هذه الظلمة التي تغشت ديارنا, والريح القاتمة التي باغتتنا, إنما هي محِنٌ في طياتها منح, ليبتلي الله ما في الصدور, ويحمص القلوب, فلا تبتئس وتظن بالله غير الحق ظن الجاهلية, وتقل: هل لي من الأمر من شيء؟
فالأمر كله لله وهو الحكيم الخبير, فالائتمار بأمره والانتهاء عن نهيه عربون الفلاح.
اللهم إنا نسألك بقدرتك التي قدرتَ بها على كل شيء أن تلطفَ بإخواننا المسلمين في غزة والسودان والشام, اللهم عفِّ كُلُومهم واشفِ جراحهم, وكن لمواجعهم وليًّا.. لا صريخَ لهم ولا مغيث إلا أنت؛ وكفى بكَ ردْءًا ونصيرا ورحيما.
إلهي أكرم أمَتك آيلا أحسن الخلاص, وألبسها لبوس الصبر والإخلاص, وأفضها بفضلك من ذلّة الرقّ إلى عزّة العتق, ومن تصلية جحيم إلى جنّة نعيم. أخرجها من العقال, خروج السيف من الصّقال. وأطلق رجلها من أسرها , كما تجري الشمس بأمر ربها.
إلهي فك لها قيدًا وأسرا, وجعل من بعد عسر يسرا, واصرف عنها البلاء, وأسعدها مع السعداء, أرخي عنها ضيق الخناق, وأحلّها من الوثاق. جعل الله لكِ أيتها الوفيّة من مضايق الأمر مخرجًا نجيحا, وفي مغالق الأحوال مسرحًا فسيحا.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ترفل في نعيمك, وتتزين مرفهًا بغضارتك, وتتكئ على أرائكك الدافئة في مأواك الذي لا يعوزه شيء, وقد غفلت عمن تتضاربت عظامها من شِد ارتجافها, وازرقت بشرتها من زمهرير بردها, وقد شُردت من بيتها, وغمرت خيامها مياه السيل, أو خرقتها مرارة الهَول, رُمّلٌ وقُصّر وعجائز لا مولى لهم, فانتخِ وجُد وإن لم تسطتع أمرا فلا تنس حبال الدعاء, علّك تبرئ ذمة في الترف غارقة!
اللهم فرج كرب مسلمات الهول والروج.
فرعون الشام وطاغوتها الحالي صنو سابقه الغابر, أهلك الحرث والنسل, استخف جيشه فأطاعوه, لا يريهم إلا ما يرى, قتل المسلمين واستحياهم بحجة قِيلت من قبل: يريد أن يبدل دينكم ويظهر في الأرض الفساد!
فاللهم العنه وخُذه كما أخذت سابقه, واجعله عبرة وعظة كما الأول يا ذا القوة والبأس الشديد.
الحياء لباسٌ سابغ, وحجابٌ مانع, وسِترٌ مِن المساوئ واق, أخو العفاف, وحليفٌ للدِّين, ومُوجبٌ للمحبّة, وعينٌ كالئةٌ تذود عن الفساد وتنهى عن الفحشاء والأدناس.
الجاحظ.
رحم الله من استحيا من الله حقّ الحياء, فحفظ الرأس وما حوى, والبطن وما وعى, وذكر الموت والبلى, وعلم أنّ الجنّة محفوفة بالمكاره, والنار محفوفة بالشهوات.
معظم من يسارع ويهرع لبدعة المولد هم الأراذل والسوقة, ولو كان خيرا لسبقهم من هم به أولى وأحظى كالصحابة ومن بعدهم, ولكنهم أدركوا غليلة البدعة، فولجوا من بابها, فهي أشد فتكا بالدين من الفسق والفجور, فكيف إذا صاحب هذه البدع معاصٍ وآثام؟
محبة النبيﷺ طواعية لازمة طول الزمان, لا طربٌ لبعض الأوان.
التأجيل داء عليل, فكم أماتت رغبةُ الكمال إنجازَ كثير من جليل الأعمال, كما أمات التراخي والتسويفُ كثيرًا من فريد التأليف!
أخرج البخاري في الصحيح عن ابن عمر أنه كان يقول: «إِذَا أَمسَيتَ فَلاَ تَنتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنتَظِرِ المَسَاءَ، وَخُذ مِن صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِن حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ».
(ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد..)
إن هذا الدين الحنيف يؤخذ بالسند والتلقي, لا بالأثردة والقصاصات, وحشوِ أهل الكلام للترهات, وإلا فالآخذ مشمول بوعيد الآيات, وموصوف بقفو ما لا يعلم, والتكلم فيما لا يحسن, ومما يؤسف أن تصير ناصيتك نبوءة لقرب الساعة! إذ يُرفع العلم, ويفتي البطلة, ويسوّد الجهلة.
ما أشقاك بغيره إلا ليسعدك بقربه، وما أسخن بالدمع عينك إلا ليقرها ببرد معيته، وما أوحشك من حِبك إلا ليؤنسك بحُبه، وما حرمك إلا ليغنيك به، فتوكل عليه، أرحم بك من نفسك، تغفل وتلهو والله برحمته يرعاك ويصد الأبواب عنك لتهتدي لبابه وهو الغني عنك؛ لكنه علم فقرك فرحمك وهداك لكي يسعدك!
Читать полностью…أُججت القضية بافتعال بعض الأحداث ووضع عدسات التكبير عليها حتى تكون محورا للقضية, ومن ثم المطالبة بتغيير ماتبقّى من الأحكام التي زعموا أنها سبب هذا الظلم والدمار, لتكون حراكا شعبيا, بدل نزوة عابرة من آحاد المنفلتين أخلاقيا, أو المتماهين وسط تيار ثقافة الغالب.
الحقوق تنتزع ولا تعطى, ولذلك من الغرابة بمكان أن تقدم هذه "الحقوق" دون وجود مطالب لها, ولذا دُست هذه الأيدي المتظاهرة, وأعطيت الحرية الكاملة, حتى شكلت هتافا جماهيريا داخل ساحة السجن ومن تحت يدي صاحب الهراوة, والنتيجة الحتمية هي: تمثيل صور وردية لتفاعل الحكومة مع المطالب الأهلية، بتمكين المستضعف, وتحرير المظلوم, والتصفيق للبطل المنقذ بحرارة ودموع تماسيح هطلى, (فالمخرج عاوز كده).
المطالب الأهلية سبق وأن صرخت بالملايين تشتكي انخفاض الرواتب, فقوبلت المطالب بتخفيض الرواتب; وحجب الوسم العالمي في تويتر, الذي من خلاله أدي الصوت, ورفع للمقامات السامية!
المطالب الأهلية تشتكي استعار الوقود وارتفاع سعره, فقوبل الطلب بزيادة السعر لا بخفضه!
وغير ذلك من الأمور الكثيرة في الاقتصاد وغيره, فإن أتتك نسوية بلهاء, أو علماني ذو ثقافة شوهاء, يقول هذا نتاج مطالباتنا, فقل لهم صدقتم, كما صدقت زوجة العنين المجبوب؛ أن جموع أطفالها من صلب زوجها!
فقبحها الله رميةً من غير رامي.
لله أشد فرحًا بتوبة عبده من العقيم الوالد, ومن الضال الواجد, ومن الظمآن الوارد, ومن الأم فُرّقت عن وليدها فأتاها بخبره وافد, إن أقبل العبد إليه ماشيًا أقبل عليه هرولة, وإن عصاه ستره, وإن شكره أجزله, يعلم أن النفوس جبلت على الخطل والزلل, فجبر نقصها بالاستغفار, وحسن اعوجاجها بستر ذنبها عن الأنظار, فمن ينقض ستر الله, ويناكس أمره بتتبع العورات فهو شيطان مريد, ومروءته لصيقة في عطن الزبائل.
Читать полностью…••
مَـا زلـتُ أبكيـكَ غيابًـا وفقـدًا وشوقًـا
وڪــأنّ غيابــكَ كــانَ بالأمــس.. 💔
يظن بعض الشباب أن رصد أفلام هوليوود وختمها والتحدث مع الجنس الآخر بمنتهى الانبساط يحدث وعيًا على هيئة زر, فيكون بمقدوره فصل الشهوة عما يقسمه من قبيل: صديق/ صاحب, بينما يستطيع استدعاء داعي الشهوة بضغطة زر -الوعي- عندما يناجي من تحت بند: عشيق/ حبيب إلخ..
شهوة الفرج كما البطن, كلاهما غريزة في الجسم, يبرمج العقل طرائق تغذيتها بحسب مقدوره, فإن كان الأكل يستدعي العمل في الزراعة والسقاية حتى يجتنى الثمر, فكذا الشهوة الأخرى, يحرث لها العقل بعولا, ويزرع دقائق بذورها حتى يحين قطاف زقوم المعصية وحنظلها إن أينعت, ولكن الأعمى لا يبصر الهوة ولو كبرت
فرط الانبساط سيجر ما خلفه من الفتن, والعهدة على آلة الزمن, فاليوم يستغرق في المختلف فيه, وغدا يرتكب المنهي عنه إجماعا بلا ريب! فالعاقبة معلومة, والخطوات في الصحاح مكشوفة, وكل آثم في مبتدأ دربه يظنه سينجو من حبائل إبليس, وما يلبث أن يتدمى من شوكه ويُكلم من مكره, فمعظم النار من مستصغر الشرَرِ عافانا الله وإياكم.
تعجبت متأملا تكرار قصة موسى في القرآن مع فرعون, فطرأ علي أن الله قد جعل أحداث القصة رموزا وأياقين تتكرر طيلة الزمن: وجود الطواغيت وتجبرهم, قلبُهم للحقائق, استبدادهم بالمكر, إكراه الناس على الكفر, نشوء الحق ضعيفا, نشأة الخير في معقل الشر, انقلاب السحر على الساحر, انتصار الحق أخيرا.
وتكرار الأحداث مفادها غرس المجاهدة والمصابرة على أقدار الله في النفوس, والاستعانة به أعدائه, إذ هذه الصورة التاريخية ستتكرر بدرجات مختلفة في الحدة مع تغاير في الأفراد, والصبر سر الظفر, فمن آمن واستقام كان موسوي الهدي, وإلا كان من زمرة فرعون الهالكين.
إذا وقعت الشدائد فثمّ الرباط والإخاء, ثمّة المروءة والنخوة والفزعة, لله أباة الضيم لم يشحّوا بمالٍ ولا عرض, فجادوا بأنفس ممتلكاتهم, وتكاتفوا على حوائج الأسيرات في المخيمات بمقدوراتهم, فكانوا جميعًا كسيلٍ لاطم غمر وادي الهمّ فغشاه, وكشعاع شمسٍ نقض اللّيل وعرّاه.
ألوية المتصدّقين تسُرّ الناظرين!
هلّموا لا خفّت موازينكم يومئذ.
(ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا <> وإذًا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما <> ولهديناهم صراطا مستقيما).
ولعمري أن أشد ما يجد المرء امتثال الأمر, وامتطاء السبيل, وترك اللعب والتسويف, وكل الأمل منعقد على رجاء التوفيق, ودوام الدعاء بالتسديد, وإلا هلك الناس.
لسان العرب جسدٌ ؛ عظمه الصرف, ولحمه النحو, وروحه البلاغة, وكيانه الأدب, ورأسه الفصاحة, وثوبه الشعر.
Читать полностью…"يستحب قراءة الكهف يوم الجمعة.. قال خالد بن مَعْدان: (من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة قبل أن يخرج الإمام كانت له كفارة ما بينه وبين الجمعة)"
قاله الموفّق ابن قدامة.
كهف الجمعة يتبلّج سنا وضياء, ويزخر رَيًّا ومَعينًا؛ فأوِ بقلبك إليه, وانهل من الجَلال نورًا مبينا.
إغارة الموت المفاجئة تدك بنيان الآمال والأحلام, وتنسف الأماني والتطلعات, حتى يخر على الغافل سقف السنون الخداعات!, وقع أخبار الموت تنبئك عن وزن الدنيا الحقيقي, وكم هي دَنية حقيرة, خدّاعة قصيرة, وأن الموت بمثابة ثقب لحياة واسعة جدا, إما نعيم لا ينفد, أو في عذاب موصد. اللهم أحسن لنا الختام وأحلنا دار السلام يا عزيز يا علام
ذِكر موت عدوٍ مفزع, فكيف بوفاة أخ أو أخت من خيرة من تعرف, فما أحقر الدنيا وأقصر عيشها, وأقرب حتوفها, إن سرّت مرة ساءت مرات, طبعت على كدر, وجبلت على المر, تغر بزخرفها, وتسرق زاد راكبها, والسعيد من اتعظ بغيره, وأصلح سيره إلى ربه, فردنا يا رحمن إليك ردًا جميلا.
" الدهر أبو بَراقش, وسهم بينِه بينَ بَنِيه غير طائش, فهو الذي شتّت الشمل وصدعه, وما رُفع سقف بعماده إلا وضعه, ولا بَلّ غليلا أحرقه بنار وجده ولا نَقَعَه! ".
Читать полностью…أي حجة على "غربة الدين" أكثر من كون الكاتب المسلم اليوم يتلعثم قبل أن يقول: إن موالاة الصهاينة ومظاهرتهم على أهل فلسطين من نواقض الإسلام!
ابراهيم السكران.
العديد يشتكي تصرم الأيام وانقراض الدقائق والساعات بسرعة فائقة دونما لَحظ مرورها, فما السر في ذلك؟ لا أستريب هنيهة بأن الهاتف هو لص الوقت وغاصب البركة فقد أصبح الكثير يتصرم يومه في متابعة شؤون غيره, نصفه مشاهدة, وبعضه تحليل, ينتقل من ساعات شخص لآخر على حساب فاتورة عمره ونفسه.
واذحام التطبيقات تستهلكنا ولسنا نستهلكها, تأخذ منا وقتنا وجهدنا, وتسلبنا من بين أيدي أحبتنا, وتزيدنا لبعضنا جفاءً, وكلما حاولنا الفرار بزغ "بُريمِجٌ" جديد يغويك: هيت لك! هذه المنصات تصدر الجهل بحق, وتعطي نشوة العلم للجاهل, فالكل يتكلم والاحيمق يغرد نشرا, والمتابع ينصت قَسرا, والمعتزلون قليلٌ ما هم.