☜مـنبر د؏ـوي لنـشر الخـطـب والـمـوا؏ـظ السلـفية الصـوتيـة والمـفـرغـة والتـحـذيـر مـن الشـرك والـبـد؏.
أم موسى _ حين أخذ منها ولدها، وصار فؤادها كما أخبر الله -عز وجل- فارغا من ذكر أي شيء إلا من ذكر ولدها موسى، قال العزيز الجبار: ﴿ وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ أُمِّ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَرۡضِعِيهِۖ فَإِذَا خِفۡتِ عَلَيۡهِ فَأَلۡقِيهِ فِي ٱلۡيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحۡزَنِيٓۖ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيۡكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ ﴾ [القصص ٧-]
هكذا وكم سنذكر من أمثلة.
الصحابة -رضي الله عنهم- يوم أن حصل لهم يوم أحد ما حصل من الهزيمة، جبر الله -عز وجل- كسر قلوبهم فأنزل -سبحانه وتعالى- *﴿ وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ إِن يَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡحٞ فَقَدۡ مَسَّ ٱلۡقَوۡمَ قَرۡحٞ مِّثۡلُهُۥۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمۡ شُهَدَآءَۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [آل عمران - ١٤۰]*
جبر الله -عز وجل- كسر قلوبهم وهكذا يا عباد الله: ديننا هذا مبني على جبر القلوب المنكسرة،
النساء ما أضعف النساء! ولهذا الله -عز وجل-حين ذكر الإناث في كتابه قال:﴿ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَٰثٗا وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ ﴾ بدأ بالإناث جبراً لخاطرهم.. لما أتهمت عائشة الصديقه -رضي الله عنها وأرضاها- وأبغض الله من أبغضها، وقلاها في عرضها وهو أتهام لعرض النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وعرض أبي بكر، وعرض عائشة في وقت واحد، أراد المنافقون أن يضربوا أكثر من عصور في وقت واحد... لكن أنظروا إلى الذي يجبر القلوب المنكسرة
يا مَنْ ألُوذُ بِهِ فيمَا أُؤمّلُهُ ..
وَمَنْ أعُوذُ بهِ مِمّا أُحاذِرُهُ
لا يَجْبُرُ النّاسُ عَظْماً أنْتَ كاسِرُهُ ..
وَلا يَهيضُونَ عَظْماً أنتَ جابِرُهُ
نزلت عشر آيات تُتلى في كتاب الله، ما بقيت في الأرض والسماوات في براءة أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها وأرضاها-
قالت: والله كان شأن أقل من أن ينزل فيني آية فانزل الله -عز وجل- عشر آيات...
خَولةَ بنتِ ثَعلبةَ، أتت إلى النبي -صلى الله عليه وعليه وسلم- تَشْتكي زوجَها" أوسَ بنَ الصَّامتِ، "إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهي تقولُ: يا رسولَ اللهِ، أكَلَ شَبابي"، أي: عِشْتُ معه مُدَّةَ شبابي، "ونثَرْتُ له بَطْني"، أي: أكثَرْتُ له الأولادَ. "حتَّى إذا كبِرَت سِنِّي، وانقطَعَ وَلَدي"، أي: أصبَحَتْ لا تَحمِلُ لكبَرِ سِنِّها، "ظاهَرَ مِنِّي"، والظِّهارُ هو: تَحريمُ الزَّوجِ مُعاشرةَ زَوجتِه على نفْسِه،
تخاطب النبي تكلمه بصوت تقول عائشة: سبحان من سمع سمعه الأصوات، والله لا أسمعها فأنزل الله -عز وجل- سورة كاملة ﴿قَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّتِي تُجَٰدِلُكَ فِي زَوۡجِهَا وَتَشۡتَكِيٓ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسۡمَعُ تَحَاوُرَكُمَآۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ ﴾ جبراً لخاطرها.
هكذا يا عباد الله: ديننا مبني على جبر الخواطر المنكسرة، إن مات ميت لقريب تعزيه،« ومن عزى مسلما في مصيبته، كساه اللهُ يومَ القيامةِ من سندسِ وإستبرقِ الجنَّةِ .»
وهكذا عباد الله: القتل الخطأ يجبر كسره بأن يعطى الدِيه
وهكذا عباد الله: المطلقة تأتّى المتعه جبرا لخاطرها المكسور.
وكم سنذكر في ذلك الأوصاف ياعباد الله:
جبر الله عز وجل قلب عبده ونبيه محمد-صلى الله عليه وسلم- في أكثر من موطنّ، مات عمه الذي كان يحطه وينصره، ماتت زوجته المؤازرة له خديجة -رضي الله عنها- خرج إلى الطائف يدعوهم إلى الله، رموه بالحجارة، سلطوا عليه السُفها، فرجع حزينا منكسرا،
أرسل الله -عز وجل- إليه ملك الجبال لِتأمُرَني بأمرِك، لكن رحمته غلبت غضبه -عليه الصلاة والسلام- قال: لا « بلْ أرجو أنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أصلابِهم مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وحْدَهُ ، لَا يُشْرِكُ بِهِ شيْئًا .»
ماذا حصل بعد ذلك يا عباد الله؟!
كانت رحلة الإسراء والمعراج، كل ذلك جبراً لخاطر نبيه محمد -صلى الله عليه وعلىه وسلم-
ونبينا الذي وصفه ربه بقوله:﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ ﴾
كان أعظم الناس جبراً للخواطر -عليه الصلاة والسلام- رأى جابرا منكسرا « يا جابرُ ما لي أراكَ منكسِرًا ؟ قلتُ : يا رسولَ اللَّهِ استُشْهِدَ أبي قُتِلَ يومَ أُحُدٍ ، وترَكَ عيالًا ودَينًا ، قالَ : ( أفلَا أبشِّرُكَ بما لقيَ اللَّهُ بِهِ أباكَ ؟ ) قلتُ : بلَى يا رسولَ اللَّهِ قالَ : ما كلَّمَ اللَّهُ أحدًا قطُّ إلَّا من وراءِ حجابِه وأحيى أباكَ فَكَلَّمَهُ كِفاحًا فقالَ : يا عَبدي تَمنَّ
عليَّ أُعْطِكَ قالَ : يا ربِّ تُحييني فأقتلَ فيكَ ثانيةً قالَ الرَّبُّ تبارك وتعالَى : إنَّهُ قد سبقَ منِّي أنَّهم إليها لَا يُرجَعونَ قالَ : وأُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ : (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا) الآيةَ .» أقول ما تسمعون وأستغفرون
قَالَتْ : وَاللَّهِ مَا نَمْلِكُ إِلَّا عَشْرَ بَيْضَاتٍ هَذَا الَّذِي نَمْلِكُهُ مِنْ الدُّنْيَا كُلِّهَا ، عَشْرُ بَيْضَاتٍ .
فَقَالَ : أُعْطِيهَا الْفَقِيرَ
قَالَتْ : أُعْطِيهَا كُلَّهَا
قَالَ : نَعَمْ
فَأَخَذَتْ تِسْعًا وَأَعْطَتْهَا وَحَجَزَتْ وَاحِدَةً قَالَتْ : لِأَوْلَادِي
ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ دَقَّ الْبَابَ دَاقٌّ فَخَرَجَ هَذَا الْعَالِمُ ، فَإِذَا رَجُلٌ مَعَهُ سِرُّهُ أَلْقَاهَا إِلَيْهِ وَمَضَى ، عَدَّهَا هَذَا الْعَالِمُ فَإِذَا هِيَ تِسْعُونَ دِرْهَمًا ، تِسْعُونَ دِرْهَمًا . .
فَقَالَ : لِزَوْجَتِهِ كَمَا أَعْطَيْتَ الْفَقِيرَ ؟
قَالَتْ : تِسْعُ بَيْضَاتٍ ،
قَالَ : لَوْ كَمُلَتْ الْعَاشِرَةُ لَرُزِقْنَا مِئَةَ الْحَسَنِ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، الْحَسَنَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا . .
فِيَا عِبَادَ اللَّهِ أَنْتُمْ الْيَوْمَ تَعْلَمُونَ مَا يَعِيشُهُ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ ، مِنْ فَقْرٍ وَمِنْ غَلَاءٍ وَمِنْ شِدَّةٍ ، فَارْحَمُوا تَرْحَمُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْخَيْرِ وَعَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ، وَجُودُوا مِمَّا عِنْدَكُمْ يَجِدُ عَلَيْكُمْ الْجَوَادَ ، وَتَفَضَّلُوا عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ، يَتَفَضَّلُ عَلَيْكُمْ الَّذِي لَا يَبْخَلُ ، الَّذِي يَمِينُهُ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارِ ، وَخَزَإنَّهُ
مُلَاءً لَا تُغِيظُهَا نَفَقَةٌ .
أَنْفَقُوا وَأَعْطُوا هَذَا يَوْمٌ مُبَارَكٌ ، يَوْمٌ عَظِيمٌ أَدْخَلُوا الْبَسْمَةَ وَالسُّرُورَ عَلَى الْفُقَرَاءِ ، وَعَلَى الْمَسَاكِينِ ، وَعَلَى الْمُحْتَاجِينَ ،
وَاعْلَمُوا يَا عِبَادَ اللَّهِ : أَنَّ مِنْ شَعَائِرِ هَذَا الْيَوْمِ الْأَضَاحِيَّ فَمَنْ كَانَ قَادِرًا عَلَى الْأُضْحِيَّةِ ، فَلْيُبَادِرْ فَإِنَّهَا سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ فِي حَقِّهِ ، وَلْيَعْلَمْ أَنَّ الْأُضْحِيَّةَ سُنَّةُ الْخَلِيلِ إِبْرَاهِيمَ ، وَسُنَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُذْبَحَ فَعَلَيْهِ أَنْ يَنْظُرَ فِي شُرُوطِهَا :
فَإِنَّهُ لَا يُجْزِئُ مِنْ - الضَّأْنِ - يَعْنِي مِنْ الْكِبَاشِ إِلَّا مَا كَانَ عُمْرُهُ سِتَّ أَشْهُرٍ
وَمِنْ اَلْمَاعِزِ : مَا عُمْرُهُ سَنَةً
وَمِنْ الْبَقَرِ : مَا عُمْرُهُ سَنَتَانِ
وَمِنْ الْإِبِلِ : مَا عُمْرُهُ خَمْسُ سَنَوَاتٍ
وَالسِّنُّ شَرْطٌ فَتَفْقِدْ ذَلِكَ . . . . وَلَا تَضَحُّوا يَا عِبَادَ اَللَّهِ : بِعَوْرَاءَ بَيْنَ عَوَرِهَا ، وَلَا أَرْجَاءٍ بَيْنَ عَرْجِهَا ، وَلَا مَرِيضٍ بَيْنَ مَرَضِهَا ، وَلَا عُجَفَاءَ لَا تُنَقِّي ، وَاسْتَشْرِفُوا اَلْعَيْنَ وَالْأُذُنَ ، وَتَقَرَّبُوا إِلَى اَللَّهِ بِنُفُوسٍ طَيِّبَةٍ ، يَأْتِيكُمْ اَللَّهُ اَلْأَجْرَ اَلْعَظِيمَ .
عَبَادَ اللَّهِ : كُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا وَتَصَدَّقُوا ، وَأَهْدُوا ، وَأَحْيُوا هَذَا الْيَوْمَ الْعَظِيمَ ، بِالْفَضَائِلِ وَالْمَكَارِمِ وَالْخَيْرَاتِ ،
وَتَجَنَّبُوا يَا عِبَادَ اللَّهِ : انْفَاقُ الْأَمْوَالِ فِي الْقَاتِ وَالْإِسْرَافِ وَالتَّضَيُّعِ لِلْمَالِ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ أَمَانٌ عِنْدَكُمْ ، يَسْأَلُكُمْ اللَّهُ عَنْهُ
وَاجْتَنَبُوا فِي هَذَا الْيَوْمِ الْمُحَرَّمَاتِ : مِنْ سَمَاعِ الْأَغَانِي وَإِطْلَاقِ الرَّصَاصِ الَّذِي هُوَ إِسْرَافٌ وَأَذْى لِلنَّاسِ ، كَمَا تَعْلَمُونَ وتعرفون،
وَاحْذَرُوا يَا عِبَادَ اللَّهِ : مِنْ مُصَافَحةِ النِّسَاءِ وَالِاخْتِلَاطِ بِهِمْ وَمِنْ سَائِرِ الْمَعَاصِي وَالذُّنُوبِ ،
اِجْعَلُوا يَوْمَ فَرَحٍ بِطَاعَةِ اَللَّهِ وَالْإِقْبَالِ عَلَى اَللَّهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - أَسْأَلُ اَللَّهَ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ وَجُودِهِ وَإِحْسَانِهِ أَنْ يَجْعَلَ نُفُوسَنَا طَيِّبَةً ، وَأَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ الْكَرَمَا اَلْمُكَرَّمِينَ اَلَّذِينَ يُكَرِّمُهُمْ فِي اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
اللَّهُمَّ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ هَذَا الْجَلَالُ وَالْإِكْرَامُ وَافِقْنَا إِلَى طَاعَتِكَ وَأَعِنَا عَلَى مَرْضَاتِكَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
••
❄ا••┈┈•••✦🌟✦•••┈┈••ا❄
🔹الخطــ زاد ــباء الدعوية⤵
التلـــــــــــيجـــــــــــرام↙️
t.me/ap11a
واتســــــــــاب
https://chat.whatsapp.com/JUbqMQCQ5YJLEJzm05A29r
فيسبــــــــــــــــــــــوك↙️
https://www.facebook.com/groups/652912765064080
••أســـــــــأل الله أن ينفع بها الجميع ••
🚫لاَ.يــَـسْمَحُ.بتعــــــديل.المنشَhttp://xn--wgb3aya.tt/🚫
ِ🔖√ منْ آحٍـبْ آلُآ يَنْقَطًع عملُہ بْعدِ مۆتٌہ فَلُيَنْشُر آلُعلُم√📚[آبْنْ آلُجٍۆڒٍيَ].
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••
نعم عباد الله: أضف إلى ذلك أن الله ضمن لك أيها الكريم: وأيهاالمعطي، وأيها المنفق، وأيها المتصدق، ضمن الله لك أن يخلف لك ما أنفقت وما أعطيت، فهو الذي يقول:﴿ وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَهُوَ يُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ﴾
جاء في تفسير الإمام ابن كثير: أي: مهما أنفقتم من شيء فيما أمركم به وأباحه لكم، فهو يخلفه عليكم في الدنيا بالبدل، وفي الآخرة بالجزاء والثواب،
عباد الله في الصحيحين:« ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فيه إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ، أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ، أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا. .»
مَلَكانِ بجانبين الشمس حين تطلع يقول الأول: اللَّهُمَّ، أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا. ويقول الآخر: اللَّهُمَّ، أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا،
فانظر عبد الله أتريد لنفسك الخلف والخير من رب العالمين، أم تريد التلف عياذاً بالله من ذلك!
انظروا عباد الله: إلى النبي صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كيف كان يجود، يقول أنس رضي الله عنه: كما في الصيحين« كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ»
الله أكبر كان صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحسن الناس صورةً ووجها وجمالا، وكان أَجْوَدَ النَّاسِ، يجود ويعطي
يقول ابن عباس كما في الصحيحين:«كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وأَجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ. .»
هل عرف الناس أجود من محمد صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كلا والله... إنه الذي ما سُئل شيئا قط فقال: لا...
تأتيه امرأة كما في البخاري ببردة نسجتها بيدها صحابية تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم نسجت له بردة بيدها« أنَّ امرأةً جاءت إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ ببُردةٍ قال: وما البُردةُ؟ قال: الشَّملةُ قالت: يا رسولَ اللَّهِ، نَسجتُ هذِهِ بيدي لأَكسوَكَها، فأخذَها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ مُحتاجًا إليْها، فخرجَ علينا فيها وإنَّها لإزارُهُ. فجاءَ فلانُ بنُ فلانٍ رجلٌ سمَّاهُ يومئذٍ فقال: يا رسولَ اللَّه، ما أحسنَ هذِهِ البردةَ اكسُنيها. قال: نعَم. فلمَّا دخلَ طواها وأرسلَ بِها إليْهِ. فقالَ لَهُ القوم: واللَّهِ ما أحسَنتَ، كُسِيَها النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ مُحتاجًا إليْها، ثمَّ سألتَهُ إيَّاها؟ وقد علمتَ أنَّهُ لا يردُّ سائلًا، فقال: إنِّي واللَّهِ ما سألتُهُ إيَّاها لألبسَها ولَكن سألتُهُ إيَّاها لتَكونَ كفَني. فقالَ سَهلٌ: فَكانَت كفنَهُ يومَ ماتَ .»
أرادها كفنا يوم يموت هذا الثوب الذي مس الجسد الشريف والبدن الطاهر، أراده أن يكون كفنا رجاء ما حصل له من الخير والبركة في ملامسته لجسد النبي صلى الله عليه وآله وسلم..
إنه أجود الناس، أكرم الناس، خرج صفوان ابن أمية يوم حنين وهو كافر خرج مع النبي صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو كافر، وبعد انتهاء المعركة وحصول الغنائم التي لا تعد ولا تحصى من الإبل والبقر والشياة، وقف صفوان ابن أمية على وادٍ مليء بالغنم، وبالشياء، وبالإبل، فجعل ينظر ما أكثر هذه الإبل، ما أكثر هذه الشياء، ما أكثر هذه الغنم، شِعب وادٍ مليء، فقال له عليه الصلاة والسلام: أبا وهب أعجبك هذا، أعجبك هذا الوادٍ المليء؟ قال: نعم يا محمد قال: هو لك، هو لك
فقال: والله ما تطيب نفس أحد بهذا كله، إلا أن تكون نفس نبي أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. فآمن وأسلم، أسلم رضي الله عنه حين رأى كرم النبي صلى الله عليه وسلم وجوده وبذله وعطاءه..
عباد الله: ما أعظم والله عند أن يمن الله على العبد بنفس طيبة وسجية حسنة يبذل يعطي يتصدق ينفق، نفسه من الداخل تحثه على العطاء، وإن كان فقيراً وإن كان ما يملكه من الدنيا قليلاً، إلا أن نفسه الأبية وذاته الأريحية، تحمله على البذل والعطاء
خرج عبد الله بن جعفر ابن بن عم رسول الله وكان من أجود الناس، إلى مزرعة له خارج المدينة، فمر على مزرعة يحرسها عبد، يحرسها عبد أسود فأتي هذا العبد، بقوته لذلك اليوم ثلاث أرغفة، رغيف لصبوحه، ورغيف لغدائه، وآخر لعشائه، فلما مُد بازاد إلى هذا الغلام، اقترب منه كلب، اقترب كلب من هذا الغلام الأسود، فما كان من هذا العبد إلا أن رمى إليه بالقرص الأول: وعبد الله بن جعفر ينظر، فأكل الكلب هذا القرص،
فرمى له بالثاني: فأكله
فرمى له بالثالث: فأكله
فقال ابن جعفر: ماذا صنعت يا غلام؟ ماذا صنعت؟ هذا زادك ،قال: نعم هذا طعامي لهذا اليوم،
قال: أعطيته الكلب؟
قال: نعم
ليست أرضنا بأرض كلاب، وهذا جاء من بلاد بعيدة، وأحسبه جائعا فأطعمته،
فقال: سبحان الله وتظل يومك بلا أكل، قال: نعم أطوي إلي اليوم الثاني،
*✅" نصائح مفيدة "*
*🕋خطبة #عيد_الأضحى_المبارك "*
*✍لفضيلة الشيخ :*
*( #عبدالله_بن_عثمان_الذماري)حفظه الله *
《 الخطبة بصيغة PDF على تليجرام 》↙️
t.me/ap11a
*🕌أُلقيت بمدينة ذمار اليمن*
*🗂التصنيف: #خطبة_عيد_االأضحى '*
•••┈┉┅━❪✍️❫━┅┉┈•••
*👇🏼خطبة مناسبة للجمعة في يوم عيد الأضحى*
*✍️للشيخ د. #علي_بن_يحيى_الحدادي»*
《 الخطبة بصيغة PDF على تليجرام 》↙️
t.me/ap11a
#خطبة_جمعة_وافقة_يوم_العيد
#خطب_المناسبات
•••┈┉┅━❪✍️❫━┅┉┈•••
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أنكم في أيام مباركة هي يوم عيد الأضحى و أيام التشريق التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم : "وإن هذه الأيام أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى" الحديث. رواه أحمد وابو داود.
وقد شرع الله فيها ذبح الأضاحي، والأكل منها والتصدق منها، فمن لم يضح هذا اليوم فله أن يضحي إلى آخر أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر قبل غروب الشمس. وكل اليوم وقت ذبح فله أن يذبح في الليل وله أن يذبح في النهار، والذبح في النهار أفضل.
والمشروع في الأضاحي أن يأكل منها ويتصدق منها لقوله تعالى (فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) أي كلوا من ضحاياكم وأطعموا منها السائلين وأطعموا منها الفقراء المتعففين عن المسألة. فيشرع لك يا عبد الله الأكلُ منها والتصدق منها والإهداء منها فاحرص على أن تجمع بين هذه الأمور الثلاثة حتى ولو أن تهدي أو تتصدق لجار كافر أو عامل كافر فذلك جائز والحمد لله ما لم يكن الكافر محارباً للمسلمين.
ومن أكل الأضحية كلها ولم يتصدق منها أو أهداها كلها لشخص غير فقير فالأبرأ لذمته أن يشتري لحماً ويتصدق به على أحد الفقراء لأن الله تعالى أمر بإطعام الفقراء من لحوم الهدي والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بالصدقة من لحوم الأضاحي والأصل في الأمر الوجوب.
عباد الله:
إن من المهم التنبيه عليه في هذه الأيام التحذير من ظاهرة الإسراف والتبذير في المطاعم والمشارب فإن من المناظر المؤسفة رؤية أكوام الأطعمة ملقاة في المزابل وعلى جوانب الطرق والله تعالى يقول {كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31] وقال تعالى {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} [طه: 81]
فقدموا من الطعام ما يتناسب مع عدد أهل البيت أو الضيوف وإن زاد شيء فتصدقوا به أو اْهدُوْه أو اتصلوا بالجهات الخيرية التي توزع فائض الأطعمة على الفقراء والمحتاجين.
فذلك من شكر النعم كما أن رميها من كفران النعم وقد قال تعالى {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله عَلَى إحسانِه، والشّكرُ لَه على توفِيقِه وامتنانِه، وأشهد أن لاَ إلهَ إلاّ الله وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشَأنه، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمّدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان واقتفى أثرهم. وسلم تسليما
أما بعد فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن من أحكام أيام التشريق أنه يشرع فيها الإكثار من التكبير ولا سيما في أدبار الصلوات المفروضة. لقول إبراهيم النخعي : "كانوا يكبرون يوم عرفة وأحدهم مستقبل القبلة في دبر الصلاة : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد". ويستمر التكبير أدبار الصلوات إلى عصر آخر أيام التشريق لقول الله تعالى (واذكروا الله في أيام معدودات) وهي أيام التشريق ولفعل الصحابة فقد سئل أحمد رحمه الله فقيل له : "بأي حديث تذهب، إلى أن التكبير من صلاة الفجر يومِ عرفة إلى آخر أيام التشريق؟ قال: بالإجماع عمر، وعلي، وابن عباس، وابن مسعود رضي الله عنهم".
فاشتغلوا بذكر الله وبسائر الطاعات وتعاهدوا أرحامكم وسُلُّوا سخائم صدوركم وكونوا عباد الله إخواناً. واعتنوا بالحشمة والحياء والحجاب في نسائكم عند خروجهن في زيارة أو نزهة فأنتم مسؤولون عنهن يوم القيامة.
عباد الله: إن هذه الجمعة جاءت في يوم عيد وقد ثبت في الأدلة الصحيحة أن من صلى العيد فهو بالخيار إن شاء صلى الجمعة كما فعلتم وإن شاء صلى الظهر وتكفيه عن الجمعة. ومن لم يصل العيد فيجب عليه ان يصلي الجمعة فإن لم يجتمع في الجامع العدد الذي تصح به الجمعة صلاها ظهراً.
ــ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ــ يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ المَسْجِدِ، فَيُكَبِّرُونَ وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الأَسْوَاقِ حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا )).
(( وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُكَبِّرُ بِمِنًى تِلْكَ الأَيَّامَ، وَخَلْفَ الصَّلَوَاتِ وَعَلَى فِرَاشِهِ وَفِي فُسْطَاطِهِ وَمَجْلِسِهِ، وَمَمْشَاهُ تِلْكَ الأَيَّامَ جَمِيعًا )).
واتفقَّ العلماء أيضًا على مشروعية هذا التَّكبير في هذه الأيَّام بعد السَّلام مِن الفرائض الخمس، وفي سائر الوقت.
أيها الناس:
إنَّ طوائف كثيرة مِن النَّاس قد جعلوا العيد موسمًا لزيارة المقابر والجلوس فيها والتَّجمُّع عندها، وقراءة الفواتح لأهلها، فما إنْ ينتهوا مِن صلاة العيد إلا وتوجهوا إليها، ولا يُعرف هذا الفِعل عن أهل القرون الثلاثة الأولى المُفضَّلة، إذ لم يَجعلها موسمًا للزِّيارة في يوم العيد، ولا خصَّصها بالزِّيارة فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا صحابته ــ رضي الله عنهم ــ، ولا مَن بعدهم، ولا أئمة المذاهب الأربعة، وإنَّه إنْ لم نقتد بهؤلاء الأكابر الأجلاء فبمَن؟.
وأكثر الناس لا يعلمون أنَّ هذه عادة شيعية رافضية، ثُمَّ تلقَّاها وأخذها عنهم المُتَصَوِّفة، ونشروها بين عوامِّ المسلمين، وفي بلدانهم.
نفعني الله وإياكم بما سمعتم، والحمد لله رب العالمين، وسلام على المرسلين.
الخطبة الثانية: ــــــــــــــ
الحمد لله الملك الأعلى، وسلَّم على أشرف المخلوقين محمدٍ، وعلى آله وصحبه وصَلَّى.
أما بعد، أيها الناس:
إنَّ هذه الجمعة المباركة قد وافقت يوم عيد الأضحى، وإنَّ السُّنَّة أنْ يُقيم الإمام بالناس صلاة الجمعة وخطبتها، وهو مذهب الأئمة الأربعة، وغيرهم، لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يُقيم الجمعة بالناس، حيث صحَّ عن النعمان بن بشير ــ رضي الله عنه ــ أنَّه قال: (( كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ، وَفِي الْجُمُعَةِ «بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى»، وَ «هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ»، وَإِذَا اجْتَمَعَ الْعِيدُ وَالْجُمُعَةُ، فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، يَقْرَأُ بِهِمَا أَيْضًا فِي الصَّلَاتَيْنِ )) رواه مسلم.
ونُقلَت إقامتها بالناس عن خليفة راشد، فصحَّ عن أبي عبيد ــ رحمه الله ــ أنَّه قال: (( شَهِدْتُ العِيدَ مَعَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ــ رضي الله عنه ــ فَكَانَ ذَلِكَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَصَلَّى قَبْلَ الخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذَا يَوْمٌ قَدِ اجْتَمَعَ لَكُمْ فِيهِ عِيدَانِ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْتَظِرَ الجُمُعَةَ مِنْ أَهْلِ العَوَالِي فَلْيَنْتَظِرْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَرْجِعَ فَقَدْ أَذِنْتُ لَهُ» )) رواه البخاري.
وأما المأمومون الذين صَلَّوا العيد مع الإمام فالمستحب في حقهم شهود الجمعة، فإنْ لم يحضروها فلا جُناح عليهم، ويُصلون في بيوتهم ظهرًا، لِما تقدَّم عن عثمان ــ رضي الله عنه ــ مِن الرُّخصة.
وقد قال معاوية بن أبي سفيان لزيد بن أرقم ــ رضي الله عنه ــ: (( أَشَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِيدَيْنِ اجْتَمَعَا فِي يَوْمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَكَيْفَ صَنَعَ؟ قَالَ: صَلَّى الْعِيدَ، ثُمَّ رَخَّصَ فِي الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: «مَنْ شَاءَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَلْيُصَلِّ» )).
ولهذا الحديث شواهد قد يتقوى بها، وصحَّحه جمع مِن المحدِّثين.
وأمَّا مَن لم يشهد صلاة العيد مع الإمام فيجب عليه شهود صلاة الجمعة، فإنْ لم يشهدها أثِمَ، وكان لِربِّه عاصيًا، وأقدم على فِعل ذنب عظيم.
هذا وأسأل الله تعالى أنْ يحفظنا مِن بين أيدينا، ومِن خلفنا، وعن أيماننا، وعن شمائلنا، ومِن فوقنا، ومِن تحت أرجلنا، وأنْ يُجنِّبنا كيد الكائدين، ومكر الماكرين، اللهم قوِّ إيماننا بك، وزد في توكلنا عليك، واجعل قلوبنا متعلِّقة بك، اللهم ارفع الضر عن المتضررين مِن المسلمين، اللهم ارفع عنهم القتل والاقتتال، وارفع عنهم الخوف والجوع، وارفع عنهم الأمراض والأوبئة، وارفع عنهم التَّشَرُّد مِن بلادانهم، وأعذهم مِن الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم بارك لنا في أعمارنا وأعمالنا وأوقاتنا وأموالنا وأهلينا، واغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وجميع المسلمين، اللهم قاتل النُّصيريين والخوارج، ومزِّقهم شرَّ مُمزق، واخذلهم في العالمين، اللهم وفِّق ولاة أمور المسلمين ونُوَّابهم ووزرائهم وعمالهم وجندهم لِما فيه صلاح
الإسلام والمسلمين، وحفظ بلادهم مِن الشرور، إنك سميع الدعاء، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، وقوموا إلى صلاتكم.
❄ا••┈┈•••✦🌟✦•••┈┈••ا❄
🔹الخطــ زاد ــباء الدعوية⤵
التلـــــــــــيجـــــــــــرام↙️
t.me/ap11a
واتســــــــــاب
https://chat.whatsapp.com/JUbqMQCQ5YJLEJzm05A29r
*🔸 قسم المطويات 🔸*
*🔔تلخيص صفة وترتيب ما يتعلق بالخطبة والأذان والإقامة والصلاة في يوم عرفة*
*👤 لفضيلة الشيخ #محمد_بن_عبدالله_باموسى حفظه الله تعالى*
•••┈┉┅━❪✍️❫━┅┉┈•••
#الفقة
مُّبِينًا} [سورة الأحزاب:36]فيا أيّها المُسْلِم أنت مسلم أي مستسلم ومنقاد لأمر الله تعالى فاحذر أن تتمرد على الله الذي خلقك وسواك وعدلك وأعطاك ورزقك
الفائدة الخامسة: نستفيد من هذه القصة التضحية والبذل من أجل نيل محبة الله ورضاه فإن الخليل إبراهيم عليه السلام ضحى بولده ليبلغ ولينال محبة الله ورضاه وهذا يعطينا درسا مهما ألا وهو أن كل شيء يهون في سبيل نيل محبة الله ورضاه وأن العبد يبذل الغالي والنفيس من أجل نيل محبة الله ورضاه فالخليل إبراهيم تخلى عن ولده إرضاءً لربه وأنت لا تستطيع أن تتخلى عن بعض ملذاتك الدنيوية المحرمة أو التي تصدك عن طاعة الله وتلهيك عن الصلاة والعبادة ثم تريد جنةً عالية قطوفها دانية، تريد جنة ترابها المسك والزعفران، وحصباؤها الياقوت والمرجان، بناؤها لبنة من ذهب ولبنة من فضة، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ألا تستحي من ربك حينما يناديك إلى بيته ولا تجيب وتبقى عاكفا على ملذاتك، إبراهيم عليه السلام أراد ذبح ولده إرضاءً لربه وأنت لم تقدر على ذبح هواك ولم تقدر أن تتنصر على نفسك.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
*الخطبة الثانية*
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أما بعد:
معاشر المسلمين! من فوائد هذه القصة: حسن العاقبة لمن امتثل أمر الله: فإبراهيم عليه السلام لما امتثل الأمر حفظ الله له ولده وفداه بكبش عظيم، وكتب الأجر العظيم لهما.
ومن الدروس والعبر في هذه القصة: بر الابن بأبيه وطاعته له ولو أمره بأمر شاق فيحرص على طاعته ما أمكن، والبر من أعظم العبادات وأجلّ القربات فلا ينبغي للمسلم أن يتهاون به.
ومن الدروس والعبر في هذه القصة: استعانة العبد بربه في القيام بالعبادة والطاعة فهذا إسماعيل عليه السلام يقول: ﴿ستجدني إن شاء الله من الصابرين﴾
ومن الدروس والعبر في هذه القصة: حسن سياسة الأب لابنه عند أمره بالطاعة فيرغبه في ذلك ويبن له منافع العبادة وضرر المعصية حتى يقبل على العبادة برغبة ومن الدروس والعبر في هذه القصة: تعاون الأبناء والآباء والأزواج والزوجات والإخوة والأخوات والأصدقاء كل واحد يعين الآخر على القيام بعبادة الله تعالى
ومن الدروس والعبر في هذه القصة: مشروعية الأضحية فهي سنة نبي الله إبراهيم وحث عليها نبينا عليه الصلاة والسلام وإن دمها ليقع عند الله بمكان قبل أن يقع على الأرض.
ومن الدروس والعبر في هذه القصة: مشروعية العقيقة عن المولود وهي فداؤه فينبغي الحرص على القيام بها
ومن الدروس والعبر في هذه القصة: مشروعية رمي الجمار كل جمرة بسبع حصيات وهي شعيرة ومنسك من مناسك الحج وهي تعبد لله واقتداء بنبي الله إبراهيم وليست تلك الجمار هي الشيطان الرجيم ولا ينبغي الرمي بالنعال والأحجار والعلب ونحو ذلك مما يفعله الجهال.
وهذه القصة مليئة بالفوائد والدرر، والدروس والعبر، وما ذكر فيه عبرة لمن اعتبر.
معاشر المسلمين! أوصيكم ونفسي بتقوى الله جل وعلا, والبعد عن المخالفات خصوصا التي تكون في الأعياد والمناسبات, كالاختلاط, والمصافحة للنساء الأجانب, والتبذير والإسراف, وهكذا السرعة والعجلة في قيادة السيارات وفي قيادة المترات مما يتسبب في حصول الحوادث والكوارث, وأوصيكم بالنساء خيرا كما أوصى بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلموهن وأدبوهن وانصحوهن وارفقوا بهن، وأوصيكم بالمحافظة على أولادكم من جلساء السوء ومن فتنة العصر ألا وهي فتنة الجوالات ونحذر من الانخراط في وسائل التواصل ومن المتابعة للتافهين والتافهات ومن الانغماس في وحل التمثيل فهو مستنقع قذر وسوق نخاسة ومرتع نجاسة وأنتم مسئولون أمام الله عن أبنائكم وبناتكم فحوطهم بنصحكم وتأديبكم
أيها المسلمون! إننا ندين ونستنكر ما يحصل لإخواننا في فلسطين من عدوان غاشم من أعداء الله وندعو جميع المسلمين إلى الوقوف صفا واحدا مع إخوانهم ومناصرتهم وندعو المسلمين إلى نبذ الخلاف وتغليب المصلحة العامة للبلد، وفتح الطرقات، والسعي لمصالحة وطنية شاملة، فنحن مع السلام، وندعو إلى السلام، ونرفع رايات السلام، فلا خير في الحرب والفتن.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، اللهم عليك بأمريكا ومن معها، اللهم عليك بدولة اليهود، اللهم اجعلها غنيمة للإسلام والمسلمين، اللهم كن لإخواننا في فلسطين، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم يا رب العالمين، اللهم كن للأيتام والأرامل والضعفاء والنازحين والمشردين اللهم أطعم جائعهم وأمّن خائفهم يا رب العالمين.
❄ا••┈┈•••✦🌟✦•••┈┈••ا❄
🔹الخطــ زاد ــباء الدعوية⤵
التلـــــــــــيجـــــــــــرام↙️
t.me/ap11a
واتســــــــــاب
https://chat.whatsapp.com/JUbqMQCQ5YJLEJzm05A29r
*🔴قصة الذبيح دروس وعبر*
📝خطبة معدة لـ عيد الأضحى 1446هـ
*✍️أعدها: #محمد_بن_حسن_القاضي حفظه الله
《 الخطبة بصيغة PDF على تليجرام 》↙️
t.me/ap11a
#خطبة_عيد_االأضحى
•••┈┉┅━❪✍️❫━┅┉┈•••
*الخطبة الأولى*
الحمد لله الذي لشرعه يخضع من يعبد، ولعظمته يخشع من يركع ويسجد، وبطيب مناجاته يتلذذ المتعبد فلا يرقد، أحمده حمد من يرجو الوقوف على بابه غير مشرد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من أخلص لله وتعبد، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي قام بواجب العبادة وتزود، صلى الله عليه وعلى سائر آله وأصحابه صلاة مستمرة على مدى الزمان المؤبد، أما بعد:
فقد اجتمع لكم في يومكم هذا عيدان, عيد الأضحى المبارك, وعيد يوم الجمعة, وإذا اجتمع العيد والجمعة, فمن حضر العيد وكان بعيدا عن المسجد الجامع الذي تقام فيه الجمعة, فيرخص له في أن يترك صلاة الجمعة ولكنه يصليها ظهرا في بيته, وقد اجتمع العيد والجمعة على عهد الرسول عليه الصلاة والسلام, فذكر نحو ما ذكرنا, فقد روى الإمام أبو داوود - رحمه الله تعالى- بسند صححه الألباني - رحمه الله - من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «قد اجتمع لكم في يومكم هذا عيدان, فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمعون», وهذا الحديث أصل في الباب.
أيها المسلمون! إن خير ما نتواصى به في هذا الصباح المبارك، تقوى الله عزَّ وتبارك، فهي خير لباس، وأعظم زاد للناس.
ولا يتحقق التقوى إلا بكمال التسليم والرضى، ويظهر ذاك جليا في أبهى صوره، وأجمل حلله، في قصة الذبيح، وما أدراك ما قصة الذبيح!! إنها ذروة سنام التسليم، وغاية الرضى ومنتهى التقديم، لأمر الله البر الرحيم.
عباد الله: يتوجه الحجاج في هذا اليوم وفي هذه اللحظات المباركة إلى ذبح الهدي والأضاحي وإلى رمي جمرة العقبة كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولنا أن نتأمل كيف ظهر الشيطان لنبي الله إبراهيم ليوسوس له وليصده عن القيام بما أمر به من ذبح ولده إسماعيل، قصة الذبيح، وما أدراك ما قصة الذبيح!! قصَّها الله علينا في كتابه الكريم، قال ربنا جلَّ وعلا {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيم (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِين (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِين (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيم (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاَء الْمُبِين (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيم (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِين (108) سَلاَمٌ عَلَى إِبْرَاهِيم (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِين (111) } [سورة الصافات:101-111]
وروى الحاكم في مستدركه وهو حديث صحيح بشواهده عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله عز وجل فلما بلغ معه السعي قال: شب حتى بلغ سعيه سعي إبراهيم في العمل، فلما أسلما ما أمرا به وتله للجبين وضع وجهه إلى الأرض فقال: لا تذبحني وأنت تنظر عسى أن ترحمني فلا تجهز علي اربط يدي إلى رقبتي، ثم ضع وجهي على الأرض فلما أدخل يده ليذبحه فلم يحك المدية حتى نودي {أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا} فأمسك يده ورفع فذاك قوله {وفديناه بذبح عظيم} أي بكبش عظيم متقبل»
وأخرج ابن جرير في تفسيره عن مجاهد بن جبر أنه قال في قوله (وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) قال: وضع وجهه للأرض , وقال: لا تذبحني وأنت تنظر إلى وجهي, عسى أن ترحمني ولا تُجْهز عَلَيّ، واربط يدي إلى رقبتي, ثم ضع وجهي للأرض.
وروى الإمام أحمد وغيره والحديث صحيح بشواهده عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: " إن إبراهيم - عليه السلام - لما أمر بالمناسك عرض له الشيطان عند المسعى, فسابقه, فسبقه إبراهيم ثم ذهب به جبريل إلى جمرة العقبة, فعرض له الشيطان , فرماه بسبع حصيات حتى ذهب , ثم عرض له عند الجمرة الوسطى , فرماه بسبع حصيات - وثم تله للجبين وعلى إسماعيل قميص أبيض - وقال: يا أبت إنه ليس لي ثوب تكفنني فيه غيره , فاخلعه حتى تكفنني فيه , فعالجه ليخلعه, فنودي من خلفه: {أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين, إن هذا لهو البلاء المبين, وفديناه بذبح عظيم}فالتفت إبراهيم, فإذا هو بكبش أبيض, أقرن, أعين ".
وخلاصة هذه القصة العظيمة أنَّ الله تعالى ابتلى نبيه إبراهيم بابتلاء عظيم وهو أنه أمره بذبح ولده ووحيده الذي رزقه في كبره فلما اطمأن به وأنس إليه أمره ربه برؤيا في المنام ورؤيا الأنبياء وحي من الله فرأى في المنام أنه يذبح ولده وفلذة كبده فاستسلم لأمر الله وأخذ مهجة فؤاده وزهرة حياته ليرضي إلهه، فلما ذهب ليذبحه عرض له الشيطان يعاتبه في ذلك فرماه عند العقبة الكبرى بسبع حصيات
مكان، اللهم كن لإخواننا المستضعفين في فلسطين، اللهم كن لإخواننا في غزة، اللهم اجعل لهم النصر والتمكين والعزة، اللهم ارفع راية الإسلام في كل بلد يا رب العالمين وأرنا في اليهود عجائب قدرتك وأنزل عليهم بأسك الذي لا ترده عن القوم مجرمين، اللهم عليك بدوله الكفر أمريكا، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك خذهم من فوقهم ومن تحتهم واجعل الدائرة عليهم، اللهم عليك بدولة اليهود، اللهم عليك بدولة اليهود، اللهم عليك بدولة اليهود، اللهم اجعلها غنيمة للإسلام والمسلمين.
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين، وقاعدين، وراقدين، وأقم الصلاة.
┈─
❄ا••┈┈•••✦🌟✦•••┈┈••ا❄
🔹الخطــ زاد ــباء الدعوية⤵
التلـــــــــــيجـــــــــــرام↙️
t.me/ap11a
واتســــــــــاب
https://chat.whatsapp.com/JUbqMQCQ5YJLEJzm05A29r
فيسبــــــــــــــــــــــوك↙️
https://www.facebook.com/groups/652912765064080
••أســـــــــأل الله أن ينفع بها الجميع ••
🚫لاَ.يــَـسْمَحُ.بتعــــــديل.المنشَhttp://xn--wgb3aya.tt/🚫
ِ🔖√ منْ آحٍـبْ آلُآ يَنْقَطًع عملُہ بْعدِ مۆتٌہ فَلُيَنْشُر آلُعلُم√📚[آبْنْ آلُجٍۆڒٍيَ].
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••
عز وجل عن نبيه محمد عليه الصلاة والسلام وأمره سبحانه أن يقول لقومه وأن يقول للأمة: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ } [سورة فصلت:6] وهكذا أمر الله نبيه محمداً عليه الصلاة والسلام أن يكثر من هذه العبادة وأن يقوم بها قال الله عز وجل:{إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْح (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) } [سورة النصر:1-3] فكان بعد ذلك عليه الصلاة والسلام يكثر من الاستغفار أيما إكثار فقد روى الإمام مسلم من حديث الأغر بن يسار المزني رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «إنه ليغان على قلبي وإني لأتوب إلى الله وأستغفره في اليوم مائة مرة» هذا وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وروى الإمام البخاري من أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله وأستغفره في اليوم أكثر من سبعين مرة »وهكذا روى الإمام أحمد والترمذي وأبو داوود وابن ماجه بسند صحيح من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: «إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في المجلس الواحد مئة مرة ربِّ اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم» فهكذا كان عليه الصلاة والسلام فينبغي لنا جميعاً أن نحرص على القيام بهذه العبادة العظيمة وأن نعرف حقيقة الاستغفار "حقيقة الاستغفار التوبة إلى العزيز الغفار مع الندم ومع الذكر لله والدعاء فالاستغفار هو نوع من أنواع الدعاء وهو جزء من التوبة ولا يكون الاستغفار استغفارا صحيحا إلا إذا قرن بالندم على الذنب والتوبة من الذنب والإقلاع عن الذنب" هذا الاستغفار الذي يريده العزيز الغفار.
أستغفر الله انه هو الغفور الرحيم
*الخطبة الثانية*
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أما بعد:
من عظمة الاستغفار أنه يكون في أواخر العبادات وتختم به العبادات: سمعتم أن الله عز وجل عندما ذكر الإفاضة من عرفات في الحج وذكر المشعر الحرام ذكر سبحانه بعد ذلك الاستغفار قال سبحانه: {ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم} [سورة البقرة:199] وهكذا يقول المسلم بعد الصلاة في أول الأذكار بعد الصلاة أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله ثلاثا فهذا يبين شأن الاستغفار.
وكذلك أيضا دعا الله نبيه إلى أن يختم عمره بالاستغفار فكانت سورة الفتح من العلامات الدالة على قرب أجل النبي عليه الصلاة والسلام فدعاه الله إلى أن يكثر من الاستغفار؛ لأنه في ختام عمره صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
ألا وإن هذا الاستغفار له فوائد عظيمة ومنافع جليلة ينبغي أن نفهمها وأن ندركها.
ألا وإن من أجل وأعظم فوائد الاستغفار الأمان من عذاب الله: قال الله في كتابه الكريم: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُون} [سورة الأنفال:33] جاء عن علي بن أبي طالب وعن عمر بن الخطاب وعن أبي موسى الأشعري وعن أبي هريرة وغيرهم رضي الله عنهم أنهم قالوا: «كان للأمة أمانان من عذاب الله فذهب أحدهما وبقي الآخر أما الذي ذهب فهو الرسول عليه الصلاة والسلام وأما الأمان الثاني الذي بقي للأمة بعده فهو الاستغفار فلا يعذب الله الأمة ما داموا يستغفرون وما داموا يتوبون إلى ربهم سبحانه وتعالى» فقد قال الله: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ} [سورة طه:82] فمن تاب إلى الله واستغفر غفر الله له ولم يعاقبه سبحانه وتعالى.
كذلك أيضا من ثمار وفوائد الاستغفار مغفرة الذنوب ومحو اثارها وسترها: فالله عز وجل يغفر لعباده، قال ربنا بكتابه الكريم: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا} [سورة النساء:110] وقال الله عز وجل:{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُون} [سورة آل عمران:135] فهذا الاستغفار من العبادات التي تغفر بها الذنوب؛ لأن الاستغفار طلب المغفرة من العزيز الغفار فإذا طلب العبد من ربه المغفرة وصدق في ذلك غفر الله عز وجل له ذنوبه ومحى عنه آثارها.
*💥 ﴿ خير أيام الدنيا العشر الأولى من ذي الحجة ﴾*
ــــــ خُطبة قيِّمة ــــــ
*🖋لفضيلة الشيخ العلامة :*
*« #عبدالله_بن_عثمان_الذماري »*
*-حفظه الله تعالى-*
*💡 خطبة مهمة وتوجيهات نافعة فاحرصوا على سماعها ونشرها💡*
*🕌 أُلقيت في #مسجد_الصديق بمدينة ذمار*
*🗓️ بتاريخ 1 ذي الحجة 1445هـ*
《 الخطبة بصيغة PDF على تليجرام 》↙️
t.me/ap11a
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
💡 انشر، تؤجر 💡
💦💦 في فضل أيام التشريق 💦💦
الشيخ - صالح بن فوزان الفوزان
الحمد لله الذي جعل لعباده مواسم يتقربون إليه فيها بأنواع الطاعات، ويتطهرون بها من أدران السيئات. أحمده على نعم لا تزال تتوالى على مرّ الأوقات. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وماله من الأسماء والصفات. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أول مسارع إلى الخيرات. صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فيا عباد: الله اتقوا الله واشكروا نعمة الله عليكم حيث هيأ لكم مواسم الخيرات، وشرع لكم من أنواع الطاعات ما يرفع به درجاتكم ويكفر خطاياكم. ومن ذلك هذه الأيام التي أنتم فيها، وهي أيام التشريق المباركة وهي أيام منى. أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث نبيشة الهذلي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أيام منى أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل". وفي بعض الروايات أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث في أيام منى منادياً ينادي: "لا تصوموا هذه الأيام؛ فإنها أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل". وفي رواية: "أيام أكل وشرب وصلاة". وفي رواية: أنها هي الأيام المعدودات التي قال الله عز وجل فيها: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) [البقرة:203] وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر.
وقد أمر الله بذكره في هذه الأيام المعدودات؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل".
عباد الله: وذكر الله عز وجل المأمور به في هذه الأيام أنواع متعددة؛ منها: ذكر الله عز وجل عقب الصلوات المكتوبات بالتكبير في أدبارها بعد السلام، وذلك فجر يوم عرفة إلى آخر اليوم الثالث من أيام التشريق.
ويسمى بالتكبير المقيد، فإذا سلم من الصلاة المكتوبة قال: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله. والله أكبر الله أكبر. ولله الحمد.
ومن ذكر الله عز وجل في هذه الأيام: ذكره بالتسمية والتكبير عند ذبح النسك من الهدي والأضاحي. فإن ذبح الأضاحي سنة مؤكدة من سنة إبراهيم الخليل عليه السلام، ومن سنة خاتم المرسلين نبينا محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم. فيذبح المسلم الأضحية عنه وعن أهل بيته. ويذبح الأضحية عن الأموات من أقاربه وعن غيرهم من المسلمين. وفيها أجر عظيم. وثواب جزيل. ويأكل من هذه الأضاحي ويهدي منها لجيرانه ويتصدق منها على الفقراء والمساكين.
ويمتد وقت ذبح الأضاحي إلى غروب الشمس من اليوم الثالث عشر من ذي الحجة على الصحيح من أقوال العلماء.
والسن المجزئ فيها من الضأن ما تم له ستة أشهر، ومن المعز ما تم له سنة، ومن البقر ما تن له سنتان، ومن الإبل ما تم له خمس سنين. وتجزئ الشاة عن الرجل وأهل بيه، وتجزئ البقرة البدنة عن سبع أضاح.. ويتجنب المعيبة والمريضة والهزيلة. وأفضل كل جنس من هذه الأجناس أسمنه وأوفره لحماً، ثم أغلاه ثمناً -قال الله تعالى: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الحج:32]
ومن ذكر الله عز وجل في هذه الأيام المباركة: ذكره على الأكل والشرب؛ فإن المشروع في الأكل والشرب أن يسمي الله في أوله ويحمده في آخره. وفي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أن الله عز وجل يرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة ويحمده عليها". وقد روي أن من سمى على أول طعامه وحمد الله على آخره فقد أدى ثمنه، ولم يسأل بعد عن شكره.
ومن ذكر الله عز وجل في هذه المباركة: ذكره بأداء المناسك فيها من الوقوف بالمشاعر والطواف والسعي ورمي الجمار وغير ذلك بالنسبة للحجاج.
ومن ذكر الله في هذه الأيام المباركة: ذكره بالتكبير المطلق في كل أوقاتها، فقد كان عمر رضي الله عنه يكبر بمنى في قبته فيسمعه الناس، فيكبرون فترتج منى تكبيراً. وقد قال الله تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً) [البقرة:200]
وقد استحب كثير من السلف كثرة الدعاء بقوله: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201] فهذا الدعاء من أجمع الأدعية للخير، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر منه؛ فإنه يجمع خير الدنيا والآخرة. قال الحسن: "الحسنة في الدنيا العلم والعبادة، وفي الآخرة الجنة".
عباد الله: إن أيام التشريق يجتمع فيها للمؤمنين نعيم أبدانهم بالأكل والشرب، ونعيم قلوبهم بالذكر والشكر وبذلك تتم النعم.
ولهذا كان لزاماً على المؤمن أن يستعين بالنعمة على الطاعة، قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في «لطائف المعارف»: "وفي قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل" إشارةٌ إلى أن الأكل في أيام الأعياد والشرب إنما يستعان به على ذكر الله -تعالى- وطاعته, وذلك من تمام شكر النعمة أن يستعان بها على الطاعات, وقد أمر الله -تعالى- في كتابه بالأكل من الطيبات والشكر له, فمن استعان بنعم الله على معاصيه فقد كفر نعمة الله، وبدَّلها كفراً، وهو جديرٌ أن يُسْلَبَها!! كما قيل:
إذا كنت في نعمة فارعها *** فإن المعاصي تُزيل النعم
وداوم عليه بشكر الإله *** فشكر الإله يُزيل النقم
وخصوصاً نعمة الأكل من لحوم بهيمة الأنعام, كما في أيام التشريق, فإن هذه البهائم مطيعة لله لا تعصيه, وهي مسبحة لله قانتةٌ، كما قال تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ)، وإنها تسجد له كما أخبر بذلك في قوله تعالى: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ).
وقال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) [الحج: 18]، وربما كانت أكثر ذكراً لله من بعض بني آدم, وفي المسند مرفوعاً: "رب بهيمةٍ خير من راكبها وأكثر لله منه ذكراً" ..
ويقول أيضاً: "وقد أخبر الله -تعالى- في كتابه أن كثيراً من الجن والأنس كالأنعام بل هم أضل, فأباح الله -عز وجل- ذبح هذه البهائم - المطيعة الذاكرة له- لعباده المؤمنين حتى تتقوى بها أبدانهم, وتكمل لذاتُهم في أكلهم اللحوم, فإنها من أجلِّ الأغذية وألذها, مع أن الأبدان تقوم بغير اللحم، من النباتات وغيرها؛ لكن لا تكمل القوة والعقل واللذة إلا باللحم, فأباح للمؤمنين قتل هذه البهائم والأكل من لحومها, ليكمل بذلك قوة عباده وعقولهم, فيكون ذلك عوناً لهم على علومٍ نافعة, وأعمالٍ صالحة يمتاز بها بنو آدم على البهائم, ويتقوون بها على ذكر الله -عز وجل-".
إلى أن قال: "فأما من قتل هذه البهائم المطيعة الذاكرة لله -عز وجل-، ثم استعان بأكل لحومها على معاصي الله -عز وجل-, ونسي ذكر الله، فقد غلب الأمر، وكفر النعمة. فلا كانت البهائم خيراً منه وأطوع!!" اهـ كلام الحافظ ابن رجب..
أعوذ بالله: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [الحج: 36].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم .......
الخطبة الثانية:
عباد الله:
إن تسخير هذه الأنعام للناس من أعظم نعم الله على عباده، كما قال سبحانه: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ*وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ) [يس: 71- 72].
قال ابن كثير -رحمه الله تعالى- معلقاً على قوله تعالى: (كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ): "من أجل هذا سخرناها لكم أي: ذللناها لكم، وجعلناها منقادة لكم خاضعة, إن شئتم ركبتم, وإن شئتم حلبتم, وإن شئتم ذبحتم".
وقال أيضاً: "والله -تعالى- خلقها للعباد وليس محتاجاً إليها، ولا إلى عباده؟ فهو الغني عن العالمين؟ ولكنه -تعالى- خلقها تسخيراً للعباد, وليتقربوا بها إليه بإهراق دمها في هذه الأيام الفاضلة, كما قال تعالى: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) [الحج: 37]".
عباد الله:
في النهي عن صيام أيام التشريق بعد العمل الصالح في عشر ذي الحجة لمن لم يحج, وبعد أعمال الحج؛ في هذا النهي عن الصيام والتمتع بما أحل الله من الطيبات إشارةٌ إلى حال المؤمنين في الدنيا. فإن الدنيا كلها أيام سفر كأيام الحج, وهي زمان إحرام المؤمن عما حرم الله عليه من الشهوات, فمن صبر في مدة سفره على إحرامه, وكفَّ عن الهوى, فإذا انتهى سفرُ عمره, ووصل إلى مُنى المُنى فقد قضى تفثه ووفى نذره, فصارت أيامه كلها كأيام منى, أيام أكل وشرب وذكر لله -عز وجل-, وصار في ضيافة الله -عز وجل- في جواره أبد الأبد, ولهذا يقال لأهل الجنة: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ..
وفي حديث أبي بَكْرَةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال: "إِنَّ الزَّمَانَ قد اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يوم خَلَقَ الله السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا منها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبٌ شَهْرُ مُضَرَ الذي بين جُمَادَى وَشَعْبَانَ، ثُمَّ قال: أَيُّ شَهْرٍ هذا؟ قُلْنَا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قال: فَسَكَتَ حتى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قال: أَلَيْسَ ذَا الْحِجَّةِ؟ قُلْنَا: بَلَى، قال: فَأَيُّ بَلَدٍ هذا؟ قُلْنَا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قال: فَسَكَتَ حتى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قال: أَلَيْسَ الْبَلْدَةَ؟ قُلْنَا: بَلَى، قال: فَأَيُّ يَوْمٍ هذا؟ قُلْنَا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قال: فَسَكَتَ حتى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قال: أَلَيْسَ يوم النَّحْرِ؟ قُلْنَا: بَلَى يا رَسُولَ اللَّهِ، قال: "فإن دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هذا في بَلَدِكُمْ هذا في شَهْرِكُمْ هذا، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ فَيَسْأَلُكُمْ عن أَعْمَالِكُمْ فلا تَرْجِعُنَّ بَعْدِي كُفَّارًا أو ضُلَّالًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، ألا لِيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَلَعَلَّ بَعْضَ من يُبَلِّغُهُ يَكُونُ أَوْعَى له من بَعْضِ من سَمِعَهُ ثُمَّ قال: ألا هل بَلَّغْتُ؟"
الله أكبر؛ ما أعظمها من وصية ودعنا بها رسولنا صلى الله عليه وسلم في أعظم موسم وأفضل يوم وخير مكان، وهو متلبس بمناسك الحج، فلنحسن فهم هذه الوصية، ولنأخذ بها؛ فإنها من الناصح الأمين صلى الله عليه وسلم.
*🌹جبر الخواطر🌹*
*🎊خطبة عيد الأضحى المبارك🎊*
*🖊لشيخنا الفاضل المبارك: #أسامة_بن_زيد_الخوخي حفظه الله*
*🗓️ 10 ذي الحجة 1445هـ*
《 الخطبة بصيغة PDF على تليجرام 》↙️
t.me/ap11a
#خطبة_عيد_االأضحى
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••
الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَزَلْ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ مُتَّصِفًا ، وَبِآثَارِ رُبُوبِيَّتِهِ وَآلَائِهِ عَلَى عِبَادِهِ مُتَعَرِّفًا ، الْكَرِيمِ الَّذِي إنْ وَعَدَ أَنْجَزَا وَأَوْفًى ، وَالرَّحِيمِ الَّذِي إنْ عُصِيَ تَجَاوَزَ وَعَفَا ، الْمُحِيطِ بِجَمِيعِ مَخْلُوقَاتِهِ عِلْمًا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا اخْتَفَى ، الْمُحْصِي عَلَى عِبَادِهِ أَعْمَالَهُمْ حَرْفًا حَرْفًا ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ عَلَى مَامَنْ بِهِ مِنْ الْآلَاءِ وَوَفَّى ، وَأَشْكُرُهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - وَهُوَ حَسْبُنَا وَكَفَى ،وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، شَهَادَةَ مَنْ نَزَّهَ رَبَّهُ عَنْ الشِّرْكِ وَنَفَى ، وَأَقَرَّ بِالتَّوْحِيدِ وَاعْتَرَفَا ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَكْرَمُ الْأَنَامِ نَسَبًا ، وَشَرَفًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الْأَئِمَّةِ الْحُنْفَى ،وسَادةَ الخُلفاءَ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ وَمَنْ اكْتَفَى
أَمَّا بَعْدُ فَيَا عِبَادَ اَللَّهِ : اَللَّهُ أَكْبَرُ . . اَللَّهُ أَكْبَرُ . . اَللَّهُ أَكْبَرُ . . لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ . . اَللَّهُ أَكْبَرُ . . اَللَّهُ أَكْبَرُ . . وَلِلَّهِ اَلْحَمْدُ . . اَللَّهُ أَكْبَرُ . . كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانُ اَللَّهِ وَبِحَمْدِهِ بَكْرَةً وَأَصِيلًا . . .
مَا أَعْظَمَ هَذَا اَلْيَوْمِ اَلْعَظِيمِ ، اَلَّذِي هُوَ خَاتِمَةُ هَذِهِ اَلْعَشْرِ اَلْمُبَارَكَةِ ، اَلَّتِي أَقْسَمَ اَللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهَا فِي كِتَابِهِ هُوَ يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ، جَعَلَهُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - يَوْمًا وَسَطًا بَيْنَ أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ وَأَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ،
فِي هَذَا اَلْيَوْمِ اَلْعَظِيمِ عِبَادَ اللَّهِ : يَتَجَلَّى لَنَا بِوُضُوحٍ جِبْرُ الْجَبَّارِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - لِقُلُوبِ عِبَادِهِ﴿ قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ ﴾
اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - الَّذِي مَنْ عَرَفَهُ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ أَحَبَّهُ ، وَمَنْ أَحَبَّهُ أَقْبَلَ عَلَيْهِ ، وَهَلْ التَّفَاضُلُ بَيْنَ الْخَلْقِ ، إلَّا بِمَعْرِفَةِ اللَّهِ وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ ، هَذَا هُوَ أَصْلُ التَّفَاضُلِ بَيْنَ الْخَلْقِ يَا عِبَادَ اللَّهِ : وَاَللَّهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - قَدْ سَمَّى نَفْسَهُ بِأَسْمَاءٍ عَظِيمَةٍ ، وَوَصَفَ نَفْسَهُ بِصِفَاتٍ جَلِيلَةٍ ، وَمِنْ الْأَسْمَاءِ الَّتِي سَمَّى اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهَا نَفْسَهُ الْجَبَّارُ :﴿ هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ ٱلۡمُؤۡمِنُ ٱلۡمُهَيۡمِنُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡجَبَّارُ ﴾
ومن معاني الجبار يا عباد الله: كما يقول الإمام الطبري رحمه الله: "الجبار يعني المصلح أمور خلقه، المُصَرِّفهم فيما فيه صلاحهم الذي يصلح أمور عباده"
هُوَ الَّذِي يَجْبِرُ قُلُوبَ عِبَادِهِ الْمُنْكَسِرَةَ يُقَوِّي الضَّعِيفَ ، وَيَشْفِي الْمَرِيضَ ، وَيُعْطِي الْمَحْرُومَ ، وَيَمُنُّ عَلَى الْمُحْتَاجِ ، وَيُعِزُّ الذَّلِيلَ ، وَيَنْصُرُ الْمَظْلُومَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى .
وَانْظُرْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - نَظْرَةَ مُتَأَمِّلٍ فَكَمْ فِيهِ مِنْ الْأَمْثِلَةِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى جَبْرِهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - لِقُلُوبِ عِبَادِهِ الْمُنْكَسِرَةِ . .
مِنْ ذَلِكَ نُوحٌ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - اسْتَهْزَئَ بِهِ وَسَخِرَ مِنْهُ، ﴿فَدَعَا رَبَّهُۥٓ أَنِّي مَغۡلُوبٞ فَٱنتَصِرۡ ﴾ قال الملك الجبار: الذي جبر قلوب عباده المُنكسره، ﴿فَفَتَحۡنَآ أَبۡوَٰبَ ٱلسَّمَآءِ بِمَآءٖ مُّنۡهَمِرٖ وَفَجَّرۡنَا ٱلۡأَرۡضَ عُيُونٗا فَٱلۡتَقَى ٱلۡمَآءُ عَلَىٰٓ أَمۡرٖ قَدۡ قُدِرَ ﴾ [القمر - ١٢]
كل هذا جبراً لقلب عبده المكسور نوح عليه الصلاة والسلام.
يوسف أخذه أخوته وقد أظهروا محبته أمام أبيه، فما أن تواروا عن عينيه إلا وضربوه واطرحوه أرضا، بل وألقوه في ٱلۡجُبِّ لا أنيس ولا جليس، بل ولا قميص، جبر الله كسره ﴿ وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمۡرِهِمۡ هَٰذَا وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ ﴾ [يوسف - ١٥] ستصير عزيز مصر، وستصير خزائن الأرض بيدك، هكذا يجبر الله -عز وجل- القلوب المنكسرة
أظل جائعاً إلى اليوم الثاني
فقال: له وترضى بذلك؟
قال: إني لأستحي من ذا العينين ينظر إلى وانا أكل ولا أعطية، كلب نظر إلي فاستحى منه وأطعمه.
فقال ابن جعفر: لمن أنت يا غلام؟
ولمن هذه المزرعة؟
قال لمصعب بن الزبير: فذهب عبد الله بن جعفر، واشترى المزرعة، واشتراى العبد، ثم رجع فنادى يا غلام: قال: لبيك قال: قد اشتريتك
قال: جعلني الله مباركا علي.
قال: وقد اشتريت هذه المزرعة،
قال: جعل الله لك فيها بركة،
قال: فأنت حرا لوجه الله،
قال: جزاك الله خيرا
قال: وهذه المزرعة بما فيها لك،
قال: جزاك الله خيرا، وأنا أشهد الله وأشهدك أنها وقف على الفقراء والمساكين
فقال عبد الله بن جعفر: "العبد أكرم منا هذا الغلام الأسود أكرم منا "
انظروا يا عباد الله: عندما تكون النفس طيبة، تحب البذل تحب العطاء ولو كانت تملك من الدنيا قليلا، فإنها تجود وتعطي
وَللنّفْسِ أخْلاقٌ تَدُلّ على الفَتى
أكانَ سَخاءً ما أتَى أمْ تَسَاخِيَا
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم
اَلْخُطْبَةُ اَلثَّانِيَةُ :
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
عَبَادُ اللَّهِ : هَكَذَا وَاللَّهِ تَجُودُ النُّفُوسُ الَّتِي فِي طَبْعِهَا الْجُودُ وَالْكَرَمُ وَالْإِنْفَاقُ وَالْإِعْطَاءُ ، إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ وَاللَّهُ يَمِنُّ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَفْتَحُ عَلَى عِبَادِهِ مِمَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ ، وَيَجُودُ عَلَيْهِمْ مِمَّا مَنَحَهُ اللَّهُ ، لَا يُبَالِي وَاَللَّهُ أَنْ يُعْطِيَ الْكَثِيرَ لِأَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ يُعَامِلُ الْغَنِيَّ ، يُعَامِلُ الْمَنَامَ يُعَامِلُ الْجَوَّادَ . .
عَبِيدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ مِنْ أَجْوَادِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ التَّابِعِينَ ، يَكْتُبُ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ ، يَا عُبَيْدَ اللَّهِ : إِنِّي مَرِيضٌ وَقَدْ وُصِفَ لِي لَبَنُ الْبَقَرِ عِلَاجٌ فَأَشْتَهِي مِنْكَ بَقَرَةً ، تُرْسِلُ لِي بِبَقَرَةٍ أَشْرَبُ مِنْهَا وَأَتَنَاوَلُ لَبَنَهَا ، فَأُرْسِلْ إلَيْهِمْ بِسَبْعِمِائَةِ بَقَرَةٍ وَرُعَاتِهَا ، وَقَالَ الْبَقَرُ وَالرُّعَاةُ وَالْقَرْيَةُ الَّتِي كَانَتْ فِيهَا لَكَ ، إِنَّهُ جُودٌ ، إنَّهُ عَطَا ، ء إِنَّهَا نُفُوسٌ يَا عِبَادَ اللَّهِ تَثِقُ بِمَا عِنْدَ اللَّهِ ، فَتُعْطِي اللَّهَ وَتَبْذُلُ وَتَمْنَحُ .
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ : إِنِّي فَقِيرٌ ، وَإِنِّي مُحْتَاجٌ ، ظَنَّ هَذَا الْفَقِيرُ أَنَّ سَعِيدًا سَيُعْطِيهِ مِئَةَ دِرْهَمٍ أَوْ أَلْفَ دِرْهَمٍ ، فَأَمَرَ لَهُ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ بِمِئَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ ، فَبَكَى الرَّجُلُ ، بَكَى فَقَالَ : لَهُ مَا يُبْكِيكَ ؟
قَالَ : أَبْكِي أَنَّ الْأَرْضَ تَأْكُلُ مِثْلَكَ ، فَأَمَرَ لَهُ بِمِئَةِ أَلْفٍ أُخْرَى . . .
هَكَذَا يَا عِبَادَ اللَّهِ : كَانَ الْأَجْوَادُ كَانَ ذُو السَّرَاءِ كَانَ ذُو الطُّولِ ، هَكَذَا كَانُوا عِبَادَ اللَّهِ : عَلَى هَذَا الْحَالِ
ابْنُ طَاهِرٍ أَحَدُ الْأُمَرَاءِ الْكُرَمَاءِ ، صَعِدَ يَوْمًا عَلَى سَطْحِ بَيْتِهِ ، فَرَأَى الدُّخَانَ يَنْبُعُ يَرَى أَثَرَ الدُّخَانِ يَتَطَايَرُ مِنْ جِوَارِ بَيْتِهِ .
فَقَالَ : مَا هَذَا ؟
قَالُوا : جِيرَانُكَ جِيرَانُكَ يَخْبُزُونَ .
قَالَ : وَيَحْتَاجُ جِيرَانِي إِلَى أَنْ يَخْبِزُوا وَهُمْ بِجِوَارِكَ ،
يَا غُلَامٌ : انْظُرْ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الشَّارِعِ مِنْ الْجِيرَانِ فَأَحْصِهُمْ لِي ، فَأَحْصَاهُمْ أَرْبَعَةَ آلَافٍ ، فَأَمَرَ لَهُمْ كُلَّ يَوْمٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمِنَّينٍ مِنْ الْخُبْزِ ، وَمَنَّيْنٍ مِنْ اللَّحْمِ ، وَمَا يَحْتَاجُهُ مِنْ التَّوَابِلِ ، وَكَسْوٍ مِنْ الصَّيْفِ ، وَكَسْوٍ لِلشِّتَاءِ ، طِيلَةَ مَا كَانَ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ .
يَا عِبَادَ اللَّهِ : إِنَّ الْعَبْدَ يُنْفِقُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَهُوَ يُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ ﴾
عَلَى قَدْرِ مَا تَبْذُلُ يُعْطِيكَ اللَّهُ ، وَعَلَى قَدْرِ مَا تُعْطِي يُعْطِيكَ اللَّهُ ، لَا تَقُولْ : أَنَا فَقِيرٌ ، وَإِنْ كُنْتَ فَقِيرًا جَدٌّ مِمَّا تَمْلِكُ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لَكَ ،
دَقُّ الْبَابِ دَاقَّ عَلَى أَحَدِ الْعُلَمَاءِ ، فَإِذَا هُوَ سَائِلٌ فَقَالَ : لِزَوْجَتِهِ مَعَكَ شَيْءٌ ؟
*🔘 الكرم والكرماء🔘*
🌹خطبة عيد الأضحى 1442هـ🌹
*✍لفضيلة شيخنا :أبي عبدالله #سليم_بن_عبدالله_الخوخي حفظه الله*
*🗓 10/ذي الحجة 1442هـ*
《 الخطبة بصيغة PDF على تليجرام 》↙️
t.me/ap11a
#خطبة_عيد_االأضحى
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَمَّلَ الْأَعْيَادَ بِالسُّرُورِ وَضَاعَفَ لِلْمُتَّقِينَ الْأُجُورَ ، وَقَبِلَ مِنْ الْحُجَّاجِ وَالْعُمَّارِ سَعْيَهُمْ الْمَشْكُورَ ،
أَحْمَدُهُ حَمْدَ مُوقِنٍ آمَنَ بِهِ وَعَرَفَهُ ، وَأَشْكُرُهُ عَلَى إِدْرَاكِ ذِي الْحِجَّةِ وَيَوْمِ عَرَفَةَ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلَا مَثِيلَ لَهُ فِي الذَّاتِ وَالصِّفَةِ .
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، كَرَّمَهُ وَشَرَّفَهُ وَأَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ وَبِالرَّحْمَةِ وَالرَّأْفَةِ وَصَفَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ .
اَللَّهُ أَكْبَرُ . . اَللَّهُ أَكْبَرُ . . اَللَّهُ أَكْبَرُ . . مَا أَمَّى اَلْبَيْتَ اَلْحَرَامَ مِنْ إِنْسَانٍ ،
اَللَّهُ أَكْبَرُ . . عَدَدُ مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ الْحَرَامِ وَخَضَعَ لِرَبِّهِ وَاسْتَكَانَ
اللَّهُ أَكْبَرُ . . مَا وَقَفَ بِعَرَفَةَ وَاقِفٌ وَرَفَعَ يَدَيْهِ يَرْجُو الْمَغْفِرَةَ وَالْغُفْرَانَ ،
اَللَّهُ أَكْبَرُ . . عَدَدُ مَا تُقَرَّبَ بِهِ إِلَى اللَّهِ مِنْ قُرْبَانٍ .
اَللَّهُ أَكْبَرُ . . مَا تَوَالَى فَضْلُ اَللَّهِ عَلَيْنَا وَالْإِحْسَانُ ،
اَللَّهُ أَكْبَرُ . . اَللَّهُ أَكْبَرُ . . لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ . . اَللَّهُ أَكْبَرُ . . اَللَّهُ أَكْبَرُ . . وَلِلَّهِ اَلْحَمْدُ
اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ : أَنَّ يَوْمَكُمْ هَذَا يَوْمٌ جَلِيلٌ ، فَضَّلَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، وَعَرَفَ قَدْرَهُ وَأَظْهَرَ ، وَسَمَّاهُ بِيَوْمِ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ
نَعَمَ اللَّهُ عَلَيْنَا عِبَادَ اللَّهِ لَا تُحْصَى ، وَآلَاؤُهُ لَا تُعَدُّ وَلَا تُسْتَقْصَى ، فَضْلُهُ عَظِيمٌ ، وَخَيْرُهُ عَمِيمٌ ، سُبْحَانَهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ،
إِنَّ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا عِبَادَ اللَّهِ هَذَا الْعِيدُ الْمُبَارَكَ، الذي منْ به على أمة الإسلام، وجعل لهم عيدين في السنة، عيد الفطر، وعيد الأضحى،
ومن فضل الله على الناس، وعلى أهل الإسلام خاصة، أن جعل هذهِ الأعياد تأتي بعد عِبادات جليلة، وطاعات عظيمة،
فعيد الفطر عباد الله يأتي بعد صيام رمضان، وبعد قيامه... وعيد الأضحى يأتي بعد الحج، وصوم يوم عرفة لغير الحاج، وفي هذا إشارة إلى أن الله يجازي عباده المؤمنين بالإحسان إحسانا، وبالشكر فضلاً وامتنانا،
هذا في الدنيا عباد الله: فما بالكم في الآخرة يوم الجزاء العظيم؟ يوم يفرح العبد بما منْ الله تعالى به عليه، من الطاعات، حين يلقى جزاءها ويُبصر أجرها وفضلها.
عباد الله: إن أعظم ملابس العبد وأبهاها حُللا، وأجلبها لحمد، وأجلبها لذنب، وأسترها لعيب، كرمٌ يتستر به السري السخي، ويلبسه الجواد في الذي يجود على الناس،
كما قال القائل رحمه الله:
وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا
وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطاءُ
تَسَتَّر بِالسَخاءِ فَكُلُّ عَيبٍ
يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاءُ
من فضل الله على العبد أن يمنّ عليه بصفة الكرم، فيكون كريم النفس طيب الفؤاد، يعطي وينفق، ويتصدق ويجود، ويمنح..
عباد الله: لو لم يكنّ في الكرم إلا أنه اسمُّ من أسماء الله، تسمى به فهو الكريم، وهو الجواد، وصفةً من صفاته فهو المتصف بالكرم -جل وعلا- يكرم عباده بأنواع الجود والفضل والإحسان، أضف إلى ذلك أن الله يحب أهله، ومن اتصفوا به..
فعند ابن عساكر من حديث سعد بن أبي وقاص-رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« إنَّ اللهَ كريمٌ يُحبُّ الكُرَماءَ ، جوادٌ يُحبُّ الجَوَدَةَ ، يُحبُّ معاليَ الأخلاقِ ، و يكرَهُ سَفْسافَها .»
وجاء عند الطبراني من حديث ابن عباس «إنَّ اللهَ كريمٌ يُحبُّ الكُرَماءَ ،»
فهو يحبُّ الصفة-سبحانه وتعالى- ويحبُّ أهلها المتصفين بها، فاكرم من كان كريماً، كيف لا وقد وصفه الله تعالى له بفلاح ، فقال سبحانه وتعالى: ﴿ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ﴾
مَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِ فيكون كريما مبارك لا يبخل، ولا يشح، الله يخبر أنه من المفلحين، يخبر أنه مُفلح جليل الإيمان
فقال عليه الصلاة والسلام: كما في سنن النَّسائي،« لا يجتمعُ الشحُّ والإيمانُ في قلبِ عبدٍ أبدًا .»
لا يجتمِعُ الشُّحُّ والإيمانُ في قلبِ مُؤمِنٍ أبدًا، وذلك لأن المؤمن كريم يكرم ويعطي ويمنح
ثم اعلموا أن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
معاشر المؤمنين صلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى خلفائه الراشدين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلى سائر الصحابة والتابعين وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين واحم حوزة الدين وانصر عبادك الموحدين.
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق إمامنا وولي عهده لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى وارزقهم أحسن البطانة وأصلحها وأبرها.
اللهم أصلح أحوال المسلمين واحفظ الحجاج والمعتمرين ويسر لهم أداء مناسكهم آمنين.
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم اغفر للمسلمين وللمسلمات والمؤمنين والمؤمنات برحمتك يا أرحم الراحمين. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
•••
❄ا••┈┈•••✦🌟✦•••┈┈••ا❄
🔹الخطــ زاد ــباء الدعوية⤵
التلـــــــــــيجـــــــــــرام↙️
t.me/ap11a
واتســــــــــاب
https://chat.whatsapp.com/JUbqMQCQ5YJLEJzm05A29r
فيسبــــــــــــــــــــــوك↙️
https://www.facebook.com/groups/652912765064080
••أســـــــــأل الله أن ينفع بها الجميع ••
🚫لاَ.يــَـسْمَحُ.بتعــــــديل.المنشَhttp://xn--wgb3aya.tt/🚫
ِ🔖√ منْ آحٍـبْ آلُآ يَنْقَطًع عملُہ بْعدِ مۆتٌہ فَلُيَنْشُر آلُعلُم√📚[آبْنْ آلُجٍۆڒٍيَ].
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••
فيسبــــــــــــــــــــــوك↙️
https://www.facebook.com/groups/652912765064080
••أســـــــــأل الله أن ينفع بها الجميع ••
🚫لاَ.يــَـسْمَحُ.بتعــــــديل.المنشَhttp://xn--wgb3aya.tt/🚫
ِ🔖√ منْ آحٍـبْ آلُآ يَنْقَطًع عملُہ بْعدِ مۆتٌہ فَلُيَنْشُر آلُعلُم√📚[آبْنْ آلُجٍۆڒٍيَ].
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••
” خطبةٌ ليوم جمعة وافقَ يوم عيد الأضحى “.
كتبها: #عبدالقادر_بن_محمد_الجنيد
#خطبة_جمعة_وافقة_يوم_العيد
#خطب_المناسبات
📖─━━╔✍╗┈──|📱|📝ˊˎ-↴
الخطبة الأولى: ــــــــــــــ
الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض، وله الحمد في الآخرة، وهو الحكيم الخبير، وأشهد أنْ لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، فاللهم صلِّ على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومَن على سبيله إلى الله يسير، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد، أيها الناس:
فإنكم لا تزالون تَنْعمون بالعيش في أيَّام جليلة مباركة، ألا وهي يوم عيد النَّحر، وأيَّام التشريق، فأحسنوا فيها العمل، وأكثروه، وازدادوا تقوىً لربكم سبحانه، بفعل أوامره، وبالبعد عن ما نهاكم عنه، واستمروا على ذلك إلى الممات، طاعة لأمره، حيث قال ــ عزَّ شأنه ــ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }.
واعلموا أنَّ ربَّكم سبحانه قد نوَّه بهذه الأيَّام، وأنَّها أيَّام ذِكرٍ له، فقال ــ جلَّ وعلا ــ: { وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ }.
وصحَّ عن ابن عباس ــ رضي الله عنهما ــ أنَّه قال: (( الأَيَّامُ المَعْدُودَاتُ: أَيَّامُ التَّشْرِيقِ )).
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ، وَشُرْبٍ، وَذِكْرِ اللهِ )).
وأيَّام التشريق هي: اليوم الحادي عشر مِن شهر ذي الحِجَّة، والثاني عشر، والثالث عشر إلى غروب شمسه.
وسُمِّيَت بأيَّام التشريق: لأنَّ الناس كانوا يُشَرِّقون فيها لحوم الأضاحي في الشمس حتى تجفَّ ولا يَدخلَ عليها العَفَن والفساد, ويظلون يأكلون منها أيَّامًا عديدة، إذ لم تكن عندهم ثلاجات تَحفظ لهم اللحم عن الفساد أيامًا وشهورًا، كما هو الحال في عصرنا وأيامنا.
وهذه الأيام المباركة أيَّام عِيد لنا، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( يَوْمُ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ النَّحْرِ، وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ، عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ )).
أيها الناس:
لا يجوز صيام يوم عيد الفطر ويوم عيد الأضحى باتفاق العلماء، لا لِـمتطوعٍ, ولا لناذرٍ, ولا لقاض فرضًا, ولا لمتمتع لا يجد هدْيًا، لِما صحَّ عن أبي سعيد ــ رضي الله عنه ــ أنَّه قال: (( نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الفِطْرِ وَالنَّحْرِ )).
ولا يجوز أيضًا صيام أيَّام التشريق الثلاثة لا تطوعًا، ولا فرضًا، إلا لِمن لم يجد الـهَدْي، لِما صحَّ عن عائشة وابن عمر ــ رضي الله عنهم ــ أنـَّهما قالا: (( لم يُرَخَّص في أيَّام التَّشريق أنْ يُصَمْنَ إلَّا لِمن لم يَجد الـهَدْي )).
ولِما صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ )).
أيها الناس:
إنَّ هذا اليوم الجمعة هو يومُ عيد الأضحي، ويوم الحجِّ الأكبر، ويوم النَّحر، حيث يُنْحَر فيه الهَدي والأضاحي تقرُّبًا إلى الله سبحانه، وقد صحَّ: (( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ يَوْمَ النَّحْرِ بَيْنَ الْجَمَرَاتِ فِي الْحَجَّةِ الَّتِي حَجَّ، فَقَالَ: «أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» قَالُوا: يَوْمُ النَّحْرِ، قَالَ: «هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ» )).
وسُمِّي يومُ النِّحر يومَ الحج الأكبر: لأنَّ مُعْظم وأهمَّ مناسك الحج تكون في ليلته ويومه، كالوقوف بعرفة، والمبيت بمزدلفة، ورَمي جمرة العقبة، وذبح الهَدي، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة، وسَعي الحج.
أيها الناس:
إنَّ هذا اليوم هو أوَّلُ وأفضل أيَّام ذبح الأضاحي، واليوم الذي ذبح فيه النبي صلى الله عليه وسلم أضحيته، ويمتدُّ وقت ذبح الأضاحي إلى غروب شمس اليوم الثاني مِن أيَّام التشريق عند أكثر الفقهاء.
وهو الثابت عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومَن لم يكن سيُضحي ثمَّ تيسَّر له مال في يوم العيد أو اليوم الحادي عشر أو الثاني عشر قبل مغيب شمسه فنَوى أنْ يُضحِيَّ فإنَّه يُمسك عن الأخذ مِن شعره وأظفاره وجلدة مِن حين نوى وحتى يَذبح أضحيته، حيث ثبت عن نافع ــ رحمه الله ــ أنَّه قال: (( سَأَلَ أَبُو سَلَمَةَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ ــ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ــ بَعْدَ النَّحْرِ بِيَوْمٍ فَقَالَ: إِنِّي بَدَا لِي أَنْ أُضَحِّيَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَنْ شَاءَ فَلْيُضَحِّ الْيَوْمَ ثُمَّ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ )).
أيها الناس:
إنَّ مِن السُّنَن في يوم عيد الأضحى وأيَّام التشريق الثلاثة تكبيرَ الله ــ عزَّ وجلَّ ــ: “الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد” بعد السَّلام مِن صلاة الفريضة، وفي سائر الأوقات مِن ليل أو نهار أيضًا، لثبوت ذلك عن سَلف الأمة الصالح مِن أهل القرون الأولى، وعلى رأسهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال الإمام البخاري ــ رحمه الله ــ في “صحيحه”: (( وَكَانَ عُمَرُ
فيسبــــــــــــــــــــــوك↙️
https://www.facebook.com/groups/652912765064080
••أســـــــــأل الله أن ينفع بها الجميع ••
🚫لاَ.يــَـسْمَحُ.بتعــــــديل.المنشَhttp://xn--wgb3aya.tt/🚫
ِ🔖√ منْ آحٍـبْ آلُآ يَنْقَطًع عملُہ بْعدِ مۆتٌہ فَلُيَنْشُر آلُعلُم√📚[آبْنْ آلُجٍۆڒٍيَ].
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••
فخنس الشيطان واختفى ثم ظهر له مرة ثانية عند الجمرة الوسطى يعاتبه ويوسوس له ويريد أن يصده عن أمر ربه فرماه بسبع حصيات فخنس واختفى ثم ظهر له مرة ثالثة عند الجمرة الصغرى فرماه بسبع حصيات ثم أضجع ولده للذبح فلما أراد أن يمرر السكين على رقبة هذا المسكين ناده الوحي المبين قد صدقت الرؤيا وحققتها، ففداه الله بذبح عظيم، وشرع بسبب هذه الحادثة ذبح الأضاحي والهدي، ورمي الجمرات الثلاث.
*وقد اشتملت هذه القصة على لآلئ ودرر، وفوائد وعبر، نذكر منها ما يتيسر:*
الفائدة الأولى: مكانة نبي الله إبراهيم عليه السلام؛ فإن الابتلاء على قدر قوة الإيمان، وقد ابتلى الله نبيه وخليله إبراهيم بهذا الابتلاء العظيم وهو أمره بذبح ولده ووحيده، وفلذة كبده، الذي رزقه على عجز وكبر، وصار عنده أغلى من السمع والبصر، ولك أن تتخيل رجلا بلغ من الكبر عتيا وهو يتمنى الولد ثم يرزق بولد فهو يتمنى أن يقوى عوده ويشتد ساعده ليكون له سنداً وعونا فيأتي الأمر من الله بذبح مهجة الفؤاد وسلوة القلب فهذا اختبار في غاية الصعوبة ولكن نجح فيه الخليل إبراهيم عليه السلام.
الفائدة الثانية: ما لحكمة من أمر الله لنبيه وخليله إبراهيم عليه السلام أن يذبح ولده؟
في ذلك حكم كثيرة إلاَّ أنَّ أعظمها وأجلها صفاء قلب إبراهيم عليه السلام وأن لا يكون في قلبه محبة لأحد غير الله، ولهذا صار إبراهيم أمة لوحده قال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِين} [سورة النحل:120] ونال بذلك إبراهيم عليه السلام قلبا سليماً قال تعالى: {إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيم} [سورة الصافات:84] ولأن مرتبة الخُلة أعلى من مرتبة المحبة؛ فأراد الله أن ينال إبراهيم عليه السلام هذه المرتبة، ولا سبيل إلى نيلها إلا بخلوص القلب له وحده لا شريك له، ولما دخل في قلبه حب الولد والتعلق به، أراد الله أن يبقى هذا القلب خالصا له فأمره بذبح محبوبه، فلما استسلم لأمر ربه وقدم محبة ربه على محبة ولده، وذبح في قلبه محبة ولده، وقدَّم مرضات ربه، فهنا تحقق المراد من هذا الأمر، فنسخ الله الأمر، وفدى الله الذبيح إسماعيل بكبش عظيم.
الفائدة الثالثة: أنَّ المنح تكون بعد المحن، وأن حسن الجزاء يكون بعد النجاح في الابتلاء؛ فإن إبراهيم عليه السلام لما ابتلاه ربه بهذا الابتلاء العظيم ونجح فيه؛ جاءته المنح من الله؛ وذلك بأن فدى الله إسماعيل بكبش عظيم، وبأن جعل الأضاحي والهدي سنة باقية، وبأن جعل الله إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام يبنيان الكعبة المشرفة، وبأن جعل له ولده هذا نبيا ورسولا، وبأن نال مرتبة الخُلة وهي أعلى مقامات المحبة، قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا} [سورة النساء:125] وبأن أمر باتباع ملته والاقتداء به عليه السلام، قال تعالى: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين} [سورة النحل:123]
وبأن جعله إماماً يقتدى به، قال تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين} [سورة البقرة:124] وبأن جعله أمة وأثنى عليه ومدحه بما لم يمدح به نبيا سواه، قال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِين} [سورة النحل:120] وبأن نزَّهه وبرأه من الشرك قال تعالى: {وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين} [سورة النحل:123] وقال تعالى: { وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِين} [سورة النحل:120] إلى غير ذلك من المنح والعطايا الله أعطاها الله نبيه إبراهيم عليه السلام.
الفائدة الرابعة: التسليم لله فيما شرع، فهو الحكيم لا يشرع شيئا إلا لحكم عظيمة، ولا يقوم ساق الإسلام إلا على قدم التسليم، ولا يلج العبد حقيقة الإيمان إلا بسفينة الرضى، ولهذا قال تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} [سورة النساء:65]
وهذه علامة الفلاح ودليل الفوز والنجاح قال تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون} [سورة النور:51]فالمؤمن يأخذ الدين كاملا ولا ينتقي منه ما يشاء ويختار منه ما يعجبه بل يسلم لشرع الله كاملا قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً
📖جديد الكتب📖
📌فضائل العشر
من ذي الحجة...💥
🌷لفضيلة الشيخ.د /
#محمد_بن_سعيد_رسلان (حفظه الله تعالى)
موضوعات لخطب الجمعة
•••┈┉┅━❪✍️❫━┅┉┈•••
#خطب_عشر_ذي_الحجة
كذلك أيضا من فوائد الاستغفار وثمار الاستغفار نيل المتاع الحسن: قال ربنا في كتابه الكريم: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ } [سورة هود:3] قال الإمام المفسر الشنقيطي رحمه الله تعالى "والمتاع الحسن هو سعة الرزق ورغد العيش والعافية في الدنيا" فمن أقبل على الاستغفار عاش بإذن الله في عيشة حسنة ومتعه الله متاعا حسنا.
كذلك أيضا من فوائد وثمار الاستغفار نيل القوة: قال ربنا في كتابه الكريم: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} [سورة هود:52] وهذه القوة عامة تشمل القوة في الأجساد والقوة في الاقتصاد والقوة في الجيوش والقوة في كل شيء فإذا أقبل المسلمون على الاستغفار جعل الله لهم القوة في كل مجال ونصرهم الله على أعدائهم؛ لأنهم تقووا باللجوء إلى الله وإذا أظهر العبد انكساره بين يدي القوي أعطاه الله قوة؛ لأنه انكسر بين يديه وافتقر إليه وأظهر عجزه وضعفه بين يدي القوي سبحانه وتعالى.
وكذلك أيضا من فوائد الاستغفار وثمار الاستغفار نزول الأمطار على البلاد والعباد: قال ربنا في كتابه الكريم: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا} [سورة هود:52] ومعنى مدرارا أي مطرا غزيرا طيبا صيبا نافعا، وكذلك أيضا قال الله عن نبيه نوح عليه السلام: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) } [سورة نوح:10-11] فإذا أردنا زوال القحط والجدب وحصول الأمطار فلنكثر من الاستغفار للعزيز الغفار ولنتب إلى الله الواحد القهار فإن الله رحيم وإن أخذه أليم شديد فمن تاب تاب عليه ومن عصى واستمر وعاند فإن الله إذا أخذه أخذه أخذ عزيز مقتدر، قال الله عز وجل:{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [سورة طه:82] إذاً إذا أراد المسلمون نزول الأمطار وحلول الخيرات والبركات فليكثروا من الاستغفار.
كذلك أيضا من فوائد الاستغفار نيل السعة في الأرزاق وكثرة الأولاد: قال الله عز وجل: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12) } [سورة نوح:10-12] فإذا أراد الناس السعة في الأرزاق وكثرة الأرزاق ويسرها وهكذا كثرة الأولاد وصلاحهم أيضا فليكثروا من الاستغفار.
وكذلك أيضا من ثمار الاستغفار اللُّحوق بركب الصالحين الأبرار الذين اتصفوا بهذه الصفة العظيمة: قال ربنا في كتابه الكريم: {وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد (15) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّار (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَار (17) } [سورة آل عمران:15-17] وهكذا قال الله عز وجل في كتابه الكريم: {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُون (17) وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُون (18) } [سورة الذاريات:17-18] فيبيتون لله سجدا وقياما وعند السحر يجلسون للاستغفار والتوبة إلى العزيز الغفار.
وهكذا أيضا من فوائد الاستغفار نيل الجنة: وهذه هي الفائدة العظمى قال ربنا في كتابه الكريم: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُون (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِين (16) كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُون (17) وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُون (18) } [سورة الذاريات:15-18] فبسبب قيامهم بهذه العبادة وغيرها من العبادات نالوا جنة الله عز وجل، ألا فهنيئا لمن كان من أهل الاستغفار، روى الإمام ابن ماجه بسند صحيح من حديث عبدالله بن بسر رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال«: طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا» فهنيئاً لمن أقبل على هذه العبادة العظيمة.
أسأل الله بمنه وكرمه وفضله وإحسانه أن يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى وأن يأخذ بنواصينا للبر والتقوى، أسأل الله أسأل الله أسأل الله أن يسهل لنا طاعته وأن يجنبنا معصيته وأن يجعلنا من أهل طاعته وذكره وعبادته وشكره إنه سبحانه سميع قريب مجيب الدعاء.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم حمِ بلادنا برها وبحرها وجوها، اللهم ادفع عن بلادنا عدوان المعتدين وتآمر المتآمرين وشر كل ذي شر يا رب العالمين، اللهم احفظ هذا البلد من كل سوء ومن كل مكروه، اللهم كن لإخواننا المستضعفين في كل
*💥الإسفار عن أهمية وفوائد الإستغفار(مفرغة)💥*
*📝خطبة الجمعة: لأبي عبد الكريم| #محمد_بن_حسن_القاضي حفظه الله*
*🕌 ألقيت في #مسجد_السلام_ بحي شميلة_ بمدينة صنعاء*
*📝بتاريخ 25 ذي القعدة 1446هـ
《 الخطبة بصيغة PDF على تليجرام 》↙️
t.me/ap11a
#خطب_فضائل_الأعمال
•••━════ ❁✿❁ ═══━•••
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون} [سورة آل عمران:102].
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [سورة النساء:1]. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) } [سورة الأحزاب:70-71].
أما بعد:
اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد صلى عليه وعلى آله وصحبه وسلم, وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أما بعد معاشر المسلمين! إن من العبادات الجليلة والقربات العظيمة التي دعا الله إليها عباده وحث عباده على القيام بها عبادة الاستغفار فهذه العبادة من أجلِّ العبادات وأفضل القربات؛ ولهذا دعا ربنا في كتابه الكريم إلى القيام بهذه العبادة قال ربنا في كتابه الكريم: {ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم} [سورة البقرة:199]وقال ربنا في كتابه الكريم: {وَاسْتَغْفِرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا} [سورة النساء:106] وقال ربنا في كتابه الكريم: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَار} [سورة غافر:55] ويقول الله: {وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيم} [سورة المزمل:20] فهذه الآيات صريحة في الأمر بالقيام بهذه العبادة العظيمة، والاستغفار هو طلب المغفرة من الله عز وجل فأصل الألف والسين والتاء للطلب "أستغفر الله أي أطلب من الإله الحق والرب الرحيم مغفرة الذنوب أي سترها ومحو آثارها هذا معنى هذه اللفظة العظيمة" أستغفر الله.
كذلك أيضاً: لعظم شأن الاستغفار دعا الأنبياء والرسل أقوامهم إلى القيام بهذه العبادة العظيمة ورغبوهم في ذلك وبينوا لهم منافع الاستغفار، قال ربنا في كتابه الكريم مخبراً عن نبيه نوح عليه السلام أنه قال: {ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (8) إ (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) } [سورة نوح:7-10] فدعاهم عليه السلام إلى أن يقبلوا دعوة الله وأن يستغفروا ربهم من الشرك بالله ومن الإصرار على الذنوب والمعاصي، وهكذا أخبر الله عن نبيه هود عليه السلام فقال سبحانه مخبراً عن هود عليه السلام أنه قال: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِين} [سورة هود:52] وهكذا صالح عليه السلام دعا قومه إلى القيام بهذه العبادة قال الله مخبراً عن نبيه صالح عليه السلام: {هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيب} [سورة هود:61] وهكذا قال الله: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُون (45) قَالَ يَاقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون (46) } [سورة النمل:45-46] وهكذا أخبر الله عز وجل عن نبيه شعيب عليه السلام أنه قال: {وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُود} [سورة هود:90] وهكذا أخبر الله
وفي قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنها أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل" إشارة إلى أن الأكل في أيام الأعياد والشرب إنما يستعان به على طاعة الله عز وجل، وقد أمر الله في كتابه بالأكل من الطيبات والشكر له بالطاعات؛ فمن استعان بنعم الله على معاصيه فقد كفر نعمة الله عليه وبدلها كفراً -فاحذروا من ذلك -يا عباد الله-، ولا تجعلوا هذه الأيام المباركة أيام غفلة عن ذكر الله وأيام اشتغال باللهو واللعب والإعراض عن طاعة الله؛ فتلكم حال الأشقياء.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) [البقرة:152]
(كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ).
مَنْ صام اليوم عن شهواته أفطر عليها غداً بعد وفاته, ومن تعجل ما حرم عليم من لذاته عوقب بحرمان نصيبه من الجنة وفواته وشاهد ذلك: "من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة, ومن لبس الحرير لم يلبسه في الآخرة".
ألا فاتقوا الله أيها المسلمون, واعمروا أوقاتكم بذكره وشكره وحسن عبادته. واذبحوا لله -تعالى- هداياكم وأُضحياتكم في هذه الأيام، وتأكدوا من سلامتها من العيوب، واختاروا السِّمان الصحيحة، واسألوا الله القبول .. وتفكروا في تقلب الأيام والدهور!!
فكما تنقضي هذه الأيام الفاضلة على المفرِّط والمحسن معاً - مع الفارق الكبير بين عملهما-، فكذلك الدنيا تنقضي على الجميع، لا تقدِّم المحسن قبل حلول أجله, ولا تؤخِّر العاصي ليتوب, بل (إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) [النحل: 61]!! ولكن الطائع ينسى مشقة الطاعة, وصبره عليها, وصبره عن الشهوات, ويجد حلاوة الأجر والثواب.. وكذلك العاصي ينسى حلاوة الشهوات، ويجد مرارة السيئات التي كُتبت عليه من أجر تضييعه للفرائض وارتكابه للنواهي.
اللهم أعز الإسلام ..
فضل أيام التشريق
الشيخ - خالد بن محمد بابطين
الخطبة الأولى:
أما بعد: فإننا اليوم في أعظم أيام السنة على الإطلاق، إنه يوم النحر يوم الحج الأكبر، وهو أفضل أيام المناسك وأظهرها وأكبرها جميعاً. فعن ابن عمر قال: "وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم النحر عند الجمرات في حجة الوداع فقال: هذا يوم الحج الأكبر".
وذكر الله –تعالى- في هذا اليوم وأيام التشريق من أفضل العبادات وأجلّها, بل عده معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أفضل عبادة على الإطلاق, إذ قال: "ما عَمِلَ آدمي عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله تعالى, قالوا: يا أبا عبد الرحمن! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا, إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع"؛ لأن الله يقول في كتابه: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) [العنكبوت: 45]، فذكْره تعالى فيه حياة القلوب وطمأنينتها وسكينتها، كما قال تعالى: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28]. مَنْ ذَكَرَ الله في كل أحيانه هانت عليه الدنيا وما فيها, فلا يشقى بها, لأنه يذكر خالقها, ويعلم أن ما عنده خير وأبقى.
أيام التشريق أيام ذكر الله -تعالى- وشكره، وإن كان الحقُّ أن يُذكر الله -تعالى- ويُشكر في كل وقت وحين, لكن يتأكد في هذه الأيام المباركة. روى نبيشة الهذلي رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله" (أخرجه مسلم). وفي رواية للإمام أحمد: "من كان صائماً فليفطر فإنها أيام أكل وشرب" (صحيح مسلم). وفي صحيح البخاري من حديث عائشة -رضي الله عنها-: "لم يرخص في صيام أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي".
وهي الأيام المعدودات التي قال الله عز وجل فيها: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) [البقرة: 200]، وجاء في حديث عبد الله بن قرط أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القَرّ" أخرجه الإمام أحمد .. ولما كانت هذه الأيام هي آخر أيام موسم فاضل, فالحجاج فيها يكمِّلون حجهم, وغير الحجاج يختمونها بالتقرب إلى الله -تعالى- بالضحايا بعد عمل صالح في أيام العشر؛ استُحبَّ أن يُختم هذا الموسم بذكر الله -تعالى- للحجاج وغيرهم.
وتلك سنة سنَّها الله عز وجل عقب انتهاء بعض العبادات:
فمن ذلك الذكر عقب الصلاة؛ جاء القرآن العظيم بالأمر به في قوله تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ) .. وفي ذكر صلاة الجمعة قال تعالى: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). وعقب الحج أمر بذلك فقال تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً).. وينبغي للذاكر أن يتدبر الذكر الذي يقوله, ويفهم معناه، فذلك أدعى للخشوع والتأثر به, ومن ثم صلاح القلب.
قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "وأفضل الذكر وأنفعه ما واطأ فيه القلبُ اللسانَ, وكان من الأذكار النبوية, وشهد الذاكر معانيه ومقاصده".
ويتأكد في هذه الأيام المباركة؛ التكبير المقيد بأدبار الصلوات المكتوبات, والتكبير المطلق في كل وقت إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر، للحجاج ولسائر أهل الأمصار.. وقد كان عمر -رضي الله عنه- يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون, ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منىً تكبيراً .. وكان ابن عمر -رضي الله عنهما- يكبر بمنى تلك الأيام, وخلف الصلوات, وعلى فراشه, وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً ..
وكانت ميمونة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها- تكبر يوم النحر، وكان النساء يكبرن خلف أبان بن عفان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المساجد كما في صحيح البخاري.
بل بلغ من أهمية التكبير المقيد بأدبار الصلوات أن العلماء قالوا: يقضيه إذا نسيه, فإذا نسي أن يكبر عقب الصلاة فإنه يكبر إذا ذكر، ولو أحدث أو خرج من المسجد ما لم يَطُلِ الفصلُ بين الصلاة والتكبير .. وهكذا التكبير المطلق مشروع أيضاً في الأسواق وفي البيوت وفي المساجد وفي الطرقات؛ تعظيماً لله -تعالى- وإجلالاً له, وإظهاراً لشعائره .
عباد الله:
أيام التشريق يجتمع فيها للمؤمنين نعيم أبدانهم بالأكل والشرب, ونعيم قلوبهم بالذكر والشكر, وبذلك تتم النعمة (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58] وكلما أحدثوا شكراً على النعمة كان شكرُهم نعمةً أخرى, فيحتاج إلى شكر آخر!! فلا ينتهي الشكر أبداً.
وهذا اليوم هو يوم الحج الأكبر، سماه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كما في حديث مُرَّةَ الطَّيِّبِ قال: حدثني رَجُلٌ من أَصْحَابِ النبي صلى الله عليه وسلم في غرفتي هذه حَسِبْتُ قال: "خَطَبَنَا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النَّحْرِ على نَاقَةٍ له حَمْرَاءَ مُخَضْرَمَةٍ فقال: هذا يَوْمُ النَّحْرِ وَهَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الأَكْبَرِ" رواه أحمد.
وسُمي يومَ الحج الأكبر؛ لأن أكثر أعمال الحج تكون فيه؛ ففي ليلته المبيت بمزلفة، وذكر الله تعالى ودعاؤه من بعد الفجر إلى الإسفار، وفيه يرمي الحجاج جمرة العقبة، ويقطعون التلبية ويبدءون التكبير، فاجتمع فيه التلبية والتكبير، وهما شعيرتان عظيمتان ظاهرتان في هذا العيد الكبير المبارك.
وفي هذا اليوم العظيم تذبح الضحايا والهدايا، وفيه يحلق الحجاج رؤوسهم تقرباً لله تعالى، ويحلون من إحرامهم، ويطوفون بالبيت ويسعون بين الصفا والمروة؛ فأكثر أعمال الحج وأركانه وواجباته تكون فيه، فحقيق أن يسمى يوم الحج الأكبر.
وفي هذا اليوم العظيم ودع النبي صلى الله عليه وسلم أمته، فعلم بعض الصحابة بقرب أجله صلى الله عليه وسلم؛ كما في حديث ابن عُمَرَ رضي الله عنهما قال: "وَقَفَ النبي صلى الله عليه وسلم يوم النَّحْرِ بين الْجَمَرَاتِ في الْحَجَّةِ التي حَجَّ بهذا وقال: هذا يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ فَطَفِقَ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم اشْهَدْ، وَوَدَّعَ الناس فَقَالُوا: هذه حَجَّةُ الْوَدَاعِ" رواه البخاري.
وهذا اليوم أكبر عيد للمسلمين وأفضله، وفيه من الشعائر الظاهرة ما ليس في عيد الفطر، يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى بعد أن ذكر عيد الفطر: "والعيد الثاني أكبر العيدين، عند تمام حجهم بإدراك حجهم بالوقوف بعرفة وهو يوم العتق من النار، ولا يحصل العتق من النار والمغفرة للذنوب والأوزار في يوم من أيام السنة أكثر منه، فجعل الله عقب ذلك عيداً؛ بل هو العيد الأكبر، فيكمل أهل الموسم فيه مناسكهم، ويقضوا فيه تفثهم، ويوفون نذورهم، ويطوفون بالبيت العتيق، ويشاركهم أهل الأمصار في هذا العيد؛ فإنهم يشاركونهم في يوم عرفة في العتق والمغفرة وإن لم يشاركوهم في الوقوف بعرفة.... والنحر أفضل من الصدقة التي في يوم الفطر؛ ولهذا أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يشكر نعمته عليه بإعطائه الكوثر بالصلاة له والنحر كما شرع ذلك لإبراهيم خليله عليه السلام عند أمره بذبح ولده وافتدائه بذبح عظيم". نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يرزقنا العمل بما علمنا، وأن يقبل منا ومن المسلمين.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ) [الكوثر:1-3] .
بارك الله لي ولكم في القرآن...
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وعظموا شعائره، وقفوا عند حدوده، واجتنبوا حرماته (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ الله فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ) [الحج:32] .
أيها المسلمون: في هذا اليوم العظيم الذي هو أفضل أيام العام وأعظمها عند الله تعالى وقف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في منى خطيباً في الحجاج، فذكر تعظيم مكان الحج وتعظيم زمانه وتعظيم يومه الأكبر الذي هو يوم النحر، وتعظيم أمر الدماء والأعراض والأموال؛ كما روى جَابِر رضي الله عنه قال: "خَطَبَنَا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النَّحْرِ فقال: أي يَوْمٍ أَعْظَمُ حُرْمَةً؟ فَقَالُوا: يَوْمُنَا هذا، قال: فأي شَهْرٍ أَعْظَمُ حُرْمَةً؟ قالوا: شَهْرُنَا هذا، قال: أي بَلَدٍ أَعْظَمُ حُرْمَةً؟ قالوا: بَلَدُنَا هذا، قال: فإن دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هذا في بَلَدِكُمْ هذا في شَهْرِكُمْ هذا هل بَلَّغْتُ؟ قالوا نعم. قال اللهم أشهد". رواه أحمد.