Telegram-канал daralhijrah_droos - إمَــامُ دَارِ الهِجـــرةِ لِلــدُّروسِ العِلمِيَّـــــةِ 📚: Unsorted

إمَــامُ دَارِ الهِجـــرةِ لِلــدُّروسِ العِلمِيَّـــــةِ 📚

12 Jan 2025 15:14

⚡️ إذن ابن قدامه_ رحمه الله_ ينقل الإجماع في المغني، وكذلك النووي في المجموع، نقلا الإجماع على أنّ عليهما القضاء فقط، وقد رأيتُ أهل العلم يذكر خلافاً لكني لم أقف على خلافٍ واقعٍ بين المتقدمين، لكن بعض مشايخنا نقل خلافاً، ولعله خلافٌ مفهوم من اطلاقات ابن عباس وابن عمر_ رضي الله عنهم _حيث لم يُفصّلا، لكني لم أقف على خلافٍ واقعٍ بين المتقدمين من الفقهاء بين هذه المسألة: إذا خافت الحامل و المرضع على نفسهما .

🔹2⃣ أمّا المسألةُ الشائكةُ الكبيرةُ الصعبةُ فهي: إذا خافت الحامل أو المرضع على ولدها فقط، فقد اختلف العلماء فيها من جهتين:
الجهة الأولى: إذا أفطرت فهل يجب عليها القضاء أو لا يجب ؟
اختلف العلماء في ذلك، و الأكثر من العلماء على أنه يجب عليها القضاء؛ لأنها مريضة والله سبحانه و تعالى قال: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} فهي مريضةٌ؛ فعليها عدّة من أيامٍ أُخر.

و جاء عن ابن عمر و ابن عباس _ رضي الله عنهم _: أنه لا قضاء عليهما، قالا:"تفطران و تطعمان و لا قضاء عليهما"، وهذا جاء عنهما بأسانيدٍ حسانٍ، حسّنها ابن عبد البر و غيره من أهل العلم، وهذا وجه الإشكال في المسألة: تعارضُ الآثارِ مع الأصول، عندنا أثر عن ابن عباس وابن عمر _ رضي الله عنهم _ ثابت في أنه لا قضاءَ عليهما، هذه الآثار متعارضةٌ مع الأصول، وهو أن أصل الشريعة: أنه من أفطر لعذرٍ يزولُ يجب عليه أن يقضي، إذا استقرأنا كلَّ الأحكام وجدنا أن الشريعة واضحة في هذا: من أفطر لعذر يزول وجب عليه القضاء. المسافر يجب عليه القضاء ،الحائض مع أن الشرع خفف عنها فلم يأمرها بقضاء الصلاة أمرها بقضاء الصوم لزوال العذر، النفساء يجب عليها القضاء، و المريض مرضاً يرجى برؤه يجب عليه القضاء وهكذا
وجدنا باستقراء أحكام الشريعة أنّ أصل الشريعة: أنّ من أفطر لعذر يزول يجب عليه أن يقضي. فهنا تعارَض هذا الأصل مع الأثر عن ابن عمر و ابن عباس _ رضي الله عنهم _

🍃 والمسألة مشكلةٌ عندي من قديمٍ ولا زلت معها في صراع عظيم، ولكنّ الأقرب عندي _والله أعلم_:أنه يجب عليهما القضاء لاستقراء الشريعة: وهو أنه من كان مثلهما أوجب الشرع عليه القضاء،فكذا هنا .

🌱 طيّب ما جاء عن ابن عباسٍ و ابن عمرٍ _ رضي الله عنهم _ماذا نصنعُ به؟ ننظر من أين أخذا هذا الحكم، هل أخذاه من السنة أو أخذاه من القرآن أو لا نعلم من أين أخذاه؟ الجواب أنهما أخذاه من القرآن نصاً؛ كما في الآثار أنهما قالا: "أنتِ لا تطيقين والله  يقول:{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} قالوا: فأنتِ من هذه الآية. وهذا في الحقيقة فيه نظرٌ من جهةِ أن الآية لا تقعُ عليهما، لأن الآية لا تخلو من حالين:

🔹إما أن يكون معناها: و على الذين يستطيعون الصيام فديةٌ طعام مسكين، وعلى هذا تكون الآية منسوخة؛ لأن هذا كان في أول الإسلام، عندما كان المسلم يُخيّر بين هذا وهذا، ثم نسخت.

🔹 و إما أن يكون معناها: وعلى الذين لا يطيقونه أي لا يستطيعون الصيام؛ كالشيخ الكبير و المرأة الكبيرة كما جاء عن ابن عباس _ رضي الله عنهما_فديةٌ طعامُ مسكينٍ.
و على هذا لا تكون الحاملُ داخلةٌ فيها ؛لأنها مطيقة غير عاجزة، ولا تكون المرضعُ داخلةُ فيها؛ لكونها مطيقة.
و لذا أقول: إن ما جاء عن ابن عباس و ابن عمر _ رضي الله عنهم _فيه نظرٌ من جهة ما استندا إليه؛ فإنه لا يدلُّ على المراد فيما يظهر والله أعلم.

✅ بقي حديث و هو: ((إن الله وضع عن المسافر شطر الصلاة وعن المرضع أو الحامل الصيام)) رواه الترمذي و ابن ماجه و حسنه جمْعٌ من العلماء، قالوا: إسناده حسن .
هذا الحديث يقول :إن الله وضع عن الحامل الصيام و وضع عن المرضع الصيام فكيف تقولون تقضي؟! الله وضع عنها وأنتم تقولون تقضي؟!

🔹 نقول الجواب:أجاب أهل العلم عن هذا الحديث بأن المراد: أن الله وضع عنهم الصيام أداءً حال العذر؛كالحائض، الحائض وضع الله عنها الصيام حال عذرِها، وقد جاء في حديث: ((إن الله وضع عن المسافر الصيام)) و المقصود: وضع عنه الصيام حال سفره، فيكون معنى الحديث: إن الله وضع عن الحامل و المرضع الصيام حال عذرهما، فإذا زال العذر رجع الأمر،كما قال العلماء :"إذا ضاق الأمر اتّسع و إذا اتّسع ضاق"، فهذه الجهة الأولى .