك↙️
https://www.facebook.com/groups/652912765064080/
تلـــــــــــيجـــــــــــرام↙️
t.me/ap11a
••أســـــــــأل الله أن ينفع بها الجميع ••
🚫لاَ.يــَـسْمَحُ.بتعــــــديل.المنشَـور.tt🚫
ِ🔖√ منْ آحٍـبْ آلُآ يَنْقَطًع عملُہ بْعدِ مۆتٌہ فَلُيَنْشُر آلُعلُم√📚[آبْنْ آلُجٍۆڒٍيَ].
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••
أرسل الله عليهم الريح التي قال فيها *﴿ وَفِى عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلْعَقِيمَ ﴾﴿ مَا تَذَرُ مِن شَىْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ ﴾*
فأين القوة؟
وأين الشدة؟
وأين البأس؟
وأين تلك القصور الشامخة؟
وأين تلك البنايات العظيمة؟
كلها لم تبقى ولم تذر قال الله جل وعلا *﴿ وَتِلْكَ عَادٌ ۖ جَحَدُوا۟ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا۟ رُسُلَهُۥ وَٱتَّبَعُوٓا۟ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴾﴿ وَأُتْبِعُوا۟ فِى هَٰذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۗ أَلَآ إِنَّ عَادًا كَفَرُوا۟ رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ ﴾*
قال بعض المفسرين مما شيب بالنبي صلى الله عليه وسلم في هذه السور قوله في هود ألآ بعد لعاد ألآ بعداً لمدين
وقوله في المرسلات *﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴾*
وقوله في سورة الواقعة أم نحن أم نحن في أكثر من آية
وهكذا تقرأ فتجد قوم لوط بعد فعلتهم الشنعاء التي خالفوا فيها أخلاق الأرض وأحكام السماء والتي دعاهم نبي الله لوط إلى أن يتركوها وأن يرجعوا إلى الفطرة التي فطرهم الله عليها ولكنهم أبواْ إلا أن يستمروا فيما هم فيه من الكفر بالله ومعصية الله ساء به النبي الله لوط ضاق بهم ذرعاً قال هذا يوم عصيب فأشتد غضب الله عليهم فأرسل الله جل وعلا عليهم عذاباً شديداً قال سبحانه *﴿ فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴾﴿ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِىَ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴾*
ما هي من ظالمين ببعيد وإنا لننتظر أن ينزلها الله جل وعلا بشذاد الآفاق اليوم الكفرة المجرمين القتلة أصحاب الفواحش والرذائل الذين يدعون إلى هذا الشذوذ وإلى هذه الفاحشة النكراء بل ويقننونها بل ويحمونها بل ويحاربون من يمتنع عنها أبشرواْ فإن الله يقول وما هي من الظالمين ببعيد
وهكذا قوم صالح أكرمهم الله جل وعلا بنعم كثيرة قال لهم نبيهم *﴿ أَتُتْرَكُونَ فِى مَا هَٰهُنَآ ءَامِنِينَ ﴾﴿ فِى جَنَّٰتٍ وَعُيُونٍ ﴾﴿ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ﴾﴿ وَتَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتًا فَٰرِهِينَ ﴾*
دعاهم إلى أن يعبدوا الله سبحانه وتعالى وإلى أن يوحدوه طلبوا المعجزات طلبوا الآيات فأخرج الله لهم ناقة تكفيهم وترويهم وحذرهم من أن يقربوها وأن يمسوها ولكنهم أبوا فأنبعث أشقاها فعقرها فقال لهم نبي الله صالح تمتعوا في داركم *﴿ فَقَالَ تَمَتَّعُوا۟ فِى دَارِكُمْ ثَلَٰثَةَ أَيَّامٍ ۖ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ﴾*
فلك أن تتخيل كمية الخوف والفزع والزعر الذي أصابهم لقد عذبوا قبل أن ينزل العذاب عذبوا بالخوف عذبوا بالقلق وإنتظار السخط من الله جل وعلا فلما جاء أمر الله قال سبحانه *﴿ نَجَّيْنَا صَٰلِحًا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْىِ يَوْمِئِذٍ ۗ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْقَوِىُّ ٱلْعَزِيزُ ﴾﴿ وَأَخَذَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ ٱلصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا۟ فِى دِيَٰرِهِمْ جَٰثِمِينَ ﴾*
جثت ركبهم على الأرض ووجوههم على التراب *﴿ كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا۟ فِيهَآ ﴾* اي كأن لم يأكلوا ولم يشربوا ولم يتمتعوا ولم يذهبوا ولم يأتوا *﴿ كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا۟ فِيهَآ ۗ أَلَآ إِنَّ ثَمُودَا۟ كَفَرُوا۟ رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ ﴾*
وهكذا أيها المسلم الكريم " تقرأ فتجد قصة مدين مع نبي الله شعيب عليه السلام وقد قال لهم *﴿ بَقِيَّتُ ٱللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾*
فأبواْ إلا أن يشركوا بالله وأن يظلموا الناس في دمائهم وأن يظلموا الناس في أموالهم وتهكموا على نبي الله شعيب واستضعفوه وقالوا *﴿ وَإِنَّا لَنَرَىٰكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَٰكَ ۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ﴾*
فلما إستمرواْ على عنادهم وكفرهم أنزل الله جل وعلا بهم العذاب وأخذتهم الصيحة وأصبحواْ في ديارهم جاثمين قال الله جل وعلا *﴿ أَلَا بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ ﴾*
وذكر الله جل وعلا فرعون فقال *﴿ وَمَآ أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ ﴾﴿ يَقْدُمُ قَوْمَهُۥ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ فَأَوْرَدَهُمُ ٱلنَّارَ ۖ وَبِئْسَ ٱلْوِرْدُ ٱلْمَوْرُودُ ﴾*
لم يذكر الله ما عذبه به في الدنيا وأنه أغرقه قال العلماء لأن ما عذب به في الدنيا ليس شيئاً أمام ما ينتظره من عذاب الله يوم القيامة ولكن الله قال *﴿ وَأُتْبِعُوا۟ فِى هَٰذِهِۦ لَعْنَةً وَيَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۚ بِئْسَ ٱلرِّفْدُ ٱلْمَرْفُودُ ﴾*
في ختام هذه الآيات قال الله *﴿ وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَآ أَخَذَ ٱلْقُرَىٰ وَهِىَ ظَٰلِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُۥٓ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾*
ولما جاء رجل يسأل فقال يا رسول الله يدركني الفجر وأنا جنب أفاصوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم وأنا يدركني الفجر وأنا جنب فأصوم قال يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال والله إني لأتقاكم لله وأخشاكم له
كان أتقى الناس لله وأخشى الناس لله ولكنه كان أعرف الناس بالله جل وعلا فكان عظيم الخوف من الله وعظيم الخشية لله جل وعلا، وهو الذي قال لأصحابه ما في السماء موضع شبر إلا فيه ملك راكع أو ساجد والذي نفسي بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله سبحانه تعالى
قال شيبتني هود وأخواتها وهو أتقى الناس لله وأعرف الناس بالله جل وعلا لعلمه بالله سبحانه كان عظيم التقوى والخشية لله.
وتأملوا هذا الحديث العظيم الذي فيه خشية النبي لله جل وعلا هذه أم العلاء امرأة من الأنصار ممن بايعت النبي صلى الله عليه وسلم تقول اقتسمنا المهاجرين قال فطارت لنا قرعتنا في عثمان ابن مظعون فأنزلناه في بيوتنا وكان من المهاجرين قالت فوجعه الذي مات فيه فغسلناه وكفناه في أثيابه فجاء النبي صلى الله عليه وسلم قالت أم العلاء فقلت رحمة الله عليك يا عثمان أبا السائب شهادتي عليك لقد أكرمك الله وقالت هنيئاً لك الجنة أبا السائب قالت أم العلاء فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلي مغضباً وقال ما يدريك؟ ما يدريك؟ فقلت يا رسول الله صاحبك وهاجر معك من يكرم الله إذاً فقال عليه الصلاة والسلام أما عثمان بن مظعون فقد جاءه اليقين من ربه وإني لأرجو له الخير ثم قال وتأمل يا من تغتر بقليل من العمل تعلم فيه إساءتك وتقصيرك وتفريطك قال عليه الصلاة والسلام إني والله وإني رسول الله لا أعلم ما يفعل بي
قالت فحزنا حزناً شديداً وقلت والله لا أزكي بعده أحداً أبداً يا رسول الله فلما ماتت ابنته زينب قال ألحقي بالسلف الصالح الخير عثمان ابن مظعون قالت فرأيت في المنام عثمان وله عين تجري فقصصتها على رسول الله فقال ذلك عمله.
انظر أيها المسلم الكريم " إلى خشية النبي لله جل وعلا وخوفه من الله سبحانه وتعظيمه لربه وهو يقول إني وأنا رسول الله والله لا أدري ما يفعل بي، ولذلك كان يعبد الله ليلاً ونهاراً تقول أم المؤمنين عائشة وقد سئلت عن أعجب ما رأت من رسول الله قالت إنه في ليلة من الليالي قال يا عائشة ذريني أتعبد لربي الليلة فقلت والله يا رسول إني لأحب قربك وأحب ما تحب قالت فقام فتوضأ وصلى فبكى حتى بل لحيته ثم بكى حتى بل حجره ثم بكى حتى بل الأرض تحته حتى طلع الفجر فجاء بلال رضي الله عنه ليؤذنه بالصلاة وهو يبكي فقال يا رسول الله تبكي أي هذا البكاء قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فيقول عليه الصلاة والسلام أنزلت علي الليلة آيات ويل لمن قرأها ولم يتدبرها *﴿ إِنَّ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱخْتِلَٰفِ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ لَءَايَٰتٍ لِّأُو۟لِى ٱلْأَلْبَٰبِ ﴾﴿ ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ ﴾*
فتأمل يا رعاك الله بكاء النبي صلى الله عليه وسلم وخشيته لله جل وعلا يبكي ليله كله وهو المغفور له يبكي حباً في الله وتعظيماً لله وخشية لله بكاء يبل لحيته ويبل ثيابه ويبل الأرض تحته
وهذا عبد الله ابن الشخير يقول أتيت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ويبكي ولصدره عزيز كأزيز المرجل من البكاء كأزيز المرجل من البكاء أي بكاء عظيم بكاء عظيم لصدره صوت كغليان القدور إذا ثارت وغلت كل هذا تعظيماً لله جل وعلا وخشية لله سبحانه وها هو النبي صلى الله عليه وسلم يمر مع أصحابه بجوار المقبرة فيجد ناساً مجتمعين فيقول ما جمعهم قالواْ يحفرون قبرا لرجل من الأنصار قال فأنطلق النبي صلى الله عليه وسلم فلما أتى على القبر قال أنس بن مالك تقدمنا رسول الله أي أسرع الخطى فلما وصل إلى القبر جثا على ركبتيه ونظر في القبر قال أنس فالتفت إلى الجانب الآخر انظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يقول وماذا يصنع؟ قال فإذا به قد جثى بركبتيه على القبر وجعل ينظر إليه وجعل يبكي حتى بل التراب تحته ثم رفع رأسه إلى أصحابه وقال يا إخوتاه لمثل هذا فأعدو لمثل هذا فأعدو
وهكذا مواقف كثيرة بكى فيها النبي صلى الله عليه وسلم مواقف كثيرة فيها يظهر لنا قدوتنا صلى الله عليه وسلم وما كان عليه من الخوف من الله والخشية لله والإجلال لله سبحانه وتعالى
هاهو النبي عليه الصلاة والسلام. يقول لابن مسعود اقرأ علي القرآن قال يا رسول الله اقرأ عليك وعليك انزل قال يا ابن مسعود اني أحب أن نسمعه من غيري. اقرأ علي القرآن النبي صلى الله عليه وسلم يريد من ابن مسعود أن يقرأ عليه القرآن وهو يتأمل فيه وفي مواعظه ويتفكر في آياته وفي دلالاته فقرأ ابن مسعود رضي الله عنه من أوائل سورة النساء ورسول الله يسمع ورسول الله ينصت ورسول الله يتدبر ويتفكر فيما يقرؤه عليه قال ابن مسعود حتى وصلت إلى قول الله جل وعلا *﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ
وإن كنتم تقاتلون في سبيل الله ومنشغلون بمواجهة الأعداء وفي ذلك من انشغال النفس ما فيه اقرأوا القرآن أيضاً
وإن كنتم تسعون في أرض الله تبيعون وتشترون وتكسبون وتطلبون الأرزاق اقرؤوا ما تيسر من القرآن لا بد أن تقرأوا حتى تبقى القلوب حية بذكر الله جل وعلا وحتى تبقى النفوس مستنيرة وحتى تبقى الخطى مستقيمة على الصراط المستقيم لأن القرآن كما أخبر الله جل وعلا به نعض أنفسنا به بينة إذا اشتهبهت الأمور وفيه موعظة إذا قست القلوب وبه هداية إذا حارت الأفهام والأفكار كما قال الله جل وعلا *﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِى ٱلصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴾*
خذ يا عبد الله نصيبك من موعظة القرآن تجد من نفسك غفلة وتجد في قلبك قسوة وتجد في حياتك شتات وتجدك لست راضياً عن نفسك مطلقاً وتجدك أيضاً بعيداً عن كتاب الله سبحانه وتعالى فمن أين للحال أن يصلح؟ لذلك خذ حظك من كتاب الله جل وعلا انظر ماذا قال الله جل وعلا عن نبيه أنه قال *﴿ إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ ٱلْبَلْدَةِ ٱلَّذِى حَرَّمَهَا وَلَهُۥ كُلُّ شَىْءٍ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ ﴾﴿ وَأَنْ أَتْلُوَا۟ ٱلْقُرْءَانَ ﴾*
فتلاه النبي صلى الله عليه وسلم حق تلاوته ورتله ترتيلا كما أمره ربه فبكى عند قراءته وخشع له وتفكر فيه وقال عليه الصلاة والسلام شيبتني هود وأخواتها
أيها المؤمنون عباد الله " ذكر العلماء أموراً في هذه السور ونبهوا عليها ودعوا إلى التأمل فيها وقالوا كانت سبباً في شيب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أول هذه الأمور هي تلك الخطابات الموجهة إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم التي خاطبه الله بها ووجهها قال الله جل وعلا في أوائل سورة هود *﴿ فَلَعَلَّكَ تَارِكٌۢ بَعْضَ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيْكَ وَضَآئِقٌۢ بِهِۦ صَدْرُكَ أَن يَقُولُوا۟ لَوْلَآ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَآءَ مَعَهُۥ مَلَكٌ ۚ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ ۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ وَكِيلٌ ﴾*
قال المفسرون لعلك تارك بعض ما يوحى إليك أي لا يكون ذلك منك يا محمد أبداً وإن أشتدت أذيتهم لك ولمن معك لا يكن منك ذلك أبداً يا محمد وإن أسمعوك ما تكره من الحجج الواهية والمطالب السخيفة قد جاءك الحق من ربك فاثبت على ما أنت عليه من دين الله واستمر على ما أنت عليه في تبليغ شرع الله واصبر على ذلك فمن استجاب لك استجاب ومن لم يستجب لك إنما أنت نذير ليس عليك هداهم إنما أنت نذير عليك أن تبلغهم وأن تعلمهم وأن توصل إليهم شرع الله جل وعلا فمن استجاب أفلح وسعد في الدنيا والآخرة، ومن خالف وكذب وعاند فإلينا أمره ومرجعه والله كل شيء قدير
فكانت هذه الآية فيها خطاب موجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يثبت على ما بعثه الله عليه وأن يصبر وأن يتحمل وأن يواجه أذى المشركين وألاّ يتراجع عن شيء مما أمره الله أن يبلغه وأن لا يداهنهم في شيء من ذلك وحاشاه عليه الصلاة والسلام ولكن الخطاب كان خطاباً عظيماً وخطاباً صريحاً *﴿ فَلَعَلَّكَ تَارِكٌۢ بَعْضَ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيْكَ وَضَآئِقٌۢ بِهِۦ صَدْرُكَ أَن يَقُولُوا۟ لَوْلَآ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَآءَ مَعَهُۥ مَلَكٌ ۚ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ ۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ وَكِيلٌ ﴾*
وهو خطاب للأمة جميعاً أن تثبت على دين الله وعلى أحكام الله وعلى شرائع الله وأن تبذل في ذلك النفس والنفيس فما عند الله خير وأبقى فالدنيا إنما هي أول المراحل ويضع الإنسان رحله في الآخرة إما في الجنة نسأل الله من فضله
وإما في النار عياذاً بالله
فدعا الله جل وعلا إلى التمسك بهذا الدين والثبات على هذا الدين وكذلك قال الله جل وعلا في هذه السورة لنبيه عليه الصلاة والسلام بعد أن ذكر ما حصل لقوم نوح *﴿ تِلْكَ مِنْ أَنۢبَآءِ ٱلْغَيْبِ نُوحِيهَآ إِلَيْكَ ۖ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَٰذَا ۖ فَٱصْبِرْ ۖ إِنَّ ٱلْعَٰقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾*
امره الله جل وعلا أن يصبر وأن يتحمل لأن ما سيواجهه عظيم وأمره أن يصبر كما صبر أولو العزم وأن يصبر في دين الله وفي ذات الله وأن يصبر معه أصحابه الكرام وهو أمر للأمة جميعاً أن تصبر وتصابر وترابط وتتمسك بدينها ولا تضعف أمام المغريات والشهوات والملذات ولا تتضعضع أمام الشبهات ولا تهيلنها التخويفات ولا التهديدات فإن الله قال *﴿ فَٱصْبِرْ ۖ إِنَّ ٱلْعَٰقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾*
أمره بالصبر والتحمل ثم وعده بالعاقبة ووعد أمته بذلك وكذلك كان من شأن هذه السورة الكريمة أن الله جل وعلا قال فيها *﴿ وَإِنَّ كُلًّا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَٰلَهُمْ ۚ إِنَّهُۥ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾*
*عظيم خشية النبيﷺ لله عز وجل*
*(شيبتني هود وأخواتها أنموذجا )*
*🕌محاضرة من #مسجد_الخير- صنعاء-اليمن حرسها الله*
*👈لفضيلة شيخنا المبارك/ أبي عبد الله #عبدالقادر_بن_محمد_الصوملي حفظه الله تعالى*
*🗒 10 ربيع أول 1446هـ*
التصنيف: #السيره_والأحداث
#تفريغات_محاضرات
📖─━━╔✍╗┈──|📱|📝ˊˎ-↴
الحمد لله رب العالمين نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾*
*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾*
*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَقُولُوا۟ قَوْلًا سَدِيدًا ۞ ﴾﴿ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾*
أما بعد إن خير الكلام كلام الله جل وعلا وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أعاذنا الله وإياكم وجميع مسلمين من البدع والضلالات والنار.
أيها الأحبة في الله " نحمد الله جل وعلا حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه من علينا فأفضل وأعطانا فأجزل، له الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شاء من شيء بعد
ونسأله أن يوزعنا شكر نعمه وأن يديم علينا عافيته ولطفه وأن يتمم علينا نعمه وأن يستعملنا وأولادنا وأهلنا وأموالنا فيما يرضيه وأن يتوفانا وهو راض عنا
أيها الأحبة في الله " روى الإمام الترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: قال أبو بكر رضي الله عنه شبت يا رسول الله فقال عليه الصلاة والسلام « شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت »
وجاء هذا الحديث أيضاً عن غير ابن عباس أنهم قالوا يا رسول الله شبت قال نعم شيبتني هود وأخواتها من المفصل
أيها الأحبة الكرام " هذا الحديث المبارك تضمن فوائد عظيمة وله أثر كبير على من تأمله وتفكر فيه فإنك إذا أتيته من أي جهة تجد فيه ما ينفعك
كان الصحابة رضوان الله عليهم يأنسون بمجالس رسول الله ويفرحون برؤيته وتضيق بأحدهم الأحوال والسبل فيقصد الذهاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليرى وجهه المنور الأغر وليسمع من كلامه فترجع إليه نفسه ويسكن فؤاده ولكنهم يتفاجئون مع الأيام إذ بشعرات بيضاء كأنها عقود الفضة تنتشر في لحية النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفي رأسه فيخافون ويخشون إذ أن الشيب علامة على كبره في السن وعلى قرب إرتحال من الدنيا وهم قد سمعوا قول الله جل وعلا *﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ﴾*
فقالوا يا رسول الله شبت وكان الشيب فيه يسيراً لم يتجاوز عشرين شعرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم أجل شيبتني هود وأخواتها
والشيب كما يأتي من كبر في السن يأتي من ثقل الحمل ومن الهموم والأحزان والشيب من الإنذار الذي ينذر الله جل وعلا به الإنسان ويذكره بقرب إرتحاله وخروجه من الدنيا
ولذلك قال أبو الوفاء ابن عقيل الشيب أول مراحل الموت
وقال آخرون الشيب مرض الموت
وقال البغوي رحمه الله ما من شعرة بيضاء إلا تدعو أختها وتقول استعدي فقد قرب الموت
وهذا إياس بن قتادة رحمه الله لما ظهرت فيه أول شعرة بيضاء نظر إليها وقلبها في يده وقال والله ما أرى الموت إلا يطلبني وما أراني أفوته ثم قال يا بني سعد قد أعطيتكم شبابي فدعوا لي شيبي وانعزل وأقبل على عبادة الله جل وعلا
فقالوا له شبت يا رسول الله قال شيبتني هود وأخواتها مرت بالنبي صلى الله عليه وسلم أحوال شديدة ما ذكرها فقد ولد عليه الصلاة والسلام يتيما وماتت أمه في صغره ومات عمه الذي كان يحوطه ويغضب عليه ويدفع عنه وماتت زوجته التي كانت تواسيه وتعينه ومرت به أيام شديدة من أذى المشركين ومحاربتهم له كما قال الله *﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ﴾*
🤲🏻 دور الدعاء في إصلاح الفرد والمجتمع 🤲🏻
🕌خطبة لفضيلة الشيخ/
#عبدالعزيز_بن_يحيى_البرعي
حفظه الله ورعاه
🗓️ بتأريخ ١ ربيع الآخر ١٤٤٦
⏰مدة الخطبة ( ١٦ : ٣١)
*📍ألقيت بـ #دار_الحديث_بمفرق_حبيش - إب - اليمن - حرسها الله*
#خطب_فضائل_الأعمال
┈┉┅━━•📖•━━┅┉┈
هذه هي الصورة الحقيقية وجدت للعمل للآخرة لا للعمل للدنيا قال صلى الله عليه وسلم « لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافر منها شربة ماء » لو كانت الدنيا بكاملها الذي من أجلها تشاحنا وتباغضنا ومن أجلها اهتممنا واغتممنا ومن أجلها حصلت الخصومات والشقاق ومن أجلها حصلت الفتن في أوساط المسلمين «لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء » قل لي بقوله لو كانت الدنيا ولم يقل بعض الدنيا كم نصيبك أنت من الدنيا إذا كانت من شرقها إلى غربها من مطلع شمسها إلى مغرب شمسها ومن جنوبها إلى قبلتها جميعاً تساوي عند الله جناح بعوضة
هذه الدنيا لو كانت تزن فكيف بنصيبك أنت كم نصيبك من هذه الدنيا، كم تمتلك أنت منها، كم سيكون قسطك في جناح البعوضة الذي مثلت به حقيقة الدنيا التي من أجلها تركت الصلاة هذا القسط اليسير الذي تمتلكه أنت ما عسى أن يكون بجانب جناح بعوضة مما مثلت بها الدنيا ومما وضع وصف للدنيا بقوله تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء
بل إن رسولنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول: « لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها » موضع سوط يسير في الجنة خير من الدنيا بما فيها
فيا من تركت عبادة ربك من أجل الدنيا لموضع سوط أحدكم في الجنة خيراً من الدنيا يا من آثرت الدنيا على الآخرة وآثرت البقاء فيها على عبادة الله يا من شغلتك دنياك عن طاعة الله ومولاه يا من شغلتك الحياة عن عبادة الله ومرضاته يا من قدمت الدنيا على عبادة الله وطاعته إعلم أنها دنيا فانية وما هي إلا قلائل وما هي إلا ساعات تمضي وأيام ترحل وإذا بك تحمل على أعناق الرجال لتتلقى المصير الذي يكون ابتداءً لحياتك الأخروية إما جنة عالية وإما نار حامية
فالله الله معاشر المسلمين " إني أوجه لنفسي ولإخواني المسلمين ألاّ نجعل الدنيا هي الهم الأعظم فإن رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: « من كانت الدنيا همه فرق الله عليه شمله وجعل فقره في عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة همه جمع الله عليه شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة»
فلا تحزن أيها المسلم على ما مضى ولا تهتم فيما أتى فالبعض يفكر في مستقبله لربما فكر إلى بعد سنة وسنتين وذاك ربما فكر فيما هو أكبر من ذلك لا تدري هل تعيش إلى غد أم لا؟
لا تدري كم أيامك وساعاتك؟
فلما التفكير فيما هو آت؟
وانظر إلى عبادة الله *﴿ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًا ﴾﴿ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ ﴾*
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الهاكم التكاثر قال: يقول ابن آدم مالي مالي وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت هذه الدنيا بجميعها لا تخرج عن هذه الثلاثة الأشياء إما صداقات باقية وإما ملابس فاخرة تبلى وإما أكلات تذهب إلى مزابل دورات المياه هذه هي الحياة التي من أجلها معاشر المسلمين " صار البعض ربما خرج عن النطاق العقلي من أجل تفكيره في باب الحياة
كم يمر علينا من أناس يظنون أن فيهم سحور وأنهم مصابون بالأعين وغيرها فلما نبقى للإستفصال في أمره ترى أن أكبر شاغل له هي دنياه يبقى طيلة ليله إما على شجرة القات عاكف في تغطيته وفي رفع غطائه ويبقى على شجرة القات يدكها لربما يصبح من صبيحة يومه وتمر الساعات وهو على دك لشجرة القات فما أن تأتي وقت العبادة والطاعة وهو في غفلة عن ذلك من أجل مضغ القات ويبقى طيلة ليله سهران كشافته في يده وفموه في جهتيه ممتلئ بالقات وعينه براقة ورجله شغالة وحياته تتقلب بين هم القات وغمه فتمر عليه أيام وساعات وإذا به يبدأ في حالة تدهورات صحية عقلية، غفل عن عبادة الله وغفل عن طاعة الله فبدأ عقله يتأرنح وصحته تتضعضع ويتسلط عليه الشيطان فيغويه عن عبادة الله فيصبح بعدها في عداد المعاقين عقلياً الموسوسين ذهنياً يبحث عن القرآن بعد أن نفر عن تلاوته يبحث عن القرآن بعد أن قطع عبادة ربه يبحث عن اللجوء بعد أن فرط في صحته فتعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة أقبل على الله في وقت عافيتك يكون ربك معك في وقت عافيتك وابتلائك تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة
إذاً معاشر المسلمين " هذه حالة بعضنا إلتهاء وغفلة عن عبادة الله وهو ملتهٍ وراء الدنيا فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور اشتغلوا بأمور الآخرة ولا تبالوا بأمور الدنيا وليس كلامي إبعاداً عن السعي في الحياة لطلب الأرزاق من الطرق الشرعية والطرق المباحة المرضية ولكن الكلام هو على من يسعى لجلب الدنيا وصارت هي الهم لعقله والشاغل لفكره أشغل عقله وأشغل أصابع يده فرقت بينه وبين الأولاد وبينه وبين الخلان والأصحاب ترك عبادة الله من أجل الدنيا، ارتكب المحرمات من أجل كسبها إما عن طريق الرشوة أو الربا أو عن طريق الأيمان الفاجرة أو عن طريق الحلف بالحرام والطلاق أو عن طريق المكر وشهادة الزور أو عن جمعها بأي طريق من الطرق المحرمة