"صباح الخير..
يلفتني المرء الغير مُتكلف، الذي يعيش ببساطة مُطلَقة
مهما بدا جحيم الحياة مِن حوله، المرء الذي لا يتقمص
أدوارًا لا يُجيدها، المرء المحشو بالأدب.."
لا صُبح في أفقي يلوحُ ويعتلي
صبري عجولٌ والترقبُ موجعٌ
وغدا سؤالي حائرًا ماذا يلي؟
وأصمتُ حين تؤلمني جراحي
وأقسى من أنينِ الجُرحِ صمتُ
كتَمتُ البَوحَ حتى صرتُ وحدي
وعند اللهِ حين خَلَوتُ بُحتُ
إِنَّ العُيونَ عَلى القُلوبِ شَواهِدٌ
فَبَغيضُها لَكَ بَيِّنٌ وَحَبيبُها
وإِذا تَلاحَظَتِ العُيونُ تَفاوَضَت
وتَحَدَّثَت عَمّا تُجنُّ قُلوبُها
يَنطِقنَ وَالأَفواهُ صامِتَةٌ فَما
يَخفى عَلَيكَ بَرَيئُها ومُريبُها
- محمود الوراق.
"عبثا أحاول أن اراك ونلتقي
حبا فأظهرللقاء تشوقي
فلعلني ألقى سنائك صدفة
من دون تخطيط ووعد مرهق
يامن أحب لقائه ويحبني
قل لي متى بالله فيك سألتقي؟ "
اللَيْل مُتعدِّد ، وأنا واحِدة
قَد يُفَكِّرُ الناس في كل شَيْء
في أي شَيْء
في الدِفْء ، في النوم
في ساعة الصَباح المَشؤومة
الَّتي سيرن فِيها جَرَسَ المُنبِّه،
فيما بعد الاستيقاظ،
في تَعِبَ الدُنْيا مَشِيب التَعِبَ
مَواعِدُ لا تحَصَلَ ولِقَاءات مُرتَّبة
صَدَف ، ورَسَائِلُ ، صُفُوفًا من الغَيْم
الَّذي لا يَمْطُرُ .
أما أنا أَفْكَرَ في ضعف ذلك.
يَستَأسِدُ الهَمُّ فِي صَدرِي فَأدفَعُهُ
بالذِّكرِ وَالدَّمعِ والإلحَاحِ فِي الطَّلبِ ..
أدعو عليكَ بأن تُصاب بدائي
وتموتَ شوقاً ميتَةَ الأحياءِ
وتسير بين العاشقِينَ معذّباً
ظمآنً مثلي دون رشفة ماء
"أين الذي أقسمتُ حين تركتهُ
أن لن أزور بلهفتي ذكراهُ؟!
فتزورني الذكرى كصبح جبينهِ
وأزورها متناسيًا سلواهُ
والليل يأتي ثم أقسم مرةً
أخرى فأحنثُ مؤمنًا بهواهُ
فكأنّني بين الرجاءِ وضدِّهِ
طفلٌ يُخيّرُ أمهُ وأباهُ"
ربي إليك يمَّمتُ الفؤادَ مُبلَّلَا
بندى اليَقِينِ يفيضُ بينَ دُعائِي
أنا في دُجَى همِّي وحيدٌ ليسَ لي
إلَّاك فارحمْ زفرتِي وبُكائِي ...