أحببت مئات المرات في حياتي، بعشوائية و انتظام، أشياءً و أشخاصاً، أطفالاً و كباراً، نساءً و رجالاً، سياسين، كتاب، ممثلين، أطباء و حتى عاطلين عن العمل، أوفياء و خائنين، أحببتُ بشغف و انطفاء، بأمل و إحباط، في الصغر و الكبر، في الحرب و السلم، لقد منحتُ الحب و انتظرتْ... انتظرت طوال حياتي، حبيبي في المدرسة الابتدائية منحني وردة، صديقتي في الطفولة لوحة عليها اسمي و اسمها و قلب رسم بكل براءة، بطلي في روايتي المفضلة الإيمان، الطفل في المشفى الأمل، أمي قلبها، الشاب الذي أحببته في المراهقة الخذلان، و في الشباب الخيانة، أما الوردة التي قطفتها القسوة، أحببتُ و بذلت الكثير من نفسي، رقصت، غنيت، بكيت، صليت، قبلت، كتبتُ -و من يكتب يعلم أن أعظم ما قد يُمنح الكلمات- و الأهم دعوتُ كثيراً، و لم أجد ما أو من يمنحني الحب، ندب هذا الدعاء تتوضع على جسدي، تتسع كل يوم و تصير حفراً ثابتة في كل الأماكن التي تشاهد على مرأى النظر، أسقيها بدموعي و اسفي و تحفر أكثر في جسدي، تجلب إلي الخوف مني، أخاف النظر إلي، أخاف التفكير فيّ، أفكر كثيراً في أنني شيء لا يرى، لا يطاله أحد، أحياناً أتخيل جسدي شمعة من حب أشعلها بشرارة الاعجاب و أحرقها لأجل من و ما لا يراني، أنا شمعة صغيرة لا تقوى أن تضيء البيت المعتم الذي عاشت فيه، بل أكثر عتمة لدرجة لا أضيء فيها نفسي و لا يلاحظني أحد، لم يكن لدي روح يوماً، قالوا أن روحي سأجدها في شخص آخر، سأدخل إليه من فتحة صغيرة يتركها صوته في الهواء،و هناك سأعثر عليها، كل الهواء مثقوب اليوم ما عدتُ أسمع حتى صوتي، أنا تائهة بلا روح.
#هيا_ادريس
#أورورا
الله كنت صغيرة على كل ما مر عليّ، و في الليل حين أردت النوم، وجدتني أتصفح هاتفي، كل الصور القديمة التي تحمل ذكريات مؤلمة، لاحظت أنني لا أبتسم في معظم صوري، ثم استجمعت نفسي و مسحتها جميعاً و نمتُ مع هذا القرار: الحياة لحظة و سأستثمرها لأجلي.
في اليوم التالي أجريتُ صورة الأشعة، كتلة في الربع العلوي الوحشي، واضحة الحدود، متحركة قاسية، بقطر 1.7 مم، Fibroadenoma، أمر بسيط لا يتحول للخباثة إلا نادراً بل يقال في دراسات أنه يقي منها، يحتاج للمراقبة و قد يحتاج للاستئصال حين يصل لحجم كبير، استغرق الأمر 24 ساعة للوصول لهذا الاستنتاج الذي لا يحمل أي مؤشرات للخطورة، و اليوم بينما أدرس مادة الأورام أصل إلى قسم الثدي، أتذكر ذاك اليوم، اليوم الذي غير حياتي، و أسأل نفسي هل جعلني الله أمر بكل ذاك الانتظار الخانق فقط لأعلم قيمة حياتي، و إذا لم يحدث معي هذا هل كنت سأعرفها؟
هذه الأجوبة لا يمكنني الإجابة عنها لكن كل ما تعلمته من تلك الحادثة و ذاك الخوف، التاريخ لا قيمة له، و الوقت المناسب للحياة و الحب و العمل و الرياضة هو الآن لأنه قد لا يكون لاحقاً، و أن الله يرتب الأمور بطريقة لا يمكن تخيلها، و أن الشاورما ألذ الطعام و خيره، و أخيراً و دائماً جملتي المفضلة: الحياة لحظة.
#هيا_ادريس
#أورورا
#اليوم_الذي_غير_حياتي
#حزيران_الوردي مو #أكتوبر_الوردي
الصورة: من جلسات التوعية بسرطان الثدي في الأمانة السورية للتنمية في السنة اللاحقة تماماً، أحد قرارتي أن أكون جزء من هذه التوعية لأن جهلي وقتها كان أكبر مسبب لخوفي.
"هذا الخيال مرهق حقاً!"
-ستبعث لي رسالة عادية تسأل فيها عن حالي، سألاحظ أنها بلا إشارة استفهام و سأقول لنفسي أنك نسيتها من فرط حماسك، سأتعمد ألا ألحظها و سأشغل نفسي بغسل الأطباق من ثم دراسة المحاضرات المتراكمة منذ عصر الفراعنة، سأنهيها و سيكون الوقت مبكراً على ملاحظة رسالتك، ثم سأفتح دفتر ملاحظاتي و أقرأ بعشوائية أحد الكتب المخطط لقراءته، سأشغل خلايا عقلي بمعانيه البعيدة و القريبة، و لأن الوقت سيظل مبكراً جداً سأفكر بالوجود و حقيقة الكون و سأسأل نفسي عن غاية الحياة فهذا الأمر يستهلك الكثير من طاقتي و وقتي، مجدداً سأجد أن الوقت مبكر، سأبدأ حينها بكتابة السيناريوهات عنك فكما تعلم الكتابة هي شغفي الأول و وجودي الخالد، سأصيغ المئات ربما، سأركز دائماً على صورة ملامحك و انعكاس مشاعرك، ستُنسى جميعها في النهاية إلا اثنين منها سيعلقان للأبد، في الأول سأتخيل كل التفاصيل الدقيقة من لحظة إرسالك الرسالة، كيف اعتدلت في جلستك حين نقرت على اسمي و من ثم كيف بُث الدفء في أصابعك بالرغم من برودة الشاشة، كيف صارت ألوان الهاتف أكثر حيوية و كيف ابتسمت للرب حين تخيلت كيف ستتبعثر خصلات شعري على كتفك يوماً ما، ثم الكلمات التي خطرت لك و التي مسحتها مرات عديدة خوفاً من أكشف مشاعرك فأنت رجل الكبرياء، سأكتب عن نظراتك التي تتجول في الغرفة و سأذكر أنك ركزت على الشقوق في السقف و سألت نفسك هل تملك هذه الفتاة شقوق في قلبها، و لأنك تحب الموسيقا و تلجأ لها في عزلتك سأضع الكثير منها، كصوت الماء المتدفق مع شرودك و أنت تغسل وجهك متخيلاً الردود التي سأجيب بها، و صوت أكمامك التي تحتك مع جلدك حين ترفعها و تنزلها مراراً من فرط توترك، ثم سأكتب عن يدك التي أمسكتها باليد الأخرى و أنت تتخيل يدي، يا رجلي ذو الكبرياء العظيم أنا آسفة لأنني سأنهي هذا السناريو بعفويتك المطلقة المجردة من الكبرياء ستقرأ ردي على رسالتك، ستبتسم و ستعانق جميع الكائنات الحية بقربك ثم ستصرخ "أحبها!"، أما السيناريو الثاني الذي..، لا لا أحب الحديث عنه ربما سأرميه في القمامة الآن و لكنه عالق لا محالة، ستكون جالساً في عملك و ستنتهي كل الأحاديث مع أصدقائك، ستقلب بملل في هاتفك، يدك دافئة من المشروبات الساخنة التي قدمتها لك صديقتك التي تلمح بإعجابها من حين لآخر دون أن تتخذ أي رد فعل، لأنك في الواقع تحب أن يبقيك أحدهم دافئاً، الألوان ساطعة في الشاشة، لقد رفعت السطوع كي تدقق في تفاصيل عارضات الأزياء و ملكات الجمال، ستنتهي كل الصفحات و كل الأخبار التي تقلبها، ستنفخ "اوف!"، سيتراكم البخار على الشاشة، ستمسحه بكمك و تفتح هاتفك مرة أخيرة، ستجد علامة خضراء بجانب اسمي، ستقرر إرسال رسالة و بلا مبالاة تكتبها و حين تصل لإشارة الاستفهام ستقاطعك صديقتك بمشروب ساخن آخر فترسل الرسالة بسرعة و تنساها إلى أن تنتهي الأحاديث مجدداً.
أحزن لأنني امرأة فقدت إيمانها بوجود السعادة منذ زمن و صارت تقنع نفسها بالكثير من الكذبات لاستحداث سعادات مؤقتة، و يصبح هذا الحزن أعمق كلما كتبت لأنني مع نهاية كل نص أكتشف مجدداً أنه حتى السعادات المؤقتة كذبة.
#هيا_ادريس
#أورورا
9.2.2021
"أريد طفلاً حراً!"
صرختُ في وجه العجوز الخرف للمرة الأولى في حياتي، تهاوتْ أقداح النبيذ و انطفأتْ كلّ الشموع، ثم توالتْ ضربات عكازه على رأسي، حاصرني بقوة غارساً أظافره في جلدي بإحدى اليدين و شاداً شعري باليد الأخرى ثم همس في أذني قائلاً: لقد حذرتكِ من المجيء إليّ و النبش في أغراضي لكنك في كلّ مرة عدتِ...
صرختُ: لم أعلم أنك ستصنع النبيذ من دموعي ثم تسكرني منه آلاف المرات، و أنك ستشعل أصابعي شموعاً و مع هذا صبرتْ لأنك الوحيد الذي تشعرني بحقيقة وجودي و لكن أن تمنعني من خلق طفلي!
صرخ: لستِ مريم العذراء حتى يكون لك طفل بلا زوج!
اختنقتُ بالدموع و أجبته: سأخلقه كيفما أريد، لقد خططت كل شيء.
ضحك و شرب المزيد من دموعي ثم قال: تريدين طفلاً حراً و أنتِ تخططين لحياته لن تعلمي أبداً معنى الحرية!
بكاء، ضحك، بكاء، ضحك، صمت.
قال: أنا الماضي، أنتِ من قرر الانعقاد بي أبداً، أنتِ من فتح الصناديق كل يوم رغم كلّ التحذيرات، أنا الماضي و أنتِ امرأة تغلف الخيبات وجهها، فاقدة لكل أجزاء إثارتها، و مهما كذبتِ على نفسكِ لن تلائمي أبداً الحاضر و لن تنجبي طفلك وحدك..
ضحك، بكاء، ضحك: لأنك لستِ الإله حتى يكون لك القدرة على الخلق.
خرجتُ مذعورة من الحقائق التي سمعتُها، ركضتُ في اللاشيء و صرختُ في الفضاء: لن أعود!
خطواتي باتت أخف، روحي باتت دافئة، بدا لي وجهه من بعيد، شاباً فتياً قوياً بعيون خضراء تلمع شغفاً و ببشرة مشدودة متوهجة كالشمس و يدين تصنعان المعجزات، لطالما فتتني الحاضر و رغبتُ في معرفة أسراره، و لكن كل ما فعلته الهرب، و حتى حين تبعني في إحدى لحظات حياتي أشحت بوجهي و ركضت إلى أحضان العجوز لتتعبني الحقيقة أبداً "الاقتران بالماضي لا يخلق أبداً المسقبل" و لكن كيف أقول لقد رضيتُ و أقتنعتُ أن هذا قدري.
أزيح الشال عن وجهي كي يتسنى لعينيّ مساحة أكبر لرؤيته، يلتفت نحوي، و بسرعة أغطي وجهي مرة أخرى..
يصيح: هاي أنتِ!
أركض، أبكي، أخاف، لستُ جميلة، لا أملك شيئاً من أجله، يلحق بي، يمسكني من يدي، ينفلتُ الشال عن وجهي، يتحسس وجهي، أنظر مباشرة في عينيه و لا أزيح نظري، هذه اللحظة أبدية.
يقول: ذات يوم رأيتُ شبحكِ و قرأتُ في عينيكِ الرغبة في عيشي و لكنك هربتِ، لقد بحثتُ عنكِ منذ ذاك اليوم.
أقول: لستُ على قدرٍ من الحياة يكفي لعيشكَ.
يقول: لقد أقنعكِ العجوز بذلك أعلم!
يخرج من جيبه مرآة صغيرة و يقول: انظري!
أرى ملامحي، قلب من لين، يدان من حماس، شفتان من ربيع، و بشرة بلون الحب!
أقول: هل هذه مرآة سحرية؟
يجيب: هذه مرآة اللحظة الراهنة، ستكونين دائماً على قدر من الجمال فيها.
أعانقه، يقبلني، ألمسه، يعريني و أعريه، أراه بواقعيته و يراني بكل عيوبي حتى آثار الأظافر المغروسة و شعري المتقطع، تلفنا الرغبة نحن الاثنان، نتفاعل، أتركه يتوجه كيفما يريد، بدون تخطيط للخطوة التالية، بدون الخوف، هكذا بحرية تامة، لا حد للسعادة التي أشعر بها تماماً كما لا حد للحرية التي تجمعنا، هناك أخطاء تصوّب بلحظتها، هناك حزن ألتقطه من فمه بين قبلة و أخرى و يتسرب إلى داخلي لكنه يمضي بحرية، هناك خيبات يمررها على جسدي لكن سرعان ما تختفي حين أركز على مكامن جماله.
أقول: تتعاظم رغبتي في عيشك.
يقول: أنتِ حرة لفعل ذلك، أنتِ المرأة الأكثر حرية في هذا العالم.
ثم يبدو منتشياً يرفع وجهه للسماء و يشير بيديه قائلاً:كلكم كذلك و يبتسم.
أقبله على خده و أسأل: سننجب طفلاً؟
يجيب: بالتأكيد.
أسأل: سيكون حراً؟
يجيب: فقط إذا انسجمنا بحرية.
أسأل: ماذا نسميه؟
يعانقني قائلاً: له اسم يرافقه طول مدة حملك فقط هو المستقبل و ما إن يبصر النور سيكون الحاضر فحسب، هو الموجود الوحيد.
#هيا_ادريس
#أورورا
3.2.2021
لماذا أكتب يومياتي و الكثير من الأيام تمضي بلا أي حدث مهم؟
أضبط المنبه على الساعة السادسة صباحاً أستيقظ ثم أقول لنفسي أنني أملك الوقت فأضبطه مجدداً على الساعة السابعة و بعد أن تستيقظ كل عائلتي على صوته أنهض لثوان ثم أعود لسريري فتهجم كل الأسئلة على عقلي ماذا أفعل هنا و لماذا لا أجد نتيجة حتى الآن، هل الأفعال هنا بلا قيمة؟ غالباً ما ينتهي بي الأمر بالتكور على نفسي و النوم حتى الظهيرة ثم أجبر على الاستيقاظ للذهاب للجامعة و ينتهي هذا، مؤخراً صارت الأسئلة أشد ثقلاً توقظني باكراً، فلم يعد يعنيني ما أفعله هنا أو فائدته كل ما يعنيني هو الوصول لجامعتي كل صباح في ظل أزمة المواصلات هذه، وجدت نفسي بعد تفكير طويل في عمل يبعد نصف ساعة سيراً على الأقدام عن منطقتي و يضمن لي البقاء في الجامعة، صرتُ أستيقظ باكراً و أشرب الكثير من القهوة كي أبقى صاحية و أتحمل كل ما سيصادفني في يومي، أملأ حقيبتي ببعض الطعام المتوافر و الماء البارد، أخرج سيراً على الأقدام، الجو حار و الحجاب يجعلني أشعر بالحرارة مضاعفة، أركز في طريقي و كل همي أن أصل سالمة لعملي، أسمع التحرش اللفظي على مختلف أنواعه فأقرر وضع سماعاتي، يجب علي الانتباه لهاتفي الآن، انتبه لهاتفي، انتبه من السيارات الطائشة، أقطع الشارع راكضة، على الرصيف تضع إحدى الفتيات يدها على رقبتي تشير إلى حجابي، لقد انزاح قليلاً عن رقبتي كم هذا فظ في ظل كل ما يحصل من أزمات يبقى هذا الجزء من رقبتي هو الأزمة الكبرى، أمشي مسرعة و العرق يقطر من جسدي، انتبه لحجابي لملابسي لنظرات العابرين و لحركة الشفاه لربما يشتمني أحدهم، كل هذا يمتص طاقتي و يفقدني نصف عقلي حتى أصل للعمل، أفتح باب الصف، أعطي هؤلاء الطلاب اللغة الإنكليزية و أقول لهم تعلموها كي تخرجوا من هذا الجحيم، في الاستراحة بين الحصتين أفتح محاضراتي علي أن أفهم كيف تؤثر مضادات الهيستامين فينا، يشاهدني أحد الطلاب و يسألني عما أفعله، يتشتت انتباهي، آخذ ربع ساعة من الحصة القادمة، ينزعج مديري من هذا و يقول أنه سيخصم من راتبي، سأغيب يوماً عن الجامعة في أقل تقدير، أخرج بلا عقل من هذه الدروس، أعود لمنزلي و أحاول الدراسة و لا أستطيع، أرسب في امتحان الأدوية، هذه المرة أسأل نفسي لماذا لا يحق لي الحياة بشكل طبيعي لماذا استهلك طاقتي في أمور بديهية، ماذا فعلنا لنستحق كل هذا، لا أضبط المنبه، انام طويلاً، فلا فائدة لكل ما يجري هنا.
كرر هذا اليوم كثيراً
9.2020
#هيا_ادريس
#أورورا
تبدو الغيوم في هذه الصورة كتلةً واحدة مستندة إلى الأرض و مندمجة معها بدون خوف من أن تمحى فالغيوم واضحة و الأرض واضحة و معاً هما لوحة فنية، هذا بالضبط ما يُدعى بالانتماء، لذلك ليس غريباً أن تمنحنا هذه الصورة شعوراً بالأمان المفتقد فور النظر إليها، الآن إذا ما دققنا أكثر في الصورة تبدو لنا هذه الكتلة على شكل إنسان مستلقٍ، أسأل نفسي هنا هل يمكن للإنسان أن يصير غيمة كما تصير الغيمة إنساناً و هل سيشعر بالانتماء حينها؟ في الحقيقة لا تولد هذه الأسئلة في داخلي إلا الحسد، أحسد الغيوم لأنها رغم تعقيدها تستطيع الانتماء بحرية لهذه الأرض دون أن تغير فيها شيئاً و تبدو مرتاحة جداً بهذا الانتماء، ندقق في الصورة أكثر فنجد عند ذقن الإنسان المستلقي إنساناً آخر بحجم أصغر يشبه كثيراً الإنسان الكبير المستلقي و يحاول بيديه أن يرفع رأسه، هل هذا هو الصديق الحقيقي؟ يسارع لرفع رأسك و لا يهتم أن يبدو أصغر منك أمام الناس وقت حاجتك له لأنه يعلم كم هو من الضروري أن تبقى مرفوع الرأس و أن كل نظرات الناس لا تهم حين تكون في مأزق، هل هناك أصدقاء من غيوم؟ مجدداً هل يمكنني أن أكون غيمة؟
#هيا_ادريس
#كتابتي
#أورورا #شفق
#Haya #HA
#Aurora
"فتاة الجزدان"
الزمان : عيد المعلم ، آذار 2011.
المكان : مدرسة فوزي الجسري الإعدادية.
أشعر برغبة في مشاركة هذا معكم بالرغم من أنه يعود لوقت بعيد ، و على عكس أغلب نصوصي و قصصي المتخيلة أو تلك الحقيقية المندمجة مع قليل من الخيال هذا حقيقي بشكل كامل.
كنا في الصف السابع متلهفين لإهداء معلماتنا هدايا عيد المعلم ، كنت قد استعرضتُ ما اشتريته أمام كلّ الطالبات و قد أعجبوا جميعهم به ما عدا فتاة واحدة لم تبدِ أي ردة فعل ، انتظرت بحماس هذه اللحظة التي سأقول فيها "كل عام و أنتِ بألف خير" و أقدم هديتي مع ابتسامة بلهاء ، سار الأمر على ما يرام حتى اكتشفتُ اختفاء هدية معلمة الديانة ، الجزدان السماوي، ركضتُ إلى غرفة المديرة و قلتُ لها : "لقد سرقتني إحداهن" فلم تكترث و أمرتني أن أبحث جيداً ، لمعت برأسي على الفور تلك الفتاة و قلتُ في نفسي بالتأكيد هي لأنها لم تجلب هدية و لأنها لم تشتري البسكويت أو الشيبس منذ بداية المدرسة بالإضافة إلى نظرتها الحسودة عندما أظهرت الهدايا ، و قررتُ مواجهتها و لكني علمتُ مسبقاً طبيعتها التي ستدفعها للإنكار لذلك استدرجتها بالكلام و العواطف حتى اعترفت بنفسها أنها من فعلت ذلك ، قلتُ لها بأنني سأصبح صديقتها لأنها صادقة و وعدتها بجزدان سماوي أجمل من هذا بالإضافة إلى عقد على شكل قلب إذا أعادت لي هديتي ، و قد كذبتُ في هذا الجزء ، أما بخصوص كوني صديقتها فقد حاولت لكنها قابلت محاولاتي بالرفض ، لا أعلم إن كان رفضها نابعاً من خجلها من نفسها و لكن ما أعلمه أنني لم أكترث فقد كان لدي الكثير من الأصدقاء ، في الأيام التالية سألتني المديرة إذا ما وجدت الجزدان أخبرتها القصة و أشارت لي بالفتاة ذكية ، لكن لا يمكن تسمية هذا بالذكاء لأن الذكاء لا يترافق مع الشعور بالذنب ، و بعد هذه الحادثة صار أي خطأ بحق أحدهم في حياتي و من ثم الشعور بالذنب مترافقاً مع ظهور فتاة الجزدان ليزيد عذابي ، و صارت كابوساً في فترة الحرب تخيلتُ مراراً موتها مع شعور الحسرة على الجزدان الذي وعدتها به ، لقد بحثت عنها في سجلات الأرقام و سألت عنها الصديقات و مع إنشاء صفحتي على الفيس بوك كنت أبحث عنها بين الحين و الآخر لكن ماذا أقول لقد اختفت تماماً كأنها لم توجد يوماً و كان علي التصالح مع هذه الفكرة ، تحايلت على نفسي بأنها بخير و مضيتُ في حياتي و ظننت أنني نسيتها حتى عاودت الظهور منذ أسبوع لكن ليس في شعور الذنب بل في لحظات تواصلي مع الله و هذا ما بدا غريباً فدعوتُ لها أن تغمر بالسعادة و أن تنجح في حياتها و تسامحني على وعدي الذي كذبتُ بشأنه لكن وجودها جعلني أفكر أكثر في السبب الذي جاءت من أجله و استنتجتُ أنها أثرت في حياتي خصوصاً في الجزء المتعلق بكوني معلمة فقد رفضتُ الهدايا من طلابي و احتفلتُ بصديقاتي كي لا ينتظرن الاحتفال من طلابهم و بعض الأمور الخاصة ، لذلك أشعر بعد هذا كما لو أن علي إعادة صياغة بعض المواقف في فترة المراهقة و الطفولة برؤية و شعور شبابي و أنقل هذا للناس ، لربما لن تكون كتابتي نصوصاً أدبية و ستخلو من التشابيه لكنها ستكون الفجر لبعضهم ، أخيراً فتاة الجزدان مُلهمة ، مُلهمة حقاً.
#هيا_ادريس
#كتابتي
#أورورا #شفق
#Haya #HA
#Aurora
لو أستطيع أن أشق شقاً صغيراً في صدري حتى أصل إلى قلبي ثم أخرج منه قليلاً من المشاعر و أمسح بها جبينك مرتين في اليوم قبل و بعد القُبل ، لعرفت حينها كيف تنجلي الأمراض أحياناً بالحب.
#هيا_ادريس
#كتابتي
#أورورا #شفق
#Haya #HA
#Aurora
#يوميات_الحجر
ملايين العبارات رُفعت على مواقع التواصل الاجتماعي تُبشر بعالم أفضل بعد نهاية هذا الحجر ، مما جعل العديد من الناس يتناقلونها على ألسنتهم كالنبوءات ، و جعلنا نعيش هذه الأربعون يوماً بين أربعة جدران و عقل مثقل بفكرة هذا العالم الجديد الذي حتماً لن يكون مثالياً إنما مختلفاً فمثلاً على مستوى التفكير الكبير لن يكون عالماً بلا حروب بل عالماً يبحث فيه الناس عن طرق لحل المشاكل بين الدول بدلاً من أن يمضوا وقتهم في كتابة تقارير صحفية عنها و إحصائيات أو حتى صنع أفلام عنها ،أما على مستوى تفكيري المتواضع كنت فقط أتخيل أنني سأخرج من منزلي دون سماعاتي التي تبدو كهويتي التي لا أستطيع التحرك بدونها ، أن أستمتع بأصوات الأطفال و الباعة ، أن أشعر بالشمس ، أن ألمس الهواء ، و أن أوزع ابتساماتي على المارة مهما دفعت من طاقتي فقد سئمنا من الكآبة الرخيصة ، بعد عدة مرات من الخروج من المنزل برفقة أحد من عائلتي أو أصدقائي ، أخرج اليوم لوحدي ليتسنى لي أن أستشف هذا العالم الذي على وشك الولادة ، بدون مؤثرات خارجية من أحاديث أبي عن أسعار الخضار ، أو أحاديث أصدقائي عن حبيب أو قطعة ملابس اشتراها أحدهم منذ سبع سنوات و مازالت جديدة ، و بالتأكيد دون أصوات مكبرات الصوت و سيارات الشرطة التي تنادي بنا للعودة إلى المنزل ، بعد كل هذه الثرثرة لا مهرب من أعترف بصدمتي الكبيرة التي أحتار في أمرها هل هي كبيرة لأنني نسيت العالم الحقيقي أما لأن العالم الآن أسوأ مما تركناه ، ببساطة ما حدث التالي : بعد عدة أمتار من المشي بدون سماعاتي ، يخدشني أحد الحيوانات المتنكرة بزي بشري بكلمة بذيئة مع ضحكة ساخرة ، نعم في اليوم الثالث من رمضان و تحديداً في منتصف اليوم ، الصدمة الأكبر أن البائع الجوال رفع صوته حينها كي يتظاهر أنه لم يسمع ، و الأولاد استمروا بلعب الكرة بعد أن أشبعوا فضولهم ، و إحدى النساء على إحدى الشرفات تفتح الماء الذي تغسل فيه بقوة أكبر ، و الصبية التي تمشي في الرصيف المقابل تدير ظهرها و تسرع من خطواتها بعد أن لاحظت أنني رأيتها تحدق إلي ، لا أنطق بحرف من هول الصدمة ، لكن الآن حين أتذكر الموقف أبكي ! حينها عدتُ أدراجي إلى منزلي و استعدتُ سماعاتي التي بالرغم من أنها كانت ستتسبب بدهسي عدة مرات الا أنها تحمي أذنيَّ من التلوث و تبني جداراً متيناً حول روحي لا يستطيع أن يخترقه هؤلاء المتحرشون الأغبياء ، تبني لي أماناً وهمياً ، الآن أحكم على العالم الجديد الخيالي بالإجهاض و أودعه ، مفسحة المجال كي نرحب بالعالم الحقير مجدداً.
#هيا_ادريس
#كتابتي
#أورورا #شفق
#Haya #HA
#Aurora
قضيتُ نصف فترة الحجر الصحي بلا صديقي المفضل (هاتفي المحمول) ، و اليوم أملك القوة أخيراً لأعترف بما حدث فأنا من حشوته بالخيبات و ملئته بالذكريات الموجعة حتى لم يعد يحتمل ، فانفجر و غادرني ، حينها صرختُ في وجهه كي لا يتركني وحيدة و وجهتُ اللوم نحوه و هو صامت حزين لا يستجيب ، اشتقتُ له كثيراً و كان الوقت صعباً بدونه ، لكنني حين علمتُ أنه لن يعود ، شققتُ صدره المزرق و أنقذتُ خيباتي ، لوقت طويل ظننتُ أن تشاركنا اللون الأبيض و نحافة الخصر هو ما جعلنا أصدقاء ، لكنني اكتشفتُ أنني حقيقة لا أكترث بصديقي المفضل و أن كل مواصفاته لم تجعله مميزاً ، ما جعله مميزاً هو قدرته على حمل ما يثقل قلبي و سماعي دائماً ، ها أنذا أعيد حشو خيباتي بآخر ذهبي و أعود إليكم بعد غياب.
#هيا_ادريس
#كتابتي
#أورورا #شفق
#Haya #HA
#Aurora
قالوا بأن المعابد أُغلقتْ لأنّ الرب الرحيم لا يريد سماعنا.
البارحة في الساعة الرابعة فجراً ، يطرق المطر قلبي لا نافذتي ، أسمع صوت الله لا كلمات رجال الدين ، اقرأ رحمته لا الكتب السماوية ، أتبلل بهذا الفرح دون أن أسجد أو أرسم صليباً ، فتصل رائحته حتى سابع حزن كما لم يفعل أي بخور من قبل ، و حين أنظر للأرض تبدو أعظم أيقونة دينية يمكن أن يشاهدها المرة ، بهذه البساطة إذن أسمعك و آراك إلهي ، فما همي أن أغلقوا المعابد و المعبد الذي بنيته مفتوح دائماً؟!
#هيا_ادريس
#كتابتي
#أورورا #شفق
#Haya #HA
#Aurora
كيف تحولني في لحظة من امرأة تلتف عليها أحزانها لتخنقها إلى امرأة تلتف عليها مشاعرها لترقص ؟!
#هيا_ادريس
#أورورا #شفق
#كتابتي
#Haya #HA
#Aurora
المطر صلاة لأولئك الذين يسمعون صوت الرب في الفرح.
#هيا_ادريس
#كتابتي
#أورورا #شفق
#Haya #HA
#Aurora
19.3.2020
أقف على الحافة منذ بداية شبابي ، لا يخيفني عمق الهاوية و لا يدهشني اتساع السماء ، و فكرة النجاة لا تعنيني ، فأنا أتوقع في أي لحظة السقوط أو الطيران ، ما يجعل حياتي قابلة للعيش هي الحرية التي أحصل عليها من هذا الوقوف ، كان كل شيء رائعاً ، حتى نظرتَ إليّ بعينين مليئتين بالربيع ، من تلك اللحظة أصبح يعنيني أن أنجو ، فمددت إليّ حبك و قلت بأنه حبل النجاة، أنا الآن على الحافة ، لا توجد إلا الهاوية من خلفي و من الأمام حبل حبك الذي أعلم يقيناً أنه سيلتف على رقبتي و يشنقني ما إن أتمسك به ، لكنني مستمتعة أكثر !
أنا الآن على حافة الشعور ، أكتب عشرات الصفحات في الساعة ، خلفي الموت و أمامي الحب ، و الموت و الحب وجهان لعملة واحدة.
#هيا_ادريس
#أورورا #شفق
#كتابتي
#Haya #HA
#Aurora
عسيرة الكورونا :
-ابتسامتكَ - تحفة الرب الفنية الأغلى على قلبه- ، حين انتهى منها نظر إليها كما ينظر عاشق إلى امرأته بعد ممارسة الجنس و قال " لتكن دواء لكل داء " ، لم يُنزل هذا الكلام في الكتب المقدسة ، لأنه أراده في مكان أكثر أماناً حيث لا يُشوه بتفسيرات غبية و لا تُنتهك قدسيته ، فأنزله على قلبي ، تقول بأنك مريض و بأنك عجزت عن إيجاد الدواء المناسب ، أقول لك الدواء منك و فيك ، الآن اذهب و انظر للمرآة ، انظر إلى صنع الرب المبدع !
هامش: لا خوف عليك من كورونا و لا خوف علي أنا التي أرى ابتسامتك كل صباح.
#هيا_ادريس
#أورورا #شفق
#كتابتي
#Haya #HA
#Aurora
13.3.2020
قلتُ: لا تتلاقى طرقنا يا حبيبي.
قلتَ: سأذهب معك أنّى ذهبتِ!
لم أتخيل أبداً أن الأمر سيكون على هذا النحو، سافرنا في رحلة، أمسكت يدي و مضينا إلى أعلى نقطة في تلك المنطقة، و هناك تحادثنا بتلك الكلمات فقط و من بعدها حلّ الصمت، عانقتني، التصق شعري الطويل برقبتك، بكينا كثيراً، أخرجتُ السكين التي أهديتني ياها في أول مرة خرجنا بها إلى البرية و قصصتُ شعري، تساقط نصفه على الأرض من قوة الرياح و الحزن و مددته لكَ، لم يعنيني يوماً شعري، أنت تعلم أنني كثيراً ما قصصته و غيرتُ لونه في فترة علاقتنا لكنك أحببتَ دائماً تلك اللحظة التي يلتف فيها شعري على رقبتك، أخدتَه و جلسنا، أسندتُ رأسي إلى كتفك، لم نشعل النار، لم نتكلم، لم ننم، في الفجر قلتَ مرة ثانية أنك سترافقني، رفضتُ بحزم، أعلم أن نمط الحياة هناك لا يناسبك، أنت رجل مليء بالحياة، لك ابتسامة تُفقد النساء صوابهن و قلب يعادل جميع قلوب الأمهات، تغني حين تستيقظ و تمتن لله على النعم القليلة في حياتك، في العمل يفضلونك دون كل زملاءك، تلاحقك قطط الجيران و كلابهم في طريق عودتك لتمسح على رؤوسهم، تتفنن في الطعام الذي تعده و تضيف له الكثير من التوابل و الألوان، في المساء يتحلق حولك الأصدقاء فيحلقوا حين تصور لهم الحياة بنظرة أخرى و لا يغادرون قبل الفجر، تصلي و تنام، و في كل تلك التفاصيل أحببتني و أحببتك، و لكني قلتُ لك سابقاً ليس هذا قدري، و كل ما فعلناها في تلك العلاقة هو تأخيري عن قدري.
"لا تتلاقى طرقنا يا حبيبي."
رجل مثلك لا يستطيع أن يذهب حيث أمضي فالناس هناك لا يؤمنون بالله، ينامون مبكراً، كلابهم شرسة، يأكلون صنفاً واحداً من الطعام طوال أيام السنة و قد فقدوا معظم أصدقائهم بسبب الحرب و الجوع و لا يميزون الفجر.
قلتَ: "ستمضي حياتك بشكل جيد و ستصادفين حبيباً آخر على نفس طريقك، ستكونين سعيدة و سيزداد إشراقك."
نعم أنا سعيدة لكن هذه مقارنة خاطئة، حيث كنا معاً كانت الجنة و الآن حيث أنا سعيدة تكون الحياة، فرق عظيم!
لم تمضِ أكثر من سنة هناك حتى صادفت الكثير من الشبان و لكن علاقاتي انتهت، دائماً كان نفس السبب و نفس الاعتذار "لا تناسبني امرأة بشعر قصير"، أنت تعلم أن الأمر لا يتمحور حوله و لكنهم شعروا أن جزءاً مني رغب بك دائماً و هذه هي الحقيقة التي رفضتُ الاعتراف بها و رفضتُ معها تطويل شعري، على أية حال لم يمر وقت طويل حتى تزوجت من رجل لا يعرف سوى اسمي و كنيتي و يحب الشعر القصير، يظل يقول أن الأنثى تبدو أكثر إغراءً بهذا، الحقيقة أنه رجل لطيف، يقرأ كتاباتي و يؤمن بي كثيراً، في يوم من الأيام أقترح أن أترك العمل و أكتب رواية ثم طلب أن أنشرها، قال بأنها ستجلب لنا المال و حينها نعود للوطن و ننجب طفلاً و نستقر، و بالرغم من أنني لم أكتب لأجل المال و كرهت الإنجاب، إلا أنني أردتُ الاستقرار، أحزم أغراضي الآن و أحمل هويتي الثانية بيد و روايتي باليد الأخرى أما الطفل يحمله زوجي، أتخيلك تقرأ كتاباتي للمرة الأولى بصوتي و تشهق قائلاً:"هذه التفاصيل عنا، هؤلاء نحن!".
"لم تكن طرقنا لتتلاقى"
ظننتُ أنني في يوم ما حين أعالج طفلاً بنفس لون عيونك سيهزمني و يجعلني أعود لكن قد مر العشرات لم يحركوا بي سوى الرغبة بالكتابة عن قصصهم، ظننت أنك ستترك كل شيء وراءك و تأتي لملاقاتي لكنك كنت دائماً تخشى فقدان الحياة التي تحياها، كل ما عشناه كان يصلح ليكون قصة لا أكثر، في نهايتها سأعترف بشيء لطالما كررت على مسامعك "لا أندم أبداً"، حسناً الآن أجرب شعور الندم للمرة الأولى في حياتي، لم يكن ينبغي أن أقص شعري.
#هيا_ادريس
#أورورا
"الحياة لحظة"
-اعتدتُ تدوين التواريخ المهمة في حياتي، كميلاد الأشخاص الذين أهتم لأمرهم، الأحداث المهمة في حياتي، و بدايات الأشياء دائماً كأول حب و أول قبلة و أول راتب و حتى أول حيض، أملك تقويماً خاصاً بأعيادي التي أحتفل بها كل عام و أرفع نخبها مع وحدتي، و بالرغم من هذا الهوس إلا أن اليوم الذي غير حياتي حقاً لم أعلم تاريخه لأنه ليس يوماً محدداً بل هي مجموعة لحظات في أيام متفرقة اكتملت في أحد أيام حزيران بلحظة أخيرة فجرت كل شيء، كان يوماً عادياً، تلعن أمي فيه الكهرباء و يشرب أبي كوبه العاشر من القهوة و يستمتع أخي بالصيف، أما أنا فكنتُ أحضر لامتحان الفيزيولوجيا الذي سيكون بعد أربعة أيام، توترتُ لدرجة لا يمكن وصفها فالفيزيولوجيا ليست مادتي المفضلة و لم أتعلم أبداً الطريقة المناسبة لدراستها، و كعادتي أهرب من المواد الصعبة بالانشغال بأي شيء، قررت أخد حمام ساخن، و بشكل تلقائي نظرتُ إلى نفسي في المرآة، رفعتُ شعري عن وجهي، لاحظت التعب الواضح، الهالات السود، الحب الناعم، الحواجب المبعثرة، الشعر الفوضوي، و لكن كان علي أن أواسي نفسي حتى لا أفكر في "كيف أبدو" بل "كيف أدرس"، رفعتُ شعري بكلتا يدي للأعلى و بشكل عفوي نظرتُ إلى ثديّ، كان المشهد غريباً، بدت لي كتلة صغيرة جداً، تحسستها، قاسية و ضخمة و مخيفة جداً، توقفت أصابعي عن الجس لثوانٍ، أول شيء خطر لي هو عمري و كما يقال في الأفلام مازلت صغيرة بعد على هذا، سكبتُ الماء على جسدي و آلمتني كل قطرة ماء، كما آلمتني كل الأيام التي مرت بدون فعل أي شيء، كما كل الأشخاص الذين عبروا و تركوني وحيدة في مواجهة الخذلان و كل المشاعر التي استهلكتها لأجلهم، خرجت بشعر مبلل و بسن أكبر و رغبة ألا يطول هذا، أخبرت أمي فوراً، لا أستطيع حتى اليوم نسيان الخوف في عينيها، أخبرتْ أبي و سرعان ما عرفت كل العائلة، لم ننتظر، بنفس شعري المبلل و خوفي ذهبنا إلى الطبيب، لأول مرة ركبت سيارة أجرة دون أن أضع سماعاتي و أظنها المرة الوحيدة التي فعلت بها هذا، راقبتُ الناس و الطرقات و كل ما أكرهه و أهرب منه إلى الموسيقا، طوال الشهور السابقة لهذه الحادثة قد مر علي أسوأ ما يمكن أن يمر على إنسان بنفس قدرتي على استيعاب الأحزان، كنت أبكي في كثير من الأحيان في الطرقات و أسأل الله عن حقي في العيش ثم أدعو على نفسي بالموت، بدت الطبيبة إنسانة مبتهجة جميلة، قالت أمي: هي دكتورة مهتمة بحالها و حلوة رح تكوني متلها.
قلت: ما بحب النسائية، بحب الجراحة التجميلية.
لكن الواقع أنني في تلك اللحظة لم أكن أعرف إلى أن سأمضي و هل سأعيش إلى وقتها.
سألت الطبيبة: شو عم تدرسي؟
أجبتُ: طب بشري، لساتني سنة تانية ما تختبريني بشي.
ابتسمت، ثم قالت: ما في شي بخوف بس لازم نتأكد، في بعيلتك سرطانات شي؟
قلتُ: نعم.
قالت: أقارب درجة أولى؟
قلتُ: نعم
قالت: أي هو بس إذا معن سرطانات ثدي أو مبيض أو بروستات
قلتُ: عمتي الله يرحمها كان معا سرطان دم و بابا معه سرطان بروستات
عدلت الجملة التي قالتها سابقاً لتصبح ما في شي إن شاء الله بس جيبي الصورة لنتطمن.
كنت طالبة في السنة الثانية لا تملك معلومات كافية الا أن الكتلة تعني السرطان و السرطان يعني الموت، و بالرغم من إني لا أحب الحديث عن هذا إلا أن كون أبي يعاني من هذا المرض فهذا بالنسبة لي سيكون الموت المحتم لي، كان علي الانتظار حتى اليوم التالي فمركز الأشعة قد أغلق، هذا هو الانتظار الأثمن في حياتي، و لعله هو الذي حدد الطريقة التي أحيا بها الآن، سألتني أمي اذا ما أرغب في شيء
طلبت شاورما، توقفنا في مكان ما و التهمتها بحب، كانت الألذ، انعكس الغروب على وجه أمي بطريقة جعلته وديعاً.
سألت: رح يستأصلوه مو؟
قالت: حسبي الله وين بروح عقلك و كيف بتضخمي الأمور.
قلت: بس الجينات!
قالت: قلبي محسسني إنو ما في شي بتثقي بأمك و لا بالجينات!!!
قلت: ضاع كتير وقت خلينا نرجع بدي أدرس.
عدتُ إلى المنزل لأتحدث بغباء مع حبيبي السابق الذي آذاني كثيراً في علاقتنا ثم حين شعرت بغباء ما فعلته تركت هاتفي، و أمضيت كل الوقت أحدق في كتاب الفيزيولوجيا، أفكر في اللحظات التي ضاعت مني، في معنى أول قبلة و أول راتب؟ هل هذا مهم حقاً، في السنة الماضية حصلت على أول راتب و في السنة التالية فقدت عملي هذا محبط حقاً، في السنة السابقة كنت أعيد إحياء ذكرى حبي الاول مع حبيبي، في السنة التالية أنا ألعن كل ذكرياتنا، في الحقيقة كل الصور، كل الذكريات و كل التواريخ المهمة لا قيمة لها، كل المقارنات التي يوقع الإنسان نفسه بها بينه و بين الآخرين و بينه و بين نفسه في أوقات متفرقة لا قيمة لها أبداً، هذه الحياة لحظة واحدة و التقييم لا يمكن أن يكون أبداً حقيقياً لشيء يزول، نحن أبناء اللحظة الراهنة فحسب و الشيء الوحيد الذي له قيمة أن يستثمر الإنسان هذه اللحظة فيما يسعده أولاً ثم يعود بالمنفعة على الآخرين، و العلاقة الوحيدة القيمة في هذه الحياة هي علاقته مع نفسه، كنت أتبع هذه الاستنتاجات بجملة و
سألتُ مرة ما الحب؟
قالت مراهقة: سعادة، هكذا كلمة نكرة بلا تعريف تحتمل العديد من الاحتمالات.
و بكت أرملة: خوف، لا يوجد أمان ستفقد نفسك قريباً.
قال علماني: هرمونات لا أكثر.
و قال متصوف: الله فقط.
قاطعه عدمي: الجنس.
بصوت لطيف نطق طفل: حلويات و الكثير من الشوكولا.
ثم قالت كاتبة: كالإلهام، لا تستطيع إمساكه أبداً عليك فقط استغلال اللحظات التي تشعر بها فيه و من ثم استغلال أثره على حياتك.
ارتجفت مسنة: التضحية.
و رفع أب يده: الزواج.
فأشارت الأم إلى بطنها: انعقاد شخصين بطفل.
في ذاك اليوم أسكتهم جميعاً و قلتُ بعبثية الحب هو الحرية.
ذات حب، كنتُ الجميع من المراهقة إلى الأم، و لم أكن أشعر أبداً إني حرة بل كنتُ أشعر بالقيود بسبب تلك المسؤولية الملقاة على عاتقي لألعب أدوارهم و أفكر بطريقتهم، لكن الآن أنظر للواقع أعمق، لقد جعلني الحب أختبر عدة حيوات في حياة واحدة، لقد حررني من نفسي فكنت الجميع، إنها الحرية العظمى، أعظم من أن يكون الإنسان مقيداً بدور واحد بلا حدود!
#هيا_ادريس
#أورورا
إنها الأغنية الأولى التي تهديني إياها، أرسلتها صامتاً بلا أي تعليق و هذه هي المرة العاشرة التي أستمع إليها لكنني لا أستطيع أن أبقى صامتة و يعذبني كوني خائفة من الحديث المباشر معك حولها، و لأنني أمجد الحرية و أعلم أن السبيل الأول لها هو التحرر من الخوف؛ أكتب ليكون كل جزءٍ مني؛ بما فيني من كلمات و مشاعر حراً حتى في خوفي..
في المرة الأولى، أصابتني حالة النشوة الموسيقية و تساءلت عن حقيقة هذا الشعور و حقيقة أن تكون الأغنية لي..
في المرة الثانية، حللتُ المعاني..
في المرة الثالثة، راقبتُ ترتيب الحروف في الكلمات، كيف توالى الجهر و الهمس، لأن البقاء على رتمٍ واحد مملٌ للغاية في الغناء كما العلاقات..
في المرة الرابعة أغمضتُ عينيّ، تجاهلتُ الكلمات و ركزتُ على الموسيقا، يغلب عليها الكمان و البيانو..
في المرة الخامسة، تحررت من جسدي و صرتُ أتبدل بين البيانو و الكمان، كان جسدكَ هو القوس حين كنتُ الكمان و كانتَ أصابعك هي من تصدر الألحان حين كنتُ البيانو، نحن معاً لحن لا يتوقف..
في المرة السادسة، درستُ العلامات الموسيقية التي تسيطر على الألحان من ال "دو قرار" إلى ال "دو جواب"، الارتفاعات و الانخفاضات و في بعض الأحيان الصمت..
في المرة السابعة، حللت التصوير الذي تمت به الأغنية، اللافت أنه بالأبيض و الأسود و في عالم التصوير يستخدم هذا النمط حين يكون التركيز على المشاعر هو المطلوب، تتراءى لي صورتكَ بالأبيض و الأسود، أستطيع رؤية مكامن الإضاءة فيكَ، قلبكَ، عيونكَ، فمكَ، يديكَ، قلبي النابض في قلبكَ..
في المرة الثامنة، نبتت لي إصبعاً جديدة، لمستُ فيها الصلوات الصادرة عنك كي نكون معاً بأي طريقة في غربتنا هذه حتى لو صرنا أغنية...
في المرة التاسعة، فهمتُ كل الأسباب التي دفعتكَ لإرسال مثل هكذا أغنية لي، أغنية تخترق جلدي و عظامي و تحرر روحي..
أنا الآن في المرة العاشرة و هذه هي المرة الأكثر عظمة، لأنني منذ زمن لم أحظ بإلهام بهذه القوة، و أصابعي باردة لم يمر فيها دفقة شعور تدفعني للكتابة، و كما تعلم استحضار الكتابة ليس بالأمر الجيد..
أحاول الآن فهم الحياة، ليست الحياة بالضبط بل كيف تحولت امرأة مثلي لآلة موسيقية و صارت مستعدة لإطلاق الألحان؟!
#هيا_ادريس
#أورورا
في المراهقة ربطتُ نصف قلبٍ حول عنقي و تظاهرتُ بأن النصف الآخر مع حبيبي، لوقت طويل ظننتُ أن هذا الخيال أشبع حاجتي للتمرد، في الشباب أضعتُ العقد فاكتشفتُ أن هذا لم يكن له علاقة بالتمرد أبداً إنما كان مريحاً لفتاة مثلي أن تعقد كل يوم حول عنقها عقداً يشعرها بأنها طبيعية و يحميها من حقيقة أنها مخلوقة بنصف قلب.
#هيا_ادريس
#كتابتي
#أورورا #شفق
#Haya #HA
#Aurora
#مراهقة #شباب
قلتُ : "لأنكَ تحب القمر !" هذا ليس سبباً لقولكِ "أعرفكَ و أفهمكَ" ، ما تعرفينه أنني كثيراً ما أطيل النظر له و هذا مرتبط بحقيقة أنه ما من أحد لا يحب القمر ، أنتِ لا تسمعين موسيقا ياني كلما نظرتُ إليه فرحاً ، و لا ترين قبلات العشاق المختئبة خلفه كلما جئته متمرداً ، أنتِ لا تعرفين اكتئابي الذي جعلني أحط منه و أراه كومة صخور ، و من ثم يأسي الذي رسمه لي الخلاص ، و الأسوأ منه شعوري بالعبثية فأراه لا شيء ، أنتِ لم تغرمي من قبل لذلك من الصعب أن تفهمي كيف أرى وجه حبيبتي فيه إذا ما أحببتُ ، تحسبين الأمر أنني عاطفياً لكنني في الواقع لا أجده هكذا بل هذا يعني أنني أملك مليون شخصية و لمن المعقد أن أتصالح معها جميعها لأنني لم أعرف كل واحدة منها بشكل كامل بعد ، فكيف تقولين بحق السماء أنكِ تفهميني و أنا لا أفهم نفسي؟!!
قالت : في الواقع لا أحد يحب القمر ، هم معجبون به ينظرون له حين يبحثون عن الجمال فقط و هذه حالة واحدة لا تجعل من نظراتهم حباً ، أما أنتَ فتستغرق فيه دائماً بغض النظر عن الشخصية التي تكون عليها و ما من أحد يفعل هذا إلا بدافع الحب ، أوافقك من الصعب أن نفهم أنفسنا و من المستحيل أن نفهم الآخرين ، لكن ما أفهمه أنه من الطبيعي لشخص مثلكَ ألا يكتفي بشخصية واحدة و لا أراك عاطفياً بل نقياً لأنك تحب بكل شخصياتك و بالرغم من أن هذا صعباً بالمقارنة مع شخص يمتلك شخصية واحدة إلا أنه حقيقي.
كانت طريقتها في الحديث مبهرة لم أتمكن من الإجابة ، لقد حضنت بكلامها المليون شخص بداخلي ، رفعتُ رأسي للسماء و نظرتُ إلى القمر فرأيتُ وجهها.
#هيا_ادريس
#كتابتي
#أورورا #شفق
#Haya #HA
#Aurora
11.5.2020
أتلفوا القصائد !
"إنسان" كلمة واحدة من خمسة حروف فقط هكذا خُلقنا ، لكنهم لم يكتفوا بها و قالوا بأنها كلمة غامضة تحتاج المزيد من التفسير ، فأضافوا للكلمة في بعض الأحيان تاء مربوطة و خلقوا بهذا أول تمييز عنصري في الدنيا ، ثم قالوا بأن الكلمة تحتاج لكلمة أخرى فلا يمكن أن تكون إنسان/ة دون أن يُلحق بك شرقي للتعبير عن تخلفك أو غربي للتعبير عن انفتاحك فاخترعوا شتيمة لشعوب بأكملها فقط لأنهم خُلقوا في منطقة جغرافية معينة، ثم طلبوا أن نسمي أولادنا فسمينا آدم و حواء فقالوا إما أن تضيفوا كلمة أخرى أو تسموا محمد ، جورج ، زينب ، سارة و مع موافقتنا على هذا صارت الكلمة جملة و لم يعد بإمكاننا إيقاف تدفق الكلمات ، أسود ، أبيض ، غني ، فقير ، مدنيّ ، ريفيّ ، محجبة ، غير محجبة ، ...الخ فصارت الجملة جملتين ، ثلاثة، أربعة ، خمسة و فجأة وجدنا أنفسنا قصيدة ! قصيدة سيئة ألفها شاعر بلا شرف و كي لا يخرج عن الوزن أخرجنا عن إنسانيتنا ، و عشنا حياتنا نرددها إلا أن حدثت طفرة و تعلم أحدنا الحذف ، حينها امتلك بعضنا الجرأة كي يحذف القصيدة بأكملها ، مما أخاف الشاعر فقد علم أن قصيدته محكوم عليها بالإتلاف و لكي يحميها كفّر كل من يحذفها و لا ينقلها لأبناءه ، لكن من امتلكوا الجرأة لحذفها عرفوا الله و طلبوا أن يكون بجانبهم فاستجاب لهم و حدث ما هو أعظم من الطفرة ، لقد علمهم الكتابة ، فأحرقوا القصائد بمقابر جماعية ، يُقال بأن رائحة الدم و الموت تفوح منها حتى الآن ، و علموا اولادهم الكتابة بدلاً من أن يلقونهم القصيدة ، فصرنا من ذلك الوقت نسمع عن أناس كتبوا أنفسهم كخاطرة صغيرة عميقة و آخرون صاروا قصة قصيرة من حدث واحد فقط ، بعضهم صار رواية من مئة صفحة بمئة تجربة و بعضهم فضل أن يكون سلسلة روايات مملة ، هناك من احتفظ بحبه لمفهوم القصيدة لكن كسر الوزن و وضع نفسه فوق الوزن ، لا يهم فهذا خيار خاص بكل واحد من هؤلاء ، ما يهم في كل هذا هذه الخطوة الكبيرة التي أخذناها حين تعلمنا الكتابة و صرنا نكتب أنفسنا كما نريد، أرجوكم تعلموا الكتابة ، و إذا كان من الصعب تعلم الكتابة عودوا فقط كلمة واحدة من خمسة حروف ، المهم أن نسارع بإتلاف القصائد قبل أن تُغنى فتعلق بأذهان الناس و نعلق بالدم للأبد.
#هيا_ادريس
#كتابتي
#أورورا #شفق
#Haya #HA
#Aurora
1.5.2020
"معك ما بخاف"
كيف تفعل هذا؟ كيف تبعد عنه كل الأشباح و الشياطين دون أن تتأذى و كيف تبتلع خيباته و عقده دون أن تختنق، و هل تصب الشجاعة في قلبه بقبلة أم عناق؟ هل هذا هو الحب في النهاية ؟ الحرية من الخوف؟!
#هيا_ادريس
#أورورا
https://m.youtube.com/watch?v=AQG2fu2k6As&feature=share
#يوميات_الحجر
بقيتُ أتحدث مع أصدقائي البارحة حتى ما بعد شروق الشمس ، كانت الساعة السادسة ونصف صباحاً حين اقترح أحدهم أن نسمع جميعنا أغنية "وحدن" و نحن ننظر إلى السماء من شرفات منازلنا ، قال " دعونا نتجاوز الخوف ، دعونا ننظر إلى الشمس الواحدة و نتعاهد أننا سنتحفظ بصداقتنا مادامت الشمس تشرق" ، بدأتْ الأغنية " وحدن بيبقوا متل زهر البيلسان " ، ثلاثتنا ننظر إلى بعضنا بشغف و شوق لم نختبره طوال فترة الحجر ، "وحدهن بيقطفوا وراق الزمان... بيسكروا الغابة... بيضلهن متل الشتي بدقوا على بوابي.. على بوابي" ، وجه صديقي الهاتف نحو الشمس ففعلنا ذات الشيء دون أي أمر ، شموس أصدقائي المشرقة من الشاشة الضوئية كانت أجمل من شمسي فنظرت إليها، الأغنية تستمر و الشمس تنقل مشاعرنا لبعضنا ، وصلت فيروز الى مقطع " برج الحمام مسور و عالي ... هج الحمام بقيت لحالي" ، نحن الآن نعرف ما تعنيه هذه الجملة ، نعرف أننا نحب الحمام و كل الأشياء بطريقة خاطئة ، و أننا حين نحب نبني أسواراً عالية من حجارة التملك ، و بالرغم من معرفتنا أن الحمام يعشق الحرية و أنه سيبحث عنها بأي ثمن ، نتفاجئ حين نستيقظ في أحد الأيام لنجده و قد غادر ، و ندخل في دوامة من الشعور بالوحدة و لا نعلم أننا سعينا إليها ، بدأتْ مشاعري تتصاعد بعد هذا المقطع بشكل لا يوصف ، أعدتُ الكاميرا إلى وجهي و ناديت بأسماء أصدقائي ، وجدتهم مثلي شاردين بمشاعر مثارة ، "يا ناطرين التلج ما عاد بدكن ترجعوا ... صرخ عليهن بالشتي يا ديب بلكي بيسمعوا " ، بعد هذا المقطع لم اسمع إلا صوت الكمنجات و دموعي ، بكيتُ بالرغم من تماسكي طوال هذه الفترة ، و بعد لحظة اختفى صوت الكمنجات ليحل مكانه سيمفونية من بكاءنا نحن الثلاثة ، الشمس ازدادتْ حرارة على نحو غريب ، قال صديقي: "الهواء يخنقني سأعود للغرفة " و كتم صوت المكالمة لكنني كنت أسمع شهقاته بالرغم من ذلك ، قالت صديقتي و هي تنظر مباشرة في عينيّ " صعبة ، صعبة ، لماذا تأخر في مصادقتهم ؟ لماذا وصل إلى هذه المرحلة من الندم؟ " ثم شهقتْ ، و أنا في كل ذلك صامتة لأنّ الندم الذي لم أشعر به طوال حياتي أخضعتني له أغنية ، "ضوي قناديل و انطر صحابي.. مرقوا... فلوا بقيت ع بابي لحالي" ، قلتُ حينها: لا الأجدر أن نسأل لماذا لم يفهمهم ؟ لماذا لم سجن نفسه في الندم بدلاً من أن يفرح لخيارهم الذي قادهم للحرية حسب منظورهم؟ ، "صرخ عليهن بالشتي ياديب بلكي بسمعوا !" ، انتهتْ الأغنية و لكن الشعور لم ينتهِ ، قالتْ صديقتي: "خططنا لسماع أغنية ، توقعتُ أننا ربما سنغيها بأصواتنا القبيحة ، لكن أن نبكي في النهاية ! "
قلتُ: لأن الندم أقوى و أسوأ شعور و في هذه الأغنية عاشه الكاتب بكل تفاصيله ، عاد صديقي بعيون منتفخة و قال : " تباً، الجلوس في المنزل يجعلنا دراميين أكثر ، سابقاً لم يكن لدينا الوقت لنشعر أما الآن سيكون الوضع كارثي" ، قالتْ: "انظروا للشمس الآن ، قلتُ : أحبكم ، قال : أحبكم أحراراً.
#هيا_ادريس
#كتابتي
#أورورا #شفق
#Haya #HA
#Aurora
الموسيقا هي يدي الثالثة حين تعجز يداي الاثنتان عن لمسك.
#هيا_ادريس
#كتابتي
#أورورا #شفق
#Haya #HA
#Aurora
*ذكرى وفاة العندليب الأسمر الذي يكاد يكون يدي ما قبل الاولى !
*أرسلوا لبعضكم الساوندات كلود المميزة له و دعونا ننسى معاً كل هذا القلق.
قالوا بأنّ العالم انطفأ في الخارج لكنهم لا يعلمون أنّ شعلة الحب في قلب هذا الشعب تنير الدنيا بأكملها حياةً !
#هيا_ادريس
#أورورا #شفق
#كتابتي
#Haya #HA
#Aurora
هامش: خلونا نتفاءل شوي لأني ما في شدة إلا و بتزول.
تضيق الأرض بالإنسان ، ثم تتسع بإنسان !
#هيا_ادريس
#كتابتي
#أورورا #شفق
#Haya #HA
#Aurora
أقدس الموسيقا ، الطبيعة ، البحر ، الفجر ، القمر ، المشي ، الطرقات المهجورة ، العيون الجميلة ، أصوات الأطفال ، ضحكات أصدقائي ، قصص جدتي ، المشاعر المرمية على الطرقات ، الحب ، الإيمان ، الخوف ، الحزن ، و كلّ القصص التي لم يُكتب لها أن تُكمل ، باختصار أقدس كلّ الأشياء و كلّ الأشخاص الذين يثيرون فيّ الرغبة في الكتابة ، لكن كيف أفعل معك ؟ أنتَ الذي لا تثير فيّ الرغبة في الكتابة فحسب ، بل تثير فيّ الرغبة في الحياة ، تلهمني الكلمات و الحياة فماذا أريد بعد ؟ كلّ الأشياء المقدسة في كفة و قدسك في كفة ، و الكفة تميل دائماً للقلب يا ملهمي !
#هيا_ادريس
#أورورا #شفق
#كتابتي
#Haya #HA
#Aurora
14.3.2020
أنا أشطب أمنياتي الكبيرة، الحمقاء، والجامحة، واحدةً تلو الأخرى.. أراها تتهاوى كالشّهب؛ بيدَ أنّها ليست شهبَ تحقّقِ الأماني
أخشى أنّني وصلت إلى نهاية رصيف الشغف؛ فاليوم أناجي اللّه النّجاة، ولا شيء سوى النّجاة..
#آلــان ✨