يستطيع الإنسان أن يحترق
وهوَ جالسٌ إلى جوارك
دون أن تُلاحظ
ولا يترك ذرة رماد عَلى المقعد
مَا كُلُّ نَفْسٍ نَسْتَطِيْعُ فِرَاقِهَا
فَفِرَاقُ مَنْ سَكَنَ الفُؤَاد مَمَاتُ
فَإِذَا صَمَتْنَا وَالحَبيْبُ مُهَاجِرٌ
بَعْضُ الشُعُوْرِ تَخُوْنُهُ الكَلِماتُ
فَالصَمْتُ لَا يَعْنِيْ الِرضَا لَكِنَّنَا
مَوْتَىٰ فَهَلْ يَتَحَدَّثُ الأَمْوَاتْ
أنا إمرأةُ الوداعات
أتقِنُ مُغادرة كُل شيءٍ
حَتى لا يَتبقى لدي سوى إسم الذِكرى
وأحيانًا لا يبقى شيء
أمتلكُ ذاكرةً تمحو كُل الأشياء
الأماكن ، الأشخاص
ولكلِ شيءٍ تاريخ صلاحية في ذاكرتي
ما كانَ لهُ ثقلٍ في وقتٍ ما
يصبحُ بَعد حينٍ هشيمًا
تذروهُ الرياح
كُل السّيوفِ وإنْ تَزامنَ وقعُهَا
اخفُ وَقعٌ مِن سَهمِ عَينَاكِ
فَقَتيلُهَا يَرتَاحُ مِنهَا مَرةً
وقَتيلُ عَينُكِ حيُّ ميتُ الإدْراكِ
وَتَبسّمَتْ لمّا رأتني ضاحكًا
والدَّهْرُ من حُسنِ اللقاءِ تَبَسَّما
والله لم نُبدِ الغَرام صَراحةً
لكنّ طَرفَيْنا بِذاك تكّلما
أنا الغرابة
أنا تعريف التناقض ، أنا الغُموض بذاته
تفشل كُل المُحاولات التي تُخاض لفهمي
لا مزاج ثابت لي ، مُتقلب ما بين الدقيقة والأُخرى
فتاة يملؤها الحنان المُفرط
وتغزوها العاطفة بين الحينِ والآخر
رُبما تمتلك قليلًا مِن الغُرور ولا ملامة في ذلك
تميل للتواضع والعادية ، وتُبسطها البساطة
تعكس ما يُظهر لها ، خفيفة لن تُلاحظ سوى ظلها
أظن مُصطلح الهُدوء رُبط بها ممن حولها
لها جنونها ولكن مع من تأمن برفقتهُم
البوح عدوّها الأبدي
ولذلك الصمت الدائم أصبح أول صفاتها
الإنسحاب إحدى حلولها
عِندما تشعُر أنها ثقيلة ومرفوضة
الوحدة والعُزلة إنتمائها ، تأنس برفقة نفسها
مُمتنة لكُل شيء رُغم اليأس الذي يجتاح حياتها وإنعدام مُسببات العيش .
مَيزني عَن الجميع
ليس مِن العدلِ أن أكون شخصًا عاديًا
إما أن أكون الأولوية أو العدم
لأنهُ ليس مِن العدلِ أن أراك الجميع
فتراني مِن ضمنهُم
وليس مِن العدلِ أن ترى عيناي عاديتان
وأنا أرى عيناك مُحيطًا غارقةً بهِ
وليس مِن العدلِ أن تراني جُزءٌ مِن المكان
وأنا أراك كُل المكان
وليس مِن العدلِ أن تراني نجمةً
وأنا أراك كُل المجرات
مَيزني عَنهُم كما أفعل
إبتسم عِندما ترى طيفي آخر الرواق
مَيزني بين الكثيرين ، إجعلني الكثيرين
إنني أراك وطنٌ وأخاف أن تُسلب
أراك بيتٌ وأخاف أن تُهدم
أراك كُلي وإكتمالي
أخافُ أن تراني قمر بدايةِ الشهر
وأنا أراك إكتماله
أخافُ أن لا تأخُذني عَلى محمل الجد
وأنا أراك كُل الأشياء وكُل القرارات المُهمة
أخافُ أن تراني سطحيةٌ
وكُل رسائلي العميقة كانت لك
ياليتني كُل الناظرين إليك
وياليتني كُل وجهاتك
أخافُ أن تراني مُحبًا عاديًا
ومَحبتي لك تسكُن صدري أكثر مِن قلبي
أخاف مِن أنّ مَن أرى عيناهُ وطني
يرى عيناي عاديةً ..
قلت لك لن تفهمني
أنا السطور الغير مكتوبة
الأفكار الغير قابلة للتنفيذ
حينما قررت الكتابة عن نفسي
إنسكب الحبر وامتلأت الورقة
وعجزت الأحرف عن وصفي
ما مفتهم روحي وما أعرُف وين
عِشت بِسمار بفطور الحياطين
لا أحد فُگدني ولا شِفت ناس
عَيشوني بظلام بصور مَيتين
عموها عيوني فدوة وما گلت ليش
مِثل ما تعمى ذنيچ السچاچين
النهار يُمر عَليهُم وآني فانوس
الساعة تمُر عَليه تعادل سنين
تعبت وروحي جزعت مِن العتاب
كُل ما أريد أسولف تغرگ العين
أنا بيه سوالف تشتهي الموت
ويگُلي الموت لا مو هَسه بَعدين
يسألوني وأگُلهُم عايش بخير
أنا چذاب عِشت العُمر مو زين
هاي الناس تضحك وآني مَهموم
عشت حُر بَس شلت ضيم المساجين
بَعدني بعِز شَبابي وبيّن الشيب
ويني ووين شيبي وعُمري عشرين
بَعدني صغير مو مالت حِزن دوم
ما شابع لعِب ويه الجوارين
يا روحي صُبري سنين وتهون
وإذا ما هانت أگطعها الشرايين
وطَريقي ما طَريقي
أطويلٌ أم قصير
هل أنا أصعَدُ أم أهبِطُ فيهِ وأغور
أأنا السائِرُ في الدربِ أم الدربُ يسير
أم كِلانا واقِفٌ والدهرُ يجري
لستُ أدري ..
في مِثل هَذا اليوم منذُ سنواتٍ عديدة
ولدت فتاةٌ جميلة وكبرت
لتصبح نجمة وسط السماء الصافية
أتمنى لها الخير والسعادة
لما تبقى مِن حَياتها
أتمنى أن تكون بخير دائمًا
هذهِ الفتاة هيَ أنا
أكره فكرة أن أكون اِمرأةً مُتلونة
أنا اِمرأة لديها هوية واحدة
في التعامل
" إما أبيض أو أسود "
لا أستطيع التلّون
أن أُغير درجاتي وفقًا للأخر
ولكي تكون مُطمئن مَعي
لن تكون عددًا زائدًا
إما أن أمنحك محبتي الخالِصة
وشعوري المُترف
أو أن أعفيك مِن التواجد في حَياتي
هَكذا أنا
حقيقية أكثر مِن اللازم.
إذا حَل الريالُ بأرضِ قومٍ
يقولُ القومُ قَد جاءَ العَريق
سيبقى سيدُ الأبطالِ حَتى
تَزول الأرضُ أو يُفنى الفَريقُ
المؤسف في هَذا الأسى
أن هَذهِ المواجهات كُلها
وأنتَ ما زلت في أول المطاف
ماذا عن بقية العُمر إذن
بالرُغُم مِن أنني حين أُحب الأشياء
أتَمسّك بِها إلى حَد الإنتماء
إلا أنني على إستعداد تام لبَتر أي
جُزء لَم أعد أرغب بهِ وبخفة مُتناهية
مِن المُخيف أن تملك مشاعر عملاقة
ولا يُمكنك تسريب ولو كلمة واحدة
نحو الإتجاه المطلوب .
أعرفُك
أنتَ الذي تُشيح بوجهك
حينما يغمرك التعب
أنتَ الذي تختار الكلمة بجُهدٍ بالِغ
كيّلا تُصيب من حولك فيها
أنتَ الذي تصرُ عَلى أن تمد يدُك
ولو هيَ مُتعبة
أعرفُك
أنتَ الذي تمنح الآخرين ما ترجوه
وما في قلبُك يضخ عَلى وجهِك
فيتضح ما فيهِ مِن عتبٍ أو محبةٍ
وفي لمستك
كُلَّ ما عجزت عَن قولهِ
أن يُكتب في نهايةِ قُصتنا
أن السعي كان في الإتجاه الصائب
وأن العوض أنسانا ما فقدناهُ في الطريق
وأننا أخيرًا ولأولِ مَرة شاهدنا تخيلات
كُل ليلةٍ مُجسدة أمامنا ، نلمسها
ونبتسم ولا نخشى تبخرها أو تحولها لسراب
وأن قلبنا صار بمأمن .
تُطاردني يوميًا
الأحلام التي لَم أُحققها
والأشخاص الذين لا أستطيع تجاوزهُم
والأماكن التي لا يُمكنني نسيانها
والأفكار التي تغلي بعقلي ولا تهدأ
حَتى نفسي ، نفسي القديمة
تُطاردني يوميًا