حمَّلتني بغدادُ عنف مُحبيها
وبغدادُ ريثها عُنفوان..
إن أحبَّت فَدَتْ، وإن أبغضَت أردَتْ،
وإن أرعدَت أتى الطوفانُ.
وأنا بنتُها،
وشاعرةُ الحبِّ لديها..
وحُبُّنا ألوانُ!
-لميعة عباس عمارة
من غفلة الضياع إلى فَزَع اليقظة
كان ابن القيّم في مدارج السالكين قد وصفَ (اليقظة) بأنّها (انزعاج) حين عرّف اليقظة بقوله: هي انزعاج القلب، لروعة الانتباه، من رقدة الغافلين.
واللافت هنا وصف ابن القيّم لليقظة بـ “الانزعاج” تمامًا مثل الصحو من النَوم، ومثل الاستيقاظ من حلمٍ كاذب، انزعاج لأنّك في لحظةٍ ما أدركتَ أنّ الذي كُنتَ تعيشُ فيه لَم يَكُن إلّا وَهمًا وغفلة. حتّى لو اتّخذ شكلُ غفلتك السابقة أشكالًا عدّة بإسم الحرّية والتحرّر والتقدّم والانفتاح، فكلّ ما يُسيطر على أصالتك وعلى عفويتك وعلى قدرتك على ضبط نفسك وعدم الانخراط بما هو شائع، هو بحدّ ذاته استعباد لذاتيتك ولو سمّى نفسه حرّية. (من الجدير بالذكر أيضًا أنّ الإمام أبو حامد الغزاليّ قد جعلَ "خاطر الفَزَع" في كتابه "منهاج العابدين" أول مراحل الهداية وبوصفه توفيق إلهيّ المصدر)
إنّ (خِداع الذات) قد يوفّر قدرًا من الراحة المُؤقّتة، لكن حين تسوء الأوضاع نتيجة صدمة أو فقد عاطفي، ستنهار عوامل الأمان المُؤقّتة والحياة المُتوهّمة. وما نسمّيه بـ (الأزمة الوجودية) هو شعور الفرد بأنّه لا يمكن لأحد أن يحميه من مواجهة الحياة بحسب ما تُشير إلى ذلك المعالجة النفسية الوجودية "إيمي فان ديورزين" Emmy van Deurzen
إنّ حجم الانهيار النفسيّ الذي يحدث للإنسان عند فقدان وظيفة أو فشل علاقة عاطفية يتناسب طرديًا، مع مقدار خداع الإنسان لذاته. وبالتالي ما نراه كإنهيار أو أزمة وجودية، هو فشل الفرد في خداع ذاته (الإنكار، الكبت، السخرية..) أمامَ حقيقةٍ صارخة أو كارثةٍ لا يُمكن تجاهلها.
لذلك فإنّ الأزمة الوجودية: هي هذه المرّة التي لا تنفعكَ فيها حِيَلَك القديمة، ولا إجاباتك الجاهزة. وما لا تستطيع إنكاره أو تجاهله أو تشتيت نفسك بالانشغال عنه. إنّ الإزمة الوجودية، هي ما تضطّر لابتلاعه دفعةً واحدة دون أن تستطيع هضمه أو تفتيتَ زخمه، وما لا تستطيع الامتناع عنه بإغلاقِ فَمِك، إنّها تلكَ اللُقمة الإجبارية من مائدة الحياة. إنّها تلكَ الوجبة التي إمّا أن تستوعبها فتنضج أو تتقيّأها فتظلّ تائهًا في غياهب الوهم.
- من مقال: النقر على جدران الذات | محاولة لِفَهمِ شيفرة الداخِل
"لا تُهِن ألمك بقبول مواساة غير لائقة. عليك أن تبقي رمق قوتك الأخير لقول: لا، شكرا."
Читать полностью…هناك لطف في الطريقة التي تطلّ بها الشمس في الشتاء والبرد القارص، تبدو مثل أم حنون في الأيام الباردة، على عكس ما تبدو عليه في فصل الصيف؛ شخص نزق ويكره الجميع، نغلق عليه الشباك فيطلّ من الباب.
لكنها مختلفة حقا في الشتاء، لطيفة وهادئة وحنونة.
" قناة المجد للقرآن الكريم؛
آياتٌ تُتلى آناء الليل وأطراف النهار"
صوت الصباح في طفولتي.
و"إذاعة القرآن الكريم، من عمّان"
صوته في ريعان الشباب.
لا أدري كيف يستطيع أن يكون الصوت ذاكرة كاملة، ويتحول من نغمة مسموعة إلى مشاهد تفترش الذاكرة كلما أعيد سماعها.
حاول أن يكون مفتتح كل سعيك ومطالبك أن تصلي لله ركعتين متى استطعت، فكلما عرض لك أمر صلِّ، فإن عبدًا قام في حاجته وركع وسجد ودعا=إنه لعبدٌ موفق مبارك.
Читать полностью…«لقد نما عندي إيمان بأن الصداقة هي ذروة المتع في هذه الحياة الدنيا، وأن مرتبة الإنسان في سُلّم الوجود تحددها تمامًا مقدرته على الصداقة».
(عالم النفس وليم جيمس ت١٩١٠م)
النشيد بصراحة سمعته من هذا الفيديو، والذي كان أجمل مقطع لهذا الشهر:)
https://www.instagram.com/p/CVQCL2Yq4Ro/?utm_source=ig_web_copy_link
في أول مرة قرأ الشيخ رحمه الله على إذاعة فلسطين، سمع تلاوته عبرها الشيخ محمد رفعت رحمه الله، فأرسل له:
استمعت إلى محمد رفعت من فلسطين.
والشيخ فعلا تلاوته تشبه كثيرا تلاوة محمد رفعت رحمهما الله
“التحرر الداخلي” يعني أن لا تسمح لشيء -مهما كان- بأن يستحوذ على قلبك وروحك، لا إنسان ولا فكرة ولا زمان أو مكان. قد تحبّ وقد تخاف أو تطمع، لكن كل ذلك بقدر لا يصل للانسحاق والذوبان، ولا للاستسلام، بل بقدر ما توجبه الطبيعة، بحيث لا تصل تلك المشاعر والوجدانيات لتبديل أولوياتك أو تشويش سكينة نفسك، فضلاً عن أن تصل لمرتبة تداني الشعور الإيماني. وهذا هو جوهر التدين والتوحيد؛ أن لا يملأ قلبك إلا الله، محبةً ورجاءً وخوفًا. وكل ما سواه فدونه، ويزيد تحررك بزيادة هذه المعاني في قلبك. أوصى الأديب اليوناني المعروف نيكوس كازنتزاكي أن يكتب على قبره:”أن لا أرجو شيئًا، ولا آمل بشيء. أنا حرّ”. هذا هو التعريف المباشر للتحرر، لكنه ممتنع إذا كان مطلقًا، فالإنسان مركّب بحيث لابد له من الخوف، والأمل، والرجاء، والطمع، فإذا وجهها وجهة سماوية، انسجم مع طبعه، وظفر بالمطلوب. ولما كان هذا المعنى بالغ الشرف، قلّ من يرزقه، لكثرة الواردات الصارفة على القلب، وتعذر التصرّف بما يداخل الباطن؛ إلا بعون إلهي ومجاهدة ومصابرة وتوفيق. (وامتناع التصرف بما يداخل القلب أو يفارقه من أعظم وجوه ضعف الإنسان وقلة حيلته لمن تأمل). وكثيرًا ما يتوهم المرء تحققه بهذه “الحرية” العليّة، لكن ما يلبث إلا أن تفضحه شواهد الامتحان، فيبتلى بعشق محرق، أو وعد بمال متوقع، أو أُطمع بمنصب رفيع أو غير ذلك؛ فيُستلب، ويشطح كالمجذوب. وقد قالوا عن ابراهيم عليه السلام أن الله تعالى ابتلاه بأن يقذف في النار وبذبح ولده؛ ليذهب من قلبه كل خوف وحبّ أمام أمر الله وإرادته. ولعل من عاجل ثواب استقرار هذه المعاني الفاضلة في القلب هو تلك البهجة الخالصة التي لا تشبهها لذة، والتي لا يقدر أحد من أهل الدنيا على نزعها، ولا حيازتها، لا بمال ولا جاه ولا سلطة، وأنت تجد هذا المعنى مبثوثًا في كلام الأولياء والصالحين”أنا جنتي في صدري”. وهذا المعنى لا يبلى بالتكرار، فهو غاية كبرى وسقف أعلى لكدح الإنسان في هذا العالم. وامتناع تصرف الانسان بما يقع في قلبه يوجب قوة الاتصال بالمتصرف فيه سبحانه، وكما أن الآلة المصنوعة إذا تعطلت أو ضعف سيرها فإنها تعاد لصانعها لإصلاحها؛ فكذلك القلب إذا تعطل أو تشوش يعاد لصانعه ليصلحه. ومن لطف الله بالإنسان أن يصرف عنه الطمأنينة بغيره والركون لسواه، فلا يزال قلبه قلقًا مضطربًا إذا استعبد لغيره، ولذا فأخصّ فرق لمعرفة صواب حركة القلب وانجذابه للمخلوقين، أن الحب الصالح العليّ لا يورث إلا السكينة والطمأنينة واستقرار النفس وانسجامها، بخلاف سائر الانجذابات الأرضية الفاسدة. والله المسؤول ان لا يحرمنا بفضله وجزيل ألطافه.
-عبدالله الوهيبي.
"كم هي مريحة تلك اللحظة التي تقرر فيها أن تتنحى جانبا، وتدع الأمور تمضي إلى أجلها المقدّر"
Читать полностью…على ذكر الأصوات،
مثّل لي صوت الآذان بصوت معروف الشريف، هوية عمّان وصوتها في نفسي.
بل وصوت الوطن في الغربة.
أذكر مرة عندما كنا في الطائرة عائدين ووصلت الطائرة عمّان مع موعد آذان العشاء، وكنت وقتها كأول مرة أسمع الأذان، فبكيت، لا أدري هل هو من جمال صوت معروف الشريف أو من شعوري بالحنين لهذه المرابع.
وقتها قلت في نفسي:
"العشاء" في بلادي أجمل من سواها.
ما أعذب هذه الآيات، وما أعجبها لمن تأملها.
انظر نفسك فيما تكثر القول عنده: "يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم"
انظر وراقب ما هو "الحظّ العظيم" الذي تتمناه في أقرانك ومن حولك.
ما المتاع الذي تقف عنده وتقول يا ليت لي مثله.
قل (سبحان الله)، ونزّه معها ربك عن ظن الظنون، وما يلقيه الشيطان في روعك من أحاديث السوء، نزهه عن كل خاطر خبيث ينزع عنه في نفسك عزّته أو رحمته أو حكمته!
قل (الحمد لله)، وعظّم معها في نفسك كل نعمة قد أسبغها الله عليك، وكل خيرٍ قد أودعه فيك، وكل سوء قد صرفه عنك، وكل أمارة وُدٍّ قد أظهرها لك!
قل (الله أكبر)، وصغّر معها في نفسك كل شيء من حطام الدنيا، من همّها وغمّها وبلائها وأهلها وزينتها التي مُنعتها أو أُعطيتها ثم صرفتك عن الله!
كلما اتسعت تجارب الإنسان في الحياة، تجارب الألم والظروف وتبدّل الأحوال، كلما اتسعت نفسه لمعاذير الخلق وأحوالهم.
Читать полностью…اعتراف؛
بكل صدق لا أدري كيف رح أعتاد عالحياة بدون براءة، بصراحة يعني.
تمثل لي المعنى الحقيقي لـ:
وإن أعادوا لنا "الأماكن"، فمن يعيد لنا الرفاق😞
في فترة من ربيع العمر " ربيع زهّر بالقرآن" كنت في أيّام الحزن الشديد تكثًر عليّ رؤية نفسي في مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم -وحدي ، قائمة أو قاعدة أو على جنبي، فأصحو وقد طاب خاطري.
أفتقد تلك الليالي التي بارحتني ربما بذنوبي.
ذكّرنيها كلمات نشيد سمعته اليوم يبتدي* بـ:
إلى طيبة وما في الكون بقعة غير طيبة بها قلبي يطيب.
ذكرتنيها لأني كنت أراني فيها وحدي، فكانت في ذاك المنام البقعة الوحيدة في ذاك العالم.
عسى الله يعيدها ولا يحرمنا بذنوبنا.
———
*النشيد سمعته بصوت محمد بشار لكن ساءتني الموسيقى التي غطت على صوته بشكل فظّ ورديء، لكن لم يمنع جمال صوته فيها.