الأمين العام لمؤتمر الأمة ورئيس حزب الأمة في الكويت أستاذ الحديث والتفسير - جامعة الكويت
🔸 وفي الربط بين زيارته وبشارته بالولد واستمرار ذريته من بعده، وإخباره بعذاب قوم لوط ونهايتهم، في آن واحد، إشارة إلى حقيقة الحياة الدنيا نفسها، وسنة الله فيها، فهو يحيي ويميت، ويعز ويذل، ويرحم وينتقم، وجاء هذا المعنى صريحا في سورة الحجر بين يدي هذه القصة: ﴿نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم ونبئهم عن ضيف إبراهيم إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال إنا منكم وجلون قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم﴾ [الحجر: ٤٩-٥٣].
فهو سبحانه الغفور الرحيم الذي تجلت رحمته في أوضح صورها ببشارة إبراهيم بإسماعيل من جاريته القبطية، كما قال في سورة الصافات: ﴿وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين رب هب لي من الصالحين فبشرناه بغلام حليم﴾ [الصافات: ٩٩-١٠١]
ثم بشره بعد ذلك بإسحاق: ﴿إنه من عبادنا المؤمنين وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين﴾ [الصافات: ١١١-١١٢].
فكانت بشارة إبراهيم وسارة بالولد وباستمرار عقبه وذريته من بعده تجليا لصفة الرحمة الواسعة بالعباد.
وهو سبحانه أيضا شديد العذاب الذي تجلى في أوضح صوره بما حل بقوم لوط من العذاب والاستئصال وقطع دابرهم.
فما يجري في الوجود هو أثر تجليات أسماء الله وصفاته التي أمر الله نبيه إبراهيم بإنباء عباده عنها ﴿نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم. وأن عذابي هو العذاب الأليم﴾ وكانت قصة إبراهيم وضيفه وقصتهم مع لوط أوضح دليل على حقيقة هذا النبأ العظيم في كون الله هو الغفور الرحيم، وهو شديد العذاب.
🔸 ثم لما فرغ إبراهيم من تحية ضيوفه، بادرهم بذبح عجل سمين كما في سورة الذاريات: ﴿فجاء بعجل سمين﴾، ولم يرد اللفظان (حنيذ)، و (سمين) إلا مرة واحدة في القرآن كله، في قصة إبراهيم مع الملائكة، فهما من أفراد القرآن، وخص بهما إبراهيم بالذكر لعدم تكرر مثلها من غيره، ولبيان عظيم كرمه، وأنه لم يسبق لمثل ذلك، فلا يذكر الكرم والعجل السمين الحنيذ إلا ويذكر إبراهيم، كما أن فيه إشارة إلى شدة عنايته بدعوته إلى توحيد لله والإعلان عنه بذبح العجل والثور الذي كان معبود الأمم الوثنية آنذاك -سواء الكلدانيين قوم إبراهيم، أو الكنعانيين الذين هاجر إليهم، أو المصريين الذين قدم عليهم، وقد ظلت عبادة العجل فيهم إلى عهد موسى حتى عبده بنو إسرائيل- فذبحه إبراهيم وقدمه لضيفه لحما حنيذا نضيجا مشويا على الحجر.
🔸 فلما رأى أيديهم لا تمتد للأكل من العجل وجل منهم وخشي أن يكونوا أعداء أو وثنيين يعبدون العجل ﴿قالوا لا تخف﴾، فطمأنوه بأنهم رسل من الله جاءوا إلى قوم لوط بالعذاب، وجاءوه هو بالبشرى بالولد من امرأته سارة، وقد أجملت السورة هنا ما فصل في سورة الحجر ففيها ﴿إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال إنا منكم وجلون قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون قال فما خطبكم أيها المرسلون قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين﴾ [الحجر: ٥٢-٥٩].
🔸 وكانت سارة حين بشروه بالولد قائمة ﴿وامرأته قائمة﴾ قيل على خدمتهم، أو قائمة من وراء حجاب تستمع حديثهم ﴿فضحكت﴾ فرحا بالبشارة بالولد، وتعجبا منها، واستبعادا لحدوث مثل هذا الحمل بالولد وهي في هذا السن، وكانت قد زوجت إبراهيم جاريتها هاجر القبطية، فلما ولدت له إسماعيل غارت منها، وسألت الله الولد، فلما سمع الملائكة ضحك سارة تعجبا من البشارة بإسحاق، بشروها بولد الولد أيضا ﴿فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب﴾.
🔸 وذكرت سارة سبب تعجبها ﴿قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب﴾ فهو أمر غير معهود عادة أن تنجب المرأة العجوز، ومن الشيخ الهرم، مما يقتضي الاستغراب والاستبعاد، لولا أنها مؤمنة بالله، وبوعده، وبقدرته، وهذا سبب الضحك، فهو ضحك فرح وغبطة بالبشارة ممزوج بتعجب واستغراب لحدوثها، وفي التوراة في سفر التكوين (وقالوا له: أين سارة امرأتك؟ فقال: ها هي في الخيمة. فقالوا: يكون لسارة امرأتك ابن، وكانت سارة سامعة في باب الخيمة، فضحكت سارة في باطنها قائلة: أفبالحقيقة ألد وأنا قد شخت؟ فقال الرب: لماذا ضحكت سارة؟ فأنكرت سارة قائلة لم أضحك؛ لأنها خافت، قال: لا بل ضحكت).
والضحك هنا على ظاهره في لغة العرب، وأما من حمل من المفسرين الضحك على الحيض، فهو وإن كان له وجه في العربية، فلا وجه له هنا، ولا يسعفه السياق في موارد القصة كلها.
تبقى الولايات المتحدة التي تحاصر #غزة اليوم وتقتل وتهجر شعبها -كما فعلت بالأمس في #العراق و #سوريا- هي العدو الأول لشعوب المنطقة مهما بشرت بالسلام الأمريكي الذي قتل وهجر خلال ثلاثين سنة عشرين مليون عربي في العراق وسوريا وفلسطين وعشرين مليون مسلم في أفغانستان!
خرج الثعلب يوما
بثياب الواعظينا
مخطئ من ظن يوما
أن للثعلب دينا!
/channel/DrHAKEM/13467
📎
https://tinyurl.com/y9667yhm
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
العالم العربي
ونهاية حكم الأقلية الحزبية والأسرية
ندوة سنة ٢٠١٦م
📎
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
القرصان ترامب
وتدمير #غزة
ازدياد وحشية العدوان الصهيوني على غزة، واشتداد حصارها بعد زيارة ترامب للمنطقة، وبعد إطلاق الأسير الأمريكي؛ يؤكد أن واشنطن لا عهد لها، ولا يمكن الرهان عليها ولا الوثوق بوعودها، ولا فرق بين عهد السفاح بايدن وعهد القرصان ترامب، وكل ما جرى في زيارته للمنطقة ووعوده لها بالسلام مسرحية هوليودية مكرورة منذ معاهدة كامب ديفيد ١٩٧٨م حتى اليوم؛ لتكريس احتلالها، والسطو على ثرواتها، وقتل شعوبها بأموالها! كما فعل الكابوي الأمريكي بالهنود الحمر!
ولا فرق بين المحتل الصهيوني والمحتل الأمريكي!
📎
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
﴿ليسوا سواء﴾
فرق كما بين السماء والأرض والحرام والفرض:
- بين حكومة ثورية حررت شعبها وحكومات وظيفية عبّدت واستعبدت شعوبها!
- بين حكومة اختارها شعبها وأبطاله الأحرار
وحكومات فرضها العدو الخارجي بالحديد والنار والانقلابات والدولار!
- بين حكومة تجمع شتات شعبها وحكومات شتت شعوبها!
- بين حكومة تنحت الصخر لتبني وطنها وتغني شعبها
وحكومات بددت ثرواتها وأفقرت شعوبها!
- بين حكومة يخاف عليها شعبها وحكومات تخافها شعوبها!
- بين حكومة توقع الاتفاقيات اضطرارا لمصلحة شعبها
وحكومات توقع الاتفاقيات اختيارا لمصلحة عروشها على حساب شعوبها!
- بين حكومة يأمن فيها المصلحون
وحكومات ملأت بهم السجون!
- بين حكومة يسوسها المسلمون
وحكومات يسيطر عليها المجرمون
﴿أفنجعل المسلمين كالمجرمين . ما لكم كيف تحكمون﴾!
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
🔸 ﴿وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين﴾ باركين على ركبهم، وهامدين ميتين، ﴿كأن لم يغنوا فيها ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعدا لثمود﴾، فقد صارت ديارهم أثرا بعد عين، كأن لم يغنوا فيها ساعة من نهار مع أنهم لبثوا فيها ألف عام!
والمغنى: المكان الذي يقيم الإنسان فيه متمتعا مستمتعا، لا يرغب باستبداله، ولا تركه، من غني بالمكان إذا رضي واكتفى به عما سواه، للإشارة إلى طول مدة تمتعهم، وسرعة فنائهم، فما بين أن كانوا يلهون ويلعبون، وبين وقوعهم على وجوههم صرعى جاثمين لا حراك لهم إلا ثلاثة أيام!
وتولى صالح ومن معه عنهم وعن ديارهم التي حل بها العذاب إلى مكان غيره ﴿فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين﴾[الأعراف:٧٩].
فمع شدة حرص صالح على هدايتهم، ونصحه لهم، ورغبته في نجاتهم، إلا أن نهايتهم كانت شديدة أليمة، حيث رثى حالهم، وهو يقف على أطلالهم وقد ساوى الله الأرض بهم، ويحملهم تبعات بغيهم وظلمهم، وأنه لم يألُ جهدا في نصحهم، لولا أنهم صموا آذانهم، ومضوا في طغيانهم، حتى لقوا حتفهم، وهو مشهد يكاد يتكرر في كل عصر ومصر، ويبقى الإنسان هو الإنسان بضعفه وعجزه وفقره، وبعتوّه وطغيانه وبطره، ولتظل العبرة بقصص الأمم وحضاراتهم وبداياتهم ونهاياتهم ماثلة لمن اعتبر بهم ﴿وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد﴾ [ق: ٣٦-٣٧].
#تدبر
📎مجموع النظرات
https://tinyurl.com/8wr86xw7
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
#نظرات_قرآنية في #سورة_هود
- ﴿وَيا قَومِ هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ لَكُم آيَةً فَذَروها تَأكُل في أَرضِ اللَّهِ وَلا تَمَسّوها بِسوءٍ فَيَأخُذَكُم عَذابٌ قَريبٌ فَعَقَروها فَقالَ تَمَتَّعوا في دارِكُم ثَلاثَةَ أَيّامٍ ذلِكَ وَعدٌ غَيرُ مَكذوبٍ فَلَمّا جاءَ أَمرُنا نَجَّينا صالِحًا وَالَّذينَ آمَنوا مَعَهُ بِرَحمَةٍ مِنّا وَمِن خِزيِ يَومِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ القَوِيُّ العَزيزُ وَأَخَذَ الَّذينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحوا في دِيارِهِم جاثِمينَ كَأَن لَم يَغنَوا فيها أَلا إِنَّ ثَمودَ كَفَروا رَبَّهُم أَلا بُعدًا لِثَمودَ﴾ [هود: ٦٤-٦٨]
🔸 حين بلغ الجدال بين النبي صالح وقومه ثمود غايته، والحِجاج نهايته؛ اشترطوا عليه تعجيزا له آية تدل على صدقه، كما في سورة الشعراء: ﴿قالوا إنما أنت من المسحرين ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ﴾.
🔸 وقد كان صالح أول نبي يأتي قومه بمعجزة، كما قال تعالى: ﴿وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا﴾ [الإسراء: ٥٩].
وكون المعجزة ناقة يؤكد أنهم ما زالوا -مع حضارتهم وتمدنهم- على طرف بداوة في جزيرة العرب، يرعون الإبل، ويعتنون بها، فجاءت المعجزة من جنس ما يعظمونه من أطيب أنعامهم، وأكرم أموالهم، والتخصيص في ﴿لكم آية﴾ فيه إشارة إلى أنهم أول أمة يأتيهم رسولهم بمعجزة على صدقه، وأنهم مخصوصون بهذه الآية والبينة، وأنها لن تكون معجزة لغيرهم من الأمم.
🔸 ولم تذكر السور والآيات كلها التي ذكرت فيها قصة صالح والناقة ما يذكره المفسرون نقلا عن أهل الكتاب من أن وجه الإعجاز في أنه خرجت عليهم من الجبل الأصم ناقة كوماء عظيمة لم تولد من ذكر وأنثى، وظاهر الآيات يشير إلى أن وجه الإعجاز وظهور البينة إنما هو في شربها الماء كله وحدها في يوم، ولهم كلهم شرب يوم، كما قال في الشعراء: ﴿قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم﴾، وقال في سورة القمر: ﴿ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر﴾، فهذا هو وجه الإعجاز في أنها ناقة واحدة تشرب الماء كله، فتدر لبنا يسقيهم كلهم، وهم مع ذلك لا يتكلفون شيئا من طعامها، ولا يرعونها، بل كانت تأكل من أرض الله ﴿فذروها تأكل في أرض الله﴾[الأعراف:٧٣]، ولا شك بأن هذا أمر غير معهود وغير ممكن عادة وطبيعة، وهو كاف في إثبات صدق صالح، وهم الذين اقترحوا أن يأتيهم بناقة على هذه الصفة، فجاءت كما أرادوا.
ومما يرجح أنهم هم الذين اقترحوا أن يأتيهم صالح بناقة على هذه الصفة تعريف الناقة في سورة القمر، مع أنه لم يسبق لها ذكر، في قوله تعالى: ﴿كذبت ثمود بالنذر فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر سيعلمون غدا من الكذاب الأشر إنا مرسلو الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر﴾ [القمر: ٢٣-٢٧].
فلفظ: ﴿مرسلو الناقة﴾ يفيد أنهم قالوا يا صالح إن كنت رسولا حقا كما تدعي، ولستَ كذابا أشر كما ندّعي، فاجعل ربك يرسل ناقة تكون بينة لك، فجاء الجواب بهذه الصيغة التي تدل على محذوف في السياق، فعرف (الناقة) بأل التعريف العهدية وأنها تعود على شيء مذكور سابقا معهود بين المتخاطبين.
🔸 وإضافة الناقة إلى الله ﴿ناقة الله﴾ إضافة تشريف وتعظيم؛ لأنه هو الذي جعلها دليلا معجزا على صدق رسوله، فليست ناقة كإبلهم المعهودة، وذلك أدعى لإيمانهم وعبادة الله وحده، إذ لا أحد يدعي ملك هذه الناقة، ولا حتى النبي صالح يدعيها لنفسه، بل هي ناقة الله وحده، تأكل من أرضه، وهي إشارة إلى حقيقة كل أنعامهم التي يعيشون عليها، وأنها كلها لله، وهي خلق الله وحده، فلا هم يخلقونها، ولا هم يطعمونها، بل الذي يخلقهم وأنعامهم، ويرزقهم وأنعامهم، هو الله جل جلاله، كما قال تعالى: ﴿أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون﴾ [السجدة: ٢٧].
🔸 وقد جعل الله اختبارهم في ترك الناقة فقال: ﴿فتنة لهم﴾[القمر:٢٧]؛ ليعرف صدقهم في اقتراحهم ذلك، وأنهم فعلا كانوا في حاجة إلى بينة ودليل خارجي ليؤمنوا بالله -أشد دلالة وهداية لهم من عقولهم وذواتهم التي هي أظهر الحجج والبينات على وجود الله سبحانه- أم أنهم معاندون يقترحون على نبيهم بينة لا بقصد الاهتداء بل عنادا ومكابرة لصد الناس عن دعوته، كما هو حال مشركي مكة، الذين كانوا يقترحون على النبي ﷺ مثل ذلك عنادا وصدا عن سبيل الله.
قيصر الروم
وحصار سوريا
أن ينتظر العالم العربي والإسلامي و ٥٦ دولة من دوله قرار ترامب -قيصر الروم- برفع العقوبات والحصار عن #سوريا وقبلها عن #غزة و #أفغانستان لهو أوضح دليل على أنه ما يزال يخضع للاستعمار الغربي! وأن استقلال دوله وشعوبه وهمٌ كبير طالما خدرها عن استكمال معركة تحريره التي لم تنته بعد ما دامت القواعد العسكرية الغربية تجثم على أرضه!
وأن اشتراط الديمقراطية للاعتراف بالحكومات الجديدة في دمشق وكابل ليس سوى أداة للتحكم والسيطرة ومحاولة يائسة لإعادة إنتاج أنظمة وظيفية جديدة بعد ثورات شعوبه!
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
﴿ولله على الناس حج البيت﴾
من تعظيم الله -جل جلاله- تعظيم شعائره ومن أعظمها الحج إلى بيته الحرام وهو الركن الخامس من أركان الإسلام فالواجب على كل مسلم أداؤه وتعظيمه وتوقيره والدعوة إليه
﴿ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب﴾ [الحج: ٣٢].
ويحرم صد الناس عنه -كما يحرم صدهم عن الصلاة والصوم- لأي سبب كان كعجز المسلمين عن نصرة غزة أو كالادعاء بأن العدو الصهيوني يقتل أهلها بأموال الحجاج وهذا الادعاء الباطل من أشد صور صرف الناس عنه والصد عن دعوة الله إليه وكفر به ﴿ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين﴾ [آل عمران: ٩٧].
ويحرم شرعا ترويج كل ما يدعو إلى ترك الحج أو يصرف الحجاج عنه.
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
#نظرات_قرآنية في #سورة_هود
- ﴿قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير﴾ [هود: ٦٢-٦٣]
/channel/DrHAKEM/13447
📎
/channel/DrHAKEM/13448
📎
https://tinyurl.com/8wr86xw7
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
#نظرات_قرآنية في #سورة_هود
- ﴿قالوا يا صالِحُ قَد كُنتَ فينا مَرجُوًّا قَبلَ هذا أَتَنهانا أَن نَعبُدَ ما يَعبُدُ آباؤُنا وَإِنَّنا لَفي شَكٍّ مِمّا تَدعونا إِلَيهِ مُريبٍ قالَ يا قَومِ أَرَأَيتُم إِن كُنتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِن رَبّي وَآتاني مِنهُ رَحمَةً فَمَن يَنصُرُني مِنَ اللَّهِ إِن عَصَيتُهُ فَما تَزيدونَني غَيرَ تَخسيرٍ ﴾ [هود: ٦٢-٦٣]
🔸 في هذه الآيات محاورة ثمود لنبيهم صالح عليه السلام، وردهم عليه دعوته إياهم إلى عبادة الله وحده، ومحاولتهم تخويفه بصرف الجاه والمكانة والرئاسة عنه ﴿قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا﴾ بالسيادة والرئاسة، وتولي الملك، وكنت فينا مسموع الكلمة، مقبول الرأي، قال كعب: كانوا يعدّونه للمُلك، وقيل: المعنى كنت مرجوا بالخير، وقيل: مرجوا بالعودة إلى ديننا، وألا تخالف قومك، وتشق صفهم، ﴿قبل هذا﴾ الذي تدعوننا إليه من الإيمان بالله وعبادته وحده، فلما دعاهم إلى الإيمان انقطع رجاؤهم فيه؛ لشدة عتوهم على الله، وصدهم عن سبيله.
🔸 وعلى القول المشهور عن أئمة التفسير في أنهم كانوا يهيئون صالحا للرئاسة قبل بعثته، فالظاهر أنه سليل بيت الملك فيهم، وأنه كان قد بلغ مكانة كبيرة ترشحه لذلك، فيكون أول نبي ترك الملك والرئاسة لأجل الإيمان وعبادة الله وحده؛ ولهذا أفرد بهذا اللفظ ﴿كنت مرجوا﴾، إذ لم يرد لفظ (مرجو) في القرآن كله إلا في هذا الموضع، فهو من أفراد القرآن، ولعل السبب في ذلك هو فرادة هذه المحاورة والمحاولة لصد رسول كريم عن دينه، بصرف الجاه والسيادة والملك عنه، إن لم يترك دعوته، فكان أول نبي يحدث له ذلك منذ عهد نوح إلى عهد النبي محمد ﷺ، الذي عرض عليه قومه أيضا السيادة والملك على أن يدع دعوتهم إلى دينه.
🔸 واسم (صالح) وندائهم له به حتى بعد النبوة يشعر بأن صلاحه له ارتباط برجائهم فيه ﴿يا صالح قد كنت فينا مرجوا﴾، وهو صلاحه لتولي الرئاسة والملك، فيكون (صالح) بمعنى الكامل الذي لا عيب فيه، وهو ضد الفاسد، سواء قيل: هو في الأصل وصف له صار اسما علما عليه، أو اسمه الذي اختاره الله له منذ ولادته ليطابق الاسم المسمى، فكان له منه أوفى نصيب من الصلاح والخير والفضل.
🔸 وقول ثمود لصالح: ﴿أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا﴾ يرشح كونه ذا شرف فيهم، فإن ابتداءه إياهم بالنهي والأمر دليل على مكانته وسيادته، ولم ترد هذه اللفظة في القرآن كله بهذه الصيغة (تنهانا) إلا في هذا الموضع، فهي من أفراد القرآن، وهي صيغة فعل مضارع تفيد تجدد النهي من صالح لهم، وكل ذلك يرجح معنى (مرجوا) وسبب إفراد صالح به وبلفظ (تنهانا)، لصلاحه للملك والأمر والنهي؛ لولا شدة كفرهم واتباعهم سبيل آبائهم ﴿أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا﴾، فحال التقليد للآباء بينهم وبين النجاة والفلاح، حين أبطلوا حجج العقول التي تقضي بوجوب عبادة الله وحده، وتقضي ببطلان ألوهية أصنامهم التي يعبدها آباؤهم، وعطلوا ما شهدوه بأنفسهم من كمال عقل نبيهم، وما كانوا قد علموه وخبروه من صلاح حاله وصدقه، وما رجوه من سيادته، وحسن رئاسته، وكمال سؤدده، وكل ذلك من شؤم التقليد، وترك هدايات العقول.
🔸 ولم يقتصر قوم صالح في محاورته لهم، ومجادلتهم إياه، على الاحتجاج بالتقليد وتعطيل دلائل العقول، حتى تعدوا ذلك إلى مذهب الشك ﴿وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب﴾، وقد أكدوا مذهبهم الباطل في الشك بأقوى المؤكدات وهي حرف التأكيد (إنّ)، واللام الداخلة على الخبر شبه الجملة (لفي) لتأكيده، وكذا وصف الشك نفسه بأنه (مريب)، وكأن الشك وحده لم يك كافيا في أنفسهم في الدلالة على شدة رفضهم لما يدعوهم إليه نبيهم حتى أكدوه بوصف الريب وهو أشد صور الشك، وجاء بصيغة اسم الفاعل (مريب)، وجيء بحرف الجر (في شك) للظرفية، فكأنما قد أحاط بهم الشك من كل جانب، ولما كان مع الشك خوف وخشية؛ وصفوه بالمريب، فقد يكون الشك لا يترتب عليه شيء، إلا عدم الجزم وعدم رجحان أحد طرفي الخبر حدوثا وعدما، ككثير من العلوم والمعارف التي يشك الناس فيها دون خوف وخشية وحدوث ما يزعجهم منه، ومن الشك ما يخالطه خوف وخشية، وهو الشك المريب، وذلك أن رابه الأمر يعني أخافه وأزعجه وأساءه كما في الصحيح: (فاطمة بضعة مني يريبني ما أرابها).
وهذا حال قوم صالح من قضية الإيمان بالله وحده، وترك عبادة من سواه، فهم مع الشك وعدم ترجح شيء في نفوسهم تجاه ما يدعوهم صالح إليه، إلا إنه أزعجهم وأخافهم هذا الأمر، وكانوا يخشون عاقبة دعوته هذه لهم، وفي وجل منها، فلذاك وصفوا الشك فيها بأنها مريب مزعج.
الفرق بين القياس
والتخريج الفقهي
📩 س/ شيخنا، ما الفرق بين التخريج الفقهي والقياس؟ وهل اختيارات الشيخ ابن عثيمين وترجيحاته المخالفة للمذهب تعتبر وجها في المذهب؟
▫️ج/ القياس في الشريعة وأصولها هو إلحاق فرع بأصل شرعي في حكمه بجامع العلة.
والتخريج مثله إلا أنه في المذهب، وهو إلحاق مجتهد في المذهب مسألة ليس للإمام فيها نص، بمسألة مشابهة له فيها نص، أو قياسه إياها على وفق قواعد مذهب الإمام وأصوله.
والحكم الذي يخرجه المجتهد على أصول إمامه يعد وجها في المذهب.
ويطلق التخريج أيضا على ما كان للإمام فيها قول، فيخرج المجتهد للمسألة حكما آخر مخالفا لقول الإمام فيها، قياسا على مسألة أخرى للإمام، فيكون للمسألة في المذهب قولان بالنص والتخريج، وهذا لا يقبل إلا ممن بلغ درجة الاجتهاد في المذهب وتأهل للترجيح والتخريج..
والفرق بين التخريج والترجيح: أن التخريج استنباط مجتهد في المذهب حكما للمسألة يكون وجها وقولا في المذهب، بينما الترجيح هو اختيار قول من الأقوال المتعددة في المسألة في المذهب لقوة دليله، وعليه فأهل التخريج أعلى طبقة من أهل الترجيح فقط.
والشيخ ابن عثيمين رحمه الله -كشيخه السعدي رحمه الله- مجتهد في المذهب إلا أن غالب اجتهاده هو ترجيح بين الأقوال داخل المذهب وليست تخريجا، ولا يصدق على الترجيحات بين الروايات والأقوال في المذهب اختيارات، وإنما الاختيارات هي المسائل التي يجتهد فيها المجتهد ويخالف المذهب أو مشهور المذهب بدليل جار على أصول إمامه وقواعده، فيترجح عنده قول في المسألة -موافق لقول ورواية ليست هي المذهب، أو لمذهب بعض الأئمة، أو لقول بعض الصحابة- بدلالة نصوص الشرع، فيصبح ما رجحه اختيارا له ووجها في المذهب، كاختيارات ابن تيمية وابن القيم؛ فهي وجوه في المذهب، وما يرجحه ابن عثيمين عادة من المسائل في المذهب أكثرها اختياراتهما، رحمهم الله جميعا.
•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
/channel/askDrHakem
لو كان الأمر كما يدعي جيفري ساكس لبادرت واشنطن من أول يوم لرفع العقوبات عن #سوريا ولاعترفت بنظامها الجديد ولما تجرأ المحتل الصهيوني على قصف سوريا بأشد مما كان قبل سقوط عصابة الأسد لجرها إلى حرب جديدة على الشعب السوري الذي ضربوا عليه حصارا دوليا أمريكيا روسيا وشنوا عليه حربا عدوانية طوال سنوات ثورته الأربعة عشر عاما لمنع سقوط الأسد الذي رعوه منذ جاءوا بحافظ الأب للحكم سنة ١٩٧١ م حتى سقوط ابنه ٢٠٢٥م!
هؤلاء كأسلافهم بارعون في فن التضليل الإعلامي واختلاق الأحداث وخلط الأوراق وقلب الحقائق لخدمة سياساتهم الرأسمالية ومشاريعهم الاحتلالية وحروبهم الاستعمارية ﴿كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا﴾..
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
نظام طهران قدم غزة ولبنان كبش فداء وتخلى عن ميليشياته في العراق واليمن ليصل بهذه الصفقة الأسطورية إلى المصالحة مع الشيطان الأكبر!
📎
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
د.فيصل القاسم
هو صوت الثورة السورية في الخارج ودوره في معركة تحرير سوريا في ساحات الإعلام العربي ودفاعه عن الشعب السوري وحقه في الحرية والعيش بكرامة -ودفاعه عن الأكثرية السنية التي تعرضت للتهجير والإبادة وحشده الرأي العام العربي للوقوف معها حتى بعد أن حاصرها العالم وتخلى عنها كثيرون- لا يقل أهمية عن دور فصائل الثورة في ساحات القتال في الداخل..
وسيحفظ له التاريخ والشعب السوري هذا الدور كما حفظه من قبل لقائد ثورة الجبل البطل سلطان باشا الأطرش الذي شارك في الثورة السورية الكبرى وقاتل المحتل الفرنسي ورفض تقسيم سوريا..
وحق د فيصل على سوريا الجديدة -ككل بطل من أبطالها- التكريم هو وكل إعلامي سوري وشاعر وكاتب حر وقف معها كالإعلامي الحر موسى العمر وهادي العبدالله وأبو الهدى الحمصي
وشاعر الثورة أنس الدغيم
ومنشديها إبراهيم قاشوش وعبدالباسط الساروت وقاسم جاموس رحمهم الله..
وغيرهم من أصوات الثورة السورية وأقلامها الذين أبلوا فيها بلاء حسنا ووقفوا في وجه أجرم نظام عربي طاغوتي معاصر حتى صاروا أهدافا لعمليات الاغتيال والتصفية حتى قر الله عيونهم بالنصر الذي طالما ناضلوا من أجله لتنعم سوريا وشعبها كله بكل فئاته ومكوناته بالعدل والأمن والحرية التي ثاروا من أجلها..
📎
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
#نظرات_قرآنية في #سورة_هود
- ﴿وَلَقَد جاءَت رُسُلُنا إِبراهيمَ بِالبُشرى قالوا سَلامًا قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَن جاءَ بِعِجلٍ حَنيذٍ فَلَمّا رَأى أَيدِيَهُم لا تَصِلُ إِلَيهِ نَكِرَهُم وَأَوجَسَ مِنهُم خيفَةً قالوا لا تَخَف إِنّا أُرسِلنا إِلى قَومِ لوطٍ وَامرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَت فَبَشَّرناها بِإِسحاقَ وَمِن وَراءِ إِسحاقَ يَعقوبَ قالَت يا وَيلَتى أَأَلِدُ وَأَنا عَجوزٌ وَهذا بَعلي شَيخًا إِنَّ هذا لَشَيءٌ عَجيبٌ قالوا أَتَعجَبينَ مِن أَمرِ اللَّهِ رَحمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيكُم أَهلَ البَيتِ إِنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ﴾ [هود: ٦٩-٧٣]
🔸 قصت هذه الآيات خبر إبراهيم ولوط، بعد قصة صالح وثمود، وتكرر هذا الإرداف بين القصتين في عدة سور، كما في سورة الحج: ﴿وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير﴾ [الحج: ٤٢-٤٤].
وفي قوله: ﴿وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب﴾ [ص: ١٣].
وهذا الإرداف في قص أخبار هذه الأمم راعى الحدوث الزماني، والتجاور المكاني، فقد كان وجود قوم ثمود ما بين سنة ٣٠٠٠ - ٢٥٠٠ قبل تاريخ المسيح، وكان قوم إبراهيم، وقوم لوط ما بين سنة ٢٠٠٠ - ١٨٠٠ قبل تاريخ المسيح.
🔸 وقد كان لوط أول من آمن مع إبراهيم، وهو ابن أخيه، وهاجر معه من أرض قومه الكلدان بالعراق، إلى أرض كنعان بالشام، كما قال تعالى عن إبراهيم بعد نجاته من النار: ﴿فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم﴾ [العنكبوت: ٢٦].
وقال: ﴿ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين﴾ [الأنبياء: ٧١].
🔸 فكان إبراهيم وابن أخيه لوط أول مهاجرينِ في سبيل الله، ثم بعد الهجرة ذهب كل منهما يدعو إلى الله وتوحيده، فأقام إبراهيم قرب مدينة الخليل في أرض فلسطين، وأقام لوط في أرض سدوم وعمورة في جنوب الشام على البحر الميت، حتى غدا لوط واحدا منهم لغةً ونسبةً بحكم المجاورة والمصاهرة لقوله تعالى في سورة الشعراء عنه: ﴿كذبت قوم لوط المرسلين إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون إني لكم رسول أمين﴾ [الشعراء: ١٦٠-١٦٢]، فأخوّته لهم ليست أخوة نسب، فإنه جاءهم مهاجرا من أرض العراق، واستقر بين ظهرانيهم زمنا طويلا حتى لم يعد غريبا أو أجنبيا عنهم، لقوله تعالى: ﴿وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم﴾ [إبراهيم: ٤]، فقد صاروا قومه يعرف لسانهم، ويعرفونه.
ثم بعثه الله نبيا فيهم يدعوهم إلى الإيمان بالله، وعبادته وحده لا شريك له، وترك ما هم عليه من فساد أخلاقي.
🔸 وقد ابتدأ خبره هنا بقصة إبراهيم وضيفه من الملائكة، حين نزلوا به، فألقوا عليه السلام ﴿قالوا سلاما﴾ تطمينا له وتأمينا، فقد كان في مكان مخوف في بادية كنعان، فرد عليهم إبراهيم التحية بأحسن منها ﴿قال سلامٌ﴾ منا عليكم، والرفع في تحيته ﴿سلام﴾ مبتدأ لخبر محذوف تقديره (عليكم)، جملة اسمية تفيد الثبوت والاستقرار، وهي أبلغ من تحيتهم بالجملة الفعلية ﴿سلاما﴾ وهو مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره (نسلم سلاما)، وهي تدل على بلوغ إبراهيم عليه السلام غاية الكمال في الخلق والأدب الإنساني الذي أهله لمرتبة الخلة، فهو خليل الله، الذي تخلق بكل ما يحبه الله ويرضاه له، أدبا في القول، وكرما في الفعل، وسخاء في المال.
🔸 ولم يعرف إبراهيم ضيوفه في أول الأمر، فقد كانوا على هيئة بشر، وقولهم له ﴿سلاما﴾، بشارة بسلام عظيم عليه، وعلى ذريته ممن هو على ملته حنيفا مسلما، سلام من الله وأمن لهم وعليهم في الدنيا والآخرة ﴿أولئك لهم الأمن وهم مهتدون﴾[الأنعام:٨٢]، فجاءت لفظة سلام منكرة لتعظيم شأنه وأثره في حياته وبعد وفاته، وذلك أن حياة إبراهيم قبلها كانت محفوفة بالخوف وبالفتن والمحن مع أبيه حين هدده ففارقه، ثم مع قومه حين أرادوا قتله أو حرقه، ثم مع ملك الكلدان لما حاججه وتوعده، ثم فر بدينه مهاجرا، إلى الشام، ثم إلى مصر وتعرض للمحن فيها حتى أخذ الملك فيها زوجته سارة، فنجاه الله منه، فعاد إلى الشام، فكان الجزاء له على صبره وثباته السلام الدائم، والأمن التام، له ولذريته من بعده ممن اتبع ملته، فكان دينه الإسلام، وتحيته السلام، وعاقبته السلام، فلم يتعرض إبراهيم بعد هذه الزيارة والبشارة إلى خوف قط.
"سايكس بيكو"
والجحيم الأمريكي
من إعلان مبادئ ويلسون
إلى إبراهيمية ترامب
بقلم: أ.د. حاكم المطيري
الأمين العام لمؤتمر الأمة
كان الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون أول من رفض اتفاقية "سايكس بيكو" السرية ١٩١٦م التي تقاسمت بموجبها بريطانيا وفرنسا وروسيا أقاليم الخلافة الإسلامية العثمانية وقال حين اطلع عليها: (إنها معاهدة تستولد حروبا لا تنتهي في الشرق الأوسط) ويعني حروبا بين القوى الأوربية وأمريكا!
ولم يوافق ويلسون على هذه الاتفاقية والانضمام إلى الحلفاء إلا بعد إعلان مبادئه سنة ١٩١٨ التي بشر بها شعوب المنطقة بما فيها الشعب السوري بالحرية والسلام -والتي لم تنعم بها حتى اليوم بعد مئة عام- وبعد أن ضمن حصة الولايات المتحدة في السيطرة على المنطقة:
١- اقتصاديا : بالسماح للشركات الأمريكية بالحصول على التنقيب عن النفط واستخراجه وفتح الأسواق أمامها.
٢- ودينيا: بالسماح للإرساليات الإنجيلية البرتستانتية التبشيرية بممارسة نشاطها من خلال المستشفيات الأمريكية.
٣- وثقافيا وسياسيا: بالسماح بافتتاح الجامعات الأمريكية التي ابتدأت أول فروعها بالقاهرة ١٩١٩ لتخريج أول أفواج الطابور الخامس العربي جنسا ولسانا الأمريكي هوى وروحا وثقافة -بديلا عن الطابور الخامس الفرانكفوني الذي ابتدأ تخريجه منذ حملة نابليون على مصر والطابور البريطاني الماسوني الذي ابتدأ بتخريجه باحتلال مصر ١٨٨٢م- وما زالت أفواجه تحكم عواصم العالم العربي منذ أول انقلاب عسكري أمريكي جاء بحسني الزعيم لحكم سوريا سنة ١٩٤٩ وتنفيذ خطط واشنطن في المنطقة بعد أن آلت إليها مستعمرات بريطانيا وفرنسا فيها بعد الحرب العالمية الثانية!
لقد ظلت روسيا وأوربا تشارك الولايات المتحدة في احتلال الشرق الأوسط بموجب اتفاقية "سايكس بيكو" واستحقاقات النصر الذي تحقق للحملة العسكرية المشتركة والتحالف بين الدول الصليبية الثلاث (بريطانيا البروتستانتية وفرنسا الكاثوليكية وروسيا الأثوذكسية) في الحرب العالمية الأولى وهو ما حافظت عليه واشنطن إلى حد ما حتى في فترة الحرب الباردة بينها وبين روسيا الشيوعية اللادينية!
وقد بدأت رغبة واشنطن بالاستفراد بالمنطقة تزداد منذ اتفاقية كامب ديفيد ١٩٧٨م ثم حرب الخليج الأولى سنة ١٩٩٠م وهي فترة تفكك الاتحاد السوفيتي الروسي وظهور ما عرف بعد ذلك بفترة القطب الواحد الأمريكي الذي تولت فيه واشنطن وحدها قيادة العالم ثم تراجع نفوذها بعد إعلان بوش الابن الحملة الصليبية الأخيرة مطلع الألفية الثالثة بغزو أفغانستان ٢٠٠١م ثم العراق ٢٠٠٣ ثم حصار ثورة الشعب السوري ٢٠١٣ حيث احتاجت واشنطن أوربا وروسيا لإنجاح حملتها الصليبية حتى جاء ترامب بالإعلان عن مشروعه الإبراهيمي سنة ٢٠١٧ والذي يقوم على دمج المحتل الصهيوني في المنطقة العربية -من خلال وحدة تشاركية بين الدول العربية وإسرائيل والتطبيع بينها وقيادة تل أبيب لها- والذي كرست اتفاقية سايكس بيكو تقسيمها وأعاقت بذلك دمجها بما يجعل منها سوقا كبرى للمنتجات الأمريكية تنافس السوق الأوربية والاتحاد الأوربي الذي قرر ترامب التخلي عنه والاستفراد بالمنطقة وثرواتها وحده، وصناعة بديل شرق أوسطي أمريكي تعيد واشنطن من خلاله التحكم في النظام الدولي، وحصار الصين شرقا وروسيا شمالا وأوربا غربا؛ ليعود الجميع إلى بيت الطاعة الأمريكي ولا يمكن تحقيق ذلك كله في ظل اتفاقية "سايكس بيكو" الذي حذر ويلسون من تداعياتها المستقبلية على مصالح أمريكا ونفوذها وهو ما قرر ترامب حسمه!
لتبقى الولايات المتحدة التي تحاصر #غزة اليوم وتقتل وتهجر شعبها -كما فعلت بالأمس في #العراق و #سوريا- هي العدو الأول لشعوب المنطقة مهما بشرت بالسلام الأمريكي الذي قتل وهجر خلال ثلاثين سنة عشرين مليون عربي في العراق وسوريا وفلسطين وعشرين مليون مسلم في أفغانستان!
خرج الثعلب يوما
بثياب الواعظينا
مخطئ من ظن يوما
أن للثعلب دينا!
٢٨/ ١١/ ١٤٤٦هـ
٢٦/ ٥/ ٢٠٢٥م
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
ما الذي يجري!
باختصار
ما يجري للمنطقة من تحولات كبرى هو نتيجة طبيعية لتراجع النفوذ الغربي (الأمريكي الأوربي الروسي) بعد هزيمته في تركيا سنة ٢٠١٦ وأفغانستان سنة ٢٠٢١ وسوريا سنة ٢٠٢٤ وهو نهاية لحكم الأقليات الطائفية والحزبية والأسرية التي جاء بها المحتل الغربي - وانحازت إلى حملته الصليبية التي شنها منذ ١٩١٤م على الخلافة العثمانية - لضمان خرائط سايكس بيكو ودولها الوظيفية!
لقد استعادت الأمة وشعوبها في تركيا وأفغانستان وسوريا السلطة وحررت دولها من المحتل ومن حكم الأقليات والنخب الوظيفية الاستعمارية التي فرضها وهو ما سيحدث قريبا في كل دول المنطقة!
فلن تبقى أي حكومة لا تمثل الأكثرية وستزول كل أنظمة الحكم الأقلية سواء كانت جمهوريات طائفية أو حزبية أو ملكيات وراثية أسرية أو أنظمة تحكمها الأقلية العسكرية!
إنها عودة الأمة وشعوبها من جديد بعد مئة عام من هزيمتها وغيابها عن الحكم وهو ما أدركه الغرب اليوم الذي يحاول إقامة علاقات جديدة مع شعوب المنطقة ليحافظ على ما بقي له من نفوذ دولي قبل أن يرحل نهائيا خلال العقد القادم!
📎
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
الظلم وسقوط الدول!
قال رسول الله ﷺ يحذر أمته من عاقبة الظلم ونهايته: (إذا رأت أمتي الظالم ولم تأخذ على يديه عمهم الله بعقاب من عنده)!
وقال أيضا: (لا يقدس الله أمة لا يقضى فيها بالحق ولا يأخذ فيها الضعيف حقه من القوي غير متعتع)!
وصدق الله ﴿وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا﴾ [الإسراء: ١٦].
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
#نظرات_قرآنية في #سورة_هود
- ﴿ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ إن ربك هو القوي العزيز وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين كأن لم يغنوا فيها ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعدا لثمود﴾ [هود: ٦٤-٦٨]
/channel/DrHAKEM/13456
📎
/channel/DrHAKEM/13457
📎
/channel/DrHAKEM/13458
📎
https://tinyurl.com/8wr86xw7
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
🔸 فاشترط الله عليهم أن يتركوها ترعى وتشرب، ولا يمسوها بسوء، فقال هنا: ﴿ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب﴾، وقال في سورة الأعراف: ﴿ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم﴾، فقد توعدهم الله بعذاب قريب سريع يعاجلهم به، وأليم لا يطيقون شدته، ومع ذلك كله عتوا وعصوا وعقروا الناقة ﴿فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين﴾ [الأعراف: ٧٧].
فتبين من فعلهم ذلك بأنهم قد بلغوا الغاية في كبرهم وعتوهم وطغيانهم، وذلك أنهم نُهوا عن مسها بسوء، وهو يشمل أدنى سوء وأذى، كما يفيده لفظ النكرة (سوء) في سياق النهي من دلالة العموم والشمول، فأبوا إلا أن يقترفوا أشد السوء بعقرها ونحرها، فأرسلوا أشقاهم فاجترأ عليها فذبحها، كما قال في سورة القمر: ﴿فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر﴾، وقال هنا: ﴿فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب﴾.
وقال في سورة الشمس: ﴿كذبت ثمود بطغواها إذ انبعث أشقاها فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها﴾، فأسند الفعل تارة لعاقر الناقة، وتارة لهم جميعا، مع أن الذي عقرها رجل واحد منهم، وذلك أن الآمر بالقتل كالفاعل له اختيارا، فكلهم في الجريمة والعقوبة سواء، وقد كان هذا من الملأ الذين استكبروا، كما قال تعالى عنهم: ﴿قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين﴾ [الأعراف: ٧٥-٧٧].
وقد جاء في الصحيح عن عبدالله بن زمعة سمعت النبي ﷺ، وذكر الذي عقر الناقة، قال: (انتدب لها رجل ذو عز ومنعة في قومه كأبي زمعة).
فهو إنما فعل ما فعل بالناقة معتزا بقومه، ممتنعا عن العقوبة بهم، فعمهم الله بالعذاب كلهم.
🔸 ولم يكتف الملأ بعقر الناقة، بل تواطئوا حين عقروها على قتل صالح نفسه بياتا وهو نائم، وتقاسموا على ذلك، كما تقاسم مشركو مكة على قتل النبي محمد ﷺ وهو على فراش نومه، وقد ذكر في سورة النمل قصة الرهط التسعة الذين عزموا على قتل النبي صالح فقال عنهم: ﴿وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون﴾ [النمل: ٤٨-٤٩].
🔸 وقد حدد الله وقوع العذاب في مدة ثلاثة أيام؛ ليجعل لهم فرصة للتوبة والإنابة، فتقاسموا بدلا من ذلك على قتل نبيهم، وقد استنبط عمر -رضي الله عنه- وهو خليفة من هذه القصة حكمين قضائيين: الأول: القصاص من الجماعة بالواحد، فقتل سبعة من أهل اليمن قتلوا واحدا غيلة، وقال: (لو تمالأ عليه أهل صنعاء جميعا لقتلتهم به).
والثاني في استتابة من ارتد ثلاثة أيام.
وهو دليل على أن قصص الأنبياء في القرآن مصدر للأحكام أيضا، وأن شرعهم شرع لنا، ما لم يُنسخ في شرعنا.
🔸 وقد حلّ بهم العذاب في موعده، ونوع الله لهم صور العذاب الأليم، فأخذتهم الرجفة، ثم الصيحة، ثم الصاعقة، ثم الدمدمة، كما قال تعالى في الأعراف: ﴿فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين ﴾.
فرجفت بهم الأرض فزلزلت أركانهم، ثم أتبعها الله بالصيحة التي صخت آذانهم، وخلعت قلوبهم ﴿فكيف كان عذابي ونذر إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر﴾ [القمر: ٢٧-٣١].
والهشيم: الشجر المهشوم، والمحتظر: هو الذي يجعل له حظيرة من الشجر اليابس، وهو أسرع ما يكون احتراقا إذ علقت به النار، فيصبح رمادا تذروه الرياح في لحظة، وهي الصاعقة التي حرقتهم ﴿وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون فما استطاعوا من قيام وما كانوا منتصرين﴾ [الذاريات: ٤٣-٤٥].
ثم دمدم الله عليهم الأرض، فأطبقت عليهم، وسواها بهم ﴿فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها﴾[الشمس:١٤]
🔸 وقد أنجى الله صالح ومن معه من المؤمنين المستضعفين، وأهلك المستكبرين الظالمين، ﴿فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا﴾ ولا يعارض ذلك كون نجاتهم بسبب إيمانهم ومعيتهم لنبي الله صالح كما سبق بيانه في قصة هود، ﴿ومن خزي يومئذ﴾ أي: هوانه وذلته، ﴿إن ربك هو القوي العزيز﴾ الذي لا يُسامى ولا يُغالب عزة وعلوا وقدرة.
سوريا الجديدة
والصراع الدولي
كل تعزيز للعلاقات بين #سوريا الجديدة ودول العالم العربي والإسلامي خطوة مهمة ضرورية، وهو على المستوى الإستراتيجي في صالح الأمة وشعوبها، بقطع النظر عن مدى استفادة الأنظمة الآنية للتقارب ذاته، فالأنظمة والدول متغيرة بطبيعتها مهما طالت مدتها، بينما الأمة وشعوبها وأرضها ثابت دائم أبدا حتى يرث الله الأرض ومن عليها كما قال النبي ﷺ: (إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها)!
وحاجة أمريكا اليوم إلى الدول العربية والإسلامية أشد من حاجتهما لها، فلا تستطيع واشنطن المحافظة على نفوذها الدولي الاقتصادي والسياسي -في ظل تنامي النفوذ الصيني والتنمر الروسي- دون ضمان وقوف دول العالم العربي والإسلامي معها التي باتت اليوم بيضة القبان ورمانة الميزان في ترجيح كفة الصراع الدولي، وهي من نقاط القوة التي تستطيع الدول المركزية في العالم العربي والإسلامي -خاصة تركيا- استثمارها لصالح دوله وشعوبه التي أضعفها التشرذم والصراع والتخلف السياسي والاقتصادي حتى أخرجها ذلك عن دائرة الفعل والتأثير وأخضعها للتبعية للقوى الدولية منذ سقوط الخلافة العثمانية حتى اليوم.
إن حاجة واشنطن لرفع العقوبات عن سوريا الجديدة أشد من حاجة دمشق نفسها، فلا تستطيع أمريكا ترك سوريا تفتح أبوابها وأسواقها للصين كما فعلت أفغانستان لتخرج أمريكا من الشرق الأوسط -درة التاج الأمريكي- تدريجيا اقتصاديا وسياسيا كما تخرج عسكريا!
إن مَن فرض على ترامب رفع العقوبات عن سوريا -مع أهمية الدعم العربي والتركي- هي الثورة السورية نفسها، وثبات الشعب السوري الذي رفض لمدة ١٤ سنة كل الخطوط الحمراء الإقليمية والدولية على ثورته، وفرض إرادته على العالم كله في معركة تحرير وطنه، كانت خلالها واشنطن نفسها تشارك في قصف مدنه وحصارها، وهي التي وضعت خطا أحمر على الثورة المسلحة منذ أول شهر وصرحت رسميا مرارا وتكرارا أنه لا حل عسكريا في سوريا إلا وفق قرارات جنيف! ثم أدركت أمريكا -بعد سقوط الأسد والتفاف الثورة حول قيادتها وعجز القوى الانفصالية عن وقف اندفاع الثورة نحو أهدافها بتحرير سوريا وتوحيدها- أنها في حاجة سوريا والعالم العربي وتركيا والعالم الإسلامي أشد من حاجة العرب والمسلمين لها، وأنها لا تستطيع مواجهة الصين شرقا وروسيا شمالا إلا بالعالمين العربي والإسلامي، تماما كما حدث في الحرب العالمية الأولى والثانية، فمن يضمن الشرق الأوسط يضمن السيطرة على العالم؛ وهو ما يوفر لدوله المركزية وسوريا من أهمها فرض شروطها وتعزيز سيادتها لصالح شعبها وشعوب الأمة كلها، وأولها: وقف العدوان على #غزة وتحرير #القدس و #المسجد_الأقصى!
أ.د. حاكم المطيري
الأمين العام لمؤتمر الأمة
١٧ / ١١/ ١٤٤٦هـ
١٥ / ٥ / ٢٠٢٥م
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
رحم الله الشيخ الداعية الخطيب سعد البريك وجعل ما أصابه كفارة له ورفعا لدرجته وعظم الله أجر أهله وذويه ومحبيه وأحسن عزاءهم فيه
وقد كانت قراءته في دروس الشيخ ابن باز رحمهما الله مميزة مؤثرة وغاية في الاتقان وحسن الأداء على الطريقة النجدية فنسأل الله لهما ولنا جميعا الفردوس الأعلى من الجنة والورود على حوض نبيه ﷺ والشرب منه شربة لا نظمأ بعدها أبدا
آمين آمين
📎
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
قدوم مبارك
وهنيئا لكم بدمشق حرةً
وهنيئا لها بعودة علمائها الأبرار وأهلها الأخيار
وقد أخبرني شيخنا -حفظه الله- قبل قليل بسفره غدا لوطنه بعد غياب نصف قرن مهاجرا في سبيل الله رافضا لظلم الطغاة صابرا محتسبا كملايين السوريين الذين أبوا الضيم وآثروا الصبر حتى أتى الله بالفتح والنصر!
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
🔸 وقد كان جواب النبي صالح لهم في غاية الحكمة والإنصاف، فاحتج على الشك منهم، بالبينة من ربه ﴿قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي﴾، وجاء بحجته على سبيل الاحتمال فقال: ﴿أرأيتم إن كنت﴾؛ ليكون ذلك أدعى لقبولهم، ولينظروا في الأمر بعقولهم، وأدعى لتركهم العناد والمكابرة؛ لأنه احتمال عقلي لا يستطيع ذو عقل أن يقطع بنفيه، وهو من أدب الجدل، كما في قوله تعالى: ﴿وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين﴾[سبأ:٢٤].
🔸 وقد فرق النبي صالح بين البينة والرحمة فقال: ﴿على بينة من ربي وآتاني منه رحمة﴾، فالمشهور عند أهل التفسير أن البينة هي البرهان والحجة، والرحمة هي النبوة، وظاهر الآية يرشح أن البينة هي النبوة والرسالة نفسها، كما قال شعيب لقومه في سورة الأعراف: ﴿قد جاءتكم بينة من ربكم﴾، وكما في سورة البينة: ﴿حتى تأتيهم البينة . رسول من الله﴾، فالرسالة والنبوة أظهر الأدلة على وجود المرسِل سبحانه وتعالى، فلا بينة أظهر منها للرسول نفسه أولا، ولغيره ثانيا، حيث يوحى إليه مباشرة بأنه نبي ورسول من الله، فلا يستطيع دفع هذا الوحي عن نفسه وحسه، وهو يسمعه، أو يرى الملك يخاطبه، فهو بينة من ربه تفيده علما ضروريا قطعيا، ﴿وآتاني منه رحمة﴾ والرحمة كما يظهر هنا هي الهداية بالنبوة والبينة إلى صراط الله المستقيم، فهي أجلّ نعمة ورحمة يؤتاها المؤمن في الدنيا.
ويرشح هذا المعنى قوله بعده: ﴿فمن ينصرني﴾ ويمنعني من الله ﴿إن عصيته﴾ وخالفت هداه وصراطه المستقيم، ﴿فما تزيدونني﴾ إن أطعتكم ورضيت بالملك والرئاسة والسيادة وعصيت الله إلا تخسيرا، والخسارة النقص والعدم للشيء، وهو أيضا من أفراد القرآن، ولم يرد إلا في هذا الموضع، وذلك أن قومه يرون بإصراره على دعوته خسارته إياهم، وخسارته للرئاسة عليهم، والسيادة فيهم، وهي في نظرهم أعظم خسارة يخسرها أحد في الدنيا، فكان رده عليهم بنقيض ذلك، وأنهم بهذا العرض الذي يعرضونه عليه، وباستجابته لهم -لو فعل- لا يزيدونه إلا خسارة وتخسيرا، لا نجاة ولا فلاح له من بعده.
ويحتمل المعنى أيضا لن ينصرني من الله إن أطعتكم أحد، ولن يمنعني أحد، ولا يزيدني نصركم لي في مثل هذا الحال إلا خسارة.
#تدبر
📎مجموع النظرات
https://tinyurl.com/8wr86xw7
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
اللهم احفظ #إسطنبول وأهلها وكل #تركيا وشعبها من كل مكروه
قال النبي ﷺ: (إن هذه الآيات يخوف الله بها عباده فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره)، وقال أيضا: (فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا حتى تنجلي).
#Türkiye
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
📩 س/ كيف نجمع بين الحديث النبوي: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة ... ) والحديث القدسي: (كلكم ضال إلا من هديته)؟
▫️ج/ لا تعارض بينهما، فالحديث الأول عن مرحلة الولادة والطفولة والفطرة قبل الانحراف والتعرض للإغواء الشيطاني، والثاني بعد التكليف، فلا هدى إلا بالله، ويفسرهما الحديث الصحيح: (خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين)، فكل مولود يولد حنيفا على الفطرة، ثم أبواه وأسرته تتولى تنشئته على دينها، وتبدأ الشياطين تغويه حين يبلغ التكليف وتزين له الشر، كما في قوله تعالى عنه: ﴿لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين. إلا عبادك منهم المخلصين﴾، وقال تعالى: ﴿إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين﴾، وقال: ﴿فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى﴾، وكما في الحديث: (كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم)، والاستهداء لا يكون إلا من المكلف العاقل البالغ الذي يكون عرضة للإغواء، فلا نجاة إلا باتباع هدى الله.
•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
/channel/askDrHakem
الحملة الإعلامية المسعورة على الخلافة العثمانية هي في حقيقتها حرب صليبية بريطانية فرنسية على الإسلام نفسه لم تتوقف منذ إسقاطها عام ١٩٢٤م حتى اليوم!
وقد استطاعوا بهذه الحملة فصم عرى الوحدة بين الأمة وشعوبها وتزييف التاريخ وتشكيل وعي جمعي ممسوخ بإثارة العصبية الجاهلية القومية والوطنية وزادت حدتها بعد الربيع العربي والنهضة التركية خشية استعادة الأمة لوحدتها من جديد في أي إطار اتحادي بعد أن جربت خلال مئة عام كل المشاريع الأوربية البديلة المفروضة عليها فلم تزدد معها إلا تشرذما وضعفا وتخلفا حتى ود الرئيس السوري القومي أمين الحافظ لو قاتل العرب مع الخليفة العثماني ولم يتورطوا بالانحياز إلى الحملة الصليبية!
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
تركيا الجديدة
وتحرير العالم الإسلامي
هذا ما استشرفناه للدور التركي القادم منذ أول نشاط أقمناه فيها سنة ٢٠٠٩ في مؤتمر "نصرة غزة"!
وهذا ما ناقشناه في لقاء أكاديمي سنة ٢٠١٩ - في جامعة نجم الدين أربكان في قونيا بعنوان "التحولات في المنطقة في ظل الربيع العربي والنهضة التركية" - حول الفرصة السانحة أمام العالم الإسلامي لاستعادة دوره التاريخي وشروط قيادة تركيا له إذا تجاوزت المشروع القومي إلى مشروع الأمة الواحدة
https://m.youtube.com/watch?v=pstSITg3pus
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM
اليوم في (أكاديمية علوم)
ندوة عن جهود وإسهامات
الشيخ عبد المجيد الزنداني رحمه الله
في الدعوة إلى الله
وخدمة الإسلام وقضايا الأمة
📌 العنوان والزمان في المرفق
﹎﹎﹎﹎﹎
@DrHAKEM