"وَزَكَرِيَّآ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُۥ رَبِّ لَا تَذَرْنِى فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْوَٰرِثِينَ". (الأنبياء:89)
في هذه الآية يتمثل أدب الدعاء في أجمل وألطف صُوَرِه!
حين طلب نبي الله زكريا - عليه السلام - من الله أن يرزقه ولدًا يكون له وريثًا من بعده، وناداه ألا يتركه وحيدًا لا ولد له.. قال نهاية دعائه: "وأنت خير الوارثين"، أي: أنت خير وريث، وأنت أبقَى من الولد الذي أدعوك أن ترزقني إياه.
فقدَّم الرضا والاطمئنان لأمر الله على كل حال، سواء رزقه الله بالولد أم لا، وهذا سر من أسرار استجابة الدعاء!
أن تدعو الله وأنت ترجوه، تطمع في رزقه فقط، وتترك الأمر لمشيئته وحدها، فيخلو الدعاء من أي اعتراض على قضاء الله وقدره، وهنا يكمن السر، ولهذا جاء أمر الله - عز وجل -: "فَٱسْتَجَبْنَا لَهُۥ وَوَهَبْنَا لَهُۥ يَحْيَىٰ".
- منة شرع
"الدنيا.. وعابر السبيل"
مقالي الجديد على شبكة الألوكة:
https://www.alukah.net/sharia/0/156857/الدنيا..-وعابر-السبيل/
يَحيَا الإنسانُ على هذهِ الأرض في حِيرَةٍ حولَ ما يَجِب أن يفعل،
ويكفي أن يعتقد أنه في كُل لحظةٍ وفي كُل موقفٍ..
إذا استطَاعَ أن يفعل شيئًا - ولو بسيطًا - يجعل حياته وحياة مَنْ حَولِه أكثر نورًا؛ فقد قامَ بدَوره في هذه الدُّنيا،
وألَّا يُغادرها وفي نفسِه شيءٌ إلا وقَد أعطَاه.
- منة شرع
في جميع الأيام التي قضى الله أن أحياها في هذه الدنيا.. كانت تتجلَّى لي حقيقة أن قوانينه - عز وجل - هي الأصلح لحياة البشر، وأن سعادتنا وشقاءنا يرتبطان ارتباطا وثيقا بمدى اقترابنا أو ابتعادنا عن هذه القوانين.
دائمًا تعود الأمور لهذه الحقيقة، دائمًا.
- منة شرع
نصف حلول الدنيا تكمن في التقبُّل، وأن يتوقف العقل عن التساؤل "لماذا؟" و "كيف؟".. بعض الأمور من المُقَدَّرِ لها أن تحدُث وليس لنا من الأمر في ذلك من شيء، وما يخلُفُه عدم تقبل حدوث الأمر لذو أثرٍ شديدٍ على النفس، سيزول بمجرد التسليم، والخروج من دائرة عدم القدرة على استيعاب الأمر، فما حدث لن يعود باعتراضك ولا تساؤلاتك، هوِّن عليك، وتقبَّل.. تطمئنّ وترضَى، ويُرضيك اللّٰه. ❤️
- منة شرع
كثيرًا ما أُفكِّرُ في أحوال النفس البشرية، والذي أستنتجُهُ في كل مرة أن مَن كانت نفسه البشرية تستمِدُّ قيمتَها من البشر اضطرَبَ باضطرابهم، وتقلُّب أهوائهم، وصارت نفسه مُعَلَّقة بين أيديهم يُقَلِّبونها كيفَما يشاؤون.. يومًا تصبح في أشدِّ حالاتِها سعادةً، وغدًا تغدو في أعمَق حالاتِها بؤسًا؛ لأنها تستند إلى أكثر الأشياء تَغَيُّرًا، وتتغيَّرُ مع آرائهم التي ربما تكون الآن بحالٍ.. وبعد ساعاتٍ في حالٍ آخر!
وما أرى نهاية ذلك إلا الاضطراب والتشتُّت بعد التِّيهِ بين جُمُوع الأحكام والآراء، واهتزاز الصورة الذاتية حتَّى ينسَلِخَ المرءُ من نفسه، ولا يدري مَن يكون.
وهذا ينطبق أيضًا على مَن يستمِدُّ قيمتَه من نفسه، فإن كان في وقت ضعفٍ فقلَّما سينصُرُ نفسه وإن استحقَّت منه ذلك، وإن كان في قوةٍ ازداد بنفسه زهوًا وإن لم يستحق، وفي الحالتين لن يدرك ما حقيقته، ولرُبما من تقلُّبِهِ تعَجَّبَ مِن حاله لا يدري أيُّهُمَا هو!
ومَن طمع في قياس قيمتَه الحقيقيَّة فليعرضها على خالقها ليعلم مَن هو، ويدرك - حقيقةً - ما هو عليه، فإذا رأى نفسه حيث أمَرَه - عزَّ وجلَّ -، وافتقدها حيث نهاه، وأدرك أنه يسعى ليكون ضمن مَن يحبهم ويرضاهم من عباده، لا يؤذي ولا يفسد، ومَضِيَ في دنياه حارصًا على نقاء قلبه وسلامته، أدرك أنه ذو قيمةً حقيقيَّة، وهذه هي المقاييس الثابتة، التي لا تطرأ عليها تغيُّرات جديدة يومًا بعد يومٍ؛ ولهذا كانت أكثرها صِدقًا وإنصافًا للنفس البشرية، والأرحَمُ بها من كل شيء.
فمَن انشغلت نفسه بمعرفة قيمتها في عينِ خالقها والأعلم بها وبصلاحها من عدمه، فقد بلَغَ أعلى حالات استقراره النفسي، ووصل إلى حقيقة نفسه، واستند إلى رُكنٍ ثابتٍ يعود إليه كلما اقترب أو ابتعد ممَّا يجب أن يكون عليه، وعاش سالمًا بين رحمةِ ربه التي تشمله وتقبله وإن أخطأ، لا يضُرُّه ما دون ذلك.
- منة شرع
https://www.alukah.net/social/0/150049/
يَحِلُّ الظلامُ فجأةً في مُنتَصَفِ الطَّريقِ، تذهَبُ معالِمُه وتضيعُ خارِطَتي، يُصبحُ كل شيء من بعدِها باهِتًا..
ما الذي أتى بي إلى هنا؟ أين أنا وعمّا أبحث وما الذي أريدُ؟
وبعد أن بَدَا كل شيء على ما يُرام، تبدأ التساؤلات التي لا نهاية لها..
يُحاوِطُني التِّيهُ من كل اتجاه، أضِلُّ الطريق ويُضِلُّني تِيهُ عقلي.. هل سلكتُ دربًا خاطئًا غيرَ الذي قصدتُّ؟
أم أنَّها طبيعةُ الطرُق كلها، يغزُوها الظلامُ لِتختَبِر مَدَى صِدق سالكيها؟
..
لا تأتيني إجابةٌ واضحةٌ تشفِي اضطرابَ قلبي، غيرَ أنِّي لستُ أسلُكُه بمفردي كما قد تهيئ لي نفسي أحيانًا، فما خَطَوتُ خطوةً إلا ودعوتُ الله أن يجعلها خيرًا لي، وإن لم تكُن خيرًا أن يعينني أن أتخطَّاها بِسَلامٍ.
الله معي، دائمًا معي، هنا يندَثِر كل الظلام!
فاجعل اللهم لي نورًا دائمًا في قلبي يُهدِّئني إذا اضطربتُ، واجعل لي نورًا في عقلي يهديني إذا ضللتُ، واجعل لي نورًا في دربي يُطمئنني إذا تُهتُ، واجعل اللهم نهايتَه نورًا يُنسيني ما عانَيتُ..
ولا تتركني لظلامي يومًا، فمَن لَم تجعَلْ لهُ نُورًا فمَا لهُ من نُورٍ.
- منة شرع
بدأ رمضانُ والحمدُ للهِ أنْ بلَّغَنا إيّاهُ ❤️
وإنّي لَأحسَبُ هذه الأيّامَ بمثابة تَنقِيَة للقلبِ لِمَا أصابَته من شوائبِ الدُّنيا، وما تَرَكَتْهُ فيه من آثارٍ لا يشعُرُها المرءُ ولا يُدرِكُها إلا عندما يجِد وجدانَه يهتزُّ لآيات القرآنِ التي لم تكُن بهذا التأثير عليه قبل أيامٍ قليلةٍ، حين يَرِقّ قلبُه وتَفيقُ نفسُه وتهفو الروحُ لخالِقِها، فتَجِدهُ غَيْرَ الذي كانَ!
إنها والله لأيّامٌ عظيمةٌ لِمَنْ يَغتَنِم، ويُطَهِّرُ ما في نفسِهِ فيذُوقَ لذةَ القُربِ من القريب، ويَلِحّ في دُعائه حتى يستجيبَ المجيب، ويَدَع كل ما يُثقِلُه من ذنوبٍ فيتَفَتَّح قلبُه وعقلُه للقرآن الذي أُنزِلَ في هذا الشهرِ المُبارَك، ليكونَ مُنقِذُه في الدُّنيا بما فيه من إرشادٍ لا يشقَى من اتَّخذه منهجًا، ويكون مُنقِذُه في الآخرة بما فيه من هُدًى لا يَضِلُّ من اتَّبعه وجَعَلهُ صِراطَه المُستَقيم.
كل عام وأنتم بخير، وإلى الله أقرب، وعلى طاعته أدوم، لا حرمنا الله وإياكم الأجر، وبلغنا ليلة القدر ❤️
- منة شرع
ليست غايتي أن أملأ عَيْبَتَك بالعلم؛ لأنني ربما أتركك ومعك زادٌ قد ينفد منك يومًا فلا تستطيع أن تجد بديلًا له، وإنما غايتي أن أُعلِّمك كيف تفكِّر؛ فإذا تعلَّمتَ كيف تفكِّر سَهُلَ عليك أن تُحصِّل بنفسك أي علم.
- د. محمد أبو موسى
الذي جربته أن الإنسان كلما عوّل في أمر من الأمور على غير الله صار ذلك سببا إلى البلاء والمحنة والشدة والرزية، وإذا عوّل العبد على الله ولم يرجع إلى أحد من الخلق حصل ذلك المطلوب على أحسن الوجوه، فاستقر قلبي على أنه لا مصلحة للإنسان في التعويل على شيء سوى فضل الله.
- الفخر الرازي
إنَّ جزاء فاعِل الخير وإن لم يلقَ في الدنيا جزاءً أنه يعلم في قرارةِ نفسه أنه يفعل الخير، يبتغي به رضا الله؛ فيرضَى برضاه - عزّ وجلّ - عنه، ويذهَبُ عنه ظمأ نفسه لِمَا هو دُونِه وسِوَاه.
فلا عجبَ ممَّن ينشَرِح صدرَه بمجرد أن يعلم أنه أسعدَك أو أعانَك دون أن يدفعه أيّ شيء لذلك، تلك النفوسُ رضاها في قُدرتها على فِعل ذلك، وفي رضا الله عنها.
- منة شرع
لَطالَما رسمتُ في مخيلتي الكثيرَ من المخططاتِ التي لم تَسِرْ كما خططتُّ لها، ولَطالَما حاولتُ الحِفاظ على إتمام الكثير من الأشياء وقَضَت الأقدار ألا تتمُّ كما أردتُّها..
أصابني الإحباطُ مرارًا في كل مرة نظرتُ فيها إلى ما كان يدورُ بعقلي نحو أمرٍ ما وإلى ما هو عليه الآن..
وفي كُلِّ مرَّةٍ.. كانت تُنقِذُني فكرة أننا يُمكِنُنا دائمًا البِدءُ مرَّة أخرى.
يُمكِنُنا أن نَطوِيَ صفحاتِ ما مَضَى مهما بَدَت سيّئة، ومهما ارتَكَبنا فيها من حماقاتٍ، ومهما كُنّا فيها عن الكثيرِ من الأمورِ لَغَافلين..
حتى تلك الصفحات التي لم تكُن فيها أقلامُنا بأيدينا، يُمكِنُنا أن نَطوِيها وننتَقِل لصفحةٍ فارِغة، حيثُ نُحكِمُ إمساك أقلامَنا، ونَعزِمُ على ألَّا تتكرَّر أخطَاؤنا السَّابِقَة.
ونستمرُّ في البِدء، دونَ تَوقُّفٍ ولا انتِهاء.. إلى أن نَصِل أو تَحينُ نهايتُنا.
قد تتكرَّر أخطَاؤنا السَّابِقَة مرات، وقد تأتي عاصِفةٌ قوية تَنتَزِع منك صفحتك كاملةً بعدما جاهدتَّ في أن تبدوَ أكثَرَ تنظيمًا وقوةً ممَّا كانت عليه من قبل..
سيُصيبُك الإحباط مجددًا، ستتجمع عليك أحزانك وتعبَث بعقلك لتتوقَّف ولَكِن مَهلًا.. أنسيتَ أننا يُمكِنُنا دائمًا البِدءُ مرَّة أخرى؟
تُنقِذُني فكرة أنه توجد دائمًا فرصةٌ جديدة كاملة، فرصةٌ مليئةٌ بالاختيارات الأولى، لا المُتَبقِّيَة ولا الوحيدة.
وحين أنظرُ إلى صفحتي فأجِدُها مليئة بالعثَرَات، أعودُ للبداية في صفحةٍ مليئةٍ بالاختيارات.. قبلَ أن تفترِسُني أفكاري في التوقُّف عن السَّعي، مهما كلَّفَني هذا الأمرُ من وقتٍ ومُحاوَلاتٍ.. وتُحيِيني مُجددًا فكرة أننا "يُمكِنُنا دائمًا البِدءُ مرَّة أخرى".
- منة شرع
1/1/2021
Photo by: MSA - Design
نُبحِرُ..
كقَاربٍ صغير، بِشِراعٍ صغير،
نحاوِل التَّجديف،
ولا نعلمُ أين سيَرسُو قارِبُنا..
تُحَرِّكُنا الرِّيَاح، وتأخُذُنا العواصِف،
ونحنُ على يقين..
بأنَّ رياح القَدَر بين يدَي اللّٰه،
الذي يُرسِلُ الرِّيَاح
بُشرا بين يدَي رَحمَتِه،
فتطمئنُّ نفوسُنا، رُغمَ كل العواصِف! 🤍
- منة شرع
أرجُو لكل إنسانٍ ألَّا يعجَز عن مُوَاساةِ نفسهِ حين لا يجد مَنْ يفعل ذلك، أو حين تضيقُ كلماتُه ويحبِسُها الصَّمت؛ فليس كل ما في نفسِك يُرَى، ولا كل ما تشعُر به يبدو عليك، ولا الكل يَعرِف كيف يُداوِيك.. ستظل هناك أركان في رُوحِك لن يضمِّدها سِوَاك.
- منة شرع
في تلك اللحظات التي يراودك فيها الخوف مِمَّا هو قادم، والرغبة في معرفة ما ستؤول إليه حياتك، وحيرتك النابعة من الجهل به.. سيكون أمانك الوحيد أن تُذَكِّر قلبك أن حياتك بين يدي: العليم الذي يعلَمُك ويعلَم كلَّ أمرك، الحكيم الذي يختار الأصلح لأمرك، الرحيم الذي ستشملك رحمته في أيسر الظروف وأشدِّها. وأن يؤمن قلبك الإيمان الحقّ بأنه - سبحانه - لن يضيّعك أبدًا.
- منة شرع
ليس كل ما يتمناه المرء يدركه..
ربما تمنَّى حدوث شيء وسعى بكل جهده ليكون، ثم لا يكون.
ليس لأن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، بل لأن السفن تشتهي ما لا يتفق مع أرصاد الرياح، أو لأن الرياح لا تخضع دائما للأرصاد المُتوَقَّعة رغم اتباع سفينتنا لها.
وتظل الحقيقة الأهم التي أدركتها مع الأيام.. أن الأمر ليس لنا، بل لله وحده، ورغم أن فقدان ما تشتهيه قد يكون مؤلمًا، فإن إدراك أن هذا بيد الله - الأرحم بنا من أنفسنا - هو المفر الوحيد الذي يحنُو على قلبك، ويذكَّرك بأنك مهما يكُن حالك فأنت تنعَم في ربوبية الله التي حتمًا لا تغيب عن شيء مما خلق.
- منة شرع
يقول نزار قباني: "ستظل تسامح مَن تُحِبُّ حتى تكرهه بقناعة".
تُرَى ما الذي قد يدفع أحدهم إلى أن يكره مَن يُحِب - وبقناعة - بعد أن اختار أن يسامحه مِرارًا؟
إنه التسامح الكاذب، هكذا أُسَمِّيه..
أرى أن أغلب المُشاحَنات التي تقوم بين قلوب البشر سببها عدم القدرة على مسامحة الآخر، ولا أعني بذلك عدم القدرة على تَخطِّي الأمور ومعاملة الناس بشكلٍ طبيعي بعد إحدى النزاعات؛ فالجميع يحتَرِفُ ذلك خاصةً بعد انتشار فكرة اللامبالاة.. ولكن أعني عدم قدرة "القلب" على أن يتخطَّى ما أزعجه، ومَن أزعجه، وإنْ بَدَا كل شيء على ما يُرَام.
أن تسامح يعني أن تتخطَّى عن طِيبِ نفسٍ، وأنت تَعذُر، وأنت تعلم أن مَن أمامك بشرٌ يُخطِئ ويُصِيبُ ويُقَصِّر أحيانًا، فتعلم أن من حقِّه عليك ألا تقف أمامه إذا خانته نفسُه مَرَّة من بين آلاف المَرَّات، وأن تُفَتِّش برغبةٍ في حفظ الوِدِّ عن سبب فعله فتدركه فتهدأ وتطمئن نفسك وكأن شيئًا لم يكُن..
لا أن تتغافل وتصمت وقلبك يحترق، عمَّا سيتكرر اليوم وغدًا بطبيعة كوننا بشر، فترى مع الوقت أن مسامحتك تَفضُّلًا منك عليه، فينقلب الأمر إلى كُره هذا الشخص بعد تكرار هذا التسامح الكاذب!
إذا حدث يومًا ما قد يثير انزعاجك، وقررت أن تسامح، تأكَّد أن تسامح عن طِيبِ نَفسٍ وإرادةٍ كاملة، فإن لم يكُن كذلك، فأنت لم تسامح بَعد.. ولكنك لا تدرك.
- منة شرع
هل استمرارية السعي لا تضمن حتمية الوصول؟
هل يُمكن أن يصِل الإنسانُ إلى حائطٍ مسدودٍ بين "اللاشيء" بعد أن أفنَى عمره في السعي؟
هل يذهب فجأةً كل شيءٍ سُدى، ويصبح كل هذا الجهد الذي بذلناه هباءً منثورًا؟
الإجابة: نعم!
إذا كانت الغاية هي الوصول.. وإذا لم نصِل فلا نرى قيمة لِمَا فعلناه - مهما عَظُمَ -؛ فالإجابة هي نعم.
إذا اعتقدنا أن الوقت الذي قضيناه في السعي إذا لم يُؤتِ الثمرةَ المَرجُوَّة فهو مَضيَعة للوقتِ وليس استثمارًا له؛ فالإجابة هي حتمًا نعم!
رُبَّما يمرُّ العُمرُ بالإنسان ويجِد نفسه في النهاية لم يحقق شيئًا، لأنه لم يحقق شيئًا "ممَّا أراد"، ولكنه لا يدري أنه ربَّما يكون قد حقق الآلاف من الأشياء وأصابَ رزقه من الدنيا وهو يسعى دون أن يُدرِك.
أعلمُ جيّدًا أننا لولا الأمل في الوصول لِما نُريد لَمَا رأينا فائدةً من سعينا، ولتوقفنا عنه بسهولةٍ في وقتٍ من الأوقات حين تخور عزيمتنا، وهذا هو الذي يقوم عليه الأمر.. أنه لضمان استمرارية السعي، يجب ألا نجعل الوصول هو "كل" ما نريد، حتى إذا فُقِدَ الوصول لم تُفقَد الغاية..
الغاية التي يجب أن تكون السعي امتثالًا لأمر الله - سبحانه وتعالى؛ لأخذ نصيبنا من الدنيا بشكلٍ أو بآخر، ونُحَصِّل رزقَنا منها وإن لم يكُن كما أردنا في البداية، فلربَّما نصِل لِمَا أردناه، ولربَّما نصل لِمَا أجمل منه، ولربَّما يمنحنا طولُ الطريق الذي قطعناه شيءٌ أثمَن ممّا ستمنحنا نهايتُه.
ولكن الشيء الأكيد هو أننا حتمًا سنُجزَى الوفاء الأوفى من الله حين نلقاه، وهذه هي حتمية الوصول.
- منة شرع
"يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين."
دعوتُ بها في سجودي، وسَمِعتُ صدى "ولا تكلني إلى نفسي" يتردد متكررًا داخلي، يدفعني لأكررها.. إلى أن يهدأ قلبي ويطمئنّ..
أعلمُ جيّدًا أن هذه النفس ضعيفةٌ أمام ما ستَلقاهُ في الدنيا، ولن تُسعِفني إذا رُمِيَت الأثقالُ عليها، لن تصمُدَ طويلًا وإنْ تظاهَرَت بالقوة ولن تحميني من الانهيار فجأةً وإن قاوَمَته بشدّة، ستخذلني مرارًا إذا لجأتُ إليها، وسترهقني إذا اعتمدتُّ عليها، فهي وبكل ما أُوتِيَت من قوة ليست التي أتّكل باطمئنانٍ عليها؛ فقوّتها تزداد وتنقص، وتتغير بتغير الظروف والزمان، ورَحِمَ الله امرئ عَرِف قدرَ نفسه، وأدرك ضعفها واعترف به فأسلَمَ نفسه للقويّ لكي يتولاها، واتكل عليه حقُّ التوكل، ذلك الذي تعقبه كل القوة، وحينها فقط.. يعلم ما المعنى الحقيقي للقوة، ليس بنفسه.. وإنما بمَن اتكل عليه، واستغاث برحمته ليصلح له شأنه، ويحميه من ضعف نفسه وقلّة حيلتها. ❤️
- منة شرع
الإنسان سَجينُ أفكارِه، فإمَّا أن تقيِّدُهُ فَتُضَيِّق عليهِ حُدودَ عقلِه، وإمَّا أن تُحَرِّرَهُ فَيُحَلِّق بعقلِهِ لأعلى كأنَّهُ الطَّيرُ الحُرُّ.
- منة شرع
Artwork by: Unknown
دلِّلِ النفْسَ بالحُنُوِّ عليهَا
لا تكُن جَالبَ الهُمومِ إليهَا
إنْ يكُن في الزَّمان مسَّكَ ضُرّ
لا تكُنْ أنتَ والزَّمانُ عَليهَا!
- لقائلها
علمتني الحياة أن علينا أن نُحب الناس بالطريقة التي يُحبون أن نُحبهم بها.
- مريد البرغوثي
ثلاثة مشاعر بسيطةٌ تحَكَّمَتْ في حياتي: اللّهفة للحُبّ، والبحث عن المعرفة، والشّفَقَة لمُعانَاة البشَر.
- برتراند رسل
يا بُنيّ، إذا أراد الله أمرًا هيَّأ أسبابه، فرُبما سعى المرء بكُلّ سبب فلم يفلح، ثم يَقع له سبب لم يمتهِد له وسيلة قطُّ فإذا هو عند بُغيته!
- الرافعي