هل كان ابن قتيبة ينكر صفة الضحك والعَجَب؟
بعض الناس إذا ضاق بهم الدفاع عن علماء الأشاعرة ذهب يُنقِّب في مواقع المخالفين عن أي زلة لعالم سني ليقيس عليه أشعري.
مع أنك لو سألته: هل تعدُّ الأشعرية فرقة ضالة؟
سيقول: نعم.
فقل: فهُم مبتدعة ضرورة، والحق أن كلامهم مكفِّر، والعلماء الذين تأتي بهم من أهل السنة لتقيس عليهم علماء الأشاعرة ليسوا مبتدعة ولا كفاراً، فإذن الفارق واضح بين الفريقين.
غير أنهم -في سلوكهم الرديء- يتكلفون إلصاق المثالب بعلماء أهل السنة، حتى زعم زاعمهم أن ابن عباس -رضي الله عنهما- خالف معلوماً من الدين بالضرورة بعد بلوغ النص إليه! ونسبة الصحابي للكذب أهون من نسبته لشيء قبيح جداً كهذا.
ثمة شبهة ما كنا نراها إلا في مواقع بعض متعصبي المعطلة، وما توقعت أن يلوكها سني في يوم، وهي نسبة ابن قتيبة -رحمه الله- إلى إنكار صفة الضحك.
قال ابن قتيبة في «تأويل مختلف الحديث»: "قالوا حديث في التشبيه- عَجَبُ الرب وضحِكُه:
قالوا: رويتم عن النبي ﷺ أنه قال: «عجب ربكم من إلِّكم وقنوطكم، وسرعة إجابته إياكم» و«ضحك من كذا».
وإنما يعجب ويضحك، من لا يعلم، ثم يعلم فيعجب ويضحك.
قال أبو محمد:
ونحن نقول: إن العجب والضحك، ليس على ما ظنوا، وإنما هو "على حلٍّ عنده كذا، بمحلِّ ما يعجب منه، وبمحلِّ ما يضحك منه".
لأن الضاحك إنما يضحك لأمر مُعجِب له، ولذلك قال رسول الله ﷺ للأنصاري الذي ضافه ضيف، وليس في طعامه فضل عن كفايته، فأمر امرأته بإطفاء السراج ليأكل الضيف، وهو لا يشعر أن المضيف له لا يأكل".
ففهم بعض المعطلة من هذا أن ابن قتيبة ينكر صفة الضحك، وليس الأمر كذلك، وإنما هو ينكر أن يكون ضحك رب العالمين على جهة جهل منه سبحانه بالمضحوك منه، وهذا واضح، فهو ينقل عنهم: "إنما يضحك ويعجب من لا يعلم" فينسبون لله الضحك والعجب المقترن بالجهل ويدَّعون أن ذلك ظاهر النص.
فردَّ عليهم بنفي لزوم ذلك وبيان وجه تخصيص هذه الأمور بالضحك منها والعجب منها من دون بقية المعلومات.
قال ابن قتيبة في كتابه «الاختلاف في اللفظ» وهو يرد على المعطلة: "وأنكروا الحديث الآخر: ((يحمل الأرض على إصبع وكذا على إصبع وكذا على إصبع)) لأن الإصبع ههنا لا يجوز أن تكون النعمة.
وقالوا في الضحك هو مثل قول العرب: ضحكت الأرض بالنبات. إذا طلع فيها ضروب الزهر، وضحكت الطلعة: إذا انفتق كافورها عن بياضها، وضحك المزن: إذا لمع فيه البرق.
وليس من هذه شيء إلا وللضحك فيه معنى حدث فإن كان الضحك الذي فروا منه فيه تشبيه بالإنسان فإن في هذا تشبيهاً بهذه المعاني".
وكلام ابن قتيبة في الإثبات كثير جداً.
قال ابن قتيبة في «الاختلاف في اللفظ»: "وعدل القول في هذه الأخبار أن نؤمن بما صح منها بنقل الثقات لها فنؤمن بالرؤية والتجلي وإنه يعجب وينزل إلى السماء الدنيا وأنه على العرش استوى وبالنفس واليدين من غير أن نقول في ذلك بكيفية أو بحد أو أن نقيس على ما جاء ما لم يأت فنرجو أن نكون في ذلك القول والعقد على سبيل النجاة غداً إن شاء الله تعالى".
فانظر كيف ذكر صفة العُجب مع الصفات المثبتة لله عز وجل.
وكلامه في العلو مشهور معروف، استدل به ابن تيمية والذهبي.
قال أبو يعلى في «إبطال التأويلات»: "وقد ذكر ابن قتيبة هذا التأويل فِي كتاب اللفظ وأجاب عنه بأنه إن كان في الضحك الذي فروا منه تشبيه بالإنسان، فإن في هذا تشبيها بهذه المعاني".
فنقل كلام ابن قتيبة مستدلاً به على الإثبات.
وقال أيضاً: "وقد ذكر ابن قتيبة هذا الحديث في كتاب الغريب، وقاد قوله: يبشبش من البشاشة وهو يتفعل فحمل الخبر على ظاهره ولم يتأوله".
وما الفرق بين التبشبش والضحك؟
كان ابن تيمية يقول: "الرافضي حمار اليهودي" وبعض الناس يصدق فيهم أنهم صاروا حمير المعطلة، ينقلون شبهاتهم من مواقعهم ويقيسون علماء أهل السنة المشهورين بالإثبات على من كثر إنكار الصفات في كلامه.
وليد اسماعيل صارله قرابة الثلاثة أشهر تكلم بكلام الجهمية، ولم نسمع منكم وقتها حرفا، الآن حان وقت التحذير منه لما: "مدح بعض الناس"
وصار جاهلا في كل الملفات وحتى ملف الشيعة متشنج فيه.
رأيتم حزبية وشللية كهذه من قبل؟ هؤلاء فعلا هم متصدرو الساحة والذين يسميهم الناس شيخ فلان وشيخ علان؟
بئسا، الوضع كارثي فعلا.
ربنا يجيب العواقب سليمة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْذَعِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى , قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ , يَقُولُ:
"لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ أَشْهَدَ بِالزُّورِ مِنَ الرَّافِضَةِ ".
الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي صـ126
قال ابن الأعرابي في معجمه (989) :
"نا أسامة، نا هارون بن سعيد، نا خالد بن نزار قال: قال سفيان الثوري:
لا تزهد في علم وإن خالف رأيك، فلعل رأيك أن يؤول إليه يوما ما ".
تطبيق أندرويد لعمل ملفات الترجمة Srt للفيديوهات | يفيد في ترجمة المقاطع الدعوية
#ترشيحات_سني
من أصول أهل السنة عدم الخوض في ما شجر بين الصحابة و الإمساك عن أخطائهم وتحميل كلامهم أحسن المحامل.
ما الذي فهمه بعض من يدعي السنة اليوم؟ فَهِم من هذا أنْ نخوض فيما شجر بين الصحابة في سياق الدفاع عن الجهمية وتحميل كلامهم أسوء المحامل حتى نقيس الجهمية عليهم.
-أسامة لعايض
• إذا سرّ استنار وجهه كأنّ وجهه قطعة قمر ﷺ :
قَالَ كَعْبٌ: فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ قَالَ: وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنَ السُّرُورِ وَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ قَالَ: فَقُلْتُ: أَمِنْ عِنْدِكَ يَا رَسُولَ اللهِ أَمْ مِنْ عِنْدِ اللهِ؟ فَقَالَ: لَا بَلْ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ كَأَنَّ وَجْهَهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ، قَالَ: وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ.
رواه مسلم في صحيحه مطولاً (2769) - باب التوبة : باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه - الناشر: دار الطباعة العامرة - تركيا، ط الأولى 1433هـ
روى ابن أبي الدنيا بإسناد صحيح في مكائد الشيطان [ 42 ]:
وَحَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الصَّفَّارُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ:
"ما بعث الله نبيا إلا لم ييأس إِبْلِيسُ أَنْ يُهْلِكَهُ بِالنِّسَاءِ ".
هذا المقال كتب في 25 ديسمبر لعام 2022
أي أنه اقترب من اتمام سنتين..!
سنتين يا مؤمن ولازالوا يحتجون بهذه الحجة البالية بفهمهم البليد وقلة اطلاعهم على تراث شيخ الإسلام وجهلهم بفهم السياق!
يا رجل تعبتونا بهذه المسرحية
ابتكروا حجج جديدة بدلا من هذه السخافة
هذا الشاب ابن لولا الآغا، لمن لا يعرفها هي واحدة من آلاف النساء اللآتي اغتصبن في سجون سوريا
لولا الآغا قاموا بتعذيبها هي و زوجها بدون أي سبب، قاموا بتجريدها من ملابسها أمام زوجها و هو مكبّل بالأصفاد فاغتصبوها أمامه و قالوا له انظر لها تُغتصب
تقول هي : لا أتذكر شيئا غير أنني مع صراخي أغلقت عيني لأنني لم أستطع النظر في وجه زوجي، و كنت أسمع صراخ زوجي، صراخا يوقظ الميّت من قبره.. لوهلة هدأ الصوت، ظننت أنه أغمي عليه من بشاعة المنظر
لكن مات المسكين من الحسرة، مات من الذل و الهوان الذي عايشه، مات من قهر الرجال .. و فاضت روحه إلى بارئها 
وفاته كفيلة بأن توضح لك شعوره حينها، مات جالسا..
و هذا ابنها معلّقا على مقطع حول والدته.. فقمت بأخذ سكرين شوت لكلامه و أخفيت اسمه
كيف شعوره والله ؟
هذا القليل مما وقع في كل من سوريا و العراق بسبب الروافض، و تدعون الناس للألفة و التوافق معهم ؟
فليلعنكم الله و إيّاهم أجمعين
- منقول
خذوا هذا المنشور وضعوه في وجه المتأيرنين جميعا كالنقادي وغيره.
لعنة الله عليكم واحدا واحدا يا نعال، لا تنفكون تكونون نعالا.
ويستمر المشاغب سعدون المطوع طعنه في أهل السنة والصاق تهم المخالفين حتى يعتذر لأئمة الأشعرية ويجد لهم منفذا بتقديم قرابين الأنبياء والصحابة والسلف وعلماء أهل الحديث المتأخرين…
رد الشيخ الخليفي على هذه السفالة 👇🏻👇🏻👇🏻
قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله :
وقال لي شيخُ الإسلام رضي الله عنه ــ وقد جعلتُ أوردُ عليه إيرادًا بعد إيراد ــ :
"لا تجعل قلبَك للإيرادات والشبهات مثل السِّفِنْجَة، فيتشرَّبها، فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المُصْمَتة، تمرُّ الشبهاتُ بظاهرها ولا تستقرُّ فيها، فيراها بصفائه، ويدفعُها بصلابته، وإلا فإذا أَشْرَبتَ قلبَك كلَّ شبهةٍ تمرُّ عليك صار مقرًّا للشبهات". أو كما قال؛ فما أعلمُ أني انتفعتُ بوصيَّةٍ في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك.
كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة لابن القيم - تحقيق: عبد الرحمن بن حسن بن قائد - الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت) ، ط الثالثة 1440هـ - 2019م، جـ1صـ395
عند سعدون المطوع "الوسطي"، النبي يونس عليه السلام اعتقد اعتقادا كفريا لأنه ظن أن الله لن يُضيق عليه، فبالله عليكم هل هذا طالب علم ؟
هل ظنُّ العبد بربه خيرا وأن ربه لن يضيق عليه كفر أم إحسان ظن بالله ؟!
من له تواصل مع ش.عثمان الخميس فليقل له أن يلجم صبيه
في الحقيقة هذا المقطع فيه اعتراف عزيز.
أن أحمد ديدات مناظر النصارى الشهير لما كان عارفاً بكتب النصارى أكثر من الكتاب والسنة وقع في نقد أمور في النصرانية لها نظير في القرآن والسنة، وهذا جعل بعض الزنادقة يأخذون نقده ويعكسونه على القرآن.
وهذا أمر نبَّه عليه غير واحد، وقد نبهت عليه في نقدٍ لبعض الباحثين الذين نقدوا كتاب النصارى، فانتقد ثبوت صفات لله عز وجل في كتابهم، هذه الصفات لها نظير في القرآن والسنة عندنا، وليست من قبيل المنفي فنبَّهته.
وهناك من ينتقد شرائع معينة ويصفها بالوحشية أو نحوها بذوقه فقط، فيأتي بعض الناس وينزل ذلك على أحكام شرعية عندنا فيها ردع ورحمة.
وهذا أيضاً ينطبق على نقاد الشيعة.
والمثال الذي ذكره يبيِّن مسألة أعمق، وهي أن انحراف أهل الضلال في بعض الأبواب ونقدهم لغير المسلمين بناءً على ضلالهم يفتح الباب لنقد الكتاب والسنة.
فتراه جهمياً ويسخر من نصوص الصفات في كتب أهل الكتاب، ثم تجد لذلك نظيراً في القرآن والسنة، فيكون في حقيقة أمره قد انتقد النص الشرعي باسم نقد النصرانية.
وقد ذكر شيخ الزيدي يحيى بن حمزة المتوفى عام 745 في كتابه «الطراز لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز» أن جماعة من الملاحدة طعنوا في القرآن بزعمهم أن ظواهر نصوصه تشبيه للخالق بالمخلوق، ولا يخفى أن هذه شبهة الجهمية بالأساس، ومن فروعهم الأشعرية والماتردية ويستخدمون أداة متكلفة يسمونها التأويل، وهي تمحُّل وتحريف ولا تأتي بمقنع.
أضف كلام الدكتور ذاكر نايك لكلام الزيدي يحيى بن حمزة الذي يميل أصالة إلى التعطيل؛ تعرف خطورة هذه الضلالات وأثرها على الدعوة للإسلام.
الأمة التي تصنع من أهل الإجرام أبطالاً أمامها شوط بعيد الأمد من التعقل و إعادة التأهيل لتقوم على قدميها
Читать полностью…=
أين الانشغال بـ ”البناء“ العلمي عن الماجريات؟
قبل أعوام كان هناك دعوة عريضة لقراءة كتاب الماجريات لابراهيم السكران -فرج اللّٰه عنه-، وهو كتاب يحكي مؤلفه ضرر انشغال الشباب بالأمور السياسية عن البناء العلمي الجاد، وقد دخلت قنوات عدد ممن كان هذا خطابه في السنوات الماضية فإذا الغالب فيها هو ما يُسمى انهماكا في الماجريات!
وأدعوك لتفقُّد الأمر! بل قد تعدَّى الأمر إلى أمر أكبر!
فمثلا: المُسمى بأبي عبيدة النقادي يخترع دينا جديدا يُسميه بـ: ”تحليلاتي‘‘ يوالي ويعادي عليها وكأنها عقيدة.
فإذا قلت بصدق تحليلاتي فأنت في أمان.
أما إذا خالفتها فسأتسلط عليك، حتى الذين كانوا إلى وقت قريب أصحابه كمحمد سمير صار لا يُبالي بهم بالة ويُلمح لكونهم عملاء!
-وبلا حياء- يطلب مناظرة مخالفيه في هكذا أمر.
يا إخوة، أليس هؤلاء من صدعوا رؤوسنا بمسألة تأجيل مباحث العقيدة بحجة أنهم لا يرون لها نفعا حاضرا؟
أسألك باللّٰه ماهو النفع الحاضر من مسألة تكليم الناس في أمر التمييع مع الرافضة على شركهم وبلاياهم؟ أليس هذا فيه ضرر على عقائد العامة؟
ماهو النفع الحاضر من محاولة إقناع الناس أن ما يحصل ليس مسرحية؟ فرضا كان مسرحية أو لم يكن؛ ماهو الفارق المؤثر في المسألة ككل؟
وهو يصنع هذا الأمر مع لمز من يسميهم بالمداخلة ومصطلحات يربطها بهم كالعقيدة والتوحيد وحربهم على الرافضة، ويجعل هذا الأخير خصيصة بمن يسميهم مداخلة ودول الخليج! وهذا أسلوب ساقط يعود بالوبال على عقائد العامة.
وللآن لم نر وقفة صادقة في وجه هذا الشخص وأمثاله، ولكن من سيقف له؟ إذا كان الذين كانوا يُحدثوننا في الأمس القريب عن الاهتمام بكتاب الماجريات هم اليوم غارقون في الماجريات؟
القاعدة الرابعة: أن مشركي زماننا أغلظ شركا من الأولين، لأن الأولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة، ومشركو زماننا شركهم دائما في الرخاء والشدة.
والدليل قوله تعالى:
{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت : 65]
-كتاب القواعد الأربعة للمجدد محمد بن عبد الوهاب النجدي (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب الجزء الأول) - تـ: عبد العزيز بن عبد الرحمن السعيد وغيره، الناشر: جامعة الأمام محمد بن سعود، الرياض - صـ202
روى ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات [ 96 ]:
حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا حماد بن زيد ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن خيثمة ، عن عبد الله بن عمرو، قال :
"إذا مرض المسلم مرضا قضى فيه، قال الله للملكين اللذين يكتبان عمله :
اكتبا له أوثقته مثل عمله إذا كان طليقا حتى أعافيه أو أكفته إلي".
خلاصة تحصينية في الفهم السلفي لموضوع الصفات
الأشياء القائمة بنفسها إما لها وجود خارجي عيني أو معدومة والمعدومات على نوعين منها القابل للوجود ولكنه معدوم مثل فيل يطير بأجنحة مثلاً ومنها مستحيل الوجود مثل فيل هو أسد من كل الوجوه فهذا ممتنع لذاته لأن فيه جمعاً بين النقيضين
الأشياء التي لها وجود عيني في الخارج أو كما نقول وجود حقيقي أكمل من المعدومات ولا شك وهي من جهة اتصافها بصفات الكمال على أحوال
الحال الأول : غير القابل لبعض هذه الصفات ولكونه غير قابل فلا يوصف بها سلباً وإيجاباً مثل الجدار مع السمع والبصر فلا يقال جدار سميع بصير ولا يقال جدار أعمى أصم
الحال الثاني : القابل ولكنه غير متصف مثاله إنسان أعمى هو قابل لأن يكون بصيراً ولكنه فقد بصره أو لم يبصر قط وهذا أكمل من النوع السابق لقابليته وكل الناس يرون الكائن الحي أكمل من الجمادات
الحال الثالث : القابل المتصف على نقص في الاتصاف وهذا حال الكائنات الحية كلها مع صفات الكمال فإنك تجد فيها علماً وسمعاً وبصراً وقدرة ولكن كل ذلك يتفاوت ويلحقه النقص .
وبقي القسم الأخير وكان حقه أن يجعل الأول ولكن جعلنا هكذا للترتيب وهو المتصف بصفات الكمال وهو رب العالمين تقدس اسمه فهو منزه عن مشابهة المعدومات المعدومات الممكنة والممتنعة ومنزه عن مشابهة الجمادات ومنزه عن مشابهة القابلات الفاقدة ومنزه عن مشابهة القابلات الناقصة تعالى اسمه
ولهذا قوله تعالى : ( ليس كمثله شيء ) لا يعضد قول المعطلة فهم يجعلون النفي هو فيشبهونه بالمعدومات الممتنعات كقولهم ( لا داخل العالم ولا خارجه ) أو يشبهونه بالجمادات في مثل قولهم ( منزه عن الأعضاء ) ويريدون بالأعضاء ما ورد في النصوص من الوجه واليد فالتشبيه لاحق بهم على كل حال فإن قالوا نثبت هذه المعاني على وجه لا يشبه فيه غيره قلنا فكذلك أثبتوا ظواهر النصوص على وجه لا تشبيه فيه وينتهي الأمر بدلاً من هذا التشويش العظيم على ظواهر الوحي
وبقي تنبيه على أن هناك صفات هي كمال في المخلوق لنقصه ونقص في الخالق لكماله مثل التزاوج والتكاثر فالإنسان لأنه يلحقه الموت كان من كماله أن يكون له نسل والله عز وجل غني عن ذلك تقدس اسمه والمعطلة يخلطون بين هذا الباب وما يقوله النصارى من نسبة رب العالمين للصاحبة والولد فانتهوا إلى أن ظواهر النصوص قررت نحواً من كفر النصارى وقال بذلك طوائف من أعيان الأمة ولا حول ولا قوة إلا بالله !
ولو أورد عليهم ملحد أو قرمطي أن إثبات السمع أو البصر تشبيه لما وجدوا أحسن من الكلام الموجود أعلاه للرد على القرمطة ، وبعضهم مسكين يستدل بما لم يستدل كبار المعطلة قديماً فيقول هل الله يحتاج إلى أن تكون له من الصفات كذا وكذا وهذا يشبه كلام الملاحدة وتشويشهم فصفات الله عز وجل من الله من كماله لا يقال أنه يحتاج لها لأنها منه سبحانه كما لا يقال يحتاج إلى نفسه ! تعالى الله عما يقولون ثم إن رب العالمين خلق ملائكة أظهر بهم كماله وهم من كماله فأظهر كماله بكماله وما فهم أحد أنه مفتقر إليهم تقدس اسمه بل هم المفتقرون إليه وكما قلنا أظهر كماله بكماله فما بالك بصفته القائمة بذاته سبحانه وتعالى وهنا نقرب لهم أشد التقريب والله يعفو عنا على هذا التنزل مع هؤلاء السوفطائيين
سليم الفطرة إذا سمع ( يحبهم ويحبونه ) و ( الراحمون يرحمهم الرحمن ) يفهم بكل يسر أن اتصاف الأول الذي لا بداية له بهذه الأوصاف من محبة ورحمة على ما يليق به وأنه وهب أكمل مخلوقاته هذه الصفات على ما يليق بهم وهكذا يخرج المرء من التعطيل والتشبيه ويقف مع ظواهر النصوص وسلف الأمة بعيداً عن تشويش المعطلة وتشبيههم لرب العالمين بالمعدومات الممتنعات وعامة من يقول بالتعطيل اليوم لا يفهم حقيقة الشبهات التي أدت بأسلافه إلى هذا القول وإنما تجد شبهته متوسطة في الخلط بين الأقسام السابقة فيظن أنه ليس ثمة إلا القسم الثالث فقط ويعتبر إثبات الصفة تشبيهاً به من هذا الجانب وينسى الأقسام الأخرى وينسى أنه يثبت لله صفات كمال يقع اسمها على المخلوقات على ما يليق بهم ، ومما يدلك على عدم وعيهم بالأمر أَن بعضهم لما أورد عليه أن قولهم لا داخل العالم ولا خارجه رفع للنقيضين صار يورد أمثلة على رفع النقيضين في غير القابلات كقولك الجدار لا يبصر ولا يعمى فهربوا من تشبيه متوهم إلى تشبيه محقق بل القول بأنه لا داخل العالم ولا خارجه تشبيه بالممتنعات عند التأمل لأنه فرع عن عدم إثبات وجود حقيقي خارجي لله ولهذا اعتبر السلف قولهم هذا أعظم الكفر.
الصحابة هااا؟!
﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَىٰ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَىٰ أَصْنَامٍ لَّهُمْ ۚ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَٰهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ۚ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴾
[الأعراف : 138]
تلميذ عثمان الخميس محتاج يقرا القرآن ويتأدب مع الصحابة
هل وصف شيخ الإسلام ابن تيمية النووي بالإمام ؟
كتب الشيخ محمد بن شمس الدين بحثًا طويًلا تفصيليًا في عقائد النووي وجاء بأحكام السلف على أصحاب تلك العقائد فخرج أحدهم عن الرد التقليدي المعروف =السب والشتم والافتراء] وقرر أن يبحث عن كلمة النووي في كتب شيخ الإسلام فوجد في كتابه الإيمان الأوسط وصف النووي بالإمامة ففرح بها وخرج يرد بها على الشيخ محمد ! والحق أن هذه الكلمة هي من الجزء الأخير في كتاب الإيمان الأوسط لابن تيمية وهذا القسم من الكتاب لا يثبت عنه رحمه الله وتأميم النووي في هذا الكتاب هو من ضمن التتمة التي طعن عليها العلماء.
وقبل الشروع في هذا،هل فعلا تقبلون كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ؟
فقد قال" وأيْضًا فَيُقالُ لِهَؤُلاءِ الجَهْمِيَّة الكُلّابِيَة - كَصاحِبِ هَذا الكَلامِ أبِي مُحَمَّدٍ وأمْثالِهِ - كَيْفَ تَدَعُونَ طَرِيقَةَ السَّلَفِ وغايَةُ ما عِنْدَ السَّلَفِ: أنْ يَكُونُوا يُبَيِّنْهُ غَيْرُهُ حَتّى جَعَلَهُمْ فِي قَمْعِ السِّمْسِمَةِ.(مجموع الفتاوى ٤/١٥٨)
فهذا ابن تيمية يصف العز بن عبد السلام وأصحابه بأنهم جهمية كلابية فهل تقبلون هذا الكلام ؟
نرجع لبحثنا ، يقول الشيخ عبد العزيز عبد اللطيف:-
" تتمة كتاب الإيمان الأوسط :
حقق د. علي الزهراني كتاب الإيمان الأوسط، وبذل جهداً مشكوراً في دراسته
والتعليق عليه، والذي يهمنا أن كتاب الإيمان الأوسط طبع ناقصاً - كما في مجموع الفتاوى
لابن قاسم وغيره- ثم إن الباحث عثر على زيادة تصل إلى سبع وعشرين صفحة
وجزم أنها تكمل النقص، وأنها تتمة لكتاب الإيمان الأوسط.
لكن الباحث مع هذا الجزم والقطع لم يورد أدلة على هذه الدعوى! اللهم إلا أنه
احتج بأن في هذه الزيادة نصوصاً من رسالة الحسبة لابن تيمية، وليس هذا دليلاً
معتبراً، إذ يحتمل أن هذه النصوص والنقول لخصها أحد تلاميذ ابن تيمية – أو النشاخ -
من رسالة الحسبة، ومما يؤكد أن هذه النقول من تلخيص التلاميذ، ما جاء في الزيادة: [وكان شيخنا يقول: الشريعة المحمدية]
وأما قول الباحث: «أننا إذا لم نقل بذلك فالكتاب يعتبر ناقصاً. » وهذا تعليل عليل! واللائق حذفه، فمتى كان مجرد نقص الكتاب مبرراً أو مسوغاً أن يلحق به ما ليس
متحققاً منه؟!
ثم إن هذه النسخة الخطية التي فيها تلك الزيادة- والتي جعلها المحقق هي
الأصل- حافلة بالأخطاء، بل إن المحقق يرجح في مواطن متعددة ما جاء في النسخة
الخطية الأخرى- بدون تلك الزيادة- ومطبوع ابن قاسم، وهذا بين ظاهر لمن طالع
الكتاب وحواشيه.
ومما يشكك في هذه الزيادة أن الصفحات العشر الأولى منها تغاير نفس ابن تيمية، ولا تنسجم مع أسلوبه ولا منهجه، فهي نقول متناثرة غير متسقة، ولا يظهر فيها
تحقيق ولا تحرير، ولا يبدو صلتها لا بموضوع الإحسان، ولا بمسائل الأسماء والأحكام
عموماً – وهو موضوع الكتاب-، إضافة إلى أن هذه الصفحات على سبيل الإجمال ليس
لها -حسب إطلاعي – ذكر أو ورود في مؤلفات ابن تيمية الأخرى.
وجاء في التتمة أثر الفضيل بن عياض: (أخلصه وأصوبه) مسنداً لأبي القاسم القشيري، ومقالة القشيري في تعريف الإخلاص)، وهذا لا يتفق مع سائر مؤلفات ابن
تيمية، فإن أثر الفضيل قد تكرر في غير موطن من مؤلفات ابن تيمية دون هذا العزو)،
ولم يعهد عن المؤلف الاحتفاء بمقالة للقشيري، وإنها المعهود عنه أنه انتقد القشيري
ورسالته كما جاء مبسوطاً في كتاب الاستقامة.
فجاء في التتمة أثر علي – ، وأطلق عليه «الإمام»، ولم يعرف عن ابن تيمية استعمال ذلك، وإنها يصف عليا * بأمير المؤمنين .وأورد في التتمة قوله تعالى: «واتقوا الله ويعلمكم الله *
[البقرة، آية: ٢٨٢]، واحتج بها على أن التقوى وخشية الله سبب حصول العلم، وهذا خلاف ما قرره ابن تيمية بقوله: «وقد شاع في لسان العامة أن قوله تعالى:
«واتقوا الله ويعلمكم الله » دليل على أن التقوى سبب تعليم الله، وأكثر الفضلاء
يطعنون في هذه الدلالة؛ لأنه لم يربط الفعل الثاني بالأول ربط الجزاء بالشرط، فلم يقل:
واتقوا الله يعلمكم، ولا قال فيعلمكم، وإنما أتى بواو العطف، وليس من العطف ما
يقتضي أن الأول سبب الثاني..» .
كما أن في التتمة طعناً في حديث «الدنيا ملعونة..» كما في العبارة التالية: «وكيف
يصح أن الدنيا ملعونة، وليس من رزق، ولا من نعمة، ينالها العبد إلا على ظهرها» .
وهذا منقوض بقول المؤلف رحمه الله -: (وهذا معنى ما يروى عن النبي ﷺ أنه قال: (الدنيا معلونة ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه). رواه الترمذي وغيره» . إضافة إلى أن النصوص المأخوذة من رسالة (الحسبة)، إنما هو مجرد نقل مع تقديم وتأخير، واختصار وتصرف يسير، فلا تضيف فائدة، ولا تعطي مزيداً أو قدراً زائداً عما في (الحسبة)، وهذا خلاف المعهود من تراث ابن تيمية، فإن المسألة الواحدة وإن تكررت أصلها في غير موطن، إلا أن لكل موطن ما يخصه ويميزه في أسلوبه ومادته.. وهذا يؤكد أن هذه النقول المنتقاة من (الحسبة) إنما هي تصرف النساخ أو بعض التلاميذ كما سبق الإشارة إليه."هــ ..