وَأَحسَنُ مِنكَ لَم تَرَ قَطُّ عَيني وَأَجمَلُ مِنكَ لَم تَلِدِ النِساءُ خُلِقتَ مُبَرَّءً مِن كُلِّ عَيبٍ كَأَنَّكَ قَد خُلِقتَ كَما تَشاءُ
📖📝 *١٠ - ١١ - ١٤٤٦- ذو القعدة*
📖📝 *٨ - ٥ - ٢٠٢٥ - الخميس*
﴿(*رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا* )﴾
لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي
🟢-ما المقصود بكلمة{*أهل*}
في قوله تعالى (إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجز أهل البيت)؟
*قال تعالى في سورة الأحزاب (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً {33}*
يستعمل القرآن الكريم كلمة أهل للأزواج وهذه الآية ليست الوحيدة في القرآن التي وردت فيها كلمة أهل. فقد جاء في
🛑قوله تعالى (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت) في قصة ابراهيم عليه السلام،
🛑وفي قصة امرأة العزيز (قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً)
🛑وفي قصة موسى عليه السلام (وسار بأهله). إذن أهل هي الأزواج كما وصفها القرآن وفي اللغة أيضاً.
💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢
🟢-لماذا جاء ذكر ابليس مع الملائكة عندما امرهم الله تعالى بالسجود لآدم مع العلم أن ابليس ليس من جنس الملائكة؟
الله تعالى أمر الملائكة بالسجود لآدم في آية سورة البقرة (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ {34})
وأمر ابليس على وجه الخصوص في آية سورة الأعراف
(قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ {12}) فليس بالضرورة أن الله تعالى أمر ابليس بالسجود مع الملائكة لكنه تعالى أمر الملائكة بالسجود كما في آية سورة البقرة وأمر ابليس وحده بالسجود لآدم امراًخاصاً به في آية أخرى (آية سورة الأعراف).
💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢
🟢-ما دلالة استخدام صفة المذكر في قوله تعالى في سورة يوسف (وقال نسوة في المدينة)؟
تذكير الفعل يستعمل مع جمع التكسير ليفيد القِلّة كما جاء في الآية في سورة يوسف (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ {30}) لأن النسوة كانوا قِلّة وهذا بخلاف تأنيث الفعل فإنه يفيد الكثرة كما قال تعالى في آية أخرى في سورة الحجرات (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا) قالت تفيد الكثرة هنا لأن الأعراب كثرة وفيهم قبائل متعددة فتاء التأنيث في الفعل تفيد التكثير، وفي القرآن الكريم أمثلة متعددة على التذكير والتأنيث في الأفعال بما يفيد القلة والكثرة وإن شاء الله نستعرضها في حلقات قادمة.
📖📝 *٩ - ١١ - ١٤٤٦- ذو القعدة*
📖📝 *٧ - ٥ - ٢٠٢٥ - الأربعاء*
﴿(*اللَّهُمَّ إِنِّا نسْأَلُكَ صِحَّةً فِي إِيمَانٍ ، وَإِيمَانًا فِي حُسْنِ خُلُقٍ ، وَنَجَاحًا يَتْبَعُهُ فَلَاحٌ ، وَرَحْمَةً مِنْكَ ، وَعَافِيَةً ، وَمَغْفِرَةً مِنْكَ ، وَرِضْوَانًا.* )﴾
عَن جابِرِ بْنِ سمُرةَ، رضي اللَّه عنْهُمَا، قَالَ: خَرجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَقَالَ: "أَلا تَصُفُّونَ كَمَا تُصُفُّ الملائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ "فَقُلْنَا: يَا رسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تَصُفُّ الملائِكةُ عِند ربِّها؟ قَالَ:"يُتِمُّونَ الصُّفوفَ الأُولَ، ويَتَراصُّونَ في الصفِّ"
📚 رواه مسلم.
ما على الأرضِ رَجلٌ يقولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ، وسبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ؛ إلَّا كُفِّرَتْ عنه ذُنوبُه، ولو كانتْ أكثرَ مِن زَبَدِ البَحرِ.
الراوي : عبدالله بن عمرو
| المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 3460 | خلاصة حكم المحدث : حسن
التخريج : أخرجه الترمذي (3460) واللفظ له، والنسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (124)، وأحمد (6479)
ذِكرُ اللهِ ودُعاؤُه مِن أفضَلِ العِباداتِ، به تُغفَرُ الذُّنوبُ وتُكفَّرُ الخَطايا، ويَكونُ العبدُ قريبًا مِن اللهِ سُبحانَه وتَعالَى.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو: "ما على الأرضِ أحدٌ"، أي: لا يُوجَدُ على ظَهرِ الأرضِ أحدٌ "يَقولُ" هذا الدُّعاءَ والذِّكرَ، وهو: "لا إلهَ إلَّا اللهُ"، أي: لا مَعبودَ بحقٍّ إلَّا اللهُ؛ فلا يَستَحِقُّ العبادةَ غيرُه، "واللهُ أكبَرُ"، أي: يُكبِّرُ اللهَ، والمعنى: أنَّ اللهَ أكبَرُ مِن كلِّ شيءٍ، "ولا حولَ ولا قوَّةَ"، أي: لا حِيلةَ في دَفْعِ السُّوءِ والمكروهِ، ولا قوَّةَ على جَلْبِ خيرٍ "إلَّا باللهِ"، وقيل: لا حولَ عن الوقوعِ في الذَّنبِ، ولا قوَّةَ على طاعةِ اللهِ "إلَّا باللهِ"، أي: بإذنِه وإرادتِه، فإنَّه لا يقولُ أحدٌ هذا الدُّعاءَ والذِّكرَ تَقرُّبًا للهِ "إلَّا كُفِّرَتْ عنه خَطاياه"، أي: كان جَزاؤُه أن تُمْحى وتُزالَ سيِّئاتُه، "ولو كانت"، أي: هذه السَّيِّئاتُ "مِثلَ زبَدِ البَحرِ"، وهي الرَّغوةُ الَّتي تَعْلو سَطحَ البحرِ، وهذا يَعْني الكثرةَ، والمقصودُ إنْ بَلَغَت خطاياه وذُنوبُه في كَثرتِها زبَدَ البحرِ.
وفي الحديثِ: فَضلُ هذا الدُّعاءِ في مغفرةِ الذُّنوبِ.
وعنْ أَبي موسى رضيَ اللَّه عنه
قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ
عَلَيْهِ وسَلَّم: "إِنَّ أَعْظَم النَّاسِ
أَجرًا في الصَّلاةِ أَبْعَدُهُمْ إِليْها
ممْشًى فَأَبْعَدُهُمْ. والَّذي يَنْتَظرُ
الصَّلاةَ حتَّى يُصلِّيها مَعَ الإِمامِ
أَعْظَمُ أَجراً مِنَ الَّذِي يُصلِّي ثُمَّ
يَنَامُ"
📚 متفقٌ عَلَيْهِ.
عن عياض بن حمار المجاشعي أن
رسول ألله صلى آلله عليه وسلم قال :
"وأهل الجنة ثلاثة :
ذو سلطان مقسط متصدق موفق
ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى
ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال"
📒رواه مسلم
═══════════════
شرح الحديث:
وأهلُ الجنَّةِ ثلاثةٌ، أي: ثلاثةُ أجناسٍ مِنَ الأشخاصِ،
🛑الأوَّلُ: ذو سلطانٍ، أي: حَكَمٌ مُقسِطٌ، أي: عادلٌ، مُتصدِّقٌ، أي: مُحسِنٌ إلى النَّاسِ، مُوفَّقٌ، أي: الَّذي هُيِّئَ له أسبابُ الخيرِ، وفُتحَ له أبوابُ البِرِّ.
🛑والثَّاني: رجلٌ رَحيمٌ، أي: على الصَّغيرِ والكبيرِ رقيقُ القلبِ لكلِّ ذي قُربى خُصوصًا. ومُسلمٍ، أي: لكلِّ مُسلِمٍ عمومًا.
🛑والثَّالثُ: عَفيفٌ، أي: مُجتَنِبٌ عمَّا لا يَحلُّ، مُتعفِّفٌ، أي: عَنِ السُّؤالِ، مُتوكِّلٌ على الملِكِ المتعالِ في أمْرِه، ذُو عِيالٍ، أي: لا يحمِلُه حُبُّ العيالِ ولا خوفُ رزقِهم على ترْكِ التَّوكُّلِ بِارتكابِ سُؤالِ الخلْقِ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللهم كُن لإخواننا في غـ،ـزة عونًا ونصيرًا
اللهم ارحمهم برحمتك وأغثهم بغيثك وانصرهم بنصرك
وثبت أقدامهم وانصرهم على القوم الظـ،ـالميـ،ـن
اللهم ارحم شهدائهم واستر نسائهم واحفظ أطفالهم وقو رجالهم
اللهم استعملنا في نصرتهم
اللهم فرجا قريبا اللهم فرجا قريبا
اللهم اغفر لنا تقصيرنا وقلة حيلتنا
اللهم لا تؤاخذنا بضعفنا
اللهم عافيتك أوسع للمسلمين
اللهم فرج عن المسلمين في كل مكان
اللهم ائذن لدينك أن يسود وحكمك أن يعود
اللهم لا حول ولا قوة لنا إلا بك
اللهم مُنزل الكتاب وهازم الأحزاب ومُجري السحاب
اللهم يا من لا يُرد أمرك
ولا يُهزم جندك
اللهم عليك بالصـ،هـ،ايـ،نة
اللهم اهزمهم وزلزلهم
واحرق الأرض من تحت اقدامهم
اللهم أرِنا فيهم عجائب قدرتك
اللهم امين
اللهم امين
اللهم امين
📖📝 *٤ - ١١ - ١٤٤٦- ذو القعدة*
📖📝 *٢ - ٥ - ٢٠٢٥ - الجمعة*
﴿( *اللهمَّ صَلِّ وَسَـــلِّمْ وَبَارِك ْعلى*
*نَبِيِّنَـــا مُحمَّدﷺ عدد ما ذكره الذاكرون* ..
*وعدد ماغفل عن ذكره الغافلون* )﴾
خرج علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ونحنُ نتذاكرُ المسيحَ الدجالَ فقال ألَا أُخبركم بما هو أخوفُ عليكم عندي من المسيحِ الدجالِ قال قلنا بلى فقال الشركُ الخفيُّ أن يقومَ الرجلُ يُصلي فيُزيِّنُ صلاتَه لما يرى من نظرِ رجلٍ
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 3408 | خلاصة حكم المحدث : حسن
حذَّر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أُمَّته مِن كل يُبطِلُ أجْرَ الأعمالِ، ومِن ذلك: طلَبُ الرِّياءِ بالأعمالِ.
وفي هذا الحديثِ يُحذِّرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مِن الرِّياءِ، حيثُ يقولُ أبو سَعيدٍ الخُدريُّ رَضي اللهُ عنه قال: "خرَج علينا رسولُ الله صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ونحن نتَذاكَرُ المسيحَ الدَّجَّالَ"، أي: يُراجِعُ بعضُنا بعضًا في أمرِ مَسيحِ الضَّلالةِ الَّذي سيَظهَرُ في آخِرِ الزَّمانِ، فقال لهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "ألَا أُخبِرُكم بما هو أخوَفُ عليكم عِندي مِن المسيحِ الدَّجَّالِ؟"، أي: يَكونُ عليكم أشَدَّ في الفِتْنةِ مِن المسيحِ الدَّجَّالِ الذي فِتنتُه مِن أعظمِ الفِتنِ؟ فقال الصَّحابةُ رَضي اللهُ عنهم: "بَلى"، أي: أخبِرْنا يا رسولَ اللهِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "الشِّركُ الخَفيُّ: أنْ يقومَ الرَّجلُ يُصلِّي فيُزيِّنُ صلاتَه لِما يرَى مِن نظَرِ رجلٍ"، وهذا هو الرِّياءُ بالأعمالِ حتَّى يَراه النَّاسُ، وهذا يُنافي الإخلاصَ المأمورَ به، وهذا الرِّياءُ يُحبِطُ العمَلَ، وسُمِّي شِركًا خَفيًّا لأنَّه يكونُ غيرَ ظاهرٍ، بل يكونُ في خفايا النَّفسِ البشريَّةِ ولا يَعلَمُه إلَّا اللهُ سبحانه وتعالى ولا يُظهِرُه العبدُ للنَّاسِ؛ بل يُضمِرُه في قلبِه ويَفرَحُ بنظَرِ النَّاسِ إلى عملِه دونَ مُراعاةٍ لنظَرِ اللهِ ودونَ قصْدِ وجهِ اللهِ بالأعمالِ.
وفي مُسنَدِ أحمدَ، عن أبي موسى الأشعريِّ رَضي اللهُ عنه قال: خطَبَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ذاتَ يومٍ فقال: "يا أيُّها النَّاسُ، اتَّقوا هذا الشِّركَ؛ فإنَّه أخفَى مِن دَبيبِ النَّملِ".
وشَوائبُ الرِّياءِ الخفيِّ كثيرةٌ لا تَنحصِرُ؛ فمَتى أدركَ الإنسانُ مِن نفْسِه تَفْرِقةً بين أن يُطَّلَعَ على عِبادتِه أو لا يُطَّلَعَ، ففيه شُعبةٌ مِن الرِّياءِ، ولكنْ ليس كلُّ شائبةٍ مُحبِطةً للأجرِ، ومُفسِدةً للعملِ، وليس كلُّ سرورٍ برؤيةِ النَّاسِ للعملِ مُحبِطًا للأجرِ؛ لأنَّ السُّرورَ يَنقسِمُ إلى مَحمودٍ ومَذمومٍ؛ فالمحمودُ أن يكونَ قصْدُ الإنسانِ إخفاءَ الطَّاعةِ، مع الإخلاصِ للهِ، ولكنْ لَمَّا اطَّلعَ عليه الخلقُ، عَلِم أنَّ اللهَ أطلَعَهم، وأظهَر الجميلَ مِن أحوالِه، فيُسَرُّ بحُسنِ صُنعِ اللهِ، ولُطفِه به؛ فيَكونُ فرَحُه بذلك، لا بحمْدِ النَّاسِ وقيامِ المنزلةِ في قُلوبِهم، وأمَّا إن كان فرَحُه باطِّلاعِ النَّاسِ عليه لقيامِ منزلتِه عندَهم حتَّى يَمدَحوه، ويُعظِّموه فهذا مَذمومٌ.
وفي صَحيحِ مُسلِمٍ عن أبي ذَرٍّ رضِيَ اللهُ عنه: "قيل: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ الرَّجلَ يَعمَلُ العملَ مِن الخيرِ ويَحمَدُه النَّاسُ عليه؟ فقال: تِلك عاجِلُ بُشرى المؤمنِ"، فأمَّا إذا أعجَبه لِيَعلَمَ النَّاسُ فيه الخيرَ ويُكرِموه عليه؛ فهذا الرِّياءُ المنهيُّ عنه.
وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعجْزِ والكَسَلِ وَالجُبْنِ وَالهَرَمِ، وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيا وَالمَمَاتِ "
وفي رِوايةٍ:"وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ"
📚 رَوَاهُ مُسْلِمٌ
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:
“اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عمر، كلهن في ذي القعدة: عمرة الحديبية، وعمرة من العام المقبل، وعمرة من الجعرانة حيث قسم غنائم حنين، وعمرة مع حجته.”
رواه البخاري (رقم 1778) ومسلم (رقم 1253).
ملاحظة:
• عمرة الحديبية لم تكتمل بسبب صدّ قريش للنبي صلى الله عليه وسلم عن البيت، ولكنها تُعدُّ عمرة لأنه أُحرم لها وساق الهدي.
• العمرة الثانية كانت في العام التالي (عام القضاء).
• والثالثة من الجِعرانة بعد غزوة حنين.
• والرابعة مع حجته (حجّة الوداع)
وعَنْ ابن عَباسٍ رضي اللَّه عَنْهُمَا أنَّ رَسُول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: مرَّ بِقَبريْنِ فَقَالَ: "إنَّهُمَا يُعَذَّبان، وَمَا يُعَذَّبَانِ في كَبيرٍ، بَلى إنَّهُ كَبيرٌ: أمَّا أحَدُهمَا، فَكَانَ يمشِي بالنَّمِيمَةِ، وأمَّا الآخرُ فَكَانَ لاَ يسْتَتِرُ مِنْ بولِه".
📚 متفقٌ عَلَيْهِ، وهذا لفظ إحدى روايات البخاري.
📖📝 *١ - ١١ - ١٤٤٦- ذو القعدة*
📖📝 *٢٩- ٤ - ٢٠٢٥ - الثلاثاء*
*﴿( " ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ")﴾*
*❌أخطاء فادحة في كتابة بعض الأسماء في الواتس آب، ينبغي إزالتها فورا❌*
نرى كثيرا من أرباب الواتساب يكتبون أسماءهم بأسماء فيه إساءة للرب عز وجل شعروا أم لم يشعروا ، البعض قد يستغرب كيف يحصل ذلك، وهل يعقل أن مسلما أو مصليا يسيء الأدب مع الله.
لا تستعجل تابعنا بالقراءة وسيزول العجب بإذن الله.
نرى كثيرا من أعضاء المجموعات يكتبون أسماءهم في الواتساب بـ: سبحان الله وبحمده، أو لا إله إلا الله أو الله أكبر... وما شابه ذلك، طيب أين الإساءة في هذا ؟
الإساءة تكون في التالي : إذا كتب هذا الشخص المسمى بذلك في المجموعة في الواتس آب يطلع للقراء:
سبحان الله يكتب...،
أو لا إله إلا الله يكتب...،
أو الله أكبر يكتب...
وأحيانا يُخاطبه شخصٌ من أعضاء المجموعة ممن لا يعرف اسمه :
يا سبحان الله خفف علينا من الرسائل ...
أو يا سبحان الله انضبط بتوجيهات المجموعة.
أو يا لا إله إلا الله أعد ما كتبت.
أو يالله أكبر أنت كثير الكلام.
أو يا الله أكبر أنت ما عندك أدب ...إلى غير ذلك.
👈🏻 أرأيتم كيف دخل القدح في جناب الله تعالى، وكيف تسببنا في الإساءة لربنا عز وجل من حيث لا ننتبه.
❌ومن القبيح جدا مما يقشعر له البدن ، أنه إذا غادر الشخص المسجل على رقمه ما سبق ذكره ، يطلع في المجموعة للقراء :
غادر سبحان الله المجموعة.
أو غادر الله أكبر المجموعة.
أو غادر لا إله إلا الله المجموعة، وهذا كله من الأخطاء الفادحة القبيحة في حق الرب جل وعلا، والتي تكون سببا لإهانة أسماء الله وصفاته، قصد ذلك الشخص المسمى به أو لم يقصده. فهو أمر خطير جدا ينبغي إرشاد الناس وتوعيتهم في هذا.
👈🏻فعلى هذا من كان كاتب على رقمه هذه المسميات ينبغي تغيرُها فورا، حتى لا يتسبب في الإساءة لله تعالى من حيث لا يشعر .
.
وَعَنْ عُقْبَةَ بْن عَامِرٍ رضي اللَّه عَنْهُ أنَّ رَسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَال: "إيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ"، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ أفَرأيْتَ الْحمْوَ؟ قالَ:"الْحمْوُ المَوْتُ،"
📚 متفقٌ عَلَيْهِ.
زعلان او مهموم...
عليك بهذا الدعاء
▪عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال:
《ما أصاب عبداً همٌّ و لا حزنٌ فقال
اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجَلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي 》
إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا ..
قالوا يا رسول الله أفلا نتعلّمهن ؟ قال: بلى , ينبغي لمن سمعهن أن يتعلّمهن )
📚 رواه أحمد
-----------------------
وَعَنْ عُقْبَةَ بْن عَامِرٍ رضي اللَّه عَنْهُ أنَّ رَسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَال: "إيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ"، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ أفَرأيْتَ الْحمْوَ؟ قالَ:"الْحمْوُ المَوْتُ،"
📚 متفقٌ عَلَيْهِ.
🛑* هدايا يومية للمصلي مع كل صلاة*🛑
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
هل سمعت من قبل عن هدية المصلي؟! نعم وأنت تصلي لك هدية، وذلك في كل صلاة من المولى عز وجل، هدية من ممن أمرك بالصلاة، هذه الهدية كنز الكنوز، يغفل عنها الكثير من الناس.
نعلم جميعًا أن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا كيفية الصلاة، وعلمنا الأذكار التي تقال في الصلاة، كدعاء الاستفتاح والركوع والقيام من الركوع والسجود والجلوس بين السجدتين والتشهد الأول والأخير.
كلها أدعية وأذكار ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم لا اجتهاد فيها، إلا في موضع واحد في الصلاة جعله النبي صلى الله عليه وسلم هدية للمصلي يتخير منها ما يشاء، أتدري ما هي هذه الهدية؟!
فموضع هذه الهدية في الصلاة، يكون بعد التشهد وقبل التسليم، فإن المولى عز وجل يلبي لك طلبك ويجيب دعوتك بإذن الله تعالى.
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ، أَنَّ مِحْجَنَ بْنَ الْأَدْرَعِ، حَدَّثَهُ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَضَى صَلَاتَهُ، وَهُوَ يَتَشَهَّدُ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اَللَّهُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، قَالَ: فَقَالَ: «قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ» ثَلَاثًا. سنن أبي داود (1/ 259) بسند صحيح.
فاحرص على هذه الهدية في كل صلاة ولا تضيعها، وشارك الفائدة مع أحبابك وامنحهم أعظم هدية...
📖📝 *٦ - ١١ - ١٤٤٦- ذو القعدة*
📖📝 *٤ - ٥ - ٢٠٢٥ - الأحد*
﴿( *رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ "*)﴾
رصيدك من الستر
قال لي أحدهم:
سبحان الله!!
أخفيت عن زوجتي وأهلي نزواتي ومغامراتي السيئة بذكاء حاد ثم انكشف أمري لسبب لا يقع من طفل صغير!!
فقلت: بل هو رصيدك من ستر الله... حان وقت انتهائه!!
حملق في بعينيه وقال:
أو للستر رصيد؟! قلت نعم، يظل ستر الله يغطيك رغم عظيم قبحك، حتى إذا ما رأى منك بلادة لا تبالي معها عظيم ما أنت فيه من ستر، ولا يرى منك نية ارتداع أو إقلاع نزعه عنك!!
ذكر لي صديق أن ضابطا يعرفه أخبره أنه قد ذهب ذات مرة في دورية لنجدة فتاة تصرخ من شرفة عالية:
أدركوني... أنقذوني...
أسرعوا وكسروا باب الشقة التي تقف الفتاة في شرفتها فإذا رجل ستيني العمر كان عاريا تماما، وقد مات على هذه الحال...
استجوبوا الفتاة فإذا هي قد جاءت مع هذا الرجل ليفعل فيها الفاحشة نظير مبلغ من المال..
فلما أخذ أهبته وتناول حبته جاءته منيته!!
مثل هذه الفضائح لا يفعلها الله مع العبد حديث الذنب، إنما يصنعها بمستمرئ الذنب معتاد الخطيئة، لأنه سبحانه أكرم من أن يعجل بهتك ستر مذنب جديد زلت قدمه أو ضعفت نفسه لأول مرة..
روى ابن خزيمة بإسناد صحيح عن أنس: أن عمر رضي الله عنه أُتِيَ بشباب قد حلَّ عليه القطع، فأمر بقطعه، فجعل يقول: يا ويله، ما سرقت قط قبلها! فقال عمر: كذبت ورب عمر، ما أسلم الله عبدا عند أول ذنب.
فإذا علمت هذا فاعلم أن رصيد الستر لا ينفد حتى يعجل صاحبه بنفاده..
يظل قابعا على حرام المواقع، أو لاهثا وراء النساء، أو مستمرئا أكل الحرام، وكلما ازداد ستره ازداد فاحش فعله حتى يفجأه الله بالفضيحة..
وليست الفضيحة حينها فضيحة هذه الفعلة أو تلك... إنما فضيحة ذنب ممتد، ورصيد ينفد!!
يقول ابن القيم رحمه الله: [ تالله ما عدا عليك العدو إلا بعد أن تخلى عنك المولى فلا تظن أن العدو غلب ولكن الحافظ أعرض ]
أي أن العبد بسوء جرمه وطول أمله مع تراكم سوئه تسبب في تخلي المولى سبحانه بستره عنه، وعندما يتخلى الغفار يحل الخزي والذل والفضح والبوار.
وزماننا يا إخوتي زمان يُسر المعصية وشنيع الذنب... حتى ليحسبن بعض المساكين أن الستر عادة فلا يزال يعصي حتى يفضح!!
فلتحفظوا رصيدكم من الستر أحبتي، فوالله نحن بغير الستر لا تطاق لنا من الذنوب رائحة، ولا يبقى لنا صديق..
والكريم الذي يسدل ستره علينا حلما ورأفة، لا طاقة لنا بغضبه إذا نفد رصيد سترنا عنده..
واسألوا الكثيرين ممن كانوا حديث الركبان وملء السمع والبصر فسقطوا من أعين الناس في ساعة من نهار...
وما سقوطهم من أعين الخلق إلا بعدما نفد رصيدهم من الستر عند الخالق!!
فحافظوا على أرصدتكم.
خالد_حمدي
📖📝 *٥ - ١١ - ١٤٤٦- ذو القعدة*
📖📝 *٣ - ٥ - ٢٠٢٥ - السبت*
﴿( *اللَّهُمَّ اجْعَلْنِا مِمَّنْ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ فَكَفَيْتَهُ، وَاسْتَهْدَاكَ فَهَدَيْتَهُ، وَاسْتَنْصَرَكَ فَنَصَرْتَهُ واستغفرك فغفرت له ودعاك فأجبته*)﴾*
مَنِ اغْتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ، وتَطَهَّرَ بما اسْتَطَاعَ مِن طُهْرٍ، ثُمَّ ادَّهَنَ أوْ مَسَّ مِن طِيبٍ، ثُمَّ رَاحَ فَلَمْ يُفَرِّقْ بيْنَ اثْنَيْنِ، فَصَلَّى ما كُتِبَ له، ثُمَّ إذَا خَرَجَ الإمَامُ أنْصَتَ، غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى.
الراوي:سلمان الفارسي المحدث:البخاري المصدر:صحيح البخاري الجزء أو الصفحة:910 حكم المحدث:[صحيح]
*اعظم ما تتميز به الطاعة في شهر ذي القعدة*
إن شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم، وهي ذي القعدة وذي الحجة والمحرم ورجب، والطاعة في ذي القعدة مثل غيره من الشهور، ليس فيه طاعة معينة مخصوصة، لكن الأجر فيه مضاعف كونه من الأشهر الحرم، وكذلك وزر المعصية فيه أغلظ مثل بقية الأشهر الحرم.
قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة: 36].
قال القرطبي رحمه الله: لا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب، فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيء، كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح، فإن من أطاع الله في الشهر الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في غيره من الشهور.
إن العمل الصالح يتميز خلال الأشهر الحرم - ومنها ذو القعدة- بمذاقٍ أكثرَ طيباً، لأن الأجر فيها مضاعفٌ والثمنَ أكثر والعطاءَ من الله تعالى فيه غَزِيرٌ.
فعلى المسلم أن لا يكسل أبداً عن العمل الصالح هذه الأيام وأن يغتنم هذه الفرصة المواتية للتخير من صنوف العمل الصالح في الأشهر الحرم والتي منها على سبيل المثال:
🛑المحافظة الصارمة على صلاة الجماعة لأن الأجر فيها أضعاف صلاة الذين يصلون فرادى،
🛑والصيام الذي هو من أجلِّ القربات، وهو سرٌ بين العبد وربه ولذلك كان أجره غير محدد بأضعافٍ معينةٍ، ويزيد الأجر كذلك إذا كان الصيام في الصيف الذي تزداد فيه حرارة الجو.
🛑كما أن من جليل الأعمال الصالحة هذه الأيام الصدقة، وهي في ذاتها دليلُ هدايةٍ قلبية وعمليةٍ للمؤمنين.
إنها لصورٌ من الطاعات التي تبيض الوجوه يوم العرض على رب العباد وقد نال كل امرئٍ من درجات الإكرام أو المهانة ما يستحق، وعلى هذا فالدعوة إلى الخير وعمله باقية قائمة.
📖📝 *٣ - ١١ - ١٤٤٦- ذو القعدة*
📖📝 *١ - ٥ - ٢٠٢٥ - الخميس*
﴿( *رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ* ")﴾*
*فضل الطاعة في شهر ذي القعدة*
إن شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم، وهي ذي القعدة وذي الحجة والمحرم ورجب، والطاعة في ذي القعدة مثل غيره من الشهور، ليس فيه طاعة معينة مخصوصة، لكن الأجر فيه مضاعف كونه من الأشهر الحرم، وكذلك وزر المعصية فيه أغلظ مثل بقية الأشهر الحرم.
قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة: 36].
قال القرطبي رحمه الله: لا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب، فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيء، كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح، فإن من أطاع الله في الشهر الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في غيره من الشهور.
إن العمل الصالح يتميز خلال الأشهر الحرم - ومنها ذو القعدة- بمذاقٍ أكثرَ طيباً، لأن الأجر فيها مضاعفٌ والثمنَ أكثر والعطاءَ من الله تعالى فيه غَزِيرٌ.
فعلى المسلم أن لا يكسل أبداً عن العمل الصالح هذه الأيام وأن يغتنم هذه الفرصة المواتية للتخير من صنوف العمل الصالح في الأشهر الحرم والتي منها على سبيل المثال:
المحافظة على صلاة الجماعة لأن الأجر فيها أضعاف صلاة الذين يصلون فرادى، والصيام الذي هو من أجلِّ القربات، وهو سرٌ بين العبد وربه ولذلك كان أجره غير محدد بأضعافٍ معينةٍ، ويزيد الأجر كذلك إذا كان الصيام في الصيف الذي تزداد فيه حرارة الجو.
ومن أيسر الطاعات التي ينبغي لنا أن نلازمها في يومنا، ذكر الله، والاستغفار.
كما أن من جليل الأعمال الصالحة هذه الأيام الصدقة، وهي في ذاتها دليلُ هدايةٍ قلبية وعمليةٍ للمؤمنين.
إنها لصورٌ من الطاعات التي تبيض الوجوه يوم العرض على رب العباد وقد نال كل امرئٍ من درجات الإكرام أو المهانة ما يستحق، وعلى هذا فالدعوة إلى الخير وعمله باقية قائمة.
📖📝 *٢ - ١١ - ١٤٤٦- ذو القعدة*
📖📝 *٣٠- ٤ - ٢٠٢٥ - الأربعاء*
﴿( *اللَّهُمَّ إِنِّا نسْأَلُكَ مُوجِباتِ رحْمتِكَ، وَعزَائمَ مغفِرتِكَ، والسَّلامَةَ مِن كُلِّ إِثمٍ، والغَنِيمَةَ مِن كُلِّ بِرٍ، وَالفَوْزَ بالجَنَّةِ، وَالنَّجاةَ مِنَ النَّارِ.)﴾*
أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَطَب في حجَّتِه، فقال: إنَّ الزَّمانَ قد استدار كهيئتِه يومَ خَلَق اللهُ السَّمواتِ والأرضَ، السَّنةُ اثنا عَشَرَ شَهرًا، منها أربعةٌ حُرُمٌ، ثلاثٌ متوالياتٌ: ذو القَعْدةِ، وذو الحِجَّةِ، والمحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بين جُمادى وشَعبانَ
الراوي : أبو بكرة نفيع بن الحارث | المحدث : أبو داود | المصدر : سنن أبي داود | الصفحة أو الرقم : 1947
وقدْ خلَقَ اللهُ سُبحانه السَّنةَ اثْنَيْ عَشَرَ شَهرًا، منها أربَعةٌ حُرُمٌ، ثَلاثةٌ مُتَوالِياتٌ: ذو القَعْدةِ؛ وسُمِّيَ بذلك للقُعودِ فيه عنِ القِتالِ، وذو الحِجَّةِ؛ للحَجِّ، والمُحَرَّمُ؛ لتَحْريمِ القِتالِ فيهِ، وواحِدٌ فَردٌ، وهو رجَبُ مُضَرَ، ونُسِبَ إلى قَبيلةِ مُضَرَ؛ لأنَّها كانت تُحافِظُ على تَحْريمِه أشدَّ مِن مُحافَظةِ سائرِ العرَبِ، ولم يكُنْ يَستَحِلُّه أحَدٌ مِنَ العرَبِ، وقولُه: «الَّذي بيْن جُمادى وشَعْبانَ» تَحْديدٌ لشَهرِ رَجبٍ الحَقيقيِّ.
ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «فإنَّ دِماءَكم، وأمْوالَكم، وأعْراضَكم عليكم حَرامٌ كحُرْمةِ يَومِكم هذا، في بَلدِكم هذا، في شَهرِكم هذا»، أي: حَرامٌ كحُرْمةِ يومِ النَّحْرِ، وحُرْمةِ الشَّهرِ الحَرامِ، وحُرْمةِ مكَّةَ المُكرَّمةِ، وهذا فيه تَأكيدٌ شَديدٌ منَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على تَحْريمِ الدِّماءِ، وتَشمَلُ النُّفوسَ وما دونَها، والأمْوالِ، وتَشمَلُ القَليلَ والكَثيرَ، والأعْراضِ، وتَشمَلُ الزِّنا واللِّواطَ والقَذْفَ ونَحوَ ذلك؛ فكُلُّها مُحرَّمةٌ أشدَّ التَّحْريمِ، وحَرامٌ على المُسلمِ أنْ يَنتَهِكَها مِن أخيهِ المُسلِمِ.
وَعَن أَبي الدَّردَاءِ رَضِي اللَّه عنْهُ أَنَّهُ سمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُولُ: "مَا مِن عبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعُو لأَخِيهِ بِظَهرِ الغَيْبِ إِلاَّ قَالَ المَلكُ ولَكَ بمِثْلٍ"
📚 رواه مسلم.
✍ ما الفرق بين الذكر والتسبيح ولماذا قدم الذكر على التسبيح في قوله تعالى (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا ¤ وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا [ ٣٣ / ٣٤ طه ] ؟
أولاً :
🛑الذكر : أعم من التسبيح والتسبيح هو ذِكر ، الذِكر أعم يشمل التسبيح والتحميد والتهليل.
🛑التسبيح : قسم من الذكر فإذن التسبيح أخص من الذكر .
فكل تسبيح ذكر وليس كل ذكر تسبيح.
🔸 نرى كيف يستعمل القرآن الذكر ؛
قال الله تعالى :
💫 { فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} [٥٥ / غافر ]
💫{ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ } [ ٤١ / آل عمران]
🔺 الذكر لم يجعل الله له وقتاً فقال :
(وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا)
بينما خصص في التسبيح فقال :
(وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ)
🔺فلما كان التسبيح أخص خصص الوقت.
🔸ومثلها أيضاً قول الله تعالى:
💫{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ☆ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا }
[ ٤١ / ٤٢ الأحزاب ]
📌في الأخص خصص و في الأعم أطلق.
♦️♦️♦️♦️♦️♦️♦️♦️♦️♦️
✍ أما لماذا قدّم التسبيح في آية سورة طه (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا ☆ وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا }
[ ٣٣ / ٣٤ طه ] ؟
🔹 لأنه كان موسى عليه السلام في حالة خوف أو في حالة ترقب خوف ، قال الله تعالى :
💫 { قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى } [ ٤٥ / طه ]
🔺أي في حالة خوف أن يفعل بهم فرعون ما يفعل من سوء ، والتسبيح ينجي من الغم وينجي من الكرب وربنا أخبر عن ذي النون فقال :
💫 { وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ☆ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ} [ ٨٧ / ٨٨ الأنبياء]
وربنا قال للرسول صلى الله عليه وسلم :
💫 { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ☆ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ } [ ٩٧ / ٩٨ الحجر ]
🔺لأن التسبيح ينجي من الضيق والغم ويذهب الهم والكرب والخوف.
🔸لذلك لما كان موسى عليه السلام في حالة خوف قال :
(كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا)
فبدأ بما يذهب الهم ويذهب الغم وينجي من الخوف.
إذن التسبيح أخص من الذكر والذكر أعم.
والله اعلم